اصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه الجزء ٢

مؤلف: الدكتور الشيخ محمّد هادي الأميني
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 376
مؤلف: الدكتور الشيخ محمّد هادي الأميني
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 376
لقتله. وبكاه النجاشي الشاعر بقصيدة طويلة منها قوله :
لنعم فتى الحيّين عمرو بن محصن |
إذا صائح الحيّ المصبح ثوّبا |
|
إذا الخيل جالت بينها قصد القنا |
يثرن عجاجا ساطعا متنصبا |
|
لقد فجع الأنصار طرّا بسيد |
أخي ثقة في الصالحين مجرّبا |
|
فيا ربّ خير قد أفدت وجفنة |
ملأت وقرن قد تركت مخيبا |
|
ويا ربّ خصم قد رددت بغيظه |
فاب ذليلا بعد ما كان مغضبا |
|
وراية مجد قد حملت وغزوة |
شهدت إذا النكس الجبان تهيبا |
|
حووطا على جلّ العشيرة ماجدا |
ولم يك في الأنصار نكسا مؤنبا |
|
طويل عمود المجد رحبا فناؤه |
خصيبا إذا ما رائد الحيّ أجدبا |
|
عظيم رماد النار لم يك فاحشا |
ولا فشلا يوم القتال مغلبا |
|
وكنت ربيعا ينفع الناس سيبه |
وسيفا جرازا باتك الحد مقضبا |
|
فمن يك مسرورا بقتل ابن محصن |
فعاش شقيا ثم مات معذّبا |
|
وغودر منكبّا لفيه ووجهه |
يعالج رمحا ذا سنان وثعلبا |
|
فإن تقتلوا الحرّ الكريم ابن محصن |
فنحن قتلنا ذا الكلاع ، وحوشبا |
|
وإن تقتلوا ابني بديل ، وهاشما |
فنحن تركنا منكم القرن أغضبا |
|
ونحن تركنا حميرا في صفوفكم |
لدى الموت صرعى كالنخيل مشذّبا |
|
وأفلتنا تحت الأسنة مرثد |
وكان قديما في الفرار مجرّبا |
|
ونحن تركنا عند مختلف القنا |
أخاكم عبيد الله لحما ملحبا |
|
بصفّين لما ارفضّ عنه صفوفكم |
ووجه ابن عتاب تركناه ملغبا |
|
وطلحة ، من بعد الزبير ولم ندع |
لضبة في الهيجا عريفا ومنكبا |
|
ونحن أحطنا بالبعير ، وأهله |
ونحن سقيناكم سماما مقشبا |
إتقان المقال / ٢١٢. الاستيعاب ٢ / ٥٠٦ وج ٤ / ١٣٢. أسد الغابة ٤ / ١٢٩. الإصابة ٣ / ١٤. أعيان الشيعة ٨ / ٣٧٧ ، وترجم له ص ٣٧٦ باسم عمرو بن أحيحة ، والرجلان واحد. تقريب التهذيب ٢ / ٦٥. تنقيح المقال ٢ / ٣٣٦. جامع الرواة ١ / ٦٢٧. خلاصة الأقوال / ١٢٠. الدرجات الرفيعة / ٤١٥. رجال ابن داود / ١٤٦. رجال الطوسي / ٤٩. سفينة البحار ٢ / ٢٦٧. شرح ابن أبي الحديد ٤ / ٣٥ ، ٣٧
و ٨ / ٣٧. الطبقات الكبرى ٤ / ١٠٤. الغدير ٧ / ٢٦٦. الغارات ٢ / ٣٧٣ ـ ٣٧٥ ، ٣٧٨ ، ٥١٠. قاموس الرجال ٧ / ١٦٤. مجمع الرجال ٤ / ٢٩١. معجم الثقات / ٣١٥. معجم رجال الحديث ١٣ / ١٢٤. منتهى المقال / ٢٣٧. مجالس المؤمنين ١ / ٣١٩. نقد الرجال / ٢٥٢. وقعة صفين / ٦٠١ ، ٣٥٧.
٨٨١ ـ عمرو بن مرجوم بن عبد مر بن قيس بن شهاب بن رباح بن عبد الله بن زياد بن عصر العبدي
صحابي ، فارس ، وكان والده من أشراف عبد القيس ، ورؤسائها في الجاهلية ، وكان ابنه عمرو ، سيّدا شريفا في الإسلام ، وهو الذي جاء يوم الجمل في أربعة آلاف ، وصار مع عليّ (عليه السلام) وكان على عبد القيس.
ولما كتب أمير المؤمنين كتابا إلى ابن عباس ، وإلى أهل البصرة فقرأ عليهم كتاب عليّ (عليه السلام) ، قام إليه عمرو بن مرجوم فقال : وفق الله أمير المؤمنين ، وجمع له أمر المسلمين ، ولعن المحلّين القاسطين ، الذين لا يقرءون القرآن ، نحن والله عليهم حنقون ، ولهم في الله مفارقون ، فمتى أردتنا صحبك خيّلنا ورجلنا ـ.
الأخبار الطوال / ١٦٥. الإصابة ٣ / ١٥. أنساب الأشراف ٢ / ٢٣٧ ، ٢٩٥. تاريخ الطبري ٥ / ١٩٩ ، ٢١٢. تنقيح المقال ٢ / ٣٣٦. جامع الرواة ١ / ٦٢٧. الجمل أو النصرة في حرب البصرة / ١٥٨ ، وفيه : عمر بن جرموس العبدي ، وهو تصحيف. رجال الشيخ الطوسي / ٥٢. شرح ابن أبي الحديد ٣ / ١٨٧ ، ١٩٤ و ٤ / ٤٠. العقد الفريد ٣ / ٢٧٥. الغدير ١٠ / ١٦٣. الغارات ٢ / ٣٨٤ ، ٣٨٨ ، ٧٨٤ ، ٧٨٥ ، ٧٨٦. قاموس الرجال ٧ / ١٦٦. الكامل في التأريخ ٣ / ٢٣٦ ، ٣٦١. مجمع الرجال ٤ / ٢٩١. المشتبه ٢ / ٥٨٢. معجم رجال الحديث ١٣ / ١٢٥. منتهى المقال / ٢٣٧. نقد الرجال / ٢٥٢.
وقعة صفين / ١١٧.
٨٨٢ ـ عمرو بن مسلم بن نذير الخزاعي
من ثقات التابعين. روى عنه جمع ، وكان ثقة. يروي عنه ابنه يزيد بن عمرو.
أسد الغابة ٤ / ١٣١. تقريب التهذيب ٢ / ٧٩. تهذيب التهذيب ٨ / ١٠٤. ميزان الاعتدال ٣ / ٢٨٩.
٨٨٣ ـ عميرة
كان كاتب أمير المؤمنين (عليه السلام). وحين كتبت وثيقة التحكيم ، بين الإمام عليّ (عليه السلام) ، وبين معاوية ، جاء في أسفلها ـ وكتب عميرة يوم الأربعاء لثلاث عشرة بقيت من صفر سنة سبع وثلاثين ـ.
وقعة صفين / ٥١١.
٨٨٤ ـ عميرة (أبو السكن) ابن سعد اليمامي الهمداني الكوفي
محدّث. روى عنه طلحة بن مصرف ، والزبير بن عدي ، وعراد بن عبد الله بن سويد اليمامي. ذكره ابن حبان في الثقات. وسمّاه بعضهم عمير ، قال البخاري وهو الأصح.
تهذيب التهذيب ٨ / ١٥٢. الجرح والتعديل ٧ / ٢٣. الغدير ١ / ٦٩ ، ٨١ ، ٨٤ ، ٩٤ ، ١٨٠ ، ١٨١. ميزان الاعتدال ٣ / ٢٩٨.
٨٨٥ ـ عميرة بن كوهان
محدّث. روى عنه نفر. تفرد بذكره ابن أبي حاتم الرازي في كتابه.
الجرح والتعديل ٧ / ٢٤. لسان الميزان ٤ / ٣٨١. ميزان الاعتدال ٣ / ٢٩٨.
٨٨٦ ـ عمير بن بشر
فارس. استشهد في صفين سنة ٣٧ ه. وحين قتل كريب إخوة شريح ، أخذ الراية عمير ، وقاتل إلى أن وقع شهيدا ، وأخذ الراية بعده في صفين أخوه الحارث بن بشر. وفي بعض المراجع عميرة.
تاريخ الطبري ٦ / ١١ حوادث سنة ٣٧ ه. الكامل في التأريخ ٣ / ٣٠٠. وقعة صفين / ٢٥٢.
٨٨٧ ـ عمير (أبو يحيى) ابن سعيد النخعي الصهباني الكوفي المتوفى ١٠٧ ه
محدّث ، ثقة ، سكن الكوفة ، وله أحاديث ، وروى عنه الكثيرون من الثقات. مات سنة ١٠٧ ه وقيل : توفي عام ١٠٥ ه. وجاء أنّه مات سنة
خمس عشرة ومائة (١١٥ ه) في ولاية خالد بن عبد الله. فأدركه محمد بن جابر الجعفي وروى عنه. كما أنّه أدرك الإمام الحسن (عليه السلام) وروى عنه. وله في السنن أحاديث. وقال العجلي : عمير بن سعيد ثقة.
تقريب التهذيب ٢ / ٨٦. تنقيح المقال ٢ / ٣٥٢. تهذيب التهذيب ٨ / ١٤٦. تاريخ الجرجان / ١٠٨. الجرح والتعديل ٦ / ٣٧٦. رجال الشيخ الطوسي / ٥٢. شرح ابن أبي الحديد ١٢ / ١١٤ ـ ١١٦. الطبقات الكبرى ٦ / ١٧٠. الغدير ١١ / ٨٣. مجمع الرجال ٤ / ٢٩٣. معجم رجال الحديث ١٣ / ١٥٧. منتهى المقال / ٢٣٨. المجروحون ٣ / ١١١. نقد الرجال / ٢٥٨.
٨٨٨ ـ عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي
فارس ، شاعر. اشترك في حرب صفين. وأعقب ، محمدا. جعله أمير المؤمنين على تميم الكوفة بصفين ، وكان يومئذ سيد مضر من أهل الكوفة ، فتقدم بأصحابه وقال : يا قوم إنّي أتبع آثار أبي الطفيل وتتبعون آثار كنانة. فتقدم برايته وهو يقول :
قد ضاربت في حربها تميم |
إنّ تميما خطبها عظيم |
|
لها حديث ولها قديم |
إنّ الكريم نسله كريم |
|
إن لم تزرهم رايتي فلوموا |
دين قويم ، وهوى سليم |
الأخبار الطوال / ١٧٢. أعيان الشيعة ٨ / ٣٨٠. الإمامة والسياسة ١ / ١٠٨. جامع الرواة ١ / ٦٤٦. جمهرة أنساب العرب / ٢٣٢. الجمل / ١٧٢. رجال الشيخ الطوسي / ٥٢. شرح ابن أبي الحديد ٤ / ٢٧ و ٥ / ٢٤٤. مجمع الرجال ٤ / ٢٩٣. معجم الثقات / ٩٢. معجم رجال الحديث ١٣ / ١٥٩. المناقب ٣ / ١٧٤. منتهى المقال / ٢٤١. نقد الرجال / ٢٥٨. وقعة صفّين / ٢٠٥ ، ٣٠٩ ـ ٣١١.
٨٨٩ ـ عنبسة (أبو جميلة) ابن جبير
محدّث. عدّه شيخ الطائفة الطوسي ، من رجال أمير المؤمنين (عليه السلام). ونقله الآخرون عنه ، ولم يذكروا أكثر مما ذكرناه.
تنقيح المقال ٢ / ٣٥٣. جامع الرواة ١ / ٦٤٦. رجال الشيخ الطوسي / ٥٣. رجال البرقي / ٧. قاموس الرجال ٧ / ٢٤٢. مجمع الرجال ٤ / ٢٩٤. معجم رجال الحديث ١٣ / ١٦١. منتهى المقال / ٢٤١. نقد الرجال / ٢٥٩.
٨٩٠ ـ عنتر بن عبيد بن خالد التيمي المقتول في ٣٧ ه
محارب ، وكان من أشجع الناس يوم صفين. فلما رأى أصحابه منهزمين أخذ ينادي : يا معشر قيس إطاعة الشيطان آثر عندكم من طاعة الله؟ ألا إنّ الفرار فيه معصية الله وسخطه ، والصبر فيه طاعة الله ورضوانه ، أفتختارون سخط الله على رضوانه ، ومعصيته على طاعته؟ فإنّما الراحة بعد الموت لمن مات محتسبا لنفسه. وقال :
لا وألت نفس امرئ ولت دبر |
أنا الذي لا أنثني ولا أفر |
|
ولا يرى مع المعازيل الغدر |
فقال حتّى ارتث.
تاريخ الطبري ٦ / ١٨. شرح ابن أبي الحديد ٥ / ٢٢٤. وقعة صفّين / ٢٨٦.
٨٩١ ـ عنترة بن عبد الرحمن أبو وكيع الكوفي الشيباني
محدّث. روى عنه ابنه هارون. وأبو سنان الشيباني. وعبد الله بن عمرو بن مرة الجملي. ذكره ابن حبان في الثقات. له أحاديث في السنن. سكن الكوفة وكان في الطبقة الأولى من الكوفيين. وذكره أبو موسى في ذيل الصحابة. أما ابنه هارون الكوفي كنيته أبو عمرو ، محدّث مات عام اثنين وأربعين ومائة (١٤٢ ه).
أسد الغابة ٤ / ١٥٢. الإصابة ٣ / ٤٠. تهذيب التهذيب ٨ / ١٦٢. تاريخ جرجان / ٣١. الجرح والتعديل ٧ / ٣٥. الطبقات الكبرى ٦ / ٢٣٤. لسان الميزان ٤ / ٢٨٤. المجروحون من المحدثين ٣ / ٩٣.
٨٩٢ ـ عنترة أبو ماوية الكوفي الشيباني
محدّث. روى عنه الشيباني. والعوام بن حوشب بن يزيد بن الحارث الشيباني الربعي ، أبو عيسى الواسطي المتوفى سنة ثمان وأربعين ومائة (١٤٨ ه).
تهذيب التهذيب ٨ / ١٦٣. الجرح والتعديل ٧ / ٣٥. الطبقات الكبرى ٦ / ٢٣٥
٨٩٣ ـ عوف بن بشر العبدي من عبد القيس
فارس ، شهد صفين. وتكلم مع عمرو بن العاص ، وأبان سريرته وغدراته في حديث طويل جرى له في صفين ، وكان تحت أمرته خيل عظيم.
أعيان الشيعة ٨ / ٣٨١. تنقيح المقال ٢ / ٣٥٤. جامع الرواة ١ / ٣٤٧. رجال الشيخ الطوسي / ٥٢. شرح ابن أبي الحديد ٨ / ٢٠. مجمع الرجال ٤ / ٢٩٥. معجم رجال الحديث ١٣ / ١٦٧. منتهى المقال / ٢٤١. نقد الرجال / ٢٥٩. وقعة صفين / ٣٣٦ ، ٣٣٧.
٨٩٤ ـ عوف بن عبد الله بن الأحمر الأزدي
شاعر ، فارس. شهد صفين ، وبقي إلى بعد شهادة السبط الإمام الحسين (عليه السلام) ، ورثاه بقصيدة طويلة ، وحض الشيعة على الطلب بدمه ، وكانت هذه المرثية تخبأ أيام بني أمية ، وإنّما خرجت بعد انقراضهم ، ومنها قوله :
ونحن سمونا لابن هند بمحفل |
كرجل الدبا يزجي إليه الدواهيا |
|
فلما التقينا بين الضرب أينا |
بصفين كان الأضرع المتوانيا |
|
ليبك حسينا كلما ذر شارق |
وعند غسوق الليل من كان باكيا |
|
لحا الله قوما أشخصوهم وعردوا |
فلم ير يوم البأس منهم محاميا |
|
ولا موفيا بالعهد إذ حمس الوغا |
ولا زاجرا عنه المضلين ناهيا |
|
فيا ليتني إذ كان كنت شهدته |
فضاربت عنه الشانئين الأعاديا |
|
ودافعت عنه ما استطعت مجاهدا |
وأعملت سيفي فيهم وسنانيا |
أعيان الشيعة ٨ / ٣٨١. تنقيح المقال ٢ / ٣٥٤. جامع الرواة ١ / ٦٤٧. شرح ابن أبي الحديد ٤ / ٣١. الغدير ٩ / ٣٦٧. قاموس الرجال ٧ / ٢٤٨. مجمع الرجال ٤ / ٢٩٥. معجم الشعراء / ٢٧٧. المناقب ٣ / ١٨٢. نقد الرجال / ٢٥٩.
٨٩٥ ـ عوف بن مالك الجابري
محدّث. روى عنه أبو الضحاك ، ويحيى بن مسلم. وفي بعض المراجع
الخبائري الكوفي. وأظنه غير عوف بن مالك الأشجعي الغطفاني المتوفى ٧٣ ه. الصحابي ، وكان من الشجعان الرؤساء. أول مشاهده خيبر ، له ٦٧ حديثا ، ولعله هو والله الأعلم.
الأعلام ٥ / ٢٧٨. الاستيعاب ٣ / ١٣١. أسد الغابة ٤ / ١٥٧. الإصابة ٣ / ٤٣. تهذيب التهذيب ٨ / ١٦٩. الجرح والتعديل ٧ / ١٤. الطبقات الكبرى ٣ / ٣٣١. المجروحون من المحدثين ٣ / ٢٧٥.
٨٩٦ ـ عوف (أبو الأحوص) ابن مالك بن نضلة الجشمي المتوفى ٧٣ ه
محدّث. نزل الكوفة ، وحضر النهروان لقتال الخوارج. وروى عنه خلق وكان ثقة. قتل أيام الحجاج. وكان ممن شهد فتح مكة. قتل سنة ٧٣ ه.
روى أيضا عن عبد الله بن مسعود ، وحذيفة ، وأبي مسعود الأنصاري ، وأبي موسى الأشعري.
تاريخ بغداد ١٢ / ٢٩٠. تاريخ الخميس ٢ / ٣٠٩. تذكرة الحفاظ ١ / ٤٦. تقريب التهذيب ٢ / ٩٠. تنقيح المقال ٢ / ٣٥٥. تهذيب التهذيب ٨ / ١٦٩. تاريخ جرجان / ٢٨ ، ٢٢٣. الجرح والتعديل ٧ / ١٤. شذرات الذهب ١ / ٧٩. ابن أبي الحديد ٩ / ١٧ و ١٢ / ٣٦ و ١٩ / ٣٧٣. الطبقات الكبرى ٦ / ١٨١. الغدير ٧ / ١٣٨ و ٨ / ٢٤ و ١٠ / ١٨٨ و ١١ / ٨٧. الغارات ١ / ٣٢ ، ٥٨ ، ١٩٣ و ٢ / ٥٨٨ ، ٥٩٠. الكامل في التأريخ ٤ / ٥٩١. اللباب ١ / ٢٨٠. مرآة الجنان ١ / ١٤٨. المعارف / ١٣٧ ، ١٩٠. النهاية في غريب الحديث ٥ / ٤٢٣.
٨٩٧ ـ عوف العقيلي
محدّث. كان خمارا ولكنه يؤدي الحديث كما سمع. وقيل : كان جمارا للحديث ، يرويه كما سمع. روى عنه فرات بن أحنف ، وغيره. ويعتبر من التابعين الثقات لا يكذب في الخبر ويؤديه كما هو ، وهذه المأثرة من مناقبه وحسنه. والجمار الذي يخرص النخل والذي يقطع جماره.
تنقيح المقال ٢ / ٣٥٤. جامع الرواة ١ / ٦٤٧. رجال الشيخ الطوسي / ٥٤. رجال الكشي / ٩٧. قاموس الرجال ٧ / ٢٤٨. مجمع الرجال ٤ / ٢٩٥. معجم رجال الحديث ١٣ / ١٦٨. نقد الرجال / ٢٥٩.
٨٩٨ ـ عون بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف استشهد ٦١ ه
من التابعين ، أمه أسماء بنت عميس ، ولدته بالحبشة ، وبعد استشهاد والده انضم إلى عمه أمير المؤمنين (عليه السلام) وزوجه ابنته زينب الصغرى المعروفة بأم كلثوم الكبرى. وبعد عليّ (عليه السلام) ، انضم إلى الإمام السبط الحسن (عليه السلام) ، ثم إلى السبط الشهيد الإمام الحسين (عليه السلام) ولم يفارقه هو وزوجته ، حتّى ساروا معه إلى كربلاء وقتل بها وكان له من العمر ست وخمسون سنة. وخلّف ابنا اسمه ، مساور ، له ذيل لم يطل وانقرض.
الاستيعاب ٣ / ١٦١. أسد الغابة ٤ / ١٥٧. الاشتقاق / ٥٢٢. الإصابة ٣ / ٤٤. أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) / خ. أنساب الأشراف ٢ / ٣٢٢. تنقيح المقال ٢ / ٣٥٥. جامع الرواة ١ / ٦٤٨. جمهرة أنساب العرب / ٣٨. الدرجات الرفيعة / ١٨٤. رجال ابن داود / ١٤٧. رجال الطوسي / ٥٠. شرح ابن أبي الحديد ١٦ / ١٤٣. الطبقات الكبرى ٨ / ٤٦٣. عمدة الطالب / ٣٦. الغدير ٧ / ٣١٠. قاموس الرجال ٧ / ٢٥٠. الكامل في التاريخ ٤ / ٩٢. مجمع الرجال ٤ / ٢٩٦. مرآة الجنان ١ / ١٣٢. مروج الذهب ٣ / ٧١. المعارف / ٨٩. معجم الثقات / ٣١٥. معجم رجال الحديث ١٣ / ١٦٩. منتهى المقال / ٢٤١. مجالس المؤمنين ١ / ١٩٥. نقد الرجال / ٢٥٩.
٨٩٩ ـ عون بن محمد بن الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام )
محدّث. روى عنه يونس بن راشد. محمد بن موسى. عبد الملك بن أبي عياش.
الجرح والتعديل ٦ / ٣٨٦. جمهرة أنساب العرب / ٦٦. قاموس الرجال ٧ / ٢٥٢.
٩٠٠ ـ عياش ، بن شريك بن حارثة بن جندب بن زيد بن خلف بن رواحة
بطل ، مقاتل كانت راية غطفان العراق معه في صفين. خرج رجل من أهل الشام من آل ذي الكلاع يسأل المبارزة فبرز إليه ، قائد بن بكير العبسي ، فبارزه فشد عليه الكلاعي فقتله ، فخرج إليه عياش بن شريك فقال لقومه : أنا مبارز الرجل فإن أصيب ، فرأسكم الأسود بن حبيب بن جمانة بن قيس بن زهير ، فإن قتل فرأسكم هرم بن شتير بن عمرو بن جندب ، فإن قتل فرأسكم
عبد الله بن ضرار من بني حنظلة بن رواحة. ثم مشى نحو الكلاعي ، فلحقه هرم بن شتير فأخذ بظهره فقال ليمسك رحم ، لا تبرز لهذا الطوال ، قال : هبلتك الهبول ، وهل هو إلّا الموت. قال : وهل يفر إلّا منه؟ قال : وهل منه بدّ؟ قال : والله لأقتلنّه أو ليلحقني بقائد بن بكير. فبرز إليه ومعه جحفة له من جلود الإبل ، فدنا منه فنظر عياش بن شريك فإذا الحديد عليه مفرغ لا يرى منه عورة إلّا مثل شرائك النعل من عنقه بين بيضته ودرعه ، فضربه الكلاعي فقطع حجفته إلّا نحوا من شبر ، وأخذ يضربه عياش على ذلك الموضع فقطع نخاعه وخرج ابن الكلاعي ثائرا بأبيه ، فقتله بكير بن وائل.
شرح ابن أبي الحديد ٥ / ٢٠٧ ـ ٢٠٨. وقعة صفين / ٢٦٠.
٩٠١ ـ عياض بن خليفة اليماني
من التابعين الثقات. روى عنه نفر من الرواة. وكان شاعرا ، وله شعر في صفين. ومن شعره قصيدة بعث بها إلى شرحبيل بن السمط ، حين خدعه معاوية ليلتحق به ، ويحارب عليا (عليه السلام) فقدم شرحبيل على معاوية وتلقاه الناس فأعظموه ، وأكرموه فاستحوذ عليه الشيطان وباع دينه بدنياه ، واستنهض مدائن الشام حتّى استفرغها ، وإليك قصيدة عياض ينصحه فيها :
يا شرح يا ابن السمط إنّك بالغ |
بودّ عليّ ما تريد من الأمر |
|
ويا شرح إنّ الشام شامك ما بها |
سواك فدع قول المضلل من فهر |
|
فإنّ ابن حرب ناصب لك خدعة |
تكون علينا مثل راغية البكر |
|
فإن نال ما يرجو بنا كان ملكنا |
هنيئا له والحرب قاصمة الظهر |
|
فلا تبغين حرب العراق فإنّها |
تحرّم أطهار النساء من الذعر |
|
وإنّ عليّا خير من وطىء الحصى |
من الهاشميين المداريك للوتر |
|
له في رقاب الناس عهد وذمّة |
كعهد أبي حفص وعهد أبي بكر |
|
فبايع ولا ترجع على العقب كافرا |
أعيذك بالله العزيز من الكفر |
|
ولا تسمعن قول الطغام فإنّما |
يريدون أن يلقوك في لجة البحر |
|
وما ذا عليهم أن تطاعن دونهم |
عليّا بأطراف المثقفة السمر |
فإن غلبوا كانوا علينا أئمة |
وكنا بحمد الله من ولد الظهر |
|
وإن غلبوا لم يصل بالحرب غيرنا |
وكان عليّ حربنا آخر الدهر |
|
يهون على عليا لؤيّ بن غالب |
دماء بني قحطان في ملكهم تجري |
|
فدع عنك عثمان بن عفان إنّنا |
لك الخير لا ندري وإنّك لا تدري |
|
على أيّ حال كان مصرع جنبه |
فلا تسمعن قول الأعيور أو عمرو |
كما بعث إلى شرحبيل أيضا ، عبد الله بن جرير ، والبارقي ، والنجاشي بن الحارث ، بقصائد حكيمة غير أنّه خرج عن جادة الصراط المستقيم.
أعيان الشيعة ٨ / ٣٨٢. تهذيب التهذيب ٨ / ٢٠٠. الجرح والتعديل ٦ / ٤٠٧. وقعة صفين / ٤٥ وفيه : عياض الثمالي.
٩٠٢ ـ عياض بن أبي لينة عبد الله بن أبي كرب بن الأسود بن شجرة بن معاوية بن ربيعة بن وهب بن ربيعة بن معاوية الشجري مات
فارس وفد أبوه أبو لينة على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وولي عياض لعليّ بن أبي طالب (عليه السلام). وكان معه إلى أن مات.
تعجيل المنفعة / ٣٢٥. الجرح والتعديل ٦ / ٤٠٧. الكامل في التاريخ ٤ / ٤٠١. اللباب ٢ / ١٨٧.
٩٠٣ ـ عياض بن نضلة
محدّث. روى عنه ابن عباس. وأبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير.
الجرح والتعديل ٦ / ٤٠٨.
٩٠٤ ـ عيسى بن حطان الرقاشي
محدّث ، من ثقات التابعين. روى عنه خلق منهم عبد العزيز بن مسلم ، عاصم الأحول ، عبد الملك بن مسلم الحنفي ، علي بن زيد بن جدعان ، محمد بن حجارة ، ليث بن أبي سليم ، بسام الصيرفي ، زيد بن عياض. ذكره ابن حبان في الثقات. وله في السنن أحاديث.
تهذيب التهذيب ٨ / ٢٠٧. الجرح والتعديل ٦ / ٢٧٣. لسان الميزان ٤ / ٣٩٣. ميزان الاعتدال ٣ / ٣١١.
حرف الغين
٩٠٥ ـ غالب (أبو الفرزدق) ابن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم الدارمي المجاشعي التميمي المتوفى نحو ٤٠ ه
جواد ، صحابي ، كان من سراة قومه ، وسيد بادية تميم ، وله مناقب وأخبار مشهورة ، ومحامد مأثورة. وكان أبوه صعصعة من الصحابة ، ومن أشراف بني تميم ووجوه بني مجاشع ، وكان في الجاهلية يفتدي الموؤدات ـ يعني البنات اللواتي كانوا يدفنونهن أحياء ـ وقد أحيى ثلاثمائ ة وستين موؤدة ، اشترى كل واحدة منهن بناقتين عشراوين وجمل ، ووعده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يؤجر عليها حيث أسلم. ولقي غالب الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بالبصرة ، ودخل عليه ومعه ابنه الفرزدق همام ، فقال له : من أنت؟ قال : أنا غالب بن صعصعة المجاشعي. قال ذو الإبل الكثيرة؟ قال : نعم. قال : فما فعلت إبلك؟ قال : أذهبتها النوائب وزعزعتها الحقوق. قال : ذلك خير سبلها. ثم قال عليّ (عليه السلام) : يا أبا الأخطل ، من هذا الفتى؟ قال : ابني الفرزدق وهو شاعر. قال : علمه القرآن فإنّه خير له من الشعر. فكان ذلك في نفس الفرزدق حتّى قيد نفسه وآلى أن لا يحل قيده حتّى يحفظ القرآن. وكان ذلك عام ستة وثلاثين (٣٦ ه).
مات غالب نحو سنة ٤٠ ه ، ودفن في مدينة الكاظمية وقد أشار إلى هذا الفرزدق في قوله :
ألم تر أنّا بني دارم |
زرارة منّا أبو معبد |
ومنا الذي منع الوائدات |
وأحيى الوئيد فلم توأد |
|
ألسنا الذين تميم بهم |
تسامى وتفخر في المشهد |
|
وناجية الخير والأقرعان |
وقبر (بكاظمة) المورد |
|
إذا ما أتى قبره عائذ |
أناخ على القبر بالأسعد |
وكان الفرزدق يجير من استجار بقبر أبيه.
الاستيعاب ٢ / ١٩٤. أسد الغابة ٣ / ٢١. الإصابة ٢ / ١٨٦ و ٣ / ١٩٣. الأعلام ٥ / ٣٠٢. أعيان الشيعة ١٠ / ٢٦٧. الأنساب / ١٠١٢. تنقيح المقال ٢ / ٩٩. تهذيب التهذيب ٤ / ٤٢٣. جمهرة أنساب العرب / ٢٣٠ ـ ٢٣١. الدرجات الرفيعة / ٥٤١. شرح ابن أبي الحديد ١٠ / ٢١ ، ٨٣ ، ٨٤ و ١٥ / ١٢٨ ـ ١٣٠ و ٢٠ / ٩٦. العقد الفريد ٢ / ٥٦. الكامل في التأريخ ٣ / ٣٦٧. الكنى والألقاب ٣ / ٢٢. اللباب ٣ / ١٦٥. لسان الميزان ٣ / ٢١٠. وفيات الأعيان ٦ / ٨٦ ، ٨٧ ، ٨٨.
٩٠٦ ـ غرفة (أبو الحارث) ابن الحارث الكندي المصري اليماني
محدّث سكن مصر ، أيام عمرو بن العاص. وحين سمع أنّ نصرانيا شتم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) توجه إليه وضربه وكسر أنفه وأضلاعه وأدماه ، ترافع النصراني عند عمرو بن العاص فطلبه ووبخه. ثم ترك مصر وسافر إلى العراق ، والتحق بأمير المؤمنين (عليه السلام) وسار في جيشه إلى صفّين وحارب معاوية.
شهد حجة الوداع ، وروى عنه جمع وكان شريفا في أيامه بمصر. وهو الذي حدّث أن عليا (عليه السلام) حين نزل شط الفرات وقف بجيشه فقال : هذه كربلاء ثم أومأ بيده إلى مكان فقال : هاهنا موضع رحالهم ، ومناخ ركابهم ، هاهنا مهراق دمائهم قال : فتداخلني شك وذهبت السنين ، وبعد واقعة كربلاء توجهت إليها ، وشاهدت صحة ما أخبر به أمير المؤمنين (عليه السلام).
الاستيعاب ٣ / ١٩٢. أسد الغابة ٤ / ١٦٩. الإصابة ٣ / ١٨٥. تحفة الأحباب / ٢٦٢. تقريب التهذيب ٢ / ١٠٤. تنقيح المقال ٢ / ٣٦٥. تهذيب التهذيب ٨ / ٢٤٤. الجرح والتعديل ٧ / ٥٨. الطبقات الكبرى ١ / ٣١٠ وفيه : غرة بن الحارث.
قاموس الرجال ٧ / ٢٨٨.
٩٠٥ ـ غريب الخيلي
فارس. وجاء : الأمير غريب الخيلي. كان على خيل أمير المؤمنين (عليه السلام). وهذه النسبة إلى الخيل وقودها ، وعرف بها أيضا سلمان بن ربيعة الباهلي ، وهو أوّل قاض كان بالكوفة ، ويقال له : سلمان الخيلي لأنّه كان يلي الخيل أيام عمر بن الخطاب.
الأنساب / ٤٢٨. اللباب ١ / ٤٧٨. المشتبه ١ / ١٣٨.
٩٠٨ ـ غريب بن شرحبيل الهمداني
فارس ، من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وقد تخلف عن وقعة البصرة ، قال محمد بن مخنف : دخلت مع أبي على عليّ (عليه السلام) حين قدم من البصرة ، فإذا بين يديه رجال ، يؤنّبهم ويقول لهم : ما بطأ بكم عنّي وأنتم أشراف قومكم؟ والله لئن كان من ضعف النية وتقصير البصيرة ، أنّكم لبور والله لئن كان من شك في فضلي ومظاهرة عليّ إنّكم لعدو ـ قالوا : حاش لله يا أمير المؤمنين ، نحن سلمك ، وحرب عدوّك. ثم اعتذر القوم فمنهم من ذكر عذره ، ومنهم من اعتل بمرض ، ومنهم من ذكر غيبة ، فنظرت إليهم فإذا عبد الله بن المعتم العبسي ، وإذا حنظلة بن الربيع التميمي ، وإذا أبو بردة بن عوف الأزدي ، وإذا غريب بن شرحبيل الهمداني.
وقعة صفّين / ٨.
حرف الفاء
٩٠٩ ـ الفاكهة بن سعد بن جبير بن عنان بن عامر بن خطة الأنصاري من الأوس الشهيد ٣٧ ه
فارس ، قتل بصفّين. وكان يروي عن جده ، أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان يغتسل يوم الجمعة ، ويوم عرفة ، ويوم الفطر ، ويوم الأضحى ، وكان الفاكهة يأمر أهله بالغسل في هذه الأيام. قتل بصفّين سنة ٣٧ ه. ذكره الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب عليّ (عليه السلام). فهو من الصحابة الذين اشتركوا في وقعة صفّين ، وقد كانت له صحبة.
الاستيعاب ٣ / ٢٠٢. أسد الغابة ٤ / ١٧٤. الإصابة ٣ / ١٩٨. تقريب التهذيب ٢ / ١٠٧. تنقيح المقال ٢ / ٣٧٠. تهذيب التهذيب ٨ / ٢٥٥. جامع الرواة ٢ / ١. الجرح والتعديل ٧ / ٩٢. رجال ابن داود / ١٥٠. رجال الشيخ الطوسي / ٥٤. الغدير ٩ / ٣٦٧. قاموس الرجال ٧ / ٢٩٩. مجمع الرجال ٥ / ١٢. معجم رجال الحديث ١٣ / ٢٤٥. منتهى المقال / ٢٤٥. مجالس المؤمنين ١ / ٣١٩. نقد الرجال / ٢٦٤.
٩١٠ ـ فرات (أبو بشر) ابن عمرو الأنصاري
فارس ، صحابي ، تخلّف عن بيعة أبي بكر ، التحق بأمير المؤمنين (عليه السلام) وشهد الجمل. وجاء في بعض المراجع : فروة بن عمرو. وكان ممن جاهد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقاد فرسين في سبيل الله ، وكان يتصدّق من نخله بألف وسق كل عام ، وكان سيدا وهو من أصحاب عليّ (عليه السلام) وممن شهد معه يوم الجمل.
أعيان الشيعة ٨ / ٣٩٧. تنقيح المقال ٨ / ٣٧١. جامع الرواة ٢ / ٢. رجال الطوسي / ٥٤. شرح ابن أبي الحديد ٦ / ٢٧ ـ ٢٨. مجمع الرجال ٥ / ١٤. معجم رجال الحديث ١٣ / ٢٥٤. منتهى المقال / ٢٤٥. نقد الرجال / ٢٦٥.
٩١١ ـ فروخ مولى لبني الأشتر النخعي
محدّث. كوفي. روى عنه حميد بن عبد الله الأصم الملائي.
الجرح والتعديل ٧ / ٨٨. الطبقات الكبرى ٣ / ٢٨.
٩١٢ ـ فروة بن نوفل بن شريك الأشجعي الكوفي المقتول ٤٥ ه
من التابعين الخوارج ، خرج على المغيرة بن شعبة ، في بداية خلافة معاوية فبعث إليه المغيرة فقتله سنة ٤٥ ه. اشترك في صفّين وقاتل. روى عنه هلال بن يساف ، وأبو إسحاق السبيعي ، وشريك بن طارق ، ونصر بن عاصم. وذكره ابن حبان ، في ثقات التابعين. وكان من الخوارج الذين خرجوا على المغيرة بن شعبة في صدر خلافة معاوية فبعث إليهم المغيرة فقتلوا جميعا. اعتزل عليا (عليه السلام) بعد التحكيم وكره أن يقاتل ، وكان شاعرا ثائرا من زعماء المحكمة في صدر الإسلام ، ورئيس الشراة.
الأخبار الطوال / ٢١٠ ، ٢١١. الاستيعاب ٣ / ٢٠٠. الإصابة ٣ / ٢٠٦ ، ٢١٧.أنساب الأشراف ٢ / ٣٥٩. الأعلام ٥ / ٣٤٥. تاريخ الطبري ٦ / ١٨. تقريب التهذيب ٢ / ١٠٩. تهذيب التهذيب ٨ / ٢٦٦. الجرح والتعديل ٧ / ٨٢. الطبقات الكبرى ٢ / ٣٤٩ و ٦ / ٢٤٧. العقد الفريد ٣ / ٢٢٥ ، ٢٦٩. الغدير ١٠ / ١٧٣. قاموس الرجال ٧ / ٣١٣. الكامل في التأريخ ٣ / ٣٤٦ ، ٤٠٩ ـ ٤١١. المراسيل / ١٠٥. وقعة صفّين / ٢٨٦.
٩١٣ ـ فضالة بن أبي فضالة الكوفي
محدّث. كان أبوه بدريا. روى عن فضالة ، عبد الله بن محمد بن عقيل. وثقه ابن حبان ، وقال ابن خراش : لأبيه صحبة. وقال أبو حاتم : كان أبوه بدريا ، وروى هو عن أبيه وعن عليّ رضي الله عنه ، والذي في المسند روايته عن عليّ وفيه قصة لأبيه مع عليّ. وفيها أنّه قتل مع عليّ بصفّين ، وعلى روايته عن عليّ اقتصر ابن حبان في الثقات.
تعجيل المنفعة / ٣٣٣. تاريخ جرجان / ٦٣. الجرح والتعديل ٧ / ٧٧. لسان الميزان ٤ / ٤٣٦. ميزان الاعتدال ٣ / ٣٤٩.
٩١٤ ـ الفضل بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي المتوفى
شاعر مجيد ، شهد له بذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) ، بل شهد له بأنّه أشعر قريش. ويعد من شجعان الصحابة ووجوههم ، وكان أسنّ ولد العباس. وله في السنن ٢٤ حديثا. كما وله أخبار وقضايا نادرة تاريخية في المعاجم. وحضر مع أخيه عبد الله مشاهد النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وثبت يوم حنين ، وأردفه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وراءه في حجة الوداع فلقب ـ ردف رسول الله ـ وصحب عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وحضر وقعة صفّين ، وكان يجيب ويردّ على شعراء أهل الشام. وجاء أنّ معاوية كتب إلى ابن عباس عبد الله ، كتابا في أيام صفّين يذكر فيه عداوة بني هاشم لبني أمية ، ويخوّفه عواقب الحرب ، ويقول : قد قنعنا بما في أيدينا من ملك الشام ، فاقنعوا بما في أيديكم من ملك العراق ، ولو بايع الناس لك بعد عثمان لكنت إليك أسرع فأجابه بما ساءه. وقال معاوية : هذا عملي بنفسي ، لا والله لا أكتب إليه كتابا سنة ، وقال معاوية في ذلك :
دعوت ابن عباس إلى جل خطة |
وكان امرأ أهدي إليه رسائلي |
|
فأخلف ظنّي والحوادث جمة |
وما زاد أن أغلى عليه مراجلي |
|
فقل لابن عباس تراك مفرقا |
بقولك من حولي وإنّك آكلي |
|
وقل لابن عباس تراك مخوفا |
بجهلك حلمي أنّني غير غافل |
|
فأبرق وأرعد ما استطعت فإنّني |
إليك بما يشجيك سبط الأنامل |
فقال عبد الله لأخيه الفضل : يا ابن أم أجب معاوية ، فقال الفضل :
ألا يا ابن هند إنّني غير غافل |
وإنّك ما تسعى له غير نائل |
|
أألان لما صرّت الحرب نابها |
عليك وألقت بركها بالكلاكل |
|
فأصبح أهل الشام ضربين خيرة |
وفقع بقاع أو شحيمة آكل |
|
وأيقنت أنّا أهل حق وإنّما |
دعوت لأمر كان أبطل باطل |
|
دعوت ابن عباس إلى السلم خدعة |
وليس لها حتّى تدين بسائل |
فلا سلم حتّى تشجر الخيل بالقنا |
وتضرب هامات الرجال الأماثل |
|
وآليت لا تهدى إليه رسالة |
إلى أن يحول الحول من رأس قابل |
|
أردت به قلع الجواب وإنّما |
رماك فلم يخطئ نبات المقاتل |
|
وقلت له لو بايعوك تبعتهم |
فهذا عليّ خير حاف وناعل |
|
وصيّ رسول الله من دون أهله |
وفارسه إن قيل هل من منازل |
|
فدونكه إن كنت تبغي مهاجرا |
أشمّ بنعل السيف غير حلاحل |
فعرض شعره على عليّ (عليه السلام) ، فقال : أنت أشعر قريش فضرب بها الناس إلى معاوية. وله شعر كثير في المعاجم وهو إن دلّ على شيء فإنّما يدل على أنّ الفضل كان في مشاهد عليّ (عليه السلام) ، سيّما وقعة صفّين كما أنّه يثبت بطلان من زعم أنّ الفضل مات عام ١٣ ه ، بناحية الأردن في طاعون عمواس. وعلى كل حال فالخلاف كثير في مكان وفاته ومدفنه.
الاستيعاب ٣ / ٢٠٨. أسد الغابة ٤ / ١٨٣. الإصابة ٣ / ٢٠٨. الأعلام ٥ / ٣٥٥. أعيان الشيعة ٨ / ٤٠٤. تحفة الأحباب / ٢٦٩. تنقيح المقال ٢ / ٣٧٩. تهذيب التهذيب ٨ / ٢٨٠. جامع الرواة ٢ / ٦. الجرح والتعديل ٧ / ٦٣. جمهرة أنساب العرب ٩ / ١٨ ، ٤١٢. الدرجات الرفيعة / ١٤٢. رجال الطوسي / ٢٦. سفينة البحار ٢ / ٣٦٩. شذرات الذهب ١ / ٢٨. شرح ابن أبي الحديد ٢ / ١١٥ و ٦ / ٢١ ، ٣٣ ، ٣٤ ، ٣٥ ، و ٨ / ٦٤ و ٩ / ١٩٧ و ١٠ / ١٨٤ ، ١٨٥ و ١٣ / ٢٨ ، ٢٩ ، ٣٧ ، ٣٨ ، ٤٠ ، ٢٠٠ و ١٤ / ١٢ ، ١٨٤. الطبقات الكبرى ٤ / ٥٤. العقد الفريد ١ / ١٣٢ ، ١٣٥ ، ١٣٦ و ٥ / ٧. الغارات ٢ / ٨٠٥. الغدير ١ / ١٩٩ و ٢ / ٣٢ و ٣ / ١٠٠ و ٥ / ٣٥٠ و ٧ / ٢٢٧ و ٩ / ١٥٥ و ١٠ / ٢٠٦. القاموس المحيط ٤ / ٣١. الكامل في التأريخ ٢ / ٢٦٣ ، ٣١٨ ، ٣٣٢ ، ٣٤١. مجالس المؤمنين ١ / ١٩٣. مجمع الرجال ٥ / ٣١. معجم رجال الحديث ١٣ / ٣٠٢. النهاية في غريب الحديث ٢ / ٣٢٧ و ٥ / ١٤٩ ، ٢٢١. نقد الرجال / ٢٦٧. وفيات الأعيان ٣ / ٦٤. وقعة صفّين / ٤١٣ ، ٤١٦.
٩١٥ ـ فضيل بن عياض بن مسعود الخولاني الآبي وردي الخراساني
تابعي. محدّث. زاهد ، ولد في خراسان وسكن مكة ومات فيها. روى عنه عبد الكريم بن مالك الجزري. وهو غير فصيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي اليربوعي الخراساني ، الزاهد المتوفى سنة سبع وثمانين ومائة (١٨٧ ه).
تقريب التهذيب ٢ / ١١٣. تهذيب التهذيب ٨ / ٢٩٧. تذكرة الحفاظ ١ / ٢٤٥. الجرح والتعديل ٧ / ٧٣. حلية الأولياء ٨ / ٨٤. شرح ابن أبي الحديد ٢ / ٩٧ ، ١٨٠ ، ١٨٤ ، ١٨٦. الفهارس / ٢٢١. شذرات الذهب ١ / ٣١٦. الطبقات الكبرى ٧ / ٣٦٣. طبقات الحفاظ / ١٠٤. العقد الفريد ٢ / ٨٠ و ٣ / ١٠٤ ، ١٠٦ ، ١١٣ ، ١٣٧ ، ١٤٥ ، ١٥٥ ، ١٦٠ ، ١٦٧. العبر ١ / ٢٩٨. الغارات ٢ / ٥٧٨. الغدير ٥ / ٧٢ ، ٢٨٠. فهرست النديم / ٢٣٥. قاموس الرجال ٧ / ٣٤١. الكامل في التأريخ ٦ / ١٨٩ ، ٢٢٠. مجمع الرجال ٥ / ٣٥. المشتبه ١ / ١٠٧. ميزان الاعتدال ٣ / ٣٦١. المجروحون ٣ / ٢٧٩. نقد الرجال / ٢٦٨. وفيات الأعيان ١ / ٤١٥.
٩١٦ ـ الفياض بن خليل الأزدي
مقاتل. استشهد على يد الخوارج في ٩ صفر ٣٨ ه ، بعد أن قاتل معاوية بن أبي سفيان بصفّين عام ٣٧ ه وقتل الكثير من أنصاره.
المناقب ٣ / ١٩٠.
٩١٧ ـ فيروز ـ أبو لؤلؤة ـ شجاع الدّين النهاوندي المدني المتوفى
من أكابر المسلمين ، ومن خلّص أصحاب وأتباع الإمام (عليه السلام). وكان غلاما لمغيرة بن شعبة. أصله من نهاوند فأسرته الروم ، وأسره المسلمون من الروم. وكان من المدينة يصنع الأرحاء ، وطلب منه عمر بن الخطاب أن يصنع له رحى ، فقال له أبو لؤلؤة : لأعملنّ لك رحى يتحدث بها من بالمشرق والمغرب. ثم أقدم على قتله.
وبعد قتله ، قتل عبيد الله بن عمر بأبيه ، ابنة أبي لؤلؤة ، وقتل جعنينة ، والهرمزان ، وأشار عليّ (عليه السلام) على عثمان بقتله بهم ، فأبى. وفي رواية أخرى ، قال له عمر يوما : سمعت عنك إنّك لو أردت أن تدير الرحى بالريح ، لقدرت على ذلك ، فقال له أبو لؤلؤة : لأديرنّ لك رحى لا تسكن إلى يوم القيامة.
تاريخ الخلفاء / ١٣٣. تاريخ الخميس ٢ / ٢٤٨. سفينة البحار ٢ / ٥٠١. شذرات الذهب ١ / ٣٣. ابن أبي الحديد ١ / ١٨٥ و ٣ / ٦٠ و ١١ / ١١ و ١٢ / ١٥ ، ٧٥ ، ١٨٤ ، الطبقات الكبرى ٣ / ٣٤٥. العقد الفريد ٣ / ٢٣. الكنى والألقاب ١ / ١٤٧. مروج الذهب ٢ / ٣٢٩. المعارف / ٧٩.
حرف القاف
٩١٨ ـ قائد بن بكير العبسي المقتول في ٣٧ ه
فارس شهم مقاتل ، كان في صفّين. خرج رجل من أهل الشام من آل ذي الكلاع يسأل المبارزة ، فبرز إليه قائد بن بكير (بكر) فبارزه فشد عليه الكلاعي فأوهطه وصرعه. شرح ابن أبي الحديد ٣ / ١٧٦ و ٥ / ٢٠٧ ـ ٢٠٨. وقعة صفّين / ٢٦٠.
٩١٩ ـ القاسم بن حنظلة الجهني
مقاتل أمير ، وحين كتب الكتائب أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وعقد الألوية للأمراء ، أمر القاسم بن حنظلة على اللفيف من القواصي ، وذلك في حرب صفّين.
وقعة صفّين / ٢٠٦.
٩٢٠ ـ القاسم بن منصور الضبّي الشهيد في ٣٧ ه
قتل في صفّين. وذكره نصر بن مزاحم في من قتل من أصحاب عليّ (عليه السلام).
وقعة صفّين / ٥٥٧.
٩٢١ ـ قبيصة (أبو العلاء) ابن جابر بن وهب بن مالك بن عميرة بن جذار بن مرّة بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي الكوفي مات ٦٩ ه
كان في الطبقة الأولى من فقهاء أهل الكوفة ، بعد الصحابة. ويعد من
الفصحاء ، ونبلاء التابعين. شهد مع أمير المؤمنين (عليه السلام) الجمل ، وصفّين ، واختاره أهل الكوفة وافدا إلى عثمان. مات سنة ٦٩ ه. وله شعر في المعاجم. وهو غير قبيصة بن شداد الهلالي الآتي ذكره. تقدم قبيصة في بني أسد بعد همدان ، فقال : يا معشر بني أسد ، أما أنا فلا اقصر دون صاحبي ، وأما أنتم فذاك إليكم ، ثم تقدم برايته وهو يقول :
قد حافظت في حربها بنو أسد |
ما مثلها تحت العجاج من أحد |
|
أقرب من يمن وأنأى من نكد |
كأنّنا ركن ثبير أو أحد |
|
لسنا بأوباش ولا بيض البلد |
لكنّنا المحة من ولد سعد |
|
كنت ترانا في العجاج كالأسد |
يا ليت روحي قد نأت عن الجسد |
فقاتل القوم فظفر ، ثم أتى عليا فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّ استهانة النفوس في الحرب أبقى لها والقتل خير لها في الآخرة.
وهو أخو معاوية بن أبي سفيان من الرضاعة.
أسد الغابة ٤ / ١٩١. الإصابة ٣ / ٢٦٨. أعيان الشيعة ٨ / ٣٨٠ ، ٤٤٨. الأعلام ٦ / ٢٦. تقريب التهذيب ٢ / ١٢٢. تنقيح المقال ٢ / ٣٧ ـ ق ـ وفيه : قبيصة بن شداد. تهذيب التهذيب ٨ / ٣٤٤. جامع الرواة ٢ / ٢٢. الجرح والتعديل ٧ / ١٢٥. رجال الشيخ الطوسي / ٥٥. شذرات الذهب ١ / ٧٧ وفيه : قبيصة بن خالد. ابن أبي الحديد ٥ / ٢٤٤ و ١٧ / ٢٤٣. طبقات الحفاظ / ٣١. الطبقات الكبرى ٦ / ١٤٥. اللباب ١ / ٣٥٠. مرآة الجنان ١ / ١٤٤. معجم رجال الحديث ١٤ / ٧٢. المناقب ٣ / ١٦٩. منتهى المقال / ٢٥١. النجوم الزاهرة ١ / ١٨٤. النهاية في غريب الحديث ٣ / ١٢٠ ، ٣٨٦. وقعة صفّين / ٣٠٩ ، ٣١١.
٩٢٢ ـ قبيصة بن الشداد الهلالي
من أصحابه (عليه السلام). شهد صفين ، وعقد له الإمام (عليه السلام) اللواء ، وأمره على قيس البصرة. واشترك في المعركة ، وكان على جانب من القوة والحزم والشجاعة ، لذلك استعمله أمير المؤمنين (عليه السلام) على قيس البصرة. وهو غير قبيصة بن جابر بن وهب السالف الذكر.
تنقيح المقال ٢ / ٣٢٥. جامع الرواة ٢ / ٢٢. رجال الشيخ الطوسي / ٥٥. مجمع
هذا خيشومه وقطع منه حيزومه وصاحب الاستطالة والختل ذو خب وملق يستطيل على مثله من أشباهه ويتواضع للأغنياء من دونه فهو لحلوائهم هاضم ولدينه حاطم فأعمى الله على هذا خبره وقطع من آثار العلماء أثره وصاحب الفقه
________________________________________________________
بالحلقوم من جانب الصدر: إفساد ما هو مناط الحياة والتعيش في الدنيا أو في الدارين والخب بالكسر: الخدعة، والخبث والغش، يقال رجل خب وخب بالفتح والكسر أي خداع، والملق بالتحريك: المداهنة والملاينة باللسان والإعطاء باللسان ما ليس في القلب.
قولهعليهالسلام على مثله: أي من يساويه في العز والمرتبة من أشباهه وهم أهل العلم وطلبته، وقوله: من دونه أي من غيره يعني من غير صنفه وجنسه، أو ممّن هو دونه، ومن هو خسيس بالنسبة إليه وهاتان الفقرتان كالتفسير والبيان لخبه وملقه.
قولهعليهالسلام فهو لحلوانهم: في بعض النسخ بالنون وهو بضم الحاء المهملة وسكون اللام: أجرة الدلال والكاهن وما أعطي من نحو رشوة، والمراد به ههنا ما يعطيه الأغنياء فكأنه أجرة لما يفعله بالنسبة إليه أو رشوة على ما يتوقع منه بالنسبة إليهم، وفي بعض النسخ لحلوائهم بالهمزة أي لأطعمتهم اللذيذة، والحطم: الكسر المؤدي إلى الفساد، يعني يأكل من مطعوماتهم ويعطيهم من دينه فوق ما يأخذ من مالهم، فلا جرم يحطم دينه ويهدم إيمانه ويقينه.
قولهعليهالسلام خبره: بضم الخاء أي علمه، أو بالتحريك دعاء عليه بالاستيصال والفناء بحيث لا يبقى له خبر بين الناس، والأثر بالتحريك ما يبقى في الأرض عند المشي وقطع الأثر إمّا دعاء عليه بالزمانة كما ذكره الجزري، أو بالموت فإن أثر المشي من لوازم الحياة، أو المراد به ما يبقى من آثار علمه بين الناس، فلا يذكر به والأوسط أظهر، والكآبة بالتحريك والمد وبالتسكين: سوء الحال والانكسار من شدة الهم
والعقل ذو كآبة وحزن وسهر قد تحنك في برنسه وقام الليل في حندسه يعمل ويخشى وجلا داعياً مشفقاً مقبلا على شأنه عارفا بأهل زمانه مستوحشا من أوثق إخوانه فشد الله من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانه.
وحدثني به محمّد بن محمود أبو عبد الله القزويني، عن عدة من أصحابنا منهم جعفر بن محمّد الصيقل بقزوين، عن أحمد بن عيسى العلوي، عن عباد بن صهيب البصري
________________________________________________________
والحزن، والمراد بها ههنا الحزن على فوت الفائت، أو عدم حصول ما هو متوقع له من الدرجات العالية، والسعادات الأخروية.
قولهعليهالسلام قد تحنك في برنسه: وفي الكتابين قد انحنى في برنسه والبرنس بضم الباء وسكون الراء والنون المضمومة: قلنسوة طويلة كان يلبسها النساك والعباد في صدر الإسلام، وعلى نسخة الكتاب يومئ إلى استحباب التحنك للصلاة، والحندس بالحاء المهملة المكسورة والنون الساكنة والدال المكسورة: الليل المظلم أو ظلمة الليل، وقوله: في حندسه بدل من الليل، ويحتمل أن يكون « في » بمعنى « مع » ويكون حالا من الليل والضمير راجع إلى الليل، وعلى الأول يحتمل إرجاعه إلى العالم.
قولهعليهالسلام ويخشى: أي من لا يقبل منه وجلا أي خائفا من سوء عقابه داعياً إلى الله طالباً منه سبحانه التوفيق للهدي والثبات على الإيمان والتقوى، مشفقاً من الانتهاء إلى الضلال أو مشفقاً على الناس، متعطفا عليهم بهدايتهم والدعاء لهم، « مقبلا على شأنه » أي على إصلاح نفسه، وتهذيب باطنه « عارفا بأهل زمانه » فلا ينخدع منه « مستوحشا من أوثق إخوانه » لما يعرفه من أهل زمانه.
قولهعليهالسلام : فشد الله من هذا أركانه، أي أعضائه وجوارحه أو الأعم منها ومن عقله ودينه وأركان إيمانه، والفرق بين الصنفين الأوّلين إمّا بأن الأول غرضه الجاه والتفوق بالعلم، والثاني غرضه المال والترفع به أو بأن الأول غرضه إظهار الفضل
عن أبي عبد اللهعليهالسلام .
٦ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن طلحة بن زيد قال سمعت أبا عبد اللهعليهالسلام يقول إن رواة الكتاب كثير وإن رعاته قليل وكم من مستنصح للحديث مستغش للكتاب فالعلماء يحزنهم ترك الرعاية والجهال يحزنهم
________________________________________________________
على العوام، وإقبالهم إليه، والثاني مقصوده قرب السلاطين والظلمة والتسلط على الناس بالمناصب الدنيوية.
الحديث السادس ضعيف.
قولهعليهالسلام إن رواة الكتاب: يحتمل أن يكون المراد بالكتاب القرآن في الموضعين، فالمعنى أن الحافظين للقرآن بتصحيح ألفاظه وتجويد قراءته وصون حروفه عن اللحن والغلط كثير، ورعاته بتفهمه وتدبّر معانيه واستعلام ما أريد به من أهله، ثمّ استعمال ذلك كله على ما يقتضيه قليل « وكم من مستنصح للحديث » برعاية فهم معانيه، والتدبّر فيه، والعمل بما يقتضيه « مستغش للقرآن » بعدم رعاية موافقة الحديث له، وتطبيقه عليه، ويحتمل أن يكون المراد بالكتاب ما يشمل الحديث أيضا، فالمراد بمستنصح الحديث من يراعي لفظه وبمستغش الكتاب من لا يتدبّر في الحديث ولا يعمل بمقتضاه، فيكون من قبيل وضع المظهر موضع المضمر، والأول أظهر يقال: استنصحه أي عده نصيحا خالصاً عن الغش واستغشه أي عده غاشا غير ناصح، فمن عمل بالحديث وترك القرآن فكأنه عد الحديث ناصحه، والقرآن غاشا له.
قولهعليهالسلام فالعلماء يحزنهم ترك الرعاية: يعني أن العلماء العاملين يحزنهم ترك رعاية الكتاب والحديث، والتفكّر فيهما والعمل بهما، لما يعلمون في تركهما من سوء العقاب عاجلا وآجلا والجهال يهمهم حفظ روايته ويغمهم عدم قدرتهم عليه، لما يزعمونه كمالا وفوزا، ويمكن تقدير مضاف أي يحزنهم ترك حفظ الرواية، وقيل: المراد حفظ الرواية فقط، أي يصير ذلك سبب حزنهم في الآخرة، ومنهم من
حفظ الرواية فراع يرعى حياته وراع يرعى هلكته فعند ذلك اختلف الراعيان
________________________________________________________
قرأها يخزيهم من الخزي أي يصير هذا العلم سبباً لخزيهم في الدارين، وقيل: يحتمل أن يكون المراد بالعلماء أهل بيت النبوة سلام الله عليهم، ومن يحذو حذوهم ممّن تعلم منهم، ويكون المراد أنهمعليهالسلام يحزنهم ترك رعاية القرآن من التاركين لها، الحافظين للحروف فإنهم لو رعوه لاهتدوا به، وأقروا بالحق، والجهال وهم الّذين لم ينتفعوا من القرآن بشيء لا رواية ولا دراية ويحزنهم حفظ الرواية من الحافظين لها التاركين للرعاية لما رأوا أنفسهم قاصرين عن رتبة أولئك، ويحسبون أنهم على شيء وأنهم مهتدون، فتغبطهم نفوسهم، ويؤيد هذا المعنى ما يأتي في الروضة من قول أبي جعفرعليهالسلام في رسالته إلى سعد الخير، وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده، فهم يروونه ولا يرعونه، والجهال يعجبهم حفظهم للرواية، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية، فإن في قولهعليهالسلام : يعجبهم هناك بدل يحزنهم هنا، دلالة على ما قلنا، ويحتمل أن يكون المراد بالجهال هناك الحافظين للحروف فإنهم جهال في الحقيقة، ولا يجوز إرادته هيهنا لأنّه لا يلائم الحزن « انتهى » والأظهر أن المراد بالعلماء الّذين يستحقون هذا الاسم على الحقيقة، وهم الّذين يتعلمون لوجه الله تعالى ويعملون به، وبالجهال الّذين يطلبون العلم للأغراض الدنية الدنيوية ولا يعملون به، كما مر بيان حالهم، فالعلماء الربانيون يحزنون إذا فاتهم رعاية الكتاب والعمل به لفوت مقصودهم، وغيرهم من علماء السوء لا يحزنون بترك الرعاية، إذ مقصودهم حفظ الرواية فقط، وقد تيسر لهم، لكن ذلك يصير سبباً لحزنهم في الدنيا لأنّ الله تعالى يذلهم ويسلب عنهم علمهم، ويكلهم إلى أنفسهم، وفي الآخرة للحسرات الّتي تلحقهم لفوت ما هو ثمرة العلم والمقصود منه.
والحاصل أن مطلوب العلماء ما هو تركه يوجب حزنهم ومطلوب الجهال ما هو فعله يورث حزنهم وخزيهم، ولا يبعد أن يكون الترك في قوله ترك الرعاية زيد من النساخ، فتكون الفقرتان على نسق واحد، ويؤيده ما رواه ابن إدريس في كتاب
وتغاير الفريقان.
٧ - الحسين بن محمّد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن محمّد بن جمهور، عن عبد الرحمن بن أبي نجران عمن ذكره، عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال من حفظ من أحاديثنا أربعين حديثاً بعثه الله يوم القيامة عالماً فقيها
________________________________________________________
السرائر مما استطرفه من كتاب أنس العالم للصفواني عن طلحة بن زيد قال قال أبو عبد اللهعليهالسلام : رواة الكتاب كثير، ورعاته قليل، فكم من مستنصح للحديث مستغش للكتاب، والعلماء يحزنهم الدراية، والجهال يحزنهم الرواية.
قولهعليهالسلام فراع يرعى حياته: أي حياة نفسه أبداً ونجاته من المهالك وهو الّذي يراعي الكتاب ويطلب علمه لله ويعمل به، وراع يرعى هلكته بالتحريك أي هلاك نفسه وعقابه الأخروي، وهو الّذي ليس مقصوده إلا حفظ لفظ القرآن والحديث وروايتهما من غير تدبّر في معانيهما، أو عمل بهما، وأمّا قوله: فعند ذلك أي عند النظر إلى قلوبهم وضمائرهم، والاطلاع على نياتهم وسرائرهم كما قيل، أو عند ظهور الحياة والهلاك في الآخرة اختلف الراعيان أي راع الحياة وراعي الهلكة، أو راعي اللفظ وراعي العمل [ به ] وتغاير الفريقان بعد أن كانا متحدين بحسب الظاهر أو في الدنيا ممدوحين عند جهال الناس.
الحديث السابع ضعيف.
قولهعليهالسلام أربعين حديثا: هذا المضمون مشهور مستفيض بين الخاصة والعامة بل قيل: إنه متواتر، واختلف فيما أريد بالحفظ، فقيل: المراد الحفظ عن ظهر القلب فإنه هو المتعارف المعهود في الصدر السالف، فإن مدارهم كان على النقش على الخواطر لا على الرسم في الدفاتر، حتّى منع بعضهم من الاحتجاج بما لم يحفظه الراوي عن ظهر القلب، وقد قيل: إن تدوين الحديث من المستحدثات في المائة الثانية من الهجرة، وقيل: المراد الحراسة عن الاندراس بما يعم الحفظ عن ظهر القلب والكتابة والنقل بين الناس ولو من كتاب وأمثال ذلك، وقيل: المراد تحمله
________________________________________________________
على أحد الوجوه المقررة الّتي سيأتي ذكرها في باب رواية الكتب، والحق أن للحفظ مراتب يختلف الثواب بحسبها، فأحدها: حفظ لفظها، سواء كان في الخواطر أو في الدفاتر، وتصحيحه واستجازتها وإجازتها وروايتها، وثانيها: حفظ معانيها والتفكّر في دقائقها واستنباط الحكم والمعارف منها، وثالثها: حفظها بالعمل بها والاعتناء بشأنها والاتعاظ بمودعها، ويومئ إليه بعض الأخبار، وفي بعض الروايات هكذا: من حفظ على أمتي أربعين حديثا، فالظاهر أن على بمعنى اللام أي حفظ لأجلهم كما قالوه في قوله تعالى( وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ ) (١) أي لأجل هدايته إياكم، ويحتمل أن يكون بمعنى « من » كما قيل في قوله تعالى( إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ) (٢) ويؤيده روايات، ويحتمل تضمين معنى الاشتقاق أو العطف أو التحنن أو أضرابها.
والحديث في اللغة يرادف الكلام، سمي به لأنّه يحدث شيئاً فشيئاً، وفي اصطلاح عامة المحدثين كلام خاص منقول عن النبي أو الإمام أو الصحابي أو التابعي أو من من يحذو حذوه، يحكى قولهم أو فعلهم أو تقريرهم، وعند أكثر محدثي الإمامية لا يطلق اسم الحديث إلا على ما كان عن المعصومعليهالسلام ، وظاهر أكثر الأخبار تخصيص الأربعين بما يتعلّق بأمور الدين من أصول العقائد والعبادات القلبية والبدنية، لا ما يعمها وسائر المسائل من المعاملات والأحكام، بل يظهر من بعضها كون تلك الأربعين جامعة لأمهات العقائد والعبادات والخصال الكريمة، والأفعال الحسنة، وعلى التقادير فالمراد ببعثه فقيها عالماً أن يوفقه الله لأنّ يصير من الفقهاء العالمين العاملين، أو المراد بعثه في القيامة في زمرتهم لتشبهه بهم، وإن لم يكن منهم، وعلى بعض المحتملات الأول أظهر، وعلى بعضها الثاني كما لا يخفى.
ثم اعلم أن الفقيه يطلق غالباً في الأخبار على العالم العامل الخبير بعيوب النفس وآفاتها، التارك للدنيا، الزاهد فيها، الراغب إلى ما عنده تعالى من نعيمه وقربه ووصاله واستدل بعض الأفاضل بهذا الخبر على حجية خبر الواحد وتوجيهه ظاهر.
__________________
(١) سورة البقرة: ١٨٥.
(٢) سورة المطففين: ٢.
٨ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه عمن ذكره، عن زيد الشحام، عن أبي جعفرعليهالسلام في قول الله عز وجل -( فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ ) (١) قال قلت ما طعامه قال علمه الّذي يأخذه عمن يأخذه.
________________________________________________________
الحديث الثامن مرسل.
قوله تعالى( إِلى طَعامِهِ ) (٢) بعدها قوله تعالى:( أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا، ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدائِقَ غُلْباً، وَفاكِهَةً وَأَبًّا مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ ) (٣) .
قولهعليهالسلام علمه: أقول هذا بطن الآية ولا ينافي كون المراد من ظهرها طعام البدن، فإنه لما كان ظاهراً لم يتعرض له، وكما أن البدن محتاج إلى الطعام والشراب لبقائه وقوامه واستمرار حياته كذلك الروح يحتاج في حياته المعنوي بالإيمان إلى العلم والمعارف والأعمال الصالحة ليحيي حياة طيبة ويكون داخلا في قوله تعالى( أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ ) ولا يكون من الّذين وصفهم الله تعالى في كلامه العزيز في مواضع شتى بأنهم موتي، ثمّ إنّ الغذاء الجسماني لما كان وجوده ونموه بنزول المطر من السماء إلى الأراضي القابلة لتنشق وتنبت منها أنواع الحبوب والثمار، وألوان الأزهار والأنوار والأشجار والحشائش، فيتمتع بها الناس والأنعام فكذلك الغذاء الروحاني يعني العلم الحقيقي إنما يحصل بأن تفيض أمطار العلم والحكمة من سماء الرحمة - وهو الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم ، حيث سماه الله تعالى سماء وأقسم به في مواضع من القرآن، وبه فسر قوله تعالى( وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ ) وفسر البروج بالأئمّةعليهالسلام على أراضي القلوب القابلة للعلم والحكمة، فينبت الله تعالى فيها أنواع ثمرات العلم والحكمة أو على قلوب الأئمّةعليهالسلام ، فإنهم شجرة النبوة ليثمروا أنواع ثمرات العلم والحكمة
__________________
(١) سورة عبس: ٢٤.
(٢) سورة الأنعام: ١٢٢.
(٣) سورة البروج: ١.
٩ - محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبي سعيد الزهري، عن أبي جعفرعليهالسلام قال الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة وتركك حديثاً لم تروه خير من روايتك حديثاً لم تحصه.
________________________________________________________
ليغتذي بها أرواح القابلين للتربية وينتفع بها غيرهم أيضاً من الّذين كالأنعام بل هم أضل سبيلا، فإنهم أيضاً ينتفعون بالعلوم الحقة وإن كان في دنياهم، كما قال تعالى( مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ ) والحاصل على الوجهين أنه ينبغي له أن يأخذ علمه عن أهل بيت النبوة الّذين هم مهابط الوحي، وينابيع الحكمة الآخذين علومهم من رب العزة حتّى يصلح أن يصير غذاء لروحه ويحييه حياة طيبة.
الحديث التاسع ضعيف.
قولهعليهالسلام الوقوف عند الشبهة: أي التثبت عند اشتباه الحكم وعدم وضوحه وترك الحكم والفتوى خير من أن يلقي نفسه فجأه في الهلكة، وهي بالتحريك الهلاك
قولهعليهالسلام لم تروه: صفة لقوله حديثاً كنظيره أو حال وهو إمّا على المجهول من باب الأفعال أو التفعيل أي لم تحمل على روايته، يقال: رويته الشعر أي حملته على روايته، وأرويته أيضا، ويمكن أن يقرأ على المعلوم من أحد البابين أي لم تحمل من تروي له على روايته، أو على بناء المجرد أي تركك حديثاً لم تكن راوياً له على حاله فلا ترويه خير من روايتك حديثاً لم تحصه، والإحصاء لغة العد، ولما كان عد الشيء يلزمه الاطلاع على واحد واحد مما فيه، استعمل في الاطلاع على جميع ما في شيء والإحاطة العلمية التامة بما فيه فإحصاء الحديث عبارة عن العلم بجميع أحواله متنا وسنداً وانتهاء إلى المأخذ الشرعي، وقوله: حديثاً لم تحصه، إظهار في موضع الإضمار، لكثرة الاعتناء بشأنه لأنّه عبارة أخرى عن معنى قوله: حديثاً لم تروه.
١٠ - محمد، عن أحمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن حمزة بن الطيار أنه عرض على أبي عبد اللهعليهالسلام بعض خطب أبيه حتّى إذا بلغ موضعاً منها قال له كف واسكت ثمّ قال أبو عبد اللهعليهالسلام لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه والتثبت والرد إلى أئمّة الهدى حتّى يحملوكم فيه على القصد ويجلوا عنكم فيه العمى ويعرفوكم فيه الحقّ قال الله تعالى( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (١) .
١١ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن سفيان بن عيينة قال سمعت أبا عبد اللهعليهالسلام يقول وجدت علم الناس كله في أربع أولها
________________________________________________________
الحديث العاشر: حسن أو موثق.
قولهعليهالسلام كف واسكت: الأمر بالكف عند بلوغ ذلك الموضع إمّا لأنّ من عرض الخطبة فسر هذا الموضع برأيه وأخطأ أو لأنّه كان في هذا الموضع غموض ولم يتثبت عنده القاري، ولم يطلب تفسيره منهعليهالسلام ، أو لأنّهعليهالسلام أراد إنشاء ما أفاد وبيان ما أراد لشدة الاهتمام به، فأمره بالكف، ويحتمل أن يكون شرحا وبيانا لهذا الموضع من الخطبة، والقصد استقامة الطريق أو الوسط بين الطرفين وهو العدل والطريق المستقيم ويحتمل على بعد أن يكون المراد بالقصد مقصود القائل.
قولهعليهالسلام ويجلوا: أي يذهبوا عنكم فيه العمى أي عمى القلب، والجهالة والضلالة.
الحديث الحادي عشر: ضعيف.
قولهعليهالسلام في أربع: أي ما يحتاج الناس إلى معرفته من العلوم منحصر في أربع، وتأنيث الأربع باعتبار المعرفة المفهومة من قولهعليهالسلام : أن تعرف في المواضع الآتية، وتذكير الأول وأخواتها باعتبار العلم، أو المراد أوّل أقسامها. أولها: أن تعرف ربك، بوجوده وصفاته الكمالية الذاتية والفعلية بحسب طاقتك، وثانيها: معرفتك بما صنع بك من إعطاء العقل والحواس والقدرة، واللطف بإرسال الرسل وإنزال الكتب
__________________
(١) سورة الأنبياء: ٧.
أن تعرف ربك والثاني أن تعرف ما صنع بك والثالث أن تعرف ما أراد منك والرابع أن تعرف ما يخرجك من دينك.
١٢ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال قلت لأبي عبد اللهعليهالسلام ما حق الله على خلقه فقال أن يقولوا ما يعلمون ويكفوا عمّا لا يعلمون فإذا فعلوا ذلك فقد أدوا إلى الله حقه.
١٣ - محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن ابن سنان، عن محمّد بن مروان العجلي، عن علي بن حنظلة قال سمعت أبا عبد اللهعليهالسلام يقول اعرفوا منازل الناس على قدر روايتهم عنا.
________________________________________________________
وسائر نعمه العظام، وثالثها: معرفتك بما أراد منك وطلب فعله، أو الكف عنه وبما أراد من طريق معرفته وأخذه من مأخذه المعلومة بالعقل والنقل، ورابعها: أن تعرف ما يخرجك من دينك كاتباع أئمّة الضلال، والأخذ من غير المأخذ، وإنكار ضروري الدين، ويدخل في هذا القسم معرفة سائر أصول الدين سوى معرفة الله تعالى فإنها من ضروريات الدين، والإعدام إنما تعرف بملكاتها، وإن أمكن إدخالها في الأول لأنها من توابع معرفة الله وشرائطه، ولذا وصف تاركها في الآيات والأخبار بالمشرك، فعلى هذا يمكن أن يكون المراد بالرابع المعاصي، ويكون الثالث مقصوراً على الطاعات.
الحديث الثاني عشر حسن.
قولهعليهالسلام أن تقولوا: يمكن تعميم القول بحيث يشمل اللساني والقلبي، « فقد أدوا إلى الله حقه » اللازم عليهم في بيان العلم وتعليمه، ومنهم من عمم وقال: لأنّه إذا قال ما علمه قولا يدل على إقراره ولا يكذبه بفعله وكف عمّا لا يعلمه هداه الله إلى علم ما بعده، وهكذا حتّى يؤدي إلى أداء حقوقه.
الحديث الثالث عشر ضعيف.
قولهعليهالسلام على قدر رواياتهم(١) عنا: أي كيفا أو كما أو الأعم منهما وهو أظهر
__________________
(١) كذا في النسخ وفي المتن « روايتهم ».
١٤ - الحسين بن الحسن، عن محمّد بن زكريا الغلابي، عن ابن عائشة البصري رفعه أن أمير المؤمنينعليهالسلام قال في بعض خطبه أيها الناس اعلموا أنه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه ولا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه الناس
________________________________________________________
وهذا طريق إلى معرفة الرجال غير ما ذكره أرباب الرجال، وهو أقوى وأنفع في هذا الباب فإن بعض الرواة نرى أخبارهم مضبوطة ليس فيها تشويش كزرارة ومحمد بن مسلم وأضرابهما وبعضهم ليسوا كذلك كعمار الساباطي، وكذا نرى بعض الأصحاب أخبارهم خالية عن التقية كعلي بن جعفر، وبعضهم أكثرها محمولة على التقية كالسكوني وأضرابه، وكذا نرى بعض الأصحاب رووا مطالب عالية ومسائل غامضة وأسرار كثيرة كهشام بن الحكم ومفضل بن عمر، ولم نر في أخبار غيرهم ذلك، وبعضهم رووا أخباراً كثيرة، وذلك يدل على شدة اعتنائهم بأمور الدين، وبعضهم ليسوا كذلك وكل ذلك من مرجحات الرواة ويظهر الجميع بالتتبع التام فيها.
الحديث الرابع عشر مرسل والغلابي بالغين المعجمة والباء الموحدة، نسبة إلى غلاب لأنّه كان مولى بني غلاب وهم قبيلة بالبصرة.
قولهعليهالسلام من انزعج: قال الجوهري أزعجه أي أقلعه من مكانه فانزعج « انتهى » أي أن العاقل لا يضطرب ولا ينقلع من مكانه بسبب سماع قول الزور والكذب والبهتان فيه، لأنّه لا يضره بل ينفعه والحكيم لا يرضى بثناء الجاهل بحاله، ومعائبه عليه، لأنّه لا ينفعه بل يضره، وقيل: لأنّ الحكيم عارف بأسباب الأشياء ومسبباتها، وأن التخالف يوجب التنافر، وأن الجاهل لا يميل إلا إلى مشاكلة فلا يثني إلا على الجاهل، أو من يعتقد جهله أو مناسبته له، أو يستهزئ به باعتقاده أو من يريد أن يخدعه، والحكيم لا يرضى بشيء من ذلك، ويمكن تفسيره بوجه آخر وهو أنه لما كان الجاهل عاجزا عن حق إدراك العلم والحكمة والصفات الكمالية الّتي يتصف الحكيم بها بل كلّ ما يتصوره من تلك الكمالات، فإنما يتصوره على وجه هو في الواقع منقصة، فثناؤه عليه إنما هو بالمعاني المذمومة الّتي تصورها من تلك الكمالات، فبالحقيقة مدحه
أبناء ما يحسنون وقدر كلّ امرئ ما يحسن فتكلموا في العلم تبين أقداركم.
١٥ - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن عبد الله بن سليمان قال سمعت أبا جعفرعليهالسلام يقول وعنده رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعمى وهو يقول إنّ الحسن البصري يزعم أن الّذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار فقال أبو جعفرعليهالسلام فهلك إذن مؤمن آل فرعون
________________________________________________________
ذم وثناؤه هجاء، فلذا قال العارفون بجنابة سبحانه: لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك فإنهم لا يقصدون من الأسماء الّتي يطلقونه عليه تعالى ما فهموه منها، بل يقصدون المعاني الّتي أراده تعالى وهم عاجزون عن فهمها.
قولهعليهالسلام أبناء ما يحسنون: من الإحسان بمعنى العلم، يقال أحسن الشيء أي تعلمه فعلمه حسنا، وقيل: ما يحسنون أي ما يأتون به حسنا من العلم والعمل والأول أظهر، والمعنى أنه ليس شرف المرء وافتخاره بأبيه وأمه بل بعلمه، أو المراد أنهم إن كانوا يعلمون علم الآخرة فهم أبناء الآخرة، وإن كانوا يعلمون علم الدنيا فهم أبناؤها، أو المراد أنه كما أن نظام حال الابن وصلاحه بالأب كذا نظام حال الناس وصلاحهم بما يعلمونه، وقولهعليهالسلام : وقدر كلّ امرء ما يحسن، أي مرتبته في العز والشرف بقدر ما يعلمه.
الحديث الخامس عشر ضعيف.
قولهعليهالسلام فهلك أذن: أي إن كان الكتمان مذموما يكون مؤمن آل فرعون هالكاً حيث قال تعالى فيه( وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ ) (١) ولما كان غرض الحسن إظهار أن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم لم يكن عنده علم سوى ما في أيدي الناس وتكذيبهمعليهمالسلام فيما يدعون أن عندهم من علوم النبي وإسراره ما ليس في أيدي الناس، وأنهم يظهرون من ذلك ما يشاءون ويكتمون ما يشاءون للتقية وغيرها من المصالح، أبطلعليهالسلام قوله بأن الكتمان عند التقية أو الحكمة المقتضية له طريقة مستمرة من
__________________
(١) سورة غافر: ٢٨.
ما زال العلم مكتوما منذ بعث الله نوحاعليهالسلام فليذهب الحسن يمينا وشمالاً فو الله ما يوجد العلم إلا هاهنا.
باب رواية الكتب والحديث
وفضل الكتابة والتمسك بالكتب
١ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللهعليهالسلام قول الله جل ثناؤه -( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) (١) قال هو الرجل يسمع الحديث فيحدث به كما سمعه لا يزيد فيه ولا ينقص منه.
________________________________________________________
زمن نوحعليهالسلام إلى الآن، فليذهب الحسن الّذي يزعم انحصار العلم فيما في أيدي الناس يمينا وشمالاً أي إلى كلّ جهة وجانب ليطلبه من الناس، فإنه لا يوجد عندهم أكثر المعارف والشرائع.
قولهعليهالسلام إلا هيهنا، لعله أشار إلى صدره الشريف أو إلى مكانه المنيف أو إلى بيت النبوة والخلافة.
باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسك بالكتب
الحديث الأول موثق.
قولهعليهالسلام فيحدث به كما سمعه، لعلهعليهالسلام جعل الأحسن مكان المفعول المطلق والضمير راجع إلى الأتباع كما أومأنا إليه في حديث هشام، فالمعنى أن أحسن الاتباع أن يرويه كما سمعه بلا زيادة ونقصان ويومئ إلى جواز النقل بالمعنى بمقتضى صيغة التفضيل، وعلى ما ذكرنا سابقاً من التفسير المشهور يكون تفسير المعنى الاتباع أي اتباع الأحسن لا يكون إلا بأن يتبعه قولا وفعلا من غير زيادة ونقص، ويؤيد الأخير قوله تعالى( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) (٢) .
__________________
(١) سورة الزمر: ١٨.
(٢) سورة الزمر: ٥٥.
٢ - محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن محمّد بن مسلم قال قلت لأبي عبد اللهعليهالسلام أسمع الحديث منك فأزيد وأنقص قال إن كنت تريد معانيه فلا بأس.
________________________________________________________
الحديث الثاني صحيح.
قولهعليهالسلام إن كنت تريد معانيه: أي إن كنت تقصد حفظ معانيه فلا تختل بالزيادة والنقصان، فلا بأس بأن تزيد وتنقص في العبارة، وقيل: إن كنت تقصد وتطلب بالزيادة والنقصان إفادة معانيه فلا بأس، وعلى التقديرين يدل على جواز نقل الحديث بالمعنى، وتفصيل القول في ذلك أنه إذا لم يكن المحدث عالماً بحقائق الألفاظ ومجازاتها ومنطوقها ومفهومها ومقاصدها لم تجز له الرواية، وأمّا إذا كان ألما بذلك فقد قال طائفة من العلماء لا تجوز إلا باللفظ أيضا، وجوز بعضهم في غير حديث النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم فقط، قال: لأنّه أفسح من نطق بالضاد، وفي تراكيبه أسرار ودقائق لا يوقف عليها إلا بها كما هي، لأنّ لكل تركيب معنى بحسب الوصل والفصل والتقديم والتأخير وغير ذلك لو لم يراع ذلك لذهبت مقاصدها، بل لكل كلمة مع صاحبتها خاصية مستقلة كالتخصيص والاهتمام وغيرهما، وكذا الألفاظ المشتركة والمترادفة، ولو وضع كلّ موضع الآخر لفات المعنى المقصود، ومن ثمّ قال النبي صلى الله وعليه وآله نصر الله عبداً سمع مقالتي وحفظها ووهاها وأداها كما سمعها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وكفى هذا الحديث شاهداً بصدق ذلك، وأكثر الأصحاب جوزوا ذلك مطلقاً مع حصول الشرائط المذكورة، وقالوا: كلما ذكرتم خارج عن موضوع البحث لأنا إنما جوزنا لمن يفهم الألفاظ، ويعرف خواصها ومقاصدها، ويعلم عدم اختلال المراد بها فيما أداه، وقد ذهب جمهور السلف والخلف من الطوائف كلها، إلى جواز الرواية بالمعنى إذا قطع بأداء المعنى بعينه، لأنّه من المعلوم أن الصحابة وأصحاب الأئمّةعليهالسلام لم يكونوا يكتبون الأحاديث
٣ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن ابن سنان، عن داود بن فرقد قال قلت لأبي عبد اللهعليهالسلام إني أسمع الكلام منك فأريد أن أرويه كما سمعته منك فلا يجيء قال فتعمد ذلك قلت لا فقال تريد المعاني قلت نعم قال فلا بأس.
________________________________________________________
عند سماعها، ويبعد بل يستحيل عادة حفظهم جميع الألفاظ على ما هي عليه، وقد سمعوها مرة واحدة خصوصاً في الأحاديث الطويلة مع تطاول الأزمنة، ولهذا كثيراً ما يروى عنهم المعنى الواحد بألفاظ مختلفة، ولم ينكر ذلك عليهم، ولا يبقى لمن تتبع الأخبار في هذا شبهة، نعم لا مرية في أن روايته بلفظه أولى على كلّ حال، لا سيما في هذه الأزمان لبعد العهد وفوت القرائن وتغير المصطلحات، وبالغ بعضهم فقال: لا يجوز تغيير « قال النبي » إلى « قال رسول الله » ولا عكسه وهو عنت بين بغير ثمرة، وقال بعض الأفاضل: نقل المعنى إنما جوزوه في غير المصنفات، أمّا المصنفات فقد قال أكثر الأصحاب لا يجوز حكايتها ونقلها بالمعنى، ولا تغيير شيء منها على ما هو المتعارف وهو أحوط.
الحديث الثالث ضعيف على المشهور.
قولهعليهالسلام فتعمد ذلك: بالتائين وفي بعض النسخ بحذف إحداهما للتخفيف والتعمد القصد يقال تعمدت الشيء أي قصدته، يعني أتتعمد ترك حفظ الألفاظ وعدم المبالاة بضبطها، أو أنت نسي يقع ذلك منك بغير تقصير، أو المعنى أفتقصد وتريد أن ترويه كيف ما يجيء زائداً على إفادة المعنى المقصود أو ناقصاً عنه « قال: تريد المعاني » أي أتريد رواية المعاني ونقلها بألفاظ غير مسموعة وعبارات مفيدة من غير زيادة ونقصان فيها، ويمكن أن يقال: لما كان قول السائل يحتمل وجهين أحدهما عدم المجيء أصلاً، والآخر عدمه بسهولة استفهمعليهالسلام وقال: أفتقصد عدم المجيء وتريده عمداً وتترك اللفظ المسموع لأجل الصعوبة فأجاب السائل بأن المراد الأمر الأول، وما في بعض النسخ من قوله: فتعمد بالتاء الواحدة قيل: يجوز أن يكون من المجرد يقال: عمدت الشيء فانعمد، أي أقمته بعماد معتمد عليه، أو من باب الأفعال يقال أعمدته أي جعلت تحته عماداً، والمعنى في الصورتين أفتضم إليه شيئاً من عندك تقيمه وتصلحه به، كما يقام الشيء بعماد يعتمد عليه.
٤ - وعنه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللهعليهالسلام الحديث أسمعه منك أرويه عن أبيك أو أسمعه من أبيك أرويه عنك قال سواء إلا أنك ترويه عن أبي أحب إلي وقال أبو عبد اللهعليهالسلام لجميل ما سمعت مني فاروه عن أبي.
٥ - وعنه، عن أحمد بن محمّد ومحمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن عبد الله
________________________________________________________
الحديث الرابع ضعيف.
قوله: وقال أبو عبد اللهعليهالسلام أمّا كلام أبي بصير أو خبر آخر مرسل.
قولهعليهالسلام : سواء: لأنّ علومهم كلهم من معدن واحد، بل كلهم من نور واحد، كما سيأتي، وأمّا أحبية الرواية عن الأب فلعله للتقية، فإن ذلك أبعد من الشهرة والإنكار، وأيضا فإن قول الماضي أقرب إلى القبول من قول الشاهد عند الجماهير، لأنّه أبعد من أن يحسد ويبغض، وقيل فيه وجه آخر، وهو أن علو السند وقرب الإسناد من الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم مما له رجحان عند الناس في قبول الرواية، خصوصاً فيما يختلف فيه الأحكام، وفيه وجه آخر وهو أن من الواقفية من توقف على الأب فلا يكون قول الابن حجة عليه فيما يناقض رأيه، بخلاف العكس إذ القائل بإمامة الابن قائل بإمامة الأب من دون العكس كليا، ووجه رابع أيضاً وهو التحرز عن إيهام الكذب فيما إذا سمع من الأب من سماعه بخصوصه من الابن، وذلك لأنّ كلّ مقول لأبي عبد اللهعليهالسلام مقول لأبيه لفظا، فهو مسموع من أبيه ولو بالواسطة بخلاف العكس، لأنّه يجوز عدم تلفظه ببعض ما سمعه من أبيه بعد، وإن كان موافقاً لعلمه واعتقاده، قيل: ويحتمل تعلّقه بالأخيرة فقط، أي رواية المسموع من أبي عنه أحب إلى من روايته عني للوجوه المذكورة لا سيما الرابع، وقوله: ترويه مبتدأ بتقدير أن كقولك: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه.
الحديث الخامس صحيح، ويدل على جواز تحمل الحديث بالإجازة وحمل الأصحاب قراءة الأحاديث الثلاثة على الاستحباب، والأحوط العمل به، ولنذكر ما به
ابن سنان قال قلت لأبي عبد اللهعليهالسلام يجيئني القوم فيستمعون مني حديثكم فأضجر
________________________________________________________
يتحقق تحمل الرواية والطرق الّتي تجوز بها رواية الأخبار.
اعلم أن لأخذ الحديث طرقاً أعلاها سماع الراوي لفظ الشيخ، أو إسماع الراوي لفظه إياه بقراءة الحديث عليه، ويدخل فيه سماعه مع قراءة غيره على الشيخ، ويسمى الأول بالإملاء والثاني بالعرض، وقد يقيد الإملاء بما إذا كتب الراوي ما يسمع من شيخه، وفي ترجيح أحدهما على الآخر والتسوية بينهما أوجه، ومما يستدل به على ترجيح السماع من الشيخ على إسماعه هذا الخبر، فلو لا ترجيح قراءة الشيخ على قراءة الراوي لأمره بترك القراءة عند التضجر، وقراءة الراوي مع سماعه إياه، ولا خلاف في أنه يجوز للسامع أن يقول في الأول حدثنا وأنبأنا، وسمعته يقول، وقال لنا، وذكر لنا، هذا كان في الصدر الأول ثمّ شاع تخصيص أخبرنا بالقراءة على الشيخ، وأنبأنا ونبأنا بالإجازة، وفي الثاني مشهور جواز قول أخبرني وحدثني مقيدين بالقراءة على الشيخ، وما ينقل عن السيد ممّن منعه مقيداً أيضاً بعيد، واختلف في الإطلاق فجوزه بعضهم ومنعه آخرون، وفصل ثالث فجوز أخبرني ومنع حدثني، واستند إلى أن الشائع في استعمال أخبرني هو قراءته على الشيخ، وفي استعمال حدثني هو سماعه عنه، وفي كون الشياع دليلاً على المنع من غير شائع نظر.
ثم إن صيغة حدثني وشبهها فيما يكون الراوي متفرداً في المجلس، وحدثنا وأخبرنا فيما يكون مجتمعاً مع غيره، فهذان قسمان من أقسامها، وبعدهما الإجازة، سواء كان معينا لمعين كإجازة الكافي لشخص معين أو معينا لغير معين كإجازته لكل أحد، أو غير معين لمعين كأجزتك مسموعاتي أو غير معين كأجزت كلّ أحد مسموعاتي، كما حكي عن بعض أصحابنا أنه أجاز على هذا الوجه، وفي إجازة المعدوم نظر إلا مع عطفه على الموجود، وأمّا غير المميز كالأطفال الصغيرة فالمشهور الجواز، وفي جواز إجازة المجاز وجهان للأصحاب، والأصح الجواز وأفضل
ولا أقوى قال فاقرأ عليهم من أوله حديثاً ومن وسطه حديثاً ومن آخره حديثا
________________________________________________________
أقسامها ما كانت على وفق هذه الصحيحة بأن يقرأ عليه من أو له حديثاً ومن وسطه حديثاً ومن آخره حديثا، ثمّ يجيزه، بل الأولى الاقتصار عليه، ويحتمل أن يكون المراد بالأول والأوسط والآخر الحقيقي منها أو الأعم منه ومن الإضافي، والثاني أظهر وإن كان رعاية الأول أحوط وأولى، وبعدها المناولة وهي مقرونة بالإجازة وغير مقرونة، والأولى هي أن يناوله كتاباً ويقول هذا روايتي فاروه عني أو شبهه، والثانية أن يناوله إياه ويقول هذا سماعي ويقتصر عليه، وفي جواز الرواية بالثاني قولان، والأظهر الجواز لما سيأتي من خبر الحلال، وهل يجوز إطلاق حدثنا وأخبرنا في الإجازة والمناولة؟ قولان، وأمّا مع التقييد بمثل قولنا إجازة ومناولة فالأصح جوازه واصطلح بعضهم على قولنا أنبأنا وبعدها المكاتبة وهي أن يكتب مسموعة لغائب بخطه ويقرنه بالإجازة أو يعريه عنها، والكلام فيه كالكلام في المناولة، والظاهر عدم الفرق بين الكتابة التفصيلية والإجمالية كان يكتب الشيخ مشيراً إلى مجموع محدود إشارة يأمن معها اللبس والاشتباه: هذا مسموعي ومرويي فاروه عني.
والحق أنه مع العلم بالخط والمقصود بالقرائن لا فرق يعتد به بينه وبين سائر الأقسام ككتابة النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم إلى كسرى وقيصر مع أنها كانت حجة عليهم، وكتابة أئمتناعليهالسلام الأحكام إلى أصحابهم في الأعصار المتطاولة، والظاهر أنه يكفي الظن الغالب أيضاً في ذلك وبعدها الإعلام وهو أن يعلم الشيخ الطالب أن هذا الحديث أو الكتاب سماعه، وفي جواز الرواية به قولان، والأظهر الجواز لما سيأتي في خبر الحلال وابن أبي خالد، ويقرب منه الوصية وهي أن يوصي عند سفره أو موته بكتاب يرويه فلان بعد موته، وقد جوز بعض السلف للموصى له روايته ويدل عليه خبر ابن أبي خالد
والثامن: الوجادة وهي أن يقف الإنسان على أحاديث بخط راويها أو في كتابه المروي له معاصراً كان أو لا، فله أن يقول: وجدت أو قرأت بخط فلان أو في كتابه حدثنا فلان يسوق الإسناد والمتن، وهذا هو الّذي استمر عليه العمل حديثاً وقديماً، وهو من باب
٦ - عنه بإسناده، عن أحمد بن عمر الحلال قال قلت لأبي الحسن الرضاعليهالسلام الرجل من أصحابنا يعطيني الكتاب ولا يقول اروه عني يجوز لي أن أرويه عنه قال فقال إذا علمت أن الكتاب له فاروه عنه.
٧ - علي بن إبراهيم، عن أبيه وعن أحمد بن محمّد بن خالد، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال قال أمير المؤمنينعليهالسلام إذا حدثتم بحديث فأسندوه إلى الّذي حدثكم فإن كان حقاً فلكم وإن كان كذباً فعليه.
٨ - علي بن محمّد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبي أيوب المدني، عن ابن
________________________________________________________
المنقطع، وفيه شوب اتصال ويجوز العمل به وروايته عند كثير من المحققين عند حصول الثقة بأنه خط المذكور أو روايته وإلا قال بلغني عنه أو وجدت في كتاب أخبرني فلان أنه خط فلان أو روايته، أو أظن أنه خطه أو روايته لوجود آثار روايته له بالبلاغ ونحوه، يدل على جواز العمل بها خبر ابن أبي خالد، وربما يلحق بهذا القسم ما إذا وجد كتاباً بتصحيح الشيخ وضبطه، والأظهر جواز العمل بالكتب المشهورة المعروفة الّتي يعلم انتسابها إلى مؤلفيها، كالكتب الأربعة، وسائر الكتب المشهورة، وإن كان الأحوط تصحيح الإجازة والإسناد في جميعها.
الحديث السادس مرسل.
قولهعليهالسلام فاروه عنه: أي إعطاء الكتاب لمن يعلم أنه من مروياته كاف في الرواية أو المراد أن العلم بأن الكتاب له ومن مروياته كاف للرواية عنه، سواء أعطي الكتاب أم لا.
الحديث السابع ضعيف على المشهور ويدل على مطلوبية ترك الإرسال بل لزومه.
وقولهعليهالسلام إذا حدثتم: يحتمل أن يكون على بناء المعلوم أو المجهول، ولا يبعد تعميم الحديث بحيث يشمل أخبار الناس أيضا.
الحديث الثامن مجهول.
أبي عمير، عن حسين الأحمسي، عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال القلب يتكل على الكتابة.
٩ - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللهعليهالسلام يقول اكتبوا فإنكم لا تحفظون حتّى تكتبوا.
١٠ - محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ابن بكير، عن عبيد بن زرارة قال قال أبو عبد اللهعليهالسلام احتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون إليها.
١١ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن بعض أصحابه، عن أبي سعيد الخيبري، عن المفضل بن عمر قال قال لي أبو عبد اللهعليهالسلام اكتب وبث علمك في إخوانك فإن مت فأورث كتبك بنيك فإنه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلا بكتبهم
________________________________________________________
قولهعليهالسلام يتكل على الكتابة: الاتكال الاعتماد، أي إذا كتبتم ما سمعتم اطمأنت نفوسكم لتمكنكم من الرجوع إلى الكتاب إذا نسيتم، وفيه حث على كتابة الحديث، ويحتمل أن يكون المراد الترغيب على الحفظ بدون الكتابة، فإن مع الكتابة يتكل القلب عليه، ولا يسعى في حفظ الحديث والأول أظهر.
الحديث التاسع ضعيف على المشهور ويؤيد المعنى الأول للخبر السابق.
الحديث العاشر موثق كالصحيح.
قولهعليهالسلام فإنكم سوف تحتاجون إليها: أي في زمان غيبة الإمام أو الأعم منه ومن زمان بعض الأئمّة المستورين عن أكثر شيعتهم لخوف المخالفين.
الحديث الحادي عشر ضعيف على المشهور.
قولهعليهالسلام فأورث كتبك: أي اجعلها بحيث يصل إليهم بعدك، ويبقى في أيديهم أو علمهم علمها وحملهم روايتها، والهرج: الفتنة والاختلاف، وهو زمان الغيبة فإنه يكثر فيه الفتنة، واختلاط الحقّ بالباطل، ويدل على جواز الرجوع إلى الكتب في ذلك الزمان.