الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٢

مؤلف: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 608
مؤلف: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 608
الإصابة في تمييز الصحابة الجزء الثاني
المؤلف: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ذكر بقية حرف الحاء
الحاء بعدها الألف
١٥٣٩ ـ حازم بن حرملة : بن مسعود الغفاريّ(١) . له حديث في الإكثار من الحوقلة. روى عنه أبو زينب مولاه.
أخرجه ابن ماجة ، وابن أبي عاصم في الوحدان ، والطّبراني وغيرهم : كلّهم في الحاء المهملة ، وإسناده حسن.
وذكره ابن قانع في الخاء المعجمة ، فصحّف.
١٥٤٠ ـ حازم بن حرام الجذامي (٢) : من أهل البادية بالشام. روى الباوردي والدّولابي والعقيلي من طريق سليمان بن عقبة بن شبيب بن حازم ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه حازم ، قال : أتيت النبيصلىاللهعليهوسلم بصيد اصطدته من الأردن(٣) وأهديتها إليه فقبلها وكساني عمامة عدنيّة ، وقال لي : «ما اسمك؟» قلت : حازم. قال «بل أنت مطعم».
واختصره بعضهم.
واختلف في أبيه ، فقيل بمهملتين ، وقيل بكسر أوله ثم زاي ، واتفقوا على أنه جذامي ـ بضم الجيم ثم ذال معجمة.
وقال أبو عمر : خزاعيّ ـ بضم المعجمة ثم زاي. والأول هو الصواب.
__________________
(١) ينظر حلية الأولياء ١ / ٣٥٦ ، الكاشف ١ / ١٩٩ ، التاريخ الكبير ٣ / ١٠٩ الطبقات ١ / ٣٣ ، أسد الغابة ت (١٠٠٨).
(٢) أسد الغابة ت (١٠٠٩) ، الاستيعاب ت (٤٦٧).
(٣) الأردن : بالضم ثم السكون وضم الدال المهملة وتشديد النون والأردن اسم البلد ، أهل السير يقولون :
إن الأردن وفلسطين ابنا سام بن إرم بن سام بن نوح عليهالسلام وهي أحد أجناد الشام الخمسة وهي كورة واسعة منها الغور وطبرية وصور وعكا وما بين ذلك. انظر معجم البلدان ١ / ١٧٦.
١٥٤١ ـ حازم : غير منسوب(١) . روى عبدان ، ومن طريقه أبو موسى من رواية محمد السعدي ـ وهو أخو عطية ، عن عاصم البصريّ ، عن حازم ، قال : فرض رسول اللهصلىاللهعليهوسلم زكاة الفطر طهورا ، للصّائم من اللّغو والرّفث»(٢) الحديث.
١٥٤٢ ز ـ حاصر الجني : بمهملات : الجنّي ، أحد وفد نصيبين. تقدم ذكره في ترجمة الأرقم الجنّي.
١٥٤٣ ـ حاطب بن أبي بلتعة (٣) : بفتح الموحدة وسكون اللام بعدها مثناة ثم مهملة مفتوحات ، ابن عمرو بن عمير بن سلمة بن صعب بن سهل اللّخمي ، حليف بني أسد بن عبد العزّى.
يقال : إنه حالف الزّبير. وقيل : كان مولى عبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد فكاتبه فأدّى مكاتبته.
اتفقوا على شهوده بدرا ، وثبت ذلك في الصحيحين من حديث علي في قصة كتابة حاطب إلى أهل مكة يخبرهم بتجهيز رسول اللهصلىاللهعليهوسلم إليهم ، فنزلت فيه :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ ) [الممتحنة : ١] الآية. فقال عمر : دعني أضرب عنقه.
فقال : إنّه شهد بدرا. واعتذر حاطب بأنّه لم يكن له في مكة عشيرة تدفع عن أهله فقبل عذره.
وروى قصته ابن مردويه من حديث ابن عباس ، فذكر معنى حديث عليّ ، وفيه ، فقال : يا حاطب ، ما دعاك إلى ما صنعت؟ فقال : يا رسول الله كان أهلي فيهم ، فكتبت كتابا لا يضرّ الله ولا رسوله.
وروى ابن شاهين(٤) والباورديّ والطّبرانيّ ، وسمّويه ، من طريق الزهريّ ، عن عروة ، عن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة ، قال : حاطب رجل من أهل اليمن ، وكان حليفا للزّبير ، وكان من أصحاب رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ، وقد شهد بدرا ، وكان بنوه وإخوته بمكة ، فكتب حاطب من المدينة إلى كبار قريش ينصح لهم فيه فذكر الحديث نحو حديث علي. وفي
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٠١٠).
(٢) أخرجه الدارقطنيّ في السنن ٢ / ١٣٨ وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (٢٤١٢٥) وعزاه للدارقطنيّ والبيهقي عن ابن عباس.
(٣) أسد الغابة ت (١٠١١) ، الاستيعاب ، ت (٤٧٢).
(٤) أورده السيوطي في الدر المنثور ٦ / ٢٠٣ والحسين في إتحاف السادة المتقين ٧ / ١٣٧.
آخره : فقال حاطب : والله ما ارتبت في الله منذ أسلمت ، ولكنّني كنت امرأ غريبا ، ولي بمكة بنون وإخوة الحديث. وزاد في آخره : فأنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ ) [الممتحنة : ١] الآيات.
ورواه ابن مردويه من حديث أنس ، وفيه نزول الآية.
ورواه ابن شاهين من حديث ابن عمر بإسناد قوي.
وروى مسلم وغيره من طريق أبي الزبير عن جابر أنّ عبدا لحاطب بن أبي بلتعة جاء يشكو حاطبا ، فقال : يا رسول الله ، ليدخلنّ حاطب النّار. فقال : «لا ، فإنّه شهد بدرا والحديبيّة».
وروى ابن السّكن من طريق محمد بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أبيه ، عن حاطب : سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوسلم يقول : «يزوّج المؤمن في الجنّة ثنتين وسبعين زوجة : سبعين من نساء الجنّة ، وثنتين من نساء الدّنيا»(١) .
وأغرب أبو عمر ، قال : لا أعلم له غير حديث واحد : «من رآني بعد موتي ...»
الحديث.
قلت : وقد ظفرت بغيره كما ترى ، ثم وجدت له ثلاثة أحاديث غيرها : أحدها أخرجه ابن شاهين من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه جده ، قال : بعثني رسول اللهصلىاللهعليهوسلم إلى المقوقس ملك الإسكندرية ، فجئته بكتاب رسول اللهصلىاللهعليهوسلم الحديث.
ثانيها أخرجه ابن مندة من هذا الوجه مرفوعا. «من اغتسل يوم الجمعة» الحديث.
ثالثها أخرجه الحاكم من طريق صفوان بن سليم ، عن أنس ، عن حاطب بن أبي بلتعة ـ أنه طلع على النبيّصلىاللهعليهوسلم ـ وهو يشتدّ وفي يد عليّ بن أبي طالب ترس فيه ماء الحديث.
وروى مالك في «الموطأ» قصة مع رفيقه في عهد عمر.
وقال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» : كان أحد فرسان قريش في الجاهلية وشعرائها.
وقال ابن أبي خيثمة : قال المدائني : مات حاطب في سنة ثلاثين في خلافة عثمان وله خمس وستون سنة ، وكذا رواه الطبراني عن يحيى بن بكير.
__________________
(١) أورده السيوطي في الدر المنثور ١ / ٣٩ والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (٣٩٣٧٥) وعزاه لابن السكن وابن عساكر عن محمد بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة عن أبيه عن جده.
١٥٤٤ ـ حاطب بن الحارث بن معمر (١) بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي ثم الجمحيّ.
ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة ، وسمى يونس بن بكير وحده في روايته جدّه المغيرة ، وغلّطوه.
وذكر الواقديّ وغيره قالوا : إنه هاجر الهجرة الثانية ، ومات بأرض الحبشة. وذكره الطبرانيّ فيمن مات بالحبشة هو وأخوه حطّاب.
١٥٤٥ ـ حاطب بن عبد العزّى : بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر(٢) بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري ابن عم الّذي بعده.
ذكر أبو موسى في الذّيل أنّ عبد الله بن الأجلح عدّه ـ عن أبيه عن بشر بن تميم وغيره ـ من المؤلّفة.
١٥٤٦ ـ حاطب بن عمرو :: بن عبد شمس(٣) بن عبد ودّ القرشي ثم العامري ، أخو سهيل.
كان حاطب من السابقين ، ويقال : إنه أول مهاجر إلى الحبشة ، وبه جزم الزهريّ.
واتفقوا على أنه ممن شهد بدرا. وقيل : إنه آخر من خرج إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب.
قال البلاذريّ : هو غلط ، وقد قالوا : إنه هو الّذي زوّج النبيّصلىاللهعليهوسلم سودة بنت زمعة ، وهذا يدلّ على أنه رجع من الحبشة قبل الهجرة إلى المدينة.
١٥٤٧ ـ حاطب بن عمرو : بن عتيك بن أمية بن زيد بن مالك(٤) بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك الأنصاري ثم الأوسي.
قال أبو عمر : شهد بدرا ، ولم يذكره ابن إسحاق فيهم.
قلت : ولا رأيته عند غيره ، وإنما عندهم جميعاً أنه الحارث بن حاطب ، وقد تقدم ،
__________________
(١) التاريخ الصغير ١ / ٤١٢ ، العبر ١ / ٨٤ ، وأسد الغابة ت (١٠١٢) ، الاستيعاب ت (٤٧١).
(٢) أسد الغابة ت (١٠٦٣).
(٣) الثقات ٣ / ٨٣ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١١٤ ، الجرح والتعديل ٣ / ١٣٥١ ، الوافي بالوفيات ١١ / ٣٩٩ ، أصحاب بدر ١٢٨ ، المصباح المضيء ١ / ١٠١ ، العقد الثمين ٤ / ٤٥ ، أسد الغابة ت (١٠١٤) ، الاستيعاب ت (٤٧٠).
(٤) أسد الغابة ت (١٠١٥) ، الاستيعاب ت (٤٦٩).
لكن اسم جدّ حاطب عبيد لا عتيك ، فكأنه تصحّف هنا ، فالله أعلم هل لحاطب صحبة أم لا؟
١٥٤٨ ـ حامد الصائدي (١) : ذكره الأزدي في الصحابة ، وقال : لم يرو عنه غير أبي إسحاق ، واستدركه أبو موسى.
قلت : لم يذكر البخاريّ أنّ له صحبة. وأما ابن أبي حاتم فقال : حامد الصائديّ ، ويقال الشاكريّ ، حيّ من همدان.
روى عن سعد بن أبي وقاص. وعنه أبو إسحاق السبيعي. وقال ابن المديني : سمع من سعد ، ولا نعرف حاله. انتهى.
قال في التجريد : إنما سمع من سعد. ولا يعرف. وذكره في الميزان بناء على أنه تابعيّ.
١٥٤٩ ز ـ حامية بن سبيع الأسدي : ذكر الواقدي بإسناده في الردة أنّ النبيّصلىاللهعليهوسلم استعمله سنة إحدى عشرة على صدقات قومه.
الحاء بعدها
الباء ١٥٥٠ ـ الحباب : بضم المهملة وموحدتين الأولى خفيفة ـ ابن جبير(٢) ، حليف بني أميّة ، وابنه عرفطة استشهد يوم الطائف. ذكره أبو عمر وحده ، وسمّى الطّبري والده حبيبا ، ونسبه ، فقال : ابن عبد مناف بن سعد بن الحارث بن كنانة بن خزيمة ، وساق نسبه إلى الأزد ، ذكر ذلك في ترجمة ولده عرفطة فيمن استشهد بالطائف.
وذكره ابن فتحون في أوهام الاستيعاب أنّ أبا عمر قال : استشهد بالقادسية ، وأنه قال في ترجمة عرفطة إنه ابن الحباب بن حبيب ، ونسبه لموسى بن عقبة.
وحكى ابن فتحون أيضا خلافا في اسمه : هل هو بالمهملة المضمومة أو بالمعجمة المفتوحة مع تشديد الموحدة؟ وقد بينت ذلك في الخاء المعجمة.
١٥٥١ ـ الحباب بن جزء (٣) : بن عمرو بن عامر بن رزاح بن ظفر الأنصاريّ ثم الظفري.
قال ابن ماكولا : له صحبة. وذكره الطبريّ وابن شاهين فيمن شهد أحدا ، واستشهد باليمامة. وسمّى ابن القداح أباه جزيّا بالتصغير.
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٠١٦).
(٢) أسد الغابة ت (١٠١٧) ، الاستيعاب ت (٤٧٧).
(٣) أسد الغابة ت (١٠١٨) ، الاستيعاب ت (٤٧٩).
١٥٥٢ ـ الحباب بن زيد : بن تيم(١) بن أمية بن خفاف بن بياضة بن خفاف بن سعد بن مرة بن الأوس الأنصاريّ.
ذكر ابن شاهين أنه شهد أحدا وقتل يوم اليمامة ، ولم يرو ابن الكلبي أنه قتل باليمامة.
١٥٥٣ ـ الحباب بن عبد الله : بن أبيّ [ابن سلول](٢) . يأتي فيمن اسمه عبد الله.
١٥٥٤ ز ـ الحباب بن عبد الفزاري : ذكره البغوي في الصحابة.
وروى هو وإبراهيم الحربي من طريق عبد الله بن حاجب ، وكان قد أدرك النبيّصلىاللهعليهوسلم ـ أنّ الحباب بن عبد أتى النبيصلىاللهعليهوسلم فقال : ما تأمرني؟ قال : «تسلم ثمّ تهاجر». ففعل ورجع إلى أهله وماله ، فغدا بهم مهاجرا.
١٥٥٥ ز ـ الحباب بن عمرو (٣) : الأنصاري ، أخو أبي اليسر ، ووالد عبد الرحمن مات في عهد النبيصلىاللهعليهوسلم .
روى أحمد وأبو داود والدّارقطنيّ والطبراني من طريق ابن إسحاق عن الخطاب بن صالح عن أمّه ، عن سلامة بنت معقل امرأة من خارجة قيس عيلان ، قالت : قدم بي عمّي في الجاهلية فباعني من الحباب بن عمرو ، فاستسرّني فولدت له عبد الرحمن ، فتوفّي فترك دينا ، فقالت لي امرأته : الآن تباعين في دينه ، فجئت النبيّصلىاللهعليهوسلم فأخبرته ، فقال لأبي اليسر : «أعتقوها ، فإذا سمعتم برقيق قدم عليّ فائتوني أعوّضكم».
ففعلوا ، فأعطاه غلاماً فقال : «خذ هذا لابن أخيك».
تنبيه : ذكر الدّارقطنيّ أنه رأى الحباب بن عمرو هذا في كتاب علي بن المديني بضم أوله ومثناتين ، والمشهور أنه بموحدتين.
١٥٥٦ ـ الحباب بن قيظي : بن عمرو(٤) بن سهل الأنصاري ، ثم الأشهلي. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا ، وذكره ابن إسحاق أيضا. وقال ابن ماكولا : قاله بعضهم عن ابن إسحاق بالجيم يعني المفتوحة ثم النون. قال : والمحفوظ بالمهملة.
قلت : وذكره أبو عمر في الخاء المعجمة بعد أن ذكره في المهملة ، واستدركه أبو موسى في المعجمة ، فوهم ، لأن ابن مندة قد ذكره في المهملة. والله أعلم.
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٠١٩) ، الاستيعاب ت (٤٧٥).
(٢) أسد الغابة ت (١٠٢٠).
(٣) أسد الغابة ت (١٠٢١).
(٤) أسد الغابة ت (١٠٢٢) ، الاستيعاب ت (٤٧٤).
١٥٥٧ ـ الحباب بن المنذر (١) بن الجموح : بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي ثم السلمي ـ قال ابن سعد وغيره : شهد بدرا ، قال :
وكان يكنى أبا عمر ، وهو الّذي قال يوم السقيفة : أنا جذيلها المحكّك(٢) ، وعذيقها المرجّب(٣) ، رواه عبد الرزاق عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة.
وقال ابن إسحاق في السيرة : حدثني يزيد بن رومان ، عن عروة ، وغير واحد في قصة بدر. فذكر قول الحباب : يا رسول الله ، هذا منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتعدّاه أم هو الرأي والحرب؟ فقال : «بل هو الرّأي والحرب»(٤) . فقال الحباب : كلا ليس هذا بمنزل. فقبل منه النبيّصلىاللهعليهوسلم .
وروى ابن شاهين بإسناد ضعيف من طريق أبي الطفيل ، قال : أخبرني الحباب بن المنذر ، قال : أشرت على رسول اللهصلىاللهعليهوسلم برأيين ، فقبل مني : خرجت معه في غزاة بدر فذكر نحو ما تقدم. قال : وخيّر عند موته فاستشار أصحابه فقالوا : تعيش معنا ، فاستشارني فقلت : اختر يا رسول الله حيث اختارك ربك ، فقبل ذلك مني.
قال ابن سعد : مات في خلافة عمر ، وقد زاد على الخمسين ، ومن شعر الحباب بن المنذر :
ألم تعلما لله درّ أبيكما |
وما النّاس إلّا أكمه وبصير |
|
بأنّا وأعداء النّبيّ محمّد |
أسود لها في العالمين زئير |
|
نصرنا وآوينا النّبيّ ، وما له |
سوانا من أهل الملّتين نصير |
[الطويل]
١٥٥٨ ز ـ الحباب : غير منسوب. يأتي في آخر من اسمه عبد الله وقيل هو ابن عبد الله.
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٠٢٣) ، الاستيعاب ت (٤٧٣) ، الأنساب ٣ / ٢٧٨ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٤٢٧ ، المغازي للواقدي ٥٣ ، ٥٤ ، سيرة ابن هشام ١ / ٦٢٠ ، ٦٩٦.
(٢) هو تصغير جذل ، وهو العود الّذي ينصب للإبل الجربي لتحتكّ به ، وهو تصغير تعظيم : أي أنا ممن يستشفى برأيه كما تستشفي الإبل الجربي بالاحتكاك بهذا العود انظر النهاية في غريب الحديث ١ / ٢٥١.
(٣) تصغير العذق : النخلة ، وهو تصغير تعظيم ، والرجبة : هو أن تعمد النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لطولها وكثرة حملها أن تقع ، ورجبتها فهي مرجبة ، وقد يكون ترجب النخلة بأن يجعل حولها شوك لئلا يرقى إليها ، ومن الترجيب أن تعمد بخشبة ذات شعبتين وقيل : أراد بالترجيب التعظيم ، يقال : رجّب فلان مولاه : أي عظّمه. ومنه سمي شهر رجب ، لأنه كان يعظّم. انظر النهاية في غريب النهاية ٢ / ١٩٧.
(٤) انظر تفسير القرطبي ٧ / ٣٧٥.
١٥٥٩ ز ـ حبّان : بفتح أوله وتشديد الموحدة ـ ابن منقذ(١) بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاريّ الخزرجي.
روى الشّافعيّ وأحمد وابن خزيمة وابن الجارود والحاكم والدارقطنيّ ، من طريق ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر : كان حبّان بن منقذ رجلا ضعيفا ، وكان قد سقع في رأسه مأمومة ، فجعل النبيصلىاللهعليهوسلم له الخيار فيما اشترى ثلاثا ، وكان قد ثقل لسانه ، فقال له النبيصلىاللهعليهوسلم : «بع وقل لا خلابة»(٢) . قال : فكنت أسمعه يقول لا حيابة لا خيابة.
وأخرج هذا الحارث في الصحيح من وجه آخر عن ابن عمر بغير تسمية لحبّان.
وزاد الدارقطنيّ في طريق ابن إسحاق قال : فحدثني محمّد بن حبّان ، قال : هو جدي ، وكانت في رأسه آمّة ـ فذكر الحديث.
ورواه البخاريّ في تاريخه من طريق ابن إسحاق فقال : هو جدي منقذ بن عمرو.
ورواه الحسن بن سفيان في مسندة من وجه آخر عن ابن إسحاق ، فقال : عن محمد بن يحيى بن يحيى بن حبّان ، عن عمه واسع بن حبّان ـ أنّ جده منقذ بن عمرو كان قد أتى عليه مائة وثلاثون ، وكان إذا بايع غبن ، فذكر ذلك للنبيّصلىاللهعليهوسلم فقال : «إذا بايعت فقل لا خلابة وأنت بالخيار ثلاثا(٣) ».
وروى ابن شاهين من طريق عبد الله بن يوسف ، عن ابن لهيعة ، عن حبّان بن واسع بن حبّان ، عن جده ـ أنه كان ضرير البصر ، فجعل له النبيصلىاللهعليهوسلم الخيار ثلاثة أيام ، فقال عمر بن الخطاب : أيها الناس ، إني لا أجد في بيوعكم أمثل من الّذي جعل النبيّصلىاللهعليهوسلم لحبّان بن منقذ.
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٠٢٥) ، الاستيعاب ت (٤٨٢).
(٢) أخرجه ابن ماجة في السنن ٢ / ٧٨٨ كتاب الأحكام باب ٢٤ الحجر على من يفسد ماله حديث رقم (٢٣٥٤) ، (٢٣٥٥) وأخرجه الترمذي في السنن ٣ / ٥٥٢ كتاب البيوع باب ٢٨ ما جاء فيمن يخدع في البيع حديث رقم (١٢٥٠) قال : أبو عيسى الترمذي حديث أنس حسن صحيح غريب والعمل على هذا الحديث عند بعض أهل العلم أ. ه وأبو داود في السنن ٢ / ٣٠٥ كتاب البيوع باب في الرجل يقول عند البيع لا خلابة حديث رقم (٣٥٠٠) ، (٣٥٠١). والدارقطنيّ في السنن ٣ / ٥٥ والحاكم في المستدرك ٢ / ٢٢ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٥ / ٢٧٣ وأورده الزيلعي في نصب الراية ٤ / ٦ وعزاه لابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك والبيهقي في المعرفة والسنن.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه ٣ / ٨٦ ، ١٥٧ ، ٥٩ وأبو داود في السنن ٢ / ٣٠٤ في كتاب البيوع باب في الرجل يقول عند البيع لا خلابة حديث رقم (٣٥٠٠) والبيهقي في السنن الكبرى ٥ / ٢٦٢ ، ومالك في الموطأ ٦٨٥ والبخاري في التاريخ الكبير ٨ / ١٧ والزيلعي في نصب الراية ٤ / ٦ ، ٧ ، ٨.
ورواه الطّبرانيّ في الأوسط والدارقطنيّ من طريق يحيى بن بكير عن ابن لهيعة ، فقال : حدثني حبّان بن واسع ، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة أنه كلّم عمر بن الخطاب في البيوع فذكره ، وقال : لا يروى عن محمد إلا بهذا الإسناد.
وروى أصحاب السّنن من رواية سعيد عن قتادة عن أنس أنّ رجلا كان على عهد رسول اللهصلىاللهعليهوسلم يبتاع وفي عقله ضعف الحديث. ولم يسمّه.
والحاصل أنه اختلف في القصّة هل وقعت لحبّان بن منقذ أو لأبيه منقذ بن عمرو؟
ووجدت لحبّان رواية في حديث آخر أخرجه الطّبراني من طريق رشدين ، عن قرّة ، عن ابن شهاب ، عن محمد بن يحيى بن حبّان ، عن أبيه ، عن حبّان بن منقذ ـ أنّ رجلا قال : يا رسول الله ، أجعل ثلث صلاتي عليك؟ قال : «نعم ، إن شئت» الحديث.
قالوا : مات حبّان في خلافة عثمان.
١٥٦٠ ـ حبّان (١) : بكسر أوله على المشهور ، وقيل بفتحها وهو بالموحدة ، وقيل بالتحتانية ـ ابن بحّ ـ بضم الموحدة بعدها مهملة ثقيلة.
روى حديثه البغويّ ، وابن أبي شيبة ، والباورديّ ، والطّبرانيّ ، من طريق ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن زياد بن نعيم ، عن حبان بن بحّ صاحب رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ، قال : أسلم قومي ، فأخبرت أنّ رسول اللهصلىاللهعليهوسلم جهز إليهم جيشا فأتيته ، فقلت له : إن قومي على الإسلام. فذكر الحديث في أنه أذّن ، وفي نبع الماء من بيع أصابع النبيصلىاللهعليهوسلم ، وفيه : «لا خير في الإمارة لرجل مسلم»(٢) .
وفيه : «إنّ الصّدقة صداع في الرّأس وحريق في البطن».
وأخرج له الطبراني من هذا الوجه حديثا آخر. وذكر ابن الأثير أنه شهد فتح مصر ، ولم أر ذلك في أصوله ، وإنما قال ابن عبد البرّ : يعدّ فيمن نزل مصر.
١٥٦١ ـ حبّان بن الحكم السلمي (٣) : روى إبراهيم بن المنذر من طريق محمود بن لبيد أن النبيّصلىاللهعليهوسلم قال يوم الفتح : «يا بني سليم ، من يأخذ رايتكم؟ قالوا : أعطها حبان بن
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٠٢٦) ، الاستيعاب ت (٤٨٠) ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١١٦ ، بقي بن مخلد ٨٢٦ ، ذيل الكاشف ٢٢٧.
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير ٤ / ٤٢ ، ٥ / ٣٠٣ والبيهقي في الدلائل ٥ / ٣٥٦ وفي السنن ١٠ / ٨٦ وانظر المجمع ٥ / ٢٠٤.
(٣) أسد الغابة ت (١٠٢٧).
الحكم الفرار ، فكره قولهم الفرّار ، ثم أعطاه الراية ثم أعطاه الراية ثم نزعها منه وأعطاها يزيد بن الأخنس. وشهد حنينا أيضا ، وهو أخو معاوية وعليّ وغيرهما بني الحكم ، استدركه أبو علي الغسّاني.
١٥٦٢ ز ـ الحبحاب (١) : قيل فيه بموحدتين ، والأشهر بمثلثتين(٢) . وسيأتي.
١٥٦٣ ز ـ حبشيّ (٣) : بضم أوله وسكون الموحدة بعدها معجمة ثم تحتانية ، وهو اسم بلفظ النسب ـ ابن جنادة بن نصر بن أمامة بن الحارث بن معيط بن عمرو بن جندل بن مرة بن صعصعة السّلولي ـ بفتح المهملة وتخفيف اللام المضمومة ـ نسبة إلى سلول ، وهي أم بني مرّة بن صعصعة.
صحابي شهد حجة الوداع ، ثم نزل الكوفة ـ يكنى أبا الجنوب بفتح الجيم وضم النون الخفيفة وآخره موحدة.
أخرج حديثه النّسائي والترمذي وصحّحه.
روى عنه أبو إسحاق السّبيعي وعامر الشعبي ، وصرّح بسماعه من النبيّصلىاللهعليهوسلم . وقال العسكريّ : شهد مع عليّ مشاهده.
١٥٦٤ ـ حبلة بن مالك الداريّ : مضى في الجيم.
١٥٦٥ ـ حبّة : بالموحدة ابن بعكك. قيل هو اسم أبي السّنابل.
١٥٦٦ ـ حبّة بن جوين (٤) : يأتي في الرابع(٥) .
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٠٢٨).
(٢) في ت بمهملتين.
(٣) تجريد أسماء الصحابة ١ / ١١٦ ، تقريب التهذيب ١ / ١٤٨ ، الجرح والتعديل ٣ / ١٣٩٥ ، الطبقات ١ / ٥٥ ، ١٣١ ، خلاصة تذهيب الكمال ١ / ٢٦٧ تهذيب الكمال ١ / ٢٢٥ ، الوافي بالوفيات ١١ / ٤٢١ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٧٦ ، الكاشف ١ / ٢٠١ ، التاريخ الكبير ٣ / ١٢٧ ، الأنساب ٤ / ٥٠ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٩٦ ، العلل لابن حنبل ١ / ١٧٣ ، المسند له ٤ / ١٦٤ ، تاريخ الرسل والملوك للطبري ٦ / ٨٩ ، المعرفة والتاريخ للفسوي ٢ / ٢٢٥ ، الكامل في الضعفاء لابن عدي ٢ / ٨٤٨ ، المعجم الكبير للطبراني ٤ / ١٧ : ٢٠ ، الإكمال لابن ماكولا ٢ / ٣٨٣ ، تلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي ١٨٣ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٢٦٣ ، تحفة الأشراف للمزي ٣ / ١٣ ، المشتبه للذهبي ١ / ٢٠٩ ، المغني في الضعفاء له ١ / ١٤٤ ، طبقات خليفة ٥٥ ، ١٣١ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٩١ ، وأسد الغابة ت (١٠٢٩).
(٤) التقريب ١ / ١٤٨ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ٦ / ٢١٦ ، أسد الغابة ت (١٠٣١).
(٥) هذه التراجم سقطت في أ.
١٥٦٧ ـ حبّة بن خالد الخزاعي (١) : وقيل العامري ، أخو سواء بن خالد. صحابي نزل الكوفة.
روى حديثه ابن ماجة بإسناد حسن من طريق الأعمش ، عن أبي شرحبيل ، عن حبة ، وسواء ابني خالد ، قالا : دخلنا على النبيصلىاللهعليهوسلم وهو يعالج شيئا الحديث.
ذكر من اسمه حبيب بالمهملة والموحدتين بوزن عظيم
١٥٦٨ ـ حبيب بن أسلم الأنصاري : ذكره ابن أبي حاتم ، وقال : إنه بدريّ. وحكى عن أبيه أنه قال : لا أعرفه ، وقال أبو عمر في ترجمة حبيب : مولى الأنصار ـ وقال آخرون : هو حبيب بن أسلم بني جشم بن الخزرج.
١٥٦٩ ـ حبيب بن الأسود (٢) : يأتي في الخاء المعجمة.
١٥٧٠ ـ حبيب بن أسيد (٣) : بالفتح ـ بن جارية ـ بالجيم ـ الثقفي ، حليف بني زهرة. أخو بني بصير.
استشهد باليمامة ، ذكره أبو عمر.
١٥٧١ ز ـ حبيب بن أوس : أو ابن أبي أوس الثقفي. ذكره ابن يونس فيمن شهد فتح مصر فدلّ على أن له إدراكا ، ولم يبق من ثقيف في حجة الوداع أحد إلا وقد أسلم وشهدها ، فيكون هذا صحابيّا.
وقد ذكره ابن حبّان في ثقات التابعين.
١٥٧٢ ـ حبيب بن بديل : بن ورقاء الخزاعي(٤) . له ولأبيه ولأخيه عبد الله صحبة.
ذكره ابن شاهين في الصّحابة.
وروى حديثه ابن عقدة في كتاب الموالاة بإسناد ضعيف من رواية أبي مريم عن زرّ بن
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٠٣٣) ، الاستيعاب ت (٤٨٤) ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١١٦ ، الطبقات ١ / ٥٧ ، ١٣٢ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٧٧ ، خلاصة تذهيب الكمال ١ / ١٩١ ، تهذيب الكمال ١ / ٢٥٦ ، تقريب التهذيب ١ / ١٤٨ ، الكاشف ١ / ٢٠١ ، التاريخ الكبير ٣ / ٩٢ ، الإكمال ٢ / ٣١٩ ، بقي بن مخلد ٨٠٦.
(٢) أسد الغابة ت (١٠٣٦) ، المغازي ١٦٩ ، ابن هشام ١ / ٦٩٧ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ٣ / ٤٢٩.
٢ / ١٤.
(٣) أسد الغابة ت (١٠٣٧) ، الاستيعاب ت (٤٨٩).
(٤) أسد الغابة ت (١٠٣٨).
حبيش ، قال : قال علي : من ها هنا من أصحاب رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ؟ فقام اثنا عشر رجلا ، منهم قيس بن ثابت ، وحبيب بن بديل بن ورقاء ، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله يقول : «من كنت مولاه فعليّ مولاه»(١) .
١٥٧٣ ز ـ حبيب بن بغيض : يأتي ذكره في حبيب بن حبيب.
١٥٧٤ ز ـ حبيب بن تيم الأنصاري : ذكر ابن أبي حاتم أنه استشهد بأحد. وسيأتي حبيب بن زيد بن تيم ، فعله هذا.
١٥٧٥ ز ـ حبيب بن جندب : روى عن النبيصلىاللهعليهوسلم : «يكون بعض الأهلّة أكبر من بعض».
ذكره سعيد بن السكن ، كذا رأيت في المسودة ، وراجعت الصحابة لابن السكن فلم أره فيه.
١٥٧٦ ـ حبيب بن الحارث (٢) : لم يذكر نسبه.
روى ابن مندة من طريق محمد بن عبد الرحمن الطّفاوي ، عن العاصي بن عمرو الطّفاوي ، عن حبيب بن الحارث وأبي الغادية قالا : خرجنا مهاجرين ومعنا أم أبي الغادية فأسلموا. فقلت : يا رسول الله ، أوصني ، قال : «إيّاك وما يسوء الأذن»(٣) .
وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن الطفاوي ، عن العاصي بن عمرو ، قال : خرج فذكره مرسلا.
والعاصي مجهول.
ووجدت لحبيب بن الحارث ذكرا في خبر آخر : روى الإسماعيلي في جمعه حديث
__________________
(١) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٨٤ والترمذي (٣٧١٣) وابن ماجة (١٢١) وابن حبان (٢٢٠٢) والطبري في الكبير ٣ / ١٩٩ وابن سعد في الطبقات ٥ / ٢٣٥ والحاكم في المستدرك ٣ / ١١٠ وابن أبي شيبة في المصنف ١٢ / ٥٩ والطحاوي في المشكل ٢ / ٣٠٧ وأبو نعيم في الحلية ٤ / ٢٣ وذكره الهيثمي في المجمع ٧ / ١٧.
(٢) الإكمال ٢ / ٣٠ ، أسد الغابة ت (١٠٣٩) ، الاستيعاب ت (٤٩٤).
(٣) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ٧٦ وأورده الهيثمي في الزوائد ٨ / ٩٨ وقال رواه عبد الله والطبراني وفيه العاصي بن عمرو الطفاوي وهو مستور روى عنه محمد بن عبد الرحمن الطفاوي وتمام بن بريع وبقية رجال المسند رجال الصحيح ، وابن سعد في الطبقات الكبرى ٨ / ٢٣٩ وأورده العجلوني في كشف الخفاء ١ / ٣٢٤ ، ٣٣٦.
يحيى بن سعيد الأنصاري ، من طريق الحسن الجفري ، عن يحيى ، عن سعيد بن المسيب ، قال : بعث عمر عمير بن سعد أميرا على حمص فذكر قصة طويلة ، وفيها : ثم إن عمر بعث إليه رسولا لا يقال له حبيب بن الحارث.
وقد رواها أبو نعيم من وجه آخر في «الحلية» ، فقال فيها فبعث : إليه رجلا يقال : له الحارث. فالله أعلم.
١٥٧٧ ـ حبيب بن حباشة (١) : بن حويرثة بن عبيد بن عنان بن عامر بن خطمة الأنصاري الأوسي ثم الخطميّ.
نسبه ابن الكلبيّ وقال : صلّى عليه النبيصلىاللهعليهوسلم .
وقال عبدان : توفي من جراحة أصابته ودفن ليلا فصلّى النبيّصلىاللهعليهوسلم على قبره.
وذكر العسكريّ في التصحيف أنه خبيب ـ بالمعجمة والتصغير ، ولن يتابع على ذلك.
١٥٧٨ ـ حبيب بن حبيب : بن مروان بن عامر بن ضباري بن حجيّة بن حرقوص بن مالك بن مازن بن عمرو بن تميم التميمي ثم المازني.
قال ابن الكلبيّ : كان يقال له حبيب بن بغيض فوفد على النبيصلىاللهعليهوسلم ، فقال له : أنت حبيب بن حبيب.
قال الرّشاطيّ : لم يذكره أبو عمر ، ولا ابن فتحون.
قلت : وذكر غيره عن هشام بن الكلبي أنه ذكره ، وذكر أباه أيضا وأنهما جميعا وفدا.
١٥٧٩ ز ـ حبيب بن حبيب : لعله الّذي قبله.
روى الحاكم من طريق عمرو بن زياد ، عن غالب بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جده ، قال : شهدت رسول اللهصلىاللهعليهوسلم قال لحسان بن ثابت : «قل في أبي بكر شيئا ...» الحديث.
قال الحاكم : اسم جدّ غالب حبيب بن حبيب.
قلت : والراويّ عن غالب متروك. وقال العقيلي : غالب هذا إسناده مجهول.
١٥٨٠ ـ حبيب بن حماز الأسدي (٢) : قال أبو موسى ، عن عبدان : هو من أصحاب
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٠٤٠) ، تجريد أسماء الصحابة ، الاستبصار ١ / ٢٧٠ ، عنوان النجابة ١ / ٦٠.
(٢) الثقات ٣ / ٨١ الجرح والتعديل ٣ / ٤٦١ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١١٧ ، الطبقات الكبرى ٦ / ٢٣٢ ، ٩ / ٤٥ ، التاريخ الكبير ٢ / ٣١٥ ، أسد الغابة ت (١٠٤١).
النبيصلىاللهعليهوسلم ، وشهد معه الأسفار ، ثم ساق له من طريق الأعمش عن عمرو بن مرّة ، عن عبد الله بن الحارث ، عن حبيب بن حماز ، قال : كنّا مع النبيصلىاللهعليهوسلم في سفر فنزل منزلا فتعجّل ناس إلى المدينة الحديث.
ورواه غيره من هذا الوجه : فقال : عن حبيب ، عن أبي ذرّ.
وذكر حبيبا هذا في التابعين البخاريّ وأبو حاتم والدارقطنيّ وابن حبان وغيرهم ، وله ذكر في ترجمة خالد بن عرفطة يأتي.
١٥٨١ ـ حبيب بن حمامة (١) : ويقال ابن أبي حمامة ، ويقال ابن حماطة السلمي الشاعر.
ورد ذكره في حديث فيه أن ابن حمامة السلمي قال : يا رسول الله ، إني قد أثنيت على ربي. الحديث.
قال أبو موسى ، عن عبدان : اسمه حبيب. فالله أعلم.
١٥٨٢ ـ حبيب بن خراش (٢) العصري : بفتح المهملتين.
قال ابن مندة : عداده في أهل البصرة.
وروي بإسناد متروك من طريق محمد بن حبيب بن خراش عن أبيه أنه سمع النبيّصلىاللهعليهوسلم يقول : «المسلمون إخوة ...» الحديث.
١٥٨٣ ـ حبيب بن خراش : بن حريث(٣) بن الصامت بن كباس ـ بضم الكاف وتخفيف الموحدة ـ ابن جعفر بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الحنظليّ.
نسبه ابن الكلبيّ ، وقال : شهد بدرا ومعه مولاه الصامت ، وكان حليف بني سلمة من الأنصار.
وذكره ابن سعد والطّبريّ وابن شاهين في الصحابة.
١٥٨٤ ـ حبيب بن خماشة (٤) : بضم المعجمة وتخفيف الميم ـ الخطميّ.
روى
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٠٤٢).
(٢) تجريد أسماء الصحابة ١ / ١١٧ ، أسد الغابة ت (١٠٤٥).
(٣) تجريد أسماء الصحابة ١ / ١١٧ ، أسد الغابة ت (١٠٤٤).
(٤) أسد الغابة ت (١٠٤٦) ، الاستيعاب ت (٤٩٦).
الحارث بن أبي أسامة في مسندة بإسناد فيه الواقدي أنه قال : سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوسلم يقول بعرفة : «عرفة كلّها موقف»(١) .
وسيأتي حبيب بن عمير بن خماشة جدّ أبي جعفر ، فلعله هذا نسب لجده ، وبذلك جزم أبو عمر.
وتقدم قريبا حبيب بن حباشة وهو غير هذا ، لأنه مات في عهد النبيصلىاللهعليهوسلم .
١٥٨٥ ـ حبيب بن ربيّعة (٢) : بالتشديد ـ السلمي ، والد أبي عبد الرحمن ، قال ابن حبّان : له صحبة.
روى ابن مندة والخطيب من طريق وهب ، عن زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، قال : قال عبد الله بن حبيب أبو عبد الرحمن : كان أبي من أصحاب النبيصلىاللهعليهوسلم وشهد معه.
روى الخطيب وأبو نعيم من طريق عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن : سمعت حذيفة يقول : إن المضمار اليوم والسباق غدا. فقلت لأبي : يا أبت ، أتستبق الناس غدا؟
قال : إنما هو في الأعمال.
١٥٨٦ ـ حبيب بن ربيعة : بن عمرو الثقفي(٣) . استدركه أبو علي الجياني ، وقال : إنه استشهد يوم جسر أبي عبيد.
١٥٨٧ ـ حبيب بن رياب : براء وتحتانية ـ السهمي. يأتي ذكره في ترجمة أخيه وائل.
١٥٨٨ ـ حبيب بن زيد : بن تميم(٤) بن أسيد بن خفاف الأنصاريّ البياضي.
روى ابن شاهين عن رجاله أنه قتل يوم أحد شهيدا ، واستدركه أبو موسى.
__________________
(١) أخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ٨٩٣ كتاب الحج باب ما جاء أن عرفة كلها موقف (. ٢) حديث رقم (١٤٩ / ١٢١٨) وأبو داود في السنن ١ / ٥٩٠ كتاب المناسك باب صفة حج النبيصلىاللهعليهوسلم حديث رقم ١٩٠٧ ، وباب الصلاة بجمع حديث رقم ١٩٣٥ والترمذي في السنن ٣ / ٢٣٢ كتاب الحج باب ما جاء أن عرفة كلها موقف حديث رقم ٨٨٥. وابن ماجة في السنن ١ / ١٠٠١ كتاب المناسك باب (٥٥) الموقف بعرفات حديث رقم ٣٠١٠ ، والنسائي في السنن ٥ / ٢٦٥ كتاب مناسك الحج باب فيمن لم يدرك صلاة الصبح مع الإمام بالمزدلفة حديث رقم ٣٠٤٥ والطبراني في الكبير ١١ / ٤٩ ، ١١٩ ، وأحمد في المسند ٣ / ٣٢٦ ، والبيهقي ٥ / ١١٥ والهيثمي في الزوائد ٣ / ٢٥١.
(٢) الثقات ٣ / ٨٢.
(٣) أسد الغابة ت (١٠٤٧).
(٤) أسد الغابة ت (١٠٤٨) ، الاستيعاب ت (٤٨٦).
الإصابة/ج٢/م٢
١٥٨٩ ـ حبيب بن زيد : بن عاصم بن عمرو الأنصاريّ المازنيّ(١) ، أخو عبد الله بن زيد.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة من الأنصار ، وقال : هو الّذي أخذه مسيلمة فقتله ، ثم أسند القصة عن محمد بن يحيى بن حبّان ، وغيره.
وقال ابن سعد : شهد حبيب أحدا والخندق والمشاهد ، وروى ابن أبي شيبة ، عن عبد الله بن إدريس ، عن محمد بن عمارة ، عن أبي بكر بن محمد ـ يعني ابن حزم ـ أنّ حبيب بن زيد قتله مسيلمة ، فلما كان يوم اليمامة خرج أخوه عبد الله بن زيد وأمه وكانت نذرت ألّا يصيبها غسل حتى يقتل مسيلمة.
١٥٩٠ ـ حبيب بن زيد الكندي (٢) : قال أبو موسى : ذكره علي بن سعيد العسكري وغيره في الصحابة ، ثم روي من طريق علي بن قرين أحد المتروكين ، عن الحسين بن زيد الكندي : سمعت عبد الله بن حبيب الكندي يقول ـ عن أبيه : سألت النبيصلىاللهعليهوسلم : ما للمرأة من زوجها إذا مات؟ قال : «لها الرّبع إذا لم يكن لها ولد».
وأخرجه الإسماعيليّ ، وروي من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة أحد المتروكين ، عن الحسين بن زيد بهذا الإسناد ، أنه سأل النبيصلىاللهعليهوسلم عن الوضوء الحديث.
١٥٩١ ـ حبيب بن سعد ، مولى الأنصار (٣) : ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. قال أبو عمر : قال غيره حبيب بن أسود بن سعد وقيل حبيب بن أسلم مولى جشم بن الخزرج ، فلا أدري أواحد أم اثنان.
١٥٩٢ ـ حبيب بن الضّحاك الجهنيّ (٤) : ويقال الجمحيّ.
روى أبو نعيم من طريق عبد العزيز العمّي عن مسلمة بن خالد ، عنه ـ أنّ رسول اللهصلىاللهعليهوسلم . قال : «أتاني جبرائيل فقال : رأيت رحما معلّقة بالعرش تدعو على من قطعها؟ قلت : كم بينهما؟ قال : خمسة عشر أبا».
إسناده مجهول ، وأظنه مرسلا.
١٥٩٣ ز ـ حبيب بن عبد الله الأنصاري : ذكر وثيمة في الردة أنه كان رسول أبي بكر
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٠٤٩) ، الاستيعاب ت (٤٨٧).
(٢) أسد الغابة ت (١٠٥٠) ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١١ ، التحفة اللطيفة ١ / ٤٤٥ ، عنوان النجابة ١ / ٦٨.
(٣) أسد الغابة ت (١٠٥٢) ، الاستيعاب ت (٤٨٥).
(٤) تجريد أسماء الصحابة ١ / ١١٨ ، العقد الثمين ٤ / ٤٨ ، أسد الغابة ت (١٠٥٥).
الصديق إلى مسيلمة وبني حنيفة يدعوهم إلى الرجوع إلى الإسلام ، فقرأ عليهم الكتاب ، ثم وعظهم موعظة بليغة فقتله مسيلمة.
قلت : وهذه القصة يذكر نحوها لحبيب بن زيد أخي عبد الله المقدم ذكره ، فلعله آخر.
١٥٩٤ ز ـ حبيب بن عبد شمس : بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أخو الوليد.
ذكر وثيمة أنه استشهد باليمامة.
١٥٩٥ ـ حبيب بن عمرو : بن عمير بن عوف بن غيرة(١) بكسر المعجمة وفتح التحتانية ـ ابن عوف بن ثقيف الثقفي.
روى ابن جرير من طريق عكرمة في قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا ) [البقرة : ٢٧٨] الآية ، قال : نزلت في ثقيف ، منهم مسعود وحبيب وربيعة وعبد ياليل بنو عمرو بن عمير وكذا ذكره مقاتل في تفسيره ، وأخرجه ابن مندة من طريق الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس.
١٥٩٦ ـ حبيب بن عمرو : بن محصن(٢) بن عمرو بن عتيك بن مبذول الأنصاريّ.
ذكره ابن شاهين في الصحابة ، وتبعه أبو عمر ، قال : واستشهد وهو ذاهب إلى اليمامة.
١٥٩٧ ـ حبيب بن عمرو السّلاماني (٣) : بمهملة ولام خفيفة. ذكره ابن سعد. وقال ابن السكن ، كان يسكن الجناب ، وهو من بني سلامان بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن قضاعة.
قال الواقديّ : حدثني محمد بن يحيى بن سهل ، قال : وجدت في كتاب آبائي أنّ حبيب بن عمرو السّلاماني كان يحدّث ، قال : قدمنا ـ وفد سلامان ـ على النبيصلىاللهعليهوسلم ونحن سبعة نفر ، فانتهينا إلى باب المسجد ، فصادفنا رسول اللهصلىاللهعليهوسلم خارجا من المسجد إلى جنازة دعي إليها ، فلما رأيناه قلنا : السلام عليك يا رسول الله فذكر القصة : وفيها أنه أمر ثوبان بإنزالهم ، في دار رملة بنت الحارث ، وأنهم لما سمعوا الظّهر أتوا المسجد فصلّوا مع رسول
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٠٥٨).
(٢) أسد الغابة ت (١٠٥٩) ، الاستيعاب ت (٤٩٠).
(٣) الاستيعاب ت (٤٩٨) ، أسد الغابة ت (١٠٥٧) ، الثقات ٣ / ٨٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١١٨ ، المغني ١٣٠١ ، التحفة اللطيفة ٢ / ٤٥٦ ، الجرح والتعديل ٣ / ٤٧٨ ، ٧ / ٢٠٦.
اللهصلىاللهعليهوسلم ، وأنه سأل النبيصلىاللهعليهوسلم ، فقال : يا رسول الله ، ما أفضل الأعمال؟ قال : «الصّلاة في وقتها». وأنه سأل عن رقية العين وذكرها ، فأذن له فيها فذكر الحديث بطوله.
وقال ابن مندة : روى عبد الجبار بن سعيد ، عن محمد بن صدقة ، عن محمد بن يحيى بن سهل ، عن أبيه ، عن حبيب بن عمرو السّلاماني ـ أنه قدم على رسول اللهصلىاللهعليهوسلم .
قلت : وساقه ابن السّكن من هذا الوجه مطوّلا ، وروى من طريق الواقدي أنّ قدومه كان في شوال سنة عشر من الهجرة.
١٥٩٨ ز ـ حبيب بن عمرو : الطائي ثم الأجئي ـ بهمزة مفتوحة غير ممدودة وجيم مفتوحة بعدها همزة مكسورة مقصورة. ذكره الرشاطيّ عن علي بن حرب العراقي في التيجان عن أبي المنذر ـ هو هشام بن الكلبي ـ عن جميل بن مرثد ، قال : وفد رجل من الأجئيّين يقال له حبيب بن عمرو على رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ، وكتب له كتابا : «من محمّد رسول الله لحبيب بن عمرو أحد بني أجأ ولمن أسلم من قومه وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة أنّ له ماءه وماله ...» الحديث.
١٥٩٩ ز ـ حبيب بن عمرو (١) : لم يذكر نسبه.
روى عبدان من طريق العلاء بن عبد الجبار ، عن حماد بن سلمة ، عن أبي جعفر الخطميّ ، عن حبيب بن عمرو ـ وكان قد بايع النبيّصلىاللهعليهوسلم أنه كان إذا مرّ على قوم قال : «السّلام عليكم».
رجاله ثقات.
قال أبو موسى : يحتمل أن يكون هو حبيب بن عمير جدّ أبي جعفر ـ يعني الّذي بعده.
١٦٠٠ ـ حبيب بن عمير : بن حماشة الخطميّ الأنصاري(٢) ، روى عبدان من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن حماد بن سلمة ، عن أبي جعفر الخطميّ ، عن جده حبيب بن عمير. أنه جمع بنيه ، فقال : اتقوا الله ولا تجالسوا السفهاء الحديث.
١٦٠١ ـ حبيب بن فويك (٣) : بفاء وواو مصغّرا ـ ويقال بدل الواو دال ويقال راء.
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٠٦٠).
(٢) أسد الغابة ت (١٠٦١).
(٣) تجريد أسماء الصحابة ١ / ١١٩ ، الجرح والتعديل ٣ / ٤٩٣ ، بقي بن مخلد ٧٩٧ ، الاستيعاب ت (٤٩٣) ، أسد الغابة ت (١٠٦٣).
عبداللّهعليهالسلام : جعلت فداك ، ما معنى قول رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم : إن فاطمة أحصنت فرجها فحرّم اللّه ذريتها على النار؟ فقال : المعتَقون من النار هم ولد بطنها : الحسن ، والحسين ، وزينب ، وأُمّ كلثوم»(١) .
وعن مهران بن أبي نصر ، عن أخيه رباح ، قال : «قلت لأبي عبداللّهعليهالسلام : إنّا نروي بالكوفة أنّ علياًعليهالسلام قال : إنّ من تمام الحجّ والعمرة أن يحرم الرجل من دويرة أهله. فهل قال هذا عليعليهالسلام ؟
فقال : قد قال ذلك أمير المؤمنينعليهالسلام لمن كان منزله خلف المواقيت ، ولو كان كما يقولون ، ما كان يمنع رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم أن لا يخرج بثيابه إلى الشجرة»(٢) .
وعن أبي بكر الحضرمي ، قال : «قال أبو عبد اللّهعليهالسلام : إني خرجت بأهلي ماشياً فلم أهلّ حتى أتيت الجحفة ، وقد كنت شاكياً ، فجعل أهل المدينة يسألون عني فيقولون : لقيناه وعليه ثيابه وهم لا يعلمون ، وقد رخّص رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم لمن كان مريضاً أو ضعيفاً أن يحرم من الجحفة»(٣) .
٧ ـ بيان مفهوم الحديث وشرح غريبه :
لا يخفى أن من الحديث ما يلفه الابهام ويكتنفه الغموض ، الأمر الذي جعل علماء العربية يوجهون فائق عنايتهم إلى شرحه وبيان معانيه ، ولعل من روادهم النضر بن شميل (ت / ٢٠٣هـ) ، وقطرب (ت / ٢٠٦هـ) ،
__________________
(١) معاني الأخبار : ١٠٦ / ٣.
(٢) الكافي ٤ : ٣٢٢ / ٥.
(٣) الكافى ٤ : ٣٢٤ / ٣.
وأبو عبيدة معمر بن المثنى (ت / ٢٠٩هـ) ، وأول تصنيف وصلنا في هذا الصدد من أبي عبيد القاسم بن سلام (ت / ٢٢٤هـ) ، وقد أسهم أئمة الهدىعليهمالسلام في رفد مكتبة غريب الحديث بكثير من الروايات التي تعنى بمعاني الأخبار وشرح غريبها ، سواء من خلال بيان مفهومها العام ، أو من حيث بيان معاني مفرداتها ، وقد أفرده الشيخ الصدوق (ت / ٣٨١هـ) بكتاب سمّاه (معاني الأخبار) ونظرة سريعة إليه تكشف عن مقدار جهودهمعليهمالسلام في هذا الاتجاه.
ومن ذلك ما رواه عبد المؤمن الأنصاري ، قال : «قلت لأبي عبد اللّهعليهالسلام : انّ قوماً يروون أنّ رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال : اختلاف أمتي رحمة؟ فقال : صدقوا ، فقلت : إن كان اختلافهم رحمة ، فاجتماعهم عذاب؟!
قال : ليس حيث تذهب وذهبوا ، وإنما أراد قول اللّه عزّوجلّ : «فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ »(١) فأمرهم أن ينفروا إلى رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم ويختلفوا إليه فيتعلّموا ، ثمّ يرجعوا إلى قومهم فيعلّموهم. إنّما أراد اختلافهم من البلدان ، لا اختلافاً في دين اللّه ، إنّما الدين واحد ، إنّما الدين واحد»(٢) .
وعن أبي إسحاق ، قال : «قلت لعلي بن الحسينعليهماالسلام : ما معنى قول النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : من كنت مولاه فعليّ مولاه؟ قال : أخبرهم أنّه الإمام بعده»(٣) .
__________________
(١) سورة التوبة : ٩ / ١٢٢.
(٢) علل الشرائع : ٨٥ / ٤.
(٣) معاني الأخبار : ٦٥ / ١.
وعن أبان بن تغلب قال : «سألت أبا جعفر محمد بن عليعليهالسلام عن قول النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال : يا أبا سعيد ، تسأل عن مثل هذا؟! أعلمهم أنّه يقوم فيهم مقامه»(١) .
وعن المفضل بن عمر ، قال : «قلت لأبي عبد اللّهعليهالسلام : أخبرني عن قول رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم في فاطمةعليهاالسلام : إنّها سيدة نساء العالمين ، أهي سيدة نساء عالمها؟ فقال : ذاك لمريم ، كانت سيدة نساء عالمها ، وفاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين»(٢) .
وعن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليعليهمالسلام قال : «سئل أمير المؤمنينعليهالسلام عن معنى قول رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّي مخلّف فيكم الثقلين؛ كتاب اللّه وعترتي. من العترة؟ فقال : أنا والحسن والحسين والأئمّة التسعة من ولد الحسين ، تاسعهم مهديهم وقائمهم ، لا يفارقون كتاب اللّه ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول اللّه حوضه»(٣) .
وعن مسمع أبي سيار ، عن أبي عبد اللّهعليهالسلام أنّ رجلاً قال له : «إنّ من قبلنا يروون أنّ اللّه عزّوجلّ يبغض بيت اللّحم؟ فقال : صدقوا ، وليس حيث ذهبوا ، إنّ اللّه عزّوجلّ يبغض البيت الذي تؤكل فيه لحوم الناس»(٤) .
__________________
(١) معاني الأخبار : ٦٦ / ٢.
(٢) معاني الأخبار : ١٠٧ ، بحار الأنوار ٤٣ : ٢٦ / ٢٥.
(٣) إكمال الدين : ٢٤١ / ٦٤.
(٤) الكافي ٦ : ٣٠٩ / ٦.
ومما يعنى ببيان معاني مفردات الحديث ما رواه سليمان بن خالد ، عن أبي عبد اللّهعليهالسلام أنّه سئل عن قول رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم : «أعوذ بك من شرّ السامة والهامة والعامة واللامة. فقال : السامة : القرابة ، والهامة : هوام الأرض ، واللامة : لمم الشياطين ، والعامة : عامة الناس»(١) .
ونجد أن من الحديث ما يؤدي عند بعض الجامدين على الظواهر إلى انحراف في العقيدة ، إذا لم يصلهم معناه ، ومن ذلك ما رواه عبدالسّلام بن صالح الهروي ، قال : قلت لعليّ بن موسى الرّضاعليهالسلام : «يابن رسول اللّه ، ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث : أنّ الموءمنين يزورون ربّهم من منازلهم في الجنّة؟
فقالعليهالسلام : يا أبا الصّلت ، إنّ اللّه تبارك وتعالى فضّل نبيّه محمّداًصلىاللهعليهوآلهوسلم على جميع خلقه من النبيّين والملائكة ، وجعل طاعته طاعته ، ومتابعته متابعته ، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته ، وقال عزّوجلّ : «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ »(٢) ، وقال : «إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ »(٣) .
وقال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار اللّه. ودرجة النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم في الجنّة أرفع الدرجات ، فمن زاره إلى درجته في الجنّة من منزله فقد زار اللّه تبارك وتعالى ـ إلى أن قال : ـ يا أبا الصلّت ، إنّ اللّه تبارك وتعالى لا
__________________
(١) معاني الأخبار : ١٧٣ ، بحار الأنوار ٩٥ : ١٤١.
(٢) سورة النِّساء : ٤ / ٨٠.
(٣) سورة الفتح : ٤٨ / ١٠.
يُوصف بمكانٍ ، ولا تُدْركه الأبصار والأوهام»(١) .
تدوين الحديث :
لعلّ من أبرز معالم التصحيح في ميدان الحديث الشريف ، هو الانفتاح الواسع على تدوين الحديث حيث لم يُمنع في مدرسة أهل البيتعليهمالسلام منذ فجر الإسلام حتى آخر عهد صدور الحديث عنهمعليهمالسلام ، أي في آخر الغيبة الصغرى للإمام المهديعليهالسلام وذلك (سنة / ٣٢٩هـ) ، وقد دأبواعليهمالسلام على حثّ أصحابهم كي يباشروا الكتابة ويقيدوا العلم ، ودعوهم إلى الحفاظ على مدوّناتهم الحديثية ، كما تركوا آثاراً في الحديث لا يزال بعضها ماثلاً إلى اليوم ، وفي المقابل تجد أن سلطة الخلافة تدعو إلى حظر تدوين الحديث الشريف منذ رحيل المصطفىصلىاللهعليهوآلهوسلم إلى زمان عمر بن عبد العزيز ، ومن أحاديث أهل البيتعليهمالسلام التي تدعو إلى تقييد العلم وكتابته ، ما رواه الحارث ، عن عليّعليهالسلام قال : «قيّدوا العلم ، قيّدوا العلم»(٢) .
وعن حبيب بن جري ، قال : قال عليعليهالسلام : «قيّدوا العلم بالكتاب»(٣) .
وعن المفضل بن عمر ، قال : قال لي أبو عبد اللّهعليهالسلام : «اكتب وبثّ علمك في إخوانك ، فإن مت فأورث كتبك بنيك ، فإنّه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلاّ بكتبهم»(٤) .
__________________
(١) التّوحيد : ١١٧ / ٢١ ، الاحتجاج : ٤٠٨.
(٢) تقييد العلم / الخطيب البغدادي : ٨٩.
(٣) تقييد العلم : ٩٠.
(٤) الكافي ١ : ٥٢ / ١١.
وعن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبداللّهعليهالسلام يقول : «اكتبوا ، فإنّكم لا تحفظون حتى تكتبوا»(١) .
وعن عبيد بن زرارة ، قال : قال أبو عبداللّهعليهالسلام : «احتفظوا بكتبكم ، فإنّكم سوف تحتاجون إليها»(٢) .
وكان بعض الكتب المتداولة عند أهل البيتعليهمالسلام وبعض الأصحاب بخط أمير المؤمنينعليهالسلام أو إملائه ، فقد كتب عليعليهالسلام صحيفة من حديث النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم كان يحملها في قائم سيفه(٣) ، ولهعليهالسلام كتاب كبير يعرف بكتاب عليّ ، وهو من إملاء رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم وخطّهعليهالسلام (٤) ، وقد احتفظ به أهل البيتعليهمالسلام وتوارثوه ، فقد كان عند الإمام أبي جعفر الباقرعليهالسلام (٥) .
وكان لعلي بن أبي رافع كتاب من إملاء أمير المؤمنينعليهالسلام في فنون من فقه الوضوء والصلاة وسائر الأبواب(٦) ، وكتب أمير المؤمنينعليهالسلام صحفا للحارث الأعور المتوفّى (٦٥ هـ) فيها علم كثير(٧) .
وللإمام علي بن الحسين السجادعليهماالسلام (الصحيفة السجّادية) و (رسالة الحقوق) وأُثر عنهمعليهماالسلام (مسند الإمام الكاظمعليهالسلام ) و (مسائل علي بن
__________________
(١) الكافي ١ : ٥٢ / ٩.
(٢) الكافي ١ : ٥٢ / ١٠.
(٣) فتح الباري ١ : ١٦٦ ، تدوين السنة / الجلالي : ٥٢.
(٤) تدوين السنة / الجلالي : ٦٢.
(٥) رجال النجاشي : ٣٦٠.
(٦) رجال النجاشي : ٦ / ٢.
(٧) الطبقات الكبرى / ابن سعد ٦ : ١٦٨.
جعفر) عن أخيه الإمام موسى بن جعفر الكاظمعليهالسلام و (صحيفة الإمام الرضاعليهالسلام ) و (رسالته الذهبية) في الطبّ وغيرها كثير(١) .
وقد انعكس هذا المنهج على عمل أصحابهم ، فراحوا يدوّنون العلم فور إلقائه. روي بالإسناد عن أبي إسحاق السبيعي ، عن الحارث الأعور ، قال : « خطب أمير المؤمنينعليهالسلام خطبة بعد صلاة العصر ، فعجب الناس من حسن صفته ، وما ذكره من تعظيم اللّه جلّ جلاله ، قال أبو إسحاق : فقلت للحارث : أو ما حفظتها؟ قال : قد كتبتها ، فأملاها علينا من كتابه : الحمد للّه الذي لا يموت ، ولا تنقضي عجائبه »(٢) .
وعلى هذا السياق دوّن بعض أصحاب أمير المؤمنينعليهالسلام كتباً وصحفاً ونسخاً من حديثه وخطبه ومواعظه ، وقد كان لحجر بن عدي الكندي الشهيد سنة (٥١ هـ) صحيفة فيها حديث أمير المؤمنينعليهالسلام (٣) .
وكان زيد بن وهب الجهني المتوفّى (٩٦ هـ) قد جمع خطب أمير المؤمنينعليهالسلام على المنابر في الجمع والأعياد وغيرها في كتاب(٤) . ولعبيداللّه بن الحرّ الجعفي المتوفّى (٦٨ هـ) نسخة يرويها عنهعليهالسلام (٥) ، وغير هؤلاء كثير.
__________________
(١) راجع : تدوين السنّة / الجلالي : ١٣٥ ـ ١٨٦.
(٢) الكافي ١ : ١٤١ / ٧ ، التوحيد : ٣١ / ١.
(٣) الطبقات الكبرى ٦ : ٢٢٠.
(٤) الفهرست / الطوسي : ٧٢ / ٢٩١.
(٥) رجال النجاشي : ٩ / ٦.
وصنّف أصحاب الأئمّةعليهمالسلام في الأحاديث المروية من طرقهمعليهمالسلام والمستمدّة من مدينة العلم النبوي ما يزيد على ستة آلاف وستمائة بين أصل أو كتاب أو نسخة(١) ، وامتاز من بين تلك الكتب أربعمائة كتاب ، عرفت عند الشيعة بالاُصول الأربعمائة(٢) ، وقد استقرّ الأمر على اعتبارها والتعويل عليها والاحتفاظ بها حتى بقي بعضها إلى يومنا هذا.
ومن هنا كان لهمعليهمالسلام الدور الأكبر في الحفاظ على السنة النبوية المشرّفة من أن تمسّها يد النسيان والضياع ، أو تطالها يد التحريف والتغيير.
تصحيح كتب الحديث وأصوله :
وهذا من المعالم الأساسية في تصحيح الحديث ، حيث وقف الأئمّةعليهمالسلام على أُصول أصحابهم التي قدّمنا ذكرها مباشرة فقرأوها ونظروا فيها أو قرئت عليهم ، وقالوا فيها كلمتهم ، مثل كتاب عبيد اللّه الحلبي الذي عُرض على الإمام الصادقعليهالسلام ، وكتاب يونس بن عبدالرحمن والفضل بن شاذان المعروضين على الإمام العسكريعليهالسلام وغيرها ، وفيما يلي نسجل بعض الأمثلة على جهودهمعليهمالسلام في هذا المضمار.
عن أبي الصباح قال : «سمعت كلاماً يروى عن رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم وعن
__________________
(١) راجع : وسائل الشيعة ٣٠ : ١٦٥ ، أعيان الشيعة ١ : ١٤٠.
(٢) راجع : دائرة المعارف الإسلامية ٥ : ٣٢ ، أعيان الشيعة ١ : ١٤٠ ، الذريعة ٢ : ١٢٥ ـ ١٦٧.
عليعليهالسلام ، وعن ابن مسعود ، فعرضته على أبي عبد اللّهعليهالسلام فقال : هذا قول رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم أعرفه ، قال : قال رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم : الشقيّ من شقي في بطن أُمّه» ، وذكر الحديث بطوله(١) .
وعن محمد بن فلان الواقفي قال : «كان لي ابن عمّ يقال له الحسين ابن عبد اللّه ، وكان زاهداً ، فقال له أبو الحسنعليهالسلام : اذهب فتفقّه واطلب الحديث ، قال : عمّن؟ قال : عن فقهاء أهل المدينة ، ثمّ اعرض عليّ قال : فذهب فكتب ، ثم جاء فقرأه عليه فأسقطه كله»(٢) .
.عن أبي السري سهل بن يعقوب بن إسحاق ، عن الإمام الهاديعليهالسلام ، «قال : قلت له ذات يوم : يا سيدي ، قد وقع لي اختيار الأيام عن سيدنا الصادقعليهالسلام مما حدثني به الحسن بن عبد اللّه بن مطهر ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه ، عن سيدنا الصادقعليهالسلام في كل شهر فأعرضه عليك؟ فقال لي : افعل. فلما عرضته عليه وصححته ، قلت له : يا سيدي ، في أكثر هذه الأيام قواطع عن المقاصد ، لما ذكر فيها من النحس والمخاوف ، فتدلّني على الاحتراز من المخاوف فيها ، فإنما تدعوني الضرورة إلى التوجه في الحوائج فيها؟» إلى آخر الحديث(٣) .
وعن أبي عمرو المتطبب قال : «عرضت هذه الرواية على أبي عبد اللّهعليهالسلام فقال : نعم هي حقّ ، وقد كان أمير المؤمنينعليهالسلام يأمر عمّاله
__________________
(١) الكافي ٨ : ٨١ / ٣٩ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ٨٤ / ٢٨.
(٢) الكافي ١ : ٣٥٣ / ٨ ، الارشاد ٢ : ٢٢٣.
(٣) الأمالي / الطوسي : ٢٧٦ / ٥٢٩.
بذلك»(١) .
وعن الحسن بن الجهم قال : «عرضته على أبي الحسن الرضاعليهالسلام فقال لي : ارووه ، فانّه صحيح»(٢) .
وعن ابن فضال ، ومحمد بن عيسى ، عن يونس ، جميعاً عن الرضاعليهالسلام قالا : «عرضنا عليه الكتاب فقال : هو حقّ ، وقد كان أمير المؤمنينعليهالسلام يأمر عماله بذلك ، قال : أفتىعليهالسلام في كلّ عظمٍ له مخّ فريضة مسمّاة ، إذا كسر فجبر على غير عثم ولا عيب ، فجعل فريضة الدية ستة أجزاء» ، إلى آخر الحديث(٣) .
وعن أحمد بن أبي خلف قال : «كنت مريضاً ، فدخل عليّ أبو جعفرعليهالسلام يعودني عند مرضي ، فإذا عند رأسي كتاب يوم وليلة ، فجعل يتصفّحه ورقة ورقة حتى أتى عليه من أوله إلى آخره وجعل يقول : رحم اللّه يونس ، رحم اللّه يونس ، رحم اللّه يونس»(٤) .
وعن داود بن القاسم الجعفري قال : «أدخلت كتاب يوم وليلة الذي ألّفه يونس بن عبد الرحمن على أبي الحسن العسكريعليهالسلام ، فنظر فيه وتصفّحه كلّه ، ثمّ قال : هذا ديني ودين آبائي ، وهو الحقّ كلّه»(٥) .
__________________
(١) الفقيه ٤ : ٥٤ / ١٩٤.
(٢) الكافي ٧ : ٣٢٤ / ٩.
(٣) التهذيب ١٠ : ٢٩٥ / ١١٤٨.
(٤) رجال الكشي ٢ : ٤٨٤ / ٩١٣ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ١٠٠ / ٧٤.
(٥) رجال الكشي ٢ : ٤٨٤ / ٩١٥ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ١٠٠ / ٧٥.
وعنه ، قال : «عرضت على أبي محمد العسكريعليهالسلام كتاب يوم وليلة ليونس فقال لي : تصنيف من هذا؟ قلت : تصنيف يونس مولى آل يقطين ، فقال : أعطاه اللّه بكلّ حرفٍ نوراً يوم القيامة»(١) .
وفي حديث آخر عن بورق البوشجاني ، قال : «خرجت إلى سرّ من رأى ومعي كتاب يوم وليلة ، فدخلت على أبي محمدعليهالسلام وأريته ذلك الكتاب ، وقلت له : إن رأيت أن تنظر فيه؟ فلمّا نظر فيه وتصفّحه ورقة ورقة ، قال : هذا صحيح ، ينبغي أن تعمل به»(٢) . وفي هذا الكلام ما لا يخفى من الحثّ على سلامة التصنيف في الحديث.
وذكر النجاشي أنّ كتاب عبيد اللّه بن علي الحلبي عُرِض على الصادقعليهالسلام فصححه واستحسنه(٣) .
وقال الشيخ في الفهرست : «عبيداللّه بن علي الحلبي. له كتاب مصنف معوّل عليه ، وقيل : إنّه عُرِض على الصادقعليهالسلام ، فلما رآه استحسنه وقال : ليس لهؤلاء ـ يعني المخالفين ـ مثله»(٤) .
وقال الشيخ الطوسي في ترجمة عبيد بن محمد البجلي : « عبيد بن محمد بن قيس البجلي. له كتاب ، يرويه عن أبيه وقال أبوه : عرضنا هذا
__________________
(١) رجال النجاشي : ٤٤٧ / ١٢٠٨ ، رجال ابن داود : ٢٠٧ / ١٧٤٣ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ١٠٢ / ٨٠.
(٢) رجال الكشي ٢ : ٥٣٨ / ١٠٢٣ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ١٠٠ / ٧٦.
(٣) وسائل الشيعة ٢٧ : ١٠٢ / ٨١ ، رجال النجاشي : ٢٣١ / ٦١٢.
(٤) الفهرست : ١٠٦ / ٤٥٥ ، رجال ابن داود : ١٢٥.
الكتاب على أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليهالسلام ، فقال : هذا قول أمير المؤمنينعليهالسلام ، إنّه كان يقول إذا صلّى قال في أول الصلاة وذكر الكتاب»(١) .
وذكر الكشي أن الفضل بن شاذان عرض كتابه على الإمام العسكريعليهالسلام ، فتناوله منه ونظر فيه ، فترحّم عليه وقال : «أغبط أهل خراسان لمكان الفضل بن شاذان ، وكونه بين أظهرهم»(٢) .
وقال النجاشي في ترجمة عبد اللّه بن أبجر : « شيخ من أصحابنا ، ثقة ، وبنو أبجر بيت بالكوفة أطباء ، وأخوه عبد الملك بن سعيد ثقة ، عمّر إلى سنة أربعين ومائتين. له كتاب الديات ، رواه عن آبائه ، وعرضه على الرضاعليهالسلام ، والكتاب يعرف بين أصحابنا بكتاب عبد اللّه بن أبجر»(٣) .
* * *
__________________
(١) الفهرست : ١٠٨ / ٤٥٩.
(٢) رجال ابن داود : ١٥١ / ١٢٠٠ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ١٠١ / ٣٣٣٢٢.
(٣) رجال النجاشي : ٢١٧ / ٥٦٥.
الفصل الثاني
معالم التصحيح في العقائد
أولى أئمّة أهل البيتعليهمالسلام مسألة التصحيح العقائدي أهمية فائقة؛ لأنّ العقيدة أساس الدين في كلّ تشريع ، وهي المقصود الأول من مقاصد الإصلاح الديني ، فسعوا إلى تخليص أصول الاعتقاد من الاتجاهات المدمّرة للفكر والعقيدة ، وتبنّوا إصلاح ما ضلّ من العقائد والمفاهيم والأفكار ، وما فسد من الأعمال ، وكشفوا عن جنايات المحرّفين والمبدّلين ، وسعوا إلى إعادة التوحيد إلى اُصوله الخالصة من تضليل المجبرة والمرجئة والمعطلة وغيرها من الفرق التي نشأ أغلبها في أحشاء السياسة ، وأرشدوا الضالين إلى ينابيعه الصافية ، وردّوا العقول الضالة إلى رشدها ، فلم يدعوا حجة لمحتجّ ، ولا معذرة لمعتذر. وفي كتاب (التوحيد) للشيخ الصدوق ، وكتاب التوحيد من (اصول الكافي) المزيد من الأمثلة حول الاصلاح العقائدي الذي مارسه أئمّة أهل البيتعليهمالسلام .
وقبل الوقوف في أهم محطات التصحيح في الاتجاه العقائدي ، لابدّ أولاً من الاشارة إلى دورهمعليهمالسلام في تربية أصحابهم عقائدياً ضمن اتجاهين :
الأول : مباحثة أصحابهم في المسائل الكلامية وتصحيحها :
كان هشام بن الحكم واحداً من الذين سألوا الإمام الصادقعليهالسلام عن مئات المسائل الكلامية ، وقد تعرض الإمامعليهالسلام خلال أجوبته للوضع الفكري السائد آنذاك بالتقويم والتصحيح ، قال هشام بن الحكم : «سألت أبا عبد اللّهعليهالسلام بمنى عن خمس مئة حرف من الكلام ، فأقبلت أقول : يقولون كذا وكذا ، قال : فيقول : قل كذا وكذا ، قلت : جعلت فداك ، هذا الحلال وهذا الحرام ، أعلم أنك صاحبه ، وأنك أعلم الناس به ، وهذا هو الكلام. فقال لي : ويك يا هشام! لا يحتجّ اللّه تبارك وتعالى على خلقه بحجة لا يكون عنده كلّ ما يحتاجون إليه»(١) .
الثاني : استعراض عقائد أصحابهم وتصحيحها :
لدينا هنا نموذجان جديران بالأهمية ، لما فيهما من استعراض لأصول الاعتقاد والفرائض الواجبة في الإسلام ، تولى التصحيح في أحدهما الإمام الصادقعليهالسلام ، وفي الآخر الإمام الهاديعليهالسلام .
١ ـ عن عمرو بن حريث قال : «دخلت على أبي عبد اللّهعليهالسلام وهو في منزل أخيه عبد اللّه بن محمد فقلت له : جعلت فداك ، ألا أقصّ عليك ديني؟ فقال : بلى ، قلت : أدين اللّه بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن اللّه يبعث من في القبور ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ،
__________________
(١) الكافي ١ : ٢٦٢ / ٥.
وحج البيت ، والولاية لعلي أمير المؤمنين بعد رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، والولاية للحسن والحسين ، والولاية لعلي بن الحسين ، والولاية لمحمد بن علي ولك من بعده (صلوات اللّه عليهم أجمعين) وأنكم أئمتي ، عليه أحيا ، وعليه أموت ، وأدين اللّه به.
فقال : يا عمرو ، هذا واللّه دين اللّه ، ودين آبائي الذي أدين اللّه به في السرّ والعلانية ، فاتق اللّه وكفّ لسانك إلاّ من خير ، ولا تقل إني هديت نفسي ، بل اللّه هداك ، فأدِّ شكر ما أنعم اللّه عزّ وجلّ به عليك ، ولا تكن ممن إذا أقبل طعن في عينه ، وإذا أدبر طعن في قفاه »(١) .
٢ ـ وعن عبد العظيم الحسني ، قال : «دخلت على سيدي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالبعليهمالسلام ، فلما بصر بي قال لي : مرحباً بك يا أبا القاسم ، أنت ولينا حقاً. قال : فقلت له : يا ابن رسول اللّه ، إني أريد أن أعرض عليك ديني ، فإن كان مرضياً أثبت عليه حتى ألقى اللّه عزّوجلّ؟ فقال : هات يا أبا القاسم.
فقلت : إني أقول إن اللّه تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيء ، خارج عن الحدين؛ حد الإبطال ، وحد التشبيه ، وإنه ليس بجسم ولا صورة ، ولا عرض ولا جوهر ، بل هو مجسم الأجسام ، ومصور الصور ، وخالق الأعراض والجواهر ، ورب كل شيء ومالكه ، وجاعله ومحدثه ، وأن
__________________
(١) الكافي ٢ : ٢٣ / ١٤.
محمداًصلىاللهعليهوآلهوسلم عبده ورسوله خاتم النبيين ، فلا نبي بعده إلى يوم القيامة ، وأقول إن الإمام والخليفة وولي الأمر من بعده أمير الموءمنين علي بن أبي طالب ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم أنت يا مولاي.
فقالعليهالسلام : ومن بعدي الحسن ابني ، فكيف للناس بالخلف من بعده؟ قال : فقلت : وكيف ذاك يا مولاي؟ قال : لأنه لا يرى شخصه ، ولا يحلّ ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
قال : فقلت : أقررت ، وأقول : إن وليهم ولي اللّه ، وعدوهم عدو اللّه ، وطاعتهم طاعة اللّه ، ومعصيتهم معصية اللّه ، وأقول : إن المعراج حق ، والمساءلة في القبر حق ، وإن الجنة حق ، وإن النار حق ، والصراط حق ، والميزان حق ، وإن الساعة آتية لا ريب فيها ، وإن اللّه يبعث من في القبور ، وأقول : إن الفرائض الواجبة بعد الولاية : الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فقالعليهالسلام : يا أبا القاسم ، هذا واللّه دين اللّه الذي ارتضاه لعباده ، فاثبت عليه ، ثبّتك اللّه بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة»(١) .
موارد من التصحيح العقائدي :
١ ـ صفات الذات :
في خضمّ الجدل الدائر في صفات الذات الإلهية ، حرص أهل
__________________
(١) اكمال الدين : ٣٧٩ / ١ ، التوحيد : ٨١ / ٣٧.
البيتعليهمالسلام على تأكيد حقيقة أن الخالق لا يمكن أن يوصف بغير ما وصف به نفسه ، وأن البشر لا يتمكن من معرفة صفات الذات إلاّ من خلاله سبحانه ، فهو الذي أحاط بذاته ولم يحط بذاته أحد سواه ، وإذا حاول أحد ذلك فقد يصفه من خلال ما يتوهمه فيقول ما لا يرضي اللّه ، الأمر الذي يعني إبطال كل المقولات التي كانت تموج بها الساحة الإسلامية من المشبهة والمجسمة والمعطلة وغيرهم.
عن محمد بن حكيم ، قال : «كتب أبو الحسن موسى بن جعفرعليهماالسلام إلى أبي : إن اللّه أعلى وأجل وأعظم من أن يبلغ كنه صفته ، فصفوه بما وصف به نفسه ، وكفوا عما سوى ذلك»(١) .
وعن الفتح بن يزيد الجرجاني ، قال : « ضمني وأبا الحسن الهاديعليهالسلام الطريق حين منصرفى من مكة إلى خراسان ، وهو صائر إلى العراق ، فسمعته وهو يقول : إن الخالق لا يوصف إلاّ بما وصف به نفسه ، وأنى يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه ، والأوهام أن تناله ، والخطرات أن تحده ، والأبصار عن الاحاطة به ، جل عما يصفه الواصفون ، وتعالى عما ينعته الناعتون ، نأى في قربه ، وقرب في نأيه ، فهو في نأيه قريب ، وفي قربه بعيد ، كيّف الكيف فلا يقال كيف ، وأيّن الأين فلا يقال أين ، إذ هو منقطع الكيفية والأينية ، هو الواحد الأحد الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، فجل جلاله »(٢) .
__________________
(١) الكافي ١ : ١٠٢ / ٦.
(٢) كشف الغمة ٣ : ١٧٩.
كيف وصف أهل البيتعليهمالسلام الذات الإلهية؟
على ضوء ما تقدم مارس آل البيتعليهمالسلام التصحيح في هذا الاطار بكلمات منتزعة من ألفاظ الكتاب الكريم وسنة المصطفىصلىاللهعليهوآلهوسلم ، محذرين من رواسب الشرك ومقولات أهل البدع والأوهام الباطلة المستندة إلى تقديرات العقول.
فمن كلام لأمير المؤمنينعليهالسلام وقد سأله ذعلب اليماني : «هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين؟ فقالعليهالسلام : أفأعبد ما لا أرى؟ فقال : وكيف تراه؟ فقال : لا تراه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه القلوب بحقائق الايمان. قريب من الأشياء غير ملامس ، بعيد منها غير مباين ، متكلّم لا بروّية ، مريد لا بهمّة ، صانع لا بجارحة ، لطيف لا يوصف بالخفاء ، كبير لا يوصف بالجفاء ، بصير لا يوصف بالحاسة ، رحيم لا يوصف بالرقة ، تعنو الوجوه لعظمته ، وتجب القلوب من مخافته»(١) .
وعن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليهالسلام قال : «قلت : جعلت فداك ، يزعم قوم من أهل العراق أنه يسمع بغير الذي يبصر ، ويبصر بغير الذي يسمع؟ قال : فقال : كذبوا وألحدوا ، وشبّهوا ، تعالى اللّه عن ذلك ، إنه سميع بصير ، يسمع بما يبصر ، ويبصر بما يسمع.
قال : قلت : يزعمون أنه بصير على ما يعقلونه. قال : فقال : تعالى اللّه ، إنما يعقل ما كان بصفة المخلوق ، وليس اللّه كذلك»(٢) .
__________________
(١) نهج البلاغة : ٢٥٨ ـ الخطبة ١٧٩.
(٢) الكافي ١ : ١٠٨ / ١.
وعن أبي عبد اللّهعليهالسلام وقد قال رجل عنده : اللّه أكبر ، فقال : اللّه أكبر من أيّ شيء؟ فقال : من كلّ شيء. فقال أبو عبد اللّهعليهالسلام : حدّدته. فقال الرجل : كيف أقول؟ قال : قل : اللّه أكبر من أن يُوصَف»(١) .
وهنا يمارس الإمامعليهالسلام عملية تصحيح للمقولة ، وما أكثر الناس الذين يقولون : اللّه أكبر من كل شيء! فيجعلون للّه تعالى حدّاً من حيث لا يشعرون ، من هنا جاء في الحديث الشريف : «الشرك أخفى من دبيب النمل».
وعن أبي الصلت الهروي ، عن أبي الحسن الرضاعليهالسلام ، قال : يابن رسول اللّه ، إن قوماً يقولون : لم يزل عالماً بعلم ، وقادراً بقدرة ، وحياً بحياة ، وقديماً بقدم ، وسميعاً بسمع ، وبصيراً ببصر؟ فقالعليهالسلام : من قال ذلك ودان به ، فقد اتخذ مع اللّه آلهة اُخرى ، وليس من ولايتنا على شيء. ثم قالعليهالسلام : لم يزل اللّه عزّوجلّ عليماً ، قادراً ، حياً ، قديماً ، سميعاً ، بصيراً لذاته ، تعالى عما يقول المشركون والمشبهون علواً كبيراً»(٢) .
٢ ـ تنزيه الذات عن مقولات المشبهة والمعطلة :
يختلف الرأي في صفات الذات بين المتكلمين ، فمنهم من يثبت الصفات البشرية على الذات الإلهية ، كامتلاك الجارحة ، والنزول والانتقال من مكان إلى مكان ، والجلوس على العرش ، وهؤلاء هم المشبهة ، ومنهم من يذهب إلى تعطيل العقول عن المعرفة ، وهم المعطّلة ، وإزاء ذلك دعا
__________________
(١) الكافي ١ : ١١٧ / ٨.
(٢) التوحيد : ١٣٩ / ٣ ، عيون أخبار الرضا ١ : ١١٩ / ١٠ ، الاحتجاج : ٤١٠.
أهل البيتعليهمالسلام إلى التحدث بلغة القرآن ، وأخذ العناوين الكبرى في العقيدة منه لا من غيره ، فنفوا التشبيه والتعطيل جميعاً ، وأكدوا أن اللّه تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيء ، خارج عن الحدين ؛ حد الابطال ، وحد التشبيه ، وإنه ليس بجسم لأنّه خالق الأجسام ، ولا صورة لأنّه خالق الصور ومبدعها ، ولا عرض ولا جوهر ، لأنه خالق الأعراض والجواهر ، وهو رب كل شيء ومالكه وجاعله ومحدثه. وفيما يلي نستعرض بعض الروايات الواردة عنهمعليهمالسلام ، وهي تؤكد هذه المضامين ، وتشير إلى تصدي أهل البيتعليهمالسلام إلى أمثال هذه المقولات الباطلة :
عن أبي حمزة الثمالي قال : «رأيت علي بن الحسينعليهماالسلام قاعداً واضعاً احدى رجليه على فخذه فقلت : إنّ الناس يكرهون هذه الجلسة ، ويقولون : إنها جلسة الرب؟! فقال : إني إنما جلست هذه الجلسة للملالة ، والربّ لا يملّ ، ولا تأخذه سنة ولا نوم»(١) .
وعن عبدالرّحيم القصير ، قال : «كتبتُ على يدي عبدالملك بن أعين إلى أبي عبداللّهعليهالسلام بمسائل فيها : أخبرني عن اللّه عزّوجلّ هل يوصف بالصورة وبالتخطيط ، فإن رأيت ـ جعلني اللّه فداك ـ أن تكتب إليّ بالمذهب الصحيح من التوحيد؟ فكتبعليهالسلام بيدي عبدالملك بن أعين : سألت ـ رحمك اللّه ـ عن التوحيد ، وما ذهب إليه من قبلك ، فتعالى اللّه الذي ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير ، تعالى اللّه عمّا يصفه الواصفون
__________________
(١) الكافي ٢ : ٦٦١ / ٢.