الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٥

الإصابة في تمييز الصحابة8%

الإصابة في تمييز الصحابة مؤلف:
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الناشر: دار الكتب العلميّة
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 721

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨
  • البداية
  • السابق
  • 721 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 351115 / تحميل: 4248
الحجم الحجم الحجم
الإصابة في تمييز الصحابة

الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٥

مؤلف:
الناشر: دار الكتب العلميّة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

قلت : وهذا هو الصواب. وهكذا أخرجه مسلم ، وأصحاب السنن ، من طريق مالك ، وأبو أويس كثير الوهم ، فسقط عليه الصحابي ، وسماع أبي أويس كان مع مالك ، فالعمدة على رواية مالك ، ولو لا قول العسكري : إن لعبد الله بن قيس رؤية لم أذكره إلا في القسم الرابع ، ولو كان كما قال العسكري لكانت له رواية عن عمر فمن يقاربه (١) ، ولم يوجد ذلك. والله أعلم.

ووقع لابن مندة فيه خبط ذكرته في ترجمة عبد الله بن قيس بن عكرمة في القسم الرابع.

٦٢٠٥ ـ عبد الله بن كعب بن مالك (٢)بن أبي القين الأنصاري ، المدني : أبو فضالة. يأتي نسبه في ترجمة والده.

قال البغويّ ، عن الواقديّ : ولد على عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وذكره العسكريّ فيمن لحق النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وروي عن عمر ، وعثمان ، وعلي ، وأبي أمامة بن ثعلبة ، وجابر وغيرهم ، وعن أبيه كعب الشاعر المشهور. وكان قائده حين عمي.

روى عنه ابناه : عبد الرحمن ، وخارجة ، وإخوته : عبد الرحمن ، ومعبد ، ومحمد أولاد كعب ، والأعرج ، والزهري ، وسعد بن إبراهيم ، وعبد الله بن أبي يزيد ، وغيرهم.

ووثّقه العجليّ ، وابن سعد ، وأبو زرعة ، وابن حبّان ، وقال : مات سنة سبع أو ثمان وتسعين من الهجرة ، وسيأتي في ترجمة والده ما نقله أحمد عن هارون بن إسماعيل أنّ كعبا كان يكنى في الجاهلية أبا بشير ، فكناه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبا عبد الله ، فكأنه كناه بولده هذا ، فإنه كان أكبر أولاده كما ثبت في الصحيح في حديث طويل.

وقال أحمد أيضا : حدثنا هارون بن إسماعيل ، قال : كان عبد الله بن كعب وصي أبيه ، ومات من آخر من مات من ولد كعب ، وكنيته أبو عبد الرحمن.

٦٢٠٦ ـ عبد الله بن مسعود بن معتب الثقفي أمّه : أم عمرو بنت العوّام بن عبد المطلب.

__________________

(١) في ه : لمن يقاربه.

(٢) الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ٢٧٢ ، الثقات لابن حبان ١٢٦ ، التاريخ الكبير ٥ / ١٧٨ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٤٢ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٤٠٤ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٤١١ ، مشاهير علماء الأمصار ٧٠ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣٦٩ ، الكاشف ٢ / ١٠٨ ، البداية والنهاية ٩ / ٤٣ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٤٢ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٤٠٤ ، أسد الغابة ت (٣١٥٢).

٢١

ذكره ابن سعد في ترجمة أبيه.

٦٢٠٧ ـ عبد الله بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب بن لؤيّ بن غالب القرشي العدوي المدني (١):

هذا هو الصّواب في نسبه. ونسبه ابن حبان إلى الأسود ، ولكن قال : الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى ، فوهم.

ذكره ابن حبّان ، وابن قانع ، وغيرهما في الصحابة.

وأخرج الطّبراني ، وابن مندة وغيرهما ، من طريق زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع عن أبيه عن جدّه ، قال : رأى مطيع في المنام أنه أهدي إليه جراب تمر ، فذكر ذلك للنّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : «هل بأحد من نسائك حمل» (٢)؟ قال : نعم ، امرأة من بني ليث. قال : فإنّها ستلد لك غلاما فولدت له غلاما ، فأتى به النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحنّكه بتمرة ، وسمّاه عبد الله ، ودعا له بالبركة». إسناده جيّد.

وأخرج ابن مندة من طريقه حديثا أرسله عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفيه : «من عرضت عليه كرامة فلا يدع أن يأخذ منها ما قلّ أو كثر».

وقال الزُّبير بن بكّار : كان عبد الله بن مطيع أمير أهل المدينة من قريش وغيرهم في وقعة الحرّة ، وكان أمير الأنصار عبد الله بن حنظلة.

قلت : ولابن مطيع مع ابن عمر في ذلك قصة مروية في صحيح البخاري.

وأخرج مسلم والبخاريّ في «الأدب المفرد» من طريق الشعبي عنه عن أبيه حديثا يأتي في ترجمة أبيه.

وأخرج البغويّ من طريق داود بن أبي هند ، عن محمد بن أبي موسى ، قال : كنت واقفا مع عبد الله بن مطيع بن الأسود بعرفات ، فذكر أثرا موقوفا.

قال الزّبير بن بكّار : حدثني عمي ، قال : كان ابن مطيع من رجال قريش شجاعة ونجدة وجلدا ، فلما انهزم أهل الحرة قتل عبد الله بن طلحة ، وفر عبد الله بن مطيع فنجا حتى توارى في بيت امرأة من حيث لا يشعر به أحد ، فلما هجم أهل الشام على المدينة في بيوتهم ونهبوهم دخل رجل من أهل الشام دار المرأة التي توارى فيها ابن مطيع ، فرأى المرأة

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣١٩٠) ، الاستيعاب ت (١٦٧٩).

(٢) أورده الهيثمي في الزوائد ٧ / ١٨٧ ، عن زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع عن أبيه عن جده. قال الهيثمي رواه الطبراني عن زكريا عن إبراهيم ولم أعرفهما.

٢٢

فأعجبته فواثبها ، فامتنعت منه ، فصرعها فاطلع ابن مطيع على ذلك ، فدخل فخلّصها منه ، وقتل الشامي ، فقالت له المرأة. بأبي أنت وأمي! من أنت؟

ثم سكن عبد الله بن مطيع مكة ، ووازر ابن الزبير على أمره لما ادّعى الخلافة بعد موت يزيد بن معاوية ، فأرسله عبد الله بن الزبير إلى الكوفة أميرا ، ثم غلبه عليها المختار بن أبي عبيد ، فأخرجه ، فلحق بابن الزبير ، فكان معه إلى أن قتل معه في حصار الحجاج له ، وكان يقاتل أهل الشام وهو يرتجز :

أنا الّذي فررت يوم الحرّة

والحرّ (١)لا يفرّ إلّا مرّه

وهذه الكرّة بعد الفرّه

[الرجز]

وقتل عبد الله بن مطيع يومئذ ، وحملت رأسه مع رأس عبد الله بن الزبير ، فقال يحيى ابن سعيد الأنصاريّ : أذكر أني رأيت ثلاثة أرؤس قدم بها المدينة : رأس ابن الزبير ، ورأس ابن مطيع ، ورأس صفوان. أخرجه البخاري في التاريخ ، وعليّ بن المديني عن ابن عيينة (٢) عنه ، قال علي : قتلوا في يوم واحد.

قلت : وكان ذلك في أول سنة أربع وسبعين.

٦٢٠٨ ز ـ عبد الله بن معبد بن الحارث بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزي الأسدي القرشي (٣):

ذكر البلاذريّ أنه قتل مع عائشة يوم الجمل سنة ست وثلاثين ، وأبوه مات بمكة يوم (٤) الفتح ، وهو من أهل هذا القسم.

٦٢٠٩ ز ـ عبد الله بن المقداد بن الأسود : ، وأمه ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب.

قال ابن سعد : شهد مع عائشة الجمل فقتل بها فمرّ به علي بن أبي طالب فقال : بئس ابن الأخت أنت.

٦٢١٠ ـ عبد الله بن هانئ بن يزيد الحارثي : أخو شريح بن هانئ (٥).

تقدّم أنه وإخوته أولاد هانئ كانوا معه وهم صغار لما وفد على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

__________________

(١) في أ ، ه : والشيخ.

(٢) في أ : عقبه.

(٣) أسد الغابة ت (٣١٩٤).

(٤) في أ : قبل.

(٥) أسد الغابة ت (٣٢٢٩).

٢٣

٦٢١١ ز ـ عبد الله بن ورقاء بن جنادة السلولي : ابن أخي حبشي بن جنادة الصحابي الماضي. وأبوه ورقاء هلك قبل أن يسلم.

وذكر الطّبريّ ولده عبد الله بن ورقاء هذا فيمن شهد عين الوردة مع سليمان بن صرد سنة خمس وستين ، فهو من أهل هذا القسم.

٦٢١٢ ـ عبد الله بن وهب بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي :.

هو عبد الله الأصغر. له رؤية.

وأما الأكبر فتقدم في الأول.

٦٢١٣ ـ عبد الله ابن أخي أم سلمة : تقدم ذكره في ترجمة عبد الله بن الوليد قريبا (١).

٦٢١٤ ز ـ عبد الرحمن بن جارية : يأتي في عبد الرحمن بن يزيد بن جارية.

٦٢١٥ ـ عبد الرحمن بن الحارث : بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن محزوم القرشي المخزومي (٢) يكنى أبا محمد.

تقدم ذكر أبيه وأمه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة أخت خالد ، قيل : كان ابن عشر في حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حكى ذلك عن مصعب ، وهو وهم ، بل كان صغيرا ، وخرج أبوه بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما خرج إلى الجهاد بالشام فمات أبوه في طاعون عمواس سنة ثمانية عشرة (٣) ، وتزوّج عمر أمه ، فنشأ في حجر عمر ، فسمع منه ومن غيره ، وتزوج بنت عثمان ، ثم كان ممّن ندبه عثمان لكتابة المصاحف من شباب قريش ويقال : كان أبوه سماه إبراهيم ، فغيّر عمر اسمه ، حكاه ابن سعد.

وقال ابن حبّان : ولد في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولم يسمع منه ، ثم ذكره في ثقات التابعين.

__________________

(١) في أ : بن الوليد في القسم الأول.

(٢) أسد الغابة ت (٣٢٨٣) ، الاستيعاب ت (١٤٠٥) ، الثقات ٣ / ٢٥٣ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٤٥ ، الطبقات ٢٣٣ ، تقريب التهذيب ٤٧٦ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٢٤ ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٥٦ ، التاريخ الصغير ٢ / ٧٣ ، أزمنة التاريخ الإسلامي ٦٩٦ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٧٢ ، الطبقات الكبرى ٥ / ١٢ ، ٦ ، ٢٢ ، تهذيب الكمال ٢ / ٧٨١ ، الإعلام ٣ / ٣٠٣ ، التحفة اللطيفة ٢ / ٤٧٦ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٨٤ ، المحن ٧٤ / ٧٨١ ، خلاصة تذهيب ٢ / ١٢٨ ، الكاشف ٢ / ١٦٠ ، العقد الثمين ٥ / ٣٤٥ ، الميزان ٢ / ٥٥٥ ، المغني ٣٥٤٧.

(٣) في أ : ثماني عشرة.

٢٤

وقال البغويّ : روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولا أحسبه سمع منه.

وذكره البغويّ والطّبرانيّ في الصحابة ، والبخاري وأبو حاتم الرازيّ في التابعين ، وراج ذلك على من ذكره بالحديث الّذي أخرجه من طريق ابن إسحاق ، عن عبد الملك بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تزوج أم سلمة في شوال. الحديث.

وقد سقط من النسب رجل ، فإنّ عبد الملك هو ابن أبي بكر بن عبد الرحمن ، وأبو بكر هو أحد الفقهاء السبعة من تابعي أهل المدينة ، وخبره بذلك مرسل ، ونسب عبد الملك في هذه الرواية إلى جده.

وقد أخرجه مالك من طريق عبد الملك ، وساق نسبه على الصحة ، فقال : عبد الملك ابن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبيه ، فذكره مرسلا وقد وصله غيره من رواية عبد الملك عن أبيه أبي بكر ، عن أم سلمة ، وتابعه غيره عن أبي بكر بن عبد الرحمن.

وروى عبد الرحمن عن أبيه ، وعن عمر ، وعثمان ، وعلي ، وأبي هريرة ، وعائشة ، وأم سلمة ، وغيرهم.

وروى عنه أولاده : أبو بكر ، وعكرمة ، والمغيرة ، ومن التابعين أبو قلابة ، وهشام بن عمرو الفزاري ، والشعبي ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب وآخرون.

قال ابن سعد : كان من أشراف قريش. وقال ابن حبان : مات سنة ثلاث وأربعين.

٦٢١٦ ـ عبد الرحمن بن حاطب (١)بن أبي بلتعة اللخمي :.

تقدم ، نسبه في ترجمة أبيه ، قال إبراهيم بن المنذر ، وابن سعد ، وأبو أحمد الحاكم ، وابن مندة ، وأبو نعيم : ولد في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وقال ابن مندة : له رؤية ، ولا يصح له صحبة. وقال ابن حبان : يقال له صحبة ، وإنه رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وأخرج الطّبرانيّ وابن قانع ، من طريق عبد العزيز بن أبان ، وخالد بن إلياس ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أبيه ، قال رأيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يأتي

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٢٨٥) ، الاستيعاب ت (١٤٠٦) ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٤٥ ، الطبقات ٢٣٢ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٧٦ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٢٢ ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٥٨ ، التاريخ الصغير ١ / ٤٧ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٧١ ، الطبقات الكبرى ٩ / ١٠٩ ، تهذيب الكمال ٢ / ٧٨٢ ، تاريخ الإسلام ٣ / ١٩٢ ، الكاشف ٢ / ١٦٠ ، التحفة اللطيفة ٢ / ٤٧٧ ، المحن ١٦١ ، خلاصة التذهيب ٢ / ١٢٩ ، البداية والنهاية ٧ / ١٥٦ ، العقد الثمين ٥ / ٣٤٦.

٢٥

العيد يذهب من طريق ويرجع في آخر. وهذا سند ضعيف.

قال البخاريّ في «التاريخ» : سمع عمر ، وعلّق له في الصحيح شيئا عن عمر ، وله قصة أخرى مع عمر. وأشار البخاري إلى أن الحديث الّذي رواه إسحاق بن راشد ، عن الزهري عن عروة عنه في قصة أبيه حاطب مرسل

وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة ، وقال : كان ثقة قليل الحديث

وعدّه الهيثم بن عديّ ، عن أبيه جريح ، عن ابن شهاب ـ فيمن كان يتفقه بالمدينة.

وقال خليفة وغيره : مات سنة ثمان وستين. وخالفهم يعقوب بن سفيان فقال : قتل يوم الحرّة.

٦٢١٧ ز ـ عبد الرحمن بن الحباب بن عمرو الأنصاري :.

تقدّم ذكره في ترجمة أبيه في القسم الأول.

٦٢١٨ ـ عبد الرحمن بن حزن بن أبي وهب المخزومي :.

له رؤية. هو الأصغر. أمه فزارية ، وأم أخيه عبد الرحمن الأكبر عامرية كما تقدم ذلك في ترجمته.

٦٢١٩ ـ عبد الرحمن بن حسان (١)بن ثابت بن المنذر بن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجي : الشاعر ، يكنى أبا سعد ، وأبا محمد وأمه (٢) أخت مارية القبطية.

ذكر الجعابيّ (٣) والعسكري أنه ولد في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وقال ابن مندة : أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

أخرج ابن رشدين وابن مندة وغيرهما في كتبهم في الصحابة من طريق محمد بن إسحاق عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت ، عن أبيه ، قال : مرّ حسّان بن ثابت برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فذكر قصة.

وأخرج ابن ماجة ، من طريق ابن خثيم ، عن عبد الرحمن بن نهمان ، عن عبد

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٢٨٨) ، طبقات ابن سعد ٥ / ٢٦٦ ، طبقات خليفة ٢٥١ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٧٠ ، التاريخ الصغير ١ / ٧٦ ، تاريخ الفسوي ١ / ٢٣٥ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٢٣ ، تهذيب الكمال ٧٨٤ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٢٠٨ ، تاريخ الإسلام ٤ / ١٤١ ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٦٢ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢٢٦.

(٢) في ت ، ه : بياض نحو كلمتين.

(٣) في أ : الجعاني.

٢٦

الرحمن بن حسان بن ثابت ، عن أبيه ، قال : لعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم زوّارات القبور.

قال ابن سعد : كان عبد الرحمن شاعرا قليل الحديث.

وذكره ابن معين في تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم وذكره ابن حبان في ثقات التابعين.

وقال خليفة وابن جرير وغيرهما : مات سنة أربع ومائة. قال ابن عساكر : لا أراه محفوظا ، لأنه قيل إنه عاش ثمانيا وأربعين ، ومقتضاه أنه ما أدرك أباه ، لأنه مات بعد الخمسين بأربع أو نحوها ، وقد ثبت أنه كان رجلا في زمان أبيه ، وأبوه القائل :

فمن للقوافي بعد حسّان وابنه

ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت (١)

[الطويل]

قلت : وإن ثبت أنه ولد في العهد النبوي وعاش إلى سنة أربع ومائة يكون عاش ثمانيا وتسعين ، فلعل الأربعين محرّفة من التسعين.

٦٢٢٠ ـ عبد الرحمن بن أم الحكم (٢): ويأتي في ابن عبد الله بن عثمان.

٦٢٢١ ز ـ عبد الرحمن بن حميد بن عمرو بن عبد الله بن أبي قيس العامري القرشي :

كان من أهل مكة ، وشهد الجمل هو وأخوه عمرو مع عائشة : وقتلا في تلك الوقعة ، ولأبيهما ذكر في قريش إلا أنه مات قبل أن يسلم وقبل فتح مكة ، فيكون هو وأخوه من أهل هذا القسم.

٦٢٢٢ ز ـ عبد الرحمن بن حويطب : بن عبد العزّى العامري.

أبوه صحابيّ مشهور ، وأما هو فذكره الزبير.

٦٢٢٣ ـ عبد الرحمن (٣)بن خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي :

__________________

(١) البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص ٣٧٤ ، وشرح عميرة الحافظ ص ٨٦٥ ، ولسان العرب (١٤ / ١١٩) (ثني). والشاهد فيه قوله : «بعد حسان» حيث منع حسان من الصرف ، لأنه فعلان من الحسّ ، ويجوز صرفه على أنه فعّال من الحسن.

(٢) أسد الغابة ت (٣٢٩٠).

(٣) أسد الغابة ت (٣٢٩٣) ، الاستيعاب ت (١٤١٠) ، الثقات ٣ / ٢٥٠ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٤٦ ، الطبقات ٢٤٤ / ٣١١ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٢٩ ، أزمنة التاريخ الإسلامي ٦٩٨ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٧٧ ، الطبقات الكبرى ٩ / ١١٠ ، المنمق ٤٤٩ ، ٤٥١ ، ٤٥٢ ، شذرات الذهب ١ / ٥٥ ، البداية والنهاية ٥ / ٣٤٨ ، العقد الثمين ٥ / ٣٤٨.

٢٧

قال ابن مندة : له رؤية. قال ابن السكن ، يقال له صحبة ، ولم يذكر سماعا ولا حضورا.

وأخرج هو والطّبراني من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه ، عن أبي هزّان ، عن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد أنه كان يحتجم على هامته وبين كتفيه ، فسئل ، فقال : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يحتجمها ويقول : من أهراق من هذه الدّماء فلا يضرّه ألّا يتداوى بشيء».

وزعم سيف أنه شهد فتوح الشام مع أبيه وذكره ابن سميع وابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة ، وأخرج ابن المقري في فوائد حرملة ، عن ابن وهب ، من طريق عبيد بن يعلى ، عن أبي أيوب. قال غزونا مع عبد الرحمن بن خالد ، فأتى بأربعة أعلاج من العدو ، فأمر بهم فقتلوا صبرا بالنبل ، فبلغ ذلك أبا أيوب ، فقال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينهى عن قتل الصبر ، ولو كانت دجاجة ما صبرتها ، فبلغ ذلك عبد الرحمن فأعتق أربع رقاب.

وأخرجه الحاكم في «المستدرك». وأصل حديث أبي أيوب عند أحمد وأبي داود.

وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام ، وقال الحاكم أبو أحمد لا أعلم له رواية.

وأخرج ابن عساكر من طرق كثيرة أنه كان يؤمّر على غزو الروم أيام معاوية ، وشهد معه صفّين ، وكان أخوه المهاجر بن خالد مع عليّ في حروبه ، وقد تقدم في ترجمة عبد الله بن مسعدة قصة عهد معاوية لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، ثم نزع ذلك منه ، وأعطاه لسفيان بن عوف ، وفي آخر القصة عند الزبير في الموفقيات أنّ عبد الرحمن قال لمعاوية : أتعزلني بعد أن وليتني بغير حدث أحدثه ، والله لو أنا بمكة على السواء لانتصفت منك. فقال معاوية : ولو كنّا بمكة لكنت معاوية بن أبي سفيان بن حرب ، منزلي بالأبطح ينشقّ عنه الوادي ، وأنت عبد الرحمن بن خالد بن الوليد منزلك بأجياد (١) أسفله عذرة وأعلاه مدرة.

قال الزّبير : وكان عبد الرحمن عظيم القدر عند أهل الشام ، وكان كعب بن جعيل

__________________

(١). ١٥٣ ـ أجياد : بفتح أوله وسكون ثانيه كأنه جمع جيد وهو العنق وأجياد أيضا جمع جواد من الخيل يقال للذكر والأنثى وجياد وأجاويد وقال أبو القاسم الخوارزمي : أجياد موضع بمكة يلي الصفا (١) أجياد أحد جبال مكة وهو الجبل الأخضر بغربي المسجد الحرام وفي رأسه منار ، يذكر أن أبا بكر الصديق أمر ببنائه ينادي عليه المؤذنون في رمضان. الروض المعطار / ١٢ ، ١٣. معجم البلدان ١ / ١٣٠.

٢٨

الشاعر المشهور التغلبي كثير المدح له ، فلما مات عبد الرحمن قال معاوية لكعب بن جعيل : قد كان عبد الرحمن صديقا لك ، فلما مات نسيته! قال : كلا ، ولقد رثيته بأبيات ذكرها ، ومنها :

ألا تبكي وما ظلمت قريش

بإعوال البكاء على فتاها

ولو سئلت دمشق وبعلبكّ

وحمص من أباح لكم حماها

بسيف الله أدخلها المنايا

وهدّم حصنها وحوى قراها

وأنزلها معاوية بن صخر

وكانت أرضه أرضا سواها (١)

[الوافر]

وأنشد الزّبير لكعب بن جعيل في رثاء عبد الرّحمن عدة أشعار. وكان المهاجر بن خالد بلغه أن ابن أثال الطبيب ـ وكان نصرانيا ـ دسّ على أخيه عبد الرحمن سما ، فدخل إلى الشام واعترض لابن أثال فقتله ثم لم يزل محالفا لبني أمية ، وشهد مع ابن الزبير القتال بمكّة.

قال خليفة ، وأبو عبيد ، ويعقوب بن سفيان ، وغيرهم : مات سنة ست وأربعين ، زاد أبو سليمان بن زبر : قتله ابن أثال النصراني بالسم بحمص.

٦٢٢٤ ز ـ عبد الرحمن بن خبّاب (٢)بن الأرت :

ذكره البغويّ عن عبّاس بن محمّد وابن معين.

٦٢٢٥ ـ عبد الرحمن بن الزجاج (٣):

له رؤية وأخرج ابن مندة من طريق عمر بن عثمان بن الوليد بن عبد الرحمن بن الزجاج ، أخبرني أبي (٤) وغيره من أهلي عن عبد الرحمن بن الزجاج ، عن أم حبيبة قالت : «دخل عليّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعبد الرّحمن بن الزّجّاج ، وبين يدي (٥) ركوة من ماء ، فقال : «ما هذا يا أمّ حبيبة؟ قلت : بني غلام (٦) يا رسول الله ، ائذن لي أن أعتقه. قال : فأذن».

__________________

(١) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (٣٢٩٣) ، نسب قريش : ٣٢٥.

(٢) الثقات ٣ / ٢٥٣ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٤٦ ، الطبقات ٥٢ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٧٨ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٢٨ ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٦٧ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٤٦ ، ٢٧٧ ، تهذيب الكمال ٢ / ٧٨٥ ، الكاشف ٢ / ١١٣ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٧٨٥ ، الإكمال ٢ / ١٤٩ ، تصحيفات المحدثين ٤٢٩.

(٣) أسد الغابة ت (٣٣١٠).

(٤) بياض بالأصول.

(٥) في أ : يدي في ركوة.

(٦) في أ : غلامي.

٢٩

وذكره البخاريّ في التابعين ، وأخرج سمويه في «فوائده» من طريق عبد الرحمن المذكور عن شيبة بن عثمان أنه سمعه يقول : لقد صلّى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الكعبية ركعتين بين العمودين ، ثم ألصق ظهره وبطنه بها.

٦٢٢٦ ـ عبد الرحمن بن زمعة بن قيس العامري (١): أخو عبد ، بغير إضافة.

ولد في عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو الّذي تخاصم فيه عبد بن زمعة وسعد بن أبي وقاص بمكة في عام الفتح ، ففي الصحيحين عن عائشة ، قالت : كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد أنّ ابن وليدة زمعة منّي ، فأقبضه. فلما فتحت مكة أخذه سعد ، فقال عبد بن زمعة أخي وابن وليدة أبي ، ولد على فراشه ، فتساوقا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقضى به لعبد بن زمعة. وقال لسودة : «احتجبي منه». الحديث.

قال الزّبير في كتاب النسب : فولد زمعة عبد أو عبد الرحمن.

وقال ابن عبد البرّ : لم يختلف النسابون أنّ اسم ابن الوليدة صاحب هذه القصة عبد الرحمن.

قلت : خبط ابن مندة ، وتبعه أبو نعيم ، في نسبه ، فجعله من بني أسد بن عبد العزى ، وليس كذلك.

ووهم ابن قانع فجعله هو الّذي خاصم سعد بن أبي وقاص ، وكأنه انقلب عليه ، فإنه المخاصم فيه لا المخاصم. والمخاصم عبد بغير إضافة بلا نزاع.

٦٢٢٧ ـ عبد الرحمن بن زيد (٢)بن الخطاب القرشي العدوي :.

مضى ذكر والده في القسم الأول ، وأمه لبابة بنت أبي لبابة الأنصارية ولد سنة خمس فيما قيل وقال مصعب : كان له عند موت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ست سنين وقال ابن حبّان : ولد سنة الهجرة ، كذا قال وخطئوه.

وقال الزّبير : حدّثني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز ، قال : ولد عبد الرحمن بن

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٣١١) ، الاستيعاب ت (١٤٢١).

(٢) أسد الغابة ت (٣٣١٣) ، الاستيعاب ت (١٤٢٣) ، الكاشف ٢ / ١٤٦ ، العقد الثمين ٥ / ٥٢ ، الثقات ٣ / ٢٤٩ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٤٧ ، الطبقات ٢٣٤ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٨٠ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٣٣ ، تهذيب التهذيب ١ / ١٧٩ ، التاريخ الصغير ١ / ١٤٥ ، ١٦٢ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٨٤ ، الأعلام ٣ / ٣٧ ، الطبقات الكبرى ٩ / ١١٠.

٣٠

زيد بن الخطاب فكان ألطف من ولد. فأخذه جده (١) أبو لبابة في خرقة ، فأحضره (٢) عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقال : ما رأيت مولودا أصغر خلقة منه ، فحنكه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومسح رأسه ، ودعا له بالبركة ، قال : فما رئي عبد الرحمن في قوم إلا فرعهم طولا وزوّجه عمر بنته فاطمة ، فولدت له عبد الله بن عبد الرحمن ، وولد لعبد الرحمن في خلافة عمر ابن فسماه محمدا ، فسمع عمر رجلا يسبّه يقول : فعل الله بك يا محمد ، فغيّر اسمه ، فسماه عبد الحميد.

وولى يزيد بن معاوية عبد الرحمن بن زيد إمرة مكة ، فاستقضى فيها مولاهم عبيد بن حسين وكان لبيبا عاقلا.

وروى عبد الرحمن عن أبيه ، وعمه ، وابن مسعود ، وغيرهم.

وعنه ابنه ، وسالم بن عبد الله ، وعاصم بن عبيد الله ، وأبو جناب الكلبي.

قال البخاريّ : مات قبل ابن عمر ، يعني في ولاية عبد الله بن الزبير. وذكر المرزباني في معجم الشعراء ، له قصة عند عبد الملك بن مروان ، وأنشد له في ذلك شعرا.

٦٢٢٨ ـ عبد الرحمن بن السائب بن أبي السائب :

له رؤية وقتل يوم الجمل ، قاله أبو عمر.

قلت : تقدم في الأول.

٦٢٢٩ ـ عبد الرحمن بن سعد بن زرارة :

ذكره أبو نعيم. وقد تقدم بيان ذلك في ترجمة عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة ويحتمل أن يكون من أهل هذا القسم. وهو والد عمرة بنت عبد الرحمن التابعية المشهورة التي تكثر الرواية عن عائشة.

٦٢٣٠ ز ـ عبد الرحمن بن سهل (٣)بن حنيف الأنصاري : تقدم نسبه في ترجمة والده.

قال ابن مندة : ذكره ابن أبي داود في الصحابة ولا يصح ، ولأبيه صحبة ، ولأخيه أبي أمامة أسعد رؤية.

__________________

(١) في أ : جده لأمه أبو لبابة.

(٢) فأحضروه.

(٣) أسد الغابة ت (٣٣٢٧) ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٤٩ ، الطبقات ٥٣ ، الجرح والتعديل ٢ / ٢٣٨ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٤٥ ، تهذيب الكمال ٢ / ٧٩٣ ، التحفة اللطيفة ٢ / ٤٩٦ ، خلاصة تذهيب ٦ / ١٣٦ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٨٣ ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٩١ ، مجمع الزوائد ٢٧٤ ، الثقات ٨ / ٣٧٠ ، الجرح والتعديل ٥ / ١١٢٧.

٣١

قلت : وذكره ابن قانع أيضا في الصحابة ، وأخرج هو وابن مندة من طريق أبي حازم ، عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف ، قال : لما نزلت هذه الآية :( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ ) [الكهف : ـ ٢٨] الآية ، فذكر قصة ، قال العسكري : أحسبه مرسلا.

قلت : لا يبعد أن يكون له رؤية ، وإن لم يكن له صحبة. وقد تقدم أخوه عبد الله قريبا.

٦٢٣١ ز ـ عبد الرحمن بن شداد بن الهاد :

ذكر أبو عمر في ترجمة أم سلمة بنت عميس أنّ له رؤية.

٦٢٣٢ ـ عبد الرحمن بن شرحبيل (١)بن حسنة :

تقدّم ذكر أبيه ، وأما هو فذكره محمد بن الربيع (٢) الجيزي فيمن دخل مصر من الصحابة وشهد فتحها ، وكان قد أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ولا يعرف له عنه حديث هو وأخوه ربيعة.

وذكره ابن حبان في ثقات التابعين ، وقال : يروي عن أبيه ، وله صحبة ، روى عنه أهل مصر.

قلت : والضمير في قوله : وله صحبة لأبيه.

٦٢٣٣ ز ـ عبد الرحمن بن شقران : مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ذكر البلاذريّ أنّ عمر أرسله إلى أبي موسى الأشعري ، وكتب معه : وجّهت إليك الرجل الصالح عبد الرحمن بن صالح شقران مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فاعرف له مكان أبيه من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) ، وإذا كان ولد وأبوه مولاه فقد رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا محالة.

٦٢٣٤ ـ عبد الرحمن بن شيبة (٤)بن عثمان الحجبي :

يأتي في القسم الأخير ، نبّهت عليه هنا ، لقول ابن مندة : إنه أدرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٣٣١) ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٤٩ ، المصباح المضيء ٢ / ١٦٩ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٤٣ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٩٦.

(٢) في أ : الجنوي.

(٣) في أ : قلت إنه ولد على عهد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

(٤) أسد الغابة ت (٣٣٣٢).

٣٢

٦٢٣٥ ـ عبد الرحمن بن صبيحة (١)التيمي (٢): تقدم نسبه في ترجمة والده.

قال ابن سعد : أنبأنا الواقدي. عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبيه عن عبد الرحمن بن صبيحة عن أبيه ، قال : قال لي أبو بكر : يا صبيحة ، هل لك في العمرة؟ قلت : نعم قال : قرّب ناقتك ، فقرّبتها فخرجنا إلى العمرة قال الواقديّ : ويقال إن الّذي سافر مع أبي بكر هو عبد الرحمن نفسه ، قال : ولعلهما أعلّا حديثه فلعلهما حجّا مع أبي بكر معا وحكيا عنه.

قال ابن مندة : وكان عبد الرحمن ثقة قليل الحديث.

قلت : وذكره ابن حبان في ثقات التابعين ، فقال : روى عن جماعة من الصحابة.

٦٢٣٦ ـ عبد الرحمن بن صفوان (٣)بن أمية الجمحيّ :

أمّه أمّ حبيب بنت أبي سفيان أخت أم حبيبة أم المؤمنين.

ذكره التّرمذيّ ، والباوردي ، وابن البرقي ، وابن حبان ، وابن قانع ، وابن عبد البر ، وغيرهم في الصحابة ، ثم أعاده ابن حبان في التابعين. وقال ابن البرقي : لا أظن له سماعا. وقال العسكري لا صحبة له ، وحديثه مرسل.

وذكره في التّابعين البخاريّ ، ومسلم ، وأبو زرعة الرازيّ ، والدمشقيّ ، وأبو حاتم ، وغيرهم.

وأخرج البخاريّ في «التاريخ» ، والنّسائيّ من طريق إسرائيل ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن ابن أبي مليكة ، عن عبد الرحمن بن صفوان ، قال : استعار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أبي بكر دروعا فهلك بعضها ، فقال : «إن شئت عوّضناها ...» الحديث.

وهذا قد اختلف (٤) على عبد العزيز بن رفيع في مسندة ، فقال شريك : عنه ، عن أمية بن صفوان ، عن أبيه ، وقال جرير : عنه عن إياس من آل صفوان. وقال أبو الأحوص : عنه ، عن عطاء ، عن إياس (٥) من آل صفوان. وفيه من الاختلاف غير ذلك.

__________________

(١) في أ : صبحة.

(٢) أسد الغابة ت (٣٣٣٣) ، الاستيعاب ت (١٤٣٤).

(٣) أسد الغابة ت (٣٣٣٦) ، الاستيعاب ت (١٤٣٥) ، الصحابة ١ / ٣٤٩ ، الطبقات ٢٧٨ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٨٥ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٤٥ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٤٧ ، تهذيب الكمال ٢ / ٧٩٥ ، خلاصة تذهيب ٢ / ١٣٨ ، الكاشف ٢ / ١٦٩ ، العقد الثمين ٥ / ٣٥٧ ، بقي بن مخلد ٣٣٧.

(٤) في أ : د س.

(٥) في أ : أناس.

٣٣

٦٢٣٧ ـ عبد الرحمن بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي (١): أحد الإخوة.

قال مصعب الزّبيريّ : ولد في عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، واستشهد بإفريقية ، وتقدّم له ذكر في ترجمة عبد الله بن الغسيل في القسم الأول.

٦٢٣٨ ـ عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عقيل عثمان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك الثقفي ثم المالكي : ابو مطرف ، وقيل أبو سليمان ، وهو الّذي يقال له ابن أم (٢) الحكم : فنسب لأمه وهي بنت أبي سفيان.

قال البغويّ : يقال ولد في عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وذكره البخاريّ ، وابن سعد ، وخليفة ، وأبو زرعة الدمشقيّ ، وابن حبان وغيرهم في التابعين.

أخرج البغويّ في نسخة أبي نصر التمار ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن إسماعيل بن عبيد الله ، عن عبد الرحمن ابن أم الحكم أنه صلّى خلف عثمان (٣) الصلاة ، فذكر ما كان يقرأ به إذا جهر.

وأخرج له البغويّ من طريق العيزار بن حريث عنه حديثا في سؤال اليهود عن الروح ، فقال البخاريّ وأبو حاتم : هو مرسل.

وذكر خليفة أنّ خاله معاوية ولّاه الكوفة بعد موت زياد في سنة سبع وخمسين فأساء السيرة ، فعزله ، وولّاه مصر بعد أخيه عتبة بن أبي سفيان.

وأخرج الطّبريّ من طريق هشام بن الكلبي أن ابن أم الحكم أساء السيرة بالكوفة ، فأخرجوه فلحق بخاله ، فقال : أولّيك خيرا منها : مصر ، فولاه ، فلما كان على مرحلتين خرج إليه معاوية بن حديج فمنعه من دخول مصر ، فقال : ارجع إلى خالك ، فلعمري لا تسير فينا سيرتك بالكوفة ، فرجع وولّاه معاوية بعد ذلك الجزيرة ، فكان بها إلى أن مات معاوية.

وكان غزا الروم سنة ثلاث وخمسين ، ثم استولى على دمشق لما خرج عنها الضحاك بن قيس بعد أن غلب عليها ليقاتل مروان بن الحكم بمرج راهط ، فدعا عبد الرحمن

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٣٤٢) ، الاستيعاب ت (١٤٣٩).

(٢) في أ : أبي.

(٣) في أ : الصلوات.

الإصابة/ج٥/م٣

٣٤

إلى مروان ، وبايع له الناس ، ثم مات في أول خلافة عبد الملك.

وأخرج الشّافعيّ والبخاريّ في التاريخ من طريق سعيد بن المسيّب أنّ عبد الملك قضى في نسائه ، وذلك أنه تزوّج ثلاثا في مرض موته على امرأته ، فأجاز ذلك عبد الملك.

وأخرج مسلم والنسائي من طريق أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود ، عن كعب بن عجرة ـ أنه دخل المسجد ـ يعني بالكوفة ـ وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا ، قال : انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا وقال اللهعزوجل :( وَتَرَكُوكَ قائِماً ) [سورة الجمعة آية ١١] الحديث.

وخلط ابن مندة ، وتبعه أبو نعيم وابن عساكر ، ترجمته بترجمة عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي ، والفرق بينهما ظاهر ، فإن الماضي صحيح الصحبة صرّحوا بأنه وفد على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وروى ذلك عنه صحابي مثله ، وأما هذا فلم يثبت له رؤية (١) إلا بالتوهم.

والسبب في التخليط (٢) أنّ البخاري أخرج من طريق وكيع أنه نسب هذا فقال : عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عقيل ، فظنّ من بعده أن عبد الرحمن بن أبي عقيل نسب لجده ، وليس كذلك ، بل هو ظاهر في أن جده عثمان يكنى أبا عقيل ويدل على مغايرتهما اختلاف سياق نسبهما كما تقدم في الأول ، وذكر هنا. والله أعلم.

٦٢٣٩ ـ عبد الرحمن بن عبد القاري (٣): حليف بني زهرة.

تقدم في ترجمة أخيه عبد الله أنه أتى بهما النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهما صغيران فمسح على رءوسهما.

واختلف فيه قول الواقديّ ، فقال مرة : له صحبة. وقال مرة : كان من جلّة تابعي أهل المدينة ، وكان على بيت المال لعمر. انتهى.

وروى عبد الرحمن عن عمر ، وأبي طلحة ، وأبي أيوب ، وأبي هريرة.

روى عنه ابنه محمد ، والزهري ، ويحيى بن جعدة بن هبيرة.

قال العجليّ : مدني تابعي ثقة. وذكره خليفة ، وابن سعد ، ومسلم في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة.

__________________

(١) صحبة في أ.

(٢) في أ : بالخلط.

(٣) أسد الغابة ت (٣٣٤٩) ، الاستيعاب ت (١٤٤١).

٣٥

وقال ابن سعد : مات في خلافة عبد الملك سنة ثمانين ، وهو ابن ثمان وسبعين سنة.

وذكره ابن حبّان في الثقات ، وقال : مات سنة ثمان وثمانين. وكذا أرّخه ابن قانع ، وابن زبر ، والفرات (١) ، واتفقوا على مقدار سنّه ، فعلى قولهم يكون ولد في آخر عمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بخلاف قول ابن سعد ، وقولهم أقرب إلى الصواب.

٦٢٤٠ ـ عبد الرحمن بن عتّاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية الأموي (٢):

تقدم ذكر أبيه ، وأنه كان أمير مكة ، وولد له عبد الرحمن هذا في آخر حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإن أمّه جويرية بنت أبي جهل التي أراد علي أن يتزوجها ثم تركها فتزوجها عتاب.

قال الزّبير بن بكّار : شهد الجمل مع عائشة ، والتقي هو والأشتر ، فقتله الأشتر. وقيل : قتله جندب بن زهير ورآه عليّ وهو قتيل ، فقال : هذا يعسوب قريش قال : وقطعت يده يوم الجمل فاختطفها نسر فطرحها باليمامة (٣) ، فرأوا فيها خاتمه ونقشه عبد الرحمن بن عتاب ، فعرفوا أن القوم التقوا ، وقتل عبد الرحمن ذلك اليوم.

٦٢٤١ ز ـ عبد الرحمن بن عدي الأصغر بن الخيار بن عدي بن نوفل القرشي النوفلي : مات أبوه كافرا قبل الفتح ، وقتل ولده عروة بن عبد الرحمن سنة ستين ، قتله الخوارج ، ذكره الزّبير بن بكّار.

٦٢٤٢ ـ عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي ، وهو عبد الرحمن الأوسط ، يكنى أبا شحمة.

تقدم ذكر أخيه الأكبر في القسم الأول ، ذكر ابن عبد البر أبا شحمة في ترجمة أخيه ، فقال : هو الّذي ضربه عمرو بن العاص بمصر في الخمر ، ثم حمله إلى المدينة فضربه أبوه أدب الوالد ثم مرض فمات بعد شهر ، كذا أخرجه معمر عن الزّهريّ ، عن سالم ، عن أبيه.

وأما أهل العراق فيقولون : إنه مات تحت السياط ، وهو غلط انتهى.

وقد أخرج عبد الرازق القصة مطولة عن معمر بالسند المذكور ، وهو صحيح.

__________________

(١) زيد والقراب في أ.

(٢) أسد الغابة ت (٣٣٥٣).

(٣) في ط قرءوا.

٣٦

وعمر عاش بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحو ثلاث عشرة سنة ، وكان موت عبد الرحمن قبل موت أبيه بمدة ، ولا يضرب الحدّ إلا من كان بالغا ، وكذا لا يسافر إلى مصر إلا من كان رجلا أو قارب الرجولية ، فكونه من أهل هذا القسم ظاهر جدا.

٦٢٤٣ ـ عبد الرحمن بن أبي عمرة (١): واسمه بشير (٢). وقيل ثعلبة ، وقيل غير ذلك ، الأنصاري الخزرجي.

أبوه صحابي شهير (٣) وأما هو فقال ابن سعد : ولد في عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وأمّه هند بنت المقوم بن عبد المطلب بنت عمّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وذكره مطيّن وابن السكن في الصحابة ، وأخرجوا له من طريق سالم بن أبي الجعد عن عبد الرحمن بن أبي عمرة. قال : «أتى النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجل ، فقال : كيف أصبحتم؟ فقال : بخير ، من قوم لم نعد مريضا ولم نصبح صياما».

قال ابن أبي حاتم عن أبيه لا صحبة له.

وحديثه مرسل انتهى.

وأخرج ابن السّكن من طريق سليمان بن يحيى بن ثعلبة بن عبد الله بن أبي عمرة حدثني أبي ، عن عمه عبد الرحمن بن أبي عمرة ، وأبو عمرة صهر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كانت عنده هند بنت المقوم ، فولدت له عبد الله وعبد الرحمن ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه كان إذا دعا قال : «اللهمّ آت نفسي تقواها ، وزكّها ، فأنت خير من زكّاها ، أنت وليّها ومولاها» ، وهذا أيضا مرسل.

ولعبد الرحمن رواية في الصحيحين وغيرهما من بعض الصحابة.

روى عن أبيه ، وعثمان ، وعبادة (٤) ، وأبي هريرة ، وزيد بن خالد ، وغيرهم.

روى عنه ابنه عبد الله ، وخارجة بن زيد بن ثابت ، ومجاهد ، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وشريك بن أبي نمر وغيرهم.

قال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٣٦٧).

(٢) في ت يسير.

(٣) في أ : مشهور.

(٤) في أ : قتادة.

٣٧

٦٢٤٤ ـ عبد الرحمن بن عويم (١)بن ساعدة الأنصاري :

مضى ذكر أبيه في الأول وقال ابن مسعود ، وابن حبان : ولد عبد الرحمن في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وذكره البخاريّ في التابعين. وقال البغويّ في «شرح السّنّة» حديثه مرسل. وذكره ابن مندة في الصحابة. وأخرج له من طريق ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة ، عن عبد الرحمن بن عويم ، قال : لما سمعنا بمخرج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فذكر قصة.

وهذا عند ابن إسحاق بهذا الإسناد عن عبد الرحمن : حدثني رجال من قومي ، وبذلك جزم البخاريّ في ترجمته.

وأخرج له الحسن بن سفيان ، وأبو نعيم ، من طريقه خبرا مرسلا والمتن أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم آخى بين أصحابه.

وأنشد له المرزبانيّ في معجم «الشّعراء» شعرا يخاطب بعض الأمراء حين قدم نصيبا الشاعر على غيره يقول فيه :

ألم يعلم جزاه الله شرّا

بأن شان العلاء بنسل حام

[الوافر]

وكان نصيب أسود.

٦٢٤٥ ـ عبد الرحمن بن عيسى : بن عقيل الثقفي (٢).

تقدم ذكره في ترجمة أبيه عيسى.

٦٢٤٦ ز ـ عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري السلمي (٣): ولد الشاعر المشهور ، يكنى أبا الخطاب.

قال (٤) الجعابيّ والعسكريّ : ولد في عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وذكره البغوي في «الصحابة» وذكر قول ابن سعد.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٣٧٢) ، الاستيعاب ت (١٤٥٦) ، التاريخ الكبير ٥ / ٣٢٥ ، جامع التحصيل ٢٧٤ ، الثقات ٢ / ٧٥.

(٢) أسد الغابة ت (٣٣٧٤).

(٣) أسد الغابة ت (٣٣٨٢).

(٤) في أ : قال ابن سعد الجعاني.

٣٨

وروى عبد الرحمن عن أبيه وأخيه عبد الله ، وجابر (١) بن الأكوع ، وأبي قتادة ، وعائشة.

روى عنه أبو أمامة بن سهل ، وهو من أقرانه. وأسنّ منه ، والزهري ، وسعد بن إبراهيم ، وأبو عامر الخزّار (٢).

قال ابن سعد : كان ثقة. وهو أكثر حديثا من أخيه. قال الهيثم بن عدي وحليفة ، ويعقوب بن سفيان : مات في خلافة سليمان بن عبد الملك.

٦٢٤٧ ـ عبد الرحمن بن محيريز (٣): يأتي في القسم الأخير.

٦٢٤٨ ـ عبد الرحمن بن معاذ بن جبل الأنصاري (٤):

ذكره أبو عمر ، فقال : توفي مع أبيه ، وكان فاضلا.

وقال ابن أبي حاتم : يقال : إنه أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وقال أبو حذيفة البخاريّ في «الفتوح» : شهد عبد الرحمن مع أبيه اليرموك ، ومات معه في طاعون عمواس.

وجاء من طرق عند أحمد وغيره ، عن أبي منيب وغيره أنّ الطاعون لما وقع بالشام خطب معاوية فقال : إنها رحمة ربكم ، ودعوة نبيكم ، وقبض الصالحين قبلكم ، اللهمّ أدخل على آل معاوية (٥) من هذه الرحمة ، ثم نزل فطعن ابنه عبد الرحمن فدخل عليه ، فقال له :( الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ) [البقرة ١٤٧] ، فقال معاذ :( سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) [الصافات ١٠٢].

قال ابن الأثير : ذكر أبو عمر عن بعضهم ، قال : لم يكن لمعاذ ولد. وقد قال الزّبير : إنه كان آخر من بقي من بني أديّ بن سعد ، فلعل مراد من قال : لم يكن له ولد ـ أي لم يخلف ولدا ، لأن عبد الرحمن مات قبل أبيه ، ولا شك أن له صحبة ، لأنه كان كبيرا في عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو من أهل المدينة.

__________________

(١) في أ : وجابر وسلمة.

(٢) في أ : الجزار.

(٣) أسد الغابة ت (٣٣٨٧) ، الاستيعاب ت (١٤٦٣).

(٤) أسد الغابة ت (٣٣٩٦) ، الاستيعاب ت (١٤٦٦) ، الثقات ٣ / ٢٥٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٥٦ ، المصباح المضيء ١ / ٣١٧ ، التاريخ الصغير ١ / ٧٣ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٤٤.

(٥) في أ : معاذ.

٣٩

٦٢٤٩ ز ـ عبد الرحمن بن الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم :

له رؤية ، واستشهد أبوه باليمامة ، واستعمل ابن الزبير عبد الرحمن بن الوليد هذا على الطائف.

٦٢٥٠ ز ـ عبد الرحمن بن يزيد بن جارية : بالجيم ، ابن عامر الأنصاري (١) ، يكنى أبا محمد. وأمّه بنت ثابت بن أبي الأفلح.

قال إبراهيم بن المنذر ، وابن حبّان ، والعسكريّ ، وغير واحد : ولد في عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وجاء عنه حديث في قصة خنساء بنت خدام (٢).

والصّحيح أنه رواه عنها ، وهو في الصحيح.

وقال ابن السّكن : ليست له صحبة ، غير أنه أدرك أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وصلّى خلفهم ، وكان إمام قومه.

وأخرج له الطّبرانيّ في «المعجم الكبير» حديثين :

أحدهما من طريق الزهري ، عن عبد الله بن عبد الله بن ثعلبة ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية ـ أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلّى الفجر فغلس بها ، ثم صلاها بعد ما أسفر ، ثم قال : «ما بينهما وقت»

[والثاني سبق ذكره في ترجمة عبد الرحمن بن جارية في القسم الأول] (٣) ، وأمه جميلة بنت ثابت بن أبي الأفلح تزوّجها أبوه بعد أن اختلعت من ثابت بن قيس بن شماس ، كما سيأتي في ترجمة جميلة (٤)

٦٢٥١ ـ عبد الرحمن الأنصاري : ولد في عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثبت ذكره في الصّحيح ، من طريق سفيان بن عيينة ، عن ابن المنكدر ، عن جابر ، قال : ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم الحديث في إنكار الأنصار ذلك ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «سمّ ابنك عبد الرّحمن».

٦٢٥٢ ـ عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري :

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٤١٠) ، الاستيعاب ت (١٤٧٠).

(٢) في أ : جذام.

(٣) سقط في أ.

(٤) في أ : والثاني سبق ذكره في ترجمة عبد الرحمن بن جارية في القسم الأول.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

ينجلي )(١) .

ولأنّ المطلوب ردّ النور بكماله.

ولأنّه لو انكسف بعضها في الابتداء صلّى لها وكذلك إذا بقي بعضها.

ونحن نقول بموجب الحديث ، لأنّه إذا انجلى البعض فقد انجلى.

والحذر قد زال بسبب الشروع في ردّ النور.

والفرق بين ابتداء الكسوف وابتداء الانجلاء ظاهر.

مسألة ٤٨٤ : وقت الرياح المظلمة والظلمة الشديدة والحمرة الشديدة : مدّتها ، أما الزلزلة : فإنّ وقتها مدّة العمر ، فتصلّي أداءً وإن سكنت ، لأنّها سبب في الوجوب. وكذا الصيحة. وبالجملة كلّ آية يضيق وقتها عن العبادة يكون وقتها دائماً ، أمّا ما نقص عن فعلها وقتاً دون آخر ، فإنّ وقتها مدّة الفعل ، فإن قصر ، لم تُصَلّ.

مسألة ٤٨٥ : إذا علم بالكسوف أو الخسوف ، وأهمل الصلاة عمداً أو نسياناً ، أعاد‌ سواء احترق القرص كلّه أو بعضه ، لقولهعليه‌السلام : ( مَنْ فاتته صلاة فريضة فليقضها إذا ذكرها )(٢) .

وقولهعليه‌السلام : ( مَنْ نام عن صلاة أو نسيها فليقضها إذا ذكرها )(٣) .

ومن طريق الخاصة : قول الباقرعليه‌السلام : « مَنْ نسي صلاة أو نام عنها فليقضها إذا ذكرها»(٤) .

____________________

(١) مصنف ابن أبي شيبة ٢ : ٤٦٨ ، سنن البيهقي ٣ : ٣٢٤ و ٣٢٥.

(٢) أورده المحقق في المعتبر : ٢٣٥.

(٣) صحيح البخاري ١ : ١٥٥ ، صحيح مسلم ١ : ٤٧٧ / ٦٨٤ ، مصنف ابن أبي شيبة ٢٦٤ ، سنن الدارمي ١ : ٢٨٠ ، سنن أبي داود ١ : ١١٩ / ٤٣٥ ، سنن النسائي ١ : ٣ : و ٢٩٤ ، سنن ابن ماجة ١ : ٢٢٨ / ٦٩٨ ، سنن الترمذي ١ : ٣٣٤ - ١٧٧ ، سنن الدار قطني ١ : ٣٨٦ / ١٤ ، مسند أحمد ٣ : ١٠٠.

(٤) الكافي ٣ : ٢٩٢ / ٣ ، التهذيب ٢ : ٢٦٦ / ١٠٥٩ و ٣ : ١٥٩ / ٣٤١ ، الاستبصار ١ : =

١٨١

وقول الصادقعليه‌السلام ، في صلاة الكسوف : « إن أعلمك أحد وأنت نائم فعلمت ثم غلبتك عينك فلم تصلّ فعليك قضاؤها »(١) .

وقال الشيخ : إن احترق البعض وتركها نسياناً ، لم يقض(٢) .

وليس بجيّد.

وقال الجمهور كافّة : لا قضاء مطلقاً ، لقولهعليه‌السلام : ( فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله والصلاة حتى ينجلي )(٣) فجعل الانجلاء غاية للصلاة ، فلم يصلّ بعده. ولأنّها شرّعت لردّ النور وقد حصل(٤) .

والحديث المراد به الأداء. ونمنع العليّة ، بل يجوز أن يكون علامةً لوجوب الصلاة.

سلّمنا ، لكن لا نسلّم أنّ الرغبة إلى ردّه تستلزم عدم الشكر على الابتداء بردّه.

سلّمنا ، لكن ينتقض عندهم بالاستسقاء ، فإنّهم يصلّون بعد السقي(٥) وإن كانت صلاتهم رغبة في ذلك.

مسألة ٤٨٦ : لو لم يعلم بالكسوف حتى انجلى ، فإن كان قد احترق القرص كلّه ، وجب القضاء ، وإلّا فلا‌ ، عند علمائنا - إلّا في قول للمفيد : إنّه يقضي لو احترق البعض فرادى لا جماعة(٦) - لقول الصادقعليه‌السلام : « إذا انكسف القمر ولم تعلم حتى أصبحت ، ثم بلغك ، فإن احترق كلّه ،

____________________

= ٢٨٦ - ١٠٤٦.

(١) التهذيب ٣ : ٢٩١ / ٨٧٦ ، الاستبصار ١ : ٤٥٤ / ١٧٦٠.

(٢) المبسوط للطوسي ١ : ١٧٢.

(٣) مصنف ابن أبي شيبة ٢ : ٤٦٨ ، سنن البيهقي ٣ : ٣٢٤ و ٣٢٥.

(٤) الاُم ١ : ٢٤٤ ، المجموع ٥ : ٥٤ ، فتح العزيز ٥ : ٧٩ ، المهذب للشيرازي ١ : ١٢٩ ، المغني ٢ : ٢٨٠ ، الشرح الكبير ٢ : ٢٧٩ ، الشرح الصغير ١ : ١٨٧.

(٥) راجع : المغني ٢ : ٢٩٤ ، والمجموع ٥ : ٨٩ - ٩٠.

(٦) المقنعة : ٣٥.

١٨٢

فعليك القضاء ، وإن لم يحترق كلّه ، فلا قضاء عليك »(١) .

وقولهعليه‌السلام : « إذا انكسفت الشمس كلّها ولم تعلم وعلمت ، فعليك القضاء ، وإن لم تحترق كلّها فلا قضاء عليك »(٢) .

وقال الجمهور : لا قضاء(٣) ، لما تقدّم في المسألة السابقة.

والجواب قد تقدّم.

أمّا جاهل غير الكسوف ، مثل الزلزلة والرياح والظلمة الشديدة ، فالوجه سقوطها عن الجاهل عملاً بالأصل السالم عن المعارض.

مسألة ٤٨٧ : لا تسقط هذه الصلاة بغيبوبة الشمس منخسفة ، لقولهعليه‌السلام : ( فإذا رأيتم ذلك فصلّوا )(٤) والأصل البقاء.

وقال الجمهور : لا يصلّي ، لأنّها إذا غابت فقد ذهب سلطانها ، وفات وقتها ، فلم يصلّ لردّها(٥) .

وهو ممنوع ، ونمنع أنّ مع ذهاب سلطانها يسقط ما ثبت وجوبه. مع أنّه اجتهاد ، فلا يعارض النصّ. وينتقض بالقمر عندهم(٦) .

ولا تسقط صلاة الخسوف بغيبوبة القمر منخسفاً إجماعاً ، لأنّ وقته باقٍ وهو الليل ، والحاجة داعية إليه.

ولا تسقط صلاة الخسوف والكسوف بستر السحاب إجماعاً ، لأنّ الأصل بقاؤهما.

ولو طلعت الشمس والقمر منخسف ، لم تسقط صلاته ، عملاً

____________________

(١) التهذيب ٣ : ١٥٧ / ٣٣٦.

(٢) التهذيب ٣ : ١٥٧ - ١٥٨ / ٣٣٩.

(٣) أوعزنا الى مصادره في الهامش (٤) من الصفحة السابقة.

(٤) صحيح البخاري ٢ : ٤٣ ، صحيح مسلم ٢ : ٦٢٣ / ١٠ ، سنن البيهقي ٣ : ٣٣٢.

(٥) الاُم ١ : ٢٤٤ ، المجموع ٥ : ٥٤ ، فتح العزيز ٥ : ٨٠ ، المهذب للشيرازي ١ : ١٣٠ ، المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٨٠.

(٦) المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٨٠ ، المجموع ٥ : ٥٤ ، فتح العزيز ٥ : ٨٠.

١٨٣

بالموجب.

وقال الجمهور : تسقط ، لفوات وقته ، وذهاب سلطانه(١) .

ولو طلع الفجر فكذلك عندنا لا تسقط - وهو الجديد للشافعي(٢) - لبقاء سلطانه قبل طلوع الشمس ، لقوله تعالى( فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً ) (٣) فما لم تطلع الشمس فالسلطان باقٍ.

والقديم : لا يصلّي ، لذهاب سلطانه بطلوع الفجر ، لأنّه من النهار ، والفجر حاجب الشمس(٤) .

ولو ابتدأ الخسوف بعد طلوع الفجر صلّاها عندنا ، خلافاً للشافعي في القديم(٥) .

ولو كان قد شرع في الصلاة فطلعت الشمس ، لم تبطلها إجماعاً ، لأنّها صلاة مؤقّتة ، فلا تبطل بخروج وقتها ، وعندنا أنّ وقتها باقٍ.

مسألة ٤٨٨ : وهذه الصلاة مشروعة مع الإِمام وعدمه‌ ، عند علمائنا أجمع - وهو قول أكثر العلماء(٦) - لعموم الأخبار.

ولأنّ صفوان بن عبد الله بن صفوان قال : رأيت ابن عباس على ظهر زمزم يصلّي الخسوف للشمس والقمر(٧) . والظاهر أنّه صلّى منفرداً.

ومن طريق الخاصة : قول الصادقعليه‌السلام ، في صلاة الكسوف :

____________________

(١) المجموع ٥ : ٥٤ ، فتح العزيز ٥ : ٨٠ ، المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٨٠ ، بلغة السالك ١ : ١٩١.

(٢) المجموع ٥ : ٥٤ ، فتح العزيز ٥ : ٨٠.

(٣) الإسراء : ١٢.

(٤) المجموع ٥ : ٥٤ ، فتح العزيز ٥ : ٨٠.

(٥) المجموع ٥ : ٥٤ ، فتح العزيز ٥ : ٨٠.

(٦) المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٧٣.

(٧) مصنف عبد الرزاق ٣ : ١٠٢ - ١٠٣ / ٤٩٣٤ ، سنن البيهقي ٣ : ٣٢٨.

١٨٤

« تصلّى جماعة وفرادى »(١) .

ولأنّها صلاة ليس من شرطها البنيان والاستيطان ، فلم يكن من شرطها الجماعة ، كغيرها من النوافل.

وقال الثوري ومحمد : إن صلّى الإِمام صلّوها معه ، ولا يصلّون منفردين ، لأنّها صلاة شرّع لها الاجتماع والخطبة ، فلا يصلّيها المنفرد كالجمعة(٢) .

ونمنع العلّيّة ، فإنّ الخطبة عندنا ليست مشروعةً.

مسألة ٤٨٩ : وتستحبّ الجماعة في هذه الصلاة إجماعاً منّا‌ - وبه قال الشافعي ومالك وأحمد(٣) - لأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، صلّاها في الجماعة(٤) .

وصلّى ابن عباس خسوف القمر في جماعة في عهد عليعليه‌السلام (٥) .

ومن طريق الخاصة : قول الصادقعليه‌السلام : « إذا انكسفت الشمس والقمر فإنّه ينبغي للناس أن يفزعوا إلى الإِمام يصلّي بهم ، وأيّهما كسف بعضه فإنّه يجزئ الرجل أن يصلّي وحده »(٦) .

ولأنّ خسوف القمر أحد الكسوفين ، فاستحبّت فيه الجماعة كالآخر.

____________________

(١) التهذيب ٣ : ٢٩٢ / ٨٨٢.

(٢) المجموع ٥ : ٤٥ ، المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٧٤ ، حلية العلماء ٢ : ٢٧٠.

(٣) الاُم ١ : ٢٤٢ ، المجموع ٥ : ٤٤ و ٤٥ ، الوجيز ١ : ٧١ ، فتح العزيز ٥ : ٧٤ ، مغني المحتاج ١ : ٣١٨ ، بداية المجتهد ١ : ٢١٠ ، المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٧٤.

(٤) صحيح البخاري ٢ : ٤٣ ، صحيح مسلم ٢ : ٦١٩ / ٣ ، سنن ابن ماجة ١ : ٤٠١ / ١٢٦٣ ، سنن النسائي ٣ : ١٢٧ ، سنن الدارمي ١ : ٣٥٩ ، سنن أبي داود ١ : ٣٠٦ / ١١٧٧ و ١١٧٨ ، سنن الدار قطني ٢ : ٦٣ / ٣ ، سنن البيهقي ٣ : ٣٢٠.

(٥) سنن البيهقي ٣ : ٣٣٨.

(٦) التهذيب ٣ : ٢٩٢ / ٨٨١.

١٨٥

وقال أبو حنيفة : يصلّون للقمر فرادى في بيوتهم ، لأنّ في خروجهم ليلاً مشقّةً(١) .

وينتقض : بالتراويح.

تذنيب : لو أدرك المأموم الإِمام راكعاً في الأول ، فقد أدرك الركعة‌. ولو أدركه في الركوع الثاني ، أو الثالث ، فالوجه : أنّه فاتته تلك الركعة - وبه قال الشافعي(٢) - لأن الركوع ركن فيها ، ولا يتحمّل الإِمام شيئاً سوى القراءة ، لا فعل الركوع ، فحينئذٍ ينبغي المتابعة حتى يقوم في الثانية ، فيستأنف الصلاة معه ، فإذا قضى صلاته أتمّ هو الثانية ، ويجوز الصبر حتى يبتدئ بالثانية.

وتحتمل المتابعة بنية صحيحة ، فإذا سجد الإِمام لم يسجد هو ، بل ينتظر الإِمام إلى أن يقوم ، فإذا ركع الإِمام أول الثانية ركع معه عن ركعات الْأُولى ، فإذا انتهى إلى الخامس بالنسبة إليه سجد ، ثم لحق الإِمام ، ويتمّ الركعات قبل سجود الثانية.

والوجه : الأول.

مسألة ٤٩٠ : لا خطبة لهذه الصلاة عند علمائنا أجمع‌ ، وبه قال أبو حنيفة ، ومالك(٣) ، عملاً بالأصل السالم عن المعارض.

ولأنّه لو كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قد خطب ، لنُقِل كما نُقِلت خطبته في العيد والجمعة وغيرهما.

وقال الشافعي : تستحب الخطبة بعد الصلاة على المنبر - ولم يذكر‌

____________________

(١) المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٧٣ ، المبسوط للسرخسي ٢ : ٧٥ - ٧٦ ، اللباب ١ : ١٢٠ ، الهداية للمرغيناني ١ : ٨٨.

(٢) المجموع ٥ : ٦١ ، الوجيز ١ : ٧١ ، فتح العزيز ٥ : ٧٨ ، مغني المحتاج ١ : ٣١٩.

(٣) الهداية للمرغيناني ١ : ٨٨ ، شرح فتح القدير ٢ : ٥٧ ، اللباب ١ : ١٢٠ ، بلغة السالك ١ : ١٩١ ، الكافي في فقه أهل المدينة : ٨٠ ، المنتقى للباجي ١ : ٣٢٧ ، بداية المجتهد ١ : ٢١٣ ، المجموع ٥ : ٥٣ ، فتح العزيز ٥ : ٧٥ - ٧٦ ، المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٧٨.

١٨٦

أحمد الخطبة(١) - لأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لـمّا خسفت الشمس صلّى ، فوصفت عائشة صلاته إلى أن قالت : فلمّا فرغ وقد تجلّت انصرف وذكر الله تعالى فأثنى عليه وقال : ( يا أيها الناس إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله تعالى ، وكبّروا وانصرفوا ) ثم قال : ( يا اُمّة محمّد ما أحد أغير من الله تعالى أن يزني ، عبده أو أمته ، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً )(٢) (٣) .

ولا حجّة فيه ، لتضمّنه الدعاء والتكبير والإِعلام بحكم الكسوف ، وليس ذلك من الخطبة في شي‌ء.

مسألة ٤٩١ : وتجب هذه الصلاة على النساء والرجال والخناثى ، إجماعاً منّا وللعموم.

وعند الجمهور بالاستحباب(٤) ، لأنّ أسماء بنت أبي بكر قالت : فزع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يوم كسفت الشمس ، فقام قياماً ، فرأيت المرأة التي أكبر منّي ، والمرأة التي أصغر منّي قائمة ، فقلت : أنا أحرى بالصبر على طول القيام(٥) .

إذا ثبت هذا ، فإنّه يستحب للعجائز ، ومَنْ لا هيئة لها الصلاة جماعة مع الرجال ، ويكره ذلك للشواب ، ويستحب لهنّ الجماعة تصلّي بهنّ‌

____________________

(١) اُنظر : المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٧٨.

(٢) صحيح البخاري ٢ : ٤٢ - ٤٣ ، صحيح مسلم ٢ : ٦١٨ / ٩٠١ ، سنن النسائي ٣ : ١٣٠ - ١٣٣ ، مسند أحمد ٦ : ١٦٤ ، سنن البيهقي ٣ : ٣٢٢.

(٣) الْاُم ١ : ٢٤٤ ، المجموع ٥ : ٥٢ ، فتح العزيز ٥ : ٧٥ - ٧٦ ، المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٧٨.

(٤) المجموع ٥ : ٤٤ - ٤٥ ، المغني ٢ : ٢٨٠ ، الشرح الكبير ٢ : ٢٧٣ ، بدائع الصنائع ١ : ٢٨٠ ، المنتقى للباجي ١ : ٣٢٦.

(٥) صحيح مسلم ٢ : ٦٢٥ - ٦٢٦ / ٩٠٦ ، سنن البيهقي ٣ : ٣٤٢.

١٨٧

إحداهنّ.

واستحبّه الشافعي مطلقاً ، لكنه لم يستحبّ الخطبة لو صلّين جماعة ، لأنّ الخطبة ليست من سنن النساء ، فإن قامت إحداهنّ وذكّرتهنّ ووعظتهنّ ، كان حسناً عنده(١) .

ولو حصل رجل في قرية مع النساء ولا رجل سواه ، تقدّم وصلّى بهنّ وإن كنّ أجانب - خلافاً للشافعي(٢) - إلّا أن يخاف الافتتان ، فيصلّين فرادى.

إذا ثبت هذا ، فإنّ هذه الصلاة تجب على المسافر كما تجب على الحاضر ، وليس الاستيطان ، ولا البنيان شرطاً فيهما إجماعاً ، ولا المصر ولا الإِمام ، للعموم.

مسألة ٤٩٢ : اختلف علماؤنا في الإِعادة بعد الفراغ من الصلاة قبل الانجلاء ، فالأشهر : استحباب إعادة الصلاة ، لأنّ المقتضي للمشروعية باقٍ.

ولقول الصادقعليه‌السلام : « إذا فرغت قبل أن ينجلي فأعد »(٣) .

وقال آخرون منّا : بالوجوب ، لثبوت المقتضي له ، وهو : بقاء الكسوف. ولهذا الحديث(٤) .

والحقّ خلافه ، لأصالة البراءة.

ولقول الباقرعليه‌السلام : « فإذا فرغت قبل أن ينجلي فاقعد ، وادْعُ الله حتى ينجلي »(٥) .

ونمنع كون الكسوف سبباً ، بل علامةً ووقتاً.

____________________

(١و٢) الاُم ١ : ٢٤٦ ، المجموع ٥ : ٥٩.

(٣) التهذيب ٣ : ١٥٦ / ٣٣٤.

(٤) الذي مرّ آنفاً.

(٥) الكافي ٣ : ٤٦٣ / ٢ ، التهذيب ٣ : ١٥٦ / ٣٣٥.

١٨٨

والخبر محمول على الاستحباب ، جمعاً بين الأدلّة.

وقال آخرون منّا : لا تعاد الصلاة وجوباً ولا استحباباً - وهو قول الجمهور كافة(١) - لأنّه لم ينقل عنهعليه‌السلام التكرّر.

ولا حجّة فيه ، لأنّهعليه‌السلام كان يطيل الصلاة بقدر زمانه(٢) .

إذا عرفت هذا ، فإنّ الشافعي استحب الخطبة بعدها(٣) . وقد أبطلناه.

ويستحب الدعاء والذكر والاستغفار والتكبير والتضرع إلى الله تعالى ، لقولهعليه‌السلام : ( فافزعوا إلى ذكر الله تعالى ، ودعائه واستغفاره )(٤) .

وقالت أسماء : كنّا نؤمر بالعتق في الكسوف(٥) .

ولأنّه تخويف من الله تعالى ، فينبغي أن يبادر إلى طاعة الله ليكشفه عن عباده.

مسألة ٤٩٣ : تصلّى هذه الصلاة في أيّ وقت حصل السبب‌ وإن كان أحد الأوقات(٦) الخمسة المكروهة لابتداء النوافل عند علمائنا أجمع - وبه قال الشافعي(٧) - لأنّها صلاة فرض مؤقتة ، فلا يتناولها النهي.

____________________

(١) الاُم ١ : ٢٤٤ ، المجموع ٥ : ٥٤ ، فتح العزيز ٥ : ٧١ ، المنتقى للباجي ١ : ٣٢٧ ، المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٨٠.

(٢) صحيح البخاري ٢ : ٤٣ و ٤٤ و ٤٦ ، صحيح مسلم ٢ : ٦١٨ / ٩٠١ و ٦٢٤ / ٩٠٥ ، سنن ابن ماجة ١ : ٤٠١ / ١٢٦٣ ، سنن الدار قطني ٢ : ٦٣ / ٣ ، سنن البيهقي ٣ : ٣٢١ و ٣٢٣ ، المستدرك للحاكم ١ : ٣٢٩.

(٣) المهذب للشيرازي ١ : ١٢٩ ، المجموع ٥ : ٥٢ ، فتح العزيز ٥ : ٧٥ ، حلية العلماء ٢ : ٢٦٩.

(٤) سنن النسائي ٣ : ١٥٣ - ١٥٤.

(٥) صحيح البخاري ٢ : ٤٧ ، سنن أبي داود ١ : ٣١٠ / ١١٩٢ ، مسند أحمد ٦ : ٣٥٤.

(٦) وهي : طلوع الشمس ، وغروبها ، وقيامها إلى أن تزول ، وبعد صلاتي الصبح والعصر.

(٧) الاُم ١ : ١٤٩ و ٢٤٣ ، المجموع ٤ : ١٧٠ ، فتح العزيز ٥ : ٦٩ ، بداية المجتهد ١ : ٢١٣ ، عمدة القاري ٧ : ٦٢ و ٧٩.

١٨٩

ولقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( فإذا رأيتم ذلك فصلّوا )(١) .

ومن طريق الخاصة : قول الصادقعليه‌السلام : « وقت صلاة الكسوف الساعة التي تنكسف عند طلوع الشمس وعند غروبها »(٢) .

ولأنّها ذات سبب ، فجاز فعلها في الأوقات الخمسة.

وقال مالك وأبو حنيفة : بالمنع ، وعن أحمد روايتان : المنع أشهرهما ، لأنّ عقبة بن عامر قال : ثلاث ساعات(٣) كان النبيعليه‌السلام ينهانا أن نصلّي فيها ، وأن نقبر موتانا(٤) (٥) .

وهو مختص بالنوافل ، وقد بيّنّا وجوب هذه الصلاة.

مسألة ٤٩٤ : لو اتّفق في وقت فريضة حاضرة ، فإنّ اتّسع الوقتان ، قدّم الحاضرة استحباباً‌ ؛ لشدة اعتناء الشارع بها ، ولهذا سُوّغ قطع الكسوف والاشتغال بالحاضرة ، فتقديمها أولى.

ولو تضيّق الوقتان ، قدّمت الحاضرة وجوباً ، لما تقدّم ، ثم إن فرّط في صلاة الكسوف بالتأخير مع الإِمكان قضى وإلّا فلا.

ولو تضيّقت إحداهما ، تعيّنت للفعل ، ثم يصلّي الْاُخرى بعد إكمالها.

ولا يجب مع اتّساع الوقتين الاشتغال بالحاضرة ، لقول الصادقعليه‌السلام : « خمس صلوات لا تترك على حال : إذا طفت بالبيت ، وإذا أردت‌

____________________

(١) صحيح البخاري ٢ : ٤٣ ، صحيح مسلم ٢ : ٦٢٣ / ١٠.

(٢) الكافي ٣ : ٤٦٤ / ٤ ، التهذيب ٣ : ٢٩٣ / ٨٨٦.

(٣) الساعات الثلاث هي : طلوع الشمس وغروبها وزوالها. وانظر : المصادر في الهامش التالي.

(٤) صحيح مسلم ١ : ٥٦٨ / ٨٣١ ، سنن ابن ماجة ١ : ٤٨٦ / ١٥١٩ ، سنن الترمذي ٣ : ٣٤٨ / ١٠٣٠ ، سنن النسائي ١ : ٢٧٥ و ٢٧٧ ، مسند أحمد ٤ : ١٥٢.

(٥) بداية المجتهد ١ : ٢١٣ ، بدائع الصنائع ١ : ٢٨٢ ، فتح العزيز ٥ : ٦٩ ، المغني ١ : ٧٩٤ و ٢ : ٢٨١ - ٢٨٢ ، الشرح الكبير ١ : ٨٤٠.

١٩٠

أن تحرم ، وإذا نسيت فصلّ إذا ذكرت ، وصلاة الكسوف والجنازة »(١) ولا خلاف فيه.

فروع :

أ : لو تلبّس بصلاة الكسوف وتضيّق وقت الحاضرة وخاف فوتها لو أتمّ الكسوف ، قطع إجماعاً‌ ، وصلّى بالحاضرة ، تحصيلاً للفرض.

ولقول الصادقعليه‌السلام في صلاة الكسوف يخشى فوت الفريضة قال : « اقطعوها وصلّوا الفريضة وعودوا إلى صلاتكم »(٢) .

وسأله محمد بن مسلم : ربما ابتلينا بعد المغرب قبل العشاء ، فإن صلّينا الكسوف ، خشينا أن تفوت الفريضة ، قال : « إذا خشيت ذلك فاقطع صلاتك واقض فريضتك ثم عُدْ فيها »(٣) .

إذا ثبت هذا ، فإذا قطع الكسوف وصلّى الفريضة هل يعود إلى الكسوف من حيث قطع ، أو يستأنف الصلاة؟.

قال الشيخان والمرتضى : بالأول(٤) ، للروايتين.

وفيه إشكال ينشأ : من أنّ صلاة الفرض يبطلها العمل الكثير ، ودلالة الحديثين ليست قطعيّةً ، لاحتمال العود إلى ابتداء الصلاة.

ب : لو اشتغل بالكسوف وخشي فوت الحاضرة لو أتمّها وفوت الكسوف لو اشتغل بالحاضرة ، احتمل تقديم الحاضرة‌ ؛ لأولويتها ، فيقطع الكسوف ويستأنف.

وإتمام الكسوف ؛ لأولويته بالشروع فيه ، والنهي عن إبطال العمل ،

____________________

(١) الكافي ٣ : ٢٨٧ / ٢ ، التهذيب ٢ : ١٧٢ / ٦٨٣.

(٢) التهذيب ٣ : ٢٩٣ / ٨٨٨.

(٣) التهذيب ٣ : ١٥٥ / ٣٣٢.

(٤) النهاية : ١٣٧ ، جمل العلم والعمل ( ضمن رسائل الشريف المرتضى ) ٣ : ٤٥ ، وحكاه عن الثلاثة ، المحقق في المعتبر : ٢١٨.

١٩١

ومساواته بالحاضرة في الوجوب.

ويحتمل إتمامها إن أدرك من الحاضرة بعدها ركعة وإلّا استأنف.

ج : لو اتّسع وقت الحاضرة ، وشرع القرص في الكسوف ، أو حدثت الرياح المظلمة ، فالوجه : تقديم الكسوف والرياح‌ - وبه قال الشافعي(١) - لجواز عدم طول اللبث ، فيفوت بالاشتغال بالحاضرة.

د : الزلزلة متأخّرة عن الحاضرة‌ مطلقاً إن قلنا : وقتها العمر. وإن قلنا : وقتها حدوثها ، فتجب وإن سكنت ، كما قال بعض علمائنا(٢) ، وكالكسوف.

ه- : لو اتّفقت مع صلاة منذورة مؤقّتة ، بدأ بما يخشى فواته‌ ، ولو أمن فواتهما ، تخيّر فيهما.

و : الكسوف أولى من النافلة الموقّتة كصلاة الليل‌ وغيرها وإن خرج وقتها ، ثم يقضي ندباً.

ز : لو اجتمع الكسوف والعيد وصلاة الجنازة والاستسقاء ، قدّم من الفرائض ما يخشى فواته‌ أو التغيّر ، وإن تساويا ، تخيّر ، أمّا الاستسقاء فتؤخّر ، لأنّ المندوب لا يزاحم الواجب.

وقال الشافعي : تقدّم الجنازة ؛ لأنّها فرض ، وللخوف من التغيّر ، ثم الخسوف ، لتعلّقها بسبب يخاف فواته ، إلّا أن تتضيّق العيد فتقدّم ، لأنّ فواته متحقّق وفوات الخسوف غير متحقّق ، ثم الاستسقاء ، لأنّها تصلّى في أيّ وقت كان(٣) .

لا يقال : لا يمكن اجتماع العيد والكسوف ، لأنّ الشمس لا تنكسف في العادة إلّا في التاسع والعشرين من الشهر ، فلا يتصوّر كونه في الفطر ولا الأضحى.

____________________

(١) المهذب للشيرازي ١ : ١٣٠ ، المجموع ٥ : ٥٥ و ٥٦ ، فتح العزيز ٥ : ٨١ ، الاُم ١ : ٢٤٣.

(٢) قاله المحقق في شرائع الإِسلام ١ : ١٠٣.

(٣) الاُم ١ : ٢٤٣ ، مختصر المزني : ٣٢ ، المجموع ٥ : ٥٧.

١٩٢

لأنّا نقول : نمنع عدم الإِمكان ، والعادة لا تخرج نقيضها عن حدّ الإِمكان ، والله على كلّ شي‌ء قدير ، والفقهاء يفرضون الممكن وإن لم يقع عادةً ليبيّنوا الأحكام المنوطة به ، كما يفرضون مائة جدّة وما أشبه ذلك.

ثم هذا لا يرد علينا ، لأنّ هذه الصلاة لا تختص بكسوف الشمس ، بل هي واجبة لباقي الآيات الخارجة عن الضابط الزماني.

ح : لو خاف خروج وقت العيد ، قدّمت صلاته‌ ولم يخطب لها حتى يصلّي الخسوف ، فإذا صلّى الخسوف ، خطب للعيد خاصة عندنا - وعند الشافعي يخطب لهما(١) - وذكر ما يحتاج إلى ذكره لهما.

ط : لو اجتمع الخسوف والجمعة ، فإن اتّسع وقت الجمعة ، بدأ بالخسوف ، ويقصّر في قراءته ، فيقرأ السور القصار ، فإذا فرغ ، اشتغل بخطبة الجمعة خاصة.

وقال الشافعي : يخطب للخسوف والجمعة ، ثم يصلّي الجمعة(٢) .

ولو تضيّق الوقت ، بدأ بالخطبة للجمعة مخفّفةً ، ثم بالجمعة ثم بالخسوف.

ي : لو كان في الموقف حالة الكسوف ، قدّمت صلاته على الدعاء‌ ولا خطبة.

وقال الشافعي : يخطب راكباُ ويدعو(٣) .

وإن كسفت وهو في الموضع الذي يصلّى فيه الظهر ، قدّمت صلاته على الدفع إلى عرفة لئلّا تفوته.

يا : لو خسف القمر بعد الفجر من ليلة المزدلفة وهو بها ، صلّى صلاة الخسوف‌ وإن كان يؤدّي إلى ان يفوته الدفع منها إلى منى قبل طلوع الشمس.

____________________

(١) المجموع ٥ : ٥٧ ، فتح العزيز ٥ : ٨٢.

(٢) الاُم ١ : ٢٤٣ ، المجموع ٥ : ٥٧ ، حلية العلماء ٢ : ٢٦٩ ، فتح العزيز ٥ : ٨٢.

(٣) الاُم ١ : ٢٤٤ ، المجموع ٥ : ٥٧ - ٥٨.

١٩٣

ويستحب التخفيف ليدفع قبله.

يب : لو خسفت الشمس يوم الثامن بمكة ، وخاف إن اشتغل بصلاة الخسوف أن يفوته فعل الظهر بمنى ، قدّم صلاة الخسوف‌ ، لأنّها واجبة ، بخلاف فعل الظهر بمنى.

يج : لو اتّفق الكسوف مع نافلة ، قدّم الكسوف‌ ولو فاتت النافلة ، راتبةً كانت أو لم تكن عند علمائنا ، لأنّها واجبة.

ولقول الصادقعليه‌السلام ، وقد سئل عن صلاة الكسوف وصلاة الليل بأيّتهما نبدأ؟ : « صلّ صلاة الكسوف ، واقض صلاة الليل حين تصبح »(١) .

وقال أحمد : يقدّم أكدهما(٢) ، وهو بناء على أنّ صلاة الكسوف مندوبة ، وقد بيّنّا بطلانه.

مسألة ٤٩٥ : قال الشيخ : صلاة كسوف الشمس وخسوف القمر سواء(٣) .

وهو صحيح إن قصد المساواة في الهيئة ، أمّا في الإِطالة ففيه نظر ، لقول الباقرعليه‌السلام : « صلاة كسوف الشمس أطول من صلاة كسوف القمر ، وهما سواء في القراءة والركوع والسجود»(٤) .

مسألة ٤٩٦ : لو ضاق وقت الكسوف عن إدراك ركعة ، لم تجب ، بخلاف الزلزلة ، فإنّها سبب في الوجوب لا وقت له.

( ولو اتّسع لركعة وقصر عن أخفّ صلاة ، ففي الوجوب إشكال ينشأ : من قولهعليه‌السلام : ( مَنْ أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة )(٥) ومن‌

____________________

(١) التهذيب ٣ : ١٥٥ / ٣٣٢.

(٢) المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٨٠.

(٣) الخلاف ١ : ٦٨٢ مسألة ٤٥٧.

(٤) الكافي ٣ : ٤٦٣ - ٤٦٤ / ٢ ، التهذيب ٣ : ١٥٦ - ١٥٧ / ٣٣٥.

(٥) صحيح البخاري ١ : ١٥١ ، صحيح مسلم ١ : ٤٢٣ / ٦٠٧ ، سنن ابن ماجة ١ : =

١٩٤

استحالة فرض وقت لعبادة يقصر عنها عقلاً ، إلّا أن يكون القصد القضاء ، ولم يثبت القصد هنا.

فلو اشتغل أحد المكلَّفين بها في الابتداء وخرج الوقت وقد أكمل ركعة ، فعلى الأوّل يجب عليه الإِكمال ، وعلى الثاني لا يجب ، أمّا الآخر فلا يجب عليه القضاء على التقديرين )(١) .

إذا ثبت هذا ، فلو ضاق الوقت عن العدد ، لم يجز الاقتصار على الأقلّ.

ولو اتّسع للأكثر ، لم تجز الزيادة ، لأنّها فريضة معيّنة.

وللشافعي في كلٍّ من التقديرين وجهان(٢) .

مسألة ٤٩٧ : لا يجوز أن تصلّى هذه الصلاة على الراحلة اختيارا‌ً ولا مشياً إلّا مع الضرورة عند علمائنا - خلافاً للجمهور - لأنّها فريضة فلا تجوز على الراحلة ومشياً اختياراً ، كغيرها من الفرائض.

ولأنّ عبد الله بن سنان سأل الصادقعليه‌السلام : أيصلّي الرجل شيئاً من الفروض على الراحلة؟ فقال : « لا »(٣) .

أمّا مع الضرورة فتجوز ، دفعاً للمشقّة ، كغيرها من الفرائض.

وكتب علي بن فضل الواسطي إلى الرضاعليه‌السلام : إذا كسفت‌

____________________

= ٣٥٦ - ١١٢٣ ، سنن الدارمي ١ : ٢٧٧ ، سنن النسائي ١ : ٢٧٤ ، الموطأ ١ : ١٠ / ١٥ ، سنن الترمذي ٢ : ٤٠٣ / ٥٢٤.

(١) ورد بدل ما بين القوسين في نسخة « ش » هكذا : ولو اتّسع لركعة وقصر عن أخف صلاة لم يجب لاستحالة فرض وقت لعبادة يقصر عنها عقلاً إلّا أن يكون القصد القضاء ولم يثبت القصد هنا ، فلو اشتغل أحد المكلَّفين بها في الابتداء وخرج الوقت وقد أكمل ركعة يحتمل أن يجب عليه الإِكمال لأنه مكلَّف بالظن فصح ما فعل فيدخل تحت( وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ ) والأقوى أنّه لا يجب ، أمّا الآخر فلا يجب عليه القضاء على التقديرين.

(٢) المجموع ٥ : ٤٧ - ٤٨ ، فتح العزيز ٥ : ٧١.

(٣) التهذيب ٣ : ٣٠٨ / ٩٥٤.

١٩٥

الشمس والقمر وأنا راكب لا أقدر على النزول ، فكتبعليه‌السلام : « صلّ على مركبك الذي أنت عليه »(١) .

مسألة ٤٩٨ : هل تجب هذه الصلاة في كسف بعض الكواكب بعضاً ، أو في كسف أحد النيّرين بأحد الكواكب كما قال بعضهم : إنّه شاهد الزهرة في جرم الشمس كاسفة لها؟ إشكال ينشأ : من عدم التنصيص ، وخفائه ، إذ الحسّ لا يدلّ عليه ، وإنّما يستفاد من المنجّمين الذين لا يوثق بهم ، ومن كونه آية مخوفة ، فتشارك النيّرين في الحكم.

والأول أقوى.

* * *

____________________

(١) الكافي ٣ : ٤٦٥ / ٧ ، الفقيه ١ : ٣٤٦ / ٥٣١ ، التهذيب ٣ : ٢٩١ / ٨٧٨ ، قرب الإِسناد : ١٧٤.

١٩٦

١٩٧

الفصل الرابع : في صلاة النذر‌

مسألة ٤٩٩ : صلاة النذر واجبة بحسب ما نذره إجماعاً.

ولقوله تعالى( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ) (١) وقوله تعالى( أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) (٢) ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤولاً ) (٣) ولقوله تعالى( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ ) (٤) .

ويشترط فيه ما يشترط في الفرائض اليومية من الطهارة والاستقبال وغيرهما إجماعاً إلّا الوقت ، وتزيد الصفات التي عيّنها في نذره ، ولا يجب لو وقع في معصية ، لقبحه إلّا على وجه الزجر ، وسيأتي.

ولو عيّن الزمان ، تعيّن سواء كان فيه مزية كيوم الجمعة وغيره من الأوقات الشريفة ، أو لا ، لأنّ البقاء غير معلوم ، والتقدّم فعل للواجب قبل وجوبه ، فلا يقع مجزئاً ، كما لو صلّى الفرض قبل وقته ، فتعيّن.

ولو قيّده بوقت مكروه للنوافل ، فالأقرب الانعقاد ، لاختصاص الكراهة‌

____________________

(١) الإِنسان : ٧.

(٢) المائدة : ١.

(٣) الإِسراء : ٣٤.

(٤) النحل : ٩١.

١٩٨

بالنوافل ، وهذه بالنذر خرجت عن كونها نافلةً ، وصارت واجبةً ذات سبب.

مسألة ٥٠٠ : لو قيّد نذر الصلاة بزمان فأوقعها في غيره ، فقد بيّنّا عدم الإِجزاء.

ثم إن كان الفعل متقدّماً على الزمان ، وجب عليه الإِعادة عند حضور الزمان ، فإن أهمل وجب القضاء وكفّارة خلف النذر.

وإن تأخّر الفعل ، فإن كان لعذر أجزأ ولا كفّارة ، وإن كان لغير عذر ، فإن أوقعه بنيّة القضاء ، أجزأ وكفّر ، وإلّا وجب عليه الفعل ثانياً والكفّارة.

ولو نذر إيقاعه في زمان يتكرّر مثله كيوم الجمعة ، لم يجب في الجمعة الْاُولى إلّا مع النذر ، بل يجزئه فعلها في أيّ جمعة شاء ، فإن أوقعها في خميس مثلاً لم يجزئه ، ووجب إيقاعها في الجمعة الْاُخرى أداءً لا قضاءً.

مسألة ٥٠١ : لو قيّد نذر الصلاة بمكان ، فإن كان له مزيّة ، تعيّن‌ كالمسجد.

وإن لم يكن له مزيّة ، ففي وجوب القيد نظر ينشأ : من أنّه نذر طاعة في موضع مباحٍ فيجب ، ومن أنّ القيد لا مزيّة فيه فلا تجب ، كما لو نذر المشي ولم يعيّن مقصداً ، وهو الأقرب ، فيجوز إيقاعها حينئذٍ في أيّ موضع شاء.

أمّا لو كان له مزيّة ، فصلاّها في مكان مزيّته أعلى ، فالأقرب : الجواز ، إذ زيادة المزية بالنسبة إلى الآخر كذي المزية بالنسبة إلى غير ذي المزيّة.

ويحتمل العدم ، لأنّه نذر انعقد ، فلا يجوز غيره ، فإن قلنا بالجواز فلا بحث ، وإلّا وجب القضاء.

ولو قيّده بزمان ومكان ، فأوقعها في ذلك الزمان في غير ذلك المكان ممّا يساويه أو يزيد عليه في المزيّة ، أجزأ على إشكال ، وإلّا وجب القضاء في ذلك المكان بعينه ، والكفّارة ، لفوات الوقت.

مسألة ٥٠٢ : لو أطلق العدد ، أجزأه ركعتان إجماعاً.

وهل تجزئه الواحدة؟ لعلمائنا قولان : أحدهما : ذلك ، للتعبّد بمثلها‌

١٩٩

في الوتر. والآخر : المنع ، صرفاً للإِطلاق إلى المتعارف وهو الركعتان.

ولو صلّاها ثلاثاً أو أربعاً ، أجزأ إجماعاً ، وفي وجوب التشهّدين إشكال. ولو صلّاها خمساً فإشكال.

ولو قيّد نذره بعدد ، تعيّن إن تُعبِّدَ بمثله.

ثم إن أطلق ، احتمل وجوب التسليم عقيب كلِّ ركعتين ، ووجوبه عقيب أربع أو ما زاد على إشكال.

وإن لم يتعبّد بمثله ، كالخمس والست ، قال ابن إدريس : لا ينعقد(١) .

ويحتمل انعقاده ، لأنّها عبادة ، وعدم التعبّد بمثلها لا يخرجها عن كونها عبادةً.

مسألة ٥٠٣ : لو قيّد النذر بقراءة سورة معيّنة ، أو آيات مخصوصة ، أو تسبيح معلوم ، تعيّن‌ ، فيعيد مع المخالفة ، فإن كان مقيّدا بوقت وخرج ، أعاد وكفّر.

ولو نذر أن يقرأ آياتٍ معيّنةٍ عوض السورة ففي الإِجزاء نظر ينشأ : من أنّها واجبة ، فتجب السورة مع الحمد كغيرها من الفرائض ، ومن أنّ وجوبها على هذا الحدّ فلا يجب غيره ، فعلى الأول يحتمل عدم انعقاد النذر مطلقاً ، كما لو نذر صلاة بغير طهارة ، وانعقاده فتجب سورة كاملة.

ولو نذر آياتٍ من سورة معيّنة عوض السورة ، وقلنا بوجوب السورة في الأول ، وجب هنا عين تلك السورة ليدخل ما نذره ضمناً ، ويحتمل إجزاء غيرها ، لعدم انعقاد النذر في التبعيض.

مسألة ٥٠٤ : لو نذر النافلة في وقتها ، صارت واجبةً ، فلو نذر صلاة العيد المندوبة أو الاستسقاء في وقتهما ، لزم ، ولو نذرهما في غير وقتهما ،

____________________

(١) السرائر : ٣٥٧.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721