أضواء على أدعية النبي الأعظم في أيام شهر رمضان المبارك

أضواء على أدعية النبي الأعظم في أيام شهر رمضان المبارك33%

أضواء على أدعية النبي الأعظم في أيام شهر رمضان المبارك مؤلف:
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 120

  • البداية
  • السابق
  • 120 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 30383 / تحميل: 4979
الحجم الحجم الحجم
أضواء على أدعية النبي الأعظم في أيام شهر رمضان المبارك

أضواء على أدعية النبي الأعظم في أيام شهر رمضان المبارك

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

الحكم، عن موسى بن بكر قال: قال لي أبوالحسن موسى( عليه‌السلام ) : من طلب هذا الرزق من حلّه، ليعود به على نفسه وعياله، كان كالمجاهد في سبيل الله الحديث.

[ ٢١٨٧٦ ] ٥ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن إبن أبي عمير، عن عبدالله بن المغيرة، عن ابن فضيل(١) ، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من طلب الدنيا استعفافاً(٢) عن الناس، وسعياً(٣) على أهله، وتعطفاً على جاره، لقي الله عزّوجلّ يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال) مرسلاً نحوه (٤) .

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى(٥) وكذا الّذي قبله.

[ ٢١٨٧٧ ] ٦ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن إبن محبوب، عن أبي خالد الكوفي رفعه عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : العبادة سبعون جزءاً، أفضلها طلب الحلال.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محبوب مثله(٦) .

____________________

= ٩، وقطعة منه في الحديث ٢ من الباب من أبواب الدَّين، وذيله في الحديث ٤ من الباب ٤٦ من أبواب المستحقين للزكاة.

٥ - الكافي ٥: ٧٨ / ٥.

(١) في التهذيب: محمّد بن الفضيل ( هامش المخطوط ).

(٢) في الثواب: استغناء ( هامش المخطوط ).

(٣) في المصدر: وتوسيعاً.

(٤) ثواب الأعمال: ٢١٥.

(٥) التهذيب ٦: ٣٢٤ / ٨٩٠.

٦ - الكافي ٥: ٧٨ / ٦.

(٦) التهذيب ٦: ٣٢٤ / ٨٩١.

٢١

[ ٢١٨٧٨ ] ٧ - وعنهم، عن سهل، عن الهيثمّ بن أبي مسروق، عن محمّد بن عمر بن بزيع، عن محمّد بن عائذ(١) ، عن كليب الصيداوي قال: قلت لأبي عبدالله( عليه‌السلام ) : ادع الله لي في الرزق فقد التأثت(٢) عليّ اموري، فأجابني مسرعاً: لا، اخرج فاطلب.

[ ٢١٨٧٩ ] ٨ - وعن أحمد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن صفوان، عن خالد بن نجيح قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : أقرؤوا من لقيتم من أصحابكم السلام، وقولوا لهم: إن فلان بن فلان يُقرئكم السلام، وقولوا لهم: عليكم بتقوى الله، وما ينال به ما عند الله، إني والله ما آمركم إلا بما نأمر به أنفسنا، فعليكم بالجدّ والاجتهاد، وإذا صلّيتم الصبح فانصرفتم فبكروا في طلب الرزق واطلبوا الحلال، فإنّ الله سيرزقكم ويعينكم عليه.

[ ٢١٨٨٠ ] ٩ - وعن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عمّن ذكره، عن أبان، عن العلاء قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: أيعجز أحدكم إنّ يكون مثل النملة، فإنّ النملة تجرّ إلى جحرها.

[ ٢١٨٨١ ] ١٠ - وعن عليّ بن محمّد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن ابراهيم بن محمّد الثقفيّ، عن عليّ بن المعلّى، عن القاسم بن محمّد رفعه إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قيل له: ما بال

____________________

٧ - الكافي ٥: ٧٩ / ١١.

(١) في نسخة: أحمد بن عائذ ( هامش المخطوط ).

(٢) التأثت: اختلطت وأبطأت. « الصحاح - لوث - ١: ٢٩١ ».

٨ - الكافي ٥: ٧٨ / ٨.

٩ - الكافي ٥: ٧٩ / ١٠.

١٠ - الكافي ٥: ٧١ / ٣.

٢٢

أصحاب عيسى( عليه‌السلام ) كانوا يمشون على الماء، وليس ذلك في أصحاب محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ؟ فقال: إنّ أصحاب عيسى كفوا المعاش، وإنّ هؤلاء ابتلوا بالمعاش.

محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن أبي عبدالله مثله(١) .

[ ٢١٨٨٢ ] ١١ - وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن عليّ بن إسماعيل، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذاً ضاق أحدكم فليعلم أخاه، ولا يعن على نفسه.

[ ٢١٨٨٣ ] ١٢ - وعنه، عن بنان بن محمد، عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، إذاً أعسر أحدكم فليخرج، ولا يغمّ نفسه وأهله.

[ ٢١٨٨٤ ] ١٣ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: كان أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يخرج في الهاجرة في الحاجة قد كفاها(٢) ، يريد إنّ يراه الله يُتعب نفسه في طلب الحلال.

[ ٢١٨٨٥ ] ١٤ - قال: وقال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : إنّ الله يحبّ المحترف الأمين.

[ ٢١٨٨٦ ] ١٥ - وفي( معاني الأخبار) عن أبيه، عن عليّ بن ابراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن مسلم، عن جعفر

____________________

(١) التهذيب ٦: ٣٢٧ / ٩٠١.

١١ - التهذيب ٦: ٣٢٩ / ٩١٠، والكافي ٤: ٤٩ / ١٣.

١٢ - التهذيب ٦: ٣٢٩ / ٩٠٩.

١٣ - الفقيه ٣: ٩٩ / ٣٨٣.

(٢) في المصدر: كُفيها.

١٤ - الفقيه ٣: ٩٥ / ٣٦٧، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٢٠ من أبواب ما يكتسب به.

١٥ - معاني الاخبار: ٣٦٦.

٢٣

ابن محمّد، عن آبائه( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : العبادة سبعون جزء وأفضلها جزءاً طلب الحلال.

وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بإسناده قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وذكر مثله(١) .

[ ٢١٨٨٧ ] ١٦ - وفي( الأمالي) عن جعفر بن عليّ بن الحسن، عن أبيه (٢) ، عن جدّه عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من بات كالّاً من طلب الحلال، بات مغفوراً له.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

٥ - باب كراهة ترك طلب الرزق، وتحريمه مع الضرورة

[ ٢١٨٨٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن

____________________

(١) ثواب الأعمال: ٢١٥.

١٦ - أمالي الصدوق: ٢٣٨ / ٩.

(٢) في المصدر: عن جده الحسن بن علي.

(٣) تقدم ما يدلّ على بعض المقصود في الحديث ٨ من الباب ٩ من أبواب قواطع الصلاة، وفي الباب ١ وفي الأحايث ٤ و ٥ و ٦ و ٨ و ١٠ و ١١ من الباب ٢، وفي الحديث ١ من الباب ٣ من هذه الأبواب

(٤) يأتي في الحديث ٢ من الباب ١٤ من أبواب آداب التجارة، وفي الباب ٥ وفي الحديثين ٤ و ١١ من الباب ٦ وفي الأحاديث ١ و ٣ و ٥ من الباب ٧، وفي الأحاديث ٧ و ٨ و ١١ من الباب ٩، وفي البابين ١٥ و ٢٣ من هذه الأبواب

الباب ٥

فيه ٩ أحاديث

١ - الكافي ٥: ٧٧ / ٢.

٢٤

ابن أبي عمير، عن حسين بن عطية(١) ، عن عمر بن يزيد قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : أرأيت لو أنّ رجلاً دخل بيته وأغلق بابه، أكان يسقط عليه شيء من السماء؟!

[ ٢١٨٨٩ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبدالله( عليه‌السلام ) : رجل قال: لاقعدن في بيتي، ولأصلّين ولأُصومنّ ولأعبدن ربي، فأما رزقي فسيأتيني، فقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : هذا أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى(٢) .

وبإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(٣) .

[ ٢١٨٩٠ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن أبي طالب الشعراني(٤) ، عن سليمان بن معلّى بن خنيس، عن أبيه، قال: سأل أبو عبدالله( عليه‌السلام ) عن رجل وأنا عنده، فقيل: أصابته الحاجة، قال: فما يصنع اليوم؟ قيل: في البيت يعبد ربه، قال: فمن أين قوته؟ قيل: من عند بعض إخوانه، فقال أبو عبدالله( عليه

____________________

(١) في نسخة: حسن بن عطية ( هامش المخطوط ) وكذلك الكافي.

٢ - الكافي ٥: ٧٧ /، وأورده عن السرائر في الحديث ٤ من الباب ٥٠ من أبواب الدعاء.

(٢) التهذيب ٦: ٣٢٣ / ٨٨٧.

(٣) لم نعثر عليه في التهذيب المطبوع.

٣ - الكافي ٥: ٧٨ / ٤.

(٤) في نسخة: أبي طالب الشواني ( هامش المخطوط ).

٢٥

السلام ): والله للذي يقوته أشد عبادة منه.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبدالله مثله(١) .

[ ٢١٨٩١ ] ٤ - وعن علي، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن اسماعيل بن محمّد المنقري، عن هشام الصيدناني(٢) قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : يا هشام إنّ رأيت الصفين قد التقيا، فلا تدع طلب الرزق في ذلك اليوم.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(٣) .

[ ٢١٨٩٢ ] ٥ - وعنه، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن الحسين بن أحمد، عن شهاب بن عبد ربه قال: قال لي أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إن ظننت أو بلغك أنّ هذا الامر كائن في غد، فلا تدعنّ طلب الرزق، وإنّ استطعت إنّ لا تكون كلّاً(٤) فافعل.

[ ٢١٨٩٣ ] ٦ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث طويل - قال: وفي غير آية من كتاب الله( إنّه لَا يُحِبُّ الـمُسرِفينَ ) (٥) ، فنهاهم عن الإِسراف، ونهاهم عن التقتير، لكن أمر بين أمرين، لا يعطي جميع ما عنده ثمّ يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له.

____________________

(١) التهذيب ٦: ٣٢٤ / ٨٨٩.

٤ - الكافي ٥: ٧٨ / ٧.

(٢) في نسخة من التهذيب: هشام الصيدلاني ( هامش المخطوط ).

(٣) التهذيب ٦: ٣٢٤ / ٨٩٢.

٥ - الكافي ٥: ٧٩ / ٩.

(٤) الكَلّ: الّذي لا يقوم باُمور حياته بل يُلقيها على غيره، وجَمْعَه كلول. انظر « لسان العرب - كلل - ١١: ٥٩٤ ».

٦ - الكافي ٥: ٦٧ / ١.

(٥) الأنعام ٦: ١٤١، الأعراف ٧: ٣١.

٢٦

وللحديث الذي جاء عن النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إنّ أصنافاً من أُمتي لا يستجاب لهم دعاؤهم: رجل يدعو على والديه، ورجل يدعو على غريم ذهب له بماله فلم يكتب عليه ولم يشهد عليه، ورجل يدعو على إمرأته وقد جعل الله عزّوجلّ تخلية سبيلها بيده، ورجل يقعد في بيته ويقول: يا ربّ أرزقني، ولا يخرج ولا يطلب الرزق، فيقول الله عزّوجلّ له: عبدي ألم أجعل لك السبيل إلى الطلب والتصرف(١) في الارض، بجوارح صحيحة، فتكون قد أعذرت فيما بيني وبينك في الطلب لاتباع أمري، ولكيلا تكون كلّا على أهلك، فإنّ شئت رزقتك، وإنّ شئت قترت عليك، وأنت(٢) معذور عندي، ورجل رزقه الله مالاً كثيراً فأنفقه ثمّ أقبل يدعو: يا رب ارزقني، فيقول الله عزّوجلّ: ألم أرزقك رزقاً واسعاً، فهلا اقتصدت فيه كما أمرتك، ولم تسرف، وقد نهيتك عن الاسراف؟ ورجل يدعو في قطيعة رحم.

[ ٢١٨٩٤ ] ٧ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمّد بن عليّ، عن هارون بن حمزة، عن عليّ بن عبد العزيز قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : ما فعل عمر بن مسلم؟ قلت: جعلت فداك أقبل على العبادة، وترك التجارة، فقال: ويحه أما علم أنّ تارك الطلب لا يستجاب له(٣) ، إنّ قوماً من أصحاب رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) لـمّا نزلت( وَمَن يتَّقِ الله يَجَعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحتَسِبُ ) (٤) أغلقوا الأبواب ، وأقبلوا على العبادة، وقالوا قد كفينا، فبلغ ذلك النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فأرسل اليهم فقال: ما حملكم على ما صنعتم؟ فقالوا: يا رسول الله

____________________

(١) في المصدر: والضرب.

(٢) في المصدر زيادة: غير.

٧ - التهذيب ٦: ٣٢٣ / ٨٨٥.

(٣) في نسخة زيادة: دعوة ( هامش المخطوط ).

(٤) الطلاق ٦٥: ٢ - ٣.

٢٧

تكفّل(١) لنا بأرزاقنا، فأقبلنا على العبادة، فقال: إنّه من فعل ذلك لم يستجب له، عليكم بالطلب.

ورواه الكلينيّ عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، مثله(٢) .

[ ٢١٨٩٥ ] ٨ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن هارون بن حمزة مثله، وقال: إنّي لابغض الرجل فاغراً فاه إلى ربّه، فيقول، ارزقني، ويترك الطلب.

[ ٢١٨٩٦ ] ٩ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي) عن عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّي لأركب في الحاجة التي كفانيها الله، ما أركب فيها إلا لالتماس إنّ يرإنّي الله أُضحي في طلب الحلال، أما تسمع قول الله عزّوجلّ( فَإذا قُضِيَتِ الصّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأرض وَابتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ ) (٣) ؟ أرأيت لو أن رجلاً دخل بيتاً، وطيّن عليه بابه، وقال رزقي ينزل عليّ، كان يكون هذا؟ أما انّه يكون أحد الثلاثة الّذين لا يستجاب لهم دعوة، قلت: من هؤلاء؟ قال: رجل عنده المرأة فيدعو عليها فلا يستجاب له، لإنّ عصمتها في يده، ولو شاء أن يخلّي سبيلها، والرجل يكون له الحقّ على الرجل فلا يشهد عليه، فيجحده حقّه، فيدعو عليه فلا يستجاب له، لأنّه ترك ما اُمر به، والرجل يكون عنده الشيء فيجلس في بيته فلا ينتشر ولا يطلب ولا يلتمس الرزق، حتّى يأكله، فيدعو فلا يستجاب له.

____________________

(١) في نسخة زيادة: الله ( هامش المخطوط ).

(٢) الكافي ٥: ٨٤ / ٥.

٨ - الفقيه ٣: ١١٩ / ٥٠٩.

٩ - عدّة الداعي: ٨١.

(٣) الجمعة ٦٢: ١٠.

٢٨

أقول: وتقدم ما يدل على ذلك هنا(١) ، وفي الدعاء(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٦ - باب استحباب الاستعانة بالدنيا على الآخرة.

[ ٢١٨٩٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله، عن آبائه( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : نعم العون على تقوى الله الغنى.

ورواه الصدوق مرسلاً(٤) .

[ ٢١٨٩٨ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن صفوإنّ بن يحيى، عن ذريح المحاربي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: نعم العون على الآخرة الدنيا.

[ ٢١٨٩٩ ] ٣ - وعن عليّ بن محمّد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن

____________________

(١) تقدم في الأبواب ١ و ٢ و ٤ من هذه الأبواب

(٢) تقدم في الأحاديث ٢ و ٣ و ٥ و ٧ من الباب ٥٠ من أبواب الدعاء.

(٣) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٦، وفي الباب ٧، وفي الحديثين ٣ و ٤ من الباب ١٧ من هذه الأبواب

الباب ٦

فيه ١١ حديثاً

١ - الكافي ٥: ٧١ / ١، وأورده عن الفقيه في الحديث ٣ من الباب ٢٨ من هذه الأبواب

(٤) الفقيه ٣: ٩٤ / ٣٥٧.

٢ - الكافي ٥: ٧٢ / ٩.

٣ - الكافي ٥: ٧٢ / ٨.

٢٩

أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن ذريح المحاربي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: نعم العون الدنيا على الآخرة.

ورواه الصدوق بإسناده عن ذريح بن يزيد المحاربي، مثله(١) .

[ ٢١٩٠٠ ] ٤ - قال: وقال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : إنّي أجدني أمقت الرجل متعذّر(٢) المكاسب، فيستلقي على قفاه ويقول: اللّهم ارزقني، ويدع إنّ ينتشر في الارض ويلتمس من فضل الله، فالذرة(٣) تخرج من جحرها تلتمس رزقها.

[ ٢١٩٠١ ] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن عليّ الاحمسي، عن رجل، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: نعم العون الدنيا على طلب الآخرة.

وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن أسباط، عن ذريح المحاربي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، مثله(٤) .

[ ٢١٩٠٢ ] ٦ - وعنهم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن أبي البختري رفعه قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : اللهم بارك لنا في

____________________

(١) الفقيه ٣: ٩٤ / ٣٥٤.

٤ - الفقيه ٣: ٩٥ / ٣٦٦.

(٢) في المصدر: يتعذر عليه.

(٣) الذرة: هي أصغر النمل. « الصحاح - ذرر - ٢: ٦٦٣ ».

٥ - الكافي ٥: ٧٣ / ١٤.

(٤) الكافي ٥: ٧٣ / ١٥.

٦ - ٥: ٧٣ / ١٣، وأورده في الحديث ٦ من الباب ٤٢ من أبواب آداب المائدة.

٣٠

الخبز(١) ، ولا تفرّق بيننا وبينه، فلولا الخبز(٢) ما صلّينا ولا صمنا ولا أدّينا فرائض ربّنا.

[ ٢١٩٠٣ ] ٧ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد رفعه قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : غنى يحجزك عن الظلم خير من فقر يحملك على الإِثم.

ورواه الصدوق مرسلاً(٣) .

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبدالله مثله(٤) .

[ ٢١٩٠٤ ] ٨ - وعنهم، عن سهل، عن إبن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن عدّة من أصحابنا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : يصبح المؤمن أو يمسي على ثكل، خير له من إنّ يصبح ويمسي على حرب(٥) ، فنعوذ بالله من الحرب.

[ ٢١٩٠٥ ] ٩ - وعن الحسين بن محمّد، عن جعفر بن محمّد، عن القاسم بن الربيع، في وصيّة المفضّل(٦) بن عمر - قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: استعينوا ببعض هذه على هذه، ولا تكونوا كلولاً على الناس.

[ ٢١٩٠٦ ] ١٠ - وعن عليّ بن محمّد بن بندار، عن أحمد بن أبي

____________________

(١ و ٢) في نسخة: الحير ( هامش المخطوط ).

٧ - الكافي ٥: ٧٢ / ١١.

(٣) الفقيه ٣: ١٠١ / ٤٠١.

(٤) التهذيب ٦: ٣٢٨ / ٩٠٤.

٨ - الكافي ٥: ٧٢ / ١٢.

(٥) الحرب: ذهاب المال. « الصحاح - حرب - ١: ١٠٨ ».

٩ - الكافي ٥: ٧٢ / ٦.

(٦) في المصدر: في وصيته للمفضل.

١٠ - الكافي ٥: ٧٢ / ٧، وأورده وبإسناد آخر وعن الفقيه في الحديث ٥ من الباب ٢١ من أبواب النفقات.

٣١

عبدالله، عن أبي الخزرج الأنصاريّ، عن عليّ بن غراب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ملعون من ألقى كلّه على الناس.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبدالله، مثله(١) .

[ ٢١٩٠٧ ] ١١ - عبدالله بن جعفر في( قرب الاسناد) عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا( عليه‌السلام ) قال: قلت له: إنّ الكوفة قد نبت بي(٢) ، والمعاش بها ضيق، وإنّما كان معاشنا ببغداد، وهذا الجبل قد فتح على الناس منه باب رزق، فقال: إنّ أردت الخروج فاخرج، فإنّها سنة مضطرب(٣) ، وليس للناس بدّ من طلب معاشهم، فلا تدع الطلب.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٥) .

____________________

(١) التهذيب ٦: ٣٢٧ / ٩٠٢.

١١ - قرب الإسناد: ١٦٤، وأورد نحوه في الحديث ١، وذيله في الحديث ٣ من الباب ١ من أبواب أحكام العقود.

(٢) في المصدر: تبت لي.

ونبأ بفلان منزله: إذاً لم يوافقه وكذا فراشه « الصحاح - نبأ - ٦: ٢٥٠٠ ».

(٣) في المصدر: مضطربة.

(٤) تقدم في الحديث ٥ من الباب ٢، وفي الأحاديث ١ و ٤ و ٥ من الباب ٤، وفي الحديث ٣ من الباب ٥ من هذه الأبواب

(٥) يأتي في الباب ٧، وفي الحديثين ١، و ٢ من الباب ٩، وفي الأحاديث ١ - ٤ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب

٣٢

٧ - باب استحباب جمع المال من حلال لأجل النفقة في الطاعات، وكراهة جمعه لغير ذلك

[ ٢١٩٠٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبي عبدالله، عن عبد الرحمن بن محمّد، عن الحارث بن بهرام، عن عمرو بن جميع قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: لا خير فيمن لا يحبّ جمع المال من حلال، يكفّ به وجهه، ويقضي به دينه، ويصل به رحمه.

ورواه الصدوق مرسلاً(١) .

ورواه في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه (٢) ، عن عبد الرحمن بن محمّد، مثله، وترك قوله: ويصل به رحمه(٣) .

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، نحوه(٤) .

[ ٢١٩٠٩ ] ٢ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الأعلى، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: اسألوا الله الغنى في الدنيا والعافية، وفي الآخرة المغفرة والجنة.

____________________

الباب ٧

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٥: ٧٢ / ٥.

(١) الفقيه ٣: ١٠٢ / ٤٠٢.

(٢) في الثواب: أبي عبيدة.

(٣) ثواب الأعمال: ٢١٥ / ١.

(٤) التهذيب ٧: ٤ / ١٠.

٢ - الكافي ٥: ٧١ / ٤.

٣٣

[ ٢١٩١٠ ] ٣ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن عبدالله بن أبي يعفور قال: قال رجل لابي عبدالله( عليه‌السلام ) : والله إنا لنطلب الدنيا، ونحب إنّ نؤتاها(١) ، فقال: تحب إنّ تصنع بها ماذا؟ قال: أعود بها على نفسي وعيالي، وأصل بها، وأتصدق بها، وأحجّ وأعتمر، فقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : ليس هذا طلب الدنيا، هذا طلب الآخرة.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(٢) .

[ ٢١٩١١ ] ٤ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( الخصال) وفي( عيون الأخبار) عن أحمد بن هارون الفامي، عن محمّد بن جعفر بن بطة، عن محمّد بن عليّ بن محبوب، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: سمعت الرضا( عليه‌السلام ) يقول: لا يجتمع المال إلا بخصال خمس: ببخل شديد، وأمل طويل، وحرص غالب، وقطيعة الرحم، وإيثار الدنيا على الآخرة.

[ ٢١٩١٢ ] ٥ - الحسن بن محمّد الطوسي في( مجالسه) عن أبيه، عن محمّد بن محمّد بن النعمان، عن أبي بكر بن الجعابي، عن أبي العباس بن عقدة، عن يحيى بن زكريا بن شيبان، عن محمّد بن مروان، عن عمر بن سيف الأزدي قال: قال لي أبو عبدالله جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) : لا تدع طلب الرزق من حلّه، فإنه عون لك على دينك، واعقل راحلتك وتوكّل.

____________________

٣ - الكافي ٥: ٧٢ / ١٠.

(١) في نسخة من التهذيب: نؤتى منها ( هامش المخطوط ).

(٢) التهذيب ٦: ٣٢٧ / ٩٠٣.

٤ - الخصال: ٢٨٢ / ٢٩، وعيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ٢٧٦ / ١٣ وأورده في الحديث ١ من الباب ٣١ من أبواب النفقات.

٥ - أمالي الطوسي ١: ١٩٥.

٣٤

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٨ - باب وجود الزهد في الحرام دون الحلال

[ ٢١٩١٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: ما الزهد في الدنيا؟ قال: ويحك حرامها فتنكبه.

[ ٢١٩١٤ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله عن الجهم بن الحكم، عن إسماعيل بن مسلم قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال، ولا تحريم الحلال، بل الزهد في الدنيا إنّ لا تكون بما في يدك أوثق منك بما عند الله عزّوجلّ.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبدالله نحوه(٣) .

[ ٢١٩١٥ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن مالك بن عطية، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل قال: سمعت أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يقول: الزهد في الدنيا قصر الأمل، وشكر كلّ نعمة، والورع عن كلّ ما حرّم الله عزّوجلّ.

____________________

(١) تقدم في الأحاديث ١ و ٢ و ٤ و ٥ من الباب ٤ من هذه الأبواب

(٢) يأتي في الأحاديث ١ و ٢ و ٣ و ٤ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب

الباب ٨

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٥: ٧٠ / ١، والزهد: ٤٩ / ١٣٠، وأورده في الحديث ٦ من الباب ٦١، ومثله عن معاني الأخبار في الحديث ١١ من الباب ٦٢ من أبواب جهاد النفس.

٢ - الكافي ٥: ٧٠ / ٢، وأورده عن معاني الأخبار في الحديث ١٣ من الباب ٦٢ من أبواب جهاد النفس.

(٣) التهذيب ٦: ٣٢٧: / ٨٨٩.

٣ - الكافي ٥: ٧١ / ٣، وأورده عن معاني الأخبار في الحديث ١٢ من الباب ٦٢ من أبواب جهاد النفس.

٣٥

[ ٢١٩١٦ ] ٤ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن عمر بن اُذينة، عن أبان، عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) (١) يقول: إنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: منهومإنّ لا يشبعان: منهوم دنيا، ومنهوم علم، فمن اقتصر من الدنيا على ما أحلّ الله له سلم، ومن تناولها من غير حلّها هلك، إلا إنّ يتوب ويراجع، ومن أخذ العلم من أهله وعمل به نجى، ومن أراد به الدنيا فهي حظه.

ورواه الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن حمّاد بن عيسى نحوه(٢) .

[ ٢١٩١٧ ] ٥ - وعنه، عن حماد، عن إبراهيم بن محمّد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ما أعطى الله عبدا ثلاثين ألفاً وهو يريد به خيراً وقال: ما جمع رجل قط عشرة آلاف درهم من حل، إلا وقد يجمعها لاقوام، إذاً أعطى القوت، ورزق العمل فقد جمع الله له الدنيا والآخرة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في جهاد النفس(٣) ، وغيره(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٥) .

____________________

٤ - التهذيب ٦: ٣٢٨ / ٩٠٦.

(١) في المصدر: عليّاً (عليه‌السلام )

(٢) الكافي ١: ٣٦ / ١.

٥ - التهذيب ٦: ٣٢٨ / ٩٠٧.

(٣) تقدم في الأبواب ٢٢ و ٢٣ و ٦٢ من أبواب جهاد النفس.

(٤) تقدم في الأبواب ١ و ٢ و ٣ و ٧ و ٧٢ من أبواب أحكام الملابس، وفي الحديث ٢ من الباب ٤٠ من أبواب آداب السفر.

(٥) يأتي في الحديث ٣٣ من الباب ١٢ من أبواب صفات القاضي، وفي الباب ١٢ من هذه الأبواب

٣٦

٩ - باب استحباب العمل باليد

[ ٢١٩١٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن سيف بن عميرة وسلمة بيّاع السابري جميعاً، عن أبي أُسامة زيد الشحام، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) إنّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) أعتق ألف مملوك من كدّ يده.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(١) .

[ ٢١٩١٩ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن شريف بن سابق، عن الفضل بن أبي قرّة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يضرب بالمرّ(٢) ويستخرج الارضين.

وكان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يمصّ النوى بفيه ويغرسه فيطلع من ساعته.

وإنّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) أعتق ألف مملوك من ماله وكد يده.

[ ٢١٩٢٠ ] ٣ - وبهذا الإسناد إنّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: أوحى الله إلى داود( عليه‌السلام ) : إنّك نعم العبد، لولا إنك تأكل من بيت المال، ولا تعمل بيدك شيئاً، قال: فبكى داود( عليه‌السلام ) أربعين صباحاً فأوحى الله

____________________

الباب ٩

فيه ١٣ حديثاً

١ - الكافي ٥: ٧٤ / ٤.

(١) التهذيب ٦: ٣٢٥ / ٨٩٥.

٢ - الكافي ٥: ٧٤ / ٢.

(٢) المر: المسحاة. « القاموس المحيط - مرر - ٢: ١٣٢ ».

٣ - الكافي ٥: ٧٤ / ٥.

٣٧

إلى الحديد: أن لن لعبدي داود، فألان الله عزّوجلّ له الحديد، فكان يعمل في كل يوم درعا فيبيعها بألف درهم، فعمل ثلاثمأة وستين درعاً، فباعها بثلاثمائة وستين ألفاً، واستغنى عن بيت المال.

ورواه الصدوق بإسناده عن شريف بن سابق(١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبدالله مثله(٢) .

[ ٢١٩٢١ ] ٤ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن عمار السجستاني، عن أبي عبدالله، عن أبيه (عليهما‌السلام ) أنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وضع حجراً على الطريق يرد الماء عن أرضه، فوالله ما نكب بعيراً، ولا إنساناً حتّى الساعة.

[ ٢١٩٢٢ ] ٥ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اُذينة، عن زرارة(٣) : إنّ رجلاً أتى أبا عبدالله( عليه‌السلام ) فقال: إنّي لا أحسن إنّ أعمل عملاً بيدي، ولا أحسن إنّ أتجر وأنا محارف محتاج، فقال: إعمل فاحمل على رأسك، واستغن عن الناس، فإنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قد حمل حجراً على عنقه(٤) فوضعه في حائط من حيطانه، وإنّ الحجر لفي مكانه ولا يدري كم عمقه إلّا أنه ثمَّ(٥) .

[ ٢١٩٢٣ ] ٦ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن

____________________

(١) الفقيه ٣: ٩٨ / ٣٨١.

(٢) التهذيب ٦: ٣٢٦ / ٨٩٦.

٤ - الكافي ٥: ٧٥ / ٧.

٥ - الكافي ٥: ٧٦ / ١٤.

(٣) في المصدر زيادة: قال.

(٤) في المصدر: عاتقه.

(٥) في المصدر زيادة: [ بمعجزته ].

٦ - الكافي ٥: ٧٥ / ١٠.

٣٨

الجاموراني، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه قال: رأيت أبا الحسن( عليه‌السلام ) يعمل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق، فقلت: جعلت فداك أين الرجال؟ فقال: يا عليّ قد عمل باليد(١) من هو خير منّي ومن أبي في أرضه، فقلت: ومن هو؟ فقال: رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وأمير المؤمنين( عليه‌السلام ) وآبائي كلّهم، كانوا قد عملوا بأيديهم، وهو من عمل النبيين والمرسلين والاوصياء والصالحين.

ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، مثله(٢) .

[ ٢١٩٢٤ ] ٧ - وعنهم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليم(٣) ، عن جميل بن صالح، عن أبي عمرو الشيباني قال: رأيت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) وبيده مسحاة وعليه أزار غليظ يعمل في حائط له، والعرق يتصابّ عن ظهره، فقلت: جعلت فداك أعطني أكفك، فقال لي: إني أُحبّ أن يتأذّى الرجل بحرّ الشمس في طلب المعيشة.

[ ٢١٩٢٥ ] ٨ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: إنّي لاعمل في بعض ضياعي حتّى أعرق، وإنّ لي من يكفيني، ليعلم الله عزّوجلّ إنّي أطلب الرزق الحلال.

____________________

(١) في نسخة: بالبيل ( هامش المخطوط ).

(٢) الفقيه ٣: ٩٨ / ٣٨٠.

٧ - الكافي ٥: ٧٦ / ١٣.

(٣) في المصدر: القاسم بن سليمان.

٨ - الكافي ٥: ٧٧ / ١٥.

٣٩

[ ٢١٩٢٦ ] ٩ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن سنان، عن إسماعيل بن جابر قال: أتيت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) وإذا هو في حائط له وبيده مسحاة وهو يفتح بها الماء، وعليه قميص شبه الكرابيس، كأنّه مخيط عليه من ضيقه.

[ ٢١٩٢٧ ] ١٠ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يحتطب ويستقي ويكنس، وكانت فاطمة (عليها‌السلام ) تطحن وتعجن وتخبز.

[ ٢١٩٢٨ ] ١١ - وبإسناده عن الفضل بن أبي قرّة قال: دخلنا على أبي عبدالله( عليه‌السلام ) (١) في حائط له فقلنا: جعلنا فداك دعنا نعمله لك، أو تعمله الغلمان، قال: لا، دعوني فإنّي أشتهي إنّ يرإنّي الله عزّوجلّ أعمل بيدي، وأطلب الحلال في أذى نفسي.

[ ٢١٩٢٩ ] ١٢ - وفي( معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه( عليهم‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ:( وَأَنَّه هُوَ أَغنَى وَأَقنَى ) (٢) قال: أغنى كل إنسان بمعيشته وأرضاه بكسب يده.

[ ٢١٩٣٠ ] ١٣ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد) عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه( عليه

____________________

٩ - الكافي ٥: ٧٦ / ١١.

١٠ - الفقيه ٣: ١٠٤ / ٤٢٧، وأورده في الحديث ١ من الباب ٢٠ من هذه الأبواب

١١ - الفقيه ٣: ٩٩ / ٣٨٢.

(١) في المصدر زيادة: وهو يعمل.

١٢ - معاني الأخبار: ٢١٤.

(٢) النجم ٥٣: ٤٨.

١٣ - قرب الإسناد: ٥٥.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

دعاء اليوم السابع والعشرين :

«اللهم اغسلني فيه من الذنوب ، وطهرني فيه من العيوب وامتحن قلبي فيه بتقوى القلوب يا مقيل عثرات المذنبين »

أضواء على هذا الدعاء :

«اللهم اغسلني فيه من الذنوب»

أي : يا رب لا تجعل فيه عليّ ذنبا فأكون كمن يغتسل ولا يبقى عليه شيء من الأدران ، والصيام من العوامل المهمة والمؤثرة والمساعدة على إزالة الذنوب قال إمام علي زين العابدين عليه السلام ـ في رسالة الحقوق ـ : «وحق الصوم أن تعلم أنه حجاب ضربه الله عز وجل على لسانك وسمعك وبصرك وبطنك وفرجك ليسترك به من النار فإن تركت الصوم خرقت ستر الله عليك »(١) .

ولا شك أن من كان بتلك المواصفات والنار عنه مستورة فإنه مغسول من الذنوب.

ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم :

«وطهرني فيه من العيوب»

والطهارة هنا هي طهارة معنوية لا طهارة بدنية مادية ، والعيوب جمع عيب ، وهو : كل ما يُستعاب المرءُ عليه ، ويستقبح فعله ، أي : لا تجعل فيه عليّ عيبا يُعيبني الناس عليه ، أو طهرني من العيوب التي لا ترضاها مني وأنت أعرف بها مني.

__________________

١ ـ مكارم الأخلاق : ٢ / ٣٠٠ ، ف ١ ، ح ٢٦٥٤ / ١.

١٠١

وامتحن قلبي فيه بتقوى القلوب ، والامتحان هو : الاختبار والابتلاء وبعده تكون النتيجة فإما يذهب بعدها إلى الجنة أو إلى النار أما النعيم وأما الجحيم ، التقوى ما يُتقى به سخط الله من ترك المعاصي والمواظبة على الطاعات ، فيكون الإنسان بذلك تقيا متقيا ، والتقوى أيضا للقلوب وليست للأجسام ، قال تعالى :( ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) (١) .

وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حادثة اشرنا إليها سابقا ما مضمونه أن القلب إذا خشع خشعت الجوارح ، وقد حث الله تعالى على التقوى فقال :( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ) ٢ ، وقال :( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ) ٣ ، وقال :( اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) (٤) .

والتقوى تكون سببا في قبول الأعمال ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «يا أبا ذر كن للعمل بالتقوى أشد اهتماما منك بالعمل ».

وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام : «صفتان لا يقبل الله سبحانه الأعمال إلا بهما : ١ ـ التقى ، ٢ ـ والإخلاص ».

وعنهم عليهم السلام : «جدوا واجتهدوا وأن لم تعملوا فلا تعصوا ، فإن من يبني لا يهدم يرتفع بناؤه وإن كان يسيرا ، وأن من يبني ويهدم يوشك أن لا يرتفع بناؤه »(٥) .

__________________

١ ـ سورة الحج ، الآية : ٣٢.

٢ ـ سورة البقرة ، الآية : ١٩٧.

٣ ـ سورة الحجرات ، الآية : ١٣.

٤ ـ سورة آل عمران ، الآية : ١٠٢.

٥ ـ التفسير المعين : ٣٧٣.

١٠٢

وصدق الله إذ يقول :( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) (١) .

ثم يختم النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعائه فيقول :

«يا مقيل عثرات المذنبين»

والعثرات جمع عثرة ، وهي : الزلة والهفوة وبالتالي هي المعاصي والذنوب ، إذا فارقها الإنسان وتاب توبة نصوحا وعاهد الله أن لا يعود إليها فإن الله يغفرها ، ويقبل توبة التائبين وعودة المذنبين ، وهو القائل تعالى :( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) (٢) .

قال الإمام علي عليه السلام في دعاء كميل : «وأقلني عثرتي واغفر زلتي فإنك قضيت على عبادك بعبادتك ».

__________________

١ ـ سورة المائدة ، الآية : ٢٧.

٢ ـ سورة طه ، الآية : ٨٢.

١٠٣

دعاء اليوم الثامن والعشرين :

«اللهم وفر حظي فيه من النوافل ، وأكرمني فيه بإحضار المسائل ، وقرب فيه وسيلتي إليك من بين الوسائل يا من لا يشغله إلحاح الملحين »

أضواء على هذا الدعاء :

«اللهم وفر حظي فيه من النوافل»

أي : أجعلني يا رب وافر الحظ كثيره بالإتيان بالنوافل التي يزداد المرء فيها قربا من الله وتكثر طاعته ويتعاظم أجره ، والنوافل تأتي بعد الفرائض التي يجب على الإنسان أن يؤديها امتثالا لأمر الله لأنه فرضها عليه وجعلها مفروضة ، أي : واجبة ، وأما النوافل فإن الإنسان إن أداها يُثاب على ذلك ، وإن تركها ليس عليه شيء.

والنوافل كثيرة منها صلاة الليل ، وهي : من أهمها ، وصلاة أول الشهر ، والنوافل اليومية الأخرى ، وصيام شهري شعبان ورجب مثل صيام شهر رمضان ، وغيرها من المستحبات الأخرى ، وفي مقدمتها الزياارت المخصوصة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

وأكرمني فيه بإحضار المسائل ولعل المقصود بهذه الفقرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو الله أن يكرمه بأن تكون المسائل التي تقربه من الله وتبعده عن غيره حاضرة عنده وبين يديه وفي متناوله دون سهو أو غفلة أو نسيان ، وفي ذلك تذكير لأمته منه صلى الله عليه وآله وسلم أو قد يكون المطلوب أن يوفقه الله للطاعة ، والعبادة ،

١٠٤

والإخلاص ، والتجرد لله حتى يكون ذلك زادا له يوم القيامة يوم يقوم الناس ليوم الحساب ، فتعرض صحائف العباد على الله تعالى ، ويسأل الإنسان عما عمله فيكون جواب المسائل المقدمة إليه حاضرا في ذلك اليوم ، قال تعالى :( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ) (١) ، وقال :( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) (٢) .

ثم يقول صلى الله عليه وآله وسلم :

«وقرب فيه وسيلتي إليك من بين الوسائل»

و [الوسيلة ـ لغة ـ ما يتقرب به إلى الغير وجمعها الوسيل ، والوسائل ، والتوسيل ، والتوسل شيء واحد ، ويقال توسل إليه بوسيلة ، إذا تقرب إليه بعمل](٣) .

ومعنى هذه الفقرة واضح بعد معرفة الوسيلة لغويا ، أي : أجعل عملي الذي أتقرب به إليك قريبا منك بالرضا به والقبول مني.

ثم يختم صلى الله عليه وآله وسلم بقوله :

«يامن لا يشغله إلحاح الملحين»

وقد ورد في دعاء آخر : «يا من لا تشتبه عليه الأصوات ،

__________________

١ ـ سورة الإسراء ، الآية : ١٣.

٢ ـ سورة الصافات ، الآية : ٢٤.

٣ ـ مختار الصحاح : ٧٣١.

١٠٥

ويا من لا تُغلِّطهُ الحاجات ، ويا من لا يُبرمه إلحاح الملحين »(١) .

وفي اللغة : [الإلحاح كالإلحاف ، يقال : ألح عليه بالمسألة ، ويقال : ألحف السائل ، أي : ألحّ ، ويقال : ليس للملحف إلا الرد](٢) .

وقد ورد إن من آداب الدعاء الإلحاح في الدعاء ، وطلب المسألة ، فقد جاء : «إذا دعوت فأسأل الله كثيراً فإنك تدعوا كريماً ».

والذي ينشغل بإلحاح الملحين ، هو : الذي ينسى ، ويشتبه ، ويسهو ، ويعجز عن إجابة الدعوات على كثرتها ، والله سبحانه منزه عن ذلك كله ، لأنه : العالم الخبير ، والسميع البصير ، والقادر على كل شيء قدير سبحانه وتعالى عما يصفون والحمد لله رب العالمين.

__________________

١ ـ مفتاح الجنة : ١٠٨.

٢ ـ مختار الصحاح : ٥٩٣.

١٠٦

دعاء اليوم التاسع والعشرين :

«اللهم غشني فيه بالرحمة ، وارزقني فيه التوفيق والعصمة ، وطهر قلبي من غياهب التهمة يا رحيما بعباده المؤمنين »

أضواء على هذا الدعاء :

«اللهم غشني فيه بالرحمة »

يقال في اللغة : غشّاه تغشية غَطَّاه ، ويقال : أستغشى بثوبه وتغشى به أي تغطى به.

والمقصود بالدعاء هنا ، أي : يا رب اجعلني مشمولاً برحمته في ذلك اليوم ، وغطيني بها حتى أنال رضاك عني ، والله تعالى رحمته قريبة من عباده المحسنين ، وهو القائل :( إِنَّ رَحْمَةَ اللَّـهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) (١) .

وللرحمة موجبات نعرفها من خلال أحاديث وردت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الطهارين عليهم السلام منها :

١ ـ قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال له رجل أحب أن يرحمني ربي.

فقال : «أرحم نفسك وارحم خلق الله يرحمك الله ».

٢ ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم : «تعرضوا لرحمة الله بما أمركم به من طاعته ».

٣ ـ قال الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام : «رحمة الضعفاء تستنزل الرحمة ».

__________________

١ ـ سورة هود ، الآية : ١١٥.

١٠٧

٤ ـ وقوله عليه السلام : «أبلغ ما تُستدر له الرحمة أن تضمر لجميع الناس الرحمة ».

٥ ـ قول الإمام محمد الباقر عليه السلام : «تعرضْ للرحمة وعفو الله بحسن المراجعة ، واستعن على حسن المراجعة بخالص الدعاء والمناجات في الظُلم »(١) .

«وارزقني فيه التوفيق والعصمة»

أي : أرزقني فيه التوفيق والتأييد ، والمساندة ، والتسديد لفعل الطاعات والاستزادة من الخيرات ، والمواظبة على الحسنات للفوز بالباقيات الصالحات.

و [العصمة ، هي : استحالة صدور الذنب عن صاحبها عادة](٢) .

ولا شك بعصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأنبياء والأئمة أهل البيت عليهم السلام لأنهم الامتداد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والمعصوم كما قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : «هو الممتنع بالله من جميع المحارم ».

وقد قال الله تعالى :( وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (٣) .

ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم :

«وطهر قلبي من غياهب التهمة»

وطهارة القلب نقاؤه من كل الشوائب والأدران التي تسبب

__________________

١ ـ التفسير المعين : ٥٨٠.

٢ ـ الأصول العامة للفقه المقارن : ١٤٩.

٣ ـ سورة آل عمران ، الآية : ١٠١.

١٠٨

الابتعاد عن الله ، والوقوع في حبائل وشراك الشيطان.

والغياهب ، هي : الظلمات مفردها غيهب.

والتهمة ، هي : الإدانة قد تثبت وقد لا تثبت ، وقد وردت أحاديث عن أهل البيت عليهم السلام في التهمة ، منها :

١ ـ قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «أولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة ».

٢ ـ قول الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام : «مَن عَرَضَ نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن ، ومن كتم سره كانت الخيرة بيده »(١) .

ثم يختم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الدعاء بقوله :

«يا رحيما بعباده المؤمنين»

وتقدم قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «يا رؤوفا بعباده المؤمنين » ، والرؤوف والرحيم والرأفة والرحمة معاني قريب بعضها لبعض ، والله تعالى وصف ذاته المقدسة بأنه الرحمن الرحيم.

__________________

١ ـ التفسير المعين : ٥٢٢.

١٠٩

دعاء اليوم الثلاثين :

«اللهم اجعل صيامي فيه بالشكر والقبول على ما ترضاه ويرضاه الرسول ومحكمة فروعه بالأصول بحق سيدنا محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين »

أضواء على هذا الدعاء :

«اللهم اجعل صيامي فيه بالشكر والقبول »

أي : اجعل صيامي في اليوم الأخير من شهر رمضان شكرا لك على نعمائك وآلاءك ، لأن الشكر لا يكون باللسان فقط ، قال تعالى :( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ) (١) .

وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام : «من شكر النِعَم بجِنانه استحق المزيد قبل أن يظهر على لسانه ».

وقال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : «شكر النعمة اجتناب المحارم ، وتمام الشكر قول الرجل الحمد لله رب العالمين ».

وقال عليه السلام : «من أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه فقد أدى شكرها ».

وقال الإمام الحسن العسكري عليه السلام : «لا يعرف النعمة إلا الشاكر ، ولا يشكر النعمة إلا العارف »(٢) .

وتقبل مني صيامي فيه وأجعله في صحائف أعمالي خالصا لوجهك الكريم فإن غاية ما آمله هو قبولك ورضاك وما يرضاه

__________________

١ ـ سورة سبأ ، الآية : ١٣.

٢ ـ التفسير المعين : ٢٥٦.

١١٠

عني رسولك الكريم الذي أرسلته بالهُدى ، ودين الحق هاديا ، ومبشرا ، ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، ورضا رسولك من رضاك ، لأن طاعة رسولك طاعة لك ولعظيم شأن نبيك صلى الله عليه وآله وسلم قرنت استغفار الظالمين أنفسهم لك باستغفار الرسول لهم إذ قلت جلت أسمائك :( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ) (١) .

وأجعل صيامي «محكمة فروعه بالأصول »

أي : أن صيامي والذي هو من الفروع ناشئ عن اعتقادي بوجودك ووحدانيتك ، وأن العبادة لا تكون إلا لك ولا يستحقها غيرك إذ لا إله إلا أنت سبحانك تقدست أسماؤك وعظم كبريائك بحق سيدنا محمد وآله الطاهرين عليهم السلام والحمد لله رب العالمين على توفيق الطاعة.

__________________

١ ـ سورة النساء ، الآية : ٦٤.

١١١
١١٢

الخاتمة :

بهذا الحديث نكون قد انتهينا من ألقاء ضوء بسيط على أدعية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، والتي كان يدعو بها في كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك ، وهي : في غاية البلاغة ، وفي قمة الفصاحة على قصرها واختصارها ، وفعلا كما قيل : [خير الكلام ما قلّ ودل] .

وقد وجدنا فيها المتعة الروحية والزاد المعنوي الإيماني الوفير خصوصا في رحاب الشهر الفضيل الذي هو شهر الدعاء والرجاء ، وشهر الصلاح والفلاح.

وأن خير الزاد يتزود به الإنسان في دنياه لآخرته رجوعه لربه الكريم وطاعته له بالعبادة والتهجد والخشوع ، ولاشك أن أجواء الدعاء توفر ذلك كله للإنسان المؤمن ، ومن هنا كنا حريصين أن تكون رحلتنا في هذا الشهر مع سيد الخلق الذي هو أعرف الخلق بالله تعالى وأحكامه ، وآداب دينه.

نسأل الله لنا ولكم السداد ، والرشاد وخير الدين والدنيا أنه سميع مجيب.

١١٣
١١٤

المصادر :

١ ـ القرآن الكريم

٢ ـ الأربعون حديثا

الإمام المقدس السيد : الخميني

٣ ـ الأصول العامة للفقه المقارن

السيد : محمد تقي الحكيم

٤ ـ أفضل الشهور

محمد علي جواد

٥ ـ بحار الأنوار

الشيخ : محمد باقر المجلسي

٦ ـ تفسير القرآن

السيد : عبد الله شبر

٧ ـ التفسير المعين

الشيخ : محمد الهويدي

٨ ـ حوار مع صديقي الملحد

الدكتور : مصطفى محمود

٩ ـ كشف الغمة في معرفة الأئمة

الشيخ : علي بن عيسى الأربلي

١٠ ـ كنز الدقائق وبحر الغرائب ، (تفسير)

الشيخ : محمد رضا المشهدي

١١ ـ كنز العرفان في فقه القرآن

المقداد السيوري الحلي

١٢ ـ الطاقة الإنسانية

الأستاذ : أحمد حسين

١١٥

١٣ ـ الطب محراب الإيمان

الدكتور : خالص جلبي

١٤ ـ المائة الأوائل

مايكل هارت

١٥ ـ مجلة العربي

إصدار وزارة الإعلام الكويتية

١٦ ـ مجمع البيان في تفسير القرآن

الشيخ : الطبرسي

١٧ ـ مختار الصحاح

محمد بن أبي بطر الرازي

١٨ ـ مرقاة الجنان

السيد : حسن اللوساني

١٩ ـ معجم المصطلحات الأصولية

السيد : محمد الحسيني

٢٠ ـ مفتاح الجنة

الأستاذ : حسن الكتبي

٢١ ـ مفاتيح الجنان

الشيخ : عباس القمي

٢٢ ـ مكارم الأخلاق

الشيخ : الطبرسي

٢٣ ـ مناسك الحج

آية الله العظمى السيد : علي السيستاني

٢٤ ـ الميزان في تفسير القرآن

السيد : محمد حسين الطباطبائي

١١٦

٢٥ ـ النصائح الكافية

السيد : محمد بن عقيل العلوي

٢٦ ـ نفحات إيمانية

الشيخ : محمد جواد مغنية

٢٧ ـ نهج البلاغة ، (من كلام أمير المؤمنين علي عليه السلام)

الشريف الرضي

٢٨ ـ وسائل الشيعة

الشيخ : محمد بن الحسن الحر العاملي

١١٧
١١٨

الفهرس :

تمهيد ٥

صاحب الأدعية ٦

قالوا في محمد صلى الله عليه وآله وسلم ٨

الدعاء ١٠

المؤمن والدعاء ١٢

آداب عامة لاستجابة الدعاء ١٣

شهر رمضان ١٥

أسماء الشهر ١٦

دعاء اليوم ١٨

دعاء اليوم ٢٢

دعاء اليوم الثالث ٢٥

دعاء اليوم الرابع ٢٨

دعاء اليوم الخامس ٣١

دعاء اليوم ٣٥

دعاء اليوم السابع ٣٨

دعاء اليوم الثامن ٤٠

دعاء اليوم ٤٤

دعاء اليوم ٤٧

دعاء اليوم الحادي عشر ٤٩

دعاء اليوم الثاني عشر ٥١

دعاء اليوم الثالث ٥٥

دعاء اليوم الرابع عشر ٥٨

دعاء اليوم الخامس عشر ٦١

١١٩

دعاء اليوم السادس ٦٤

دعاء اليوم السابع ٦٧

دعاء اليوم الثامن ٧٠

دعاء اليوم التاسع عشر ٧٣

دعاء اليوم العشرين ٧٦

دعاء اليوم الحادي والعشرين ٨٠

دعاء اليوم الثاني ٨٤

دعاء اليوم الثالث والعشرين ٨٧

دعاء اليوم الرابع ٩١

دعاء اليوم الخامس ٩٤

دعاء اليوم السادس ٩٨

دعاء اليوم السابع ١٠١

دعاء اليوم الثامن والعشرين ١٠٤

دعاء اليوم التاسع والعشرين ١٠٧

دعاء اليوم الثلاثين ١١٠

الخاتمة ١١٣

المصادر ١١٥

الفهرس ١١٩

١٢٠