الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٥

الإصابة في تمييز الصحابة8%

الإصابة في تمييز الصحابة مؤلف:
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الناشر: دار الكتب العلميّة
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 721

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨
  • البداية
  • السابق
  • 721 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 350308 / تحميل: 4219
الحجم الحجم الحجم
الإصابة في تمييز الصحابة

الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٥

مؤلف:
الناشر: دار الكتب العلميّة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

[ذكره ابن الكلبيّ] (١).

٦٤٤٠ ز ـ عروس بن المفترس بن مقاتل الأسدي الفقعسيّ :

ذكره المرزبانيّ ، فقال : مخضرم ، أدرك الجاهلية والإسلام ، وهو القائل :

نحن الّذين اغتصبنا النّاس كلّهم

حتّى اهتدى طائع منهم ومعشور

حتّى أقاموا قناة الدّين واعتدلوا

فالسّيف عبد وقلب القوم مشهور

[البسيط]

٦٤٤١ ـ عريب بن عبد كلال بن عريب (٢)بن يشرح (٣)الحميري :

ذكر ابن الكلبيّ أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتب إليه وإلى أخيه الحارث ، وكان إليهما أمر حمير.

وقد تقدم الحارث وشرحبيل أخواه (٤) ، وذكر ابن إسحاق أن الكتاب كان إلى أخيه ولم يذكر هذا.

العين بعدها الزاي

٦٤٤٢ ز ـ عزرة بن قيس بن عزية الأحمسي البجلي :

وسكن حلوان في عهد عمر. روى عنه أبو وائل ، قال الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عزرة بن قيس : خطبنا خالد بن الوليد ، فقال : إنّ عمر بعثني إلى الشام. الحديث في الفتن : وفيه قول خالد : إنها لا تكون وعمر حيّ.

قال عليّ بن المدينيّ ، لم يرو عنه غير أبي وائل. وقال ابن أبي خيثمة ، عن ابن معين.

بقي إلى أيام معاوية فيما بلغني ، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى.

العين بعدها السين

٦٤٤٣ ز ـ عسكلان بن عواكن (٥)الحميري :

أحد المعمرين ، كان ممن بشّر برسالة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم أدرك البعثة ، وأرسل إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشعر يمدحه ، ويذكر فيه إسلامه ، ولم يبلغنا أنه هاجر.

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) أسد الغابة ت (٣٦٦٣) ، الثقات ٣ / ٣٢٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٨٠ ، الإكمال ١١١٧.

(٣) في أ : اليشرح.

(٤) في أ : أخوه.

(٥) في أ : عواكر.

الإصابة/ج٥/م٧

١٠١

روى حديثه البلويّ ، عن عمارة بن زيد ، عن عبد الله بن العلاء ، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن ، قال : كان حميد بن عبد الرحمن يقول : سمعت أبي يقول : سافرت إلى اليمن قبل المبعث بسنة ، فنزلت على عسكلان بن عواكن الحميري ، وكان شيخا كبيرا قد أنسئ له في العمر حتى عاد كالفرخ ، وهو يقول :

إذا ما الشّيخ صمّ فلم يكلّم (١)

وأودى سمعه إلّا يدايا

فذاك الدّاء ليس له دواء

سوى الموت المنطّق بالرّزايا

شهدت بنا مع الأملاك منّا

وأدركت المواقف في القضايا

فبادوا أجمعين فصرت جلسا

صريعا لا أبوح إلى الخلايا

١٠٢

[الوافر]

قال عبد الرّحمن : وكنت إذا قدمت نزلت عليه فلا يزال يسألني عن مكة وأحوالها ، وهل ظهر فيها من خالف دينهم أو لا؟ حتى قدمت القدمة التي بعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنا غائب فيها ، فنزلت عليه فقعد وقد شد عصابة على عينيه ، فقال لي : انتسب يا أخا قريش ، فقلت : أنا عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة قال : حسبك. قال : ألا أبشّرك ببشارة ، وهي خير لك من التجارة؟ قلت : بلى قال : أتيتك بالمعجبة وأبشرك بالمرغبة ، إن الله قد بعث في الشهر الأول من قومك نبيا ارتضاه صفيّا ، وأنزل عليه كتابا وفيّا ، ينهى عن الأصنام ، ويدعو إلى الإسلام ، يأمر بالحق ويفعله ، وينهى عن الباطل ويبطله ، وهو من بني هاشم ، وإن قومك لأخواله ، يا عبد الرحمن ، وازره وصدّقه ، واحمل إليه هذه الأبيات :

أشهد بالله ذي المعالي

وفالق اللّيل والصّباح

إنّك في السّرّ من قريش

وابن المفدّى من الذّباح

أرسلت تدعو إلى يقين

ترشد للحقّ والفلاح

هدّ كرور السّنين ركني

عن مكرّ السّير والرّواح

أشهد بالله ربّ موسى

أنّك أرسلت بالبطاح

فكن شفيعي إلى مليك

يدعو البرايا إلى الصّلاح

[مخلع البسيط]

قال عبد الرّحمن : فقدمت فلقيت أبا بكر ، وكان لي خليطا ، فأخبرته الخبر ، فقال : هذا محمد بن عبد الله قد بعثه الله إلى خلقه رسولا ، فأته ، فأتيته وهو في بيت خديجة

__________________

(١) في ه : يتكلم.

١٠٣

فأخبرته ، فقال : أما إن أخا حمير من خواصّ المؤمنين ، وربّ مؤمن بي ولم يرني ، ومصدّق بي وما شهدني ، أولئك إخواني حقا.

أخرجه ابن عساكر في «تاريخه الكبير» من هذا الوجه والبلويّ ضعيف ، وراويه عنه عمر بن مدرك اتّهمه يحيى بن معين.

العين بعدها الطاء

٦٤٤٤ ز ـ عطاء بن أبي جليد (١)الخزاعي : ثم الحميري.

له ذكر في قصة في صدر الإسلام ، وعاش إلى خلافة عثمان.

روى عنه ابنه عبد الله بن عطاء ، قال عمر بن شبّة في كتاب مكّة : حدثنا غسان ، حدثني عبد العزيز بن عمران ، عن موسى بن يعقوب ـ وهو الزّمعي ، عن ابن لعبد الله بن عطاء بن أبي جليد (٢) ، عن أبيه عن جدّه ، قال : أحدث بنو العرابة من بهز ـ بطن من بني سليم ـ في قومهم حدة (٣) ، قتلوا قتيلا ، ثم خرجوا فهبطوا على ابن أبي جليد (٤) ، فحالفوه ، وكان ينزل ستارة ، فطلبهم قومهم فمنعهم ، وقال : هم حلفائي وأنا أعقل عنهم.

فلما كان في زمن عثمان خاصموه ، وقالوا : حالفوه والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمكة فهو حلف إسلامي ، فقضى عثمان كلّ حلف كان ورسول الله بمكة فهو جاهلي ، وما كان في الهجرة فهو إسلامي ، إذ لا حلف في الإسلام.

٦٤٤٥ ز ـ عطارد بن برز العطاردي : من ولد عطارد بن عوف بن كعب بن سعد.

رأيت في التاريخ المظفري أنه اسم أبي رجاء العطاردي ونسبه لابن قتيبة. والمشهور أن اسمه عمران. وسيأتي (٥).

٦٤٤٦ ز ـ عطارد العقيلي :

له إدراك ، وذكر في قتال أهل الرّدة (٦). تقدّم ذكره في ترجمة أخيه سليك.

[٦٤٤٧ ز ـ عطارد بن برز (٧):

يقال إنه اسم أبي رجاء العطاردي.

__________________

(١) في أ : خليد.

(٢) في أ : خليد.

(٣) في أ : حدثاً.

(٤) في أ : خليد.

(٥) في أ : وسيأتي بيان الاختلاف في اسمه في الكنى.

(٦) في أ : الردة باليمامة.

(٧) أسد الغابة ت (٣٦٨٤).

١٠٤

ذكره في «التاريخ المظفري» وعزاه لابن قتيبة وسيأتي بيان الاختلاف في اسمه في الكنى] (١)

العين بعدها الظاء والفاء

[٦٤٤٨ ز ـ عظيم بن علاثة بن وهب الغنوي : يأتي ذكره في ترجمة أبيه] (٢).

٦٤٤٩ ز ـ عفيف بن سعد (٣)بن ذي يزن الحميري :

مخضرم. أدرك الجاهلية والإسلام ، لأنه مات أبوه قبل البعثة ، وهاجر هو من اليمن في خلافة عمر ، ثم كان مع معاوية بصفّين ، وله معه قصة تأتي في ترجمة الوليد بن جابر ، ولم يذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق وهو على شرطه.

٦٤٥٠ ز ـ عفيف بن عبد الله بن كعب بن غزيّة بن مالك بن نصر بن مالك بن دعران (٤)بن محارب بن عمرو بن شهران (٥)الخثعميّ :

له إدراك ، وولده كريم أحد (٦) من قتل بمرج عذراء مع حجر بن عدي. ذكره ابن الكلبيّ.

٦٤٥١ ز ـ عفيف بن المنذر التميمي : أحد بني عمرو بن تميم.

ذكره سيف في «الفتوح» ، وأنه شهد مع العلاء بن الحضرميّ قتال الخطيم ، وأبلى فيه بلاء حسنا ، وهو القائل يذكر خوضهم البحر مع العلاء :

ألم تر أنّ الله ذلّل بحرة

وأنزل بالكفّار إحدى الحلائل

دعونا الّذي شقّ البحار فجاءنا

بأعظم من فلق البحار الأفائل

[الطويل]

٦٤٥٢ ز ـ عقال بن خويلد بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري العقيلي :

شاعر مخضرم ، كان يهاجي النابغة الجعديّ ، وكان رئيس بني عقيل ، ذكره المرزباني ، وأنشد له في ذلك شعرا.

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) هذه الترجمة سقط في أ.

(٣) في أ : عفيف بن سيف بن ذيان الحميري.

(٤) في أ ، ت : دعدعان.

(٥) في أ : سهران.

(٦) في أ : آخر.

١٠٥

العين بعدها القاف

٦٤٥٣ ز ـ عقبة بن بجرة : بضم الموحدة وسكون الجيم ، الكندي ، ثم التّجيبي المصري.

روى يعقوب بن يعقوب بن سفيان في تاريخه ، من طريق ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، وجعفر بن ربيعة ـ أنه صحب أبا بكر [وكان معه راية كندة يوم اليرموك. وقال ابن يونس : أسلم والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيّ ، وصحب أبا بكر] (١) ، وشهد الفتح بمصر ، وهو أخو مقسم بن بجرة ، ثم أخرج من طريق معاوية بن خديج ، قال : هاجرنا على زمان أبي بكر ، فبينا نحن عنده إذ طلع المنبر ، فقال : لقد قدم علينا برأس يناق البطريق ، ولم يكن لنا به حاجة ، إنّما هذه سنة العجم ، فقال : قم يا عقبة. فقام رجل منا يقال له عقبة بن بجرة ، فقال : إني لا أريدك ، إنما أريد عقبة بن عامر وفي إسناده ابن لهيعة أيضا.

٦٤٥٤ ز ـ عقبة بن عامر بن سعد بن ذهل بن الأخنس الرّعيني :

له إدراك ، وشهد فتح مصر ، قاله ابن يونس.

٦٤٥٥ ز ـ عقبة بن عمرو بن سعد (٢)بن سلمة الخير بن جبير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة :

له إدراك ، وكان ولده زرارة بن عقبة أمير خراسان ، وكذلك حفيده عمرو بن زرارة وقتل بها ، ذكره ابن الكلبيّ ، وقال : إنهم من (٣) عظماء نيسابور لهم قدر بها.

٦٤٥٦ ـ عقبة بن النعمان العتكيّ (٤): أبو النعمان ، من أهل عمان.

ذكره وثيمة في «الردة» ، وأنه ثبت على إسلامه ، وشيّع (٥) عمرو بن العاص في جماعة من قومه حتى قدموا على أبي بكر ، فشكر لهم أبو بكر ذلك ، وهو القائل :

وفينا وفينا يفيض الوفاء

وفينا يفرّخ أفراخه

كذاك الوفاء يزين الرّجال

كما زيّن الصّدق شمراخه

وفينا لعمرو وقلنا له

وقد نفخ الرّأي نفّاخه

[المتقارب]

__________________

(١) في أ : سقط.

(٢) في أ : سمير.

(٣) في أ : عظيم.

(٤) أسد الغابة ت (٣٧٢٤).

(٥) في أ : شبع.

١٠٦

وله أيضا :

وفينا لعمرو يوم عمرو كأنّه

طريد نفته مذحج والسّكاسك

رسول رسول الله أعظم بحقّه

علينا ومن لا يعرف الحقّ هالك

ونحن أناس يأمن الجار وسطنا

إذا كان يوم كاسف الشّمس هالك

[الطويل]

٦٤٥٧ ز ـ عقفان بن قيس بن عاصم التميمي المنقري (١):

أبوه صحابي ، معروف ، سيأتي ذكره ، وأما هو فذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال : قدم مكة في الجاهلية ، فنزل على أروى بنت كريز ، وهي أمّ عثمانرضي‌الله‌عنه ، فلما أراد الرحيل مدحها ، فقال :

خلّف على أروى سلاما فإنّما

جزاء الثّويّ أن يعفّ ويحمدا

سلاما أتى من وامق غير عاشق

أراد رحيلا ما أعفّ وأمجدا

[الطويل]

والثويّ بالمثلثة والتشديد : الضيف.

١٠٧

٦٤٥٨ ـ عقيل بن مالك الحميري (٢): من أبناء الملوك.

كان جارا لبني حنيفة فثبّتهم على الإسلام أيام الردّة ، فخالفوه ، وقال فيهم ، وكان صاحب لسان وبيان ، فوعظهم ونهاهم عن الردة ، وقال في ذلك شعرا منه :

وقال رجال قد عدا القوم قدرهم

عقيل ، ولو أنصفت لم أعدكم قدري

فلا تأمنوا الصّدّيق والله غالب

على أمره إنّ العتيق أبو بكر

ثم لحق بخالد بن الوليد فشهد معه حروبه. ذكره وثني في «الردة» واستدركه ابن الدباغ (٣).

٦٤٥٩ ز ـ عقيل بن أبي عقيل :

تابعي أرسل شيئا ، فذكره بعضهم في الصحابة. أخرج أبو جعفر النحاس ، من طريق محمد بن عبد الرحمن القرشي ـ أحد المتروكين ، عن عمرو بن سعيد المؤدّب ، عن العباس بن الفضل ، عن أبي (٤) كرز الموصلي ، عن عقيل (٥) ـ أنّ آمنة أمّ النبي صلى الله عليه

__________________

(١) البصري : في أ.

(٢) أسد الغابة ت (٣٧٣٣).

(٣) سقط في ط.

(٤) في أ : ابن.

(٥) في أ : عقيل بن أبي عقيل.

١٠٨

وآله وسلم أتاها آت في منامها ، فقال لها : إنك قد حملت بسيد البريّة ، فسمّيه محمدا ، وعلّقي عليه هذا الكتاب ، فاستيقظت وعند رأسها كتاب في قصبة حديد فيه : استرعيتك ربّك فذكر كلاما كثيرا ، وفي آخره : من كان معه هذا لم يبال بأي أرض الله بات.

٦٤٦٠ ز ـ عقيم بن زياد بن ذهل بن عوف بن المجزم (١)بن بكر بن عمرو بن عوف بن عباد بن لؤيّ بن (٢)الحارث بن أسامة بن لؤيّ :

له إدراك. وذكر الزّبير أنه قتل يوم الجمل مع عائشة.

العين بعدها الكاف

٦٤٦١ ز ـ عكرة بن سباع بن خالد بن الحارث بن زيد بن أبي نصر بن عائذة (٣)بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة الضبي :

ذكره المرزبانيّ [في «معجم الشعراء» وقال : إنّه مخضرم] (٤).

٦٤٦٢ ـ عكرمة (٥)بن سباع بن خالد بن الحارث بن زيد بن أبي نصر بن عائذة (٦)بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة الضبي : [الشاعر].

[أدرك الجاهلية والإسلام] (٧) ، ذكره المرزبانيّ (٨).

العين بعدها اللام

٦٤٦٣ ز ـ علاثة بن وهب بن خليفة الغنوي :

ذكره أبو عمرو الشّيبانيّ في «أنساب غنيّ» ، وقيل : كان أراد أن يئد ابنتين له في الجاهلية ، فقال له ابنه ربيع بن علاثة : ما عليك أن تترك الوأد ، فتركهما فأدركتا الإسلام فأسلم علاثة وأولاده. واسم إحدى بنتيه ورية ، ثم سأل علاثة : أي الأعمال أفضل؟ قيل : الجهاد ، فأتى الجزيرة ومعه أهل بيته ، فجاهد حتى قتل وقتل معه من ولده : ربيع ، وعبد الله ، وأبي ، وعظيم ، وقال علاثة في جهاده :

أيا ربّ عيسى دعوة ومحمّدا

أجبني فألحقني بأبقاهما ليا

[الطويل]

في أبيات.

__________________

(١) في أ : المخرم.

(٢) في أ : بن عيينة بن أسامة.

(٣) في أ : عائذ.

(٤) في أ : سقط.

(٥) في أ : عكرة.

(٦) في أ : عائذ.

(٧) في أ : سقط.

(٨) في أ : ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال إنه مخضرم.

١٠٩

٦٤٦٤ ـ علّاق بن وهبيل النخعي :

يأتي ذكره في ترجمة ابن يزيد النخعي.

٦٤٦٥ ز ـ علباء : بكسر أوله وسكون اللام بعدها موحدة ، ابن الهيثم بن جرير.

أبوه من الرؤساء الذين حاربوا كسرى في وقعة ذي قار ، وأدرك علباء الجاهلية والإسلام ، وشهد الفتوح في عهد عمر ، ثم شهد الجمل ، فاستشهد بها.

وقد تقدم له ذكر في ترجمة عمرو بن معديكرب.

وروى ابن قتيبة في غريبه ، من طريق الأصمعي ، حدثني شيخ في مجلس أبي عمرو بن العلاء أنّ أهل الكوفة أوفدوا علباء بن الهيثم السدوسي إلى عمر ، فرأى هيئة رثّة ، فلما تكلم في حاجته أحسن ، فقال عمر : لكل أناس في جملهم (١) خير.

٦٤٦٦ ز ـ علقمة بن الأرتّ العبسيّ (٢):

مخضرم ، شهد وقعة فحل في أول فتوح الشام ، وذكره عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي في الفتوح ، وأسند عن عمرو بن مالك ، عن أدهم بن محرز بن أسد الباهلي ، عن أبيه ، قال : بلغ الروم أنّ أبا عبيدة أقبل نحوهم ، فتحوّلوا إلى فحل ، فنزلوها ، وهي من أرض الأردن ، وخرج علقمة بن الأرت ، فجمع أصحابه من بلقين ، وقال في ذلك :

ونحن قفلنا (٣)كلّ واف سبيله

من الرّوم معروف النّجار منطّق

ونحن طلقنا (٤)بالرّماح نساءهم

وأبنا إلى أزواجنا لم تطلّق

[الطويل]

وذكر أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي في كتاب الأخبار له هذين البيتين لعلقمة ، وزاد بعدها :

وكم من قتيل أرهقته سيوفنا

كفاحا وكفّ قد أطيحت وأسوق

[الطويل]

وهذا البيت ذكره الخطابي في غريب الحديث له منسوبا لعلقمة المذكور.

٦٤٦٧ ز ـ علقمة بن أسلم بن مرثد بن زيد بن أعلس بن علقمة بن ذي جدن (٥)الأكبر :

__________________

(١) في أ : جملتهم.

(٢) في أ : العتبي.

(٣) في ت : فعلنا.

(٤) في ت : طلعنا.

(٥) في ه : ذو حدب.

١١٠

يقال له المطموس ، ويلقب النوّاحة ، لأنّ غالب شعره مراثي في حمير.

كان يقال له : ذو جدن ، وكان من عجائب الزمان في حسن التشبيه مع عماه.

ذكره الهمذاني في الأنساب ، وقال : كان مخضرما ، ذكره عنه الرشاطي.

٦٤٦٨ ـ علقمة بن حكيم الفراسي : أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وشهد اليرموك (١) ، وجهّزه أبو عبيدة من مرج الصّفر ، مسلحة بين دمشق وفلسطين ، ذكر ذلك سيف بسنده ، وذكر أيضا أن عمر استعمله على الرملة ، وأنّ عمرو بن العاص أقرّه على قتال إيليا. واستدركه ابن فتحون.

٦٤٦٩ ز ـ علقمة بن زيد :

له إدراك ، أشار إلى ذلك ابن حبان في الثقات ، وقال كتب إليه عمر. روى عنه زيد ابن رفيع.

٦٤٧٠ ـ علقمة بن قيس (٢): بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان النخعي : أبو شبل الكوفي الفقيه ، مخضرم ـ أدرك الجاهلية والإسلام.

روي عن أبي بكر الصديق وعمر فمن بعدهما ، ولازم ابن مسعود. قال هارون بن حاتم : حدثنا عبد الرحمن بن هانئ ، قال : مات علقمة سنة اثنتين وسبعين وله تسعون سنة ، فعلى هذا أدرك من زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحوا من ثلاثين سنة. والمشهور أنه مات سنة اثنتين وستين.

قال ابن معين : كان علقمة أعلم بعبد الله ـ يعني من عبيدة السلماني. وقال الأعمش ،

__________________

(١) في أ : ووجهة.

(٢) أخبار القضاة ٣ / ٤٢ ، تاريخ الطبري ١ / ١١٥ ، الولاة والقضاة ٢٤ ، الوفيات لابن قنفذ ٩٥ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٣٩٦ ، حلية الأولياء ٢ / ٩٨ ، جامع التحصيل ٢٩٣ ، طبقات ابن سعد ٦ / ٨٦ ، التاريخ الكبير ٧ / ٤١ ، الجرح والتعديل ٦ / ٤٠٤ ، العقد الفريد ٢ / ٢٣٣ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٦١٦ ، الزاهر ١ / ١٨٦ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٣٥ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١٣٢ ، جمهرة أنساب العرب ٤١٦ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٥٢ ، طبقات الفقهاء ٧٩ ، تاريخ دمشق (الظاهرية) ١١ / ٤٠٤ ، المعارف ٤٣١ ، تاريخ خليفة ١٩٦ ، طبقات خليفة ١٤٧ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٣٤٢ ، مشاهير علماء الأمصار ١٠٠ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٤١٥ ، تاريخ الثقات للعجلي ٣٣٩ ، الزيارات ٧٩ ، تهذيب الكمال ٩٥٧ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٤٥ ، العبر ١ / ٦٦ ، دول الإسلام ١ / ٤٧ ، الكاشف ٢ / ٢٤٢ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٥٣ ، مرآة الجنان ١ / ١٣٧ ، البداية والنهاية ٨ / ٢١٨ ، غاية النهاية ١ / ٥١٦ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٧٦ ، النجوم الزاهرة ١ / ١٥٧ ، الأسامي والكنى للحاكم ورقة ٣٧٧ ، طبقات الحفاظ ١٢ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٢٧١ ، شذرات الذهب ١ / ٧٠ ، الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٧ ، تاريخ الإسلام ٢ / ١٩٠.

١١١

عن عمارة بن عمير ، عن أبي معمر : كان أشبه الناس بعبد الله سمتا وهديا.

وقال أبو موسى ، عن مرة الهمدانيّ : كان علقمة من الربانيين. وقال أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن (١) يزيد ، عن عبد الله بن مسعود : ما أقرأ شيئا ولا أعلمه إلا وعلقمة يقرؤه ويعلمه. وقال قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه : أدركت ناسا من الصحابة يسألون علقمة ويستفتونه. وقال مغيرة بن إبراهيم : كان علقمة عقيما.

٦٤٧١ ز ـ علقمة بن هوذة (٢)بن شمّاس بن بابا التميمي اليربوعي :

مخضرم. ذكر في ترجمة الحطيئة ، وفي ترجمة سنان بن المخبّل السعدي ، وفي ترجمة بغيض بن عامر بن شمّاس بن ظهير ، وفي ترجمة زياد بن هوذة [٥٠٨] أخيه.

٦٤٧٢ ـ علقمة بن يزيد العقبي :

له إدراك ، وشهد غزوة ذات الصّواري ، وكانت مركب ابن أبي سرح أمير مصر قد كاد ركب (٣) العدوّ يأخذها ، فقطع علقمة بن يزيد السلسلة بسيفه ، فكان ذلك سبب هزيمة العدو. وقد تقدم في الأول علقمة بن يزيد القطيعي ، فإن كان هو هذا وإلّا فهو من أهل هذا القسم.

٦٤٧٣ ز ـ عليم بن سلمة الفهميّ :

له إدراك ، قال أبو عمر الكنديّ في كتاب «الخندق» بإسناد له : كان عليم ممّن خرج من أهل مصر إلى عليّ وشهد معه حروبه ، ودخل مصر مع محمد بن أبي بكر ، ثم شفع له معاوية بن خديج فعفا عنه معاوية ، في خلافته ، فلما كان يوم الخندق كان رئيس الجيش الذين قاتلوا مروان فهدر دمه ، فلما صالح أهل مصر مروان فرّ عليم إلى برقة ، فأقام عليها حتى هلك سنة ثمان وستين ، وقد بلغ الثمانين.

قلت : فأدرك من عصر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوق عشرين سنة.

٦٤٧٤ ـ علي بن علقمة بن عبدة التميمي :

ولد علقمة الشاعر المشهور ، الّذي يعرف بعلقمة الفحل ، وكان من شعراء الجاهلية من أقران امرئ القيس ، ولعليّ هذا ولد اسمه عبد الرحمن ، ذكره المرزباني في معجم

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) في أ : لأي.

(٣) في أ : يركب.

١١٢

الشعراء ، فيلزم من ذلك أن يكون أبوه من أهل هذا القسم ، لأن عبد الرحمن لم يدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعبد الرحمن هو القائل :

وشامت بي لا يخفي عداوته

إذا حمامي ساقته المقادير

فلا يغرّنك جرّ الثّوب معتجرا

إنّي امرؤ فيّ عند الجدّ تشمير

[البسيط]

٦٤٧٥ ـ علي بن ماجدة السهمي : أبو ماجدة.

له إدراك. وروى عن أبي بكر ، وعمر ، وقال ابن أبي شيبة : حدثنا حفص ، عن حجاج ، عن القاسم ، عن نافع ، عن علي بن ماجدة ، قال : قاتلت غلاما فجدعت أنفه ، فأتى به أبو بكر ، فوجدني ما بلغت ، فجعل على عاقلتي الدّية.

وفي سنن أبي داود ، من طريق العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبي ماجدة ، عن عمر ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : إني وهبت لخالتي غلاما الحديث.

وقد أخرجه من طريق أخرى ، فقال : عن العلاء ، عن رجل من بني سهم ، عن ابن ماجدة ـ ولم يسمّه من الوجهين.

وأخرجه البخاريّ في تاريخه ، وأبو العلاء ، عن رجل من بني سهم ، عن علي بن ماجدة ، سمع عمرة.

قلت : وفيه رد لقول أبي حاتم : بن ماجدة عن عمر مرسل.

العين بعدها الميم

٦٤٧٦ ز ـ عمار بن سعد التجيبي (١):

شهد الفتح بمصر ، وله رواية عن عمرو بن العاص ، وأبي الدرداء ، وغيرهما.

مات سنة خمس ومائة ، قاله ابن يونس ، عن الحسن بن علي العداس ، قال : وروى عنه الضحاك بن شرحبيل.

٦٤٧٧ ز ـ عمار بن أبي سلامة بن عبد الله بن عمران بن رأس بن دالان الهمدانيّ : ثم الدّالاني.

له إدراك ، وكان قد شهد مع عليّ مشاهده ، وقتل مع الحسين بن علي بالطف. ذكره ابن الكلبي.

__________________

(١) في أ : النجيبي.

١١٣

٦٤٧٨ ز ـ عمارة بن الصعق بن كعب :

ذكره سيف في الفتوح ، وروى بإسناده أنّ أبا عبيدة وجّهه من مرج الصّفر بعد وقعة اليرموك إلى فحل.

٦٤٧٩ ز ـ عمارة بن عوف العدوانيّ :

ذكره أبو حاتم السّجستانيّ في «المعمرين» ، وقال : كان كاهنا (١) ، وعمّر مائتين وخمسين سنة ، وعاش إلى خلافة عمر ، وكان هجّيراه لما كبر : أقروا ضيفكم ، وهو القائل :

عمّرت دهرا ثمّ دهرا وقد

آمل أن آتي على دهري

خمسون لي قد أكملت بعد ما

ساعدني قرناي في عمري

[السريع]

٦٤٨٠ ز ـ عمر بن جرهم : يأتي في عمرو بن جرهم.

١١٤

٦٤٨١ ز ـ عمر بن قريط العامريّ : ويقال عمرو.

ذكره وثيمة في كتاب الردة ، وأنه كان ممّن ثبت على الإسلام ، وحذّر قومه في خطبة بليغة ، فقال فيها : أما الصلاة فنوركم ، وأما الزكاة فطهوركم ، فأجمعوا على معصيته ، فقال :

ثقلت صلاة المسلمين عليكم

بني عامر والحقّ جدّ ثقيل

وأتبعتموها بالزّكاة وقلتم

ألا لا تفرّوا منهما بقتيل

فلا يبعد الله المهيمن غيركم

سبيلكم في كلّ شرّ سبيل

[الطويل]

٦٤٨٢ ز ـ عمرو بن الأحمر بن العمرد بن تميم بن ربعة بن حرام الباهلي (٢): أبو الخطاب.

قال المرزبانيّ : مخضرم ، أدرك الجاهلية والإسلام فأسلم وغزا في مغازي الروم ، وأصيب بإحدى عينيه هناك ، ونزل الشام ، وتوفي على عهد عثمان بعد أن بلغ سنّا عالية ، وهو صحيح الكلام ، كثير الغريب ، وهو القائل :

متى تطلب المعروف في غير أهله

تجد مطلب المعروف غير يسير

وإن أنت لم تجعل لعرضك جنّة

من الذّمّ سار الذّمّ كلّ مسير

[الطويل]

__________________

(١) في أ : مجاهد عمر.

(٢) في أ : المعمرد بن تميم بن ربيعة بن جزام.

١١٥

وقال أبو الفرج : كان من شعراء الجاهلية المعدودين ثم أسلم ، وقال في الإسلام شعرا كثيرا ، ومدح الخلفاء الذين أدركهم ، وخالد بن الوليد ، وكان في جيشه بالشام ، ولم يلق أبا بكر ، ومدح عمر فمن دونه إلى عبد الملك بن مروان ، وكذا قال وهو مخالف قول المرزباني : إنه مات في عهد عثمان. فالله أعلم.

٦٤٨٣ ز ـ عمرو بن الأسود العنسيّ (١): يأتي في عمير.

٦٤٨٤ ز ـ عمرو بن الأسود بن عامر الطائي (٢):

ذكره وثيمة في كتاب الردة ، وقال : استشهد باليمامة بعد أن أبلى مع المسلمين بلاء عظيما. استدركه ابن فتحون.

٦٤٨٥ ز ـ عمرو بن براقة (٣): هو ابن منبه. يأتي في عمرو بن الحارث ، وبراقة اسم أمه ، ومنبه ، جدّ أبيه.

٦٤٨٦ ز ـ عمرو بن البداح (٤)القيسي :

له ذكر في ترجمة المشمرخ بن خالد السعدي.

٦٤٨٧ ز ـ عمرو بن ثبي (٥): بمثلثة وموحدة ، وزن سمي.

ذكره ابن عبد البرّ عن الفتوح لسيف ، عن رجاله ، قال : كان أول من أشار على النعمان بن مقرّن بمناجزة [أهل] (٦) نهاوند عمرو بن ثبي ، وكان من أكبر الناس سنّا يومئذ.

قلت : في كتاب سيف من هذا الجنس جمع كثير لم يذكره أبو عمر ، واستدركهم ابن فتحون وغيره ، فلعل أبا عمر لم ير كتاب سيف.

٦٤٨٨ ز ـ عمرو بن ثعلبة الخشنيّ : أخو أبي ثعلبة.

قال ابن الكلبي : أسلم على عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، هكذا استدركه ابن الدباغ ، والّذي في

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٨٥٨) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٤٢ ، تاريخ البخاري ٦ / ٣١٥ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٣١٤ ، ٣٤٨ ، الجرح والتعديل قسم ١ مجلد ٣ / ٢٢٠ ، الحلية ٥ / ١٥٥ ، تاريخ ابن عساكر ١٣ / ١٩٦ ، تهذيب الكمال ١٠٣٠. تاريخ الإسلام ٣ / ١٩٤ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢٨٧.

(٢) أسد الغابة ت (٣٨٥٧).

(٣) أسد الغابة ت (٣٨٧٣).

(٤) أسد الغابة ت (٣٨٨٢) ، الاستيعاب ت (١٩٢٢).

(٥) من أ : ثنى.

(٦) سقط من أ.

١١٦

كتاب ابن الكلبي لما ذكر أبا ثعلبة وسماه الأثير بن جرهم ، قال : وأخوه عمرو بن جرهم. وفي نسخة معتمدة عمر ، بضم العين ، أسلم على عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٦٤٨٩ ـ عمرو بن جرهم : في الّذي قبله.

٦٤٩٠ ـ عمرو بن جندب بن عمرو العنبري :

ذكره سيف في «الفتوح» وقال : أرسله أبو عبيدة إلى فحل. وذكره الطبري في «تاريخه» فقال : كان مع عكرمة بن أبي جهل ، إذ توجه إلى ناحية اليمن لقتال أهل الردّة صدر خلافة أبي بكر.

قلت : وذكر ابن فتحون أباه بجيم ونون ودال ، وضبطه ابن ماكولا بمعجمة وموحدتين مصغّرا ، وكذا هو في «تاريخ ابن عساكر» وهو الصواب.

٦٤٩١ ز ـ عمرو بن الحارث بن عمرو بن منبه بن زيد بن عمرو بن منبه بن سهم بن نهم النّهمي : بكسر النون.

من همدان ، ويعرف ب «عمرو بن براقة» وهي أمه.

ذكره الرشاطي عن الهمدانيّ ، وقال : كان شاعر همدان ، وله أخبار في الجاهلية ، وعمّر إلى أن أدرك الحسن بن علي ، فسأله.

وذكره المرزباني في «معجم الشعراء» فقال عمرو بن منبه الّذي يقال له ابن براقة مخضرم ، وكان يسعى على رجليه في الجاهلية فلا يلحق ، ووفد على عمر بعد ما أسن وضعف ، وأنشده أبياتا يقول فيها : وإنّك مسترعى وإنّا رعيّة

[الطويل]

فوصله عمر.

وقال الزبير في الموفقيات : حدثنا ابن المغيرة ، عن هشام بن الكلبي ، عن أبيه ، قال : أذن عمر للناس ، فدخل عمرو بن براقة ، وكان شيخا كبيرا يعرج ، فأنشد أبياتا يقول فيها :

ما إن رأيت مثلك الخطّابي

أبرّ بالدّين وبالكتاب

بعد النّبيّ صاحب الكتاب

[الرجز]

١١٧

قال : فقال له عمر ـ وطعنه بالسّوط فما فعل أبو بكر؟ قال : لا علم لي به. فقال : لو كنت عالما به لأوجعت ظهرك.

٦٤٩٢ ز ـ عمرو بن الأشرف (١)العتكيّ :

له إدراك ، وكان مع عائشة يوم الجمل ، وكان الحارث بن زهير مع عليّ ، فلما التقيا قتل كلّ منهما صاحبه. ذكره ابن الكلبي.

٦٤٩٣ ز ـ عمرو بن الحبر (٢)بن عمرو بن شرحبيل الكندي :

ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» وقال : مخضرم ، وأنشد له يخاطب بعض الأمراء :

تهدّدني كأنّك ذو رعين

بأنعم عيشة أو ذو نواس

فكم قد كان مثلك من نعيم

ومثلك كان في الأقوام راس

[الوافر]

قال : وقيل إنهما (٣) لعمرو بن معديكرب.

٦٤٩٤ ز ـ عمرو بن الحجاج الزبيدي :

ذكره وثيمة في كتاب الردة وقال : كان مسلما في عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وله مقام محمود حين أرادت زبيد الردّة ، إذ دعاهم عمرو بن معديكرب إليها ، فنهاهم عمرو بن الحجاج ، وحثّهم على التمسك بالإسلام.

وقد مضى ذلك في ترجمة عمرو بن العجيل الزبيدي. واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون.

٦٤٩٥ ز ـ عمرو بن حسان بن معاوية بن وهب بن قيس بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي :

له إدراك ، وشهد القادسية ، ويوم ساباط ، ذكره ابن الكلبي.

٦٤٩٦ ز ـ عمرو بن الحضرميّ : لم يذكر اسم أبيه.

ذكره أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى في «تاريخ حمص» عن أبي عمرو أحمد بن

__________________

(١) في أ : الأشرق.

(٢) في أ : الحتبر.

(٣) في أ : إنها.

١١٨

نصر بن سفيان بن حرب بن عمرو الحضرميّ ـ أنّ جدّه حربا كان يكنى أبا مالك ، وكان أبوه عمرو ممن قدم مع أبي عبيدة بن الجراح إلى الشام. وذكر خليفة بن خياط أنه قتل مع معاوية بصفّين.

٦٤٩٧ ز ـ عمرو بن أبي حمزة الهذلي : أخو بني خريم.

ذكره المرزبانيّ في «معجمه» ، وقال : إنه مخضرم (١).

٦٤٩٨ ز ـ عمرو بن خفاجي العامري : ذكر سيف أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتب إليه وإلى عمرو بن المحجوب العامري يستنجد بهما في أمر مسيلمة ، وذكره الطبري ، واستدركه ابن فتحون.

٦٤٩٩ ز ـ عمرو بن أبي الخير بن عمرو بن شرحبيل الكندي :

ذكره المرزبانيّ في «معجمه» وقال : مخضرم.

٦٥٠٠ ز ـ عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم :

أحد المعمّرين ، هو المستوغر ، يأتي.

٦٥٠١ ز ـ عمرو بن سلمة بن كعب بن وائل بن كعب بن جمل المرادي : ثم الجملي.

له إدراك ، وكان أبوه كعب يلقب الأسلع ، وكان من أصحاب حجير عدي فقتل معه بمرج عذراء في أيام معاوية.

٦٥٠٢ ز ـ عمرو بن أبي سلمى الهجيمي :

قال سيف : كان مع المثنى بن حارثة بالعراق سنة ثلاث عشرة ، وأرسله للغارة على من بصفّين من أحياء تغلب والنمر.

٦٥٠٣ ز ـ عمرو بن شاس (٢)بن أبي علي (٣): واسمه عبيد بن ثعلبة ، ويقال ابن رويبة (٤) بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة الأسدي ، أبو عرار.

تقدم ذكره في ترجمة عمرو بن شاس الأسلمي في الأول ، قال المرزبانيّ : وهو القائل :

إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا

كفى لمطايانا برؤياك هاديا

__________________

(١) في أ : وأنشد له شعرا.

(٢) أسد الغابة ت (٣٩٥٩) ، الاستيعاب ت (٣٩٤٧).

(٣) في أ : ليلى.

(٤) في أ : ذؤيب.

١١٩

أليس تزيد العيس خفّة أذرع

وإن كنّ حسرى أن تكون أماميا (١)

[الطويل]

٦٥٠٤ ز ـ عمرو (٢)بن شرحبيل الهمدانيّ الكوفي : أبو ميسرة.

ذكر أبو موسى أنه أدرك الجاهلية ، وفضّله أبو وائل على مسروق.

روى عن عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وحذيفة ، وسلمان ، وعائشة ، وغيرهم.

روى عنه أبو وائل ، وأبو إسحاق السّبيعي ، ومحمد بن المنتشر ، والقاسم بن مخيمرة ، وآخرون.

ذكره البخاريّ وغيره في التابعين ، ووثّقه ابن معين ، وآخرون.

قال أبو نعيم ـ عن إسرائيل كان أبو ميسرة إذا أخذ عطاءه (٣) تصدق منه فإذا جاء إلى أهله فعدّوه وجدوه سواء.

وقال عمرو بن مرّة ، عن أبي وائل : كان أبو ميسرة من أفاضل أصحاب عبد الله بن مسعود.

وقال محمّد بن سعد : مات في ولاية ابن زياد. وقال ابن حبان في الثقات : كان من العبّاد ، وكانت ركبته كركبة العنز من الطاعون. مات سنة ثلاث وستين قبل موت أبي جحيفة.

٦٥٠٥ ز ـ عمرو بن شمر بن غزيّة اليماني :

ذكره سيف في «الفتوح» وأنه كان أحد الذين توجّهوا إلى الشام مع يزيد بن أبي سفيان في صدر خلافة الصديق. وقال الدار الدّارقطنيّ : كان أحد من بقي من قوّاد أهل اليمن بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان.

وضبط ابن ماكولا جدّه بفتح المعجمة وكسر الزاي وتشديد التحتانية.

__________________

(١) البيتان في ديوانه ٨٤ ، الحماسة البصرية ٢ / ١٤٥ ، وأسد الغابة ت (٣٩٥٩) ، وفي معجم الشعراء للمرزباني ٢٢.

(٢) سعد ٦ / ١٠٦ ، تاريخ بغداد ١٠ / ٢٠٢ ، طبقات خليفة ت (١٠٦٩) ، تاريخ البخاري ، العبر ١ / ١١٩ ، ٦ / ٣٤١ ، الجرح والتعديل رقم ١ مجلد ١ / ٢٣٧ ، الحلية ٤ / ١٤١ ، تهذيب الكمال ١٠٤٠ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٥٦ ، تذهيب التهذيب ٣ / ١٠٠ ، غاية النهاية ت (٢٤٥٣) ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٧ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٢٩٠ ، الكنى والأسماء ٢ / ٢٦ ، جامع التحصيل ٢٧٧ ، طبقات الحفاظ للسيوطي ٢٥ ، شذرات الذهب ١ / ١١٨ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ١٧٥.

(٣) في أ : عطاءه.

الإصابة/ج٥/م٨

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

لقاء الحبيبين على يد بقية السبطين :

ثم لقي الحسينعليه‌السلام عبد الله ، فقال : ما أنكرت مالك ، وإنما زعمت أنه كما دفعته إليها بطابعك ، فادخل إليها واستوف مالك منها. قال عبد الله : أو تأمر من يدفعه إليّ. قال : لا ، حتّى تقبض مالك منها ، كما دفعته إليها ، وتبرئها منه إذا أدته إليك.

فلما دخل عليها عبد الله قال لها الحسينعليه‌السلام : هذا عبد الله بن سلام قد جاء يطلب وديعته ، فأدّي إليه أمانته. فأخرجت إليه البدر ، فوضعتها بين يديه ، وقالت :هذا مالك ، فشكر وأثنى. وخرج الحسينعليه‌السلام عنهما. وفضّ عبد الله خواتم بدره ، وحثا لها من ذلك الدرّ حثوات ، وقال : خذي هذا فهو قليل مني. فاستعبرا جميعا ، حتّى علت أصواتهما بالبكاء ، أسفا على ما ابتليا به.

فدخل الحسينعليه‌السلام عليهما وقد رقّ لهما للذي سمع منهما. فقال : أشهد الله أنها طالق. الله م إنك قد تعلم أني لم أستنكحها رغبة في مالها ولا جمالها ، ولكني أردت إرجاعها لبعلها ، فأوجب لي بذلك الأجر. ولم يأخذ شيئا مما ساقه لها من مهرها. فسألها عبد الله أن تصرف إلى الحسينعليه‌السلام ما كان ساق لها ، فأجابته إلى ذلك ، شكرا لما صنعه بها ، فلم يقبله الحسينعليه‌السلام ، وقال : الّذي أرجو عليه من الثواب خير وأولى.

فلما انقضت أقراؤها تزوجها عبد الله بن سلام ، وبقيا زوجين سعيدين إلى أن فرّق الموت بينهما

وباءت مكيدة معاوية وابنه يزيد بالفشل ، لأنها مكيدة غدر وضرر ، ونجحت مبادرة الحسينعليه‌السلام لأنها مبادرة برّ وخير ، وصدق من قال : «كلّ إناء ينضح بما فيه». فهذه كانت أخلاق آل أبي سفيان ، وتلك كانت أخلاق آل بيت محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

يقول السيد محسن الأمين في (المجالس السنيّة) ج ٣ ص ٧٣ بعد إيراد هذه القصة : ومن هذا وشبهه كانت الأحقاد تزداد في قلب يزيد على الحسينعليه‌السلام ، حتّى أظهر الشماتة والفرح يوم جيء إليه برأس الحسينعليه‌السلام .

٣٨١

مرض معاوية وهلاكه

٤١٤ ـ مرض معاوية ووصيته :

(معالي السبطين في أحوال السبطين للمازندراني ، ج ١ ص ١٢٣)

في (الناسخ) أن معاوية عاش ثمانين سنة. ولما تصرّمت أيامه ، وردت عليه كتب من أهل المدينة ، فوجد فيها رقعة مكتوب فيها :

إذا الرجال ولدت أولادها

واضطربت من كبر أعضادها

وجعلت أسقامها تعتادها

فهي زروع قد دنا حصادها

فقال معاوية : هذه الرقعة تهددني بالموت وتنعى إليّ نفسي. فما مضت إلا أيام قلائل حتّى ابتدأ به المرض والوجع.

قال المسعودي : إن معاوية دخل الحمّام في بدء علة كانت وفاته فيها ، فرأى نحول جسمه ، فبكى لفنائه وما قد أشرف عليه من الدثور الواقع بالخليقة ، وقال متمثّلا :

أرى الليالي أسرعت في نقضي

أخذن بعضي ، وتركن بعضي

حنين طولي وحنين عرضي

أقعدنني من بعد طول نهضي

فلما اشتدت علته وأيس من برئه ، أنشأ يقول :

فياليتني لم أعن في الملك ساعة

ولم أك في اللذات أعشى النواظر

وكنت كذي طمرين عاش ببلغة

من الدهر حتّى زار أهل المقابر

فلما مرض المرضة التي مات بها كان يبكي ، فقال له مروان : أتجزع من المرض؟. قال : لا بل أبكي وأجزع على نفسي مما ارتكبت ، وهو قتل حجر بن عدي وأصحابه ، وغصب عليعليه‌السلام حقه ومحاربتي معه ، وتوليتي يزيد على أمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وكان معاوية في مرضه ربما اختلط في بعض الأوقات. فقال مرة : كم بيننا وبين الغوطة؟. فصاحت بنته : واحزناه! ثم مات.

وفي مخطوطة مصرع الحسين [مكتبة الأسد] ص ٣ :

وجاء في الخبر : أنه لما حضرت معاوية الوفاة دعا بولده يزيد ، وكان واليا على مدينة حمص ، استدعاه إلى دمشق ليوصيه.

٣٨٢

٤١٥ ـ وصية معاوية لابنه يزيد :(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٧٤)

ثم قال معاوية ليزيد : إني من أجلك آثرت الدنيا على الآخرة ، ودفعت حق علي بن أبي طالب ، وحملت الوزر على ظهري ، وإني لخائف أنك لا تقبل وصيتي ، فتقتل خيار قومك ، ثم تغزو حرم ربك ، فتقتلهم بغير حق ، ثم يأتي الموت بغتة ، فلا دنيا أصبت ولا آخرة أدركت.

يا بنيّ إني جعلت هذا الملك مطعما لك ولولدك من بعدك ، وإني موصيك وصية فاقبلها ، فإنك تحمد عاقبتها ، وإنك بحمد الله صارم حازم.

انظر أن تثب على أعدائك كوثوب الهزبر البطل ، ولا تجبن كجبن الضعيف النّكل.

وفي (تذكرة الخواص) ص ٢٤٦ ط ٢ نجف :

فإني قد كفيتك الحلّ والترحال ، ووطّأت لك البلاد والرجال ، وأخضعت لك أعناق العرب. وإني لا أتخوّف عليك أن ينازعك هذا الأمر الّذي أسّست (استتبّ) لك ، إلا أربعة نفر من قريش : الحسين بن علي ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الرحمن بن أبي بكر.

فأما ابن عمر ، فرجل قد وقذته (أي أنحلته) العبادة ، وإذا لم يبق أحد غيره بايعك.

وأما الحسين ، فإن أهل العراق لن يدعوه حتّى يخرجوه ، فإن خرج عليك فظفرت به ، فاصفح عنه ، فإن له رحما ماسّة وحقا عظيما.

وأما ابن أبي بكر ، فإنه ليست له همّة إلا في النساء واللهو ، فإذا رأى أصحابه قد صنعوا شيئا صنع مثله.

وأما الّذي يجثم لك جثوم الأسد ، ويطرق (أي يضرب) إطراق الأفعوان ، ويراوغك مراوغة الثعلب (فإن أمكنته فرصة وثب) ، فذاك ابن الزبير. فإن وثب عليك وأمكنتك الفرصة منه ، فقطّعه إربا إربا.

تابع وصية معاوية ليزيد فيما يخص معاملة أهل الحجاز والعراق والشام :

(المصدر السابق ، ص ١٧٦)

ثم قال معاوية : وانظر إلى أهل الحجاز ، فإنهم أصلك وفرعك ، فأكرم من قدم عليك منهم ، ومن غاب عنك فلا تجفهم ولا تعقّهم.

٣٨٣

وانظر إلى أهل العراق ، فإنهم لا يحبونك أبدا ولا ينصحونك. ولكن دارهم ما أمكنك واستطعت ، وإن سألوك أن تعزل عنهم في كل يوم عاملا فافعل ، فإنّ عزل عامل واحد هو أيسر عليك وأخفّ من أن يشهروا عليك مائة ألف سيف.

وانظر يا بني أهل الشام ، فإنهم بطانتك وظهارتك ، وقد بلوتهم وخبرتهم وعرفت نياتهم ، وهم صبر عند اللقاء ، حماة في الوغى. فإن دار بك أمر من عدوّ يخرج عليك فانتصر بهم ، فإذا أصبت منهم حاجتك فارددهم إلى بلادهم يكونوا بها إلى وقت حاجتك إليهم.

قال : ثم تنفّس الصّعداء ، ثم غشي عليه ، فلم يفق من غشيته يومه ذلك. فلما أفاق قال : أوه( جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ ) [الإسراء : ٨١]. ثم جعل يقول :

إن تناقش يكن نقاشك يا

ربّ عذابا لا صبر لي بالعذاب

أو تجاوز فأنت ربّ رحيم

عن مسيء ذنوبه كالتراب

٤١٦ ـ وصية معاوية بوضع شيء من شعر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وظفره في فمه وعينه :

(المصدر السابق ، ص ١٧٧)

ثم قال معاوية : اعلموا أني كنت بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات يوم وهو يقلّم أظفاره ، فأخذت القلامة ، وأخذت بمشقص من شعره على الصفا ، وجعلتها في قارورة هي عندي ، فاجعلوا أظفاره وشعره في فمي وأذني ، وصلّوا عليّ وواروني في حفرتي ، وذروني وربي ، فإنه غفور رحيم. ثم انقطع كلامه فلم ينطق بشيء.

وفي رواية القرماني في (أخبار الدول) ص ١٢٩ :

وكان عند معاوية شيء من شعر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقلامة ظفره ، فأوصى أن يجعل ذلك في فمه وعينيه ، وأن يكفّن بثوب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وقال : افعلوا ذلك وخلوّا بيني وبين أرحم الراحمين.

٤١٧ ـ تعليق على وصية معاوية ليزيد :

(حياة الإمام الحسين بن عليعليه‌السلام لباقر شريف القرشي ، ج ٢ ص ٢٣٧)

بعد استعراض الوصية قال السيد باقر شريف القرشي :

وأكبر الظن أن هذه الوصية من الموضوعات. فقد افتعلت لإثبات حلم معاوية ، وأنه عهد إلى ولده بالإحسان الشامل إلى المسلمين ، وهو غير مسؤول عن تصرفاته.

٣٨٤

وفيها أن يعامل أهل العراق معاملة جيدة ، وكذلك أهل الحجاز ، وخاصة الحسينعليه‌السلام .

لكن الواقع أن مقابل هذه الوصية الظاهرية هناك وصية مستورة تعاكسها ، وهي الحقيقة التي ستطبق.

فقد روى المؤرخون أن معاوية أوصى يزيد بإرسال مسلم بن عقبة إلى المدينة إذا لم يبايعوا ، وكان (مسلم) جزّارا جلّادا لا يعرف الرحمة والرأفة. فهل هكذا الإحسان للحجازيين؟!.

كما أوصى بتعيين عبيد الله بن زياد على العراق ، وهو أكبر دموي غادر ، فهل هكذا الإحسان للعراقيين؟!.

وإذا كان معاوية لم يتردد في اغتيال الإمام الحسنعليه‌السلام حتّى بعد ما بايعه ، فهل حقا يوصي ابنه بالحسينعليه‌السلام ، وأن يعفو عنه إذا ظفر به. ولو أن الوصية المزعومة كانت صحيحة لما كان يزيد ، لا همّ له بعد موت أبيه إلا تحصيل البيعة من الحسينعليه‌السلام . الصحيح أنه أوصاه أن يغتاله سرا ، فبعث إلى والي المدينة كتابا صغيرا منفصلا عن الكتاب الأصلي يأمره به بقتله أو يبايع. كما أمر والي مكة ـ فيما بعد ـ بأن يقتله على أي حال اتفق ، حتّى ولو كان متمسكا بأستار الكعبة!.

توضيح : زعم بعض المؤرخين أن معاوية كتب وصيته ليزيد ، ويزيد لم يكن حاضرا عنده. وقال بعضهم إنه كان حاضرا عند الوصية. ولكنهم أجمعوا على أنه لم يكن حاضرا عند موته ، بل كان في (حوّارين) من أعمال شرق حمص. ويمكن إزالة هذا التعارض بالقول إن معاوية كتب الوصية في غياب يزيد ، ولما حضر قرأ أبوه عليه الوصية. ثم إن يزيد سافر إلى حوّارين ، وما لبث أبوه أن مات وهو غائب عنه. فاستدعاه الضحّاك بن قيس ، فقدم لثلاثة أيام على وفاته.

يقول الدينوري في (الأخبار الطوال) : إن معاوية أوصى وكان يزيد غائبا ، ثم قدم عليه يزيد ، فأعاد عليه الوصية ، ثم قضى.

٤١٨ ـ وفاة معاوية وعمره :(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٧٧)

يقول الخوارزمي : فتوفي معاوية في غد ذلك اليوم ، وليس عنده يزيد (بل خرج إلى حوران للصيد). فكان ملكه تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر. وتوفي بدمشق يوم الأحد لأيام خلت من شهر رجب سنة ٦٠ ه‍ ، وهو ابن ثمان وسبعين ٧٨ سنة.

٣٨٥

٤١٩ ـ هلاك معاوية وتشييعه :

(الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري ، ج ١ ص ١٧٤)

ذكروا أن نافع بن جبير قال :

إني بالشام يوم موت معاوية ، وكان يزيد غائبا ، واستخلف معاوية الضحاك بن قيس بعده ، حتّى يقدم يزيد

فلما مات معاوية خرج الضحّاك على الناس ، فقال : لا يحملنّ اليوم نعش أمير المؤمنين إلا قرشي. قال : فحملته قريش ساعة.

ثم قال أهل الشام : أصلح الله الأمير ، اجعل لنا من أمير المؤمنين نصيبا في موته كما كان لنا في حياته. قال : فاحملوه ، فحملوه وازدحموا عليه ، حتّى شقّوا البرد الّذي كان عليه صدعين (أي نصفين).

٣٨٦

الفصل الحادي عشر

حكم يزيد بن معاوية

[غرة شهر رجب سنة ٦٠ ه‍]

٤٢٠ ـ الوضع الفلكي أول حكم يزيد :

(تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ص ٢٤١)

يقول اليعقوبي : وملك يزيد بن معاوية ، في مستهل رجب سنة ٦٠ ه‍ ، وكانت الشمس يومئذ في (الثور) درجة وعشرين دقيقة ، والقمر في (العقرب) كذا درجات وثلاثين دقيقة ، وزحل في (السرطان) إحدى عشرة درجة ، والمشتري في (الجدي) تسع عشرة درجة ، والمريخ في (الجوزاء) اثنتين وعشرين درجة وثلاثين دقيقة ، والزّهرة في (الجوزاء) ثماني درجات وخمسين دقيقة ، وعطارد في (الثور) عشرين درجة وثلاثين دقيقة.

٤٢١ ـ الحكم الوراثي :

لم يستنكر كثير من المسلمين بعد موت معاوية جلوس يزيد على الحكم ، رغم بشاعة هذا الأمر ومعارضته التامة لتعاليم الإسلام ، وما ذلك إلا لدهاء معاوية في التمهيد لهذا الأمر من قبل ، وتعويدهم عليه بعد استهجانه واستنكاره ، وهي من خطط الحكم الدكتاتوري الملكي الّذي ابتدعه معاوية ، وسرى داؤه في كل الحكم الأموي.

إن قانون ولاية العهد الّذي سنّه معاوية هو قانون اقتبسه من الأفكار الكسروية والهرقلية ليحارب به الإسلام. وهذا القانون إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على النزعة العنصرية. ومن عادة الطواغيت أنهم يحاولون أن تستمر مسيرتهم الدكتاتورية من خلال استمرارية وجودهم بشخص أبنائهم.

٤٢٢ ـ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتنبّأ بحكم الطاغية يزيد :

في (الإتحاف بحب الأشراف) للشبراوي ، ص ٦٥ :

روى أبو يعلى من حديث أبي عبيدة رفعه : «لا يزال أمراء أمتي قائمين بالقسط حتّى يتسلمه رجل من بني أمية ، يقال له يزيد».

٣٨٧

وفي (تاريخ الخلفاء) للسيوطي ، ص ٢٠٧ :

وأخرج أبو يعلى في مسنده بسند ضعيف عن أبي عبيدة قال : «لا يزال أمر أمتي قائما بالقسط ، حتّى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية ، يقال له : يزيد».

ورواه غير أبو يعلى بدون تسمية يزيد ، لأنهم كانوا يخافون من تسميته.

ولهذا روى ابن أبي شيبة وغيره عن أبي هريرة أنه قال : الله م لا تدركني سنة ستين ولا إمرة الصبيان. وكانت ولاية يزيد فيها.

٤٢٣ ـ الفساد بعد عام الستين :(البداية والنهاية لابن كثير ، ج ٦ ص ٢٥٩)

قال الإمام أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن أن الوليد بن قيس النجيعي حدثه أن أبا سعيد الخدري قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «يكون خلفّ من بعد الستين سنة( أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ) (٥٩) [مريم : ٥٩]. ثم يكون خلف يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيهم (أي لا يتعدى حلوقهم) ، ويقرأ القرآن ثلاثة :مؤمن ومنافق وفاجر».

قال بشير : فقلت للوليد بن قيس : ما هؤلاء الثلاثة؟. قال : المنافق كافر به ، والفاجر يتأكلّ به ، والمؤمن يؤمن به. (رواه أحمد بسند جيد قوي).

٤٢٤ ـ خلافة يزيد بن معاوية في رجب سنة ٦٠ ه‍ :

(تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ١٨٨ طبعة أولى مصر)

قال هشام بن محمّد الكلبي عن أبي مخنف : ولي يزيد بن معاوية في هلال رجب سنة ٦٠ ه‍.(وفي رواية) : بويع ليزيد بالخلافة بعد وفاة أبيه معاوية للنصف من رجب ، وقيل لثمان بقين منه.

٤٢٥ ـ ذكر مدة خلافة يزيد بن معاوية وعمره :

قال المسعودي في (مروج الذهب) ج ٣ ص ٦٣ :

بويع يزيد بن معاوية ، فكانت أيامه ثلاث سنين وثمانية أشهر إلا ثماني ليال.

وهلك يزيد بحوّارين من أرض دمشق ، لسبع عشرة ليلة خلت من صفر سنة ٦٤ ه‍ ، وهو ابن ٣٣ سنة.

وقال ابن الطقطقا في (الفخري) ص ١١٣ :

كانت ولاية يزيد على أصح القولين ثلاث سنين وستة أشهر. ففي السنة الأولى

٣٨٨

قتل الحسين بن عليعليه‌السلام ، وفي السنة الثانية نهب المدينة وأباحها ثلاثة أيام ، وفي السنة الثالثة غزا الكعبة.

وفي (تاريخ أبي الفداء) ج ٢ ص ١٠٤ :

وكانت مدة خلافته ثلاث سنين ونصف.

وقال السيوطي في (تاريخ الخلفاء) ص ٢٠٥ :

يزيد بن معاوية الأموي ، أبو خالد. ولد سنة ٢٥ أو ٢٦ ه‍.

وقال ابن عبد ربه في (العقد الفريد) ج ٤ ص ٣٠٥ :

مات يزيد يوم الخميس لأربع عشرة خلت من ربيع الأول سنة ٦٤ ه‍ ، وعمره ٣٨ سنة. ودفن بحوّارين خارجا من المدينة.

وقال المسعودي في (التنبيه والإشراف) ص ٢٦٤ : وهلك يزيد بحوّارين من أرض دمشق ، مما يلي قارا والقطيفة طريق حمص في البر ، لسبع عشرة ليلة خلت من صفر سنة ٦٤ ه‍ ، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة. وكانت أيامه ثلاث سنين وسبعة أشهر و ٢٢ يوما.

٤٢٦ ـ صفة يزيد وهيئته :

قال المسعودي في (التنبيه والإشراف) ص ٢٦٤ : كان يزيد آدم ، شديد الأدمة ، عظيم الهامة ، بوجهه أثر جدري بيّن. يبادر بلذته ، ويجاهر بمعصيته ، ويستحسن خطأه ، ويهوّن الأمور على نفسه في دينه ، إذا صحّت له دنياه.

وقال السيوطي في (تاريخ الخلفاء) : كان ضخما ، كثير اللحم ، كثير الشعر.

وقال ابن عبد ربه في (العقد الفريد) : كان آدم جعدا مهضوما ، أحور العينين ، بوجهه آثار جدري ، حسن اللحية خفيفها.

وكان كاتبه وصاحب أمره : سرجون بن منصور.

وقال المازندراني في (معالي السبطين) ج ٢ ص ٩١ :

بل صفاته كصفات العبيد : ذميم الوجه ، قبيح المنظر ، أفطس الأنف ، أسود الخدّ ، بشدقه ضربة كزند البعير ، غليظ الشفتين ، جدريّ الخدين. وكان على وجهه أثر ضربة. إذا تكلم كان جهير الصوت.

٣٨٩

٤٢٧ ـ وصف الطرمّاح لسوء خلقة يزيد :(المصدر الأخير)

ولنعم ما قال الطرمّاح. لما دخل على معاوية نظر إلى يزيد وهو جالس على السرير ، فلم يسلّم عليه ، وقال : من هذا الغيشوم الميشوم ، المضروب على الخيشوم ، الواسع الحلقوم ، طويل الخرطوم [أي الأنف]؟. فقالوا : صه يا أعرابي ، هذا يزيد. قال : ومن يزيد لا زاد الله في مرامه ، ولا بلغّه مراده.والحاصل أن صفات يزيد كصفات الأداني ، وهيئته كهيئة العبيد.

٤٢٨ ـ (ميسون) أم يزيد :(تاريخ أبي الفداء ، ج ٢ ص ١٠٤)

وكانت أمه : ميسون بنت بجدل الكلبية ، أقام يزيد معها بين أهلها في البادية ، وتعلم الفصاحة ونظم الشعر هناك ، في بادية بني كلب [وهي البادية الممتدة شرق حمص ، ومن قارا والقطيفة إلى القريتين]. وكان سبب إرساله مع أمه إلى هناك ، أن معاوية سمع ميسون تنشد هذه الأبيات وهي جالسة في قصره :

لبيت تخفق الأرواح فيه

أحبّ إليّ من قصر منيف

ولبس عباءة وتقرّ عيني

أحبّ إليّ من لبس الشفوف

وخرق من بني عمي فقير

أحبّ إليّ من علج عنيف

فطلقّها معاوية ، وبعثها مع يزيد إلى أهلها ، وهي حامل.

٤٢٩ ـ أولاد يزيد وزوجاته :(العقد الفريد لابن عبد ربه ، ج ٤ ص ٣٠٥)

ليزيد عدة أولادهم :

ـ معاوية وخالد وأبو سفيان ، أمهم : فاختة بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة.

ـ وعبد الله وعمر ، أمهما : أم كلثوم بنت عبد الله بن عباس.

وكان ابنه عبد الله ناسكا ، وولده خالد عالما. لم يكن في بني أمية أزهد من عبد الله ، ولا أعلم من خالد.

روى الأصمعي عن أبي عمرو قال : أعرق الناس في الخلافة (عاتكة) بنت يزيد ابن معاوية : أبوها خليفة ، وجدها معاوية خليفة ، وأخوها معاوية الثاني خليفة ، وزوجها عبد الملك بن مروان خليفة ، وأربّاؤها الوليد وسليمان وهشام خلفاء.

وذكر السلطان الأشرف عمر بن يوسف في (طرف الأصحاب في معرفة الأنساب) أن أولاد يزيد هم :

٣٩٠

معاوية وخالد وعبد الله الأكبر والأصغر وعمير وعبد الرحمن وعتبة ويزيد ومحمد وحرب والربيع وعبد الله.

وفي (مروج الذهب) للمسعودي ، ج ٣ ص ٩٨ قال :

خلّف معاوية : عبد الرحمن ، يزيد ، عبد الله ، هندا ، رملة ، صفية.

وخلّف ابنه يزيد : معاوية ، خالد ، عبد الله الأكبر ، أبا سفيان ، عبد الله الأصغر ، عمر ، عاتكة ، عبد الرحمن ، عثمان ، عتبة الأعور ، أبا بكر ، محمّد ، يزيد ، أم يزيد ، أم عبد الرحمن ، رملة.

(أقول) : وأفضلهم قاطبة معاوية (الثاني) المسمى بمعاوية الصغير ، وهو الّذي وصّى له يزيد بالخلافة ، فخلع نفسه منها معترفا بأخطاء أبيه وأجداده ، ولو علم أبوه أنه سيفعل ذلك ما كان وصّى له.

وأفضل زوجاته (هند بنت عبد الله بن عامر بن كريز) التي استنكرت على يزيد أعماله الشائنة ، وقتله للحسينعليه‌السلام ، ودخلت عليه مجلسه ووبّخته. في حين أحسنت ضيافة زينبعليها‌السلام والهاشميات في دار يزيد حين جئن سبايا إلى الشام.

وسوف نتناول بالتفصيل نسب يزيد وأمه ميسون ، وكذلك معاوية وأمه هند بنت عتبة ، في آخر فصل من الجزء الثاني من الموسوعة ، وهو نسب يندى له الجبين.

٤٣٠ ـ فسوق يزيد :(مروج الذهب للمسعودي ، ج ٣ ص ٨١ و ٧٧)

وليزيد أخبار عجيبة ومثالب كثيرة : من شرب الخمر ، وقتل ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولعن الوصيعليه‌السلام ، وهدم البيت وإحراقه ، وسفك الدماء ، والفسق والفجور ، وغير ذلك ، مما قد ورد فيه الوعيد باليأس من غفرانه ، كوروده فيمن جحد توحيده وخالف رسله.

وفي أيام يزيد ظهر الغناء بمكة والمدينة ، واستعملت الملاهي ، وأظهر الناس شرب الشراب. وكان له قرد يكنّى بأبي قبيس ، يحضره مجلس منادمته ، ويطرح له متّكأ ، وكان قردا خبيثا ، وكان يحمله على أتان (أي حمارة) وحشية قد ريضت ، وذلّلت لذلك بسرج ولجام.

وقال البلاذري في (أنساب الأشراف) ج ٤ ص ١ :

وكان يزيد بن معاوية أول من أظهر شرب الشراب ، والاستهتار بالغناء والصيد ،

٣٩١

واتخاذ القيان والغلمان ، والتفكّه بما يضحك منه المترفون ، من القرود والمعافرة بالكلاب والديكة.

شرح : المعافرة : هي المهارشة ، وهي أن يدع الكلاب تثب على بعضها وتتقاتل.

وقال الاصفهاني في (الأغاني) ج ١٦ ص ٦٨ :

كان يزيد بن معاوية أول من سنّ الملاهي في الإسلام من الخلفاء ، وآوى المغنين وأظهر الفتك وشرب الخمر. وكان ينادم عليها سرجون النصراني مولاه ، والأخطل الشاعر النصراني ، وكان يأتيه من المغنين (سائب خاثر) فيقيم عنده فيخلع عليه.

وقال ابن الطقطقي في (الآداب السلطانية) ص ١١٣ : ثم ملك يزيد ، وكان موفور الرغبة في الله والقنص والخمر والنساء والشعر.

٤٣١ ـ اقتداء حاشية يزيد به في الفسوق :

(مرآة العقول للمجلسي ، المقدمة للسيد مرتضى العسكري ، ج ٢ ص)

وكان من الطبيعي أن يتأثر بيزيد حاشيته ، ويتظاهر الخلعاء والماجنون أمرهم ، كما ذكره المسعودي في (مروج الذهب) قال :

وغلب على أصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق. وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة ، واستعملت الملاهي ، وأظهر الناس شرب الشراب.

٤٣٢ ـ استخدام يزيد للنصارى :

(منتخبات التواريخ لدمشق لمحمد أديب الحصني ، ج ١ ص ٨٦)

وقد كان يزيد يتزيّد في تقريب المسيحيين ، ويستكثر منهم في بطانته الخاصة.

وقد استخدم المسيحيين في مصالح الملك في زمن خلافته ، فعهد بأمور المالية إلى منصور وسرجون من نصارى العرب السوريين. [وكان سرجون مستودع أسرار معاوية ، ثم اتخذه يزيد لمشورته في كل معضلة].

(أقول) : وإن تقريبه للمسيحيين منبعث من كون أمه مسيحية من بني كلب ، وهي ميسون بنت بجدل.

وهذه فكرة عن المنطقة التي تربّى فيها يزيد بين أخواله النصارى في (حوّارين) بعد أن طلّق معاوية أمه ، فالتحقت بأهلها.

٣٩٢

ـ خربة حوّارين :

قال الدكتور عفيف بهنسي في كتابه (سورية التاريخ والحضارة) ص ٥٨٦ :

خربة في هضبة حمص ، تقع في أرض سهلية متموجة ، فيها خرائب تعود إلى العصور التدمرية والبيزنطية والعربية الإسلامية. تمرّ بجوارها سكة حديد حمص ـ دمشق. وتنسب إلى يزيد بن معاوية [٦٠ ـ ٦٤ ه‍]. مع أنه لم يترك أثرا من المنشآت أو القصور ، ويرجع ذلك إلى انغماسه باللهو والصيد.

٤٣٣ ـ جبل (سنير):

جبل سنير : هو جبل حرمون ، بل هو سلسلة جبال لبنان الشرقية ، ويقع بين حمص وبعلبك ، وعلى رأسه قلعة سنير ، وهو يمتد مشرّقا حتّى القريتين.

ويقسم جبل سنير إلى ثلاثة أقسام ، مركزها دمشق أو جبل قاسيون ، وهي :

١ ـ جبل سنير الغربي : قضاء الزبداني ، ومنه جبل بلودان.

٢ ـ جبل سنير الشرقي والشمالي : قضاء النبك ، واسمه القديم القلمون.

٣ ـ جبل سنير الجنوبي : قضاء قطنا ، واسمه القديم الحرمون.

وفي (جولة أثرية في بعض البلاد الشامية) لأوليا جلبي ، ترجمة أحمد وصفي زكريا ، ص ٣٧١ :

كان جبل القلمون قبل الفتح الإسلامي يدعى (جبل سنير) وهو مأهول بأحفاد الآراميين ، سكان الشام الأقدمين ، بينهم فئة من الروم. ولما استقرت أقدام المسلمين في الشام ، سكن فيه من قبائل العرب بنو ضبّة وبعض بني كلب ، الذين منهم ميسون بنت بجدل أم يزيد بن معاوية ، وهذا هو السبب في تفضيل يزيد الإقامة واللهو في (حوّارين) والصيد في أعالي جبل سنير ، ليكون بين أخواله.

وفي (أنساب الأشراف) : أن (حوّارين) هو الاسم القديم (للقريتين).

وفي (منجد الأعلام) : أن (حوّارين) مكان بين دمشق وتدمر وحمص ، سكنه النصارى الآراميون في بداية العهد الأموي.

٣٩٣

ترجمة سرجون الرومي

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ١٦٩)

سرجون : كاتب يزيد وأنيسه وصاحب سره. نصراني كان مولى لمعاوية.

وفي كتاب (الإسلام والحضارة العربية) لمحمد كرد علي ، ج ٢

ص ١٥٨ : كان سرجون بن منصور من نصارى الشام. استخدمه معاوية في مصالح الدولة. وكان أبوه منصور على المال في الشام من عهد هرقل قبل الفتح ، ساعد المسلمين في قتال الروم.

ومنصور بن سرجون كانت له خدمة في الدولة كأبيه. وكان عمر ابن الخطاب يمنع من خدمة النصارى إلا إذا أسلموا.

٤٣٤ ـ أعمال يزيد ومعاوية كانت السبب الرئيسي لانقسام المسلمين وتفرق كلمتهم إلى يوم الدين :(منتخبات التواريخ ، ج ١ ص ٨٧)

يقول محمّد أديب الحصني :

ومن أشأم الوقائع التاريخية التي حدثت في عهد يزيد وأحدثت تبدلا عظيما في السياسة وتغيرا فاحشا في اجتماعات المسلمين : واقعة كربلاء المشهورة ، التي دوّنها المؤرخون ، وانتهت بقتل سيّد البيت العلوي المطهّر ورئيسه ، الإمام الحسين ابن علي سيد الشهداء ، وجماعة من سلالته وذوي رحمه ، أفظع قتل وأشنعه.

فهذه الدهماء والنازلة الشنعاء التي تسببت عن سوء سياسة يزيد ، هي التي ضعضعت أركان الحكومة الإسلامية ، وشوّشت أمر جامعة المسلمين ، وأتمّت أدوار الانشقاق والاضطراب ، التي ابتدأت في عهد والديهما [يعني عليا ومعاوية].وكانت إحدى الأسباب في تفريق الكلمة وتشتيت الوحدة وانثلام الحصن. فإن المسلمين مالبثوا من ذلك العصر ، ومن جراء تلك الحادثة المشؤومة والتي قبلها ، متفرقين طرائق ومنقسمين شيعا ، وخصوصا بعد ما ألبسوا المسألة صبغة دينية ، شأنهم في جميع الحوادث التاريخية ، التي حدثت في ذلك العصر وقبله وبعده بقليل.

٣٩٤

٤٣٥ ـ أعمال وحشية لا نظير لها :(المنتخب للطريحي ، ص ١٥ ط ٢)

ولما هلك معاوية تولى من بعده ولده يزيد ، فنهض إلى حرب الحسينعليه‌السلام وجهز له العساكر وجيّش له الجيوش ، وأمّر عليهم عبيد الله بن زياد ، وأمرهم بقتل الحسينعليه‌السلام وقتل رجاله وذبح أطفاله وسبي عياله ونهب أمواله. ولم يكفهم ذلك حتّى أنهم بعد قتله رضّوا أضلاعه وصدره بحوافر الخيول ، وحملوا رؤوسهم على القنا ، وحريمهم على أقتاب الجمال في أشدّ العنا.

٤٣٦ ـ خلافة يزيد :

يقول الذهبي في (دول الإسلام) ج ١ ص ٤٥ :

كان معاوية قد جعل يزيد ولي العهد من بعده. فقدم من أرض حمص ، وبادر إلى قبر والده. ثم دخل دمشق فركب إلى (الخضراء) وكانت دار السلطنة.

٤٣٧ ـ مجيء يزيد إلى دمشق :(الفتوح لابن أعثم ، ج ٥ ص ٢)

بعث الضحاك بن قيس رسالة إلى يزيد يستقدمه من (حوّارين) بعد دفن معاوية ، ليستلم مقاليد الحكم ويبايعه الناس بيعة محدودة [مجددة].

قال : ثم ورد الكتاب على يزيد ، فوثب صائحا باكيا ، وأمر بإسراج دوابه ، وسار يريد دمشق. فصار إليها بعد ثلاثة أيام من مدفن معاوية. وخرج

حتّى إذا وافى يزيد قريبا من دمشق ، فجعل الناس يتلقّونه فيبكون ويبكي.

قال : وسار يزيد ومعه جماعة إلى قبر معاوية ، فجلس وانتحب ساعة وبكى.

جلوس يزيد في قصر الخضراء :

ثم ركب يزيد وسار إلى قبة لأبيه خضراء ، فدخلها وهو معتم بعمامة خزّ سوداء ، متقلّدا بسيف أبيه معاوية ، حتّى وصل إلى باب الدار.

ثم دخل القبة الخضراء (وكانت دار السلطنة) وجلس على فرش منصوبة له ، وأخذ الناس يهنئونه بالخلافة ، ويعزّونه في أبيه.

ثم نعى أبيه لهم ، وذكر خصالا له ، فقال :

وقد كان أمير المؤمنين معاوية لكم كالأب البارّ بالولد ، وكان من العرب أمجدها وأحمدها وأهمدها ، وأعظمها خطرا ، وأرفعها ذكرا ، وأنداها أنامل ، وأوسعها فواضل ، وأسماها إلى الفرع الباسق.

٣٩٥

٤٣٨ ـ أحد الحاضرين يكذّب يزيد :(المصدر السابق ، ص ٧)

قال : فصاح به صائح من أقاصي الناس وقال : كذبت والله يا عدوّ الله!. ما كان معاوية والله بهذه الصفة ، وإنما كانت هذه صفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهذه أخلاقه وأخلاق أهل بيته ، لا معاوية ولا أنت.

قال : فاضطرب الناس ، وطلب الرجل فلم يقدروا عليه ، وسكت الناس.

٤٣٩ ـ خطبة يزيد في أهل الشام :

(الفتوح لابن أعثم ، ج ٥ ص ٨ ؛ والبداية والنهاية ج ٨ ص ١٤٣)

ثم رقى يزيد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس إن معاوية كان عبدا من عباد الله ، أنعم الله عليه ، ثم قبضه إليه ، وهو خير ممن بعده ، ودون من قبله ، ولا أزكّيه على اللهعزوجل فإنه أعلم به. إن عفا عنه فبرحمته ، وإن عاقبه فبذنبه. وقد وليت [هذا] الأمر من بعده ، ولست آسى على طلب [حقّ] ، ولا أعتذر من تفريط [في باطل] ، وإذا أراد الله شيئا كان. ولقد كان معاوية يغزوكم في البحر ، وإني لست حاملا أحدا من المسلمين في البحر. وكان يشتّيكم بأرض الروم ، ولست مشتّيا أحدا بأرض الروم. وكان يخرج عطاءكم أثلاثا وأنا أجمعه كله لكم.

٤٤٠ ـ متى عزل مروان؟ :

قال ابن أعثم في (الفتوح) ج ٥ ص ١٠ :

ثم عزم يزيد على الكتب إلى جميع البلاد ، بأخذ البيعة له.

قال : وكان على المدينة يومئذ مروان بن الحكم فعزله يزيد ، وولى مكانه ابن عمه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، وكتب إليه.

(وفي رواية) : أول عمل عمله يزيد بعد دفن أبيه ، أنه عزل مروان ووضع الوليد بن عتبة.

(أقول) : هذا غير صحيح ، لأن مروان لم يكن على المدينة يوم مات معاوية ، وإن صحّ فهو يدل على التناحر الخفي بين فرعي بني أمية ، وهما :

ـ الأعياص : بنو العاص ، ومنهم عثمان ومروان بن الحكم بن أبي العاص.

ـ والعنابس : ومنهم حرب وأبو سفيان ومعاوية ويزيد.

٣٩٦

والصحيح أن مروان كان على المدينة حتّى عزل سنة ٤٨ ه‍ ، ثم ولّي ثانية سنة ٥٤ ه‍ ، ثم عزل آخر سنة ٥٧ ه‍ ، ووليها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان حتّى مات معاوية.

٤٤١ ـ الولاة على الأمصار :(الكامل لابن الأثير ، ج ٣ ص ٣٥٢)

وفي رجب من سنة ٦٠ ه‍ بويع يزيد بالخلافة بعد موت أبيه. فلما تولى كان :

ـ على المدينة : الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.

ـ على مكة : عمرو بن سعيد بن العاص.

ـ على البصرة : عبيد الله بن زياد.

ـ على الكوفة : النعمان بن بشير الأنصاري.

ولم يكن ليزيد همّة حين ولي ، إلا النفر الذين أبوا على معاوية بيعته.

وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٤٦ ط ٢ نجف :

فلم يكن ليزيد همّ بعد موت أبيه ، إلا بيعة النفر الذين سمّاهم أبوه.

٣٩٧

توقيت الحوادث الأساسية

عن كتاب (التوفيقات الإلهامية في مقارنة التواريخ الهجرية بالسنين الإفرنجية) تأليف اللواء المصري محمّد مختار باشا ، طبع سنة ١٣١١ ه‍ :

النصف الثاني من سنة ٦٠ ه‍ :

السبت

١ رجب

سنة ٦٠ ه‍

مات معاوية وعمره ٧٧ سنة

٧ نيسان

سنة ٦٨٠ م

الإثنين

١ شعبان

سنة ٦٠ ه‍

مسير الحسين من المدينة إلى مكة

٧ أيار

سنة ٦٨٠ م

الأحد

٨ ذوالحجة

سنة ٦٠ ه‍

استشهاد مسلم بن عقيل ،

٩ أيلول

سنة ٦٨٠ م

ومسير الحسينعليه‌السلام إلى العراق

بداية سنة ٦١ هجرية :

الاثنين

١ محرم

سنة ٦١ ه

١ تشرين أول

سنة ٦٨٠ م

الأربعاء

١٠ محرم

سنة ٦١ ه‍

مقتل مولانا الحسينعليه‌السلام

١٠ تشرين أول

سنة ٦٨٠ م

الأربعاء

١ صفر

سنة ٦١ ه

دخول السبايا إلى دمشق

٣١ تشرين أول

سنة ٦٨٠ م

الاثنين

٢٠ صفر

سنة ٦١ ه

زيارة الأربعين

١٩ تشرين ثاني

سنة ٦٨٠ م

٣٩٨

جدول زمني بحوادث وقعة كربلاء

(مجلة رسالة الحسين طبع قم ، العدد ٢ محرم ١٤١٢ ه‍ ، ص ٣٠٣)

اليوم

الشهر

السنة

الحادثة

الأحد

١٥ رجب

٦٠ ه‍

مات معاوية ، واستلم الحكم يزيد

الجمعة

٢٧ رجب

٦٠ ه‍

طلب الوليد البيعة من الحسينعليه‌السلام

السبت

٢٨ رجب

اللقاء الثاني بين الوليد والحسينعليه‌السلام

ليلة الأحد

٢٩ رجب

خروج الحسينعليه‌السلام من المدينة

ليلة الجمعة

٤ شعبان

٦٠ ه‍

الدخول إلى مكة

من ٤ شعبان إلى ٨ ذي الحجة

المقام في مكة

(أربعة أشهر وأربعة أيام)

الأربعاء

١٠ رمضان

٦٠ ه‍

وصول أولى رسائل أهل الكوفة

الاثنين

١٥ رمضان

خروج مسلم بن عقيل من مكة

الثلاثاء

٥ شوال

٦٠ ه‍

دخول مسلم الكوفة

الثلاثاء

٨ ذو الحجة

٦٠ ه‍

مقتل مسلم رضي الله عنه

الثلاثاء

٨ ذو الحجة

٦٠ ه‍

خروج الحسينعليه‌السلام من مكة إلى العراق

الخميس

٢ محرم

٦١ ه‍

وصول الحسينعليه‌السلام إلى كربلاء

(استغرق الطريق من مكة إلى كربلاء ٢٣ يوما)

الجمعة

٣ محرم

٦١ ه‍

وصول عمر بن سعد إلى كربلاء

من ٣ ـ ٦ محرم

مفاوضات ابن سعد مع الحسين والتعبئة

الثلاثاء

٧ محرم

قطع الماء عن معسكر الحسينعليه‌السلام

الخميس

٩ محرم

محاولة الحملة على معسكر الحسينعليه‌السلام

ليلة الجمعة

١٠ محرم

طلب الحسين الإمهال للصلاة والدعاء

٣٩٩

الجمعة

١٠ محرم

٦١ ه‍

وقعة كربلاء من الظهر إلى العصر

زوال السبت

١١ محرم

الرحيل بالسبايا من كربلاء إلى الكوفة

الجمعة

١ صفر

٦١ ه‍

دخول ركب السبايا إلى دمشق.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721