فرسان الهيجاء في تراجم اصحاب سيد الشهداء عليه السلام

مؤلف: الشيخ ذبيح الله المحلاتي
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدريّة
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
ISBN: 978-964-503-145-7
الصفحات: 496
مؤلف: الشيخ ذبيح الله المحلاتي
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدريّة
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
ISBN: 978-964-503-145-7
الصفحات: 496
وهكذا أخرجه مسلم ، وأبو داود ، والنسائي من طريق حبّان بن واسع ، وليس لعبد الله بن زيد عمّ اسمه عاصم ، بل عاصم اسم جده. وليست له صحبة.
٦٥٧٢ ـ عامر بن جعفر بن كلاب.
ذكره الدّار الدّارقطنيّ هكذا. استدركه الذهبي في التجريد ، وهو غلط نشأ عن سقط ، وإنما هو عند الدّار الدّارقطنيّ عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب ، وهو المعروف بملاعب الأسنة.
وقد مضى على الصواب في القسم الأول.
٦٥٧٣ ز ـ عامر بن حديدة الأنصاري.
ذكره ابن عبد البرّ فيمن يكنى أبا زيد من الصحابة ، وهو خطأ نشأ من عدم تأمل ، وذلك أن الّذي في كتاب الكنى لأبي أحمد : أبو زيد قطبة بن عمرو ، أو عامر بن حديدة ، فالصحبة لقطبة ، والتردّد في اسم أبيه : هل هو عمرو أبو عامر ، وسيأتي بيانه في حرف القاف إن شاء الله تعالى.
٦٥٧٤ ـ عامر بن الطفيل : بن مالك بن جعفر [بن كلاب] العامري الفارس المشهور.
ذكره جعفر المستغفريّ في الصحابة ، وهو غلط ، وموت عامر المذكور على الكفر أشهر عند أهل السير أن يتردّد فيه ، وإنما اغترّ جعفر برواية أخرجها البغوي يسنده إلى عامر بن الطفيل ـ أن عامر بن الطفيل أهدى إلى رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فرسا ، وكتب إليه : إني قد ظهرت فيّ دبيلة ، فابعث إليّ دواء من عندك. فردّ الفرس ، لأنه لم يكن أسلم ، وأرسل إليه عكّة من عسل.
وهو خطأ نشأ عن تغيير ، وإنما هو عامر بن مالك ، وهو ملاعب الأسنة ، وفي ترجمته أورده البغوي ، وقد تظافرت الرواية بذلك كما ذكرته في ترجمته ، وأسند جعفر أيضا إلى الحديث الّذي ذكرته في القسم الأول في ترجمة عامر بن الطّفيل ، وقد بينت أنه آخر غير العامري ، وقد أورد الطبراني قصة موت عامر بن الطفيل كافرا من حديث سهل بن سعد.
٦٥٧٥ ـ عامر بن عبد الله (١): أبو عبد الله.
ذكره ابن شاهين في الصّحابة ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف سمعي ، فأورد من طريق أبي أمية الطّرسوسي ، عن أبي داود الطّيالسي بسنده إلى أبي مصبح ، قال : كنا نسير في أرض الروم في صائفة وعلينا مالك بن عبد الله الخثعميّ ، إذ مرّ بعامر بن عبد الله وهو يقود بغلا له
__________________
(١) أسد الغابة ت (٢٧١١).
وهو يمشي ، فقال : يا أبا عبد الله ، ألا تركب فذكر الحديث : «من اغبرّت قدماه في سبيل الله حرّمه الله على النّار».
وهذا الحديث قد أخرجه أبو داود الطّيالسي في مسندة بسنده المذكور ، فقال فيه : إذ مر عامر بن عبد الله ، وكذا أخرجه ابن المبارك في كتاب الجهاد عن عتبة بن حكيم شيخ الطيالسي فيه ، وهو في مسند أحمد ، وصحيح ابن حبان ، من طريق ابن المبارك.
٦٥٧٦ ـ عامر بن عبد الله بن أبي ربيعة (١).
ذكره ابن شاهين ، وأخرج من طريق بشر بن عمر ، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عامر بن عبد الله بن أبي ربيعة ، عن أبيه ، عن جده ـ مرفوعا : «إنّما جزاء السّلف الوفاء والحمد».
وهذا خطأ نشأ عن زيادة اسم في النسب ، فقد أخرجه إسحاق بن راهويه في مسندة ، عن بشر بن عمر ، عن إسماعيل ، وليس في نسبه عامر ، وكذلك أخرجه إسحاق أيضا ، وابن أبي شيبة ، وأحمد جميعا ، عن وكيع ، والنسائي من طريق سفيان الثوري ، والطبراني ، من طريق حاتم بن إسماعيل ، كلّهم عن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة. عن أبيه ، عن جده ، وأورده أصحاب المسانيد في مسند عبد الله بن أبي ربيعة.
٦٥٧٧ ـ عامر بن عبدة (٢).
روى عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الشّيطان يأتي القوم في صورة الرّجل يعرفون وجهه ولا يعرفون نسبه ، فيحدّثهم ، فيقولون : حدّثنا فلان».
حديثه عند الأعمش ، عن المسيّب بن رافع ، عنه ، كذا أورده ابن عبد البر ، وهذا إنما هو عامر بن عبدة ، عن عبد الله بن مسعود موقوفا ليس فيه ذكر النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، كذا أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه من طريق الأعمش.
وقد ذكر ابن عبد البرّ عامر بن عبد الله هذا في كتاب الكنى ، فقال : أبو إياس عامر ابن عبدة تابعي ثقة. انتهى.
وقد وثّقه أيضا ابن معين ، وذكر ابن ماكولا أنه روى عنه مع المسيب بن رافع ، وأبو إسحاق السّبيعي.
__________________
(١) أسد الغابة ت (٢٧١٠).
(٢) أسد الغابة ت (٢٧١٦) ، الاستيعاب ت (١٣٤٣).
واختلف في عبدة ، فقيل بالسكون وقيل بالتحريك.
٦٥٧٨ ـ عامر (١)بن لدين (٢): بالدال مصغّرا ، الأشعري ، أبو سهل. ويقال أبو بشر.
ويقال اسمه عمرو.
وذكره ابن شاهين في «الصحابة» وقال أبو نعيم : مختلف في صحبته ، وهو معدود في تابعي أهل الشام ، ذكره بعض المتأخرين.
قلت : ولم أره في كتاب ابن مندة فكأنه عنى ببعض المتأخرين غيره.
ذكره أبو موسى في «الذيل» ، قال أسد بن موسى عن معاوية بن صالح ، عن أبي (٣) بشر مؤذن مسجد دمشق ، عن عامر بن لدين الأشعري : سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «إنّ الجمعة يوم عيدكم ، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم ...» الحديث.
هكذا أورده ابن شاهين من طريقه ومن تبعه ، وهو خطأ نشأ عن سقط ، وإنما رواه معاوية بن صالح بهذا السند عن عامر ، عن أبي هريرةرضياللهعنه ، قال : سمعت. هكذا أخرجه ابن خزيمة في صحيحه من طريق عبد الرحمن بن مهدي ، ومن طريق زيد بن الحبّاب ، وهكذا رويناه في نسخة حرملة ، وفي زيادات للنيسابوري ، من طريق يونس بن عبد الأعلى ، كلاهما عن ابن وهب ، ثلاثتهم عن معاوية بن صالح به.
ورواه عبد الله بن صالح كاتب اللّيث ، عن معاوية بن صالح ، عن أبي بشر ، عن عامر بن لدين ـ أنه سأل أبا هريرة عن صيام يوم الجمعة ، فقال : على الخبير سقطت ، سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فذكره.
وقال البخاريّ في «التاريخ» : عامر بن لدين سمع أبا هريرة ، وروى معاوية بن صالح عن أبي بشر عنه ، وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه ، وقال ابن سميع : عامر بن لدين الأشعري قاض لعبد الملك سمع أبا هريرة.
وقال العجليّ : شامي تابعي ، ثقة. وقال ابن عساكر : ولى القضاء لعبد الملك ، وحدّث عن بلال ، وأبي هريرة ، وأبي ليلى الأشعري.
روى عنه أبو بشر المؤذن ، وعروة بن رويم ، والحارث بن معاوية.
قلت : وروايته عن أبي ليلى ستأتي في ترجمته ، وحديثه عن بلال ذكره الدّولابي في الكنى. وقال غيره : إنه أرسل عن بلال (٤).
__________________
(١) أسد الغابة ت (٢٧٢٧).
(٢) في أ : لذين بالذال.
(٣) في أ : ابن.
(٤) في أ : هلال.
٦٥٧٩ ـ عامر بن مالك الكعبي (١): هو القشيري.
استدركه أبو موسى ظانا أنه غيره فلم يصب.
٦٥٨٠ ـ عامر بن مالك بن صفوان (٢).
ذكره ابن قانع ، وأخرج من طريق سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، عن عامر بن مالك ، عن صفوان ـ رفعه : «الطّاعون شهادة والغرق شهادة».
وهذا غلط نشأ عن تصحيف ، وذلك أنّ الحديث معروف من هذا الوجه ، لكن عن عامر بن مالك ، عن صفوان ، وهو ابن أمية الجمحيّ ، فتصحّفت عن فصارت ابن.
وقد أخرجه البخاريّ في «تاريخه» على الصواب ، وكذا هو عند أحمد والنسائي ، وقد استدركه ابن الدباغ وخفيت علّته ، وقد تنبه له ابن فتحون ، فقال : أحسب أن ابن قانع وهم فيه ، بل أقطع بذلك ، وعامر بن مالك ذكره ابن حبان في الثقات.
٦٥٨١ ـ عامر المزني (٣): أبو هلال ، هو عامر بن عمرو الّذي تقدم.
فرّق بينهما ابن مندة ، فوهم ، والحديث واحد : وهو من رواية هلال بن عامر ، عن أبيه. وقد اختلف على هلال فيه كما بينته في رافع بن عمرو.
٦٥٨٢ ـ عامر أبو هشام (٤): هو عامر بن أمية جد سعد بن هشام الّذي تقدم.
فرق بينهما ابن مندة أيضا ، فوهم ، والحديث واحد ، وهو من رواية سعد بن هشام ، عن عائشة ـ أنها قالت لسعد بن هشام : رحم الله ، هشاما ، قتل يوم أحد.
العين بعدها الباء
٦٥٨٣ ـ عباد (٥)بن عمرو (٦). (٧)
له ذكر في القسم الأول في ترجمة عائذ بن قرط.
٦٥٨٤ ز ـ عباد بن أحمر المازني.
ذكره أبو محمّد بن قتيبة في «غريب الحديث» ، فقال : ومنه قول عباد بن أحمر
__________________
(١) أسد الغابة ت (٢٧٣٦).
(٢) أسد الغابة ت (٢٧٣٤).
(٣) أسد الغابة ت (٢٧٤٠).
(٤) أسد الغابة ت (٢٧٤٥).
(٥) في أعائد.
(٦) في ت : عمر.
(٧) أسد الغابة ت (٢٧٧٨).
المازني ، قال : كنت في إبلي أرعاها ، فأغارت علينا خيل رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فركبت الفحل ، فجئت صباح تبوك.
قال ابن عساكر : وهم فيها ابن قتيبة. والصواب عمارة بن أحمر ، كما تقدم.
٦٥٨٥ ـ عباد بن الحسحاس.
كذا ذكره أبو عمر ، فصحفه ، والصّواب عبادة ، بضم أوله والتخفيف وزيادة هاء في آخره.
٦٥٨٦ ـ عباد بن المطلب.
له ذكر في المهاجرين ، ولا يعرف له رواية ، قاله ابن مندة ، وساق من طريق يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق في ذكر المهاجرين ، قال : ونزل عبيدة بن الحارث ، وعباد بن المطلب ، وذكر جماعة سمّاهم.
قال أبو نعيم : هذا وهم شنيع ، وخطأ قبيح ، وإنما هو مسطح بن أثاثة بن المطلب ، ثم ساق من طريق إبراهيم ، عن سعد بن إسحاق في قدوم المهاجرين المدينة ، قال : ونزل عبيدة بن الحارث وأخواه : الطفيل ، وحصين ، ومسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب ، وسويبط بن سعد بن حرملة ، وطليب بن عمرو ـ علي بن عبد الله بن سلمة العجلاني ، وهو كما قال أبو نعيم.
وسبب الوهم أن لفظة ابن تصحّفت واوا فصار الواحد اثنين : مسطح بن أثاثة ، وعباد بن المطلب ، وعباد إنما هو جدّه مسطح. وقد وقع في رواية غير ابن مندة كما وقع عنده ، فليس التصحيف منه ، لكن ما كان يليق بسعة حفظه ومعرفته أن يمشي عليه مثل هذا.
وأغرب منه ما ذكر الذّهبيّ في «التجريد» ، فقال : عباد له هجرة ، ولا رواية له ، وهو مجهول ، فمشى على الوهم ، وزاد الوهم لبسا بترك ذكر أبيه.
٦٥٨٧ ـ عباد بن تميم.
ذكر الكرمانيّ شارح البخاري أنه رأى بعض نسخ البخاري في حديث عائشةرضياللهعنها : سمع النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم صوت عبّاد يصلّي في المسجد ، فقال : «رحم الله عبّادا» ، قال في بعض النسخ : عباد بن تميم ، كذا قال ، والمعروف أنه عباد بن بشر ، كما وقع في مسند أبي يعلى.
٦٥٨٨ ـ عبادة بن سليمان : مولى العباس.
له في النكاح ، قاله ابن سعد ، واستدركه الذهبي. والصواب عبّاد ، بفتح أوله وتشديد الموحدة ، وهو كما تقدم في الأول.
٦٥٨٩ ـ عباس بن جمهان : أو جهمان.
ذكره أبو أحمد العسكريّ ، وقال : حديثه مرسل ، ولا تصح له صحبة حكى عنه إسماعيل بن رافع ، وكذا ذكره البخاري في «التاريخ» وقال : حديثه مرسل.
٦٥٩٠ ـ عبد الأعلى (١)بن عدي البهراني (٢).
تابعي أرسل حديثا ، فذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة في الصحابة ، نقله أبو نعيم ، وقال : لا تصح له صحبة.
وجزم بأنّ حديثه مرسل البخاري ، وأبو داود.
وقد روى عن ثوبان ، وعتبة بن عبد السلمي ، وعبد الله بن عمرو ، وغيرهم. روى عنه حريز بن عثمان ، والأحوص بن حكيم ، وصفوان بن عمرو ، وغيرهم.
وحديثه في مراسيل أبي داود عند النسائي وابن ماجة.
وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» ، وقال يزيد بن عبد ربّه : مات سنة أربع ومائة.
٦٥٩١ ز ـ عبد الله : بن إبراهيم الأنصاري.
أرسل شيئا فذكره بعضهم في الصحابة ، وقال ابن أبي حاتم : مجهول أرسل عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، روى فضالة بن حصن ، عن الخطاب بن سعيد ، عن سليمان بن محمد بن إبراهيم ، عنه واستدركه ابن فتحون ، ونسبه لابن أبي حاتم.
٦٥٩٢ ـ عبد الله بن أبي الأسد.
استدركه ابن فتحون لحديث أورده الخطيب من طريق محمد بن العباس صاحب السامة (٣) ، عن محمد بن بشر ، عن عبيد الله (٤) العمري ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن أبي الأسد ، قال : رأيت (٥) النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم يصلّي في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه ، وهو خطأ نشأ عن سقط وتحريف ، والصواب ما رواه أبو أسامة عن العمري ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد. وسيأتي في عمر بن أبي الأسد فيه خطأ آخر.
__________________
(١) أسد الغابة ت (٢٨٠٦).
(٢) المهداني في أ.
(٣) في أ : الشامة.
(٤) في أ : عن عبد الله.
(٥) في أ : رأيتهصلىاللهعليهوآلهوسلم .
٦٥٩٣ ز ـ عبد الله بن الأسود المزني (١).
ذكره أبو موسى في «الذيل» ، فوهم ، فإنه هو السدوسي ، والرواية التي نسب فيها مزنيا ضعيفة. وقد بينت ذلك في ترجمة الحجاج.
٦٥٩٤ ـ عبد الله بن أنيسة الأسلمي (٢).
ذكره ابن مندة ، وأخرج في ترجمته حديث جابر عنه في القصاص ، ولم يقع في روايته منسوبا ، إنما فيه عبد الله بن أنيس فقط. قال ابن مندة : فرق ابن أبي حاتم بينه وبين الجهنيّ ، وأراهما واحدا.
قلت : والحديث معروف للجهني ، وقد أشرت إلى ذلك في ترجمته ، وجمعهما أبو نعيم في ترجمة ، وعاب على ابن مندة التفرقة ، ولا ذنب لابن مندة فيه. وقد تقدم في الأول عبد الله بن أنس ، أو ابن أنيس الأسلمي ، وذكر من جوز أنه الجهنيّ.
٦٥٩٥ ـ عبد الله بن أبي أنيسة (٣).
ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزي في الصحابة الذين دخلوا مصر ، وأخرج من طريق ابن المبارك ، عن داود بن عبد الرحمن العطار ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر ، قال : سمعت حديثا في القصاص لم يبق أحد يحفظه إلا رجل بمصر يقال له عبد الله بن أبي أنيسة ، فذكر رحلته إليه.
أورده الخطيب في «كتاب الرحلة» في الحديث ، وهذا هو عبد الله بن أنيس الجهنيّ. وقد ذكرت في ترجمته من أخرجه ، ومداره على عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر. واستدركه الذهبي في التجريد على من تقدمه ، وهو خطأ نشأ عن تحريف في اسم أبيه.
٦٥٩٦ ـ عبد الله بن بشر الحمصي.
ذكره البغويّ. وقد تقدم في الأول.
٦٥٩٧ ـ عبد الله بن بغيل (٤): بموحدة ومعجمة مصغّرا.
تقدم التنبيه عليه في عبد الله بن نفيل ، بنون وفاء.
٦٥٩٨ ـ عبد الله بن جبر بن عتيك الأنصاري (٥).
__________________
(١) أسد الغابة ت (٢٨١٦).
(٢) أسد الغابة ت (٢٨٢٣).
(٣) أسد الغابة ت (٢٨٢٤).
(٤) أسد الغابة ت (٢٨٤١).
(٥) أسد الغابة ت (٢٨٥٥).
أرسل حديثا ، فذكره أبو موسى في «ذيل الصّحابة» ، وهو عند النسائي من رواية جعفر بن عون ، عن أبي العميس ، عن عبد الله بن عبد الله بن جبر بن عتيك ، عن أبيه ـ أن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم عاد جبر بن عتيك الحديث.
وأخرجه ابن ماجة من طريق وكيع ، عن أبي العميس ، فزاد فيه بعد قوله : عن أبيه ـ عن جده ، وهو الصواب.
وعبد الله بن عبد الله من شيوخ مالك ، وقد أخرج الحديث عنه في الموطأ ، لكن قال : عن عبد بن جابر بن عتيك ، عن عتيك بن الحارث ـ أن جابر بن عتيك أخبره.
وقد تقدم في ترجمة جابر بن عتيك مفصّلا.
وعبد الله بن جابر المذكور هنا لم أر له ترجمة عند أحد ممن صنّف في الرجال.
٦٥٩٩ ـ عبد الله بن جبير الخزاعي.
تابعي أرسل حديثا فذكره أبو نعيم وأبو عمر في الصحابة ، قال أبو نعيم : مختلف في صحبته. وقال أبو عمر : قيل : إن حديثه مرسل. وقال أبو حاتم الرازيّ : شيخ مجهول روى عن أبي الفيل أن النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم رجم
وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» ، روى عنه سماك بن حرب وحده.
٦٦٠٠ ز ـ عبد الله بن جزء الزّبيدي (١).
ذكره ابن أبي عليّ ، واستدركه أبو موسى ، وهو عبد الله بن الحارث بن جزء ، نسب لجده ، فلا وجه لاستدراكه.
٦٦٠١ ـ عبد الله بن الحارث : أبو إسحاق.
روى عنه قتادة ، واستدركه أبو موسى ، وهو عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الملقب ببّة. وقد ذكره ابن مندة فلا وجه لاستدراكه. وقد تقدم في القسم الثاني.
٦٦٠٢ ـ عبد الله بن الحارث : بن أوس الثقفي (٢).
__________________
(١) أسد الغابة ت (٢٨٦٣) ، طبقات ابن سعد ٧ / ٤٩٧ ، طبقات خليفة ٩٤٥ ، ٢٧١٥ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٢٦٨ ، الجرح والتعديل ٥ / ٣٠ ، المستدرك ٣ / ٦٣٣ ـ الحلية ٢ / ٦ ، تهذيب الكمال ٦٧٢ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٢٦٣ ، العبر ١ / ١٠١ ، تذهيب التهذيب ٢ / ١٣٦ ، مرآة الجنان ١ / ١٧٧ ، تهذيب التهذيب ٥ / ١٧٨ ، حسن المحاضرة ١ / ٢١٢ ، خلاصة تذهيب الكمال ١٦٤ ، شذرات الذهب ١ / ٩٧.
(٢) أسد الغابة ت (٢٨٧١).
ذكره ابن شاهين ، وأخرج من طريق عارم ، عن ابن المبارك ، عن الحجاج بن أرطاة ، عن عبد الملك بن المغيرة ، عن عبد الرحمن السلماني ، عن أوس ، عنه ـ في طواف الوداع.
وفي هذا السند خبط في مواضع. وقد رواه غيره عن ابن المبارك ، عن حجاج ، عن ابن السلماني ، عن عمرو بن أوس ، عن الحارث بن عبد الله بن أوس ، وهو الصواب ، وكذا هو عند الترمذي من طريق عبد الرحمن المحاربي ، عن حجاج بن أرطاة. وأخرجه أبو داود والنسائي من وجه آخر عن الحارث بن عبد الله بن أوس. ومضى على الصواب.
٦٦٠٣ ـ عبد الله بن الحارث : بن أبي ربيعة المخزومي (١).
ذكره ابن عبد البرّ ، فقال : روى ابن خديج عن عبد الله بن أبي أمية ، عن عبد الله بن الحارث بن أبي ربيعة عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم في قطع السارق ، قال : وأظنه هو عبد الله بن الحارث بن عبد الله بن عيّاش (٢) بن أبي ربيعة ، أخو عبد الرحمن بن الحارث ، فإن كان هو فحديثه مرسل لا شك فيه. انتهى كلام أبي عمر.
فأما عبد الرحمن بن الحارث فقد ذكر ابن أبي حاتم ، قال : إنه روى عن أخيه عبد الله بن الحارث ، وحديث عبد الرحمن عند البخاري في الأدب المفرد والسنن الأربعة.
وذكره العجليّ ، فقال : تابعي ثقة ، ووثّقه ابن سعد ، وقال : مات في خلافة المنصور وقيل : كان مولده سنة ثمانين من الهجرة ، وأما أخوه عبد الله فهو أكبر منه. وقال النسائي : ليس بالقوي.
٦٦٠٤ ـ عبد الله بن : الحارث بن زيد بن صفوان الضبي (٣).
تقدم في الأول في عبد الله بن زيد بن صفوان ، ذكره أبو عمر ، فزاد في نسبه الحارث ، وعزاه لابن الكلبي وابن حبيب ، وليس عندهما الحارث.
٦٦٠٥ ـ عبد الله بن الحارث : بن زيد بن صفوان الضبي.
ذكره أبو عمر هكذا.
وقد تقدم في الأول أنه وهم ، وأن الحارث بين عبد الله وزيد زيادة ، وسببها ما ذكر في عبد الله بن زيد أنه كان اسمه عبد الحارث بن زيد فسمّاه النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم عبد الله ، فرآه أبو عمر عبد الحارث بن زيد ، فظنه عبد الله بن الحارث بن زيد.
__________________
(١) أسد الغابة ت (٢٨٧٤) ، الاستيعاب ت (١٥١٠).
(٢) في أ : عباس.
(٣) أسد الغابة ت (٢٨٧٦) ، الاستيعاب ت (١٥١٢).
٦٦٠٦ ز ـ عبد الله بن الحارث العبديّ.
تقدمت الإشارة في القسم الأول.
٦٦٠٧ ز ـ عبد الله بن الحجاج : الثمالي (١).
أورده الذّهبيّ ، وقال ذكره الثلاثة ، وقال (٢) ، بعد عبد الله : أبو الحجاج.
قلت : ما رأيت في «أسد الغابة» شيئا من ذلك ، بل قال : عبد الله أبو الحجاج الثمالي ، قيل اسمه عبد الله بن عبد ، أخرجه الثلاثة. نعم رأيته في «ذيل» أبي موسى كما قال الذّهبيّ. وأخرجه ابن مندة في موضع ثالث فقال : عبد الله الثمالي.
٦٦٠٨ ـ عبد الله بن حرام (٣).
ذكره أبو موسى ، وأبو بكر بن علي ، وذكره من طريق إبراهيم بن أبي عبلة ، قال : رأيت على رأس عبد الله بن حرام [كساء] (٤) قال : صليت إلى القبلتين ، قال أبو موسى : إنما هو عبد الله بن عمرو ابن أم حرام ، وهو كمال قال.
وقد ذكره ابن مندة على الصّواب في عبد الله ابن أم (٥) حرام ، وأبوه اسمه عمرو بن قيس.
٦٦٠٩ ز ـ عبد الله بن أبي حرام.
قال ابن الأثير : رأيته بخطي وعليه علامة الثلاثة ، ولم أجده عندهم.
قلت : إنما هو الّذي قبله ، وهو عبد الله ابن أم حرام ، فتغيرت أداة الكنية من أم إلى أبي.
٦٦١٠ ـ عبد الله بن حزابة (٦): بضم المهملة بعدها زاي منقوطة وبعد الألف موحدة.
ذكره ابن مندة ، فقال : عبد الله بن خزابة ، وعبد الله بن حكل ذكر في الصحابة ، وهما من تابعي أهل الشام ، روى عنهما خالد بن معدان.
٦٦١١ ـ عبد الله بن الحسن. (٧)
ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ ، واستدركه أبو موسى من طريقه ، ثم من رواية داود بن
__________________
(١) أسد الغابة ت (٢٨٨٩).
(٢) في أ : بين.
(٣) أسد الغابة ت (٢٨٩٢).
(٤) سقط من أ.
(٥) في أ : أبي.
(٦) أسد الغابة ت (٢٨٩٦).
(٧) أسد الغابة ت (٢٨٩٧).
عبد الرحمن العطار ، حدثنا عبد الله بن الحسن ـ رفعه : لو كانت عندي ثالثة لزوجتها لعثمان.
قال أبو موسى : هذا مرسل أو معضل ، وهو عبد الله بن الحسن بن علي ، وهو تابعي صغير.
قلت : روى عن أبيه ، وعن أمه فاطمة بنت الحسين ، وابن عم جدّه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وعمه (لأمه) (١) إبراهيم بن محمد بن طلحة ، وعن الأعرج ، وعكرمة وغيرهم.
روى عنه ابناه : موسى ، (ويحيى) (٢) ، ومالك ، والثوري ، وابن أبي الموالي ، وابن عليّة ، وآخرون.
وثّقه ابن معين والرازيان والنسائي والعجليّ ، وغيرهم. وذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات ، فكأنه لم تصحّ عنده روايته عن عبد الله بن جعفر.
وكان لسان بني حسن في زمانه ، قال مصعب الزبيري : ما رأيت علماءنا يكرمون ، أحدا ما يكرمونه ، وكانت له منزلة عند عمر بن عبد العزيز.
مات في حبس المنصور سنة خمس وأربعين ومائة ، وهو ابن خمس وسبعين سنة.
٦٦١٢ ـ عبد الله بن حكل الأزدي (٣).
قال أبو عمر : شامي ، روى عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : «عقر دار الإسلام الشّام». روى عنه خالد بن معدان.
ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه ، وقال : هو مرسل ، وقد مضى كلام ابن مندة فيه في عبد بن حرام. وقال ابن حبّان في «ثقات التابعين» : عبد الله بن حكل روى عن رجل من أصحاب النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم (٤) خالد بن معدان.
٦٦١٣ ـ عبد الله بن حكيم الجهنيّ. (٥)
قال ابن الأثير : ذكره البخاريّ ، فقال : أدرك النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم . قال أبو حاتم الرازيّ (٦) : هو ابن عكيم ، بالعين المهملة ، وهو كما قال.
__________________
(١) في أ : سقط.
(٢) في أ : سقط.
(٣) أسد الغابة ت (٢٨٩٩) ، الاستيعاب ت (١٥٢٩).
(٤) في أ : روى عنه خالد.
(٥) أسد الغابة ت (٢٩٠٠).
(٦) في أ : الرازيّ إنما.
٦٦١٤ ـ عبد الله بن حكيم (١): بصيغة التصغير.
ذكره ابن عبد البرّ ، فقال : سمع النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول في حجة الوداع : «اللهمّ اجعلها حجّة لا رياء فيها ولا سمعة». وهذا وهم نشأ عن سقط ، وذلك أنه سقط منه الصحابي ، وهو بشر بن قدامة كما مضى في الموحدة في القسم الأول على الصواب ، وهو حديث انفرد بروايته سعيد بن بشير ، عن عبد الله بن حكيم ، عن بشر ، وما رواه عن سعيد إلا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، ولا يعرف عبد الله بن حكيم ولا شيخه إلا في هذا الحديث.
٦٦١٥ ز ـ عبد الله بن خليفة.
قال ابن فتحون في «الذيل» : ذكره الطّبريّ ، وأخرج له حديثا في صفة العرش.
قلت : وهو خطأ نشأ عن سقط ، وإنما يروى الحديث المذكور من طريق عبد الله بن خليفة (٢) ، هكذا أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد ، وأبو يعلى ، وابن أبي عاصم ، والطبراني في كتاب السنة ، كلّهم من طريق أبي إسحاق السّبيعي (٣) ، وذكره البخاري وغيره في التابعين.
٦٦١٦ ـ عبد الله بن رئاب (٤).
روي عن ـ النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وحديثه عندي مرسل ، رواه معمر عن كثير بن يزيد عنه ، كذا قال ابن عبد البرّ.
وقال ابن أبي حاتم : عبد الله بن رئاب روى عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم مرسلا ، ويقال ابن زبيب ـ يعني بزاي وموحدتين مصغرا.
روى عن كثير بن يزيد عنه ، فأخذ أبو عمر كلامه ، ونسب الحكم بإرساله إلى نفسه ، وحذف الفائدة في ذكر الاختلاف في اسم أبيه ، وهو الّذي بعده.
٦٦١٧ ـ عبد الله بن زبيب الجندي.
قال ابن مندة : ذكر في الصحابة ، ولا يصح.
__________________
(١) أسد الغابة ت (٢٩٠٣) ، الاستيعاب ت (١٥٣١).
(٢) ابن خليفة عن عمر.
(٣) في أ : السبيعي عنه.
(٤) أسد الغابة ت (٢٩٤٤) ، الاستيعاب ت (١٥٤٩).
روى حديثه عبد الله بن المبارك ، عن معمر بن كثير بن عطاء عنه ، ثم ساق من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن كثير بن عطاء الجندي ، حدثني عبد الله بن زبيب الجندي ، قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا عبادة بن الصّامت ، يا أبا الوليد ، إذا رأيت الصّدقات قد كتمت ، واستؤجر على الغزو ، ورأيت الرّجل يتمرّس بأمانته كما يتمرّس البعير الشّجرة ، وخرب العامر ، وعمر الخراب ، فإنّك والسّاعة كهاتين ـ وأخذ إصبعيه السّبابة والّتي تليها».
وقال أبو نعيم : مختلف في صحبته ، ثم ساق الحديث من وجه آخر عن عبد الرزاق.
قلت : لو لا جزم ابن أبي حاتم بأنه هو والّذي قبله واحد ، وأن الحديث مرسل لأوردته في القسم الأول.
٦٦١٨ ـ عبد الله بن زهير (١).
ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ في الصحابة ، وتبعه أبو موسى في الذيل ، وأخرج من طريقه عن إبراهيم بن الفضل الرخاني (٢) ، عن كامل بن طلحة ، عن حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن عبد الله بن زهير ، قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : «النّفقة في الحجّ كالنّفقة في سبيل الله».
قلت : وهو خطأ نشأ عن سقط وقلب وتصحيف ، والصواب : عن عطاء بن أبي زهير الضبعي ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، كذا رواه منصور عن أبي الأسود ، وأبو عوانة عن عطاء بن السائب ، ورواه علي بن عاصم عن عطاء فخبط فيه ، قال : عن عطاء بن السائب ، عن زهير بن عبد الله ، عن أبيه ، أخرجه ابن مندة. ونبّه على أنه وهم ، وهو كما قال ، إلا أنه لم يبيّن جهة الوهم ، وقد بينتها ولله الحمد.
٦٦١٩ ـ عبد الله بن زيد الجهنيّ (٣).
ذكره ابن مندة. وقال : في إسناد حديثه نظر ، ثم ساق من طريق محمد بن يحيى المأربي ، بالراء والموحدة ، عن حرام بن عثمان ، أحد المتروكين ، عن معاذ عن عبد الله بن زيد الجهنيّ ، عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إذا سرق فاقطع يده ...» الحديث. وفي آخره : «ثمّ إذا سرق فاضرب عنقه». قال ابن مندة : كذا قال حرام ، وخالفه غيره. انتهى.
__________________
(١) أسد الغابة ت (٢٩٥٣).
(٢) في أ : الرحافي.
(٣) أسد الغابة ت (٢٩٥٦).
الإصابة/ج٥/م١٠
وقال أبو نعيم : الصواب أنه عن معاذ بن عبد الله بن حبيب ، عن عبد الله بن زيد الجهنيّ ، وساقه في ترجمة عبد الله بن بدر من طريق حفص بن ميسرة ، عن حرام بن عثمان ، عن معاذ كذلك ، فظهر منه أن الوهم من الراويّ عن حرام بن عثمان بخلاف ما يفهمه كلام ابن مندة.
٦٦٢٠ ـ عبد الله بن زيد بن عمرو بن مازن الأنصاري.
ذكره البغويّ ، وابن مندة ، وهو وهم ، فأما البغوي فقال : سكن المدينة روى عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم في الأذان ، ثم ساق الحديث من طريق الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عبد الله بن زيد ، قال : «رأيت في المنام رجلا نزل من السّماء عليه بردان أخضران ...» الحديث.
وهذا هو عبد الله (١) بن عبد ربه الماضي في الأول ، أخطأ في نسبه وفي جعله اثنين.
وقد أخرج حديث الأذان من طريق الأعمش ، بهذا السند ، ابن خزيمة وغيره من مسند عبد الله بن زيد بن عبد ربه. وأخرج الترمذي بعضه من هذا الوجه ، ومن رواية محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمرو بن مرة كذلك.
وأما ابن مندة ، فقال : ذكره ابن إسحاق في المغازي ، وأنه كان على النفل يوم بدر ، ثم ساق ذلك ، وهو خطأ أيضا ، وإن الّذي عند ابن إسحاق إنما هو عبد الله بن كعب بن زيد ، من بني عمرو بن مازن بن النجار ، وعمرو بن مازن جدّه الأعلى لا والد أبيه ، وسقط كعب بين عبد الله وزيد ، فخرج منه هذا الوهم.
وقد تعقبه أبو نعيم ، فقال : وهم فيه وصحّف ، فأما الوهم ففي إسقاط كعب ، وأما التصحيف ففي قوله ثقل النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم بالمثلثة والقاف ، وإنّما كان على النفل بالنون والفاء ، جعل إليه النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم القيام على النفل الّذي هو الغنائم مقفله من بدر إلى المدينة.
وقد ذكره ابن مندة في عبد الله بن كعب على الصواب.
٦٦٢١ ـ عبد الله بن أبي سديد بن عبد الله بن ربيعة الثقفي.
له حديث في قطع السدر ، رواه ابن قانع ، هكذا استدركه الذهبي فصحّف أباه وقد مضى في حرف الشين المعجمة في الآباء من القسم الأول على الصواب.
__________________
(١) في أ : عبد الله بن زيد بن عبد ربه.
٦٦٢٢ ـ عبد الله بن سعد الأزدي (١)السامي.
غاير ابن عبد البرّ بينه وبين عبد الله بن سعد عمّ حرام بن حكيم ، وهو واحد وقد جاء حديثه من عدة طرق لم ينسب فيها أزديا. والله أعلم.
٦٦٢٣ ـ عبد الله بن سعد بن مري (٢).
تقدم ذكره في الأول ، وأن الذهبي أفرده ، وكأنه وهم.
٦٦٢٤ ز ـ عبد الله بن سعد بن الأطول.
ذكره البغويّ ، فقال : سكن البصرة ، وأخرج له الحديث الّذي أورده في ترجمة أبيه ، وليس له فيه ما يدلّ على أن له صحبة أصلا ، وإنما فيه (٣) أنه كان يزور أصحابه بتستر فيقيم يوم الدخول واليوم الثاني ويخرج في اليوم الثالث ، فإذا سألوه عن ذلك يقول : سمعت أبي يحدّث عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم أنه نهى عن التناوة (٤) ويقول : من أقام في أرض الخراج فقدتنا. انتهى.
والتناوة : بالمثناة الفوقانية بعدها نون.
٦٦٢٥ ز ـ عبد الله بن أبي سلمة.
روى حديثه عبد الحميد بن سليمان عن ابن شهاب عنه في لبس الثوب.
وقد تقدم بيان الصواب في عبد الله بن أبي الأسد.
٦٦٢٦ ـ عبد الله بن سهيل بن عمرو : أخو أبي جندل.
شهد بدرا وذكره ابن مندة ، ثم قال : عبد الله بن سهيل (٥) من مهاجرة الحبشة ، هكذا غاير بينهم ، وأبو جندل هو ابن سهيل بن عمرو بن عبد شمس ، فما أدري كيف خفي عليه هذا.
وقد تعقبه أبو نعيم فقال : جعله ترجمتين ، وهما واحد. وقال ابن الأثير : بل جعله ثلاث تراجم ، والجميع واحد : وهو كما قال.
__________________
(١) في أ : الشامي.
(٢) في أ : بري.
(٣) في أ : فيه عنه.
(٤) التّناوة : المراد بها : التّناية وهي الفلاحة والزراعة فقلب الياء واوا. النهاية : ١ / ١٩٩.
(٥) في أ : سهيل.
قلت : لكن ابن مندة قال في الثالث : يقال إنه غير الأوّل ، وهو محتمل وأبو نعيم معذور.
٦٦٢٦ (م) ـ عبد الله بن صائد : وهو الّذي يقال له ابن صياد.
ذكره ابن شاهين ، والباوردي. وابن السكن ، وأبو موسى في الذيل ، قال ابن شاهين : كان أبوه من اليهود ، ولا يدري من أي قبيلة هو ، وهو الّذي يقال إنه الدجال ، ولد على عهد رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم أعور مختونا ، ومن ولده عمارة بن عبد الله بن صيّاد ، وكان من خيار المسلمين من أصحاب سعيد بن المسيّب.
روى عنه مالك وغيره ، ولم يزد أبو موسى على هذا.
وأما ابن السّكن فقال في آخر العبادلة «ذكر الدجال» : رأيت في كتاب بعض أصحابنا كأنه يعني الباوردي في أسماء من ولد على عهد رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : ومنهم عبد الله بن صياد وأورد ابن الأثير في ترجمته حديث ابن عمر الّذي في الصحيح أنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم مرّ بابن صياد وهو يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة وهو غلام لم يحتلم الحديث. وفيه سؤاله عن الدخ (١) ، وحديث ابن عمر أيضا في دخول النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم النخيل الّذي فيه ابن صياد ، وهو نائم ، وهو قول أمه له : يا صاف ، هذا محمد ، فقال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : «لو تركته بين» ، وفيه قوله : «أتشهد أني رسول الله؟ فقال : أشهد أنّك رسول الأمّيين ...» الحديث.
وفيه : أن (٢) عمر استأذن النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم في قتله ، فقال : «إن يكنه فلن تسلّط عليه ، وإن يكن غيره فلا خير لك في قتله» قال بعض العلماء : لأنه كان من أهل العهد.
وفي «الصحيحين» عن جابر أنه كان يحلف أن ابن صياد الدّجال. وذكر أنّ عمررضياللهعنه كان يحلف بذلك عند النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم .
وفي «صحيح مسلّم» عن أبي سعيد ، قال : صحبني ابن صياد في طريق مكة ، فقال : لقد هممت أن آخذ حبلا وأوثقه إلى شيء فأختنق به مما يقول الناس لي ، أرأيت من خفي عليه حديث رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكيف يخفى عليكم يا معشر الأنصار ، ألم يقل إنه لا يولد له ، وقد ولد لي ، ألم يقل إنه لا يدخل المدينة ولا مكة ، فها أنا من المدينة ،
__________________
(١) الدّخّ والدّخّ : الدّخان. اللسان ٢ / ١٣٣٩.
(٢) في أ : أن ابن عمر.
وهو ذا انطلق إلى مكة ، قال : فو الله ما زال يخبر بهذا حتى خفي.
قلت : فلعله يكون مكذوبا عليه ، ثم قال : والله يا أبا سعيد لأخبرنك خبرا حقا ، إني لأعرفه ، وأعرف والده وأين هو الساعة من الأرض. فقلت (١) : تبّا لك سائر اليوم.
ثم وجدت في بعض حديث أبي سعيد زيادة ، فروينا في الجزء الثاني من أمالي المحاملي
رواية الأصبهانيين عنه ، قال : حدثنا أحمد بن منصور بن سراج (٢) ، حدثنا النصر ، حدثنا عوف ، عن أبي نضرة ، قال : قال أبو سعيد : أقبلت في جيش من المدينة قبل المشرق ، وكان في الجيش عبد الله بن صائد. وكان لا يسايره أحد ولا يرافقه ولا يؤاكله أحد ولا يسارّه ، ويسمونه الدجال ، قال : فبينما أنا ذات يوم نازل فجاء عبد الله بن صياد حتى جلس معي ، فقال : [يا أبا سعيد ، ألا ترى ما صنع هؤلاء الناس لا يسايرونني فذكر ما تقدم ، وقال : قد علمت] (٣) يا أبا سعيد أن الدجال لا يدخل المدينة ، وأنا ولدت بالمدينة وائتدلت ، وقد سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «إنّ الدجّال لا يولد له ، وقد ولد لي ، والله لقد هممت مما يصنع بي هؤلاء النّاس أن آخذ حبلا فأختنق حتّى أستريح ، والله ما أنا بالدّجّال ، والله لو شئت لأخبرتك باسمه واسم أبيه وأمّه ، والقرية التي يخرج منها». ورجال هذا السند موثقون ، لكن محاضر في حفظه شيء ، وإن كان قوله : سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم بالرفع ، ولم يثبت أنه أسلّم في عهد النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم لم يدخل في حدّ الصحابي ، وقد أمعنت القول في ذلك في كتاب الفتن من فتح الباري في شرح البخاري ، وفي صحيح مسلّم أن ابن عمر غضب منه فضربه بعصا ثم دخل على حفصة. فقالت : ما لك وله! إنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إنّ الدّجّال يخرج من غضبة يغضبها».
وفي الجملة لا معنى لذكر ابن صيّاد في الصحابة ، لأنه إن كان الدجال فليس بصحابي قطعا ، لأنه يموت كافرا ، وإن كان غيره فهو حال لقيه النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم لم يكن مسلما ، لكنه إن كان مات على الإسلام يكون كما قال ابن فتحون على شرط كتاب الاستيعاب.
٦٦٢٧ ـ عبد الله بن عبد الله (٤): بن أبي مالك.
ذكره ابن مندة ، وقال : شهد بدرا ذكره يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، وأسنده من طريقه.
__________________
(١) في أ : قال فقلت له تبّا.
(٢) في أ : براح.
(٣) سقط في أ.
(٤) أسد الغابة ت (٣٠٤٠).
وتعقّبه أبو نعيم بأنه سقط من نسخته ابن بين أبي ومالك ، والصواب ابن أبيّ بن مالك ، فأبيّ ومالك اسمان ، وليسا كنية لشخص واحد ، وأبيّ بفتح الموحدة والتشديد ، وعبد الله المذكور ، وهو ولد عبد الله بن أبيّ ، المعروف بابن سلول رأس النفاق.
وقد مضت ترجمته في ترجمته في القسم الأول ، ووقع في رواية سلمة بن الفضل وزياد البكائي وغيرهما عن ابن إسحاق على الصواب.
٦٦٢٨ ـ عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي (١).
ذكره ابن أبي هاشم في «الصحابة» ، وساق بسند صحيح إلى (عمر بن أبي) عمرو مولى (٢) المطلب ، حدثني سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر ـ أنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم لما دفع عشية عرفة سمع وراءه زجرا شديدا وضربا ، فالتفت إليهم ، فقال : «يا أيّها النّاس ، السّكينة ، فإنّ البرّ ليس بالإيضاع» ، ثم نقل عن يزيد بن هارون أنه قال : كان عبد الله بن عبد الله بن عمر أكبر ولد ابن عمر.
قلت : نعم ذكر الزبير أن ابن عمر أوصى إليه ، وقال الزبير : كان من وجوه قريش وأشرافها. انتهى.
ولا يلزم من ذلك أن يكون له صحبة ولا رؤية : فقد قال الزبير بن بكار : إن أمه صفية بنت أبي عبيد رضيعته كانت في حياة النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم صغيرة ، فلم يولد إلا بعد موت النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فليست له صحبة ولا رؤية. وحديثه عن أبيه في الصحيحين ، ولم أجد له رواية عن أحد من كبار الصحابة كجدّه عمر فمن بعده ، وإنما له رواية عن أبي هريرة ، ومن دونه.
روى عنه ابنه عبد العزيز ونافع مولاهم ، والزهري ، ومحمد بن عباد بن جعفر ، وعبد الرحمن بن القاسم (٣) ، ومحمد بن أبي بكر. وآخرون من أهل المدينة.
قال وكيع والعجليّ وابن سعد وأبو زرعة والنّسائي : ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : مات سنة خمس ومائة.
٦٦٢٩ ـ عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي. (٤)
__________________
(١) أسد الغابة ت (٣٠٤١) ، الاستيعاب ت (١٦١٠).
(٢) في أ : بسند صحيح إلى عمرو مولى ابن أبي عمرو مولى المطلب.
(٣) في أ : ابن.
(٤) الاستيعاب ت (١٦١٢).
ذكره ابن حبّان في «الصحابة» وقال ابن عبد البر : له صحبة ورواية : من حديثه عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم أنه صلّى في بني عبد الأشهل.
روى عنه إسماعيل بن أبي حبيبة. انتهى.
وكلامه يشعر بأن لعبد الله هذا أحاديث هذا منها.
وقال ابن أبي حاتم : روي عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم . روى عنه إسماعيل بن أبي حبيبة.
قلت : وحديثه المذكور عند ابن ماجة ، وابن أبي عاصم ، ولعله جاءنا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم في مسجد بني عبد الأشهل ، ولكن عبد الله ليس صحابيا ، وإنما سقط من رواية هؤلاء قوله في السند : عن أبيه ، عن جده.
وقد مضى في الثاء المثلثة أن اسم جده ثابت بن الصامت بن عدي ، ويقال : إن ثابتا مات في الجاهلية ، وإنّ الصحبة لولده عبد الرحمن ، وقد بينت ذلك في القسم الأول في ترجمة ثابت.
٦٦٣٠ ز ـ عبد الله بن عبد الرحمن بن سابط : أبي حميضة الجمحيّ.
ذكره ابن شاهين ، وأسند من طريق يحيى بن عبد الحميد ، عن أبي بردة ، عن علقمة بن مرثد ، عن ابن سابط ، عن أبيه حديث : إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي ، أورده من وجهين عن يحيى ولم يسمّه فيهما ، ولا الراويّ عنه ، والّذي عند غيره : عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط. والصحبة لجدّه سابط. واختلف في عبد الله بن سابط كما تقدم في القسم الأول.
٦٦٣١ ـ عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر (١)الصديق.
أورده ابن مندة مختصرا ، وقال : قتل يوم الطائف ، وذكره ابن شاهين ، وأورده في ترجمته من طريق عمرو بن الحارث أنّ بكيرا حدثه أن أبا ثور حدّثه عن عبد الرحمن بن أبي بكر ، وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ـ أنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «لا تحلّ الصدقة لغنيّ ولا لذي مرّة سويّ».
فأما دعوى ابن مندة فإنّها غلط ، نبّه عليه ابن الأثير قال : وللذي قتل يوم الطائف من ولد أبي بكر هو عبد الله بن أبي بكر أخو عبد الرحمن بن أبي بكر لا ولده. وقد تقدم في القسم الأول.
__________________
(١) الاستيعاب ت (٣٠٤٩).
وأما دعوى ابن شاهين فأوهى منها ، وذلك أنه نقل عن أبي بكر بن أبي داود أن أبا ثور الفهميّ صحابي ، فظنّ أنه راوي هذا الحديث ، وأنه روى عن صحابيين مثله ظنّا من ابن شاهين أنّ عبد الرحمن بن أبي بكر هو ابن الصديق. وأن عبد الله بن عبد الرحمن المذكور معه ولده ، فترجم هنا لولده ، وهو ظنّ فاسد ، فإن عبد الرحمن بن أبي بكر هو عبد الرحمن بن أبي بكر عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، وعبد الله بن عبد الرحمن هو ولده ، والحديث من روايتهما مرسل ، وأبلغ من ذلك في الغفلة أنّ ابن شاهين أورد في هذه الترجمة قول موسى بن عقبة : لا نعلم أربعة أدركوا النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم في نسق إلا محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة ، وهذا الحصر يردّ عليه إثباته عبد الله بن عبد الرحمن في الصحابة ، فإن كان عنده أنه أخو أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن ، فكان ينبغي أن يفصح بإيراده على موسى بن عقبة وإلّا فعبد الله بن عبد الرحمن هذا إنما هو حفيد محمد بن عبد الرحمن الّذي ذكره موسى بن عقبة ، وليس صحابيا ، بل هو تابعي مشهور ، وأمّه من ولد أبي بكر أخت أم المؤمنين أم سلمة ، وحديثه عن أم سلمة في الصحيحين.
قال النووي : قلت : الظاهر المختار الجاري على التواعد أنه إذا لم يتوهما لا تطليق إلا لأحدهما أو أحدهن ، لأن الاسم يصدق عليه فلا يلزمه زيادة ، وقد صرح بهذا جماعة من المتأخرين ، وهذا إذا نوى بحلال الله ـ تعالى ـ حرام طلاق وإن جعلناه صريحا ، والله أعلم.
٦٦٣٢ ـ عبد الله بن عبس.
شهد بدرا ، ولم ينسبوه ، بل قالوا : هو من حلفاء بني الحارث بن الخزرج ، هكذا ذكره ابن عبد البرّ ، قال ابن الأثير : أفرده أبو عمر بترجمة ، وهو الأول ـ يعني عبد الله بن عبس ، ويقال ابن عبيس ، وقد تقدم في القسم الأول ، قال : وإنما اشتبه على أبي عمر حيث رأى في هذا أنه حليف ، ولم يذكر في الأول أنه حليف ، لكنهم كثيرا ما يختلفون في الواحد يذكر تارة من القبيلة وتارة من حلفائها.
٦٦٣٣ ـ عبد الله بن عبيد الله (١)بن عتيق.
قال أبو موسى في «الذيل» : أورده علي بن سعيد العسكري في الأفراد ، وأخرج أبو بكر بن أبي علي من طريقه عن العطاردي ، عن يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدثني محمد بن إبراهيم التيمي ، عن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن عتيق ، عن أبيه : سمعت
__________________
(١) أسد الغابة ت (٣٠٥٨).
حرف الدال
٥٦ ـ داود الطرماح
مرّ عليك في ترجمتنا لأسد الكلبي أنّ الإمام حين ندب أصحابه الصرعى جرى اسم داود بن الطرماح على لسانه ، ومن المقطوع به أنّه لو لم يكن من أعيان الأصحاب لما خصّه الإمام بالنداء ولكن لم أعثر على ذكر له في كتب الرجال ، والله العالم. وبالطبع إنّ عدم الوجدان لا يدلّ على عدم الوجود.
حرف الذال
حرف الراء
٥٧ ـ رافع بن عبدالله
روى المقامقاني والسماوي والحدائق الورديّة وذخائر الدارين بسياق واحد تقريباً وهذا تلخيصٌ لما روي في الحدائق الورديّة وهو أنّ رافع بن عبدالله مولى مسلم بن كثير الأزدي خرج من الكوفة قاصداً كربلاء لنصرة الإمامعليهالسلام والتحق بالإمام ، فلمّا كان يوم عاشوراً واتّقدت نيران الحرب فاستشهد مولاه مسلم بن كثير في الحملة الأُولى واستشهد رافع بعد صلاة الظهر مبارزة ، بعد أن قتل من القوم مقتلة عظيمة وعجّل بأرواحهم إلى جهنّم وبئس المصير. فاشترك في قتله كثير بن شهاب التميمي ومخفر بن أوس الضبّي(١) .
٥٨ ـ ربيعة بن خوط
قلنا في ترجمة حبيب بن مظاهر أنّ ربيعة بن خوط بن رئاب المكنّى أبا ثور
__________________
(١) إبصار العين ، ص ١٠٨.
الشاعر قُتل مع الحسين بن عليّ ، والمرزباني كنّاه «أبا المهوش»(١) ، وقال : إنّه من المخضرمين.
وقال ابن عساكر : أدرك الصحبة ، وأبو ثور كنية ابن عمّه ربيعة بن ثعلبة بن رئاب.
وقال في الإصابة : ربيعة بن خوط ، حضر يوم ذي قار ـ يعني كان مع الركب المظفّر للإمام أميرالمؤمنينعليهالسلام ـ ثمّ نزل الكوفة إلى أن ختمت حياته بالشهادة(٢) .
٥٩ ـ رجل من خزيمة
قال في المقتل المنسوب لأبي مخنف أنّ عمر بن سعد أرسل رجلاً آخر إلى الحسين بن عليعليهماالسلام من قبيلة خزيمة ، وقال له : امض إلى الحسينعليهالسلام وقل له : ما الذي جاء بك إلينا؟ وأقدمك علينا؟ فأقبل حتّى وقف بأزاء الحسينعليهالسلام فنادى ، فقال الحسينعليهالسلام : أتعرفون هذا الرجل؟ فقالوا : هذا رجل فيه الخير إلّا أنّه شهد هذا الموضع ، فقال : سلوه ما يريد؟ فقال : أُريد الدخول على الحسينعليهالسلام ، فقال له زهير : ألق سلاحك وادخل ، فقال : حبّاً وكرامة ، ثمّ ألقى سلاحه ودخل عليه ، فقبّل يديه ورجليه وقال : يا مولاي! ما الذي جاء بك إلينا وأقدمك علينا؟ فقالعليهالسلام : كتبكم ، فقال : الذين كاتبوك هم اليوم من خواصّ ابن زياد! فقال له : ارجع إلى صاحبك وأخبره بذلك ، فقال : يا مولاي! من الذي يختار النار على الجنّة ،
__________________
(١) لم أعثر على شاعر في المرزباني له هذه الكنية ويتعذّر التأكّد من صحّتها عند المؤلّف لأنّ النُّسّاخ لا دقّة لهم.
(٢) الإصابة لابن حجر ، ج ٢ ص ٤٥٢. والمؤلّف استند إليه حتّى فيما قاله ابن عساكر والمرزباني عنه وكنّاه ابن حجر «أبو المهوش».
فوالله! ما أُفارقك حتّى ألقى حمامي بين يديك ، فقال له الحسينعليهالسلام : واصلك الله كما واصلتنا بنفسك ، ثمّ أقام مع الحسينعليهالسلام حتّى قُتل (رضي الله تعالى عنه)(١) .
أقول : سبق في ترجمة حبيبعليهالسلام أنّ ابن سعد بعث كثير بن عبدالله الشعبي وجرت بينه وبين أبي ثمامة مشادّة عاد من بعدها إلى ابن سعد فبعث قرّة بن قيس الحنظلي فبلّغ رسالة صاحبه فدعاه حبيب إلى نصرة الحسينعليهالسلام فلم يجبه ورجع إلى ابن سعد ، فظهر من هذا أنّ هذا الخزيمي غيرهما.
٦٠ ـ رميث بن عمرو
ذكره الشيخ الطوسي في رجاله وقال : رميث بن عمرو من أصحاب الحسينعليهالسلام (٢) .
وكذلك ذكره التفرشي في نقد الرجال(٣) .
وقال المامقاني : رميث ـ بضمّ الراء المهملة وفتح الميم والياء المثنّاة من تحت الساكنة والثاء المثلّثة ـ عدّة الشيخ في رجاله من أصحاب الحسين إلّا أنّ حاله مجهول وظاهره كونه إماميّاً.
أقول : وفي الزيارة الرجبيّة وردت هذه العبارة : «السلام على رميث بن عمرو» وهذا شاهد على أنّه من شهداء كربلاء ، والله العالم.
__________________
(١) مقتل الحسينعليهالسلام ، ص ٨١ ؛ الإمام الحسين وأصحابه ، ج ١ ص ٢٢٤ ؛ معالي السبطين ، ج ١ ص ٣٠٩.
(٢) الرجال ، ص ١٠٠. ولم ينسبه إلى شيء واقتصر على ذكره تحت رقم ٩٧٩.
(٣) نقد الرجال ، ج٢ ص ٢٤٨ قال : من أصحاب الحسينعليهالسلام ، رجال الشيخ ، وعزاه المحقّق إلى ج ٢ ص ١٠٠ وقال الشيخ مهدي شمس الدينرحمهالله : ذكره الشيخ دون أن ينصّ على مقتله (أنصار الحسين ، ص ١١٧).
حرف الزاي
٦١ ـ زهر بن عمرو الأسلمي(١)
رجل شجاع محبّ لأهل البيت النبوي صلّى الله عليهم ، ومن أصحاب الشجرة ، وكان في غزوة الحديبيّة ملازماً للنبيّ لم يشذّ عنه ، كنيته «أبو مجزأة». روى عنه ولده ، وسكن الكوفة وكان صاحباً لعمرو بن الحمق الخزاعي ، إلى أن حجّ سنة ستّين للهجرة والتقى هناك بالإمام الحسينعليهالسلام فلم يفارقه حتّى اليوم العاشر من المحرّم ، واستشهد في الحملة الأُولى.
أقول : ذكرت ترجمة ضافية لعمرو بن الحمق الخزاعي في «الكلمة التامّة»
__________________
(١) ذكره العسقلاني في الإصابة ، ج ٧ ص ٢٩٨ و ٣٣٣ ؛ وابن عبدالبرّ في الاستيعاب ، ج ٢ ص ٥١٠ ؛ وابن الأثير في أُسد الغابة ، ج ٢ ص ١٩٣ ؛ والمحدّث الأسترآبادي في المنهج ؛ والشيخ في رجاله ؛ والتفرشي في نقد الرجال ؛ والسماوي في إبصار العين ، ص ٣ وغيرهم من أرباب السير والمقاتل : أنّه زاهر بن الأسود بن حجّاج بن قيس الأسلمي الكندي ، أبو مجزأة من أصحاب الشجرة ، وسكن الكوفة ، وروى عنه ابنه مجزأة ، وشهد الحديبيّة وخيبر ، وكان بطلاً مجرّباً شجاعاً مشهوراً ، محبّاً لأهل البيت معروفاً ، وحجّ سنة ستّين فالتقى مع الحسينعليهالسلام فصحبه وكان ملازماً له حتّى حضر معه كربلاء واستشهد بين يديه في الحملة الأُولى ، وقد زاده على شرف الشهادة تخصيصه بالتسليم عليه في الزيارة الناحية المقدّسة بقوله : «السلام على زاهر بن عمرو ، مولى عمرو بن الحمق الخزاعي» وكذا في الرجبيّة : «وكان صاحب عمرو بن الحمق الخزاعي».
وأذكر هنا رواية ذكرها الطبري والقاضي النعمان المصري في دعائم الإسلام لما لها من دخل في ترجمة زاهر.
وكان عمرو بن الحمق من الذين بشّرهم رسول الله بالجنّة وعاش بعد شهادة أميرالمؤمنينعليهالسلام ، وجدّ معاوية في البحث عنه لأنّه كان من أصحاب حجر بن عدي في عهد ولاية زياد بن أبيه على الكوفة وكانا قد أقاما مجلساً كبيراً في مسجد الكوفة لمناصرة أميرالمؤمنين والدفاع عنه ، وكانا يتلوان أحاديث الإمام في كلّ حين ، ففرّقهم زياد. قال الطبري(١) :
كان زياد بن أبيه على المنبر فحصبه عمرو بن الحمق بالحصى وأعانه على ذلك زاهر بن عمرو لأنّه كان صاحبه وكانا متّحدين قولاً وفعلاً ، فقام زياد ينظر إليهم وهو على المنبر (ففشوا بالعمد) فضرب رجل (من الحمراء) يقال له «بكر ابن عبيد» رأس عمرو بن عبيد بعمود فوقع ، فعجّل إليه ناس من الأزد فطافوا به ، وأتاه أبو سفيان بن عويمر والعجلان بن ربيعة وهما رجلان من الأزد فحملاه فأتيا به دار رجل من الأزد يقال له «عبيدالله بن مالك» فخبّأه بها فلم يزل بها متوارياً حتّى خرج منها إلى أن أرسل معاوية إلى زياد بحبس عمرو بن الحمق وصاحبه زاهر بن عمرو وسوقهما إلى الشام ، فلم يظفر بهما زياد فخرج عمرو بن الحمق من الكوفة مستخفياً واختبأ بغار قريب من الموصل فبلغ العامل خبرهما فأرسل في طلبهما فلم يقو عمرو على الفرار ولكن زاهر استوى على فرسه فناداه عمرو : ما تريد أن تصنع؟ فقال زاهر : أذّب عنك بسيفي ، فقال : وما يغني سيفك عنّي
__________________
(١) لم ينقل المؤلّف نصّ الطبري وإنّما ترجمه وتصرّف فيه ، والنصّ عند الطبري طويل جدّاً بحيث تتناول الأحداث كلّها وما وقع لحجر وأصحابه فرأيت متابعة الطبري شاقّة جدّاً بل يتخلّل الفقرات التي اختارها المؤلّف جمل كثيرة لا ربط لها بما نحن فيه من ثمّ اعتمدت على الترجمة وأشرت إلى الطبري وغيره.
وعنك ولكن انج بنفسك من القوم ، فحمل عليهم زاهر واجتازهم عدواً على فرسه فخالوه عمراً بن الحمق لذلك لمّا قبضوا عليه سألوه : من أنت؟ قال : أنا من إن تركتموه كان خيراً لكم ، وإن قتلتموه كان شرّاً لكم ، فما عرّفهم بنفسه ، فساقوه إلى عامل الموصل عبدالرحمن بن عثمان الثقفي المعروف بابن أُمّ الحكم وهو ابن أُخت معاوية ، فعرف عمراً وكاتب معاوية بقصّته فأرسل إليه معاوية أنّ عمراً بن الحمق طعن عثمان بخنجر فافعل به ما فعله بعثمان ، ثمّ أخرجوه وطعنوه فخنجر فمات بالطعنة الثانية(١) .
وقال القاضي النعمان المصري في دعائم الإسلام : هرب عمرو بن الحمق من معاوية إلى الجزيرة وصاحبه رجل من أصحاب عليّعليهالسلام يُدعى زاهر بن عمرو
__________________
(١) وأنا أنقل لك رواية الطبري عن مقتل عمرو ، قال : وزياد ليس له عمل إلّا طلب رؤساء أصحاب حجر ، فخرج عمرو بن الحمق ورفاعة بن شدّاد (لا أثر لزاهر الذي ذكره المؤلّف هنا ـ المترجم) حتّى نزلا المدائن ثمّ ارتحلا حتّى أتيا أرض الموصل فأتيا جبلاً فكمنا فيه وبلغ عامل ذلك الرستاق أنّ رجلين قدكمنا في جانب الجبل ، فاستنكر شأنهما وهو رجل من همدان يقال له : عبدالله بن أبي بلتعة ، فسار إليها في الخيل نحو الجبل ومعه أهل البلد فلمّا انتهى إليهما خرجا فأمّا عمرو بن الحمق فكان مريضاً وكان بطنه قد سقي ، فلم يكن عنده امتناع ، وأما رفاعة بن شداد وكان شابّاً قويّاً فوثب على فرسٍ له جواد فقال له : أُقاتل عنك ، قال : وما ينفعني أن تقاتل ، انج بنفسك إن استطعت ، فحمل عليهم فأفرجوا له فخرج تنفر به فرسه وخرجت الخيل في طلبه وكان رامياً فأخذ لا يلحقه فارس إلّا رماه فجرحه أو عقره ، فانصرفوا عنه وأخذ عمرو بن الحمق فسألوه من أنت؟ فقال : من إن تركتموه كان أسلم لكم ، وإن قتلتموه كان أضرّ لكم ، فسألوه فأبى أن يخبرهم ، فبعث به ابن أبي بلتعة إلى عامل الموصل وهو عبدالرحمن بن عبدالله بن عثمان التثقفي ، فلمّا راى عمرو بن الحمق عرفه وكتب إلى معاوية بخبره فكتب إليه معاوية أنّه زعم أنّه طعن عثمان تسع طعنات بمشاقص كانت معه وإنّا لا نريد أن نعتدي عليه فاطعنه تسع طعنات كما طعن عثمان بن عفّان ، فأخرج فطعن تسع طعنات فمات في الأولى منهنّ أو الثانية. (تاريخ الرسل والملوك لابن جرير الطبري ، ج ٤ ص ١٩٢).
الكندي حتّى إذا أراحوا ليلاً في أحد الوديان لدغت حيّة عمراً فلمّا أصبح كان الورم قد استشرى في بدنه كلّه ، فقال لزاهر : ابتعد عنّي ما استطعت واتركني لأنّ حبيبي رسول الله أخبرني أنّ الجنّ والإنس يشتركان في دمي ، وبناءاً على هذا فإنّي مقتول لا محالة ، فقد بان لي من شدّة سريان السمّ في جسمي أنّها آخر أيّامي من الدنيا وأنا ميّت حتماً وسيضلّ العدوّ هذه الساعة ، فبينما هما يتحاوران وإذا بآذان الخيل قد ظهرت وهي تطلبهما ، فقال عمرو : قم يا زاهر واستخفي حتّى أُقتل ويفصلوا رأسي عن جسمي ، فإذا تركوني فوار جسدي.
فقال زاهر : لا أفعل ذلك أبداً ، فلن أُفارقك ولن أتخلّى عن نصرتك وسأُناضلكم حتّى آخر سهم ، فإذا فنيت سهامي أُقتل معك.
فقال له عمرو بن الحمق : أقسمت عليك ألّا تفعل إلّا ما أقول لك ، لأنّ ذلك ينفعك منفعة كبرى. ولمّا فرغ عمرو من حديثه أطاعه زاهر واختبأ عن عدوّه ، ثمّ قطعوا رأس عمرو بن الحمق ورفعوه على رأس الرمح وحملوه من بلد إلى بلد إلى أن بلغوا به الشام(١) .
قال في نفس المهموم : فظهر أنّ زاهراً كان من أصحاب أميرالمؤمنينعليهالسلام وخصّص بمتابعة عمرو بن الحمق الخزاعي ـ ولهذا قيل له مولى عمرو بن الحمق فالمولى في هذا المقام بمعنى التابع من الشيخ عبّاس / المترجم ـ صاحب رسول اللهصلىاللهعليهوآله ووفّق بموالاته ودفنه ثمّ ساقته السعادة إلى أن رُزِق في نصرة الحسينعليهالسلام الشهادة ، وكان من أحفاده أبو جعفر محمّد بن سنان (الزاهري) (من أصحاب الكاظم والرضا والجوادعليهمالسلام ) المتوفّى سنة ٢٢٠ وهو يروي عن الرضا والجوادعليهماالسلام ، واختلف فيه علماء الرجال فعدّه الشيخ المفيد من الثقات ، وتوقّف
__________________
(١) الرواية مترجمة وأرجو القارئ أن يرجع إلى دعائم الإسلام ليأخذها منه ولا يقنع بالمترجم.
العلّامة بشأنه ، ضعّفه الشيخ الطوسي والنجاشي والغضائري ، قال المقامقاني بعد خمس صفحات : والأقوى عندي أنّه ثقة صحيح الاعتقاد.
٦٢ ـ زائدة بن المهاجر
لا يوجد له ذكر إلّا في الزيارة الرجبيّة ولا يوقف على شرح حاله في أيّ من كتب الرجال والمقاتل ، ومن المحتمل أن يكون الاسم مصحّفاً عن «زياد بن مصاهر» حيث يوجد في الناسخ ص ٢٧٨ نقلاً عن «جلاء العيون» لعبدالله بن محمّد رضا الحسيني أنّ زياداً بن مصاهر الكندي حمل على جيش ابن سعد بعد مالك بن أنس وقتل منهم تسعة بالسيف ثمّ استشهد ، والله أعلم بالتعدّد والاتّحاد.
٦٣ ـ زهير بن سليم
نقل العلّامة السماوي عن الحدائق الورديّة وكذلك فعل المامقاني أنّ زهيراً ممّن جاء إلى الحسينعليهالسلام في الليلة العاشرة عند ما رأى تصميم القوم على قتاله ، فانضمّ إلى أصحابه ، وقتل في الحملة الأُولى(١) .
وفي زيارة الناحية المقدّسة : «السلام على زهير بن سليم الأزدي».
وفي الزيارة الرجبيّة : «السلام على زهير بن سليمان (والتعدّد بعيد في الغاية)(٢) ».
وقال ابن شهر آشوب : زهير بن سليم قتل في الحملة الأُولى.
وقال في منتهى الآمال أنّ الفضل بن العبّاس بن ربيعة بن الحرث بن عبدالمطّلب يقول فيه في القصيدة التي ينعى بها على بني أُميّة أعمالهم :
__________________
(١) إبصار العين ، ص ١٠٩.
(٢) الجملة بين قوسين من المؤلّف.
أرجعو عامراً وردّوا زهيراً |
ثمّ عثمان فارجعوا غارمينا |
|
وارجعوا الحرّ وابن قين قوماً |
قُتلوا حين جاوزوا صفّينا |
|
أين عمرو وأبن بشر وقتلى |
منهم بالعراء ما يدفنونا |
يعني بعامر عامراً العبدي وزهير بن سليم ، وبعثمان أخا الحسين ، وبالحرّ الرياحي ، وبابن القين زهيراً ، وبعمرو الصيداوي ، وببشر الحضرمي(١) .
وكان زهير بن سليم قد شارك في حروب القادسيّة وأبلى بلاءاً حسناً ثمّ صحب أميرالمؤمنينعليهالسلام وختم له بالشهادة والرضا.
٦٤ ـ زهير بن سيّار
لا يوجد له ذكر في كتب الرجال ولم أقع له على عين ولا أثر ، وربّما كان مشتبهاً بزهير بن سليم وهذا لا يخلو من بُعد.
٦٥ ـ زهير بن بشر الخثعمي
في الزيارة الناحية : «السلام على زهير بن البشر (كذا) الخثعمي».
وفي الزيارة الرجبيّة : «السلام على زهير بن بشير الخثعمي» بزيادة الياء في بشر.
وجاء في ترجمة عبدالله بن بشر الخثعمي أنّه كان من المعروفين في حرب القادسيّة ، وله آثار في تمصير الكوفة ، واعتبر صاحب الناسخ زهير بن بشر الخثعمي في عداد المقتولين في الحملة الأُولى. ومثله فعل المحدّث القمّي في منتهى الآمال نقلاً عن المناقب.
__________________
(١) إبصار العين ، ص ١٠٩.
٦٦ ـ زوجة وهب
قتلها غلام لشمر وسوف تأتي ترجمتها الكاملة مع ترجمة وهب إن شاء الله.
٦٧ ـ زهير بن القين الأنماري البجلي(١)
يجب أن لا يفوت القارئ أنّ زهير بن القين من الرجال المرموقين ومن الفرسان صائدي الأُسود ، ومن الخطباء الفحول ، والأصحاب الأوفياء ، وكان على ميمنة الحسينعليهالسلام ويُعرف بأصالة الرأي والحكمة وحسن القيادة والشجاعة والمقاتلة واللّابس لكلّ ظرف لبوسه ، لا تجده إلّا في المقدّمة في الحوادث الكبار قولاً وعملاً ، يتقدّم الرعيل بخطى الواثق الشجاع ، وأقواله الآتية دليل على ذاته.
في كتاب الدرّ النظيم وهو من تأليفات جمال الدين يوسف بن حاتم الفقيه الشامي المعاصر لابن طاووس وتوجد نسخته الخطّيّة في حيازتي ، روى بسنده عن بعض بني فزارة وكان السدّي يقول أيضاً في زمن الحجّاج بن يوسف الثقفي قال : التقيت يوماً في منزلي برجل من قبيلة بني فزارة فقلت له : أخبرنا عن لقاءك بالحسين مع زهير في سفركم إلى العراق ، قال : خرجنا مع زهير بن القين البجلي من مكّة نريد العراق ، وكنّا نكره النزول مع الحسين في منزل واحد خوفاً من بني أُميّة ، فكنّا نرحل إذا نزل ، وننزل إذا رحل «إلى أن نزلنا منزلاً لم نجد بُدّاً عن مقاربة
__________________
(١) قين ـ بفتح القاف وسكون الياء ـ في الأصل اسم للعبد وللحداد ، والأنماري نسبة إلى أنمار بن أراش من كهلان من القحطانيّة لا أنمار بن نزار بقرينة البجلي فإنّه نسبة إلى بجيلة على وزن نخيلة وهم بطن من أنمار بن أراش ، وبجيلة اسم أمهم.
وقال في العِبر : هم بنو بجيلة بن أنمار بن أراش ، وكان زهير بن القين رجلاً شريفاً في قومه نازلاً فيهم بالكوفة شجاعاً ، له في المغازي مواقف مشهورة ، وكان أوّلاً عثمانيّاً فحجّ سنة ستّين مع أهله ثمّ عاد من الحجّ فوافق الحسين في الطريق ومال إليه واستشهد بين يديه رضياللهعنه .
الحسين بن عليّعليهماالسلام » فنزل هو بأصحابه في جانب ونزلنا في الجانب الآخر «فبينا نحن نتغدّى إذ أقبل رسول الحسينعليهالسلام حتّى سلّم وقال : يا زهير ، إنّ أبا عبدالله بعثني إليك لتأتيه ، فطرح كلّ إنسان منّا ما في يده حتّى كأنّما على رؤوسنا الطير. فقالت له امرأته : (ديلم أو دلهم بنت عمرو) : سبحان الله! يبعث إليك ابن رسول الله فلا تأتيه ، لو أتيته فسمعت من كلامه ثمّ انصرفت ، فأتاه زهير فما لبث أن جاء مستبشراً قد أشرق وجهه ، فأمر بفسطاطه وثقله فقوّض وحمل إلى الحسينعليهالسلام وحمل إلى الحسينعليهالسلام ، وقال لامرأته : أنت طالق ، الحقي بأهلك فإنّي لا أُحبّ أن يصيبك بسببي إلّا خير ، ثمّ قال لأصحابه : من أحبّ منكم أن يتّبعني وإلّا فهو آخر العهد وإنّي سأُحدّثكم حديثاً :
غزونا البحر (بالنجر) ففتح الله علينا وأصبنا غنائم فقال لنا سلمان الفارسي رحمة الله عليه(١) : أفرحتم بما فتح الله عليكم وأصبتم من الغنائم؟ فقلنا : نعم ، فقال : إذا أدركتم شباب آل محمّد فكونوا أشدّ فرحاً بقتالكم معهم ممّا أصبتم اليوم من الغنائم ، فأمّا أنا فأستودعكم الله ، ثمّ لم يزل مع الحسينعليهالسلام حتّى قُتل رحمة الله عليه(٢) .
__________________
(١) بفتحين وسكون النون وجيم مفتوحة وراء كغضنفر مدينة ببلاد الخزر خلف «باب الأبواب» (بلنجر أيضاً اسم لمدينة قرب بادكوبه) فتحت من زمن عثمان بن عفّان في سنة ٣٢ من الهجرة على يد عبدالرحمن بن ربيعة الباهلي ، وقال البلاذري : على يد سلمان بن ربيعة الباهلي قبل عبدالرحمن ، ودفن في بلنجر ثمّ أخذ الراية أخوه سلمان بن ربيعة فلم يزل يقاتل إلى أن فتح الله على يديه ثمّ سار بجيشه خلف بلنجر فقُتل في تلك الواقعة أربعة آلاف من المسلمين ، وقتل سلمان بن ربيعة في قصّة طويلة. وكان زهير بن القين في تلك الحروف رضي الله تعالى عنه غير أنّه لم يكن مع عليّ بن أبي طالب في حروبه الثلاثة وكان عثمانيّاً ، إنّما الأُمور خواتيمها ، فختم الله له بالشهادة رضي الله تعالى عنه. (منه)
(٢) داخل الرواية الدرّ النظيم كلام ليس منه ونحن ميّزنا روايته بوضع أقواس صغيرة لحصر كلام الدرّ النظيم بينها ـ المترجم. راجع الدرّ النظيم ، ص ٥٤٨ ؛ وعزاه إلى الإرشاد ، ج ١ ص ٢٢١.
وفي رواية أعثم الكوفي أنّ زوجة زهير «ديلم» قالت له : أنت تقاتل مع ابن المرتضى وأنا أُواسي ابنة المصطفى(١) .
وقال المرحوم فرهاد ميرزا في القمقام : وكانت زوجته معه حتّى شهادته(٢) .
وروي في عاشر البحار أنّ (عسكر) الإمام لمّا بلغ ذا حسم خطب الإمام هذه الخطبة ، فحمد الله وأثنى عليه وذكر جدّه رسول اللهصلىاللهعليهوآله ثمّ قال : إنّه قد نزل بنا من الأمر ما ترون ، وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت ، وأدبر معروفها ولم يبق منها إلّا صبابة كصبابة الإناء ، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون إلى الحقّ لا يعمل به ، وإلى الباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء الله حقّاً حقّاً ، فإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة والحياة مع الظالمين إلّا برماً(٣) .
قال : ووثب هلال بن نافع البجلي فقال : والله ما كرهنا ربّنا وإنّا على نيّاتنا وبصائرنا نوالي من والاك ونعادي من عاداك.
وقام برير بن حضير فقال : والله يا ابن رسول الله ، لقد منّ الله بك علينا نقاتل بين يديك فيقطع فيك أعضائنا ثمّ يكون جدّك شفيعاً يوم القيامة.
ولمّا قطع الحر الطريق عليهم قال له زهير بن القين : (يابن رسول الله) إنّ قتال هؤلاء أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم ، فلعمري ليأتينا من بعدهم ما لا قبل لنا به ، فقال له الحسين : ما كنت لأبدأهم بالقتال ، فقال له زهير بن القين : سِر بنا إلى هذه القرية حتّى ننزلها فإنّها حصينة وهي على شاطئ الفرات فإن منعونا
__________________
(١) لم أعثر عليها في موضعها من كتاب الفتوح ولم يعزها المؤلّف إلى كتاب غيره.
(٢) عبارة القمقام كما يلي : وقيل : رافقته المرأة إلى كربلاء ولم تفارقه حتّى استشهد. (قمقام زخّار ، ترجمة وتحقيق محمّد شعاع فاخر ، ج ١ ص ٤٧٤ ط الشريف الرضي ـ قم).
(٣) هذه الخطبة وردت في ج ٤٤ ص ٣٨١ وليس فيها ذكر لذى حسم ، نعم ذكر ملجأ اسمه ذو جشم نقلاً عن كتاب اللهوف ص ٦٩ و ٧٠ وذلك في لقائهعليهالسلام مع الحر.
قاتلناهم ، فقال الحسينعليهالسلام : فأيّة قرية هي؟ قال : هي العقر.
وفي الماقب : قال الزهير : فسر بنا حتّى ننزل بكربلاء فإنّها على شاطئ الفرات فنكون هنالك فإن قاتلونا قاتلناهم ، واستعنّا الله عليهم ، قال : فدمعت عين الحسينعليهالسلام ثمّ قال : اللهمّ إنّي أعوذ بك من الكرب والبلاء (ونزل الحسين في موضعه)(١) .
لعلّ الذي خوّفتنا في أمامنا |
يصادفه في أهل المتخوّف |
* * *
نحن بنو الموت فما بالنا |
نعاف ما لا بدّ من شربه |
|
تبخل أيدينا بأرواحنا |
على زمان وهي في كسبه |
|
فهذه الأرواح من حوّه |
وهذه الأجسام من تربه(٢) |
|
ما بتو دل بستگان نه نفس پرستيم |
بندهٴ شاهيم ودلخوشيم که هستيم |
|
خار ملامت به پاى دل نخليديم |
تير بلاى تو بسينه شکستيم |
|
طاير قدسيم زآشيانه ريده |
کوى تو را آشيانه ديديم نشستيم |
|
عارف عامى فکار فکر پريشند |
ما بغند تو زدام غم هله هستيم |
الإلمام بالشعر العربيّة :
نحن رهنا القلب في حبّكم |
وما عبدنا النفس في حبّكم |
|
وعبدكم جذلان من أسره |
لا يبتغي الفكاك من أسركم |
|
لم نلم القب على ودّه |
وفي الصدور انكسرت نبلكم |
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٤٤ ص ٣٨١ نقلاً عن المناقب.
(٢) هذه الأبيات الثلاثة من شعر المتنبّي ذكرها في أعيان الشيعة ، ج ٢ ص ٥٣٨ وأوّلها :
لا بدّ للإنسان من ضجعة |
لا تقلب المضجع عن جنبه |
الخ.
طائر قدس نام عُشّه |
وسعده الغامر من سعدكم |
|
لمّا رأى الراحة في حيّكم |
طار ليبنى العشّ في حيّكم |
|
ما أجمل الوقوع في فخّكم |
لأنّ قدس الحقّ من قدسكم |
وتقدّم في ترجمة حبيب بن مظاهر عصر التاسع من المحرّم حين ختم حبيب كلامه بدأ زهير الحديث معهم لمّا ردّ عزرة بن قيس على حبيب قائلاً : إنّك تزكّي نفسك يا حبيب ، فقال : بل الله زكّاها وأنعم عليه بالهداية بلا شكّ أو شبهة ، اتّق الله يا عزرة إنّي لك ناصح مشفق ، وإنّي أُقسم بالله العظيم أنّك تعين الظالمين الضالّين وأهل الضلال وتقاتل النفوس الزكيّة.
فقال له عزرة بن قيس : ما عهدناك من شيعة أهل هذا البيت وإنّما كنت لعثمان شيعة ولحزبه متّبع.
فقال له زهير : ألا يدلّك موقفي هذا على موالاتهم ، والله ما كتبت إليه بالنصرة ولكن جمعني وإيّاه الطريق فذكرت مقامه من رسول اللهصلىاللهعليهوآله وقربه منه فرأيت نصرته فرضاً عليّ واجباً ليكون جدّه شفيعاً لي يوم القيامة ، وحفظت من وصيّة رسول الله فيه ما ضيّعتموه.
قال الرواي : فلمّا بلغوا هذا الحدّ عاد أبو الفضل يطلب منهم المهلة سواد الليلة فأتمر الجند فيما بينهم ثمّ رضوا بتأخير الحرب ليلة واحدة.
زهير وليلة عاشوراء
خطب الإمام الحسين أصحابه ليلة عاشوراء فقال بعد أن أثنى على الله أحسن الثناء : أحمده على السرّاء والضرّاء ، اللهمّ إنّي أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوّة وعلّمتنا القرآن ، وفقّهتنا في الدين ، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة فاجعلنا من الشاكرين.
أمّا بعد ، فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي ، فجزاكم الله عنّي خيراً ، ألا وإنّي لأظنّ يوماً لنا من هؤلاء ، ألا وإنّي قد أذنت لكم بالانصراف فانطلقوا جميعاً أنتم في حلّ من بيعتي ، ليس عليكم حرج منّي ولا ذمام ، هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً ، وليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي وتفرّقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم فإنّهم لا يريدون غيري (أنتم انجوا بأنفسكم فإنّ الليل ستّير ، والحرّ غير هجير ، والطريق لكم غير خطير).
فقام زهير بن القين وقال : يا سيّدي ، والله لوددت أنّي قُتِلت ثمّ نُشِرت ثمّ قُتلت حتّى أُقتل هكذا ألف مرّة وإنّ الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن نفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك(١) .
وفي زيارة الناحية : «السلام على زهير بن القين البجلي ، القائل للحسينعليهالسلام وقد أذن له في الانصراف : لا والله لا يكون ذلك أبداً ، أأترك ابن رسول اللهصلىاللهعليهوآله أسيراً في يد الأعداء وأنجو ، لا أراني الله ذلك اليوم أبداً»(٢) .
من قصيدة فاخرة للسيّد حيدر الحلّي :
بنفسي وآبائي نفوساً أبيّة |
يجرّعها كأس المنيّة مترف |
|
تطلّ بأسياف الضلال دمائهم |
وتلغى وصايا الله فيهم وتحذف |
|
وهم خير من تحت السماء بأسرهم |
وأكرم من فوق السماء وأشرف |
__________________
(١) ذكر البحار شطراً من ذلك ج ٤٤ ص ٣٩٣ ومثله العوالم ، ص ٢٤٣ ؛ لواعج الأشجان ، ص ١١٨ ؛ موسوعة كلمات الحسين ، ص ٤٧٩ ، ولم أعثر على سياق المؤلّف فيها ولا في غيرها وأحسب الزيادة التي وضعتها بين قوسين مقحمة في النصّ وليست منه.
(٢) إقبال السيّد ابن طاووس عن الشيخ الصالح أبي منصور بن عبدالمنعم بن النعمان البغداديرحمهالله ، قال : خرج من الناحية سنة اثنتين وخمسين ومائتين راجع العوالم ، ص ٣٢٧.
وهم يكشفون الخطب لا السيف في الـ |
ـوغى بأمضى شبا منهم ولا هو أرهف |
|
إذا هتف الداعي بهم يوم من دم |
الفوارس أفواه الضبا تترشّف |
|
أجابوا ببيض طائعاً يغضب القضا |
إلى حيث شائت ما يزال يصرف |
|
ومن تحتها الآجال تسري وقوفها |
لواء من النصر الإلهي يرفرف |
|
لهم سطوات تملأ الدهر دهشة |
وتنبثّ مها الشمّ والأرض ترجف |
|
عجبت لقوم ملأ أدراعهم ردّى |
وملأ ردائيهم تُقًى وتعفّف |
|
هُداة أجابوا داعي الله فانتهى |
بهم لقصور في ذُرى الشهد أشرف |
|
فأيّة نفس ليس تذهب حسرة |
عليهم وقلب بالأسى ليس يتلف(١) |
خطبة زهير وشهادته
قال أبو مخنف : فحدّثني عليّ بن حنظلة الشبامي (وعلى هذا من المؤرخين وأبوه من شهداء كربلاء وقد مرّت ترجمته آنفاً) عن رجل من قومه شهد مقتل الحسين حين قُتل يقال له : كثير بن عبدالله الشعبي (وهو قاتل زهيرعليهالسلام ) قال : لمّا زحفنا قبل الحسينعليهالسلام خرج إلينا زهير بن القين على فرس له ذنوب ، شاك في السلاح ، فقال : يا أهل الكوفة ، نذار لكم من عذاب الله نذار ، إنّ حقّاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم ونحن حتّى الآن إخوة (و) على دين واحد ، وملّة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف ، وأنتم للنصيحة منّا أهل ، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنّا أُمّة وأنتم أُمّة (وكنتم أُمّة) ، إنّ الله قد ابتلانا وإيّاكم بذرّيّة نبيّه محمّدصلىاللهعليهوآله لينظر ما نحن وأنتم عاملون ، إنّا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية
__________________
(١) من قصيدة له أوّلها :
على كلّ واد دمع عينيك ينزف |
وما كلّ واد جُزت فيه المعرّف |
الدرّ النضيد ، ص ٢١٨.
عبيدالله بن زياد ، فإنّكم لا تدركون منهما إلّا بسوء عمر سلطانهما كلّه (إلّا السوء عمر سلطانهما كلّه) ليسملان (إنّهما يسملان) أعينكم ، ويقطعان أيديكم وأرجلكم ، ويمثّلان بكم ، ويرفعانكم على جذوع النحل ، ويقتلان أماثلكم وقرّائكم أمثال عجر بن عدي (الكندري ـ كذا) وأصحابه ، وهاني بن عروة وأشباهه.
قال : فسبّوه وأثنوا على عبيدالله بن زياد ودعوا له (على عبيدالله وأبيه) وقالوا : والله نبرح حتّى نقتل صاحبك ومن معه أو نبعث به وبأصحابه إلى الأمير عبيدالله سلماً.
فقال لهم (زهير) : عباد الله ، إنّ ولد فاطمة رضوان الله عليها أحقّ بالودّ والنصر من ابن سميّة ، فإن لم تنصروهم فأُعيذكم بالله أن تقتلوهم فخلّوا بين الرجل وبين ابن عمّه يزيد فلعمري إنّ يزيد ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين (فخلّوا بينه وبين يزيد فلعمري إنّه ليرضى من طاغيتكم).
قال فرماه شمر لعنه الله بسهم وقال (له) : اسكت أسكت الله نأمتك (فقد) أبرمتنا بكثرة كلامك.
فقال له زهير : يا ابن البوّال على عقبيه ، ما إيّاك أُخاطب (ما أنا أُخاطبك) إنّما أنت بهيمة ، والله ما أظنّك تحكم من كتاب الله آيتين ، فأبشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم.
فقال له شمر : إنّ الله قاتلك وصاحبك عن ساعة.
قال (زهير) : أفبالموت تخوّفني؟! فوالله إنّ الموت معه أحبّ إليّ من الخلد معكم. قال : ثمّ أقبل (فأقبل) على الناس رافعاً صوته (وصاح بهم) فقال : عباد الله ، لا يغرّنّكم عن دينكم هذا الجلف الجافي وأشباهه ، فوالله لا تنال شفاعة محمّد قوماً أهراقوا (أهرقوا) دماء ذرّيّته وأهل بيته وقتلوا من نصرهم وذبّ عن حرمهم.
قال : فناداه رجل فقال له : إنّ عبدالله يقول لك : أقبل فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء لقد نصحت لهؤلاء وأبلغت لو نفع النصح والإبلاغ(١) .
ولمّا رأى عمرو بن الحجّاج الزبيدي أنّ كلّ رجل من أصحابه كلّما خرج إلى الميدان وقع فريسة لسيوف الأُسود الهائجة رفع عقيرته وصاح مغضباً : يا حمقى ، أتدرون من تقاتلون؟ إنّكم تقاتلون من ارتضعوا دَرّ الشجاعة ، وشربوا الماء من شفار السيوف ، احملوا عليهم حملة رجل واحد وقاتلوهم ولئن كانوا على قلّة عددهم وكثرة عددكم وقوّة المدد لكم يقتلون منكم هذه المقتلة ويعرضونكم للإبادة فعليكم أن تحموا الجيش على قتالهم وتحملوه على قتلهم ، فلو رميتموهم بالحجارة لأتيتم على آخرهم.
ولمّا سمع ابن سعد قوله قال : هذا هو الرأي الصحيح الراجح ، ثمّ حمل عمرو بن الحجّاج من ناحية الفرات على ميمنة أصحاب الحسين ، وحمل الشمر على الميسرة وتتابعت الحملات ، وحمي الوطيس ، واستحرّ القتل فيهم ، وفتحت أفاعي الموت أشداقها ، وصرّ ذئب الأجل أسنانه ، وقامت الحرب على قدم وساق ، وفتح الأجل ذراعيه لاستقبال أرواح المقاتلين ، وكان أصحاب الحسين يتهافتون على المنيّة ولا تهافت العرّيس على حجلة الزفاف كأنّهم الأُسود الضارية هاجت على فرائسها ، وأغار الفرسان كأنّهم الرجوم هوت على شياطين ، وشتّت شمل جيش ابن سعد ذات اليمين وذات الشمال.
__________________
(١) مقتل أبي مخنف ، ص ١١٩ وكان المؤلّف قد وضع النصّ العربي في الهامش وفيه زيادات عمّا في المقتل وضعناها بين قوسين كما أنّ الترجمة إلى الفارسيّة تخلّلتها كلمات هي من مقوّمات النثر الفارسي ولكنّها مفسدة للنثر العربي مثل : وعاد زهير للكلام مرّة أُخرى كالبحر المائج الخ ، وهذا القول يحسن من المترجم أن يأتي به لا ناقل النصّ.
فأُصيب ابن سعد من هذا الوضع بالذهول فاستدعى الحصين بن نمير فأمره بتقديم خمسمائة من الرّماة ليرشقوا أصحاب الحسينعليهالسلام بالنبل ، وحمل شمر بن ذي الجوشن كالذئب الجائع على سلالة أسد الله وخلاصة عالم الإمكان ، فاستقبلهم أصحابهعليهالسلام على قلّة عددهم كالسيل المنحدر والنمر الشرس ، وهجموا عليهم وكلّ واحد منهم كأنّه القضاء الجاري من السماء ، والبلاء المفاجئ ، وصنعوا من القتلى سدوداً يحمون بهم ظهورهم ولكن لا يبيّن فيهم النقص لكثرتهم ، أمّا أصحاب الإمام فقتل الواحد منهم يظهر النقص فيهم لقلّتهم وتقدّم العدوّ في ساحة الحرب حتّى بلغوا طنب الخيام فارتفعت صيحة النساء والأطفال ، فصاح شبث بن ربعي بعمر بن سعد : ثكلتك أُمّك يابن سعد ، ماذا تبغي بإرعاب هؤلاء الصبية؟! فكأنه استحيا ـ ولا حياء له ـ فأمر جيشه بالتقهقر والتأخّر ، فقتل في هذه الحملة خمسون من أصحاب الحسين عليه وعليهمالسلام .
ولمّا صكّت مسامع زهير استغاثة النساء والأطفال فارقه الصبر واستولت عليه الدهشة فحمل عليهم كالصاعقة المتأجّجة بلظى الجحيم ، حتّى ردّهم على أعقابهم خاسئين ، عند ذلك صاح الشمر لعنه الله : عليَّ بالنار لأحرق خيام الظالمين ، فصاح به الحسينعليهالسلام : يا ابن ذي الجوشن ، أنت تطلب النار لتحرق بيوتي على أهلي ، أحرقك الله بنار جهنّم.
فسمع زهير نعرات الشمر فحمل على شمر وأصحابه كالليث الغضبان وسرعان ما ألحق أبا عزرة الضبابي ـ وهو من أعضاد شمر وأقربائه ـ بجهنّم الأبديّة ، وحمل زهير مع الحرّ على الأعداء وقاتلا قتال الوالهين إلى مرضاة ربّ العالمين فكانا إذا حمل أحدهما على الأعداء وغاص في أوساطهم والتحم بالعدوّ حمى الآخر ظهره ثمّ حمل عليهم ليستنقذه ، فامتدّ القتل ساعة من الدهر على هذا الشكل إلى أن استشهد الحرّ ابن يزيد الرياحي فحمل عليهم زهير كأنّه التنّين