ليالي بيشاور

ليالي بيشاور4%

ليالي بيشاور مؤلف:
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 1205

ليالي بيشاور
  • البداية
  • السابق
  • 1205 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 235801 / تحميل: 3892
الحجم الحجم الحجم
ليالي بيشاور

ليالي بيشاور

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

وكان ثقة، ثبتا، صحيح السماع، كثير الحديث

سمعت الأزهري يقول: كان ابن شاذان ثقة ثبتا حجة

ثقة، مأمون، فاضل، كثير الكتب، صاحب أصول حسان »(١) .

(٧٨)

رواية ابن بيري الواسطي

وهو: أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل المتوفى حدود سنة: ٣٩٠.

وقد عرفت روايته من أسانيد الفقيه ابن المغازلي الشافعي.

السمعاني : « بيري، وهو اسم جدّ أبي بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري الواسطي، ثقة صدوق من أهل واسط. روى مسند أحمد بن علي ابن سنان القطّان روى عنه »(٢) .

(٧٩)

رواية أبي طاهر المخلّص

وهو: محمّد بن عبد الرحمن البغدادي المتوفى سنة: ٣٩٣.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الخطيب : « كان ثقة »(٣) .

الذهبي: « الشيخ المحدّث المعمّر الصّدوق »(٤) .

وراجع:

المنتظم ٧ / ٢٢٥، اللباب ٣ / ١٨١، النجوم الزاهرة ٤ / ٢٠٨.

____________________

(١). تاريخ بغداد ٤ / ١٨.

(٢). الأنساب ١ / ٤٣٠.

(٣). تاريخ بغداد ٢ / ٣٢٢.

(٤). سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٧٨.

٦١

(٨٠)

رواية الإسماعيلي

وهو: أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي المتوفى سنة: ٣٩٦.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الخطيب : « كان ثقة فاضلا، فقيها على مذهب الشافعي، وكان سخيّا جوادا مفضلا على أهل العلم، والرّياسة بجرجان اليوم في ولده وأهل بيته »(١) .

الذهبي : « العلاّمة شيخ الشافعيّة قال حمزة السّهمي: كان أبو سعد إمام زمانه، مقدّما في الفقه وأصوله والعربيّة والكتابة والشروط والكلام، صنّف في اصول الفقه كتابا كبيرا، وتخرّج به جماعة، مع الورع الثخين والمجاهدة والنصح للإسلام »(٢) .

(٨١)

رواية عبد الوهاب الكلابي

وهو: المعروف بابن أخي تبوك المتوفى سنة: ٣٩٦.

قال: « حدّثنا أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم الحلواني قال: حدّثنا يوسف بن عدي قال: حدّثنا حماد بن المختار - من أهل الكوفة - عن عبد الملك بن عمير، عن أنس بن مالك قال:

اهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير، فوضع بين يديه، فقال:

____________________

(١). تاريخ بغداد ٦ / ٣٠٩.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٧ / ٨٧.

٦٢

اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي، قال: فجاء علي بن أبي طالب فدقّ الباب، قلت: من ذا؟ قال: أنا علي. قال قلت: النبيّ على حاجة. فأتى ثلاث مرّات، كلّ ذلك يجئ فأردّه، فضرب الباب برجله فدخل، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هلمّ ما حبسك؟ قال: قد جئت ثلاث مرّات، كلّ ذلك يقول: النبيّ على حاجة. فقال لي: ما حملك على ذلك؟ قال قلت: كنت أحبّ أن يكون رجل من قومي »(١) .

ترجمته:

الذهبي : « الكلابي، المحدّث الصّادق المعمّر، أبو الحسين، عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد بن موسى الكلابي الدمشقي أخو تبوك. حدّث عن حدّث عنه ومات في ربيع الأول سنة ٣٩٦، وله ٩٠ تسعون سنة.

قاله عبد العزيز الكتّاني وقال:

كان ثقة نبيلا مأمونا »(٢) .

(٨٢)

رواية ابن طاوان

وهو: أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب المتوفى سنة:

وقد عرفت روايته من أسانيد الفقيه ابن المغازلي.

السمعاني : « أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب بن طاوان البزاز الواسطي الطاواني، من أهل واسط، له رحلة إلى البصرة روى عنه: أبو محمّد عبد العزيز بن محمّد بن محمّد النخشبي، وذكر أنّه سمع منه بواسط »(٣) .

____________________

(١). مناقب علي بن أبي طالب. الحديث رقم: ١٨.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٥٧.

(٣). الأنساب - الطّاواني ٨ / ١٨٠.

٦٣

(٨٣)

رواية المعدّل الواسطي

وهو: محمّد بن عثمان بن سمعان المتوفى سنة

وتعلم روايته من أسانيد الفقيه ابن المغازلي.

الخطيب : « أدركته ولم يقض لي السّماع عنه، وكتب عنه أصحابنا: وكان ثقة »(١) .

(٨٤)

رواية ابن النجار التميمي الكوفي

وهو: أبو الحسن محمّد بن جعفر النحوي، المتوفّى سنة: ٤٠٢.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الخطيب : « من أهل الكوفة، قدم بغداد، وحدّث بها عن ومحمّد ابن القاسم بن زكريّا المحاربي قال العتيقي: ثقة »(٢) .

(٨٥)

رواية البرجي

وهو: الفرج عثمان بن أحمد البرجي المتوفى سنة: ٤٠٦.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

السمعاني : « والمشهور بها: أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق بن بندار البرجي، من أهل أصبهان، كان ثقة، يروي عن: أبي جعفر محمّد بن

____________________

(١). تاريخ بغداد ٣ / ٥٢.

(٢). تاريخ بغداد ٢ / ١٥٨.

٦٤

عمر بن حفص الجورجيري، روى عنه: أبو عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي، وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ، وغيرهما. وتوفي ليلة الفطر من سنة ٤٠٦. وكانت ولادته سنة ٣١٢»(١) .

(٨٦)

رواية ابن البيّع

وهو: أبو محمّد عبد الله بن عبيد الله البغدادي المتوفى سنة: ٤٠٨.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ الكنجي.

الذهبي : « الشيخ المعمّر، مسند بغداد حدّث عن القاضي أبي عبد الله المحاملي حدّث عنه: أبو الغنائم محمّد بن أبي عثمان

قال الخطيب: كان يسكن بدرب اليهود، وكان ثقة، لم ارزق السّماع منه، وأعرف لمـّا ذهبوا إليه، فلم أذهب لأجل الحر. مات في رجب سنة ٤٠٨ وله ٨٧ سنة »(٢) .

(٨٧)

رواية ابن أبي الجراح المروزي

وهو: أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد المرزباني الجرّاحي المتوفى سنة: ٤١٢.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ الكنجي.

الذهبي : « الشيخ الصالح الثقة قال أبو سعد السّمعاني: توفي سنة ٤١٢ إن شاء الله. قال: وهو صالح ثقة »(٣) .

____________________

(١). الأنساب ١ / ٣١١. البرجي.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٢١.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٥٧.

٦٥

(٨٨)

رواية أبي علي ابن شاذان

وهو: أبو علي الحسن بن أبي بكر أحمد ابن شاذان البغدادي البزاز المتوفى سنة: ٤٢٥.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الخطيب : « كتبنا عنه وكان صدوقا صحيح الكتاب، »(١) .

الذهبي : « الإمام الفاضل الصدوق مسند العراق حدّث عنه: الخطيب، والبيهقي، وأبو إسحاق الشيرازي و » ثم نقل ثقته عن غير واحد(٢) .

وله ترجمة في:

المنتظم ٨ / ٨٦، البداية والنهاية ١٢ / ٣٩، الجواهر المضيّة ٢ / ٣٨.

(٨٩)

رواية السّهمي

وهو: أبو القاسم حمزة بن يوسف الجرجاني المتوفى سنة: ٤٢٧ أو ٤٢٨.

قال:

« جعفر بن محمّد بن محمّد بن عامر، أبو محمّد الدينوري. روى بجرجان عن محمّد بن إسماعيل الأصفهاني. حدّثنا عبد الله بن عدي الحافظ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن محمّد الدّينوري - بجرجان - حدّثنا محمّد بن

____________________

(١). تاريخ بغداد ٧ / ٢٧٩.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤١٥.

٦٦

إسماعيل الأصفهاني، حدّثنا أبو مكيس - يعني دينار - قال: سمعت أنس بن مالك يقول: اهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طائر فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك.

وذكر الحديث »(١) .

ترجمته:

الذهبي : « الإمام الحافظ، المحدّث المتقن، المصنّف، محدّث جرجان حدّث عنه: أبو بكر البيهقي و وصنّف التصانيف، وتكلّم في العلل والرّجال »(٢) .

(٩٠)

رواية ابن السمسار

وهو: أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين الدمشقي المتوفى سنة: ٤٣٣.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الذهبي : « الشيخ الجليل المسند العالم كان مسند أهل الشام في زمانه، حدّث عنه: عبد العزيز الكتّاني، وأبو نصر بن طلاب، وأبو القاسم المصيّصي، والحسن بن أحمد بن أبي الحديد، والفقيه نصر بن إبراهيم، وأحمد بن عبد المنعم الكريدي، وسعد بن علي الزنجاني، وآخرون.

قال الكتّاني: كان فيه تشيّع وتساهل. وقال أبو الوليد الباجي: فيه تشيع يفضي به إلى الرفض، وهو قليل المعرفة، في أصوله سقم.

مات ابن السمسار في صفر سنة ٤٣٣ وقد كمل التسعين، وتفرّد بالرواية عن ابن أبي العقب وطائفة، ولعلّ تشيّعه كان تقية لا سجيّة، فإنّه من بيت

____________________

(١). تاريخ جرجان: ١٧٦.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٦٩.

٦٧

الحديث. ولكن غلت الشام في زمانه بالرفض »(١) .

(٩١)

رواية أبي طالب السّوادي

وهو: محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج بن الأزهر المتوفى سنة: ٤٤٥.

وقد عرفت روايته من أسانيد الفقيه ابن المغازلي الشّافعي.

الخطيب : « سمع أبا حفص ابن الزيّات، والحسين بن محمّد بن عبيد العسكري، وعلي بن محمّد بن لؤلؤ الورّاق، ومحمّد بن إسحاق القطيعي، ومحمّد بن المظفر، وأبا بكر ابن شاذان.

كتبنا عنه، وكان صدوقا »(٢) .

(٩٢)

رواية ابن العشّاري الحربي البغدادي

وهو: أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح ابن العشّاري الحربي المتوفى سنة: ٤٥١.

وقد عرفت روايته من أسانيد الفقيه ابن المغازلي الشافعي.

الخطيب : « سمع: علي بن عمر السكري، وأبا حفص ابن شاهين، وأبا الحسن الدار قطني، ويوسف بن عمر القوّاس، وأبا الهيثم بن حبابة، وخلقا من هذه الطبقة.

كتبت عنه، وكان ثقة ديّنا صالحا »(٣) .

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٠٦.

(٢). تاريخ بغداد ١ / ٣١٩.

(٣). تاريخ بغداد ٣ / ١٠٧.

٦٨

(٩٣)

رواية أبي سعد الجنزرودي

وهو: محمّد بن عبد الرحمن النيسابوري، المتوفى سنة: ٤٥٣.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الذهبي : « الشيخ الفقيه، الإمام الأديب، النحوي، الطبيب، مسند خراسان عنه: البيهقي: والسّكري، وروى الكثير، وانتهى إليه علوّ الإسناد. حدّث عنه: إسماعيل بن عبد الغافر »(١) .

وله ترجمة في:

الأنساب ١٠ / ٤٧٩، الوافي بالوفيات ٣ / ٢٣١، بغية الوعاة ١ / ١٥٧.

(٩٤)

رواية أبي محمّد الجوهري

وهو: الحسن بن علي بن محمّد أبو محمّد، المتوفى سنة: ٤٥٤.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الخطيب : « كتبنا عنه وكان ثقة أمينا كثير السّماع »(٢) .

الذهبي : « الشيخ الإمام، المحدّث الصدوق، مسند الآفاق وكان من بحور الرواية، روى الكثير، وأملى مجالس عدّة »(٣) .

وله ترجمة في:

المنتظم ٨ / ٢٢٧، الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٤، اللباب ١ / ٣١٣.

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٠١.

(٢). تاريخ بغداد ٧ / ٣٩٣.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٨ / ٦٨.

٦٩

(٩٥)

رواية سبط بحرويه

وهو: إبراهيم بن منصور السّلمي الكرّاني الاصبهاني المتوفى سنة: ٤٥٥.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الذهبي : « الشيخ الصالح، الثقة المعمر، أبو القاسم سمع مسند أبي يعلى الموصلي من أبي بكر بن المقرئ، وكتاب التفسير لعبد الرزاق.

حدّث عنه: يحيى بن مندة وقال: كانرحمه‌الله صالحا عفيفا، ثقيل السمع، مات في ربيع الأول سنة ٤٥٥.

قلت : وحدّث عنه أيضا: وفاطمة العلوية أم المجتبى، وآخرون »(١) .

(٩٦)

رواية ابن الآبنوسي

وهو: أبو الحسين محمّد بن أحمد البغدادي المتوفى سنة: ٤٥٧.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الخطيب : « كتبت عنه وكان سماعه صحيحا »(٢) .

الذهبي : « الشيخ الثقة أبو الحسين سمع أبا القاسم ابن حبابة، والدار قطني، وابن شاهين قال الخطيب »(٣) .

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٨ / ٧٣.

(٢). تاريخ بغداد ١ / ٣٥٦.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٨ / ٨٥.

٧٠

(٩٧)

رواية أبو الحسن الحسن آبادي

وهو: علي بن محمّد بن أحمد المعروف بابن أبي عيسى، المتوفى بعد سنة: ٤٦٠.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

السمعاني : « كان شيخا ثقة صدوقا مكثرا من الحديث، يرجع إلى فضل ودراية روى لنا عنه ابن عمّه أبو الخير عبد السلام »(١) .

(٩٨)

رواية ابن المهتدي

وهو: أبو الحسين محمّد بن علي العبّاسي البغدادي المتوفى سنة: ٤٦٥.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الخطيب : « كتبت عنه وكان فاضلا نبيلا ثقة صدوقا، وولي القضاء بمدينة المنصور وما اتّصل بها، وهو ممن اشتهر ذكره وشاع أمره بالصلاح والعبادة، حتى كان يقال له: راهب بني هاشم »(٢) .

الذهبي : « الإمام العالم الخطيب، المحدّث الحجة، مسند العراق » ثم نقل ثقته عن: الخطيب والسمعاني، وأبيّ النرسي، وابن خيرون وغيرهم(٣) .

____________________

(١). الأنساب ٢ / ٢٢٠ - الحسن آبادي.

(٢). تاريخ بغداد ٣ / ١٠٨.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٤١.

٧١

وتوجد ترجمته أيضا في:

المنتظم ٨ / ٢٨٣، الوافي بالوفيات ٤ / ١٣٧، الكامل ١٠ / ٨٨.

(٩٩)

رواية الكتّاني

وهو: أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد التميمي الدمشقي المتوفى سنة: ٤٦٦.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الذهبي : « الكتّاني، الإمام الحافظ المفيد، الصدوق، محدّث دمشق، حدّث عنه: الخطيب، والحميدي، وأبو الفتيان الدهستاني، وأبو القاسم النسيب، وهبة الله ابن الأكفاني

وجمع وصنف، ومعرفته متوسطة، وأول سماعه في سنة ٤٠٧.

قال ابن ماكولا: كتب عنّي وكتبت عنه، وهو مكثر متقن.

وقال الخطيب: ثقة أمين.

وقال ابن الأكفاني: كان كثير التلاوة، صدوقا، سليم المذهب »(١) .

(١٠٠)

رواية ابن النقور

وهو: أبو الحسين أحمد بن محمّد البغدادي البزّاز المتوفى سنة: ٤٧٠.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الخطيب : « كان صدوقا »(٢) .

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٤٨.

(٢). تاريخ بغداد ٤ / ٣٨١.

٧٢

الذهبي: « الشيخ الجليل، الصدوق، مسند العراق وكان صحيح السماع، متحريّا في الرواية » ثم نقل ثقته عن جماعة(١) .

ابن الجوزي : كذلك(٢) .

(١٠١)

رواية أبي المظفر الكوسج

وهو: محمود بن جعفر التميمي الأصبهاني المتوفى سنة: ٤٧٣.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الذهبي : « روى عن: عم أبيه الحسين بن أحمد، والحسين بن علي ابن البغدادي. وعنه: إسماعيل بن محمّد الحافظ

عدل مرضي. توفي سنة ٤٧٣ »(٣) .

(١٠٢)

رواية أبي القاسم ابن مسعدة

وهو: إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل الإسماعيلي الجرجاني المتوفى سنة: ٤٧٤.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الذهبي : « الإمام المفتي، الرئيس وكان صدرا، معظّما، إماما، وعاظا، بليغا، له النظم والنثر، وسعة العلم. روى ابن السمرقندي عنه كتاب الكامل لا بن عدي »(٤) .

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٧٢.

(٢). المنتظم ٨ / ٣١٤.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٤٩.

(٤). سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٦٤.

٧٣

وله ترجمة في:

المنتظم ٩ / ١٠، الوافي بالوفيات ٩ / ٢٢٣، الكامل ١٠ / ١٤١.

(١٠٣)

رواية الغورجي

وهو: أبو بكر أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل المتوفى سنة: ٤٨١.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ الكنجي.

الذهبي : « الشيخ الثقة الجليل وثّقه المحدّث الحسين بن محمّد الكتبي. توفي في ذي الحجة سنة ٤٨١ بهراة، وهو في عشر التسعين »(١) .

وله ترجمة في:

المنتظم ٩ / ٤٤، الكامل ١٠ / ١٦٨، اللباب ٢ / ٣٩٣ وغيرها.

(١٠٤)

رواية أبي نصر الترياقي

وهو: عبد العزيز بن محمّد الهروي المتوفى سنة: ٤٨٣.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ الكنجي.

الذهبي : « الشيخ الإمام الأديب المعمّر الثقة »(٢) .

وله ترجمة في:

الأنساب ٣ / ٥٠، العبر ٣ / ٣٠٢، معجم البلدان ٢ / ٢٨.

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٩ / ٧.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٩ / ٦.

٧٤

(١٠٥)

رواية أبي الغنائم الدقاق

وهو: محمّد بن علي بن الحسن البغدادي المتوفى سنة: ٤٨٥.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ الكنجي.

الذهبي : « الشيخ الجليل، الصالح، المسند، وكان خيّرا ديّنا، كثير السماع »(١) .

وله ترجمة في:

المنتظم ٩ / ٥٤، الوافي بالوفيات ٤ / ١٤١، شذرات الذهب ٣ / ٣٦٩.

(١٠٦)

رواية ابن خلف

وهو: أبو بكر أحمد بن علي النيسابوري، المتوفى سنة: ٤٨٧.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الذهبي : « الشيخ العلاّمة النحوي سمع في سنة ٤٠٤ ثم بعدها من أبي عبد الله الحاكم قال عبد الغافر أما شيخنا ابن خلف فهو الأديب المحدّث، المتقن، الصحيح السماع، أبو بكر، ما رأينا شيخا أروع منه، ولا أشدّ إتقانا، حصل على خطّ وافر من العربية، وكان لا يسامح في فوات لفظة مما يقرأ عليه، ويراجع في المشكلات، ويبالغ، رحل إليه العلماء، سمّعه أبوه الكثير، وأملى على الصحة، وسمعنا منه الكثير.

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٨٩.

٧٥

قال إسماعيل بن محمّد الحافظ: كان حسن السّيرة، من أهل الفضل والعلم، محتاطاً في الأخذ، ثقةً.

وقال السمعاني: كان فاضلاً، عارفاً باللّغة والأدب ومعاني الحديث، في كمال العفّة والورع.

مات في ربيع الأول سنة ٤٨٧ »(١) .

(١٠٧)

رواية القاضي الأزدي

وهو: أبو عامر محمود بن القاسم المهلَّبي الهروي الشافعي المتوفى سنة: ٤٨٧.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ الكنجي.

الذهبي : « الشيخ الإِمام المسند القاضي أبو عامر من كبار أئمة المذهب، حدّث بجامع الترمذي عن عبد الجبّار الجرّاحي. قال أبو النضر الفامي: شيخ عديم النظير زهداً وصلاحاً وعفّةً قال السمعاني: هو جليل القدر كبير المحلّ عالم فاضل وقال أبو جعفر بن أبي علي: كان شيخ الإِسلام يزور أبا عامر ويعوده إذا مرض ويتبرَّك بدعائه »(٢) .

وله ترجمة في:

طبقات السبكي ٥ / ٣٢٧، العبر ٣ / ٣١٨ وغيرهما.

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٧٨.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٢.

٧٦

(١٠٨)

رواية ابن سوسن

وهو: أبو بكر أحمد بن المظفر بن حسين التمّار المتوفى سنة: ٥٠٣.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ الكنجي.

الذهبي : « الشيخ المعمّر حدّث عن: أبي علي ابن شاذان، وأبي القاسم الحرفي، وعبد الملك بن بشران. حدّث عنه: إسماعيل ابن السمرقندي، وعبد الوهّاب الأنماطي، وأبو طاهر السلفي، ويحيى بن شاكر، وآخرون.

قال: الأنماطي: شيخ مقارب »(١) .

(١٠٩)

رواية اسماعيل ابن البيهقي

وهو: أبو علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين، المتوفى سنة: ٥٠٧.

وتعلم روايته من أسناد الخوارزمي المكي.

ابن الجوزي : « كان فاضلاً مرضي الطريقة »(٢) .

الذهبي : « الفقيه الإِمام، شيخ القضاة، وكان عارفاً بالمذهب، مدرساً، جليل القدر ...»(٣) .

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٤١.

(٢). المنتظم ١٧ / ١٣٤ حوادث ٥٠٧.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣١٣.

٧٧

(١١٠)

رواية ابن الأكفاني

وهو: أبو محمّد هبة بن أحمد الأنصاري الدمشقي المتوفى سنة: ٥٢٤.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الذهبي : « الشيخ الإِمام، المفنّن المحدّث الأمين، مفيد الشام، أبو محمّد حدّث عنه ابن عساكر قال ابن عساكر: سمعت منه الكثير وكان ثقة ثبتاً متيقظاً، معنيّاً بالحديث وجمعه وقال السلفي: هو حافظ مكثر ثقة، كان تاريخ الشام، كتب الكثير »(١) .

وله ترجمة في عدّةٍ من المصادر.

(١١١)

رواية ابن البنّاء

وهو: أحمد بن الحسن بن أحمد البغدادي المتوفى سنة: ٥٢٧.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الذهبي : « الشيخ الصالح الثقة، مسند بغداد سمع أبا محمّد الجوهري، وتفرّد عنه بأجزاء عالية، وأبا الحسين ابن حسنون النرسي، والقاضي أبا يعلى ابن الفرّاء حدّث عنه: السلفي، وابن عساكر، وأبو موسى المديني

وكان من بقايا الثّقات »(٢) .

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٩ / ٥٧٦.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٩ / ٦٠٣.

٧٨

(١١٢)

رواية زاهر بن طاهر

وهو: النيسابوري الشحامي المتوفى سنة: ٥٣٣.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الذهبي : « الشيخ العالم، المحدّث المفيد المعمّر، مسند خراسان الشاهد روى الكثير، واستملى على جماعة، وخرّج، وجمع، وانتقى وكان ذا حبٍّ للرّواية، فرحل لمـّا شاخ، وروى الكثير ببغداد، وبهراة، وأصبهان، وهمدان، والري، والحجاز، ونيسابور قال أبو سعد السمعاني:

كان مكثراً متيقظاً، ورد علينا بمرو قصداً للرواية بها، وخرج معي إلى أصبهان، لا شغل له إلّا الرواية بها، وازدحم عليه الخلق، وكان يعرف الأجزاء، وجمع ونسخ وعمر، قرأت عليه تاريخ نيسابور في أيام قلائل ولكنّه كان يخلُّ بالصلوات إخلالاً ظاهراً »(١) .

(١١٣)

رواية أُم المجتبى

وهي: فاطمة العلوية بنت ناصر الاصبهانية، المتوفاة سنة: ٥٣٣.

ويعلم روايتها من أسانيد ابن عساكر.

وهي شيخة ابن عساكر والسمعاني، إذ قال في ترجمتها: « امرأة علوية معمرة، كتبت عنها باصبهان، وماتت في سنة ٥٣٣ »(٢) .

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٩.

(٢). التحبير ٢ / ٤٣٤ باختصار.

٧٩

(١١٤)

رواية ابن زريق

وهو: أبو منصور عبد الرحمن بن أبي غالب البغدادي القزّاز المتوفى سنة ٥٣٥.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الذهبي : « الشيخ الجليل الثقة راوي تاريخ الخطيب وله مشيخة حدّث عنه: ابن عساكر، والسمعاني وكان شيخاً صالحاً متودّداً، سليم القلب، حسن الأخلاق، صبوراً، مشتغلاً بما يعنيه وكان صحيح السماع، أثنى عليه السمعاني وغيره »(١) .

وله ترجمة في:

المنتظم ١٠ / ٩٠، الأنساب - الزريقي، العبر ٤ / ٩٥، مرآة الزّمان ٨ / ١٠٧.

(١١٥)

رواية أبي القاسم ابن السمرقندي

وهو: إسماعيل بن أحمد الدمشقي البغدادي المتوفى سنة: ٥٣٦.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر وغيره.

الذهبي : « الشيخ الإِمام المحدّث المفيد المسند، حدّث عنه: السلفي، وابن عساكر، والسمعاني،

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٦٩.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

وكان عمر السيّد الشهيد حينما قطعوا رأسه يتجاوز السبعين عاما ، وقبره إلى يومنا هذا مزار المؤمنين الشيعة ، ورأيت مكتوبا على صخرة قبره هذين البيتين :

ظالمي إطفاء نور الله كرد

قرّة العين نبي را سر بريد

سال قتلش حضرت ضامن على

گفت : نور الله سيّد شد شهيد

أي : ظالم أطفأ نور الله ، وحزّ رأس قرّة عين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال ضامن علي في تاريخ شهادته : إنّ السيّد نور الله أصبح شهيدا.

الحافظ : إنّكم تبالغون في هذه القضايا وتضخّمونها ، ونحن لا نرضى بأعمال جهّالنا وعوامّنا ، ولكنّ الشيعة بأعمالهم الخاطئة يسبّبون تلك الفجائع :

قلت : ما هي أعمال الشيعة التي توجب قتلهم ونهب أموالهم وهتك أعراضهم؟!

الحافظ : في كلّ يوم يقف آلاف الشيعة أمام قبور الأموات ويطلبون منهم الحاجات ، ألم يكن هذا العمل عبادة الأموات؟!

لما ذا أنتم العلماء لا تمنعونهم؟! حتّى أنّنا نجد كثيرا منهم يخرّون إلى الأرض ويسجدون لتلك القبور باسم الزيارة ، فهم بهذه الأعمال الخاطئة يسبّبون تلك الفجائع ، لأنّ عوامّنا لا يتحمّلون هذه البدع باسم الإسلام فيفرطون بالانتقام!!

وبينما كان الحافظ يتكلّم وكلّنا نصغي إليه ، كان الشيخ عبد السلام ، الفقيه الحنفي ، يتصفّح كتاب «هدية الزائرين» ويطالع فيه ليجد إشكالا فيلقيه ، ولمّا وصل الحافظ إلى هذه الجملة ، صاح الشيخ عبد السلام مؤيّدا للحافظ ومخاطبا إيّاي :

٢٠١

تفضّل واقرأ هذه الصفحة حتّى تعرف ما يقول الحافظ.

قلت : اقرأ أنت ونحن نستمع.

فقرأ هذه العبارة : وإذا فرغت من الزيارة صلّ ركعتين صلاة الزيارة ، ثم قال : أليست نيّة القربة شرط في صحّة الصلاة؟! فالصلاة لغير الله سبحانه لا تجوز حتّى للنبيّ والإمام ، فالوقوف أمام القبور والصلاة بجانبها شرك بيّن ، وهو أكبر دليل على الكفر ، وهذا كتابكم سند معتبر وحجّة عليكم!

قلت : حيث طال بنا الجلوس والوقت لا يتّسع للجواب عن شبهاتكم ، فلنترك الجواب إلى الليلة القابلة إن شاء الله تعالى.

لكن أهل المجلس ـ شيعة وسنّة ـ كلّهم قالوا : نحن مستعدّون أن نبقى حتّى الصباح لنسمع جوابكم.

قلت : أسألك يا شيخ عبد السلام : هل ذهبت إلى زيارة أحد أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام ؟ وهل رأيت بعينك أعمال الشيعة الزائرين لقبور أئمّتهمعليهم‌السلام أم لا؟

الشيخ : لا إنّي لم أذهب إلى مزارات الأئمّة ، ولم اشاهد أعمال الشيعة هناك.

قلت : إذا كيف تقول : بأنّ الشيعة يصلّون متوجّهين لقبور الأئمّة؟! وتستدلّ به على كفر الشيعة! ثبّت العرش ثمّ انقش.

الشيخ : إنّما قلت هذا نقلا عن هذا الكتاب الذي بين يديّ ، فإنّه يقول : صلّ للإمام صلاة الزيارة!

قلت : ناولني الكتاب حتّى أعرف صحّة ما تقول.

فناولني الكتاب مفتوحا ، فرأيت تلك الصفحة تنقل كيفية زيارة

٢٠٢

عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام . فقلت : أيّها الجمع الحاضر! إنّي أقرأ عليكم مقتطفات وجمل من هذه الزيارة حتّى نصل إلى تلك العبارة التي يذكرها الشيخ ، ثمّ أنتم أنصفوا واقضوا بيننا وبين الشيخ عبد السلام والحافظ محمد رشيد.

في آداب زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام

إذا وصل الزائر إلى خندق الكوفة يقف ويقول :

الله اكبر ، الله أكبر أهل الكبرياء والمجد والعظمة ، الله أكبر أهل التكبير والتقديس والتسبيح والآلاء ، الله أكبر ممّا أخاف وأحذر ، الله أكبر عمادي وعليه أتوكّل ، الله أكبر رجائي وإليه انيب إلى آخره.

وإذا وصل إلى بوّابة المدينة (النجف) فليقل :

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لو لا أن هدانا الله ...إلى آخره.

وإذا وصل إلى الباب الأوّل من الروضة المقدّسة فليقل بعد حمد الله تعالى :أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له إلى آخره.

وإذا وصل إلى الباب الثاني فليقل : أشهد أن لا إله إلاّ الله ...إلى آخره.

وإذا أراد أن يدخل الروضة المقدّسة يستأذن الله تعالى ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّة والملائكة.

وبعد ذلك يستلم القبر الشريف فيسلّم على النبيّ وعلى أمير المؤمنين وعلى آدم ونوح إلى آخره.

٢٠٣

والعبارة التي هي محلّ الشاهد للشيخ عبد السّلام ولنا هي : ثمّ صلّ ثلاث صلوات ثنائية ، ركعتان هديّة لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، وركعتان هديّة لآدم أبي البشر ، وركعتان هديّة لنوح شيخ الأنبياء ، لأنّهما مدفونان عند قبر أبي الحسن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

«صلاة الزيارة والدعاء بعدها»

هل صلاة الهديّة شرك؟!

ألم ترد روايات في صلاة الهديّة للوالدين وغيرهما من المؤمنين؟!

فإذا نوى الزائر : أصلي ركعتين هديّة لأمير المؤمنينعليه‌السلام قربة إلى الله تعالى هل هذا شرك؟!

فقد جرت العادة عند الناس وكذلك المؤمنين ، أنّ كلّ من يذهب لزيارة أحبابه يأخذ معه هديّة ، ونجد في أكثر كتب الأخبار والأحاديث فصلا في استحباب وثواب هديّة المؤمن لأخيه وقبولها منه.

والزائر لمّا يصل إلى قبر من يحبّه وهو يعلم أنّ الصلاة أحبّ شيء إلى مزوره ، فيصلّي ركعتين قربة إلى الله تعالى ويهدي ثوابها إلى المزور.

والمعترضون لو كانوا يواصلون مطالعتهم ويقرءوا الدعاء بعد صلاة الزيارة ، لعرفوا خطأهم وتيقّنوا أنّ عمل الشيعة عند زيارة أئمّتهمعليهم‌السلام ، وصلاة ركعتي الزيارة ليس بشرك ، بل هو التوحيد وكمال العبادة لله عزّ وجلّ.

واعلموا أنّ الشيعة إنّما يزورون الإمام عليّ والأئمّة من ولدهعليهم‌السلام ،

٢٠٤

لأنّهم عباد الله الصالحون وأوصياء رسوله الصادقون.

وأمّا عبارة الرواية فهي كما يلي ، على خلاف ما قاله الشيخ عبد السلام : «بأن يقف بجانب القبر يصلّي» بل العبارة :

«أن يقف مستقبل القبلة ممّا يلي رأس الإمام عليّعليه‌السلام » فيصبح القبر على يسار المصلّي ، فيقول : اللهمّ إنّي صلّيت هاتين الركعتين هديّة منّي إلى سيّدي ومولاي ، وليّك وأخي رسولك ، أمير المؤمنين ، وسيّد الوصيّين ، عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه وعلى آله ، اللهمّ فصلّ على محمّد وآل محمّد وتقبّلها منّي وأجزني على ذلك جزاء المحسنين ، اللهمّ لك صلّيت ولك ركعت ولك سجدت ، وحدك لا شريك لك ، لأنّه لا تجوز الصلاة والركوع والسجود إلاّ لك ، لأنّك أنت الله لا إله إلاّ أنت.

بالله عليكم أيّها الحاضرون! أنصفوا ، أيّ عمل من هذه الأعمال يستوجب الشرك بالله تعالى؟!

الشيخ عبد السّلام : عجبا ألا تجد هذه العبارة تقول : ثم قبّل العتبة وادخل الحرم.

ألم يكن هذا العمل سجودا لصاحب القبر؟!

والسجود لغير الله شرك.

«تقبيل قبور الأئمّةعليهم‌السلام وعتبة روضاتهم المقدّسة»

قلت : إنّ جنابك تغالط في البحث ، إذ تفسّر تقبيل العتبة بالسجود ، ثمّ تحمل ذلك على الشرك بالله سبحانه!! وإذا كنتم في حضورنا تفسّرون كلامنا هكذا ، فلا بدّ في غيابنا وخاصّة أمام أتباعكم

٢٠٥

من العوامّ والجاهلين ، تثبتون كفرنا!!

وأمّا الجواب : فإنّ الوارد في هذا الكتاب وغيره من كتب الزيارات يقول : إنّ الزائر تأدّبا يقبّل العتبة ليت شعري بأيّ دليل تفسّرون القبلة بالسجود؟!

وأين ورد نهي عن تقبيل قبور الأنبياء وأوصيائهم وغيرهم من أولياء الله الصالحين ، وتقبيل أعتابهم المقدّسة؟! أفي القرآن الحكيم؟! أم في الحديث الشريف؟!

ثمّ بأيّ دليل تعدّون هذا العمل شركا بالله العظيم؟!

والعجيب أنّ عوامّكم يصنعون بقبر أبي حنيفة والشيخ عبد القادر أكثر ممّا تصنعه الشيعة بقبور أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام .

وإنّي اشهد الله العلي العظيم ، فقد ذهبت يوما الى قبر أبي حنيفة في بغداد ، في محلّة الأعظمية ، فرأيت جماعة من أهل السنّة الهنود ، سقطوا على الأرض كالساجدين وقبّلوا التراب!!

وحيث إنّي لم أنظر إليهم بعين الحقد والعداء ، ولم يكن عندي دليل على أنّ عملهم كفر وشرك ، لم أنقل هذا الموضوع في أيّ مجلس ، ولم انتقد عملهم ، بل تلقّيته أمرا عاديا.

لأنّي أعلم أنّهم ما وقعوا على الأرض بنيّة السجود لصاحب القبر ، وإنّما صدر ذلك منهم لمحبّتهم لصاحب القبر ، وهذا أمر بديهي.

فاعلم يا شيخ! وليعلم الحاضرون! إنّ أيّ زائر شيعي عالم أو جاهل حاشا أن يسجد لغير الله تعالى ، وإنّ كلامكم عن الشيعة : بأنّهم يسجدون لائمّتهم ، كذب وافتراء علينا!!

وعلى فرض أنّ الزائر يجعل جبهته على التراب أمام القبر ، ولكن

٢٠٦

لمّا لم يقصد السجود لصاحب القبر وإنّما يريد بذلك احترامه وإظهار محبّته له ، فلا يكون فيه بأس وإشكال.

الشيخ عبد السلام : كيف يعقل أن يهوي إنسان إلى الأرض ويجعل جبهته على التراب ومع ذلك لا يكون عمله سجودا؟!

قلت : لأنّ الأعمال بالنيّات ، فإذا فعل أحد ذلك ولم ينوي السجود فلا نحسب عمله سجودا(١) كما فعل إخوان يوسف الصدّيق له ، ولم يمنعهم يوسف ولا أبوهم يعقوب من ذلك ، والله سبحانه يخبر بعملهم ويحكيه ولا يقبّحه ، فيقول :( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا ) (٢) .

وكم من موضع من الذكر الحكيم يخبر الله عزّ وجلّ فيه عن سجود الملائكة لآدم بأمر منه سبحانه.

فحسب كلامكم ، فإنّ إخوة يوسف الصدّيق والملائكة كلّهم مشركون ، إلاّ إبليس لأنّه لم يسجد!! والحال لم يكن كذلك ، وإنّما جعل الله سبحانه اللعن على إبليس وأخرجه من الجنّة.

وأمّا جوابي لجناب الحافظ ، وإن كان الوقت لا يتسع له ، ولكن ابيّنه باختصار :

__________________

(١) بل هذا العمل سجود ولكن لم يكن محرّما ، لأنّ الساجد لم ينو عبادة المسجود ، وإنّما ينوي بذلك احترامه ، والقرآن الكريم يصرّح ويقول :( وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً ) ويقول عن الملائكة : كما في سورة البقرة ، الآية ٣٤ :( فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ ) .

«المترجم».

(٢) سورة يوسف ، الآية ١٠٠.

٢٠٧

بقاء الروح بعد الموت

إنّ شبهتكم حول الشيعة بأنّهم لما ذا يطلبون حوائجهم عند قبور الأموات؟!

إنّما هو كلام المادّيّين والطبيعيّين ، فإنّهم لا يعتقدون بالحياة بعد الموت ، والله سبحانه يحكي قولهم في القرآن إذ قالوا :( إِنْ هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ) (١) .

وأمّا الاعتقاد بالحياة بعد الموت ، وأنّ الجسم يبلى بالموت ولكن الروح باقية ، فهو من ضروريّات دين الإسلام ، وبالأخصّ حياة الشهداء ، فقد صرّح بها القرآن الكريم بقوله :( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) (٢) إلى آخره

فهل يمكن للميّت الفرح والسرور والارتزاق؟! لا!

ولذلك فإنّ الآية الكريمة تصرّح بأنّهم :( أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) فكما أنّهم يفرحون ويرزقون ، فهم يسمعون الكلام ويجيبون ، ولكن حجاب المادّة على مسامعنا مانع من إحساسنا بكلامهم واستماع جوابهم.

وقد ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام في زيارة جدّه سيّد الشهداء الحسينعليه‌السلام قوله : يا أبا عبد الله أشهد أنّك تشهد مقامي وتسمع كلامي وأنّك حيّ عند ربّك ترزق ، فاسأل ربّك وربّي في

__________________

(١) سورة المؤمنون ، الآية ٣٧.

(٢) سورة آل عمران ، الآية ١٦٩ و ١٧٠.

٢٠٨

قضاء حوائجي.

وجاء في الخطبة ٨٦ من نهج البلاغة عن الإمام عليّعليه‌السلام إذ يعرّف فيها أهل البيتعليهم‌السلام ويصفهم ، فيقول :

أيّها الناس! خذوها من خاتم النبيّين : إنّه يموت من مات منّا وليس بميّت ، ويبلى من بلي منّا وليس ببال.

قال ابن أبي الحديد والميثمي والشّيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية ، قالوا في شرح هذه الكلمات ما ملخّصه :

«إنّ أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكونوا في الحقيقة أمواتا كسائر الناس»(١) فنقف عند قبور أهل البيتعليهم‌السلام والعترة الهادية ولا نحسبهم أمواتا بل هم أحياء عند ربّهم ، ونحن نتكلّم معهم كما تتكلمون أنتم مع من حولكم من الأحياء ، فنحن لا نعبد الأموات كما تزعمون وتفترون علينا ، بل نعبد الله سبحانه الذي يحفظ أجساد الصالحين من البلى ، ويبقي أرواح العالمين بعد ارتحالهم من الدنيا(٢) .

__________________

(١) نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ٦ / ٣٧٣ / ط دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

(٢) أرى من المناسب أن أنقل للقارىء الكريم صورة الاستئذان المكتوبة على أبواب المشاهد المقدّسة عند الدخول إلى روضتهم وزيارة مراقدهم المشرّفة ، وهي :

بسم الله الرحمن الرحيم اللهمّ

إنّي وقفت على باب من أبواب بيوت نبيّك صلواتك عليه وآله ، وقد أمرت الناس أن لا يدخلوا إلاّ بإذنه فقلت : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ ) وإنّي أعتقد حرمة صاحب هذا المشهد الشريف في غيبته كما أعتقدها في حضرته ، وأعلم أنّه حيّ عندك مرزوق ، وأنّه يشهد مقامي ، ويسمع كلامي ، ويردّ سلامي ، وأنّك حجبت عن سمعي كلامهم ، وفتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم ، وإنّي أستأذنك يا ربّ أوّلا ، وأستأذن رسولك صلواتك عليه وآله

٢٠٩

وأنتم ألا تحسبون عليّاعليه‌السلام ، وابنه الحسين والّذين استشهدوا بين يديه ، وكذلك أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذين قتلوا في بدر وحنين وغيرهما من غزواته ، شهداء؟!

وهل إنّكم لا تعتقدون أنّ هؤلاء الصفوة ضحّوا بأنفسهم في سبيل الله وثاروا على ظلم بني أميّة وكفر يزيد ، وأنّهم أنقذوا الدين الحنيف من براثن آل أبي سفيان ، وروّوا بدمائهم شجرة التوحيد والنبوّة؟؟

فكما إنّ أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خاضوا المعارك وجاهدوا في سبيل الله وقاتلوا أعداء الدين وكافحوا معارضي النبوة ومخالفي الرسالة لنشر الإسلام وإعلاء كلمة الحقّ ، كذلك الإمام عليّعليه‌السلام وابنه الحسين وأصحابهما فقد جاهدوا في سبيل الله تعالى لإبقاء دينه وإنقاذ الإسلام حتّى قتلوا واستشهدوا في سبيل الله.

وكلّ من عنده أدنى اطّلاع على تاريخ الإسلام بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعلم بأنّ آل أبي سفيان وخاصة يزيد بن معاوية وأعوانه كادوا يقضون على الإسلام ويحرّفونه عن مواضعه الإلهيّة بأعمالهم الإلحادية ، وإنّ خطر هؤلاء المنافقين كان أشدّ على الإسلام والمسلمين من الكفّار والمشركين.

__________________

ثانيا ، وأستأذن خليفتك المفروض عليّ طاعته والملائكة المقرّبين الموكّلين بهذه البقعة المباركة ثالثا.

أأدخل يا الله ، أأدخل يا رسول الله ، أأدخل يا حجة الله؟ فاذن لي يا مولاي بالدخول أفضل ما أذنت لاحد من أوليائك ، فإن لم أكن أهلا لذلك فأنت أهل لذلك. والسلام عليكم يا أهل بيت النبوّة جميعا ورحمة الله وبركاته.

«المترجم»

٢١٠

والتاريخ يشهد أن لو لا نهضة الإمام الحسين سبط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجهاد أصحابه الكرام مستميتين ، لتمكّن يزيد بن معاوية أن يحقّق هدف سلفه المنافقين الفجرة ، وهو تشويه الإسلام وتغييره إلى الكفر والجاهلية الأولى.

فالحسين السبط وأنصاره وأصحابه الكرامعليهم‌السلام وإن سالت دماؤهم واستشهدوا ، إلاّ أنّهم فضحوا يزيد وحزبه وسلفه الفاسقين ، وكشفوا عنهم الستار وعرّفوهم للمسلمين.

دفاع الشيخ عبد السلام عن معاوية ويزيد

الشيخ : إنّي أتعجّب منك إذ تصرّح بكفر يزيد وهو خليفة المسلمين المنصوب من قبل معاوية ، وهو خال المؤمنين وخليفتهم ، وقد جعله عمر الفاروق والخليفة المظلوم عثمان واليا على بلاد الشام في طيلة أيّام خلافتهما.

ولمّا رأى المسلمون أهليته وكفاءته للحكم بايعوه بالخلافة ، وهو جعل ابنه يزيد وليّ العهد ليكون خليفته من بعده ، ورضي به المسلمون فبايعوه بالخلافة!

فأنت حينما تعلن كفر يزيد وسلفه ، فقد أهنت جميع المسلمين الّذين بايعوه بالخلافة ، وأهنت خال المؤمنين ، بل أهنت الخليفتين الراشدين اللذين عيّنا معاوية واليا وممثّلا عنهما في بلاد الشام!!

ولا نجد في التاريخ عملا ارتكبه يزيد فيكون سبب كفره وارتداده ، فهو كان مؤمنا مصلّيا وعاملا بالإسلام ، إلاّ أنّ عامله على العراق ، قتل سبط النبيّ وريحانته وسبى حريمه وعياله وأرسلهم إلى

٢١١

يزيد في الشام!! فلمّا وصلوا إلى مجلس يزيد حزن واعتذر من أهل البيت واستغفر الله من أعمال الظالمين.

وإنّ الإمام الغزّالي والدميري أثبتا براءة الخليفة يزيد من دم الحسين بن عليّ وأصحابه ، فما تقولون؟!

ولو فرضنا أنّ وقائع عاشوراء الأليمة وفجائع كربلاء كانت بأمر من يزيد بن معاوية ، فإنّه تاب بعد ذلك واستغفر الله سبحانه ، والله غفور رحيم!!

ردّنا على كلام الشيخ

قلت : ما كنت أظنّ أنّ التعصّب يبلغ بك إلى حدّ الدفاع عن يزيد العنيد!

وأمّا قولك : إنّ الخليفتين نصبا معاوية واليا وهو عيّن ولده يزيد خليفة على المسلمين فتجب طاعته عليهم! فهو كلام مردود عند العقلاء ولا سيّما في هذا العصر عصر الديمقراطية.

ثمّ إنّ هذا الكلام لا يبرّر موقف معاوية وعمل يزيد ، بل هو يؤيّد كلامنا ويدلّ على صحّة معتقدنا بأنّه يلزم أن يكون الخليفة معصوما ومنصوبا من عند الله سبحانه ، حتّى لا تبتلى الامّة برجل كيزيد ونظرائه.

وأمّا قولك : إنّ الإمام الغزّالي أو الدميري وأمثالهما دافعوا عن يزيد وبرّءوا ساحته عن فضائح الأعمال الشنيعة والجرائم القبيحة ، لا سيّما قتل سبط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسيّد شباب أهل الجنّة الإمام الحسينعليه‌السلام !

٢١٢

فأقول : أولئك أيضا أعمتهم العصبية مثلكم ، وقد قيل : إنّ حبّ الشيء يعمي ويصمّ ، وإلاّ فأيّ إنسان منصف ، وأيّ عاقل عادل يبرّئ ذمّة يزيد العنيد من دم السبط الشهيد وأصحابه الأماجد؟!

وأيّ عالم متديّن ملتزم بالحقّ تسوغ نفسه ويسمح له دينه وعلمه أن يدافع عن مثل يزيد العنيد؟!

وأمّا قولك : إنّ قتل الحسين ريحانة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما كان بأمره ، وأنّه اعتذر من أهل البيت وتاب واستغفر عن فعل عامله ، فلو كان كذلك فلما ذا لم يحاكم ابن زياد ولم يعاقب قتلة الحسينعليه‌السلام ؟!

ولما ذا لم يعزل اولئك المجرمين عن مناصبهم وهم شرطته وجلاوزته وأعوان حكومته؟!

ثم من أين تقولون إنّه تاب واستغفر؟! وكيف تجزمون وتحتّمون بأنّ الله سبحانه وتعالى قبل توبته وغفر له؟!

صحيح ، إنّ الله عزّ وجلّ غفور رحيم ، ولكن للتوبة شروط :

أوّلها : ردّ حقوق الناس ، فهل ردّ يزيد حقوق أهل البيت والعترة الطاهرة؟!

ثم إنّ فضائح يزيد وقبائحه لم تنحصر في قتل السبط الشهيد وسبي نسائه ونهب أمواله وحرق خيامه إلى آخره ، بل إنكاره ضروريات الدين ، ومخالفته القرآن الكريم ، وتظاهره بالفسق والمعاصي ، كلّ واحد منها دليل على كفره وإلحاده.

النوّاب : أرجوك أن تبيّن لنا دلائلكم على كفر يزيد حتّى نعرف الحقيقة ونتّبع الحقّ.

٢١٣

دلائل كفر يزيد العنيد

قلت : من الدلائل الواضحة على كفر يزيد بن معاوية مخالفته لحكم الله سبحانه في حرمة شرب الخمر ، فإنّه كان يشرب ويتفاخر بذلك في أشعاره ، فقد قال وثبت في ديوانه المطبوع :

شميسة كرم برجها قعر دنّها

فمشرقها الساقي ومغربها فمي

فإن حرمت يوما على دين أحمد

فخذها على دين المسيح بن مريم

وقال أيضا كما في ديوانه :

أقول لصحب ضمّت الكاس شملهم

وداعي صبابات الهوى يترنّم

خذوا بنصيب من نعيم ولذّة

فكلّ وإن طال المدى يتصرّم

فهو في هذه الأبيات يدعو إلى شرب الخمر وإلى لذّة الدنيا ونعيمها بالخمر وينكر الآخرة ، ومن شعره في إنكار الآخرة والمعاد ، ما نقله أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه : «الردّ على المتعصّب العنيد ، المانع عن لعن يزيد لعنه الله» وهو :

ع ليّة هاتي ناولي وترنّمي

حديثك إنّي لا أحبّ التناجيا

فإنّ الذي حدّثت عن يوم بعثنا

أحاديث زور تترك القلب ساهيا

٢١٤

ومن كفريّاته :

يا معشر الندمان قوموا

واسمعوا صوت الأغاني

واشربوا كأس مدام

واتركوا ذكر المعاني

شغلتني نغمة العيدان

عن صوت الأذان

وتعوّضت عن الحور

عجوزا في الدنان

ومن الدلائل الواضحة على كفر يزيد وارتداده ، أشعاره الإلحادية وكفريّاته التي أنشدها بعد مقتل السبط الشهيد سيّد شباب أهل الجنّة الحسين بن عليّ عليهما السّلام.

فقد ذكر سبط ابن الجوزي في كتابه ـ التذكرة : ص ١٤٨ ـ قال : لمّا جاءوا بأهل البيت إلى الشام سبايا ، كان يزيد جالسا في قصره ، مشرفا على محلّة جيرون ، فأنشد قائلا :

لمّا بدت تلك الرءوس وأشرقت

تلك الشموس على ربى جيرون

نعب الغراب فقلت : نح أو لا تنح

فلقد قضيت من النبيّ ديوني

ومن الدلائل على كفر يزيد العنيد لعنه الله : فقد ذكر المؤرّخون كلّهم ، أنّ يزيد احتفل بقتل الإمام أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام ودعا إلى ذلك المجلس كبار اليهود والنصارى ، وجعل رأس السبط الشهيد سيّد شباب أهل الجنّة أمامه ، وأنشد أشعار ابن الزبعرى :

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل

«لأهلّوا واستهلّوا فرحا

ثمّ قالوا : يا يزيد لا تشل»

٢١٥

قد قتلنا القرم من ساداتهم

وعدلناه ببدر فاعتدل

لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولا وحي نزل

لست من خندف إن لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل

«قد أخذنا من عليّ ثارنا

وقتلنا الفارس الليث البطل»

والظاهر أنّ البيت الثاني والأخير ليزيد نفسه.

وقد كتب بعض علمائكم مثل : أبي الفرج ابن الجوزي ، والشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي في كتاب الإتحاف بحب الأشراف : ص ١٨ ، والخطيب الخوارزمي في الجزء الثاني من كتابه «مقتل الحسين».

صرّحوا : إنّ يزيد لعنه الله كان يضرب ثنايا أبي عبد الله الحسين بمقصرته ويترنّم بهذه الأبيات التي نقلناها.

جواز لعن يزيد

إنّ أكثر علمائكم قالوا بكفر يزيد ، منهم : الإمام أحمد بن حنبل ، وكثير من علمائكم جوّزوا لعنه ، منهم : ابن الجوزي الذي صنّف كتابا في الموضوع وسمّاه : «الردّ على المتعصّب العنيد المانع عن لعن يزيد لعنه الله» ولنعم ما قال أبو العلاء المعرّي :

أرى الأيّام تفعل كلّ نكر

فما أنا في العجائب مستزيد

أليس قريشكم قتلت حسينا

وكان على خلافتكم يزيد!!

وهناك عدد من علمائكم الّذين أعمتهم العصبية الاموية ، وضربت على عقولهم حجب الجاهلية ، أمثال : الغزّالي ، فأخذوا جانب يزيد وذكروا أعذارا مضحكة لأعماله الإجرامية!!

٢١٦

ولكن أكثر علمائكم كتبوا عن جنايات يزيد وعدوّه كافرا ، وساعيا في محو الإسلام وإطفاء نور الله عزّ وجلّ ، وذكروا له أعمالا منافية للتعاليم الإسلامية والأحكام الإلهيّة.

فقد نقل الدميري في كتابه «حياة الحيوان» والمسعودي في «مروج الذهب» وغيرهما ، ذكروا : إنّ يزيد كان يملك قرودا كثيرة وكان يحبها فيلبسها الحرير والذهب ويركبها الخيل ، وكذلك كانت له كلاب كثيرة يقلّدها بقلائد من ذهب ، وكان يغسلها بيده ويسقيها الماء بأواني من ذهب ثمّ يشرب سؤرها ، وكان مدمنا على الخمر!!

وقال المسعودي في مروج الذهب ج ٢ : إنّ سيرة يزيد كانت مثل سيرة فرعون ، بل كان فرعون أقلّ ظلما من يزيد في الرعية ، وإنّ حكومة يزيد صارت عارا كبيرا على الإسلام ، لأنّه ارتكب أعمالا شنيعة كشرب الخمر في العلن ، وقتل سبط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسيّد شباب أهل الجنّة ، ولعن وصيّ خاتم النبيّين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، وقذف الكعبة بالحجارة وهدمها وحرقها ، وإباحته مدينة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في وقعة الحرّة ، وارتكب من الجنايات والمنكرات والفسق والفجور ما لا يعدّ ولا يحصى وكل ذلك ينبئ عن أنّه غير مغفور له.

النوّاب : ما هي وقعة الحرّة؟ وما معنى إباحة المدينة المنوّرة بأمر يزيد؟؟!

قلت : ذكر المؤرّخون كلّهم من غير استثناء ، منهم : سبط ابن الجوزي في التذكرة : ٦٣ ، قال : إنّ جماعة من أهل المدينة في سنة ٦٢ هجرية دخلوا الشام وشاهدوا جرائم يزيد وأعماله القبيحة وعرفوا كفره وإلحاده ، فرجعوا إلى المدينة المنورة وأخبروا أهلها بكلّ ما رأوا ،

٢١٧

وشهدوا على كفر يزيد وارتداده ، فتكلّم عبد الله بن حنظلة ـ غسيل الملائكة ـ وكان معهم ، فقال :

أيّها الناس! لقد قدمنا من الشام من عند يزيد ، وهو رجل لا دين له ، ينكح الأمّهات والبنات والأخوات!! ويشرب الخمر ، ويدع الصلاة ، ويقتل أولاد النبيّين!!

فنقض الناس بيعتهم ولعنوا يزيد وأخرجوا عامله من المدينة ، وهو : عثمان بن محمد بن أبي سفيان.

فلمّا وصل الخبر إلى يزيد في الشام بعث مسلم بن عقبة على رأس جيش كبير من أهل الشام ، وأمرهم أن يدخلوا المدينة المنوّرة ويقتلوا فيها من شاءوا ويفعلوا كلّ ما أرادوا ثلاثة أيّام.

ذكر ابن الجوزي والمسعودي وغيرهما : إنّهم لمّا هجموا على مدينة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قتلوا كلّ من وجدوه فيها حتّى سالت الدماء في الأزقّة والطرق ، وخاض الناس في الدماء حتّى وصلت الدماء قبر النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وامتلأت الروضة المقدّسة والمسجد بالدم ، وسميّت تلك الوقعة بالحرّة ، وكان ضحيّتها عشرة آلاف من عامة المسلمين وسبعمائة قتيل من وجوه أهل المدينة وأشراف المهاجرين والأنصار!!

وأمّا الأعراض التي هتكت والنواميس التي سلبت ، فإنّي أخجل أن أذكرها ، فقد ارتكبوا فضائح وقبائح يندى منها جبين الإنسانية ، ولكي تعرفوا شيئا قليلا من تلك الفجائع والشنائع ، أنقل لكم جملة واحدة من تذكرة سبط ابن الجوزي : ص ١٦٣ ، فإنّه روى عن أبي الحسن المدائني أنّه قال : ولدت ألف امرأة بعد وقعة الحرّة من غير زوج!!

نعم ، هذه نبذة من جرائم يزيد العنيد ، وعلى هذه فقس ما سواها.

٢١٨

الشيخ عبد السلام : كلّ ما ذكرته من أعمال يزيد إنّما يدلّ على فسقه ولا يدلّ على كفره ، والفسق عمل خلاف ، يغفره الله سبحانه ويعفو عن عامله إذا تاب واستغفر ، وإنّ يزيد تاب عن هذه الأعمال حتما ، واستغفر ربّه قطعا ، والله تعالى غفّار توّاب ، وقد غفر له كما يغفر لكلّ فاسق وعاص إذا تاب واستغفر ، فلما ذا أنتم تلعنون يزيد؟!

قلت : إنّ بعض المحامين من أجل المال يدافعون عن موكّليهم الى آخر فرصة حتى عند ما يظهر بطلان كلامهم واجرام موكّلهم! ولا أدري ما الذي تناله يا شيخ بهذا الدفاع المرير عن يزيد اللعين الشرير؟! فتكرّر كلامك الواهي من غير دليل وتقول : إنّ يزيد تاب واستغفر ، وإنّ الله سبحانه غفر له!

هل جئت من عند الباري عزّ وجلّ فتخبر بأنّه غفر ليزيد المجرم العنيد؟!

من أين تقول إنّه تاب؟! وليس لك دليل إلاّ ظنّك ، و( إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ) (١) .

وإنّ جرائم يزيد المفجعة وأعماله الشنيعة مسطورة في التاريخ ولا يجحدها إلاّ المعاند المتعصّب.

هل في نظركم أنّ إنكار المبدأ والمعاد والوحي والرسالة لا يوجب الكفر؟!

وهل في نظركم أنّه لا يجوز لعن الظالمين والكافرين؟!

أم هل في نظركم أنّ يزيد ما كان كافرا ولا ظالما؟!

ولكي تعرف ويعرف الحاضرون حقيقة الأمر ، أسمعكم خبرين

__________________

(١) سورة يونس ، الآية ٣٦.

٢١٩

من صحاحكم :

١ ـ ذكر البخاري ومسلم في الصحيح ، والعلاّمة السمهودي في وفاء الوفاء وابن الجوزي في «الردّ على المتعصّب العنيد» وسبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواصّ» والإمام أحمد بن حنبل في مسنده ، وغيرهم ، رووا عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله ، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، ولا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا.

٢ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لعن الله من أخاف مدينتي ، أي : أهل مدينتي. فهل فاجعة الحرّة ، وسفك تلك الدماء ، وقتل المسلمين الأبرياء ، والتعدّي على أعراضهم ، وهتك حرماتهم ، واغتصاب بناتهم ونسائهم ، ونهب أموالهم ، ما أخافت أهل المدينة؟!

فعلى هذا فإنّ أكثر علمائكم يلعنون يزيد ، وقد كتبوا رسائل وكتبا في جواز لعنه ، منهم : العلاّمة عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي ، فقد ذكر في كتابه الإتحاف بحبّ الأشراف ص ٢٠ ، قال : لمّا ذكر يزيد عند الملاّ سعد الدين التفتازاني قال : لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه.

وذكروا أنّ العلاّمة السمهودي قال في كتابه «جواهر العقدين» : إنّه اتّفق العلماء على جواز لعن من قتل الحسينرضي‌الله‌عنه ، أو أمر بقتله ، أو أجازه ، أو رضي به من غير تعيين.

وأثبت ابن الجوزي ، وكذلك أبو يعلى والصالح بن أحمد بن حنبل ، كلّهم أثبتوا لعن يزيد بدليل آيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية شريفة.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813

814

815

816

817

818

819

820

821

822

823

824

825

826

827

828

829

830

831

832

833

834

835

836

837

838

839

840

841

842

843

844

845

846

847

848

849

850

851

852

853

854

855

856

857

858

859

860

861

862

863

864

865

866

867

868

869

870

871

872

873

874

875

876

877

878

879

880

881

882

883

884

885

886

887

888

889

890

891

892

893

894

895

896

897

898

899

900

901

902

903

904

905

906

907

908

909

910

911

912

913

914

915

916

917

918

919

920

921

922

923

924

925

926

927

928

929

930

931

932

933

934

935

936

937

938

939

940

941

942

943

944

945

946

947

948

949

950

951

952

953

954

955

956

957

958

959

960

961

962

963

964

965

966

967

968

969

970

971

972

973

974

975

976

977

978

979

980

981

982

983

984

985

986

987

988

989

990

991

992

993

994

995

996

997

998

999

1000

1001

1002

1003

1004

1005

1006

1007

1008

1009

1010

1011

1012

1013

1014

1015

1016

1017

1018

1019

1020

1021

1022

1023

1024

1025

1026

1027

1028

1029

1030

1031

1032

1033

1034

1035

1036

1037

1038

1039

1040

1041

1042

1043

1044

1045

1046

1047

1048

1049

1050

1051

1052

1053

1054

1055

1056

1057

1058

1059

1060

1061

1062

1063

1064

1065

1066

1067

1068

1069

1070

1071

1072

1073

1074

1075

1076

1077

1078

1079

1080

1081

1082

1083

1084

1085

1086

1087

1088

1089

1090

1091

1092

1093

1094

1095

1096

1097

1098

1099

1100

1101

1102

1103

1104

1105

1106

1107

1108

1109

1110

1111

1112

1113

1114

1115

1116

1117

1118

1119

1120

1121

1122

1123

1124

1125

1126

1127

1128

1129

1130

1131

1132

1133

1134

1135

1136

1137

1138

1139

1140

1141

1142

1143

1144

1145

1146

1147

1148

1149

1150

1151

1152

1153

1154

1155

1156

1157

1158

1159

1160

1161

1162

1163

1164

1165

1166

1167

1168

1169

1170

1171

1172

1173

1174

1175

1176

1177

1178

1179

1180

1181

1182

1183

1184

1185

1186

1187

1188

1189

1190

1191

1192

1193

1194

1195

1196

1197

1198

1199

1200

1201

1202

1203

1204

1205