الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٥

الإصابة في تمييز الصحابة5%

الإصابة في تمييز الصحابة مؤلف:
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الناشر: دار الكتب العلميّة
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 721

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨
  • البداية
  • السابق
  • 721 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 351001 / تحميل: 4245
الحجم الحجم الحجم
الإصابة في تمييز الصحابة

الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٥

مؤلف:
الناشر: دار الكتب العلميّة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

من أهل الجاهلية ، وأول من توكّأ على عصا في الخطبة ، وأول من قال : أما بعد في [قول] ، وأول من كتب من فلان إلى فلان.

وفي رواية ابن الكلبيّ أن في آخر خطبته : لو على الأرض دين أفضل من دين قد أظلّكم زمانه ، وأدرككم أوانه ، فطوبى لمن أدركه فاتبعه ، وويل لمن خالفه ، وكانت العرب تعظّمه وضربت به شعراؤها الأمثال ، قال الأعشى في قصيدة له :

وأحلم من قسّ وأجرى من الّذي

بذي الغيل من خفّان أصبح حادرا

[الطويل]

وقال الحطيئة :

وأقول من قسّ وأمضى كما مضى

من الرّمح إن مسّ النّفوس نكالها (١)

[الطويل]

وقال لبيد :

وأخلف قسّا ليتني ولعلّني

وأعيا على لقمان حكم التّدبّر (٢)

٤٢١

[الطويل]

وأشار بذلك إلى قول قس بن ساعدة :

وما قد تولّى فهو قد فات ذاهبا

فهل ينفعني ليتني ولعلّني

[الطويل]

وقال المرزبانيّ ، ذكر كثير من أهل العلم أنه عاش ستمائة سنة ، وكان خطيبا حكيما عاقلا له نباهة وفضل ، وأنشد المرزبانيّ لقسّ بن ساعدة :

يا ناعي الموت والأموات في جدث

عليهم من بقايا بزّهم فرق

دعهم فإنّ لهم يوما يصاح بهم

كما ينبّه من نوماته الصّعق

[البسيط]

وقد أفرد بعض الرواة طريق حديث قس ، وفيه شعره ، وخطبته ، وهو في «المطوّلات»

__________________

(١) البيت للحطيئة كما في ديوانه ص ٢٢٨ وبعده

وأدم كأرآم الظّباء وهبتها

مراسيل مشدود عليها رحالها

وقس بن ساعدة كان من أخطب الناس ، والنكال : العذاب.

(٢) البيت للبيد بن ربيعة كما في ديوانه ص ٧١ ، ويروى : وأخلف قسا : قس بن ساعدة الإيادي ، لقمان : صاحب النسور.

٤٢٢

للطبراني وغيرها ، وطرقه كلها ضعيفة ، فمنها ما أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زيادات الزّهد ، من طريق خلف بن أعين ، قال : لما قدم وفد بكر بن وائل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لهم : «ما فعل قسّ بن ساعدة الإياديّ»؟ قالوا : مات يا رسول الله قال : كأني انظر إليه في سوق عكاظ على جمل أحمر الحديث.

وذكر الجاحظ في كتاب البيان والتبيين قسّا وقومه ، وقال : إن له ولقومه فضيلة ليست لأحد من العرب ، لأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم روى كلامه وموقفه على جمله بعكاظ وموعظته ، وعجب من حسن كلامه ، وأظهر تصويبه ، وهذا شرف تعجز عنه الأماني ، وتنقطع دونه الآمال ، وإنما وفق الله ذلك لقس ، لاحتجاجه للتوحيد ، ولإظهاره الإخلاص ، وإيمانه بالبعث ، ومن ثمّ كان قسّ خطيب العرب قاطبة.

ومنها ما أخرجه ابن شاهين ، من طريق ابن أبي عيينة المهلبي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : لما قدم أبو ذرّ على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال له : يا أبا ذر ، «ما فعل قسّ بن ساعدة»؟ قال : مات يا رسول الله قال : «رحم الله قسّا ، كأنّي انظر إليه على جمل أورق ، تكلّم بكلام له حلاوة لا أحفظه» ، فقال أبو بكر : أنا أحفظه. قال : «اذكره» ، فذكره ، وفيه الشعر ، وفيه : فقال رجل من القوم : رأيت من قس عجبا ، كنت على جبل بالشام يقال له سمعان في ظل شجرة إلى جنبها عين ماء ، فإذا سباع كثيرة وردت الماء لتشرب ، فكلما زأر منها سبع على صاحبه ضربه قسّ بعصا ، وقال : كفّ حتى يشرب الّذي سبق ، قال : فتداخلني لذلك رعب ، فقال لي : لا تخف ، ليس عليك بأس.

القاف بعدها الطّاء

٧٣٥٦ ـ قطبة بن جزي (١).

فرق أبو عمر بينه وبين قطبة بن قتادة ، وهو واحد ، ويكنى أبا الحويصلة. وقد تقدّم في الأول. والراويّ المذكور في الموضعين واحد ، وهو مقاتل بن معدان ، وقد بينت وهم ابن أبي حاتم فيه هناك.

القاف بعدها العين

٧٣٥٧ ـ القعقاع بن عبد الله : بن أبي حدرد الأسلمي.

ذكره ابن عبد البرّ ، وقال : روى حديثين. أحدهما «تمعددوا واخشوشنوا». والثاني : مرّ بقوم ينتضلون ، فقال : «ارموا ، فإنّ أباكم كان راميا».

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٣٠٧) ، الاستيعاب ت (٢١٣٩).

٤٢٣

قال أبو عمر. للقعقاع صحبة. ولأبيه صحبة ، وقد ضعّف بعضهم صحبة القعقاع بأن حديثه إنما يأتي من رواية عبد الله بن سعيد المقبري ، وهو ضعيف.

قلت : الحديث الأول أخرجه ابن أبي شيبة وغيره من طريق عبد الله بن سعيد ، عن أبيه ، عن القعقاع بن أبي حدرد ، وهو صحابي كما تقدم في القسم الأول : وأما القعقاع بن عبد الله فهو ابن أخيه لا صحبة له ، وأما الحديث الثاني فإنما جاء من رواية القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه كما تقدم في ترجمة عبد الله بن حدرد في حرف العين

وقد نبّه على وهم أبي عمر فيه ابن فتحون ، ونقل عن خليفة أنه قال : عبد الله والقعقاع ابنا أبي حدرد ، ولهما صحبة ، قال البخاريّ : القعقاع بن أبي حدرد له صحبة ، وحديثه عن عبد الله بن سعيد لا يصحّ ، وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه ، وقالا : من قال فيه القعقاع بن عبد الله فقد وهم.

وقال ابن فتحون : لو كان القعقاع بن عبد الله له صحبة لكان ينبغي أبي عمر أن يقول : له ولأبيه وجده صحبة ، لأن أبا حدرد صحابي.

قلت : وهو كما قال ، والعمدة في أن لا صحبة له أنّ رواية المقبري إنما هي عنه عن أبيه ، فالصحبة لأبيه. والله أعلم.

٧٣٥٨ ـ القعقاع : غير منسوب (١).

استدركه أبو موسى ، وقال : له ذكر في وقعة حنين وتعقّب [٥٩٤] بأنه القعقاع بن معبد بن زرارة التميمي ، كما مضى في الأول

القاف بعدها النّون

٧٣٥٩ ـ قنفذ التميمي (٢).

ذكره أبو موسى وقال : استدركه يحيى بن عبد الوهاب بن مندة على جده ، وهو خطأ ، فإنه أخرج من طريق الحارث بن أبي أسامة ، عن الواقدي ، عن الوليد بن كثير ، عن سعيد بن أبي هند ، حدثني قنفذ التميمي ، قال : رأيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلي بين القبر والمنبر ، فقلت له ، فقال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة (٣)».

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٣١٧).

(٢) في أسد الغابة : التيمي.

(٣) أخرجه البخاري ٣ / ٢٩ ، وأحمد ٣ / ٦٤ ، وابن أبي عاصم ٢ / ٣٣٩ وأبو نعيم في الحلية ٩ / ٣٢٤ ،

٤٢٤

والّذي في مسند الحارث : حدّثني قنفذ التميمي ، قال : رأيت ابن الزّبير. إلى آخره ، وهو مستقيم ، وصحابيّ الحديث ابن الزبير بخلاف ما يقتضيه سياق يحيى ، فإنّ ظاهره أنّ قنفذا رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنه سأله فقال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهذا خطأ مكشوف.

القاف بعدها الياء

٧٣٦٠ ـ قيس بن تميم الطائي الكيلاني : الأشج ، من نمط أشجّ العرب ، ومن نمط رتن الهندي.

قرأت في تاريخ اليمن للجندي أنه حدّث سنة سبع عشرة وخمسمائة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعن علي بن أبي طالب ، فسمع منه أبو الخير الطالقانيّ ، ومحمود بن صالح الطرازي ، ومحمود بن عبيد الله بن صاعد المروزي ، كلّهم عنه ، قال : خرجت من بلدي وكنّا أربعمائة وخمسين رجلا ، فضللنا الطريق ، فلقيا رجل ، فصال علينا ثلاث صولات ، فقتل منّا في كل مرّة أزيد من مائة رجل فبقي منّا ثلاثة وثمانون رجلا فاستأمنوه فأمنهم فإذا هو علي بن أبي طالب ، فأتى بنا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقسم غنائم بدر ، فوهبني لعلي ، فلزمته ثم استأذنته في الذهاب إلى أهلي ، فأذن لي فتوجّهت ، ثم رجعت إليه بعد قتل عثمان ، فلزمت خدمته ، فكنت صاحب ركابه فرمحتني بغلة فسال الدم على رأسي فمسح على رأسي ، وهو يقول : مدّ الله يا أشج في عمرك مدّا. قال : فرجعت بعده إلى بلدي ، فاشتغلت بالعبادة إلى أن ملك ألب أرسلان ، فسمع بي ، فأرسل إليّ فرأيت عليّا في النوم وهو ينهاني ، فهربت إلى المدينة ، ثم إلى طبرستان ، ثم رجعت إلى كيلان ، ثم ساق أكثر من أربعين حديثا زعم أنه سمعها من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٧٣٦١ ز ـ قيس بن الحارث.

تابعي أرسل حديثا ، ذكره البغويّ في الصحابة ، وهما ، فأخرج من طريق صالح بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن قيس بن الحارث ـ أنه أخبره أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «رحم الله حارس الحرس».

وقال أبو علي بن السّكن : قيس بن الحارث التميمي رجل روى عنه عمر بن عبد العزيز ، يقال له صحبة. وليس بمشهور ، ثم قال : لم تثبت صحبته ، قال : وهذا الحديث

__________________

والطبراني في الكبير ١٢ / ٢٩٤ وابن أبي شيبة ١١ / ٤٣٩ ، والبغوي في التفسير ٣ / ١٤٩ ، والبيهقي ٥ / ٢٤٦ ، والطحاوي في المشكل ٤ / ٦٨ ، ٦٩ ، ٧٠.

٤٢٥

روى عن عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن عقبة بن عامر ، ولا يصح.

قلت : مداره على صالح بن محمد ، وهو أبو واقد المدني ، أحد الضعفاء.

٧٣٦٢ ـ قيس بن الحارث التميمي (١).

فرق ابن فتحون بينه وبين قيس بن الحارث بن يزيد التميمي ، وهما واحد. وقد ساق نسبه ابن سعد ، ولم يسقه ابن إسحاق فظنه ابن فتحون اثنين.

٧٣٦٣ ز ـ قيس بن الخطيم : الأنصاري.

ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ في الصّحابة ، وهو وهم ، فقد ذكر أهل المغازي أنه قدم مكة فدعاه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الإسلام وتلا عليه القرآن ، فقال : إني لأسمع كلاما عجبا ، فدعني انظر في أمري هذه السنة ، ثم أعود إليك ، فمات قبل الحول ، وهذا هو الشّاعر المشهور ، وهو من الأوس ، وله وقعة بعاث التي كانت بين الأوس والخزرج قبل الهجرة (٢) أشعار كثيرة.

٧٣٦٤ ـ قيس بن رافع (٣).

تابعي أرسل شيئا فذكره عبدان المروزي في الصحابة ، وهما. وقد ذكرته في القسم الثاني.

٧٣٦٥ ز ـ قيس (٤): بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس العبسيّ الفارس المشهور الّذي كان على يده حرب داحس والغبراء بين بني عبس وبني فزارة في الجاهلية.

ذكر الحسن بن عرفة في كتاب «الخيل» له أنه عاش إلى خلافة عمر ، فسألوه عن الخيل ، فقال : وجدنا أصبرنا في الحرب الكميت. وكأنه سقط من الخبر لفظ ابن ، وكان فيه أنّ عمر سأل ابن قيس ، فقد ذكر أهل المغازي أنّ وفد بني عبس كان فيهم ابن قيس بن زهير. وسيأتي في حرف الميم في القسم الثالث ذكر حفيده مساور بن هند بن قيس بن زهير. والمعروف أن قيس بن زهير مات قبل البعثة.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٣٣٤).

(٢) في أ : قبل الهجرة بقليل.

(٣) أسد الغابة ت (٤٣٤٥) ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٠ ـ الجرح والتعديل ص ٧ / ٩٦ ـ تهذيب التهذيب ص ٨ / ١١ ـ تقريب التهذيب ص ٢ / ١٢٨ ـ تهذيب الكمال ص ٢ / ١١٣٣ ـ خلاصة تهذيب الكمال ص ٢ / ٣٥٦ ـ التحفة اللطيفة ص ٣ / ٤١٩ ـ التاريخ الكبير ص ٧ / ١٤٩ ، ١٥٢.

(٤) في أ : خذيمة.

الإصابة/ج٥/م٢٧

٤٢٦

قال أبو الفرج الأصبهاني : وذكر ابن دريد في أماليه ، عن أبي حاتم ، عن الأصمعي ، قال : جاور قيس بن زهير النمر بن قاسط ليقيم فيهم ، فأكرموه وآووه ، فقال : إني رجل غريب حريب ، فانظروا لي امرأة قد أدّبها الغنى وأذلها الفقر ، ولها حسب وجمال ، أتزوّجها ، فزوّجوه امرأة على هذا الشرط ، فأقام معها حتى ولدت له ، وقال لهم أول ما أقام عندهم : إني لا أقيم عندكم حتى أعلمكم أخلاقي ، إني فخور غيور آنف ، ولكن لا أغار حتى أرى ، ولا أفخر حتى أبدأ ، ولا آنف حتى أظلم ، ثم ذكر وصيته لهم عند ما فارقهم.

وقال المرزبانيّ : كان شريفا شاعرا حازما ذا رأي ، وكانت عبس تصدر عن رأيه في حروبها ، وهو صاحب داحس فرس راهن عليها حذيفة بن بدر على فرسه الغبراء فسبقه قيس ، فتنازعا إلى أن آل أمرهما إلى القتال والحرب ، فقتل حذيفة بن بدر في الحرب ، فرثاه قيس ، وكان أبوه زهير أبا عشرة وعم عشرة وأخا عشرة وخال عشرة ، ورأس غطفان كلها في الجاهلية ، ولم يجمع على أحد قبله ، وكان والده قيس أحمر أعسر أيسر بكر بكرين ، وهو القائل :

قتلت بإخوتي سادات قومي

وهم كانوا الأمان على الزّمان

فإن أك قد شفيت بذاك قلبي

فلم أقطع بهم إلّا بناني

[الوافر]

٧٣٦٦ ـ قيس بن زيد (١).

تابعي صغير ، أرسل حديثا ، فذكر جماعة منهم الحارث بن أبي أسامة في الصحابة ، وذكره ابن أبي حاتم وغيره في التابعين تبعا للبخاريّ ، وقال : قال أبوه مجهول ، وذكره أبو الفتح الأزديّ في «الضعفاء» ، قال الحارث : حدثنا عفان ، حدثنا حماد ، عن أبي عمران الجوني ، عن قيس بن زيد أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طلّق حفصة ، فدخل عليها خالها قدامة وعثمان ابنا مظعون فبكت الحديث. وفيه : قال لي جبريل : راجع حفصة (٢) ، فإنّها صوّامة ، قوّامة ، وإنّها زوجتك في الجنّة».

وأخرجه [٥٩٥] ابن أبي خيثمة في ترجمة حفصة من هذا الوجه ، وكذلك الحاكم في «المستدرك» ، وفي سياق المتن وهم آخر ، لأن عثمان بن مظعون مات قبل أن يتزوج النبيّ

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٣٤٩) ، الاستيعاب ت (٢١٥٦).

(٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٢ / ٥٠ والحاكم في المستدرك ٤ / ١٥ ، وذكره المتقي الهندي في الكنز (٣٤٣٨٠) ١٢ / ١٣٨.

٤٢٧

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حفصة ، لأنه مات قبل أحد بلا خلاف ، وزوج حفصة قبل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مات بأحد ، فتزوجها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد أحد بلا خلاف وقال أبو حاتم أيضا : قيس بن زيد هو الّذي روى عن شريح القاضي ، يريد ما رواه صدقة بن موسى ، عن أبي عمران الجوني ، عن قيس بن زيد ، عن قاضي المصريين ، وهو شريح ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٧٣٦٧ ـ قيس بن سعد : بن ثابت الأنصاري (١).

ذكره المستغفريّ في الصحابة ، وأورد من طريق عيسى بن حماد ، عن الليث ، عن عقيل ، عن الزهري ، عن ثعلبة بن أبي مالك ، عن قيس بن سعد بن ثابت الأنصاري ، وكان صاحب لواء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ أنه أراد الحج فرجّل أحد شقي رأسه ، فقام غلام له فقلّد هديه ، فنظر قيس فإذا هديه قد قلد فلم يرجّل شقه الأيمن.

قال أبو موسى في «الذيل» : أظن هذا قيس بن سعد بن عبادة.

قلت : أخرجه الإسماعيلي في مستخرجه من هذا الوجه ، قال : حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا عيسى بن حماد ، وهو عند البخاري عن ابن أبي مريم ، عن الليث ، عن عقيل ، لكن قال : إن قيس بن سعد الأنصاري ، وكان صاحب لواء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أراد الحجّ فرجّل. وكذا وقع في معجم الطبراني لم يسمّ جده. وأخرجه أبو داود في مسند مالك من روايته عن الأزهري ، فقال قيسا ، ولم يسم أباه.

وأورده الإسماعيليّ من طريق يونس عن الزهري ، فقال قيس بن سعد بن عبادة وأخرجه الحميدي في مسند قيس بن سعد بن عبادة ، وتبعه من صنّف في الأطراف ، وكذا في رجال البخاري ، ويؤيده ما أخرجه البغوي في معجمه من طريق يونس بن يزيد ، عن الزهري ، قال : كان قيس بن سعد بن عبادة حامل راية الأنصار مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ويحتمل أن يكون كان في السند ، عن قيس بن سعد بن أبي ثابت ، فتصحّفت «أبي» فصارت «ابن» ، فإن سعد بن عبادة يكنى أبا ثابت.

٧٣٦٨ ـ قيس بن شمّاس (٢): الأنصاري ، والد ثابت.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٣٥٣).

(٢) أسد الغابة ت (٤٣٥٩) ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢١ ـ تقريب التهذيب ص ٢ / ١٢٩ ـ تهذيب التهذيب ص ٨ / ٣٩٨ ـ تهذيب الكمال ص ٢ / ١١٣٦.

٤٢٨

أورده عليّ بن سعيد العسكريّ في الصحابة ، وروى من طريق ابن عطاء بن أبي مسلم ، عن أبيه ، عن ثابت بن قيس بن شمّاس ، عن أبيه ، قال : أتيت المسجد والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الصلاة ، فلما سلّم التفت إليّ وأنا أصلي الحديث. وفيه : فقلت (١) : ركعتا الفجر خرجت من منزلي ولم أكن صلّيتهما ، ولم يقل في ذلك شيئا. وكذلك أخرجه بقي بن مخلد في مسندة من هذا الوجه.

قال أبو موسى : رواه ابن جريج ، عن عطاء عن قيس بن سهل. انتهى.

وساق حديث قيس بن سهل غير هذا السباق ، وقد مضى في ترجمته ، وبيان الاختلاف في اسم أبيه والغلط في هذا من رواية الجراح بن منهال راويه ، عن ابن عطاء ، فإنه هالك ، وقيس بن شماس مات في الجاهلية ، فلعله كان في السند : عن ابن ثابت بن قيس بن شماس ، عن أبيه ، فسقط لفظ ابن.

وثابت بن قيس بن شمّاس صحابي معروف ، وقد مضى في موضعه ، وجاء عن قيس بن شمّاس حديث آخر يوهم صحبته ، أخرجه أبو داود من طريق فرج بن فضالة ، عن عبد الخير بن ثابت بن قيس بن شمّاس ، عن أبيه ، عن جدّه ، وهذا النسب سقط منه واحد ، فاقتضى صحبة قيس ، وليس كذلك ، فإن عبد الخير هو قيس بن ثابت بن قيس ، فسقط قيس الأول ، والحديث لثابت.

٧٣٦٩ ـ قيس بن شيبة.

استدركه الذّهبيّ في «التجريد» ، وعزاه ليعقوب بن شيبة ، وهو في ذلك تابع لابن الأمين ، فإنه ذكره كذلك في ذيل الاستيعاب ، وسمى جده عامرا ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف في اسم أبيه ، وإنما هو نشبة ـ بضم النون وسكون المعجمة بعدها موحدة. وقد مضى في الأول على الصواب.

٧٣٧٠ ـ قيس بن صعصعة (٢).

قال أبو عمر : لا أعرف نسبه ، وحديثه عن ابن لهيعة ، عن حبّان بن واسع ، عن أبيه ، عنه. قال : قلت : يا رسول الله ، في كم أقرأ القرآن؟ الحديث.

وهذا هو قيس بن أبي صعصعة الأنصاري ، وقد قال أبو عليّ بن السّكن : قيس بن أبي

__________________

(١) في أ : فقال.

(٢) أسد الغابة ت (٤٣٦١) ، الاستيعاب ت (٢١٦٢) ، الثقات ٣ / ٣٤٢ ـ تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢١ ـ الاستبصار ٨٣.

٤٢٩

صعصعة ، وقيل قيس بن صعصعة. ثم ساق الحديث من طريق ابن أبي مريم ، عن ابن لهيعة وترجم ابن عبد البر لقيس بن صعصعة ترجمة أخرى ، لكن لم يذكر فيها هذا الحديث ، وقد ذكره في ترجمة قيس بن أبي صعصعة بن مندة ، وجزم ابن الأثير بأنهما واحد ، وهو كما قال.

٧٣٧١ ـ قيس بن طلق : (١) بن علي الحنفي اليماني.

تابعي مشهور ، أورده عبدان المروزي ، والمستغفري ، وأبو بكر بن أبي علي في أصحابه.

قال عبدان : حدثنا أبو الأشعث العجليّ ، عن ملازم بن عمرو ، عن عبد الله بن بدر ، عن لقيس بن طلق ، قال لدغت طلق بن علي عقرب عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرقاه ومسحه ، وهذا إنما سمعه قيس بن طلق من أبيه وكذلك أخرجه ابن حبان ، والحاكم ، وأخرج المستغفريّ من طريق محمد بن جحادة ، عن محمد بن قيس ، عن أبيه ، قال : قدمت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يبني المسجد ، فقال : بإيماني أخلط الطين.

قال أبو موسى : والمحفوظ في هذا عن محمد بن جحادة ، عن قيس بن طلق ، عن أبيه ، ليس فيه محمد.

وأخرج أبو بكر بن أبي عليّ ، من طريق أبي بكر بن أبي شيبة ، عن ملازم بن عمرو ، عن عجيبة بن عبد الحميد ، عن عمه قيس بن طلق ، قال : كنا عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجاء وفد عبد القيس فذكر الحديث في الأشربة.

وهذا سقط منه قوله عن أبيه ، كذلك هو عند ابن أبي شيبة في «مسندة» و «مصنّفه» ، وكذلك رواه الجواليقيّ ، وعبيد بن غنّام ، وغيرهما ، عن أبي بكر. وكون قيس تابعيا أشهر من أن يخفى على أحد من أهل الحديث.

٧٣٧٢ ز ـ قيس بن عباد (٢).

ذكره ابن قانع ، وأخرج من طريق بديل بن ميسرة ، عن عبد الله بن شقيق ، عنه ، قال :

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٣٦٧) ، الطبقات الكبرى ٥ / ٥٥٢ ، ٥٥٦ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢١ ـ الجرح والتعديل ص ٧ / ١٠٠ ـ تهذيب التهذيب ص ٨ / ٣٩٨ ـ تهذيب الكمال ص ٢ / ١١٣٦ ـ خلاصة تهذيب الكمال ص ٢ / ٣٥٧ ـ الطبقات ٢٨٩ ـ شذرات الذهب ص ١ / ٣٣ ـ الكاشف ص ٢ / ٤٠٥ ـ التاريخ الكبير ص ٧ / ١٥١.

(٢) أسد الغابة ت (٤٣٧٢).

٤٣٠

قيل للنّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن فلانا شهيد قال : «هو في النّار في عباءة غلّها».

وهذا سقط منه الصحابي ، وقيس بن عباد تابعي مشهور. وقيل إنه مخضرم كما تقدم في القسم الثالث.

٧٣٧٣ ز ـ قيس بن عبد الله (١).

أورده يحيى بن يونس الشيرازي في الصّحابة ، وأورده من طريق ابن هبيرة عنه في صلاة العصر يوم الخندق. وتعقّبه المستغفريّ [٥٩٦] بأنّ الحديث مرسل. وقيس تابعي ، وهو كما قال.

٧٣٧٤ ز ـ قيس بن عدي : بن سعيد بن سهم السهمي

ذكره ابن الجوزيّ في الصحابة ، وتعقّبه مغلطاي فيما قرأت بخطه بأنه مات في الجاهلية ، وهو كما قال.

وقد تقدم ذكر حفيده بن الحارث بن قيس بن عدي في القسم الأول.

٧٣٧٥ ز ـ قيس : أبو الأقلح بن عصمة بن مالك بن أمية بن ضبيعة ، من حلفاء الأوس.

شهد بدرا ، ذكره أبو موسى في الذيل ، وتعقبه ابن الأثير بأن جده عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح مات في الجاهلية ، وكذا ولده ثابت والّذي صحب وشهد بدرا هو عاصم ، وقوله : من حلفاء الأوس غلط ، بل هو من أنفسهم ، فضبيعة هو ابن زيد بن مالك بطن من الأوس معروف ، قال : ولم ينقل أبو موسى هذا عن واحد.

قلت : بل ذكره المستغفريّ من مغازي ابن إسحاق ، فإما أن يكون ثابت وعاصم سقطا من الناسخ ، أو حدّث به بعض الرواة من حفظه فوهم.

٧٣٧٦ ـ قيس بن مخلد : بن ثعلبة بن مازن بن النجار (٢).

فرّق أبو موسى بينه وبين قيس بن مخلد بن ثعلبة بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن ، وهو واحد ، وإنما سقط في النسب ما بين ثعلبة وثعلبة. وقد تقدم على الصواب في الأول ، وأنه بدري.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٣٧٥) ، الطبقات الكبرى ص ١ / ٢٤٦ ـ تجريد أسماء الصحابة ص ٢ / ٢٢ ـ العقد الثمين ص ٧ / ٨٠ ـ التاريخ الكبير ص ٧ / ١٤٨.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٠٢).

٤٣١

٧٣٧٧ ز ـ قيس بن (١)هنام.

ذكره العسكريّ في الصحابة ، وقال غيره : هو تابعي أرسل حديثا وذكر ابن أبي حاتم قيس بن عبد الله بن الحارث بن قيس ، قال : أسلم جدي قيس بن هنام من رواية مغيرة بن مقسم ، عن قيس بن عبد الله. وقيل في اسمه همام ، بميمين ، وقيل هيان بتحتانية ، وقيل هبار ، وقيل وهبان.

وحديثه عند النسائي في الأشربة من روايته عن ابن عباس ، ويحتمل أن يكون هذا غير الّذي ذكره العسكري.

٧٣٧٨ ز ـ قيس ، أبو إسرائيل : ذكره أبو عمر فصحّفه. والصواب قشير.

٧٣٧٩ ز ـ قيس ، جد أبي هبيرة (٢).

قال أبو موسى : سماه بعضهم قيسا. والصواب عن جده شيبان ، وحديثه في الأذان قبل الفجر ، وفي ذكر السّحور. وقد تقدم في الأول في حرف الشين على الصواب.

٧٣٨٠ ـ قيس الجعديّ.

أفرده الذّهبيّ في «التجريد» بالذكر ، وعزاه لمسند بقي بن مخلد ، وهذا هو النابغة الجعديّ ، وقد ذكر في قيس بن عبد الله بن عدس.

٧٣٨١ ـ قيس ، أبو جبيرة (٣): هو ابن الضحاك. تقدم وهم من أفرده.

٧٣٨٢ ـ قيس والد عطية الكلابي التابعي.

نبهت على وهم ابن قانع فيه في قيس بن كلاب في الأول ، ووقع في النسائي في حديث طخفة بن قيس في النوم على الوجه لما أورد الاختلاف فيه على الأوزاعي وغيره ، ففي بعض طرقه : رواه قيس بن إسماعيل عن الأوزاعي ، عن يحيى ، عن محمد بن إبراهيم ، حدثني عطية بن قيس [عن أبيه قال المزي في الأطراف ، كذا قال فالصواب عن قيس بن طخفة] (٤).

٧٣٨٣ ز ـ قيصر : قال النّووي في «مختصر المبهمات» : هو أبو إسرائيل. وكأنه تصحّف في النسخة ، والّذي في أصله من مبهمات الخطيب قشير ، بالشين المعجمة مصغّرا.

٧٣٨٤ ز ـ القيسي (٥): استدركه أبو موسى في الأسماء ، فوهم ، وحقّه أن يذكر في

__________________

(١) في أ : همام.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤١٠).

(٣) أسد الغابة ت (٤٣٣٠) ، الاستيعاب ت (٢١٨٣).

(٤) سقط في ط.

(٥) أسد الغابة ت (٤٤١٦).

٤٣٢

المبهمات فيمن ذكر بنسبه ولم يسمّ ، وسيأتي ، وحديثه في النسائي.

٧٣٨٥ ـ قين الأشجعي (١).

تابعي من أصحاب عبد الله بن مسعود ، جرت بينه وبين أبي هريرة قصة ، فذكره ابن مندة في الصحابة ، وأخرج من طريق يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أنّ قينا الأشجعي قال فكيف نصنع بالمهراس (٢).

وهذا الحديث معروف من رواية محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا قام أحدكم من النّوم فليفرغ (٣) على يديه الماء قبل أن يدخلها في الإناء»

فقال له قين الأشجعي : فإذا جئنا مهراسكم هذا فكيف نصنع؟.

وروى الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة الحديث المرفوع ، قال الأعمش : فذكرته لإبراهيم ، فقال : قال أصحاب عبد الله بن مسعود : فكيف يصنع أبو هريرة بالمهراس؟.

٧٣٨٦ ز ـ قين : غير منسوب.

ذكره ابن قانع فوهم : وإنما هو أبو القين ، كما سيأتي على الصواب في الكنى.

وذكره ابن الأمين في «ذيل الاستيعاب» وآخره عنده راء لا نون ، ونسبه لابن قانع ، وبالنون هو ، ورأيته في حاشية الاستيعاب منسوبا إلى أبي الوليد الوقشي مضبوطا بقاف ومثناة فوقانية مشددة وآخره راء ، والأول المعتمد الصواب والله أعلم (٤).

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤١٩).

(٢) المهراس : حجر مستطيل منقور يتوضأ منه ويدق فيه. اللسان ٥ / ٤٦٥٢.

(٣) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ١ / ٤٧.

(٤) ثبت في أ.

تمّ الجزء الثالث من كتاب الإصابة في تمييز الصحابة تهذيب الشيخ الإمام العلّامة الحافظ الكبير شيخ الإسلام ، خاتمة الحفّاظ ، قاضي القضاة. شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد ابن علي بن محمود بن أحمد بل الكناني العسقلاني المصري الشافعيّ الشهير بابن حجر ، تغمّده الله بالرحمة والرضوان ، وأسكنه فسيح الجنان على يد كاتبه العبد الفقير إلى الله تعالى محمد المدعو ب بلح ابن خضر بن خضير الأزهري ، ألهمه الله رشده وأنجح قصده ، في يوم السبت المبارك عشرين شهر رمضان المعظم ، قدره من شهور سنة تسعة وأربعين وألف من الهجرة النبويّة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ، والحمد لله وحده.

٤٣٣

حرف الكاف

القسم الأول

الكاف بعدها الباء

٧٣٨٧ ـ كبّاثة (١): بموحدة خفيفة وبعد الألف مثلثة ، ابن أوس بن قيظيّ الأنصاري الحارثي ، أخو عرابة.

ضبطه الدّار الدّارقطنيّ (٢) ، وذكره ابن شاهين في الصحابة ، وقال : شهد أحدا ، وذكره ابن أبي حاتم مع من اسمه كنانة بنونين ، قال : ويقال له صحبة.

٧٣٨٨ ـ كبير : بموحدة ، الأزدي. أبو أمية ، والد جنادة.

له ذكر في ترجمة ولده جنادة ، وضبطه الدار الدّارقطنيّ بالموحدة ، وسيأتي في الكنى.

٧٣٨٩ ـ كبيس : بموحدة ومهملة مصغرا ، ابن هوذة السدوسي (٣).

أخرج ابن شاهين وابن مندة من طريق سيف بن عمر ، عن عبد الله بن شبرمة ، عن إياد بن لقيط ، عن كبيس بن هوذة أحد بني الحارث بن سدوس أنه أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبايعه وكتب له كتابا.

قال ابن مندة : غريب من حديث ابن شبرمة ، لم (٤) يثبته إلا من هذا الوجه ، وجدته في نسخة من معجم ابن شاهين قديمة بنون بدل الموحدة.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٢١) ، الاستيعاب ت (٢٢٤٩). تبصير المنتبه ٣ / ١١٩٧.

(٢) في أ : ضبطه الدار الدّارقطنيّ وتبعه الأمين.

(٣) أسد الغابة ت (٤٤٢٢) ، الاستيعاب ت (٢٢٥٠).

(٤) في أ : يكتبه.

٤٣٤

الكاف بعدها الثاء

٧٣٩٠ ـ كثير : بمثلثة ، ابن زياد بن شاس بن ربيعة بن رباح بن عوف بن هلال بن شمخ بن فزارة الفزاري (١).

ذكره ابن الكلبيّ ، فقال : صحب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وشهد القادسية ، وكذا ذكره الطّبريّ ، واستدركه ابن فتحون.

٧٣٩١ ـ كثير بن السائب : القرظي (٢).

ذكره ابن شاهين ، وابن مندة ، وأبو نعيم في الصحابة ، وأخرجوا من طرق منها : عن حجاج بن منهال ، عن حماد بن سلمة ، عن أبي جعفر الخطميّ ، عن عمارة بن خزيمة ، عن كثير بن السائب ، قال : عرضنا يوم قريظة ، فمن كان محتلما أو نبتت (له عانة) (٣) قتل ، ومن لا ترك.

وهذا سند حسن ، ووقع عند ابن مندة يوم حنين ، وخطأه أبو نعيم ، وهو كما قال.

وقد أخرج النّسائيّ الحديث من طريق أسد بن موسى ، عن حماد ، فزاد في السند بعد كثير بن السائب حدثني أبناء قريظة أنهم عرضوا ، فإن كان أسد حفظه لم يدل على صحبة كثير ، لكن حجاج أحفظ من أسد. ويحتمل أن يكون أيضا ممن [٥٩٧] عرض ، ولكنه حفظ الحديث عن قومه لصغره ، وجرى ابن أبي حاتم على هذا ، فقال كثير بن السائب روى عن أبناء قريظة ، روى عنه عمارة.

وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» كثير بن السائب ، قال : روى عن محمود بن لبيد ، روى عنه عمارة بن خزيمة ، وعروة بن الزبير (٤). والله أعلم.

٧٣٩٢ ـ كثير بن سعد : الجذامي (٥) ، ثم العبديّ. من بني عبد الله بن غطفان.

أورده عبدان المروزي في الصحابة ، وأخرج من طريق الربيع بن موسى ، سمعت جدي الحكم بن محرز بن رفيد يحدث عن أبيه عن جده عباد بن عمرو بن شيبان ، عن كثير بن سعد العبديّ من غطفان جذام ـ أنه قدم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأقطعه

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٢٦).

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٢٧).

(٣) في أ : فمن كان محتلما ونبتت عانته قتل.

(٤) في أ : روى عنه هشام بن خزيمة بن عروة والله أعلم.

(٥) أسد الغابة ت (٤٤٢٨).

٤٣٥

عميق من كورة بيت جبرين ، قال عبدان : هذا إسناده مجهول ، واستدركه أبو موسى.

٧٣٩٣ ـ كثير بن شهاب : بن الحصين (١) بن يزيد بن قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب ، (٢) أبو عبد الرحمن المازني ، نزيل الكوفة ، [ويقال : إنه الّذي قتل الجالينوس يوم القادسية] (٣).

قال ابن عساكر : يقال إن له صحبة. وقال ابن سعد : قتل جده الحصين في الردة ، فقتل ابنه شهاب قاتل أبيه ، وساد كثير بن شهاب مذحج ، وروى عن عمر ، قال ابن عبد البرّ : في صحبته نظر. وقال ابن الكلبيّ : كان كثير بن شهاب موصوفا بالبخل الشديد ، وقد رأس حتى كان (٤) سيّد مذحج بالكوفة ، وولى لمعاوية الري وغيرها.

وقال المرزبانيّ في ترجمة عبد الله بن الحجاج بن محصن : كان شاعرا فاتكا ممن شرب ، فضربه كثير بن شهاب وهو على الري في الخمر ، فجاء ليلا فضربه على وجهه ضربة أثّرت فيه ، وذلك بالكوفة وهرب ، فطلبه عبد الملك بن مروان فقال في ذلك شعرا ، وأمّنه عبد الملك بعد ذلك.

وقال العجليّ : كوفي (تابعي) (٥) ثقة. وقال البخاريّ : سمع عمر ، لم يزد وقال ابن أبي حاتم ، عن أبيه : تابعي. وقال أبو زرعة : كان ممن فتح قزوين (٦) وأخرج ابن عساكر من طريق جرير ، عن حمزة الزيات ، قال : كتب عمررضي‌الله‌عنه إلى كثير بن شهاب. مر من قبلك فليأكلوا الخبز الفطير بالجبن ، فإنه أبقى في البطن (٧).

قلت : ومما يقوّي أن له صحبة ما تقدم أنهم ما كانوا يؤمرون إلا الصحابة وكتاب عمررضي‌الله‌عنه إليه بهذا يدلّ على أنه كان أميرا.

وروينا في «الجعديات» للبغوي ، عن علي بن الجعد ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق : سمعت قرظة بن أرطاة يحدث عن كثير بن شهاب ، سألت عمررضي‌الله‌عنه عن الجبن ،

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٢٩) ، الاستيعاب ت (٢٢٠٠).

(٢) في أ : الحارثي نزل الكوفة.

(٣) سقط في أ.

(٤) في أ : حين.

(٥) سقط في أ.

(٦) قزوين : بالفتح ثم السكون وكسر الواو وياء مثناة من تحت ساكنة ، نون : مدينة مشهورة. انظر : مراصد الاطلاع ٣ / ١٠٨٩.

(٧) في أ : أقوى.

٤٣٦

فقال : إن الجبن يصنع من اللبن واللّبإ ، فكلوا واذكروا اسم الله ، ولا يغرنكم أعداؤه (١).

٧٣٩٤ ز ـ كثير بن شهاب : آخر.

ذكره ابن مندة ، وخلطه ابن الأثير بالذي قبله ، وليس بجيد ، لأن ابن مندة أخرج من طريق أحمد بن عمار بن خالد ، عن عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدثنا أبي فيما أروى؟ عن الأعمش ، عن عثمان بن قيس ، عن أبيه ، عن عدي بن حاتم ، عن كثير بن شهاب في الرجل الّذي لطم الرجل ، فقالوا : يا رسول الله ، يكون علينا ولاة لا نسألك عن طاعة من أصلح واتقى ، بل عن غيره. قال : اسمعوا وأطيعوا.

قال أبو نعيم : لم يحفظه أحمد بن عمار ، ثم ساقه من طريق الحسن بن سفيان ، عن إبراهيم أبي بكر بن أبي شيبة ، عن عمر بن حفص بن غياث ، عن أبيه ، عن عثمان بن قيس ، عن عدي بن حاتم ، قال : قلنا : يا رسول الله فذكره ، فلم يذكر فيه الأعمش ولا كثير بن شهاب [ثم ساقه الطبراني ، عن علي بن عبد العزيز ، وأبي زرعة الدمشقيّ ، كلاهما عن عمر بن حفص كذلك ، فهؤلاء ثلاثة خالفوا أحمد بن عمار فلم يذكروا في السند الأعمش ولا كثير بن شهاب ، فهو على الاحتمال ، وهو غير المازني ، لأنّ المازني مختلف في صحبته ، هذا إن كان الراويّ حفظه ـ صحابي جزما والله أعلم] (٢).

٧٣٩٥ ـ كثير بن عبد الله (٣).

ذكره البخاريّ هكذا ، قال أبو موسى في الذيل : ولم يسق له خبرا.

قلت : أخشى أن يكون هو شيخ عقبة بن مسلم الآتي قريبا.

٧٣٩٦ ـ كثير بن عمرو السّلمي (٤).

ذكره أبو العبّاس السّراج في «تاريخه» ، فأورد من طريق محمد بن الحسن ، عن أبي (٥) إسحاق أنه ذكره فيمن شهد بدرا. قال ابن عبد البر : لم أره في غير هذه (٦) الرواية ، ولم يذكره ابن هشام : ويحتمل أن يكون هو ثقف بن عمرو الماضي في المثلثة ، وأحد الاسمين لقب. انتهى.

وعلى هذا فهو بفتح السين المهملة.

__________________

(١) في أ : أعداء الله.

(٢) سقط في أ.

(٣) أسد الغابة ت (٤٤٣٢).

(٤) أسد الغابة ت (٤٤٣٣) ، الاستيعاب ت (٢٢٠٣).

(٥) في أ : ابن.

(٦) في أ : عهد.

٤٣٧

٧٣٩٧ ـ كثير : خال البراء بن عازب (١).

قال البراء : كان اسم خالي قليلا ، فسماه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كثيرا ، وقال له : «يا كثير ، إنّما نسكنا بعد الصلاة».

أخرجه ابن مندة من طريق جابر الجعفي ، عن الشعبي ، عن البراء. والمحفوظ أن خال البراء هو أبو بردة بن نيار ، والمشهور أن اسمه هانئ ، وسيأتي.

٧٣٩٨ ز ـ كثير (٢): غير منسوب.

قال البخاريّ : كان من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . روى عنه عقبة بن مسلم التّجيبي وقال ابن السّكن : رجل من الصحابة لم أقف له على نسب ، معدود في المصريين روى عنه حديث واحد ، ويقال إنه من الأنصار.

وقال أبو عمر : هو أزدي. وقال ابن يونس : له صحبة.

وأخرج الحسن بن سفيان ، والبغويّ ، وابن قانع (٣) ، وابن مندة ، عن طريق ابن وهب : سمعت حيوة بن شريح ، سألت عقبة بن مسلم عن الوضوء مما مسّت النار ، فقال إن كثير ـ وكان من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يقول : كنّا عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوضع له طعام فأكلنا ، ثم أقيمت الصلاة فقمنا فصلينا ولم نتوضأ ، رجاله ثقات.

وذكر ابن يونس أنه معلول ، كأنه أشار إلى الاختلاف (٤) فيه على عقبة بن مسلم ، فإنه روى عنه من غير وجه عن عبد الله بن الحارث بن جزء ـ بدل كثير.

وقال ابن الرّبيع الجيزيّ في الصحابة المصريين كثير لهم عنه حديث واحد إن كان صحيحا ، وهو حديث حيوة عن عقبة بن مسلم فذكره ، قال ، والمشهور فيه عقبة بن مسلم عن عبد الله بن الحارث.

٧٣٩٩ ز ـ كثير : غير منسوب ، آخر.

قال ابن مندة : روى عنه حديث منكر من رواية حسن بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه ، قال : قلت لكثير ، وكان من الصحابة ، هكذا أورده مختصرا ، ولم يعرفه أبو نعيم بأكثر من هذا.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٢٥) ، الاستيعاب ت (٢١٩٩).

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٣٧).

(٣) في أ : ابن قانع وابن السكن.

(٤) في أ : إلى الإخلاص.

٤٣٨

الكاف بعدها الدال

٧٤٠٠ ـ كدن (١): بفتح أوله وثانيه وبنون ، كذا رأيته بخط السلفي ، ويقال بضم أوله وسكون ثانيه وآخره راء ، كذا رأيته بخط المنذري والأول أولى ـ ابن عبد ، ويقال عبيد بن [٥٩٨] كلثوم العكّي (٢).

ذكره ابن قانع ، والطّبرانيّ ، والدّولابيّ ، وغيرهم في الصحابة ، وأخرجوا من طريق أمية ولفاف ابني الفضل بن أبي كريم ، عن أبيهما ، عن جدهما أبي كريم بن لفاف بن كدن عن أبيه لفاف عن أبيه (٣) كدن بن عبد ، قال : أتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من اليمن فبايعته وأسلمت.

٧٤٠١ ـ كدير (٤): بالتصغير ، الضبي ، يقال هو ابن قتادة.

روى حديثه زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن كدير الضبي ـ أنه أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأتاه أعرابيّ فقال : يا رسول الله ، ألا تحدثني (٥) عما يقرّبني من الجنة ويباعدني من النار؟ قال : «تقول العدل وتعطي الفضل ...» الحديث.

أخرجه أحمد بن منيع في «مسندة» ، والبغويّ في «معجمه» ، وابن قانع عنه ورجاله رجال الصحيح إلى ابن (٦) إسحاق ، لكن قال أبو داود في سؤالاته لأحمد : قلت لأحمد : كدير له صحبة؟ قال : لا. قلت : زهير يقول (٧) أنه أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٨)؟ فقال أحمد : إنما سمع زهير من أبي (٩) إسحاق بأخرة. انتهى.

ورواه الطّيالسيّ في مسندة عن شعبة ، عن أبي إسحاق : سمعت كديرا الضبي منذ

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٣٨) ، الاستيعاب ت (٢٢٥١) ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٨.

(٢) في أسد الغابة والاستيعاب : العتكيّ.

(٣) سقط في أ.

(٤) أسد الغابة ت (٤٤٣٩) ، الاستيعاب ت (٢٢٥٢) ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٨ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٧٤ ، التلقيح / ٣٨٤ ، الطبقات ١٢٩ ، التاريخ الكبير ٤ / ١٣ ، المغني ٣ / ٤١٠ ، الكامل ٦ / ٢٠٩٩ ، الميزان ٣ / ٤١٠ ، جامع التحصيل ٣١٨ ، الضعفاء الصغير ٣٠٨ ، ديوان الضعفاء ٥٠٢ ، ٣٤٧٩ ، مقدمة مسند بقي بن مخلد ٦٢٠.

(٥) في أ : لعمل.

(٦) في أ : ابن.

(٧) في أ : أمه.

(٨) في أ : قال.

(٩) في أ : ابن.

٤٣٩

خمسين سنة قال : أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعرابي فذكر الحديث.

وكذا رواه ابن خزيمة ، من طريق الأعمش ، عن أبي إسحاق ، وتابعه فطر بن خليفة ، والثوري ، ومعمر ، وغيرهم من أصحاب أبي إسحاق ، قال ابن خزيمة : لست أدري سماع أبي إسحاق بن كدير.

قلت : قد صرّح به شعبة عن أبي إسحاق. وأخرجه ابن شاهين من طريق سعيد بن عامر الضبي (١) ، عن شعبة ، قال : سمعت [أبا] (٢) إسحاق منذ أربعين سنة قال : سمعت كديرا الضبي منذ ثلاثين سنة.

وقال البخاريّ في «الضعفاء» : كدير الضبي روى عنه أبو إسحاق ، وروى عنه سماك بن سلمة ، وضعفه لما رواه مغيرة بن مقسم عن سماك بن سلمة ، قال : دخلت على كدير الضبي أعوده فوجدته يصلّي وهو يقول : اللهمّ صلّ على النبي والوصيّ. فقلت ، والله لا أعودك أبدا. قال ابن أبي حاتم : سألت عنه أبي فقال : يحوّل من كتاب الضعفاء. وحكى عن أبيه في المراسيل أنه لا صحبة له.

الكاف بعدها الراء

٧٤٠٢ ز ـ كرام الجزار : صاحب الزّقاق المعروف بالمدينة.

نزل بنو كعب بن عمرو لما هاجروا إلى جانب زقاقة ، ذكره عمر بن شبة.

٧٤٠٣ ـ كرامة بن ثابت الأنصاري (٣).

ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد صفّين مع علي من الصحابة. وأخرجه أبو عمر.

٧٤٠٤ ـ كردم بن أبي السّائب : الأنصاري (٤).

قال البخاريّ وابن السّكن : له صحبة ، وقال ابن حبّان : يقال له صحبة ، ثم أعاده في التّابعين ، فقال : يروي المراسيل. وقال أبو عمر : كردم بن أبي السنابل الأنصاري (٥) ويقال الثّقفيّ ، يقال له صحبة. سكن المدينة. ومخرج حديثه عن أهل الكوفة. وقد تعقّبه ابن

__________________

(١) في أ : الضبعي.

(٢) سقط في أ.

(٣) أسد الغابة ت (٤٤٤٠) ، الاستيعاب ت (٢٢٥٣).

(٤) أسد الغابة ت (٤٤٤٢) ، الاستيعاب ت (٢٢٠٨) ، الثقات ٥ / ٣٤١ ـ التاريخ الكبير ٧ / ٢٣٧ ـ دائرة المعارف للأعلمي ٢٤ / ٢٦٥.

(٥) في أسد الغابة : ابن أبي السنابل ، وقيل ابن أبي السائب الأنصاري.

٤٤٠

فتحون بأنه صحفه ، وأن كل من ألف في الصحابة قالوا فيه ابن أبي السائب ، قال : ولا أعلم لقوله : ويقال الثقفي ـ سلفا.

وحديثه عند البغوي ، وابن السّكن وغيرهما وأشار إليه البخاري ، وهو عند العقيلي في ترجمة الحارث والد عبد الرحمن ، من طريق عبد الرحمن بن إسحاق ، عن أبيه ، عن كردم بن أبي السائب الأنصاري ، قال : خرجت مع أبي إلى المدينة ، وذلك أول ما ذكر ، قال : فآوانا المبيت إلى صاحب غنم ، فلما انتصف الليل جاء ذئب فأخذ حملا من الغنم فوثب الراعي ، فقال : يا عامر الوادي ، جارك ، فنادى مناد يا سرحان ، أرسله ، فإذا الحمل يشتد حتى دخل الغنم ولم تصبه كدمة ، فأنزل اللهعزوجل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً ) [الجنّ : ٦].

وأخرجه ابن مردويه في التفسير من هذا الوجه ، وأحسن (١) وله شاهدا من حديث معاوية بن قرّة ، عن أبيه.

وأخرج عقبة ، من طريق الشعبي ، عن ابن عباس ، قال : كانوا في الجاهلية إذا مرّوا بالوادي قالوا : نعوذ بعزيز هذا الوادي [....] عن ابن عباس ما يخالفه.

ومن حديث معاوية بن قرّة عن أبيه. ذهبت لأسلم حين بعث الله محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شاهدا لحديث كردم ، وفي آخره : فحدثت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له الشيطان.

٧٤٠٥ ـ كردم بن سفيان : بن أبان بن يسار (٢) بن مالك بن حطيط بن جشم الثقفي.

تقدم ذكره في ترجمة طارق بن المرقع وقال البخاري ، وابن السكن ، وابن حبان : له صحبة.

وأخرج أحمد من طريق ميمونة بنت كردم ، عن أبيها ـ أنه سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن نذر نذره في الجاهلية ، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ألوثن أو لنصب» قال : لا ، ولكن لله. قال : «أوف بنذرك».

وأخرجه ابن أبي شيبة من هذا الوجه ، فقال ـ عن ميمونة : إنّ أباها لقي رسول الله

__________________

(١) في أ : وأحسن وله.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٤١) ، الاستيعاب ت (٢٢٠٧) ، الثقات ٣ / ٣٥٥ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٨ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٧١ ـ العقد الثمين ٧ / ٩٣ ، الطبقات ٥٤ ، ٢٨٥ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢٣٧ ، بقي بن مخلد ٤١٩ ، ذيل الكاشف ١٢٨٧.

٤٤١

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهي رديفة له ، فقال : إني نذرت فذكر الحديث.

وأخرجه أحمد والبغويّ مطوّلا ، ولفظه. قال إني كنت نذرت في الجاهلية أن أذبح على بوانة عدة من الغنم ، فذكر القصة ، وزاد : قال كردم قال لي طارق : من يعطيني رمحا بثوابه فذكر الحديث بتمامه.

وسأذكره في ترجمة ميمونة بنت كردم.

٧٤٠٦ ـ كردم بن قيس : بن أبي السائب بن عمران بن ثعلبة الخشنيّ (١).

ذكره أبو عليّ بن السّكن ، وفرّق بينه وبين كردم بن سفيان الثقفي ، وكذا فرّق بينهما أبو حاتم الرازيّ ، والطبراني ، وأخرجوا من طريق جعفر بن عمرو بن أمية الضّمري ، عن إبراهيم بن عمرو : سمعت كردم بن قيس يقول : خرجت أنا وابن عم لي يقال له أبو ثعلبة في يوم حارّ وعليّ حذاء ولا حذاء عليه ، فقال : أعطني نعليك ، فقلت : لا ، إلا أنّ تزوّجني ابنتك فقال : أعطني ، فقد زوّجتكها. فلما انصرفنا بعث إليّ بنعلي ، وقال : لا زوجة لك عندنا ، فذكرت ذلك للنّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : دعها ، فلا خير لك فيها فقلت : نذرت لأنحرن ذودا (٢) بمكان كذا وكذا فقال : أهل فيه عيد (٣) من أعياد الجاهلية أو قطيعة رحم ، أو ما لا يملك؟ فقلت : لا فقال (٤) : ف بنذرك ، ثم قال : لا نذر في قطيعة رحم ولا فيما لا يملك. الحديث.

وسند هذا الحديث ضعيف ، لأنه من رواية إسماعيل بن عياش ، عن عبد العزيز بن عبيد الله. قال ابن مندة : أراهما واحدا ، يعني ابن سفيان وابن قيس ، لأن حديثهما بلفظ واحد ، كذا قال والمغايرة أوضح ، لأن القصة هنا مع طارق ، وفي ذلك مع أبي ثعلبة ، وهذا في طلب رمح ، وذاك في طلب نعل ، وهذا علّق على ابنة لم توجد إذا وجدت ، وذاك وعده بابنة موجودة.

وأنكر ابن الأثير على ابن مندة (٥) نسبه خشنيّا مع تجويزه أنه الثقفي ، قال (٦) فكيف يجتمعان؟ وهو متجه ، قال : ولو جعلهما ثقفيين لكان متّجها على تقدير اتحاد القصتين.

والصواب المغايرة نسبة وقصة ، وقد قوّى ابن السكن المغايرة لاختلاف النسبين ،

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٤٣) ، الاستيعاب ت (٢٢٠٩).

(٢) الذّود : القطيع من الإبل بين الثلاث إلى العشر. المعجم الوسيط ١ / ٣١٧.

(٣) في أ : من.

(٤) في أ : لا يقال فقال.

(٥) في أ : في كونه لسنه.

(٦) في أ : قلت.

الإصابة/ج٥/م٢٨

٤٤٢

والسببين ، (ولكن استبعاد) (١)اجتماع الثقفي والخشنيّ غير مستبعد ، لاحتمال أن يكون أحدهما بالإضافة (٢)والآخر بالحلف.

٧٤٠٧ ز ـ كردمة : قال البغوي : له صحبة.

٧٤٠٨ ـ كردوس (٣): غير منسوب.

ذكره الحسن بن سفيان ، وعبدان (٤) المروزي ، وابن شاهين ، وعلي بن سعيد وغيرهم في الصحابة ، وأخرجوا من طريق مروان بن سالم ، عن ابن كردوس ، عن أبيه ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من أحيا ليلتي العيد وليلة النّصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب (٥)».

ومروان هذا متروك متهم بالكذب.

٧٤٠٩ ـ كرز بن جابر : بن حسل بن الأجبّ (٦) بن حبيب بن عمرو بن شيبان (٧) بن محارب بن فهر القرشي الفهري (٨).

كان من رؤساء المشركين قبل أن يسلم ، وأغار على سرح المدينة مرة ، فخرج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في طلبه حتى بلغ سفوان ، وفاته كرز. وهذه هي غزوة بدر الأولى ، ثم أسلم.

وأخرج الطّبرانيّ من طريق موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن سلمة بن الأكوع ، قال : لما عدا العرنيون على غلام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وطردوا الإبل بعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في آثارهم خيلا من المسلمين أميرهم كرز بن جابر الفهري الحديث. وموسى ضعيف ، ولكن تابعه يزيد بن رومان.

قال الواقديّ : حدثنا خارجة بن عبد الله ، عن يزيد بن رومان. قال : قدم نفر من عرينة

__________________

(١) في أ : لو استعاد.

(٢) في أ : بالأصالة.

(٣) أسد الغابة ت (٤٤٤٦).

(٤) في أ : عبد بن.

(٥) أورده ابن الجوزي في العلل المتناهية ٢ / ٧٢ ، والحسيني في إتحاف السادة المتقين ٣ / ٤١٠.

(٦) في أ : الأجت.

(٧) في أ : سفيان.

(٨) أسد الغابة ت (٤٤٤٩) ، الاستيعاب ت (٢٢١١).

٤٤٣

ثمانية فأسلموا فاستوبئوا المدينة الحديث.

وفيه : حتى إذا صحّوا وسمنوا عدوا على اللقاح فاستاقوها ، فأدركهم يسار مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقاتلهم فقطعوا يده ورجله وغرزوا الشّوك في لسانه وعينيه ، فمات ، فبلغ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فبعث في آثارهم عشرين فارسا ، واستعمل عليهم كرز بن جابر فغدوا فإذا بامرأة تحمل كتف بعير ، فقالت : مررت بقوم قد نحروا بعيرا فأعطوني هذا ، وهم بتلك المفازة فساروا ، فوجدوهم فأسروهم الحديث.

وذكره موسى بن عقبة في المغازي ، عن ابن شهاب ، وأبو الأسود عن عروة ، ومحمد بن إسحاق وغيرهم فيمن استشهد يوم الفتح مع من كان مع خالد بن الوليد هو وحبيش بن خالد.

قال ابن إسحاق : شذّا عن العسكري وسلكا طريقا أخرى فقتلا : وكذا وقع عند البخاري من رواية هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : وأمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة ، فقتل من خيل خالد بن الوليد يومئذ رجلان ، وهما حبيش بن الأشعر الخزاعي ، وكرز بن جابر الفهري.

٧٤١٠ ز ـ كرز بن حبيش : في كرز بن علقمة.

٧٤١١ ـ كرز بن زهدم (١)الأنصاري.

ذكره الحافظ رشيد الدّين بن العطّار في «حاشية المبهمات» للخطيب فيما قرأت بخطه ، وقال : هو الّذي كان يصلّي بقومه ، ويقرأ قل هو الله أحد الحديث. وفيه قوله : إنها صفة الرحمن ، فأنا أحب أن أقرأ بها.

وذكر أنه نقل ذلك من صفة التصوف لابن طاهر ، ذكره عن عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن مندة ، عن أبيه.

وقرأت بخط شيخنا الشيخ سراج الدين البلقيني أن اسم هذا كلثوم بن زهدم ، وقال : ووهم من قال إنه كلثوم بن الهدم الّذي ولده (٢) بكسر الهاء وسكون الدال بعدها ميم ، فإنه مات قديما قبل هذه القصة ، فكأنه اعتمد على ما كتبه الرشيد العطار.

٧٤١٢ ـ كرز بن علقمة : بن هلال بن جريبة (٣) ، بجيم وراء ومثناة تحتية وموحدة

__________________

(١) في أ : زغدم.

(٢) في أ : والده.

(٣) أسد الغابة ت (٤٤٥٠) ، الاستيعاب ت (٢٢١٢) ، الثقات ٣ / ٣٥٥ ، الطبقات الكبرى ١ / ٣٥٧ ، تجريد

٤٤٤

(مصغرا ، ابن) (١) عبد نهم بن حليل بن حبشية بن سلول الخزاعي.

ويقال : كرز بن حبيش ، حكاه ابن السكن تبعا للبخاريّ ، وقال : له صحبة.

قال ابن السّكن : أسلم يوم الفتح ، وعمّر طويلا ، وعمي في آخر عمره ، وكان ممّن جدّد أنصاب الحرم في زمن معاوية.

وقال البغويّ : حدثني عمي عن أبي عبيدة ، قال : كرز بن علقمة خزاعيّ من بني عبد نهم ، هو الّذي قفا أثر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأبي بكر حين دخلا الغار ، وهو الّذي أعاد معالم الحرم في زمن معاوية ، فهي إلى اليوم.

وذكر ابن الكلبيّ هذه القصة ، فقال : عمي على الناس بعض أعلام الحرم ، وكتب مروان إلى معاوية بذلك ، فكتب إليه إن كان كرز حيّا فسله أن يقيمك على معالم الحرم ، ففعل ، قال : وهو الّذي وضع للناس معالم الحرم في زمن معاوية ، وهي هذه المنار التي بمكة إلى اليوم.

وقال البغويّ : سكن المدينة وقال ابن شاهين : كان ينزل عسقلان (٢) وذكر أبو سعد في شرف المصطفى أن المشركين كانوا استأجروه لما خرج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) مهاجرا ، فقفى أثره حتى انتهى إلى غار ثور ، فرأى نسج العنكبوت على باب الغار فقال : إلى هاهنا انتهى أثره ، ثم لا أدري أخذ يمينا أو شمالا أو صعد الجبل ، وهو الّذي قال حين نظر إلى أثر قدم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هذا القدم من تلك القدم التي في المقام.

وقال الأوزاعيّ عن عبد الواحد بن قيس ، عن عروة بن الزبير ، قال حدثنا كرز بن علقمة الخزاعي ، قال : أتى أعرابيّ إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، هل للإسلام من منتهى؟ قال : «نعم ، فمن أراد الله به خيرا من عرب أو عجم أدخله عليه ، ثمّ تقع فتن كالظّلل يضرب بعضكم رقاب بعض ، فأفضل النّاس يومئذ معتزل في شعب من الشّعاب يعبد ربّه ، ويدع النّاس من شرّه».

__________________

أسماء الصحابة ٢ / ٢٩ ، الأنساب ٣ / ٢٦١ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٧٠ ، المصباح المضيء ٢ / ٢٣٩ ، ٢٤٠ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٢ ، العقد الثمين ٧ / ٩٥ ، الطبقات [١٠٧] ، التحفة اللطيفة ٣ / ٤٣٢ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢٣٨ ، تعجيل المنفعة ٣٥١ ، الإكمال ٣ / ١٨٠ ، ٢٨٦ ، الأعلمي ٢٤ / ٢٦٧ ، ذيل الكاشف ١٢٨٩.

(١) في أ : مصغران إن.

(٢) في أ : عسفان.

(٣) في أ : سلم إلى المدينة مهاجرا.

٤٤٥

أخرجه أحمد ، وأخرجه عاليا عن سفيان ، عن الزهري ، عن عروة ، وصححه ابن حبّان من هذا الوجه. وفي رواية لأحمد من هذا الوجه.

[كرز بن حبيش. وأخرجه الحاكم من هذا الوجه (١)] من طريق سفيان ، وأخرج ابن عدي من طريق الأوزاعي بهذا الإسناد حديثا غريب المتن.

٧٤١٣ ز ـ كرز : ويقال كوز ، بن علقمة البكري النجراني.

وكان في وفد نجران ، ذكره ابن إسحاق في المنازي ، قال : حدثني بريدة بن سفيان ، عن ابن السلماني ، عن كرز بن علقمة ، قال : قدم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفد نصارى نجران ، سبعون راكبا ، منهم أربعة وعشرون رجلا من أشرافهم ومتولّي أمرهم ، منهم ثلاثة نفر ، العاقب أميرهم وذو رأيهم : واسمه عبد المسيح ، والسيد ثمالهم وصاحب رحلهم ومجتمعهم واسمه الأيهم ، وأبو حارثة بن علقمة أحد بني بكر بن وائل صاحب مدارسهم (٢) وكان أبو حارثة قد شرف فيهم ، وكانت ملوك الروم قد شرفوه وموّلوه وبنوا له الكنائس لما بلغهم من علمه واجتهاده في دينهم ، فلما وجهوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من نجران جلس أبو حارثة على بغلة له وإلى جنبه أخ له يقال له كرز بن علقمة يسايره إذ عثرت بغلة أبي حارثة ، فقال كرز : تعس الأبعد ـ يريد محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال له أبو حارثة : بل أنت تعست! فقال له : ولم يا أخي؟ قال : إنه والله النبي الّذي كنا ننتظر (٣). فقال له كرز : فما يمنعك وأنت تعلم هذا أن تتبعه؟ قال : ما صنع بنا هؤلاء القوم ، شرّفونا ومولونا وأكرمونا ، وقد أبوا إلا مفارقته ، فلو تبعته لانتزعوا منّا كلّ ما ترى ، فأصرّ عليها أخوه كرز بن علقمة حتى أسلم بعد ذلك. هكذا وقع عند ابن إسحاق كرز بالراء ، أوردها ابن مندة في ترجمة كرز بن علقمة الخزاعي (٤) وخالفه الخطيب ، وابن ماكولا (٥) ، لأن صاحب القصة بكري من بني بكر بن وائل كما في سياق ابن إسحاق ، وصوّبا أنه (٦) كوز ، بواو بدل الراء ، وقد وقع في طبقات ابن سعد كرز بالراء كما عند ابن إسحاق ، فذكر عن علي بن محمد القرشي وهو النوفلي ، قال : كتب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) المدارس : صاحب دراسة كتبهم ، والمدارس البيت الّذي يدرسون فيه. اللسان ٢ / ١٣٦٠.

(٣) في أ : ننتظره.

(٤) في أ : خالف.

(٥) في الإكمال ، والتبصير : واختلف في كوز بن علقمة ، ففي رواية ابن إسحاق هكذا ، والأكثر بالراء بدل الواو.

(٦) في أ : بأنه.

٤٤٦

وسلم إلى أهل نجران ، فخرج إليه وفدهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم نصارى ، فيهم العاقب رجل من كندة ، وأبو الحارث بن علقمة بن ربيعة وأخوه كرز ، والسيد ، وأوس ابنا الحارث. فذكر القصة ، وفيها فتقدمهم كرز أخو أبي الحارث بن علقمة وهو يقول :

إليك تعدو قلقا وضينها (١)

معترضا في بطنها جنينها

مخالفا دين النّصارى دينها

[الرجز] فقدم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم قدم الوفد بعده ، وخلط ابن الأثير تبعا لغيره الخزاعي والنجراني ، والصواب التفرقة. والله أعلم.

٧٤١٤ ـ كرز التميمي (٢):

ذكره أبو حاتم الرّازي والبغويّ ومطيّن في الصحابة ، وأخرج ابن شاهين ، وابن مندة ، من طريق يحيى بن معين : حدثنا ابن مهدي ، عن نافع عن (٣) ابن عمر. حدثني رجل من ولد بديل بن ورقاء ، عن بنت كرز التميمي ، عن أبيها ، قال : رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو فوق هذا الجبل قائما عند الصخرة يصلّي بأصحابه ، وخلفه صفّان قد (سدّا) (٤) ما بين الجبلين ، زاد مطيّن يوم الحديبيّة.

وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني من هذا الوجه.

وقال العجليّ في «الثقات» : كرز التميمي تابعي ثقة ، وكأنه (٥) غير الّذي روى عن عليّ وحديثه في مسند علي للنسائي ، وهو آخر ، لكن وقع في رواية النسائي التيمي ، بميم واحدة.

وذكره ابن أبي حاتم مختصرا ، فقال : كرز ، قال : رأيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم روى عبد الله بن بديل عن بنت كرز ، عن أبيها.

٧٤١٥ ـ كركرة : (٦)، مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كان نوبيّا أهداه له هوذة بن علي الحنفي اليمامي فأعتقه.

__________________

(١) الوضين : بطان عريض منسوج من سيور أو شعر. اللسان ٦ / ٤٨٦٢.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٤٨) ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٩ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٣٤ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٣٢ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢ / ٣٧٠.

(٣) سقط في أ.

(٤) في أ : سدوا.

(٥) في أ : عنى.

(٦) أسد الغابة ت (٤٤٥٣).

٤٤٧

ذكر ذلك أبو سعيد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى». وقال ابن مندة : له صحبة ، ولا تعرف له رواية وقال الواقديّ : كان يمسك دابة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند القتال يوم خيبر ، وقال البلاذريّ : يقال إنه مات على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو مملوك.

وأخرج البخاريّ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : كان على ثقل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجل يقال له كركرة فمات ، فذكر الحديث في الترهيب من الغلول.

وحكى البخاري الخلاف في كافة هل هي بالفتح أو الكسر ، ونقل ابن قرقول أنه يقال بفتح الكافين وبكسرهما ، ومقتضاه أن فيه أربع لغات ، وقال النّوويّ : إنما الخلاف في الكاف الأولى ، وأما الثانية فمكسورة جزما.

٧٤١٦ ـ كريب بن أبرهة (١): يأتي في القسم الثالث.

٧٤١٧ ـ كريز بن سامة (٢): قال أبو نعيم (٣) بالتصغير أكثر ، وقال أبو نعيم هو من بني عامر بن لؤيّ.

قال ابن السّكن : له صحبة ، وأخرج من طريق الرحال بن المنذر العامري ، حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن كريز بن سامة ، وكان قد وفد إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّ النابغة الجعديّ قال :

أتينا رسول الله إذ قام بالهدى

[الطويل]

الأبيات.

فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا يفضض الله فاك». قال : فأتت عليه عشرون ومائة سنة كلما سقطت له سنّ نبتت له أخرى.

وأخرج أبو نعيم من هذا الوجه حديث أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عقد راية

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٥٤) ، الاستيعاب ت (٢٢٥٤) ، الثقات ٣ / ٣٥٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٩ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٦٨ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٣٣ ، خلاصة تذهيب ٢ / ١٧٠ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٤٣٣ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢٣١.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٥٦) ، الاستيعاب ت (٢٢٥٥) ، الإكمال ٧ / ١٦٧.

(٣) في أ : عمر.

٤٤٨

حمراء لبني سليم ، ومن هذا الوجه قيل للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم العن بني عامر ، فقال : «إنّي لم أبعث لعانا». قال : «اللهمّ اهد بني عامر».

والرحال ـ بمهملتين ـ لا يعرف حاله ولا حال أبيه ولا جده.

وحكى ابن الأثير أنه وقع عند ابن مندة (كثير بن سلمة) (١).

قلت : والّذي وقفت عليه فيه ابن سامة إلا ما ذكر أبو عمر أنه أسامة بزيادة ألف.

٧٤١٨ ـ كريم بن الحارث [بن عمرو] (٢) السهمي (٣).

ذكره ابن مندة : وقال : ذكره البخاريّ في الصحابة ، وأورد له البغويّ وابن قانع الحديث الّذي رواه حفيده يحيى بن زرارة بن كريم بن الحارث ، عن أبيه ـ أنّ جده حدثه ، (فكأنه) (٤) توهم أن الضمير ليحيى ، وليس كذلك ، بل هو لزرارة ، فقد أخرجه النسائي بلفظ. سمعت أبي يذكر أنه سمع جده.

(وفي) (٥) الطبراني ، عن يحيى بن زرارة بن كريم بن الحارث ، حدثني أبي عن جده ، وعند أبي داود : عن زرارة بن كريم عن جده الحارث بن عمرو ، وهذا أبين في المراد.

ووقع عند البزار من طريق أبي عاصم : حدثني يحيى بن زرارة بن كريم بن الحارث ـ رجل من بني سهم ، حدثني أبي وجدّي ، قال : أتيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت : استغفر لي ، فقال : «غفر الله (لكم)» (٦). الحديث في الفرع (٧) والعتيرة (٨) ، وهذا نظير رواية البغوي.

__________________

(١) في أ : كرز بن مسلمة ، وفي الاستيعاب كريز بن سلمة ويقال ابن أسامة العامري وقال أيضا : كريز ، ويقال كرز.

(٢) سقط من أ.

(٣) أسد الغابة ت (٤٤٥٨).

(٤) في أ : وظاهره كأنه.

(٥) في أ : وروى.

(٦) في أ : لك.

(٧) الفرع : أول ما تلده الناقة كانوا يذبحونه لآلهتهم فنهى المسلمون عنه ، وقيل : كان الرجل في الجاهلية إذا تمت إبله مائة قدم بكرا فنحره لصنمه وهو الفرع وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإسلام ثم نسخ. النهاية ٣ / ٤٣٥.

(٨) في النهاية : قال الخطابي : العتيرة تفسيرها في الحديث أنها شاة تذبح في رجب ، وهذا هو الّذي يشبه معنى الحديث ويليق بحكم الدين ، وأما العتيرة التي كانت تعترها الجاهلية فهي الذبيحة التي كانت تذبح للأصنام فيصب دمها على رأسها. ٣ / ١٧٨.

٤٤٩

والصواب أنّ الحديث للحارث بن عمرو ، ولو لا النقل عن البخاري أن لكريم صحبة لأوردته في القسم الأخير ، فليس البخاري ممن يطلق الكلام بغير تأمّل وقد تقدم في الحارث بن عمرو من رواية زيد بن الحباب ما يقتضي أن الحديث لعمرو والد الحارث.

الكاف بعدها السين

٧٤١٩ ـ كسد (١): الجهنيّ (٢).

ذكره عمر بن شبة في أخبار المدينة ، واستدركه ابن فتحون عنه من طريق واقد بن عبد الله الجهنيّ ، عن عمه ، عن جده كسد بن مالك ، قال : نزل طلحة ومعبد (٣) بن زيد حين بعثهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرقبان عير أبي سفيان على كسد بن مالك ، فلما أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتبع خطها لكسد ، فقال : يا رسول الله ، إني كبير ، ولكن أقطعها لابن أخي ، فأقطعه إياها ، فابتاعها منه عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بثلاثين ألفا (٤) ولّاها ولد علي بن أبي طالب.

قال ابن فتحون : اختصرته من حديث طويل ، وذكره ابن مندة ، فقال : روى حديثه الواقدي عن عبد العزيز بن عمران عن واقد إن كان محفوظا ، وتبعه أبو نعيم.

قلت : رواية عمر بن شبّة له من غير طريق الواقدي.

الكاف بعدها العين

٧٤٢٠ ز ـ كعب بن ثعلبة (٥): من جهينة ، حليف بني ظفر.

هو الّذي بعده ، نسب لجده ، وفي رواية يحيى بن سعيد الأموي عن ابن إسحاق. ذكره البغويّ.

٧٤٢١ ـ كعب بن حمّان (٦): بن ثعلبة بن خرشة ، وقيل ابن ثعلبة بن عثمان حليف بني ساعدة الجهنيّ (٧) ، ويقال : الغساني.

__________________

(١) في أسد الغابة : كشذ ، وفي المغازي كشد.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٥٩).

(٣) في أ : وسعيد.

(٤) في أ : ألفا ثم ولاها.

(٥) الثقات ٣ / ٣٥٣ ـ تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٠ ، أصحاب بدر ١٧٨ ، الاستبصار ١٠٠ ، ١٠٧ ، الأنساب ٣ / (؟) ، المشتبه ١٧٠.

(٦) في أ : حماد ، وفي الطبقات حمان بن مالك بن ثعلبة.

(٧) أسد الغابة ت (٤٤٦١) ، الاستيعاب ت (٢٢١٥).

٤٥٠

ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا من بني ساعدة حليف لهم من غسان ، وكذا صنع ابن إسحاق ، لكن قال : حليف لهم من جهينة ، ووافقه ابن الكلبيّ.

وأبوه ضبطه ابن حبيب عن ابن الكلبي بحاء مهملة مكسورة وتشديد الميم وآخره نون.

وضبطه الدّار الدّارقطنيّ وابن ماكولا (١) وأبو عمر بفتح الجيم وآخره زاي منقوطة ، ورأيته في نسخة قديمة من معجم البغوي بتحتانية بدل الميم وبراء غير منقوطة. وقيل هو تصحيف. ووقع في نسخة من المغازي رواية الأموي حليف بني طريف هو ابن الخزرج بن ساعدة.

٧٤٢٢ ـ كعب بن حيان القرظي : يأتي في ابن سليم ، نسب لجده.

٧٤٢٣ ـ كعب بن الخدارية الكلابي (٢): من بني بكر بن كلاب.

صحابي له ذكر في حديث أبي رزين العقيلي الطويل ، فقد وقع في أثنائه ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ها إن ذين. ها إن ذين ـ يعني أبا رزين ورفيقه ـ ابن نفر حدثت أنهم من أتقى الناس لله في الدنيا والآخرة فقال له كعب بن الخدارية ، بضم المعجمة وتخفيف الدال ، أحد بني بكر بن كلاب : من (٣) هم يا رسول الله؟ قال : بنو المنتفق ، قالها ثلاثا.

وسند الحديث حسن كما سأبينه في حرف اللام في ترجمة لقيط بن عامر إن شاء الله تعالى.

وأخرجه ابن أبي خيثمة وغيره من رواية دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق عن جده ، عن عمه لقيط بن عامر ـ أنه خرج وافدا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم ، فذكر الحديث بطوله.

٧٤٢٤ ـ كعب بن جمّاز : أو ابن حمار (٤) تقدم.

٧٤٢٥ ـ كعب بن الخزرج الأنصاري : من بني الحارث بن الخزرج (٥).

قال ابن مندة : ذكره البخاريّ في الصحابة ، وقال في التاريخ في ترجمة محمد بن

__________________

(١) في الإكمال ، وقال : قاله الطبري ، وقال ابن الكلبي في نسب قضاعة. كعب بن حمان. قال الدار الدّارقطنيّ :وجدته مضبوطا بالحاء والنون ـ حمان ـ يعني بخط الحلواني عن السكري عن ابن حبيب عنه.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٦٢) ، الاستيعاب ت (٢٢١٦).

(٣) في الاستيعاب : لمن تفر لعمر الملك إن حدثت أنهم.

(٤) في أ : كعب بن حمار أو ابن حبان.

(٥) أسد الغابة ت (٤٤٦٣).

٤٥١

ميمون بن كعب بن الخزرج : (حدثنا محمد) (١) بن عبد الرحمن الأنصاري ، حدثنا محمد بن ميمون ، عن أبيه ، عن جده ، قال : صحبني الحكم بن أبي الحكم في غزوة تبوك ، وكان نعم الصاحب.

قال أبو حاتم ، محمد بن ميمون ، مجهول. وذكره ابن حبان في الثقات.

٧٤٢٦ ـ كعب بن زهير : بن أبي سلمى (٢) ، بضم أوله ، واسمه ربيعة بن رياح ، بكسرة ثم تحتانية ، ابن قرط بن الحارث بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن لاطم بن عثمان بن مزينة المزني الشاعر المشهور.

صحابي معروف قال ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني : حدثنا يحيى بن عمر [بن] (٣) جريج ، حدثنا إبراهيم بن المنذر ، حدثنا الحجاج بن ذي الرّقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير ، عن أبيه ، عن جده ، قال : خرج كعب وبجير حتى أتيا أبرق (٤) ، فقال بجير لكعب : اثبت في غنمنا هنا حتى آتي هذا الرجل ، فأسمع ما يقول ، فجاء بجير رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأسلم ، فبلغ ذلك كعبا فقال :

ألا أبلغا عنّي بجيرا رسالة

على أيّ شيء ويب (٥)غيرك دلّكا

على خلق لم تلف أمّا ولا أبا

عليه ولم تدرك عليه أخا لكا

سقاك أبو بكر بكأس رويّة

فأنهلك المأمور منها وعلّكا (٦)

[الطويل] فبلغت أبياته رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : «من لقي كعبا فليقتله» ، وأهدر دمه ، وكتب بذلك بجير إليه ، ويقول له : النجاء. ثم كتب (٧) إليه إنه لا يأتيه أحد مسلما إلا قبل منه ، وأسقط ما كان قبل ذلك ، فأسلم كعب ، وقدم حتى أناخ بباب المسجد ، قال : فعرفت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالصفة فتخطيت حتى جلست إليه

__________________

(١) في أ : حديث الحمد.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٦٤) ، الاستيعاب ت (٢٢١٧).

(٣) سقط في أ.

(٤) في أسد الغابة : حتى أتيا أبرق العزاف.

(٥) في أ : دين.

(٦) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (٢٢١٧) ، أسد الغابة ترجمة رقم (٤٤٦٤) ، والأبيات في ديوانه ص ٣ ، ٤ ، وسيرة ابن هشام ٢ / ٥٠٢ ، مع خلاف يسير.

(٧) في أ : كتب إليه إنه.

٤٥٢

فأسلمت ، ثم قلت : الأمان يا رسول الله ، أنا كعب بن زهير قال : «أنت الّذي تقول»؟ والتفت إلى أبي بكر. فقال : كيف؟ قال : فذكر الأبيات الثلاثة ، فلما قال فأنهلك المأمور فقلت : يا رسول الله ، ما هكذا قلت ، وإنما قلت المأمون قال : «مأمون والله» وأنشده القصيدة التي أولها : بانت سعاد ، وساق القصيدة.

ووقعت لنا بعلو في جزء إبراهيم بن ديزيل الكبير ، وأخرج ابن قانع من طريق الزّبير بن بكّار ، عن بعض أهل المدينة ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، قال : لما انتهى إلى كعب بن زهير قتل ابن خطل ، وكان بلغه أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوعده بما أوعد به خطل قيل لكعب : إن لم تدارك نفسك قتلت ، فقدم المدينة ، فسأل عن أرق أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدلّ على أبي بكر ، فأخبره خبره ، فمشى أبو بكر وكعب على أثره ، وقد التثم حتى صار بين يدي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : رجل يبايعك ، فمدّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يده ، فمدّ كعب يده فبايعه ، وأسفر عن وجهه ، فأنشده قصيدته التي يقول فيهأ :

نبّئت أنّ رسول الله أوعدني

والعفو عند رسول الله مأمول

[البسيط]

وفيها (١) :

إنّ الرّسول لنور يستضاء به

مهنّد من سيوف الله مسلول (٢)

[البسيط] فكساه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بردة له ، فاشتراها معاوية من ولده ، فهي التي يلبسها الخلفاء في الأعياد.

وقال ابن أبي الدّنيا : حدثنا أحمد بن المقدام ، حدثنا عمر بن علي ، حدثنا زكريا ـ هو ابن أبي زائدة ، عن الشعبي ، قال : أنشد النابغة الذبيانيّ النعمان بن المنذر :

تراك الأرض (٣)إمّا متّ خفّا

وتحيا ما حييت بها (٤)ثقيلا (٥)

[الوافر]

__________________

(١) في أ : ومنها.

(٢) ينظر البيتان في أسد الغابة ت (٤٤٦٤) ، الاستيعاب ت (٢٢١٧) ، وديوانه ص ٦٥ ، وسيرة ابن هشام : ٢ / ٥٠٣ ، ٥١٣ ، ورواية الشعر والشعراء «نبئت» وفي عجزه مبذول مكان مأمول.

(٣) في أ : الأرض إذا.

(٤) في أ : مكيلا.

(٥) البيت للنابغة الذبيانيّ كما في ديوانه ص ٧١ وبعده.

٤٥٣

فقال له النعمان : هذا البيت إن لم تأت بعده ببيت يوضّح معناه ، وإلا كان إلى الهجاء أقرب ، فتعسّر على النابغة النظم ، فقال له النعمان : قد أجلّتك ثلاثا ، فإن قلت فلك مائة من الإبل العصافير ، وإلا فضربة بالسيف بالغة ما بلغت ، فخرج النابغة وهو وجل ، فلقي زهير بن أبي سلمى فذكر له ذلك ، فقال : اخرج بنا إلى البرية ، فتبعهما كعب فردّه زهير ، فقال له النّابغة : دع ابن أخي يخرج معنا وأردفه ، فلم يحضرهما شيء ، فقال كعب للنابغة : يا عم ، ما يمنعك أن تقول :

وذلك إن فللت الغيّ عنها

فتمنع جانبيها أن تميلا

[الوافر]

فأعجب النابغة ، وغدا على النعمان فأنشده فأعطاه المائة فوهبها لكعب بن زهير فأبى أن يقبلها.

وذكرها ابن دريد في «أماليه» على غير هذا الوجه ، قال : أنبأنا (١) السكن بن سعيد ، حدثنا محمد بن عباد ، حدثنا ابن الكلبيّ ، قال : زار (٢) النابغة زهيرا ، فنحر له وأكرمه ، وجاء بشراب فجلسا ، فعرض لهما شعره ، فقال النابغة البيت الأول ، وقال بعده :

نزلت بمستقرّ العزّ منها

[الوافر]

ثم وقف ، فقال لزهير : أجزه ، فهمهم ولم يحضره شيء ، وكان (٣) حينئذ يلعب بالتراب مع الصبيان ، فأقبل فرأى كلّا منهما ذقنه على صدره ، ففكر فقال : يا أبت ، ما لي أراك قد اغتممت؟ فقال : تنحّ ، لا أم لك! فدعاه النابغة فوضعه على فخذه ، وأنشده ، فقال : ما يمنعك أن تقول :

فتمنع جانبيها أن تميلا

[الوافر]

فضمه أبوه إليه ، وقال : ابني ورب الكعبة.

وقال أبو أحمد العسكريّ : وكان موت زهير قبل المبعث. وقال ابن إسحاق : كان

__________________

لأنك موضع القسطاس منها

فتمنع جانبيها أن تميلا

(١) في أ : أخبرنا.

(٢) في أ : رأى.

(٣) في أ : وكان كعب.

٤٥٤

قدوم كعب بن زهير بعد الطائف. وقال خلف الأحمر : لو لا قصائد لزهير ما فضلته على ابنه كعب ، وكان زهير وولداه : بجير وكعب ، وولدا كعب عقبة والعوام شعراء.

وقال الحطيئة لكعب بن زهير : أنتم أهل بيت ينظر إليكم في الشعر ، فاذكرني في شعرك ، ففعل. وقال أبو عمر : من جيد شعر كعب.

لو كنت أعجب من شيء لأعجبني

سعي الفتى وهو مخبوء له القدر

يسعى الفتى لأمور ليس يدركها

فالنّفس واحدة والهمّ منتشر

والمرء ما عاش ممدود له أمل

لا تنتهي العين حتّى ينتهي الأثر (١)

[البسيط]

٧٤٢٧ ـ كعب بن زيد : بن قيس (٢) بن مالك بن كعب بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري.

ذكره موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا. وكذا ذكره ابن إسحاق وأنه استشهد بالخندق قال ابن إسحاق : أصابه سهم غرب فقتله وقال الواقديّ : قتله ضرار بن الخطاب. وأورد أبو نعيم في ترجمة (٣) قصة المرأة الغفارية (٤) ، فأخطأ في ذلك ، فإن (٥) ذلك آخر فيقال له زيد بن كعب ، وقيل كعب بن زيد.

٧٤٢٨ ـ كعب بن زيد (٦): شيخ لجميل بن زيد. وقيل زيد بن كعب. وقيل عبد الله ابن كعب.

حديثه في قصة الغفارية التي بكشحها (٧) بياض. تقدم في حرف الزاي ، وبيان الاختلاف فيه.

٧٤٢٩ ـ كعب بن سليم بن أسد (٨): ويقال كعب بن حبان القرظي ، والد محمد.

__________________

(١) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (٢٢١٧) ، أسد الغابة ترجمة رقم (٤٤٦٤). وديوانه ٢٢٩٠.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٦٥) ، الاستيعاب ت (٢٢١٨) ، الثقات ٣ / ٣٥١ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٦١ ، أصحاب بدر ٢٣١ ، الاستبصار ٩٢ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٤٣٣ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢٢٣ ، تعجيل المنفعة ٣٥٣ ، ذيل الكاشف ١٢٩٥.

(٣) في أ : ترجمته.

(٤) في الاستيعاب : التي وجد بها رسول الله بياضا.

(٥) في أ : ذاك.

(٦) أسد الغابة ت (٤٤٦٦). الاستيعاب ت (٢٢١٩).

(٧) في أ : نكحها.

(٨) أسد الغابة ت (٤٤٦٧) ، الاستيعاب ت (٢٢٢٠).

٤٥٥

كان من سبي قريظة الذين (١) لم ينسبوا ، ولا نعرف له رواية ، قاله ابن عبد البرّ. وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» ، وقال : روى عن علي روى عنه ابنه ، وأورد ابن مندة في ترجمته حديثا وهم فيه ، وقد ذكر في ترجمة عبد الرحمن الخطميّ.

٧٤٣٠ ز ـ كعب بن ضنّة : هو ابن يسار بن ضنّة. نسب لجده. يأتي.

٧٤٣١ ـ كعب بن عاصم : الأشعري (٢).

قال المزنيّ : الصحيح أنه غير أبي مالك الأشعري الّذي يروي عنه عبد الرحمن بن غنم ، فإن ذلك معروف بكنيته ، وهذا معروف باسمه لا بكنيته. انتهى.

وكل من صنف في الكنى كنى هذا أيضا أبا مالك ، منهم النسائي والدّولابي ، وأبو أحمد الحاكم ، وأطال أبو أحمد القول فيه ، وقال : اعتمدت في كنيته على حديث إسماعيل بن عبد الله بن خالد ، عن أبيه ، عن جده ، قال : سمعت أبا مالك الأشعري كعب ابن عصام يقول فذكر حديثا.

وقال البخاريّ : له صحبة قال إسماعيل بن (٣) أويس : كنيته أبو مالك. وقال البغوي : سكن كعب بن عاصم مصر ، روت عنه أم الدرداء ، وحديثه عند أحمد والنسائي ، وابن ماجة وغيرهم : ليس من البر الصيام في السفر.

ووقع عند أحمد بالميم بدل لام التعريف في الثلاثة في البر وفي الصوم وفي السفر ، وجاء عنه حديث آخر من رواية جابر بن عبد الله عنه ـ أنه رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخطب عند الجمرة أوسط أيام النّحر ، أخرجه البغويّ ، وقال : غريب ، وأخرجه ابن السّكن. المستغفري.

٧٤٣٢ ـ كعب بن عامر السعدي (٤).

له صحبة ، قاله جعفر المستغفري. وذكره ابن حبان في الصحابة ، فقال الساعدي ، وكذا أخرج الباوردي (٥) ، من طريق عبيد الله بن أبي رافع في تسمية من شهد صفّين مع علي

__________________

(١) في أ : الّذي.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٦٩) ، الاستيعاب ت (٢٢٢٢) ، الثقات ٣ / ٣٥٢ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣١ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٣٤ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٣٤ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٣٦٥ ، الكاشف ٣ / ٨ ، الطبقات ٦٨ ، ٣٠٤ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢٢١ ، بقي بن مخلد ٤١١.

(٣) في أ : بن أبي أويس.

(٤) أسد الغابة ت (٤٤٧٠) ، الثقات ٣ / ٣٥٣ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣١.

(٥) في أ : البارودي.

٤٥٦

من الصحابة كعب بن عامر ، من بني ساعدة ، بدري ، كذا قال. وسنده ضعيف جدا.

٧٤٣٣ ـ كعب بن عامر : في كعب بن عمرو ، ضعيف جدا.

٧٤٣٤ ـ كعب بن عجرة (١): بن أمية بن عديّ بن عبيد بن خالد (٢) بن عمرو بن عوف بن غنم بن سواد بن مريّ بن أراشة البلوي. ويقال ابن خالد بن عمرو بن زيد بن ليث بن سواد بن أسلم القضاعي حليف الأنصار.

وزعم الواقديّ أنه أنصاري من أنفسهم ، وردّه كاتبه محمد بن سعد بأن قال : طلبت نسبه في الأنصار فلم أجده ، وكذا أطلق أنه أنصاري البخاري ، وقال : مدني له صحبة. يكنى أبا محمد.

ذكره ابن سعد بإسناده ، وقيل كنيته أبو إسحاق بابنه إسحاق. وقيل أبو عبد الله.

روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أحاديث ، وعن عمر ، وشهد عمرة الحديبيّة ، ونزلت فيه قصة الفدية. وقد أخرج ذلك في «الصحيحين» (٣) من طرق منها رواية ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة ـ أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرّ به وهو محرم يوقد تحت قدر والقمل يتهافت على وجهه ، فقال له : «احلق رأسك ، وأطعم فرقا بين ستّة مساكين» الحديث. في بعض طرقه : ما كنت أظنّ أن الوجع بلغ ما نرى ، وفيها : قال كعب : فكانت لي خاصة وهي لكم عامة.

ومن مستغرب (٤) طرق قصته ما أخرجه ابن المقري (٥) في «فوائده» من طريق عبد الله بن سليمان الطويل ، عن نافع ـ أنّ رجلا من الأنصار أخبره أنّ كعب بن عجرة من بني

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٧١) ، الاستيعاب ت (٢٢٢٣) ، مسند أحمد ٤ / ٢٤١ ، طبقات خليفة ت ٩٣٨ ، تاريخ البخاري ٧ / ٢٢٠ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣١٩ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٦٠ ، جمهرة أنساب العرب ٤٤٢ ، الجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤٢٩ ، تاريخ ابن عساكر ١٤ / ٢٧٧ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٦٨ ، تهذيب الكمال ٧٤٦ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٣١٣ ، العبر ١ / ٥٧ ، تذهيب التهذيب ٣ / ١٧٠ ـ ٩ ، مرآة الجنان ١ / ١٢٥ ، البداية والنهاية ٨ / ٦٠ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٣٥ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢٧٣ ، شذرات الذهب ١ / ٥٨.

(٢) في الجمهرة وأسد الغابة : ابن الحارث.

(٣) في أ : الصحيحان.

(٤) في أ : مستعرف.

(٥) في أ : العربيّ.

٤٥٧

سالم كان أصابه في رأسه أذى ، فحلقه ، فقال للنّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «فما ذا أنسك؟ فأمره أن يهدي بقرة يقلّدها ثم يسوقها ثم يقفها (١) بعرفة ، ثم يدفع بها مع الناس ، وكذلك يفعل بالهدي.

ويعارضه ما أخرجه البغوي من طريق أبان بن صالح ، عن الحسن ، قال : قال رجل لكعب بن عجرة : يا أبا محمد ، ما كانت فديتك؟ قال : شاة.

وأخرج الطبراني في «الأوسط» من طريق ضمام بن إسماعيل ، عن موسى بن وردان ، عن كعب بن عجرة ، قال : أتيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما فرأيته متغيّرا ، فذهبت فإذا يهودي يسقي إبلا له ، فسقيت له على كل دلو بتمرة فجمعت تمرا ، فأتيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحديث.

وأخرج ابن سعد بسند جيد عن ثابت بن عبيد ـ أن يد كعب قطعت في بعض المغازي ، ثم سكن الكوفة.

روى عنه ابن عمر ، وجابر ، وابن عبّاس ، وطارق بن شهاب ، وزيد بن وهب ، وآخرون.

وروى عنه أيضا أولاده : إسحاق ، ومحمد ، وعبد الملك ، والربيع.

قيل (٢) : مات بالمدينة سنة إحدى وقيل (٣) : اثنتين ، وقيل : ثلاث وخمسين. وله خمس ، وقيل : سبع وسبعون سنة.

٧٤٣٥ ـ كعب بن عدي التنوخي (٤).

مخرج حديثه عن أهل مصر. روى عنه ناعم بن أجيل حديثا حسنا ، هكذا اختصره ابن عبد البر.

ونسبه ابن مندة عن ابن يونس ، فقال : ابن عديّ بن عمرو بن ثعلبة بن عديّ بن ملكان بن عذرة بن زيد اللات ، هو الّذي يقال له التنوخي ، لأن ملكان بن عوف حلفاء تنوخ ، وهم العباد ، بكسر المهملة وتخفيف الموحدة ، بالحيرة ، وهكذا قال ابن يونس في «تاريخ مصر».

قال ابن السّكن : يقال إن له صحبة. وقال البغوي ، وابن قانع عنه : حدثنا أبو

__________________

(١) في أ : يقف بها.

(٢) في أ : قال.

(٣) في أ : أو.

(٤) أسد الغابة ت (٤٤٧٢) ، الاستيعاب ت (٢٢٢٤).

الإصابة/ج٥/م٢٩

٤٥٨

الأحوص محمد بن الهيثم ، أنبأنا (١) سعيد بن جبير بن عفير ، حدثني عبد الحميد بن كعب بن علقمة بن كعب بن عدي التنوخي (٢) ، عن عمرو بن الحارث ، عن ناعم بن أجيل ـ بالجيم مصغّرا ، عن كعب بن عدي ، قال : أقبلت في وفد من أهل الحيرة إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا ، ثم انصرفنا إلى الحيرة ، فلم نلبث أن جاءتنا وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فارتاب أصحابي ، وقالوا : لو كان نبيا لم يمت. فقلت : فقد مات الأنبياء قبله ، فثبتّ على الإسلام ، ثم خرجت أريد المدينة ، فمررت براهب كنا لا نقطع أمرا دونه فعجت (٣) إليه فقلت : أخبرني عن أمر أردته لقح في صدري منه شيء. قال : ائت باسمك من الأشياء ، فأتيته بكعب قال : ألقه في هذا الشعر لشعر أخرجه ، فألقيت الكعب فيه فإذا بصفة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما رأيته ، وإذا موته في الحين الّذي مات فيه ، فاشتدت بصيرتي في إيماني ، فقدمت على أبي بكررضي‌الله‌عنه فأعلمته وأقمت عنده ، ووجّهني إلى المقوقس ، ورجعت ، ثم وجهني عمر أيضا ، فقدمت عليه بكتابه بعد وقعة اليرموك. ولم أعلم بها ، فقال لي : علمت أن الروم قتلت العرب وهزمتهم؟ قلت : لا. قال : ولم؟ قلت : لأن الله وعد نبيّه ليظهره على الدين كلّه ، وليس يخلف الميعاد قال : فإنّ العرب قتلت الروم ، والله قتلة عاد ، وإن نبيكم قد صدق. ثم سألني عن وجوه الصحابة فأهدى لهم ، وقلت له : إن العباس عمه حي فتصله؟.

قال كعب : وكنت شريكا لعمر بن الخطاب. فلما فرض الديوان فرض لي في بني عديّ بن كعب.

وقال البغويّ : لا أعلم لكعب بن عدي غيره. وهكذا أخرجه ابن قانع عن البغوي ، ولكنه اقتصر منه إلى قوله : مات الأنبياء قبله ، وابن شاهين عن أبيه عن أبي الأحوص بطوله ، وأبو نعيم عن أبي العباس الصّرصري عن البغوي بطوله ، وأخرجه ابن السكن بطوله ، عن شيخ آخر عن أبي الأحوص ، ومن رواية عبد الله بن سعيد بن عفير ، عن أبيه بطوله. وزاد فيه : فألقيت الكعب فيه فصحّف فيه ، وقال فيها : وكنت شريكا لعمر في البز. قال : ابن السّكن : رواه غير سعد فأدخل بين عمرو بن حريث وناعم يزيد بن أبي حبيب.

قلت : أخرجها ابن يونس في تاريخ مصر ، من طريق إبراهيم بن أبي داود البرلسي ـ أنه قرأ في كتاب عمرو بن الحارث بخطه. حدثني يزيد بن أبي حبيب أن ناعما حدثه عن كعب بن عدي ، قال : كان [أبي] (٤) أسقف الحيرة فلما بعث محمد قال : هل لكم أن يذهب

__________________

(١) في أ : أخبرنا.

(٢) في أ : الفتوحي.

(٣) فصحت في أ.

(٤) سقط في أ.

٤٥٩

نفر منكم إلى هذا الرجل فتسمعوا (١) من قوله؟ لا يموت غدا فتقولوا : لو أنّا سمعنا من قوله ، وقد كان على حق؟ فاختاروا أربعة فبعثوهم ، فقلت لأبي : أنا أنطلق معهم ، قال : ما تصنع؟ قلت : انظر ، فقدمنا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكنّا نجلس إليه إذا صلّى الصبح فنسمع كلامه والقرآن ولا ينكرنا (٢) أحد ، فلم نلبث إلا يسيرا حتى مات ، فقال الأربعة : لو كان أمره حقا لم يمت ، انطلقوا ، فقلت : كما أنتم حتى تعلموا من يقوم مكانه فينقطع هذا الأمر أم يتمّ ، فذهبوا ومكثت (٣) أنا لا مسلما ولا نصرانيا ، فلما بعث أبو بكر [جيشا] (٤) إلى اليمامة ذهبت معهم ، فلما فرغوا مررت براهب ، فذكر (٥) قصة معه ، وقال فيها : فوقع في قلبي الإيمان فآمنت حينئذ ، فمررت على الحيرة فعيّروني فقدمت على عمررضي‌الله‌عنه ، وقد مات أبو بكررضي‌الله‌عنه ، فبعثني إلى المقوقس ، فذكر نحوه.

ثم أخرج ابن يونس من (٦) رواية سعيد بن عفير ، وقال : الصواب ما في الكتاب لم يسمعه عمرو بن ناعم.

قلت : اعتمد ابن يونس على ما في هذه الرواية ، فقال في أول الترجمة : كان أحد وفد أهل الحيرة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولم يسلم ، وأسلم زمن أبي بكر ، وكان شريك عمر في الجاهلية في تجارة البز ، وقدم الإسكندرية سنة خمس عشرة رسولا من عمر إلى المقوقس ، وشهد فتح مصر ، واختط (٧) بها ، وكان ولده بمصر يأخذون العطاء في بني عدي بن كعب حتى نقلهم أمير مصر في زمن يزيد بن عبد الملك إلى ديوان قضاعة ، وولده بمصر من عبد الحميد بن كعب بن علقمة بن كعب بن عدي ، وله بمصر حديث ، فذكره.

وتبع ابن يونس أبو عبد الله بن مندة ، وأخرج الحديث عن ابن يونس ، من طريق يزيد بن أبي حبيب المذكورة ، وقال : قال ابن يونس : هكذا وجدته في الدّرج والرّقّ (٨) القديم الّذي حدثني به محمد بن موسى ، عن ابن أبي داود ، عن كتاب عمرو بن الحارث.

قال ابن مندة : غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وكأن سياق (٩) سند سعيد (١٠) بن

__________________

(١) في أ : فيسمعك.

(٢) في أ : ينظرنا.

(٣) في أ : فلبثت.

(٤) سقط في أ.

(٥) في أ : قصته.

(٦) سقط في ط.

(٧) في أ : واختطها.

(٨) الدّرج : الورق الّذي يكتب فيه ، تسمية بالمصدر. الوسيط ١ / ٢٧٧ والرّقّ : جلد رقيق يكتب فيه. الوسيط ١ / ٣٦٧.

(٩) في أ : ساق فيه.

(١٠) في أ : عيسى.

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721