ليالي بيشاور

ليالي بيشاور4%

ليالي بيشاور مؤلف:
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 1205

ليالي بيشاور
  • البداية
  • السابق
  • 1205 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 252250 / تحميل: 4419
الحجم الحجم الحجم
ليالي بيشاور

ليالي بيشاور

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

مَسَاجِدِكُمْ ، وَصَلُّوا مَعَ أَئِمَّتِكُمْ؟ ».(١)

٥٢٤٥/ ٦. حَمَّادٌ(٢) ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ وَالْفُضَيْلِ ، قَالَا :

قُلْنَا لَهُ : الصَّلَوَاتُ(٣) فِي جَمَاعَةٍ فَرِيضَةٌ هِيَ؟

فَقَالَ : « الصَّلَوَاتُ(٤) فَرِيضَةٌ ، وَلَيْسَ الِاجْتِمَاعُ بِمَفْرُوضٍ فِي الصَّلَوَاتِ(٥) كُلِّهَا ، وَلكِنَّهَا سُنَّةٌ ؛ وَمَنْ(٦) تَرَكَهَا رَغْبَةً عَنْهَا ، وَعَنْ جَمَاعَةِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ ، فَلَا صَلَاةَ لَهُ(٧) ».(٨)

٥٢٤٦/ ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنِ‌

____________________

(١).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٤ ، ح ٨٤ ، معلّقاً عن الكليني.المحاسن ، ص ٨٤ ، كتاب عقاب الأعمال ، ذيل ح ٢١ ، مرسلاً عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « من سمع النداء من جيران المسجد فلم يجب فلا صلاة له». راجع : الجعفريّات ، ص ٤٢ ؛والأمالي للصدوق ، ص ٥٠١ ، المجلس ٧٥ ، ح ١٧ ؛والتهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٦٢ ، ح ٧٤٠الوافي ، ج ٨ ، ص ١١٦٧ ، ح ٧٩٥٣ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٠٠ ، ح ١٠٧٢١ ؛فيه ، ص ٢٩١ ، ح ١٠٦٩٤ ، تمام الرواية هكذا : « من سمع النداء فلم يجبه من غير علّة ، فلا صلاة له ».

(٢). السند معلّق على سابقه ، فينسجب إليه الطريقان المتقدّمان إلى حمّاد بن عيسى.

(٣). في الوافي والتهذيب : « الصلاة ».

(٤). في « بح » والوافي : « الصلاة ».

(٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والتهذيب. وفي المطبوع والوافي : « الصلاة ».

(٦). في الوافي والتهذيب : « مَن » بدون الواو.

(٧). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : صلاة له ، أي كاملة ، أو صحيحة إذا كان منكراً لفضلها ».

(٨).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٤ ، ح ٨٣ ، معلّقاً عن حمّاد.الأمالي للصدوق ، ص ٤٨٥ ، المجلس ٧٣ ، ذيل ح ١٣ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن زرارة بن أعين ، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام .ثواب الأعمال ، ص ٢٧٧ ، ذيل ح ٤ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز وفضيل ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفيهما من قوله : « ومن تركها رغبة عنها » مع اختلاف يسير.المحاسن ، ص ٨٤ ، كتاب عقاب الأعمال ، ضمن ح ٢١ ، مرسلاً عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، من قوله : « من ترك الجماعة رغبة عنها » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١١٦٥ ، ح ٧٩٤٨ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٨٥ ، ذيل ح ١٠٦٧٦.

٣٢١

الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ(١) : « لِيَكُنِ الَّذِينَ يَلُونَ الْإِمَامَ(٢) أُولِي الْأَحْلَامِ(٣) مِنْكُمْ وَالنُّهى(٤) ، فَإِنْ نَسِيَ الْإِمَامُ أَوْ تَعَايَا(٥) ، قَوَّمُوهُ ؛ وَأَفْضَلُ الصُّفُوفِ أَوَّلُهَا ، وَأَفْضَلُ أَوَّلِهَا مَا دَنَا مِنَ الْإِمَامِ ، وَفَضْلُ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ عَلى صَلَاةِ الرَّجُلِ فَذّاً(٦) خَمْسٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ ».(٧)

____________________

(١). في الوسائل ، ح ١٠٧٣٨ والتهذيب : - « قال ».

(٢). في الوافي والوسائل ، ح ١٠٧٣٨ : + « منكم » وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : الذين يلون الإمام ، أي يقربون منه ».

(٣). فيالوسائل ، ح ١٠٧٣٨ : « اُولو الأحلام ». والأحلام : واحدها الحِلْم ، وهو العقل ، وكأنّه من الحلْم بمعنى الأناة والتثبّت في الاُمور ، وذلك من شعار العقلاء. اُنظر :النهاية ، ج ١ ، ص ٤٣٤ ( حلم ).

(٤). في الفقيه وفقه الرضا : « والتقى ». و « النُهى » : هي العقول والألباب ، واحدتها : نُهْيَة بالضمّ ؛ سمّيت بذلك ؛ لأنّها تنهى صاحبها عن القبيح. انظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥١٧ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ١٣٩ ( نهى ). وفيمرآة العقول : « وقد روي مثله في طريق العامّة ، وقال المازني : هو من عطف الشى‌ء على نفسه مع اختلاف اللفظ للتأكيد. وقيل : اُولوا الأحلام : البالغون ، وهو عطف المغاير ، فيكون الأحلام جمع الحلم بالضمّ : وهو ما يراه النائم».

(٥). « تعايا » ، من العِيِّ ، وهو العجز وعدم الاهتداء لوجه المراد ، أو منه بمعنى الجهل وعدم البيان. وقال العلّامة المجلسي : « قولهعليه‌السلام : أو تعايا ، أي شكّ أو نسي آية ، أو الأعمّ فيكون المراد بالنسيان أوّلاً الشكّ ». وقال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « قوله : تعايا قوّموه ، أي إذا لم يستطع ، أو نسي بعض كلمات القرآن في القراءة ذكّروه». اُنظر :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١١١ ؛ ( عيي ).

(٦). في « بث » وحاشية « بح ، بس » والوسائل ، ح ١٠٦٧٩ : « فرداً ». وفي « جن » : + « فرد ». وفي حاشية « ظ » : « الفذّ : الفرد فرداً ». وفيالخصال : « وحده ». و « فَذّاً » ، أي فرداً ومنفرداً واحداً ، وقد فذّ الرجل عن أصحابه ، إذا شذّ عنهم وبقي فرداً » : اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٦٨ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٢٢ ( فذذ ).

(٧).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٦٥ ، ح ٧٥١ ، معلّقاً عن الحسين بن محمّد.ثواب الأعمال ، ص ٥٩ ، ح ١ ، بسند آخر =

٣٢٢

٥٢٤٧/ ٨. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ بِإِسْنَادِهِ ، قَالَ :

قَالَ : « فَضْلُ مَيَامِنِ الصُّفُوفِ عَلى مَيَاسِرِهَا كَفَضْلِ(١) الْجَمَاعَةِ عَلى صَلَاةِ الْفَرْدِ ».(٢)

٥٢٤٨/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « يُحْسَبُ لَكَ - إِذَا دَخَلْتَ مَعَهُمْ وَإِنْ لَمْ تَقْتَدِ بِهِمْ - مِثْلُ مَا يُحْسَبُ لَكَ إِذَا كُنْتَ مَعَ مَنْ تَقْتَدِي(٣) بِهِ(٤) ».(٥)

٥٠ - بَابُ الصَّلَاةِ خَلْفَ مَنْ لَايُقْتَدى بِهِ‌

٥٢٤٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

____________________

= عن أبي عبداللهعليه‌السلام .عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٢٣ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام ، وفيهما من قوله : « وفضل صلاة الجماعة » مع اختلاف.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ١٤٣.الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٧٧ ، ذيل ح ١٠٩٩ ، إلى قوله : « أفضل أوّلها ما دنا من الإمام ».الخصال ، ص ٥٢١ ، أبواب العشرين ، ذيل ح ١٠ ، مرسلاً عن رسالة أبيه ، من قوله : « وفضل صلاة الجماعة » وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١١٨٧ ، ح ٧٩٥٣ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٠٥ ، ح ١٠٧٣٨ ، إلى قوله : « فإن نسي الإمام أو تعايا قَوّموه » ؛ وفيه ، ص ٢٨٦ ، ح ١٠٦٧٩ ، من قوله : « فضل صلاة الجماعة ».

(١). في « بح » : + « صلاة ».

(٢).الوافي ، ج ٨ ، ص ١١٨٧ ، ح ٧٠١١ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٠٧ ، ح ١٠٧٤٢.

(٣). في « بث ، بخ » : « يقتدى ».

(٤). فيمرآة العقول : « الحديث بالباب التالي أنسب ».

(٥).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٦٥ ، ح ٧٥٢ ، معلّقاً عن محمّد بن إسماعيل.الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٨٣ ، ح ١١٢٦ ، معلّقاً عن حفص بن البختري ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢١٧ ، ح ٨٠٨٦ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٩٩ ، ذيل ح ١٠٧١٩.

٣٢٣

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَكُونُ مَعَ الْإِمَامِ ، فَأَفْرُغُ مِنَ الْقِرَاءَةِ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ؟

قَالَ : « أَبْقِ(١) آيَةً ، وَمَجِّدِ اللهَ ، وَأَثْنِ عَلَيْهِ ، فَإِذَا فَرَغَ فَاقْرَأِ الْآيَةَ ، وَارْكَعْ ».(٢)

٥٢٥٠/ ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ(٣) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ(٤) بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنِ الصَّلَاةِ خَلْفَ الْمُخَالِفِينَ؟

فَقَالَ : « مَا هُمْ عِنْدِي إِلَّا بِمَنْزِلَةِ الْجُدُرِ(٥) ».(٦)

٥٢٥١/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَمَّنْ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : أُصَلِّي خَلْفَ مَنْ لَا أَقْتَدِي بِهِ ، فَإِذَا فَرَغْتُ مِنْ قِرَاءَتِي وَلَمْ يَفْرُغْ هُوَ؟

____________________

(١). في الوافي والتهذيب : « فأمسك ». وفي المحاسن : « أمسك ».

(٢).المحاسن ، ص ٣٢٦ ، كتاب العلل ، ح ٧٣ ؛والتهذيب ، ج ٣ ، ص ٣٨ ، ح ١٣٥ ، بسندهما عن ابن بكير ، وفي الأخير مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢١١ ، ح ٨٠٧٣ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٧٠ ، ح ١٠٩٢٨.

(٣). في « بس » : + « بن محمّد ».

(٤). في الوسائل ، ح ١٠٧٤٩ : « عبيدالله » وهوسهو. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٢٦ ، الرقم ٥٩٥ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٢٩٣ ، الرقم ٤٣٩.

(٥). في « بخ » : « الجدار ». و « الجُدُر » : جمع الجدار ، قال العلّامة المجلسي : « أي لا يعتدّ بصلاتهم وقراءتهم ولايضرّ قربهم. ويحتمل أن يكون المراد النهي عن الاقتداء بهم ». اُنظر :النهاية ، ج ١ ، ص ٢٤٦ ( جدر ) ؛مرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٢٥٥.

(٦).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٦٦ ، ح ٧٥٤ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن عبدالله بن محمّد الحجّال ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢١٤ ، ح ٨٠٨٠ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٠٩ ، ح ١٠٧٤٩ ؛ وص ٣٦٦ ، ح ١٠٩٢٠.

٣٢٤

قَالَ : « فَسَبِّحْ حَتّى يَفْرُغَ ».(١)

٥٢٥٢/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ(٢) ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا صَلَّيْتَ خَلْفَ إِمَامٍ لَاتَقْتَدِي(٣) بِهِ ، فَاقْرَأْ خَلْفَهُ ، سَمِعْتَ قِرَاءَتَهُ ، أَوْ لَمْ تَسْمَعْ ».(٤)

٥٢٥٣/ ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ(٥) عليه‌السلام : إِنَّ مَوَالِيَكَ قَدِ اخْتَلَفُوا(٦) ، فَأُصَلِّي خَلْفَهُمْ جَمِيعاً(٧) ؟

فَقَالَ : « لَا تُصَلِّ إِلَّا خَلْفَ مَنْ تَثِقُ(٨) بِدِينِهِ(٩) » ثُمَّ قَالَ : « وَلِي مَوَالٍ(١٠) ؟ » ‌

____________________

(١).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٣٨ ، ح ١٣٤ ، بسند آخر ، مع اختلافالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢١٠ ، ح ٨٠٧١ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٧٠ ، ح ١٠٩٢٩.

(٢). في « بخ » : - « بن عثمان ».

(٣). في « ى ، بث ، بخ ، بس » والوافي والتهذيب والاستبصار : « لا يُقتدى ».

(٤).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٣٥ ، ح ١٢٥ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٢٩ ، ح ١٦٥٨ ، معلّقاً عن الكليني. فقه الرضاعليه‌السلام ، ص ١٢٤ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢٠٧ ، ح ٨٠٦٠ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٦٦ ، ح ١٠٩١٩.

(٥). في حاشية « بث » : + « الثاني ».

(٦). فيالوافي : « اختلفوا ؛ يعني في المسائل الدينيّة ».

(٧). في « ى » : - « جميعاً ».

(٨). في « بث » : « يثق ».

(٩). في الوافي والتهذيب : + « وأمانته ».

(١٠). في الوافي : « موالي ». وقال العلّامة الفيض : « قوله : ولي موالٍ؟ استفهام ، وكلمة « لا » إنكار لذلك ، وقوله : يأمرك ، استفهام مستأنف. ولعلّ المقام كان مقام تقيّة والسائل كان غافلاً عن ذلك ». ونقل العلّامة المجلسي عن العلّامة الكشّي روايتين في مدح عليّ بن حديد ، ثمّ قال : فيظهر ممّا نقلنا أنّ قولهعليه‌السلام : لا ، =

٣٢٥

فَقُلْتُ(١) : أَصْحَابٌ ، فَقَالَ - مُبَادِراً قَبْلَ أَنْ أَسْتَتِمَّ ذِكْرَهُمْ - : « لَا ، يَأْمُرُكَ عَلِيُّ بْنُ حَدِيدٍ بِهذَا؟ - أَوْ هذَا مِمَّا يَأْمُرُكَ بِهِ عَلِيُّ بْنُ حَدِيدٍ؟ - » فَقُلْتُ(٢) : نَعَمْ(٣) (٤)

٥٢٥٤/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : إِنَّ أُنَاساً رَوَوْا عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَواتُ اللهِ عَلَيهِ - أَنَّهُ صَلّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْجُمُعَةِ لَمْ يَفْصِلْ بَيْنَهُنَّ بِتَسْلِيمٍ.

فَقَالَ : « يَا زُرَارَةُ ، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام صَلّى خَلْفَ فَاسِقٍ ، فَلَمَّا سَلَّمَ وَانْصَرَفَ ، قَامَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - فَصَلّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ لَمْ يَفْصِلْ بَيْنَهُنَّ بِتَسْلِيمٍ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ إِلى جَنْبِهِ : يَا أَبَا الْحَسَنِ ، صَلَّيْتَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ لَمْ تَفْصِلْ بَيْنَهُنَّ(٥) ؟ فَقَالَ : إِنَّهَا أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ مُشَبَّهَاتٍ(٦) ،

____________________

= نهي عن تسمية الأصحاب وتفصيل ذكرهم ؛ فإنّ قولهعليه‌السلام : لي موالٍ ، أي لي موالٍ صلحاء مخصوصون فلم لا تصلّي خلفهم؟ فأراد أن يقول : أصحاب هشام أو أصحاب يونس منهم فأجابهعليه‌السلام قبل إتمام الكلام ونهاه عن ذكرهم مفصّلاً ، ثمّ قال : يأمرك عليّ بن حديد ، أي سل عليّ بن حديد يأمرك بما يجب عليك العمل به. وقوله : أو هذا ، ترديد من الراوي ».

(١). في « ظ ، بخ » : « قلت ».

(٢). في « ظ ، بث ، بخ ، بس ، جن » وحاشية « بح » والوافي : « فقال ».

(٣). فيمرآة العقول : « قوله : فقلت : نعم ، في أكثر النسخ فقال : نعم ، أي أبو عليّ ، لا الإمامعليه‌السلام ، أو سقط من البين : قلت : آخذ بقوله؟ ».

(٤).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٦٦ ، ح ٧٥٥ ، معلّقاً عن سهل بن زياد ، إلى قوله : « خلف من تثق بدينه ».رجال الكشّي ، ص ٤٩٦ ، ح ٩٥١ ، بسند آخر عن أبي الحسنعليه‌السلام ، مع اختلافالوافي ، ج ٨ ، ص ١١٨٢ ، ح ٨٠٠٢ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٠٩ ، ح ١٠٧٥٠ ، إلى قوله : « خلف من تثق بدينه » ؛ فيه ، ص ٣١٥ ، ح ١٠٧٧١ ، تمام الرواية هكذا : « قال : لاتصلّ إلّاخلف من تثق بدينه ».

(٥). في « ى ، بح ، بخ ، جن » والوافي والتهذيب : + « بتسليم ».

(٦). في الوافي : « مشتبهات ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : مشبّهات ، بفتح الباء ، أي مشتبهات لايعرف ماهنّ ، أو بكسر الباء ، أي يوقع الناس في الشبهة في عدالة الإمام ».

٣٢٦

وَسَكَتَ(١) ، فَوَ اللهِ(٢) مَا عَقَلَ مَا قَالَ لَهُ ».(٣)

٥٢٥٥/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّا نُصَلِّي مَعَ هؤُلَاءِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُمْ يُصَلُّونَ فِي الْوَقْتِ ، فَكَيْفَ نَصْنَعُ؟

فَقَالَ : « صَلُّوا مَعَهُمْ » فَخَرَجَ حُمْرَانُ إِلى زُرَارَةَ ، فَقَالَ لَهُ : قَدْ أُمِرْنَا أَنْ نُصَلِّيَ مَعَهُمْ بِصَلَاتِهِمْ؟ فَقَالَ زُرَارَةُ : مَا يَكُونُ هذَا إِلَّا بِتَأْوِيلٍ ، فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ : قُمْ حَتّى تَسْمَعَ(٤) مِنْهُ.

قَالَ : فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ زُرَارَةُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ(٥) ، إِنَّ(٦) حُمْرَانَ زَعَمَ(٧) أَنَّكَ أَمَرْتَنَا أَنْ نُصَلِّيَ مَعَهُمْ ، فَأَنْكَرْتُ ذلِكَ؟

فَقَالَ لَنَا(٨) : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ(٩) صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا يُصَلِّي مَعَهُمُ الرَّكْعَتَيْنِ ، فَإِذَا فَرَغُوا قَامَ ، فَأَضَافَ إِلَيْهَا(١٠) رَكْعَتَيْنِ ».(١١)

____________________

(١). في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » والوافي والوسائل والتهذيب : « فسكت ».

(٢). في « بث ، بس » : « فقال : والله » بدل « فوالله ».

(٣).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٦٦ ، ح ٧٥٦ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيمالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢١٦ ، ح ٨٠٨٤ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٣٥٠ ، ح ٩٥٥٠.

(٤). في « ظ ، بث » والوسائل : « نسمع ».

(٥). فيالوسائل : - « جعلت فداك ».

(٦). في « بح » : - « إنّ ».

(٧). فيالوسائل : « أخبرنا عنك » بدل « زعم ».

(٨). في « بح ، بخ » : « إنّما ».

(٩). في « بث ، بخ ، جن » : + « بن علي ».

(١٠). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : « إليهما ».

(١١).الوافي ، ج ٨ ، ص ١٢١٥ ، ح ٨٠٨٢ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٣٥١ ، ح ٩٥٥١.

٣٢٧

٥١ - بَابُ مَنْ تُكْرَهُ (١) الصَّلَاةُ خَلْفَهُ وَالْعَبْدِ يَؤُمُّ الْقَوْمَ وَمَنْ أَحَقُّ أَنْ يُؤَمَّ‌

٥٢٥٦/ ١. جَمَاعَةٌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « خَمْسَةٌ لَايَؤُمُّونَ النَّاسَ عَلى كُلِّ حَالٍ : الْمَجْذُومُ ، وَالْأَبْرَصُ ، وَالْمَجْنُونُ(٢) ، وَوَلَدُ الزِّنى ، وَالْأَعْرَابِيُّ(٣) ».(٤)

٥٢٥٧/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٥) ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : لَايَؤُمُّ الْمُقَيَّدُ الْمُطْلَقِينَ ، وَلَايَؤُمُّ(٦) صَاحِبُ الْفَالِجِ الْأَصِحَّاءَ ، وَلَاصَاحِبُ التَّيَمُّمِ الْمُتَوَضِّينَ ، وَلَايَؤُمُّ الْأَعْمى فِي الصَّحْرَاءِ إِلَّا أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ ».(٧)

____________________

(١). في « ى ، بح ، بس ، جن » : « يكره ».

(٢). في « ى » : « والمجدوم ». وفي الفقيه : « والمحدود ».

(٣). في الفقيه : + « حتّى يهاجر ». و « الأعرابي » نسبة إلى الأعراب ؛ لأنّه لا واحد له ، وهم سكّان البادية من العرب الذين لايقيمون في الأمصار ولا يدخلونها إلّالحاجة. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٧٨ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٠٣ ( عرب ).

(٤).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٦ ، ح ٩٢ ، معلّقاً عن الكليني ؛الاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٢٢ ، ح ١٦٢٦ ، بسنده عن الكليني.الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ، ح ١١٠٤ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١١٧٥ ، ح ٧٩٧٤ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٢١ ، ح ١٠٧٨٣ ؛ وص ٣٢٥ ، ح ١٠٧٩٦.

(٥). في « ى ، بخ ، جن » والوافي والتهذيب ، ص ٢٧ : + « عن أبيه ».

(٦). في الوسائل والتهذيب : ص ٢٧ : - « يؤمّ ».

(٧).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٧ ، ح ٩٤ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ص ١٦٦ ، ح ٣٦٢ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٢٤ ، ح ١٦٣٥ ، بسندهما عن ابن المغيرة ، عن السكونيّ ، عن جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام ، وتمام الرواية هكذا : « لا يؤمّ صاحب التيمّم المتوضّئين ولا يؤمّ صاحب الفالج الأصحّاء ».الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٧٩ ، ح ١١٠٧ ، مرسلاً عن =

٣٢٨

٥٢٥٨/ ٣. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ : فِي رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : كُنْتُ إِمَامَكَ ، وَقَالَ الْآخَرُ : أَنَا(١) كُنْتُ(٢) إِمَامَكَ؟ فَقَالَ(٣) : « صَلَاتُهُمَا تَامَّةٌ ».

قُلْتُ : فَإِنْ قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا : كُنْتُ أَئْتَمُّ بِكَ؟

قَالَ(٤) : « صَلَاتُهُمَا(٥) فَاسِدَةٌ وَلْيَسْتَأْنِفَا(٦) »(٧) .

٥٢٥٩/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : الصَّلَاةُ خَلْفَ الْعَبْدِ؟

فَقَالَ : « لَا بَأْسَ بِهِ إِذَا كَانَ فَقِيهاً ، وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَفْقَهُ مِنْهُ ».

قَالَ : قُلْتُ : أُصَلِّي خَلْفَ الْأَعْمى؟

قَالَ : « نَعَمْ ، إِذَا كَانَ لَهُ مَنْ يُسَدِّدُهُ ، وَكَانَ أَفْضَلَهُمْ ».

قَالَ : « وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : لَايُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُمْ خَلْفَ الْمَجْذُومِ ، وَالْأَبْرَصِ ،

____________________

= الصادقعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، إلى قوله : « الفالج الأصحّاء »الوافي ، ج ٨ ، ص ١١٧٦ ، ح ٧٩٧٨ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٤٠ ، ح ١٠٨٤٥ ، إلى قوله : « صاحب التيمّم المتوضّئين ».

(١). في « ى ، بخ » : - « أنا ».

(٢). في « بث »والتهذيب : « كنت أنا ».

(٣). الضمير المستتر راجع إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام والمراد من « بهذا الإسناد » هو السند المذكور إليهعليه‌السلام في الرقم السابق.

(٤). في الوافي : « فقال ».

(٥). في الفقيه والتهذيب : « فصلاتهما ».

(٦). فيالوافي : « وذلك لأنّ كلّ واحد منهما قد وكّل إلى صاحبه القيام بشرائط الصلاة في الصورة الأخيرة دون الاُولى ». وفيمرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٢٥٩ : « الحكمان مشهوران بين الأصحاب ، وفي تحقّق الفرضين إشكال ؛ لتوقّف ركوع كلّ منهما على ركوع الآخر ».

(٧).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٥٤ ، ح ١٨٦ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٨٢ ، ح ١١٢٢ ، مرسلاً عن عليّعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢٧٧ ، ح ٨٢٣٨ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٥٢ ، ح ١٠٨٧٩.

٣٢٩

وَالْمَجْنُونِ ، وَالْمَحْدُودِ ، وَ وَلَدِ الزِّنى ؛ وَالْأَعْرَابِيُّ لَايَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ ».(١)

٥٢٦٠/ ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ(٢) ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْقَوْمِ مِنْ أَصْحَابِنَا يَجْتَمِعُونَ ، فَتَحْضُرُ الصَّلَاةُ ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : تَقَدَّمْ يَا فُلَانُ؟

فَقَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَالَ : يَتَقَدَّمُ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِلْقُرْآنِ ؛ فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً ، فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً ؛ فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً ، فَأَكْبَرُهُمْ سِنّاً ؛ فَإِنْ كَانُوا فِي السِّنِّ سَوَاءً ، فَلْيَؤُمَّهُمْ أَعْلَمُهُمْ(٣) بِالسُّنَّةِ ، وَأَفْقَهُهُمْ فِي الدِّينِ ؛ وَلَايَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمُ الرَّجُلَ فِي مَنْزِلِهِ ، وَلَاصَاحِبَ السُّلْطَانِ(٤) فِي سُلْطَانِهِ ».(٥)

٥٢٦١/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ(٦) ، عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ:

____________________

(١).الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ، ح ١١٠٥ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١١٧٥ ، ح ٧٩٧٧. وفيالوسائل ، ج ٤ ، ص ٣١٠ ، ح ٥٢٣٣ ؛ وج ٨ ، ص ٣٢١ ، ح ١٠٧٨٤ ؛ وص ٣٢٥ ، ح ١٠٧٩٧ ؛ وص ٣٣٩ ، ح ١٠٨٤٢ ، قطعة منه.

(٢). في « ظ » : + « الحذّا ».

(٣). في حاشية « بث » : « أعملهم ».

(٤). في « ظ ، ى ، بخ ، جن » والوافي والوسائل والتهذيب والعلل : « سلطان ».

(٥).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٣١ ، ح ١١٣ ، معلّقاً عن الكليني.علل الشرائع ، ص ٣٢٦ ، ح ٢ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٧٧ ، ذيل ح ١٠٩٩ ، مع تقدّم وتأخّر في فقراته ، وفي الأخيرين من قوله : « يتقدّم القوم أقرؤهم للقرآن »الوافي ، ج ٨ ، ص ١١٧٣ ، ح ٧٩٧٠ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٥١ ، ح ١٠٨٧٧.

(٦). في « بس » : - « بن المغيرة ».

٣٣٠

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا بَأْسَ بِالْغُلَامِ الَّذِي لَمْ يَبْلُغِ الْحُلُمَ(١) أَنْ يَؤُمَّ الْقَوْمَ ، وَأَنْ يُؤَذِّنَ ».(٢)

٥٢ - بَابُ الرَّجُلِ يَؤُمُّ النِّسَاءَ وَالْمَرْأَةِ تَؤُمُّ النِّسَاءَ‌

٥٢٦٢/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ(٣) بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الرَّجُلِ : يَؤُمُّ الْمَرْأَةَ فِي بَيْتِهِ؟

فَقَالَ : « نَعَمْ ، تَقُومُ وَرَاءَهُ ».(٤)

٥٢٦٣/ ٢. جَمَاعَةٌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْمَرْأَةِ تَؤُمُّ النِّسَاءَ؟

فَقَالَ : « إِذَا كُنَّ جَمِيعاً أَمَّتْهُنَّ فِي النَّافِلَةِ(٥) ، فَأَمَّا(٦) الْمَكْتُوبَةُ ، فَلَا ، وَلَاتَقَدَّمْهُنَّ(٧) ،

____________________

(١). « الحلُم » - بالضمّ وبضمّتين - : الرؤيا ، والجمع : أحلام. والحُلْم ، - بالضمّ - : الجماع في النوم ، والاسم : الحُلُم ، كعنق. وعليهما فهو كناية عن البلوغ. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٤٥ ( حلم ).

(٢).الوافي ، ج ٨ ، ص ١١٧٩ ، ح ٧٩٩١ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٤٤١ ، ح ٧٠٣٤ ؛ وج ٨ ، ص ٣٢١ ، ح ١٠٧٨٥.

(٣). في « جن » : - « محمّد ».

(٤).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٦٧ ، ح ٧٥٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.الاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٢٦ ، ح ١٦٤٥ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخرهالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢٢١ ، ح ٨٠٩٧ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٣٣ ، ح ١٠٨٢٣.

(٥). فيمرآة العقول : « حملت النافلة الواردة في الخبر على النوافل التي يصحّ الاقتداء فيها ، ويمكن أن يكون ‌المراد الصلاة التي تكون مستحبّة ، لا الصلاة التي يكون الاجتماع فيها مفروضاً كالجمعة ».

(٦). في « ى ، بس »والتهذيب ، ح ٧٦٨والاستبصار ، ح ١٦٤٦ : « وأمّا ».

(٧). في « ظ ، بس » والوافي والفقيه والتهذيب ح ٧٦٨والاستبصار ، ح ١٦٤٦ : « ولا تتقدّمهنّ ».

٣٣١

وَلكِنْ تَقُومُ وَسَطاً(١) مِنْهُنَّ(٢) ».(٣)

٥٢٦٤/ ٣. أَحْمَدُ(٤) ، عَنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ فَضَالَةَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي الرَّجُلِ يَؤُمُّ النِّسَاءَ لَيْسَ(٥) مَعَهُنَّ رَجُلٌ فِي الْفَرِيضَةِ ، قَالَ : « نَعَمْ ، وَإِنْ كَانَ مَعَهُ صَبِيٌّ(٦) ، فَلْيَقُمْ إِلى جَانِبِهِ ».(٧)

____________________

(١). قال الشهيدقدس‌سره في تمهيد القواعد ، ص ٣٨٦ : « فائدة : الوسط ، بسكون السين : ظرف مكان ، فيقول : زيد وسط الدار ، وأمّا مفتوحها فهو اسم ، يقول : طعنت ، أو ضربت وسطه ، والكوفيّون لايفرّقون بينهما ويجعلونهما ظرفين ، وفرّق ثعلب وغيره فقالوا : ما كانت أجزاؤه ينفصل بعضها من بعض ، كالقوم قلت فيه : وسط ، بالسكون ، وما كان لاينفصل ، كالدار فهو بالفتح ». وراجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٦٨ ؛لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٤٢٦ ( وسط ).

(٢). فيالاستبصار ، ح ١٦٤٦ : « بينهنّ ». وفيالوافي : « منهنّ ( بينهنّ - خ ل ) ».

(٣).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٦٩ ، ح ٧٦٨ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ؛الاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٢٦ ، ح ١٦٤٦ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد. وفي الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٩٦ ، ح ١١٧٧ ؛والتهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٦٨ ، ح ٧٦٥ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. وفيه ، ص ٣١ ، ح ١١٢ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٢٦ ، ح ١٦٤٥ ، بسند آخر ، مع اختلاف. وفيه أيضاً ، ح ١٦٤٤ ؛والتهذيب ، ج ٣ ، ص ٣١ ، ح ١١١ ، بسند آخر ، وتمام الرواية هكذا : « سألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن المرأة تؤمّ النساء ، فقال : لا بأس به »الوافي ، ج ٨ ، ص ١٢٢٤ ، ح ٨١٠٨ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٣٦ ، ذيل ح ١٠٨٣٦.

(٤). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد ، جماعة.

(٥). في « ظ ، بح » : « وليس ».

(٦). فيمرآة العقول : « رجل ».

(٧).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٦٨ ، ح ٧٦٧ ، معلّقاً عن الحسين ، مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٩٤ ، ح ١١٦٨ ، معلّقاً عن إبراهيم بن ميمونالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢٢١ ، ح ٨٠٩٨ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٤٢ ، ح ١٠٨٥٢.

٣٣٢

٥٣ - بَابُ الصَّلَاةِ خَلْفَ مَنْ يُقْتَدى بِهِ وَالْقِرَاءَةِ خَلْفَهُ وَضَمَانِهِ الصَّلَاةَ‌

٥٢٦٥/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الصَّلَاةِ خَلْفَ الْإِمَامِ أَقْرَأُ خَلْفَهُ؟

فَقَالَ : « أَمَّا الصَّلَاةُ الَّتِي لَايُجْهَرُ(١) فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ ، فَإِنَّ ذلِكَ جُعِلَ إِلَيْهِ ، فَلَا تَقْرَأْ(٢) خَلْفَهُ ؛ وَأَمَّا(٣) الصَّلَاةُ(٤) الَّتِي يُجْهَرُ(٥) فِيهَا ، فَإِنَّمَا أُمِرَ(٦) بِالْجَهْرِ لِيُنْصِتَ(٧) مَنْ خَلْفَهُ ؛ فَإِنْ سَمِعْتَ ، فَأَنْصِتْ ؛ وَإِنْ لَمْ تَسْمَعْ ، فَاقْرَأْ ».(٨)

٥٢٦٦/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ(٩) ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

____________________

(١). في « بخ ، جن » والوافي : « لا تجهر ».

(٢). في « بح » : « فلا يقرأ ». وفي العلل : « ولا يقرأ ».

(٣). في الاستبصار : « وقال : أمّا ».

(٤). في التهذيب والاستبصار : - « الصلاة ».

(٥). في « جن » : « تجهر ».

(٦). في التهذيب : « أمرنا ».

(٧). الإنصات : السكوت للاستماع ، والإسكات ، يقال ، أنصت ، أي سكت سكوت مستمع ، وأنصتُّه ، أي أسكتُّه ، فهو لازم ومتعدٍّ ، والمراد هنا الاستماع. اُنظر :النهاية ، ج ٥ ، ص ٦٢ ( نصت ).

(٨).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٣٢ ، ح ١١٤ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٢٧ ، ح ١٦٤٩ ، معلّقاً عن الكليني.علل الشرائع ، ص ٣٢٥ ، ح ١ ، بسنده عن صفوان بن يحيى ، مع اختلاف يسير. مسائل عليّ بن جعفر ، ص ١٢٧ ، مع اختلافالوافي ، ج ٨ ، ص ١١٩٩ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٥٦ ، ح ١٠٨٨٨.

(٩). في التهذيب : - « بن عثمان ».

٣٣٣

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا صَلَّيْتَ خَلْفَ إِمَامٍ تَأْتَمُّ(١) بِهِ ، فَلَا تَقْرَأْ خَلْفَهُ ، سَمِعْتَ قِرَاءَتَهُ أَوْ(٢) لَمْ تَسْمَعْ ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ(٣) صَلَاةً يُجْهَرُ(٤) فِيهَا(٥) وَلَمْ تَسْمَعْ ، فَاقْرَأْ ».(٦)

٥٢٦٧/ ٣. عَلِيٌّ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ(٧) ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « إِذَا كُنْتَ خَلْفَ إِمَامٍ تَأْتَمُّ بِهِ ، فَأَنْصِتْ ، وَسَبِّحْ فِي نَفْسِكَ».(٨)

٥٢٦٨/ ٤. وَعَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ قُتَيْبَةَ(٩) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا كُنْتَ(١٠) خَلْفَ إِمَامٍ تَرْتَضِي(١١) بِهِ فِي صَلَاةٍ يُجْهَرُ(١٢)

____________________

(١). في « بح » : « يأتمّ ».

(٢). في « ظ ، بس » : « أم ».

(٣). في « ى ، بث ، بح ، جن » : « أن يكون ».

(٤). في « ظ » : « تجهر ». وفي « بث » : « لم يجهر ».

(٥). في حاشية « بث » : + « القراءة ». وفي الفقيه : + « بالقراءة ».

(٦).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٣٢ ، ح ١١٥ ، معلّقاً عن الكليني.الاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٢٩ ، ذيل ح ١٦٥٥ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.وفيه ، صدر ح ١٦٥٥ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، إلى قوله : « سمعت قراءته أو لم تسمع ».الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٩١ ، ح ١١٥٧ ، معلّقاً عن الحلبيّالوافي ، ج ٨ ، ص ١٩٩٩ ، ح ٨٠٤٣ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٥٥ ، ذيل ح ١٠٨٨٤.

(٧). فيالتهذيب والاستبصار : + « بن عيسى ».

(٨).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٣٢ ، ح ١١٦ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٢٨ ، ح ١٦٥١ ، معلّقاً عن الكليني.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٤٤ ، ذيل ح ١٣٤ ، عن زرارة ، عن أحدهماعليهما‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢٠٠ ، ح ٨٠٤٦ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٥٧ ، ح ١٠٨٨٩ ؛ وص ٣٦١ ، ح ١٠٩٠٣.

(٩). في « ظ » : + « الأعشى ».

(١٠). فيالاستبصار : + « صلّيت ».

(١١). في « بخ » : « ترضى ».

(١٢). في « بث ، بخ ، جن »والاستبصار : « تجهر ».

٣٣٤

فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ ، فَلَمْ تَسْمَعْ قِرَاءَتَهُ ، فَاقْرَأْ أَنْتَ لِنَفْسِكَ ؛ وَإِنْ كُنْتَ(١) تَسْمَعُ الْهَمْهَمَةَ ، فَلَا تَقْرَأْ».(٢)

٥٢٦٩/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ جَمِيلٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَحَدَهُمَاعليهما‌السلام عَنِ الْإِمَامِ : يَضْمَنُ صَلَاةَ الْقَوْمِ؟ قَالَ : « لَا(٣) ».(٤)

٥٢٧٠/ ٦. مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَا :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - يَقُولُ : مَنْ قَرَأَ خَلْفَ إِمَامٍ يَأْتَمُّ(٥) بِهِ ، فَمَاتَ ، بُعِثَ عَلى غَيْرِ الْفِطْرَةِ(٦) ».(٧)

____________________

(١). فيالاستبصار : « فإن كنت ».

(٢).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٣٣ ، ح ١١٧ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٢٨ ، ح ١٦٥٢ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢٠٠ ، ح ٨٠٤٧ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٥٧ ، ح ١٠٨٩٠.

(٣). فيمرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٢٦٥ : « لعلّ المراد أنّه لا يضمن سوى القراءة من أفعال الصلاة ولا يتحمّلها عن المأمومين ، أو المراد بفقد شرط ووجود مبطل في صلاة الإمام لا يبطل صلاة المأمومين ؛ لأنّه ليس بضامن لصلاتهم ، كما يظهر من الخبر الآخر المتّفق معه سنداً ».

(٤).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٦٩ ، ح ٧٦٩ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢٥١ ، ح ٨١٧٧ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٥٤ ، ح ١٠٨٨٣.

(٥). فيالوافي : « يأتمّ ( يؤتمّ - خ ل ) ».

(٦). فيمرآة العقول : « محمول على غير الصورة المتقدّمة ، أي عدم السماع في الجهريّة ، أو على خصوص صورة سماع الجهريّة ، ولعلّ الأخير بهذا الوعيد أنسب ، وربّما يحتمل شموله ما إذا وقف خلف صفوف إمام يؤتمّ به فصلّى منفرداً وقرأ للتكبير عن الائتمام به أو رغبة عن الجماعة ».

(٧).المحاسن ، ص ٧٩ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ٣ ، عن أبي محمّد ، عن حمّاد بن عيسى.التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٦٩ ، ح ٧٧٠ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.ثواب الأعمال ، ص ٢٧٤ ، ح ١ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى. الفقيه ،ج١، =

٣٣٥

٥٤ - بَابُ الرَّجُلِ يُصَلِّي بِالْقَوْمِ وَهُوَ عَلى غَيْرِ طُهْرٍ أَوْ لِغَيْرِ (١) الْقِبْلَةِ‌

٥٢٧١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الرَّجُلِ(٢) أَمَّ قَوْماً وَهُوَ عَلى غَيْرِ طُهْرٍ ، فَأَعْلَمَهُمْ بَعْدَ مَا صَلَّوْا؟

فَقَالَ : « يُعِيدُ هُوَ ، وَلَايُعِيدُونَ ».(٣)

٥٢٧٢/ ٢. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي الْأَعْمى يَؤُمُّ الْقَوْمَ وَهُوَ عَلى غَيْرِ الْقِبْلَةِ ، قَالَ : « يُعِيدُ ، وَلَايُعِيدُونَ ؛ فَإِنَّهُمْ قَدْ تَحَرَّوْا(٤) ».(٥)

____________________

= ص ٣٩٠ ، ح ١١٥٦ ، معلّقاً عن زرارة ومحمّد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، مع‌اختلاف‌يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢٠١ ، ح ٨٠٤٨ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٥٦ ، ح ١٠٨٨٧.

(١). فيمرآة العقول : « على غير ».

(٢). في « ى ، بث » والوافي والوسائل : « عن رجل ».

(٣).الوافي ، ج ٨ ، ص ١٢٤٣ ، ح ٨١٥٣ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٧٢ ، ح ١٠٩٣٤.

(٤). قال الجوهري : « التحرّي في الأشياء ونحوها : هو طلب ما هو أحرى بالاستمال في غالب الظنّ ». وقال ابن الأثير : « التحرّي : القصد والاجتهاد في الطلب ، والعزم على تخصيص الشي‌ء بالفعل والقول ». اُنظر : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣١١ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٣٧٦ ( حرا ).

وفيالوافي : « لعلّ تحرّيهم اعتمادهم عليه ، ولو كان الأعمى تحرّى أيضاً كما تحرّوا لم يعد ».

وفيمرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٢٦٦ : « يمكن حمله على ما إذا لم يتحرّ الأعمى. والظاهر اختصاصه بالانحراف دونهم ، وإن احتمل الاشتراك ».

(٥).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٦٩ ، ح ٧٧١ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، =

٣٣٦

٥٢٧٣/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ جَمِيلٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَحَدَهُمَاعليهما‌السلام عَنْ رَجُلٍ صَلّى بِقَوْمٍ رَكْعَتَيْنِ ، فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَلى وُضُوءٍ؟

قَالَ : « يُتِمُّ الْقَوْمُ صَلَاتَهُمْ ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَى الْإِمَامِ ضَمَانٌ(١) ».(٢)

٥٢٧٤/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٣) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْمٍ خَرَجُوا مِنْ خُرَاسَانَ أَوْ بَعْضِ الْجِبَالِ ، وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ رَجُلٌ ، فَلَمَّا صَارُوا إِلَى الْكُوفَةِ ، عَلِمُوا أَنَّهُ يَهُودِيٌّ ، قَالَ : « لَا يُعِيدُونَ ».(٤)

____________________

= ص ١٢٤٣ ، ح ٨١٥٤ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣١٧ ، ح ٥٢٥٧ ؛ وج ٨ ، ص ٣٣٩ ، ح ١٠٨٤٣ ؛ وص ٣٧٥ ، ح ١٠٩٤٥.

(١). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : ليس على الإمام ضمان ؛ إذ لو كان عليه ضمان كانت صلاتهم تابعة لصلاتة فتبطل ببطلانها. وما قيل من أنّ المراد : لا يضمن إتمام صلاتهم ، فلا يخفى ما فيه من البعد ، والمشهور ، عدم الإعادة في ما إذا علم فسق الإمام أو كفره ، أو كونه على غير طهارة بعد الصلاة ، وكذا في الأثناء. ونقل عن المرتضى وابن الجنيد أنّهما أوجبا الإعادة ، وحكى الصدوق في الفقيه عن بعض مشايخه أنّه سمعهم يقولون : ليس عليهم إعادة شي‌ء ممّا جهر فيه ، وعليهم إعادة ما صلّى بهم ممّا لم يجهر فيه ».

(٢).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٦٩ ، ح ٧٧٢ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد. وفي الفقيه ، ج ١ ، ص ٤٠٦ ، ح ١٢٠٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٤٠ ، ح ١٦٩٥ ، معلّقاً عن جميل ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢٤٣ ، ح ٨١٥٥ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٧١ ، ذيل ح ١٠٩٣٣.

(٣). فيالتهذيب : « أصحابنا ».

(٤).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٤٠ ، ح ١٤١ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢٤٤ ، ح ٨١٥٦ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٧٤ ، ح ١٠٩٤١.

٣٣٧

٥٥ - بَابُ الرَّجُلِ يُصَلِّي وَحْدَهُ ثُمَّ يُعِيدُ فِي الْجَمَاعَةِ أَوْ

يُصَلِّي بِقَوْمٍ وَقَدْ كَانَ صَلّى قَبْلَ ذلِكَ‌

٥٢٧٥/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ؛

وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي الرَّجُلِ يُصَلِّي الصَّلَاةَ وَحْدَهُ ، ثُمَّ يَجِدُ جَمَاعَةً ، قَالَ : « يُصَلِّي مَعَهُمْ ، وَيَجْعَلُهَا الْفَرِيضَةَ(١) ».(٢)

٥٢٧٦/ ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ(٣) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أُصَلِّي ، ثُمَّ أَدْخُلُ الْمَسْجِدَ ، فَتُقَامُ(٤) الصَّلَاةُ وَقَدْ صَلَّيْتُ؟

فَقَالَ : « صَلِّ مَعَهُمْ ، يَخْتَارُ اللهُ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ ».(٥)

٥٢٧٧/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ‌

____________________

(١). في الفقيه : + « إن شاء ».

(٢).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٥٠ ، ح ١٧٦ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٨٣ ، ح ١١٣١ ، بسند آخرالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢٤٧ ، ح ٨١٦٦ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٤٠٣ ، ح ١١٠٢٤.

(٣). الخبر رواه الشيخ الطوسي فيالتهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٧٠ ، ح ٧٧٦ ، وسنده هكذا : « سهل بن زياد ، عن محمّد بن الوليد ، عن يعقوب ، عن أبي بصير ، » ولم يذكر « يونس بن » قبل « يعقوب » ، وهو سهو ؛ فقد تكرّرت رواية محمّد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب في الأسناد. وأمّا روايته عمّن يسمّى بيعقوب ، فلم نجده في موضع. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٧ ، ص ٤٦٠ - ٤٦١.

(٤). في « ى ، بث ، بخ ، بس ، جن » : « فيُقامُ ».

(٥).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٧٠ ، ح ٧٧٦ ، معلّقاً عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن الوليد ، عن يعقوب ، عن أبي بصيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢٤٨ ، ح ٨١٦٩ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٤٠٣ ، ذيل ح ١١٠٢٣.

٣٣٨

سَالِمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ دَخَلَ الْمَسْجِدَ ، وَافْتَتَحَ الصَّلَاةَ ، فَبَيْنَا(١) هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي إِذْ(٢) أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ؟

قَالَ : « فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ لْيَسْتَأْنِفِ(٣) الصَّلَاةَ مَعَ الْإِمَامِ ، وَلْتَكُنِ(٤) الرَّكْعَتَانِ تَطَوُّعاً».(٥)

٥٢٧٨/ ٤. جَمَاعَةٌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَقْطِينٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، تَحْضُرُ صَلَاةُ الظُّهْرِ ، فَلَا نَقْدِرُ(٦) أَنْ نَنْزِلَ(٧) فِي الْوَقْتِ حَتّى يَنْزِلُوا(٨) ، وَنَنْزِلَ مَعَهُمْ ، فَنُصَلِّيَ ، ثُمَّ يَقُومُونَ فَيُسْرِعُونَ ، فَنَقُومُ فَنُصَلِّي(٩) الْعَصْرَ ، وَنُرِيهِمْ كَأَنَّا نَرْكَعُ ، ثُمَّ يَنْزِلُونَ لِلْعَصْرِ فَيُقَدِّمُونَّا(١٠) ، فَنُصَلِّي بِهِمْ؟

____________________

(١). في « بث ، بخ » : « فبينما ».

(٢). هكذا في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بس » والوافي والوسائل والتهذيب. وفي « ى ، جن » والمطبوع : « إذا ».

(٣). في « بح » والوسائل والتهذيب : « ثمّ يستأنف ».

(٤). في « ى » : « ولكن ». وفي « بث » : « وليكن ».

(٥).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٧٤ ، ح ٧٩٢ ، بسنده عن هشام بن سالم ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢٤٩ ، ح ٨١٧٢ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٤٠٤ ، ح ١١٠٢٦.

(٦). في « ظ » : « ولا نقدر ».

(٧). في التهذيب : « أن ننظر ».

(٨). فيمرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٢٦٩ : « كأنّ المراد أنّهم لا ينزلون في وقت العصر ، بل يؤخّرونها عن وقت‌ الفضيلة ، فإذا نزلوا للظهر نصلّي العصر بعد الظهر ونريهم أنّا نركع ، أي نصلّى نافلة ، وهذه النافلة مرويّة من طرق المخالفين ؛ حيث روى في المصابيح عن ابن عمر ، قال : صلّيت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الظهر في السفر ركعتين وبعدها ركعتين ، والعصر ركعتين ولا نصلّ بعدها ».

(٩). في الوافي : « ونصلّي ».

(١٠). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : فيقدّمونا ، في بعض النسخ على صيغة المضارع ، فيمكن أن يقرأ بتشديد =

٣٣٩

فَقَالَ : « صَلِّ بِهِمْ ، لَاصَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ ».(١)

٥٢٧٩/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : أَنِّي أَحْضُرُ الْمَسَاجِدَ مَعَ جِيرَتِي(٢) وَغَيْرِهِمْ ، فَيَأْمُرُونِّي بِالصَّلَاةِ بِهِمْ(٣) وَقَدْ صَلَّيْتُ قَبْلَ أَنْ آتِيَهُمْ ، وَرُبَّمَا صَلّى خَلْفِي مَنْ يَقْتَدِي بِصَلَاتِي وَالْمُسْتَضْعَفُ وَالْجَاهِلُ ، وَأَكْرَهُ أَنْ أَتَقَدَّمَ وَقَدْ صَلَّيْتُ بِحَالِ(٤) مَنْ يُصَلِّي(٥) بِصَلَاتِي مِمَّنْ سَمَّيْتُ لَكَ ، فَمُرْنِي فِي ذلِكَ بِأَمْرِكَ أَنْتَهِي إِلَيْهِ ، وَأَعْمَلُ بِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ.

فَكَتَبَعليه‌السلام : « صَلِّ بِهِمْ ».(٦)

٥٢٨٠/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ صَلّى مَعَهُمْ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ ، كَانَ كَمَنْ صَلّى خَلْفَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٧)

____________________

= النون وتخفيفها ، كما قرئ بهما في قوله تعالى :( أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي ) [ الزمر (٣٩) : ٦٤ ] ».

(١).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٧٠ ، ح ٧٧٧ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢١٣ ، ح ٨٠٧٩ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٤٠٢ ، ذيل ح ١١٠١٩.

(٢). في « بث » : « جيراني ».

(٣). في « بخ » : - « بهم ».

(٤). في « بس » والوافي والتهذيب : « لحال ».

(٥). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : بحال من يصلّي ، متعلّق بالكراهة ، أي كراهتي لأهل هؤلاء الشيعة ؛ إذ لا اعتداد لصلاة غيرهم ».

(٦).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٥٠ ، ح ١٧٤ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢٤٨ ، ح ٨١٧٠ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٤٠١ ، ح ١١٠١٨.

(٧).الفقيه ،ج ١، ص ٣٨٢ ، ح ١١٢٥ ، معلّقاً عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الأمالي للصدوق ، =

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813

814

815

816

817

818

819

820

821

822

823

824

825

826

827

828

829

830

831

832

833

834

835

836

837

838

839

840

841

842

843

844

845

846

847

848

849

850

851

852

853

854

855

856

857

858

859

860

861

862

863

864

865

866

867

868

869

870

871

872

873

874

875

876

877

878

879

880

881

882

883

884

885

886

887

888

889

890

891

892

893

894

895

896

897

898

899

900

901

902

903

904

905

906

907

908

909

910

911

912

913

914

915

916

917

918

919

920

الكبير ، نقلوا في ذيل الآية الشريفة روايات بطرق شتى ، والمعنى واحد ، وهو أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رأى في عالم الرؤيا بني أمية ينزون على منبره نزو القرد ، فساءه ذلك ، فنزلت الآية ، فبنوا أمية هم الشجرة الملعونة في القرآن والمزيدة بالطغيان.

ولا شك أنّ رأسهم كان أبو سفيان ، ومن بعده معاوية ويزيد ومروان.

والآية الثانية ، الدالّة على لعن بني أمية ، قوله سبحانه وتعالى :( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ* أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ ) (١) .

ومن أكثر فسادا من معاوية حينما تولّى؟ ومن أقطع منه رحما لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟! والتاريخ يشهد عليه بذلك ، وليس أحد من المؤرخين ينكر فساد معاوية في الدين وقطعه لأرحام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

والآية الثالثة ،( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً ) (٢) .

وهل تنكرون إيذاء معاوية للإمام عليعليه‌السلام ، ولسبطي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحسن والحسين ، ولخواص صحابة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كعمّار بن ياسر وحجر بن عدي وعمرو بن الحمق الخزاعي؟ ثم أما يكون إيذاء أمير المؤمنين وشبليه ريحانتي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والصحابة الأخيار ، إيذاء لله ورسوله؟! فالآيات القرآنية التي تلعن الظالمين كلّها تشمل معاوية.

فقد قال عزّ وجلّ :( يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ

__________________

(١) سورة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الآية : ٢٢ و ٢٣.

(٢) سورة الأحزاب ، الآية ٥٧.

٩٢١

وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) (١) .

وقال سبحانه :( أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) (٢) .

وقال تعالى :( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) (٣) .

وهل أحد من أهل العلم والإنصاف ينكر ظلم معاوية؟!

معاوية قاتل المؤمنين

وقال سبحانه وتعالى :( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً ) (٤) وكم قتل معاوية من المؤمنين الأبرار والصحابة الأخيار؟!

أما ثبت لكم بالروايات التي نقلتها من مصادركم أنه سبّب قتل الإمام الحسن سبط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأن دسّ إليه السم بواسطة زوجته جعدة بنت الأشعث ، إذ بعث إليها مالا ، وأغراها بأن يزوجها ليزيد بن معاوية ، ففعلت ما أراد معاوية؟!

أما قتل معاوية حجر بن عدي صحابي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع سبعة نفر من أصحابه المؤمنين؟ وقد ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب وابن الأثير في الكامل [أنّ حجر كان من كبار صحابة النبي وفضلائهم ، وقتله معاوية مع سبعة نفر من أصحابه صبرا ، لأنهم امتنعوا من لعن عليّ بن أبي طالب والبراءة منه.]

__________________

(١) سورة غافر ، الآية ٥٢.

(٢) سورة هود ، الآية ١٨.

(٣) سورة الأعراف ، الآية ٤٤.

(٤) سورة النساء ، الآية ٩٣.

٩٢٢

وذكر ابن عساكر ، ويعقوب بن سفيان في تاريخه ، والبيهقي في الدلائل ، أنّ معاوية دفن عبد الرحمن بن حسّان العنزي حيّا ، وكان أحد السبعة الذين قتلوا مع حجر بن عدي.

أما كان قتل عمار بن ياسر صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد جنود معاوية وعماله في صفين؟ وقد أجمع المحدّثون والعلماء أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعمّار «يا عمّار! تقتلك الفئة الباغية».

هل تنكرون حديث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أم تنكرون قتله في صفين بأيدي عمال معاوية وجنوده؟!

أما سبّب معاوية قتل الصحابي الجليل مالك الأشتر بالسم غيلة؟

أما قتل أصحابه محمد بن أبي بكر عطشانا وأحرقوا جسده؟ ولمّا سمع معاوية بذلك فرح وأيّد عملهم.

أما كان يأمر عمّاله بقتل شيعة علي بن أبي طالب وأنصار أهل بيت النبوّة؟

أما كان يرسل الجيوش لإبادة المؤمنين واستئصالهم ونهب أموالهم؟

غارة بسر بن أرطاة

ومن أقبح أعمال معاوية ، وأشنع جرائمه ، بعثه بسر بن أرطاة الظالم السفّاك إلى المدينة ومكة والطائف ونجران وصنعاء واليمن ، وأمره بقتل الرجال وحتى الأطفال ، ونهب الأموال وهتك الأعراض النواميس. وقد نقل غارة بسر بن أرطاة على هذه البلاد كثير من المؤرخين منهم : أبو الفرج الأصبهاني ، والعلاّمة السمهودي في تاريخ المدينة ـ وفاء الوفي ـ ، وابن خلّكان ، وابن عساكر ، والطبري في

٩٢٣

تواريخهم ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج ٢ / ٣ ـ ١٨ ، ط دار إحياء التراث العربي ، قال في صفحة ٦ [دعا ـ معاوية ـ بسر بن أرطاة ـ وكان قاسي القلب فظّا سفّاكا للدماء ، لا رأفة عنده ولا رحمة ـ فأمره أن يأخذ طريق الحجاز والمدينة ومكة حتى ينتهي إلى اليمن ، وقال له : لا تنزل على بلد أهله على طاعة عليّ إلاّ بسطت عليهم لسانك ، حتى يروا أنهم لا نجاء لهم ، وأنّك محيط بهم ، ثم اكفف عنهم ، وادعهم إلى البيعة لي ، فمن أبى فاقتله ، واقتل شيعة عليّ حيث كانوا!!

فامتثل بسر أوامر معاوية وخرج وأغار في طريقه على بلاد كثيرة ، وقتل خلقا كثيرا حتى دخل بيت عبيد الله بن العباس ، وكان غائبا فأخذ ولديه وهما طفلان صغيران فذبحهما ، فكانت أمهما تبكي وتنشد :

ها! من أحسّ بابنيّ اللّذين هما

كالدّرتين تشظّى عنهما الصّدف

ها! من أحس بابنيّ اللذين هما

سمعي وقلبي ، فقلبي اليوم مختطف

ها! من أحسّ بابنيّ اللذين هما

مخّ العظام ، فمخّي اليوم مزدهف

نبئت بسرا وما صدّقت ما زعموا

من قولهم ومن الإفك الذي اقترفوا

أنحى على ودجي ابنيّ مرهفة

مشحوذة ، وكذاك الإثم يقترف]

٩٢٤

وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج ٢ صفحة ١٧ : [وكان الذي قتل بسر في وجهه ذلك ثلاثين ألفا ، وحرّق قوما بالنار(١) .]

__________________

(١) ما كانت غارة بسر بن أرطاة الظالم السفّاك هي الوحيدة من نوعها ، بل يحدّث التاريخ عن أمثالها. وقعت بأمر معاوية ، قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج ٢ / ٨٥ ، ط دار إحياء التراث العربي : (غارة سفيان بن عوف الغامدي على الأنبار) روى إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي في كتاب «الغارات» عن أبي الكنود ، قال : حدثني سفيان بن عوف الغامديّ ، قال [دعاني معاوية ، فقال : إنّي باعثك في جيش كثيف ذي أداة وجلادة ، فالزم لي جانب الفرات ، حتى تمرّ بهيت فتقطعها ، فإن وجدت بها جندا فأغر عليهم ؛ وإلاّ فامض حتى تغير على الأنبار ، فإن لم تجد بها جندا فامض حتى توغل في المدائن ؛ ثم أقبل إليّ واتّق أن تقرب الكوفة! واعلم أنّك إن أغرت على أهل الأنبار وأهل المدائن فكأنّك أغرت على الكوفة ؛ إنّ هذه الغارات يا سفيان على أهل العراق ترعّب قلوبهم ، وتفرح كلّ من له فينا هوى منهم ، وتدعوا إلينا كلّ من خاف الدوائر! فاقتل من لقيته ممن ليس هو على مثل رأيك ، وأخرب كلّ ما مررت به من القرى ، واحرب الأموال ، فإنّ حرب الأموال شبيه بالقتل ، وهو أوجع للقلب!]

أقول : وامتثل سفيان عليه اللعنة أوامر معاوية وقتل من قتل ونهب ما نهب ، ورجع إلى الشام فاستقبله معاوية بالفرح والسرور ورحّب به وحباه أعظم حباء ، فقد نقل ابن أبي الحديد عن سفيان بن عوف ، في شرح نهج البلاغة : ج ٢ / ٨٧ قال [فو الله ما غزوت غزاة كانت أسلم ولا أقرّ للعيون ، ولا أسرّ للنفوس منها! وبلغني والله أنّها أرعبت الناس ، فلمّا عدت إلى معاوية ؛ حدثته الحديث على وجهه ، فقال : كنت عند ظنّي بك ، لا تنزل في بلد من بلداني إلاّ قضيت فيه مثل ما يقضى فيه أميره ، وإن أحببت توليته ولّيتك ، وليس لأحد من خلق الله عليك أمر دوني.]

فانظر أيها القارئ الكريم إلى الجملة الأخيرة ؛ كيف يسلّط معاوية الطاغي هذا الظالم الباغي على خلق الله ويبسط يده ليفعل ما يشاء بلا مانع ولا رادع ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

٩٢٥

وهل أنتم بعد في شكّ وترديد في كفر معاوية ويزيد؟! وهل تتورّعون بعد عن لعنهما ولعن من رضي بأفعالهما؟

معاوية يأمر بلعن الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام !!

من الدلائل الواضحة على كفر معاوية وأصحابه ، أمره بسبب الإمام عليعليه‌السلام ولعنه على منابر المسلمين ، وإجباره الناس بهذا الذنب العظيم ، فسنّ هذا المنكر في قنوت الصلوات وخطب الجمعات.

وهذا أمر ثابت على معاوية ، سجّله التاريخ وذكره المؤرّخون من

__________________

غارة الضحّاك بن قيس الفهريّ

وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ٢ / ١١٦ ، ط إحياء التراث العربي ، قال إبراهيم بن هلال الثقفي [فعند ذلك دعا معاوية الضحّاك بن قيس الفهريّ وقال له :سر حتى تمرّ بناحية الكوفة وترتفع عنها ما استطعت ، فمن وجدته من الأعراب في طاعة عليّ فأغر عليه ، وإن وجدت له مسلحة أو خيلا فأغر عليها ، وإذا اصبحت في بلدة فامس في اخرى

فأقبل الضّحّاك ، فنهب الأموال وقتل من لقي من الأعراب ، حتى مرّة بالثعلبيّة ، فأغار على الحاجّ ، فأخذ امتعتهم ، ثم أقبل فلقي عمرو بن عميس بن مسعود الهذلي ، وهو ابن أخي عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله (ص) ، فقتله في طريق الحاجّ عند القطقطانه وقتل معه ناسا من أصحابه.]

اقول : هكذا سلب معاوية وأعوانه وعامله ، الأمن والأمان من المؤمنين ، فشهروا السلاح وقطعوا الطريق وحاربوا المسلمين ، فأراقوا دماءهم ونهبوا أموالهم ، وسعوا في الأرض فسادا ، فلعنة الله عليهم وعلى جميع الظالمين والمفسدين ولعن الله كل من رضي بأفعالهم ، إلى قيام يوم الدين.

«المترجم»

٩٢٦

الشيعة والسنّة وحتى غير المسلمين ، حتى أنّه قتل بعض المؤمنين الذين امتنعوا وأبوا ذلك ، مثل حجر بن عدي وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.

وقد ثبت أيضا عند جميع علماء الإسلام بالتواتر أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال «من سبّ عليا فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله».

رواه جمع غفير من أعلامكم منهم : أحمد بن حنبل في المسند والنّسائي في الخصائص والثعلبي في تفسيره ، والفخر الرازي في تفسيره ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة والعلاّمة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ، وسبط ابن الجوزي في التذكرة ، والشيخ القندوزي الحنفي في الينابيع ، والعلاّمة الهمداني في مودّة القربى ، والحافظ الديلمي في الفردوس ، والشيخ مسلم بن حجاج في صحيحه ، والعلاّمة محمد بن طلحة في مطالب السئول والعلاّمة ابن الصبّاغ المالكي في الفصول ، والحاكم في المستدرك ، والخطيب الخوارزمي في المناقب ، وشيخ الإسلام الحمويني في الفرائد ، والفقيه الشافعي ابن المغازلي في المناقب ، والمحب الطبري في الذخائر ، وابن حجر في الصواعق ، وغيرهم من كبار علمائكم.

والخبر الذي رواه أيضا كثير من أعلامكم ومحدثيكم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال «من أذى عليّا فقد آذاني ومن آذاني فعليه لعنة الله».

وابن حجر روى خبرا أعمّ وأشمل / في الصواعق / ١٤٣ طبع الميمنية بمصر / باب التحذير من بغضهم وسبهم / قال : وصحّ أنه صلى الله عليه وسلم قال «يا بني عبد المطلب! إنّي سألت الله لكم ثلاثا : أن يثبّت قائمكم ، وأن يهدي ضالّكم ، وأن يعلّم جاهلكم ، وسألت الله أن

٩٢٧

يجعلكم كرماء نجباء رحماء ، فلو أنّ رجلا صفن ـ وهو صف القدمين ـ بين الركن والمقام فصلّى وصام ثم لقى الله وهو يبغض آل بيت محمّد (ص) دخل النار».

وورد «من سبّ أهل بيتي فإنما يرتدّ عن الله والإسلام ، ومن آذاني في عترتي فعليه لعنة الله ومن آذاني في عترتي فقد آذى الله ، إنّ الله حرّم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبّهم».

وروى أحمد بن حنبل في المسند وروى غيره من أعلامكم أيضا عن النبي أنه قال «من آذى عليا بعث يوم القيامة يهوديّا أو نصرانيا».

وقد ذكر ابن الأثير في الكامل وغيره من المؤرخين أنّ معاوية كان في قنوت الصلاة يلعن سيدنا عليا والحسن والحسين وابن عباس ومالك الأشتر.

فما تقولون بعد هذه الأخبار والأحاديث المرويّة في كتب محدثيكم وأعلامكم ، ولا ينكرها أحد من أهل العلم؟!

وأنتم تعلمون أنّ من ضروريّات الإسلام المتّفق عليه ، أنّ من لعن أو سبّ الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهو كافر نجس يجب قتله.

فمعاوية ومن حذى حذوه كافر نجس ملعون.

الشيخ عبد السلام : المتّفق عليه ، كفر من سبّ الله ورسوله ، ومعاوية ما سبّ الله ورسوله ، وإنّما سب ولعن عليا كرّم الله وجهه.

قلت : أيها الشيخ ما هذا اللّفّ والدوران! ولما ذا تغالط في الكلام والبيان؟ فلا تنس قول الله العزيز في القرآن :( وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) (١) .

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية ٤٢.

٩٢٨

أترفض الحديث الذي نقلته الآن من كتب أعلامكم وأئمتكم ، أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال «من سبّ عليا فقد سبّني ومن سبّني فقد سبّ الله؟!».

ارجو أن لا تنس حديثنا في الليالي الماضية ، والمصادر الجمّة التي ذكرتها لكم من الأحاديث النبويّة الشريفة التي صدرت عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الموضوع ، والظاهر أنّك صرت مصداق المثل المعروف : «كلام الليل يمحوه النار».

النوّاب : نرجوكم أن تزيدونا بالأحاديث النبوية في هذا الباب ، فإنّ أحسن الحديث حديث رسول الله (ص).

قلت : لا أدري هل نقلت لكم رواية ابن عباس في هذا الباب ، أم لا؟ فقد روى العلاّمة الكنجي فقيه الحرمين ، ومفتي العراقين ، محدّث الشام وصدر الحفّاظ أبو عبد الله محمد بن يوسف القرشي ، الشهير بالعلاّمة الكنجي الشافعي ، صاحب كتاب كفاية الطالب نقل في / الباب العاشر / بسنده المتصل بيعقوب بن جعفر بن سليمان قال : حدثنا أبي عن أبيه ، قال [كنت مع أبي ، عبد الله بن العباس ، وسعيد ابن جبير يقوده ، فمرّ على صفة زمزم ، فإذا قوم من أهل الشام يشتمون علياعليه‌السلام ، فقال لسعيد : ردّني إليهم ، فوقف عليهم فقال : أيّكم السابّ لله عزّ وجلّ؟ فقالوا : سبحان الله ما فينا أحد سبّ الله ، قال : أيّكم الساب رسول الله (ص)؟! قالوا : ما فينا أحد سبّ رسول الله (ص). قال : فأيّكم الساب عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ؟ فقالوا : أمّا هذا فقد كان. قال : فأشهد على رسول الله (ص) سمعته أذناي ووعاه قلبي ، يقول لعليّ بن أبي طالب : من سبّك فقد سبّني ، ومن سبّني فقد

٩٢٩

سبّ الله ، ومن سبّ الله أكبّه الله على منخريه في النار(١) .]

لا يبغض عليا إلاّ كافر أو منافق

روى جمع غفير من أعلامكم وعلمائكم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : «لا يحب عليا إلاّ مؤمن ، ولا يبغضه إلاّ منافق». خرّجه كثير من محدّثيكم وعلمائكم الكبار منهم :

جلال الدين السيوطي في الدرّ المنثور ، والثعلبي في تفسيره ، والعلاّمة الهمداني في مودّة القربى ، وأحمد بن حنبل في المسند ، وابن حجر في الصواعق ، والخوارزمي في المناقب ، والعلاّمة ابن المغازلي في المناقب ، والحافظ القندوزي في الينابيع ، وابن أبي الحديد في شرح النهج ، والطبراني في الأوسط ، والمحب الطبري في ذخائر العقبى ، والنسائي في الخصائص ، والعلاّمة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ، ومحمد بن طلحة في مطالب السّئول ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ، وابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمة ، وغير هؤلاء جمع غفير خرّجوا هذا الحديث باسنادهم وبطرق شتى حتى كاد أن يصل حدّ التواتر ، ومن الواضح أنّ مصير الكافر والمنافق إلى النار

__________________

(١) رواه جماعة من الأعلام وعلماء العامّة باسنادهم عن ابن عباس منهم العلامة الحافظ الفقيه ابن المغازلي في كتابه مناقب الإمام علي حديث رقم / ٤٤٧ ، وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة : ج ٢ / ١٦٦ ، من طريق الملاّ في سيرته ، وهكذا أخرجه الموفق الخوارزمي في المناقب : ص ٨١ ، والعلامة الزرندي في نظم درر السمطين : ١٠٥.

«المترجم»

٩٣٠

والسعير. وانقل لكم بالمناسبة ما رواه العلامة الكنجي الشافعي في آخر الباب الثالث من كتابه كفاية الطالب : بسنده المتصل بموسى بن طريف عن عباية عن علي بن أبي طالب قال «أنا قسيم النار يوم القيامة ، أقول : خذي ذا وذري ذا». هكذا رواه الحافظ أبو القاسم الدمشقي في تاريخه ، ورواه غيره مرفوعا إلى النبي (ص).

ثم قال العلاّمة الكنجي : فإن قيل هذا سند ضعيف ، قلت : قال محمد بن منصور الطوسي كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل : يا أبا عبد الله ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أنّ عليا قال «أنا قسيم النار». فقال أحمد [وما تنكرون من هذا الحديث! أليس روينا أنّ النبي (ص) قال لعلي : لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق؟ قلنا بلى ، قال : فأين المؤمن؟ قلنا في الجنة ، قال : فأين المنافق؟ قلنا في النار.

قال : فعلي قسيم النار] هكذا ذكره في طبقات أحمدرحمه‌الله .

وقال الله سبحانه :( إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً ) (١) .

فمعاوية وأصحابه وأنصاره من أهل جهنم لا محالة ، بل هم في الدرك الأسفل من النار.

الشيخ عبد السلام : نحن لا ننكر هذه الأخبار والأحاديث الواردة في حق سيدنا عليّ كرّم الله وجهه ، ولكنّ الصحابة مستثنون لأنّ الله سبحانه غفر لهم وأعدّ لهم جنات النعيم كما وعدهم في آيات من الذكر الحكيم. ولا ينكر أن معاوية (رض) كان من الصحابة المقرّبين لرسول الله (ص). فيجب احترامه لصحبته للنبي (ص) ولقربه منه.

__________________

(١) سورة النساء ، الآية ١٤٥.

٩٣١

الصحابة ، أخيار وأشرار

قلت : لقد ناقشنا الموضوع في الليالي الماضية ، واثبتنا أنّ كثيرا ممن أدرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحظى بصحبته ما كان أهلا لذلك ، ولم يكتسب منه الدّين والأخلاق الحميدة التي جاء بها ، وأمر أصحابه أن يتخلّقوا بها ، فبقوا على جهالتهم وسيّئات أخلاقهم فعصوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعاتبهم الله سبحانه في غير موضع من كتابه الحكيم. ولكي تعرفوا انّ المصاحبة والصحبة مع الأخيار والأبرار ومع الأنبياء والمرسلين ، لا تكون منقبة ولا شرفا وإنما الفضل والشرف في حسن الصحبة ، نرجع الى القرآن الكريم لنعرف تعبيره وتعريفه لهذه الكلمة ونعم الحكم الله سبحانه. قال :( ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى ) (١) .

وقال :( قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ ) (٢) .

وقال :( فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً ) (٣) .

وفي الآية ٣٨( قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ ) الخ.

وقال تعالى :( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ ) (٤) .

وقال :( كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ لَهُ أَصْحابٌ

__________________

(١) سورة النجم ، الآية ٢.

(٢) سورة سبأ ، الآية ٤٦.

(٣) سورة الكهف ، الآية ٣٤.

(٤) سورة الأعراف ، الآية ١٨٤.

٩٣٢

يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى ) (١) .

وقال تعالى في سورة يوسف (الصدّيق) حكاية عنهعليه‌السلام :( يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ ) (٢) .

فنكتشف من هذه الآيات الكريمة ونعرف بأنّ الصاحب يطلق على المؤمن والكافر ، فلا خصوصيّة في الصحبة.

ومن البديهي أن الآيات الشريفة التي نزلت في مدح صحابة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا تعمّهم بل تخصّ أخيارهم ، كما أنّ الآيات التي نزلت في ذمّهم وعتابهم أيضا تخص أشرارهم ولا تشمل الأبرار منهم.

ولا ينكر أنّ ممن كان حول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الصحابة الذين يجالسونه ويعاشرونه كانوا منافقين ، كما نعتقد أنّ بعض أصحابه الأبرار الميامين الأخيار كانوا في أعلى مراتب الإيمان واليقين بحيث ما كان مثلهم في أصحاب الأنبياء السابقين صلوات الله عليهم أجمعين وكلكم تعلمون أنّ عبد الله بن أبيّ ، وأبا سفيان ، والحكم بن العاص ، وأبا هريرة ، وثعلبة ، ويزيد بن أبي سفيان ، والوليد بن عقبة ، وحبيب بن مسلمة ، ومسرة بن جندب ، وعمرو بن العاص ، وبسر بن أرطاة ، والمغيرة بن شعبة ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وذي الثدية ، رأس الخوارج وأمثالهم كانوا يجالسون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويصحبونه في السفر والحضر وفي المسجد والمنزل ويتظاهرون بالإسلام ، ولكنّهم كم أشعلوا نار الفتنة والشقاق وساروا في طريق الخلاف والنفاق ، حتى طرد رسول الله

__________________

(١) سورة الأنعام ، الآية ٧١.

(٢) سورة يوسف ، الآية ٣٩.

٩٣٣

بعضهم ، ولعن آخرين ، وقاطع جماعة منهم ، وفضح بعضهم وشهرهم على رءوس الاشهاد؟! وممّن لعنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معاوية وأباه وأخاه.

وكم من الصحابة ارتدّوا بعد وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصبحوا مصداق الآية الكريمة :( وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ) (١) ؟.

مضافا الى الآيات القرآنية ، توجد روايات رواها علماؤكم وأئمتكم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تؤيّد ما نقول. فقد روى البخاري في صحيحه خبرين عن سهل بن سعد ، وآخر عن عبد الله بن مسعود باختلاف يسير في الالفاظ ، والمعنى واحد ، أنّ رسول الله قال «أنا فرطكم على الحوض ، ليرفعنّ إليّ رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني ، فأقول : أي ربّ أصحابي! فيقول : لا تدري ما أحدثوا بعدك!!».

وروى أحمد بن حنبل في المسند ، والطبراني في الكبير ، وأبو النصر في الإبانة ، بإسنادهم عن ابن عباس عن النبي (ص) قال «أنا آخذ بحجزكم ، أقول : اتقوا النار ، واتقوا الحدود ، فإذا متّ تركتم وأنا فرطكم على الحوض فمن ورد فقد أفلح ، فيؤتى بأقوام فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يا ربّ أمّتي! فيقول : إنهم لم يزالوا بعدك يرتدّون على أعقابهم». (وفي رواية الطبراني في الكبير) فيقال «إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، مرتدّين على أعقابهم».

__________________

(١) سورة آل عمران ، الآية ١٤٤.

٩٣٤

فمما يثير العجب ويبعث الأسف في النفس ، أنّ معاوية وابنه يزيد مع كثرة الدلائل والشواهد على كفرهما وإنكارهما للدين والوحي(١) ، تعدّونهما مؤمنين ، بل تلقبونهما بأمير المؤمنين ، أي

__________________

(١) قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج ٥ / ١٢٩ ، ط إحياء التراث العربي تحت عنوان : (أخبار متفرقة عن معاوية).

وقد طعن كثير من أصحابنا في دين معاوية ، ولم يقتصروا على تفسيقه ، وقالوا عنه أنّه كان ملحدا لا يعتقد النبوّة ، وقد نقلوا عنه في فلتات كلام وسقطات ألفاظه ما يدلّ على ذلك. وروى الزبير بن بكّار في «الموفقيات» ـ وهو غير متّهم على معاوية ، ولا منسوب إلى اعتقاد الشيعة ، لما هو معلوم من حاله من مجانبة عليّ ٧ ، والانحراف عنه ـ : قال المطرف بن المغيرة بن شعبة : دخلت مع أبي على معاوية ، وكان أبي يأتيه فيتحدّث معه ، ثم ينصرف إليّ فيذكر معاوية وعقله ، ويعجب بما يرى منه ، إذ جاء ذات ليلة ، فأمسك عن العشاء ، ورأيته مغتمّا فانتظرته ساعة ، وظننت أنّه لأمر حدث فينا ، فقلت : ما لي أراك مغتمّا منذ الليلة؟ فقال : يا بنيّ ، جئت من عند أكفر الناس وأخبثهم ، قلت : وما ذاك؟ قال : قلت له ـ أي لمعاوية ـ وقد خلوت به : إنّك قد بلغت سنّا يا أمير المؤمنين ، فلو أظهرت عدلا ، وبسطت خيرا ، فإنّك قد كبرت ؛ ولو نظرت إلى إخوانك من بني هاشم ، فوصلت أرحامهم ، فو الله ما عندهم اليوم شيء تخافه ، وإنّ ذلك ممّا يبقى لك ذكره وثوابه ؛ فقال : هيهات هيهات! أيّ ذكر أرجو بقاءه؟! ملك أخو تيم فعدل ، وفعل ما فعل ، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره ؛ إلاّ أن يقول قائل : أبو بكر ؛ ثم ملك أخو عديّ ، فاجتهد وشمّر عشر سنين ، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره ؛ إلاّ أن يقول قائل :عمر. وإنّ ابن أبي كبشة ليصاح به كلّ يوم خمس مرّات : «اشهد أنّ محمدا رسول الله» فأيّ عمل يبقى؟ وأيّ ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك؟! لا والله إلاّ دفنا دفنا!!]

ثم قال ابن أبي الحديد بعد نقله للخبر [وأما أفعال المجانبة للعدالة الظاهرة ، من لبسه الحرير ، وشربه في آنية الذهب والفضّة ؛ حتى أنكر عليه ذلك أبو الدرداء ،

٩٣٥

__________________

فقال له : إنّي سمعت رسول الله يقول «إنّ الشارب فيهما ليجرجر في جوفه نار جهنم». فقال معاوية : أمّا أنا فلا أرى بذلك بأسا.

فقال أبو الدرداء : من عذيري من معاوية! أنا أخبره عن الرسول (ص) وهو يخبرني عن رأيه! لا أساكنك بأرض أبدا.]

فهذا الخبر يقدح في عدالته ، كما يقدح أيضا في عقيدته ، لأنّ من قال في مقابل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أمّا أنا فلا أرى بأسا فيما حرّمه رسول الله» فليس بصحيح العقيدة. ومن المعلوم أيضا من حالة استئثاره بمال الفيء ، وضربه من لا حدّ عليه ، وإسقاط الحدّ عمّن يستحقّ إقامة الحدّ عليه ، وحكمهم برأيه في الرعيّة وفي دين الله ، واستلحاقه زيادا ؛ وهو يعلم قول رسول الله (ص) : «الولد للفراش وللعاهر الحجر» ، وقتله حجر بن عديّ وأصحابه ولم يجب عليهم القتل ، ومهانته لأبي ذرّ الغفاري وجبّه وشتمه وإشخاصه إلى المدينة على قتب بغير وطاء لإنكاره عليه ، ولعنه عليّا وحسنا وحسينا وعبد الله بن عباس على منابر الإسلام ، وعهده بالخلافة إلى ابنه يزيد ، مع ظهور فسقه وشربه المسكر جهارا ولعبه بالنّرد ونومه بين القيان المغنيّات واصطباحه معهنّ ولعبه بالطنبور بينهنّ ، وتطريقه بني أمية للوثوب على مقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخلافته ، حتى أفضت إلى يزيد بن عبد الملك والوليد بن يزيد ، المفتضحين الفاسقين : صاحب حبابة وسلاّمة ، والآخر رامي المصحف بالسهام وصاحب الأشعار في الزندقة والإلحاد. «انتهى كلام ابن أبي الحديد».

أقول : وذكر سبط ابن الجوزي في التذكرة تحت عنوان (فصل في يزيد بن معاوية) قال [ذكر علماء السير عن الحسن البصري أنه قال : قد كانت في معاوية هنات لو لقي أهل الأرض ببعضها لكفاهم : وثوبه على هذا الأمر ، واقتطاعه من غير مشورة من المسلمين ، وادّعاؤه زيادا ، وقتله حجر بن عديّ وأصحابه ، وبتوليته مثل يزيد على الناس. قال : وذكر جدي أبو الفرج في كتاب (الردّ على المتعصّب العنيد المانع

٩٣٦

تحسبون خلافتهما شرعية ، وتدافعون عنهما باليد واللسان ، بل بالمال والنفس وإن كان بعض أعلامكم وافقونا في كفر معاوية وابنه وكتبوا في ذلك مثل ابن الجوزي وقد ألّف كتاب «الرد على المتعصّب العنيد المانع من ذم يزيد».

__________________

من ذم يزيد) وقال : سألني سائل فقال : ما تقول في يزيد بن معاوية؟ فقلت له : يكفيه ما به فقال : أتجوّز لعنه؟ فقلت : قد أجاز العلماء الورعون ، منهم أحمد بن حنبل ، فإنّه ذكر في حقّ يزيد ما يزيد على اللعنة.]

وفي التذكرة قال : قال أحمد في المسند : حدثنا أنس بن عياض حدثني يزيد ابن حفصة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن عطاء بن يسار عن السائب ابن خلاّد [أنّ رسول الله (ص) قال «من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا».]

أقول : ورواه غير أحمد كثير من الأعلام وعلماء العامّة : ولا منكر بين المؤرخين أنّ معاوية أخاف أهل المدينة حين بعث إليه بسر بن أرطاة الظالم السفّاح ، فقتل منهم خلقا كثيرا ، وكذلك أخافهم يزيد بن معاوية ، حين بعث إليهم مسلم بن عقبة الظالم القاسي القلب ، فأباح المدينة ثلاثا فقتل خلقا كثيرا من أبناء المهاجرين والأنصار.

وقال سبط ابن الجوزي في التذكرة [وذكر المدائنيّ عن أبي قرة قال : قال هشام بن حسان ولدت ألف امرأة بعد الحرّة من غير زوج.

وغير المدائنيّ يقول : عشرة آلاف امرأة.]

أقول : ولا مجال لذكر كل الدلائل والشواهد على كفر معاوية ويزيد ، لأنه يتطلب وضع كتاب مستقل ، لذا اكتفينا بذكر قليل من كثير.

«المترجم»

٩٣٧

والسيد محمد بن عقيل وقد ألّف كتاب «النصائح الكافية لمن يتولّى معاوية» طبع في مطبعة النجاح ببغداد سنة ١٣٦٧ هجرية. ولكن تصرّون إصرارا باطلا ، في عدم إيمان أبي طالبعليه‌السلام وهو من السابقين في الإيمان والذّب عن الإسلام والدّفاع عن نبيّه صلوات الله عليه وآله.

وهذا لا يكون إلاّ من تأثير بني أمية والنواصب والخوارج فيكم.

ولا أدري متى تزيلون عن دينكم ومذهبكم شبهات أعداء آل محمّد وتأثيرات بني أمية؟! ومتى تحرّرون مذهبكم ودينكم من التعصّبات والتقيّدات المتّخذة من الآباء والأسلاف؟!

لقد حان الوقت أن تفتحوا أبصاركم وتنبشوا التاريخ وكتب السير والحوادث وتفتشوا عن الحقائق المستندة بالأدلة والبراهين العقليّة والنقلية من الكتاب الحكيم والسّنة الشريفة ، فتتمسّكوا بالحق المبين وتلتزموا بشريعة سيد المرسلين.

أما آن لكم أن تتركوا أقاويل بني أمية ودعاياتهم وأكاذيبهم ، وترجعوا إلى آل محمّد وعترته ، وتأخذوا دينكم وأحكامه ومعالمه من أهل بيتهعليهم‌السلام ؟!

أما جعل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أهل البيت عدل القرآن بقوله : «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي» وجعلهم مرجعا للمسلمين فيما يختلفون فيه؟!

وأجمع آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعترته على أنّ أبا طالبعليه‌السلام كان من المؤمنين وارتحل من الدنيا بكمال الدين والإيمان.

٩٣٨

دلائل أخرى على إيمان أبي طالبعليه‌السلام

وهذا أصبغ بن نباتة من الرواة الثقات حتى عند علمائكم يروي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال «والله ما عبد أبي ، ولا جدّي عبد المطّلب ، ولا هاشم ، ولا عبد مناف ، صنما قطّ».

فهل من الإنصاف أن تتركوا قول أهل بيت النبوّة والعترة الطاهرة ، وتأخذوا بكلام أعدائهم مثل المغيرة بن شعبة الفاجر؟!

أوهل من الإنصاف أن تؤولوا أشعار أبي طالب في الإسلام وفي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتصديقه لهما ، وإعلانه الإيمان بهما بكل صراحة ، فلا تقبلوا كل ذلك ، لحديث رواه كاذب فاسق فاجر ، عدوّ الإمام عليّ وعدوّ آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟!

وأضف على ما نقله المؤرّخون من أشعار صريحة في إيمان أبي طالب ، خطبته الغرّاء البليغة التي خطبها في خطبة أم المؤمنين خديجة الكبرى لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذكرها عامّة المؤرّخين.

قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج ١٤ / ٧٠ ، ط دار إحياء الكتب العربية : وخطبة النكاح مشهورة ، خطبها أبو طالب عند نكاح محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خديجة ، وهي قوله : «الحمد لله الذي جعلنا من ذرّيّة إبراهيم ، وزرع إسماعيل ، وجعل لنا بلدا حراما وبيتا محجوجا ، وجعلنا الحكّام على الناس ثم أنّ محمد بن عبد الله أخي ، من لا يوازن به فتى من قريش إلا رجح عليه برّا وفضلا ، وحزما وعقلا ، ورأيا ونبلا ، وإن كان في المال قل ، فإنّما المال ظلّ زائل ، وعارية مسترجعة ، وله في خديجة بنت خويلد رغبة ، ولها فيه مثل ذلك ، وما أحببتم من

٩٣٩

الصّداق فعليّ ، وله والله بعد نبأ شائع وخطب جليل».

بالله عليكم انصفوا ، لو وضعت هذه الخطبة أمام أيّ إنسان عالم غير منحاز إلى فئة ، ألا يصدّق بأنّ قائلها إنسان مؤمن عالم حكيم سحق الماديّات وتوجّه إلى المعنويّات. والجملة الأخيرة جديرة بالتفكّر والتدبّر ، أفتراه يعلم نبأه الشائع وخطبه الجليل ، ولا يؤمن به؟!

ولو كانت هذه الخطبة البليغة صادرة من أيّ إنسان آخر ، مثلا من أبي قحافة أو الخطّاب ، أما كنتم تستدلّون بها على إيمانه؟

ونقل العلاّمة القندوزي في ينابيع المودّة / الباب الرابع عشر / عن موفق بن أحمد ـ الخوارزمي ـ بسنده عن محمد بن كعب قال [رأى أبو طالب النبي (ص) يتفل في فم عليّ أي يدخل لعاب فمه في فم عليّ فقال : ما هذا يا ابن أخي؟ فقال : إيمان وحكمة.

فقال أبو طالب لعليّ : يا بني! انصر ابن عمك ووازره.]

أما يدلّ هذا الخبر على إيمان أبي طالب؟ فإنّه لو لم يكن مؤمنا بالنبي ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمنعه وزجره ، ولكنّه أمر عليا بنصرته ومؤازرته.

إسلام جعفر بأمر أبيه

وكذلك ذكر علماؤكم ومحدثوكم أنّ أبا طالب أمر ابنه جعفرا أن يقف بجانب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويؤمن به وينصره ، وذكر بعضهم أنّ أبا طالب دخل المسجد الحرام ومعه ابنه جعفر ، فرأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واقفا يصلي وعليّ على يمينه يصلي معه ، فقال أبو طالب لجعفر [صل جناح ابن عمك! فتقدّم جعفر فوقف على يسار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلي معه ويقلّده في الركوع والسجود ، فأنشد أبو طالب قائلا :

٩٤٠

941

942

943

944

945

946

947

948

949

950

951

952

953

954

955

956

957

958

959

960

961

962

963

964

965

966

967

968

969

970

971

972

973

974

975

976

977

978

979

980

981

982

983

984

985

986

987

988

989

990

991

992

993

994

995

996

997

998

999

1000

1001

1002

1003

1004

1005

1006

1007

1008

1009

1010

1011

1012

1013

1014

1015

1016

1017

1018

1019

1020

1021

1022

1023

1024

1025

1026

1027

1028

1029

1030

1031

1032

1033

1034

1035

1036

1037

1038

1039

1040

1041

1042

1043

1044

1045

1046

1047

1048

1049

1050

1051

1052

1053

1054

1055

1056

1057

1058

1059

1060

1061

1062

1063

1064

1065

1066

1067

1068

1069

1070

1071

1072

1073

1074

1075

1076

1077

1078

1079

1080

1081

1082

1083

1084

1085

1086

1087

1088

1089

1090

1091

1092

1093

1094

1095

1096

1097

1098

1099

1100

1101

1102

1103

1104

1105

1106

1107

1108

1109

1110

1111

1112

1113

1114

1115

1116

1117

1118

1119

1120

1121

1122

1123

1124

1125

1126

1127

1128

1129

1130

1131

1132

1133

1134

1135

1136

1137

1138

1139

1140

1141

1142

1143

1144

1145

1146

1147

1148

1149

1150

1151

1152

1153

1154

1155

1156

1157

1158

1159

1160

1161

1162

1163

1164

1165

1166

1167

1168

1169

1170

1171

1172

1173

1174

1175

1176

1177

1178

1179

1180

1181

1182

1183

1184

1185

1186

1187

1188

1189

1190

1191

1192

1193

1194

1195

1196

1197

1198

1199

1200

1201

1202

1203

1204

1205