• البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 15391 / تحميل: 4348
الحجم الحجم الحجم
فرسان الهيجاء في تراجم اصحاب سيد الشهداء عليه السلام

فرسان الهيجاء في تراجم اصحاب سيد الشهداء عليه السلام

مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدريّة
ISBN: ٩٧٨-٩٦٤-٥٠٣-١٤٥-٧
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

الحسنعليه‌السلام ثمّ كان مع الحسينعليه‌السلام حتّى نال الشهادة.

وفي زيارة الناحية المقدّسة والرجبيّة : «السلام على شبيب بن عبدالله النهشليرضي‌الله‌عنه ».

٨٨ ـ شوذب مولى شاكر

شوذب بن عبدالله الشاكري ، مولى شاكر ، ومعنى مولى أنّه كان يسكن بين ظهراني قبيلتهم ولم يكن مملوكاً لهم فأعتقوه ، لذلك سمّوه مولى ، وشوذب من وجوه رجال الشيعة وحفّاظ الحديث وفرسان أهل الكوفة ، ويحمل حديثاً كثيراً عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، كان يحدّث الناس في المجلس ويكسب الناس الحديث منه ، وفي زيارة الناحية المقدّسة : «السلام على شوذب مولى شاكر».

ونقل السماوي في إبصار العين على الحدائق الورديّة : كان شوذب من رجال الشيعة ووجوهها ومن الفرسان المعدودين ، وكان حافظاً للحديث ، حاملاً له عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام .

قال صاحب الحدائق الورديّة : وكان شوذب يجلس للشيعة فيأتونه للحديث وكان وجهاً فيهم.

وقال أبو مخنف : صحب شوذب عابساً مولاه من الكوفة إلى مكّة بعد قدوم مسلم إلى الكوفة بكتاب لمسلم ووفادة على الحسينعليه‌السلام عن أهل الكوفة وبقي معه حتّى جاء إلى كربلاء(١) .

__________________

(١) إبصار العين ، ص ٧٦. عدّه الشيخ وغير من أصحاب الحسينعليه‌السلام . وشوذب ـ بفتح المعجمة والواو الساكنة والذال المعجمة المفتوحة بعدها الباء الموحّدة ـ وهو في الأصل الطويل الحسن الخلق سمّي به.

٢٢١

وتأتي في ترجمة عابس محادثته معه.

ويقول في نفس المهموم : قال شيخنا الأجل المحدّث النوري صاحب المستدرك عليه الرحمة : ولعلّ كان مقامه أعلى من مقام عابس(١) .

والشاكري منسوب إلى شاكر بن ربيعة بن مالك بطن من قبيلة همدان في اليمن ، وقال : كان شوذب متقدّماً في الشيعة.

__________________

(١) نفس المهموم ، ص ٢٥٥.

٢٢٢

حرف الصاد

خالٍ.

حرف الضاد

٨٩ ـ ضرغامة بن مالك

ذكره الشيخ والتفرسي والمامقاني في أصحاب الحسينعليه‌السلام (١) .

وقال أبو علي في رجاله : ضرغامة بن مالك التغلبي من أصحاب الحسينعليه‌السلام قُتل معه بكربلاء.

وقال السماوي في إبصار العين : كان كاسمه ضرغاماً (شجاعاً مُردي الأُسود وفارساً يهدم الجنود) وكان من شيعة ممّن بايع مسلماً ، فلمّا خذل خرج فيمن خرج مع ابن سعد ومال إلى الحسينعليه‌السلام فقاتل معه وقُتل بين يديه مبارزة بعد صلاة الظهررضي‌الله‌عنه (٢) .

وقال في منتهى الآمال : قال ابن شهر آشوب : استشهد في الحملة الأُولى(٣) ، إلّا

__________________

(١) رجال الطوسي ، ص ١٠٢ ؛ نقد الرجال ، ج ٢ ص ٤٢٩.

(٢) إبصار العين ، ص ١١٤.

(٣) نسب ابن شهرآشوب الرجز إلى مالك بن دودان ، ج ٣ ص ٢٥٣.

٢٢٣

أنّ أبا مخنف جعل شهادته بعد الصلاة الظهر فقد حمل عليهم وهو يرتجز :

إليكم من ابن مالك ضرغام

ضرب فتّى يحمي عن الكرام

يرجو ثواب الله بالتمام

سبحانه من ملك علّام

قال : فقاتل الرجل الباسل ، وصبر على الخطب الهائل حتّى قتل منهم ستّين فارساً سوى من جرح إلى أن استشهد.

وإن نسيت فلا أنسى الحسين وقد

أناخ بالطفّ ركب الهمّ والهمم

غداة فاضت عليه كلّ مشرعة

بكلّ جيشٍ كموج البحر ملتطم

غداة خاض غبار النقع مبتدراً

كالبدر يسبح في جُنح من الظلم

غداة حفّت به من رهطه نفر

شمّ الأُنوف أُنوف العزّ والشّيم

أقوام مجد زكت أطراف محتدهم

من هاشم ورجال السيف والقلم

وأمّا الضحّاك بن عمرو بن قيس بن عبدالله المشرفي الهمداني ليس من شرط كتابنا(١) ، لأنّه كان من أصحاب الحسين ولكنّه غدر به وترك الإمام وقد أحاط به العدوّ وهرب من كربلاء كما حدّث بذلك الطبري عن لوط بن يحيى الأزدي

__________________

(١) قال الشيخ الكشّي في رجاله : وجدت بخطّ محمّد بن عمر السمرقندي قال : حدّثني بعض أصحابنا عن أبي الجارود عن الضحّاك بن قيس بن عبدالله المشرفي الهمداني قال : دخلت على الحسين بن عليّعليهما‌السلام أنا ومالك بن نصر الأرحبي في قصر بني مقاتل فسلّمنا عليه ، فقال له مالك ابن النسر الأرحبي : يا أبا عبدالله ، هذا الذي أراه خضاب أو سواد شعرك؟ فقالعليه‌السلام : خضاب ، والشيب علينا بني هاشم أسرع وأعجل ، ثمّ أقبل علينا فقال : جئتما لنصرتي؟ فقال مالك بن نسر : أنا رجل كبير السنّ كثير العيال ، في يدي بضائع للناس ولا أدري ما يكون وأكره أن تضيع أمانتي. فقال له : إذاً انطلق فلا تسمع لي واعية ولا ترى سواداً فإنّه من سمع واعيتنا أو رأى سوادنا فلم يجب واعينا كان حقّ على الله أن يكبّه على منخريه في نار جهنّم. (راجع مستدركات علم رجال الحديث ، ص ٣٧٧)

٢٢٤

المعروف بأبي مخنف ، قال : حدّثني عبدالله بن عاصم قال : لقي الضحّاك بن عمرو بن عبدالله بن قيس المشرفي الهمداني مع مالك بن نسر الأرحبي في قصر بني مقاتل الحسين بن عليّعليهما‌السلام فسلّما عليه ودعاهما إلى نصرته ، فاعتذر مالك ابن نسر الأرحبي بالعيال وتقدّم السنّ ، وقال : للناس عليّ ديون فأنا وفّيها إليهم ، وقال الضحّاك : أنا أُجيبك على شرط أنّ لي تركك إذا لم يغن جهادي عنك ، فأجابني إلى ذلك.

قال أبو مخنف : حدّثني عبدالله بن عاصم عن الضحّاك بن عبدالله المشرقي قال : لمّا رأيت أصحاب الحسين لعيه السلام قد أُصيبوا وقد خلص إليه وإلى أهل بيته ولم يبق معه غير سويد بن عمرو بن أبي مطاع الخثعمي وبشير بن عمرو الحضرمي ، قلت له : يابن رسول الله ، قد علمت ما كان بيني وبينك ، قلت لك : أُقاتل عنك ما رأيت مقاتلاً فإذا لم أر مقاتلاً فأنا في حلّ من الانصراف ، فقلت لي نعم ، قال : فقال : صدقت وكيف لك بالنجاء إن قدرت على ذلك فأنت في حلّ ، قال : فأقبلت إلى فرسي وقد كنت حيث رأيت خيل أصحابنا تعقر ، أقبلت بها حتّى أدخلتها فسطاطاً لأصحابنا بين البيوت وأقبلت أُقاتل معهم راجلاً فقتلت يومئذٍ بين يدي الحسين رجلين وقطعت يد آخر ، وقال لي الحسين يومئذٍ مراراً : لا تشلل ، لا يقطع الله يدك ، جزاك الله خيراً عن أهل بيت نبيّكصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا أذن لي استخرجت الفرس من الفسطاط ثمّ استويت على متنها ثمّ ضربتها حتّى إذا قامت على السنابك رميت بها عرض القوم فأرجوا لي وأتبعني منهم خمسة عشر رجلاً حتّى انتهيت إلى شفيّه قرية قريبة من الفرات فلمّا لحقوني عطفت عليهم فعرفني كثيّر ابن عبدالله الشعبي وأيّوب من مشرح الخيواني وقبس بن عبدالله الصائدي ، فقالوا :

٢٢٥

هذا الضحّاك بن عبدالله المشرقي ، هذا ابن عمّنا ، ننشدكم الله لمّا كففتم عنه ، فقال ثلاثة نفر من بني تميم كانوا معهم : بلى والله لنجيبنّ إخواننا وأهل دعوتنا إلى ما أحبّوا من الكفّ عن صاحبهم. قال : فلمّا تابع التميميّون أصحابي كفّ الآخرون فنجّاني الله(١) .

٩٠ ـ ضبيعة بن عمرو

يوجد له ذكر في الزيارة الرجبيّة : «السلام على ضبيعة بن عمرو» لا غير ، أمّا في كتب الرجال فلا ذكر له.

__________________

(١) تاريخ الطبري ، ج ٤ ص ٣٢٩.

٢٢٦

حرف الطاء

٩١ ـ طرمّاح بن عدي

قال الشيخ الطوسي في رجاله(١) : الطرمّاح بن عدي رسوله إلى معاوية(٢) وعدّه

__________________

(١) رجال الطوسي ، ص ٧٠.

(٢) ذكر هذا الكتاب المجلسي في ثامن البحار وذكره أيضاً الحاجي ملّا شريف الشيرواني في درّة الصدف ونحن نسوق هنا رواية درّة الصدف ، قال : لمّا فرغ الإمام من حرب الجمل وعاد إلى الكوفة كتب إليه معاوية كتاباً قال فيه :

«بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبدالله معاوية بن أبي سفيان إلى عليّ بن أبي طالب ، أمّا بعد ، فقد اتّبعت ما يضرّك وتركت ما ينفعك ، وخالفت كتاب الله وسنّة محمّد ، وقتلت طلحة والزبير ، وحاربت أُمّ المؤمنين ، وكان رسول الله يباهي بهم ، فوالله لأرمينّك بشهاب لا يطفيه الماء ، ولا تزعزعه الرياح ، إذا وقع وقب وإذا وقب ثقب ، وإذا ثقب التهب ، فلا تغرّنّك الجيوش ، واستعدّ للحرب ، والسلام».

فلمّا وصل الكتاب إلى أميرالمؤمنينعليه‌السلام فكّه وقرأه فدعا بقرطاس ودواة وكتب :

«بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبدالله وابن عبده عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام أميرالمؤمنين أخ الرسول وزوج البتول وأب السبطين الحسن والحسين إلى معاوية بن أبي سفيان ، أمّا بعد ، فإنّي أفنيت قومك يوم بدر ، وقتلت جدّك وعمّك وخالك ، والسيف الذي قتلتهم به هو معي يحمله ساعدي وقوّة من يدي كما جعله النبيّ في كفّي ، ونصرة من ربّي تبارك وتعالى ، فوالله ما استبدلت بالله ربّاً ، ولا بمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله نبيّاً ، ولا بسيف بدلاً ، فبالغ من رأيك واجهد ولا تنقص فقد استحوذ عليك

٢٢٧

..........................................................................

__________________

" الشيطان واستفزّك الجهل والطغيان ، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون».

ثمّ طوىعليه‌السلام كتابه ودعى برجل من أصحابه يقال له : الطرمّاح بن عدي ، وكان رجلاً جسيماً طويلاً فصيحاً متكلّماً لسناً ، لا يكلّ لسانه في الكلام ، ولا يملّ عن الجواب ، فعمّمه بعمامة وأركبه على جمل بازل فائق أحمر ، فسوّى راحلته ووجّهه إلى دمشق ، فسأل عن بوّاب معاوية من أصحابه ، فقيل له : من تريد؟ فقال له : أُريد جعثماً وجرولاً وخاشناً وفاحماً أبو الأعور السلمي وأبو هريرة الدوسي ومروان بن الحكم وعمرو بن العاص.

قال : هم بباب الخضراء ببستان يتنزّهون ، فانطلق طرمّاح حتّى أشرف على ذلك المكان فإذا القوم ببابه ، قالوا : يا أعرابي ، هل عندك خبر من السماء؟ قال : بلى ، الله في السماء وملك الموت في الهواء ، وسيف عليّعليه‌السلام في القفا ، فاستعدّوا لما ينزل عليكم من البلاء يا أهل النفاق والشقاء. فقالوا : من أين أقبلت؟ قال : من عند حرّ تقيّ زكيّ مرضيّ. قالوا : من تريد؟ قال : هذا الدعيّ الرديّ الذي تزعمون أنّه أميركم ، فعلموا أنّه رسول أميرالمؤمنينعليه‌السلام إلى معاوية ، فقالوا : ماتريد منه؟ قال : أُريد الدخول عليه ، فقالوا : عنك مشغول ، قال : بماذا؟ أبوعد أم وعيد؟ قالوا : لا ولكن يشاور أصحابه يما يكفيه غداً ، قال : فسُحقاً له.

فكتبوا بخبره إلى معاوية : أمّا بعد ، فقد ورد من عند عليّ بن أبي طالب رجل أعرابيّ بدويّ له لسان فصيح وقول مليح ، طلق زلق ، يتكلّم ولا يكلّ ، يطول ولا يملّ ، فاستعدّ لجوابه كلاماً بالغاً ، ولا تكن عنه ساعياً غافلاً ، والسلام.

فلمّا علم الطرمّاح بذلك أناخ راحلته ونزل عنها وعقلها وجلس مع القوم الذين يتحدّثون ، فلمّا بلغ الخبر إلى معاوية أمر ابنه يزيد لعنه الله يضرب المصاف على داره وكان على وجه يزيد أثر الضرب وإذا تكلّم كان جهير الصوت ، فأمر يزيد بضرب المصاف على باب داره ففعلوا ذلك ، فقالوا للطرمّاح : هل لك أن تدخل معاوية؟ فقال : لهذا جئت ، وبهذا أُمرت إليهم ومشى ، فلمّا رأى أصحاب والمصاف وعليهم ثياب سود ، فقال : من هؤلاء القوم كأنّهم زبانية مالك في ضيق المسالك ، فلمّا دنى نظر إلى يزيد وقال : من هذا الميشوم الواسع الحلقوم المضروب على الخرطوم ، فقالوا : هذا يزيد ، فقال : لا زاد الله زاده ، ولا بلغ مراده ، فسمع يزيد بذلك وقصد قتله ثمّ كره أن يحدث أمراً دون أبيه ، فكظم غيظه وأطفأ ناره وسلّم عليه ، وقال : يا أعرابي ، إنّ أميرالمؤمنين يقرأ عليك السلام ، قال : سلامه معي من الكوفة ، قال يزيد : سلني ما شئت فقد

٢٢٨

..........................................................................

__________________

" أُمرت بقضاء حاجتك ، قال : حاجتي أن يقوم من مقامه حتّى يجلس من هو أولى في هذا المقام ، فقال : ثمّ ما تريد؟ قال : الدخول عليه.

فأمر برفع الحجاب وأدخله على معاوية ، فلمّا دخل عليه الطرمّاح وهو متنعّل ، قالوا : اخلع نعليك ، فالتفت يميناً وشمالاً ثمّ قال : هذا الوادي المقدّس فأخلع نعلي ، فنظر إلى معاوية قاعداً على السرير مع قوّاد عساكره وحاشيته ، فمثل بين يديه فقال : السلام عليك أيّها الملك العاصي ، فقال معاوية : ويحك يا أعرابي! ما منعك أن تسلّمني (كذا) بإمرة المؤمنين ، قال : ثكتك أُمّك ، نحن المؤمنون فمن أمّرك علينا؟ قال : ما معك؟ قال : كتاب مختوم من إمام معصوم. قال : ناولنيه ، قال : أكره أن أطأ فراشك ، قال : ناوله وزيري وأشار إلى عمرو بن العاص ، فقال : هيهات ، ظلم الأمير وخان الوزير ، فقال : ناوله إلى ولدي يزيد ، قال : ما فرحنا بإبليس كيف نفرح بأولاده ، قال : ناوله مملوكي وأشار إلى غلام له قائم على رأسه ، قال : مملوك اشترى من مال استخرج من غير حقّ ، قال : ويحك يا أعرابي! ما الحيلة في أخذ الكتاب منك؟ قال : أن تقوم من مقامك وتأخذ الكتاب بيدك على كره منك فإنّه كتاب رجل كريم وسيّد عليم.

فلمّا سمع معاوية هذا وثب من مكانه وأخذ الكتاب وقرأه ووضعه تحت ركبته ثمّ قال : كيف خلّفت عليّاً بن أبي طالب؟ قال : خلّفته كالبدر الطالع ، حواليه أصحابه كالنجوم ، إذا أمرهم أمراً ابتدروا به ، وإن نهاهم عن شيء لم يباشروه ، بطل شجاع ، أن لقي حصناً هدمه وألقاه ، وإن لقي قرناً صلبه وأخزاه ، وإن لقي عدوّاً صلبه وأفناه. قال معاوية : فكيف خلّفت الحسن والحسين؟ قال : خلّفتهما شابّين تقيّين نقيّين أديبين خطيبين سيّدين سندين طيّبين طاهرين ، فاضلين كاملين عاملين ، يصلحان للدنيا والآخرة.

قال : ما أفصحك يا أعرابي ، فقال : لو بلغت باب أميرالمؤمنينعليه‌السلام لرأيت الفصحاء البلغاء الفقهاء العلماء النجباء الأُدباء الأتقياء الأصفياء لغرقت في بحر عميق لا تنجو من لجّته يا معاوية.

قال عمرو بن العاص لمعاوية : هذا رجل بدوّي لو أرضيته بالمال ليقول فيك خيراً ، فقال معاوية : يا أعرابي ، ما تقول في الجائزة تأخذها منّي ، قال : إنّي أُريد استقباض روحك من بدنك وكيف باستقبال مالك ، فأمر له بعشرة آلاف درهم ، قال : أتحبّ أن أزيدك ، قال : زدنا فإنّك لا تعطيه من مال أبيك وأنا والله أولى من يزيد ، فأمر له بعشرة آلاف درهم ، ثمّ قال الطرمّاح : إنّ الله وتر يحبّ الوتر ، قال معاوية : أعطوه عشرة آلاف أيضاً ، فأبطأ الخازن عليه ساعة فمدّ الطرمّاح بطره إلى

٢٢٩

..........................................................................

__________________

أبراده فقال لمعاوية : أظنّك بما أمرت لي كريح تهبّ من قلل ، قال : لِمَ؟ قال : لأنّك أمرت لي بجائزة لا أراها ولا تراها ، فأمر معاوية أن يسرع بإيرادها فوضعت بين يديه ، فلمّا قبض الدراهم سكت ولم يتكلّم بعد ذلك.

فقال عمرو بن العاص : كيف ترى جائزة أميرالمؤمنين؟ قال : هذا مال المسلمين من خزائن ربّ العالمين أخذه عبد من عباده الصالحين.

فالتفت معاوية إلى كاتبه فقال : اكتب جواب كتابه ، فوالله لقد أظلم الدنيا عليّ ، فأخذ الكاتب القرطاس وكتب :

«بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبدالله وابن عبده معاوية بن أبي سفيان إلى عليّ بن أبي طالب : أمّا بعد فإنّي آتي بجنود إليك من جنود الشام كانت مقدّمتها بالكوفة وساقتها بساحل البحر ، ولأرينّك ألف جبل من خردل تحت كلّ خردل ألف مقاتل».

فلمّا نظر الطرمّاح إلى الكاتب وما خرج من تحت قلمه ، قال : سبحان الله! ما أدري أيّكما أكذب ، أنت وادّعائك الخلافة أم كاتبك وما خرج من تحت قلمه ، لو اجتمع أهل المشرق والمغرب لن يقوم مقامه.

فقال معاوية : لقد كتب بغير أمري ، فقال : إن كتب بما لم تأمره فقد استضعفك ، وإن كتب بما أمرته فقد استفضحك. ثمّ قال الطرمّاح : إنّ لعليّ بن أبي طالب ديكاً أعلى الصوت ، عظيم المنقار ، يلتقط بخيشومه ويضرب بقانصته ، ويحيط بحوصلته. فقال معاوية : والله إنّه لذلك وهو مالك الأشتر النخعي. ثمّ قال : رح بسلام منّى ، فأخذ الكتاب وحمل المال وخرج من عنده وركب مطيّته وسار ، ثمّ التفت معاوية إلى أصحابه فقال : لو أُعطيت جميع مالي لرجل منكم لا يؤدّي عُشر ما أدّى هذا الرجل عن صاحبه ، فوالله لقد ضيّق الدنيا عليّ بحذافيره.

فقال عمرو بن العاص : لو أنّ لك منزلة من النبي كمنزلة ابن عمّه وكنت على الحقّ لأدّينا عنك بأفضل من ذلك أضعافاً مضاعفة ، فقال معاوية : فضّ الله فاك ، فوالله لكلامك عليّ أشدّ من كلامه. (منهرحمه‌الله )

أقول أنا مترجم : راجع نحواً من هذه الحكاية في بحار الأنوار ج ٣٣ ص ٢٨٩ وعفى الله عن المؤلّف حين ينقلها في كتابه مع علمه بوضعها لأنّه ناقد ينقد المعاني ، خبير بصحّتها وسقمها ، وغثّها وسمينها ، فهو وإن كان نقلها في الهامش إلّا أنّها فيما يظهر لي معتمدة لديه أراد أن يتحف

٢٣٠

من أصحاب الحسينعليه‌السلام وكذلك ورد ذكره في رجال التفرشي.

وقال المقامقاني : الطرمّاح بن عدي غاية في الجلالة والنبل والشرف ، ويكفيه حواره مع معاوية حيث أظلم الدنيا بعينيه ، ولازم الحسينعليه‌السلام حتّى إذا كان يوم العاشر قاتل قتالاً شديداً وجرح جراحات منكرة ، ووقع من على ظهر فرسه وبه ومق فاحتمله قومه وعالجوه حتّى برئ وبقي على ولائه وإخلاصه حتّى فارق الدنيا.

ويظهر من هذه العباراة أنّ الطرمّاح لم يستشهد في معركة الطفّ ولكن هذا معارض بما أورده ابو مخنف في المقتل من أنّ الطرمّاح قُتل في كربلاء(١) . يقول : فبرز من بعده الطرمّاح بن عدىرضي‌الله‌عنه وأنشأ بهذه الأبيات :

إنّي طرمّاح شديد الضرب

وقد وثقت بالإله الربّ

إذا انتضيت في الهياج عضبي

يخشى قريني في القتال غلبي

فدونكم فقد قسست قلبي

على الطفات أو بذاك صلبي

قال : ثمّ حمل على القوم ولم يزل يقاتل حتّى قتل سبعين فارساً وكبا به جواده فأراده إلى الأرض صريعاً فأحاطت به القوم (كذا) واحتزّوا رأسه(٢) .

ونقله في ناسخ التواريخ بالسياق نفسه ص ٢٧٨ ، قال بعد ذكره الرجز : وحمل على القوم كالأسد الجريح الذي تجاوز نفسه أو النمر الذي أُطلق بعد عقال أو

__________________

بها قرّائه ولكن قاته أنّه نصبّ في صالح بان هند الذي أُعطي الحلم العجيب على هذا الأعرابي والكرم الغريب ، وأُعطي رسول أميرالمؤمنين البذائة والجشع لأنّه يذري السباب على معاوية وأصحابه فلا يجيبونه إلّا بأحسن القول ، ويتبطئ الصلة ويستعجلها ، ويستقلّها ويطلب المزيد ، وفي كلّ ذلك ينعم له معاوية ، فمن أين جائه هذا الحلم وهذا الكرم ليت شعري.

(١) وهذا بعكس ما جاء في مقتل أبي مخنف ، راجع ص ٨٨ إلى ص ٩٠ منه.

(٢) أقول : هذا ينافي ما سبق من أنّه لم يدرك القتال في كربلاء.

٢٣١

الرجل قُتل أبوه ، قفلب الميمنة على الميسرة ، وقتل الفرس والفارس حتّى بلغ قتلاه سبعين لعيناً ، وبينما هو في قلب المعركة وقد حمي وطيسها إذ كبى به جواده فأحاط به العدوّ واحتزّوا رأسه رحمة الله عليه.

ويقول اليزدي في «مخزن البكاء» : وتقدّم الطرمّاح إلى ميدان القتال وقاتل قتالاً شديداً إلى أن استشهد.

ويقول في منتهى الآمال : ولمّا بلغ سيّد الشهداء عُذيب الهجانات رأى راكبين أربعاً مُقبلين من ناحية الكوفة على هجنهم ويقودون فرساً لنافع بن هلال ودليلهم الطرمّاح.

ويظهر من هذه الرواية لحوق الطرمّاح بالحسينعليه‌السلام في عُذيب الهجانات.

وفي رواية البحار عن مقتل محمّد بن أبي طالب : لمّا ألحّ الحرّ على الحسين بالنزول وضايقه مضايقة شديدة ، أقبل الحسينعليه‌السلام على أصحابه وقال : هل فيكم أحد يعرف الطريق على غير الجادّة؟ فقال الطرّماح : نعم يابن رسول الله ، أنا أخبر الطريق ، فقال الحسينعليه‌السلام فسار الطرمّاح وأتبعه الحسينعليه‌السلام وأصحابه ، وجعل الطرمّاح يرتجز ويقول :

يا ناقتي لا تذعري من زجري

وامضي بنا قبل طلوع الفجر

بخير فتيان وخير سفر

آل رسول الله آل الفخر

السادة البيض الوجوه الزُّهْر

الطاعنين بالرماح السُّمر

الضاربين بالسيوف البتر

حتّى تحلّي بكريم الفخر

الماجد الجدّ رحيب الصدر

أثابه الله لخير أمر

عمّره الله بقاء الدهر

يا مالك النفع معاً والضُّرِّ

أيّد حسيناً سيّدي بالنصر

أيّد حسيناً سيّدي بالنصر

على الطُّغاة من بقايا الكفر

على اللعينين سليلَي صخر

٢٣٢

يزيد لا زال حليف الخمر

وابن زياد عهر ابن العهر(١)

وفي ناسخ التواريخ عن أبي مخنف روى أنّ الطرمّاح بن عدي قال : أُصبت بجراح منكرة يوم الطفّ فوقعت بين القتلى ولم يكن أحد يحسبني في الأحياء ، وأُقسم بأنّي لم أقل إلّا الحقّ فرأيت وأنا في حال اليقظة التامّة عشرين راكباً قد أقبلوا وعليهم الثياب البيض وقد سطعت روائح المسك منهم حتّى ملأت المكان ، فقلت : يوشك أن يكون هذا عبيدالله بن زياد قد جاء ليمثّل بجسد الحسينعليه‌السلام ، ثمّ رأيت أحدهم قد دنى من جسد الحسينعليه‌السلام وترجّل وجلس عند الجسد وكانت الرؤوس ساعتئذٍ تحمل إلى الكوفة.

فأشار هذا الجالس إلى جهة الكوفة وإذا بالرأس الشريف قد التحق بالجسد وراح ذلك الجالس يخاطبه ويقول : يا ولدي ، قتلوك ، أتراهم ما عرفوك ، ومن شرب الماء منعوك ، وما أشدّ جرأتهم على الله (القاهر الغالب) ثمّ رمق الحاضرين معه بنظرة : يا أبي آدم ، ويا أبي إبراهيم ، ويا أبي إسماعيل ، ويا أخويّ موسى وعيسى ، ألا تحزنكم ما فعلته أُمّي بولدي ، لا أنالهم الله شفاعتي.

قال الطرمّاح : فعلمت أنّه رسول الله(٢) .

أقول : وقع الخلاف فيما نحن فيه من عدّة وجوه :

__________________

(١) بحار الأنوار ، ج ٤٤ ص ٢٧٩.

(٢) أقول : جاء في بحار الأنوار نظير هذا عن هند زوجة يزيد قالت : كنت آخذ مضجعي فرأيت باباً من السماء وقد فتحت ، والملائكة ينزلون كتائب إلى رأس الحسين وهم يقولون : السلام عليك يا أبا عبدالله ، السلام عليك يابن رسول الله ، فبينما أنا كذلك إذ نظرت إلى سحابة قد نزلت من السماء وفيها رجال كثيرون وفيهم رجل درّيّ اللون قمريّ الوجه فأقبل يسعى حتّى انكبّ على ثنايا الحسين يقبّلهما وهو يقول : يا ولدي قتلوك ، أتراهم ما عرفوك ، ومن شرب الماء منعوك ، يا ولدي أنا جدّك رسول الله ، وهذا أبوك عليّ المرتضى ، وهذا أخوك الحسن الخ. (البحار ، ج ٤٥ ص ١٩٤)

٢٣٣

الأوّل : هل الطرمّاح هذا هو ابن عدي بن حاتم الطائي أو غيره كما شوهد في كثير العبارات؟ نعم هو ابن عدي وليس ابن حاتم لأنّ لعدي ثلاثة أولاد أحدهم طرفة ، والثاني طريف ، والثالث مطرف ، وهؤلاء الثلاثة كانوا مع أميرالمؤمنينعليه‌السلام ونالوا الشهادة بين يديه ، وكان قد أُوذي من أهل الكوفة في أولاده وهو من أشرافهم حتّى قيل له : احترق بنارهم أو مت كمداً ، فكان يجيبهم : تمنّيت أنّ لي ألفاً من الولد مثلهم فأُقدّمهم بين يدي أميرالمؤمنين مولاي ليسبقوني إلى الجنّة.

وقال له معاوية أيضاً في أحد مجالسه : ما أنصفك عليّ لأنّ ولديه الحسن والحسين سلما من القتل ووقع على أولادك! فقال عدي : بل أنا والله ما أنصفته لأنّه قُتل وبقيت حيّاً بعده.

وعلى كلّ حال فقد انقطع نسله بعد أولاده الثلاثة وتوفّي ولا عقب له ، ولكن المامقاني ذكره له ولداً اسمه محمّد ، كما قال في ترجمته : عدي بن حاتم من أصحاب رسول الله ومن السابقين الأوّلين الذين رجعوا إلى أميرالمؤمنين وثبت على العهد لم يحل ولم يزل ، وكان عدي رجلاً شريفاً جواداً عظيم المنزلة وحاضر البديهة ، ذهبت إحدى عينيه في حرب الجمل ، واستشهد ولده محمّد في حرب صفّين والتحق بعد شهادة الإمام أميرالمؤمنين بالحسنعليه‌السلام وتوفّي بعد أن عمّر وبلغ من السنين مائة وعشرين سنة عام سبع وستّين أو ثمانٍ وستّين في مدينة الكوفة. وقال : إنّي أعتبره على جانب عظيم من الوثاقة والوجاهة.

وفي الجزء الأوّل من منتهى الآمال ذكر له ترجمة وافية وكذلك في تحفة الأحباب(١) .

__________________

(١) منتهى الآمال ، ج ١ ص ٣٣٢.

٢٣٤

الثاني : هل صحب الطرمّاح الإمام إلى كربلاء وقاتل معه ـ كما سبق وسمعتم ـ أو أنّه التقى به على نحو الصدفة وكلّمه ثمّ توجّه تلقاء قبيلته ـ كما في نفس المهموم ص ١٠٤(١) ـ أنّ الطرمّاح بن عدي لم يحضر وقعة الطفّ ولم يكن من الشهداء بل لمّا سمع خبر شهادة الحسين رجع إلى مكانه.

أقول : يصحّ قول الشيخ إذا اعتبرنا الطرمّاح مع الحكم مع ابن عدي واحداً وبما أنّه نقل حكاية الطرمّاح بن الحكم باسم ابن عدي من ثمّ نفى شهادته بالطفّ وحكاية الطرمّاح بن الحكم كما يلي : قال صاحب ناسخ التواريخ : جاء في الخبر أنّ الطرمّاح بن الحكم كان يحمل لأهله الميرة ويريدهم بها وكان من عادة أهل أجاء(٢) وفيد أن يدّخروا لأنفسهم طعام حول كامل بل يدّخرون المؤون والعلف لزائري بيت الله في فيد ويعرضونه للبيع.

ومجمل القول أنّ الطرمّاح التقى بالإمامعليه‌السلام بعد قتل قيس بن مسهّر ، فقال(٣) : يابن رسول الله ، إنّي لا أرى معك من يحميك ، وإن لم يكن لك سواهم فإنّي أخاف عليك أن لا تبلغ الكوفة ، ولقد رأيت قبل رحيلي عن الكوفة بيوم في ظهر الكوفة جموعاً غفيرة لم أر مثلهم حتّى اليوم فسألت : ما يفعل هؤلاء؟ قيل لي : يعدّون العدّة لحرب الحسينعليه‌السلام ، وأنا أُقسم عليك بالله إن استطعت أن لا تتقدّم نحوهم بشبر ، وإن شئت بلداً منيعاً يقيك بأس العدوّ حتّى ترى ما يؤول إليه أمر القوم وتسنح لك الفرصة وتستقبل أمرك على بصيرة فإنّي أتقدّم إليك بمشورة إن

__________________

(١) نفس المهموم ، ص ١٧٦ ط المطبعة الحيدريّة سنة ١٤٢١ هجريّة.

(٢) أجاء وزان قضاء مهموز ومقصور اسم جبل من جبال قبيلة طي يقع غربي «فيد» وهو على وزن قيد ، يقع في منتصف الطريق بين مكّة والكوفة. (منه)

(٣) أُذكّرك في نفسك لا يغيرنّك أهل الكوفة لئن دخلتها لتقتلنّ وإنّي لأخاف أن لا تصل إليها فإن كنت مجمعاً على الحرب فانزل أجأ فإنّه جبل منيع والله ما نالنا فيه. (منه)

٢٣٥

فبلتها أن تذهب معي إلى جبلنا «أجاء» لأنّه جبل منيع ولأنّنا امتنعنا به من ملوك غسّان وحمير ومن النعمان بن المنذر ومن شرّ الأحمر والأصغر فما ذللنا ولا هنّا أبدأ ، فهلمّ معي يا سيّدي حتّى أُنزلك به ويرتاح بالك ، فلن تمرّ أيّام حتّى تقبل عليك جموع طيّئ المقيمين في «أجاء وسلمى» رجالاً وفرساناً وتحيط بك فأقم ما شئت بيننا فإذا قصدك العدوّ بسوء فأنا أتعهّد لك بعشرين ألفاً من الرجال الأشدّاء المقاتلين من طيّئ يقاتلون بين يديك ويمنعوك أن تصل إليك يد بسوء ما كانت فيهم عين تطرف.

فقال له الإمامعليه‌السلام : جزاك الله وقبيلتك خير جزاء المحسنين ، إنّ بيني وبين القوم موعداً لا بدّ من بلوغه فإنّ عافانا الله من بأس العدوّ وحمانا من شرّه وإن قضى علينا بغير ذلك فسوف نفوز بالشهادة والسعادة(١) .

__________________

(١) ورد جانب من ذلك في بحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٦٩ ونحن نسوق لك رواية أبي مخنف لتستغني بها عمّا ترجمناه من ناسخ التواريخ. قال أبو مخنف : حدّثني جميل بن مرثد من بني معن عن الطرمّاح بن عدي أنّه دنا من الحسين فقال له : والله إنّي لأنظر فما أرى معك أحداً ، ولو لم يقاتلك إلّا هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكان كفى بهم وقد رأيت قبل خروجي من الكوفة إليك بيوم ظهر الكوفة وفيه من الناس مالم تر عيناي في صعيد واحد جمعاً أكثر منه فسألت عنهم ، فقيل : اجتموا لي ١ عرضوا ثمّ يسرحون إلى الحسين ، فأنشدك الله إن قدرت على أن لا تقدم عليهم شبراً إلّا فعلت ، فإن أردت أن تنزل بلداً يمنعك الله به حتّى ترى من رأيك ويستبين لك ما أنت صانع فسر حتّى أنزلك مناع جبلنا الذي يُدعى أجاء ، امتنعنا والله به من ملوك غسّان وحمير ومن النعمان بن المنذر ومن الأسود والأحمر ، والله إن دخل علينا ذلّ قط فأسير معك حتّى أنزلك القرية ثمّ نبعث الرجال ممّن بأجاء وسلمى من طيّئ فوالله لا يأتي عليك عشرة أيّام حتّى يأتيك طيّئ رجالاً وركباناً ثمّ أقم فينا ما بدا لك ، فإن هاجك هيج فأنا زعيم لك بعشرين ألف طائيّ يضربون بين يديك بأسيافهم ، والله لا يوصل إليك أبداً وفيهم عين تطرف.

فقال له : جزاك الله وقومك خيراً ، إنّه كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على

٢٣٦

قال أبو مخنف : فحدّثني جميل بن مرثد قال : حدّثني الطرمّاح بن عدي : فودّعته وقلت له : دفع الله عنك شرّ الجنّ والإنس ، إنّي قد امترت لأهلي من الكوفة ميرة ومعي نفقة لهم فآتيهم فأضع ذلك فيهم ، ثمّ أقبل إليك إن شاء الله فإن ألحقك فوالله لأكوننّ من أنصارك.

قالعليه‌السلام : (فإن كنت فاعلاً فعجّل رحمك الله).

قال : فعلمت أنّه مستوحش إلى الرحال حتّى يسألني التعجيل ، قال : فلمّا بلغت أهلي وضعت عندهم ما يصلحهم وأوصيت ، فأخذ أهلي يقولون : إنّك لتصنع مرّتك هذه شيئاً ما كنت تصنعه قبل اليوم ، فأخبرتهم بما أُريد وأقبلت في طريق بني ثعل حتّى إذا دنوت من عُذيب «الهجانات» استقبلني «سماعة بن بدر» فنعاه إليّ فرجعت(١) .

فظهر ممّا تقدّم أنّ صاحب هذا الخبر هو الطرمّاح بن الحكم لا الطرمّاح بن عدي.

الثالث : في موت الطرمّاح في المعركة وعدمه فهل يا ترى حمله قومه من المعركة وداووه حتّى برئ ـ كما نقلنا ذلك في صدر ترجمته عن المامقاني ـ أو أنّهم احتزّوا رأسه في نفس الوقت كما قال ذلك آخرون. وبناءاً على المعنى الأوّل المنقول عنه من رؤية الفرسان العشرين ثمّ تبيّن الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ولا استبعاد في ذلك ، وبناءاً على المعنى الثاني فإنّه ساقط عن الاعتبار ، والله أعلم بحقيقة الحال.

__________________

الانصراف ولا ندري علا تتصرّف بنا وبهم الأُمور في عاقبه. (راجع : مقتل أبي مخنف ، ص ٨٨ ولك أن تعرض عن الترجمة لهذه الرواية وتستغني بما رواه أبو مخنف فلست أرى فرقاً يذكر بين الحكايتين.

(١) مقتل أبي مخنف ، ص ٨٨ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٣ ص ٣٠٧.

٢٣٧

حرف الظاء

٩٢ ـ ظهير بن حسّان الأسدي

لن ينصّ على شهادته إلّا كتاب رياض الشهادة ص ١٢٢ فقد عدّه من شهداء كربلاء ، والله الأعلم.

٢٣٨

حرف العين

٩٣ ـ عائذ بن مجمع بن عبدالله

يأتي في ترجمة مجمع إن شاء الله تعالى.

٩٤ ـ عابس بن شبيب

في زيارة الناحية المقدّسة : «السلام على عابس بن شبيب الشاكري» وكذا في الزيارة الرجبيّة.

كان عابس بن شبيب من الشجعان المعدودين والفرسان المقاتلين ومن الشيعة المخلصين ، وكان رجلاً عابداً(١) متهجّداً يحيي الليل كلّه بالعبادة ، وكان في ولائه

__________________

(١) عابس بن شبيب بن شاكر بن مالك بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد الهمداني الشاكري ، وبنو شاكر بطن من همدان ، هكذا في أُسد الغابة لابن الأثير الجزري. (منهرحمه‌الله )

عن حميد بن أحمد في كتاب الحدائق الورديّة قال : إنّ عابساً كان من رجال الشيعة وكان رئيساً شجاعاً خطيباً ناسكاً متهجّداً وكانت بنو شاكر من المخلصين بولاء أهل البيت خصوصاً أميرالمؤمنين عليه‌السلام وفيهم يقول عليه‌السلام يوم صفّين : بنو شاكر لو تمّت عدّتهم ألفاً لعُبِد الله حقّ عبادته وكانوا من شجعان العرب وكانوا يُلقَّبون «فتيان الصباح» وقيل لعابس : الشاكر الوادي. (منه رحمه‌الله ) راجع : إبصار العين ، ص ٧٤.

٢٣٩

لحيدرة الكرّار من الطراز الأوّل.

وعن الحدائق الورديّة : إنّ عابساً من زغماء الشيعة ومن بني شاكر الذين قال فيهم أميرالمؤمنين ـ بناءاً على ما نقله نصر بن مزاحم في كتاب صفّين ـ : بنو شاكر لو تمّت عدّتهم لعُبِد الله حقّ عبادته.

وكان عابس من فتيان الصباح وهو شاكريّ وادعيّ يُدعى باسم قبيلته.

قال أبو مخنف : لمّا نزل مسلم دار المختار وبايعه ثمانية عشر ألف مبايع من هؤلاء عابس بن شبيب ، قام فيهم خطيباً وخطبهم خطبة غاية في الفصاحة والبلاغة ثمّ رمى ببصره إلى مسلمعليه‌السلام وقال :

أمّا بعد ، فإنّي لا أُخبرك عن الناس ، ولا أعلم ما في أنفسهم ، وما أغرّك منهم ، والله أُحدّثك عمّا أنا موطّن نفسي عليه ، والله لأُجيبنّكم إذا دعوتم ولأُقاتلنّ معكم عدوّكم ، ولأضربنّ بسيفي دونكم حتّى ألقى الله لا أُريد بذلك إلّا ما عند الله.

فقام حبيب بن مظاهر الفقعسي فقال : رحمك الله قد قضيت ما في نفسي بواجز

__________________

" وقال أبو مخنف : لمّا قدم مسلم بن عقيل الكوفة فنزل دار المختار وأقبلت الشيعة تختلف إليه فكلّما اجتمع إليه منهم جماعة قرأ عليهم كتاب الحسينعليه‌السلام فجعلوا يبكون ، وبايعه الناس حتّى بايعه منهم ثمانية عشر ألفاً ، فقام عابس بن شبيب الشاكري خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : أمّا بعد ، فإنّي لا أُخبرك عن الناس ولا أعلم ما في أنفسهم ، وما أغرّك منهم ولكن والله أُخبرك بما أنا موطّن نفسي عليه ، والله لأُجيبكم إذا دعوتموني ولأُقاتلنّ معكم إذا دعوتموني ، ولأُقاتلنّ معكم عدوّكم ، ولأضربنّ بسيفي هذا دونكم حتّى ألقى الله لا أُريد بذلك إلّا ما عند الله.

فقام حبيب بن مظاهر وقال لعابس : يرحمك الله ، قد قضيت ما عليك وأنا مثل ذلك.

قال الطبري : إنّ مسلماً لمّا بايعه الناس كتب إلى الحسين كتاباً وسلّمه إلى عابس بن شبيب وأرسله إلى مكّة فصحبه شوذب مولى شاكر (منهرحمه‌الله ) وتجد بعض ذلك في مقتل أبي مخنف ، ص ٢٠.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

٩٠٢٣/ ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ ، عَنْ صَابِرٍ(١) ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الرَّجُلِ يُؤَاجِرُ بَيْتَهُ يُبَاعُ(٢) فِيهِ(٣) الْخَمْرُ؟

قَالَ : « حَرَامٌ أُجْرَتُهُ(٤) ».(٥)

٩٠٢٤/ ٩. بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَبِي مَخْلَدٍ السَّرَّاجِ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ مُعَتِّبٌ ، فَقَالَ : بِالْبَابِ رَجُلَانِ(٦) ، فَقَالَ : « أَدْخِلْهُمَا » فَدَخَلَا ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : إِنِّي رَجُلٌ سَرَّاجٌ أَبِيعُ جُلُودَ النَّمِرِ(٧) ، فَقَالَ : « مَدْبُوغَةٌ(٨)

____________________

= زياد ، عن محمّد بن الحسن شمّون ، عن إبراهيم بن الأصمّ ، عن مسمعالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٧٧ ، ح ١٧٢٧٥ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٧١ ، ح ٢٢٢٧٦.

(١). هكذا في « ط ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جت ، جن »والتهذيب ، ج ٧. وفي « ى ، بخ » والمطبوع : « جابر ». ولم نجد رواية من يسمّى بعبد المؤمن عن جابر في غير سند هذا الخبر ، كما لم نجد رواية هذا العنوان عن صابر ، لكن بعد تضافر النسخ على لفظة « صابر » وقلّة المسمّين بهذا العنوان جدّاً وكثرة المسمّين بـ « جابر » ، وما أشرنا إليه غير مرّة من أنّ سير التصحيف في كثيرٍ من العناوين هو من الغريب إلى المشهور المعهود ، الظاهر بعد ذلك كلّه ترجيح « صابر » على « جابر ». (٢). في الوافيوالتهذيب ، ج ٦ : « فيباع ».

(٣). هكذا في معظم النسخ التي قوبلتوالتهذيب ، ج ٧والاستبصار . وفي « جت » والمطبوع : « فيها ».

(٤). في « ط ، ى ، بخ ، بس ، بف ، جت ، جد » وحاشية « بح »والتهذيب ، ج ٦ و ٧والاستبصار : « أجره ».

وفي الوافي : « لا منافاة بين الخبرين - أي هذا الخبر وما قبله - لأنّ البيع غير الحمل ، والبيع حرام مطلقاً ، والحمل يجوز أن يكون للتخليل. أو يحمل الخبر الثاني على من يعلم أنّه يباع فيه الخمر ، والأوّل على من لا يعلم أنّه يحمل فيها وعليها الخمر. كذا في التهذيبين ، وفيه ما فيه ».

(٥).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٧١ ، ح ١٠٧٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد. وفيالتهذيب ، ج ٧ ، ص ١٣٤ ، ح ٥٩٣ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٥٥ ، ح ١٧٩ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل ، ، عن جابر [ في التهذيب : « صابر » بدل « جابر » ]الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٧٩ ، ح ١٧٠٧٢ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٧٤ ، ذيل ح ٢٢٢٨٢.

(٦). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافيوالتهذيب ، ج ٦ و ٧. وفي المطبوع : « رجلان بالباب ».

(٧). « النمر » : ضرب من السباع أخبث وأجرأ من الأسد ، ويجوز التخفيف بكسر النون وسكون الميم ، سمّي بذلك‌ لنُمَرٍ فيه ، وذلك أنّه من ألوان مختلفة. راجع :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٣٤ و ٢٣٥ ( نمر ).

(٨). في « جن » وحاشية « بس » : « مذبوحة ».

٢٦١

هِيَ؟ » قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : « لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ(١) ».(٢)

٩٠٢٥/ ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمِّدِ بْنِ أَحْمَدَ(٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي(٤) الْقَاسِمِ الصَّيْقَلِ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلَيْهِ : قَوَائِمُ السُّيُوفِ - الَّتِي تُسَمَّى السَّفَنَ(٥) - أَتَّخِذُهَا مِنْ جُلُودِ السَّمَكِ ،

____________________

(١). فيالمرآة : « يدلّ على مذهب من قال بعدم جواز استعمال جلود ما لا يؤكل لحمه بدون الدباغة ، ويمكن الحمل على الكراهة ».

(٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٧٤ ، ح ١٠٧٨ ؛ وج ٧ ، ص ١٣٥ ، ح ٥٩٥ ، معلّقاً عن عليّ بن أسباطالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٨١ ، ح ١٧٢٨٧ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٧٢ ، ذيل ح ٢٢٢٧٨.

(٣). هكذا في « ط ، بخ ، بف ، جد » وحاشية « جت ، جن » والوافي والوسائل. وفي « ى ، بح ، بس ، بف ، جت ، جن » والمطبوع : « أحمد بن محمّد ».

وما أثبتناه هو الظاهر ؛ فقد تكرّرت في الأسناد رواية محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد [ بن يحيى ] عن محمّد بن عيسى [ بن عبيد ]. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤٤٤ - ٤٤٥ ، وج ١٥ ، ص ٣٢٩.

ثمّ إنه قد توسّط أحمد بن محمّد في بعض الأسناد بين محمّد بن يحيى ومحمّد بن عيسى ، فيحتمل القول بجواز صحّة « أحمد بن محمّد » ، لكنّ المقام من مظانّ وقوع التحريف في العنوان ، بوقوع القلب فيه ؛ لما ورد في كثيرٍ من الأسناد جدّاً من رواية محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد - كما تقدّم غير مرّة - ورواية محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد ليس بمقدارٍ من الكثرة توجب وقوع التحريف في عنوان « أحمد بن محمّد » راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٣٦٨ ، وص ٣٧٦.

هذا ، وقد ورد الخبر فيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٧٦ ، ح ١٠٧٦ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أبي القاسم الصيقل ، كما ورد فيالتهذيب ، ج ٧ ، ص ١٣٥ ، ح ٥٩٦ ، عن أحمد بن محمّد عن أبي القاسم الصيقل. لكنّ الظاهر وقوع التحريف في الموضعين من التهذيب ؛ فقد اُخذ ما ورد فيالتهذيب ، ج ٦ منالكافي - كما يظهر من مقارنة ما تقدّم عليه وما تأخّر عنه من الأحاديث مع ما ورد فيالكافي - وكان نسخة الشيخ محرّفةً - يعني أحمد بن محمّد عن محمّد بن عيسى - ثمّ وقع السقط في العنوان بجواز النظر من أحد المحمّدينِ إلى الآخر ، فصار العنوان أحمد بن محمّد بن عيسى ، ثمّ اختصر في العنوان حين ذكر الخبر في ج ٧.

ويؤيّد ذلك ما ورد فيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٧٦ ، ح ١١٠٠ ؛ من نقل الخبر في ذيل خبرٍ رواه محمّد بن الحسن الصفّار عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن أبي القاسم الصيقل وولده.

(٤). في « بس » : - « أبي ». وقد ذكر قاسم الصيقل فيرجال البرقي ، ص ٥٨ ،ورجال الطوسي ، ص ٣٩٠ ، الرقم ٥٧٤٦ في أصحاب الهاديعليه‌السلام ، لكن بعد ورود الخبر عن أبي القاسم الصيقل ، أو أبي القاسم الصيقل وولده ، القول بعدم صحّة « أبي القاسم الصيقل » مشكل.

(٥). في « ى ، جد » وحاشية « بخ » : « السقرة ». وفي « بخ ، بف » وحاشية « جت » : « السفر ». وفي « جن » وحاشية =

٢٦٢

فَهَلْ يَجُوزُ الْعَمَلُ بِهَا وَلَسْنَا نَأْكُلُ لُحُومَهَا(١) ؟

فَكَتَبَعليه‌السلام : « لَا بَأْسَ ».(٢)

١٠٤ - بَابُ شِرَاءِ السَّرِقَةِ وَالْخِيَانَةِ‌

٩٠٢٦/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَحَدَهُمَا(٣) عليهما‌السلام عَنْ شِرَاءِ(٤) الْخِيَانَةِ وَالسَّرِقَةِ(٥) ؟

فَقَالَ : « لَا ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَدِ اخْتَلَطَ مَعَهُ غَيْرُهُ(٦) ؛ فَأَمَّا(٧) السَّرِقَةُ بِعَيْنِهَا(٨) ، فَلَا ، إِلَّا أَنْ‌

____________________

= « ى » : « السفرة ». وفي « جت » : « الفن ». وفيالوافي : « السفن ، محرّكة : جلد أخشن وقطعة خشناء من جلد ضبّ أو سمكة ، وفي بعض نسخالكافي : السفر ، بالراء وكأنّه تصحيف ».

وفيالمرآة : « قوله : تسمّى السفن ، قال الجوهري : السفن : جلد أخشن ، كجلود التماسيح يجعل على قوائم السيف. ووجه الجواز أنّ التمساح من السباع ، لكن ليس له دم سائل فلذا جوّز ، مع أنّه لو كان ذا نفس سائلة إذا اشتري من المسلم كان طاهراً ». راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٣٦ ( سفن ).

(١). في « بخ ، بف » والوافي : + « قال ».

(٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٧١ ، ح ١٠٧٦ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي القاسم بن الصيقل.وفيه ، ص ٣٧٦ ، ح ١١٠٠ ، بسنده عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي القاسم الصيقل وولده ، عن الرجلعليه‌السلام ؛التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٣٥ ، ح ٥٩٦ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن أبي القاسم الصيقلالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٨١ ، ح ١٧٢٨٨ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٧٣ ، ذيل ح ٢٢٢٨٠.

(٣). في حاشية « بح ، جت » : « أبا عبد الله ».

(٤). في « بخ ، بف » : « شرى ».

(٥). في « بس » والوافي : « السرقة والخيانة ».

(٦). فيالوافي : « الاختلاط إنّما يتحقّق إذا تعذّر التمييز ، ثمّ إن عرف صاحبها صالحه عليها ، وإلّا تصدّق عنه ». وفي‌مرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ٢٦٨ : « قولهعليه‌السلام : إلّا أن يكون قد اختلط ، قال الوالد العلّامةقدس‌سره : لأنّه يمكن أن يكون ما باعه غير مال الخيانة ، أمّا إذا باع الجميع وعلم أنّها فيها ، فلا يجوز البيع إلّا أن يكون المالك معلوماً ونفذ البيع. ومتاع السلطان : ما يأخذه باسم المقاسمة أو الخراج من غير الشيعة أو مطلقاً ».

(٧). في « جت » : « وأمّا ».

(٨). فيالوافي : « وأمّا عدم جواز شرائها بعينها فلعدم شي‌ء ممّا يملكه البائع في مقابلة الثمن ».

٢٦٣

تَكُونَ(١) مِنْ مَتَاعِ السُّلْطَانِ(٢) ، فَلَا بَأْسَ................................... ‌

____________________

(١). في « ى ، بح ، بخ ، بس ، جت ، جد ، جن » والوافيوالتهذيب ، ج ٦ و ٧ : « أن يكون ».

(٢). فيالوافي : « وأمّا جواز شراء المسروق من مال السلطان فلأنّه ليس للسلطان ، وإنّما هو في‌ء للمسلمين ؛ لأنّه ناصب ، وقد مضى : خذ مال الناصب أينما وجدت ، وابعث إلينا بالخمس ، فخمسه للإمامعليه‌السلام والباقي لمن وجده من المسلمين ، والإمام قد أذن بشراء عينه ، والبائع هو الواجد ».

وفيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : إلّا أن يكون من متاع السلطان ، الظاهر أنّ الاستثناء منقطع ، وإنّما استثنىعليه‌السلام ذلك لأنّه كالسرقة والخيانة من حيث إنّه ليس له أخذه. وعلى هذا لا يبعد أن يكون الاستثناء متّصلاً. وقيل : المعنى أنّه إذا كانت السرقة من مال السلطان يجوز للشيعة ابتياعها بإذن الإمام. وقيل : اُريد به ما إذا سرق الإنسان مال ظالم على وجه التقاصّ. والأوّل أوجه ».

وقال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « قوله : من متاع السلطان ، السلطان : مصدر مرادف للدولة والحكومة في اصطلاحنا ، ويحتمل بعيداً أن يكون المراد تجويز اشتراء ما يعلم أنّه قد سرق من أموال السلطان ، ويحتمل أن يراد اشتراؤه من العامل ، كما يأتي في حديثالفقيه [ المرويّ فيه ج ٣ ، ص ٢٢٧ ، ح ٣٨٤١ ] وأطلق عليه السرقة باعتبار أنّهم غاصبون ، ولا يجوز بمقتضى القواعد شراء مال السلطان من السارق ؛ فإنّ السارق لا ولاية له على بيت المال ، والعامل له ولاية في الجملة على الخراج وغيره إلاّ أن يحمل البيع على الاستنقاذ دون البيع الحقيقي ، وهو خلاف الظاهر ، أو يلتزم بأنّ السارق من بيت المال يملك ما سرقهُ حقيقة ، فيكون بيت المال بأيدي الظلمة بمنزلة المباحات يملكه كلّ من سرق. وهو بعيد ؛ لأنّ أموال بيت المال إمّا ظلم ، وإمّا عدل ، والظلم مردود إلى أصحابه ، أو مجهول المالك ، والعدل خراج وجزية ومال صلح ، يجب صرفه في مصالح العامّة ، ولو كان متولّي بيت المال غاصباً لا يخرج أصل المال عمّا هو عليه ويجب صرفه في مصارفه بإذن أهله. وبالجملة مقتضى القاعدة أنّ ما يعلم كونه مأخوذاً بظلم ، وعلم صاحبه ، لا يجوز أخذه إلّالإيصاله إلى المظلوم ، وما لا يعلم صاحبه فهو بمنزلة مجهول المالك ، وما علم أنّه أخذ على وجه مشروع ، كالزكاة والخراج فلا يجوز استعماله إلّا في المصرف الشرعي ، وما شكّ أنّه من أيّهما ، كما هو الغالب فلا يجوز صرفه فيما يعلم عدم جواز صرف بيت المال فيه قطعاً ؛ فإنّه إمّا حرام وإمّا حلال ، فإن كان حراماً لا يجوز صرفه أصلاً ، وإن كان حلالاً وجب صرفه فيما يجوز صرف بيت المال فيه ، وليس بمنزلةالمباحات بحال ، وأمّا إذن الحاكم الشرعي فيما يجوز صرفه فيه فالروايات خالية عنه ، ويمكن أن يكون بتصريح الإمامعليه‌السلام إذناً لنفس المخاطب ، وغيره ملحق اتّفاقاً ، ويمكن أن يكون إذناً عامّاً لجميع أتباعهم ، ودليل ولاية الفقيه في زمان الغيبة لا يشتمل ذلك ، وفي مورد ثبت جواز التصرّف في أموال بيت المال في عصر الغيبة ، لم يحتج إلى إذن الحاكم الشرعي إلّا من جهة تعيين المصرف ، وأنّ الذي يريد التصرّف هل له أن يصرفه في مصرف خاصّ أو لا وهو راجع إلى الفتوى؟ وهذا مثل جوائز السلطان الجائر وما يوكّل فيه أحد ، كبناء الربط والقناطر واُجور العمل وأرزاق القضاة والجنود وسائر مصالح العامّة إذا اُعطي مالاً ؛ ليصرفه في أمثال ذلك ، وقد مضى في الصفحة ١٦٥ أحاديث في أخذ الجوائز من =

٢٦٤

بِذلِكَ ».(١)

٩٠٢٧/ ٢. ابْنُ مَحْبُوبٍ(٢) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ مِنَّا يَشْتَرِي مِنَ السُّلْطَانِ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ وَغَنَمِ الصَّدَقَةِ(٣) وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ(٤) مِنْهُمْ أَكْثَرَ مِنَ الْحَقِّ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِمْ؟

قَالَ : فَقَالَ : « مَا الْإِبِلُ وَالْغَنَمُ(٥) إِلَّا مِثْلَ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَغَيْرِ ذلِكَ ، لَابَأْسَ بِهِ حَتّى تَعْرِفَ(٦) الْحَرَامَ بِعَيْنِهِ ».

____________________

= أعمالهم ، وخبر أبي عمرو الحذّاء في قبول تولّي الأوقاف وأموال صغار أولاد العبّاس ومواريثهم من قضاتهم ، وفي الصفحة ١٦٨ تجويز إعطاء الأموال العظيمة للشيعة ، كرواية السيّاري وإن كانت من جهة الإسناد ضعيفة ، ورواية عليّ بن يقطين أنّه كان يرجع الأموال إلى الشيعة سرّاً بعد أخذها منهم ».

وفي هامش المطبوع : « لعلّ مغزاه أنّه إذا فرض أنّ السلطان اغتصب أمتعة كثير من الناس ، وقد ظفر أحد من المغصوب منهم على متاعه بعينه أو مثله فسرقه ، ثمّ جاء به ، ليبيعه ، فحينئذٍ جاز أن يشتريه أحد عنه ».

(١).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٧٤ ، ح ١٠٨٨ ، معلّقاً عن ابن محبوب ؛التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٣٢ ، ح ٤٧٨ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، عن أبي بصيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٨٩ ، ح ١٧٣٠٢ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٣٥ ، ذيل ح ٢٢٦٩٥.

(٢). السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن محبوب ، عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمّد.

(٣). في « ط ، بخ ، بف » والوافي : « وغنمها » بدل « وغنم الصدقة ».

(٤). قال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « قوله : وهو يعلم أنّهم يأخذون ، هذا علم إجمالي حاصل بوجود حرام في الجملة في ما بأيديهم ، ولا يوجب الاجتناب ، ويدلّ على تقرير عملهم في بيع عين الأموال الزكويّة وعدم وجوب صرف أعيانها في المصارف ، والبائع هو العامل من حيث هو نائب عن المستحقّين ومتولّ للجهة التي تصرّف فيها. ومقتضى ظاهر الخبر صحّة هذا البيع بمعنى وقوع الثمن في مقابل الزكاة ، فيجوز لمشتري الأموال الزكويّة من السلطان التصرّف فيها ، كتصرّف الملّاك في أملاكهم ، ولا يجب عليهم صرفها في مصارف الزكاة ، ولو كان البيع باطلاً لكان ذلك واجباً. وأمّا الثمن فإن قدر المشتري على أن لا يسلّم الثمن إلى العاملين ويصرفه بنفسه في الزكاة ، احتمل قويّاً وجوب ذلك ، ويحتمل عدم الوجوب ؛ فإنّهم تصرّفوا بالأخذ ، واستنقاذ حقوق الله من الغاصب غير معلوم الوجوب ».

(٥). في الوسائل : - « والغنم ».

(٦). في « ط ، ى ، بح ، بخ ، بس ، جد » : « حتّى يعرف ». وفي « بف » بالتاء والياء معاً.

٢٦٥

قِيلَ لَهُ(١) : فَمَا تَرى فِي مُصَدِّقٍ(٢) يَجِيئُنَا ، فَيَأْخُذُ(٣) صَدَقَاتِ أَغْنَامِنَا(٤) ، فَنَقُولُ : بِعْنَاهَا ، فَيَبِيعُنَاهَا؟ فَمَا تَرى(٥) فِي شِرَائِهَا مِنْهُ؟

قَالَ(٦) : « إِنْ كَانَ قَدْ أَخَذَهَا(٧) وَعَزَلَهَا(٨) ، فَلَا بَأْسَ ».

قِيلَ(٩) لَهُ : فَمَا تَرى فِي الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ يَجِيئُنَا الْقَاسِمُ ، فَيَقْسِمُ لَنَا حَظَّنَا(١٠) ، وَيَأْخُذُ(١١) حَظَّهُ(١٢) ، فَيَعْزِلُهُ بِكَيْلٍ؟ فَمَا تَرى فِي شِرَاءِ ذلِكَ الطَّعَامِ مِنْهُ؟

فَقَالَ : « إِنْ كَانَ قَبَضَهُ بِكَيْلٍ وَأَنْتُمْ حُضُورُ(١٣) ذلِكَ(١٤) ، فَلَا بَأْسَ بِشِرَائِهِ(١٥) مِنْهُ بِغَيْرِ(١٦) كَيْلٍ ».(١٧)

____________________

(١). في « بخ ، بف » : « قال » بدل « قيل له ».

(٢). فيالوافي : « المصدّق ، بتشديد الدال : العامل على الصدقات ، وهو القاسم أيضاً ». وراجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٠٥ ( صدق ). (٣). في الوسائل : + « منّا ».

(٤). في « بخ ، بف » والوافي : « أنعامنا ».

(٥). في الوسائلوالتهذيب : « فما تقول ».

(٦). في « بخ ، بف » والوافي والوسائل : « فقال ».

(٧). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : إن كان قد أخذها ، قال الوالد العلّامةرحمه‌الله : تظهر الفائدة في الزكاة ؛ فإنّه إذا أخذها فمع القول بسقوط الزكاة عنه مطلقاً فما لم يأخذها العامل لا تسقط عنه ، بل ظلم في أخذ الثمن ، وعلى المشهور من سقوط الزكاة عمّا أخذه فما لم يأخذ لم يسقط منه ، ثمّ سأل أنّه هل يجوز شراء الطعام منه بدون الكيل؟ فأجابعليه‌السلام بأنّه إن كان حاضراً عند أخذها منهم بالكيل يجوز ، ويدلّ على المنع مع عدمه ، ووردت بالجواز إذا أخبر البائع إخباراً ، فالمنع محمول على الكراهة ، أو على ما إذا لم يكن مؤتمناً ».

(٨). في « ى » وحاشية « جت » : « فعزلها ».

(٩). في « بخ ، بف » والوافي : « فقيل ».

(١٠). في « بخ ، بف » : « حنطتنا ».

(١١). في « بح » : « فيأخذ ».

(١٢). في « بخ ، بف » : « حنطه ».

(١٣). قال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « قوله : إن كان قبضه بكيل وأنتم حضور ، يدلّ على عدم جواز بيع‌المكيل بغير الكيل وارتكاز ذلك في أذهانهم ».

(١٤). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائلوالتهذيب . وفي المطبوع وحاشية : « بح ، جت » والوافي : + « الكيل ».

(١٥). هكذا في « بح ، بخ ، بس ، بف » والوافي والوسائلوالتهذيب . وفي المطبوع وسائر النسخ : « بشراه ».

(١٦). في الوسائل : « من غير ».

(١٧).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٧٥ ، ح ١٠٩٤ ؛ وج ٧ ، ص ١٣٢ ، ح ٥٧٩ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، عن =

٢٦٦

٩٠٢٨/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَشْتَرِي مِنَ الْعَامِلِ وَهُوَ يَظْلِمُ؟

قَالَ(١) : « يَشْتَرِي مِنْهُ مَا لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ ظَلَمَ فِيهِ أَحَداً ».(٢)

٩٠٢٩/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ جَرَّاحٍ الْمَدَائِنِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَصْلُحُ شِرَاءُ(٣) السَّرِقَةِ وَالْخِيَانَةِ إِذَا عُرِفَتْ ».(٤)

٩٠٣٠/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، قَالَ :

أَرَادُوا بَيْعَ تَمْرِ عَيْنِ أَبِي زِيَادٍ(٥) ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَهُ ، ثُمَّ قُلْتُ(٦) : حَتّى أَسْتَأْمِرَ‌

____________________

= هشام بن سالم. وراجع :الكافي ، كتاب المعيشة ، باب النوادر ، ح ٩٣٩٩الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٩٢ ، ح ١٧٣٠٧ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢١٩ ، ح ٢٢٣٧٦.

(١). في « بخ ، بف » والوافي : « فقال ».

(٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٧٥ ، ح ١٠٩٣ ؛ وج ٧ ، ص ١٣١ ، ح ٥٧٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.وفيه ، ص ١٣٢ ، ح ٥٨٢ ، بسند آخر من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، إلى قوله : « يشتري منه »الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٩٢ ، ح ١٧٣٠٦ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٢١ ، ذيل ح ٢٢٣٧٩.

(٣). في « بخ ، بف » : « شرى ».

(٤).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٧٤ ، ح ١٠٨٩ ؛ وج ٧ ، ص ١٣١ ، ح ٥٧٦ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد. وفيالفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٢٧ ، ح ٣٨٤١ ؛والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣٧ ، ح ٩٣٤ ؛ وج ٧ ، ص ١٣٢ ، ح ٥٨١ ، بسند آخر من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.النوادر للأشعري ، ص ١٦٢ ، ح ٤١٨ ، مرسلاً ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخرهالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٩١ ، ح ١٧٣٠٣ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٣٦ ، ذيل ح ٢٢٦٩٨.

(٥). في « ط ، بس ، جد ، جن » : « ابن زياد ». وفي حاشية « بخ » : « أبي معاذ ». وفيالوافي : « أبو زياد كان من عمّال‌السلطان ». وفي هامش المطبوع : « لعلّه في حوالي المدينة اسم قرية كان أصله لأبي عبد اللهعليه‌السلام ، فغصبه أبو زياد ، وقد مرّ في المجلّد الثالث ، ص ٥٦٩ حديث فيه : عين زياد ». وهو الحديث ٥٢٧٨.

(٦). في « جن » : « فقلت » بدل « ثمّ قلت ».

٢٦٧

أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَأَمَرْتُ(١) مُصَادِفاً(٢) ، فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : « قُلْ لَهُ : يَشْتَرِيهِ(٣) ؛ فَإِنَّهُ(٤) إِنْ لَمْ يَشْتَرِهِ(٥) ، اشْتَرَاهُ غَيْرُهُ(٦) ».(٧)

٩٠٣١/ ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ النَّهْدِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنِ اشْتَرى سَرِقَةً وَهُوَ يَعْلَمُ ، فَقَدْ شَرِكَ فِي عَارِهَا(٨) وَإِثْمِهَا».(٩)

٩٠٣٢/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، عَنْ أَبِي عُمَرَ السَّرَّاجِ(١٠) :

____________________

(١). في « ى » : « فأمر ».

(٢). هكذا في « ط ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والوافي. وفي « ى »والتهذيب ، ج ٦ و ٧ : « مصادقاً ». وفي المطبوع : « معاذاً ». ومصادف هذا ، هو مولى أبي عبد اللهعليه‌السلام وخادمه. راجع :رجال الطوسي ، ص ٣٤٢ ، الرقم ٥١٠٤ ،الرجال لابن الغضائري ، ص ٩٠ ، الرقم ١٢٤.

(٣). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : قل له : يشتريه ، لعلّه كانت الأرض مغصوبة ، وهم زرعوها بحبّهم ، والزرع للزراع ولو كان غاصباً. ويمكن أن يكون من الأراضي المفتوحة عنوة وجوّزهعليه‌السلام ؛ لأنّ تجويزه يخرجه عن الغصب ، أو جوّز مطلقاً ؛ لدفع الحرج عن أصحابه ». (٤). في « جن »والتهذيب ، ج ٦ و ٧ : - « فإنّه ».

(٥). في « ى » : « إن لم يشتر ».

(٦). فيالوافي : « لعلّهعليه‌السلام أراد بقوله : إن لم يشتره اشتراه غيره ، أنّه إن خاف أن يكون ذلك إعانة للظالم فليس كما ظنّ ؛ فإنّ الإعانة في مثل هذا الأمر العامّ المتأتّي من كلّ أحد ليس بإعانة حقيقة ، أو ليس بضائر ».

(٧).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٧٥ ، ح ١٠٩٢ ؛ وج ٧ ، ص ١٣١ ، ح ٥٧٥ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٩٣ ، ح ١٧٣٠٨ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٢٠ ، ذيل ح ٢٢٣٧٨.

(٨). العار : السُبَّة والعيب. وقيل : هو كلّ شي‌ء يلزم به سبّة أو عيب.لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٦٢٥ ( عير ).

(٩).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٧٤ ، ح ١٠٩٠ ، معلّقاً عن الكليني.ثواب الأعمال ، ص ٣٣٧ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٩١ ، ح ١٧٣٠٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٣٧ ، ح ٢٢٧٠٠.

(١٠). ورد الخبر فيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٧٤ ، ح ١٠٩٢ ، وج ٧ ، ص ١٣١ ، ح ٥٧٤ بسنده عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عمرو السرّاج ، وورد فيالتهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٣٧ ، ح ١٠٣٨،بسند آخر عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عمّار السرّاج. لكن لم نجد ذكراً لهذه العناوين الثلاثة -أبي عمر السرّاج وأبي عمرو السرّاج وأبي عمّار=

٢٦٨

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي الرَّجُلِ(١) يُوجَدُ(٢) عِنْدَهُ السَّرِقَةُ ، قَالَ : « هُوَ غَارِمٌ(٣) إِذَا لَمْ يَأْتِ عَلى بَائِعِهَا بِشُهُودٍ(٤) ».(٥)

١٠٥ - بَابُ مَنِ اشْتَرى طَعَامَ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ‌

٩٠٣٣/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسى ، عَنْ بُرَيْدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنِ اشْتَرى طَعَامَ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ ، قُصَّ(٦) لَهُمْ مِنْ‌

____________________

= السرّاج - في غير سند هذا الخبر. فوقوع التحريف في العنوان واضح.

والمظنون أنّ العناوين الثلاثة كلّها محرّفة ، وأنّ الصواب هو « أبي مخلد السرّاج » ؛ فقد روى عليّ بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي مَخْلَد السرّاج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فيالكافي ، ح ١٣٩٧٣. وأبو مخلد السرّاج هو المذكور فيرجال النجاشي ، ص ٤٥٨ ، الرقم ١٢٤٧ ،رجال البرقي ، ص ٤٤ ،والفهرست للطوسي ، ص ٥٤٠ ، الرقم ٨٨٣.

(١). في « ط ، بح ، بس ، جد ، جن » وحاشية « بخ » والوسائل : « الذي ». وفي « ى ، جت » : + « الذي».

(٢). في « ى ، بس ، جت ، جد ، جن » والوسائل والتهذيب ، ج ٦ : « توجد ».

(٣). الغارم : الذي يلتزم ما ضمنه وتكفّل به ويؤدّيه. والغُرم : أداء شي‌ء لازم.النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٦٣ ( غرم ).

(٤). فيالوافي : « يعني إذا أتى عليه بشهود فالغارم هو البائع ».

وفيالمرآة : قولهعليه‌السلام : إذا لم يأت ؛ لأنّه إذا أتى بالشهود يرجع بالثمن على البائع ، فيكون هو الغارم وإن وجب عليه دفع العين إلى المالك. وقال في المختلف : قال الشيخ فيالنهاية : من وجد عنده سرقة كان ضامناً لها إلّا أن يأتي على شرائها ببيّنة. وقال ابن إدريس : هو ضامن على شرائها ببيّنة أوّلاً بلا خلاف ، لكنّ مقصود شيخنا أنّه ضامن ، هل يرجع على البائع أم لا؟ فإن كان المشتري عالماً بالغصب لم يكن له الرجوع ، وإلّا رجع. أقول : يحتمل قوله وجهاً آخر ، وهو أن يأتي ببيّنة أنّه اشتراها من مالكها ، فتسقط المطالبة عنه. والشيخ نقل رواية أبي عمر السرّاج. انتهى ». وراجع :النهاية ونكتها ، ج ٢ ، ص ١٠٥ ؛السرائر ، ج ٢ ، ص ٢٢٥ ؛مختلف الشيعة ، ج ٥ ، ص ٢٤.

(٥).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٧٤ ، ح ١٠٩١ ، معلّقاً عن الكليني.التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٣١ ، ح ٥٧٤ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.وفيه ، ص ٢٣٧ ، ح ١٠٣٨ ، بسنده عن جعفر بن بشيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٩١ ، ح ١٧٣٠٥ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٣٧ ، ح ٢٢٧٠١.

(٦). القصّ : القطع ، يقال : قصّ الشعر والصوف والظفر ، من باب قتل ، أي قطعه. راجع :المصباح المنير ، =

٢٦٩

لَحْمِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».(١)

١٠٦ - بَابُ مَنِ اشْتَرى شَيْئاً فَتَغَيَّرَ عَمَّا رَآهُ‌

٩٠٣٤/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَ(٢) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ وَعَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ مُيَسِّرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : رَجُلٌ اشْتَرى زِقَّ(٣) زَيْتٍ ، فَوَجَدَ(٤) فِيهِ دُرْدِيّاً(٥) .

قَالَ : فَقَالَ(٦) : « إِنْ كَانَ يَعْلَمُ(٧) أَنَّ ذلِكَ(٨) فِي(٩) الزَّيْتِ ، لَمْ يَرُدَّهُ(١٠) ؛ وَإِنْ(١١) لَمْ(١٢) يَكُنْ(١٣) يَعْلَمُ أَنَّ ذلِكَ يَكُونُ(١٤) فِي الزَّيْتِ ، رَدَّهُ عَلى صَاحِبِهِ ».(١٥)

____________________

= ص ٥٠٥ ( قصص ).

(١).التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٣٢ ، ح ٥٨٠ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ١٨ ، ص ٧٦٣ ، ح ١٨٢٥١ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٣٨ ، ح ٢٢٧٠٢.

(٢). في السند تحويل بعطف « محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد » على « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ».

(٣). الزِقُّ : السقاء ، وهو وعاء من جلد للماء ونحوه ، أو جلد يُجَزُّ ويُقْطَعُ شعره ولا يُنْتَف ولا يُنْزَع ، للشراب ونحوه.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٨٣ ( زقق ).

(٤). في الوافي : « فيجد ».

(٥). الدُرْدِيُّ : ما يبقى ويركد في أسفل كلّ مائع ، كالأشربة والأدهان. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ١١٢ ( درد ).

(٦). في « بف » والوافي : - « فقال ».

(٧). فيمرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ٢٧٢ : « قولهعليه‌السلام : إن كان يعلم ، لعلّ « يعلم » في الموضعين على صيغة المجهول ، أي كان الدرديّ بالقدر المتعارف الذي يعلم الناس أنّه يكون في الزيت ؛ إذ لو كان بهذا القدر ولم يعلم المشتري يشكل القول بجواز ردّه ».

(٨). في « بخ ، بس ، بف ، جت ، جن » والوسائلوالفقيه : + « يكون ».

(٩). في « ط » : - « في ».

(١٠). في « بف » : - « لم يردّه ».

(١١). في « جد » : « فإن ».

(١٢). في « ط » : - « لم ».

(١٣). في « بف » : - « يكن ».

(١٤). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائلوالفقيه . وفي المطبوع : - « يكون ».

(١٥).التهذيب ، ج ٧، ص ٦٦ ، ح ٢٨٣ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن =

٢٧٠

٩٠٣٥/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْخُدْرِيِّ(١) ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ ، قَالَ :

دَخَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام سُوقَ التَّمَّارِينَ ، فَإِذَا امْرَأَةٌ قَائِمَةٌ تَبْكِي وَهِيَ تُخَاصِمُ رَجُلاً تَمَّاراً ، فَقَالَ لَهَا : « مَا لَكِ؟ » قَالَتْ(٢) : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، اشْتَرَيْتُ مِنْ هذَا تَمْراً بِدِرْهَمٍ(٣) ، فَخَرَجَ(٤) أَسْفَلُهُ رَدِيّاً لَيْسَ مِثْلَ الَّذِي رَأَيْتُ. قَالَ : فَقَالَ لَهُ(٥) : « رُدَّ عَلَيْهَا » فَأَبى حَتّى قَالَهَا ثَلَاثاً(٦) فَأَبى ، فَعَلَاهُ بِالدِّرَّةِ(٧) حَتّى رَدَّ(٨) عَلَيْهَا.

وَكَانَ عَلِيٌّ(٩) - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - يَكْرَهُ(١٠) أَنْ يُجَلَّلَ(١١) التَّمْرُ.(١٢)

١٠٧ - بَابُ بَيْعِ الْعَصِيرِ وَالْخَمْرِ‌

٩٠٣٦/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ‌

____________________

= جميل بن درّاج.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٧٠ ، ح ٣٩٧٧ ، معلّقاً عن محمّد بن أبي عمير ، عن ميسّر بن عبد العزيز ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٢٨ ، ح ٥٦٠ ، معلّقاً عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن ميسّر ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٨ ، ص ٧٣٨ ، ح ١٨٢٠٠ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ١٠٩ ، ح ٢٣٢٥٩.

(١). في « ط » : « إبراهيم بن إسحاق الحدّاد ». وفي الوسائل : « إبراهيم بن أبي إسحاق الخدري ». والعناوين كلّها مجهولة. (٢). في الوسائلوالفقيه : « فقالت ».

(٣). في « ط ، بح » : « بدراهم ».

(٤). في « ى ، بس ، جد » والوسائل : « وخرج ».

(٥). في « ط ، ى ، بس ، جد ، جن » والوسائل : - « له ».

(٦). في « بخ ، بف » والوافي : + « قال ».

(٧). في « ى » : « بدرّة ». والدِرَّة : التي يضرب بها. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٥٦ ( درر ).

(٨). في « ط » : « حتّى ردّه ».

(٩). في«ط»:«أمير المؤمنين».وفي«بخ،بف»:-«عليّ».

(١٠). فيالمرآة : « لعلّ الكراهة فيه بمعنى الحرمة ».

(١١). فيالوافي : « يجلّل ، كأنّه بالجيم ، كما وجد في أصحّ النسخ ، أي يستر ويلبس ؛ يعني إذا كان في معرض البيع ». وراجع :المصباح المنير ، ص ١٠٦ ( جلل ).

(١٢).الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٧٠ ، ح ٣٩٧٨ ، مرسلاً ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٨ ، ص ٧٣٧ ، ح ١٨١٩٩ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ١١٠ ، ح ٢٣٢٦٠.

٢٧١

أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام عَنْ بَيْعِ الْعَصِيرِ ، فَيَصِيرُ خَمْراً قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ الثَّمَنُ؟

قَالَ : فَقَالَ : « لَوْ بَاعَ ثَمَرَتَهُ مِمَّنْ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَجْعَلُهُ(١) حَرَاماً ، لَمْ يَكُنْ بِذلِكَ بَأْسٌ ؛ فَأَمَّا(٢) إِذَا كَانَ عَصِيراً ، فَلَا يُبَاعُ(٣) إِلَّا بِالنَّقْدِ(٤) ».(٥)

٩٠٣٧/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي رَجُلٍ تَرَكَ غُلَاماً لَهُ(٦) فِي كَرْمٍ(٧) لَهُ يَبِيعُهُ عِنَباً أَوْ عَصِيراً ، فَانْطَلَقَ الْغُلَامُ ، فَعَصَرَ خَمْراً ، ثُمَّ بَاعَهُ ، قَالَ : « لَا يَصْلُحُ ثَمَنُهُ ».

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ رَجُلاً مِنْ ثَقِيفٍ أَهْدى إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله رَاوِيَتَيْنِ(٨) مِنْ خَمْرٍ(٩) ، فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَأُهَرِيقَتَا(١٠) ، وَقَالَ(١١) : إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ ثَمَنَهَا ».

____________________

(١). في التهذيب والاستبصار : + « خمراً ».

(٢). في « بخ ، بف » والوافي : « وأمّا ».

(٣). في « بح » : « فلا تباع ».

(٤). فيمرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ٢٧٣ : « قولهعليه‌السلام : إلّا بالنقد ، حمل على الكراهة ، وقال في الجامع : يباع العصير بالنقد كراهة أن يصير خمراً عند المشتري قبل قبض ثمنه ». وراجع :الجامع للشرائع ، ص ٢٥٢.

وفي هامش المطبوع : « لأنّه لو باعه لسنة ففي حال قبض الثمن يمكن أن يصير العصير خمراً فيأخذ ثمن الخمر. كذا فيالاستبصار ، ثمّ ذكر فيه أنّ ذلك مكروه وليس بمحظور ».

(٥).التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٣٨ ، ح ٦١١ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ١٠٦ ، ح ٣٧٤ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسىالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٥٠ ، ح ١٧٢٠٧ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٢٩ ، ح ٢٢٣٩٨.

(٦). في « ى » : - « له ».

(٧). قال ابن منظور : « الكَرْم : شجرة العنب ، واحدتها : كَرْمة ». وقال الفيّومي : « الكرم ، وزان فلس : العنب».لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥١٤ ؛المصباح المنير ، ص ٥٣١ ( كرم ).

(٨). الراوية : المـَزادَةُ فيها الماء ، والمـَزادة : الظرف الذي يحمل فيها الماء. ويسمّى البعير أو البغل أو الحمار راوية ، على تسمية الشي‌ء باسم غيره ؛ لقربه منه ، والرجل المستقي أيضاً راوية. راجع :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٤٦ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٦٩٣ ( روي ). (٩). في التهذيب ، ح ٦٠١ : + « بعد ما حرمت ».

(١٠). في « ط » : « فاُهريقا ».

(١١). في « بح ، جد » : « فقال ».

٢٧٢

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّ أَفْضَلَ خِصَالِ هذِهِ الَّتِي بَاعَهَا الْغُلَامُ أَنْ يُتَصَدَّقَ بِثَمَنِهَا(١) ».(٢)

٩٠٣٨/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٣) عَنْ ثَمَنِ الْعَصِيرِ قَبْلَ أَنْ يَغْلِيَ لِمَنْ يَبْتَاعُهُ لِيَطْبُخَهُ أَوْ يَجْعَلَهُ(٤) خَمْراً؟

قَالَ : « إِذَا بِعْتَهُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ خَمْراً وَهُوَ(٥) حَلَالٌ ، فَلَا بَأْسَ(٦) ».(٧)

٩٠٣٩/ ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خَلِيفَةَ ، قَالَ :

كَرِهَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام بَيْعَ الْعَصِيرِ بِتَأْخِيرٍ(٨) .(٩)

____________________

(١). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : أن يتصدّق بثمنها ، يمكن حمله على ما إذا لم يكن المشتري معلوماً ، ولا يبعد القول بكون البائع مالكاً للثمن ؛ لأنّه قد أعطاه المشتري باختياره وإن فعلا حراماً ، لكنّ المقطوع به في كلام الأصحاب وجوب الردّ ».

(٢).التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٣٦ ، ح ٦٠١ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن محمّد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وبسند آخر أيضاً عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .وفيه ، ص ١٣٥ ، ح ٥٩٩ ، بسند آخر ، إلى قوله : « إنّ الذي حرّم شربها حرّم ثمنها » مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٧٢٠٦ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٢٣ ، ح ٢٢٣٨٣.

(٣). في « بخ ، بف » والوافي : « عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سألته » بدل « قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ».

(٤). في « ى » : « يجعل ».

(٥). في « بخ ، بف » والوافي والتهذيب : « فهو ».

(٦). في الوافي : + « به ». وفيالمرآة : « بإطلاقه يشمل النسيئة ».

(٧).التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٣٦ ، ح ٦٠٢ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ١٠٥ ، ح ٣٦٩ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ ، عن أبي بصيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٥٠ ، ح ١٧٢٠٨ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٢٩ ، ح ٢٢٣٩٩.

(٨). في حاشية « بف » : « بتأخّر ». وفي الوافي : « لأنّه لا يؤمن أن يصير خمراً قبل قبض الثمن فيأخذ ثمن الخمر ، وقد مرّت الإشارة إلى ذلك ، ويأتي في ما رواه هذا الراوي بعينه التصريح به ».

(٩).التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٣٧ ، ح ٦٠٩ ، بسنده عن صفوان بن يحيى ، عن يزيد بن خليفة الحارثي ، عن =

٢٧٣

٩٠٤٠/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ(٢) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَعِيدٍ(٣) :

عَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ نَصْرَانِيٍّ أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ خَمْرٌ وَخَنَازِيرُ(٤) وَعَلَيْهِ دَيْنٌ : هَلْ يَبِيعُ خَمْرَهُ وَخَنَازِيرَهُ ، فَيَقْضِيَ(٥) دَيْنَهُ؟ فَقَالَ(٦) : « لَا ».(٧)

٩٠٤١/ ٦. صَفْوَانُ(٨) ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ بَيْعِ عَصِيرِ الْعِنَبِ مِمَّنْ يَجْعَلُهُ حَرَاماً؟

فَقَالَ : « لَا بَأْسَ بِهِ(٩) تَبِيعُهُ حَلَالاً ، فَيَجْعَلُهُ(١٠) ذَاكَ(١١) حَرَاماً ، فَأَبْعَدَهُ اللهُ وَأَسْحَقَهُ(١٢) ».(١٣)

____________________

= أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛الاستبصار ، ج ٣ ، ص ١٠٥ ، ح ٣٧٢ ، بسنده عن صفوان ، عن يزيد بن خليفة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٥٠ ، ح ١٧٢٠٩ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٣٠ ، ح ٢٢٤٠٠.

(١). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « ابن أبي عمير ».

(٢). في الوسائل : « محمّد بن مسكان » ، وهو سهو ؛ فإنّ محمّد بن مسكان المذكور فيرجال البرقي ، ص ١٩ ،ورجال الطوسي ، ص ٢٩٦ ، الرقم ٤٣٢٦ ، هو من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ومعاوية بن سعيد - في ما نحن فيه - يروي عن الرضاعليه‌السلام .

(٣). هكذا في « ط ، بخ ، بف » والوافي والوسائل. وفي « ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والمطبوع : « معاوية بن سعد ».

ومعاوية بن سعيد ترجم له النجاشي وقال : « له مسائل عن الرضاعليه‌السلام ». راجع :رجال النجاشي ، ص ٤١٠ ، الرقم ١٠٩٤ ، ولاحظ أيضاً :رجال البرقي ، ص ٥٢ ،ورجال الطوسي ، ص ٣٦٦ ، الرقم ٥٤٢٧.

(٤). في « ط » : - « وخنازير ».

(٥). في « بف » والوافي : « ويقضي ».

(٦). في « ط ، ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » والوافي : « قال ».

(٧).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٥١ ، ح ١٧٢١٠ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٢٦ ، ذيل ح ٢٢٣٩٢.

(٨). السند معلّق على سند الحديث الرابع. ويروي عن صفوان ، أبو عليّ الأشعري عن محمّد بن عبد الجبّار.

(٩). في « ى » والاستبصار : - « به ».

(١٠). في الوسائل : « ليجعله ».

(١١). في « ط » والوسائل والتهذيب والاستبصار : - « ذاك ».

(١٢). « أسحقه » ، أي أبعده ؛ من السُّحْق ، وهو البعد. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٩٥ ( سحق ).

وفيالمرآة : « حمل على عدم الشرط ».

(١٣).التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٣٦ ، ح ٦٠٤ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ١٠٥ ، ح ٣٧١ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ، =

٢٧٤

٩٠٤٢/ ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : رَجُلٌ أَمَرَ غُلَامَهُ أَنْ يَبِيعَ كَرْمَهُ عَصِيراً ، فَبَاعَهُ خَمْراً ، ثُمَّ(٢) أَتَاهُ(٣) بِثَمَنِهِ.

فَقَالَ : « إِنَّ أَحَبَّ الْأَشْيَاءِ إِلَيَّ أَنْ يُتَصَدَّقَ(٤) بِثَمَنِهِ ».(٥)

٩٠٤٣/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَسْأَ لُهُ(٦) عَنْ رَجُلٍ لَهُ كَرْمٌ : أَ يَبِيعُ الْعِنَبَ وَالتَّمْرَ مِمَّنْ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَجْعَلُهُ خَمْراً أَوْ سَكَراً(٧) ؟

فَقَالَ : « إِنَّمَا بَاعَهُ حَلَالاً(٨) فِي الْإِبَّانِ(٩) الَّذِي يَحِلُّ شُرْبُهُ أَوْ أَكْلُهُ(١٠) ، فَلَا بَأْسَ بِبَيْعِهِ».(١١)

____________________

= عن صفوانالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٥١ ، ح ١٧٢١٢ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٣٠ ، ح ٢٢٤٠١.

(١). في « ى » : - « بن محمّد ».

(٢). في « ط » : - « ثمّ ».

(٣). في « بس » : « فأتاه » بدل « ثمّ أتاه ».

(٤). في حاشية « بح » : « أن أتصدّق ».

(٥).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٥٢ ، ح ١٧٢١٣ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٢٣ ، ح ٢٢٣٨٤.

(٦). في « ط » : - « أسأله ».

(٧). في « بخ » : « وسكراً ». وقال ابن الأثير : « فيه : حرمت الخمر بعينها ، والسكر من كلّ شراب. السكر - بفتح السين والكاف - : الخمر المعتصر من العنب ، هكذا رواه الأثبات ، ومنهم من يرويه بضمّ السين وسكون الكاف ، يريد حالة السكران ، فيجعلون التحريم للسُكْر لا لنفس المسكر ، فيبيحون قليله الذي لا يسكر. والمشهور الأوّل ، وقيل : السكر - بالتحريك - : الطعام ، قال الأزهري : أنكر أهل اللغة هذا ، والعرب لا تعرفه ».النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٨٣ ( سكر ).

وفيالوافي : « السكر - محرّكة - يقال للخمر ولنبيذ يتّخذ من التمر ولكلّ مسكر ». وهكذا فيالقاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٧٥ ( سكر ). (٨). في « ط » : - « حلالاً ».

(٩). الإبّان : الوقت والأوان ، يقال : كُلِ الفواكه في إبّانها ، أي في وقتها.الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٦٦ ( أبن ).

(١٠). في « بخ » : « وأكله ».

(١١).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٥٢ ، ح ١٧٢١٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٣٠ ، ح ٢٢٤٠٢.

٢٧٥

٩٠٤٤/ ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي رَجُلٍ كَانَتْ(١) لَهُ عَلى رَجُلٍ دَرَاهِمُ ، فَبَاعَ خَمْراً أَوْ خَنَازِيرَ(٢) وَهُوَ يَنْظُرُ ، فَقَضَاهُ ، فَقَالَ : « لَا بَأْسَ بِهِ ؛ أَمَّا لِلْمُقْتَضِي(٣) فَحَلَالٌ ، وَأَمَّا لِلْبَائِعِ(٤) فَحَرَامٌ(٥) ».(٦)

٩٠٤٥/ ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : لِي عَلى رَجُلٍ ذِمِّيٍّ دَرَاهِمُ ، فَيَبِيعُ الْخَمْرَ وَالْخِنْزِيرَ(٧) وَأَنَا حَاضِرٌ ، فَيَحِلُّ(٨) لِي أَخْذُهَا(٩) ؟

فَقَالَ : « إِنَّمَا لَكَ عَلَيْهِ دَرَاهِمُ ، فَقَضَاكَ دَرَاهِمَكَ ».(١٠)

٩٠٤٦/ ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ(١١) ، عَنْ زُرَارَةَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي الرَّجُلِ يَكُونُ(١٢) لِي(١٣) عَلَيْهِ الدَّرَاهِمُ ، فَيَبِيعُ بِهَا(١٤) خَمْراً‌

____________________

(١). في « بف » وحاشية « بح ، جن » والوافي والوسائل : « كان ».

(٢). في الوسائل : « وخنازير ».

(٣). في « ط » : « المقتضي ».

(٤). في « ط » : « البائع ».

(٥). فيالمرآة : « قال فيالدروس : يجوز أخذ الجزية من ثمن المحرّم ولو كان بالإحالة على المشتري ، خلافاً لابن الجنيد في الإحالة. وقال الوالد العلّامةرحمه‌الله : حمل على كون الدين على أهل الذمّة وإن كان إظهاره حراماً ، لكنّه لو لم يشترط في عقد لم يخرج به عن الذمّة ، وعلى تقدير الشرط والخروج يقضي دينه أيضاً ، وللمقتضي حلال ، مع أنّه يمكن أن يكون المسلم ناظراً والذمّي ساتراً بأن يبيع في داره والمسلم ينظر إليه من كوّة مثلاً ». وراجع :الدروس الشرعية ، ج ٢ ، ص ٣٤ ، الدرس ١٢٩.

(٦).التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٣٧ ، ح ٦٠٦ ، بسنده عن حمّاد ، عن حريز ، عن محمّد ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وبسند آخر عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٩٥ ، ح ٤٢٩ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٥٢ ، ح ١٧٢١٥ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٣٢ ، ح ٢٢٤٠٩.

(٧). في « ط ، بخ ، بف » والوافي : « والخنازير ».

(٨). في « بح ، بخ ، بس ، جد » : « أفيحلّ ».

(٩). في « بخ ، بف » والوافي : « أن آخذها » بدل « أخذها ». وفي « ط » : « أن آخذهما » بدلها.

(١٠).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٥٣ ، ح ١٧٢١٧ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٣٢ ، ح ٢٢٤٠٨.

(١١). في « بخ ، بف ، جت » : « عمر بن اُذينة ».

(١٢). في « ى » : « تكون ».

(١٣). في « ط ، بح » : - « لي ».

(١٤). في « بس » : - « بها ».

٢٧٦

وَخِنْزِيراً ، ثُمَّ يَقْضِي(١) ، قَالَ(٢) : « لَا بَأْسَ » أَوْ قَالَ : « خُذْهَا ».(٣)

٩٠٤٧/ ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(٤) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ حَنَانٍ ، عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ ، قَالَ :

سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْعَصِيرِ ، فَقَالَ : لِي كَرْمٌ وَأَنَا أَعْصِرُهُ(٥) كُلَّ سَنَةٍ ، وَأَجْعَلُهُ فِي الدِّنَانِ(٦) ، وَأَبِيعُهُ قَبْلَ أَنْ يَغْلِيَ؟

قَالَ : « لَا بَأْسَ بِهِ(٧) ، فَإِنْ(٨) غَلى فَلَا يَحِلُّ بَيْعُهُ ».

ثُمَّ قَالَ : « هُوَ ذَا ، نَحْنُ نَبِيعُ تَمْرَنَا مِمَّنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ يَصْنَعُهُ خَمْراً ».(٩)

٩٠٤٨/ ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ :

عَنْ يُونُسَ فِي مَجُوسِيٍّ بَاعَ خَمْراً أَوْ خَنَازِيرَ(١٠) إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى(١١) ، ثُمَّ أَسْلَمَ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الْمَالُ ، قَالَ : لَهُ دَرَاهِمُهُ. وَقَالَ : إِنْ أَسْلَمَ رَجُلٌ(١٢) وَلَهُ خَمْرٌ وَخَنَازِيرُ(١٣) ، ثُمَّ مَاتَ وَهِيَ فِي مِلْكِهِ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ ، قَالَ : يَبِيعُ دُيَّانُهُ أَوْ وَلِيٌّ لَهُ غَيْرُ مُسْلِمٍ خَمْرَهُ وَخَنَازِيرَهُ ،

____________________

(١). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي « بس ، بف » وحاشية « جت » : « يقضيني ». وفي المطبوع : + « عنها ». وفي الوافي والوسائل : + « منها ». (٢). في « بخ ، بف » والوافي : « فقال ».

(٣).التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٣٧ ، ح ٦٠٧ و ٦٠٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٥٣ ، ح ١٧٢١٧ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٣٣ ، ح ٢٢٤١٠.

(٤). في الوسائل : - « عن أحمد بن محمّد ». وهو سهو ؛ فقد تكرّرت رواية محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع في الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥٥٩ - ٥٦٠ ، وص ٦٩١ - ٦٩٢. (٥). في « بس » وحاشية « بح » : + « في ».

(٦). الدنان : جمع الدَّنّ ، وهو ظرف. راجع :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٥٩ ؛المصباح المنير ، ص ٢٠١ ( دنن ).

(٧). في « بح » : - « به ».

(٨). في « ط ، ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد » والوافي والوسائل : « وإن ».

(٩).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٥٣ ، ح ١٧٢١٩ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٣٠ ، ح ٢٢٤٠٣.

(١٠). في « بخ ، بف ، جد » : « وخنازير ».

(١١). في « ط » والتهذيب : - « مسمّى ».

(١٢). في « ط » : - « رجل ».

(١٣). في « بس » : « أو خنازير ».

٢٧٧

وَيَقْضِي(١) دَيْنَهُ ، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَبِيعَهُ وَهُوَ حَيٌّ ، وَلَا يُمْسِكَهُ(٢) .(٣)

٩٠٤٩/ ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ(٤) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ نَصْرَانِيٍّ أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ خَمْرٌ وَخَنَازِيرُ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ : هَلْ يَبِيعُ خَمْرَهُ وَخَنَازِيرَهُ ، وَيَقْضِي دَيْنَهُ؟ قَالَ : « لَا ».(٥)

١٠٨ - بَابُ الْعَرَبُونِ‌

٩٠٥٠/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - يَقُولُ(٦) : لَايَجُوزُ(٧) الْعَرَبُونُ(٨) إِلَّا أَنْ يَكُونَ نَقْداً مِنَ‌

____________________

(١). في « ط ، بخ ، بف » والوافي : « فيقضي ».

(٢). فيالمرآة : « قال فيالمختلف : قال الشيخ فيالنهاية : المجوسيّ إذا كان عليه دين جاز أن يتولّى بيع الخمر والخنزير وغيرهما ممّا لا يحلّ للمسلم تملّكه غيره ممّن ليس له علم ، ويقضي بذلك دينه ، ولا يجوز له أن يتولّاه بنفسه ، ولا أن يتولّى عنه غيره من المسلمين. ومنع ابن إدريس من ذلك وكذا ابن البرّاج ، وهو المعتمد. والشيخ عوّل على رواية يونس ، وهي غير مستندة إلى إمام ، ومع ذلك أنّها وردت في صورة خاصّة ، وهي إذا مات المديون وخلّف ورثة كفّاراً ، فيحتمل أن يكون الورثة كفّاراً ، والخمر لهم بيعه وقضاء دين الميّت منه ، ولذا حرم بيعه في حياته وإمساكه ». راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ١٨٢ ؛السرائر ، ج ٢ ، ص ٣٢٩ ؛مختلف الشيعة ، ج ٥ ، ص ٢٥٧.

(٣).التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٣٨ ، ح ٦١٢ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيمالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٥٣ ، ح ١٧٢٢٠ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٢٧ ، ح ٢٢٣٩٣.

(٤). هكذا في « ط ، ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والوسائل. وفي المطبوع : « ابن أبي عمير ».

(٥).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٥١ ، ح ١٧٢١١ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٢٦ ، ح ٢٢٣٩٢.

(٦). في « ط » : - « يقول ».

(٧). في التهذيب : + « بيع ».

(٨). قال ابن الا ثير : « وفيه أنّه نهى عن بيع العربان ، وهو أن يشتري السلعة ويوضع إلى صاحبها شيئاً على أنّه إن أمضى حسب من الثمن ، وإن لم يمض البيع كان لصاحب السلعة ولم يرتجعه المشتري ، يقال : أعرب في كذا ، =

٢٧٨

الثَّمَنِ(١) ».(٢)

١٠٩ - بَابُ الرَّهْنِ‌

٩٠٥١/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ(٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام (٤) ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّهْنِ وَالْكَفِيلِ فِي بَيْعِ(٥) النَّسِيئَةِ(٦) ؟

فَقَالَ(٧) : « لَا بَأْسَ بِهِ ».(٨)

____________________

= وعرّب ، وعربن ، وهو عُرْبان ، وعُرْبون ، وعَرَبون. قيل : سمّي بذلك لأنّ فيه إعراباً لعقد البيع ، أي إصلاحاً وإزالة فساد ؛ لئلّا يملكه غيره باشترائه. وهو بيع باطل عند الفقهاء ؛ لما فيه من الشرط والغرر ، وأجازه أحمد ، وروي عن ابن عمر إجازته ، وحديث النهي منقطع ».النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٠٢ ( عرب ).

وقال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « قوله : لا يجوز العربون ، يسمّى عندنا « بيعانه » وإنّما لا يجوز إذا اُريد تملّك البائع له إن لم يجئ المشتري لأخذ المتاع مدّة معيّنة ، وأمّا إن حسب جزءاً من الثمن إن وقع البيع ، وردّ إلى المشتري إن لم يقع ، فلا بأس به ظاهراً ».

(١). فيالوافي : « فيالتهذيب : إلّا أن يكون هذا من الثمن ». وفى التهذيب المطبوع كما في المتن.

(٢).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٣٤ ، ح ١٠٢١ ، معلّقاً عن أحمد بن أبي عبد الله.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٩٨ ، ح ٣٧٥٠ ، معلّقاً عن وهب بن وهب ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام .قرب الإسناد ، ص ١٤٩ ، ح ٥٤٠ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام الوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٧٥ ، ح ١٧٦٦٧ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٨٩ ، ح ٢٣٢١٦.

(٣). ورد الخبر فيالتهذيب ، ج ٧ ، ص ١٧٩ ، ح ٧٨٦ ، عن عليّ بن الحكم عن أبي أيّوب عن محمّد بن مسلم. لكن‌ تقدّم ذيل ح ٨٨٩٧ أنّ سندالتهذيب مختلّ ، فلاحظ.

(٤). في «ط ، بخ ، بف»:-«عن أبي جعفرعليه‌السلام ».

(٥). في « ط » : - « بيع ».

(٦). في « ط ، ى ، بح ، بخ ، جن » : « النسية ».

(٧). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن »والفقيه ، ح ٣٩٥٢والتهذيب ، ح ٧٨٦ : « قال ».

(٨).التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٧٩ ، ح ٧٨٦ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبي أيّوب ، عن محمّد بن مسلم. وفيالفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٦٤ ، ح ٣٩٥٢ ؛والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٤٢ ، ذيل ح ١٧٨ ، بسندهما عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهماعليهما‌السلام . وفيالفقيه ، ج ٣ ، ص ٩٧ ، ح ٣٤٠٤ ؛والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٢١٠ ، ح ٤٩١ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٣٩ ، ح ١٨٣٩٩ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٣٨١ ، ذيل ح ٢٣٨٨٨.

٢٧٩

٩٠٥٢/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ يَبِيعُ بِالنَّسِيئَةِ(١) وَيَرْتَهِنُ؟

قَالَ : « لَا بَأْسَ(٢) ».(٣)

٩٠٥٣/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ(٤) ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الرَّجُلِ يُسْلِمُ فِي الْحَيَوَانِ وَالطَّعَامِ(٥) ، وَيَرْتَهِنُ الرَّهْنَ(٦) ؟

قَالَ : « لَا بَأْسَ ، تَسْتَوْثِقُ(٧) مِنْ مَالِكَ ».(٨)

٩٠٥٤/ ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ‌

____________________

(١). في « ط ، بح ، بخ ، بف ، جن » : « بالنسية ».

(٢). في « ط » : + « به ».

(٣).التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٦٨ ، ح ٧٤٥ ، معلّقاً عن محمّد بن يحيىالوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٤٠ ، ح ١٨٤٠٢ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٣٨١ ، ذيل ح ٢٣٨٨٩.

(٤). هكذا في « ط ، بح ، بس ، جد ، جن ». وفي « ى ، بخ ، بف ، جت » والمطبوع : + « بن عمّار ».

هذا ، وقد روى يونس ، وهو ابن عبد الرحمن بقرينة رواية إسماعيل بن مرّار عنه ، عن معاوية بن عمّار ومعاوية بن وهب في الأسناد ، فاحتمال زيادة « بن عمّار » وكونه حاشية تفسيريّة اُدرجت في المتن ، غير منفيّ. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢٠ ، ص ٣١١ - ٣١٢ وص ٣٣١.

ويؤيّد ذلك أنّ الخبر ورد فيالتهذيب ، ج ٧ ، ص ١٦٨ ، ح ٧٤٦ - والخبر مأخوذ من الكافي من غير تصريح - عن عليّ بن إبراهيم بنفس السند عن معاوية قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام .

(٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والتهذيب ، ح ٧٤٦. وفي المطبوع : « أو الطعام ».

(٦). في « بف » : « الرجل ».

(٧). في الوافي : « يستوثق ».

(٨).التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٦٨ ، ح ٧٤٦ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرّار ، عن يونس ، عن معاوية ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٥٩ ، ح ٣٩٣٦ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله.وفيه ، ص ٢٦١ ، ح ٣٩٤٢ ؛والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٤٢ ، ح ١٧٩ ، بسند آخر من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام .وفيه ، ح ١٧٨ ، بسند آخر عن أحدهماعليهما‌السلام ، مع زيادة في آخره ، وفي الأربعة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٤٠ ، ح ١٨٤٠٣ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٣٨١ ، ذيل ح ٢٣٨٩٠.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496