ليالي بيشاور

ليالي بيشاور6%

ليالي بيشاور مؤلف:
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 1205

ليالي بيشاور
  • البداية
  • السابق
  • 1205 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 235605 / تحميل: 3882
الحجم الحجم الحجم
ليالي بيشاور

ليالي بيشاور

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

إسماعيل بن مسلم، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لا يطوّلنّ أحدكم شاربه ولا عانته ولا شعر إبطه، فإنّ الشيطان يتّخذها مخبئاً يستتر بها.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) .

٨٨ - باب استحباب مسح الأظفار والرأس بالماء بعد أخذ الأظفار والشعر بالحديد، وعدم وجوب اعادة الصلاة لمن ترك ذلك حتّى صلّى

[ ١٧٤٣ ] ١ - عبدالله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ): عن عبدالله بن الحسن، عن جدّه علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر (عليه‌السلام ) قال: سألته عن رجل أخذ من شعره ولم يمسحه بالماء ثمّ يقوم فيصلّي ؟ قال: ينصرف ويمسحه بالماء، ( ولا يعيد صلاته )(١) تلك.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على مضمون الباب في نواقض الوضوء في عدّة أحاديث(٢) .

٨٩ - باب استحباب التطيّب

[ ١٧٤٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن

__________________

(١) تقدّم ما يدلّ على ذلك في الباب ١٦، ٨٦ من هذه الأبواب.

الباب ٨٨

فيه حديث واحد

١ - قرب الإِسناد: ٩١.

(٢) في المصدر: ولا يعتد بصلاته.

(٣) تقدّم في الأحاديث ١، ٤، ٥، ٧ من الباب ١٤ من أبواب نواقض الوضوء.

الباب ٨٦

فيه ١٢ حديثاً

١ - الكافي ٥: ٣٢٠ / ٣، وأورده في الحديث ١ من الباب ٥٩ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٧ من الباب ١، وأخرجه عن الفقيه في الحديث ١ من الباب ١٤٠ من أبواب مقدّمات النكاح.

١٤١

عيسى، عن معمر بن خلّاد قال: سمعت علي بن موسى الرضا (عليه‌السلام ) يقول: ثلاث من سنن المرسلين: العطر، وأخذ الشعر، وكثرة الطروقة.

ورواه الصدوق في ( الخصال ) عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم يرفعه إلى أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، مثله(١) .

[ ١٧٤٥ ] ٢ - وبالإِسناد عن معمر بن خلاّد، عن أبي الحسن (عليه‌السلام ) قال: لا ينبغي للرجل أن يدع الطيب في كلّ يوم، الحديث.

[ ١٧٤٦ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا (عليه‌السلام ) قال: الطيب من أخلاق الأنبياء.

[ ١٧٤٧ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمّد بن علي، عن العبّاس بن موسى قال: سمعت أبي (عليه‌السلام ) يقول: العطر من سنن المرسلين.

[ ١٧٤٨ ] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن يونس بن يعقوب، عن أبي أُسامة، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: العطر من سنن المرسلين.

[ ١٧٤٩ ] ٦ - وعن الحسين بن محمّد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان،

__________________

(١) الخصال: ٩٢ / ٣٤.

٢ - الكافي ٦: ٥١٠ / ٤، وأورده بتمامه عن الكافي والفقيه والعيون والخصال في الحديث ١ من الباب ٣٧ من أبواب صلاة الجمعة.

٣ - الكافي ٦: ٥١٠ / ١.

٤ - الكافي ٦: ٥١١ / ٨.

٥ - الكافي ٦: ٥١٠ / ٢.

٦ - الكافي ٦: ٥١٠ / ٦.

١٤٢

عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : الطيب يشدّ القلب.

[ ١٧٥٠ ] ٧ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : ( ما أُصيب )(١) من دنياكم إلّا النساء والطيب.

[ ١٧٥١ ] ٨ - وعنه، عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: ثلاث أعطيهنّ الأنبياء: العطر، والأزواج، والسواك.

[ ١٧٥٢ ] ٩ - عبدالله بن جعفر الحميري في ( قرب الإِسناد ): عن أحمد وعبدالله ابني محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب قال: سمعت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) يقول: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : الريح الطيّبة تشدّ القلب، وتزيد في الجماع.

ورواه الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، مثله(٢) .

[ ١٧٥٣ ] ١٠ - محمّد بن علي بن الحسين في ( عيون الأخبار ) بأسانيد تقدَّمت في إسباغ الوضوء عن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليهم‌السلام ) قال: الطيب نشرة، والغسل نشرة، والركوب نشرة، والنظر إلى الخضرة نشرة.

[ ١٧٥٤ ] ١١ - وفي ( الخصال ): عن محمّد بن جعفر البندار، عن أبي العبّاس

__________________

٧ - الكافي ٥: ٣٢١ / ٦، وأورده أيضاً في الحديث ٤ من الباب ٣ من أبواب مقدّمات النكاح.

(١) في المصدر: ما أحب.

٨ - الكافي ٦: ٥١١ / ٩، وتقدّم في الحديث ٤ من الباب ١ من أبواب السواك.

٩ - قرب الإِسناد: ٧٨.

(٢) الكافي ٦: ٥١٠ / ٣.

١٠ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٤٠ / ١٢٦.

١١ - الخصال: ١٦٥ / ٢١٧ باختلاف في السند والمتن.

١٤٣

الحمّادي، عن صالح بن محمّد، عن علي بن الحسن(١) ، عن سلام بن المنذر(٢) ، عن ثابت بن البناني(٣) ، عن أنس، عن النبى (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: حبّب إليَّ من الدنيا ثلاث: النساء، والطيب، وجعلت قرّة عيني في الصلاة.

[ ١٧٥٥ ] ١٢ - وعن الحسن بن علي العطار، عن محمّد بن أحمد بن مصعب، عن أحمد بن محمّد الأملي، عن أحمد بن محمّد بن غالب، عن يسار، عن أنس، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: حبّب إليّ من دنياكم النساء، والطيب، وجعل قرّة عيني في الصلاة.

أقول: وتقدَّم ما يدلّ على ذلك في السواك(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه هنا وفي أبواب الجمعة إن شاء الله(٥) .

٩٠ - باب استحباب الطيب في الشارب

[ ١٧٥٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) : الطيب في الشارب من أخلاق النبيّين، وكرامة للكاتبين.

__________________

(١) في المصدر: علي بن الجعد.

(٢) في المصدر: سلام أبو المنذر.

(٣) في المصدر: ثابت البناني.

١٢ - الخصال: ١٦٥ / ٢١٨.

(٤) تقدّم ما يدل عليه في الحديث ١٨ من الباب ١ من أبواب السواك، والحديث ٤ من الباب ٢ والحديث ٨ من الباب ٦٠ من هذه الأبواب.

(٥) يأتي ما يدلّ عليه في الباب ٩٠ من هذه الأبواب.

الباب ٩٠

فيه حديثان

١ - الكافي ٦: ٥١٠ / ٥.

١٤٤

[ ١٧٥٧ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن عبدالله بن عبد الرحمن، عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: الطيب في الشارب من أخلاق الأنبياء، وكرامة للكاتبين.

ورواه الصدوق في ( الخصال )(١) بإسناده عن علي (عليه‌السلام ) في حديث الأربعمائة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه عموماً(٣) .

٩١ - باب استحباب التطيّب أوّل النهار، واستحباب التطيّب للصلاة، وبعد الوضوء، ولدخول المساجد

[ ١٧٥٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم رفعه، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من تطيّب أوّل النهار لم يزل عقله معه إلى الليل.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه عموماً(٥) ، ويأتي ما يدلّ على بقيّة المقصود في محلّه إن شاء الله(٦) .

__________________

٢ - الكافي ٦: ٥١١ / ١٥.

(١) الخصال: ٦١١ / ١٠.

(٢) تقدم ما يدل على ذلك في الباب ٨٩ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي ما يدل عليه عموماً في الباب ٩١، ٩٥ - ٩٨. من هذه الأبواب.

الباب ٩١

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٦: ٥١٠ / ٧، وأورد ذيله في الحديث ٢ من الباب ٤٣ من أبواب لباس المصلي.

(٤) تقدم ما يدل عليه في الباب ٨٩ من هذه الأبواب.

(٥) يأتي ما يدل عليه عموماً في الباب ٩٣، ٩٥ - ٩٨ من هذه الأبواب.

(٦) يأتي ما يدلّ عليه في الباب ٢٣ من أبواب أحكام المساجد.

١٤٥

٩٢ - باب استحباب كثرة الانفاق في الطيب

[ ١٧٥٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن سليمان بن محمّد الخثعمي، عن إسحاق الطويل العطّار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: كان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ينفق في الطيب أكثر ممّا ينفق في الطعام.

[ ١٧٦٠ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن زكريّا المؤمن رفعه قال: ما أنفقت في الطيب فليس بسرف.

[ ١٧٦١ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبي القاسم الكوفي، عمّن حدّثه، عن محمّد بن الوليد الكرماني قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه‌السلام ) : ما تقول في المسك ؟ فقال: إنّ أبي أمر فعمل له مسك في بان(١) بسبعمائة درهم، فكتب إليه الفضل بن سهل يخبره أنّ الناس يعيبون ذلك، فكتب إليه: يا فضل، أما علمت أنّ يوسف وهو نبي كان يلبس الديباج مزرّراً بالذهب، ويجلس على كراسي الذهب، فلم ينقص ذلك من حكمته شيئاً، قال: ثمّ أمر فعملت له غالية(٢) بأربعة آلاف درهم.

__________________

الباب ٩٢

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥١٢ / ١٨.

٢ - الكافي ٦: ٥١٢ / ١٦.

٣ - الكافي ٦: ٥١٦ / ٤.

(١) البان: نوع من الشجر، ومنه دهن البان وهو طيب ( لسان العرب ١٣: ٦١ ).

(٢) الغالية: نوع من الطيب مركب من مسك وعنبر وعود ودهن ( لسان العرب ١٥: ١٣٤ ).

١٤٦

٩٣ - باب استحباب تطيّب النساء بما ظهر لونه وخفي ريحه، والرجال بالعكس.

[ ١٧٦٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه، وطيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه.

٩٤ - باب كراهة ردّ الطيب والكرامة

[ ١٧٦٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: سألته عن الرجل يردّ الطيب ؟ قال: لا ينبغي له أن يردّ الكرامة.

[ ١٧٦٤ ] ٢ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن ابن القدّاح، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: أُتي أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) بدهن وقد كان ادهن فادهن، فقال: إنّا لا نردّ الطيب.

[ ١٧٦٥ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم، عن أبي الحسن الأوّل (عليه‌السلام ) - في حديث - قال:

__________________

الباب ٩٣

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٦: ٥١٢ / ١٧.

الباب ٩٤

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥١٢ / ١.

٢ - الكافي ٦: ٥١٢ / ٢.

٣ - الكافي ٦: ٥١٢ / ٣، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ٩٥ من هذه الأبواب.

١٤٧

قال أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) : لا يأبى الكرامة إلّا حمار، قال: قلت: ما معنى ذلك ؟ قال: قال: الطيب، والوسادة، وعدّ أشياء.

[ ١٧٦٦ ] ٤ - وعنه، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن هلال، عن عيسى بن عبدالله، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه‌السلام ) ، أنّ النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) كان لا يردّ الطيب والحلواء.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في العشرة(١) .

٩٥ - باب استحباب التطيّب بالمسك وشمّه، وجواز الاصطباغ به في الطعام

[ ١٧٦٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن جهم قال: دخلت على أبي الحسن (عليه‌السلام ) فأخرج إليّ مخزنة فيها مسك، فقال: خذ من هذا، فأخذت منه شيئاً فتمسّحت(٢) به، فقال: أصلح واجعل في لبّتك(٣) منه، قال: فأخذت منه قليلاً فجعلته في لبَّتي، فقال: أصلح، فأخذت منه أيضاً فمكث في يدي شيء صالح، فقال لي: اجعل في لبّتك(٤) ، الحديث.

[ ١٧٦٨ ] ٢ - وبالإِسناد عن الحسن بن الجهم قال: أخرج إليَّ أبو الحسن

__________________

٤ - الكافي ٦: ٥١٣ / ٤.

(١) يأتي ما يدلّ عليه في الباب ٦٩ من أبواب أحكام العشرة من كتاب الحج.

الباب ٩٥

فيه ١٠ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥١٢ / ٣.

(٢) في نسخة: فمسحت، ( منه قدّه ).

(٣) اللبّة: المنحر، ( منه قدّه ) نقلاً عن الصحاح ١: ٢١٧.

(٤) في نسخة: لبّتيك، ( منه قدّه ).

٢ - الكافي ٦: ٥١٥ / ٤.

١٤٨

(عليه‌السلام ) مخزنة فيها مسك من عتيدة(١) آبنوس(٢) فيها بيوت، كلّها ممّا يتّخذها النساء.

[ ١٧٦٩ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء قال: سمعت ( أبا عبدالله (عليه‌السلام ) )(١) يقول: كان لعلي بن الحسين (عليه‌السلام ) أشبيدانة رصاص معلّقة فيها مسك، فإذا أراد أن يخرج ولبس ثيابه تناولها، وأخرج منها فتمسّح به.

[ ١٧٧٠ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن أبي البختري، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، أنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) كان يتطيّب بالمسك حتّى يرى وبيصه(١) في مفارقه.

ورواه الحميري في ( قرب الإِسناد ) عن السندي بن محمّد، عن أبي البختري، مثله(٢) .

[ ١٧٧١ ] ٥ - وعنهم، عن أحمد، عن أبيه، عن المطلب بن زياد، عن أبي بكر بن عبدالله الأشعري قال: سألت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) عن المسك، هل يجوز إشمامه(١) ؟ فقال: إنّا لنشمّه.

__________________

(١) العتيدة: حقة يكون فيها طيب الرجل والعروس، ( منه قدّه ) نقلاً عن القاموس المحيط ١: ٣٢٣.

(٢) آبنوس: شجر خشبه أسود صلب. ( ملحق لسان العرب ١: ٣ ).

٣ - الكافي ٦: ٥١٤ / ١.

(٣) في المصدر: أبا الحسن (عليه‌السلام )

٤ - الكافي ٦: ٥١٤ / ٢.

(٤) الوبيص: البريق، ( منه قدّه ) عن القاموس ٢: ٣٣٣.

(٥) قرب الإِسناد: ٧٠.

٥ - الكافي ٦: ٥١٥ / ٥.

(٦) في المصدر: اشتمامه وقد كتب المصنف على قوله ( هل يجوز اشمامه ) علامة نسخة.

١٤٩

[ ١٧٧٢ ] ٦ - وعنهم، عن أحمد، عن نوح بن شعيب، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن (عليه‌السلام ) قال: كان يرى وبيص المسك في مفرق رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )

[ ١٧٧٣ ] ٧ - وعن محمّد بن يحيى، عن العمركي بن علي، عن علي بن جعفر، عن أخيه أبي الحسن (عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن المسك في الدهن، أيصلح(١) ؟ فقال: إنّي لأصنعه في الدهن ولا بأس.

[ ١٧٧٤ ] ٨ - قال الكليني: وروي أنه لا بأس بصنع المسك في الطعام.

[ ١٧٧٥ ] ٩ - علي بن جعفر في كتابه، عن أخيه، قال: سألته عن المسك والعنبر وغيره من الطيب، يجعل في الطعام ؟ قال: لا بأس.

[ ١٧٧٦ ] ١٠ - وسألته عن المسك(٢) ، يصلح في الدهن ؟ قال: إني لأصنعه في الدهن ولا بأس.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك عموماً وخصوصاً(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

__________________

٦ - الكافي ٦: ٥١٥ / ٧.

٧ - الكافي ٦: ٥١٥ / ٨.

(١) في نسخة: يصنع، ( منه قدّه ).

٨ - الكافي ٦: ٥١٥ / ٨.

٩ - مسائل علي بن جعفر: ١٧٦ / ٣١٧.

١٠ - مسائل علي بن جعفر ١٧٦ / ٣١٨.

(٢) في البحار زيادة: والعنبر.

(٣) تقدم ما يدل عليه عموماً في الباب ٨٩ من هذه الأبواب وخصوصاً في الحديث ٣ من الباب ٩٢ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي ما يدل عليه في الباب ٩٧ من هذه الأبواب.

١٥٠

٩٦ - باب استحباب التطيّب بالغالية

[ ١٧٧٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن إسحاق بن عمّار قال: قلت لأبي عبدالله (عليه‌السلام ) : إنّي أُعامل التجّار فأتهيّأ للناس كراهة أن يروا بي خصاصة، فأتخذ الغالية، فقال: يا إسحاق، إنّ القليل من الغالية يجزي، وكثيرها سواء، من أخذ(١) من الغالية قليلاً دائماً أجزأه ذلك، قال إسحاق: وأنا أشتري منها في السنة بعشرة دراهم، فأكتفي بها، وريحها ثابت طول الدهر.

أقول: وتقدَّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه في أحكام المساجد(٣) وغيرها(٤) .

٩٧ - باب استحباب التطيّب بالمسك، والعنبر، والزعفران، والعود، وما ينبغي كتابته من القرآن وجعله بين الغلاف والقارورة

[ ١٧٧٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن معمر بن خلّاد قال: أمرني أبو الحسن الرضا (عليه‌السلام ) فعملت له دهناً فيه مسك وعنبر، وأمرني أن أكتب في قرطاس آية الكرسي،

__________________

الباب ٩٦

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٦: ٥١٦ / ١.

(١) في المصدر: اتّخذ.

(٢) تقدم ما يدل عليه في الباب ٨٩ من هذه الأبواب، عموماً.

(٣) يأتي في الباب ٢٣ من أبواب أحكام المساجد.

(٤) يأتي في الحديث ١٤ من الباب ٣٢ من أبواب ما يمسك عنه الصائم.

الباب ٩٧

فيه حديثان

١ - الكافي ٦: ٥١٦ / ٢.

١٥١

وأمّ الكتاب، والمعوّذتين، وقوارع من القرآن، وأجعله بين الغلاف والقارورة، ففعلت ثمّ أتيته فتغلّف به وأنا أنظر إليه.

[ ١٧٧٩ ] ٢ - وعن محمّد بن جعفر، عن محمّد بن خالد، عن سيف بن عميرة، عن عبد الغفّار قال: سمعت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) يقول: الطيب: المسك، والعنبر، والزعفران، والعود.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) .

٩٨ - باب استحباب التطيّب بالخلوق، وكراهة ادمان الرجل له، ومبيته متخلّقاً

[ ١٧٨٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان قال: لا بأس بأن تمس الخلوق(٢) في الحمّام، أو تمسح به يدك تداوي به، ولا أُحبّ إدمانه.

[ ١٧٨١ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن ابن بكير، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه‌السلام ) عن الخلوق، آخذ منه ؟ قال: لا بأس، ولكن لا أُحبّ أن تدوم عليه.

[ ١٧٨٢ ] ٣ - وعنه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن

__________________

٢ - الكافي ٦: ٥١٣ / ١.

(١) تقدّم في الباب ٩٥ من هذه الأبواب.

الباب ٩٨

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥١٧ / ٣.

(٢) في هامش الأصل المخطوط: « قال الشهيد: الخلوق: ضرب من الطيب » منه « قدّه » الصحاح ٤: ١٤٧٢.

٢ - الكافي ٦: ٥١٧ / ١.

٣ - الكافي ٦: ٥٢٣ / ذيل الحديث ١.

١٥٢

محمّد بن الفيض، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، أنّه قال - في حديث -: وإنّه ليعجبني الخلوق.

[ ١٧٨٣ ] ٤ - وعن أبي علي الأشعري، عن بعض أصحابه، عن ابن أبي نجران، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: لا بأس بأن تمسّ الخلوق في الحمّام، أو تمسّ به يدك(١) من الشقاق تداويهما به، ولا أُحبّ إدمانه، وقال: لا بأس أن يتخلّق الرجل ولكن لا يبيت متخلّقاً.

[ ١٧٨٤ ] ٥ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن رجل، عن محمّد بن الفيض قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: إنّه ليعجبني الخلوق.

[ ١٧٨٥ ] ٦ - وعن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن جعفر بن سماعة، عن أبان، عن رجل قد أثبته، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: لا بأس أن يتخلّق الرجل لامرأته ولكن لا يبيت متخلّقاً.

[ ١٧٨٦ ] ٧ - وعن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن أبان، عن الفضيل، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: لا بأس بأن يتخلّق الرجل ولكن لا يبيت متخلّقاً.

[ ١٧٨٧ ] ٨ - عبدالله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ): عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد (عليه‌السلام ) قال: لا بأس بالخلوق في الحمّام، وبمسح يديه ورجليه من الشقاق بمنزلة الدواء، وما أُحبّ إدمانه.

__________________

٤ - الكافي ٦: ٥١٧ / ٢.

(١) في المصدر: يديك.

٥ - الكافي ٦: ٥١٧ / ٤.

٦ - الكافي ٦: ٥١٨ / ٥.

٧ - الكافي ٦: ٥١٨ / ٦.

٨ - قرب الإِسناد: ٤٠.

١٥٣

٩٩ - باب حكم النضوح الذي فيه الضياح ( * ) ، والتطيّب به، وجعله في المشطة وفي الرأس

[ ١٧٨٨ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق بن صدقة، عن عمّار بن موسى، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) - في حديث - أنّه سئل عن النضوح(١) المعتق(٢) ، كيف يصنع به حتى يحلّ ؟ قال: خذ ماء التمر فأغله حتّى يذهب ثلثا ماء التمر.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في الأشربة المحرّمة(٣) .

١٠٠ - باب استحباب البخور

[ ١٧٨٩ ] ٢ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي بن بنت إلياس، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) - في حديث - قال: ينبغي للمرء المسلم أن يدخن ثيابه إذا كان يقدر.

محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن عبدالله بن سنان، مثله، إلّا أنّه قال: ينبغي للرجل(٤) .

__________________

الباب ٩٩

فيه حديث واحد

* - في هامش الأصل المخطوط: « الضياح، بالفتح: اللبن الرقيق الممزوج » منه « قدّه » نقلاً من الصحاح للجوهري ١: ٣٨٦.

١ - التهذيب ٩: ١١٦ / ٥٠٢.

(١) النَّضُوحُ، بالفتح: ضرب من الطيب تفوح رائحته ( مجمع البحرين ٢: ٤١٨ ).

(٢) العتق: الخلوص ( مجمع البحرين ٥: ٢١١ ).

(٣) يأتي ما يدلّ عليه في الباب ٣٧ من أبواب الأشربة المحرّمة.

الباب ١٠٠

فيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ١: ٢٩٥ / ٨٦٧.

(٤) الكافي ٦: ٥١٨ / ٢.

١٥٤

[ ١٧٨٩ ] ٢ - وعن علي بن أبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مرازم قال: دخلت مع أبي الحسن (عليه‌السلام ) إلى الحمّام فلمّا خرج إلى المسلخ دعا بمجمرة(١) فتجمّر به، ثمّ قال: جمّروا مرازم، قال: قلت: من أراد أن يأخذ نصيبه يأخذ ؟ قال: نعم.

[ ١٧٩٠ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن موسى بن القاسم، عن علي بن أسباط، عن الحسن بن الجهم قال: خرج إليّ أبو الحسن (عليه‌السلام ) فوجدت منه رائحة التجمير.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

١٠١ - باب استحباب البخور بالقسط، والمرّ، واللبان، والعود الهندي، واستعمال ماء الورد والمسك بعده

[ ١٧٩٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد ومحمّد بن يحيى، عن علي بن محمّد بن سعد، عن محمّد بن سالم، عن موسى بن عبدالله بن موسى، عن محمّد بن علي بن جعفر، عن أبي الحسن الرضا (عليه‌السلام ) ، أنّه قال - في حديث -: إنّما شفاء العين قراءة الحمد، والمعوّذتين، وآية الكرسي، والبخور(٣) بالقسط والمرّ واللبان(٤) .

__________________

٢ - الكافي ٦: ٥١٨ / ٤.

(١) المِجْمَرَة: ما يدخّن بها الثياب يقال: جمّر ثوبه تجميراً: أي بخّره. ( مجمع البحرين ٣: ٢٤٩ ).

٣ - الكافي ٦: ٥١٨ / ٣.

(٢) يأتي ما يدل عليه في الباب الآتي.

الباب ١٥١

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٠٣ / ٣٨، وتقدم صدره في الحديث ٣ من الباب ٢٠ من هذه الأبواب، وقطعة منه في الحديث ٢ من الباب ١١ من أبواب الماء المضاف.

(٣) البخور كرسول: ما يتبخّر به كالفطور والسحور، وعرّف بأنّه دخان الطيب المحترق ( مجمع البحرين ٣: ٢١٥ ).

(٤) اللبان: الكندر ( مجمع البحرين ٦: ٣٠٦ ).

١٥٥

[ ١٧٩٣ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في ( عيون الأخبار): عن الحسين بن أحمد البيهقي، عن محمّد بن يحيى الصولي، عن جدّته أم أبيه واسمها عذر(١) ، قالت: اشتريت مع عدّة من الجواري فحُملنا إلى المأمون، فوهبني للرضا (عليه‌السلام ) ، فسئلت عن أحوال الرضا (عليه‌السلام ) فقالت: ما أذكر منه إلّا أني كنت أراه يتبخّر بالعود الهندي السني، ويستعمل بعده ماء ورد ومسكاً، وكان (عليه‌السلام ) إذا صلّى الغداة وكان يصلّيها في أوّل وقت ثمّ يسجد فلا يرفع رأسه إلى أن ترتفع الشمس، ثم يقوم فيجلس للناس أو يركب، ولم يكن أحد يقدر أن يرفع صوته في داره كائناً من كان، إنّما يتكلّم الناس قليلاً قليلاً.

[ ١٧٩٤ ] ٣ - وروى الشيخ بهاء الدين في ( مفتاح الفلاح ) قال: في الحديث عن أصحاب العصمة سلام الله عليهم: من مسح وجهه بماء الورد لم يصبه في ذلك اليوم بؤس ولا فقر.

١٠٢ - باب استحباب الادهان وآدابه

[ ١٧٩٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن عبدالله بن جندب، عن سفيان بن السمط، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: الدهن يذهب بالسوء.

[ ١٧٩٦ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن

__________________

٢ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ١٧٩ / ٣.

(١) في المصدر وفي نسخة: عذار.

٣ - مفتاح الفلاح: ١٢٨.

الباب ١٠٢

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥١٩ / ٢.

٢ - الكافي ٦: ٥١٩ / ١.

١٥٦

جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) : الدهن يلين البشرة، ويزيد في الدماغ، ويسهل مجاري الماء، ويذهب القشف، ويسفر اللون(١) .

ورواه الصدوق في ( الخصال ) بإسناده عن علي (عليه‌السلام ) في حديث الأربعمائة، مثله(٢) .

[ ١٧٩٧ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: الدهن يظهر الغنى.

[ ١٧٩٨ ] ٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن عبدالله بن عبد الرحمن، عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) : الدهن يلين البشرة، وذكر مثل الحديث السابق.

[ ١٧٩٩ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين في ( الخصال ): عن حمزة بن محمّد بن أحمد العلوي، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: الدهن يظهر الغنى، والثياب تظهر الجمال، وحسن الملكة يكبت الأعداء.

[ ١٨٠٠ ] ٦ - الحسن بن الفضل الطبرسي في ( مكارم الأخلاق ) قال: كان النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يحب الدهن ويكره الشعث، ويقول: إنّ الدهن يذهب البؤس، وكان يدهن بأصناف من الدهن، وكان إذا ادهن بدأ برأسه

__________________

(١) القشف: قذر الجلد ورثاثة الهيئة وسوء الحال، ويسفر اللون: أي يضيئه. ( مجمع البحرين ٥: ١٠٨ ).

(٢) الخصال: ٦١١.

٣ - الكافي ٦: ٥١٩ / ٣.

٤ - الكافي ٦: ٥١٩ / ٤.

٥ - الخصال: ٩١ / ٣٣.

٦ - مكارم الأخلاق: ٣٣.

١٥٧

ولحيته، ويقول: إنّ الرأس قبل اللحية، وكان (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يدهن بالبنفسج، ويقول: هو أفضل الأدهان، وكان (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إذا ادهن بدأ بحاجبيه، ثمّ شاربيه، ثمّ يدخل في أنفه ويشمّه، ثمّ يدهن رأسه، وكان يدهن حاجبيه من الصداع، ويدهن شاربيه بدهن سوى دهن لحيته.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

١٠٣ - باب استحباب الادهان بالليل

[ ١٨٠١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: دهن الليل يجري في العروق، ويروي البشرة، ويبيّض الوجه.

[ ١٨٠٢ ] ٢ - الحسين بن بسطام في ( طبّ الأئمّة ): عن إبراهيم بن الحسن، عن ابن محبوب، عن ابن سنان، عن أبي حمزة، عن الباقر (عليه‌السلام ) قال: دهن الليل يجري في العروق، ويربي البشرة.

١٠٤ - باب استحباب الدعاء عند الادهان بالمأثور، والابتداء باليافوخ مرتباً

[ ١٨٠٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن

__________________

(١) يأتي في الأبواب ١٠٣، ١٠٧، ١٠٨، ١٠٩ وفي الحديث ٢ من الباب ١١٠ من هذه الأبواب.

الباب ١٠٣

فيه حديثان

١ - الكافي ٦: ٥١٩ / ٥.

٢ - طبّ الأئمّة: ٩٣.

الباب ١٠٤

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٦: ٥١٩ / ٦.

١٥٨

محمّد، عن أبيه، عن الحسين(١) بن بحر، عن مهزم الأسدي، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: إذا أخذت الدهن على راحتك فقل: « اللّهم إني أسألك الزين والزينة والمحبّة، وأعوذ بك من الشين والشنآن والمقت » ثمّ اجعله على يافوخك، ابدأ بما بدأ الله به.

١٠٥ - باب استحباب التبرّع بالدهن للمؤمن

[ ١٨٠٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن أحمد الدقّاق، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من دهن مؤمناً كتب الله له بكلّ شعرة نوراً يوم القيامة.

ورواه الصدوق في كتاب ( الإِخوان )(٢) وفي ( ثواب الأعمال )(٣) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن محمّد، يرفعه إلى بشير الدهّان، مثله، إلّا أنّه قال: من دهن مسلماً.

١٠٦ - باب كراهة ادمان الرجل الدهن واكثاره بل يدهن في الشهر مرّة، أو في الأسبوع مرّة أو مرّتين، وجواز ادمان المرأة الدهن.

[ ١٨٠٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين،

__________________

(١) في المصدر: الحسن.

الباب ١٠٥

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٦: ٥٢٠ / ٧.

(٢) مصادقة الأخوان: ٧٤ / ١.

(٣) ثواب الأعمال: ١٨٢ / ١.

الباب ١٠٦

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٢٠ / ١.

١٥٩

عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: لا يدهن الرجل كلّ يوم، يرى الرجل شعثاً لا يرى متزلقاً كأنّه امرأة.

[ ١٨٠٦ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن إسحاق بن عمّار قال: قلت لأبي عبدالله (عليه‌السلام ) أُخالط أهل المروّة من الناس وقد أكتفي من الدهن باليسير فأتمسّح به كلّ يوم ؟ قال: ما أُحبّ لك ذلك، فقلت: يوم ويوم لا ؟ فقال: وما أُحبّ لك ذلك، قلت: يوم ويومين لا ؟ فقال: الجمعة إلى الجمعة يوم ويومين.

[ ١٨٠٧ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن عثمان بن عيسى، عن إسحاق بن جرير قال: قلت لأبي عبدالله (عليه‌السلام ) : في كم أدهن ؟ قال: في كلّ سنة مرّة، فقلت: إذا يرى الناس بي خصاصة، فلم أزل أُماكسه ؟ قال: ففي كلّ شهر مرّة، لم يزدني عليها.

١٠٧ - باب استحباب الادهان بدهن البنفسج، واختياره على سائر الأدهان.

[ ١٨٠٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، قال: قال: البنفسج سيّد أدهانكم.

[ ١٨٠٩ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم،

__________________

٢ - الكافي ٦: ٥٢٠ / ٢.

٣ - الكافي ٦: ٥٢٠ / ٣.

الباب ١٠٧

فيه ١٦ حديثاً

١ - الكافي ٦: ٥٢١ / ١.

٢ - الكافي ٦: ٥٢١ / ٣.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

صحبته إلاّ الخزي والعار في الدنيا ، وهو في الآخرة من أصحاب النار.

أما كان المنافقون حول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما يصرح القرآن الكريم؟! وكانوا يعدّون في الظاهر من أصحابه ، لأنّ الصحابي هو الذي أدرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسمع حديثه ، والمنافقون كذلك ، ولكنّهم ملعونون ومعذّبون في النار.

إذا لا ترعبني يا شيخ بكلمة «الصحابي» لأنّ أبا هريرة هو من جملة اولئك المنافقين الملعونين ، ولذا فإنّ رواياته مردودة غير معتبرة عند أهل الحديث المحقّقين.

الشيخ عبد السّلام :

أوّلا إن كان أبو هريرة مردودا عند جماعة من العلماء ، فهو مقبول عند آخرين.

ثانيا لا دليل على أنّ المردود عند بعض العلماء يكون ملعونا ، ويكون من أهل النار ، لأنّ الملعون هو الذي لعن في القرآن الحكيم أو على لسان النبي الكريم (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم).

دليل لعن أبي هريرة

قلت : أدلّة العلماء الّذين ردّوا روايات أبي هريرة ورفضوها كثيرة وغير قابلة للتأويل.

منها : إنّه كان موافقا لمعاوية ، وهو رأس المنافقين وزعيمهم ، الملعون على لسان النبيّ المأمونصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وقد كان أبو هريرة ، كما نقل العلاّمة الزمخشري في «ربيع

٣٠١

الأبرار» وابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة» وغيرهما ، أنّه كان في أيّام صفّين يصلّي خلف الإمام عليّعليه‌السلام ويجلس على مائدة معاوية فيأكل معه ، ولمّا سئل عن ذلك؟ أجاب : مضيرة معاوية أدسم ، والصلاة خلق عليّ أفضل (أتمّ) ولذا اشتهر بشيخ المضيرة.

ومنها : إنّه روي ، كما في كتب كبار علمائكم مثل : شيخ الإسلام الحمويني في «فرائد السمطين» باب ٣٧ ، والخوارزمي في «المناقب» والطبراني في «الأوسط» والكنجي الشافعي في «كفاية الطالب» والإمام أحمد في «المسند» والشيخ سليمان القندوزي في «ينابيع المودّة» وأبو يعلى في «المسند» والمتّقي الهندي في «كنز العمال» وسعيد ابن منصور في «السنن» والخطيب البغدادي في «تاريخه» والحافظ ابن مردويه في «المناقب» والسمعاني في «فضائل الصحابة» والفخر الرازي في «تفسيره» والراغب الأصفهاني في «محاضرات الادباء» وغيرهم ، رووا عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : عليّ مع الحقّ ، والحقّ مع عليّ ، يدور الحقّ حيثما دار عليّعليه‌السلام .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عليّ مع القرآن ، والقرآن مع عليّ ، لن يفترقا حتّى يردّا عليّ الحوض.

وأبو هريرة يترك الحقّ والقرآن بتركه عليّاعليه‌السلام ، ويحارب الحقّ والقرآن بانضمامه إلى معاوية بن أبي سفيان ، ومع ذلك تقولون : هو صحابيّ جليل وغير مردود وغير ملعون!

ومنها : أنّه روي في كتب علمائكم ، مثل الحاكم النيسابوري في المستدرك ٣ / ١٢٤ ، والإمام أحمد في «المسند» والطبراني في «الأوسط» ، وابن المغازلي في «المناقب» والكنجي الشافعي في «كفاية

٣٠٢

الطالب» الباب العاشر ، وشيخ الإسلام الحمويني في «الفرائد» ، والمتّقي الهندي في كنز العمّال ٦ / ١٥٣ ، وابن حجر في الصواعق : ٧٤ و ٧٥.

عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : عليّ منّي ، وأنا من عليّ ، من سبّه فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله.

مع ذلك كلّه يذهب أبو هريرة إلى معاوية ويجالسه ، حتّى يصبح من ندماء معاوية الذي كان في السرّ والعلن ، وعلى المنابر ، وعلى رءوس الأشهاد ، وفي قنوت الصلوات ، وخطب الجمعات ، يسبّ ويلعن الإمام عليّا والحسن والحسينعليهم‌السلام .

وكان يأمر ولاته الفسقة الفجرة أن يقتدوا به ويفعلوا مثل فعله!

وأبو هريرة يركن إليه ويجامله ويجالسه ويؤاكله ، ولا ينهاه عن كفره ومنكراته ، بل يجعل الأحاديث عن لسان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تأييده وتصحيح أفعاله المنكرة ، ويغوي الناس العوام ، ويبعّدهم من الإمام ، ويحرفهم عن الإسلام ، ومع هذا كلّه لا يسقط عندكم عن درجة الاعتبار؟!!

الشيخ عبد السلام : هل من المعقول أن نقبل هذه التهم والمفتريات على صحابيّ طاهر القلب؟! إنما هي من موضعات الشيعة!!

قلت : نعم ، ليس بمعقول أنّ صحابيا طاهر القلب يقوم بهذه المنكرات ؛ لأنّ العامل بها كائنا من كان ، فإنّه آثم قلبه.

وكلّ من يكذب على النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويسبّ الله ورسوله فإنّه كافر ومخلّد في جهنّم وإن كان من صحابة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم !

وبنصّ الأخبار الكثيرة الواردة في كتبنا وفي كتب كبار علمائكم

٣٠٣

الأعلام أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : من سبّ عليّا فقد سبّني وسبّ الله سبحانه.

وأمّا قولكم : إنّ هذا الكلام من موضوعات الشيعة ، فهو اشتباه محض ، لأنّكم تقيسون القضايا على أنفسكم ، وأنّ كثيرا منكم لا يتورّعون من الكذب وكيل الاتّهامات على شيعة آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أجل الوصول إلى غاياتهم الدنيوية ، فيغوون بكلامهم الباطل العوامّ الجاهلين ، ولا يخشون يوم الدين ومحاسبة ربّ العالمين.

عبد السّلام : إنّما أنتم الشيعة كذلك! فأنت أحد علمائهم ، وفي مجلسنا هذا لا تتورّع عن سبّ الصحابة الكرام ، والافتراء عليهم ، فكيف تتورّع من الافتراء على علمائنا الأعلام؟!

قلت : ولكنّ التاريخ يشهد على خلاف ما تدّعيه ، فإنّ أهل البيتعليهم‌السلام وشيعتهم منذ قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مضطهدون ومشرّدون ومحاربون!

إذ إنّ حكومة بني أميّة حين أسّست قرّرت محاربة آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعترته الطاهرة ، وأعلنوا على المنابر سبّ عليّ بن أبي طالب ولعنه ، وهو أبو العترة وسيّدهم ، بل أمعنوا في السبّ واللعن حتّى سبّوا الحسن والحسين وهما سبطا رسول الله وريحانتاه وسيّدا شباب أهل الجنّة.

وقاموا بمطاردة الشيعة حتّى إذا ظفروا بهم سجنوهم وعذّبوهم ، وكم قتلوا منهم صبرا تحت التعذيب!!

والمؤسف أنّ بعض علمائكم كانوا يساندون اولئك الظلمة ويفتون بمشروعية تلك الأعمال الجنائية والإجرامية!!

٣٠٤

وبعضهم يحوكون الأكاذيب والأباطيل بأقلامهم المأجورة فينسبونها إلى الشيعة على أنّها من معتقداتهم! وبناء عليها يحكمون على الشيعة المؤمنين بالكفر والشرك والرفض والغلو ، وما إلى ذلك من التهم والأباطيل ، فيزرعون في قلوب أتباعهم ، العوامّ الغافلين ، بذور عداوة الشيعة المؤمنين.

عبد السّلام : إنّ علماءنا الأعلام كتبوا عن واقعكم ولم ينسبوا إليكم ما ليس فيكم ، وإنّما كشفوا عن أعمالكم الفاسدة وعقائدكم الباطلة ، فاتركوها حتّى تسلموا من أقلام علمائنا الكرام!

مفتريات ابن عبد ربّه

قلت : ما كنت احبّ أن أخوض هذا البحث وأسوق الحديث في هذا الميدان ، ولكنّك اضطررتني إلى ذلك ، فابيّن الآن لمحة للحاضرين حتّى يعرفوا كيف ينسب علماؤكم إلينا ما ليس فينا!

فأقول : أحد كبار علمائكم ، المشهور بالأدب واللغة ، هو : شهاب الدين أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربّه القرطبي المالكي ، المتوفّى سنة ٣٢٨ هجرية ، ففي كتابه العقد الفريد ١ / ٢٦٩ : يعبّر عن الشيعة الموحّدين المؤمنين ، بأنّهم يهود هذه الامة ، ثمّ إنّه كما يتهجّم على اليهود والنصارى ويبدي عداءه لهم ، يتهجّم على شيعة آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويظهر لهم البغض والعداء.

ومن جملة مفترياته وأباطيله على الشيعة ، يقول :

الشيعة لا يعتقدون بالطلاق الثلاث ، كاليهود

الشيعة لا يلتزمون بعدّة الطلاق!

٣٠٥

والحال أنّ أكثر الحاضرين من أهل السنّة في المجلس يعاشرون الشيعة ويتزاورون معهم يشهدون بخلاف هذا العالم المعاند الضالّ المضلّ.

وأنتم إن كان عندكم أدنى اطّلاع على فقه الشيعة فستعرفون بطلان كلام ابن عبد ربّه ، وإن لم يكن عندكم اطّلاع فخذوا أيّ كتاب شئتم من فقه الشيعة واقرءوه حتّى تعرفوا أحكامنا حول مسألة الطلاق الثلاث وعدّة الطلاق.

ثمّ إنّ عمل الشيعة في كلّ مكان بمسائل الطلاق والتزامهم بالعدّة ، أكبر دليل على بطلان كلام ابن عبد ربّه.

ويقول هذا المفتري أيضا : إنّ الشيعة كاليهود ، يعادون جبرئيل ، لأنّ في اعتقادهم أنّه أنزل الوحي على محمّد بدل أن ينزله على عليّ ابن أبي طالب!

«الشيعة الحاضرون كلّهم ضحكوا من هذا الكلام».

فتوجّهت إلى العامّة الحاضرين وقلت لهم : انظروا هؤلاء الشيعة كلّهم ضحكوا من هذا الكلام السخيف وسخروا منه ، فكيف يعتقدون به؟!

فلو كان ابن عبد ربّه يطالع كتب الشيعة ويحقّق في معتقداتهم ما كان يتكلم بهذا الكلام المهين ، وما كان اليوم يظهر جهله للحاضرين ، أو يحكم عليه بأنّه من المغرضين ، وفي قلبه داء دفين ، يريد أن يفرّق بين المسلمين!!

أمّا نحن الشيعة فنعتقد أنّ محمدا المصطفى هو خاتم الأنبياء ، بل نصدّق الحديث النبوي الشريف : «كنت نبيّا وآدم بين الماء والطين» فهو

٣٠٦

نبيّ مبعوث من عند ربّ العالمين ، اختاره ، واصطفاه ، واجتباه ، وأرسله للناس أجمعين ، ونعتقد بأنّ جبرئيل هو أمين وحي الله ، وهو معصوم ومصون عن الخطأ والسهو والاشتباه.

ونعتقد أنّ الإمام عليّاعليه‌السلام منصوب بأمر الله تعالى في مقام الولاية والإمامة ، فهو خليفة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلا فصل ، نصبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأمر الله عزّ وجلّ يوم الغدير.

ويقول ابن عبد ربّه الضالّ المضلّ : ومن وجوه الشبه بين الشيعة واليهود ، أنّهم لا يعملون بسنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فهم عند ما يتلاقون لا يسلّمون ، بل يقولون : السام عليكم! «ضحك الشيعة الحاضرون ، ضحكا عاليا».

فوجّهت كلامي إلى العامّة الحاضرين وقلت : وإنّ معاشرتكم مع الشيعة في هذا البلد وتحيّتهم معكم وفيما بينهم ، بتحيّة الإسلام : «السلام عليكم» ينفي مزاعم هذا الإنسان وأباطيله.

ويستمرّ ابن عبد ربّه في أكاذيبه ومفترياته على شيعة آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيقول : إنّ الشيعة كاليهود ، يحلّون قتل المسلمين ونهب أموالهم!!

أقول : إنّكم تعيشون مع الشيعة في بلد واحد وتشاهدون معاملتهم الحسنة معكم ومع غيركم.

فنحن الشيعة لا نحلّ دماء وأموال أهل الكتاب (غير المحاربين) فكيف نحلّ دماء وأموال إخواننا المسلمين من أهل السنّة والجماعة؟!

وإنّ حقّ الناس عندنا من أهم الحقوق ، وقتل النفس من أعظم الذنوب وأكبر حوب!

٣٠٧

هذه بعض مزاعم وأباطيل أحد علمائكم ضدّ الشيعة.

والوقت لا يسمح لا كشف لكم أكثر ممّا ذكرت من كلماته الواهية السخيفة.

مفتريات ابن حزم

وأبو محمد عليّ بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي ، المتوفّى سنة ٤٥٦ هجرية ، هو من أشهر علمائكم المعروف بحقده وعدائه للشيعة ، فلقد تحامل على شيعة أهل البيتعليهم‌السلام وافترى عليهم في كتابه «الفصل في الملل والنحل» الجزء الأوّل ، فيقول : إنّ الشيعة ليسوا بمسلمين ، وإنّما اتّخذوا مذهبهم من اليهود والنصارى!

وقال في الجزء الرابع من الكتاب نفسه ، صفحه ١٨٢ : الشيعة يجوّزن نكاح تسعة نساء!

ويظهر كذب الرجل وافتراؤه علينا إذا راجعتم كتبنا الفقهية ، فقد أجمع فقهاؤنا الكرام في كتبهم : أنّ نكاح تسعة نساء في زمان واحد إنّما هو من خصائص رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولا يجوز لأحد من رجال أمّته ، بل يجوز لهم نكاح أربعة نساء في زمن واحد بالنكاح الدائم ، بدليل الآية الكريمة :( فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ ) (١) .

فإذا طالعتم مجلّدات كتاب «الفصل في الملل والنحل» وقرأتم سبابه وشتمه وكلامه البذيء للشيعة المؤمنين لعرق جبينكم خجلا ، لانتسابه إليكم ، وأنّه يعدّ من علمائكم!!

__________________

(١) سورة النساء ، الآية ٣.

٣٠٨

مفتريات ابن تيميّة

وأحد علمائكم الذي اشتهر بشدّة عدائه للشيعة الأبرار الأخيار ، هو أحمد بن عبد الحليم الحنبلي ، المعروف بابن تيميّة ، المتوفّى سنة ٧٢٨ هجرية وهو حاقد لا على الشيعة فحسب ، بل يكمن في صدره بغض الإمام عليّعليه‌السلام والعترة الطاهرة.

ولو يطالع أحدكم مجلّدات كتابه المسمى ب : «منهاج السّنّة» لوجدتم كيف يحاول الرجل أن يخدش في كلّ فضيلة ومنقبة ثابتة للإمام عليّ بن أبي طالب وأبنائه الطيّبين والعترة الطاهرين!

فكأنّه آلى على نفسه أن لا يدع فضيلة واحدة من تلك الفضائل والمناقب ـ التي لا تعدّ ولا تحصى لأهل البيتعليهم‌السلام ـ إلاّ ويردّها ويرفضها أو يشكّك فيها! حتّى التي أجمعت الامّة على صحّتها ورواها أصحاب الصحاح.

ولو أردت أن أذكر لكم كلّ أكاذيبه وأباطيله لضاع الوقت ، ولكن أذكر لكم نبذة من كلامه السخيف وبيانه العنيف! لكي يعرف جناب الشيخ عبد السلام ، أنّ الافتراء والكذب من خصائص وخصال بعض علمائهم لا علماء الشيعة!!

والعجب أنّ ابن تيميّة بعد ذكر أباطيله وأكاذيبه وافترائه على الشيعة المؤمنين ، يقول في الجزء الأول من «المنهاج» صفحة ١٥ : لم تكن أيّة طائفة من طوائف أهل القبلة مثل الشيعة في الكذب ، فلذا أصحاب الصحاح لم يقبلوا رواياتهم ولم ينقلوها!

وفي الجزء العاشر ، صفحه ٢٣ يقول : اصول الدين عند الشيعة :

٣٠٩

أربعة : «التوحيد والعدل والنبوة والإمامة» ولم يذكر المعاد ، مع العلم أنّ كتبنا الكلامية التي تبيّن عقائد الشيعة منتشرة في كلّ مكان وفي متناول كلّ إنسان.

وكما أشرنا في بعض مجالسنا السالفة : فإنّ الشيعة تعتقد أنّ اصول الدين ثلاثة : التوحيد والنبوّة والمعاد ، وتبحث عن عدل الباري سبحانه ضمن التوحيد ، وتجعل الإمامة جزء النبوّة.

وفي الجزء الأوّل ، صفة ١٣١ ، من «منهاج السنّة» يقول : إنّ الشيعة لا تعتني بالمساجد ، فمساجدهم خالية من المصلّين ، غير عامرة بصلاة الجمعة والجماعة ، وبعض الأحيان يحضر بعضهم في المسجد فيصلّون فرادى!!

وجّهت خطابي حينئذ إلى الشيخ عبد السلام وقلت : أيّها الشيخ! أسألك وأسأل الحاضرين ، أما تنظرون بأعينكم إلى مساجد الشيعة في بلادكم وهي عامرة أوقات الصلوات بكثرة المصلّين وإقامة الجماعة بالمؤمنين؟!

وهذه إيران ، وهي اليوم عاصمة الشيعة ، نجد في كلّ مدينة منها ، بل في كلّ قرية منها مساجد عديدة ، مبنيّة بأحسن شكل وأجمل بناء وهندسة ، وفي أكثرها ، أو كلّها ، تقام الصلوات في أوقاتها جماعة.

(عرضت لهم تصاوير عن صلوات الجماعة لعلماء الشيعة).

وأنتم العلماء! راجعوا كتبنا الفقهية سواء المفصّلة أو المجملة ، كالرسائل العمليّة لمراجع ديننا المعاصرين ، تجدون فيها فصولا ومسائل كثيرة في ثواب الصلاة في المسجد وصلاة الجماعة ، فإنّ ثوابها أضعاف الصلاة في البيت أو الصلاة فرادى.

٣١٠

ويستمرّ ابن تيميّة في افترائه على شيعة أهل البيتعليهم‌السلام في نفس الصفحة فيقول : الشيعة لا يحجّون بيت الله الحرام كسائر المسلمين ، وإنّما حجّهم يكون زيارة القبور ، وثواب زيارة القبور عندهم أعظم من ثواب حجّ بيت الله الحرام ، بل هم يلعنون كلّ من لا يذهب إلى زيارة القبور!!

«ضحك الشيعة من هذا الكلام ضحكا عاليا».

والحال أنّكم إذا راجعتم موسوعاتنا الفقهية ، وكتبنا العبادية ، لرأيتم مجلّدات عديدة باسم : كتاب الحجّ ، وهي تحتوي على آلاف المسائل عن كيفية أداء الحجّ وأحكامه ومسائله الفرعية.

وكلّ فقيه يقلّده الناس في الأحكام الشرعية لا بدّ أن ينشر كتابا باسم «مناسك الحج» حتّى يعمل مقلّدوه وتابعوه وفق ذلك.

ورأي جميع فقهائنا الكرام وعلمائنا الأعلام : أنّ تارك الحج ـ المستطيع الذي يترك الحجّ عنادا ـ كافر ، يجب الاجتناب منه والابتعاد عنه ، عملا بالآية الكريم :( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ ) (١) .

والتزاما بالحديث الشريف : «يقال لتارك الحجّ : مت إن شئت يهوديا أو نصرانيا».

فهل بعد هذا كله ، يترك الشيعة حجّ بيت الله؟!

ثمّ بإمكانكم أن تذهبوا عند قبور أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام ، وهي أفضل المزارات عند الشيعة ، واسألوا الزائرين وحتّى السوقيّين منهم والقرويّين : أنّ أداء الحجّ ، أين يكون وكيف يكون؟؟ تسمعوا الجواب

__________________

(١) سورة آل عمران ، الآية ٩٧.

٣١١

من هم : إنّه يكون في مكّة المكرّمة عند الكعبة إلى آخره.

ثمّ نجد هذا الرجل المفتري الكذّاب ، وهو : ابن تيميّة ، يتّهم أحد مفاخر العلم والدين ، وأحد كبار علماء المسلمين ، وهو الشيخ الجليل ، والحبر النبيل ، العلاّمة محمد بن محمد بن النعمان ، المعروف بالشيخ المفيدقدس‌سره ، فيقول : إنّ له كتابا باسم : «مناسك حجّ المشاهد» بينما لم يكن لفضيلة الشيخ المفيد هكذا كتاب وإنّما له كتاب باسم : «منسك الزيارات» وهو في متناول الأيدي ، ويحتوي على التحيات والعبارات الواردة قراءتها عند مشاهد ومراقد أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام .

ولو راجعتم كتب الشيعة التي الّفت في الزيارات والمزارات لوجدتم فيها تأكيد المؤلّفين على أنّ زيارة المشاهد المشرّفة والمراقد المتبرّكة ، مندوبة وليست واجبة.

وإنّ أكبر دليل قاطع ، وبرهان ساطع ، على كذب ابن تيميّة وافترائه علينا ، أنّكم تشاهدون في كلّ عام عشرات الآلاف من الشيعة يحجّون ويقصدون بيت الله الحرام في الموسم ، ويحضرون في الموقف بعرفات والمشعر الحرام مع إخوانهم المسلمين من سائر المذاهب.

وقد ورد في كتب الأدعية عندنا عن أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام ، في أدعية شهر رمضان المبارك ، أن يقرأ في الليل والنهار وفي الأسحار : اللهمّ ارزقني حجّ بيتك الحرام في عامي هذا وفي كلّ عام ، ولا تخلني من تلك المواقف الكريمة ، والمشاهد الشريفة ، وزيارة قبر نبيّك والأئمّةعليهم‌السلام .

ويقول الحاقد المعاند ، في الجزء الثاني من كتابه «منهاج السنّة» :

الشيعة ينتظرون إمامهم الغائب ، ولذلك في كثير من البلاد كمدينة سامرّاء ، يذهبون إلى سرداب هناك ويهيّئون فرسا أو بغلا أو

٣١٢

غيره ، ويصيحون وينادون باسم إمامهم ويقولون : نحن مسلّحون ومهيّئون لنكون معك ونقاتل بين يديك ، فاظهر واخرج!!

ثمّ يقول : وفي أواخر شهر رمضان المبارك يتوجّهون نحو المشرق وينادون باسم إمامهم حتّى يخرج ويظهر.

ويستمر في خزعبلاته قائلا : ومن بينهم من يترك الصلاة ، حتى لا تشغلهم الصلاة عن إدراك خدمة الإمامعليه‌السلام لو ظهر.

(ضحك الحاضرون كلّهم).

فهذه الأراجيف والكلام السخيف من ابن تيميّة الجلف العنيف ، ليس بعجيب ، لكنّي أتعجّب من بعض علماء مصر وسوريا ، الّذين كنّا نعتقد أنّهم أهل علم وتحقيق لا أهل وهم وتحميق!! كيف قلّدوا ابن تيميّة وكرّروا خزعبلاته الهزلية وكلماته الهستيرية.

مثل : عبد الله القصيمي في كتابه «الصراع بين الإسلام والوثنية».

ومحمّد ثابت المصري في كتابه : «جولة في ربوع الشرق الأدنى».

وموسى جار الله في كتابه «الوشيعة في نقد عقائد الشيعة».

وأحمد أمين المصري في كتابيه : «فجر الإسلام» و «ضحى الإسلام».

وغير هؤلاء من دعاة التفرقة والطائفية وأصحاب العصبية الجاهلية.

وهناك بعض الجاهلين منكم اشتهروا بالعلم والتحقيق ، وانتشرت كتبهم ، وأصبحت عندكم من المصادر المعتمدة حتّى أخذتم كلّ ما جاء فيها حول الشيعة وجعلتموها من المسلّمات الحتمية.

منهم : محمد بن عبد الكريم الشهرستاني ، وهو من علمائكم

٣١٣

وكتابه «الملل والنحل» مشهور عندكم ، وقد أصبح من مصادركم المعتمدة ، بينما أهل العلم والتحقيق يرفضون هذا الكتاب ولا يعتمدون عليه أبدا ، لأنّه مشحون بالأخبار الضعيفة ، بل الأخبار الباطلة المخالفة للواقع!

فمثلا : ضمن وصفه للشيعة الاثني عشرية يقول : بعد الإمام محمد التقي ، الإمام علي بن محمد النقي ومشهده في مدينة قم بإيران!!

بينما كلّ من عنده أدنى اطّلاع على تاريخ الإسلام وعلم الرجال ، يعلم أنّ الإمام عليّ بن محمد النقيّعليه‌السلام مرقده في مدينة سامراء بالعراق ، وتعلوه قبّة ذهبية عظيمة لامعة ، أمر بتذهيبها المرحوم ناصر الدين شاه ، الملك القاجاري الإيراني.

ومن هنا نعرف مدى علم الشهرستاني وتحقيقاته العلمية والتاريخية حول الشيعة!! فيسمح لنفسه أن ينسب إليهم أنّهم يعبدون عليّ بن أبي طالب ، وأنّهم يعتقدون بتناسخ الأرواح والتشبيه ، وما إلى ذلك ، ممّا يدلّ على جهله وعدم اطّلاعه على الملل والنحل!!

يكفينا هذا المقدار في هذا الإطار ، وقد ذكرته ليعرف الشيخ من الكاذب والمفتري ، فلا يقول بعد هذا : إنّ علماء الشيعة يكذبون ويفترون على علماء العامّة ، فقد ثبت أنّ الأمر على عكس ما قاله الشيخ عبد السّلام.

الكلام في ذمّ أبي هريرة

ولكي يعرف الشيخ أنّ الشيعة لم ينفردوا في ذمّ أبي هريرة ، بل

٣١٤

كثير من علماء العامّة ردّوا عليه أيضا ورفضوا رواياته ، أنقل بعض ما جاء منهم في هذا المجال :

١ ـ ابن أبي الحديد ، في شرح نهج البلاغة : ٤ / ٦٣ ـ ط دار إحياء التراث العربي ، قال : وذكر شيخنا أبو جعفر الإسكافيرحمه‌الله تعالى أنّ معاوية وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في عليّعليه‌السلام ، تقتضي الطعن فيه والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جعلا وعطايا مغرية ، فاختلقوا ما أرضاه ، منهم : أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين : عروة ابن الزبير

وفي الصفحة ٦٧ من الجزء نفسه ذكر ابن أبي الحديد ، أنّ أبو جعفر قال : وروى الأعمش ، قال : لمّا قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة ، جاء إلى مسجد الكوفة ، فلمّا رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه ، ثمّ ضرب صلعته مرارا وقال :

يا أهل العراق! أتزعمون أنّي أكذب على الله وعلى رسوله ، وأحرق نفسي بالنار؟!

والله لقد سمعت رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) يقول «إنّ لكلّ نبيّ حرما ، وإنّ حرمي بالمدينة ، ما بين عير إلى ثور ، فمن أحدث فيها حدثا ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».

وأشهد بالله أنّ عليّا أحدث فيها!!

فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولاّه أمارة المدينة.

أسألكم أيها المستمعون : بالله عليكم! ألا يكفي هذا الخبر وحده لردّ أبي هريرة وإسقاط رواياته عن الاعتبار؟! أم أنّ الشيخ عبد السلام

٣١٥

يعتقد ، أنّ أبا هريرة لمّا كان من الصحابة ، فيحقّ له أن يقول ما يحبّ ويفتري ويكذب ، وله أن يتّهم أفضل الخلفاء الراشدين وأكملهم حسب رواياتكم وهو الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وليس لأحد أن يردّ عليه ويضعّفه أو يطعن فيه؟!

الشيخ عبد السّلام : لو فرضنا صدق كلامكم وصحّة بيانكم فكلّ ذلك لا يوجب لعن أبي هريرة! وأنا إنّما استشكل عليكم وأقول : بأيّ دليل تلعنون أبا هريرة؟!

قلت : بدليل العقل والنّقل أنّه : لا يسبّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلاّ ملعون. وحسب الأخبار والأحاديث المعتبرة المروية عن طرقكم والمسجّلة في كتب كبار علمائكم ، أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :

من سبّ عليا فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله سبحانه وتعالى وأبو هريرة كان من الّذين يسبّون عليّاعليه‌السلام ، وكان يجعل الأحاديث في ذمهعليه‌السلام ليشجّع المسلمين الغافلين والجاهلين على سبّ أمير المؤمنينعليه‌السلام .

أبو هريرة مع بسر بن أرطاة

٢ ـ ذكر الطبري في «تاريخه» وابن الأثير في «الكامل» وابن أبي الحديد في «شرح النهج» والعلاّمة السمهودي وابن خلدون وابن خلّكان ، وغيرهم : أنّ معاوية حينما بعث بسر بن أرطاة ، الظالم الغاشم ، إلى اليمن لينتقم من شيعة الإمام عليّعليه‌السلام كان معه أربعة آلاف مقاتل ، فخرج من الشام ومرّ بالمدينة المنوّرة ومكّة المكرّمة والطائف وتبالة ونجران وقبيلة أرحب ـ من همدان ـ وصنعاء

٣١٦

وحضرموت ونواحيها ، وقتلوا كلّ من ظفروا به من الشيعة في هذه البلاء ، وأرعبوا عامة الناس ، فسفكوا دماء الأبرياء ، ونهبوا أموالهم ، وهتكوا حريمهم ، وقضوا على كلّ من ظفروا به من بني هاشم حتّى لم يرحموا طفلي عبيد الله بن العبّاس ـ ابن عمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وكان واليا على اليمن من قبل الإمام عليّعليه‌السلام .

وذكر بعض المؤرّخين : أنّ عدد الّذين قتلوا بسيوف بسر وجنده في تلك السريّة بلغ ثلاثين ألفا!!

وهذا غير عجيب من معاوية وحزبه الظالمين ، فإنّ التاريخ يذكر ما هو أدهى وأمرّ من هذا الأمر.

والجدير بالذكر أنّ أبا هريرة الذي تعظّموه غاية التعظيم ، ولا ترضون بذكر مثالبه ولعنه كان قد رافق بسرا في رحلته هذه الدموية وحملته الإرهابية الاموية ، وخاصة جناياته على أهل المدينة المنوّرة ، وما صنع بكبار شخصيّات الأنصار ، مثل : جابر بن عبد الله الأنصاري ، وأبي أيّوب الأنصاري إذ حرقوا داره! وأبو هريرة حاضر وناظر ولا ينهاهم عن تلك الجرائم والجنايات!!

بالله عليكم أنصفوا!

أبو هريرة الذي صحب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مدّة ثلاث سنوات ويروي خمسة آلاف حديث عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، هل من المعقول أنّه ما سمع الحديث النبويّ المشهور الذي يرويه كبار العلماء والمحدّثين ، مثل : السمهودي في «تاريخ المدينة» والإمام أحمد في «المسند» وسبط ابن الجوزي في «التذكرة» وغيرهم ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال :

«من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله ، وعليه لعنة الله والملائكة

٣١٧

والناس أجمعين ، ولا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لعن الله من أخاف مدينتي ـ أي : أهل مدينتي ـ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا يريد أهل المدينة أحد بسوء إلاّ أذابه الله في النار ذوب الرصاص».

فهل من المعقول أنّ أبا هريرة ما سمع واحدا من هذه الأحاديث الشريفة؟!

إنّه سمع! ومع ذلك رافق الجيش الذي هاجم المدينة المنوّرة وأخاف أهلها ، ثمّ وقف بجانب معاوية المارق على إمام زمانه عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وهو يومئذ خليفة رسول الله بحكم بيعة أهل الحلّ والعقد في المدينة المنوّرة.

فانضمّ أبو هريرة إلى معاوية مخالفا لأمير المؤمنين وسيّد الوصيّين عليّ بن أبي طالب ، بل محاربا لهعليه‌السلام ، وما اكتفى بكلّ هذه الأمور المنكرة حتّى بدأ يجعل الأحاديث المزورة والأخبار المنكرة في ذمّ وليّ الله وحجّته عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، برواية يرويها عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وحاشا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمّ حاشاه من ذلك كلّه.

والعجيب ، أنّ مع كلّ هذه الأمور المفجعة والقضايا الفظيعة ، قول القائل : إنّه لا يجوز لعن أبي هريرة وطعنه ، لأنّه من صحابة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم !!

وفي منطق أبي هريرة يجوز سبّ الإمام عليعليه‌السلام ولعنه والعياذ بالله وهو أكرم الصحابة وأفضلهم ، وأحبّ الناس إلى الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

الشيخ عبد السلام : الله الله! كيف تقول هكذا في شأن أبي هريرة وهو أعظم راو وأوثق صحابي؟!

٣١٨

فالطعن واللعن رأي الشيعة ، وأمّا رأي عامة المسلمين في أبي هريرة ، فإنّهم يعظّمونه ويحترمونه ويجلّونه عن كلّ ما تقولون.

قلت : إنّ ما قلناه فيه لم يكن رأي الشيعة فحسب ، بل هو رأي كثير من علمائكم ورجالكم ، حتّى الخليفة الثاني عمر الفاروق ، فقد ذكر المؤرّخون ، كابن الأثير في الكامل في حوادث عام ٢٣ ، وابن أبي الحديد في شرح النهج ٣ / ١٠٤ ط مصر وغيرهما ، ذكروا : أنّ عمر بن الخطّاب في سنة ٢١ أرسل أبا هريرة واليا على البحرين ، وأخبر الخليفة بعد ذلك بأنّ أبا هريرة جمع مالا كثيرا. واشترى خيلا كثيرا على حسابه الخاصّ ، فعزله الخليفة سنة ٢٣ واستدعاه ، فلمّا حضر عنده ، قال له عمر : يا عدوّ الله وعدوّ كتابه ، أسرقت مال الله؟!

فقال : لم أسرق ، وإنّما هي عطايا الناس لي.

ونقل ابن سعد في طبقاته ٤ / ٩٠ ، وابن حجر العسقلاني في «الإصابة» وابن عبد ربه في «العقد الفريد» الجزء الأول ، كتبوا : أنّ عمر حينما حاكمه قال له : يا عدوّ الله! لمّا وليتك البحرين كنت حافيا لا تملك نعالا ، والآن اخبرت بأنّك شريت خيلا بألف وستمائة دينار!!

فقال أبو هريرة : عطايا الناس لي وقد أنتجت.

فغضب الخليفة فقام وضربه بالسوط على ظهره حتّى أدماه! ثمّ أمر بمصادرة أمواله ، وكانت عشرة آلاف دينار ، فأوردها بيت المال.

وقد ضرب عمر أبا هريرة قبل هذا ، كما ذكر مسلم في صحيحه ١ / ٣٤ قال : في زمن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ضرب عمر أبا هريرة حتّى سقط

٣١٩

على الأرض على قفاه!

ونقل ابن أبي الحديد في شرح النهج ١ / ٣٦٠ ط مصر أنّه قال أبو جعفر الإسكافي : وأبو هريرة مدخول عند شيوخنا ، غير مرضيّ الرواية ، ضربه عمر بالدرّة وقال : قد أكثرت من الرواية ، أحرى بك أن تكون كاذبا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وذكر ابن عساكر في تاريخه ، والمتّقي في «كنز العمّال» : أنّ الخليفة عمر بن الخطّاب زجر أبا هريرة ، وضربه بالسوط ، ومنعه من رواية الحديث ونقله عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال له : لقد أكثرت نقل الحديث عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأحرى بك أن تكون كاذبا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم !! وإذا لم تنته عن الرواية عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنفينّك إلى قبيلتك دوس ، أو ابعدك إلى أرض القردة.

ونقل ابن أبي الحديد في شرحه ١ / ٣٦٠ ط مصر ، عن استاذه أبي جعفر الإسكافي ، أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال : ألا إنّ أكذب الناس ـ أو قال : أكذب الأحياء ـ على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبو هريرة الدوسي.

وذكر ابن قتيبة في «تأويل مختلف الحديث» والحاكم في الجزء الثالث من «المستدرك» والذهبي في «تلخيص المستدرك» ومسلم في صحيحه ، ج ٢ / في فضائل أبي هريرة : أنّ عائشة كانت تقول مرّات وكرّات : أبو هريرة كذّاب ، وقد وضع وجعل أحاديث كثيرة عن لسان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم !!

فأبو هريرة لم يكن مرفوضا وكذّابا عندنا فحسب ، بل هو مردود

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813

814

815

816

817

818

819

820

821

822

823

824

825

826

827

828

829

830

831

832

833

834

835

836

837

838

839

840

841

842

843

844

845

846

847

848

849

850

851

852

853

854

855

856

857

858

859

860

861

862

863

864

865

866

867

868

869

870

871

872

873

874

875

876

877

878

879

880

881

882

883

884

885

886

887

888

889

890

891

892

893

894

895

896

897

898

899

900

901

902

903

904

905

906

907

908

909

910

911

912

913

914

915

916

917

918

919

920

921

922

923

924

925

926

927

928

929

930

931

932

933

934

935

936

937

938

939

940

941

942

943

944

945

946

947

948

949

950

951

952

953

954

955

956

957

958

959

960

961

962

963

964

965

966

967

968

969

970

971

972

973

974

975

976

977

978

979

980

981

982

983

984

985

986

987

988

989

990

991

992

993

994

995

996

997

998

999

1000

1001

1002

1003

1004

1005

1006

1007

1008

1009

1010

1011

1012

1013

1014

1015

1016

1017

1018

1019

1020

1021

1022

1023

1024

1025

1026

1027

1028

1029

1030

1031

1032

1033

1034

1035

1036

1037

1038

1039

1040

1041

1042

1043

1044

1045

1046

1047

1048

1049

1050

1051

1052

1053

1054

1055

1056

1057

1058

1059

1060

1061

1062

1063

1064

1065

1066

1067

1068

1069

1070

1071

1072

1073

1074

1075

1076

1077

1078

1079

1080

1081

1082

1083

1084

1085

1086

1087

1088

1089

1090

1091

1092

1093

1094

1095

1096

1097

1098

1099

1100

1101

1102

1103

1104

1105

1106

1107

1108

1109

1110

1111

1112

1113

1114

1115

1116

1117

1118

1119

1120

1121

1122

1123

1124

1125

1126

1127

1128

1129

1130

1131

1132

1133

1134

1135

1136

1137

1138

1139

1140

1141

1142

1143

1144

1145

1146

1147

1148

1149

1150

1151

1152

1153

1154

1155

1156

1157

1158

1159

1160

1161

1162

1163

1164

1165

1166

1167

1168

1169

1170

1171

1172

1173

1174

1175

1176

1177

1178

1179

1180

1181

1182

1183

1184

1185

1186

1187

1188

1189

1190

1191

1192

1193

1194

1195

1196

1197

1198

1199

1200

1201

1202

1203

1204

1205