الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله على لسان وصيّه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله على لسان وصيّه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام23%

الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله على لسان وصيّه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام مؤلف:
الناشر: شفق للطباعة والنشر
تصنيف: الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله
ISBN: 978-964-485-069-1
الصفحات: 335

الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله على لسان وصيّه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
  • البداية
  • السابق
  • 335 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 35128 / تحميل: 4560
الحجم الحجم الحجم
الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله على لسان وصيّه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله على لسان وصيّه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

مؤلف:
الناشر: شفق للطباعة والنشر
ISBN: ٩٧٨-٩٦٤-٤٨٥-٠٦٩-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

ذكره ابن شاهين ، واستدركه أبو موسى ، وإنما هو عبيد ـ بالتصغير ، من غير أن يكون في آخره هاء.

٦٧٤٧ ـ عبيد الله : بالتصغير ، ابن ثعلبة العذري.

ذكره ابن قانع محرّفا ، وإنما هو عبد الله ، بسكون الباء الموحدة.

٦٧٤٨ ـ عبيد الله بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال المخزومي (١):.

قتل ب «اليرموك» ذكره ابن عبد البر فصحّف أباه ، وكان ذكره على الصواب في عبد الله بن سفيان ، فكأنه ظنه آخر.

٦٧٤٩ ـ عبيد الله بن كعب بن مالك الأنصاري :.

تابعي ، روى عن أبيه ، وعن عثمان فيما قال ابن حبّان في الثقات.

روى عنه أخوه معبد ، وابن أخيه عبد الرحمن بن عبد الله ، والزّهري. يكنى أبا فضالة.

قال الحاكم أبو أحمد : كان من أعلم قومه. وقال ابن سعد : كان ثقة قليل الحديث. وقال أبو زرعة : ثقة ، فذكروه كلّهم في التابعين ، وجاء عنه حديث مرسل ، فذكره أبو يعلى من أجله في الصحابة. واستدركه الذهبي ، وهو وهم ، وأثبت ابن حبّان في ثقات التابعين سماعه من عثمان.

٦٧٥٠ ـ عبيد الله بن أقرم (٢)الخزاعي :

ذكره الباورديّ ، وهو غلط نشأ عن سقط ، فإنه أخرج من طريق داود بن قيس ، عن عبيد الله بن أقرم ، قال : كنت مع أبي بالقاع من نمرة ، فرأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلي الحديث.

وهذا إنما رواه داود ، عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم ، أخرجه التّرمذيّ ، عن أبي كريب شيخ الباوردي ، عن وكيع وغيره ، عن داود ، وكذلك أخرجه النّسائيّ والحاكم. وتقدم على الصواب في الأول.

٦٧٥١ ـ عبيد : بغير إضافة ، ابن عبد (٣).

ذكره المستغفريّ ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف والصواب عتبة ، بسكون المثناة بعدها

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٤٦٦) ، الاستيعاب ت (١٧٣١).

(٢) في ه : أرقم.

(٣) أسد الغابة ت (٣٥٠٧).

الإصابة/ج٥/م١٣

٢٠١

موحدة ثم هاء تأنيث ، فأخرج المستغفري ، من طريق منصور بن أبي مزاحم. عن يحيى بن حمزة ، عن ثور بن زيد ، عن شيخ من قوم عتبة ، عن عتبة بن عبيد بن عبد ـ أنه سمع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «لا تقصّوا نواصي الخيل ولا معارفها ...» (١) الحديث.

وقوله : عن عتبة زيادة لا يحتاج إليها.

وقد أخرج هذا البيت أبو داود ، وأبو يعلى ، من وجهين : عن ثور ، عن شيخ ، من (٢) سليم ، عن عتبة بن عبد ، وسليم هم قوم عتبة ، فإنه سلمي.

وقد وقع للطبراني (٣) فيه تصحيف آخر ، فإنه أخرجه من طريق أبي عاصم عن ثور ، فقال : عن نصر الكناني ، عن رجل ، عن عبد السلمي ، كذا قال : عبد ـ بفتح أوله وسكون الموحدة بغير إضافة. والصواب عتبة بن عبد الله. والله أعلم.

٦٧٥٢ ـ عبيد بن قشير (٤): مصري.

حديثه : «إيّاكم والسّرية التي إن لقيت فرّت وإن غنمت غلّت».

رواه عنه لهيعة بن عقبة. كذا أورده ابن عبد البر فصحف أباه ، وإنما هو عبيد بن قيس ، وكنيته أبو الورد ، وكذا أخرجه الباوردي وابن قانع ، من طريق لهيعة بن عقبة ، وسمّياه وكنياه وكذا أخرجه البغوي ، لكنه كناه ، ولم يسمه. وتقدم على الصواب في عبيد ابن قيس في الأول.

٦٧٥٣ ـ عبيد بن نضلة : ذكره الطّبرانيّ ، وقد بينت الصواب فيه في طلحة بن نضلة في الأول.

٦٧٥٤ ـ عبيد بن نضلة الخزاعي.

ذكره ابن السّكن في الصحابة ، وقال : روى حديثا عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولا يصح له منه سماع. وقد زعم ابن قتيبة أن أبا (٥) برزة الأسلمي عبيد بن نضلة ، وهو غلط ، وإنما هو نضلة بن عبيد.

__________________

(١) أخرجه أبو داود في السنن ٢ / ٢٦ عن عتبة بن عبد السلمي بلفظه كتاب الجهاد باب في كراهية حديث رقم ٢٥٤٢ ، وأحمد في المسند ٤ / ١٨٤ وأورده السيوطي في الدر المنثور ٣ / ١٩٧ والمنذري في الترغيب ٢ / ٢٦٤ ، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٠٨٢٥.

(٢) في أ : بني.

(٣) سقط في ط.

(٤) أسد الغابة ت (٣٥١٤) ، الاستيعاب ت (١٧٥٦).

(٥) في أأن اسم أبي برزة.

٢٠٢

٦٧٥٥ ـ عبيد الذهلي.

ذكره ابن قانع فوهم ، فإنه أخرج من طريق إبراهيم بن المنذر ، عن عبد الرحمن بن سعد المؤدب ، عن مالك ابن فلان بن عبيدة الذهلي ، عن أبيه عن جده ـ رفعه : لو لا عباد لله ركع ، وصبية رضّع ، وبهائم رتع لصبّ عليكم العذاب صبّا.

وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه عن إبراهيم ، عن عبد الرحمن ، فقال : عن مالك ابن عبيدة الدّيلميّ ، عن أبيه ، عن جده ، به وسمي جده شافعا.

وقد ذكر البخاريّ ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، وابن ماكولا مالك بن عبيد ، وضبطوه عبيدة بفتح أوله وزن عظيمة ، ووصفوه بروايته عن أبيه وبراوية عبد الرحمن بن سعد عنه ، فظهر خطأ ابن قانع في تسميته وفي نسبته.

٦٧٥٦ ـ عبيد ، مولى السائب.

وقع ذكره في ترجمة عبد الله بن السّائب بشيء ظاهره أنه صحابي ، وهذا غلط نشأ عن سقط ، وكنت أظنه من الناسخ حتى وجدته في غير ما نسخه ، قال البغوي : حدثنا هارون بن عبد الله ، حدثنا محمد بن بكير ، وحدثنا زياد بن أيوب ، وابن هاني ، قال : حدثنا (١) عاصم أنبأنا ابن جريح ، أخبرني يحيى بن عبيد مولى السائب ـ أن أباه أخبره أنه سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين ركن بني جمح وركن الأسود يقول :( رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ ) [البقرة : ٢٠١].

هذا لفظ هارون انتهى.

وهذا الحديث ظاهره أنّ الصحبة لعبيد والد يحيى ، وليس كذلك ، بل هي لعبد الله بن السائب ، وإنما سقط من نسخة المعجم.

وقد أخرجه أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، من طرق ، عن ابن جريح ، عن يحيى ابن عبيد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن السائب ، بالحديث. وهو الصواب.

وعبيد تابعي ما روى عنه إلا ابنه يحيى. والله أعلم.

٦٧٥٧ ـ عبيد القاريّ (٢).

رجل من بني خطمة. روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . روى عنه زيد بن

__________________

(١) في أ : حدثنا أبو عاصم.

(٢) أسد الغابة ت (٣٥١٣) ، الاستيعاب ت (١٧٦٤).

٢٠٣

إسحاق ، كذا أورده ابن عبد البر ، فوهم في تسميته ، وإنما هو عمير ، وكأنه وقع له فيه تصحيف سمعي.

وقد تقدم في عمير بن أمية على الصواب.

٦٧٥٨ ـ عبيد (١):

رجل له صحبة ورواية ، كذا قال الذّهبيّ ، ولم يزد على ذلك ، ولم أر عند ابن الأثير عبيدا غير منسوب سوى اثنين تقدّما : أحدهما يروي عنه ابنه عبد الرحمن ، أورده بعد ترجمة عبيد بن عازب. والثاني يروي عنه أبو عبد الرحمن السلمي في آخر من اسمه عبيد ، فالظاهر أن الّذي ذكره الذهبي أحدهما.

٦٧٥٩ ـ عبيدة : بزيادة هاء ، وهو بوزن عظيمة ، ابن حزن.

كذا ضبطه. والصواب عبدة ـ بسكون الموحدة ـ كما تقدم في القسم الأول.

٦٧٦٠ ـ عبيدة بن همام بن مالك :.

له وفادة. ذكره الذّهبي في «التجريد» عن ابن الكلبي : وذكره ابن الأثير ، فقال عبدة بن همام ، وهو الصواب كما تقدم.

العين بعدها التاء

٦٧٦١ ـ عتبة بن الحارث بن عامر :.

استدركه الذهبي في «التجريد» ، وعزاه لبقي (٢) بن مخلد ، وأنه خرج له حديثه.

وقد صحفه ، وإنما هو عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل الصحابي المشهور.

٦٧٦٢ ـ عتبة بن ساعدة.

استدركه ابن الأثير على «الاستيعاب» ، وعزاه للدار للدّارقطنيّ والذهبي في «التجريد» ، وعزاه لابن قانع.

والحديث الّذي ذكره الدّار الدّارقطنيّ ، وابن قانع ، أورداه من طريق حبيب بن أبي ثابت ، عن عويم بن عتبة بن ساعدة ، عن أبيه ، قال : جاءنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونحن نبني مسجد قباء ، فقال : «قد أفلح من بنى المساجد وقرأ القرآن قائما وقاعدا».

٦٧٦٣ ـ عتبة بن عبد الله (٣):

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٥١٣) ، الاستيعاب ت (١٧٦٤).

(٢) في أ : لتقي.

(٣) أسد الغابة ت (٣٥٥٠).

٢٠٤

ذكره أبو موسى في «الذيل» ، وعزاه للإسماعيلي ، وأورد له من طريق عبد الله بن ناشح عنه مرّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم برجلين يتبايعان شاة ، وهما يحلفان ، فقال : «إنّ الحلف ممحقة (١) للبركة».

قلت : ولا معنى لاستدراكه فإنه عتبة بن عبد السلمي وابن ناشح معروف بالرواية عنه.

وقد تقدم أن البخاري ذكر أنه يقال فيه عتبة بن عبد الله.

٦٧٦٤ ـ عتبة بن عبيد الثمالي (٢).

أورده أبو موسى أيضا ، وروى من تاريخ يعقوب بن سفيان ، من طريق صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن أبي عوف ، عن عتبة بن عبيد الثمالي (٣) ـ رفعه : «لا يدخل الجنّة قبل سائر أمّتي إلّا إبراهيم وإسماعيل ...» (٤) الحديث.

قال أبو موسى : كذا وجدته فيه. والصواب عبد الله بن عبد.

قلت : وهو كما قال : وقد مضى على الصواب.

٦٧٦٥ ـ عتبة بن عمرو بن صالح الرّعيني (٥):.

صحابي شهد فتح مصر ، قاله ابن ماكولا عن ابن يونس. كذا استدركه ابن الأثير ، والصّواب عبيد ، بالموحدة والدال مصغرا ، ابن عمر ، بضم العين ، ابن صبح ، وقيل ابن صبيح. وقد مضى على الصواب في باب العين مع الباء.

٦٧٦٦ ـ عتبة بن أبي وقاص بن أهيب بن زهرة القرشي الزهري (٦): ، أخو سعد.

لم أر من ذكره في الصّحابة إلا ابن مندة ، واستند إلى قول موسى بن سعد في ابن أمة زمعة : عهد إليّ أخي عتبة أنه ولده الحديث.

والحديث صحيح ، لكن ليس فيه ما يدل على إسلامه وقد اشتد إنكار أبي نعيم على ابن مندة في ذلك ، وقال : هو الّذي كسر رباعية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وما علمت له إسلاما ، بل روى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عثمان الجزري ، عن مقسم ـ أن عتبة لما كسر رباعية النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعا عليه ألّا يحول عليه الحول حتى يموت كافرا ، فما حال عليه الحول حتى مات كافرا إلى النار ، ثم أورده من وجه آخر عن سعيد بن المسيّب نحوه.

__________________

(١) في أ : محمد.

(٢) أسد الغابة ت (٣٥٥١).

(٣) في ه : ابن عبد اليمامي.

(٤) بنحوه عند ابن عساكر كما في التهذيب ٢ / ١٥٩.

(٥) أسد الغابة ت (٣٥٥٤).

(٦) أسد الغابة ت (٣٥٦٢).

٢٠٥

قلت : وهو في تفسير عبد الرزاق كما ذكره.

وحكى الزّبير بن بكّار ، وتبعه أبو أحمد العسكري ـ أن عتبة أصاب دما في الجاهلية قبل الهجرة ، فانتقل إلى المدينة فنزلها ، ولما مات أوصى إلى سعد.

قلت : لكن يبعد أن يكون استمر مقيما بها بعد أن فعل مع الكفار بنبيّ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما فعل ، ووصيته إلى سعد لا تستلزم وقوع موته بالمدينة.

وقد روى الحاكم في المستدرك بإسناد فيه مجاهيل ، عن صفوان بن سليم ، عن أنس ـ أنه سمع حاطب بن أبي بلتعة يقول : إنه اطلع على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأحد وهو يغسل وجهه من الدم ، فقال : من فعل هذا بك؟ قال : «عتبة بن أبي وقّاص ، هشّم وجهي ، ودقّ رباعيتي». فقلت : أين توجه؟ فأشار إليه ، فمضيت حتى ظفرت به فضربته بالسيف فطرحت رأسه ، وجئت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فدعا لي ، فقال : رضي الله عنك ـ مرتين.

قلت : وهذا لا يصح ، لأنه لو قتل إذ ذاك فكيف كان يوصى سعدا؟ وقد يقال : لعله ذكر له ذلك قبل وقوع الحرب احتياطا.

وفي الجملة ليس في شيء من الآثار ما يدلّ على إسلامه ، بل فيها ما يصرح بموته على الكفر كما ترى ، فلا معنى لا يراده في الصحابة.

٦٧٦٧ ز ـ عتبة : ، غير منسوب.

أورده أبو موسى ، وقال : ذكره ابن شاهين ، وأفرده عمن مضى ، وأخرج من طريق مسعود بن عبد الرحمن ، عن خالد ، عن أبي عمرو ـ أن عتبة حدثهم أن رجلا سأل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : كيف كان أول شأنك؟ قال : «كانت حاضنتي من بني سعد ابن بكر ، فانطلقت أنا وابن لها في بهم (١) لنا ...» الحديث.

قلت : لم ينبه أبو حاتم على وجه الصواب فيه ، وهذا هو عتبة بن عبد السلمي ، والحديث معروف له ، أخرجه أحمد في مسندة ، من طريق يحيى بن سعد ، عن خالد بن معدان بهذا الإسناد.

٦٧٦٨ ـ عتبة : ، آخر غير منسوب.

__________________

(١) البهمة : الصّغير من أولاد الغنم الضأن والمعز والبقر من الوحش وغيرها ، الذكر والأنثى في ذلك سواء. اللسان ١ / ٣٧٦.

٢٠٦

أفرده الباوردي عمن قبله ، وأورد من طريق عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة ، عن نافع بن عتبة ، عن أبيه ـ رفعه : «تقاتلون جزيرة العرب فيفتحها الله ...» (١) الحديث.

قال ابن فتحون في «الذيل» : غلط بعض الرواة في قوله : عن أبيه ، والحديث إنما هو لنافع ، وهو ابن عتبة بن أبي وقاص.

قلت : أخرجه مسلم ، وأحمد ، وابن ماجة ، وابن حبان ، من طريق عبد الملك عن جابر ، عن نافع ، قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : ليس فيه : عن أبيه.

٦٧٦٩ ز ـ عتيق بن قيس الأنصاري (٢):.

شهد أحدا هو وابنه الحارث ، واستدركه أبو موسى على ابن مندة ، وهو هو (٣). والصواب عتيك ، بالكاف. وقد ذكره ابن مندة.

العين بعدها الثاء

٦٧٧٠ ـ عثم بن الرّبعة الجهنيّ (٤).

وفد على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان اسمه عبد العزى فغيّره النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كذا أورده ابن عبد البر فوهم وهما فاحشا نبّه عليه الرشاطي في الأنساب ، فقال : صحف اسمه ، وإنما هو غنم ، بغين معجمة ونون ، والّذي غيره النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنما هو من أحفاده ، وهو عبد العزيز بن بدر بن يزيد بن معاوية بن خشّان ، بمعجمتين ، ابن أسعد بن وديعة بن مبذول بن غنم بن الرّبعة. (٥)

ذكر ابن الكلبيّ في أنساب قضاعة أنه وفد على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، واسمه عبد العزي ، فسماه عبد العزيز ، وقد مضى على الصواب في مواضعه ، فعثم بن الرّبعة جدّ جد جدّ جدّ والده ، بينه وبين هذا الصحابي تسعة آباء ، فيكون في طبقة مالك (٦) جماع قريش.

وقد تم هذا الوهم على ابن الأثير ومن تبعه كالذّهبي ، وزاد على من تقدمه ، وهما

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ١ / ١٧٨ ، ٤ / ٣٣٧ وابن أبي شيبة في المصنف ١٥ / ١٤٧ والحاكم في المستدرك ٤ / ٤٢٦ وقال صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده التقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٨٨٠٤.

(٢) أسد الغابة ت (٣٥٦٨).

(٣) في أ : وهم.

(٤) أسد الغابة ت (٣٥٧٤).

(٥) في ه : الزمعة.

(٦) في أ : طبقة فهو مالك.

٢٠٧

آخر ، فإنه سماه عثمة ، وغاير بينه وبين عثم الجهنيّ الّذي اختلف في الحرف الّذي بعد العين في اسمه ، هل هو مثلثة أو نون؟

٦٧٧١ ـ عثمان بن الأرقم (١)بن أبي الأرقم المخزومي :.

ذكره ابن أبي عاصم في الوحدان ، وأورد له من طريق أبي صالح ، عن عطاف ، عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم (٢) ، قال : جئت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال لي : أين تريد؟ قلت (٣) : الصّلاة في بيت المقدس ...» الحديث.

هكذا أورده ، وهو خطأ من أبي صالح أو غيره.

والصّواب ما رواه أبو اليمان عن عطاف ، عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم ، عن أبيه ، عن جده. أخرجه ابن مندة وغيره. وهو الصواب.

٦٧٧٢ ـ عثمان بن الأزرق (٤):

ذكره أبو نعيم تبعا للطّبرانيّ. وأخرجا من طريق هشام بن زياد ، عن عمار بن سعد ، قال : دخل علينا عثمان بن الأزرق المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب الحديث ، وفيه : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «من تخطّى رقاب النّاس بعد خروج الإمام ، أو فرّق بين اثنين كان كالجارّ قصبه (٥) في النّار» (٦).

هكذا أورده ، وقد صحف بعض رواته في اسم أبيه وأسقط منه ، قال أحمد : حدّثنا عباد بن عباد ، حدّثنا هشام بن زياد ، عن عمار ، عن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم ، عن أبيه ، فذكره : وهو الصواب. والحديث للأرقم بن أبي الأرقم ، لا لابنه عثمان. والله أعلم.

٦٧٧٣ ـ عثمان بن شمّاس (٧)بن لبيد :.

كذا سمى ابن مندة جدّه لما ذكر ـ عن ابن إسحاق ـ أنه استشهد بأحد ، لكنه في الترجمة ذكره على الصّواب : عثمان بن شماس بن الشريد ، وقد نبه على ذلك ابن الأثير ، وجعله الذّهبي في التجريد ترجمتين ، والصّواب ما فعل ابن الأثير.

٦٧٧٤ ز ـ عثمان بن شيبة الحجبي.

جاء ذكره في حديث غلط في اسمه من الراويّ ، روى أبو عوانة في صحيحه من طريق

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٥٧٥).

(٢) في أ : الأرقم عن عثمان بن الأرقم.

(٣) في أ : قال

(٤) أسد الغابة ت (٣٥٧٦).

(٥) القصب : تقدم معناه في الجزء الأول ص ٤٤.

(٦) ذكره الهيثمي في المجمع ٢ / ١٧٩.

(٧) أسد الغابة ت (٣٥٧٩).

٢٠٨

الأوزاعي : حدثني حسان بن عطية ، حدثني نافع ، عن ابن عمر ، قال : دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الفتح الكعبة ومعه بلال وعثمان بن شيبة ، فأغلقوا عليهم الباب الحديث.

كذا وقع فيه. والصّواب عثمان بن طلحة وقد تقدم بيانه.

٦٧٧٥ ـ عثمان بن محمد (١)بن طلحة بن عبيد الله القرشي التميمي :.

أورده أبو بكر بن أبي عليّ في الصحابة ، وتبعه أبو موسى في الذيل ، وروى من طريق مسند أبي حنيفة جمع أبي محمد الحارثي ، عن أبي حنيفة ، عن محمد بن المنكدر ، عن عثمان بن محمد بن طلحة بن عبيد الله (٢) ، قال : تذاكرنا لحم صيد يصيده الحلال فيأكله المحرم ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نائم حتى ارتفعت أصواتنا الحديث.

قال عبد الله : رواه عن أبي حنيفة خمسة عشر رجلا من أصحابه. قال أبو موسى : هو مرسل خطأ.

وقال ابن الأثير : لا خلاف في أن عثمان هذا ليس بصحابي ، لأن أباه محمدا قتل يوم الجمل ، وهو شابّ فكيف يكون ابنه في حجة الوداع ممّن يناظر في الأحكام؟ فهذا سقط منه شيء.

قلت : لو راجع مسند الحارثي لاستغنى عن هذا الاستدلال ، وعرف موضع الغلط ، فإن الّذي في النسخ الصحيحة منه عثمان بن محمد ، عن طلحة بن عبيد الله ، فتصحّفت عن فصارت ابن ، فنشأ هذا الغلط ، ثم إن الحديث مشهور من حديث طلحة ، أخرجه مسلم ، والنسائي ، وأحمد ، والدارميّ ، وابن خزيمة ، وغيرهم ، من طريق ابن جريح ، عن ابن المنكدر ، عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان عن طلحة ، فخالفه أبو حنيفة في شيخ ابن المنكدر ، فإن كان لحفظه فلعل لابن المنكدر فيه شيخين ، والمناظر في هذه المسألة طلحة لا عثمان ، فإنه الراويّ عنه كذلك. والله أعلم.

٦٧٧٦ ـ عثمان الداريّ.

ذكره ابن شاهين ، وهو محرّف ، فأخرج من طريق أبي اليمان ، عن (٣) صفوان بن عمرو ، عن سليم ، عن عامر ، عن عثمان الداريّ : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) العقد الثمين ٦ / ٤١ ، التحرير ١ / ٤٠٣ ، دائرة معارف الأعلمي ٢ / ٣٢٨ ، أسد الغابة ت (٣٥٩٣).

(٢) عبد الله في أ.

(٣) في أ : و.

٢٠٩

وسلم يقول : «ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل ...» (١) الحديث.

والصواب عن تميم الدّاريّ ، كذلك أخرجه أحمد ، عن أبي المغيرة ، عن صفوان ، وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن سليم بن عامر عن تميم.

٦٧٧٧ ـ عثمة الجهنيّ.

قال أبو موسى : أورده ابن شاهين وأبو نعيم بالثاء المثلثة ، وأورده ابن مندة وأبو عمر بالنون ، وكذا ضبطه ابن ماكولا ، وهو الصواب.

قلت : وقد مضى في عثم الجهنيّ ما وقع للذهبي فيه من الوهم المختص به.

٦٧٧٨ ز ـ عثور.

ذكره البردعيّ في طبقة الصحابة من الأسماء المفردة ، ثم قال : نبهت عليه لئلا يغترّ به ، فلا صحبة له.

٦٧٧٩ ـ عثيم بن كثير (٢)بن كليب :.

من أتباع التابعين ، غلط فيه بعض الرواة ، أورده ابن شاهين ومن تبعه هنا ، فروى من طريق الواقدي ، عن محمد بن مسلم بن عثيم بن كثير بن كليب عن أبيه ، عن جده ـ أنه رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دفع من عرفة بعد أن غابت الشمس.

قلت : وهو خطأ نشأ عن تصحيف ، وإنما هو عن محمد بن مسلم عن عثيم ، فالصحابي هو كليب جد عثيم ، وليس عثيم جدا لمحمد ، وإنما هو شيخه.

وسيأتي بيان ذلك في حرف الكاف إن شاء الله تعالى.

العين بعدها الجيم

٦٧٨٠ ـ عجوز بن نمير (٣). (٤)

أورده أبو نعيم في «الصحابة» ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف ، فأخرج من طريق نصر

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ١٠٣ ، والطبراني في الكبير ٢ / ٤٧ والبيهقي في السنن الكبرى ٩ / ١٨١ ، والحاكم في المستدرك ٤ / ٤٣٠ عن تميم الداريّ الحديث وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده الهيثمي في الزوائد ٦ / ١٧ ، ٨ / ٢٦٥ ، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٣٤٥.

(٢) أسد الغابة ت (٣٥٩٧).

(٣) أسد الغابة ت (٣٥٩٩).

(٤) في التجريد بن نمير ، أو من بني نمير.

٢١٠

ابن حماد ، عن شعبة ، عن الجريريّ ، عن أبي السّليل ، عن عجوز بن نمير ، قال : رأيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلي (١) في الكعبة : كذا قال ، وإنما عجوز من بني نمير ، كذلك أخرجه أحمد عن محمد بن جعفر ، عنه ، وعن شعبة. وقد نبه على وهم أبي نعيم فيه أبو موسى.

العين بعدها الدال

٦٧٨١ ـ عدي الأنصاري (٢): والد أبي البدّاح.

أورده أبو موسى ، وروى من طريق الترمذي : حدّثنا ابن أبي عمر ، حدثنا ابن عيينة ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن أبيه ، عن أبي البدّاح بن عدي ، عن أبيه : رخص للرّعاء أن يرموا يوما ويدعوا يوما ، وهذا غلط نشأ عن سقط ، لأن أبا البداح هو ابن عاصم بن عدي ، فنسب في رواية سفيان إلى جده ، والصحبة إنما هي لابنه عاصم.

وقد رواه مالك عن عبد الله بن أبي بكر على الصواب.

٦٧٨٢ ـ عدي (٣)بن جوس بن سعد بن نصر الجذامي :.

صحابي ، ولعله الّذي قبله ، كذا أورده الذّهبيّ في «التجريد» على أنه جوس بجيم في أوله ، وأشار بالذي قبله إلى عدي بن زيد ، ووهم في ذلك ، لأنه عدي بن حوش فصحفه.

وقد مضى على الصّواب ، والعجب أنه أعاده.

٦٧٨٣ ز ـ عدي بن حاتم الحمصي.

في حاتم بن عدي.

٦٧٨٤ ز ـ عدي بن حرام بن الهيثم الأنصاري الظّفري : والد فضالة.

تقدّم ذكر ولده في القسم الأول في الفاء ، وصنيع البغوي ، وابن أبي داود ، وابن شاهين ، وغيرهم ـ يقتضي أن لعدي هذا صحبة ، فإنّهم أخرجوا من طريق فضيل بن سليمان ، عن يونس بن محمد بن فضالة عن أبيه ـ وكان أبوه ممّن صحب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو وجده ، فالضمير في أبيه ظاهر ليونس ، والضمير في قوله : وكان أبوه ـ لمحمد ، وكأن اسم جده محمد عدي ، فيكون له صحبة ، لكن ليس المراد ظاهر الضمير ، بل

__________________

(١) سقط في ط.

(٢) أسد الغابة ت (٣٦٠٦).

(٣) هذه الترجمة سقط في أ.

٢١١

جد محمد هو فضالة ، لأن الصحيح أن محمد بن فضالة نسب إلى جده لشهرته. وقد نبهت على ذلك في محمد بن فضالة.

٦٧٨٥ ز ـ عدي بن خالد الجهنيّ.

جاء ذكره في حديث أخرجه ابن القطان في الوهم من طريق ابن عبد البرّ ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله ، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا عبد الله بن يزيد ، حدثنا سعيد وحيوة ، عن أبي الأسود ، عن بكير بن الأشج ، عن بسر (١) بن سعيد ، عن عدي بن خالد الجهنيّ ـ رفعه : «من جاءه من أخيه معروف من غير إشراف ولا مسألة فليقبله ...» الحديث.

قال ابن القطّان : هو مقلوب. والصواب خالد بن عدي.

قلت : كذلك (٢) في المسند : عن عبد الله بن يزيد ، وهو المقري ، بهذا الإسناد ، وكذا أخرجه ابن أبي شيبة عن المقري ، وأبو يعلى عن أحمد الدّورقي عن المقري ، والطبراني. وغيره من طريق المقري (٣)

٦٧٨٦ ـ عدي بن ربيعة التميمي السعدي :.

أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، روى عنه ابنه محمد فقط.

قلت : كذا أورده الذّهبي في التجريد ، فأخطأ فيه ، وهو عدي بن ربيعة الجشمي المتقدم ذكره ، وهو مشكوك في أمره ، والّذي يغلب عليه الظن أنه أدرك البعثة. والله أعلم.

٦٧٨٧ ـ عدي بن زيد الأنصاري (٤):

استدركه ابن الأمين وعزاه لتخريج البزار. وقد تقدم أنه الجذامي ، فالحديث حديثه ، فكأنه جذامي حالف الأنصار.

٦٧٨٨ ـ عدي بن عدي بن عميرة بن فروة (٥)الكندي : ، سيد أهل الجزيرة.

__________________

(١) في أ : بشر.

(٢) في أ : كذلك هو.

(٣) في أ : المقبري.

(٤) الاستيعاب ت (١٨٠٣).

(٥) الثقات ٣ / ٣١٧ ، الرياض المستطاب ٢٣٩ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٦٨ ، التاريخ الكبير ١ / ٣٠٤ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢ / ٢٢٤ ، الأعلام ٤ / ٢٢١ ، الكاشف ٢ / ٢٥٩ ، شذرات الذهب ١ / ٢٥٧ ، الطبقات ٣١٩ ، الطبقات الكبرى ٥ / ٣٤١ ، طبقات الحفاظ ٤٤ ، تهذيب الكمال ٢ / ٩٥٤ ، الإكمال ٦ / ٢٧٩ ، بقي ابن مخلد ٥١٢ ، ١٩٦ ، أسد الغابة ت (٣٦١٩).

٢١٢

قال الطّبريّ : له صحبة.

قلت : بل هو تابعي معروف ، استعمله عمر بن عبد العزيز ، وهو المراد بقوله البخاري في الإيمان من صحيحه : وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي. قال ابن سعد : كان ناسكا. وقال مسلمة بن عبد الملك : إن في كندة لثلاثة ينزل الله بهم الغيث ، فذكره فيهم ، فقد جاء عنه حديث مرسل ذكر نسبه الطبراني والعسكري وغيرهما في الصحابة ، وهو من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن أبي الزبير ، عن عدي بن عدي الكندي ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : «من حلف على مال مسلم لقي الله ، وهو عليه غضبان».

قلت : وهذا الحديث في النسائي من هذا الوجه ، لكن عن عدي بن عدي ، عن أبيه. وعند غيره من طريق عدي بن عدي عن عمه العرس بن عميرة ، عن أخيه عدي بن عميرة. وعند أبي داود من طريق مغيرة بن زياد ، عن عدي بن عدي ، عن العرس بن عميرة حديث آخر ، ورواه من وجه آخر عن مغيرة ، فلم يذكر العرس (١) ، فهذان الحديثان مرسلان.

وقال ابن عبد البرّ : اختلفوا في عدي بن عدي صاحب عمر بن عبد العزيز ، فقال البخاري : هو ابن عدي بن فروة ، وقال غيره : هو ابن عدي بن عميرة. وقال ابن أبي خيثمة : ليس هو من ولد هذا ولا هذا ، وجعل أباه ثالثا.

قلت : كذا ادّعى على ابن أبي خيثمة ، ولم أر التصريح بذلك عند ابن أبي خيثمة ، وسبب الاشتباه كونه لم ينسب الأول ، ونسب الثاني إلى الجد ، وإلا فجميع النّسابين قد نسبوه كابن الكلبي ، وابن حبيب ، وخليفة بن سعد ، وابن البرقي ، وغيرهم ، وكذا أثبتوا نسب عدي بن عدي صاحب عمر بن عبد العزيز ، فقالوا : ابن عدي بن عميرة بن فروة ، وساقوا نسبه إلى آخره كما تقدم في ترجمة أبيه.

وقد أخرج النّسائي في حديثه من طريق جرير بن حازم ، عن عدي بن عدي ، عن رجاء بن حيوة. والعرس (٢) بن عميرة إنما حدثاه عن أبيه عدي بن عميرة ، فذكر الحديث ، وليس لعدي بن عدي هذا صحبة ، بل مات سنة عشرين ومائة.

٦٧٨٩ ز ـ عدي بن عدي (٣)بن حاتم الطائي :.

__________________

(١) في أ : الغرس.

(٢) في أ : الغرس.

(٣) الثقات ١ / ٣١٦ ، الرياض المستطابة ٢٢١ ، الجرح والتعديل ٧ / ٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٧٦ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٦ ، تهذيب التهذيب ٧ / ١٦٦ ، التاريخ الصغير ١ / ١٤٨ ، ١٥٤ ، أزمنة التاريخ

٢١٣

ذكره يحيى بن مندة في «ذيله» وعزاه للطبراني ، فوهم ، فإنما ذكر الطبراني عدي بن عدي الكندي.

٦٧٩٠ ز ـ عدي بن عميرة الحضرميّ (١): أخو العرس بن عميرة.

كذا فرق ابن مندة بينه وبين عدي بن عميرة الكندي ، فوهم ، فهو هو ، وهو أخو العرس بن عميرة.

٦٧٩١ ـ عدي بن فروة (٢):

فرق ابن أبي خيثمة بينه وبين عدي بن عميرة ، وتبعه ابن عبد البر ، فقال ما هذا نصه : عدي بن عميرة الحضرميّ ، ويقال الكندي ، كوفي روى عنه قيس ابن أبي حازم فذكر الحديث. روى عنه أخوه العرس ، ثم قال : عدي بن فروة ، وقيل : هو عدي بن عميرة بن فروة ، أصله من الكوفة ثم انتقل إلى حزان ، قيل : هو الأول ، وعند أكثرهم هو غيره ، كذا قال عن الأكثر ، والأكثر على أنه واحد.

العين بعدها الراء

٦٧٩٢ ـ عرفجة بن خزيمة :

قال أبو عمر : قال فيه عمر لعتبة بن غزوان ـ وقد أمده به : شاوره ، فإنه ذو مجاهدة.

وتعقبه ابن الأثير بأن الصّواب عرفجة بن هزيمة (٣). وقد تقدم في موضعه ، وهو كما قال.

٦٧٩٣ ز ـ عرفة بن الحارث الكندي (٤):

ذكره ابن قانع ، وابن حبّان ، ثم رجع ابن حبان فذكره في العين المعجمة ، وهو الصواب.

__________________

الإسلامي ١ / ٧٦٢ ، التاريخ الكبير ٧ / ٤٣ ـ خلاصة تهذيب ٢ / ١٢٣ ، الأعلام ٤ / ٢٠٢ ، الكاشف ٢ / ٥٩ ، شذرات الذهب ١ / ٧٤ ، الصراط ـ ١ / ٤١ ، ٧٤ ، الطبقات ٦٨ ، ١٣٣ ، تهذيب الكمال ٢ / ٩٢٣ ، بقي بن مخلد ٥١ ، التعديل والتجريح ١١٩٠ ، الطبقات الكبرى ١ / ٣٢٢ ، ٢ / ١٦٤ ، ٦ / ١١٨ ، ١٨٠ ، ٢٤٧ ـ ٢٩٤.

(١) الثقات ٣ / ٣١٧ ، الرياض المستطابة ٢٣٩ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٦٨ ، الأعلام ٤ / ٢٢١ ، الكاشف ٢ / ٢٥٩ ، شذرات الذهب ١ / ١٥٧ ، الطبقات ٣١٩ ـ ٢٧٠ ، الطبقات الكبرى ٥ / ٣٤١ ، ٦ / ٥٥ ، طبقات الحفاظ ٤٤ ، تهذيب الكمال ٢ / ٩٥٤ ، الإكمال ٧٩٦. بقي بن مخلد ٥١٢ ، ١٩٦.

(٢) أسد الغابة ت (٣٦٢١) ، الاستيعاب ت (١٨٠٥) ، التاريخ الكبير ٧ / ٤٤ ، الجرح والتعديل ٧ / ٣.

(٣) في أسد الغابة هرثمة.

(٤) الثقات ٣ / ٣١٨.

٢١٤

٦٧٩٤ ـ عركي (١): بفتحتين وكسر الكاف.

ذكره ابن أبي حاتم في حرف العين ، وقال : روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه سأله عن ماء البحر ، وتبعه ابن السمعاني في الأنساب ، فقال : هذا اسم يشبه النسبة ، فذكر حديثه ابن ماكولا ، وابن الأثير ، وتعقبه النّوويّ بأنّ ذكره في الأسماء وهم ، فإن العركي وصف ، وهو ملاح السفينة.

قلت : والّذي أعرفه عند أهل اليمن أنه صيّاد السمك ، وربما قالوا العروكي. وقد تقدم أن الطبراني ذكره فيمن اسمه عبد.

٦٧٩٥ ـ عروة بن رفاعة (٢)الأنصاري :

ذكره الإسماعيليّ ، وأخرج من طريق المثنى بن الصباح ، عن عمرو بن دينار ، عن عروة بن رفاعة الأنصاري ـ أن أسماء بنت عميس جاءت إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحديث في الرقي.

قلت : وهو خطأ نشأ عن تصحيف. والصواب عروة بن رفاعة عن ابن رفاعة ، فعروة هو ابن عامر ، ورفاعة هو ابن عبيد ، وهو في الّذي بعده.

٦٧٩٦ ـ عروة بن عامر (٣)بن عبيد بن رفاعة :.

ذكره أبو موسى ، وعزّاه للإسماعيليّ ، وقال : روى من طريق ابن جريج ، عن عمرو بن دينار ، عن عروة بن عامر بن عبيد بن رفاعة ـ أن أسماء بنت عميس أتت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بثلاثة بنين لها واستأذنته أن يرقيهم ، فأذن لهم.

قلت : وقد وقع فيه أيضا تصحيف. والصواب : عن عروة بن عامر ، عن عبيد بن رفاعة ، فعروة هو الجهنيّ المتقدم في القسم الأول.

وقد جزم أبو حاتم بأنه يروي عن عبيد بن رفاعة. وقد أخرج الترمذي وابن ماجة الحديث على الصواب من طريق ابن عيينة ، عن عمرو ، عن عروة بن عامر ، عن عبيد بن رفاعة ـ أن أسماء بنت عميس.

وأخرجه الترمذي والنسائي ، من طريق أيوب ، عن عمرو ، عن عروة بن عبيد بن

__________________

(١) الإكمال ٧ / ٨٣ ، ٢٧١.

(٢) في أ : سقط.

(٣) أسد الغابة ت (٣٦٤٩).

٢١٥

رفاعة ، عن أسماء ، وهذه الطريق موصولة ، فإن عبيد بن رفاعة له رؤية ، ولم يصح له سماع عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٦٧٩٧ ـ عروة السعدي (١):

ذكره البغويّ والباوردي وغيرهما في الصحابة ، وأخرجوا من طريق الأوزاعي ، عن محمد بن حزابة (٢) ، عن محمد بن عروة السعدي ، عن أبيه ـ رفعه : «من أشراط السّاعة أن يعمر الخراب ويخرب العامر ...» الحديث.

وهذا غلط نشأ عن قلب وإسقاط ، أما القلب فإن الصواب عن الأوزاعي عن عروة بن محمد. وأما الإسقاط فإنما هو عن عروة بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عطية ، وسبق على الصواب فيمن اسمه عطية في القسم الأول. ووالده عروة هذا مختلف في أنه أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما سأبينه في ترجمة محمد بن عطية في القسم الثاني من حرف الميم.

وقد جزم ابن فتحون بأن قول من قال عروة بن محمد هو الصواب ، وأن محمد بن عروة مقلوب ، وسأذكر مزيدا لذلك في ترجمة محمد بن حبيب من القسم الرابع في حرف الميم إن شاء الله تعالى.

٦٧٩٨ ز ـ عريف من عرفاء قريش :

ذكره البغويّ في حرف العين ، وذكره في الأسماء وهم ، وإنما هو وصف ، وكان الصواب أن يذكره في المبهمات.

العين بعدها السين

٦٧٩٩ ـ عسجدي (٣)بن ماتع (٤)السكسكي :

عداده في المعافر. شهد فتح مصر ، قاله ابن يونس.

قلت : الصواب أنه عجسري ، بعد العين جيم ثم سين ثم راء ، فهذا تصحيف. وقد تقدم على الصواب في مكانه.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٦٤٧).

(٢) في ه : خراسة.

(٣) في الإكمال عزجدي ، وفي التجريد عجزي.

(٤) في أ : مقانع.

٢١٦

العين بعدها الصاد

٦٨٠٠ ـ عصمة ، صاحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١):

روى عنه أزهر. فرق الذّهبيّ في «التجريد» بينه وبين عصمة بن قيس ، وهو واحد.

٦٨٠١ ـ عصيمة الأسدي (٢): بالتصغير.

استدركه أبو موسى على ابن مندة. وقد ذكره ابن مندة في عصمة ، فلا معنى لاستدراكه.

٦٨٠٢ ـ عصيمة الأشجعي (٣): حليف بني النجار.

كرره ابن عبد البرّ ، وقد ذكره في عصمة ، نبّه عليه ابن الأثير.

العين بعدها الطاء

٦٨٠٣ ـ عطاء الشيبي (٤)العبدري :

روى عنه ابنه إبراهيم ، وفطر بن خليفة ، له حديث : قابلوا النّعال ، كذا ذكره الذهبي. ودعواه أن فطر بن خليفة روى عنه هذا غلط ، وقوله في هذا : إنه شيبي عبدري غلط أيضا ، بل هو ثقفي طائفي.

واختلف في حديثه : «قابلوا النّعال» ، هل هو صحابية أو إبراهيم كما تقدم مستوفى في ترجمة إبراهيم. وأما الشيبي العبدري فهو الّذي روى عنه فطر بن خليفة ، وحديثه : رأيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلّي في نعليه.

وقد تقدّم في الأول مع بيان الاختلاف في اسم أبيه.

٦٨٠٤ ـ عطاء المزني (٥):

ذكره ابن مندة ، وروى من طريق إسماعيل بن زيد ، عن ابن قتيبة ، عن عبد الملك بن نوفل ، عن ابن عطاء المزني ، عن أبيه ، قال ابن مندة : هو غلط. والصواب : عن ابن عصام ، كذلك رواه الحفاظ من أصحاب ابن عيينة ، وقد مضى على الصواب في عصام في القسم الأول.

__________________

(١) الجرح والتعديل ٧ / ٩٨ ، التاريخ الكبير ٧ / ٦٣.

(٢) أسد الغابة ت (٣٦٧٧) ، الاستيعاب ت (١٨٣٣).

(٣) أسد الغابة ت (٣٦٧٨) ، الاستيعاب ت (١٨٣٤).

(٤) الاستيعاب ت (٢٠٥٤).

(٥) أسد الغابة ت (٣٦٨٢).

الإصابة/ج٥/م١٤

٢١٧

٦٨٠٥ ز ـ عطاء (١): مولى أبي أحمد بن جحش.

أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة. قال ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، وتبعه العسكري : حديثه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرسل.

قلت : وحديثه عن أبي هريرة في سنن النسائي.

٦٨٠٦ ز ـ عطاء بن سعد :

استدركه ابن فتحون فوهم ، فإنه عطية السعدي ، فقد تقدم أن أحد ما قيل في اسم أبيه أنه سعد.

٦٨٠٧ ـ عطية بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي (٢):.

تابعي معروف ، اختلف في حديثه على ابن إسحاق اختلافا كثيرا ، وأصحها رواية إبراهيم بن سعد عنه : حدثني عيسى بن عبد الله بن مالك ، عن عطية بن سفيان ، حدثني وفدنا الذين قدموا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بإسلام ثقيف ، وقدموا عليه في رمضان فذكر الحديث.

وأخرجه ابن ماجة ، وقد تقدم بيان الاختلاف فيه في ترجمة علقمة الثقفي.

٦٨٠٨ ـ عطية بن عمرو بن جشم (٣):

ذكره البغويّ ، وقال : لا أدري سمع من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أم لا؟

وتبعه جعفر المستغفريّ ، وأبو موسى ، وفرّقوا بينه وبين عطية السعدي ، وأخرجوا له حديثا ، وهو حديث عطية السعدي بعينه.

وقد تقدم أن أحد ما قيل في اسم أبيه عمرو. وأما جشم فهو جدّه الأعلى.

٦٨٠٩ ز ـ عطية الساعدي :

ذكره بعضهم في الصحابة ، وهو غلط. روى حديثه البيهقي في الشعب من طريق ربيعة بن يزيد وغيره ، عن عطية الساعدي ، وكانت له صحبة ـ رفعه «لا يبلغ العبد أن يكون

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٦٨١).

(٢) أسد الغابة ت (٣٦٨٨) ، الثقات ٣ / ٣٠٧ ، الجرح والتعديل ٦ / ٣٨٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٨٢ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٤ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٢٦ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٠ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٢٣٤ ، الكاشف ٢ / ٢٦٩ ، تهذيب الكمال ٢ / ٩٤٠.

(٣) أسد الغابة ت (٣٦٩٣).

٢١٨

من المتّقين حتّى يدع ما لا بأس به حذرا ممّا به البأس».

وهذا حديث عطية السعدي بعينه ، فقد أخرجه الترمذي وابن ماجة من حديثه.

العين بعدها الفاء

٦٨١٠ ـ عفيف بن الحارث اليماني (١):

ذكره الطّبراني في الصحابة ، وتبعه أبو نعيم : فروى من طريق المعافى بن عمران ، عن أبي بكر الشيبانيّ ، عن حبيب بن عبيد عن عفيف بن الحارث اليماني ـ أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «ما من أمّة ابتدعت بعد نبيّها بدعة إلّا أضاعت مثلها من السّنّة» (٢).

قال أبو موسى في «الذيل» وقع التصحيف عنده في مواضع : الأول في اسمه ، وإنما هو غضيف بمعجمتين. الثاني في نسبه ، وإنما هو الثّمالي ، بضم المثلثة. الثالث في السند ، وإنما هو أبو بكر الغساني (٣) ، وهو ابن أبي مريم ، قال : وقد أورده الطبراني في كتاب السنة على الصواب.

العين بعدها القاف

٦٨١١ ـ عقبة بن أوس (٤):

تابعي مشهور أرسل حديثا أخرجه بقي بن مخلد في مسندة ، واستدركه الذهبي في التجريد ، ولا معنى لاستدراكه.

٦٨١٢ ـ عقبة بن الحارث الفهري : أمير المغرب لمعاوية ويزيد.

قال ابن يونس : يقال له صحبة ، ولا يصح ، كذا استدركه الذهبي في التجريد ، فلم يصب ، وهذا هو عقبة بن نافع بن الحارث ، نسبه هنا إلى جده.

وقد ذكره ابن يونس على الصواب ، فلعل النسخة سقط منها اسم أبيه. وقد مضى ذكر عقبة بن نافع في القسم الثاني.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٧٠١).

(٢) أخرجه الطبراني في الكبير ١٨ / ١٩. وأورده الهيثمي في الزوائد ١ / ١٩٣ عن غضيف بن الحارث الثمالي الحديث وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو منكر الحديث.

وأورده المنذر في الترغيب ١ / ٨٦ ، والمتقي الهندي في كنز العمال ، حديث رقم ١١٠٠.

(٣) أسد الغابة : النسائي.

(٤) بقي بن مخلد ٧٧١.

٢١٩

٦٨١٣ ـ عقبة بن عبد (١): بغير إضافة.

ذكره المستغفريّ في الصحابة ، وتبعه أبو موسى ، وهو مصحّف ، فإنه أورده من طريق يحيى بن صالح ، عن محمد بن القاسم : سمعت عقبة بن عبد يقول : أعطاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيفا قصيرا ، فقال : «إن لم تستطع أن تضرب به ضربا فاطعن به طعنا».

قلت : وهو حديث معروف لمحمد بن القاسم ، بن عتبة بن عبد السلمي المذكور في القسم الأول.

٦٨١٤ ـ عقبة بن مالك الجهنيّ (٢):

تقدم القول فيه في القسم الأول.

٦٨١٥ ـ عقبة بن ناجية الخزاعي : والد كلثوم.

ذكره يعقوب بن محمّد الزّهري. والصواب علقمة بن ناجية ، وقد تقدم واضحا في القسم الأول.

٦٨١٦ ـ عقبة بن نافع (٣):

صحّف بعض الرواة أباه أيضا ، والصواب عقبة بن عامر. روى الإسماعيلي ، من طريق إسحاق الأزرق ، عن الثوري ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن عقبة بن نافع ـ أنّ رجلا سأل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن أخته نذرت أن تحجّ ماشية ، فقال : مرها فلتركب.

قال الإسماعيليّ : إنما هو عقبة بن عامر.

قلت : كذا أخرجه أبو داود من وجه آخر عن الثوري بهذا الإسناد ، ومن وجه آخر عن عكرمة ، ومن طريق أخرى عنه عن ابن عباس ، عن عقبة بن عامر.

٦٨١٧ ـ عقبة ، أبو عبد الرحمن :

له صحبة. جاء في حديث واه هو الجهنيّ يراه كذا. أورده الذهبي عقب عقبة

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٧١٥).

(٢) أسد الغابة ت (٣٧٢٠).

(٣) التاريخ الكبير ٦ / ٤٣٥ ، فتوح مصر ١٩٤ ، ١٩٧ ، الطبري ٥ / ٢٤٠ ، رياض النفوس ١ / ٦٢ ، جمهرة أنساب العرب ١٦٣ ، ١٧٨ ، تاريخ ابن عساكر ١١ / ٣٥٨ ، الكامل ٤ / ١٠٥ ، معالم الإيمان ١ / ١٦٤ ، ١٦٧ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٤٩ ، البداية والنهاية ٧ / ٢١٧ ، العقد الثمين ٦ / ١١١ ، حسن المحاضرة ٢ / ٢٢٠.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

وما كان من أمره وأمر الأنبياء بعده ، وأخبر عن شأن بدأ الخلق ، ولم يخبرنا. بمقدار ذلك فنقف عليه كوقوفنا عندما أخبرنا به إلى أن قال : فلا نحصر ما لم يحصره الله عزّوجلّ ، ولا تقبل من اليهود ما أوردته ، لنطق القرآن «يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ »(١) «لَيَكْتُمُونَ الْحقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ »(٢) ونفيهم النبوّات وجحدهم ما أتوا به من الآيات ممّا أظهره الله عزّوجلّ على يدي عيسى بن مريم من المعجزات ، وعلى يدي نبيّنا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله من البراهين الباهرات والدلائل والعلامات.(٣)

قولهعليه‌السلام : «وَأَقْبَلَ مِنَ الْاٰخِرَةِ الْإِطِّلٰاعُ » أي الإشراف. وفي النهاية لإبن الأثير المطّلع : مكان الإطلاع من موضع عالٍ. يقال : مطّلع هذا الجبل من مكان كذا : أي مأتاه ومصعده ومنه حديث عمر «لو أنّ لي ما في الأرض جميعاً لا فتديت به من هول المطّلع» يريد به الموقف يوم القيامة ، أوما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت فشبّهه بالمطّلع الذي يشرف عليه من موضع عال(٤) .

ويشهد لما قالهعليه‌السلام : من دنّوا إطلاع الآخرة قوله تعالى : «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ »(٥) وقوله تعالى : «اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ »(٦) .

قولهعليه‌السلام : «وَأَظْلَمَتْ بَهْجَتُهٰا بَعْدَ إِشْرٰاقٍ » اَلبهْجَةُ : الحُسن. يقال : رجل ذوبَهْجَةٍ قاله الجوهري(٧) . والمراد بعد ما كانت الدنيا مبتهجة

__________________

١ ـ النساء : ٤٦.

٢ ـ البقرة : ١٤٦.

٣ ـ مروج الذهب : ج ٢ ، ص ٢٧٩.

٤ ـ النهاية لإبن الأثير : ج ٣ ، ص ١٣٢ ـ ١٣٣.

٥ ـ القمر : ١.

٦ ـ الأنبياء : ١.

٧ ـ الصحاح : ج ١ ، ص ٣٠٠ ، مادة «بهج».

٢٤١

بوجود الأنبياء السابقين مشرقة مضيئة بأنوار هدايتهم ، فأظلمت بهجتها أي ذهب حسنها ونضارتها بطول زمان الفترة وتمادي مدّة الغفلة والضلالة.

قولهعليه‌السلام : «وَقٰامَتْ بِأَهْلِهٰا عَلىٰ سٰاقٍ » إشارة إلى أنّ الدنيا كانت في زمان الفترة أي قبل بعثتهصلى‌الله‌عليه‌وآله في غاية الشدّة بأهلها من ضيق المعيشة ، والقتل والدمار وإثارة الفتن ، وتهييج الشرور والمفاسد ، وغير ذلك.

قولهعليه‌السلام : «وَخَشُنَ مِنْهٰا مِهٰادٌ » المهاد : الفراش ، وكنى بهعليه‌السلام عن عدم الإستقرار بها ، وفقدان طيب العيش والراحة.

قولهعليه‌السلام : «وَأَزِفَ مِنْهٰا قِيٰادٌ » أي قرب زمان إنقيادها إلى الفناء والزوال.

قولهعليه‌السلام : «فِى انْقِطٰاعٍ مِنْ مُدَّتِهٰا » أي بانقضائها وفنائها.

قولهعليه‌السلام : «وَاقْتِرٰابٍ مِنْ أَشْرٰاطِهٰا » اقتباس من قوله تعالى : «فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا »(١) أي آياتها وعلاماتها الدّالة على زوالها ، وإضافتها إلى الدنيا لأنّها تحدث في الدنيا وإن كانت هي من علامات وأشراط الساعة.

قولهعليه‌السلام : «وَتَصَرُّمٍ مِنْ أَهْلِهٰا » أي الإنقطاع منهم.

قولهعليه‌السلام : «وَانْفِصٰامٍ مِنْ حَلْقَتِهٰا » فصم الشيئ : كسره من غير أن يبيّن. قاله الجوهري(٢) والمراد هنا أي الإنكسار في العقائد الباطلة في زمن الفترة. أي في زمن الجاهليّة.

قولهعليه‌السلام : «وَانْتِشٰارٍ مِنْ سَبَبِهٰا » السبب : كلّ شيئ يتوصّل به إلى غيره يقال له : السبب والسبب ايضاً : الحبل قاله الجوهري(٣) والمراد إنتشار حبل الإسلام.

__________________

١ ـ محمّد : ١٨.

٢ ـ الصحاح : ج ٥ ، ص ٢٠٠٢ ، مادة «فصم».

٣ ـ الصحاح : ج ١ ، ص ١٤٥ ، مادة «سبب».

٢٤٢

قولهعليه‌السلام : «وَعَفٰاءٍ مِنْ أَعْلٰامِهٰا » قال الجوهري : العفاء : الدروس والهلاك(١) والمراد إندراس العلماء والصلحاء الذين يهتدى بهم في ظلمات الجهالة.

قولهعليه‌السلام : «وَتَكَشُّفٍ مِنْ عَوْرٰاتِهٰا » العورة : سوأة الإنسان وكلّ ما يستحيامنه ، قاله الجوهري(٢) أي ظهور معايبها ومساوئها التي كانت مستورة.

قولهعليه‌السلام : «وَقِصَرٍ مِنْ طُولِهٰا » من الواضح أن طول الدنيا وبقائها إنّما يكون عند صلاحها باتّباع أحكام الإسلام ، إذن قصرها يكون عند فسادها وعدم تطبيق النظام الإسلامي.

قولهعليه‌السلام : «جَعَلَهُ اللهُ سُبْحٰانَهُ بَلٰاغًا لِرِسٰالَتِهِ » أي أرسل الله نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعباده لتبيين شريعته وأحكامه قال الله : «لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ »(٣) وقال تعالى : «وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ »(٤) .

قولهعليه‌السلام : «وَكَرٰامَةً لِأُمَّتِهِ » أي أكرم الله عزّوجلّ أُمّة رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله بجعلهصلى‌الله‌عليه‌وآله رسولاً لهم ، وبجعلهم أُمّة له.

قولهعليه‌السلام : «وَرَبِيعًا لِأَهْلِ زَمٰانِهِ » أي أنّ وجودهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأهل زمانه كان كالربيع لهم. فكانوا يبتهجون ببهجة جماله وحسن أخلاقه كما يبتهجون بالربيع وطراوته. ولقد أجاد أبو طالب حيث قال :

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ربيع اليتامى عصمة للأرامل

__________________

١ ـ الصحاح : ج ٦ ، ص ٢٤٣١ ، مادة «عفا».

٢ ـ الصحاح : ج ٢ ، ص ٧٥٩ ، مادة «عور».

٣ ـ النساء : ١٦٥.

٤ ـ النور : ٥٤ ، والعنكبوت : ١٨.

٢٤٣

أخرجه الشيخ الطوسي في أماليه عن مسلم الملائي قال : جاء أعرابي إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : والله يا رسول الله ، لقد أتيناك ومالنا بعير يئط(١) ، ولا غنم تغط(٢) ، ثم أنشأ أبياتاً :

أتيناك يا خير البريّة كلّها

لترحمنا ممّا لقينا من الأزْلِ(٣)

أتيناك والعذراء يدمىٰ لبانها(٤)

وقد شغلت اُم البنين عن الطفل

وألقى بكفّيه الفتى إستكانة

من الجوع ضعفاً ما يمّر ولا يحلي

ولا شيئ ممّا يأكل الناس عندنا

سوى الحنظل العاميّ(٥) والعِلهَز(٦) الفَسْل

وليس لنا إلّا إليك فرارنا

وأين فرار الناس إلّا إلى الرسول

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للصحابة : إنّ هذا الأعرابي يشكو قلّة المطر وقحطاً شديداً. ثم قام يجرّ رداءه حتّى صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه إلى أن قال : اللّهم إسقنا غيثاً مُغيثاً ، مريئاً ، مُرِيعاً ، غَدَقاً ، طَبَقاً ، عاجِلاً غير رائثٍ(٧) . نافعاً غير ضارٍّ تملأ به الزرع ، وتنبت الزرع ، وتحيى به الأرض بعد موتها.

__________________

١ ـ أطيط الإبل : صوتها وحنينها.

٢ ـ الغطيط : الصوت ايضاً.

٣ ـ الأزل : القحط والجدب.

٤ ـ اللبان ـ بالكسر ـ : الرضاع.

٥ ـ الحنظل العامي : أي اليابس ، الذي اُتي عليه عام.

٦ ـ العلهز : نبت كالبردي.

٧ ـ المغيث : العام ، والمريع ، المخصب ، والغَدَق : الغزير الغامر ، وغير رائث : أي غير بطيئ.

٢٤٤

فما ردّ يده إلى نحره حتّى أحدق السحاب بالمدينة كالإكليل ، والتقت السماء بأرواقها(١) وجاء أهل البطاح يضجّون : يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الغرق الغرق. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللّهم حوالينا ولا علينا ، فانجاب السحاب عن السماء ، فضحك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : لله درّ أبي طالب لو كان حيّاً لقرّت عيناه ، من ينشدنا قوله؟.

فقام عمر بن خطاب ، فقال : عسى أردت يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

وما حملت من ناقة فوق ظهرها

أبرّ وأوفى ذمة من محمّد

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس هذا من قول أبي طالب ، هذا من قول حسّان بن ثابت.

فقام علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وقال : كأنّك أردت يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ربيع اليتامى عصمة للأرامل

تلوذبه الهلاك من آل هاشم

فهم عنده في نعمة وفواضل

كذبتم وبيت الله يُبزىٰ(٢) محمّد

ولمّا نماصع(٣) دونه ونقاتل

ونسلّمه حتّى نصرّع حوله

ونذهل عن أبنائنا والحلائل

__________________

١ ـ الأرواق : جمع روق ، وروق السحاب : سيله ، أي ألقت السماء بجميع ما فيها من المطر.

٢ ـ يبزى : أي يترك ويسلم.

٣ ـ المماصعة : أي المقاتلة والمجادلة بالسيوف.

٢٤٥

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أجل.

فقام رجل من بني كنانة ، فقال :

لك الحمد والحمد ممّن شكر

سقينا بوجه النبي المطر

دعا الله خالقه دعوة

وأشخص منه إليه البصر

فلم يك إلّا كإلقاء الرداء

وأسرع حتّى أتانا الدرر

فكان كما قاله عمّه

أبوطالب ذا رواءٍ غُزر

به الله يسقي صيوب الغمام

فهذا العيان وذاك الخبر

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا كناني بوّأك الله بكلّ بيت قلته بيتاً في الجنّة(١) .

ومن أبياته رحمه الله في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أيضاً :

تلَقّوا ربيع الأبطحين محمّداً

على ربوة في رأس عنقاء عيطل(٢)

قولهعليه‌السلام : «وَرِفْعَةً لِأَعْوٰانِهِ ، وَشَرَفًا لِأَنْصٰارِهِ » أي شرف الله المسلمين ، ورفع شأنهم في الدنيا والآخرة ، بمتابعتهم لرسوله ومعاونتهم له.

* * *

__________________

١ ـ أمالى الشيخ الطوسي : ص ٧٤ ـ ٧٦ ، ح ١١٠ / ١٩ ، المجلس الثالث.

٢ ـ العيطل : الطويل العنق.

٢٤٦

(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ)(١)

أَرْسَلَهُ بِالضِّيٰاءِ وَقَدَّمَهُ فِى الْإِصْطِفاءِ ، فَرَتَقَ بِهِ الْمَفٰاتِقَ ، وَسٰاوَرَ بِهِ الْمُغٰالِبَ ، وَذَلَّلَ بِهِ الصُّعُوبَةَ ، وَسَهَّلَ بِهِ الْحُزُونَةَ ، حَتّىٰ سَرَّحَ الضَّلٰالَ عَنْ يَمِينٍ وَشِمٰالٍ.

قولهعليه‌السلام : «أَرْسَلَهُ بِالضِّيٰاءِ » أي بالنور اللامع الساطع من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فهو نور يهتدى به في ظلمات الجهل ، ويقتدى بأحكامه وسننه.

ويمكن أن يكون المراد بالنور إمّا نور الإيمان ، وبه فسرّ قوله تعالى : «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ »(٢) أي يخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.

وإمّا نور العلم ، يعني : النبوّة والرسالة الذي كان في قلب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويؤيّده ما ورد في كتاب التوحيد عن الصادقعليه‌السلام في قوله تعالى : «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ » قال : كذلك الله عزّوجلّ : «مَثَلُ نُورِهِ » قال : محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، «كَمِشْكَاةٍ» قال : صدر محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله «فِيهَا مِصْبَاحٌ »(٣) قال : فيه نور العلم ، يعني النّبوة(٤) .

وإمّا نور القرآن كما في قوله تعالى : «كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ »(٥) .

قولهعليه‌السلام : «وَقَدَّمَهُ فِى الْإِصْطِفاءِ » الصفي : إمّا بمعنى المصطفىٰ أي

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ص ٣٣٠ ، الخطبة ٢١٣.

٢ ـ البقرة : ٢٥٧.

٣ ـ النور : ٣٥.

٤ ـ التوحيد : ص ١٥٧ ، ح ٢ ، باب ١٥ ، تفسير قول الله عزّوجلّ : «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ....».

٥ ـ إبراهيم : ١.

٢٤٧

المختار ومنه الصفي والصفيّة لما يختاره الرئيس لنفسه من الغنيمة ، أو بمعني الحبيب المصافي من صافاه الودّ والإخاء ، يقال : هو صفّي من بين إخواني ، ويحتمل أن يكون المراد باصطفائه تعالى لهصلى‌الله‌عليه‌وآله جعله صفوة خلقه وعباده ، أي قدّمه على جميع من إختاره من الأنبياء والمرسلين وفضّله عليهم حتّى صار المصطفىٰ علماً له.

وفي الحديث : إنّ الله إصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ، وإصطفىٰ من ولد إسماعيل كنانة ، وإصطفىٰ من كنانة قريشاً ، وإصطفىٰ من قريش بني هاشم ، وإصطفاني من بني هاشم(١) .

قولهعليه‌السلام : «فَرَتَقَ بِهِ الْمَفٰاتِقَ » الرتق : ضد الفتق ، والمفاتق : جمع مفتق وهو مصدر ، كالمضرب والمقتل ، والمراد أنّه أصلح ما فسد من اُمورنا في زمن الجاهليّة ، من قطع الأرحام ، وسفك الدماء ، وعبادة الأصنام وغير ذلك.

قولهعليه‌السلام : «وَسٰاوَرَ بِهِ الْمُغٰالِبَ » أي وثب على من أراد الغلبة عليه فصار عالياً على المغالب ، وإلى هذا أشار سبحانه وتعالى : «كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ »(٢) .

وفي المجمع فى ذيل هذه الآية قال : ويروى أنّ المسلمين قالوا لمّا رأوا ما يفتح الله عليهم من القرى : ليفتحنّ الله علينا الروم وفارس ، فقال المنافقون : أتظنّون أن فارس والروم كبعض القرى التي غلبتهم عليها؟ فأنزل الله هذه الآية(٣) .

وكقوله تعالى «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ

__________________

١ ـ الطبقات الكبرى : ج ١ ، ص ١٨ ، ومسند أحمد بن حنبل : ج ٤ ، ص ١٠٧.

٢ ـ المجادلة : ٢١.

٣ ـ مجمع البيان : ج ٩ ـ ١٠ ، ص ٢٥٥.

٢٤٨

عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ »(١) أي أنّ دين الإسلام هو الغالب على جميع الأديان بالأدلّة الواضحة والقهر والغلبة.

وفي الحديث عن إبن عبّاس : اجتمع قريش في الحجر ، فتعاقدوا باللات والعزّى ومناة لو رأينا محمّداً لقمنا مقام رجل واحد ، ولنقتلنّه ، فدخلت فاطمةعليها‌السلام على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله باكية ، وحكت مقالتهم ، فقال : يا بنيّة أدني وضوءاً ، فتوضأ وخرج إلى المسجد ، فلمّا رأوه قالوا : ها هوذا ، وخفضت رؤوسهم ، وسقطت أذقانهم في صدورهم ، فلم يصل إليه منهم ، فأخذ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قبضة من التراب فحصبهم بها وقال : شاهت الوجوه ، فما أصاب رجلاً منهم إلّا قتل يوم بدر(٢) .

قولهعليه‌السلام : «وَذَلَّلَ بِهِ الصُّعُوبَةَ ». أي ذلّل صعوبة الجاهليّة والسنن الماضية ، قال الله تعالى : «وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ »(٣) .

قولهعليه‌السلام : «وَسَهَّلَ بِهِ الْحُزُونَةَ » الحزونة ضد السهولة ، أي سهّل طريق الحق بالهداية والإرشادات الحكيمة والنصائح الكثيرة.

قولهعليه‌السلام : «حَتّىٰ سَرَّحَ الضَّلٰالَ عَنْ يَمِينٍ وَشِمٰالٍ ». أي أزال الضلال رأساً ، قال الله : «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ »(٤) .

* * *

__________________

١ ـ التوبة : ٣٣ ، والفتح : ٢٨ ، والصف : ٩.

٢ ـ المناقب لإبن شهراشوب : ج ١ ، ص ٧١.

٣ ـ الأعراف : ١٥٧.

٤ ـ الجمعة : ٢.

٢٤٩

(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ)(١)

أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَسَيِّدُ عِبٰادِهِ ، كُلَّمٰا نَسَخَ اللهُ الْخَلْقَ فِرْقَتَيْنِ جَعَلَهُ فِى خَيْرِهِمٰا ، لَمْ يُسْهِمْ فِيهِ عٰاهِرٌ ، وَلٰا ضَرَبَ فِيهِ فٰاجِرٌ.

قولهعليه‌السلام : «وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ » محمّد علم منقول من الصفة التي معناها كثير الخصال المحمودة ، وهذا الإسم الشريف الواقع علماً عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو أعظم أسمائه وأشهرها كأنّه حمد مرّة بعد مرّة أخرى(٢) .

وقال الجوهري : المحمّد : الذي كثرت خصاله المحمودة(٣) .

وفي لسان العرب : محمّد وأحمد من أسماء سيّدنا المصطفى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد سمّيت محمّداً وأحمداً(٤) .

وقال الزبيدي : وقد سمّت العرب أحمداً ومحمّداً وهما من أشرف أسمائهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يعرف من تسمّى قبلهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأحمد ، إلّا ما حكي أنّ الخضرعليه‌السلام كان إسمه كذلك(٥) .

وقال إبن فارس : سمّي نبيّنا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله محمّداً : لكثرة خصاله المحمودة(٦) . يعنى ألْهَمَ تعالى أهلهصلى‌الله‌عليه‌وآله تسميته بذلك لما علم من خصاله الحميدة.

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ص ٣٣٠ ، الخطبة ٢١٤.

٢ ـ تاج العروس : ج ٨ ، ص ٣٩ ـ ٤٠ ، مادة «حمد».

٣ ـ الصحاح : ج ٢ ، ص ٤٦٦ ، مادة «حمد».

٤ ـ لسان العرب : ج ٣ ، ص ١٥٧ ، مادة «حمد».

٥ ـ تاج العروس : ج ٨ ، ص ٤٠ ، مادة «حمد».

٦ ـ مجمل اللّغة : ج ١ ، ص ٢٥٠ ، ومعجم مقاييس اللّغة : ج ٢ ، ص ١٠٠.

٢٥٠

وقال الطريحي : ومحمّد إسم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في القرآن ، سمّى به لأنّ الله وملائكته وجميع أنبيائه ورسله وجميع أُممهم يحمدونه ويصلّون عليه.

وذكر عن إبن الأعرابي : أنّ لله تعالى ألف إسم وللنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ألف إسم ، ومن أحسنها محمّد ومحمود وأحمد.

وأحمد : إسم نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله في الإنجيل لحسن ثناء الله عليه في الكتاب بما حمد من أفعاله(١) .

وورد في أخبار كثيرة من طرق أهل البيتعليهم‌السلام عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «سمّاني الله من فوق عرشه ، وشقّ لي إسماً من أسمائه فسمّاني محمّداً وهو محمود» ، وجعل إسمي في القرآن محمّداً ، فأنا محمود في جميع أهل قيامة في فصل القضاء ، لا يشفع أحد غيري ، وسمّاني في الإنجيل : أحمد ، فأنا محمود في أهل السماء(٢) .

وأخرج البخاري في تاريخه الصغير : من طريق علي بن زيد ، قال : كان أبو طالب يقول :

وَشقّ مِنْ إسمِهِ ليُجلّهُ

فذوالعَرشِ مَحمُودٌ وَهذا محمّد(٣)

قال القسطاني في المواهب : وقد سماّه الله تعالى بهذا الإسم قبل الخلق بألفي عام ، كما ورد من حديث أنس بن مالك من طريق أبي نعيم في مناجاة موسىعليه‌السلام (٤) .

__________________

١ ـ مجمع البحرين : ج ٣ ، ص ٤٠ ، مادة «حمد».

٢ ـ الخصال : ص ٤٢٥ ، ح ١ ، باب العشر أسماء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، معاني الأخبار : ص ٥٠ ، ح ١ ، باب معاني أسماء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣ ـ شرح المواهب : ج ٣ ، ص ١٥٥. نقلاً عنه.

٤ ـ شرح المواهب : ج ٣ ، ص ١٥٦.

٢٥١

قال إبن قتبية : ومن أعلام نبوّتهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّه لم يسمّ أحد قبله بإسمه محمّد ، صيانة من الله بهذا الإسم كما فعل بيحيى إذ «لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا »(١) .

وذلك أنّه تعالى سماّه في الكتب المتقدّمة وبشّر به الأنبياء ، فلو جعل إسمه مشتركاً فيه لوقعت الشبهة ، إلّا أنّه لمّا قرب زمانه وبشّر أهل الكتاب بقربه سمّى قوم أولادهم بذلك رجاء أن يكون هو ، ولكن «اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ »(٢) (٣) .

وهو أبو القاسم محمّد بن عبد الله بن عبد المطلّب ، خاتم النبيين ، وسيّد المرسلين ، حملت به أُمّه في أيّام التشريق في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى ليلة الجمعة ، وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة ، ولدصلى‌الله‌عليه‌وآله بمكة يوم الجمعة عند طلوع الشّمس السابع عشر من شهر ربيع الأوّل عام الفيل وفاقاً لما عليه جمهور الشيعة.

وعند جمهور العامة : أنّه ولد يوم الإثنين من ربيع الأوّل.

ومات أبوه عبد الله بن عبد المطّلب ، وهو إبن شهرين أو سبعة أشهر ، ولمّا بلغ أربعاً أو ستّاً من السنين ماتت أُمّه ، وعاش في حجر جدّه عبد المطّلب ثماني سنين وشهرين وعشرة أيّام.

فتوفّي عبد المطّلب ووليه عمّه أبو طالبعليه‌السلام وذهب به إلى الشام بعد ماتمّ له اثنتا عشرة سنة وشهران وعشرة أيّام ، ورجع من بصرى وخرج إلى الشام مرّة أخرى مع ميسرة غلام خديجة في تجارة لها قبل أن يتزوّجها ، ثم تزوّجها بعد ما بلغ خمساً وعشرين ، وبقيت معه ثمانية عشرة سنة.

ولمّا بلغ خمساً وثلاثين شهد بنيان الكعبة ، فلمّا بلغ أربعين سنة بعثه

__________________

١ ـ مريم : ٧.

٢ ـ الأنعام : ١٢٤.

٣ ـ شرح المواهب : ج ٣ ص ١٥٨ ، نقلاً عن إبن القتيبة.

٢٥٢

الله رحمة للعالمين بشيراً ونذيراً يوم الإثنين في السابع والعشرين من رجب فما من شجر وحجر إلّا سلّم عليه قائلاً : السلام عليك يا رسول الله ، وفرض عليه التبليغ وقراءة القرآن.

ولمّا تمّت له إحدى وخمسون سنة وتسعة أشهر اُسري به «ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ *فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ »(١) وفرض عليه خمس الصلوات.

ولمّا بلغ ثلاثاً وخمسين هاجر إلى المدينة يوم الإثنين لثمان خلون من شهر ربيع الأوّل ، ودخلها ضحى يوم الإثنين ، واُذن له في الجهاد في السنة الثانية لمن إبتدأه في غير الأشهر الحرم ، ثم اُبيح له إبتداؤهم فيها أيضاً ، وفيها وجب صوم شهر رمضان ، واختلفوا في الزّكاة هل فرضت قبله أو بعده؟ وفي فرض الحجّ هل كان في الخامسة أو السادسة؟ وفي السنة الخامسة : كانت بيعة الرضوان ، وفي الثامنة : فتح مكّة. وقال تعالى : «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ *وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا »(٢) .

وفي العاشرة كانت حجّة الوداع ، وكانت وقفة عرفة فيها يوم الجمعة بالإجماع ، ولم يحجّ بعد الهجرة إلّا إيّاها وقبلها لم يضبط ، واعتمر أربعاً ، وكانت غزواته سبعاً وعشرين ، وسراياه ستّاً وخمسين ، وقيل : غير ذلك.

وتزوّج إحدى وعشرين إمرأة ، وطلّق ستّاً ، وماتت عنده خمس ، وتُوفيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن تسع.

وأولاده ستّة ذكران وهما : القاسم وإبراهيم ، وأربع بنات : وهنّ فاطمةعليها‌السلام ، وزينب ، ورقيّة ، واُم كلثوم ، وكلّهم من خديجةعليها‌السلام ، إلّا إبراهيم فإنّه من مارية القبطيّة ، هذا هو المتّفق عليه ، واختلف فيما سوى هٰؤلاء.

ولمّا بلغصلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثاً وستّين ، وقيل : خمساً وستّين إختاره الرفيق الأعلى

__________________

١ ـ النجم : ٨ ـ ٩.

٢ ـ النصر : ١ ـ ٢.

٢٥٣

يوم الإثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة.

وقيل : لثنتي عشرة خلت من أوّل ربيعي السنة المذكورة ، ودفن ليلة الثلاثاء أو الأربعاء في حجرته التي قبض فيها صلوات الله وسلامه عليه.

فأمّا كونهصلى‌الله‌عليه‌وآله عبد الله فيشهد له آيات من القرآن الكريم كقوله تعالى : «هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ »(١) ، وفي قوله : «تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا »(٢) وفي قوله : «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا »(٣) .

وأمّا أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله رسوله فيشهد له قوله تعالى : «مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ »(٤) وقوله : «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ »(٥) وقوله : «مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ »(٦) .

قولهعليه‌السلام : «وَسَيِّدُ عِبٰادِهِ » لا خلاف في ذلك بل هذا هو المجمع عليه بين المسلمين ، ويشهد له قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر(٧) .

وفي حديث آخر : قال : النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله اُدعوا لي سيّد العرب عليّاً ، فقالت عائشة : ألست سيّد العرب؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا سيّد البشر ، وعلي سيّد العرب(٨) .

وأخرجه الشيخ الصدوق ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا سيّد من خلق الله ، وأنا خير من جبرئيل

__________________

١ ـ الحديد : ٩.

٢ ـ الفرقان : ١.

٣ ـ الكهف : ١.

٤ ـ الفتح : ٢٩.

٥ ـ آل عمران : ١٤٤.

٦ ـ الأحزاب : ٤٠.

٧ ـ مسند أحمد : ج ١ ، ص ٢٨١ ، وأخرجه الترمذي في سننه : ج ٥ ، ص ٢٨٨ ، ح ٣١٤٨.

٨ ـ شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد : ج ١١ ، ص ٦٦.

٢٥٤

وميكائيل وحملة العرش ، وجميع الملائكة الله المقربين ، وأنبياء الله المرسلين ، وأنا صاحب الشفاعة والحوض الشريف ، وأنا وعليعليه‌السلام أبوا هذه الأُمّة ، من عرفنا فقد عرف الله ، ومن أنكرنا فقد أنكر الله عزّوجلّ(١) الحديث.

وفي الكافي بإسناده عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأيّ شيئ سبقت ولد آدم؟ قال : إنّني أوّل من أقرّ بربّي ، إن الله أخذ ميثاق النبيّين «وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ »(٢) فكنت أوّل من أجاب(٣) .

قولهعليه‌السلام : «كُلَّمٰا نَسَخَ اللهُ الْخَلْقَ فِرْقَتَيْنِ جَعَلَهُ فِى خَيْرِهِمٰا » قال الشيخ الصدوق : إعتقادنا في آباء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّهم مسلمون من آدمعليه‌السلام إلى أبيه عبدالله(٤) .

وأخرجه الترمذي عن واثلة بن الأسقع ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة ، واصطفى من بني كنانة قريشاً ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم(٥) .

وقال إبن أبي الحديد : قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما افترقت فرقتان منذ نسل آدم ولده إلّا كنت في خيرهما(٦) .

__________________

١ ـ إكمال الدين وإتمام النعمة : ص ٢٦١ ، ح ٧.

٢ ـ الأعراف : ١٧٢.

٣ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ١٢ ، ح ٣ ، ونحوه : ح ١ ، فراجع.

٤ ـ الإعتقادات : ٤٥.

٥ ـ سنن الترمذي : ج ٥ ، ص ٥٤٤ ، كتاب المناقب : ٥٠ ، ح ٣٦٠٥ ، وأخرجه إبن سعد في الطبقات الكبرىٰ : ج ١ ، ص ١٧ ـ ١٨.

٦ ـ نهج البلاغة لإبن أبي الحديد : ج ١١ ، ص ٦٧.

٢٥٥

اُخرجه الترمذي : عن عبّاس بن عبد المطلب في حديث ، قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم ، من خير فرقهم ، وخير الفريقين ، ثم تخيّر القبائل فجعلني من خير قبيلة ، ثم تخيّر البيوت فجعلني من خير بيوتهم ، فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً(١) .

قولهعليه‌السلام : «لَمْ يُسْهِمْ فِيهِ عٰاهِرٌ » قال الجوهري : القَهْر : الزنا ، وكذلك القَهَر مثل نَهْر ونَهَر(٢) أي لم يكن في نسبه الشريف رجلاً زانياً.

قولهعليه‌السلام : «وَلٰا ضَرَبَ فِيهِ فٰاجِرٌ » أي لم يكن في نسبه رجلاً فاجراً ، قال الشيخ الصدوق ، قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : أخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدمعليه‌السلام (٣) .

وأخرجه المتّقي الهندي : عن إبن عباس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح(٤) .

وأخرجه عن عليعليه‌السلام قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولّدني أبي واُمّي ، لم يصبني من سفاح الجاهليّة شيئ(٥) .

وأخرجه أيضاً عن عائشة ، قالت : قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : خرجت من نكاح غير سفاح(٦) .

__________________

١ ـ سنن الترمذي : ج ٥ ، ص ٥٤٥ ، كتاب المناقب : ٥٠ ، ح ٣٦٠٧ و ٣٦٠٨.

٢ ـ الصحاح : ج ٢ ، ص ٧٦٢.

٣ ـ الإعتقادات : ٤٥.

٤ ـ كنز العمّال : ج ١١ ، ص ٤٠٢ ، ح ٣١٨٧٠ ، وأخرجه إبن سعد في الطبقات الكبرىٰ : ج ١ ، ص ٥١.

٥ ـ كنز العمّال : ج ١١ ، ص ٤٠٢ ، ح ٣١٨٧١.

٦ ـ كنزل العمّال : ج ١١ ، ص ٤٠٢ ، ح ٣١٨٦٦ ، وأخرجه إبن سعد في الطبقات الكبرىٰ : ج ١ ، ص ٥١.

٢٥٦

وأخرجه إبن سعد بإسناده عن محمّد بن علي بن حسين أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إنّما خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم ، لم يصبني من سفاح أهل الجاهليّة شيئ ، لم اُخرج إلّا من طُهْرِهِ(١) .

وقال إبن سعد : أخبرنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبي ، عن أبيه قال : كتبت للنبيّ عليه الصّلاة والسّلام خمسمائه اُم ، فما وجدت فيهن سفاحاً ولا شيئاً ممّا كان من أمر الجاهليّة(٢) .

* * *

__________________

١ ـ طبقات الكبرىٰ : ج ١ ، ص ٥٠ ، وأخرجه المتقي في كنز العمّال : ج ١١ ، ص ٤٢٩ ، ح ٣٢٠١٥.

٢ ـ طبقات الكبرىٰ : ج ١ ، ص ٥٠.

٢٥٧

(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ)(١)

فَصَدَعَ بِمٰا أُمِرَ بِهِ ، وَبَلَّغَ رِسٰالَةَ رَبِّهِ. فَلَمَّ اللهُ بِهِ الصَّدْعَ ، وَرَتَقَ بِهِ الْفَتْقَ ، وَأَلَّفَ بَيْنَ ذَوِى الْأَرْحٰامِ ، بَعْدَ الْعَدٰاوَةِ الْوٰاغِرَةِ فِى الصُّدُورِ ، وَالضَّغٰائِنِ الْقٰادِحَةِ فِى الْقُلُوبِ.

قولهعليه‌السلام : «فَصَدَعَ بِمٰا أُمِرَ بِهِ » أي أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أظهر ما أمر به بعد ما كان مختفياً خمس سنوات لا يستطيع أن يظهر دينه ، ويشهد له ما ورد عن الصّادقعليه‌السلام قال : إكتتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بمكة مستخفياً خائفاً خمس سنين ، ليس يظهر ، وعليعليه‌السلام معه وخديجة ، ثم أمره الله تعالى أن يصدع بما يؤمر فظهر وأظهر أمره(٢) .

وفي خبر أخر عن الحلبي قال : سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول : مكث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بمكة بعد ما جاءه الوحي عن الله تعالى ، ثلاث عشرة سنة منها ثلاث سنين مستخفياً خائفاً لا يظهر حتّى أمره الله تعالى أن يصدع بما يؤمر فأظهر حينئذٍ الدعوة(٣)

قولهعليه‌السلام : «وَبَلَّغَ رِسٰالَةَ رَبِّهِ » من الحكم والمواعظ وغير ذلك.

قولهعليه‌السلام : «فَلَمَّ اللهُ بِهِ الصَّدْعَ » أي جمع الله بالنبي التشتّت والإفتراق السائد آنذاك بين الأعراب وألّف بين قلوبهم.

قولهعليه‌السلام : «وَرَتَقَ بِهِ الْفَتْقَ » الرتق : ضدّ الفتق ، والمراد أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله رفع ما كان بين الأعراب من إختلاف الآراء وتشتّت الأهواء وإفتراق

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ص ٣٥٣ ، الخطبة ٢٣١.

٢ ـ كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ص ٢٠١ ـ ٢٠٢.

٣ ـ كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ص ٢٠٢.

٢٥٨

الكلمة بالعداوة والبغضاء ، ويشهد له ما أخرجه إبن شهراشوب عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه كان يعرض نفسه على قبائل العرب في الموسم ، فلقي رهطاً من الخزرج ، فقال : ألا تجلسون أُحدّثكم؟ قالوا : بلى. فجلسوا إليه ، فدعاهم إلىٰ الله تعالى ، وتلا عليهم القرآن ، فقال بعضهم لبعض : يا قوم تعلموا ، والله إنّه النبيّ الذي كان يوعدكم به اليهود ، فلا يسبقنّكم إليه أحد. فأجابوه ، وقالوا له : إنّا تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشرّ مثل ما بينهم ، وعسى أن يجمع الله بينهم بك ، فتقدم عليهم ، وتدعوهم إلى أمرك ، وكانوا ستّة نفر ، فلمّا قدموا المدينة فأخبر قومهم بالخبر ، فما دار حول إلّا وفيها حديث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى إذا كان العام المقبل أتى الموسم من الأنصار إثنىٰ عشر رجلاً فلقوا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فبايعوه على بيعة النساء أن لا يشركوا بالله شيئاً ولا يسرقوا إلى آخرها(١) .

قولهعليه‌السلام : «وَأَلَّفَ بَيْنَ ذَوِى الْأَرْحٰامِ » كما ألّفصلى‌الله‌عليه‌وآله بين الأوس والخزرج إبني حارثة ، ويقال لهما : إبني قيلة نسبة إلى أُمّهما.

قولهعليه‌السلام : «بَعْدَ الْعَدٰاوَةِ الْوٰاغِرَةِ فِى الصُّدُورِ » الواغرة : أي : المتوقّدة في الصدور.

قولهعليه‌السلام : «وَالضَّغٰائِنِ الْقٰادِحَةِ فِى الْقُلُوبِ » الضغائن جمع الضغينة ، أي الحقد ، والقادحة : أي المشتعلة ، والمراد أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ألف بين ذوى الأرحام بعد ما كانت العداوة والبغضاء والحقد. مشتعلة في قلوبهم.

* * *

__________________

١ ـ المناقب لإبن شهراشوب : ج ١ ، ص ١٨١.

٢٥٩

(وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ)(١)

فَجَعَلْتُ أَتْبَعُ مَأْخَذَ رَسُولِ

اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ فَأَطَأُ

ذِكْرَهُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى الْعَرَجِ.

قولهعليه‌السلام : «فَجَعَلْتُ أَتْبَعُ مَأْخَذَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ » أي بعد ما خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من مكة مهاجراً إلى المدينة ، قالعليه‌السلام : أخذت أتّبع الطريقة والجهة التي سلكها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أن إنتهيت إلى العرج.

قولهعليه‌السلام : «فَأَطَأُ ذِكْرَهُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى الْعَرَجِ » أي إطمأنّ قلبهعليه‌السلام على أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ورد المدينة سالماً ، لأنّ ذلك المكان كان قريباً من المدينة المنورة. بيد أنّ قدماه قد توّرمتا من بُعد المسافة وسرعة المشي حافياً.

* * *

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ص ٣٥٦ ، الخطبة ٢٣٦.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335