ليالي بيشاور

ليالي بيشاور4%

ليالي بيشاور مؤلف:
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 1205

ليالي بيشاور
  • البداية
  • السابق
  • 1205 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 242344 / تحميل: 4167
الحجم الحجم الحجم
ليالي بيشاور

ليالي بيشاور

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

[ ٧٤٥١ ] ٢ - وعنه، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في الرجل يريد أن يقرأ السورة فيقرأ غيرها، قال: له أن يرجع ما بينه وبين أن يقرأ ثلثيها.

أقول: الظاهر أنّ مراده تجاوز النصف، وقد تقدّم ما يدلّ على ذلك(١) .

[ ٧٤٥٢ ] ٣ - محمّد بن مكّي الشهيد في( الذكرى) نقلاً من كتاب البزنطي عن أبي العبّاس، في الرجل يريد أن يقرأ السورة فيقرأ في أُخرى، قال: يرجع إلى التي يريد وإن بلغ النصف.

أقول: هذا لا يشمل من تجاوزعن النصف.

[ ٧٤٥٣ ] ٤ - محمّد بن الحسن باسناده عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن عبيد الله بن علي الحلبي، وعن الحسين بن سعيد، عن علي بن النعمان، عن أبي الصباح الكناني، وعن أحمد ابن محمّد بن أبي نصر، عن المثنّى الحنّاط، عن أبي بصير كلّهم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في الرجل يقرأ في المكتوبة بنصف السورة ثمّ ينسى فيأخذ في اُخرى حتّى يفرغ منها ثمّ يذكر قبل أن يركع، قال: يركع ولا يضره.

____________________

٢ - التهذيب ٢: ٢٩٣/١١٨٠.

(١) تقدم في الحديث ٣ من الباب ٣٥ من هذه الأبواب.

٣ - الذكرى: ١٩٥.

٤ - التهذيب ٢: ١٩٠/٧٥٤، تقدّم ما يدل على الاستثناء في الباب ٣٥ من هذه الأبواب.

١٠١

٣٧ - باب ان من قرأ عزيمة في النافلة وجب أن يسجد ثم يقوم ويتمّ السورة ويركع، فان كان السجود في آخرها استحبّ له قراءة الحمد بعد القيام ليركع عن قراءة

[ ٧٤٥٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّه سئل عن الرجل يقرأ بالسجدة في آخر السورة؟ قال: يسجد ثمّ يقوم فيقرأ فاتحة الكتاب ثم يركع ويسجد.

محمّد بن الحسن باسناده عن علي بن إبراهيم(١) ، وباسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٢) .

[ ٧٤٥٥ ] ٢ - وباسناده عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: من قرأ( اقْرَ‌أْ بِاسْمِ رَ‌بِّكَ ) فإذا ختمها فليسجد، فاذا قام فليقرأ فاتحة الكتاب وليركع قال: ( وإذا) (٣) ابتليت بها مع إمام لا يسجد فيجزيك الإيماء والركوع، الحديث.

[ ٧٤٥٦ ] ٣ - وباسناده عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن أبي البختري وهب بن وهب، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) عن أبيه، عن علي (عليهم‌السلام ) انّه قال: إذا كان آخر السورة السجدة أجزأك أن تركع بها.

____________________

الباب ٣٧

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٣١٨/٥.

(١) التهذيب ٢: ٢٩١/١١٦٧.

(٢) الاستبصار ١: ٣١٩/١١٨٩.

٢ - التهذيب ٢: ٢٩٢/١١٧٤، أورد ذيله في الحديث ٢ من الباب ٤٠ من هذه الأبواب.

(٣) في الاستبصار: فان ( هامش المخطوط ).

٣ - التهذيب ٢: ٢٩٢/١١٧٣، والاستبصار ١: ٣١٩/١١٩٠.

١٠٢

أقول: حمله الشيخ على من لم يتمكن من السجود فأومى له لما يأتي(١) ، ويمكن حمله على من سجد للتلاوة وقام فأراد أن يركع من غير قراءة الفاتحة، لأنّ ما مضى محمول على الاستحباب(٢) .

٣٨ - باب ان من صلّى خلف من لا يقتدى به فقرأ العزيمة ولم يسجد وجب عليه الإِيماء لسجود العزيمة

[ ٧٤٥٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن الحسين بن عثمان، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إن صلّيت مع قوم فقرأ الإِمام( اقْرَ‌أْ بِاسْمِ رَ‌بِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) ، أو شيئاً من العزائم، وفرغ من قراءته ولم يسجد فأوم إيماءاً، والحائض تسجد إذا سمعت السجدة.

محمّد بن الحسن باسناده عن الحسين بن سعيد، مثله(٣) .

[ ٧٤٥٨ ] ٢ - وبإسناده عن سعد، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق، عن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: وعن الرجل يصلّي مع قوم لا يقتدي بهم فيصلّي لنفسه وربّما قرأوا آية من العزائم فلا يسجدون فيها، فكيف يصنع؟ قال: لا يسجد.

____________________

(١) يأتي في الباب ٣٨ من هذه الأبواب، ويأتي أيضاً في الأبواب ٤٢ و ٤٣ من أبواب قراءة القرآن.

(٢) تقدّم في الأحاديث ١ و ٢ من هذا الباب.

الباب ٣٨

فيه حديثان

١ - الكافي ٣: ٣١٨/٤، أورد ذيله في الحديث ٣ في الباب ٣٦ من أبواب الحيض.

(٣) التهذيب ٢: ٢٩١/١١٦٨، والاستبصار ١: ٣٢٠/١١٩٢.

٢ - التهذيب ٢: ٢٩٣/١١٧٧، أورد صدره في الحديث ٣ من الباب ٤٠ من هذه الأبواب، وقطعة منه في الحديث ٢ من الباب ٤٣ من أبواب قراءة القرآن.

١٠٣

أقول: المراد أنّه يومي ايماءاً لما مرّ(١) ويمكن حمله على الإِنكار، لكن مع فرض القدرة على السجود بحيث لا يعلمون به لتأخره، أو يعلمون ولا ينكرون، أو مخصوص بالسماع دون الاستماع، وتقدّم ما يدلّ على المقصود(٢) .

٣٩ - باب ان من قرأ سورة من العزائم في نافلة ونسي سجود العزيمة وجب أن يسجد لها متى ذكر في النافلة أو بعدها

[ ٧٤٥٩ ] ١ - محمّد بن الحسن باسناده عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن العلاء، عن محمّد، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) قال: سألته عن الرجل يقرأ السجدة فينساها حتّى يركع ويسجد؟ قال: يسجد إذا ذكر، إذا كانت من العزائم.

ورواه ابن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من نوادر أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن العلاء، نحوه (٣) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) .

____________________

(١) مرّ في الحديث ١ من هذا الباب.

(٢) تقدم ما يدل على المقصود في الحديث ٢ من الباب ٣٧ من هذه الأبواب ويأتي ما يدل عليه في الباب ٤٣ من أبواب قراءة القرآن.

الباب ٣٩

فيه حديث واحد

١ - التهذيب ٢: ٢٩٢/١١٧٦، وأورده عن السرائر في الحديث ٢ من الباب ٤٤ من أبواب قراءة القرآن.

(٣) مستطرفات السرائر: ٣١/٢٨.

(٤) تقدم ما يدل على ذلك في الباب ٣٧ من هذه الأبواب، ويأتي في الأبواب ٤٢ و ٤٣ من أبواب قراءة القرآن ما يدل على وجوب سجود العزيمة في السور الأربع خاصّة على القارىء والمستمع.

١٠٤

٤٠ - باب عدم جواز قراءة سورة من العزائم في الفريضة وجوازها في النافلة، ووجوب العدول عنها لو شرع فيها في الفريضة ناسياً

[ ٧٤٦٠ ] ١ - محمّد بن الحسن باسناده عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن عروة، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) قال: لا تقرأ في المكتوبة بشيء من العزائم، فان السجود زيادة في المكتوبة.

ورواه الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، مثله(١) .

[ ٧٤٦١ ] ٢ - وعنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: من قرأ( اقْرَ‌أْ بِاسْمِ رَ‌بِّكَ ) فإذا ختمها فليسجد - إلى أن قال - ولا تقرأ في الفريضة، اقرأ في التطوع.

[ ٧٤٦٢ ] ٣ - وباسناده عن سعد، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق، عن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: في الرجل يسمع السجدة في الساعة التي لا تستقيم الصلاة فيها قبل غروب الشمس وبعد صلاة الفجر، فقال: لا يسجد، وعن الرجل يقرأ في المكتوبة سورة فيها سجدة من العزائم، فقال: إذا بلغ موضع السجدة فلا يقرأها،

____________________

الباب ٤٠

فيه ٥ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٩٦/٣٦١.

(١) الكافي ٣: ٣١٨/٦.

٢ - التهذيب ٢: ٢٩٢/١١٧٤، والاستبصار ١: ٣٢٠/١١٩١، أورد صدره في الحديث ٢ من الباب ٣٧ من هذه الأبواب.

٣ - التهذيب ٢: ٢٩٣/١١٧٧، تقدم ذيله في الحديث ٢ من الباب ٣٨ من هذه الأبواب، ويأتي قطعة منه في الحديث ٢ من الباب ٤٣ من أبواب قراءة القرآن.

١٠٥

وإن أحب أن يرجع فيقرأ سورة غيرها ويدع التي فيها السجدة فيرجع إلى غيرها، الحديث.

[ ٧٤٦٣ ] ٤ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن عبد الله بن الحسن، عن جدّه علي بن جعفر، عن أخيه قال: سألته عن الرجل يقرأ في الفريضة سورة النجم، أيركع بها أو يسجد ثمّ يقوم فيقرأ بغيرها؟ قال: يسجد ثم يقوم فيقرأ بفاتحة الكتاب ويركع( وذللأ زيادة في الفريضة) (١) ، ولا يعود يقرأ في الفريضة بسجدة.

ورواه علي بن جعفر في كتابه(٢) .

[ ٧٤٦٤ ] ٥ - وبالاسناد قال: وسألته عن إمام يقرأ السجدة فيحدث قبل أن يسجد، كيف يصنع؟ قال: يقدّم غيره فيسجد ويسجدون وينصرف فقد تمّت صلاتهم

ورواه الشيخ باسناده عن أحمد بن محمّد، عن موسى بن القاسم، عن علي بن جعفر، نحوه(٣) .

أقول: السجود في المكتوبة محمول على التقيّة لما مرّ(٤) .

____________________

٤ - قرب الاسناد: ٩٣.

(١) ليس في المصدر.

(٢) مسائل علي بن جعفر: ١٨٥/٣٦٦.

٥ - قرب الاسناد: ٩٤، أورده عن التهذيب في الحديث ٤ من الباب ٤٢ من قراءة القرآن، وعن قرب الاسناد في الحديث ٣ من الباب ٧٢ من الجماعة.

(٣) التهذيب ٢: ٢٩٣/١١٧٨.

(٤) لما مرّ في الأحاديث ١ و ٢ و ٣ و ٤ من هذا الباب.

١٠٦

٤١ - باب حكم القراءة من المصحف في النافلة والفريضة

[ ٧٤٦٥ ] ١ - محمّد بن الحسن باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيّوب، عن أبان بن عثمان، عن الحسن بن زياد الصيقل قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : ما تقول في الرجل يصلّي وهو ينظر في المصحف يقرأ فيه يضع السراج قريباً منه؟ فقال: لا بأس بذلك.

[ ٧٤٦٦ ] ٢ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإسناد ): عن عبد الله بن الحسن، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الرجل والمرأة يضع المصحف أمامه ينظر فيه ويقرأ ويصلّي؟ قال: لا يعتدّ بتلك الصلاة.

أقول: هذا محمول على الفريضة مع الحفظ والأوّل على النافلة أو مع عدمه، ذكره بعض علمائنا(١) .

٤٢ - باب تخيير المصلّي في الثالثة والرابعة بين قراءة الحمد وحدها وبين التسبيحات الأربع واستحباب تكرارها ثلاثاً والاستغفار بعدها

[ ٧٤٦٧ ] ١ - محمّد بن الحسن باسناده عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن

____________________

الباب ٤١

فيه حديثان

١ - التهذيب ٢: ٢٩٤/١١٨٤.

٢ - قرب الاسناد: ٩٠.

(١) راجع الذكرى: ١٨٧، والتذكرة: ١١٤، وشرح اللمعة ١: ٢٦٨.

الباب ٤٢

فيه ٨ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٩٨/٣٦٨، والاستبصار ١: ٣٢١/١١٩٩.

١٠٧

سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن الركعتين الأخيرتين من الظهر؟ قال: تسبّح وتحمد الله وتستغفر لذنبك وإن شئت فاتحة الكتاب فانّها تحميد ودعاء.

[ ٧٤٦٨ ] ٢ - وبإسناده عن علي بن مهزيار، عن النضر بن سويد، عن محمّد ابن ابي حمزة، عن معاوية بن عمّار قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن القراءة خلف الإمام في الركعتين الأخيرتين؟ فقال: الإمام يقرأ بفاتحة الكتاب ومن خلفه يسبّح، فإذا كنت وحدك فاقرأ فيهما وإن شئت فسبّح.

ورواه الكليني، عن الحسين بن محمّد، عن عبد الله بن عامر، عن علي ابن مهزيار، مثله(١) .

[ ٧٤٦٩ ] ٣ - وبإسناده عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي ابن فضّال، عن عبد الله بن بكير، عن علي بن حنظلة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الركعتين الأخيرتين، مأ أصنع فيهما؟ فقال: إن شئت فاقرأ فاتحة الكتاب، وإن شئت فاذكر الله فهو سواء، قال: قلت: فأيّ ذلك أفضل؟ فقال: هما والله سواء إن شئت سبّحت، وإن شئت قرأت.

أقول: المراد التساوى في الأجزاء لما يأتي(٢) من الترجيح للتسبيح.

[ ٧٤٧٠ ] ٤ - وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن علي بن السندي، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عمّا يقرأ الإِمام في الركعتين في آخر الصلاة؟ فقال: بفاتحة الكتاب، ولا يقرأ الذين خلفه، ويقرأ الرجل فيهما إذا صلّى وحده بفاتحة الكتاب.

____________________

٢ - التهذيب ٢: ٢٩٤/١١٨٥، أورد صدره في الحديث ٥ من الباب ٣٢ من أبواب الجماعة.

(١) الكافي ٣: ٣١٩/١.

٣ - التهذيب ٢: ٩٨/٣٦٩، والاستبصار ١: ٣٢١/١٢٠٠.

(٢) يأتي في الأحاديث ٥ و ٦ و ٧ و ٨ من هذا الباب، وفي الباب ٥١ من هذه الأبواب.

٤ - التهذيب ٢: ٢٩٥/١١٨٦.

١٠٨

[ ٧٤٧١ ] ٥ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر( عليه‌السلام ) : ما يجزئ من القول في الركعتين الأخيرتين؟ قال: أن تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر وتكبّر وتركع.

ورواه الشيخ باسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(١) .

[ ٧٤٧٢ ] ٦ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر ابن اُذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: عشر ركعات ركعتان من الظهر وركعتان من العصر وركعتا الصبح وركعتا المغرب وركعتا العشاء الآخرة لا يجوز فيهنّ الوهم - إلى أن قال - وهي الصلاة التي فرضها الله [ عزّ وجلّ على المؤمنين في القران ](٢) وفوّض إلى محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، فزاد النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) في الصلاة سبع ركعات هي سنّة ليس فيهنّ(٣) قراءة إنّما هو تسبيح وتهليل وتكبير ودعاء فالوهم إنّما هو(٤) فيهنّ، الحديث.

[ ٧٤٧٣ ] ٧ - محمّد بن علي بن الحسين باسناده عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: أدنى ما يجزي من القول في الركعتين الأخيرتين ثلاث تسبيحات أن(٥) تقول: سبحان الله سبحان الله سبحان الله.

____________________

٥ - الكافي ٣: ٣١٩/٢.

(١) التهذيب ٢: ٩٨/٣٦٧، والاستبصار ١: ٣٢١/١١٩٨.

٦ - الكافي ٣: ٢٧٣/٧، تقدم الحديث بتمامه في الحديث ١٢ من الباب ١٣ من أعداد الفرائض، ويأتي حديث بمعناه في الحديث ٦ من الباب ٥١ من هذه الأبواب، وفي الحديث ١ من الباب ١ من أبواب الخلل.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر: فيها.

(٤) في المصدر: يكون.

٧ - الفقيه ١: ٢٥٦/١١٥٩.

(٥) ليس في المصدر.

١٠٩

أقول: هذا محمول على الضرورة.

[ ٧٤٧٤ ] ٨ - وفي( عيون الأخبار): عن تميم بن عبد الله القرشي (١) ، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن رجاء بن أبي الضحّاك أنّه صحب الرضا( عليه‌السلام ) من المدينة إلى مرو فكان يسبّح في الأخراوين يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، ثلاث مرات ثم يركع.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في ترجيح التسبيح وغيره(٢) .

٤٣ - باب استحباب قراءة التوحيد لمن غلط في سورة واستحباب تنبيه المأموم الإِمام إذا غلط

[ ٧٤٧٥ ] ١ - محمّد بن الحسن باسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من غلط في سورة فليقرأ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ثمّ ليركع.

[ ٧٤٧٦ ] ٢ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن الحسن، عن زرعة، عن سماعة قال: سألته عن الإمام إذا أخطأ في القرآن فلا يدري ما يقول؟ قال: يفتح عليه بعض من خلفه، الحديث.

____________________

٨ - عيون أخيار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٨٢.

(١) في المصدر زيادة: عن أبيه.

(٢) يأتي في الباب ٥١ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٤ من ١ الباب ٤٧ من أبواب الجماعة.

الباب ٤٣

فيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٢٩٥/١١٨٧.

٢ - التهذيب ٣: ٣٤/١٢٣، أورده في الحديث ٣ من الباب ٧، وذيله في الحديث ١٠ من الباب ٣١ من أبواب الجماعة.

١١٠

[ ٧٤٧٧ ] ٣ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم قال: سئل أبو عبد الله( عليه‌السلام ) عن الرجل يؤمّ القوم فيغلط؟ قال: يفتح عليه من خلفه.

أقول: ويأتي ما يدلّ على الحكم الثاني في الجماعة(١) .

٤٤ - باب عدم جواز قراءة سورة في الصلاة يفوت بقراءتها الوقت

[ ٧٤٧٨ ] ١ - محمّد بن الحسن باسناده عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عامر بن عبد الله قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: من قرأ شيئاً من( ال حم) (٢) في صلاة الفجر فاته الوقت.

[ ٧٤٧٩ ] ٢ - وبالإسناد عن سيف بن عميرة، عن إبي بكر الحضرمي قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث -: لا تقرأ في الفجر شيئاً من ال حَميم.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في المواقيت عموما(٣) .

____________________

٣ - الكافي ٣: ٣١٦/٢٣، أورده أيضاً في الحديث ١ من الباب ٧ من أبواب الجماعة.

(١) يأتي في الباب ٧ من أبواب الجماعة.

الباب ٤٤

فيه حديثان

١ - التهذيب ٢: ٢٩٥/١١٨٩.

(٢) في المصدر: الحواميم.

٢ - التهذيب ٣: ٢٧٦/٨٠٣، أورد صدره في الحديث ٣ من الباب ٤ من أبواب التسليم.

(٣) تقدّم في الأبواب ١ و ٤ و ٧ و ١٠ و ١٧ و ٢٤ و ٢٦ و ٢٧ و ٣٥ و ٤١ و ٦٢ من أبواب المواقيت.

١١١

٤٥ - باب استحباب القراءة في نافلة العشاء بالواقعة والتوحيد وقراءة الواقعة كلّ ليلة

[ ٧٤٨٠ ] ١ - محمّد بن الحسن باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبي طالب عبد الله بن الصلت، عن ابن أبي عمير قال: كان أبوعبد الله( عليه‌السلام ) يقرأ في الركعتين بعد العتمة( الْوَاقِعَةُ ) و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) .

[ ٧٤٨١ ] ٢ - وعنه، عن إسماعيل بن عبد الخالق، عن محمّد بن أبي طلحة، عن عبد الخالق، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّه كان يقرأ في الركعتين بعد العتمة بالواقعة و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) .

[ ٧٤٨٢ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن أحمد بن ادريس، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن حسان، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ في كل ليلة جمعة سورة الواقعة أحبّه الله وأحبّه(١) الناس أجمعين، ولم ير في الدنيا بؤساً أبداً ولا فقراً ولا فاقة ولا آفة من آفات الدنيا وكان من رفقاء أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، وهذه السورة لأمير المؤمنين( عليه‌السلام ) خاصّة لم يشركه فيها أحد.

[ ٧٤٨٣ ] ٤ - وعن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى(٢) ، عن أحمد بن

____________________

الباب ٤٥

فيه ٥ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ١١٦/٤٣٣.

٢ - التهذيب ٢: ٢٩٥/١١٩٠.

٣ - ثواب الأعمال: ١٤٤.

(١) في نسخة: الى ( هامش المخطوط ).

٤ - ثواب الاعمال: ١٤٤.

(٢) في نسخة زيادة: عن محمّد بن أحمد بن يحيى - هامش المخطوط -.

١١٢

معروف، عن محمّد بن حمزة قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : من اشتاق إلى الجنّة وصفتها فليقرأ الواقعة، ومن أحبّ أن ينظر إلى صفة النار فليقرأ سجدة لقمان.

[ ٧٤٨٤ ] ٥ - وعنه، عن الصفار، عن(١) العبّاس، عن( حمّاد، عن عمرو) (٢) ، عن زيد الشحّام، عن أبي عبد الله(٣) ( عليه‌السلام ) قال: من قرأ الواقعة كلّ ليلة قبل أن ينام لقي الله ووجهه كالقمر ليلة البدر.

٤٦ - باب جواز قراءة المصلّي الفاتحة والسورة في نفس واحد على كراهية وكذا في الإخلاص واستحباب سكتة في آخر كلّ من الحمد والسورة

[ ٧٤٨٥ ] ١ - محمّد بن الحسن باسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن العمركي، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الرجل يقرأ في الفريضة بفاتحة الكتاب وسورة اخرى في النفس الواحد؟ قال: إن شاء قرأ في نفس وإن شاء [ في ] (٤) غيره.

ورواه علي بن جعفر في كتابه عن أخيه(٥) ، ورواه الحميري في( قرب

____________________

٥ - ثواب الأعمال: ١٤٤/٣.

(١) في نسخة زيادة: أبي ( هامش المخطوط ).

(٢) في المصدر: حماد بن عمرو.

(٣) في المصدر: عن أبي جعفر (عليه‌السلام )

الباب ٤٦

فيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٢٩٦/١١٩٣.

(٤) أثبتناه من المصدر.

(٥) مسائل علي بن جعفر: ٢٣٦/٥٨٤.

١١٣

الإسناد ): عن عبد الله بن الحسن، عن علي بن جعفر، مثله وزاد: ولا بأس (١) .

[ ٧٤٨٦ ] ٢ - وعنه، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن غياث بن كلوب، عن إسحاق بن عمّار، عن جعفر، عن أبيه( عليه‌السلام ) أنّ رجلين من أصحاب رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) اختلفا في صلاة رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) فكتبا(٢) إلى أُبيّ بن كعب: كم كانت لرسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) من سكتة؟ قال: كانت له سكتتان: إذا فرغ من أُمّ القرآن، وإذا فرغ من السورة.

[ ٧٤٨٧ ] ٣ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، بإسناد له عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: يكره أن تقرأ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) في نفس واحد.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على بعض المقصود(٣) .

٤٧ - باب جواز القراءة بالمعوذتين بل استحبابهما في الفرائض والنوافل وانّهما من القرآن

[ ٧٤٨٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن

____________________

(١) قرب الاسناد: ٩٣.

٢ - التهذيب ٢: ٢٩٧/١١٩٦.

(٢) في نسخة: فكتب. هامش المخطوط.

٣ - الكافي ٣: ٣١٤/١١، أورده في الحديث ٢ من الباب ١٩ من هذه الأبواب.

(٣) تقدم في الباب ١٩ وعلى استحباب الترتيل في الباب ١٨ من هذه الأبواب ويأتي ما يدل عليه في البابين ٢١ و ٢٧ من أبواب قراءة القرآن.

الباب ٤٧

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٣١٤/٨.

١١٤

الحسين، عن ابن أبي نجران، عن صفوان الجمّال قال: صلّ بنا أبو عبد الله( عليه‌السلام ) المغرب فقرأ بالمعوذتين في الركعتين(١) .

[ ٧٤٨٩ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن داود بن فرقد، عن صابر مولى بسّام قال: أمنّا أبو عبد الله( عليه‌السلام ) في صلاة المغرب فقرأ المعوذتين ثمّ قال: هما من القرآن.

محمّد بن الحسن باسناده عن أحمد بن محمّد، مثله إلى قوله: فقرأ المعوذتين(٢) .

[ ٧٤٩٠ ] ٣ - وعنه، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن منصور ابن حازم قال: أمرني أبو عبد الله( عليه‌السلام ) أن أقرأ المعوذتين في المكتوبة.

[ ٧٤٩١ ] ٤ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن يعقوب بن يقطين قال: سألت العبد الصالح( عليه‌السلام ) عن القراءة في الوتر؟ وقلت: إن بعضاً روى( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) في الثلاث وبعضاً روى المعوذتين وفي الثالثة( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) فقال: اعمل بالمعوذتين و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) .

[ ٧٤٩٢ ] ٥ - الحسن بن بسطام في( طبّ الأئمّة) عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّه سئل عن المعوذتين، أهما من القرآن؟ فقال الصادق( عليه‌السلام ) : هما من القرآن، فقال الرجل: إنّهما ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ولا في مصحفه، فقال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : أخطأ ابن مسعود أو قال: كذب ابن مسعود وهما من القرآن، فقال الرجل: فأقرأ بهما في

____________________

(١) فيه ردّ على بعض العامة. منه قده « هامش المخطوط ».

٢ - الكافي ٣: ٣١٧/٢٦.

(٢) التهذيب ٢: ٩٦/٣٥٧.

٣ - التهذيب ٢: ٩٦/٣٥٦.

٤ - التهذيب ٢: ١٢٧/٤٨٣، أورده أيضاً في الحديث ٥ من الباب ٥٦ من هذه الأبواب.

٥ - طبّ الأئمة: ١١٤.

١١٥

المكتوبة؟ فقال: نعم.

[ ٧٤٩٣ ] ٦ - علي بن إبراهيم في تفسيره عن علي بن الحسين، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن( علي بن) (١) سيف بن عميرة، عن أبيه، عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت لأبي جعفر( عليه‌السلام ) إنّ ابن مسعود كان يمحو المعوّذتين من المصحف، فقال: كان أبي يقول: إنّما فعل ذلك ابن مسعود برأيه وهما من القرآن.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك عموماً(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٤٨ - باب ما يستحبّ القراءة به في الفرائض من السور والطوال والمتوسطات والقصار

[ ٧٤٩٤ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبان، عن(٤) عيسى بن عبد الله القمّي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) : قال: كان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يصلّي الغداة بـ( عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ) و( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) و( لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ

____________________

٦ - تفسيرالقمّي ٢: ٤٥٠.

(١) في المصدر: علي بن الحكم عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي.

(٢) تقدم في الحديث ٢٤ من الباب ١٣ من أعداد الفرائض، وفي الحديث ٦ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الأحاديث ٥ و ٨ و ٩ من الباب ٥٦ والباب ٦٣ من هذه الأبواب، وفي الباب ٣٩ من أبواب الجمعة.

الباب ٤٨

فيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٩٥/٣٥٥.

(٤) في المصدر: بن.

١١٦

الْقِيَامَةِ ) وشبهها، وكان يصلّي الظهر بـ( سَبِّحِ اسْمَ ) ( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ) و( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) وشبهها وكان يصلّي المغرب بـ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) و( إِذَا جَاءَ نَصْرُ‌ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ) و( إِذَا زُلْزِلَتِ ) ، وكان يصلّي العشاء الآخرة بنحو ما يصلّي في الظهر، والعصر بنحو من المغرب.

[ ٧٤٩٥ ] ٢ - وعنه، عن علي بن الحكم، عن أبي أيّوب الخرّاز، عن محمّد بن مسلم - في حديث - قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : أيّ السور تقرأ في الصلوات؟ قال: أمّا الظهر والعشاء الآخرة تقرأ فيهما سواء، والعصر والمغرب سواء، وأمّا الغداة فأطول، وأمّا الظهر والعشاء الآخرة فـ( سَبِّحِ اسْمَ رَ‌بِّكَ الْأَعْلَى ) ( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ) ونحوها(١) ، وأمّا العصر والمغرب فـ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ‌ اللَّهِ ) و( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ‌ ) ونحوها(٢) ، وأمّا الغداة ف-( عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ) و( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) و( لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ) و( هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ‌ ) .

[ ٧٤٩٦ ] ٣ - محمد بن علي بن الحسين قال: أفضل ما يقرأ في الصلوات(٣) في اليوم والليلة في الركعة الاُولى الحمد و( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ) وفي الثانية الحمد و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) إلّا في صلاة العشاء الاّخرة ليلة الجمعة، فإنّ الأفضل أن يقرأ في الاُولى منها الحمد وسورة الجمعة وفي الثانية الحمد وسبّح [ اسم ](٤) ، وفي صلاة الغداة والظهر والعصر يوم الجمعة في الاُولى الحمد وسورة الجمعة وفي الثانية الحمد وسورة المنافقين - إلى أن قال - وفي صلاة الغداة يوم الاثنين ويوم الخميس في الركعة الاُولى الحمد و( هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ ) وفي الثانية الحمد و( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) ، فانّ من قرأهما في صلاة الغداة يوم الإثنين ويوم

____________________

٢ - التهذيب ٢: ٩٥/٣٥٤، أورد صدره في الحديث ٥ من الباب ٧٠ من هذه الأبواب.

(١ و ٢) في المصدر: نحوهما.

٣ - الفقيه ١: ٢٠١/٩٢٢.

(٣) في المصدر: الصلاة.

(٤) أثبتناه من المصدر.

١١٧

الخميس وقاه الله شرّ اليومين.

قال: وحكى من صحب الرضا( عليه‌السلام ) إلى خراسان ل-مّا اُشخص إليها أنه كان يقرأ في صلاته بالسور التي ذكرناها(١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على بعض المقصود(٢) ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٤٩ - باب استحباب القراءة في الصلاة ليلة الجمعة ويومها بالجمعة والمنافقين والأعلى والتوحيد

[ ٧٤٩٧ ] ١ - محمّد بن الحسن باسناده عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن أبي أيّوب، وباسناده(٤) عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي أيّوب الخرّاز، عن محمّد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : القراءة في الصلاة فيها شيء موقت؟ قال: لا، إلّا الجمعة تقرأ فيها بالجمعة والمنافقين.

ورواه الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس ابن عبد الرحمن، عن أبي أيّوب، مثله(٥) .

[ ٧٤٩٨ ] ٢ - وعن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة،

____________________

(١) الفقيه ١: ٢٠٢/٩٢٣.

(٢) تقدم في الأبواب ١٠ و ٢٣ و ٢٤ و ٤٧ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الأبواب ٤٩ و ٥٠ و ٦٤ و ٦٦ من هذه الأبواب، والباب ٥١ من أبواب قراءة القرآن.

الباب ٤٩

فيه ١٠ أحاديث

١ - التهذيب ٣: ٦/١٥، وأورده في الحديث ٥ من الباب ٧٠ من هذه الأبواب.

(٤) التهذيب ٢: ٩٥/٣٥٤.

(٥) الكافي ٣: ٣١٣/٤.

٢ - التهذيب ٣: ٦/١٤، للحديث باسناده الثاني ذيل تقدم في الحديث ٢ من الباب ٤٨ من هذه =

١١٨

عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) اقرأ في ليلة الجمعة الجمعة و( سَبِّحِ اسْمَ رَ‌بِّكَ الْأَعْلَى ) ، وفي الفجر سورة الجمعة و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) وفي الجمعة سورة الجمعة والمنافقين.

ورواه الكليني، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ومحمّد بن الحسين، عن عثمان بن عيسى، مثله(١) .

[ ٧٤٩٩ ] ٣ - وعنه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز وربعي رفعاه إلى أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إذا كانت ليلة الجمعة تستحب أن يقرأ في العتمة سورة الجمعة و( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ ) وفي صلاة الصبح مثل ذلك، وفي صلاة الجمعة مثل ذلك، وفي صلاة العصر مثل ذلك.

[ ٧٥٠٠ ] ٤ - وعنه، عن القاسم بن محمّد الجوهري، عن سلمة بن حيّان، عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : إذا كان ليلة الجمعة فاقرأ في المغرب سورة الجمعة و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) وإذا كان في العشاء(٢) الآخرة فاقرأ سورة الجمعة و( سَبِّحِ اسْمَ رَ‌بِّكَ الْأَعْلَى ) فإذا كان صلاة(٣) الغداة يوم الجمعة فاقرأ سورة الجمعة و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ، فاذا كان صلاة الجمعة فاقرأ سورة الجمعة والمنافقين، وإذا كان صلاة العصر يوم الجمعة فاقرأ بسورة الجمعة و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) .

[ ٧٥٠١ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين قال: حكى من صحب الرضا( عليه‌السلام ) إلى خراسان لـمّا اُشخص إليها أنّه كان يقرأ في العشاء الآخرة ليلة

____________________

= الأبواب.

(١) الكافي ٣: ٤٢٥/٢.

٣ - التهذيب ٣: ٧/١٨.

٤ - التهذيب ٣: ٥/١٣.

(٢) كتب المصنف على ( في العشاء ) علامة نسخة.

(٣) كتب المصنف على ( صلاة ) علامة نسخة.

٥ - الفقيه ١: ٢٠٢/٩٢٣.

١١٩

الجمعة في الأولى منها الحمد وسورة الجمعة، وفي الثانية الحمد و( سَبِّحِ اسْمَ ) ، وفي صلاة الغداة والظهر والعصر في الاُولى الحمد وسورة الجمعة، وفي الثانية الحمد وسورة المنافقين.

[ ٧٥٠٢ ] ٦ - وفي( العلل) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب ابن يزيد، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث طويل يقول -: اقرأ سورة الجمعة والمنافقين فان قراءتهما سنّة يوم الجمعة في الغداة والظهر والعصر، ولا ينبغي لك أن تقرأ بغيرهما في صلاة الظهر يعني يوم الجمعة إماماً كنت أو غير إمام.

[ ٧٥٠٣ ] ٧ - وفي( الخصال) باسناده عن علي( عليه‌السلام ) في - حديث الأربعمائة - قال: القنوت في صلاة الجمعة قبل الركوع(١) ويقرأ في الاُولى الحمد والجمعة، وفي الثانية الحمد والمنافقين.

[ ٧٥٠٤ ] ٨ - وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن حسان، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن ابن علي، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: الواجب على كلّ مؤمن إذا كان لنا شيعة أن يقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة و( سَبِّحِ اسْمَ رَ‌بِّكَ ) ، وفي صلاة الظهر بالجمعة والمنافقين، فاذا فعل ذلك فكأنّما يعمل بعمل رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) وكان جزاؤه وثوابه على الله الجنّة.

أقول: هذا محمول على الاستحباب المؤكد لما مضى(٢) ويأتي(٣) .

____________________

٦ - علل الشرائع: ٣٥٥/١ - الباب ٦٩.

٧ - الخصال: ٦٢٨.

(١) اضاف في المصدر: الثانية.

٨ - ثواب الأعمال: ١٤٦.

(٢) مضى في أحاديث هذا الباب.

(٣) يأتي في أحاديث هذا الباب والباب ٧٠ من هذه الأبواب.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

كتابه «الجمع بين الصحيحين» نقل عن عمر بن الخطّاب أنّه قال بعد يوم الحديبية : ما شككت في نبوّة محمّد قط كشكّي يوم الحديبية.

فسياق الكلام يقتضي أنّه شكّ في هذا الأمر مرارا ، ولكن شكّه يوم الحديبية كان أقوى وأشدّ.

النوّاب : لو سمحت ، بيّن لنا ما كان سبب شكّ الفاروق في الحديبية؟ وما الذي جرى هناك حتّى وقع عمر منه في شكّ؟!

قلت : شرح القضية بالتفصيل يحتاج إلى وقت كثير ، لكن ملخّصه.

شكّ عمر في نبوة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رأى في ما يرى النائم ، أنّه دخل مكّة مع أصحابه واعتمروا.

فلمّا أصبح حدّث الأصحاب برؤياه ، فسأله الأصحاب عن

__________________

ووجدت مصادر كثيرة لأعلام القوم ، تنقل قول عمر ، بهذه العبارة التالية أو غيرها : «ما شككت منذ أسلمت إلاّ يومئذ إلى آخره» منها تاريخ الطبري ٢ / ٧٨ و ٧٩ ، الرياض النضرة ١ / ٣٧٢ ، عمر بن الخطّاب ـ للاستاذ عبد الكريم الخطيب ـ : ٦٣ ، تاريخ الخلفاء ـ للسيوطي ـ : ٤٣ ، السيرة النبوية ـ لابن هشام ـ ٣ / ٣٣١ ، الإمام علي ـ لعبد الفتاح عبد المقصود ـ ١ / ١٦٥ ، تفسير الخازن ٤ / ١٥٧ ، تفسير ابن كثير ٤ / ١٩٦ ، السيرة الحلبية ٣ / ١٩ ، الملل والنحل ـ للشهرستاني ـ ١ / ٥٧ ، صحيح البخاري ـ مشكول ـ ٣ / ١٩٠ ، عيون الأثر ٢ / ١١٩ ، تاريخ الاسلام السياسي ١ / ٢٤٦ ، كنز العمّال ٢ / ٥٢٧.

«المترجم»

٤٨١

تأويلها وتعبيرها ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ندخل مكّة إن شاء الله ونعتمر» ولم يعيّن وقتا للدخول إليها.

ثمّ تهيّأ مع الأصحاب للسفر إلى مكّة وأداء العمرة ، فلما وصل الحديبية ـ وهي بئر بالقرب من مكّة على حدود الحرم ـ ، علمت قريش بمجيء النبيّ والمسلمين ، فخرجوا مسلّحين ليمنعوهم من الدخول.

والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكن يقصد من سفره إلاّ زيارة البيت الحرام وأداء العمرة ولم ينو الحرب والقتال ، لذلك لمّا بعث المشركون من قريش وفدا للمفاوضة ، استقبلهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفاوضهم وكتب معهم ما اشتهر بصلح الحديبية ، على أن يرجع النبيّ والمسلمون في ذلك العام ثمّ يأتون في العام القابل ، ليؤدّوا مناسكهم ويعتمروا ، من غير مانع إلى آخر الشروط.

فلمّا وقّع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على ذلك شكّ عمر بن الخطّاب في نبوّة سيّد المرسلين محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : النبيّ لا يكذب ، أما قلت : ندخل مكة ونأتي بالمناسك معتمرين؟! فلما ذا صالحتهم على الرجوع ولم تدخل مكة؟!

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لكنّي ما عيّنت وقتا ، فهل قلت ، ندخل مكّة في هذا العام؟!

قال عمر : لا.

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أقول مؤكّدا : ندخل مكّة إن شاء الله ، ورؤياي تتحقّق بإذن الله تعالى.

فنزل جبرئيل بالآية الكريمة مؤكّدا أيضا :( لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ

٤٨٢

وَمُقَصِّرِينَ ، لا تَخافُونَ ) إلى آخرها(١) .

فهذا ملخّص صلح الحديبية وكيفيّة شكّ عمر بن الخطّاب بنبوّة خاتم النبيّين وسيّد المرسلين محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وكان هذا الأمر امتحانا للمسلمين ليمتاز الثابت عن المتزلزل ، والمتيقّن عن الشاكّ والمرتاب.

هل يستمر الحوار؟

لمّا وصل الحديث إلى هنا ، نظر بعض العلماء إلى ساعته وقال : أخذنا الحديث كلّ مأخذ ، وانقضى من الليل نصفه أو أكثر ، لذا نترك متابعة الموضوع والحديث إلى الليلة القابلة إن شاء الله.

الحافظ : لقد سررنا بلقياكم ، وفرحنا بمجالسكم ، وانجذبنا إلى حديثكم ، فانقادت مسامعنا بل قلوبنا أيضا إلى كلامكم القويم ، وبيانكم الرصين ، وبقي عندنا كلام كثير ما أبديناه لضيق الوقت ، وعدم إفساح المجال ، فنؤجّله إلى وقت آخر ، وسفر آخر إن شاء الله ، فإنّنا نريد أن نرجع إلى الوطن [أفغانستان] فإنّ لنا هناك أعمالا وأشغالا كثيرة قد تعطّلت وأمورا تأخّرت ، وإنّ لنا هناك مهامّا تفوتنا إن لم نحضر.

لذا أرجو أن تتفضّل علينا وتأتي إلى بلادنا ، فنقوم بضيافتكم ، ونستمرّ في البحث والحوار معكم ، لعلّنا نصل إلى نتيجة فيها رضا الله سبحانه.

النوّاب ـ متوجها إلى الحافظ قائلا ـ : نحن لا ندعك أن ترجع

__________________

(١) سورة الفتح ، الآية ٢٧.

٤٨٣

إلى بلادك حتّى نصل إلى نتيجة قطعية مع السيد المبجّل ، لأنّكم كنتم تقولون لنا إنّ الرافضة [الشيعة] ليسوا أهل بحث ومناقشة ، ولا أهل عقل ومنطق ، لأنّهم لا يملكون أدلّة وبراهين في إثبات عقائدهم ، وإذا جلسوا معنا على طاولة النقاش والحوار سوف يتنازلون لدلائلنا وبراهيننا القاطعة.

ولكنّا على عكس ذلك ، رأيناكم خاضعين أمام براهين السيد ، مستسلمين لأدلته ، ونحن كلّنا شهود.

فالرجاء منكم ، أن تبقوا عندنا ، وتستمرّوا في المناظرة والحوار حتّى يتبين الحقّ وتظهر الحقيقة ، فحينئذ نختار لأنفسنا المذهب الحقّ الثابت بدلائل القرآن الحكيم والعقل السليم.

الحافظ : نحن ما خضعنا ولا استسلمنا لأدلّة السيد ، وإنّما سكتنا لنستفيد من بيانه العذب وحديثه الطيّب ، فإنّه خطيب عجيب ، ذو سحر في البيان ، وطلاقة في اللسان ، فاستمعنا إلى حلاوة كلامه ، وذهلنا لسحر بيانه ، وانجذبنا لعذوبة لسانه ، فقد راعينا الأدب في حقّه ، وما أردنا أن يتأذّى ضيفنا العزيز ، وإلاّ فإنّا بعد لم ندخل في صلب المواضيع الأساسية ، وإذا أردنا أن نقيم الدليل والبرهان ، لثبت لكم أنّ الحقّ معنا.

النوّاب : أمّا نحن فإلى هذه الساعة لم نسمع منكم كلاما مستدلا وحديثا مستندا إلى العقل السليم والقرآن الكريم.

وأمّا كلام مولانا السيد فكلّه مستند إلى كتاب الله وأحاديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المرويّة في كتب علمائنا.

فإذا كانت عندكم أدلّة وبراهين تنقض كلام مولانا السيد فأتوا

٤٨٤

بها ، وإلاّ فإنّي أقول لكم بصراحة : إنّ هذه المحاورات والمناظرات قد انتشرت في الصحف والمجلاّت ، وأوقعت الشكّ والترديد في نفوس أكثر أهل السنّة والجماعة ، في هذا البلد.

فإذا لم تظهروا الحقّ ، ولم تعلنوا الحقيقة التي يريدها الله تعالى من عباده ، فإنّكم مسئولون أمام الله سبحانه وأمام صاحب الشريعة المقدّسة ، النبيّ الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

على أثر هذا الكلام امتقع لون الحافظ وتغيّر وجهه ، وقد ظهر أثر الفشل والخجل على وجوه علماء القوم ، فكان الحافظ ينظر إليّ تارة وينظر إلى الأرض اخرى ، ثمّ توجّه إلى النوّاب قائلا :

أرجو أن تراعوا جانب الضيف الكريم فإنّه كان يريد السفر إلى خراسان لزيارة علي بن موسى الرضا ، ولكنّه تفضّل علينا بتأخير سفره ، فلا يجوز لنا أن نأخّره أكثر من هذا.

قلت : إنّني أشكر ألطافكم وأحساسكم ، صحيح أنّي كنت عازما على السفر والزيارة ، وأخّرت سفري لأجلكم ، ولكنّي فرحت بتأخير سفري ، إذ عملت بواجبي ، وخدمت الدين والمجتمع في كشف الحقيقة وإثبات الحقّ من خلال مناظراتي وحواري معكم ، وفي حضور هؤلاء الطيّبين الكرام ، فعرفوا الحقّ أحسن من ذي قبل.

وإنّني مستعدّ لأبقى معكم وأستفيد من مجالستكم سنة أو أكثر حتّى ينكشف الحقّ.

ولكنّي خجل من مضيّفي الكريم الاستاذ الميرزا يعقوب علي خان ، فقد أتعبته في هذه المدّة كثيرا.

وإذا بالميرزا يعقوب علي خان وإخوانه ـ ذو الفقار علي خان ،

٤٨٥

وعدالت علي خان ، وكلّهم من شخصيات قزلباش ـ أجابوا قائلين : يا مولانا السيد ما كنّا نتوقّع منكم هذا الكلام ، فإنّ بيوتنا كلّها بيوتك ، ونحن نفتخر بخدمتك ، ونتشرف بإقامتك عندنا.

ثمّ تقدّم السيد محمد شاه ـ وهو من أشراف «پيشاور» وأعيانها ـ وكذلك السيّد عديل أختر ـ وهو من علماء الشيعة في «پيشاور» ـ فقالوا : نحن نرجو من سماحتكم أن ينتقل هذا المجلس إلى بيوتنا حتّى نحظى بخدمتكم ونتشرّف ونفتخر بوجودكم عندنا.

فقال الميرزا يعقوب علي خان : لا يمكن ذلك أبدا ، بل ما دام مولانا في «پيشاور» ، وهذا المجلس مستمرّ في الانعقاد ، فبيتي محلّه ومستقره.

قلت : أشكر الجميع ، وبالأخصّ صاحب البيت الأستاذ الكريم الميرزا يعقوب علي خان المحترم.

الحافظ : ـ بعد ما هدأ المجلس ـ قال : وأنا أنزل عند رغبة الاستاذ النّواب والإخوة الحاضرين وأؤجّل سفري وإن كانت عندي مهامّ وأعمال معطّلة في أفغانستان ، ولكن أرجو أن ينتقل مجلسنا هذا في الليالي القابلة إلى البيت الذي نحن فيه ، مراعاة للعدالة ، ورعاية لأهل هذا البيت الكريم ، فإنّهم تعبوا كثيرا ، وأثقلنا عليهم كثيرا.

قلت : لا مانع لديّ من ذلك ، ولا اصرّ على أن يكون المجلس في هذا البيت فقط ، إلاّ أنّ هذا البيت واسع بحيث يضم هذا الجمع الغفير الذي يحضر كلّ ليلة ، وإنّ وسائل الضيافة والتكريم متوفّرة عندهم ، فالاختيار إليكم ، وأمّا أنا فأينما ينعقد المجلس أحضر إن شاء الله تعالى.

٤٨٦

الميرزا يعقوب علي خان : أظنّ أنّ الحافظ لا يعرف عادات ورسوم قبيلة قزلباش ، ولكن أهل البلد يعرفون ويعلمون بأنّ قبيلتنا يحبّون الضيف ويفرحون به ، ويفتخرون بخدمته ، وخاصّة إذا كان الضيوف علماء ومشايخ وسادة ، مثل فضيلة مولانا السيد سلطان الواعظين ، ومثل سماحة الحافظ ، وحضرات العلماء الحاضرين ، والإخوة الأعزّة المحترمين من كلّ الطبقات والأصناف ، فأهلا بكم ومرحبا في كلّ يوم.

الحافظ : أشكركم جميعا وأستودعكم الله ، وإلى اللقاء في الليلة الآتية إن شاء الله تعالى.

٤٨٧
٤٨٨

المجلس السابع

ليلة الخميس ٢٩ / رجب / ١٣٤٥ هجرية

في أوّل الليل حضر القوم مع علمائهم ، وبعد السلام والترحيب استقرّوا في مجلسهم وشربوا الشاي. افتتح السيّد عبد الحيّ الحديث ، فقال : سيدنا الجليل! في مجلس سابق تحدّثت عن موضوع ، ولمّا طالبك فضيلة الحافظ محمد رشيد بالدليل ، ذهبت بالكلام إلى موضوع آخر وتناسيت طلب الحافظ.

قلت : أرجو أن تتفضّلوا بتوضيح الموضوع ، حتّى أبيّن لكم الدليل.

السيّد عبد الحيّ : لقد سبق أن قلتم بأنّ سيّدنا عليا (كرم الله وجهه) كان في اتّحاد نفسيّ مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولهذا تعتقدون بأنّ الإمام عليّا أفضل من جميع الأنبياء سوى النبيّ محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قلت : نعم ، هذا معتقدنا.

السيّد عبد الحيّ : ما هو دليلكم على هذا المعتقد؟

وكيف يمكن اتّحاد شخصين حتى يصبحا نفسا واحدة؟!!

٤٨٩

هذا ما طلبه منكم فضيلة الحافظ ، ولم تجيبوا عنه بشيء.

قلت : نحن لا نعتقد بشيء من غير دليل ، وقد قلت تكرارا : نحن أبناء الدليل حيثما مال نميل ، وسأبين لكم دلائلنا من القرآن والحديث الشريف.

ولكن قبل ذلك أودّ أن أصرّح بأنّ كلامكم (بأنّي تناسيت طلب الحافظ محمد رشيد ، وذهبت بالكلام إلى موضوع آخر) ما هو إلاّ سوء الظنّ منكم بالنسبة إليّ ، وإلاّ كلّنا يعلم بأنّ البحث أحيانا يأخذ بزمامنا ويجرّنا إلى موضوع آخر ، كما قيل قديما : الكلام يجرّ الكلام.

السيّد عبد الحيّ : إنّني أعتذر من سوء التعبير ، وأرجو العفو والسماح.

كيف يكون الإمام علي نفس رسول الله؟

قلت : اتّحاد شخصين بالمعنى الحقيقي غير ممكن ومحال عقلا ، ونحن إنّما نقول باتّحاد نفس النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونفس الإمام عليّعليه‌السلام مجازا.

وبيان ذلك : إن المحبّة والمودّة بين شخصين إذا وصلت أعلى مراتبها بحيث تصبح رغبتاهما واحدة ، وجميع الأمور المتعلّقة بالنفس والصادرة عنها تصبح واحدة أو متشابهة ومتماثلة ؛ يعبّر عن النفسين بالنفس الواحدة مجازا(١) .

__________________

(١) لقد نقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ١٠ / ٢٢١ ط دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ، نقل كلاما لأبي جعفر النقيب ، وقد رأيته مناسبا للمقام فأنقله هنا تعميما للفائدة :

٤٩٠

وجاء هذا المعنى في كلمات بعض الأولياء ، وفي أشعار بعض الفصحاء والبلغاء.

__________________

قال في تشابه أخلاق الإمام عليّ عليه‌السلام بأخلاق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : [انظروا إلى أخلاقهما وخصائصهما ، هذا شجاع وهذا شجاع ، هذا فصيح وهذا فصيح ، هذا سخي جواد وهذا سخي جواد ، هذا عالم بالشرائع والأمور الإلهية وهذا عالم بالفقه والشريعة والأمور الإلهية الدقيقة الغامضة ، هذا زاهد في الدنيا غير نهم ولا مستكثر منها ، وهذا زاهد في الدنيا تارك لها غير متمتّع بلذّاتها ، هذا مذيب نفسه في الصلاة والعبادة ، وهذا مثله ، وهذا غير محبّب إليه شيء من الأمور العاجلة إلاّ النساء وهذا مثله ، وهذا ابن عبد المطّلب بن هاشم وهذا في قعدده(١) وأبواهما أخوان لأمّ ولأب واحد دون غيرهما من بني عبد المطلّب.

وربّي محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجر والد هذا ، وهذا أبو طالب فكان جاريا عنده مجرى أحد أولاده ، ثمّ لمّا شبّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكبر استخلصه من بني أبي طالب وهو غلام ، فربّاه في حجره مكافأة لصنيع أبي طالب به ، فامتزج الخلقان وتماثلت السجيّتان.

وإذا كان القرين مقتديا بالقرين ، فما ظنّك بالتربية والتثقيف الدائم؟!

فواجب أن تكون أخلاق محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كأخلاق أبي طالب ، وتكون أخلاق عليّ عليه‌السلام كأخلاق أبي طالب أبيه ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مربّيه ، وأن يكون الكلّ شيمة واحدة وسوسا (٢) واحدا وطينة مشتركة ، ونفسا غير منقسمة ولا متجزّئة ، وألاّ يكون بين بعض هؤلاء وبعض فرق ولا فضل ، لو لا أنّ الله تعالى اختصّ محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم برسالته واصطفاه لوحيه ، لما يعلمه من مصالح البريّة في ذلك ، ومن أنّ اللطف به أكمل ، والنفع بمكانه أتمّ وأعمّ ، فامتاز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك عمّن سواه وبقي ما عدا الرسالة على أمر الاتحاد ، وإلى هذا المعنى أشار صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقوله : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي» فأبان نفسه منه بالنبوّة ، وأثبت له ما عداها من جميع الفضائل والخصائص مشتركا بينهما.] «المترجم».

__________________

(١) القعدد : القريب الآباء من الجدّ الأعلى.

(٢) سوسا واحدا : أصلا واحدا.

٤٩١

كما نجد في الديوان المنسوب إلى الإمام عليّعليه‌السلام :

هموم الرجال في أمور كثيرة

وهمّي في الدنيا صديق مساعد

يكون كروح بين جسمين قسّمت

فجسمهما جسمان والروح واحد

ولبعض الشعراء:

أنا من أهوى ومن أهوى أنا

نحن روحان حللنا بدنا

فإذا أبصرتني أبصرته

وإذا أبصرته كان أنا

روحه روحي وروحي روحه

من رأي روحين حلاّ بدنا؟!

فاتّحاد نفس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، وتعبيرنا بذلك إنّما كان مجازا لا حقيقة ، والمراد أنّ رغباتهما كانت واحدة ونفسيّاتهما كانت متماثلة ، وكانا متشابهين في الفضائل النفسية والكمالات الروحية ، إلاّ ما خرج بالنصّ والدليل.

الحافظ : إذا أنتم تقولون بأنّ محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليّا (كرم الله وجهه) كانا نبيّين ، ولعلّكم تعتقدون بأنّ الوحي نزل عليهما معا!!

قلت : هذا مغالطة بيّنة منكم ، ونحن الشيعة لا نعتقد بهذا ، وما كنت أتوقّع منكم أن تكرّروا ما طرحتم من قبل ، حتّى أكرّر جوابي ، فيصبح مجلس التفاهم والحوار مجلس جدل وتكرار ، فيضيع وقت الحاضرين الّذين جاءوا ليستفيدوا من حديثنا وحوارنا ، ويعرفوا الحقّ فيتّبعوه.

وقد قلت : بأنّا نعتقد أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والإمام عليّاعليه‌السلام متّحدان ، أي متشابهان في جميع الفضائل النفسية ، ومتماثلان في الكمالات

٤٩٢

الروحيّة إلاّ ما خرج بالنصّ والدليل ، وهو مقام النبوّة الخاصّة وشرائطها ، التي منها نزول الوحي عليه ، فإنّ الوحي النبويّ خاصّ بمحمّد المصطفى دون عليّ المرتضى ؛ وقد بيّنا ذلك بالتفصيل ضمن حديثنا في الليالي الماضية ، وإذا كنتم قد نسيتم ذلك فراجعوا الصحف التي نشرت تلك المحاورات!

لقد أثبتنا ضمن تفسير حديث المنزلة ، أنّ الإمام عليّاعليه‌السلام كان في مقام النبوّة [وليس بنبي] لكن كان تابعا لشريعة سيّد المرسلين ، ومطيعا لخاتم النبيّين محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولذا لم ينزل عليه وحي بل نزل على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كما أنّ هارون كان نبيّا في زمن موسى بن عمران إلاّ أنّه كان تابعا ومطيعا لأخيه موسى عليهما السّلام.

الحافظ : لما كنتم تعتقدون بأنّ عليّا يساوي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في جميع الفضائل والكمالات ، فالنبوّة وشرائطها لازمة لتلك المساواة؟!

قلت : ربّما يتصوّر الإنسان ذلك من معنى المساواة ؛ ولكن إذا فكّر بدقّة في التوضيح الذي قلناه يعرف أنّ الحق غير ما تصوّره بادئ الأمر ، وقد أوضحنا الموضوع في الليالي السابقة وبرهنّا عليه من القرآن الحكيم ، فإنّ الله سبحانه يقول :( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ) (١) .

ولا شكّ أنّ أفضلهم هو أكملهم وخاتمهم الذي قال تعالى في شأنه :( ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ ) (٢) .

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية ٢٥٣.

(٢) سورة الأحزاب ، الآية ٤٠.

٤٩٣

فالكمال الخاصّ بنبوّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان السبب في أنّ الله سبحانه يختم به النبوّة ورسالة السماء ، وهذا الكمال خاصّ بهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يشاركه ولا يساويه فيه أحد ، إلاّ أنّ سائر كمالاته النفسية وفضائله الروحية قابلة للمشاركة والمشابهة ، وكان عليّعليه‌السلام يشاركه ويماثله فيها.

السيّد عبد الحيّ : هل لكم دليل على ذلك من القرآن الكريم؟

الاستدلال بآية المباهلة

قلت : دليلنا من القرآن الكريم قوله تعالى :( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ ) (١) .

إنّ كبار علمائكم ، وأعلامكم من المحدّثين والمفسّرين ، أمثال :

الإمام الفخر الرازي ، في «التفسير الكبير».

والإمام أبي إسحاق الثعلبي ، في تفسير «كشف البيان».

وجلال الدين السيوطي ، في «الدر المنثور».

والقاضي البيضاوي ، في «أنوار التنزيل».

وجار الله الزمخشري ، في تفسير «الكشّاف».

ومسلم بن الحجّاج ، في صحيحه.

وأبي الحسن ، الفقيه الشافعي ، المعروف بابن المغازلي ، في المناقب.

__________________

(١) سورة آل عمران ، الآية ٦١.

٤٩٤

والحافظ أبي نعيم ، في «حلية الأولياء».

ونور الدين ابن الصبّاغ المالكي ، في «الفصول المهمّة».

وشيخ الإسلام الحمويني ، في «فرائد السمطين».

وأبي المؤيّد الموفّق الخوارزمي ، في المناقب.

والشيخ سليمان الحنفي القندوزي ، في «ينابيع المودة».

وسبط ابن الجوزي ، في التذكرة.

ومحمد بن طلحة في «مطالب السئول».

ومحمّد بن يوسف الكنجي القرشي الشافعي ، في «كفاية الطالب».

وابن حجر المكّي ، في «الصواعق المحرقة».

هؤلاء وغيرهم ذكروا مع اختلاف يسير في الألفاظ ، والمعنى واحد ، قالوا : إنّ الآية الكريمة نزلت يوم المباهلة ، وهو ٢٤ أو ٢٥ من ذي الحجّة الحرام.

تفصيل المباهلة

قالوا : دعا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نصارى نجران إلى الإسلام ، فأقبلت شخصيّاتهم وأعلامهم وعلماؤهم ، وكان عددهم يربو على السبعين ، ولمّا وصلوا المدينة المنوّرة التقوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجالسوه مرارا وتناظروا معه ، فسمعوا حديثه ودلائله على ما يدعو إليه من التوحيد والنبوّة وسائر أحكام الإسلام ، وما كان عندهم ردّ وجواب ، لكن حليت الدنيا في أعينهم ، وراقهم زبرجها ، وخافوا إن أسلموا أن يفقدوا مقامهم ورئاستهم على قومهم.

٤٩٥

فلما رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لجاجهم وعنادهم ، دعاهم إلى المباهلة حتّى يحكم الله بينهم ويفضح المعاند الكاذب ، فقبلوا ولما جاءوا إلى الميعاد ، وهو مكان في سفح جبل ، وكان النصارى أكثر من سبعين ، من علمائهم وساداتهم وكبرائهم ، فنظروا وإذا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أقبل مع رجل وامرأة وطفلين ، فسألوا عنهم بعض الحاضرين ، فلمّا عرفوا أنّ الرجل الذي مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صهره وابن عمّه علي بن أبي طالب ، وهو وزيره ، وأحبّ أهله إليه ، والمرأة ابنته فاطمة الزهراء ، والطفلين هما سبطاه الحسن والحسين.

قال لهم أكبر علمائهم : انظروا إلى محمّد! لقد جاء بصفوة أهله وأعزّهم عليه ليباهلنا بهم ، وهذا إنّما يدلّ على يقينه واطمئنانه بحقّانيّته ورسالته السماوية ، فليس من صالحنا أن نباهله ، بل نصالحه بما يريد من الأموال ، ولو لا خوفنا من قومنا ومن قيصر الروم ، لآمنّا بمحمّد وبدينه.

فوافقه قومه وقالوا : أنت سيّدنا المطاع.

فبعثوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّهم لا يباهلونه ، بل يريدون المصالحة معه ، فرضي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمصالحة وأمر عليّاعليه‌السلام فكتب كتاب الصلح بإملاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فصالحهمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على ألفي حلّة فاخرة ، ثمن الواحدة أربعون درهما ، وألف مثقال ذهب ، وذكر بنودا اخرى.

فوقّع الطرفان على كتاب الصلح.

ولما اعترض النصارى على الأسقف الأعظم ومصالحته مع نبيّ الإسلام ، أجابهم قائلا : والله ما باهل نبيّ أهل ملّة إلاّ نزل عليهم

٤٩٦

العذاب وماتوا عن آخرهم ، وإنّي نظرت إلى وجوه أولئك الخمسة : محمّد وأهل بيته ، فوجدت وجوها لو دعوا الله عز وجلّ باقتلاع الجبال وزوالها لانقلعت وزالت.

الحافظ : هذا الخبر صحيح ، ومنقول في كتبنا المعتبرة ، ولا منكر له بين علمائنا ، ولكن ما هو ارتباطه بسؤالنا عن دليل اتّحاد نفس عليّ (كرم الله وجهه) مع نفس النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟!

قلت : ارتباط الخبر بالسؤال كلمة( أَنْفُسَنا ) في الآية الكريمة.

أولا : الآية تدلّ على أنّ عليا وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام هم أفضل الخلق وأشرفهم بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

عند الله تبارك وتعالى ، وهذا ما وصل إليه وصرّح به كثير من علمائكم ، حتّى المتعصّبين منهم ، مثل الزمخشري في تفسيره لآية المباهلة ، فقد ذكر شرحا وافيا عن الخمسة الطيّبين وكشف حقائق ودقائق مفيدة عن فضلهم ومقامهم عند الله سبحانه ، حتى قال : إنّ هذه الآية الكريمة أكبر دليل وأقوى برهان على أفضليّة أصحاب الكساء على من سواهم.

ورأي البيضاوي والفخر الرازي في تفسير الآية قريب من رأي الزمخشري.

ثانيا : نستنبط من الآية الكريمة أنّ مولانا عليّ بن أبي طالب هو أفضل الخلق وأشرفهم بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لأنّ الله تعالى جعله نفس النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا إنّ كلمة( أَنْفُسَنا ) لا تعني النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لأنّ الدعوة منه لا تصحّ لنفسهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإنّما الدعوة من الإنسان لغيره ، فالمقصود من( أَنْفُسَنا ) في الآية الكريمة هو سيّدنا وإمامنا عليّعليه‌السلام ، فكان بمنزلة نفس النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولذا دعاه وجاء به إلى المباهلة ، وذلك بأمر الله سبحانه.

٤٩٧

هذا جواب سؤالكم وارتباط الآية الكريمة بالموضوع.

فعليّعليه‌السلام هو نفس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بتعبير القرآن الحكيم ، وهو تعبير مجازي واتّحاد اعتباري لا حقيقي.

وقد قال الأصوليّون : حمل اللفظ على المعنى المجازي الأقرب أولى من حمله على الأبعد.

وفي ما نحن فيه ، أقرب المعاني المجازيّة لاتّحاد النفسين تساويهما في جميع الأمور النفسية ، وتماثلهما في جميع الصفات الكمالية اللازمة لها إلاّ ما خرج بالدليل.

وقلنا : إنّ الخارج بالدليل والإجماع ، عدم نزول الوحي على الإمام عليّعليه‌السلام ، وعدم تساويه مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في النبوّة الخاصة بهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

الحافظ : لنا أن نقول بأنّ تعبير الآية :( نَدْعُ وَأَنْفُسَنا ) تعبير مجازي ، وادّعاؤكم في الاتّحاد النفسي المجازي لم يكن أولى وأقوى ممّا نقول نحن!

قلت : أرجوكم أن تتركوا المراء والجدال ، ولا تضيّعوا وقت المجلس بالقيل والقال ، فإنّ العلماء والعقلاء اتّفقوا على أنّ الأخذ بالمجاز الشائع أولى وأقوى من الأخذ بالمجاز غير الشائع.

والمجاز الذي نقوله في الموضوع هو من المعنى الشائع له عند العرب والعجم ، وكم له نظائر! وقد ذكرنا بعضها ضمن الحديث قبل ساعة ، فكم من قائل لصاحبه : أنت روحي وأنت كنفسي! ولكي تطمئنّ قلوبكم لهذا المعنى ، فإنّي أنقل لكم بعض الأحاديث النبويّة فيه

٤٩٨

شواهد من الأحاديث

الأخبار المرويّة والأحاديث النبويّة في هذا المعنى المجازي كثيرة ننقل نماذج منها :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «عليّ منّي وأنا منه ، من أحبّه فقد أحبّني ، ومن أحبّني فقد أحبّ الله».

أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في «المسند» وابن المغازلي في المناقب ، والموفّق بن أحمد الخوارزمي في المناقب ، وآخرون غيرهم.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «عليّ منّي وأنا من عليّ ، ولا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ».

أخرجه جماعة ، منهم : ابن ماجة في السنن ١ / ٩٢ ، والترمذي في صحيحه ، وابن حجر في الحديث السادس من الأربعين حديثا التي رواها في مناقب عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في كتابه (الصواعق) وقال : رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة.

والإمام أحمد في المسند ٤ / ١٦٤ ، ومحمد بن يوسف الكنجي في الباب ٦٧ من «كفاية الطالب» نقله عن مسند ابن سماك ، و «المعجم الكبير» للطبراني.

وأخرجه الإمام عبد الرحمن النسائي في كتابه «خصائص الإمام عليّعليه‌السلام ».

وأخرجه الشيخ سليمان القندوزي في الباب السابع من «ينابيع المودّة».

٤٩٩

وروى الأخير أيضا في الباب السابع عن عبد الله بن أحمد بن حنبل مسندا ، عن ابن عبّاس : أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لأمّ سلمة رضي الله عنها : «عليّ منّي وأنا من عليّ ، لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى ، يا أمّ سلمة اسمعي واشهدي! هذا عليّ سيّد المسلمين».

وأخرج الحميدي في الجمع بين الصحيحين ، وابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة» عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «عليّ منّي وأنا منه ، وعليّ منّي بمنزلة الرأس من البدن ، من أطاعه فقد أطاعني ، ومن أطاعني فقد أطاع الله».

وأخرج الطبري في تفسيره ، والمير السيّد علي الهمداني الفقيه الشافعي في المودّة الثامنة من كتابه «مودّة القربى» إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إن الله تبارك وتعالى أيد هذا الدين بعليّ ، وإنّه منّي وأنا منه ، وفيه أنزل :( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ) (١) ».

وخصّص الشيخ سليمان القندوزي في كتابه «ينابيع المودّة» بابا بعنوان :

الباب السابع : في بيان أنّ عليّا (كرّم الله وجهه) كنفس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وحديث : «علي منّي وأنا منه».

وأخرج فيه أربعة وعشرين حديثا مسندا ـ بطرق شتّى وألفاظ مختلفة لكن متّحدة المعنى ـ عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «عليّ منّي بمنزلة نفسي».

وفي أواخر الباب ينقل عن (المناقب) حديثا يرويه عن جابر ، أنّه

__________________

(١) سورة هود ، الآية ١٧.

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813

814

815

816

817

818

819

820

821

822

823

824

825

826

827

828

829

830

831

832

833

834

835

836

837

838

839

840

841

842

843

844

845

846

847

848

849

850

851

852

853

854

855

856

857

858

859

860

861

862

863

864

865

866

867

868

869

870

871

872

873

874

875

876

877

878

879

880

881

882

883

884

885

886

887

888

889

890

891

892

893

894

895

896

897

898

899

900

901

902

903

904

905

906

907

908

909

910

911

912

913

914

915

916

917

918

919

920

921

922

923

924

925

926

927

928

929

930

931

932

933

934

935

936

937

938

939

940

941

942

943

944

945

946

947

948

949

950

951

952

953

954

955

956

957

958

959

960

961

962

963

964

965

966

967

968

969

970

971

972

973

974

975

976

977

978

979

980

981

982

983

984

985

986

987

988

989

990

991

992

993

994

995

996

997

998

999

1000

1001

1002

1003

1004

1005

1006

1007

1008

1009

1010

1011

1012

1013

1014

1015

1016

1017

1018

1019

1020

1021

1022

1023

1024

1025

1026

1027

1028

1029

1030

1031

1032

1033

1034

1035

1036

1037

1038

1039

1040

1041

1042

1043

1044

1045

1046

1047

1048

1049

1050

1051

1052

1053

1054

1055

1056

1057

1058

1059

1060

1061

1062

1063

1064

1065

1066

1067

1068

1069

1070

1071

1072

1073

1074

1075

1076

1077

1078

1079

1080

1081

1082

1083

1084

1085

1086

1087

1088

1089

1090

1091

1092

1093

1094

1095

1096

1097

1098

1099

1100

1101

1102

1103

1104

1105

1106

1107

1108

1109

1110

1111

1112

1113

1114

1115

1116

1117

1118

1119

1120

1121

1122

1123

1124

1125

1126

1127

1128

1129

1130

1131

1132

1133

1134

1135

1136

1137

1138

1139

1140

1141

1142

1143

1144

1145

1146

1147

1148

1149

1150

1151

1152

1153

1154

1155

1156

1157

1158

1159

1160

1161

1162

1163

1164

1165

1166

1167

1168

1169

1170

1171

1172

1173

1174

1175

1176

1177

1178

1179

1180

1181

1182

1183

1184

1185

1186

1187

1188

1189

1190

1191

1192

1193

1194

1195

1196

1197

1198

1199

1200

1201

1202

1203

1204

1205