ليالي بيشاور

ليالي بيشاور6%

ليالي بيشاور مؤلف:
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 1205

ليالي بيشاور
  • البداية
  • السابق
  • 1205 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 235390 / تحميل: 3864
الحجم الحجم الحجم
ليالي بيشاور

ليالي بيشاور

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

الشَّيْخُ يَقُولُ :

أَنْتَ الْإِمَامُ الَّذِي نَرْجُو بِطَاعَتِهِ

يَوْمَ النَّجَاةِ مِنَ الرَّحْمنِ غُفْرَاناً

أَوْضَحْتَ مِنْ أَمْرِنَا مَا كَانَ مُلْتَبِساً

جَزَاكَ رَبُّكَ بِالْإِحْسَانِ إِحْسَاناً »(١) .

٤٠٢/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ يَأْمُرُ

بِالْفَحْشَاءِ(٢) ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللهِ ؛

__________________

=الثانية : مسألة القدر ، وهو ثبوت تأثير ماله تعالى في الأفعال ، والأخبار تدلّ فيها أيضاً على الإثبات.

الثالثة : مسألة الجبر والتفويض ، والأخبار تشير فيها إلى نفي كلا القولين ، وتثبت قولاً ثالثاً ، وهو الأمر بين الأمرين ، لا ملكاً لله‌فقط من غير ملك الإنسان ولا بالعكس ، بل ملكاً في طول ملك ، وسلطنة في ظرف سلطنة. واعلم أيضاً أنّ تسمية هؤلاء بالقدريّة مأخوذة ممّا صحّ عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ القدريّة مجوس هذه الاُمّة » الحديث ، فأخذت المجبّرة تسمّى المفوّضة بالقدريّة ؛ لأنّهم ينكرون القدر ويتكلّمون عليها ، والمفوّضة تسمّي المجبّرة بالقدريّة ؛ لأنّهم يثبتون القدر ، والذي يتحصّل من أخبار أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام أنّهم يسمّون كلتا الفرقتين بالقدريّة ، ويطبقون الحديث النبويّ عليهما.

أمّا المجبّرة فلأنّهم ينسبون الخير والشرّ والطاعة والمعصية جميعاً إلى غير الإنسان ، كما أنّ المجوس قائلون بكون فاعل الخير والشرّ جميعاً غير الإنسان ، وقولهعليه‌السلام في هذا الخبر مبنيّ على هذا النظر.

وأمّا المفوّضة فلأنّهم قائلون بخالقين في العالم هما الإنسان بالنسبة إلى أفعاله ، والله سبحانه بالنسبة إلى غيرها ، كما أنّ المجوس قائلون بإله الخير وإله الشرّ ، وقولهعليه‌السلام في الروايات التالية : لاجبر ولاقدر ، ناظر إلى هذا الاعتبار ».

(١)عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٣٨ ، ح ٣٨ ، بطرق أربعة :

الأوّل : بسنده عن سهل بن زياد الكوفي ، عن عليّ بن جعفر الكوفي ، عن عليّ بن محمّد الهادي ، عن آبائه ، عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام ؛ الثاني : بسنده عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن الحسين بن عليعليهم‌السلام ؛ الثالث : بسنده عن عبدالله بن نجيح ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّعليهم‌السلام ؛ الرابع : بسنده عن ابن عبّاس ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ؛التوحيد ، ص ٣٨٠ ، ح ٢٨ ، بطريقين : الأوّل : بسنده عن سهل بن زياد ، عن عليّ بن جعفر الكوفي ، عن الهادي ، عن آبائه ، عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام ؛ والثاني : بسنده عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّعليهم‌السلام ؛ وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة أربعة أبيات في آخره.الإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٢٥ ، مرسلاً عن الحسن بن أبي الحسن البصري.تحف العقول ، ص ٤٦٨ ، عن الهاديعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف.الوافي ، ج ١ ، ص ٥٣٥ ، ح ٤٣٨.

(٢) « الفحشاء » و « الفحش » و « الفاحشة » : ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال.المفردات ، ص ٦٢٦ ( فحش ).

٣٨١

وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ إِلَيْهِ ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللهِ ».(١)

٤٠٣/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٢) ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ(٣) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ ، فَقُلْتُ : اللهُ فَوَّضَ الْأَمْرَ إِلَى الْعِبَادِ؟ قَالَ(٤) : « اللهُ أَعَزُّ مِنْ ذلِكَ ».

قُلْتُ : فَجَبَرَهُمْ(٥) عَلَى الْمَعَاصِي؟ قَالَ(٦) : « اللهُ أَعْدَلُ وَأَحْكَمُ مِنْ ذلِكَ ». قَالَ : ثُمَّ قَالَ : « قَالَ اللهُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، أَنَا أَوْلى بِحَسَنَاتِكَ مِنْكَ ، وَأَنْتَ أَوْلى بِسَيِّئَاتِكَ مِنِّي ؛ عَمِلْتَ الْمَعَاصِيَ بِقُوَّتِيَ الَّتِي جَعَلْتُهَا فِيكَ ».(٧)

٤٠٤/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، قَالَ :

قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام : « يَا يُونُسُ ، لَاتَقُلْ بِقَوْلِ الْقَدَرِيَّةِ(٨) ؛ فَإِنَّ الْقَدَرِيَّةَ لَمْ يَقُولُوا(٩) بِقَوْلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَلَا بِقَوْلِ أَهْلِ النَّارِ ، وَلَا بِقَوْلِ إِبْلِيسَ ؛ فَإِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ قَالُوا :( الْحَمْدُ لِلّهِِ الَّذِي هَدَاينَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لَا أَنْ هَدَاينَا اللهُ ) (١٠) وَقَالَ أَهْلُ النَّارِ :( رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ) (١١) وَقَالَ إِبْلِيسُ :( رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي ) (١٢) ».

__________________

(١)المحاسن ، ص ٢٨٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤١٩ ، بسنده عن حمّاد بن عثمان.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٢ ، ح ١٦ عن أبي بصيرالوافي ، ج ١ ، ص ٥٣٩ ، ح ٤٣٩.

(٢) في « ب ، بح ، بر ، بس ، بف » : - « بن محمّد ».

(٣) في « بح ، بف » : - « بن محمّد ».

(٤) في « ج » : « فقال ».

(٥) في التوحيد : « فأجبرهم ». وفي العيون : « أجبرهم ».

(٦) في حاشية « ج » : + « إنّ ».

(٧)التوحيد ، ص ٣٦٢ ، ح ١٠ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٤٣ ، ح ٤٦ ، بسنده فيهما عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن معلّى بن محمّد البصري.الوافي ، ج ١ ، ص ٥٤١ ، ح ٤٤٣.

(٨) فيشرح صدر المتألّهين ، ص ٤٠٨ : « لا تقل بقول القَدَرِيَّة ، منع عن الاعتقاد به والذهاب إليه ؛ فإنّ القول إذاتعدّى بالباء يراد به الاعتقاد والمذهب ». (٩) في شرح صدر المتألّهين : « لايقولون ».

(١٠) الأعراف (٧) : ٤٣.

(١١) المؤمنون (٢٣) : ١٠٦.

(١٢) الحجر (١٥) : ٣٩.

٣٨٢

فَقُلْتُ : وَاللهِ ، مَا أَقُولُ بِقَوْلِهِمْ ، وَلكِنِّي أَقُولُ : لَايَكُونُ(١) إِلَّا بِمَا(٢) شَاءَ اللهُ وَأَرَادَ ، وَقَدَّرَ وَقَضى ، فَقَالَ(٣) : « يَا يُونُسُ ، لَيْسَ هكَذَا ، لَايَكُونُ إِلَّا مَا(٤) شَاءَ اللهُ وَأَرَادَ ، وَقَدَّرَ وَقَضى ؛ يَا يُونُسُ ، تَعْلَمُ مَا الْمَشِيئَةُ؟ » ، قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « هِيَ الذِّكْرُ الْأَوَّلُ(٥) ، فَتَعْلَمُ مَا الْإِرَادَةُ؟ » ، قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « هِيَ الْعَزِيمَةُ(٦) عَلى مَا يَشَاءُ(٧) ، فَتَعْلَمُ مَا الْقَدَرُ(٨) ؟ » ، قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « هِيَ(٩) الْهَنْدَسَةُ(١٠) ، وَوَضْعُ الْحُدُودِ مِنَ الْبَقَاءِ وَالْفَنَاءِ ».

قَالَ(١١) : ثُمَّ قَالَ : « وَالْقَضَاءُ هُوَ الْإِبْرَامُ وَإِقَامَةُ الْعَيْنِ ». قَالَ : فَاسْتَأْذَنْتُهُ(١٢) أَنْ أُقَبِّلَ رَأْسَهُ ، وَقُلْتُ : فَتَحْتَ لِي شَيْئاً كُنْتُ عَنْهُ فِي غَفْلَةٍ.(١٣)

٤٠٥/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ ، فَعَلِمَ مَا هُمْ صَائِرُونَ إِلَيْهِ ، وَأَمَرَهُمْ‌

__________________

(١) في « ف » وشرح المازندراني : + « شي‌ء ».

(٢) الباء موجودة في أكثر النسخ في كلام يونس دون كلامهعليه‌السلام ، فالفرق بينهما بالباء. إذ كلام يونس يدلّ على العلّية واستقلال إرادة الله في فعل العبد فيوهم الجبر ولذا أسقطعليه‌السلام الباء. وفي « ف » وحاشية « ج » : « ما » بدون الباء ، فالفرق لايعقل إلّابنحو التقرير. وكذا في تفسير القمّي ، مع تقديم « قضى » على « قدّر » في كلام يونس ، فالفرق في الترتيب. ولعلّ التوافق صدر من النسّاخ ، ثمّ ألحقوا الباء لحصول الاختلاف. اُنظر :مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ١٨٥.

(٣) في « ض ، بح ، بر ، بس » : « قال ».

(٤) في « بح » : « بما ».

(٥) في حاشية « ف » وشرح صدر المتألّهين : + « قال ».

(٦) « العزيمة » : مصدر بمعنى الجدّ والقطع في الأمر ، وتأكّد الإرادة والرأي. اُنظر :النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣١ ( عزم ).

(٧) في حاشية « ف » : + « قال ».

(٨) في « ف » : + « قال ».

(٩) في شرح المازندراني وتفسير القمّي : « هو ».

(١٠) « الهَنْدَسة » : مأخوذ من الهنداز ، وهي فارسيّة ، فصيّرت الزاي سيناً ؛ لأنّه ليس في شي‌ء من كلام العرب زاي بعد الدال ، فالهندسة معرّب هَندازة بلغة الفرس القديم ، ويقال لها في فرس زماننا : « اندازه » يعني المقدار. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٩٢ ( هندس ) ؛شرح صدر المتألّهين ، ص ٤٠٧.

(١١) في « بح » : - « قال ».

(١٢) في « ض » وحاشية « ف » : « فسألته أن يأذن لي ».

(١٣)تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٤ ، بسنده عن يونس مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١ ، ص ٥٤٢ ، ح ٤٤٤.

٣٨٣

وَنَهَاهُمْ ، فَمَا أَمَرَهُمْ بِهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ ، فَقَدْ جَعَلَ لَهُمُ السَّبِيلَ(١) إِلى تَرْكِهِ ، وَلَا يَكُونُونَ آخِذِينَ وَلَا تَارِكِينَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ(٢) ».(٣)

٤٠٦/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللهِ ؛ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ(٤) الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِغَيْرِ مَشِيئَةِ اللهِ ، فَقَدْ أَخْرَجَ اللهَ مِنْ سُلْطَانِهِ ؛ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمَعَاصِيَ(٥) بِغَيْرِ قُوَّةِ اللهِ ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللهِ ؛ وَمَنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ ، أَدْخَلَهُ اللهُ(٦) النَّارَ(٧) ».(٨)

٤٠٧/ ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ :

كَانَ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ ، قَالَ : فَقُلْتُ :

__________________

(١) فيالتوحيد ، ص ٣٤٩ و ٣٥٩ : + « إلى الأخذ به ، وما نهاهم عنه [ في ص ٣٥٩ : من شي‌ء ] فقد جعل لهم السبيل ». واستصوبه الفيض فيالوافي ، ج ١ ، ص ٥٤٣. (٢) في « بس » : - « الله ».

(٣)التوحيد ، ص ٣٥٩ ، ح ١ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ؛وفيه ، ص ٣٤٩ ، ح ٨ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن إسماعيل بن جابر ، عن الصادقعليه‌السلام .الوافي ، ج ١ ، ص ٥٤٣ ، ح ٤٤٥.

(٤) في « بح » : - « أنّ ».

(٥) في تفسير العيّاشي : + « عملت ».

(٦) في « بح » : - « الله ».

(٧) قال العلّامة الطباطبائيقدس‌سره : « أي من زعم أنّ الله يأمر بالفحشاء - وهو القائل بالجبر - يقول بالإرادة الحتميّة في المعاصي فقد كذب على الله ونسبه إلى الكذب في قوله تعالى :( إِنَّ اللهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ ) [ الأعراف (٧) : ٢٨ ] ؛ ومن زعم أنّ الخير والشرّ من الأفعال بغير مشيئة الله - وهم المفوّضة - يقولون : إنّ الأفعال مخلوقة بمشيئة الإنسان دون الله فقد أخرج الله من سلطانه ، وقد قال تعالى :( وَلَهُ الْمُلْكُ ). [ الأنعام (٦) : ٧٣ ] ؛ ومن زعم أنّ المعاصي بغير قوّة الله بل بقوّة الإنسان فقد كذب على الله ؛ حيث يقول :( مَا شَاءَ اللهُ لَا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ ) [ الكهف (١٨) : ٣٩ ].

(٨)التوحيد ، ص ٣٥٩ ، ح ٢ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم.العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١١ ، ح ١٤ ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ١ ، ص ٥٤٠ ، ح ٤٤٠.

٣٨٤

يَا هذَا ، أَسْأَلُكَ؟ قَالَ : سَلْ ، قُلْتُ : يَكُونُ(١) فِي مُلْكِ اللهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - مَا لَايُرِيدُ؟ قَالَ : فَأَطْرَقَ(٢) طَوِيلاً ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ ، فَقَالَ(٣) : يَا هذَا ، لَئِنْ قُلْتُ : إِنَّهُ يَكُونُ فِي مُلْكِهِ مَا لَايُرِيدُ ، إِنَّهُ(٤) لَمَقْهُورٌ ، وَلَئِنْ قُلْتُ(٥) : لَايَكُونُ فِي مُلْكِهِ إِلَّا مَا يُرِيدُ ، أَقْرَرْتُ لَكَ بِالْمَعَاصِي ، قَالَ : فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : سَأَلْتُ هذَا الْقَدَرِيَّ ، فَكَانَ مِنْ جَوَابِهِ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ : « لِنَفْسِهِ نَظَرَ(٦) ، أَمَا(٧) لَوْ قَالَ غَيْرَ مَا قَالَ ، لَهَلَكَ ».(٨)

٤٠٨/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ(٩) بْنِ الْحَسَنِ زَعْلَانَ ، عَنْ أَبِي طَالِبٍ الْقُمِّيِّ ، عَنْ رَجُلٍ :

__________________

(١) في « ب ، ف ، بر ، بف » والوافي : « قد يكون ».

(٢) يقال : أطرق الرجل ، إذا سكت فلم يتكلّم ، وأطرق ، أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥١٥ ( طرق ).

(٣) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني. وفي المطبوع : + « [ لي ] ».

(٤) أي قلت : إنّه لمقهور.

(٥) في شرح صدر المتألّهين : + « إنّه ».

(٦) فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ١٩٠ : « لنفسه نظر ، أي تأمّل واحتاط لنفسه ، حيث لم يحكم بما يوجب هلاكه من القول بالقدر الذي هو مذهبه ، أو نفي مذهبه ومذهب الجبريّة أيضاً ».

(٧) فيشرح صدر المتألّهين ، ص ٤١٢ : « كلمة « أما » تحتمل مخفّفة ومشدّدة ، فالاُولى للتنبيه والتحقيق ، والثانية لافتتاح الكلام ، وتتضمّن الإخبار ». (٨)الوافي ، ج ١ ، ص ٥٤٠ ، ح ٤٤٢.

(٩) هكذا في « ب ، بح ». وفي « ألف ، ج ، ض ، ف ، و ، بر ، بس ، بف ، جر » والمطبوع : - « عن محمّد ». وفي « ض ، ف » : « بن علان » بدل « زعلان ».

هذا ، ولم يرد لمحمّد بن الحسن زعلان ( بن علان ) ذكر في كتب الرجال ، ليُمكننا تعيين الصواب في عنوانه ، والمسلّم من أسناده رواية أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عنه. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٢٢٧ ، الرقم ١٠٤٨٨.

ويؤيّد ذلك ما ورد في حاشية المطبوع - نقلاً من بعض النسخ - من « أحمد بن محمّد عن محمّد بن الحسن [ بن ] زعلان ». وأمّا عنوان « أحمد بن محمّد بن الحسن زعلان ( بن علان ) » فعدم صحّته واضح ؛ لرواية أحمد بن محمّد بن [ عيسى ] عن محمّد بن الحسن بن علان ( زعلان ) في عدّة من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥٦١ - ٥٦٢ وص ٦٩٣.

٣٨٥

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ : أَجْبَرَ(١) اللهُ الْعِبَادَ عَلَى الْمَعَاصِي؟ قَالَ : « لَا ». قال(٢) : قُلْتُ : فَفَوَّضَ إِلَيْهِمُ الْأَمْرَ(٣) ؟ قَالَ(٤) : « لَا ». قَالَ(٥) : قُلْتُ : فَمَا ذَا؟ قَالَ : « لُطْفٌ مِنْ رَبِّكَ بَيْنَ ذلِكَ(٦) ».(٧)

٤٠٩/ ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِعليهما‌السلام ، قَالَا : « إِنَّ اللهَ أَرْحَمُ بِخَلْقِهِ(٨) مِنْ أَنْ يُجْبِرَ(٩) خَلْقَهُ(١٠) عَلَى الذُّنُوبِ ، ثُمَّ يُعَذِّبَهُمْ عَلَيْهَا ، وَاللهُ أَعَزُّ مِنْ أَنْ يُرِيدَ أَمْراً ؛ فَلَا يَكُونَ ».

قَالَ : فَسُئِلَاعليهما‌السلام : هَلْ بَيْنَ الْجَبْرِ وَالْقَدَرِ(١١) مَنْزِلَةٌ ثَالِثَةٌ؟ قَالَا : « نَعَمْ ، أَوْسَعُ مِمَّا(١٢) بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ».(١٣)

__________________

(١) في « ف » : « أجَبَر ». وفي « بر » : « أجْبَرَ ». والهمزة للاستفهام عند المجلسي. ويحتمل الإفعال أيضاً عندالمازندراني. والكلام على الأوّل إنشاء لفظاً ومعنى ، وعلى الثاني معنى فقط. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣١ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ١٩٠.

(٢) هكذا في « ب ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ج ». وفي المطبوع : - « قال ».

(٣) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني. وفي المطبوع : + « قال ».

(٤) في « بح » : « فقال ».

(٥) في « ب » : - « قال ».

(٦) في حاشية « ف » : « بين يديك ». وقال العلّامة الطباطبائي : « وقوله : « لطف من ربك بين ذلك » أي بين الجبر والقدر ، وقد مرّ توضيحه في أوّل الباب. واللطف هو النفوذ الدقيق ، عبّر بهعليه‌السلام عن تأثيره تعالى في الأفعال بنحو الاستيلاء الملكي لنفوذه ودقّته كما مرّ بيانه ».

(٧)الوافي ، ج ١ ، ص ٥٤٣ ، ح ٤٤٦ ؛البحار ، ج ٥ ، ص ٨٣.

(٨) في شرح صدر المتألّهين : « بعبده ».

(٩) يجوز فيه فتح الياء.

(١٠) في شرح صدر المتألّهين : « بخلقه ». (١١) في حاشية « بر » : « والقدرة ».

(١٢) في « بف » والوافي : « ما ».

(١٣)التوحيد ، ص ٣٦٠ ، ح ٣ ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن.الوافي ، ج ١ ، ص ٥٤٤ ، ح ٤٤٧.

٣٨٦

٤١٠/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ(١) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٢) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سُئِلَ عَنِ الْجَبْرِ وَالْقَدَرِ ، فَقَالَ : « لَا جَبْرَ وَلَا قَدَرَ ، وَلكِنْ مَنْزِلَةٌ بَيْنَهُمَا فِيهَا الْحَقُّ ؛ الَّتِي بَيْنَهُمَا(٣) لَايَعْلَمُهَا إِلَّا الْعَالِمُ ، أَوْ مَنْ عَلَّمَهَا إِيَّاهُ الْعَالِمُ ».(٤)

٤١١/ ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عِدَّةٍ(٥) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لَهُ رَجُلٌ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَجْبَرَ(٦) اللهُ الْعِبَادَ عَلَى الْمَعَاصِي؟

فَقَالَ(٧) : « اللهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُجْبِرَهُمْ(٨) عَلَى الْمَعَاصِي ، ثُمَّ يُعَذِّبَهُمْ عَلَيْهَا ».

فَقَالَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَفَوَّضَ اللهُ إِلَى الْعِبَادِ؟

قَالَ : فَقَالَ : « لَوْ فَوَّضَ إِلَيْهِمْ ، لَمْ يَحْصُرْهُمْ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ ».

فَقَالَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَبَيْنَهُمَا مَنْزِلَةٌ؟

قَالَ : فَقَالَ : « نَعَمْ ، أَوْسَعُ مِمَّا(٩) بَيْنَ السَّمَاءِ وَ(١٠) الْأَرْضِ ».(١١)

٤١٢/ ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ وَغَيْرُهُ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ‌

__________________

(١) في « ألف ، ج ، ف ، بح ، بس ، بف » : - « بن عبدالرحمن ».

(٢) في شرح المازندراني : « أصحابنا ».

(٣) فيمرآة العقول : « قوله : « التي بينهما » مبتدأ و « لا يعلمها » خبره ».

(٤)الوافي ، ج ١ ، ص ٥٤٤ ، ح ٤٤٨.

(٥) في « ف » : + « من أصحابنا ».

(٦) في « ض ، ف ، بح » : « أجَبَرَ » ، أي بفتح الجيم.

(٧) في أكثر النسخ وشرح المازندراني والوافي : « قال ». وفي « ف » : + « إنّ ».

(٨) في « ف » : « يجبر العباد ». يجوز فيه الإفعال والمجرّد.

(٩) هكذا في « ض ، ف ، بح » وشرح صدر المتألّهين. وفي سائر النسخ والمطبوع : « ما ».

(١٠) في « ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « إلى » بدل « و ».

(١١) راجع :تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٤.الوافي ، ج ١ ، ص ٥٤٥ ، ح ٤٤٩.

٣٨٧

أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام : إِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُولُ بِالْجَبْرِ ، وَبَعْضَهُمْ يَقُولُ بِالِاسْتِطَاعَةِ ، قَالَ : فَقَالَعليه‌السلام لِي : « اكْتُبْ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام : قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : يَا ابْنَ آدَمَ ، بِمَشِيئَتِي كُنْتَ أَنْتَ الَّذِي تَشَاءُ(١) ، وَبِقُوَّتِي أَدَّيْتَ إِلَيَّ(٢) فَرَائِضِي ، وَبِنِعْمَتِي قَوِيتَ(٣) عَلى مَعْصِيَتِي ؛ جَعَلْتُكَ سَمِيعاً بَصِيراً(٤) ( مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) (٥) ، وَذلِكَ أَنِّي أَوْلى بِحَسَنَاتِكَ مِنْكَ(٦) ، وَأَنْتَ أَوْلى بِسَيِّئَاتِكَ مِنِّي ، وَذلِكَ(٧) أَنِّي لَا أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ(٨) ، قَدْ(٩) نَظَمْتُ(١٠) لَكَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ تُرِيدُ(١١) ».(١٢)

__________________

(١) في الكافي ، ح ٣٩٢ : + « لنفسك ماتشاء ».

(٢) في الكافي ، ح ٣٩٢ : - « إليّ ».

(٣) في « ض ، ف » : « قوّيت ».

(٤) في الكافي ، ح ٣٩٢ : + « قويّاً ».

(٥) النساء (٤) : ٧٩.

(٦) في « بح » : - « منك ».

(٧) في « بح ، بس ، بف » : - « وذلك ».

(٨) إشارة إلى الآية ٢٣ من سورة الأنبياء (٢١) :( لا يُسْئَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ ) .

(٩) في حاشية « ج » : « وقد ».

(١٠) « قد نظمت » : من كلام الله تعالى ، أو من كلام الرضاعليه‌السلام ، أو من كلام السجّادعليه‌السلام . اُنظر :الوافي ، ج ١ ، ص ٥٢٥ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ١٩٥.

(١١) قال العلّامة الطباطبائي : « معنى الرواية مبنيّ على القدر ، وهو أنّ الإنسان إنّما يفعل ما يفعل بمشيئة وقوّة ، والله سبحانه هو الذي شاء أن يشاء الإنسان ، ولو لم يشأ لم تكن من الإنسان مشيئة ، وهو الذي ملك الإنسان قوّة من قوّته ، وأنّ القوّة لله‌جميعاً ، فلا استغناء للإنسان في فعله عنه تعالى ، ثمّ إنّهما نعمتان قوي الإنسان بهما على المعصية ، كما قوي على الطاعة ، ولازم ذلك أن تكون الحسنات لله‌وهو أولى بها ؛ لأنّ الله هو المعطي للقوّة عليها والأمر بإتيانها وفعلها ؛ وأن تكون السيّئات للإنسان وهو أولى بها دون الله ؛ لأنّه تعالى لم يعطها إلّانعمة للحسنة ونهى عن استعمالها في السيّئة ، فاللؤم على الإنسان ، وذلك أنّه تعالى لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون ، لأنّه تعالى إنّما يفعل الجميل وهو إفاضة النعمة والهداية إلى الحسنة ، والنهي عن السيّئة ، وكلّ ذلك جميل ، ولا سؤال عن الجميل ، والإنسان إنّما يفعل الحسنة بنعمة من الله ، والسيّئة بنعمة منه ، فهو المسؤول عن النعمة التي اُعطيها ما صنع بها ، ثمّ أتمّ الله الحجّة ، وأقام المحنة بأن نظم كلّ ما يريده الإنسان ، ليعلم ماذا يصير إليه حال الإنسان بفعاله ؛ وللرواية معنى آخر أدقّ ، يطلب من مظانّه ».

(١٢)قرب الإسناد ، ص ٣٥٤ ، ح ١٢٦٧ ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ؛الكافي ، =

٣٨٨

٤١٣/ ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ حُسَيْنِ(١) بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا جَبْرَ وَلَا تَفْوِيضَ ، وَلكِنْ أَمْرٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ(٢) ».

قَالَ : قُلْتُ : وَمَا أَمْرٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ؟

قَالَ : « مَثَلُ ذلِكَ : رَجُلٌ رَأَيْتَهُ عَلى مَعْصِيَةٍ ، فَنَهَيْتَهُ ، فَلَمْ يَنْتَهِ ، فَتَرَكْتَهُ ، فَفَعَلَ تِلْكَ الْمَعْصِيَةَ ؛ فَلَيْسَ(٣) حَيْثُ لَمْ يَقْبَلْ مِنْكَ فَتَرَكْتَهُ(٤) كُنْتَ أَنْتَ الَّذِي أَمَرْتَهُ بِالْمَعْصِيَةِ ».(٥)

٤١٤/ ١٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(٦) : « اللهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُكَلِّفَ النَّاسَ مَا(٧) لَايُطِيقُونَ(٨) ، وَاللهُ أَعَزُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي سُلْطَانِهِ مَا لَايُرِيدُ ».(٩)

__________________

=كتاب التوحيد ، باب المشيّة والإرادة ، ح ٣٩٢ ، بسند آخر عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، وفيهما مع اختلاف يسير. وراجع : المصادر التي ذكرنا ذيل ح ٣٩٢الوافي ، ج ١ ، ص ٥٢٥ ، ح ٤٣١.

(١) في « بح ، بر ، بف » : « الحسين ».

(٢) في « ف » : « الأمرين ».

(٣) كذا في النسخ ، والأولى : « فلست ».

(٤) في « ض » : « وتركته ».

(٥)التوحيد ، ص ٣٦٢ ، ح ٨ ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن خنيس بن محمّد ، عن محمّد بن يحيى الخزّاز ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ( وخنيس بن محمّد عنوان غريب لم نجد له ذكراً في موضع ). وفيالاعتقادات للصدوق ، ص ٢٩ ؛ وتصحيح الاعتقاد ، ص ٤٦ ، مرسلاً عن أبي عبداللهعليه‌السلام الوافي ، ج ١ ، ص ٥٤٥ ، ح ٤٥٠.

(٦) في « ف » والمحاسن : + « إنّ ».

(٧) في « ف » : « ممّا ».

(٨) في التوحيد : « لايطيقونه ».

(٩)المحاسن ، ص ٢٩٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٦٤.التوحيد ، ص ٣٦٠ ، ح ٤ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله البرقيالوافي ، ج ١ ، ص ٥٤٠ ، ح ٤٤١.

٣٨٩

٣١ - بَابُ الِاسْتِطَاعَةِ‌

٤١٥/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ(٢) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام عَنِ الِاسْتِطَاعَةِ ، فَقَالَ(٣) : « يَسْتَطِيعُ الْعَبْدُ بَعْدَ أَرْبَعِ خِصَالٍ : أَنْ يَكُونَ مُخَلَّى السَّرْبِ(٤) ، صَحِيحَ الْجِسْمِ ، سَلِيمَ الْجَوَارِحِ ، لَهُ سَبَبٌ وَارِدٌ(٥) مِنَ اللهِ ».

قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَسِّرْ لِي هذَا ، قَالَ(٦) : « أَنْ يَكُونَ الْعَبْدُ(٧) مُخَلَّى السَّرْبِ ، صَحِيحَ الْجِسْمِ ، سَلِيمَ الْجَوَارِحِ يُرِيدُ أَنْ يَزْنِيَ ، فَلَا يَجِدُ امْرَأَةً ثُمَّ يَجِدُهَا ، فَإِمَّا أَنْ يَعْصِمَ نَفْسَهُ(٨) ، فَيَمْتَنِعَ كَمَا امْتَنَعَ يُوسُفُعليه‌السلام ، أَوْ يُخَلِّيَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِرَادَتِهِ ، فَيَزْنِيَ ، فَيُسَمّى زَانِياً ،

__________________

(١) لم يعهد وجود راوٍ باسم الحسن بن محمّد في مشايخ عليّ بن إبراهيم ، بل في هذه الطبقة. والظاهر وقوع ‌خلل في السند. يؤكّد ذلك توسّط الحسن بن محمّد بين عليّ بن إبراهيم وبين شيخه عليّ بن محمّد القاساني. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٤٧٧ - ٤٧٨.

(٢) في « ألف ، بح ، بس » : « القاشاني ».

(٣) في « ج » : « قال ».

(٤) « السَرْب » و « السَرَبُ » : المسلك والطريق. والمعنى : أنّ طريقه إلى الخير والشرّ موسَّع عليه غير مضيّق وخال ‌بلامانع. و « السِرب » : النفس. والمعنى عليه : أنّه لا مانع لنفسه عن الميل إليهما. اُنظر :شرح صدر المتألّهين ، ص ٤١٨ ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٤٧ ؛الوافي ، ج ١ ، ص ٥٤٧ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢١٣ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤٦٤ ( سرب ).

(٥) في « ف ، بر » وحاشية « ض » : « وإرادة ».

(٦) في « ف » : + « هذا ».

(٧) في « بف » : « إنّ العبد يكون ».

(٨) في « بف » والتوحيد : - « نفسه ».

٣٩٠

وَلَمْ يُطِعِ اللهَ بِإِكْرَاهٍ ، وَلَمْ يَعْصِهِ بِغَلَبَةٍ(١) ».(٢)

٤١٦/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعاً ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ جَمِيعاً ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الِاسْتِطَاعَةِ(٣) ، فَقَالَ(٤) : « أَتَسْتَطِيعُ(٥) أَنْ تَعْمَلَ مَا لَمْ‌

__________________

(١) في « بس » : « بغلبته ». وفي فقه الرضا : « بقلبه ». وقال العلّامة الطباطبائيقدس‌سره : « لا ريب أنّ كلّ أمر خارجي - ومنها أفعال الإنسان - لا يوجد ما لم يوجد جميع أجزاء علّته التامّة وما يحتاج إليه في وجوده ، فإذا وجدت جميعاً ولم يبق ممّا يحتاج إليه وجوده شي‌ء في العدم وجب وجوده ، وإلّا كان وجود علّته التامّة وعدمها بالنسبة إليه على السواء ، مثلاً إذا نسب أكل لقمة من الغذاء إلى الإنسان ، وفرض وجود الإنسان وصحّة أدوات التغذي ، ووجود الغذاء بين يديه ، ووجود الإرادة الحتميّة ، وعدم شي‌ء من الموانع مطلقاً ، وجب تحقّق الأكل وكان بالضرورة ، فهذه نسبة الفعل وهو الأكل مثلاً إلى مجموع علّته التامّة ، وأمّا نسبة الفعل كالأكل مثلاً إلى الإنسان المجهّز بآلة الفعل فقط لا إلى مجموع أجزاء العلّة مع فرض وجودها ، فهي نسبة الإمكان والاستعداد التامّ الذي لايفارق الفعل لفرض وجود بقيّة أجزاء العلّة ، وإن لم تكن النسبة إلى جميعها بل إلى الإنسان فقط وهي المسمّاة بالاستطاعة ، فالإنسان مع فرض جميع ما يتوقّف عليه يستطيع أن يأكل بالإرادة وأن لا يأكل بعدمها ؛ وأمّا نسبة الفعل إلى الإنسان مع فرض عدم وجود جميع أجزاء العلّة كنسبة الأكل إلى الإنسان حيث لا غذاء عنده ، ومباشرة النساء حيث لامرأة ، فهي الإمكان والاستعداد الضعيف الناقص ، ولا تسمّى استطاعة ، فالإنسان لايستطيع أن يأكل حيث لا غذاء ، ولا أن يباشر حيث لامرأة ؛ فقولهعليه‌السلام في هذه الروايات : « إنّ الاستطاعة مع الفعل » يريد به الاستعداد التامّ الذي لا واسطة بينه وبين الفعل والترك إلّا إرادة الإنسان ، وأمّا مطلق إمكان الفعل والقدرة عليه ، فليس بمراد ، وليس هذا من قول الأشاعرة : « إنّ القدرة على الفعل توجد مع الفعل لا قبله » في شي‌ء ؛ فإنّه مذهب فاسد كما بيّن في محلّه ، وبالتأمّل في ما ذكرناه يظهر معنى سائر روايات الباب ، والله الهادي ».

(٢)التوحيد ، ص ٣٤٨ ، ح ٧ ، بسنده عن عليّ بن أسباط. وفيفقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٥٢ ؛ والاعتقادات للصدوق ، ص ٣٨ ، مرسلاً مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١ ، ص ٥٤٧ ، ح ٤٥١.

(٣) اختلف في أنّ الاستطاعة والقدرة هل هما في العبد قبل الفعل أو معه ، فذهبت الإماميّة والمعتزلة إلى الأوّل ، وهو الحقّ ؛ لكونه ضروريّة ، والأشاعرة إلى الثاني. وظاهر الحديث موافق لمذهب الأشاعرة فيحتاج إلى التأويل ، إمّا بحمله على التقيّة ، أو غيره. وكذا الآتية. اُنظر :شرح صدر المتألّهين ، ص ٤١٩ ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٥٠ ؛الوافي ، ج ١ ، ص ٥٤٨ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢١٥.

(٤) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : + « أبو عبداللهعليه‌السلام ».

(٥) في « ب » : « أنت تستطيع ». وفي « بف » : « تستطيع » بدل « أتستطيع ».

٣٩١

يُكَوَّنْ؟ » ، قَالَ : لَا ، قَالَ : « فَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْتَهِيَ عَمَّا قَدْ كُوِّنَ؟ » قَالَ : لَا ، قَالَ(١) : فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « فَمَتى أَنْتَ مُسْتَطِيعٌ(٢) ؟ » ، قَالَ : لَا أَدْرِي.

قَالَ(٣) : فَقَالَ لَهُ(٤) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقاً ، فَجَعَلَ فِيهِمْ آلَةَ الِاسْتِطَاعَةِ ، ثُمَّ لَمْ يُفَوِّضْ إِلَيْهِمْ ، فَهُمْ مُسْتَطِيعُونَ لِلْفِعْلِ(٥) وَقْتَ الْفِعْلِ مَعَ الْفِعْلِ إِذَا فَعَلُوا ذلِكَ الْفِعْلَ ، فَإِذَا لَمْ يَفْعَلُوهُ فِي مُلْكِهِ(٦) ، لَمْ يَكُونُوا مُسْتَطِيعِينَ أَنْ يَفْعَلُوا(٧) فِعْلاً لَمْ يَفْعَلُوهُ ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وجَلَّ - أَعَزُّ مِنْ أَنْ(٨) يُضَادَّهُ فِي مُلْكِهِ أَحَدٌ(٩) ».

قَالَ الْبَصْرِيُّ : فَالنَّاسُ مَجْبُورُونَ؟ قَالَ : « لَوْ كَانُوا مَجْبُورِينَ ، كَانُوا مَعْذُورِينَ ». قَالَ : فَفَوَّضَ إِلَيْهِمْ؟ قَالَ : « لَا ». قَالَ : فَمَا هُمْ؟ قَالَ : « عَلِمَ مِنْهُمْ فِعْلاً ، فَجَعَلَ فِيهِمْ آلَةَ الْفِعْلِ ، فَإِذَا فَعَلُوا كَانُوا مَعَ الْفِعْلِ مُسْتَطِيعِينَ ».

قَالَ الْبَصْرِيُّ : أَشْهَدُ أَنَّهُ الْحَقُّ ، وَأَنَّكُمْ أَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ.(١٠)

٤١٧/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ صَالِحٍ(١١) النِّيلِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : هَلْ لِلْعِبَادِ مِنَ الِاسْتِطَاعَةِ شَيْ‌ءٌ؟ قَالَ : فَقَالَ لِي(١٢) : « إِذَا فَعَلُوا الْفِعْلَ ، كَانُوا مُسْتَطِيعِينَ بِالِاسْتِطَاعَةِ الَّتِي جَعَلَهَا اللهُ فِيهِمْ ».

__________________

(١) في « ف » والوافي : - « قال ».

(٢) في « ب » : « تستطيع ».

(٣) في « بس » : - « قال ».

(٤) في « ب ، ف » والوافي : - « له ».

(٥) في حاشية « ج » : + « في ».

(٦) في « ج » والوافي : - « في ملكه ».

(٧) في « ج » : + « في ملكه ».

(٨) في « ف » : + « يكون ».

(٩) في « ف » : + « غيره ».

(١٠)فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٥١ ، مع اختلافالوافي ، ج ١ ، ص ٥٤٧ ، ح ٤٥٢.

(١١) في « ض ، بح ، بف » : « الصالح ».

(١٢) في « ف » : + « إنّهم ».

٣٩٢

قَالَ : قُلْتُ : وَمَا هِيَ؟ قَالَ : « الْآلَةُ(١) مِثْلُ الزَّانِي(٢) إِذَا زَنى ، كَانَ مُسْتَطِيعاً لِلزِّنى حِينَ(٣) زَنى : وَلَوْ أَنَّهُ تَرَكَ الزِّنى وَلَمْ يَزْنِ ، كَانَ مُسْتَطِيعاً لِتَرْكِهِ إِذَا تَرَكَ ».

قَالَ : ثُمَّ قَالَ : « لَيْسَ لَهُ مِنَ الِاسْتِطَاعَةِ قَبْلَ الْفِعْلِ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ ، وَلكِنْ مَعَ الْفِعْلِ وَالتَّرْكِ كَانَ مُسْتَطِيعاً».

قُلْتُ : فَعَلى مَا ذَا يُعَذِّبُهُ(٤) ؟ قَالَ : « بِالْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ وَالْآلَةِ الَّتِي رَكَّبَ(٥) فِيهِمْ ؛ إِنَّ اللهَ لَمْ يُجْبِرْ(٦) أَحَداً عَلى مَعْصِيَتِهِ(٧) ، وَلَا أَرَادَ - إِرَادَةَ حَتْمٍ - الْكُفْرَ(٨) مِنْ أَحَدٍ ، وَلكِنْ حِينَ كَفَرَ كَانَ فِي إِرَادَةِ اللهِ أَنْ يَكْفُرَ ، وَهُمْ فِي إِرَادَةِ اللهِ وَفِي عِلْمِهِ أَنْ لَايَصِيرُوا إِلى شَيْ‌ءٍ مِنَ الْخَيْرِ ».

قُلْتُ : أَرَادَ مِنْهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا؟ قَالَ : « لَيْسَ هكَذَا أَقُولُ ، وَلكِنِّي أَقُولُ : عَلِمَ أَنَّهُمْ سَيَكْفُرُونَ ، فَأَرَادَ الْكُفْرَ ؛ لِعِلْمِهِ فِيهِمْ ، وَلَيْسَتْ هِيَ(٩) إِرَادَةَ حَتْمٍ ، إِنَّمَا هِيَ إِرَادَةُ اخْتِيَارٍ ».(١٠)

٤١٨/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ حُمْرَانَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الِاسْتِطَاعَةِ فَلَمْ يُجِبْنِي ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ دَخْلَةً أُخْرى ، فَقُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِي مِنْهَا شَيْ‌ءٌ لَايُخْرِجُهُ إِلَّا شَيْ‌ءٌ أَسْمَعُهُ مِنْكَ.

قَالَ : « فَإِنَّهُ لَايَضُرُّكَ مَا كَانَ فِي قَلْبِكَ ».

قُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، إِنِّي أَقُولُ : إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - لَمْ يُكَلِّفِ الْعِبَادَ مَا لَا‌

__________________

(١) في شرح صدر المتألّهين : « آلة ».

(٢) في « ب ، ض ، بر » وحاشية « ج » وشرح المازندراني والمرآة والوافي : « الزنى ».

(٣) في « بح » : « حيث ».

(٤) في « ب ، ف ، بح » : « يعذّبهم ».

(٥) في « ب » : « ركّبها ».

(٦) في « ج » : « لايجبر ». ويجوز في الفعل هيئة الإفعال والتجرّد.

(٧) في « ب ، ف ، بح » وحاشية ميرزا رفيعا : « معصية ».

(٨) في « ف » : « للكفر ».

(٩) في « ب ، ج ، بح ، بس ، بف » والوافي : - « هي ».

(١٠)الوافي ، ج ١ ، ص ٥٤٩ ، ح ٤٥٣.

٣٩٣

يَسْتَطِيعُونَ(١) ، وَلَمْ يُكَلِّفْهُمْ إِلَّا مَا يُطِيقُونَ ، وَأَنَّهُمْ لَايَصْنَعُونَ شَيْئاً مِنْ ذلِكَ إِلَّا بِإِرَادَةِ اللهِ وَمَشِيئَتِهِ وَقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ.

قَالَ : فَقَالَ : « هذَا دِينُ اللهِ الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ وَآبَائِي ». أَوْ كَمَا قَالَ.(٢)

٣٢ - بَابُ الْبَيَانِ وَالتَّعْرِيفِ وَلُزُومِ الْحُجَّةِ‌

٤١٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَغَيْرُهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنِ ابْنِ الطَّيَّارِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ احْتَجَّ عَلَى النَّاسِ بِمَا آتَاهُمْ وَعَرَّفَهُمْ ».(٣)

‌* مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، مِثْلَهُ.

٤٢٠/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَغَيْرُهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ف » : « بما لايستطيعون ». وفي التوحيد : « إلّا ما يستطيعون ».

(٢)التوحيد ، ص ٣٤٦ ، ح ٣ ، بسنده عن الحسين بن سعيد ، عن عبيد بن زرارة ( ولم نجد في شي‌ء من الأسناد والطرق رواية الحسين بن سعيد عن عبيد بن زرارة مباشرة ، بل يروي الحسين عنه في كثير من الأسناد بواسطتين وفي بعضها بواسطة واحدة. فما ورد في التوحيد لايخلو من خلل ). راجع :المحاسن ، ص ٢٩٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٦٦ ؛ ورجال الكشّي ، ص ١٤٦ ، ح ٢٣٣الوافي ، ج ١ ، ص ٥٥٠ ، ح ٤٥٤.

وقوله : « أو كما قال » من كلام الراوي. وشكّه في صورة اللفظ هل هي ما قال ، أو شبهه؟ يعني : قال هذا القول بعينه ، أو قال ما هو مثله في المعنى ، أي ما ذكره نقل بالمعنى. اُنظر :شرح صدر المتألّهين ، ص ٤٢٣ ،شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٥٨ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٢٠.

(٣)التوحيد ، ص ٤١٠ ، ح ٢ ، بسنده عن الحسين بن سعيد ؛وفيه ، ح ٣ ، بسند آخر عن حمزة بن الطيّار.المحاسن ، ص ٢٣٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، صدر ح ٢٠٤ ، بسنده عن حمزة بن الطيّار.وفيه ، ص ٢٣٦ ، ح ٢٠٣ ؛ وص ٢٧٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٨٨ ، بسند آخر. وفيتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٠٤ ، صدر ح ١٠٠ ، عن الحلبي ، عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبداللهعليهما‌السلام الوافي ، ج ١ ، ص ٥٥١ ، ح ٤٥٥.

٣٩٤

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : الْمَعْرِفَةُ مِنْ صُنْعِ مَنْ هِيَ؟

قَالَ : « مِنْ صُنْعِ اللهِ ، لَيْسَ لِلْعِبَادِ فِيهَا صُنْعٌ ».(١)

٤٢١/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّيَّارِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَّا يَتَّقُونَ ) (٢) ، قَالَ : « حَتّى يُعَرِّفَهُمْ مَا يُرْضِيهِ وَمَا يُسْخِطُهُ ».

وَقَالَ :( فَأَلْهَمَهَا (٣) فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ) (٤) ، قَالَ : « بَيَّنَ(٥) لَهَا مَا تَأْتِي وَمَا تَتْرُكُ ».

وَقَالَ :( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ) (٦) ، قَالَ : « عَرَّفْنَاهُ ، إِمَّا(٧) آخِذٌ وَإِمَّا تَارِكٌ ».

وَعَنْ قَوْلِهِ :( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ) (٨) ، قَالَ : « عَرَّفْنَاهُمْ(٩) فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى وَهُمْ يَعْرِفُونَ ».

* وَفِي رِوَايَةٍ : « بَيَّنَّا لَهُمْ(١٠) ».(١١)

٤٢٢/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى(١٢) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنِ‌

__________________

(١)التوحيد ، ص ٤١٠ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.وفيه ، ص ٤١٦ ، ح ١٥ ، بسند آخر مع اختلاف وزيادة في أوّله وآخرهالوافي ، ج ١ ، ص ٥٥٦ ، ح ٤٦٤.

(٢) التوبة (٩) : ١١٥.

(٣) « قال : فألهمها » من كلام ثعلبة ، والقائل هو حمزة بن محمّد الطيّار ، أي وسأله عن قوله : فألهمها.

(٤) الشمس (٩١) : ٨.

(٥) في « ف » : « يبيّن ».

(٦) الإنسان (٧٦) : ٣.

(٧) في المحاسن : « فإمّا ».

(٨) فصّلت (٤١) : ١٧.

(٩) في المحاسن : « نهاهم عن قتلهم » بدل « عرّفناهم ».

(١٠) في المحاسن والتوحيد : - « وفي رواية بيّنّا لهم ».

(١١)المحاسن ، ص ٢٧٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٨٩ ، بطريقين ، أحدهما عن ابن فضّال.التوحيد ، ص ٤١١ ، ح ٤ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي وراجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكفر ، ح ٢٨٤٦الوافي ، ج ١ ، ص ٥٥٢ ، ح ٤٥٧ ؛ وص ٤٥٨ و ٥٥٣.

(١٢) في « ب » : + « بن عبيد ».

٣٩٥

ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ(١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) (٢) قَالَ : « نَجْدَ(٣) الْخَيْرِ وَالشَّرِّ(٤) ».(٥)

٤٢٣/ ٥. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَصْلَحَكَ اللهُ ، هَلْ جُعِلَ فِي النَّاسِ أَدَاةٌ(٦) يَنَالُونَ بِهَا الْمَعْرِفَةَ؟ قَالَ : فَقَالَ : « لَا ».

قُلْتُ(٧) : فَهَلْ كُلِّفُوا الْمَعْرِفَةَ؟ قَالَ : « لَا ، عَلَى اللهِ الْبَيَانُ( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها ) (٨) وَ( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما ءَاتَاهَا ) (٩) ».

قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالى :( وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ ) (١٠) قَالَ : « حَتّى يُعَرِّفَهُمْ مَا يُرْضِيهِ وَمَا يُسْخِطُهُ ».(١١)

__________________

(١) في « ف » : + « الطيّار ».

(٢) البلد (٩٠) : ١٠.

(٣) « النَجْدُ » في اللغة : الطريق الواضح المرتفع. قال صدر المتألّهين في شرحه ، ص ٤٢٤ : « قال أهل اللغة : النجد ، الطريق الواقع في ارتفاع كجبل ونحوه ، ولعلّ الكناية به عن سبيل الخير والشرّ ، أو دلائل أحدهما ؛ لأجل أنّهما لمـّا وضحت فجعلت كالطريق العالية المرتفعة في أنّها للعقول كوضوح الطريق العالي للإيصال ». وانظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٦٣ ( نجد ).

(٤) في « ف » : « نجد الشرّ ونجد الخير ». وفي حاشية « ف » وشرح صدر المتألّهين : « نجد الخير ونجد الشرّ ».

(٥)التوحيد ، ص ٤١١ ، ح ٥ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم.الأمالي للطوسي ، ص ٦٦٠ ، المجلس ٣٥ ، ح ١١ ، بسند آخر.تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٤٢٢ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام نحوهالوافي ، ج ١ ، ص ٥٥٣ ، ح ٤٥٩ ؛البحار ، ج ٦٠ ، ص ٢٨٤.

(٦) فيشرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٦٨ : « الأداة : الآلة. والمراد بها هنا العقل والذُكاء ». وفي حاشية بدرالدين ، ص ١٢٤ : « الظاهر أنّ المراد بالأداة هنا الحاسّة من البصر أو غيره ». وانظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٦٥ ( أدو ) ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٢٦. (٧) في حاشية « ف » : « فقلت ».

(٨) البقرة (٢) : ٢٨٦.

(٩) الطلاق (٦٥) : ٧.

(١٠) التوبة (٩) : ١١٥.

(١١)المحاسن ، ص ٢٧٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٩٢ ، إلى قوله : « إلّا ما آتاه » ؛ والتوحيد ، ص ٤١٤ ، ح ١١،=

٣٩٦

٤٢٤/ ٦. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ سَعْدَانَ رَفَعَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ لَمْ يُنْعِمْ عَلى عَبْدٍ نِعْمَةً إِلَّا وَقَدْ أَلْزَمَهُ(١) فِيهَا الْحُجَّةَ مِنَ اللهِ ، فَمَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِ فَجَعَلَهُ قَوِيّاً ، فَحُجَّتُهُ عَلَيْهِ الْقِيَامُ بِمَا كَلَّفَهُ(٢) ، وَاحْتِمَالُ مَنْ هُوَ دُونَهُ مِمَّنْ هُوَ أَضْعَفُ مِنْهُ ؛ وَمَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِ فَجَعَلَهُ مُوَسَّعاً عَلَيْهِ ، فَحُجَّتُهُ عَلَيْهِ مَالُهُ ، ثُمَّ تَعَاهُدُهُ(٣) الْفُقَرَاءَ بَعْدُ بِنَوَافِلِهِ(٤) ؛ وَمَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِ فَجَعَلَهُ شَرِيفاً فِي بَيْتِهِ(٥) ، جَمِيلاً فِي صُورَتِهِ ، فَحُجَّتُهُ عَلَيْهِ أَنْ يَحْمَدَ اللهَ تَعَالى عَلى ذلِكَ ، وَأَنْ(٦) لَايَتَطَاوَلَ عَلى غَيْرِهِ(٧) ؛ فَيَمْنَعَ حُقُوقَ الضُّعَفَاءِ لِحَالِ(٨) شَرَفِهِ وَجَمَالِهِ ».(٩)

٣٣ - بَابُ اخْتِلَافِ الْحُجَّةِ عَلى عِبَادِهِ ‌(١٠)

٤٢٥/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ‌

__________________

=بسندهما عن يونس بن عبدالرحمن.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١١٥ ، ح ١٥٠ ، عن عبدالأعلى ، من قوله : « وسألته عن قوله » مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ١ ، ص ٥٥٣ ، ح ٤٦٠.

(١) في « بح » : + « الله ».

(٢) في « ج » وشرح صدر المتألّهين : + « به ».

(٣) في « ج ، بر ، بف » : « تعاهد ».

(٤) في التوحيد : « فحجّته ماله ، يجب عليه فيه تعاهد الفقراء بنوافله ».

(٥) في التوحيد : « نسبه ».

(٦) في الوافي : - « أن ».

(٧) « أن لايتطاول على غيره » أي لايطلب الزيادة على غيره بالتكبّر والافتخار ، ولا ينظر إليه بالإهانة والاستصغار. يقال : تطاول على الناس ، إذا رفع رأسه ورأى أنّ له عليهم فضلاً في القدر. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٧١ ؛لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٤١٢ ( طول ).

(٨) في « ب » : « بحال ».

(٩)التوحيد ، ص ٤١٤ ، ح ١٢ ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمنالوافي ، ج ١ ، ص ٥٥٤ ، ح ٤٦١.

(١٠) في « ف » : « العباد ». وفي « ب ، ض ، بس ، بف » : - « اختلاف الحجّة على عباده ». وفيمرآة العقول ، ج ٢، ص ٢٢٧ : « باب ؛ ليس الباب في بعض النسخ ، وإنّما لم يعنون لأنّه من الباب الأوّل ، وإنّما اُفرد لامتياز حديثه بخصوصه كما لايخفى ».

٣٩٧

الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ(١) ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « سِتَّةُ أَشْيَاءَ لَيْسَ لِلْعِبَادِ فِيهَا صُنْعٌ : الْمَعْرِفَةُ ، وَالْجَهْلُ ، وَالرِّضَا ، وَالْغَضَبُ ، وَالنَّوْمُ ، وَالْيَقَظَةُ ».(٢)

٣٤ - بَابُ حُجَجِ اللهِ عَلى خَلْقِهِ‌

٤٢٦/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِي شُعَيْبٍ الْمَحَامِلِيِّ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَيْسَ لِلَّهِ عَلى خَلْقِهِ أَنْ يَعْرِفُوا(٣) ، وَلِلْخَلْقِ عَلَى اللهِ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ ، وَلِلّهِ عَلَى الْخَلْقِ إِذَا عَرَّفَهُمْ أَنْ يَقْبَلُوا(٤) ».(٥)

٤٢٧/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : مَنْ(٦) لَمْ يَعْرِفْ شَيْئاً هَلْ عَلَيْهِ شَيْ‌ءٌ؟ قَالَ : « لَا ».(٧)

__________________

(١) في « ف » وحاشية « ج » : « الحسين بن يزيد ». وفي « بر » : « الحسين عن ابن زيد ». وفي حاشية « بف » : « الحسين بن سعيد ».

(٢)التوحيد ، ص ٤١١ ، ح ٦ ؛ والخصال ، ص ٣٢٥ ، أبواب الستّة ، ح ١٣ ، بسندهما عن دُرست بن أبي منصور.المحاسن ، ص ١٠ ، كتاب القرائن ، ح ٢٩ ، مرسلاًالوافي ، ج ١ ، ص ٥٥٥ ، ح ٤٦٢.

(٣) في التوحيد : + « قبل أن يعرّفهم ».

(٤) في التوحيد : « يقبلوه ». وقوله : « أن يقبلوا » ظاهر صدر المتألّهين في شرحه ، ص ٤٢٦ كونه من الإقبال لا من القبول. وهو المحتمل أيضاً عند الفيض في الوافي. والمعنى : أن يُقْبِلُوا ويتوجّهوا بكنههم إليه ويرغبوا فيما عنده ، ويزهدوا فيما يبعدهم عن دار كرامته.

(٥)التوحيد ، ص ٤١٢ ، ح ٧ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّارالوافي ، ج ١ ، ص ٥٥٦ ، ح ٤٦٥.

(٦) في « ف » والتوحيد : « عمّن ».

(٧)التوحيد ، ص ٤١٢ ، ح ٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسىالوافي ، ج ١ ، ص ٥٥٧ ، ح ٤٦٦.

٣٩٨

٤٢٨/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيى :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا حَجَبَ اللهُ(١) عَنِ(٢) الْعِبَادِ ، فَهُوَ مَوْضُوعٌ عَنْهُمْ ».(٣)

٤٢٩/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ الْأَحْمَرِ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الطَّيَّارِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « اكْتُبْ » ، فَأَمْلى عَلَيَّ : « إِنَّ مِنْ قَوْلِنَا : إِنَّ اللهَ يَحْتَجُّ(٤) عَلَى الْعِبَادِ(٥) بِمَا آتَاهُمْ وَعَرَّفَهُمْ ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ(٦) رَسُولاً ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمُ(٧) الْكِتَابَ ، فَأَمَرَ فِيهِ وَنَهى(٨) : أَمَرَ(٩) فِيهِ بِالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ(١٠) ، فَنَامَ(١١) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَنِ الصَّلَاةِ ، فَقَالَ : أَنَا أُنِيمُكَ(١٢) ، وَأَنَا أُوقِظُكَ(١٣) ، فَإِذَا قُمْتَ(١٤) فَصَلِّ ؛ لِيَعْلَمُوا إِذَا أَصَابَهُمْ ذلِكَ كَيْفَ يَصْنَعُونَ ، لَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ : إِذَا نَامَ عَنْهَا هَلَكَ(١٥) ؛ وَكَذلِكَ الصِّيَامُ ، أَنَا أُمْرِضُكَ ، وَأَنَا‌

__________________

(١) في التوحيد : + « علمه ».

(٢) في « ف ، بح » وحاشية « ج » : « على ».

(٣)التوحيد ، ص ٤١٣ ، ح ٩ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار.تحف العقول ، ص ٣٦٥الوافي ، ج ١ ، ص ٥٥٧ ، ح ٤٦٧ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٦٣ ، ذيل ح ٣٣٤٩٦.

(٤) في حاشية « ض » : « قد يحتجّ ».

(٥) في « ف » : « الخلق ».

(٦) في « ب » : « عليهم ».

(٧) في حاشية « ف » : « إليهم ». وفي المحاسن والتوحيد : « عليه ».

(٨) في « ب ، ج ، ف ، بح ، بف » وحاشية « بر ، بس » وشرح المازندراني : + « عنه ».

(٩) في « بح » وحاشية « ج » والمحاسن : « وأمر ».

(١٠) في حاشية « ف » والمحاسن والتوحيد : « والصوم ».

(١١) في حاشية شرح صدر المتألّهين : + « في بعض أسفاره ». وفي التوحيد : « فأنام ».

(١٢) في « بح ، بس ، بف » وحاشية « ف ، بر » وشرح المازندراني ومرآة العقول : « أنمتك ».

(١٣) في « بس » وحاشية « ف » وشرح المازندراني : « أوقظتك ».

(١٤) في التوحيد : « فاذهب » بدل « فإذا قمت ».

(١٥) فيشرح صدر المتألّهين ، ص ٤٢٧ : « وقوله : ليس كما يقولون ؛ إذا نام عنها هلك ، بدل بتقدير « أن » لجملة « إذا » وما بعده ، أي يعلموا أن ليس الأمر كما يزعمون ، أو يتوهّمون أنّه إذا نام أحد عن صلاته فقد هلك واستحقّ المقت والعذاب. أو كلام مستأنف مؤكّد لما قبله. وقوله : وكذلك الصيام ، من تتمّة قول الله ».

٣٩٩

أُصِحُّكَ(١) ، فَإِذَا شَفَيْتُكَ فَاقْضِهِ ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « وَكَذلِكَ إِذَا نَظَرْتَ فِي جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ ، لَمْ تَجِدْ أَحَداً فِي ضِيقٍ ، وَلَمْ تَجِدْ أَحَداً إِلَّا وَلِلّهِ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ ، وَلِلّهِ فِيهِ الْمَشِيئَةُ ، وَلَا أَقُولُ : إِنَّهُمْ مَا شَاؤُوا صَنَعُوا ».

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ اللهَ يَهْدِي وَيُضِلُّ ». وَقَالَ(٢) : « وَ(٣) مَا أُمِرُوا إِلَّا بِدُونِ(٤) سَعَتِهِمْ(٥) ، وَكُلُّ شَيْ‌ءٍ أُمِرَ النَّاسُ بِهِ ، فَهُمْ يَسَعُونَ لَهُ ، وَكُلُّ شَيْ‌ءٍ لَايَسَعُونَ لَهُ ، فَهُوَ مَوْضُوعٌ عَنْهُمْ ، وَلكِنَّ(٦) النَّاسَ لَاخَيْرَ فِيهِمْ ».

ثُمَّ تَلَاعليه‌السلام :( لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَآءِ وَلّا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ ) (٧) فَوُضِعَ عَنْهُمْ( مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ ) (٨) قَالَ : « فَوُضِعَ عَنْهُمْ ؛ لِأَنَّهُمْ لَايَجِدُونَ ».(٩)

٣٥ - بَابُ الْهِدَايَةِ أَنَّهَا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ‌

٤٣٠/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي(١٠) إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ ثَابِتٍ‌..............................................

__________________

(١) في التوحيد : « اُصَحِّحك ».

(٢) في « بح » : « فقال ». وفي « بس » : - « وقال ».

(٣) في « بح » والمحاسن : - « و ».

(٤) في « ف » وحاشية « بف » : « دون ».

(٥) في حاشية « بف » : « وسعهم ».

(٦) في التوحيد : + « أكثر ».

(٧) التوبة (٩) : ٩١.

(٨) التوبة (٩) : ٩١ - ٩٢.

(٩)المحاسن ، ص ٢٣٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٠٤ ، مع زيادة في آخره.التوحيد ، ص ٤١٣ ، ح ١٠ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيالوافي ، ج ١ ، ص ٥٥٨ ، ح ٤٦٨ ؛البحار ، ج ٢ ، ص ٢٨٠ ، ح ٤٦ ، وفيهما إلى قوله : « أمر فيه بالصلاة والصيام ».

(١٠) هكذا في « ج ، ض ، ف » وحاشية « و ، بح ». وفي « ب ، و ، بح ، بس ، بف ، جر » والمطبوع : - « أبي » ، وهو سهو ؛=

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813

814

815

816

817

818

819

820

821

822

823

824

825

826

827

828

829

830

831

832

833

834

835

836

837

838

839

840

__________________

آمن بي وبما جئت به وهو يبغض عليا فهو كاذب ليس بمؤمن». ورواه ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية : ج ٧ / ٣٥٤ ، عن طريق آخر عن ابن مسعود ، ورواه أيضا العلاّمة الأمر تسري في أرجح المطالب / ٥١٩ ، ط لاهور / عن ابن مسعود.

وأخرج ابن كثير أيضا في البداية والنهاية : ج ٧ / ٣٥٤ ، ط مصر / عن جابر أن رسول الله (ص) قال لعلي «كذب من زعم أنّه يحبني ويبغضك». وابن المغازلي في المناقب / حديث رقم / ٢٣٣ بسنده عن سلمان قال : قال رسول الله (ص) لعلي :«يا عليّ محبك محبي ومبغضك مبغضي».

وفي حديث رقم ٣٠٩ روى بسنده عن نافع مولى ابن عمر عنه عن رسول الله (ص) قال لعلي (ع) : «وأنت وارثي ووصيي ، تقضي ديني وتنجز عداتي وتقتل على سنّتي ، كذب من زعم أنّه يبغضك ويحبّني». وفي حديث رقم ٢٧٧ روى ابن المغازلي بسنده عن عمار بن ياسر قال : قال رسول الله (ص) «اوصي من آمن بي وصدّقني بولاية عليّ بن أبي طالب فمن تولاّه فقد تولاّني ، ومن تولاّني فقد تولّى الله ، ومن أحبّه فقد أحبّني ومن أحبّني فقد أحبّ الله ، ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عزّ وجلّ».

وأخرجه المتقي حسام الدين في كنز العمال : ج ٦ / ١٥٤ ، وقال : رواه الطبراني في المعجم الكبير ، وذكره في منتخبه أيضا : ج ٥ / ٣٢ ، وقال : رواه الطبراني وابن عساكر ، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد : ج ٩ / ١٠٨.

وفي فرائد السمطين أخرج الحمويني حديثا مسندا إلى ابن عباس وفيه «كذب من زعم أنّه يحبني ويبغضك» والخطاب إلى علي عليه‌السلام من النبي (ص).

وفي أرجح المطالب ٤٤٦ / ، ط لاهور ، أخرج حديثا عن طريق الحسن بن بدر ، والحاكم ، وابن النجّار ، والمتقي في كنز العمال ، وابن السمّان في الموافقة ، والمحب الطبري ، عن ابن عباس وفيه «وكذب عليّ من زعم أنّه يحبني ويبغضك».

٨٤١

هذه الأحاديث الشريفة وعشرات بل مئات من مثلها مسجّلة وثابتة في مسانيد علمائكم وأعلام محدثيكم وقد زيّنوا بها تصانيفهم وكتبهم ، وحتى المتعصبين منهم لم يروا بدّا من ذكرها وإخراجها ، أمثال القوشجي وابن حجر المكي وروزبهان وغيرهم.

ورغم المحاولات الشيطانية التي حاولها أعداء الإمام عليعليه‌السلام ، والأساليب العدوانية التي استعملها معاوية وحزبه المنحرفون الظالمون لإخفاء مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام وفضائله ، والمنع من نشرها وروايتها. مع كل ذلك فقد انتشرت في الأقطار وتناقلتها علماء الأمصار حتى ملئت منها الكتب والأسفار ، ولكي تطّلعوا على بعض تلك الأخبار ، فراجعوا الصحاح الستة ، وخصائص مولانا علي ابن أبي طالب للنسائي ، وينابيع المودّة للقندوزي ، ومودّة القربى

__________________

وفي لسان الميزان : ج ٤ / ٣٩٩ ، ط ، حيدرآباد / أخرج العسقلاني عن الإمام عليعليه‌السلام عن رسول الله (ص) قال «من زعم أنّه يحبّني وأبغض عليا فقد كذب».

وفي أرجح المطالب ٥١٨ / ط لاهور / عن العباس بن عبد المطلب قال : سمعت عمر ابن الخطاب ، وقد سمع رجلا يسبّ عليا ، فقال : كفّوا عن ذكر عليّ إلاّ بخير ، فإنّي سمعت رسول الله (ص) يقول «في عليّ ثلاث خصال كذب من زعم أنه يحبني وهو يبغضك ، يا عليّ! من أحبّك فقد أحبّني ، ومن أحبّني فقد أحبّ الله تعالى ، ومن أحبّه الله تعالى أدخله الجنة ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغضه الله تعالى ، ومن أبغضه الله تعالى أدخله النار». أخرجه الخوارزمي.

واعلم أيها القارئ الكريم! أنّ الروايات الواردة بهذا المعنى أكثر مما ذكرنا بحيث يحصل منها علم اليقين لمن يطلب الحق ويكون من المنصفين.

«المترجم»

٨٤٢

للهمداني ، والمعجم للطبراني ، ومطالب السئول لمحمد بن طلحة القرشي العدوي ، ومسند الامام احمد ومناقبه ، ومناقب الخطيب الخوارزمي ، ومناقب الفقيه الشافعي ابن المغازلي الواسطي ، وكفاية الطالب في مناقب مولانا علي بن أبي طالب للعلاّمة صدر الحفاظ الكنجي الشافعي ، وفرائد السمطين لشيخ الإسلام الحمويني ، والرياض النضرة وذخائر العقبى لمحب الدين الطبري ، والإتحاف بحب الأشراف للشبراوي ، والمستدرك للحاكم النيسابوري ، وتاريخ ابن عساكر / قسم ترجمة الإمام عليعليه‌السلام ، وعشرات الكتب غير ما ذكرنا ، وكلها من أعلامكم ومشاهير محدثيكم(١) .

__________________

(١) لقد ذكر المؤلف الخبير : أنّ معاوية استعمل اساليب عدوانية للمنع من رواية فضائل الإمام عليعليه‌السلام ونشرها وهذا أمر مشتهر لا ينكر ولكي يطمئن القارئ النبيل ، ويتلقى الخبر مع شاهد ودليل ، أروي لكم ما نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج :ج ١١ / ٤٤ ـ ٤٦ ، ط دار إحياء التراث العربي / قال [وروى علي بن محمد بن أبي سيف المدائني في كتاب «الاحداث» قال : كتب معاوية نسخة واحدة إلى عمّاله بعد عام الجماعة : أن برئت الذمّة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته ، فقامت الخطباء في كل كورة ، وعلى كلّ منبر يلعنون عليا ، ويبرءون منه ، ويقعون فيه وفي أهل بيته ، وكان أشدّ الناس بلاء حينئذ أهل الكوفة ، لكثرة من بها من شيعة عليعليه‌السلام ، فاستعمل عليهم زياد بن سميّة وضمّ إليه البصرة فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف ـ لأنّه كان منهم أيام عليّ ٧ ـ فقتلهم تحت كل حجر ومدر ، وأخافهم ، وقطع الأيدي والأرجل ، وسمل العيون ، وصلبهم على جذوع النخل ، وطردهم وشرّدهم عن العراق ، فلم يبق بها معروف منهم ، وكتب معاوية إلى عمّاله في جميع الآفاق : ألاّ يجيزوا لأحد من شيعة عليّ وأهل بيته شهادة ، وكتب إليهم ، أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبّيه وأهل ولايته ، والذين يروون

٨٤٣

__________________

فضائله ومناقبه فادنوا مجالسهم ، وقرّبوهم وأكرموهم ، واكتبوا لي بكلّ ما يروي كلّ رجل منهم ، واسمه واسم أبيه وعشيرته.

ففعلوا ذلك ، حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه ، لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصّلات والكساء والحباء والقطائع ، ويفيضه في العرب منهم والموالي ، فكثر ذلك في كل مصر ، وتنافسوا في المنازل والدنيا ، فليس يجيء أحد مردود من الناس عاملا من عمال معاوية ، فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلاّ كتب اسمه وقرّبه وشفّعه ، فلبثوا بذلك حينا.

ثم كتب إلى عماله : أنّ الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر ، وفي كل وجه وناحية ، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأوّلين ، ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلاّ وتأتوني بمناقض له في الصحابة ، فإنّ هذا أحبّ إليّ وأقرّ لعيني ، وأدحض لحجّة أبي تراب وشيعته ، وأشد إليهم من مناقب عثمان وفضله!!

فقرأت كتبه على الناس ، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها ، وجدّ الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر ، وألقي إلى معلّمي الكتاتيب ، فعلّموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع ، حتى رووه وتعلّموه كما يتعلّمون القرآن ، وحتى علّموه بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم ، فلبثوا بذلك ما شاء الله.

ثم كتب إلى عمّاله نسخة واحدة إلى جميع البلدان : انظروا من قامت عليه البيّنة أنّه يحب عليا وأهل بيته ، فامحوه من الديوان وأسقطوا عطاءه ورزقه ، وشفع ذلك بنسخة أخرى : من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم ، فنكّلوا به ، واهدموا داره!!

فلم يكن البلاء أشدّ ولا أكثر منه بالعراق ولا سيما بالكوفة ، حتى إنّ الرجل من شيعة علي عليه‌السلام ليأتيه من يثق به ، فيدخل بيته ، فيلقي إليه سرّه ، ويخاف من خادمه ومملوكه ، ولا يحدّثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ، ليكتمنّ عليه.

٨٤٤

__________________

فظهر حديث كثير موضوع ، وبهتان منتشر ، ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة ، وكان أعظم الناس في ذلك بليّة القرّاء المراءون ، والمستضعفون ، الذين يظهرون الخشوع والنسك فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم ، ويقربوا مجالسهم ، ويصيبوا به الأموال والضياع والمنازل ، حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى أيدي الديّانين الذين لا يستحلّون الكذب والبهتان ، فقبلوها ورووها ، وهم يظنّون أنّها حقّ ولو علموا أنّها باطلة لما رووها ولا تديّنوا بها.

قال ابن أبي الحديد : وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه ـ وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم ـ في تاريخه ما يناسب هذا الخبر ، وقال : إنّ أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيّام بني أميّة ، تقرّبا إليهم بما يظنّون أنّهم يرغمون به أنوف بني هاشم.]

وجاء في الصواعق المحرقة / ٧٦ ، ط الميمنية بمصر / قال : وأخرج ابن عساكر

وقال عبد الله بن عباس بن أبي ربيعة [كان لعليّ ما شئت من ضرس قاطع في العلم ، وكان له القدم في الإسلام ، والصهر برسول الله (ص) ، والفقه في السنّة ، والنجدة في الحرب ، والجود في المال قال ابن حجر : وأخرج الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : ما أنزل الله ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلاّ وعليّ أميرها وشريفها. ولقد عاتب الله أصحاب محمّد (ص) في غير مكان وما ذكر عليا إلاّ بخير ، قال : وأخرج ابن عساكر عنه ـ أي عن ابن عباس ـ قال : ما نزل في أحد من كتاب الله تعالى ما نزل في عليّ عليه‌السلام . وأخرج عنه أيضا قال : نزل في عليّ ثلاثمائة آية. قال : وأخرج الطبراني عنه ـ أي عن ابن عباس ـ قال : كانت لعليّ ثمانية عشر منقبة ما كانت لأحد من هذه الأمة.

قال ابن حجر : ولما دخل [الامام علي عليه‌السلام ] الكوفة ، دخل عليه حكيم من العرب فقال : والله يا أمير المؤمنين لقد زيّنت الخلافة وما زيّنتك ، ورفعتها وما رفعتك وهي

٨٤٥

عليعليه‌السلام خير البرية والبشر ومن أبي فقد كفر

وفي كتاب كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام الباب الثاني والستون / ١١٨ ـ ١٩٩ / ط الغري سنة ١٣٥٦ هجرية للعلاّمة إمام الحرمين ومفتي العراقيين محدّث الشام وصدر الحفاظ أبي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي الشافعي المتوفى سنة ٦٥٨ هجرية ، أخرج بسنده المعنعن المتصل بجابر ابن عبد الله الأنصاري أنه قال : كنا عند النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) فأقبل علي بن أبي طالب ، فقال النبي (ص) «قد اتاكم اخي ثم التفت الى الكعبة فضربها بيده ثم قال : والذي نفسي بيده إنّ هذا

__________________

كانت أحوج إليك منك إليها.]

قال : وأخرج السّلفي في الطيوريات عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال [سألت أبي عن عليّ ومعاوية؟ فقال : اعلم أنّ عليا كان كثير الأعداء. ففتّش له أعداؤه شيئا فلم يجدوه. فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله ـ وهو معاوية ـ فأطروه كيدا منهم له!!]

ونعم ما قال المرحوم العلاّمة الكبير والأديب النحرير والشاعر الشهير المرحوم السيد رضا الهندي في القصيدة الكوثرية :

[قاسوك ـ أبا حسن ـ بسواك

وهل بالطّود يقاس الذّر

أنّى ساووك بمن ناووك

وهل ساووا نعلي قنبر!!]

نعم والله

(فأين الحصى من نجوم السماء

وأين معاوية من عليّ؟)

٨٤٦

وشيعته هم الفائزون يوم القيامة. ثم إنّه أولكم إيمانا ، وأوفاكم بعهد الله ، وأقومكم بأمر الله ، وأعدلكم في الرعيّة وأقسمكم بالسويّة وأعظمكم عند الله مزيّة».

قال : ونزلت( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (١) .

__________________

أقول : ورأيت في بعض الكتب ، أنّه قيل للخليل النحوي : ما رأيك في علي بن أبي طالب عليه‌السلام؟

فقال «ما أقول في حق رجل أخفى الأحباء فضائله من خوف الأعداء ، وسعى أعداؤه في إخفائها من الحسد والبغضاء ، وظهر من فضائله مع ذلك كله ما ملأ المشرق والمغرب.]

وفي أمالي الشيخ الطوسي (قدس‌سره ) :

... قال : حدثني يونس بن حبيب النحوي ـ وكان عثمانيّا ـ قال [قلت للخليل بن أحمد : أريد أن أسألك عن مسألة ، فتكتمها عليّ؟

قال [الخليل] : إنّ قولك يدل على أنّ الجواب أغلظ من السؤال ، فتكتمه أنت أيضا؟ قال : قلت : نعم ، أيام حياتك. قال : سل!

قال : قلت : ما بال أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كأنهم بنو أمّ واحدة وعليّ بن أبي طالب من بينهم كأنه ابن علّة؟ [أي الضّرة].

قال : من أين لك هذا السؤال؟

قال : قلت : وعدتني الجواب.

قال : وقد ضمنت الكتمان.

قال : قلت : أيام حياتك.

فقال [الخليل] : إن عليا عليه‌السلام تقدّمهم إسلاما ، وفاقهم علما ، وبذّهم شرفا ، ورجحهم زهدا ، وطالهم جهادا. فحسدوه ، والناس إلى أشكالهم وأشباههم أميل منهم إلى من بان منهم ، فاقهم]. ـ انتهى ـ. «المترجم»

(١) سورة البيّنة ، الآية ٧.

٨٤٧

قال : وكان أصحاب محمّد (ص) إذا أقبل عليّعليه‌السلام قالوا : قد جاء خير البريّة.

ثم قال العلاّمة الكنجي : هكذا رواه محدث الشام في كتابه ـ تاريخ ابن عساكر ـ بطرق شتّى ، وذكرها محدث العراق ومؤرّخها ـ وأظنه يقصد الخطيب البغدادي صاحب تاريخ بغداد ـ رواها عن زر عن عبد الله عن عليّ قال : قال رسول الله (ص) «من لم يقل علي خير الناس فقد كفر».

وفي رواية له عن حذيفة قال : سمعت النبي (ص) يقول «علي خير البشر ، من أبى فقد كفر». هكذا رواه الحافظ الدمشقي في كتاب التاريخ عن الخطيب الحافظ ، وزاد في رواية له عن جابر قال : قال رسول الله (ص) «علي خير البشر فمن أبى فقد كفر». وفي رواية محدث الشام عن سالم عن جابر ، قال : سئل عن عليّعليه‌السلام ؟ فقال : [ذاك خير البريّة لا يبغضه إلاّ كافر] وفي رواية لعائشة عن عطا قال : سألت عائشة عن عليّ؟ فقالت [ذاك خير البشر لا يشك فيه إلاّ كافر].

قال العلامة الكنجي : هكذا ذكره الحافظ ابن عساكر في ترجمة عليّعليه‌السلام في تاريخه في المجلد الخمسين ، لأنّ كتابه مائة مجلّد فذكر منها ثلاث مجلّدات في مناقبه(١) عليه‌السلام . «انتهى كلامه».

__________________

(١) لم ينفرد العلاّمة الكنجي الشافعي بهذا الإخراج والبيان ، وإنما أخرج جمع كثير من أعيان العلماء وأعلام المحدثين والمفسرين.

أما بالنسبة إلى الآية الكريمة وأنّ المقصود من ( أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) البينة : ٧ ، فقد قالوا : هم عليّ وشيعته ومحبوه. هكذا رواه سبط ابن الجوزي في كتاب تذكرة

٨٤٨

__________________

الخواص / ٢٧ ط مؤسسة أهل البيت بيروت ، عن مجاهد. وروى آخرون بطرق شتّى عن النبي (ص) أنه قال «عليّ وشيعته خير البرية». أو أنه (ص) خاطب عليّا فقال «أنت وشيعتك خير البرية». أو بعبارات اخرى رواها القوم منهم : موفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب ، والحاكم أبو إسحاق الحسكاني في شواهد التنزيل ، والعلاّمة الطبري في تفسيره : ج ٣ / ١٤٦ ، ط الميمنية بمصر ، وابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمة / ١٥٠ ، وجلال الدين السيوطي في تفسيره المسمّى بالدر المنثور : ج ٦ / ٣٧٩ ط مصر ، والصواعق المحرقة / ٩٦ ، ط الميمنية بمصر / الآية الحادية عشر / ، والكشفي الترمذي في المناقب المرتضوية / ٤٧ ط بمبئي ، والعلاّمة الشوكاني في فتح القدير : ج ٥ / ٤٦٤ ط مصطفى الحلبي بمصر ، والعلاّمة الآلوسي في تفسيره روح المعاني : ج ٣٠ / ٢٠٧ / ط المنيرية بمصر ، والعلاّمة الشبلنجي في نور الابصار ، والقندوزي في ينابيع المودّة / ٣٦١ طبع المكتبة الحيدريّة.

وأمّا الحديث الذي انتشر وصدر عن لسان محمد (ص) سيد البشر ، واشتهر بين المحدثين واصحاب الرواية والخبر «علي خير البشر فمن ابى فقد كفر». فقد أخرجه جمع من أعلام أهل السنة وعلماء العامّة منهم : ابن مردويه في كتابه المناقب بسند يرفعه إلى حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله (ص) «عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر». وأخرج الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد : ج ٧ / ٤٢١ ، ط السعادة بمصر / بإسناده إلى جابر قال : قال رسول الله (ص) «عليّ خير البشر فمن امترى فقد كفر». وأخرجه أيضا الحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب : ج ٩ / ٤١٩ ط حيدرآباد وروى الحمويني في فرائد السمطين بإسناده إلى عبد الله بن علي بن ضيغم عن النبي (ص) «من لم يقل عليّ خير البشر فقد كفر».

وأخرج الفخر الرازي في «نهاية العقول في دراية الأصول» عن ابن مسعود عن

٨٤٩

__________________

رسول الله (ص) «عليّ خير البشر ، من أبى فقد كفر».

وأخرج المتقي حسام الدين الهندي في كنز العمال : ج ٦ / ١٥٦ ط حيدرآباد عن ابن عباس عن النبي (ص) «علي خير البشر». وفيها أيضا «علي خير البشر ، من شكّ فيه كفر». وفي كنز العمال المطبوع بهامش المسند : ج ٥ / ٣٥ ط حيدرآباد : «علي خبر البشر فمن أبى فقد كفر». قال رواه عن جابر ، وروى عن الخطيب عن ابن عباس : من لم يقل : «عليّ خير الناس فقد كفر».

وفي كنوز الحقائق للمناوي / ٩٨ ط بولاق بمصر / عن النبي (ص) «عليّ خير البشر ، من شك فيه كفر». وفيها «عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر».

والهمداني الشافعي في مودة القربى / المودّة الثالثة : عن جابر عن النبي (ص) «عليّ خير البشر ، من شك فيه فقد كفر». وعن حذيفة «عليّ خير البشر ومن أبى فقد كفر».

واعلم أنّ عليا عليه‌السلام خير البشر بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فقد روي عنه عليه‌السلام «أنا عبد من عبيد محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

وقد روي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معنى علي خير البشر بتعبير آخر :

ففي لسان الميزان : ج ٦ / ٧٨ ط حيدرآباد / روى العسقلاني عن أبي بكر قال : سمعت رسول الله (ص) يقول «عليّ خير من طلعت عليه الشمس وغربت بعدي».

وفي رواية : «علي خير من يمشي على الأرض بعدي». وفي مناقب الموفق بن أحمد الخوارزمي / ٦٧ ط تبريز / بإسناده عن سلمان عن النبي (ص) «أنّ أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب عليه‌السلام ». وفي نظم درر السمطين للعلامة الزرندي الحنفي / ٩٨ ط مطبعة القضاء / عن النبي (ص) «عليّ يقضي ديني ، وينجز موعدي ، وخير من أخلف بعدي من أهلي». وفي كتاب المواقف : ج ٢ / ٦١٥ ط الآستانة / تأليف القاضي عضد الدين : روى عن النبي (ص) «أخي ووزيري وخير

٨٥٠

حبّ عليّ إيمان وبغضه كفر ونفاق

وذكر ابن الصبّاغ المالكي في كتابه الفصول المهمّة نقلا عن كتاب «الآل» لابن خالويه عن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) قال لعليّ : حبّك إيمان وبغضك نفاق وأول من يدخل الجنة محبّك وأول من يدخل النار مبغضك.

وروى العلاّمة الهمداني في كتابه مودّة القربى / المودّة الثالثة ، وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين ، عن رسول الله (ص) قال : لا يحب عليا إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ كافر. وفي رواية اخرى

__________________

من أتركه بعدي علي بن أبي طالب». وفي المناقب المرتضوية / ١١٧ ، ط بمبئي للكشفي الترمذي / روى عن النبي (ص) «أنّ أخي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي علي بن أبي طالب». رواه عن أنس بن مالك ، وروى في صفحة ٩٦ رواية بالمعنى آخرها «وخير من أخلفت بعدي علي بن أبي طالب». وقال : إنه روي عن سلمان وأنس في كتاب هداية السعداء وقال : رواه أبو بكر بن مردويه في المناقب.

وفي مناقب الخوارزمي / ٦٦ ، ط تبريز ، وفي لسان الميزان : ج ١ / ١٧٥ ، ط حيدرآباد ، وفي فتح البيان للعلاّمة حسن خان الحنفي : ج ١٠ / ٣٢٣ ، ط مصر ، بإسنادهم إلى أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) «علي خير البرية». وبحكم الله وحكم العقل : خير البريّة لا يولّى أحد عليه ، وخير البشر هو وليّ البشر وإمامهم ما دام حيّا.

«المترجم»

٨٥١

خاطب عليّاعليه‌السلام فقال «لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق(١) ».

__________________

(١) ورد هذا المعنى «حبّ عليّ إيمان وبغضه نفاق». بعبارات شتّى وعن طرق كثيرة أخرجها المحدثون الكرام والعلماء الأعلام من أهل السنّة في مسانيدهم وكتبهم منهم : الإمام أحمد في المسند : ج ٦ / ١٩٢ ط الميمنية بمصر ، عن أم سلمة سلام الله عليها ، والعلاّمة البيهقي في كتاب المحاسن والمساوي / ٤١ ، ط بيروت / عن أم سلمة أيضا ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص / ٣٥ ، ط مؤسسة أهل البيت بيروت / قال : وأخرج الترمذي عن أم سلمة عن النبي (ص) قال «لا يحبّ عليّا إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق». حديث حسن صحيح.

والمحب الطبري في الرياض النضرة : ج ٢ / ٢١٤ ، ط مكتبة الخانجي بمصر وفي ذخائر العقبى / ٩١ ، ط مكتبة القدسي بمصر / رواه عن أم سلمة ، والحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال : ج ٢ / ٥٣ ، ط القاهرة / عن أم سلمة وابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية : ج ٧ / ٣٥٤ ، ط مصر / عن أم سلمة والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح / ٥٦٤ ، ط دهلي / عن أم سلمة والحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : ج ٧ / ٥٧ ، ط البهية بمصر / وفي تهذيب التهذيب : ج ٨ / ٤٥٦ ، ط حيدرآباد / رواه عن أم سلمة ، وروى عنها أيضا ، الشيخ عبد القادر الخيراني في سعد الشموس والأقمار / ٢١٠ ، ط التقدم بالقاهرة ، والعلاّمة النبهاني في الفتح الكبير : ج ٣ / ٣٥٥ ، والعلوي الحضرمي في القول الفصل : ج ١ / ٦٣ ، ط جاوة ، والعلاّمة الأمر تسري في أرجح المطالب / ٥١٢ و ٥٢٣ ، ط لاهور وروى ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج ٩ / ١٧٢ ، ط دار إحياء التراث العربي قال : خطب النبي (ص) يوم الجمعة فقال : «.. أيها الناس! أوصيكم بحب ذي قرباها ، أخي وابن عمي عليّ ابن أبي طالب ، لا يحبه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق ، من أحبّه فقد أحبّني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني عذبه الله بالنار». قال رواه أحمد رضي‌الله‌عنه في كتاب فضائل علي عليه‌السلام ، وهو أخرجه بإسناده عن عبد الله بن حنطب عن أبيه ورواه عنه العلاّمة سبط ابن الجوزي في التذكرة / ٣٥ ، ط مؤسسة أهل

٨٥٢

__________________

البيت / بيروت ، والعلاّمة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى ٩١ / ، ط مكتبة القدسي ، وفي الرياض النضرة : ج ٢ / ٢١٤ ط مصر ، والحافظ الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة / ٢٥٢ ، ط المطبعة الحيدرية ، والعلامة الأمر تسري في أرجح المطالب / ٤١ و ٥١٣ و ٤٢٨ ط لاهور.

وفي رواية عن الإمام علي عليه‌السلام قال «عهد إليّ النبي (ص) أنّه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلاّ مناف». ، رواه أحمد بن حنبل في المسند : ١ / ٨٤ ، ط مصر ، وفي صحيح مسلم : ج ١ / ٦٠ ، ط محمد علي صبيح بمصر / بإسناده إلى الإمام عليّ عليه‌السلام قال «والذي فلق الحبة وبرأ النسة إنّه لعهد النبي الأميّ (ص) إليّ أن لا يحبّني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق». ورواه الحافظ ابن ماجه في سنن المصطفى : ج ١ / ٥٥ ، ط المطبعة التازية بمصر ، والحافظ الترمذي في صحيحه : ج ١٣ / ١٧٧ ، ط الصاوي بمصر ، والنسائي في الخصائص ٢٧ / ط التقدّم بمصر ، والحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم في علل الحديث : ج ٢ / ٤٠٠ ط السلفية بمصر ، والحاكم في معرفة الحديث / ١٨٠ ط القاهرة والحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء : ج ٤ / ١٨٥ ، ط السعادة بمصر ، رواه بإسناده عن الإمام عليّ عليه‌السلام وقال : هذا حديث صحيح متفق عليه ، وروا عنه عليه‌السلام ، الحافظ البيهقي في السنن : ج ٢ / ٢٧١ ، ط الميمنية بمصر والخطيب البغدادي في تاريخه : ج ٢ / ٢٥٥ ، ط السعادة بمصر ، ورواه عن طريق آخر أيضا عنه عليه‌السلام في ج ٨ / ٤١٨ ، وعن طريق ثالث في ج ١٤ / ٤٢٦ ورواه عن طريق رابع عنه عليه‌السلام في كتابه موضح الجمع والتفريق / ٤٦٨ ط حيدرآباد ، ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب : ج ٢ / ٤٦١ ط حيدرآباد ، والقاضي محمد بن أبي يعلى في طبقات الحنابلة : ج ١ / ٣٢٠ ط القاهرة ، والعلاّمة البغوي في مصابيح السنّة : ج ١ / ٢٠١ ط الخيريّة بمصر ، والخطيب الموفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب : ج ٢٢٨ ، ط تبريز / روى بإسناده

٨٥٣

__________________

إلى الإمام عليعليه‌السلام قال «قال لي رسول الله (ص) : لا يحبك إلاّ مؤمن تقيّ ولا يبغضك إلاّ فاجر رديّ». والحافظ ابن الجوزي في صفة الصفوة : ج ١ / ١٢١ ط حيدرآباد ، وابن الأثير الجزري في جامع الأصول : ج ٩ / ٤٧٣ ط السنّة المحمدية بمصر ، وفي أسد الغابة : ج ٤ / ٢٦ ط مصر ، والعلاّمة سبط ابن الجوزي في التذكرة / ٣٥ ، ط مؤسسة أهل البيت بيروت ، والشيخ محي الدين الدمشقي في الأذكار / ٣٥٥ ط القاهرة ، ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى / ٩١ ، ط القدسي بمصر ، وفي الرياض النضرة : ج ٢ / ٢١٤ ، ط مصر ، والعلاّمة محمد بن مكرم الافريقي في لسان العرب : ج ٣ / مادّة عهد / وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين ، وابن تيمية الحرّاني في منهاج السنّة : ج ٣ / ١٧ ، ط القاهرة ، وعلاء الدين الخازن في تفسيره : ج ٢ / ١٨٠ ، ط مصر ، والعلاّمة الذهبي في دول الإسلام : ج ٢ / ٢٠ ، ط حيدرآباد ، وفي ميزان الاعتدال : ج ١ / ٣٣٤ ، ط القاهرة ، وهو أيضا في تاريخ الاسلام : ج ٢ / ١٨٩ ط مصر ، والعلاّمة الزرندي في نظم درر السمطين / ١٠٢ ط مطبعة القضاء ، والحافظ ابن كثير في البداية والنهاية : ج ٧ / ٣٥٤ ط مصر ، والحافظ أبو زرعة في طرح التثريب في شرح التقريب : ج ١ / ٨٦ ، ط جمعية النشر بمصر ، والعلاّمة الشيخ تقي الحلبي في نزهة الناظرين / ٣٩ ط الميمنيّة بمصر ، وابن حجر العسقلاني في فتح الباري : ج ٧ / ٥٧ ، وفي لسان الميزان :ج ٢ / ٤٤٦ ، ط حيدرآباد ، وفي الدرر الكامنة : ج ٤ ص ٣٠٨ ، ط حيدرآباد ، رواه بطرق شتى عن الإمام عليّ ٧. وجلال الدين السيوطي في تاريخ الخلفاء / ٦٦ ، ط الميمنية بمصر ، والمتقي الهندي في كنز العمال المطبوع بهامش المسند : ج ٥ / ٣ وابن حجر المكي في الصواعق / ٧٣ / ط الميمنيّة بمصر ، والشيخ أحمد بن يوسف الدمشقي في أخبار الدول وآثار الأول / ١٠٢ ط بغداد ، والعلاّمة المناوي في كنوز الحقائق / ٤٦ ، ط بولاق بمصر ، وفي صفحة ١٩٢ و ٢٠٣ من نفس الطبعة ،

٨٥٤

__________________

والعلاّمة عبد الغني النابلسي في ذخائر المواريث : ج ٣ / ١٥ ، والشيخ محمد الصبّان في إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار / ١٧٣ ، ورواه آخرون مثل النبهاني في الشرف المؤبّد لآل محمد ، والشيخ أحمد البناء في بدائع المنن ، والشيخ محمد العربي في إتحاف ذوي النجابة ، ورواه كثير غير من ذكرنا ، وروى العلاّمة العدوى الحمزاوي في مشارق الأنوار / ١٢٢ ، طبع مصر عن عبد الله بن عباس عن النبي (ص) «حب عليّ إيمان وبغضه كفر».

وروى الطحاوي في مشكل الآثار : ج ١ / ٤٨ ، ط حيدرآباد ، حديثا مسندا إلى عمران بن حصين عن النبي (ص) قال في عليّ «لا يبغضه إلاّ منافق».

وروى عنه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد : ج ٩ / ١٣٣ ط مكتبة القدسي بالقاهرة : قال النبي (ص) لعلي : «لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق». وقال : رواه الطبراني في الأوسط ، والقاضي ابن عياض رواه أيضا في كتابه الشفاء بتعريف حقوق المصطفى : ج ٢ / ٤١ ومثله في تذكرة الحفاظ : ج ١ / ١٠ ، ط حيدرآباد ، ومثله في «نقد عين الميزان» للعلاّمة بهجت الدمشقي / ١٤ ، ط مطبعة القيمرية ، والعلاّمة التونسي الكافي في السيف اليماني المسلول / ٤٩.

وروى جماعة بإسنادهم عن النبي (ص) : «من مات وفي قلبه بغض لعليّ رضي‌الله‌عنه ، فليمت يهوديّا أو نصرانيا». رواه الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال : ج ٣ / ٢٣٦ ، ط حيدرآباد ، وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان : ج ٤ / ٢٥١ وج ٣ / ٩٠ ط حيدرآباد والعلاّمة الأمر تسري في أرجح المطالب / ١١٩ ، ط لاهور ، أو رووا بمعناه. وأخرج القندوزي في ينابيع المودّة / ٢٥٢ ط المطبعة الحيدرية : عن جابر قال [ما كنا نعرف المنافقين إلاّ ببغضهم عليا] قال : أخرجه أحمد وأخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري ما هو معناه أيضا.

وفي صحيح الترمذي : ج ١٣ / ١٦٨ ط الصاوي بمصر ، عن أبي سعيد الخدري قال [إنّا كنا لنعرف المنافقين ببغضهم عليّ بن أبي طالب] ورواه عن أبي سعيد

٨٥٥

__________________

جماعة منهم : أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء : ج ٦ / ٢٩٤ طبع مصر ، والخطيب البغدادي في تاريخه : ج ١٣ / ١٥٣ ط السعادة بمصر ، والحافظ رزين بن معاوية العبدري في الجمع بين الصحاح نقلا من سنن أبي داود بإسناده إلى أبي سعيد الخدري. والعلاّمة ابن الأثير الجزري في جامع الأصول : ج ٩ / ٤٧٣ ط المحمدية بمصر ، وفي أسد الغابة : ج ٤ / ٢٩ طبع مصر ، والعلاّمة النووي في تهذيب الأسماء واللغات / ٢٤٨ ، ط الميمنية بمصر ، والعلاّمة الزرندي في نظم درر السمطين / ١٠٢ ، ط مطبعة القضاء ، والعلاّمة الذهبي في تاريخ الإسلام :ج ٢ / ١٩٨ طبع مصر ، والعلاّمة السيوطي في تاريخ الخلفاء / ١٧٠ ط السعادة بمصر ، وابن حجر المكي في الصواعق / ٧٣ ، ط الميمنية بمصر ، والمتقي الهندي في كنز العمال : ج ٦ / ١٥٢ ، والشيخ محمد الصبّان في إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار / ١٧٤ ، ط مصر ، والشيخ عبد القادر الخيراني في سعد الشموس والأقمار / ٢١٠ ط التقدم بالقاهرة ، والعلوي الحضرمي في القول الفصل / ٤٤٨ ط جاوا ، والأمر تسري في أرجح المطالب / ٥١٣ طبع لاهور ، والشيخ محمد العربي في إتحاف ذوي النجابة / ١٥٤ ، طبع مصطفى الحلبي بمصر ، كلهم أخرجوا رواية أبي سعيد الخدري ، وروى جمع من أعلام المحدثين بإسنادهم عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال أيضا مثل قول أبي سعيد وهذا نصّه :[ما كنا نعرف منافقينا ـ معشر الأنصار ـ إلاّ ببغضهم عليّا.]

رواه الإمام أحمد في المناقب / ١٧١ ، والخطيب البغدادي في كتابه موضح أوهام الجمع والتفريق : ج ١ / ٤١ ، ط حيدرآباد والحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب : ج ٢ / ٤٦٤ ط حيدرآباد ، والخطيب موفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب / ٢٣١ ، طبع تبريز ، والمحب الطبري في ذخائر العقبى / ٩١ ، ط القدسي بمصر ، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد : ج ٩ / ١٣٢ ط القدسي بمصر ، وقال : رواه الطبراني في الأوسط والبزّار مع تغيير في العبارة ورواه العلامة السيوطي في تاريخ الخلفاء

٨٥٦

وروى محمد بن طلحة في مطالب السّئول ، وابن الصباغ المالكي في الفصول عن الترمذي والنسائي عن أبي سعيد الخدري أنه قال [ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (ص) إلاّ ببغضهم عليا.]

الشيخ عبد السلام : هكذا أحاديث نبويّة صدرت أيضا في حقّ الشيخين أبي بكر وعمر ، وما كانت خاصّة بسيدنا عليّ كرّم الله وجهه!!

قلت : لو كان يحضر في بالك شيء من تلك الأحاديث ، فبيّنها حتى ينكشف واقع الأمر للحاضرين.

الشيخ عبد السّلام : روى عبد الرحمن بن مالك بسنده عن جابر عن النبي (ص) قال [لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ولا يحبهما منافق!!]

__________________

/ ٦٦ ، ط الميمنية بمصر ، والعلوي الحضرمي في القول الفصل : ج ١ / ٤٤٨ ، ط جاوة ، وفي أرجح المطالب / ٥١٣ ، طبع لاهور ، والعلاّمة الآلوسي في تفسير روح المعاني : ج ٢ / ١٧ ، ط المنيريّة بمصر ، جاء فيه : ذكروا من علامات النفاق بغض عليّ كرّم الله وجهه فقد أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال [ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (ص) إلاّ ببغضهم علي بن أبي طالب.]

أقول : كل ذي إيمان وذي وجدان وانصاف إذا نظر إلى هذه الروايات والعبارات وكثرتها في كتب أهل العلم والحديث من أهل السنّة وممن لا يشك في عدم انحيازهم إلى علي بن أبي طالب بل يميلون إلى الجهة الأخرى ، يتيقّن بصدور هذا المعنى مرارا من فم النبي المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيما نقلنا في الباب تمام الحجة وفصل الخطاب لمن أراد الحق والصّواب ، والسلام على من اتبع الهدى وسلك سبيل الواحد الوهّاب.

«المترجم»

٨٥٧

قلت : لقد أثار بيانك تعجبي! وكأنّك نسيت قرارنا في المجلس الأول على أن لا نستدل في احتجاجنا بالأحاديث غير المعتبرة لدى الخصم ، بل يجب أن تأتي بالشاهد وتستدل عليّ بالأحاديث المقبولة عندنا ، وهذا الحديث مردود وغير معتبر عندنا.

الشيخ عبد السلام : أظن بأنكم عزمتم أن لا تقبلوا منّا حتى رواية واحدة في فضل الشيخين!

قلت : لقد بيّنت قبل هذا : أننا أبناء الدليل حيثما مال نميل ، وأمّا ظنّك فباطل ولا يغني من الحق شيئا ، لأنّي ما قبلت روايتك لا لكونها في فضل الشيخين ، بل لأنّ الراوي متهم بالجعل والكذب حتى عند علمائكم كالخطيب البغدادي صاحب تاريخ بغداد وغيره من الأعلام المشتهرين في علم الرواية والدراية قالوا فيه ذلك عند ترجمته ، وهذا العلاّمة الذهبي المعتمد عليه في هذا الفن ، فقد قال في ترجمة عبد الرحمن بن مالك في ميزان الاعتدال ج ١٠ / ٢٣٦ / قال : هو كذّاب أفّاك وضّاع لا يشك فيه أحد.

فأنصفوا بعد ما سمعتم هذا التصريح في راوي الحديث ، هل يطمئن قلبكم وتسمح نفسكم أن تقبلوا رواياته؟!

ثم فكّروا أين حديث هذا الكذّاب الأفّاك الوضّاع من حديث جابر ، وسلمان ، وأبي سعيد ، وابن عباس ، وأبي ذر الصادق المصدّق ، فقد روى جماعة من الأعلام منهم : العلاّمة السيوطي في الجامع الكبير : ج ٦ / ٣٩٠ ، والمحب الطبري في الرياض النضرة ج ٢ / ٢١٥ ، وفي جامع الترمذي ج ٢ / ٢٩٩ ، وابن عبد البر في الاستيعاب ج ٣ / ٤٦ ، وأبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ج ٦ / ٢٩٥ ،

٨٥٨

والعلاّمة محمد بن طلحة في مطالب السئول / ١٧ ، وابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمة صفحة ١٢٦ ، كلهم رووا عن أبي ذر الغفاريرحمه‌الله تعالى بعبارات مختلفة والمعنى واحد قال [ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (ص) إلاّ بثلاث : بتكذيبهم الله ورسوله ، والتخلف عن الصلاة ، وبغضهم علي بن أبي طالبعليه‌السلام .]

ونقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج ٤ / ٨٣ / ط دار إحياء التراث العربي / نقل عن الشيخ أبي القاسم البلخي أنه قال : وقد اتفقت الأخبار الصحيحة التي لا ريب فيها عند المحدثين ؛ على أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال «لا يبغضك إلاّ منافق ولا يحبّك إلاّ مؤمن». وروى حبّة العرنيّ عن عليّعليه‌السلام أنّه قال «إنّ الله عزّ وجلّ أخذ ميثاق كلّ مؤمن على حبّي ، وميثاق كل منافق على بغضي ، فلو ضربت وجه المؤمن بالسيف ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا على المنافق ما أحبّني».

وروى عبد الكريم بن هلال عن أسلم المكيّ عن أبي الطفيل ، قال : سمعت علياعليه‌السلام وهو يقول «لو ضربت خياشيم المؤمن بالسيف ما أبغضني ، ولو نثرت على المنافق ذهبا وفضّة ما أحبني ، إنّ الله أخذ ميثاق المؤمنين بحبّي ، وميثاق المنافقين ببغضي فلا يبغضني مؤمن ولا يحبّني منافق أبدا».

قال الشيخ أبو القاسم البلخي : وقد روى كثير من أرباب الحديث عن جماعة من الصحابة قالوا [ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (ص) إلاّ ببغض عليّ بن أبي طالب]. والأخبار من هذا القبيل كثيرة جدا في كتبكم واكتفينا بما نقلنا رعاية الاختصار.

والآن بعد استماعكم لهذه الروايات ، فكّروا وأنصفوا ..! أما

٨٥٩

كان خروج عائشة على أمير المؤمنين وقتالها لهعليه‌السلام قتالا لرسول الله وخروجا عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ أما كان حرب عائشة مع الإمام عليّعليه‌السلام ناشئا عن بغضها له وينبئ عن عدائها لهعليه‌السلام ؟ وقد بيّن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما ذكرنا أن بغض عليّ بن أبي طالب وعداؤه كفر ونفاق.

فلا أدرى بما ذا وكيف تفسّرون خروج عائشة على الامام عليّعليه‌السلام ؟؟ وبما ذا تعذّرونها في القتال والحرب. مع وجود هذه الأخبار المعتبرة؟!

فكّروا في هذا الأمر وانظروا بغضّ النظر عن الحب والبغض والرضا والسخط ، بل انظروا نظر تحقيق وانصاف! وأظهروا رأيكم بعيدين عن التعصب والاختلاف. وقبل أن تبدوا رأيكم اسمحوا لي أن أنقل لكم حديثا روته أم المؤمنين عائشة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتذكّرته الآن ، وهو كما في كتاب مودّة القربى للعلاّمة الهمداني الشافعي / المودة الثالثة / قالت : قال رسول الله (ص) «إنّ الله قد عهد إليّ من خرج على عليّ فهو كافر في النار». قيل : لم خرجت عليه؟!

قالت : قد نسيت هذا الحديث يوم الجمل حتى ذكرته بالبصرة ، وأنا استغفر الله!!

الشيخ عبد السلام : إنّني أتعجّب من اعتراضك على أم المؤمنين عائشة بعد ما علمت أنّها كانت ناسية لكلام النبي (ص) وحديثه ، ولمّا تذكّرت استغفرت ربّها ، والله خير الغافرين.

قلت : يمكن أن نقول بأنّها يوم الجمل نسيت هذا الحديث ، ولكنكم تعلمون أنّها من حين تحركها من مكة وخروجها على أمير المؤمنين نصحتها سائر زوجات رسول الله (ص) ومنعنها من الخروج ، وذكّرنها بفضائل الإمام عليعليه‌السلام ، وما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حقه بأنّ

٨٦٠

861

862

863

864

865

866

867

868

869

870

871

872

873

874

875

876

877

878

879

880

881

882

883

884

885

886

887

888

889

890

891

892

893

894

895

896

897

898

899

900

901

902

903

904

905

906

907

908

909

910

911

912

913

914

915

916

917

918

919

920

921

922

923

924

925

926

927

928

929

930

931

932

933

934

935

936

937

938

939

940

941

942

943

944

945

946

947

948

949

950

951

952

953

954

955

956

957

958

959

960

961

962

963

964

965

966

967

968

969

970

971

972

973

974

975

976

977

978

979

980

981

982

983

984

985

986

987

988

989

990

991

992

993

994

995

996

997

998

999

1000

1001

1002

1003

1004

1005

1006

1007

1008

1009

1010

1011

1012

1013

1014

1015

1016

1017

1018

1019

1020

1021

1022

1023

1024

1025

1026

1027

1028

1029

1030

1031

1032

1033

1034

1035

1036

1037

1038

1039

1040

1041

1042

1043

1044

1045

1046

1047

1048

1049

1050

1051

1052

1053

1054

1055

1056

1057

1058

1059

1060

1061

1062

1063

1064

1065

1066

1067

1068

1069

1070

1071

1072

1073

1074

1075

1076

1077

1078

1079

1080

1081

1082

1083

1084

1085

1086

1087

1088

1089

1090

1091

1092

1093

1094

1095

1096

1097

1098

1099

1100

1101

1102

1103

1104

1105

1106

1107

1108

1109

1110

1111

1112

1113

1114

1115

1116

1117

1118

1119

1120

1121

1122

1123

1124

1125

1126

1127

1128

1129

1130

1131

1132

1133

1134

1135

1136

1137

1138

1139

1140

1141

1142

1143

1144

1145

1146

1147

1148

1149

1150

1151

1152

1153

1154

1155

1156

1157

1158

1159

1160

1161

1162

1163

1164

1165

1166

1167

1168

1169

1170

1171

1172

1173

1174

1175

1176

1177

1178

1179

1180

1181

1182

1183

1184

1185

1186

1187

1188

1189

1190

1191

1192

1193

1194

1195

1196

1197

1198

1199

1200

1201

1202

1203

1204

1205