ليالي بيشاور

ليالي بيشاور4%

ليالي بيشاور مؤلف:
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 1205

ليالي بيشاور
  • البداية
  • السابق
  • 1205 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 235965 / تحميل: 3905
الحجم الحجم الحجم
ليالي بيشاور

ليالي بيشاور

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

الخجل ، على أوراق العار والفشل ، بقلم الخوف والوجل!

ولقد ألّف العلاّمة أبو العبّاس أحمد بن علي المقريزي الشافعي كتابه المشهور «النزاع والتخاصم بين بني اميّة وبني هاشم» وذكر فيه بعض أعمال بني اميّة القبيحة وجرائمهم الفظيعة ، فإنّهم لم يرحموا حيّا ولم يحترموا ميتا من شيعة آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الموالين لعليّ بن أبي طالب أمير المؤمنينعليه‌السلام وأولاده الغرّ الميامين.

وهنا اسمحوا لي أن أذكر لكم ـ كنموذج على ذلك ـ مثالين من هذا الكتاب ، حتّى تطّلعوا على الجرائم البشعة لبني اميّة ، وتعرفوا حقيقة أمرهم ، كي لا تتعجّبوا من كلامي ولا تستغربوه ، وتعرفوا أنّ ما أقوله لكم إنّما هو عن دليل وبرهان!

شهادة زيد بن عليّعليه‌السلام

قال المقريزي وغيره من المؤرخين : لمّا هلك يزيد بن عبد الملك ، تولّى الحكم أخوه هشام ، فبدأ بالجور والعدوان على أهل البيتعليهم‌السلام وشيعتهم ، فكتب إلى عمّاله بالتضييق عليهم وسجنهم والفتك بهم ، وأمر عامله على الكوفة يوسف بن عمر الثقفي ، أن يهدم دار الكميت شاعر أهل البيتعليهم‌السلام وأن يقطع لسانه ، لأنّه مدح آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم !!

وكتب إلى عامله على المدينة خالد بن عبد الملك بن الحارث : أن يحبس بني هاشم فيها ويمنعهم من السفر! فنفّذ خالد أمر هشام ، وضيّق على الهاشميّين ، وأسمع زيد بن الإمام زين العابدينعليه‌السلام ما يكره ، فخرج زيد إلى الشام ليشكوا خالدا إلى هشام ، فأبى هشام أن يأذن له ، فأرسل إليه زيد رسالة يطلب الإذن بها له ، فكتب هشام في أسفلها :

٦١

ارجع إلى أرضك ، فقال زيد : والله لا أرجع. وأخيرا أذن له هشام وأمر خادما أن يتبعه ويحصي ما يقول. فسمعه يقول : والله ما أحبّ الدنيا أحد إلاّ ذلّ.

وأمر هشام جلساءه أن يتضايقوا في المجلس حتّى لا يقرب منه.

فلمّا دخل زيد لم يجد موضعا يجلس فيه ، فعلم أنّ ذلك قد فعل عمدا ، واستقبله هشام بالشتم والسباب ، بدل التكريم والترحاب!

وفي المقابل لم يسكت زيد عن الجواب ، وإنّما أسمع هشاما ما لم يحبّ أن يسمع ، فلم يتحمّل هشام وأمر بطرده ، دون أن يسمع شكواه ، فأخذ الغلمان بيده ليخرجوه ، فأنشد زيد :

شرّده الخوف وأزرى به

كذاك من يكره حرّ الجلاد

قد كان في الموت له راحة

والموت حتم في رقاب العباد

فخرج من مجلس هشام وتوجّه إلى الكوفة ، فحدّث الناس بظلم الخليفة وعمّاله ، فبايعه خلق كثير فيهم الأشراف والعلماء ، لأنّهم وجدوه أهلا للقيادة ، فهو سيّد هاشمي ، وفقيه تقيّ ، وشجاع باسل.

ولمّا رأى أعوانا ، نهض ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويدفع الظلم والضيم عن نفسه وعن المؤمنين ، فدارت المعركة بينه وبين يوسف الثقفي والي الكوفة وجيشه الجرّار. ولكن أصحاب زيد تركوا زيدا وحده قبل أن يخوض الحرب ويدخل في غمراتها ، ولم يبق معه إلاّ نفر قليل!! ورغم ذلك فقد دخل زيد الحرب وجاهد بشجاعة وبسالة هاشمية وهو يرتجز :

أذلّ الحياة وعزّ الممات

وكلا أراه طعاما وبيلا

فإن كان لا بدّ من واحد

فسيري إلى الموت سيرا جميلا

٦٢

فبينما هو يجاهد في سبيل الله ويحارب الأعداء ، إذ وقع سهم في جبهته ، فلمّا انتزعوه سقط شهيدا.

وكان ذلك في اليوم الثامن من شهر صفر عام ١٢١ ه‍ ، وكان عمره الشريف اثنتين وأربعين سنة ؛ فرثاه الحسن الكناني بأبيات منها :

فلمّا تردّى بالحمائل وانتهى

يصول بأطراف القنا الذوابل

تبيّنت الأعداء أنّ سنانه

يطيل حنين الامّهات الثواكل

تبيّن فيه ميسم العزّ والتقى

وليدا يفدّى بين أيدي القوابل

فحمله ابنه يحيى بإعانة عدّة من أنصاره ، ودفنه في ساقية وردمها وأجرى عليها الماء لكي لا يعلم أحد مدفنه ولكن تسرّب الخبر إلى يوسف ابن عمر ، فأمر بنبش القبر وإخراج الجسد الطاهر ، ثمّ أمر بقطع رأسه الشريف فقطع وبعث به إلى الشام ، فلمّا وصل الرأس الشريف إلى الشام كتب هشام إلى واليه على الكوفة : أن مثّل ببدنه واصلبه في كناسة الكوفة.

ففعل والي الكوفة يوسف بن عمر ذلك ، وصلبه في ساحة من ساحات الكوفة حقدا وعدوانا ، وراح الشاعر الأموي يفتخر بهذه الجريمة البشعة ويقول في قصيدة جاء فيها :

صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة

ولم أر مهديّا على الجذع يصلب!

فبقي أكثر من أربع سنين مصلوبا ، حتّى هلك هشام وتولّى بعده الوليد بن يزيد ، فكتب إلى عامله بالكوفة : أحرق زيدا بخشبته وأذر رماده.

ففعل وأذرى رماده على شاطئ الفرات!(١) .

__________________

(١) وأمّا الرأس الشريف ، فقد بعثه هشام من الشام إلى المدينة ونصب عند قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وكان العامل عليها : محمد بن إبراهيم بن هشام المخزومي.

٦٣

شهادة يحيى بن زيد

وفعلوا نفس الصنيع بولده يحيى ، فإنّه قام ضدّ ظلم بني أميّة وجورهم ، والتاريخ يذكره بالتفصيل(١) واستشهد في ميدان القتال ،

__________________

فطلب منه الناس أن ينزّل الرأس الشريف فأبى ، فضجّت المدينة بالبكاء.

وكان الوالي يجمع أنصاره ، وهم السفلة والأراذل ، ويأمرهم بسب عليّ وبنيه وشيعته ، وبقي على ذلك سبعة أيّام!!

ثم سيّر الرأس الشريف إلى مصر ، فنصب بالجامع ، فسرقه أهل مصر ودفنوه بالقرب من جامع ابن طولون.

ويعتقد بعض المحقّقين أنّ المسجد المعروف اليوم بمسجد رأس الحسين عليه‌السلام بالقاهرة ، هو مدفن رأس حفيده : «زيد بن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ».

وكانت كنيته : أبو الحسين. «المترجم».

(١) خرج يحيى من الكوفة ليلا بعد استشهاد أبيه ودفنه ، وقد وكّل الحاكم حريث الكلبي بتعقّبه والقبض عليه ، ولكن لم يتمكّن منه ، فوصل يحيى إلى الريّ ومنها إلى خراسان. فنزل في «سرخس» عند يزيد بن عمرو التيمي وبقي ستّة أشهر ثم خرج الى بلخ ونزل عند حريش بن عبد الرحمن الشيباني ، وبقي عنده حتّى هلك هشام وتولّى بعده الوليد بن يزيد ، وكتب يوسف بن عمر عامل الكوفة إلى نصر بن سيّار عامل خراسان : بأنّي استخبرت أنّ يحيى بن زيد أقام في بلخ عند حريش بن عبد الرحمن الشيباني ، فابعث إليه حتّى يسلّمك يحيى ، فكتب نصر لعامل بلخ : خذ حريش ولا تطلقه حتّى يسلّمك يحيى بن زيد.

فألقى عامل بلخ القبض على حريش وطلب منه ضيفه يحيى ، فأبى حريش تسليمه ، فأمر العامل بتعذيب حريش ، فضربوه ستّمائة جلدة ، وهو يأبى تسليم يحيى.

٦٤

__________________

وكان لحريش ولد يسمّى قريشا ، لمّا رأى ما نزل بأبيه من الضرب والتعذيب ، قام مع جماعة من أصحابه يفتش عن يحيى ، فلقيه في دار مع يزيد بن عمرو وهو صاحبه من الكوفة ، فجاءوا بهما إلى عامل بلخ وسلّمهما هو إلى نصر بن سيّار فسجنهما ، وكتب إلى يوسف بن عمر بالكوفة يخبره بذلك ، وكتب يوسف بالخبر إلى الوليد ابن يزيد بالشام ، فأمره الوليد أن يطلق يحيى وصاحبه من السجن ، وكتب يوسف ابن عمر الثقفي إلى نصر يخبره برأي الخليفة.

فطلب نصر بن سيّار ، يحيى بن زيد الشهيد وحذّره من الخروج. ثمّ أعطاه عشرة آلاف درهم وبغلتين ، له ولصاحبه ، وأمرهما أن يلتحقا بالوليد بن يزيد بالشام.

ولكن يحيى توجّه مع صاحبه إلى سرخس ومنها إلى أبرشهر فطلبه عمرو بن زرارة والي أبرشهر وأعطاه ألف درهم نفقة الطريق وأخرجه إلى بيهق.

فلمّا وصل إلى بيهق التفّ حوله جماعة وعاهده سبعون رجلا على أن يقاتلوا معه من قاتل.

فاشترى يحيى لهم خيلا وسلاحا وخرج على عمرو بن زرارة ، فكتب عمرو إلى نصر يخبره بذلك ، وكتب نصر إلى عبد الله بن قيس عامل سرخس ، وإلى حسن ابن زيد عامل طوس ، يأمرهم أن يلتحقا مع جنودهما بعمرو بن زرارة عامله على أبرشهر ، ويقاتلا تحت لوائه.

فوصلا إلى أبرشهر ومعهما عشرة آلاف مقاتل. وفور وصولهم هجموا على يحيى وأصحابه. وثبت يحيى مع قلّة جنده ، ثبات الأبطال ، وأبدوا شجاعة وبسالة قلّ مثلها في التاريخ ، فنشبت حرب حامية ودارت معركة دامية حتّى قتل عمرو بن زرارة وانهزم جيشه. وتركوا غنائم كثيرة ليحيى وأصحابه ، فقويت شوكته وكثرت عدّته. وتوجّه إلى هراة ومنها إلى جوزجان في بلاد خراسان.

وامّا نصر بن سيّار فقد بعث سالم بن أحور مع ثمانية آلاف فارس شامي وغير شامي ، لقتال يحيى بن زيد.

٦٥

فقطعوا رأسه وبعثوه إلى الشام وصلبوا جسده الشريف ستّ سنين ـ وقد بكى عليه المؤالف والمخالف ـ حتّى مات الوليد ، ونهض أبو مسلم الخراساني واستولى على تلك البلاد فأمر فانزل جسد يحيى الشهيد ودفن في جرجان وقبره اليوم مزار يتوافد المؤمنون لزيارته.

بعد هذا الحديث الحزين تأثّر كلّ الحاضرين وتألّموا ، وبكى بعضهم على مصائب آل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولعنوا بني أميّة الظالمين.

سرّ وصيّة الإمام أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام

إنّ فاجعة قتل زيد وابنه يحيى وصلبهما ، واحدة من آلاف

__________________

فالتقى الجيشان في قرية «أرغوى» ودارت بينهما معركة ضارية ، دامت ثلاثة ايّام بلياليها ، وقتل جمع كثير من الفريقين ، وبينما كان يحيى يخوض غمار الحرب ويجاهد الاعداء إذ جاءه سهم وقع في جبهته ، ومضى شهيدا كأبيه زيد المظلومعليه‌السلام .

فقطعوا رأسه الشريف وبعثوه إلى نصر بن سيّار عامل خراسان ، وبعث هو به إلى الوليد بن يزيد في الشام ، وكان ذلك في سنة ١٢٥ ه‍.

وصلبوا جثمانه على بوّابه جوزجان وبقي مصلوبا إلى أن قام أبو مسلم الخراساني ضدّ بني أميّة وقوّض دولتهم ، فأمر بأن ينزلوا جسد يحيى ويدفنوه.

وأمر كذلك بأن يسمّوا كلّ من يولد ذلك العام في خراسان باسم يحيى ، ويوجد هذا اليوم قبران باسمه الشريف ، تقصدهما الوفود والزائرون ، ويتوسّلون به إلى الله تعالى في قضاء حوائجهم.

أحدهما في مدينة «كنبد كاووس» وهي تبعد عن جرجان ثلاثين كيلومترا.

وآخر في جوزجان في قرية تسمّى : «ميامي» وهي تبعد عن مدينة مشهد الإمام الرضا عليه‌السلام قرابة مائة كيلومتر. «المترجم».

٦٦

الفجائع التي أحدثتها أيدي بني أميّة ، بعد قتل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

فيا ترى ما الذي كان يمنعهم ، إذا سنحت لهم الفرصة ، أن يصنعوا بجسد الإمام عليّعليه‌السلام الزكيّ الطاهر ، ما صنعوه بجسد حفيده المظلوم زيد بن الإمام زين العابدينعليه‌السلام ؟!

فقد جاء في كتاب منتخب التواريخ : انّ الحجّاج بن يوسف الثقفي نبش حواليّ الكوفة آلاف القبور ، يفتّش عن جثمان الإمام عليّعليه‌السلام !!

فلعلّه لهذا السبب وصّى بنيه أن يدفنوه ليلا لا نهارا ، وسرّا لا جهارا ، ويعفّوا موضع قبره ويخفوه على الناس. وكان كذلك حتى عهد هارون الرشيد.

اكتشاف قبر الإمام أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام

خرج الرشيد يوما للقنص والصيد إلى وادي النجف في ظهر الكوفة ، وكانت هناك آجام أصبحت أوكارا للحيوانات.

قال عبد الله بن حازم : فلمّا صرنا إلى ناحية الغريّ ، رأينا ظبية فأرسلنا إليها الصقور والكلاب ، فحاولتها ساعة ثمّ لجأت الظبية إلى أكمة فاستجارت بها ، وتراجعت الصقور والكلاب ، فتعجّب الرشيد من ذلك!

ثمّ إنّ الظباء هبطت من الأكمة ، فتعقّبتها الصقور والكلاب ، فرجعت الظباء إلى الأكمة ، فتراجعت عنها الصقور والكلاب ، ففعلت ذلك ثلاثا.

٦٧

فقال هارون : اركضوا إلى هذه الأنحاء والنواحي فمن لقيتموه ائتوني به ، فأتيناه بشيخ من بني أسد.

فقال له هارون : ما هذه الأكمة؟

قال الشيخ : إن جعلت لي الأمان أخبرتك!

فقال : لك عهد الله وميثاقه أن لا أهيجك ولا أؤذيك.

قال الشيخ : جئت مع أبي إلى هنا فزرنا وصلّينا فسألت أبي عن هذا المكان.

فقال : عند ما تشرّفت بزيارة هذه البقعة مع الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام قال : هذا قبر جدنا علي بن أبي طالبعليه‌السلام وسيظهره الله تعالى قريبا.

فنزل هارون ودعا بماء فتوضّأ وصلّى عند الأكمة وتمرّغ عليها وجعل يبكي. وبعده أمر ببناء قبّة على القبر! ومنذ ذلك اليوم لم يزل البناء في تطوّر ، وهو اليوم صرح بديع لا يوصف.

الحافظ : أظنّ إنّ قبر مولانا عليّ بن أبي طالب ، لم يكن في النجف ، ولا في الموضع الذي ينسب إليه ، لأنّ العلماء اختلفوا فيه ، فمنهم من يقول : دفن في قصر الإمارة. ومن قائل : إنّه في جامع الكوفة. وقول : إنّه في باب كندة. وقيل : إنّه دفن في رحبة الكوفة. وهناك من يقول : حمل إلى المدينة ودفن في البقيع. وبالقرب من كابل في أفغانستان أيضا قبر ينسب إليه!

ويقال : إنّ جسد مولانا عليّ (كرّم الله وجهه) ، وضع في صندوق وحمل على بعير ساروا به نحو الحجاز ، فاعترضهم عدد من قطّاع الطريق وظنّوا أنّ فيه أموالا فسرقوه ، ولمّا فتحوا الصندوق وجدوا فيه جثمان عليّ بن أبي طالب ، فذهبوا به إلى ذلك المكان من

٦٨

أفغانستان ، فدفنوه ، والناس عموما يحترمون ذلك القبر ويزورونه!

قلت : هذا الخبر مضحك جدّا ، فربّ مشهور لا أصل له ، وهو للاسطورة أقرب.

وأمّا الاختلاف في موضع قبر الإمام عليّعليه‌السلام فقد جاء على أثر وصيّته بإخفاء قبره الشريف ، وإنّما لم أشرح لكم الموضوع بالتفصيل رعاية للوقت.

فقد روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام : إنّ أمير المؤمنين أوصى ابنه الحسن وقال له ما مضمونه : بنيّ إذا دفنتني في النجف ورجعت إلى الكوفة ، فاصنع في أربعة مواضع أربعة قبور : ١ ـ مسجد الكوفة ٢ ـ الرحبة ٣ ـ الغريّ ٤ ـ دار جعدة بن هبيرة.

وإنّ هذا الاختلاف الذي تذكره ، إنّما يكون بين علمائكم ، لأنّهم أخذوا كلام هذا وذاك ، ولم يأخذوا بكلام العترة النبوية حتّى في تعيين موضع قبر أبيهم ، سيّد العترة ، الإمام عليّعليه‌السلام !!

وأمّا إجماع علماء الشيعة فهو على أنّ قبر الإمام عليّعليه‌السلام في النجف الأشرف ، وفي الموضع المنسوب إليه ، وهم أخذوا هذا الخبر الصحيح من أهل بيته «وأهل البيت أدرى بما في البيت» ومن الواضح أنّ أولاد عليّعليه‌السلام الّذين قاموا بدفنه أعلم من غيرهم بموضع قبره ، والعادة في مثل هذه الاختلافات أن يرجعوا إلى الأبناء في تعيين قبر أبيهم. ولكن قاتل الله العناد!!

وإنّ العترة الهادية وأئمّة أهل البيتعليهم‌السلام ، اتّفقوا وأجمعوا على أنّ قبر جدّهم أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إن هو إلاّ في النجف وفي الموضع الذي اشتهر به ، وحرّضوا المسلمين ليزوروا قبر أبي الحسن عليّ بن

٦٩

أبي طالبعليه‌السلام في ذلك الموضع.

ذكر سبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواصّ» ص ١٦٣(١) : إختلاف الأقوال في قبر الإمام عليّعليه‌السلام ـ إلى أن قال : ـ والسادس : إنّه على النجف في المكان المشهور الذي يزار فيه اليوم ، وهو الظاهر ، وقد استفاض ذلك.

وعلى هذا القول كثير من علمائكم ، كأمثال خطيب خوارزم في المناقب ، وخطيب بغداد في تاريخه ، ومحمد بن طلحة في «مطالب السئول» وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، والفيروزآبادي في القاموس ـ في كلمة : النجف ـ وغيرهم.

أبناء إبراهيم المجاب

صار حوارنا مصداقا للمثل : «الكلام يجر الكلام» وأعود الآن لأتحدّث عن نسبي :

توفّي السيّد إبراهيم المجاب بن السيد محمد العابد في كربلاء المقدّسة ، ودفن عند قبر جدّه سيّد الشهداء الإمام الحسينعليه‌السلام ، ومرقده اليوم مزار المؤمنين. وخلّف ثلاثة أولادا وهم : السيد أحمد ، والسيد محمود ، والسيد علي. فهاجروا الى بلاد إيران ليوجهوا الناس الى الله تعالى ويعلموهم أحكام الدين ويسلكوا بهم سبيل أهل البيت الطاهرينعليه‌السلام فأما السيد أحمد أقام في منطقة (قصر ابن هبيرة) وبقي فيها مع أولاده وخدموا الدين والمجتمع.

وأمّا السيّدان محمد وعلي ، فقد توجّها إلى كرمان.

__________________

(١) تذكرة الخواص ، الباب السابع : في وفاته ، ص ١٦٣.

٧٠

أمّا السيّد علي فسكن مدينة سيرجان وهي تبعد عن كرمان أكثر من مائة كيلومتر ، واشتغل هو وأولاده وأحفاده بتبليغ الدين وإرشاد المسلمين وأمّا السيّد محمد ـ الملقّب بالحائري ـ فقد وصل كرمان وبقي فيها ، وخلّف ثلاثة أولاد ، وهم : أبو علي الحسن ، ومحمد حسين الشيتي ، وأحمد.

أمّا محمد حسين وأحمد ، فقد رجعا إلى كربلاء وسكنا في جوار جدّهم الحسين الشهيدعليه‌السلام ، حتّى توفّيا ، وتوجد إلى يومنا هذا في العراق ، قبائل كبيرة من السادة الشرفاء ينتمون إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن طريقهما ، مثل : آل شيته ، وآل فخّار وهم من نسل السيّد محمد الشيتي.

أمّا آل نصر الله وآل طعمه ، فهم من نسل السيّد أحمد ، وهم اليوم سدنة الروضة الحسينية المقدّسة في كربلاء.

وأمّا السيد أبو علي الحسن ، فقد هاجر مع أولاده من كرمان إلى شيراز وكان سكّانها آنذاك من العامّة ، بل كثير منهم كانوا يبغضون آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدخل المدينة مع أهله وأولاده بأزياء عربية وأقاموا بالقرب من الخندق المحيط بالبلد فأقاموا بيوتا عربية وسكنوا فيها.

واتّصلوا بالشيعة الساكنين في محلة (سردزك) وهم قليلون مستضعفون يعيشون في تقيّة. فبدأ السيّد أبو علي وأولاده بنشر تعاليم آبائهم الطيّبين وتبليغ مذهبهم الحقّ ، في خفاء وحذر.

وبعد وفاة السيّد أبي علي قام ابنه الأكبر السيّد أحمد أبو الطيّب بالتبليغ ونشر عقائد الشيعة وتعاليمهم ، واهتمّ بذلك اهتماما بالغا ، حتّى أنّ كثيرا من أهل شيراز اتّبعوه وتشيّعوا ، وأخذ عددهم يزداد يوما بعد يوم ، فلمّا رأى السيّد أبو الطيّب إقبال الناس عليه ، أعلن نسبه

٧١

ومذهبه ، فازداد إقبال الناس عليهم والتفافهم حول السادة الكرام ، فنصبوا منبر الإرشاد الإسلامي والتوجيه الديني في شيراز باسم السادة المجابية ، وهم المنسوبون إلى السيّد إبراهيم المجاب ، والسادة العابدية وهم المنسوبون إلى إخوان السيّد المجاب ، فإنّ أباهم جميعا هو السيّد محمد العابد.

فتحرّك الخطباء والمبلّغون من هؤلاء السادة وسافروا إلى انحاء ايران لينشروا عقائد العترة الهادية وتعاليمهم باسم ـ المذهب الشيعي ـ فانتشر المذهب الحقّ في أكثر البلاد الايرانية ، حتّى قامت دولة آل بويه وهم شيعة ، وجاء بعدهم غازان خان محمود ، والسلطان محمد خدابنده ، وهم من المغول ولكن تشيّعا وخدما مذهب الشيعة وأتباعه ، ثمّ قامت الدولة الصفوية وكان عصرهم أفضل العصور للشيعة في إيران ، إذ أعلنوا التشيّع هو المذهب الرسمي في إيران ، ولا يزال كذلك.

هجرتنا إلى طهران

في أواخر أيّام الملك فتح علي القاجاري ، تشرّف جدّنا السيّد حسن الواعظ الشيرازي ـ طاب ثراه ـ بزيارة مرقد الإمام الرضا عليّ بن موسىعليه‌السلام ، وعند رجوعه من خراسان وصل طهران العاصمة فاستقبله أهلها والعلماء ، وتوافدوا إلى منزله يزورونه ويرحّبون بقدومه ، وجاء وفد من قبل جلالة الملك وبلّغوه تحيّة جلالته ورغبته في أن يجعل السيّد محلّ إقامته في العاصمة ، فلبّى جدّنا دعوة الملك وأجابه بالقبول.

٧٢

وكانت المساجد آنذاك في طهران ، تختص بصلوات الجماعة وبيان المسائل الشرعية ، ولم تنعقد فيها مجالس الخطابة ـ المتداولة في زماننا ـ وكانت التكايا والحسينيات تختصّ بعرض التمثيليات عن وقائع عاشوراء الدامية وإقامة العزاء والشعائر الحسينية.

وكانت «تكية الدولة» من أهمّ التكايا والحسينيات ، فطلب جدّنا من الملك أن ينصب منبرا للخطابة والتبليغ والإرشاد ـ على النحو المتعارف في زماننا ـ في كلّ حسينية وتكية.

فأيّد الملك ذلك وبدأ بتكية الدولة ، ودعا فضيلته ليخطب ويفيد الناس فصعد جدّنا المنبر في تكية الدولة فوعظ وبلّغ وأرشد الناس إلى حقائق الدين وتعاليم المذهب ، وبعد ذلك رثى سيّد الشهداء الحسينعليه‌السلام وأبكى الحاضرين.

فاستقبل الناس طريقته بحضورهم المتكاثف ، واستمر مجلسه ليالي كثيرة في ذلك المكان ، وبعده دعي إلى تكية اخرى ، وهكذا كان جدّنا مؤسّس مجالس الوعظ والخطابة ، وأوّل من وضع منبر التوجيه الديني والإرشاد المذهبي في طهران.

ثمّ لمّا رأى جدّنا السيّد حسن الواعظ ، استقبال الناس لمجالسه وحديثه ، أرسل كتابا إلى والده السيّد إسماعيل ، أحد مجتهدي شيراز ، وطلب منه أن يبعث بعض أولاده إلى طهران ، وكان له أربعون ولدا ، فانتخب منهم :

١ ـ السيّد رضا ، وكان فقيها مجتهدا ٢ ـ السيّد جعفر ٣ ـ السيّد عباس ٤ ـ السيّد جواد ٥ ـ السيّد مهدي ٦ ـ السيّد مسلم ٧ ـ السيّد كاظم ٨ ـ السيّد فتح الله.

٧٣

وأمرهم أن يهاجروا إلى طهران ليعينوا أخاهم السيّد حسن في إدارة مجالس الوعظ والإرشاد ، ويطيعوه لأنّه كان أكبرهم وأفضلهم.

فأقام هؤلاء السادة في طهران واشتهروا فيها وفي المدن المجاورة لها ، بحسن أخلاقهم وإيمانهم وبعذوبة بيانهم وحلاوة كلامهم.

فطلب أهالي قزوين من السيد حسن أن يبعث إليهم بعض إخوته ، ليقيموا هناك ليرشدوهم ويعلموهم الدين.

فبعث إليهم السيّد مهدي والسيّد مسلم والسيّد كاظم ، فسكنوا قزوين وقاموا فيها بأمر التبليغ والتوجيه الديني ، وخلّفوا أولادا يعرفون بالسادة المجابية ، وعددهم اليوم كثير في قزوين.

وأمّا السيّد حسن مع بقيّة إخوانه فقد سكنوا طهران وعقدوا فيها مجالس كثيرة للتوجيه والإرشاد ، فخدموا الدين وأهله خدمة جليلة عن طريق المحراب والمنبر.

وبعد أن توفّي جدّنا السيّد حسن ـقدس‌سره ـ سنة ١٢٩١ ه‍ ، تعيّنت نقابة السادة المجابية والعابدية في ولده الأكبر ، السيّد قاسم ، بحر العلوم ، وهو والد والدي ، وكان عدد رجال هذا البيت الشريف يبلغ ألفا آنذاك ، وكانت مؤهّلات وشرائط الرئاسة مجتمعة في السيّد قاسم ، من الزهد والورع والعلم والحلم وحسن الخلق ، فكان يحوي العلوم العقلية والنقلية ، وعلم الأصول والفروع ، واشتهر في زمانه بالعلم وحسن التدبير والإدارة.

وتوفّي في سنة ١٣٠٨ ه‍ ونقل جثمانه إلى العراق وشيّع في مدينة كربلاء المقدّسة بكلّ عزّ واحترام ، ودفن عند مرقد جدّه الإمام الشهيد الحسين بن عليعليه‌السلام ، بجنب قبر والده السيّد حسن الواعظ ـ طاب ثراه ـ.

٧٤

وبعده انتقلت نقابة السادة العابدية والمجابية ، إلى والدي ، وهو اليوم من حماة الشيعة وأنصار الشريعة ، وحيد عصره ، وفريد دهره ، السيّد علي أكبر ، دامت بركاته.

وقد نال من الملك ناصر الدين شاه القاجاري ، لقب «أشرف الواعظين» ويبلغ عمره اليوم ثمانين سنة ، صرف جلّه في خدمة الدين وإثبات أصوله ونشر فروعه ، وقد قام بتوجيه الغافلين وإرشاد الجاهلين ، وخاصة في الآونة الأخيرة ، إذ مرّت بالأمّة عواصف إلحادية وحوادث خطيرة جاءت من قبل الأجانب المستعمرين وأعداء الإسلام والمسلمين ، فجرفت الكثير من العوامّ والجاهلين ، فنهض والدي وأمثاله من العلماء الكرام ، ووقفوا في وجوه الأعداء اللئام ، حتّى كشفوا عن الحقّ اللثام ، وشقّوا أمواج الفتن والظلام ، بنور العلم وضوء الكلام.

فدحضوا الباطل ، وأنقذوا العوامّ من الشكوك والأوهام ، فقدّر مواقف والدي وخدماته ، علماء عصره ومراجع الدين في زمانه ، أمثال :

١ ـ آية الله العظمى ، مجدّد مذهب سيّد البشر في القرن الثالث عشر ، السيّد ميرزا محمد حسن الشيرازي ـ طاب ثراه ـ.

٢ ـ آية الله العظمى ميرزا حبيب الله الرشتي.

٣ ـ الآية العظمى الشيخ زين العابدين المازندراني.

٤ ـ آية الله ميرزا حسين بن ميرزا خليل الطهراني.

٥ ـ المجتهد الأكبر آية الله السيّد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي.

٦ ـ آية الله العظمى الشيخ فتح الله ، شيخ الشريعة الأصفهاني.

٧٥

٧ ـ آية الله العظمى السيّد إسماعيل الصدر.

٨ ـ آية الله العظمى الميرزا محمد تقي الشيرازي ، قائد ثورة العشرين ضدّ الاحتلال البريطاني للعراق.

فهؤلاء المجتهدون الكرام والعلماء الأعلام ـ قدّس الله أسرارهم ـ كانوا يحترمون والدي كثيرا ويحبّونه ويكرمونه غاية الإكرام والاحترام.

وأمّا في هذا الزمان ، فإنّ زعيم الشيعة سيّد الفقهاء والمجتهدين ، وحيد دهره ، ونابغة عصره ، سماحة السيّد أبو الحسن الأصفهاني متّع الله المسلمين بطول بقائه ، وهو الآن في النجف الأشرف يرفع لواء الدين وراية أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ويهتمّ بنشر علوم سيّد المرسلينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كلّ أقطار العالم ، وقد دخل بواسطته جماعات كثيرة من أصحاب الملل والنحل في الإسلام واعتنقوا مذهب التشيّع.

وفي إيران ، زعيمنا آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري مدّ ظله العالي ، مؤسّس الحوزة العلمية في قمّ المقدّسة ، وهو ملاذ الشيعة ، وحامي الشريعة في إيران.

وإنّ هذين العالمين الكبيرين يحترمان والدي ويكرمانه كثيرا ، ويقدّران جهوده الجبّارة في سبيل إحياء الدين وردّ شبهات المضلّين.

وإنّ سماحة الشيخ الحائري يخاطب والدي ب «سيف الإسلام» لأنّ بيانه وكلامه مفعم بالأدلّة العقلية القاطعة ، والبراهين الساطعة ، فلسانه في الدفاع عن الدين الحنيف ، والذبّ عن مذهب التشيع الشريف ، أكثر أثرا من السيف.

واليوم بنو أعمامي ورجال شجرتنا المباركة موجودون في أكثر

٧٦

مدن إيران ، وبالأخصّ في طهران ونواحيها ، وشيراز وحواليها ، وقزوين وضواحيها ، وهم يعرفون بالسادة العابدية والمجابية والشيرازية ، ولم يزالوا يخدمون الدين وأهله ، بسلوكهم النزيه ، وبالإرشاد والتوجيه.

هذا ملخّص تاريخ هذه السلالة الكريمة ، في جواب سؤالكم : لما ذا هاجرنا إلى إيران؟ وقد تبيّن لكم من خلال الجواب أنّ هدف المهاجرين الأوّلين من هذه السلالة ، زيارة الإمام عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام ولمّا منعتهم السلطات ، قاموا يفضحون أعمال الحكّام والولاة ، ويعلنون جور الخلفاء الجفاة ، وينشرون الوعي بين الأمّة ، ويوجّهون الناس إلى الحقائق الدينية والأحكام الإلهية التي طالما سعى الخلفاء وأعوانهم في تغييرها. فكانوا كما قال تعالى :( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللهَ وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً ) (١) .

لمّا تلونا هذه الآية الكريمة ، نظر السيّد عبد الحيّ إلى ساعته فقال : لقد مضى كثير من الليل ، فلو تسمحون أن نؤجّل الكلام إلى الليلة الآتية ، فنأتيكم إن شاء الله تعالى من أوّل الليل ونواصل الحديث.

فابتسمت وأبديت موافقتي ، فانصرفوا وشيّعتهم إلى باب الدار.

__________________

(١) سورة الاحزاب ، الآية ٣٩.

٧٧
٧٨

المجلس الثاني

ليلة السبت ٢٤ / رجب / ١٢٤٥ ه

بعد ما انتهيت من صلاة العشاء ، حضر أصحاب البحث والحوار وكانوا أكثر عددا من الليلة الماضية ، فاستقبلتهم ورحّبت بهم ، وبعد أن استقرّوا في أماكنهم وشربوا الشاي ، افتتح الحافظ كلامه قائلا :

أقول حقيقة لا تملّقا : لقد استفدنا في الليلة السابقة من بيانكم الشيّق وكلامكم العذب ، وبعد ما انصرفنا من هنا كنّا نتحدّث في الطريق عن شخصيّتكم وأخلاقكم ، وعن علمكم الغزير واطّلاعكم الكثير ، وقد انجذبنا لصورتك الجميلة وسيرتك النبيلة ، وهما قلّ أن يجتمعا في شخص واحد ، فأشهد أنّك ابن رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) حقّا.

وإنّي راجعت المكتبة في هذا اليوم ، وتصفّحت بعض كتب الأنساب حول بني هاشم والسادة الشرفاء ، فوجدت كلامكم في الليلة الماضية حول نسبكم الشريف مطابقا لما في تلك الكتب ، واغتبطت بهذا النسب العالي لسماحتكم.

٧٩

ولكن استغربت وتعجّبت من شيء واحد ، وهو : أنّ شخصا شريفا صحيح النسب كجنابكم مع حسن الصورة والسيرة ، كيف تأثّرتم بالعادات الواهية والعقائد العاميّة ، وتركتم طريقة أجدادكم الكرام واتّبعتم سياسة الإيرانيّين المجوس ، وتمسّكتم بمذهبهم وتقاليدهم؟!

قلت :

أوّلا : أشكرك على أوّل كلامك حول نسبي وحسن ظنّك بي.

ولكنّك : اضطربت بعد ذلك في الكلام ، وخلطت الحلال بالحرام ، سردت جملا مبهمة ما عرفت قصدك منها والمرام ، وإنّ كلامك هذا عندي أقاويل وأوهام.

فالرجاء وضّح لي مرادك من : «العادات الواهية والعقائد العاميّة».

وما المقصود من : «طريقة أجدادي الكرام»؟!

وما هي : «سياسة الإيرانيّين التي اتّبعتها»؟!

وما المراد من : «مذهبهم وتقاليدهم التي تمسّكت بها»؟!

الحافظ : أقصد بالعادات الواهية والعقائد العاميّة : البدع المضلّة والتقاليد المخلّة ، التي أدخلها اليهود في الإسلام.

قلت : هل يمكن أن توضّح لي أكثر حتّى أعرف ما هذه البدع التي تأثّرت أنا بها؟!

الحافظ : إنّك تعلم جيّدا والتاريخ يشهد ، أنّ بعد موت كلّ نبيّ صاحب كتاب ، اجتمع أعداؤه وحرّفوا كتابه ، مثل : التوراة والإنجيل فحذفوا وزادوا ، وغيّروا وبدلوا ، حتّى سقط دينهم وكتابهم عن الاعتبار.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

الحنظلي المعروف بابن راهويه سنة ٢٣٨.

٢٩ - أبو محمد وهبان بن بقية بن عثمان الواسطي سنة ٢٣٩.

٣٠ - أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني سنة ٢٤١.

٣١ - نصر بن عبد الرحمن بن بكار الناجي الكوفي الوشاء سنة ٢٤٨.

٣٢ - أبو محمد عبد بن حميد الكسي سنة ٢٤٩.

٣٣ - عباد بن يعقوب الرواجني الأسدي سنة ٢٥٠.

٣٤ - نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي سنة ٢٥٠.

٣٥ - محمد بن المثنى أبو موسى العنزي سنة ٢٥٢.

٣٦ - أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي السمرقندي سنة ٢٥٥.

٣٧ - علي بن المنذر الطريقي الكوفي سنة ٢٥٦.

٣٨ - مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري سنة ٢٦١.

٣٩ - أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني سنة ٢٧٣.

٤٠ - أبو داود سليمان بن اشعث السجستاني سنة ٢٧٥.

٤١ - أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي البصري سنة ٢٧٦.

٤٢ - أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي العوام بن يزيد بن دينار الرياحي التميمي سنة ٢٧٦.

٤٣ - أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي سنة ٢٧٩.

٤٤ - أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس الاموي البغدادي المعروف بابن أبي الدنيا سنة ٢٨١.

٤٥ - أبو عبد الله محمد بن علي الحكيم الترمذي سنة ٢٨٥.

٤٦ - أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبى عاصم النبيل المعروف بابن أبي عاصم الشيباني سنة ٢٨٧.

٤٧ - أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني سنة ٢٩٠.

٤٨ - أبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني البغدادي المعروف بثعلب

٢٠١

سنة ٢٩١.

٤٩ - أبو بكر أحمد بن عمر بن عبد الخالق البزار سنة ٢٩٢.

٥٠ - أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه القباني سنة ٢٩٢.

القرن الرابع

٥١ - أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي سنة ٣٠٣.

٥٢ - أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى التميمي الموصلي سنة ٣٠٧.

٥٣ - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري سنة ٣١٠.

٥٤ - أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي سنة ٣١٠.

٥٥ - أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري سنة ٣١١.

٥٦ - أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي الواسطي البغدادي سنة ٣١٢.

٥٧ - أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم بن زيد النيسابوري ثم الأسفرايني سنة ٣١٦.

٥٨ - أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي سنة ٣١٧.

٥٩ - أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه القرطبي سنة ٣٢٨.

٦٠ - أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار المعروف بابن الأنباري سنة ٣٢٨.

٦١ - أبو عبد الله حسين بن اسماعيل بن محمد الضبي المحاملي سنة ٣٣٠.

٦٢ - أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة سنة ٣٣٢.

٦٣ - أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج السجزي المعدل سنة ٣٥١.

٦٤ - أبو بكر محمد بن عمر بن مسلم التميمي المعروف بابن الجعابي

٢٠٢

سنة ٣٥٥.

٦٥ - أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني سنة ٣٦٠.

٦٦ - أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب القطيعي سنة ٣٦٨.

٦٧ - أبو منصور محمد بن أحمد بن طلحة الأزهري اللغوي سنة ٣٧٠.

٦٨ - أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى البغدادي سنة ٣٧٩.

٦٩ - أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني سنة ٣٨٥.

٧٠ - أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص الذهبي سنة ٣٩٣.

٧١ - أبو محمد سليمان بن داود البغدادي.

القرن الخامس

٧٢ - أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري سنة ٤٠٥.

٧٣ - أبو سعد عبد الملك بن محمد الواعظ النيسابوري الخركوشي سنة ٤٠٧.

٧٤ - أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبي سنة ٤٢٧.

٧٥ - أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصفهاني سنة ٤٣٠.

٧٦ - أبو نصر محمد بن عبد الجبار العتبي.

٧٧ - أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي سنة ٤٥٨.

٧٨ - أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي المعروف بابن بشران سنة ٤٦٢.

٧٩ - أبو عمر يوسف بن عبد الله المعروف بابن عبد البر النمري القرطبي سنة ٤٦٣.

٨٠ - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي سنة ٤٦٣.

٨١ - أبو محمد حسن بن أحمد بن موسى الغندجاني سنة ٤٦٧.

٢٠٣

٨٢ - أبو الحسن علي بن محمد بن الطيب الجلابي المعروف بابن المغازلي سنة ٤٨٣.

٨٣ - أبو عبد الله محمد بن فتوح بن عبد الله بن حميد بن يصل الازدي الحميدي سنة ٤٨٨.

٨٤ - أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني سنة ٤٨٩.

القرن السادس

٨٥ - أبو علي اسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي سنة ٥٠٧.

٨٦ - أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي الشيباني المقدسي المعروف بابن القيسراني سنة ٥٠٧.

٨٧ - أبو شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فنا خسرو الديلمي الهمداني سنة ٥٠٩.

٨٨ - أبو محمد حسين بن مسعود الفراء البغوي المعروف عندهم بمحبي السنة سنة ٥١٦.

٨٩ - أبو الحسين رزين بن معاوية العبدري سنة ٥٣٥.

٩٠ - أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الانماطي البغدادي سنة ٥٣٨.

٩١ - القاضي أبو الفضل عياض بن موسى اليحصبي سنة ٥٤٤.

٩٢ - أبو محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي.

٩٣ - أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي المعروف بأخطب خوارزم سنة ٥٦٨.

٩٤ - أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة الله المعروف بابن عساكر سنة ٥٧١.

٩٥ - محمد بن عمر بن أحمد بن عمر الاصبهاني المعروف بأبي موسى المديني سنة ٥٨١.

٢٠٤

٩٦ - أبو عبد الله محمد بن مسلم بن أبي الفوارس الرازي.

٩٧ - سراج الدين أبو محمد علي بن عثمان بن محمد الاوشي الفرغاني الحنفي سنة ٥٩٦.

القرن السابع

٩٨ - أبو الفتح أسعد بن محمود بن خلف العجلي الاصفهاني سنة ٦٠٠.

٩٩ - المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير الجزري سنة ٦٠٦.

١٠٠ - فخر الدين محمد بن عمر الرازي سنة ٦٠٦.

١٠١ - أبو محمد عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي البغدادي سنة ٦١١.

١٠٢ - أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير سنة ٦٣٠.

١٠٣ - ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي سنة ٦٤٣.

١٠٤ - أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن النجار سنة ٦٤٢.

١٠٥ - رضي الدين حسن بن محمد الصغاني سنة ٦٥٠.

١٠٦ - أبو سالم محمد بن طلحة القرشي النصيبي الشافعي سنة ٦٥٢.

١٠٧ - شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزغلي سبط ابن الجوزي سنة ٦٥٤.

١٠٨ - أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي سنة ٦٥٨.

١٠٩ - أبو الفتح محمد بن محمد بن أبى بكر الابيوردى الشافعي سنة ٦٦٧.

٢٠٥

١١٠ - أبو زكريا يحيى بن شرف النووي سنة ٦٧٦.

١١١ - محب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الله الطبري المكي الشافعي سنة ٦٩٤.

١١٢ - سعيد الدين محمد بن أحمد الفرغاني سنة ٦٩٩.

١١٣ - نظام الدين حسن بن محمد بن حسين القمي النيسابوري المعروف بالنظام الأعرج.

القرن الثامن

١١٤ - جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم الانصاري الافريقي المصري سنة ٧١١.

١١٥ - صدر الدين أبو المجامع ابراهيم بن محمد بن المؤيد الحموئي سنة ٧٢٢.

١١٦ - نجم الدين ابو العباس أحمد بن محمد بن مكي بن ياسين القمولي سنة ٧٢٧.

١١٧ - علاء الدين علي بن محمد بن ابراهيم البغدادي المعروف بالخازن سنة ٧٤١.

١١٨ - فخر الدين الهانسوي.

١١٩ - ولي الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب.

١٢٠ - أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف المزي سنة ٧٤٢.

١٢١ - حسن بن محمد الطيبي سنة ٧٤٣.

١٢٢ - شمس الدين محمد بن المظفر الشاهرودي الخلخالي سنة ٧٤٥.

١٢٣ - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي سنة ٧٤٨.

١٢٤ - جمال الدين محمد بن يوسف بن الحسن الزرندي المدني الانصاري بضع و ٧٥٠.

٢٠٦

١٢٥ - سعيد الدين محمد بن مسعود بن محمد الكازروني سنة ٧٥٨.

١٢٦ - اسماعيل بن كثير بن ضوء القرشي الدمشقي سنة ٧٧٤.

١٢٧ - السيد علي بن شهاب الدين الهمداني سنة ٧٨٦.

١٢٨ - السيد محمد الطالقاني.

١٢٩ - سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني سنة ٧٩١.

١٣٠ - حسام الدين أبو عبد الله حميد بن أحمد المحلي.

القرن التاسع

١٣١ - نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي سنة ٨٠٧.

١٣٢ - مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي الشيرازي سنة ٨١٧.

١٣٣ - محمد بن محمود الحافظي البخاري النقشبندي المعروف بخواجه پارسا سنة ٨٢٢.

١٣٤ - ملك العلماء شهاب الدين بن شمس الدين الزاولي الدولت آبادي سنة ٨٤٩.

١٣٥ - نور الدين علي بن محمد المعروف بابن الصباغ المالكي سنة ٨٥٥.

القرن العاشر

١٣٦ - أبو الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي سنة ٩٠٢.

١٣٧ - حسين بن علي الكاشفي سنة ٩١٠.

١٣٨ - جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي سنة ٩١١.

١٣٩ - نور الدين علي بن عبد الله السمهودي سنة ٩١١.

١٤٠ - الفضل بن روزبهان الخنجي الشيرازي.

١٤١ - شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني الشافعي سنة ٩٢٣.

٢٠٧

١٤٢ - شمس الدين محمد العلقمي سنة ٩٢٩.

١٤٣ - عبد الوهاب بن محمد بن رفيع الدين البخاري سنة ٩٣٢.

١٤٤ - شمس الدين محمد بن يوسف الدمشقي الصالحي سنة ٩٤٢.

١٤٥ - محمد بن أحمد الشربيني الخطيب سنة ٩٦٨.

١٤٦ - شهاب الدين أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي المكي سنة ٩٧٣.

١٤٧ - علي بن حسام الدين المتقي سنة ٩٧٥.

١٤٨ - محمد طاهر الفتني الكجراتي سنة ٩٨٦.

١٤٩ - عباس بن معين الدين الشهير بميرزا مخدوم الجرجاني ثم الشيرازي سنة ٩٨٨.

١٥٠ - الشيخ ابن عبد الله بن شيخ عبد الله العيدروس اليمني سنة ٩٩٠.

١٥١ - كمال الدين بن فخر الدين الجهرمي.

١٥٢ - محمد بن أحمد بن مصطفى بن ابراهيم الصوفي المدعو ببدر الدين الرومي.

١٥٣ - عطاء الله بن فضل الله الشيرازي المعروف بجمال الدين المحدث سنة ١٠٠٠.

القرن الحادي عشر

١٥٤ - علي بن السلطان محمد الهروي المعروف بعلي القاري سنة ١٠١٣.

١٥٥ - عبد الرءوف بن تاج العارفين المناوي سنة ١٠٣١.

١٥٦ - الملا يعقوب البنباني اللاهوري.

١٥٧ - نور الدين علي بن ابراهيم بن علي الحلبي الشافعي سنة ١٠٣٣.

٢٠٨

١٥٨ - أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي سنة ١٠٣٧.

١٥٩ - محمود بن محمد بن علي الشيخاني القادري المدني.

١٦٠ - السيد محمد بن السيد جلال ماه عالم البخاري.

١٦١ - الشيخ عبد الحق الدهلوي سنة ١٠٥٢.

١٦٢ - شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي المصري الحنفي سنة ١٠٦٩.

١٦٣ - علي بن أحمد بن محمد بن ابراهيم العزيزي البولاقي الشافعي سنة ١٠٧٠.

القرن الثاني عشر

١٦٤ - صالح بن مهدي بن علي المقبلي الصنعاني سنة ١١٠٨.

١٦٥ - أحمد أفندي الشهير بالمنجم باشي سنة ١١١٣.

١٦٦ - محمد بن عبد الباقي بن يوسف الأزهري الزرقاني المالكي سنة ١١٢٢.

١٦٧ - حسام الدين بن محمد بايزيد بن بديع الدين السهارنپوري.

١٦٨ - الميرزا محمد بن معتمد خان الحارثي البدخشي.

١٦٩ - رضي الدين بن محمد بن علي بن حيدر الحسيني الشامي الشافعي سنة ١١٤٢.

١٧٠ - محمد صدر العالم.

١٧١ - ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي سنة ١١٧٦.

١٧٢ - محمد معين بن محمد أمين السندي.

١٧٣ - محمد بن اسماعيل الأمير اليماني الصنعاني سنة ١١٨٢.

١٧٤ - محمد بن علي الصبان.

١٧٥ - أبو الفيض محب الدين محمد مرتضى الواسطي الزبيدي الحنفي.

٢٠٩

١٧٦ - أحمد بن عبد القادر بن بكر العجيلي الشافعي سنة ١١٨٢.

القرن الثالث عشر

١٧٧ - محمد مبين بن محب الله اللكهنوي سنة ١٢٢٠.

١٧٨ - محمد إكرام الدين بن محمد نظام الدين بن محب الحق الدهلوي.

١٧٩ - جمال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد العلي المعروف بميرزا حسن علي المحدث اللكهنوي.

١٨٠ - عبد الرحيم بن عبد الكريم الصفي پوري.

١٨١ - ولي الله بن حبيب الله اللكهنوي سنة ١٢٧٠.

١٨٢ - رشيد الدين خان الدهلوي.

١٨٣ - عاشق عليخان اللكهنوي.

١٨٤ - الشيخ حسن العدوي الحمزاوي.

١٨٥ - الشيخ سليمان بن ابراهيم المعروف بخواجه كالان الحسيني البلخي القندوزي.

١٨٦ - المولوي صديق حسن خان القنوچى.

١٨٧ - المولوي حسن الزمان.

٢١٠

سند حديث الثقلين

*(١)*

رواية سعيد بن مسروق الثوري

لقد أورد الحديث مسلم فقال: « حدثنا محمد بن بكار بن الريان، حدثنا: حسان يعنى ابن ابراهيم، عن سعيد وهو ابن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم. قال: دخلنا عليه فقلنا له: لقد رأيت خيراً لقد صاحبت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصليت خلفه. وساق الحديث بنحو حديث أبى حيان غير أنه قال: ألا واني تارك فيكم الثقلين [ ثقلين ] أحدهما كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة. وفيه: فقلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا [ و ] أيم الله، ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أبيها وقومها: أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده »(١) .

ترجمته:

١ - المقدسي : « سعيد بن مسروق بن عدي الثوري، من ثور بن عبد

____________________

(١). صحيح مسلم ٢ / ٢٣٨.

٢١١

مناة ابن أدة بن طابخة التميمي الكوفي، والد سفيان الثوري، سمع عباية بن رفاعة، وعبد الرحمن بن أبى نعيم عندهما. ومنذراً الثوري عند البخاري، وأبا الضحى وسلمة بن كهيل والشعبي ويزيد بن حيان وخثيمة عند مسلم. روى عنه: ابنه سفيان وشعبة وأبو الأحوص عندهما وأبو عوانة وعمر [ و ] بن عبيد عند البخاري وحسان بن ابراهيم وابنه عمر بن سعيد، واسماعيل بن مسلم وزائدة عند مسلم. قال أحمد بن حنبل: بلغني أنه مات سنة ثمان وعشرين ومائة »(١) .

٢ - الذهبي: « سعيد بن مسروق الثوري، عن أبى وائل والشعبي، وعنه ابناه وأبو عوانة، ثقة، توفى سنة ١٢٦ »(٢) .

٣ - ابن حجر العسقلاني: « سعيد بن مسروق الثوري روى عن ابراهيم التيمي، وخيثمة بن عبد الله، وسعيد بن عمرو بن اشوع [ اشرع ] وسلمة بن كهيل، وأبى وائل، والشعبي، وعباية بن رفاعة، وعبد الرحمن بن أبي نعيم، وأبى الضحى، ومنذر الثوري، ويزيد بن حيان [ وعكرمة ]، وعون ابن أبى جحيفة وعدة. وعنه: الأعمش وهو من أقرانه، وأولاده: سفيان وعمرو المبارك وشعبة، وأبو الأحوص، وزائدة وربعي بن علية وأبو عوانة وجماعة. قال ابن معين وشعبة بن الحجاج وأبو حاتم والعجلى والنسائي: ثقة. وقال ابن أبى عاصم: مات سنة ١٢٦. وقال أحمد: بلغني انه مات سنة ١٢٨. قلت:

وأرخه ابن قانع سنة سبع، ذكره ابن حبان في الثقات وأرخه سنة ثمان ونقل ابن خلفون توثيقه عن ابن المديني »(٣) .

٤ - العسقلاني ايضاً : « ع سعيد بن مسروق الثوري، والد سفيان، ثقة من السادسة، مات سنة ست وعشرين، وقيل بعدها »(٤) .

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ١ / ١٦٩.

(٢). الكاشف ١ / ٢٧٢.

(٣). تهذيب التهذيب ٤ / ٨٢.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٣٥٠.

٢١٢

*(٢)*

رواية الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري

ذكر الحديث أحمد بالسند الآتي: « حدثنا الأسود بن عامر، ثنا شريك، عن الركين، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض - أو ما بين السماء الى الأرض - وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض »(١) .

وسنذكر رواية أحمد بن حنبل عن غير طريق ركين لهذا الحديث الشريف في محله.

ترجمته:

١ - ابن حبان: « الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري الكوفي، يروي عن ابن الزبير وابن عمر، روى عنه الثوري وشريك، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة »(٢) .

٢ - المقدسي : « الركين بن الربيع بن عميلة أبو الربيع الفزاري الكوفي سمع أباه في الأدب، روى عنه معتمر بن سليمان، وجرير بن عبد الحميد »(٣) .

٣ - السمعاني : « والركين بن الربيع بن عميلة الفزاري الكوفي، يروى عن ابن عمر وابن الزبير، روى عنه الثوري وشريك، مات سنة ١٣١ »(٤) .

____________________

(١). مسند أحمد ٥ / ١٨١ - ١٨٢.

(٢). الثقات ٤ / ٢٤٣.

(٣). أسماء رجال الصحيحين ١ / ١٤١.

(٤). الأنساب - الفزاري.

٢١٣

٤ - الذهبي : « ركين بن ربيع بن عميلة الفزاري، عن أبيه وابن عمر، عنه حفيده الربيع بن سهل وشعبة ومعتمر. وثقه أحمد »(١) .

٥ - ابن حجر العسقلاني : « ركين بن الربيع بن عميلة الفزاري أبو الربيع الكوفي. روى عن أبيه وابن عمر، وابن الزبير، وأبى الطفيل، وحصين ابن قبيصة، وقيس بن مسلم، وعدي بن ثابت، ويحيى بن معتمر وغيرهم. وعنه: حفيده الربيع بن سهل بن الركين، وإسرائيل، وزائدة، وشعبة، والثوري ومسعر، وجرير بن عبد الحميد، وشريك، وعبيدة بن حميد، ومعتمر بن سليمان وعدة. قال احمد وابن معين والنسائي: ثقة. وقال أبو حاتم. صالح. قلت: وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات سنة ١٣١. وكذا أرخه الهيثم وابن قانع. وقال يعقوب بن سفيان: « كوفي »(٢) .

٦ - العسقلاني ايضاً : « ركين، بالتصغير، ابن الربيع بن عميلة، بفتح المهملة الفزاري ابو الربيع الكوفي. ثقة من الرابعة، مات سنة إحدى وثلاثين بخ م ع »(٣) .

*(٣)*

رواية ابى حيان يحيى بن سعيد التيمي

وسيأتي ذكر الحديث عن طريق مسند أحمد وصحيح مسلم ان شاء الله.

ترجمته:

١ - ابن حبان: « يحيى بن سعيد بن حيان التيمي [ من تيم الرباب

____________________

(١). الكاشف ١ / ٣١٣.

(٢). تهذيب التهذيب ٣ / ٢٨٦.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ٢٥٢.

٢١٤

أبو حيّان ] من أهل الكوفة، يروى عن الشعبي [ وأبيه ]. روى عنه الاعمش والثوري والكوفيون. مات سنة ١٤٥، وقد قيل: [ إنه ] يحيى بن سعيد بن التيمي سحيم، والاول أصح. وكان من المتهجّدين بالليل الطويل »(١) .

٢ - المقدسي : « يحيى بن سعيد بن حيان ابو حيان التيمي، تيم الرباب الكوفي، سمع ابا زرعة والشعبي عندهما ويزيد بن حيان. روى عنه: اسماعيل بن علية وابو أسامة ووهيب بن خالد عندهما، وابن المبارك، ويحيى القطان، ومحمد ابن [ ابى ] عبيد عند البخاري، ومحمد بن بشر، وعلي ابن مسهر، وعبد الرحيم ابن سليمان، وجرير بن عبد الحميد، وأيوب السختياني، ومحمد بن فضيل، وعبد الله بن نمير، وسفيان الثوري، وعيسى بن يونس، وعبد الله بن إدريس عند مسلم »(٢) .

٣ - الذهبي : « يحيى بن سعيد بن حيان ابو حيان التيمي كان الثوري يعظمه ويوثقه. قال احمد بن عبد الله العجلى: ثقة، صالح، مبرز، صاحب سنة. وقال ابن حيان: مات سنة خمس وأربعين ومائة »(٣) .

٤ - الذهبي : عند ترجمة محمد بن سوقة: « وقال ابن عيينة: بالكوفة ثلاثة لو قيل لأحدهم، انك تموت غداً. لم يقدر أن يزيد في عمله: محمد بن سوقة، وابو حيان التيمي، وعمر بن قيس الملائي »(٤) .

٥ - الذهبي أيضاً : « يحيى بن سعيد بن حيان ابو حيان التيمي، عن ابى زرعة والشعبي، وعنه يحيى القطان وابو أسامة، امام ثبت، مات سنة ١٤٥ »(٥) .

٦ - الذهبي أيضاً : « وفيها يحيى بن سعيد التيمي، مولى تيم الرباب

____________________

(١). الثقات.

(٢). اسماء رجال الصحيحين ٣ / ٥٦١.

(٣). تذهيب التهذيب - مخطوط.

(٤). نفس المصدر.

(٥). الكاشف ٣ / ٢٥٦.

٢١٥

الكوفي، وكان ثقة اماماً صاحب سنة، روى عنه الشعبي ونحوه »(١) .

٧ - اليافعي: « وفيها يحيى بن سعيد التيمي الكوفي، وكان ثقة اماماً، صاحب سنة »(٢) .

٨ - العسقلاني : « ع يحيى بن سعيد بن حيان بمهملة وتحتانية، أبو حيان التيمي الكوفي، ثقة، عابد من السادسة، مات سنة خمس وأربعين »(٣) .

٩ - الشيخ عبد الحق الدهلوي [ اسماء رجال المشكاة ]: « يحيى بن سعيد ابن حيان ابو حيان التيمي الكوفي، من تيم الرباب. قال يحيى: ثقة، وقال العجلي: ثقة صالح، مبرز، صاحب سنة. وقال ابو حاتم: صالح، وذكره ابن خبان في الثقات. وقال محمد بن فضيل: حدثنا وكان صدوقاً، يروى عن أبيه وعن ابى زرعة والشعبي، وعنه يحيى القطان وحماد بن سلمة والثوري وغيرهم. كان اماماً ثبتاً. مات سنة خمس وأربعين ومائة ».

*(٤)*

رواية عبد الملك بن ابى سليمان العرزمي

وقد أوردها أحمد بسند عبد الملك: « ثنا: ابن نمير. ثنا: عبد الملك، يعنى ابن ابى سليمان، عن عطية، عن ابى سعيد الخدري، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر. كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي، ألا انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »(٤) .

____________________

(١). العبر ١ / ٢٠٥.

(٢). مرآة الجنان ١ / ٣٠١.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ٣٤٨.

(٤). مسند أحمد ٣ / ٢٦.

٢١٦

وروى عبد الملك بن أبي سليمان هذا الحديث أيضاً بألفاظ أخرى، كما يظهر ذلك للناظر في ( مسند أحمد ) و ( المناقب ) له و ( التفسير ) للثعلبي، وستأتي عبارات هذه الكتب مستوفاة في ما بعد ان شاء الله، فانتظر.

ترجمته:

١ - ابن حبان: « عبد الملك بن ابى سليمان العرزمي، مولى فزارة، عم محمد بن عبد [ عبيد ] الله العرزمي، واسم أبي سليمان ميسرة، وكنية عبد الملك أبو عبد الله، يروي عن سعيد بن جبير وعطاء. روى عنه الثوري وشعبة وأهل العراق [ و ] ربما أخطأ. حدثني محمد بن المنذر سمعت أبا زرعة، سمعت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان: عبد الملك بن أبي سليمان ثقة.

قال أبو حاتم: كان عبد الملك من خيار أهل الكوفة وحفاظهم، والغالب على من يحفظ ويحدث [ من حفظه ] أن يهم، وليس من الإنصاف ترك حديث شيخ ثبت صحت عدالته بأوهام يهم في روايته، ولو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك حديث الزهري وابن جريح والثوري وشعبة، لأنهم أهل حفظ وإتقان وكانوا يحدثون من حفظهم ولم يكونوا معصومين حتى لا يهموا في الروايات، بل الاحتياط والاولى في مثل هذا قبول ما يروي الثبت من الروايات، وترك ما صح انه وهم فيها ما لم يفحش ذلك منه حتى يغلب على صوابه، فإذا كان كذلك استحق الترك حينئذ.

ومات عبد الملك سنة خمس وأربعين ومائة. حدثني محمد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت محمد بن عبد العزيز بن ابى زرعة، قال سمعت علي بن الحسن بن شقيق، يقول: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول: سئل سفيان الثوري عن عبد الملك بن أبي سليمان، فقال: ميزان »(١) .

____________________

(١). الثقات لابن حبان ٧ / ٩٧.

٢١٧

٢ - المقدسي : « عبد الملك بن ابى سليمان الفزاري العرزمي الكوفي، يكنى ابا عبد الله، واسم ابى سليمان ميسرة عم محمد بن عبيد الله مولى فزارة ويقال: عرزم، انسان اسود مولى النخع. سمع سعيد بن جبير، وعطاء بن ابى رباح، وابا الزبير، وسلمة بن كهيل، وعبيد الله بن عطاء المكي، وانس ابن سيرين، وعبد الله مولى اسماء، ومسلم بن نياق [ يناق ]. روى عنه يحيى القطان وابن المبارك، وابن ابى زائدة، وابن نمير، وعبد الرزاق، وإسحاق بن يوسف وهشيم، وخالد بن عبد الله، وعيسى بن يونس، ويزيد بن هارون، وعلي بن مسهر، وحفص بن غياث، وعبد الرحيم بن سليمان »(١) .

٣ - السمعاني : « أبو عبد الله عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، مولى فزارة وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. قال أبو حاتم ابن حبان: كان عبد الملك من خيار أهل الكوفة وحفاظهم قال ابن ماكولا: أبو عبد الله العرزمي، مولى بني فزارة، نزل جبانة عرزم بالكوفة، فنسب إليها. روى عن انس بن مالك وعطاء بن ابى رباح وسعيد بن جبير وسلمة بن كهيل، وانس ابن سيرين وغيرهم. روى عنه سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، ويحيى ابن سعيد، وعبد الله بن المبارك، وخالد بن عبد الله الطحان، وجرير بن عبد الحميد وإسحاق بن يوسف الأزرق، وعبدة بن سليمان، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد وغيرهم.

قال سفيان الثوري: حفاظ الناس: اسماعيل بن خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، ويحيى بن سعيد الانصاري. وكان شعبة يعجب من حفظه.

قال أبو داود السجستاني: قلت لأحمد: عبد الملك بن أبى سليمان، قال: ثقة. قلت: يخطئ؟ قال: نعم، وكان شعبة يعجب من حفظه، من

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ١ / ٣١٦.

٢١٨

أحفظ اهل الكوفة. الا انه رفع أحاديث من عطاء »(١) .

٤ - عبد الغنى المقدسي : « روى عن أنس بن مالك، وعطاء بن ابى رباح، وسعيد بن جبير، وانس بن سيرين، وسلمة بن كهيل، وابى الزبير، وعبد الله بن عطاء المكي، وعبد الله مولى اسماء بنت ابى بكر، ومسلم بن يناق. روى عنه سفيان الثوري، وشعبة، وعبد الله مبارك، ويحيى بن سعيد القطان وخالد بن عبد الله الطحان، وهشيم بن بشير، وجرير بن عبد الحميد، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وعبدة بن سليمان، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد الطنافسي، وعبد الله بن إدريس، قال سفيان: هو ثقة متقن فقيه، وقال يعقوب بن سفيان فزارى من أنفسهم ثقة. وقال سفيان الثوري هو من الحفاظ. وقال صالح بن احمد بن حنبل: قال ابى: هو من الحفاظ الا انه كان يخالف ابن جريج في اسناد أحاديث، وابن جريج اثبت منه عندنا. وقال عبد الله بن احمد بن حنبل: قال ابى: ثقة »(٢) .

٥ - المقدسي أيضاً : « وقال احمد بن عبد الله: ثقة، ثبت في الحديث. ويقال ان سفيان الثوري كان يسميه: الميزان »(٣) .

٦ - الذهبي : « عبد الملك بن ابى سليمان العرزمي الكوفي الحافظ الكبير، حدث عن انس بن مالك، وسعيد بن جبير، وعطاء بن ابى رباح وطائفة. وعنه جرير الضبي، وإسحاق الأزرق، وحفص بن غياث، ويحيى القطان، وابن نمير، وعبد الرزاق، وخلق. وكان من الحفاظ الإثبات. وقال عبد الرحمن ابن مهدى: كان شعبة يتعجب من حفظ عبد الملك. وقال احمد ابن حنبل: ثقة، وكذا وثقه النسائي. وأما البخاري فلم يحتج به بل استشهد به. توفي سنة خمس وأربعين ومائة، وقد شاخ »(٤) .

____________________

(١). الأنساب - العرزمي.

(٢). الكمال في أسماء الرجال - مخطوط.

(٣). الكمال للمقدسى - مخطوط.

(٤). تذكرة الحفاظ ١ / ١٥٥.

٢١٩

٧ - الذهبي أيضاً : « عبد الملك بن ابى سليمان الكوفي، عن انس وسعيد بن جبير وعطاء، وعنه القطان، ويعلى بن عبيد. قال احمد: ثقة يخطئ، من احفظ أهل الكوفة، ورفع أحاديث عن عطاء، توفي ١٤٥ »(١) .

٨ - الذهبي أيضاً : « وفيها عبد الملك بن ابى سليمان العرزمي الكوفي الحافظ احد المحدثين الكبار. وكان شعبة مع جلالته يتعجب من حفظ عبد الملك، وروى عن انس فمن بعده »(٢) .

٩ - اليافعي : « وعبد الملك بن ابى سليمان الكوفي احد المحدثين الكبار. كان شعبة مع جلالته يتعجب من حفظ عبد الملك »(٣) .

١٠ - ابن حجر العسقلاني : « خ. ت. م. د، عبد الملك بن ابى سليمان واسمه: ميسرة، أبو محمد، ويقال: ابو سليمان، وقيل: ابو عبد الله العرزمي. روى عن انس بن مالك، وعطاء بن ابى رباح، وسعيد بن جبير وقال ابن مهدي: كان شعبة يعجب من حفظه. وقال ابن المبارك عن سفيان: حفاظ الناس اسماعيل بن ابى خالد وعبد الملك بن ابى سليمان، وذكر جماعة. وقال ابن عيينة عن الثوري: حدثني الميزان عبد الملك ابن أبي سليمان. وقال ابن المبارك: عبد الملك ميزان. وقال ابو داود: كاف عن احمد. وقال الحسن بن حبان: سئل يحيى بن معين عن حديث عطاء عن جابر في الشفعة، فقال: هو حديث لم يحدث به أحد الا عبد الملك وقد أنكره الناس عليه، ولو أتى عبد الملك بآخر مثله لرميت بحديثه. وقال عبد الله بن احمد بن حنبل عن أبيه: هذا حديث منكر وعبد الملك ثقة صدوق. وقال صالح بن احمد عن أبيه: عبد الملك من الحفاظ الا انه كان يخالف ابن جريح، وابن جريح اثبت منه عندنا. وقال الميموني عن احمد: عبد الملك من اعيان الكوفيين. وقال أمية بن خالد: قلت لشعبة: مالك لا تحدث عن

____________________

(١). الكاشف ٢ / ٢٠٩.

(٢). العبر ١ / ٢٠٤.

(٣). مرآة الجنان ١ / ٣٠٠.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813

814

815

816

817

818

819

820

821

822

823

824

825

826

827

828

829

830

831

832

833

834

835

836

837

838

839

840

841

842

843

844

845

846

847

848

849

850

851

852

853

854

855

856

857

858

859

860

861

862

863

864

865

866

867

868

869

870

871

872

873

874

875

876

877

878

879

880

881

882

883

884

885

886

887

888

889

890

891

892

893

894

895

896

897

898

899

900

901

902

903

904

905

906

907

908

909

910

911

912

913

914

915

916

917

918

919

920

921

922

923

924

925

926

927

928

929

930

931

932

933

934

935

936

937

938

939

940

941

942

943

944

945

946

947

948

949

950

951

952

953

954

955

956

957

958

959

960

961

962

963

964

965

966

967

968

969

970

971

972

973

974

975

976

977

978

979

980

981

982

983

984

985

986

987

988

989

990

991

992

993

994

995

996

997

998

999

1000

1001

1002

1003

1004

1005

1006

1007

1008

1009

1010

1011

1012

1013

1014

1015

1016

1017

1018

1019

1020

1021

1022

1023

1024

1025

1026

1027

1028

1029

1030

1031

1032

1033

1034

1035

1036

1037

1038

1039

1040

1041

1042

1043

1044

1045

1046

1047

1048

1049

1050

1051

1052

1053

1054

1055

1056

1057

1058

1059

1060

1061

1062

1063

1064

1065

1066

1067

1068

1069

1070

1071

1072

1073

1074

1075

1076

1077

1078

1079

1080

1081

1082

1083

1084

1085

1086

1087

1088

1089

1090

1091

1092

1093

1094

1095

1096

1097

1098

1099

1100

1101

1102

1103

1104

1105

1106

1107

1108

1109

1110

1111

1112

1113

1114

1115

1116

1117

1118

1119

1120

1121

1122

1123

1124

1125

1126

1127

1128

1129

1130

1131

1132

1133

1134

1135

1136

1137

1138

1139

1140

1141

1142

1143

1144

1145

1146

1147

1148

1149

1150

1151

1152

1153

1154

1155

1156

1157

1158

1159

1160

1161

1162

1163

1164

1165

1166

1167

1168

1169

1170

1171

1172

1173

1174

1175

1176

1177

1178

1179

1180

1181

1182

1183

1184

1185

1186

1187

1188

1189

1190

1191

1192

1193

1194

1195

1196

1197

1198

1199

1200

1201

1202

1203

1204

1205