الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٥

الإصابة في تمييز الصحابة8%

الإصابة في تمييز الصحابة مؤلف:
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الناشر: دار الكتب العلميّة
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 721

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨
  • البداية
  • السابق
  • 721 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 350671 / تحميل: 4231
الحجم الحجم الحجم
الإصابة في تمييز الصحابة

الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٥

مؤلف:
الناشر: دار الكتب العلميّة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

[ذكره ابن الكلبيّ] (١).

٦٤٤٠ ز ـ عروس بن المفترس بن مقاتل الأسدي الفقعسيّ :

ذكره المرزبانيّ ، فقال : مخضرم ، أدرك الجاهلية والإسلام ، وهو القائل :

نحن الّذين اغتصبنا النّاس كلّهم

حتّى اهتدى طائع منهم ومعشور

حتّى أقاموا قناة الدّين واعتدلوا

فالسّيف عبد وقلب القوم مشهور

[البسيط]

٦٤٤١ ـ عريب بن عبد كلال بن عريب (٢)بن يشرح (٣)الحميري :

ذكر ابن الكلبيّ أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتب إليه وإلى أخيه الحارث ، وكان إليهما أمر حمير.

وقد تقدم الحارث وشرحبيل أخواه (٤) ، وذكر ابن إسحاق أن الكتاب كان إلى أخيه ولم يذكر هذا.

العين بعدها الزاي

٦٤٤٢ ز ـ عزرة بن قيس بن عزية الأحمسي البجلي :

وسكن حلوان في عهد عمر. روى عنه أبو وائل ، قال الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عزرة بن قيس : خطبنا خالد بن الوليد ، فقال : إنّ عمر بعثني إلى الشام. الحديث في الفتن : وفيه قول خالد : إنها لا تكون وعمر حيّ.

قال عليّ بن المدينيّ ، لم يرو عنه غير أبي وائل. وقال ابن أبي خيثمة ، عن ابن معين.

بقي إلى أيام معاوية فيما بلغني ، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى.

العين بعدها السين

٦٤٤٣ ز ـ عسكلان بن عواكن (٥)الحميري :

أحد المعمرين ، كان ممن بشّر برسالة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم أدرك البعثة ، وأرسل إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشعر يمدحه ، ويذكر فيه إسلامه ، ولم يبلغنا أنه هاجر.

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) أسد الغابة ت (٣٦٦٣) ، الثقات ٣ / ٣٢٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٨٠ ، الإكمال ١١١٧.

(٣) في أ : اليشرح.

(٤) في أ : أخوه.

(٥) في أ : عواكر.

الإصابة/ج٥/م٧

١٠١

روى حديثه البلويّ ، عن عمارة بن زيد ، عن عبد الله بن العلاء ، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن ، قال : كان حميد بن عبد الرحمن يقول : سمعت أبي يقول : سافرت إلى اليمن قبل المبعث بسنة ، فنزلت على عسكلان بن عواكن الحميري ، وكان شيخا كبيرا قد أنسئ له في العمر حتى عاد كالفرخ ، وهو يقول :

إذا ما الشّيخ صمّ فلم يكلّم (١)

وأودى سمعه إلّا يدايا

فذاك الدّاء ليس له دواء

سوى الموت المنطّق بالرّزايا

شهدت بنا مع الأملاك منّا

وأدركت المواقف في القضايا

فبادوا أجمعين فصرت جلسا

صريعا لا أبوح إلى الخلايا

١٠٢

[الوافر]

قال عبد الرّحمن : وكنت إذا قدمت نزلت عليه فلا يزال يسألني عن مكة وأحوالها ، وهل ظهر فيها من خالف دينهم أو لا؟ حتى قدمت القدمة التي بعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنا غائب فيها ، فنزلت عليه فقعد وقد شد عصابة على عينيه ، فقال لي : انتسب يا أخا قريش ، فقلت : أنا عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة قال : حسبك. قال : ألا أبشّرك ببشارة ، وهي خير لك من التجارة؟ قلت : بلى قال : أتيتك بالمعجبة وأبشرك بالمرغبة ، إن الله قد بعث في الشهر الأول من قومك نبيا ارتضاه صفيّا ، وأنزل عليه كتابا وفيّا ، ينهى عن الأصنام ، ويدعو إلى الإسلام ، يأمر بالحق ويفعله ، وينهى عن الباطل ويبطله ، وهو من بني هاشم ، وإن قومك لأخواله ، يا عبد الرحمن ، وازره وصدّقه ، واحمل إليه هذه الأبيات :

أشهد بالله ذي المعالي

وفالق اللّيل والصّباح

إنّك في السّرّ من قريش

وابن المفدّى من الذّباح

أرسلت تدعو إلى يقين

ترشد للحقّ والفلاح

هدّ كرور السّنين ركني

عن مكرّ السّير والرّواح

أشهد بالله ربّ موسى

أنّك أرسلت بالبطاح

فكن شفيعي إلى مليك

يدعو البرايا إلى الصّلاح

[مخلع البسيط]

قال عبد الرّحمن : فقدمت فلقيت أبا بكر ، وكان لي خليطا ، فأخبرته الخبر ، فقال : هذا محمد بن عبد الله قد بعثه الله إلى خلقه رسولا ، فأته ، فأتيته وهو في بيت خديجة

__________________

(١) في ه : يتكلم.

١٠٣

فأخبرته ، فقال : أما إن أخا حمير من خواصّ المؤمنين ، وربّ مؤمن بي ولم يرني ، ومصدّق بي وما شهدني ، أولئك إخواني حقا.

أخرجه ابن عساكر في «تاريخه الكبير» من هذا الوجه والبلويّ ضعيف ، وراويه عنه عمر بن مدرك اتّهمه يحيى بن معين.

العين بعدها الطاء

٦٤٤٤ ز ـ عطاء بن أبي جليد (١)الخزاعي : ثم الحميري.

له ذكر في قصة في صدر الإسلام ، وعاش إلى خلافة عثمان.

روى عنه ابنه عبد الله بن عطاء ، قال عمر بن شبّة في كتاب مكّة : حدثنا غسان ، حدثني عبد العزيز بن عمران ، عن موسى بن يعقوب ـ وهو الزّمعي ، عن ابن لعبد الله بن عطاء بن أبي جليد (٢) ، عن أبيه عن جدّه ، قال : أحدث بنو العرابة من بهز ـ بطن من بني سليم ـ في قومهم حدة (٣) ، قتلوا قتيلا ، ثم خرجوا فهبطوا على ابن أبي جليد (٤) ، فحالفوه ، وكان ينزل ستارة ، فطلبهم قومهم فمنعهم ، وقال : هم حلفائي وأنا أعقل عنهم.

فلما كان في زمن عثمان خاصموه ، وقالوا : حالفوه والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمكة فهو حلف إسلامي ، فقضى عثمان كلّ حلف كان ورسول الله بمكة فهو جاهلي ، وما كان في الهجرة فهو إسلامي ، إذ لا حلف في الإسلام.

٦٤٤٥ ز ـ عطارد بن برز العطاردي : من ولد عطارد بن عوف بن كعب بن سعد.

رأيت في التاريخ المظفري أنه اسم أبي رجاء العطاردي ونسبه لابن قتيبة. والمشهور أن اسمه عمران. وسيأتي (٥).

٦٤٤٦ ز ـ عطارد العقيلي :

له إدراك ، وذكر في قتال أهل الرّدة (٦). تقدّم ذكره في ترجمة أخيه سليك.

[٦٤٤٧ ز ـ عطارد بن برز (٧):

يقال إنه اسم أبي رجاء العطاردي.

__________________

(١) في أ : خليد.

(٢) في أ : خليد.

(٣) في أ : حدثاً.

(٤) في أ : خليد.

(٥) في أ : وسيأتي بيان الاختلاف في اسمه في الكنى.

(٦) في أ : الردة باليمامة.

(٧) أسد الغابة ت (٣٦٨٤).

١٠٤

ذكره في «التاريخ المظفري» وعزاه لابن قتيبة وسيأتي بيان الاختلاف في اسمه في الكنى] (١)

العين بعدها الظاء والفاء

[٦٤٤٨ ز ـ عظيم بن علاثة بن وهب الغنوي : يأتي ذكره في ترجمة أبيه] (٢).

٦٤٤٩ ز ـ عفيف بن سعد (٣)بن ذي يزن الحميري :

مخضرم. أدرك الجاهلية والإسلام ، لأنه مات أبوه قبل البعثة ، وهاجر هو من اليمن في خلافة عمر ، ثم كان مع معاوية بصفّين ، وله معه قصة تأتي في ترجمة الوليد بن جابر ، ولم يذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق وهو على شرطه.

٦٤٥٠ ز ـ عفيف بن عبد الله بن كعب بن غزيّة بن مالك بن نصر بن مالك بن دعران (٤)بن محارب بن عمرو بن شهران (٥)الخثعميّ :

له إدراك ، وولده كريم أحد (٦) من قتل بمرج عذراء مع حجر بن عدي. ذكره ابن الكلبيّ.

٦٤٥١ ز ـ عفيف بن المنذر التميمي : أحد بني عمرو بن تميم.

ذكره سيف في «الفتوح» ، وأنه شهد مع العلاء بن الحضرميّ قتال الخطيم ، وأبلى فيه بلاء حسنا ، وهو القائل يذكر خوضهم البحر مع العلاء :

ألم تر أنّ الله ذلّل بحرة

وأنزل بالكفّار إحدى الحلائل

دعونا الّذي شقّ البحار فجاءنا

بأعظم من فلق البحار الأفائل

[الطويل]

٦٤٥٢ ز ـ عقال بن خويلد بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري العقيلي :

شاعر مخضرم ، كان يهاجي النابغة الجعديّ ، وكان رئيس بني عقيل ، ذكره المرزباني ، وأنشد له في ذلك شعرا.

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) هذه الترجمة سقط في أ.

(٣) في أ : عفيف بن سيف بن ذيان الحميري.

(٤) في أ ، ت : دعدعان.

(٥) في أ : سهران.

(٦) في أ : آخر.

١٠٥

العين بعدها القاف

٦٤٥٣ ز ـ عقبة بن بجرة : بضم الموحدة وسكون الجيم ، الكندي ، ثم التّجيبي المصري.

روى يعقوب بن يعقوب بن سفيان في تاريخه ، من طريق ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، وجعفر بن ربيعة ـ أنه صحب أبا بكر [وكان معه راية كندة يوم اليرموك. وقال ابن يونس : أسلم والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيّ ، وصحب أبا بكر] (١) ، وشهد الفتح بمصر ، وهو أخو مقسم بن بجرة ، ثم أخرج من طريق معاوية بن خديج ، قال : هاجرنا على زمان أبي بكر ، فبينا نحن عنده إذ طلع المنبر ، فقال : لقد قدم علينا برأس يناق البطريق ، ولم يكن لنا به حاجة ، إنّما هذه سنة العجم ، فقال : قم يا عقبة. فقام رجل منا يقال له عقبة بن بجرة ، فقال : إني لا أريدك ، إنما أريد عقبة بن عامر وفي إسناده ابن لهيعة أيضا.

٦٤٥٤ ز ـ عقبة بن عامر بن سعد بن ذهل بن الأخنس الرّعيني :

له إدراك ، وشهد فتح مصر ، قاله ابن يونس.

٦٤٥٥ ز ـ عقبة بن عمرو بن سعد (٢)بن سلمة الخير بن جبير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة :

له إدراك ، وكان ولده زرارة بن عقبة أمير خراسان ، وكذلك حفيده عمرو بن زرارة وقتل بها ، ذكره ابن الكلبيّ ، وقال : إنهم من (٣) عظماء نيسابور لهم قدر بها.

٦٤٥٦ ـ عقبة بن النعمان العتكيّ (٤): أبو النعمان ، من أهل عمان.

ذكره وثيمة في «الردة» ، وأنه ثبت على إسلامه ، وشيّع (٥) عمرو بن العاص في جماعة من قومه حتى قدموا على أبي بكر ، فشكر لهم أبو بكر ذلك ، وهو القائل :

وفينا وفينا يفيض الوفاء

وفينا يفرّخ أفراخه

كذاك الوفاء يزين الرّجال

كما زيّن الصّدق شمراخه

وفينا لعمرو وقلنا له

وقد نفخ الرّأي نفّاخه

[المتقارب]

__________________

(١) في أ : سقط.

(٢) في أ : سمير.

(٣) في أ : عظيم.

(٤) أسد الغابة ت (٣٧٢٤).

(٥) في أ : شبع.

١٠٦

وله أيضا :

وفينا لعمرو يوم عمرو كأنّه

طريد نفته مذحج والسّكاسك

رسول رسول الله أعظم بحقّه

علينا ومن لا يعرف الحقّ هالك

ونحن أناس يأمن الجار وسطنا

إذا كان يوم كاسف الشّمس هالك

[الطويل]

٦٤٥٧ ز ـ عقفان بن قيس بن عاصم التميمي المنقري (١):

أبوه صحابي ، معروف ، سيأتي ذكره ، وأما هو فذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال : قدم مكة في الجاهلية ، فنزل على أروى بنت كريز ، وهي أمّ عثمانرضي‌الله‌عنه ، فلما أراد الرحيل مدحها ، فقال :

خلّف على أروى سلاما فإنّما

جزاء الثّويّ أن يعفّ ويحمدا

سلاما أتى من وامق غير عاشق

أراد رحيلا ما أعفّ وأمجدا

[الطويل]

والثويّ بالمثلثة والتشديد : الضيف.

١٠٧

٦٤٥٨ ـ عقيل بن مالك الحميري (٢): من أبناء الملوك.

كان جارا لبني حنيفة فثبّتهم على الإسلام أيام الردّة ، فخالفوه ، وقال فيهم ، وكان صاحب لسان وبيان ، فوعظهم ونهاهم عن الردة ، وقال في ذلك شعرا منه :

وقال رجال قد عدا القوم قدرهم

عقيل ، ولو أنصفت لم أعدكم قدري

فلا تأمنوا الصّدّيق والله غالب

على أمره إنّ العتيق أبو بكر

ثم لحق بخالد بن الوليد فشهد معه حروبه. ذكره وثني في «الردة» واستدركه ابن الدباغ (٣).

٦٤٥٩ ز ـ عقيل بن أبي عقيل :

تابعي أرسل شيئا ، فذكره بعضهم في الصحابة. أخرج أبو جعفر النحاس ، من طريق محمد بن عبد الرحمن القرشي ـ أحد المتروكين ، عن عمرو بن سعيد المؤدّب ، عن العباس بن الفضل ، عن أبي (٤) كرز الموصلي ، عن عقيل (٥) ـ أنّ آمنة أمّ النبي صلى الله عليه

__________________

(١) البصري : في أ.

(٢) أسد الغابة ت (٣٧٣٣).

(٣) سقط في ط.

(٤) في أ : ابن.

(٥) في أ : عقيل بن أبي عقيل.

١٠٨

وآله وسلم أتاها آت في منامها ، فقال لها : إنك قد حملت بسيد البريّة ، فسمّيه محمدا ، وعلّقي عليه هذا الكتاب ، فاستيقظت وعند رأسها كتاب في قصبة حديد فيه : استرعيتك ربّك فذكر كلاما كثيرا ، وفي آخره : من كان معه هذا لم يبال بأي أرض الله بات.

٦٤٦٠ ز ـ عقيم بن زياد بن ذهل بن عوف بن المجزم (١)بن بكر بن عمرو بن عوف بن عباد بن لؤيّ بن (٢)الحارث بن أسامة بن لؤيّ :

له إدراك. وذكر الزّبير أنه قتل يوم الجمل مع عائشة.

العين بعدها الكاف

٦٤٦١ ز ـ عكرة بن سباع بن خالد بن الحارث بن زيد بن أبي نصر بن عائذة (٣)بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة الضبي :

ذكره المرزبانيّ [في «معجم الشعراء» وقال : إنّه مخضرم] (٤).

٦٤٦٢ ـ عكرمة (٥)بن سباع بن خالد بن الحارث بن زيد بن أبي نصر بن عائذة (٦)بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة الضبي : [الشاعر].

[أدرك الجاهلية والإسلام] (٧) ، ذكره المرزبانيّ (٨).

العين بعدها اللام

٦٤٦٣ ز ـ علاثة بن وهب بن خليفة الغنوي :

ذكره أبو عمرو الشّيبانيّ في «أنساب غنيّ» ، وقيل : كان أراد أن يئد ابنتين له في الجاهلية ، فقال له ابنه ربيع بن علاثة : ما عليك أن تترك الوأد ، فتركهما فأدركتا الإسلام فأسلم علاثة وأولاده. واسم إحدى بنتيه ورية ، ثم سأل علاثة : أي الأعمال أفضل؟ قيل : الجهاد ، فأتى الجزيرة ومعه أهل بيته ، فجاهد حتى قتل وقتل معه من ولده : ربيع ، وعبد الله ، وأبي ، وعظيم ، وقال علاثة في جهاده :

أيا ربّ عيسى دعوة ومحمّدا

أجبني فألحقني بأبقاهما ليا

[الطويل]

في أبيات.

__________________

(١) في أ : المخرم.

(٢) في أ : بن عيينة بن أسامة.

(٣) في أ : عائذ.

(٤) في أ : سقط.

(٥) في أ : عكرة.

(٦) في أ : عائذ.

(٧) في أ : سقط.

(٨) في أ : ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال إنه مخضرم.

١٠٩

٦٤٦٤ ـ علّاق بن وهبيل النخعي :

يأتي ذكره في ترجمة ابن يزيد النخعي.

٦٤٦٥ ز ـ علباء : بكسر أوله وسكون اللام بعدها موحدة ، ابن الهيثم بن جرير.

أبوه من الرؤساء الذين حاربوا كسرى في وقعة ذي قار ، وأدرك علباء الجاهلية والإسلام ، وشهد الفتوح في عهد عمر ، ثم شهد الجمل ، فاستشهد بها.

وقد تقدم له ذكر في ترجمة عمرو بن معديكرب.

وروى ابن قتيبة في غريبه ، من طريق الأصمعي ، حدثني شيخ في مجلس أبي عمرو بن العلاء أنّ أهل الكوفة أوفدوا علباء بن الهيثم السدوسي إلى عمر ، فرأى هيئة رثّة ، فلما تكلم في حاجته أحسن ، فقال عمر : لكل أناس في جملهم (١) خير.

٦٤٦٦ ز ـ علقمة بن الأرتّ العبسيّ (٢):

مخضرم ، شهد وقعة فحل في أول فتوح الشام ، وذكره عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي في الفتوح ، وأسند عن عمرو بن مالك ، عن أدهم بن محرز بن أسد الباهلي ، عن أبيه ، قال : بلغ الروم أنّ أبا عبيدة أقبل نحوهم ، فتحوّلوا إلى فحل ، فنزلوها ، وهي من أرض الأردن ، وخرج علقمة بن الأرت ، فجمع أصحابه من بلقين ، وقال في ذلك :

ونحن قفلنا (٣)كلّ واف سبيله

من الرّوم معروف النّجار منطّق

ونحن طلقنا (٤)بالرّماح نساءهم

وأبنا إلى أزواجنا لم تطلّق

[الطويل]

وذكر أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي في كتاب الأخبار له هذين البيتين لعلقمة ، وزاد بعدها :

وكم من قتيل أرهقته سيوفنا

كفاحا وكفّ قد أطيحت وأسوق

[الطويل]

وهذا البيت ذكره الخطابي في غريب الحديث له منسوبا لعلقمة المذكور.

٦٤٦٧ ز ـ علقمة بن أسلم بن مرثد بن زيد بن أعلس بن علقمة بن ذي جدن (٥)الأكبر :

__________________

(١) في أ : جملتهم.

(٢) في أ : العتبي.

(٣) في ت : فعلنا.

(٤) في ت : طلعنا.

(٥) في ه : ذو حدب.

١١٠

يقال له المطموس ، ويلقب النوّاحة ، لأنّ غالب شعره مراثي في حمير.

كان يقال له : ذو جدن ، وكان من عجائب الزمان في حسن التشبيه مع عماه.

ذكره الهمذاني في الأنساب ، وقال : كان مخضرما ، ذكره عنه الرشاطي.

٦٤٦٨ ـ علقمة بن حكيم الفراسي : أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وشهد اليرموك (١) ، وجهّزه أبو عبيدة من مرج الصّفر ، مسلحة بين دمشق وفلسطين ، ذكر ذلك سيف بسنده ، وذكر أيضا أن عمر استعمله على الرملة ، وأنّ عمرو بن العاص أقرّه على قتال إيليا. واستدركه ابن فتحون.

٦٤٦٩ ز ـ علقمة بن زيد :

له إدراك ، أشار إلى ذلك ابن حبان في الثقات ، وقال كتب إليه عمر. روى عنه زيد ابن رفيع.

٦٤٧٠ ـ علقمة بن قيس (٢): بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان النخعي : أبو شبل الكوفي الفقيه ، مخضرم ـ أدرك الجاهلية والإسلام.

روي عن أبي بكر الصديق وعمر فمن بعدهما ، ولازم ابن مسعود. قال هارون بن حاتم : حدثنا عبد الرحمن بن هانئ ، قال : مات علقمة سنة اثنتين وسبعين وله تسعون سنة ، فعلى هذا أدرك من زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحوا من ثلاثين سنة. والمشهور أنه مات سنة اثنتين وستين.

قال ابن معين : كان علقمة أعلم بعبد الله ـ يعني من عبيدة السلماني. وقال الأعمش ،

__________________

(١) في أ : ووجهة.

(٢) أخبار القضاة ٣ / ٤٢ ، تاريخ الطبري ١ / ١١٥ ، الولاة والقضاة ٢٤ ، الوفيات لابن قنفذ ٩٥ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٣٩٦ ، حلية الأولياء ٢ / ٩٨ ، جامع التحصيل ٢٩٣ ، طبقات ابن سعد ٦ / ٨٦ ، التاريخ الكبير ٧ / ٤١ ، الجرح والتعديل ٦ / ٤٠٤ ، العقد الفريد ٢ / ٢٣٣ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٦١٦ ، الزاهر ١ / ١٨٦ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٣٥ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١٣٢ ، جمهرة أنساب العرب ٤١٦ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٥٢ ، طبقات الفقهاء ٧٩ ، تاريخ دمشق (الظاهرية) ١١ / ٤٠٤ ، المعارف ٤٣١ ، تاريخ خليفة ١٩٦ ، طبقات خليفة ١٤٧ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٣٤٢ ، مشاهير علماء الأمصار ١٠٠ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٤١٥ ، تاريخ الثقات للعجلي ٣٣٩ ، الزيارات ٧٩ ، تهذيب الكمال ٩٥٧ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٤٥ ، العبر ١ / ٦٦ ، دول الإسلام ١ / ٤٧ ، الكاشف ٢ / ٢٤٢ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٥٣ ، مرآة الجنان ١ / ١٣٧ ، البداية والنهاية ٨ / ٢١٨ ، غاية النهاية ١ / ٥١٦ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٧٦ ، النجوم الزاهرة ١ / ١٥٧ ، الأسامي والكنى للحاكم ورقة ٣٧٧ ، طبقات الحفاظ ١٢ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٢٧١ ، شذرات الذهب ١ / ٧٠ ، الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٧ ، تاريخ الإسلام ٢ / ١٩٠.

١١١

عن عمارة بن عمير ، عن أبي معمر : كان أشبه الناس بعبد الله سمتا وهديا.

وقال أبو موسى ، عن مرة الهمدانيّ : كان علقمة من الربانيين. وقال أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن (١) يزيد ، عن عبد الله بن مسعود : ما أقرأ شيئا ولا أعلمه إلا وعلقمة يقرؤه ويعلمه. وقال قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه : أدركت ناسا من الصحابة يسألون علقمة ويستفتونه. وقال مغيرة بن إبراهيم : كان علقمة عقيما.

٦٤٧١ ز ـ علقمة بن هوذة (٢)بن شمّاس بن بابا التميمي اليربوعي :

مخضرم. ذكر في ترجمة الحطيئة ، وفي ترجمة سنان بن المخبّل السعدي ، وفي ترجمة بغيض بن عامر بن شمّاس بن ظهير ، وفي ترجمة زياد بن هوذة [٥٠٨] أخيه.

٦٤٧٢ ـ علقمة بن يزيد العقبي :

له إدراك ، وشهد غزوة ذات الصّواري ، وكانت مركب ابن أبي سرح أمير مصر قد كاد ركب (٣) العدوّ يأخذها ، فقطع علقمة بن يزيد السلسلة بسيفه ، فكان ذلك سبب هزيمة العدو. وقد تقدم في الأول علقمة بن يزيد القطيعي ، فإن كان هو هذا وإلّا فهو من أهل هذا القسم.

٦٤٧٣ ز ـ عليم بن سلمة الفهميّ :

له إدراك ، قال أبو عمر الكنديّ في كتاب «الخندق» بإسناد له : كان عليم ممّن خرج من أهل مصر إلى عليّ وشهد معه حروبه ، ودخل مصر مع محمد بن أبي بكر ، ثم شفع له معاوية بن خديج فعفا عنه معاوية ، في خلافته ، فلما كان يوم الخندق كان رئيس الجيش الذين قاتلوا مروان فهدر دمه ، فلما صالح أهل مصر مروان فرّ عليم إلى برقة ، فأقام عليها حتى هلك سنة ثمان وستين ، وقد بلغ الثمانين.

قلت : فأدرك من عصر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوق عشرين سنة.

٦٤٧٤ ـ علي بن علقمة بن عبدة التميمي :

ولد علقمة الشاعر المشهور ، الّذي يعرف بعلقمة الفحل ، وكان من شعراء الجاهلية من أقران امرئ القيس ، ولعليّ هذا ولد اسمه عبد الرحمن ، ذكره المرزباني في معجم

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) في أ : لأي.

(٣) في أ : يركب.

١١٢

الشعراء ، فيلزم من ذلك أن يكون أبوه من أهل هذا القسم ، لأن عبد الرحمن لم يدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعبد الرحمن هو القائل :

وشامت بي لا يخفي عداوته

إذا حمامي ساقته المقادير

فلا يغرّنك جرّ الثّوب معتجرا

إنّي امرؤ فيّ عند الجدّ تشمير

[البسيط]

٦٤٧٥ ـ علي بن ماجدة السهمي : أبو ماجدة.

له إدراك. وروى عن أبي بكر ، وعمر ، وقال ابن أبي شيبة : حدثنا حفص ، عن حجاج ، عن القاسم ، عن نافع ، عن علي بن ماجدة ، قال : قاتلت غلاما فجدعت أنفه ، فأتى به أبو بكر ، فوجدني ما بلغت ، فجعل على عاقلتي الدّية.

وفي سنن أبي داود ، من طريق العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبي ماجدة ، عن عمر ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : إني وهبت لخالتي غلاما الحديث.

وقد أخرجه من طريق أخرى ، فقال : عن العلاء ، عن رجل من بني سهم ، عن ابن ماجدة ـ ولم يسمّه من الوجهين.

وأخرجه البخاريّ في تاريخه ، وأبو العلاء ، عن رجل من بني سهم ، عن علي بن ماجدة ، سمع عمرة.

قلت : وفيه رد لقول أبي حاتم : بن ماجدة عن عمر مرسل.

العين بعدها الميم

٦٤٧٦ ز ـ عمار بن سعد التجيبي (١):

شهد الفتح بمصر ، وله رواية عن عمرو بن العاص ، وأبي الدرداء ، وغيرهما.

مات سنة خمس ومائة ، قاله ابن يونس ، عن الحسن بن علي العداس ، قال : وروى عنه الضحاك بن شرحبيل.

٦٤٧٧ ز ـ عمار بن أبي سلامة بن عبد الله بن عمران بن رأس بن دالان الهمدانيّ : ثم الدّالاني.

له إدراك ، وكان قد شهد مع عليّ مشاهده ، وقتل مع الحسين بن علي بالطف. ذكره ابن الكلبي.

__________________

(١) في أ : النجيبي.

١١٣

٦٤٧٨ ز ـ عمارة بن الصعق بن كعب :

ذكره سيف في الفتوح ، وروى بإسناده أنّ أبا عبيدة وجّهه من مرج الصّفر بعد وقعة اليرموك إلى فحل.

٦٤٧٩ ز ـ عمارة بن عوف العدوانيّ :

ذكره أبو حاتم السّجستانيّ في «المعمرين» ، وقال : كان كاهنا (١) ، وعمّر مائتين وخمسين سنة ، وعاش إلى خلافة عمر ، وكان هجّيراه لما كبر : أقروا ضيفكم ، وهو القائل :

عمّرت دهرا ثمّ دهرا وقد

آمل أن آتي على دهري

خمسون لي قد أكملت بعد ما

ساعدني قرناي في عمري

[السريع]

٦٤٨٠ ز ـ عمر بن جرهم : يأتي في عمرو بن جرهم.

١١٤

٦٤٨١ ز ـ عمر بن قريط العامريّ : ويقال عمرو.

ذكره وثيمة في كتاب الردة ، وأنه كان ممّن ثبت على الإسلام ، وحذّر قومه في خطبة بليغة ، فقال فيها : أما الصلاة فنوركم ، وأما الزكاة فطهوركم ، فأجمعوا على معصيته ، فقال :

ثقلت صلاة المسلمين عليكم

بني عامر والحقّ جدّ ثقيل

وأتبعتموها بالزّكاة وقلتم

ألا لا تفرّوا منهما بقتيل

فلا يبعد الله المهيمن غيركم

سبيلكم في كلّ شرّ سبيل

[الطويل]

٦٤٨٢ ز ـ عمرو بن الأحمر بن العمرد بن تميم بن ربعة بن حرام الباهلي (٢): أبو الخطاب.

قال المرزبانيّ : مخضرم ، أدرك الجاهلية والإسلام فأسلم وغزا في مغازي الروم ، وأصيب بإحدى عينيه هناك ، ونزل الشام ، وتوفي على عهد عثمان بعد أن بلغ سنّا عالية ، وهو صحيح الكلام ، كثير الغريب ، وهو القائل :

متى تطلب المعروف في غير أهله

تجد مطلب المعروف غير يسير

وإن أنت لم تجعل لعرضك جنّة

من الذّمّ سار الذّمّ كلّ مسير

[الطويل]

__________________

(١) في أ : مجاهد عمر.

(٢) في أ : المعمرد بن تميم بن ربيعة بن جزام.

١١٥

وقال أبو الفرج : كان من شعراء الجاهلية المعدودين ثم أسلم ، وقال في الإسلام شعرا كثيرا ، ومدح الخلفاء الذين أدركهم ، وخالد بن الوليد ، وكان في جيشه بالشام ، ولم يلق أبا بكر ، ومدح عمر فمن دونه إلى عبد الملك بن مروان ، وكذا قال وهو مخالف قول المرزباني : إنه مات في عهد عثمان. فالله أعلم.

٦٤٨٣ ز ـ عمرو بن الأسود العنسيّ (١): يأتي في عمير.

٦٤٨٤ ز ـ عمرو بن الأسود بن عامر الطائي (٢):

ذكره وثيمة في كتاب الردة ، وقال : استشهد باليمامة بعد أن أبلى مع المسلمين بلاء عظيما. استدركه ابن فتحون.

٦٤٨٥ ز ـ عمرو بن براقة (٣): هو ابن منبه. يأتي في عمرو بن الحارث ، وبراقة اسم أمه ، ومنبه ، جدّ أبيه.

٦٤٨٦ ز ـ عمرو بن البداح (٤)القيسي :

له ذكر في ترجمة المشمرخ بن خالد السعدي.

٦٤٨٧ ز ـ عمرو بن ثبي (٥): بمثلثة وموحدة ، وزن سمي.

ذكره ابن عبد البرّ عن الفتوح لسيف ، عن رجاله ، قال : كان أول من أشار على النعمان بن مقرّن بمناجزة [أهل] (٦) نهاوند عمرو بن ثبي ، وكان من أكبر الناس سنّا يومئذ.

قلت : في كتاب سيف من هذا الجنس جمع كثير لم يذكره أبو عمر ، واستدركهم ابن فتحون وغيره ، فلعل أبا عمر لم ير كتاب سيف.

٦٤٨٨ ز ـ عمرو بن ثعلبة الخشنيّ : أخو أبي ثعلبة.

قال ابن الكلبي : أسلم على عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، هكذا استدركه ابن الدباغ ، والّذي في

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٨٥٨) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٤٢ ، تاريخ البخاري ٦ / ٣١٥ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٣١٤ ، ٣٤٨ ، الجرح والتعديل قسم ١ مجلد ٣ / ٢٢٠ ، الحلية ٥ / ١٥٥ ، تاريخ ابن عساكر ١٣ / ١٩٦ ، تهذيب الكمال ١٠٣٠. تاريخ الإسلام ٣ / ١٩٤ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢٨٧.

(٢) أسد الغابة ت (٣٨٥٧).

(٣) أسد الغابة ت (٣٨٧٣).

(٤) أسد الغابة ت (٣٨٨٢) ، الاستيعاب ت (١٩٢٢).

(٥) من أ : ثنى.

(٦) سقط من أ.

١١٦

كتاب ابن الكلبي لما ذكر أبا ثعلبة وسماه الأثير بن جرهم ، قال : وأخوه عمرو بن جرهم. وفي نسخة معتمدة عمر ، بضم العين ، أسلم على عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٦٤٨٩ ـ عمرو بن جرهم : في الّذي قبله.

٦٤٩٠ ـ عمرو بن جندب بن عمرو العنبري :

ذكره سيف في «الفتوح» وقال : أرسله أبو عبيدة إلى فحل. وذكره الطبري في «تاريخه» فقال : كان مع عكرمة بن أبي جهل ، إذ توجه إلى ناحية اليمن لقتال أهل الردّة صدر خلافة أبي بكر.

قلت : وذكر ابن فتحون أباه بجيم ونون ودال ، وضبطه ابن ماكولا بمعجمة وموحدتين مصغّرا ، وكذا هو في «تاريخ ابن عساكر» وهو الصواب.

٦٤٩١ ز ـ عمرو بن الحارث بن عمرو بن منبه بن زيد بن عمرو بن منبه بن سهم بن نهم النّهمي : بكسر النون.

من همدان ، ويعرف ب «عمرو بن براقة» وهي أمه.

ذكره الرشاطي عن الهمدانيّ ، وقال : كان شاعر همدان ، وله أخبار في الجاهلية ، وعمّر إلى أن أدرك الحسن بن علي ، فسأله.

وذكره المرزباني في «معجم الشعراء» فقال عمرو بن منبه الّذي يقال له ابن براقة مخضرم ، وكان يسعى على رجليه في الجاهلية فلا يلحق ، ووفد على عمر بعد ما أسن وضعف ، وأنشده أبياتا يقول فيها : وإنّك مسترعى وإنّا رعيّة

[الطويل]

فوصله عمر.

وقال الزبير في الموفقيات : حدثنا ابن المغيرة ، عن هشام بن الكلبي ، عن أبيه ، قال : أذن عمر للناس ، فدخل عمرو بن براقة ، وكان شيخا كبيرا يعرج ، فأنشد أبياتا يقول فيها :

ما إن رأيت مثلك الخطّابي

أبرّ بالدّين وبالكتاب

بعد النّبيّ صاحب الكتاب

[الرجز]

١١٧

قال : فقال له عمر ـ وطعنه بالسّوط فما فعل أبو بكر؟ قال : لا علم لي به. فقال : لو كنت عالما به لأوجعت ظهرك.

٦٤٩٢ ز ـ عمرو بن الأشرف (١)العتكيّ :

له إدراك ، وكان مع عائشة يوم الجمل ، وكان الحارث بن زهير مع عليّ ، فلما التقيا قتل كلّ منهما صاحبه. ذكره ابن الكلبي.

٦٤٩٣ ز ـ عمرو بن الحبر (٢)بن عمرو بن شرحبيل الكندي :

ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» وقال : مخضرم ، وأنشد له يخاطب بعض الأمراء :

تهدّدني كأنّك ذو رعين

بأنعم عيشة أو ذو نواس

فكم قد كان مثلك من نعيم

ومثلك كان في الأقوام راس

[الوافر]

قال : وقيل إنهما (٣) لعمرو بن معديكرب.

٦٤٩٤ ز ـ عمرو بن الحجاج الزبيدي :

ذكره وثيمة في كتاب الردة وقال : كان مسلما في عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وله مقام محمود حين أرادت زبيد الردّة ، إذ دعاهم عمرو بن معديكرب إليها ، فنهاهم عمرو بن الحجاج ، وحثّهم على التمسك بالإسلام.

وقد مضى ذلك في ترجمة عمرو بن العجيل الزبيدي. واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون.

٦٤٩٥ ز ـ عمرو بن حسان بن معاوية بن وهب بن قيس بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي :

له إدراك ، وشهد القادسية ، ويوم ساباط ، ذكره ابن الكلبي.

٦٤٩٦ ز ـ عمرو بن الحضرميّ : لم يذكر اسم أبيه.

ذكره أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى في «تاريخ حمص» عن أبي عمرو أحمد بن

__________________

(١) في أ : الأشرق.

(٢) في أ : الحتبر.

(٣) في أ : إنها.

١١٨

نصر بن سفيان بن حرب بن عمرو الحضرميّ ـ أنّ جدّه حربا كان يكنى أبا مالك ، وكان أبوه عمرو ممن قدم مع أبي عبيدة بن الجراح إلى الشام. وذكر خليفة بن خياط أنه قتل مع معاوية بصفّين.

٦٤٩٧ ز ـ عمرو بن أبي حمزة الهذلي : أخو بني خريم.

ذكره المرزبانيّ في «معجمه» ، وقال : إنه مخضرم (١).

٦٤٩٨ ز ـ عمرو بن خفاجي العامري : ذكر سيف أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتب إليه وإلى عمرو بن المحجوب العامري يستنجد بهما في أمر مسيلمة ، وذكره الطبري ، واستدركه ابن فتحون.

٦٤٩٩ ز ـ عمرو بن أبي الخير بن عمرو بن شرحبيل الكندي :

ذكره المرزبانيّ في «معجمه» وقال : مخضرم.

٦٥٠٠ ز ـ عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم :

أحد المعمّرين ، هو المستوغر ، يأتي.

٦٥٠١ ز ـ عمرو بن سلمة بن كعب بن وائل بن كعب بن جمل المرادي : ثم الجملي.

له إدراك ، وكان أبوه كعب يلقب الأسلع ، وكان من أصحاب حجير عدي فقتل معه بمرج عذراء في أيام معاوية.

٦٥٠٢ ز ـ عمرو بن أبي سلمى الهجيمي :

قال سيف : كان مع المثنى بن حارثة بالعراق سنة ثلاث عشرة ، وأرسله للغارة على من بصفّين من أحياء تغلب والنمر.

٦٥٠٣ ز ـ عمرو بن شاس (٢)بن أبي علي (٣): واسمه عبيد بن ثعلبة ، ويقال ابن رويبة (٤) بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة الأسدي ، أبو عرار.

تقدم ذكره في ترجمة عمرو بن شاس الأسلمي في الأول ، قال المرزبانيّ : وهو القائل :

إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا

كفى لمطايانا برؤياك هاديا

__________________

(١) في أ : وأنشد له شعرا.

(٢) أسد الغابة ت (٣٩٥٩) ، الاستيعاب ت (٣٩٤٧).

(٣) في أ : ليلى.

(٤) في أ : ذؤيب.

١١٩

أليس تزيد العيس خفّة أذرع

وإن كنّ حسرى أن تكون أماميا (١)

[الطويل]

٦٥٠٤ ز ـ عمرو (٢)بن شرحبيل الهمدانيّ الكوفي : أبو ميسرة.

ذكر أبو موسى أنه أدرك الجاهلية ، وفضّله أبو وائل على مسروق.

روى عن عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وحذيفة ، وسلمان ، وعائشة ، وغيرهم.

روى عنه أبو وائل ، وأبو إسحاق السّبيعي ، ومحمد بن المنتشر ، والقاسم بن مخيمرة ، وآخرون.

ذكره البخاريّ وغيره في التابعين ، ووثّقه ابن معين ، وآخرون.

قال أبو نعيم ـ عن إسرائيل كان أبو ميسرة إذا أخذ عطاءه (٣) تصدق منه فإذا جاء إلى أهله فعدّوه وجدوه سواء.

وقال عمرو بن مرّة ، عن أبي وائل : كان أبو ميسرة من أفاضل أصحاب عبد الله بن مسعود.

وقال محمّد بن سعد : مات في ولاية ابن زياد. وقال ابن حبان في الثقات : كان من العبّاد ، وكانت ركبته كركبة العنز من الطاعون. مات سنة ثلاث وستين قبل موت أبي جحيفة.

٦٥٠٥ ز ـ عمرو بن شمر بن غزيّة اليماني :

ذكره سيف في «الفتوح» وأنه كان أحد الذين توجّهوا إلى الشام مع يزيد بن أبي سفيان في صدر خلافة الصديق. وقال الدار الدّارقطنيّ : كان أحد من بقي من قوّاد أهل اليمن بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان.

وضبط ابن ماكولا جدّه بفتح المعجمة وكسر الزاي وتشديد التحتانية.

__________________

(١) البيتان في ديوانه ٨٤ ، الحماسة البصرية ٢ / ١٤٥ ، وأسد الغابة ت (٣٩٥٩) ، وفي معجم الشعراء للمرزباني ٢٢.

(٢) سعد ٦ / ١٠٦ ، تاريخ بغداد ١٠ / ٢٠٢ ، طبقات خليفة ت (١٠٦٩) ، تاريخ البخاري ، العبر ١ / ١١٩ ، ٦ / ٣٤١ ، الجرح والتعديل رقم ١ مجلد ١ / ٢٣٧ ، الحلية ٤ / ١٤١ ، تهذيب الكمال ١٠٤٠ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٥٦ ، تذهيب التهذيب ٣ / ١٠٠ ، غاية النهاية ت (٢٤٥٣) ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٧ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٢٩٠ ، الكنى والأسماء ٢ / ٢٦ ، جامع التحصيل ٢٧٧ ، طبقات الحفاظ للسيوطي ٢٥ ، شذرات الذهب ١ / ١١٨ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ١٧٥.

(٣) في أ : عطاءه.

الإصابة/ج٥/م٨

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

والآن ، وبعد سرد هذه الحوادث الفجيعة والوقائع الفظيعة ، بقي عليكم ، إمّا أن تردّوا وتكذّبوا كلّ أعلامكم وكبار علمائكم من أصحاب الصحاح والمسانيد والتواريخ والتفاسير وغيرهم الّذين ذكروا هذه الحوادث ونقلوا تلك الوقائع.

وإمّا أن تذعنوا بأنّ عثمان لا تشمله الآية الكريمة ، ولا تنطبق عليه جملة( رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ) فقد كان فظّا غليظا ، وصعبا قاسيا ، شديدا على المؤمنين ، ورءوفا رحيما شفيقا بالفاسقين والمنافقين!!

الحافظ : لقد ثبت عندنا وعند كثير من العلماء الأعلام : أنّ أبا ذرّرحمه‌الله ، هو الذي اختار المقام في الربذة من غير إجبار ، بل أحبّ أن يجتنب الأحداث ، فسافر إلى مسقط رأسه الربذة.

قلت : هذا قول بعض المتأخّرين من علمائكم المتعصّبين ، وهو قول اجتهادي من غير دليل وبدون أيّ مستند تاريخي(١) ، وإلا فكبار علمائكم ذكروا أنّه أبعد إلى الربذة بالقهر والجبر ، حتّى كاد أن يكون هذا الخبر من المسلّمات غير القابلة للنّقاش.

وكنموذج ، أنقل هذا الخبر الذي رواه الإمام أحمد في المسند ٥ / ١٥٦ ، وابن أبي الحديد في شرح النهج ٣ / ٥٧ ، قال : روى الواقدي ، عن مالك بن أبي الرجال ، عن موسى بن ميسرة : أنّ أبا الأسود الدؤلي قال : كنت أحبّ لقاء أبي ذرّ لأسأله عن سبب خروجه ، فنزلت الربذة ، فقلت له : ألا تخبرني؟ أخرجت من المدينة

__________________

(١) أوّل من قال به هو قاضي القضاة عبد الجبّار نقلا عن الشيخ أبي علي ، كما رواه عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج ٣ / ٥٢.

«المترجم»

٤٦١

طائعا أم أخرجت مكرها؟

فقال : كنت في ثغر من ثغور المسلمين ، أغني عنهم ، فأخرجت إلى مدينة الرسولعليه‌السلام فقلت : أصحابي ودار هجرتي ، فاخرجت منها إلى ما ترى!

[ثمّ قال : بينا أنا ذات ليلة نائم في المسجد ، إذ مرّ بي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فضربني برجله وقال «لا أراك نائما في المسجد!

فقلت : بأبي أنت وأمّي! غلبتني عيني ، فنمت فيه.

فقال : كيف تصنع إذا أخرجوك منه؟!

فقلت : إذن ألحق بالشام ، فإنّها أرض مقدّسة ، وأرض بقية الإسلام ، وأرض الجهاد.

فقال : فكيف تصنع إذا أخرجت منها؟!

فقلت : أرجع إلى المسجد.

قال : فكيف تصنع إذا أخرجوك منه؟!

قلت : آخذ سيفي فأضرب به.

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألا أدلّك على خير من ذلك ، انسق معهم حيث ساقوك ، وتسمع وتطيع ؛ فسمعت وأطعت ، وأنا أسمع واطيع ، والله ليلقينّ الله عثمان وهو آثم في جنبي».]

وكان يقول بالربذة : ما ترك الحقّ لي صديقا ، ردّني عثمان بعد الهجرة أعرابيا!

عليّعليه‌السلام مصداق( رُحَماءُ بَيْنَهُمْ )

كلّ ما ذكرناه كان ردّا على تأويل الشيخ عبد السلام لجملة

٤٦٢

( رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ) على عثمان ، وقد أثبتنا خلافه.

واعتقادنا أنّ الذي يكون من أجلى مصاديق هذه الجملة هو الإمام عليّعليه‌السلام ، إذ حينما بويع بالخلافة وتسلّم الحكم ، عزل كلّ من ظلم الناس وجار على الضعفاء في حكومة عثمان.

وقد أشار عليه بعض الصحابة أن يترك الامور على حالها ويقوّي أركان حكومته ، فإذا استتبّ له الأمر وتمكّن من الرقاب بدأ بعزلهم واحدا واحدا ، فأجابه الإمام : والله لا أداهن في ديني ، ولا اعطي الرياء في أمري.

ولمّا أشار عليه ابن عبّاس في معاوية فقال : ولّه شهرا واعزله دهرا.

قالعليه‌السلام : والله لا أطلب النصر بالجور ، فليس لي عند الله عذر إن تركت معاوية ساعة يظلم الناس.

وجاءه طلحة والزبير يطلبان حكومة مصر والعراق ، فلو لبّى طلبهما لما خرجا عليه وما كانت فتنة البصرة ومعركة الجمل ، ولكنّه هيهات أن يغلب على أمره ، فإنّه أبى أن ينصب للولايات إلاّ العدول الكفوءين من المؤمنين ممّن امتحنهم الله عزّ وجلّ ونجحوا في الأحداث والفتن التي عاصروها ، ولم يميلوا عن طريق الحقّ ، ولم تلههم الدنيا بزخرفها ، ولم يكنزوا الذهب والفضّة ، ولم يجمعوا أموال المسلمين المحرومين إلى أموالهم!

ولقد حورب عثمان وحصر ، على أن يعزل بعض ولاته وعمّاله فلم يجب إلى ذلك ، فكيف يفتتح الإمام عليّعليه‌السلام أمره بهذه الدنيّة ويداري الأشخاص بالولايات ، على أن يكون خليفة بالظاهر ، وليس

٤٦٣

له مراقبة امورهم والنظر في أعمالهم؟!!

والجدير بالذكر ، أنّنا نرى بعض الناس الّذين ينظرون إلى الامور على ظواهرها ولا يفكّرون في حقائقها ، ولا يدرسون الوقائع دراسة تعمّق وإمعان ، فيقيسونها بمقياس الدنيا لا الدين ، ويزنوها بمعيار الشياطين والمغوين ، لا المعيار الذي عيّنه ربّ العالمين ، فيستشكلون على سياسة أمير المؤمنينعليه‌السلام !

ولكن لو تعمّقوا وأنصفوا ، لأذعنوا أنّ عليّاعليه‌السلام كان يريد إدارة البلاد والعباد بالسياسة الدينية والطريقة الإلهيّة ، فهو لم يطلب الحكم إلاّ ليقيم الحقّ ويدحض الباطل ، ويقيم حدود الله سبحانه على القويّ والضعيف ، فيأخذ حقوق الضعفاء المحرومين من الأقوياء الظالمين.

فالراعي والرعيّة والرئيس والمرءوس عنده سواء ، والأصل عنده رضا الله عزّ وجلّ لا رضا الناس ، فلم تكن قاعدته في الحكم قاعدة غيره من الحكّام والخلفاء ، إذ جعلوا رضا الناس واستمالة قلوب الرؤساء أصلا لحكوماتهم فطلبوا النصر بالجور.

فكان عليّعليه‌السلام رحيما بالضعفاء ، طالبا لحقوق المحرومين ، مواسيا للمساكين ، رءوفا بالفقراء ، عطوفا على الأرامل والأيتام ، فكان يعرف بأبي الأرامل والأيتام ، وصاحب المساكين.

وروي المحدّثون والمؤرّخون : أنّه نظر الامام عليّعليه‌السلام الى امرأة على كتفها قربة ماء ، فأخذ منها القربة فحملها الى موضعها ، وسألها عن حالها فقالت : بعث عليّ بن أبي طالب زوجي الى بعض الثغور فقتل ، وترك صبيانا يتامى ، وليس عندي شيء ، فقد ألجأتني الضرورة الى خدمة الناس ، فانصرف الإمامعليه‌السلام وبات ليلته قلقا ، فلمّا أصبح

٤٦٤

حمل زنبيلا فيه طعام ، فقال بعضهم : أعطني أحمله عنك ، فقال : من يحمل وزري عنّي يوم القيامة؟ فأتى وقرع الباب فقالت : من هذا؟ قال : أنا العبد الذي حمل معك القربة ، فافتحي فإنّ معي شيئا للصبيان ، فقالت : رضي الله عنك وحكم بيني وبين عليّ بن أبي طالب ، فدخل وقال : إنّي احببت اكتساب الثواب ، فاختاري بين أن تعجني وتخبزي وبين أن تعلّلي الصبيان لأخبز أنا ، فقالت : أنا بالخبز أبصر وعليه أقدر ، ولكن شأنك والصبيان ، فعلّلهم حتّى أفرغ من الخبز ، قال : فعمدت الى الدقيق فعجنته ، وعمد عليّعليه‌السلام الى اللحم فطبخه ، وجعل يلقّم الصبيان من اللّحم والتمر وغيره.

فرأته امرأة تعرفه فقالت لأم الصبيان : ويحك هذا أمير المؤمنين

فكان رحيما ورءوفا برعاياه حتى أهل الذمّة منهم ، فإنّه كان يوما على المنبر في مسجد الكوفة فسمع بأنّ بسر بن أرطاة هاجم بعض البلاد التي كانت تحت حكومته ، فروّع الناس وأرعبهم وأخذ سوار امرأة معاهدة ذمّيّة من يدها.

فبكي عليّعليه‌السلام من هذا الخبر وقال : لو أنّ امرأ مات من هذا الخبر أسفا ما كان ملوما ، بل كان به جديرا.

وكانعليه‌السلام رحيما بعدوّه وصديقه ، فإنّ عثمان على ما كان عليه من سوء التصرّف وسوء السيرة معه حتّى إنّه ضرب الإمامعليه‌السلام بالسوط ـ كما رواه ابن أبي الحديد عن الزبير بن بكّار ، في شرح النهج ٩ / ١٦ ـ مع كلّ ذلك فقد ذكر المؤرّخون ـ منهم : ابن أبي الحديد في شرح النهج ٢ / ١٤٨ ـ أنّه : لما منع عثمان الماء واشتدّ الحصار عليه ، فغضب

٤٦٥

عليّعليه‌السلام من ذلك غضبا شديدا ، وقال لطلحة : أدخلوا عليه الروايا. فكره طلحة ذلك وساءه ، فلم يزل عليّعليه‌السلام ، حتّى أدخل الماء إليه.

ونقل أيضا في صفحة ١٥٣ عن أبي جعفر ـ الطبري ، صاحب التاريخ ـ قال : فحالوا بين عثمان وبين الناس ، ومنعوه كلّ شيء حتّى الماء ، فأرسل عثمان سرّا إلى عليّعليه‌السلام وإلى أزواج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّهم قد منعونا الماء ، فإنّ قدرتم أن ترسلوا إلينا ماء فافعلوا.

فجاء عليّعليه‌السلام في الغلس ، فوقفعليه‌السلام على الناس ، فوعظهم وقال : أيّها الناس! إنّ الذي تفعلون لا يشبه أمر المؤمنين ولا أمر الكافرين ، إنّ فارس والروم لتأسر فتطعم وتسقي ، فالله الله! لا تقطعوا الماء عن الرجل.

فأغلظوا له وقالوا : لا نعم ولا نعمت عين.

فلمّا رأى منهم الجدّ نزع عمامته عن رأسه ورمى بها إلى دار عثمان يعلمه أنّه قد نهض ، وعاد إلى آخره.

مقايسة بين عليعليه‌السلام وعثمان

لقد سبق أن ذكرنا عطايا عثمان لأقاربه ورهطه ، أمثال أبي سفيان والحكم بن أبي العاص وابنه مروان وغيرهم ، فكان يخصّص أموال المسلمين من بيت المال بهؤلاء ونظرائهم ، ويمنعها عن أهلها ، أمثال أبي ذرّ وعبد الله بن مسعود وغيرهما.

وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ٩ / ١٦ : وروى الزبير بن بكّار عن الزهري ، قال : لمّا أتي عمر بجواهر كسرى ، وضع في المسجد فطلعت عليه الشمس فصار كالجمر ، فقال لخازن بيت المال : ويحك!

٤٦٦

أرحني من هذا ، واقسمه بين المسلمين ، فإنّ نفسي تحدّثني أنّه سيكون في هذا بلاء وفتنة بين الناس.

فقال : يا أمير المؤمنين ، إن قسّمته بين المسلمين لم يسعهم وليس أحد يشتريه ، لأنّ ثمنه عظيم ، ولكن ندعه إلى قابل ، فعسى الله أن يفتح على المسلمين بمال فيشتريه منهم من يشتريه.

قال : ارفعه فأدخله بيت المال.

وقتل عمر وهو بحاله ، فأخذه عثمان لمّا ولي فحلّى به بناته!

هذا ، وانظروا إلى الخبر الذي نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج ١١ / ٢٥٣ ، قال : سأل معاوية عقيلا عن قصّة الحديدة المحماة.

قال [عقيل] : نعم ؛ أقويت وأصابتني مخمصة شديدة ، فسألته فلم تند صفاته ، فجمعت صبياني وجئته بهم ، والبؤس والضرّ ظاهران عليهم ؛ فقال : ائتني عشية لأدفع إليك شيئا.

فجئته يقودني أحد ولدي ، فأمره بالتنحّي ، ثمّ قال : ألا فدونك ، فأهويت ـ حريصا قد غلبني الجشع ، أظنّها صرّة ـ فوضعت يدي على حديدة تلتهب نارا ، فلما قبضتها نبذتها ، وخرت كما يخور الثور تحت يد جازره.

فقال لي : ثكلتك أمّك! هذا من حديدة أوقدت لها نار الدنيا ، فكيف بك وبي غدا إن سلكنا في سلاسل جهنم؟!

ثمّ قرأ :( إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ ) (١) .

ثمّ قال : ليس لك عندي فوق حقّك الذي فرضه الله لك إلا ما ترى ، فانصرف إلى أهلك.

__________________

(١) سورة غافر ، الآية ٧١.

٤٦٧

فجعل معاوية يتعجّب ، ويقول : هيهات هيهات! عقمت النساء أن يلدن مثله! انتهى.

فقارنوا بين الاثنين ، واعرفوا الحقّ في (علي) أمير المؤمنينعليه‌السلام .

عفوه عن الأعداء

كان عليّعليه‌السلام في أعلى مرتبة من مراتب العفو والصفح ، كان يقول : لكلّ شيء زكاة ، وزكاة الظفر بعدوّك العفو عنه.

ولقد عفا عن مروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير لمّا ظفر بهما وهما أسيران مقيّدان في يوم الجمل ، فأمر بفكّ قيدهما وأطلق سراحهما ، مع العلم أنّهما كانا من ألدّ أعدائه وأشدّ مبغضيه.

وصفحه عن عائشة ، أعظم من كلّ عفو وصفح ؛ لأنّها سبّبت تجمّع الناس الغافلين ، وأغوت الجاهلين ، وقادتهم لقتال أمير المؤمنين وسيّد الوصيّينعليه‌السلام ، فهي التي أضرمت نار الحرب وأجّجت الفتنة ؛ ومع كلّ ذلك ، لمّا اندحر أنصارها ، وانكسر جيشها ، وسقطت من الجمل مغلوبة مقهورة ، أسيرة في أيدي المؤمنين ، أمر الإمام عليّعليه‌السلام أخاها محمد بن أبي بكر أن يأخذها إلى بيت في البصرة ويقوم بخدمتها ويكرمها.

وبعد ذلك هيّأ الإمام عليّعليه‌السلام عشرين امرأة من قبيلة عبد القيس ، وأمرهنّ بلبس ملابس الرجال والعمائم ، وأن يحملن معهنّ السيوف والسلاح ويتلثّمن حتّى لا يعرفن ، وأمرهنّ أن يحطن بأمّ المؤمنين عائشة ويوصلنها إلى المدينة المنوّرة ، وأرسل خلف النسوة رجالا مسلّحين ليراقبوهنّ من بعيد ويذبّوا عنهنّ عند الحاجة.

فلما وصلت إلى المدينة ونزلت بيتها واستقرّت ، اجتمعت

٤٦٨

زوجات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبعض المؤمنات من أهل المدينة عندها وعاتبنها على خروجها! فأظهرت الندم ، وشكرت لعليّعليه‌السلام عفوه وصفحه عنها ومقابلته لها بالرحمة والكرامة ، إلاّ أنّها قالت : ولكن ما كنت أظنّ أن يبعثني عليّ بن أبي طالب مع رجال أجانب من البصرة إلى المدينة ، فإنّه ما راعى حرمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حبيبته!!

فهنا كشفن المرافقات لها لثامهنّ وخرجن من زيّ الرجال إلى ظاهرهنّ وحقيقتهنّ.

فخجلت كثيرا وشكرت عليّاعليه‌السلام أكثر من ذي قبل!

نعم هكذا يكون أولياء الله وخلفاؤه.

معاوية يمنع وعليّعليه‌السلام يسمح

وأذكر لكم شاهدا آخر على رأفة عليّعليه‌السلام ورحمته حتّى بالخارج عليه لقتاله ، مثل معاوية وحزبه الفاسقين ، في صفّين.

لقد ذكر جميع المؤرّخين وأصحاب السير ، منهم : المسعودي في مروج الذهب ، والطبري في تاريخه ، وابن أبي الحديد في شرح النهج ٣ / ٣١٨ و ١٠ / ٢٥٧ ، وينابيع المودّة ـ للقندوزي ـ باب ٥١ ، وغيرهم ذكروا : أنّ معاوية استولى على الفرات فمنع جيش الإمام عليّعليه‌السلام من حمل الماء ، وقال : لا والله لا ندعهم يشربون حتّى يموتوا عطشا!

فهاجمهم جيش الإمام عليّعليه‌السلام واستولوا على الفرات وانهزم جيش معاوية ، ولكنّ عليّاعليه‌السلام لم يمنعهم الشرب وسمح لهم بحمل الماء بالله عليكم أيّها الحاضرون أنصفوا! أيّ الخليفتين تشمله الجملة

٤٦٩

من الآية الكريمة :( رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ) ؟

وإذا كنتم تريدون تعريف الآية الكريمة وإعرابها كاملة

فيكون( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ) مبتدأ( وَالَّذِينَ مَعَهُ ) معطوف على المبتدأ ، وخبره وما بعده خبر بعد الخبر ، وكلّها صفات شخص واحد ، يعني : الّذين يعدّون مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويوصفون بمعيّته ، هم الّذين يكونون أشدّاء على الكفّار ، رحماء بينهم إلى آخره.

وحيث إنّ هذه الصفات ما اجتمعت في أحد من الصحابة غير عليّعليه‌السلام ، فالذي يعدّ مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معيّة حقيقية معنوية ، فلا فارقه ولا فكّر بمفارقته حتّى ساعة واحدة ، هو عليّعليه‌السلام ، فكأنّهما اصبحا حقيقة ونفسا واحدة ، اتّحدا روحا ومعنى وإن افترقا جسما وبدنا.

الشيخ : عندنا إجابات وردود كثيرة على كلامكم ، ولكن نكتفي بواحدة منها ، وهي : إنّ معاني الآية الكريمة إذا كانت تنطبق على سيّدنا عليّ كرّم الله وجهه فقط ، ولم تشمل أحدا غيره ، فلما ذا جاءت الآية على صيغة الجمع؟! فتقول : والّذين معه ، أشدّاء ، رحماء ، ركّعا ، سجّدا ، يبتغون ، سيماهم ، وجوههم كلّها كلمات على صيغة الجمع.

قلت :

أوّلا : أنا حاضر لأستمع كلّ إجاباتكم وردودكم ، وإلا فسكوتكم يدلّ على صحّة حديثي وربّما كان عندكم مغالطات تسمونها إجابات! فاطرحوها ، فإنّي لا أتركها بلا جواب ، إن شاء الله تعالى.

ثانيا : إنّ سؤالكم هذا ، نقاش لفظي ، لأنّكم تعلمون أنّ في كلام العرب والعجم يطلقون صيغة الجمع على المفرد من أجل التعظيم

٤٧٠

والتفخيم ، وكم لها في القرآن نظائر! منها :

آية الولاية ونزولها في الإمام عليّعليه‌السلام

القرآن الكريم هو أعظم مرجع في اللغة العربية ، وأقوى سند لها ، وفي ما نحن فيه أيضا ، القرآن دليل قاطع ، وبرهان ساطع.

فنجد فيه آية كريمة أخرى وهي : آية الولاية( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (١) ، فكلماتها على صيغة الجمع ، واتّفق المفسّرون والمحدّثون من الفريقين ـ الشيعة والسنّة ـ أنّها نزلت في حقّ عليّعليه‌السلام وحده ، منهم : الإمام الفخر الرازي في التفسير الكبير ٣ / ٤٣١ ، والإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسير «كشف البيان» وجار الله الزمخشري في الكشّاف ١ / ٤٢٢ ، الطبري في تفسيره ٦ / ١٨٦ ، أبو الحسن الرمّاني في تفسيره ، ابن هوازن النيسابوري في تفسيره ، ابن سعدون القرطبي في تفسيره ، الحافظ النسفي في تفسيره المطبوع في حاشية تفسير الخازن البغدادي ، الفاضل النيسابوري في غرائب القرآن ١ / ٤٦١ ، أبو الحسن الواحدي في أسباب النزول : ١٤٨ ، الحافظ أبو بكر الجصّاص في تفسير أحكام القرآن : ٥٤٢ ، الحافظ أبو بكر الشيرازي في كتابه «ما نزل من القرآن في عليّعليه‌السلام » ، أبو يوسف الشيخ عبد السلام القزويني في تفسيره الكبير ، القاضي البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل ١ / ٣٤٥ ، جلال الدين السيوطي في الدرّ المنثور ٢ / ٢٩٣ ، القاضي الشوكاني في

__________________

(١) سورة المائدة ، الآية ٥٥.

٤٧١

تفسيره «فتح الغدير» السيّد محمود الآلوسي في تفسيره «روح المعاني» الحافظ ابن أبي شيبة الكوفي في تفسيره ، أبو البركات في تفسيره ١ / ٤٩٦ ، الحافظ البغوي في «معالم التنزيل» ، الإمام النسائي في صحيحه ، محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» ، ابن أبي الحديد في شرح النهج ١٣ / ٢٧٧ ، الخازن علاء الدين البغدادي في تفسيره ١ / ٤٩٦ ، الحافظ القندوزي في «ينابيع المودّة» ، الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه «المصنّف» ، رزين العبدري في «الجمع بين الصحاح الستّة» ، ابن عساكر في تاريخه ، سبط ابن الجوزي في التذكرة : ٩ ، القاضي عضد الإيجي في كتابه المواقف : ٢٧٦ ، السيّد الشريف الجرجاني في شرح المواقف ، العلاّمة ابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة : ١٢٣ ، الحافظ أبو سعد السمعاني في «فضائل الصحابة» أبو جعفر الإسكافي في «نقض العثمانية» ، الطبراني في الأوسط ، ابن المغازلي في «مناقب عليّ بن أبي طالب» ، العلاّمة الكنجي القرشي الشافعي في «كفاية الطالب» ، العلاّمة القوشجي في شرح التجريد ، الشبلنجي في نور الأبصار : ٧٧ ، محبّ الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٢٧ ، وغيرهم من كبار أعلامكم.

رووا عن السدّي ومجاهد والحسن البصري والأعمش وعتبة بن أبي حكيم وغالب بن عبد الله وقيس بن ربيعة وعباية بن ربعي وعبد الله ابن عبّاس وأبي ذرّ الغفاري وجابر بن عبد الله الأنصاري وعمّار بن ياسر وأبي رافع وعبد الله بن سلام ، وغيرهم من الصحابة ، رووا أنّ الآية الكريمة نزلت في شأن سيّدنا عليّعليه‌السلام ، وقد اتّفقوا على هذا المضمون وإن اختلفت ألفاظهم ، قالوا :

٤٧٢

إنّ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام كان يصلّي في المسجد ، إذ دخل مسكين وسأل المسلمين الصدقة والمساعدة ، فلم يعطه أحد شيئا ، وكان عليّعليه‌السلام في الركوع فأشار بإصبعه إلى السائل ، فأخرج الخاتم من يد الإمام عليّعليه‌السلام ، فنزلت الآية في شأنه وحده على صيغة الجمع ، وذلك من أجل التعظيم والتفخيم لمقامهعليه‌السلام .

الشيخ عبد السّلام : إنّ هذا التفسير وشأن النزول لم يكن قول جميع علمائنا ، فقد خالف هذا القول جماعة ، فمنهم القائل : إنّها نزلت في شأن الأنصار ، وبعض قالوا : نزلت في شأن عبادة بن الصامت. وجماعة قالوا : نزلت في حقّ عبد الله بن سلام.

قلت : إنّي أتعجّب منكم ، حيث تتركون قول أعظم أعلامكم وأشهر علمائكم وأكثرهم ، إضافة إلى إجماع علماء الشيعة في ذلك ، وتتمسّكون بأقوال شاذّة من أفراد مجهولين أو معلومين بالكذب والنصب والتعصّب ، بحيث نجد أقوالهم ورواياتهم مردودة وغير مقبولة عند كبار علمائكم.

والجديد بالذكر أنّ بعض علمائكم ادّعى إجماع المفسّرين واتّفاقهم على أن الآية نزلت في شأن الإمام عليّعليه‌السلام ، منهم : الفاضل التفتازاني ، والعلامة القوشجي في شرح التجريد ، قال : إنّها باتّفاق المفسّرين نزلت في حقّ علي بن أبي طالب حين أعطى السائل خاتمه وهو راكع

فهل العقل السليم يسمح لكم بترك قول جمهور العلماء والمفسّرين وتتمسّكون بأقوال واهية وشاذّة صدرت من المتعصّبين والمعاندين الجاحدين للحق والدين؟!

٤٧٣

شبهات وردود

الشيخ عبد السلام : سماحتكم أردتم بهذه الآية أن تثبتوا خلافة سيّدنا علي كرم الله وجهه بلا فصل بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والحال أنّ فيها أمورا تمنع من قصدكم.

أوّلا : كلمة «الوليّ» في الآية بمعنى المحبّ ، لا بمعنى الإمام والخليفة ، وإذا كانت بالمعنى الذي تقولونه فلا ينحصر الوليّ في رجل واحد ، بل تشمل الآية أفرادا كثيرين ، على القاعدة المقرّرة عند العلماء وهي : العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص المعنى والسبب ؛ وعلى هذا فالإمام عليّ كرّم الله وجهه هو أحد أفراد الآية الكريمة.

ثانيا : صيغة الجمع في كلمة «وليّكم» وكلمة «الّذين» تفيد العموم ، وحمل الجمع على الفرد ـ بدون دليل ـ يكون تأويلا لكلام الله تعالى بغير مجوّز.

قلت :

أوّلا : كلمة «الولي» جاءت بصيغة المفرد وأضيفت إلى ضمير الجمع ، أي : إنّما وليّ المسلمين.

ثانيا : أجبناكم من قبل أن الأدباء واللغويّين يجيزون إطلاق الجمع على الفرد لأجل التفخيم والتعظيم.

وأمّا القاعدة المقرّرة عند العلماء ، أنّ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فنحن أيضا نلتزم بها ، فقد جاء في اللفظ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ ) وهي أداة حصر ، فلذا نقول : إنّ الآية نزلت في شأن

٤٧٤

أمير المؤمنينعليه‌السلام والولاية الإلهية في عصره منحصرة فيه ، فهو وليّ المسلمين دون غيره ، ولا يحقّ لأحد أن يدّعي الولاية على الإمام عليّعليه‌السلام ما دام في الحياة ، فإذا مات أو قتل فالولاية الإلهيّة التي تضمّنتها الآية تنتقل إلى غيره ، وهم الأئمّة الأحد عشر من ولده ، واحدا بعد الآخر ، فحينئذ يحصل مرادكم أيضا ، لأنّكم تقولون : إنّ الآية الكريمة تشمل أفرادا كثيرين لا فردا واحدا.

فالأفراد المشمولون بالآية هم الأئمّة المعصومون من أهل البيتعليهم‌السلام كما قال الزمخشري في «الكشّاف» في ذيل الآية الكريمة : ولو أن الآية حصر في شأن عليّعليه‌السلام فإنّ المقصود من نزولها بصيغة الجمع كان لترغيب الآخرين ليتّبعوا عليّاعليه‌السلام في هذا الأمر ويتعلّموا منه.

ثالثا : أمّا قولكم بأنّ الشيعة أوّلوا الآية بغير مجوّز ودليل ؛ ما هو إلاّ سفسطة كلام تريدون من ورائه إغواء العوامّ.

ونحن ذكرنا لكم أسماء ثلّة من كبار علمائكم وأشهر أعلامكم ومفسّريكم الّذين قالوا بأنّ الآية نزلت في شأن عليعليه‌السلام ، وهذا القول إنّما يكون تنزيل الآية وتفسيرها ، لا تأويلا أو رأيا اجتهاديا.

الشيخ عبد السّلام : أما كلمة «الوليّ» فهي بمعنى : المحبّ والناصر ، لا بمعنى الأولى بالتصرّف حتّى تستنبطوا منها معنى الخلافة ، لأنّها إذا كانت بمعنى الخلافة ، فيجب بعد نزول الآية أن يخلف عليّ كرّم الله وجهه رسول الله في حال حياته إذا سافر أو غاب لبعض شئونه ، وأن يقوم مقامه ويتصرّف في الأمور مثلهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهذا الأمر لم يكن في حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلذا نقول : إنّ كلامكم باطل.

قلت : بأيّ دليل تقول : إنّ هذا الأمر ـ أي : قيام الإمام عليّعليه‌السلام

٤٧٥

مقام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ لم يكن في حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟!

فظاهر الآية يثبت مقام الولاية لعليّعليه‌السلام من حين نزولها ، واستمرار المقام بدليل الجملة الاسمية ، وأنّ «الوليّ» صفة مشبّهة ، وهذان دليلان على ثبات ودوام مقام الولاية.

ويؤيّد هذا المعنى أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جعل عليّاعليه‌السلام خليفته في المدينة حين خرج منها إلى تبوك ، ولم يعزله بعد ذلك إلى أن توفّيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ويؤيّده حديث المنزلة ، فإنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كرّره في مناسبات كثيرة ، قائلا : عليّ منّي بمنزلة هارون من موسى. أو يخاطبه في الملأ : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى.

وقد ذكرنا لكم بعض مصادره في الليالي الماضية.

وهذا دليل آخر على أنّ عليّاعليه‌السلام كان خليفة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غيابه لما كان حيّا واستمرت خلافته للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد حياته أيضا.

الشيخ عبد السّلام : لو تعمّقتم في شأن نزول الآية كما تقولون وفكّرتم فيه ، لعدلتم عن رأيكم ؛ لأنّه لا يعدّ منقبة لسيّدنا عليّ ، بل يعدّ نقصا له كرّم الله وجهه ، وهو أجلّ من ذلك.

قلت :

أوّلا : لا يحقّ لأحد بلغ ما بلغ من العلم ، أن يغيّر ويبدّل شأن نزول آيات القرآن الحكيم ، سواء ثبتت بها منقبة أو منقصة لأيّ شخص كان ، فإنّ شأن النزول يتبع الواقع وليس بأمر اجتهادي ، ولا يدخل فيه رأي هذا وذاك ، ولا يتصرّف أحد في شأن نزول الآيات إلاّ شقيّ عديم الدين والإيمان ، يتّبع هواه ولا يطيع الله عزّ وجلّ ، مثل البكريّين في هذا الشأن ، فإنّهم اتّبعوا قول عكرمة الكذّاب وقالوا : إنّها نزلت

٤٧٦

في شأن أبي بكر!

ثانيا : أوضحوا لنا كيف تكون الآية الكريمة منقصة لمن نزلت في شأنه؟!

الشيخ عبد السلام : لأنّه من جملة خصال سيّدنا عليّ كرّم الله وجه التي تعدّ من أجمل خصاله وفضائله ، أنّه لمّا كان يقف للصلاة كان ينسى نفسه وكلّ شيء سوى الله سبحانه ، فلا يحسّ ولا يبصر إلاّ عظمة الله وآياته.

وقد روى بعض العلماء ، أنّهعليه‌السلام اصيب بسهم في رجله في إحدى المعارك ، فأشار عليه طبيب جرّاح ليأذن له حتّى يشق اللحم ويخرج السهم من رجله ، فأبىعليه‌السلام .

ثمّ لمّا وقفعليه‌السلام بين يدي الله تعالى واستغرق في العبادة في حال السجود أمر الإمام الحسن ـرضي‌الله‌عنه ـ أن يخرج الجرّاح السهم من رجل أبيه ، فأخرجه وما أحسّ سيّدنا عليّ أبدا!

فإنّ رجلا هذا حاله حين الصلاة ، كيف يلتفت إلى سائل فقير فيعطيه خاتمه وهو في حال الركوع؟!

ألم يكن انصرافه عن الله تعالى والتفاته إلى الفقير نقصا لصلاته ونقضا لعبادته؟!

قلت : إنّ هذا الإشكال أهون من بيت العنكبوت! لأنّ التفات المصلّي إلى الامور المادّيّة تعدّ نقصا ، وأمّا إلى الامور المعنوية فهو كمال ، فإعطاء الزكاة والصدقة للفقير عبادة مقرّبة إلى الله سبحانه ، والصلاة ـ أيضا ـ عبادة أقامها عليّعليه‌السلام قربة إلى الله تعالى ، فهو لم يخرج عن حال التقرّب إلى الله ، ولم ينصرف عن العبادة إلى عمل غير

٤٧٧

عبادي ، وإنّما انصرف من الله إلى الله ، وتكرّرت عبادته ، فقد آتى الزكاة في حال الصلاة ، فجمع فرضين ليكسب رضا الله عزّ وجلّ ويتقرّب إليه ، وقد قرّبه الباري سبحانه وتعالى وقبل منه الزكاة والصلاة ، فأنزل الآية وأعطاه الولاية ، ليكون دليلا على قبول عمله وعبادته.

ألم يكن هذا دليل على فضل الإمام عليّعليه‌السلام وكماله؟!

ما لكم كيف تحكمون؟!

عود على بدء

فثبت أنّ الذي تنطبق عليه الآية الكريمة تطبيقا كاملا وصحيحا صريحا من غير تأويل وتعليل ، إنّما هو الإمام عليّعليه‌السلام الذي كان مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معيّة امتزجت نفسهعليه‌السلام بنفسهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الطيّبة ، وأخلاقهعليه‌السلام بأخلاقهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الكريمة ، وصفاتهعليه‌السلام بصفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحميدة ، حتّى أصبحا حقيقة واحدة لا يمكن افتراقهما.

وثبت أنّه لم يكن أشدّ منهعليه‌السلام على الكفّار ، ولا أرحم وأرأف منهعليه‌السلام بالمؤمنين.

فكان صلب الإيمان ، ثابت العقيدة ما شكّ في النبوّة والدين لحظة واحدة ، ولا تزلزل في رسالة سيّد المرسلين طرفة عين أبدا.

الشيخ عبد السّلام : لا أدري ما الذي تقصده من هذه الكنايات والتّصريحات؟!

فهل شكّ أحد الخلفاء الراشدين والصحابة المهتدين ، بعد ما آمنوا بالدين؟!

٤٧٨

وهل تزلزل أحدهم في رسالة خاتم النبيّين؟! حتّى تقول : إنّ عليّا ما شكّ وما تزلزل! بل كلهم كذلك ، ما شكوا وما تزلزلوا ، فلما ذا هذا التأكيد على سيّدنا عليّ كرّم الله وجهه؟! لعلك تريد أن تقول : بأنّ الشيخين أو غيرهما من الصحابة الكرام شكّوا في الدين وتزلزلوا في الإيمان؟!!

قلت : يا شيخ! اشهد الله أنّي لم أقصد بكلامي ما ظننت ، ولو كان ذلك لأظهرته بالصراحة لا بالكناية.

الشيخ عبد السلام : إنّ اسلوب حديثك ينبئ بأنّ عندك شيئا في هذا المجال ، ولا تريد أن تظهره بالمقال ، ولكنّي اريد منك أن تبيّن كلّ ما في قلبك ولا تبقي شيئا ، ولا تنس أنّنا لا نقبل منك شيئا إلاّ مع الدليل والبرهان.

قلت : لو كنتم تعفونني من الخوض في هذا الموضوع لكان أجمل وأحسن ، وإن كانت أدلّتي كلّها من كتب علمائكم الأعلام ومحدّثيكم الكرام ، ولكن رعاية لبعض الجهات احبّ أن لا أطرح هذا الموضوع أبدا.

الشيخ عبد السلام : إنّك بهذا الكلام ألقيت الشكّ في قلوب هؤلاء العوامّ ، فإنّهم سيظنّون أنّ الشيخين ـ رضي الله عنهما ـ وغيرهما من الصحابة الكرام قد شكّوا يوما وتزلزلوا في الدين الحنيف والنبوّة!

فالرجاء الأكيد إمّا أن تقيم الدليل والبرهان الصريح الواضح على هذا الكلام ، أو أن ترجع في كلامك الذي فيه إيهام ، وتعلن من غير إبهام ، بأنّ الشيخين وغيرهما من الصحابة الكرام ، ما زلّت بهم

٤٧٩

الأقدام ، ولم يشكّوا طرفة عين في النبوّة والإسلام.

قلت : يا شيخ! إنّ الشكّ والترديد كان يعتري أكثر الصحابة الّذين كانوا في مرتبة دنيا من الإيمان ، ولمّا يدخل الإيمان في قلوبهم ، ولم يمتزج بنفوسهم.

فكان بعضهم يبقى في حال الشكّ والريب ، فكانت آيات من القرآن الحكيم تنزل في شأنهم وذمّهم ، كالمنافقين الّذين نزلت آيات كثيرة في سورة المنافقين وغيرها في ذمّهم.

وبعضهم كان يعرض عليه الشكّ والترديد ثم يزول عنه بعد مدّة.

هذا جواب عام ، ولا نريد أن نمسّ أحدا ، فأرجوكم أن تكتفوا بهذا المقدار ، في هذا الإطار.

الشيخ عبد السلام : إنّ الشكّ الذي وقع بسبب كلامك في قلوب الحاضرين باق ، فإمّا أن تذكر ما يختلج في قلبك ، واضحا من غير التباس ، مستدلا بأقوال علمائنا المعتمدين عندنا وكتبنا الموثوقة المعتبرة لدينا ، أو تصرّح بأنّ الشيخين كانا في حدّ اليقين ، وما شكّا في الدين ، ولم يتزلزلا في نبوّة سيّد المرسلين ، طرفة عين.

قلت : يا شيخ! إنّ إلحاحك وإصرارك على هذا الأمر ، اضطرّني أن أكشف عن حقائق لم أكن أحبّ أن أكشف عنها.

نعم ، لقد شك عمر بن الخطّاب في نبوّة خاتم النبيّينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتناقل الخبر بعض علمائكم الأعلام ، مثل ابن المغازلي الشافعي في كتابه : مناقب عليّ بن أبي طالب(١) والحافظ محمد بن أبي نصر الحميدي في

__________________

(١) لم أجد هذا الخبر في (المناقب) لابن المغازلي.

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721