الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٥

الإصابة في تمييز الصحابة8%

الإصابة في تمييز الصحابة مؤلف:
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الناشر: دار الكتب العلميّة
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 721

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨
  • البداية
  • السابق
  • 721 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 350877 / تحميل: 4239
الحجم الحجم الحجم
الإصابة في تمييز الصحابة

الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٥

مؤلف:
الناشر: دار الكتب العلميّة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

إني كنت أقعد من نفاسي عشرين يوما حتى أفتوني بثمانية عشر يوما فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام ولم أفتوك بثمانية عشر يوما فقال رجل للحديث الذي روي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لأسماء بنت عميس حين نفست بمحمد بن أبي بكر فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام إن أسماء سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد أتي بها ثمانية عشر يوما ولو سألته قبل ذلك لأمرها أن تغتسل وتفعل ما تفعله المستحاضة.

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة قال قلت له النفساء متى تصلي قال تقعد بقدر حيضها وتستظهر بيومين فإن انقطع الدم وإلا اغتسلت واحتشت واستثفرت وصلت وإن جاز الدم الكرسف تعصبت واغتسلت ثم صلت الغداة بغسل والظهر والعصر بغسل والمغرب والعشاء بغسل وإن لم يجز الدم الكرسف صلت بغسل واحد قلت والحائض قال مثل ذلك سواء

_________________________________________

قال في المدارك : ويمكن الجمع بين الأخبار بحمل الأخبار الواردة بالثمانية عشر على المبتدئة كما اختاره في المختلف ، أو بالتخيير بين الغسل بعد انقضاء العادة والصبر إلى ثمانية عشر ، فكيف كان فلا ريب في أن للمعتادة الرجوع إلى العادة لاستفاضة الروايات الواردة بذلك وصراحتها وإنما يحصل التردد في المبتدئة خاصة من الروايات الواردة بالثمانية عشر ، ومن أن مقتضى رجوع المعتادة إلى العادة كون النفاس حيضا في المعنى فيكون أقصاه عشرة ، وطريق الاحتياط بالنسبة إليها واضح.

الحديث الرابع : صحيح.

اعلم أنه قد اختلف عبارات الأصحاب في بيان المتوسطة والكثيرة كما أومأنا إليه سابقا فيظهر من بعضهم اشتراط التجاوز عن الكرسف في المتوسطة والخرقة في الكثيرة ، ومن بعضهم ظهور اللون خلف الكرسف وإن لم يصل الدم إلى الخرقة فإن وصل فهي كثيرة ، ولا يخفى أن هذا الخبر على الأخير أدل ، ويمكن أن يكون

٢٤١

فإن انقطع عنها الدم وإلا فهي مستحاضة تصنع مثل النفساء سواء ثم تصلي ولا تدع الصلاة على حال فإن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال الصلاة عماد دينكم.

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد وأبو داود ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن محمد بن أبي حمزة ، عن يونس بن يعقوب قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول تجلس النفساء أيام حيضها التي كانت تحيض ثم تستظهر وتغتسل وتصلي.

٦ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال تقعد النفساء أيامها التي كانت تقعد في الحيض وتستظهر بيومين.

(باب)

(النفساء تطهر ثم ترى الدم أو رأت الدم قبل أن تلد)

١ ـ محمد بن أبي عبد الله ، عن معاوية بن حكيم ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن أبي الحسن الأولعليه‌السلام في امرأة نفست فتركت الصلاة ثلاثين يوما ثم تطهرت ثم رأت الدم بعد ذلك قال تدع الصلاة لأن أيامها أيام الطهر وقد جازت أيام النفاس.

_________________________________________

المراد بغسل واحد غسل انقطاع الحيض أي يكفيها ذلك الغسل ولا يحتاج إلى غسل آخر ويكون المراد بتجاوز الكرسف ثقبه.

الحديث الخامس : موثق.

الحديث السادس : موثق كالصحيح.

باب النفساء تطهر ثم ترى الدم أو رأت الدم قبل أن تلد

الحديث الأول : موثق ، ومحمد بن أبي عبد الله هو محمد بن جعفر بن عون الأسدي على الظاهر ، ويقال إنه غيره.

٢٤٢

٢ ـ محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ومحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين جميعا ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال سألت أبا إبراهيمعليه‌السلام عن امرأة نفست فمكثت ثلاثين يوما أو أكثر ثم طهرت وصلت ثم رأت دما أو صفرة قال إن كانت صفرة فلتغتسل ولتصل ولا تمسك عن الصلاة.

٣ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسن بن علي ، عن عمرو بن سعيد ، عن مصدق بن صدقة ، عن عمار بن موسى ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في المرأة يصيبها الطلق أياما أو يومين فترى الصفرة أو دما فقال تصلي ما لم تلد فإن غلبها الوجع ففاتها صلاة لم تقدر أن تصليها من الوجع فعليها قضاء تلك الصلاة بعد ما تطهر.

(باب)

(ما يجب على الحائض في أوقات الصلاة)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الحائض تطهر يوم الجمعة وتذكر

_________________________________________

الحديث الثاني : صحيح.

والأمر بالغسل إما بالحمل على غير القليلة أو عليها أيضا استحبابا ، ولعل الخبر الأول محمول على ما إذا صادف العادة أو كان بصفة الحيض وهذا على عدمهما وهذا مما يدل على أن قول الأصحاب كل دم يمكن أن يكون حيضا فهو حيض ليس على عمومه كما أومأنا إليه سابقا ، والله يعلم.

الحديث الثالث : موثق ، وعليه عمل الأصحاب.

باب ما يجب على الحائض في أول أوقات الصلاة

الحديث الأول : حسن.

ويدل على عدم جواز غسل الجمعة للحائض ، وعلى رجحان الوضوء لها في

٢٤٣

الله؟ قال أما الطهر فلا ولكنها تتوضأ في وقت الصلاة ثم تستقبل القبلة وتذكر الله.

٢ ـ محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير وحماد ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال تتوضأ المرأة الحائض إذا أرادت أن تأكل وإذا كان وقت الصلاة توضأت واستقبلت القبلة وهللت وكبرت وتلت القرآن وذكرت الله عزوجل.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمار بن مروان ، عن زيد الشحام قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول ينبغي للحائض أن تتوضأ عند وقت كل صلاة ثم تستقبل القبلة وتذكر الله مقدار ما كانت تصلي.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال إذا كانت المرأة طامثا فلا تحل لها الصلاة وعليها أن تتوضأ وضوء الصلاة عند وقت كل صلاة ثم تقعد

_________________________________________

أوقات الصلوات وذكر الله بقدر الصلاة كما ظهر من غيره ، والمشهور فيها الاستحباب ، وظاهر المصنف الوجوب كما نقل عن ابن بابويه أيضا لحسن زرارة ، وهو مع عدم صراحته في الوجوب محمول على الاستحباب جمعا بين الأدلة ولو لم يتمكن من الوضوء ففي مشروعية التيمم لها قولان أظهرهما العدم.

الحديث الثاني : مجهول كالصحيح ويدل على ما مر وعلى استحباب الوضوء عند الأكل أيضا ويمكن أن يراد بالوضوء عند الأكل غسل اليد.

الحديث الثالث : حسن.

الحديث الرابع : حسن كالصحيح.

والفراغ بمعنى القصد جاء متعديا باللام أيضا قال في القاموس : فرغ له وإليه قصده ، ويمكن أن يكون الفراغ بمعناه المشهور واللام سببية. وأن تكون تتفرغ فحذفت منه إحدى التائين يقال : تفرغ أي تخلى من الشغل. وقال في المنتهى

٢٤٤

في موضع طاهر وتذكر الله عز وجل وتسبحه وتحمده وتهلله كمقدار صلاتها ثم تفرغ لحاجتها.

(باب)

(المرأة تحيض بعد دخول وقت الصلاة قبل أن تصليها أو تطهر قبل)

(دخول وقتها فتتوانى في الغسل)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن الفضل بن يونس قال سألت أبا الحسن الأولعليه‌السلام قلت المرأة ترى الطهر قبل غروب الشمس كيف تصنع بالصلاة قال إذا رأت الطهر بعد ما يمضي من زوال الشمس أربعة أقدام فلا تصلي إلا العصر لأن وقت الظهر دخل عليها وهي في الدم وخرج عنها الوقت وهي في الدم فلم يجب عليها أن تصلي الظهر وما طرح الله عنها من الصلاة وهي في الدم أكثر قال وإذا رأت المرأة الدم بعد ما يمضي من زوال الشمس أربعة أقدام فلتمسك

_________________________________________

ينبغي أن يراد من اللام في لحاجتها معنى إلى لينتظم مع المعنى المناسب هنا لتفرغ وهو تقصد ففي القاموس فرغ إليه قصد.

باب المرأة تحيض بعد دخول وقت الصلاة قبل أن تصليها أو تطهر قبل دخول وقتها فتتوانى في الغسل

الحديث الأول : موثق.

ويدل علي أن مناط القضاء إدراك وقت الفضيلة كما ذهب إليه بعض الأصحاب ، ويظهر من المصنف أيضا اختيار هذا القول ، والمشهور أن الحكم منوط بوقت الإجزاء في الأول والأخر وهو أحوط.

قولهعليه‌السلام : « وما طرح الله عنها » الغرض رفع الاستبعاد عن الحكم بأنه كيف لا تقضي الظهر مع أنه يمكنها الإتيان بها وبالعصر إلى الغروب مرارا فأجابعليه‌السلام بأن مدار الوجوب والقضاء على حكم الشارع فكما أنه حكم بعدم قضاء ما فات

٢٤٥

عن الصلاة فإذا طهرت من الدم فلتقض صلاة الظهر لأن وقت الظهر دخل عليها وهي طاهر وخرج عنها وقت الظهر وهي طاهر فضيعت صلاة الظهر فوجب عليها قضاؤها.

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحجال ، عن ثعلبة ، عن معمر بن يحيى قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن الحائض تطهر عند العصر تصلي الأولى؟ قال : لا إنما تصلي الصلاة التي تطهر عندها.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبيدة قال إذا رأت المرأة الطهر وقد دخل عليها وقت الصلاة ثم أخرت الغسل حتى تدخل وقت صلاة أخرى كان عليها قضاء تلك الصلاة التي فرطت فيها فإذا طهرت في وقت وجوب الصلاة فأخرت الصلاة حتى يدخل وقت صلاة أخرى ثم رأت دما كان عليها قضاء تلك الصلاة التي فرطت فيها.

٤ ـ ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام

_________________________________________

في أيام الحيض مع كثرته فكذا حكم بعدم قضاء ما لم تدرك جزءا من وقت فضيلتها طاهرا ، ويدل على أنه لا يكفي لوجوب قضاء الظهر إدراك مقدار الطهارة والصلاة من أول الوقت بل لا بد من خروج وقت الفضيلة وهي طاهر لأنه كان لها التأخير ما دام وقت الفضيلة باقيا فلا يلزمها القضاء لعدم التفريط بخلاف ما إذا خرج وقت الفضيلة فإنها فرطت بالتأخير عنه فيلزمها القضاء فتدبر.

الحديث الثاني : مجهول ، وفي بعض النسخ معمر بن يحيى فالخبر صحيح.

وقال الفاضل التستري (ره) لعل هذا عند تضيق الوقت بحيث لم يبق وقت إلا للعصر وإلا فالظاهر أن وقت الإجزاء موسع.

الحديث الثالث : مجهول.

الحديث الرابع : حسن.

٢٤٦

قال : قال أيما امرأة رأت الطهر وهي قادرة على أن تغتسل في وقت صلاة ففرطت فيها حتى يدخل وقت صلاة أخرى كان عليها قضاء تلك الصلاة التي فرطت فيها وإن رأت الطهر في وقت صلاة فقامت في تهيئة ذلك فجاز وقت صلاة ودخل وقت صلاة أخرى فليس عليها قضاء وتصلي الصلاة التي دخل وقتها.

٥ ـ ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي الورد قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن المرأة تكون في صلاة الظهر وقد صلت ركعتين ثم ترى الدم قال تقوم من مسجدها ولا تقضي الركعتين وإن كانت رأت الدم وهي في صلاة المغرب وقد صلت ركعتين فلتقم من مسجد فإذا طهرت فلتقض الركعة التي فاتتها من المغرب.

(باب)

(المرأة تكون في الصلاة فتحس بالحيض)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسن بن علي ، عن عمرو بن سعيد ، عن مصدق بن صدقة ، عن عمار بن موسى ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في المرأة تكون

_________________________________________

قولهعليه‌السلام : « ودخل وقت صلاة أخرى » يمكن حمله على وقت الاختصاص لكن ظاهر هذه الأخبار كلها وقت الفضيلة كما فهمه المصنف (ره).

الحديث الخامس : حسن.

وعمل بمضمونه الصدوق (ره) قال العلامة (ره) في المختلف : والتحقيق في ذلك أنها إن فرطت بتأخير الصلاة في الموضعين وجب عليها قضاء الصلاة فيهما وإن لم تفرط لم يجب عليها شيء في الموضعين ، والرواية متأولة على من فرطت في المغرب دون الظهر ، وإنما يتم قضاء الركعة بقضاء باقي الصلاة ويكون إطلاق الركعة على الصلاة مجازا.

باب المرأة تكون في الصلاة فتحس بالحيض

الحديث الأول : موثق ويدل على عدم بطلان الوضوء بمس الفرج ، وعلى

٢٤٧

في الصلاة فتظن أنها قد حاضت قال : تدخل يدها فتمس الموضع فإن رأت شيئا انصرفت وإن لم تر شيئا أتمت صلاتها.

(باب)

(الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة)

١ ـ الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن أبان عمن أخبره ، عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليه‌السلام قالا الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن راشد قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام الحائض تقضي الصلاة قال لا قلت تقضي الصوم قال نعم قلت من أين جاء هذا قال إن أول من قاس إبليس.

٣ ـ علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن زرارة قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قضاء الحائض الصلاة ثم تقضي الصوم قال ليس عليها أن تقضي الصلاة وعليها أن تقضي صوم شهر رمضان ثم أقبل علي وقال إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

_________________________________________

لزوم استعلام حالها إذا ظنت جريان الدم ويمكن حمله على الفضل لجواز البناء على الصلاة التي شرعت فيها صحيحة ، والأحوط العمل بالخبر وإن لم تكن صحيحة.

باب الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

وهذا الحكم أعني قضاء الصوم دون الصلاة إجماعي منصوص في عدة أخبار والفارق النص ، وقال في المدارك : والظاهر عدم الفرق بين الصلاة اليومية وغيرها واستثنى من ذلك الزلزلة لأن وقتها العمر وفي الاستثناء نظر يظهر من التعليل.

الحديث الثاني : ضعيف.

وكان استبعاده نشأ عن قياس الصلاة بالصوم فلذا أجابهعليه‌السلام برد القياس.

الحديث الثالث : حسن.

وكان المراد أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يأمرها أن تأمر النساء المؤمنات بذلك لأنهاعليها‌السلام

٢٤٨

كان يأمر بذلك فاطمةعليها‌السلام وكانت تأمر بذلك المؤمنات.

٤ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى ، عن الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن إسماعيل الجعفي قال قلت لأبي جعفرعليه‌السلام إن المغيرة بن سعيد روى عنك أنك قلت له إن الحائض تقضي الصلاة فقال ما له لا وفقه الله إن امرأة عمران نذرت ما في بطنها محررا والمحرر للمسجد يدخله ثم لا يخرج منه أبدا «فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى » «وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى » فلما وضعتها أدخلتها المسجد فساهمت

_________________________________________

كانت متبرئة من الحيض كما ورد في الأخبار أنها كانت كالحورية لا ترى الدم.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

ويحتمل أن يكون للمحرر في شرعهم عبادات مخصوصة تستوعب جميع أوقاتهم فلو كان عليها قضاء الصلوات التي فاتتها لزم التكليف بما لا يطاق ، ويحتمل أن يكون باعتبار أصل الكون في المسجد فإنه عبادة أيضا وهذا أظهر من العبارة كما لا يخفى ، ويمكن أن يكون هذا إلزاما على المخالفين بما كانوا يعتقدونه من الاستحسانات وإلا فيمكن أن يقال إنما سقط ههنا للضرورة ، ويمكن أن يقال : لما كان بناء استدلالهم على الحكم بوجوب قضاء كل عبادة فاتت عن المكلف فمنعهعليه‌السلام وذكر هذا سندا للمنع ولا يتوجه المنع على السند.

وقال بعض الأفاضل : يحتمل أنه كان في تلك الشريعة يجب على الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة في محل الفوات ، أو على من كانت في خدمة المسجد كما قد يفهم من قولهعليه‌السلام فهل كانت تقدر على أن تقضي تلك الأيام التي خرجت وهي عليها أن تكون الدهر في المسجد فإن هذا الكلام مشعر بما ذكرته فهو في معنى هل تقدر على الخروج لأجل القضاء خارج المسجد أو كيف تبقى خارجه بعد الطهر لأجل القضاء وهي عليها أن تكون الدهر في المسجد مع عدم مانع كالحيض وهو نظير اعتبار مثل وقت الفوات في هذه الشريعة عند من يعتبره ، ودون هذا الاحتمال احتمال عدم

٢٤٩

عليها الأنبياء فأصابت القرعة زكريا «وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا » فلم تخرج من المسجد حتى بلغت فلما بلغت ما تبلغ النساء خرجت فهل كانت تقدر على أن تقضي تلك الأيام التي خرجت وهي عليها أن تكون الدهر في المسجد.

(باب)

(الحائض والنفساء تقرءان القرآن)

١ ـ محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير وحماد ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال الحائض تقرأ القرآن وتحمد الله.

_________________________________________

جواز فعل مثل القضاء في المسجد مع الخدمة فإنه يمكن اعتبارها في تلك الشريعة على وجه لا يجوز أو لا يسع معها القضاء.

قيل : ويحتمل أن يكون الكون في المسجد وخدمته على وجه لا يحصل معه إلا الصلاة المؤداة لا المقضية فلا وقت لقضاء ما فات مع ذلك ، ويحتمل أن يكون ذكر قصة مريم لفائدة أن الله سبحانه لم يكلف الحائض بقضاء الصلاة لهذه العلة ، ثم إنه يظهر من بعض الأخبار أنهاعليها‌السلام لم تكن ترى الدم كفاطمةعليها‌السلام فيمكن أن يكون الغرض إلزام مغيرة بما كان يعتقده في ذلك والله يعلم.

باب الحائض والنفساء تقرءان القرآن

الحديث الأول : مجهول كالصحيح.

وقال في المدارك عند قول المحقق الرابعة لا يجوز لها قراءة شيء من العزائم ويكره لها ما عدا ذلك الكلام في هذين الحكمين كما تقدم في الجنب ، ويستفاد من العبارة كراهة السبع المستثناة للجنب واستحسنه الشارح لانتفاء النص المقتضي للتخصيص وهو غير جيد ، بل المتجه إباحة قراءة ما عدا العزائم من غير كراهة بالنسبة إليها مطلقا لانتفاء ما يدل على الكراهة بطريق الإطلاق أو التعميم حتى يحتاج

٢٥٠

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن زيد الشحام ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال تقرأ الحائض القرآن والنفساء والجنب أيضا.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبيدة قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن الطامث تسمع السجدة قال إن كانت من العزائم فلتسجد إذا سمعتها.

٤ ـ محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن التعويذ يعلق على الحائض فقال نعم إذا كان في جلد أو فضة أو قصبة حديد.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن داود بن فرقد ، عن

_________________________________________

استثناء السبع إلى المخصص ، ورواية سماعة التي هي الأصل في كراهة قراءة ما زاد على السبع مختصة بالجنب فتبقى الأخبار الصحيحة المتضمنة لإباحة قراءة الحائض ما شاءت سالمة عن المعارض انتهى وهو جيد.

الحديث الثاني : حسن.

الحديث الثالث : صحيح.

والمشهور بين الأصحاب أنها لو تلت السجدة أو سمعتها يجب عليها السجود ، وخالف في ذلك الشيخ (ره) فحرم عليها السجود بناء على اشتراط الطهارة فيه ، ونقل عليه في التهذيب الإجماع والظاهر عدم الاشتراط تمسكا بإطلاق الأمر الخالي من التقييد وخصوص هذه الرواية ورواية أبي بصير.

الحديث الرابع : مجهول كالصحيح.

وكأنه محمول على الاستحباب للتعظيم ، ويظهر منه عدم حرمة استعمال مثل هذه الظروف من الفضة التي لا تسمى آنية عرفا ، والحديد وإن كان فيه كراهة لكن لا ينافي ذهاب كراهة حمل التعويذ وتخفيفها بسبب ذلك ، والله أعلم.

الحديث الخامس : حسن وآخره مرسل.

٢٥١

أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن التعويذ يعلق على الحائض قال نعم لا بأس قال وقال تقرؤه وتكتبه ولا تصيبه يدها وروي أنها لا تكتب القرآن.

(باب)

(الحائض تأخذ من المسجد ولا تضع فيه شيئا)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال سألته كيف صارت الحائض تأخذ ما في المسجد ولا تضع فيه فقال لأن الحائض تستطيع أن تضع ما في يدها في غيره ولا تستطيع أن تأخذ ما فيه إلا منه.

_________________________________________

ولا يخفى عدم دلالة الخبر على جواز الكتابة والقراءة للقرآن للحائض لأن التعويذ أعم منه إلا أن يستدل بعمومه أو إطلاقه ، وفيه دلالة على المنع من مس الأدعية والأسماء وسائر ما يجعل تعويذا وفي أكثرها على المشهور محمول على الكراهة فتأمل.

باب الحائض تأخذ من المسجد ولا تضع فيه شيئا

الحديث الأول : صحيح.

والنهي عن الوضع محمول عند أكثر الأصحاب على التحريم ، وعند سلار على الكراهة ، والعمل على المشهور ، وذكر الأكثر أنه لا فرق في الوضع بين كونه من خارج المسجد أو داخله كما تقتضيه إطلاق الخبر.

٢٥٢

(باب)

(المرأة يرتفع طمثها ثم يعود وحد اليأس من المحيض)

١ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن العيص بن القاسم قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن امرأة ذهب طمثها سنين ثم عاد إليها شيء قال تترك الصلاة حتى تطهر.

٢ ـ علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن بعض أصحابنا قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام المرأة التي قد يئست من المحيض حدها خمسون سنة ، وروي ستون سنة أيضا.

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن طريف ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا بلغت المرأة خمسين سنة لم

_________________________________________

باب المرأة يرتفع طمثها ثم يعود وحد اليأس من المحيض.

الحديث الأول : صحيح.

وظاهره ترك الصلاة بمجرد الرؤية ويمكن حمله على ما إذا صادف العادة.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور ، وأخره مرسل.

الحديث الثالث : صحيح.

ويظهر بانضمام الخبر السابق أن القرشية تيأس لستين ، ولم أجد رواية بإلحاق النبطية بالقرشية ، وفي شرح الشرائع أنه لم يوجد لها رواية مسندة ، وقال في المدارك : المراد بالقرشية من انتسب إلى قريش بأبيها كما هو المختار في نظائره ، ويحتمل الاكتفاء بالأم هنا لأن لها مدخلا في ذلك بسبب تقارب الأمزجة ومن ثم اعتبرت الخالات وبناتهن في المبتدئة وأما النبطية فذكرها المفيد ومن تبعه معترفين بعدم النص عليها ظاهرا ، واختلفوا في معناها ، والأجود عدم الفرق بينها وبين غيرها ، وقد أجمع الأصحاب وغيرهم على أن ما تراه المرأة بعد يأسها لا يكون حيضا ، وإنما

٢٥٣

ترحمرة إلا أن تكون امرأة من قريش.

٤ ـ محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال حد التي قد يئست من المحيض خمسون سنة.

(باب)

(المرأة يرتفع طمثها من علة فتسقى الدواء ليعود طمثها)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن رفاعة بن موسى النخاس قال سألت أبا الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام قلت أشتري الجارية

_________________________________________

الخلاف فيما يتحقق به اليأس ، وقد اختلف فيه كلام المصنف (ره) فجزم هنا باعتبار بلوغ الستين مطلقا ، واختار في باب الطلاق من هذا الكتاب اعتبار الخمسين كذلك. وجعله في النافع أشهر الروايتين ، ورجح في المعتبر الفرق بين القرشية وغيرها باعتبار الستين فيها خاصة والاكتفاء في غيرها بالخمسين ، واحتج عليه بمرسلة ابن أبي عمير ، وهي مع قصور سندها لا تدل على المدعى صريحا. والأجود اعتبار الخمسين مطلقا لصحيحة عبد الرحمن بن الحجاج قال في المعتبر : ورواه أيضا أحمد بن محمد بن أبي نصر في كتابه عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وقد ورد بالستين رواية أخرى عن عبد الرحمن بن الحجاج أيضا عن الصادقعليه‌السلام وفي طريقها ضعف فالعمل بالأول متعين. ثم إن قلنا بالفرق بين القرشية وغيرها فكل امرأة علم انتسابها إلى قريش وهو النضر بن كنانة أو انتفاؤها عنه فحكمها واضح ، ومن اشتبه نسبها كما هو الأغلب في هذا الزمان من عدم العلم بنسب غير الهاشميين فالأصل يقتضي عدم كونها قرشية ويعضده استصحاب التكليف بالعبادة إلى أن يتحقق المسقط.

الحديث الرابع : مجهول كالصحيح.

باب المرأة يرتفع طمثها من علة فتسقى الدواء ليعود طمثها.

الحديث الأول : صحيح.

٢٥٤

فتمكث عندي الأشهر لا تطمث وليس ذلك من كبر وأريها النساء فيقلن لي ليس بها حبل فلي أن أنكحها في فرجها فقال إن الطمث قد تحبسه الريح من غير حبل فلا بأس أن تمسها في الفرج قلت فإن كان بها حبل فما لي منها قال إن أردت فيما دون الفرج.

٢ ـ ابن محبوب ، عن رفاعة قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام أشتري الجارية فربما احتبس طمثها من فساد دم أو ريح في الرحم فتسقى الدواء لذلك فتطمث من يومها أفيجوز لي ذلك وأنا لا أدري ذلك من حبل هو أو من غيره فقال لي لا تفعل ذلك فقلت له إنه إنما ارتفع طمثها منها شهرا ولو كان ذلك من حبل إنما كان نطفة كنطفة الرجل الذي يعزل فقال لي إن النطفة إذا وقعت في الرحم تصير إلى علقة ثم إلى مضغة ثم إلى ما شاء الله وإن النطفة إذا وقعت في غير الرحم لم يخلق منها شيء فلا تسقها دواء إذا ارتفع طمثها شهرا وجاز وقتها الذي كانت تطمث فيه.

_________________________________________

الحديث الثاني : صحيح.

قولهعليه‌السلام : « لا تفعل ذلك » لاحتمال كونه من الحمل.

قوله : « لو كان » الظاهر أن مراد السائل أنه لو كان بها حبل أيضا لما لم يجز أكثر من شهر لم يخلق بعد منه إنسان حتى يكون سقي الدواء موجبا لقتل إنسان بل هو تضييع نطفة كالعزل ، فأجابعليه‌السلام بالفرق بينهما بأن النطفة عند العزل لم تستقر في الرحم ، وأما إذا استقرت فتصير مبدأ لنشوء آدمي فيحرم تضييعه ، ويمكن أن يكون مراده أن الحمل لو كان فإنما هو من نطفة ضعيفة معزولة قد استقر قليل منها في الرحم بأن يكون قد علم أن مولاها السابق كان يعزل عنها ، والجواب حينئذ أن القليل والكثير إذا استقرت في الرحم تصير مبدأ للنشوء فيحترم لذلك ولا يخفى بعده فتأمل.

٢٥٥

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن داود بن فرقد قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل اشترى جارية مدركة ولم تحض عنده حتى مضى لذلك ستة أشهر وليس بها حبل قال إن كان مثلها تحيض ولم يكن ذلك من كبر فهذا عيب ترد منه.

(باب)

(الحائض تختضب)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سهل بن اليسع ، عن أبيه قال سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن المرأة تختضب وهي حائض قال لا بأس به.

٢ ـ أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن محمد بن أبي حمزة قال قلت لأبي إبراهيمعليه‌السلام تختضب المرأة وهي طامث قال : نعم.

(باب)

(غسل ثياب الحائض)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن سورة بن كليب قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن المرأة الحائض أتغسل ثيابها التي لبستها في طمثها قال تغسل ما أصاب ثيابها من الدم وتدع ما سوى ذلك قلت

_________________________________________

الحديث الثالث : صحيح وكان الأنسب ذكرها في كتاب البيع.

باب الحائض تختضب.

الحديث الأول : حسن ، والمشهور الكراهة وعدم البأس لا ينافيها.

الحديث الثاني : صحيح وفي بعض النسخ بعد قوله عن محمد بن أبي حمزة عن علي بن أبي حمزة فالخبر ضعيف على المشهور.

باب غسل ثياب الحائض.

الحديث الأول : حسن ، وعليه عمل الأصحاب.

٢٥٦

له وقد عرقت فيها قال إن العرق ليس من الحيض.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عقبة بن محرز ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال الحائض تصلي في ثوبها ما لم يصبه دم.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن العبد الصالحعليه‌السلام قال سألته أم ولد لأبيه فقالت جعلت فداك إني أريد أن أسألك عن شيء وأنا أستحيي منه فقال سلي ولا تستحيي قالت أصاب ثوبي دم الحيض فغسلته فلم يذهب أثره فقال اصبغيه بمشق حتى يختلط ويذهب.

(باب)

(الحائض تناول الخمرة أو الماء)

١ ـ محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن الحائض تناول الرجل الماء فقال قد كان بعض نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله تسكب عليه الماء وهي حائض وتناوله الخمرة.

تم كتاب الحيض من كتاب الكافي «وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » وصلى الله على محمد وآله.

_________________________________________

الحديث الثاني : مجهول.

الحديث الثالث : مجهول.

والظاهر أنه لما لم يكن عبرة باللون بعد إزالة العين ويحصل من رؤية اللون أثر في النفس فلذا أمرهاعليه‌السلام بالصبغ لئلا تتميز وترتفع استنكاف النفس ، ويحتمل أن يكون الصبغ بالمشق مؤثرا في إزالة الدم ولونه لكنه بعيد ، والمشق طين أحمر.

باب الحائض تناول الخمرة أو الماء.

الحديث الأول : كالصحيح.

وقال في الصحاح : الخمرة بالضم سجادة صغيرة من سعف.

٢٥٧

[بسم الله الرحمن الرحيم]

(كتاب الجنائز)

(باب)

(علل الموت وأن المؤمن يموت بكل ميتة)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضال عمن حدثه ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال كان الناس يعتبطون اعتباطا فلما كان زمان إبراهيمعليه‌السلام قال يا رب اجعل للموت علة يؤجر بها الميت ويسلى بها عن المصاب قال فأنزل الله عز وجل الموم وهو البرسام ثم أنزل بعده الداء.

_________________________________________

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الجنائز

باب علل الموت وأن المؤمن يموت بكل ميتة.

الحديث الأول : مرسل.

وقال في الصحاح : يقال عبطت الناقة وعتبطتها إذا ذبحتها وليست بها علة ، وقال مات فلان عبطة أي صحيحا شابا ، وقال في النهاية : الموم البرسام مع الحمى وقال البرسام بالكسر علة يهذي فيها.

قولهعليه‌السلام : « بعده الداء » أي سائر الأمراض.

٢٥٨

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن عاصم بن حميد ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال كان الناس يعتبطون اعتباطا فقال إبراهيمعليه‌السلام يا رب لو جعلت للموت علة يعرف بها ويسلى عن المصاب فأنزل الله عز وجل الموم وهو البرسام ثم أنزل الداء بعده.

٣ ـ محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن سعدان ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سمعته يقول الحمى رائد الموت وهو سجن الله في الأرض وهو حظ المؤمن من النار.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن محمد بن الحصين ، عن محمد بن الفضيل ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مات داود النبيعليه‌السلام يوم السبت مفجوءا فأظلته الطير بأجنحتها ومات

_________________________________________

الحديث الثاني : مختلف فيه.

قوله : « يعرف بها » أي وروده قبله فيهيء أموره بالوصية وغيرها ، ويمكن أن يكون قوله : « يؤجر بها » الميت في الخبر السابق شاملا لذلك أيضا فإنه يؤجر بسبب أصل المرض وبسبب ما يصير المرض سببا لإيقاعه من الأعمال الصالحة والوصية والتوبة وغيرها ، وإنما ارتكبنا ذلك لأن الراوي في الخبرين واحد والقصة واحدة وسائر المضامين مشتركة.

الحديث الثالث : مجهول.

وفي الصحاح الرائد الذي يرسل في طلب الكلاء انتهى. والمراد أنها تأتي لتهيئة منزل الموت ولإعلام الناس بنزوله كما أن بقدوم الرائد يستدل الناس على قدوم القوم.

الحديث الرابع : مجهول.

وفي الصحاح التيه المفازة يتاه فيها.

٢٥٩

موسى كليم اللهعليه‌السلام في التيه فصاح صائح من السماء مات موسىعليه‌السلام وأي نفس لا تموت؟.

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر والحسن بن محبوب ، عن أبي جميلة ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إن موت الفجأة تخفيف عن المؤمن وأخذة أسف عن الكافر.

٦ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد أو غيره ، عن علي بن حديد ، عن الرضاعليه‌السلام قال أكثر من يموت من موالينا بالبطن الذريع.

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن موسى بن الحسن ، عن الهيثم بن أبي مسروق ، عن شيخ من أصحابنا يكنى بأبي عبد الله ، عن رجل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الحمى رائد الموت وسجن الله تعالى في أرضه وفورها من جهنم وهي حظ كل مؤمن من النار.

_________________________________________

الحديث الخامس : ضعيف.

قولهعليه‌السلام : « وأخذه أسف » أي أخذه توجب تأسفه ويمكن أن يقرأ بكسر السين قال في النهاية : في حديث ـ موت الفجأة راحة للمؤمن وأخذه أسف للكافر أي ـ أخذه غضب أو غضبان ، يقال أسف يأسف أسفا فهو أسف إذا غضب.

الحديث السادس : ضعيف.

وفي القاموس : البطن محركة داء البطن ، وفي الصحاح : قتل ذريع أي سريع انتهى. والمراد هنا الإسهال الذي يتواتر الدفع فيه فيقتل ، أو الأعم منه ومن الأدواء التي تحدث بسبب كثرة الأكل كالهيضة والقولنج وأشباههما.

الحديث السابع : مرسل.

وفي القاموس فار العرق فورانا هاج انتهى. وكون فورها من جهنم لعله على المجاز أي لشدتها كأنها من جهنم ، أو أنها تنبعث من الخطايا التي توجب النار

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

حليف قريش ، وعدادهم في بني جمح ، ثم تحولوا إلى العباس.

وقد تقدم نسبه في أخيه زبيد.

قال ابن سعد : وفد عمومته إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) ، فأسلموا ، ثم رجعوا إلى اليمن ، فارتدّوا فقتلوا يوم النّحر ، ثم هاجر (٢) كثير وزبيد وعبد الرحمن بنو الصّلت إلى المدينة.

قال ابن سعد : ولد كثير في عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان له شرف وحال جميلة. وكذا جزم البخاريّ ، وابن أبي حاتم ، وابن حبّان ، والعسكريّ ، وابن مندة بأنه ولد (٣) في عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

أورده ابن حبّان في «التابعين» ، وقال البخاريّ : أدرك عثمان ، وقال ابن أبي حاتم ، عن أبيه : روى عن أبي بكر الصديق. وأخرج ابن سعد بسند صحيح إلى نافع ، قال : كان اسم كثير بن الصلت قليلا ، فسماه عمر كثيرا ، ووصله أبو عوانة في صحيحه من وجه آخر ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمرو فيه ، فسمّاه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، واستغربه ابن مندة ، وفي سنده راو ضعيف. والأول أصحّ ، ولكن للموصول شاهد. ذكره الفاكهيّ من رواية ميمون بن الحكم ، عن محمد بن جعشم ، عن ابن جريج ، ولهذا ساغ (٤) ذكره في هذا القسم ، فكأنه كان ولد قبل أن يهاجر أبوه ، وهاجر به معه ، ثم رجع إلى بلده ، ثم هاجر كثير. وروى كثير بن الصلت أيضا عن أبي بكر ، وعمر ، وزيد بن ثابت ، وغيرهم.

روى عنه يونس بن جبير ، وأبو علقمة ، وحديثه في النسائي ، وله ذكر في الصحيح في حديث أبي سعيد الخدريّ ـ أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يخرج يوم الأضحى الحديث وفيه : حتى كان مروان بن الحكم ، فخرجت حتى أتينا المصلّى ، فإذا كثير بن الصلت قد بنى منبرا من طين ولبن فذكر القصة.

وقال محمد بن سلام الجمحيّ في «طبقات الشعراء» في ترجمة الشماخ : اختصم الشماخ وزوجته إلى كثير بن الصلت ، وكان عثمان أقعده للنظر بين الناس وهو من كندة ، وعداده في بني جمح ، ثم تحوّلوا إلى بني العباس فذكر القصة (٥).

__________________

(١) في أوسلم بالمدينة.

(٢) في أهام.

(٣) في أأورده.

(٤) في أشاع.

(٥) في أقصة.

٤٨١

٧٤٩٥ ـ كثير بن العباس : بن عبد المطلب (١) بن هاشم الهاشمي ، ابن عم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يكنى أبا تمام وأمّه رومية ، ويقال حميرية.

قال أبو عليّ بن السّكن : أدرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو صغير ولم يصح سماعه منه.

ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من الصحابة ، وقال : لم يبلغنا أنه روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شيئا ، كذا قال وقد ذكره (٢) الخطابي في كتاب «من روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو وأبوه» ، وقال : قالوا : رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وأخرج أبو عليّ بن السّكن ، وابن مندة ، من طريق صباح بن يحيى ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن العباس بن كثير بن العباس ، عن أبيه ، قال : كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يجمعنا أنا وعبد الله وقثم وآخر فيفرج بين يديه ويقول : «من سبق فله كذا ...» الحديث.

وخالفه جرير بن عبد الحميد ، فقال : عن يزيد بن عبد الله بن الحارث ، قال : كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصفّ عبد الله وعبيد الله وكثيرا أولاد العباس ، ويقول : من سبق فله كذا. وهذا أقوى من رواية صباح.

وقال غيره : ولد سنة عشر من الهجرة ، ولا يثبت. وقال الدّار الدّارقطنيّ في «كتاب الإخوة» روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مراسيل ، وروى كثير أيضا عن أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، والحجاج بن عمرو بن غزيّة الأنصاري.

روى عنه الزّهريّ ، والأعرج وغيرهما.

قال يعقوب بن شيبة : يعدّ في أهل المدينة ممن ولد على عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال مصعب الزّبيريّ : كان فقيها فاضلا ، ولا عقب له. وقال ابن حبّان : مات بالمدينة في خلافة عبد الملك.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٣١) ، الاستيعاب ت (٢٢٠٢) ، الطبقات الكبرى ٤ / ٦ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٧ ، ٢٨ ، الثقات ٥ / ٣٢٩ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٥٣ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٣٢ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٥٠ ، تهذيب الكمال ٣ / ١١٤٣ ، خلاصة تذهيب ٢ / ١٣٢ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٤٣ ، الاستبصار ٨٨ ، العقد الثمين ٢ / ٩٠ ، ٩٢ ، الطبقات ٢٣٠ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٤٢٩ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢٠٧ ، جامع التحصيل ٣١٧ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣٦١ ، التمهيد ٣ / ٣٠٢ ، دائرة معارف الأعلمي ٢٤ / ١٧٤ ، الجرح والتعديل ٤٣٧.

(٢) في أالجعابيّ.

٤٨٢

الكاف بعدها النون

٧٤٩٦ ـ كنانة بن العباس : بن مرداس السلمي.

قال ابن مندة في «التّاريخ» : له رؤية ، ولم يذكره في معرفة الصحابة. وقال البخاريّ : روى عن أبيه ، روى عنه ابنه ، وذكره ابن حبان في الثقات ، ثم غفل ، فذكره في الضعفاء ، وقال : لا أدري التخليط منه أو من ولده؟ وحديثه عن أبيه في الدعاء عشية عرفة ثم صبيحة مزدلفة ، وفيه غفران [جميع ذنوب] (١) الحاج حتى التبعات. قال البخاري : لم يصح حديثه.

٧٤٩٧ ـ كندير بن سعيد بن حيوة (٢):

ذكره ابن أبي حاتم ، وذكر أنه قال : حججت في الجاهلية فإذا أنا برجل يطوف بالبيت الحديث.

وهم في ذلك وهما شنيعا ، فإنه أسقط منه ذكر والده سعيد ، وقد ذكره في سعيد بن كندير (٣) على الصواب.

وقال ابن مندة : قيل له رؤية ، وأخرج له الحديث المذكور وسقط منه ذكر أبيه أيضا والحديث لأبيه كما تقدم ، وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين».

القسم الثالث

في المخضرمين

الكاف بعدها الثاء

٧٤٩٨ ـ كثير بن عبد الله : بن مالك بن هبيرة بن صخر بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة ، يعرف بابن الغريزة النهشلي.

ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال : شاعر مخضرم بقي إلى إمرة الحجاج ، وهو الّذي يقول في قصيدة يرثي بها عثمان بن عفان ـرضي‌الله‌عنه ـ

لعمر أبيك فلا تجز عن (٤)

لقد ذهب الخير إلّا قليلا

وقد فتن النّاس عن دينهم

وخلّى ابن عفّان شرّا طويلا

[المتقارب]

__________________

(١) في أصنيع.

(٢) أسد الغابة ت (٤٥٠٧).

(٣) في أجبير.

(٤) في أتجزعي.

٤٨٣

وأول القصيدة :

نأتك أمامة نأيا طويلا

وحمّلك الحبّ عبئا (١)ثقيلا

[المتقارب]

وقال أبو الفرج الأصبهانيّ : كان شاعرا مخضرما أدرك الجاهلية والإسلام ، وغزا الطالقان في عهد عمررضي‌الله‌عنه مع العباس بن مرداس وأخيه ، وأنشد له في ذلك أبياتا منها :

سقى مزن السّحاب إذا استهلّت

مصارع فتية بالجوزجان

[الوافر]

يقول فيها :

ولم أدلج (٢)لأطرق عرس جاري

ولم أجعل على قومي لساني

ولكنّي إذا ما هايجوني

منيع الجار مرتفع المكان

[الوافر]

٧٤٩٩ ز ـ كثير بن قليب : الصدفي الأعرج.

له إدراك ، ذكره ابن يونس ، وقال : شهد فتح مصر.

٧٥٠٠ ـ كثير بن مرة الحضرميّ (٣): نزيل حمص.

له إدراك ، ذكره أبو زرعة في الطبقة العليا التي تلي الصحابة ، وقال البخاريّ : كثير بن مرة ، أبو شجرة الحضرميّ سمع معاذا ، وله حديث مرفوع أرسله ، فذكره عبدان المروزي في الصحابة لذلك ، قال أبو موسى : لم يذكره فيهم غيره ، وهو تابعي وكذا ذكره في التابعين خليفة ، وابن خيّاط ، وابن سميع ، وابن سعد ، وابن حبّان ، وغيرهم.

__________________

(١) في أعنا.

(٢) في أذبح.

(٣) أسد الغابة ت (٤٤٣٥) ، طبقات ابن سعد ٧ / ٤٤٨ ، طبقات خليفة ٣٠٩ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٤٩٥ ، تاريخ الثقات للعجلي ٣٩٧ ، الثقات لابن حبان ٥ / ٣٣٢ ، الزهد لابن المبارك ٧٠ ، أنساب الأشراف ١ / ١٠ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٥١٣ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٥٦ ، تاريخ دمشق ١٤ / ٢٥٨ ، المعين من طبقات المحدثين ٣٥ رقم ٢٢٨ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٦ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٤٩ ، طبقات الحفاظ للسيوطي ١٥ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٣٢٠ ، الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٨ ، الأسامي والكنى للحاكم ٢٧٧ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٥١٤.

٤٨٤

وقال العسكريّ : ذكره ابن أبي خيثمة فيمن يعرف من الصحابة بكنيته.

قلت : وكذا ذكره البغويّ في الكنى ، ولكنه سماه ، فقال كثير بن مرّة ، ثم قال : يشك في صحبته ، وكان قديما. ثم ذكر له حديثا من طريق أبي الزاهرية ، عن أبي شجرة ، ولم ينسبه ولم يسمّه ، وسيأتي بيانه في الكنى إن شاء الله تعالى.

وفي نسخة نصر بن علقمة بن محفوظ عن ابن عائذ ، قال : قال كثير بن مرّة ، وكان يرمي بالفقه ـ لمعاذ ونحن بالجابية : من المؤمنون؟ فقال معاذ : أمير سم أنت؟ إن كنت لأظنك أفقه [مما أنت ، هم] الذين أسلموا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وصاموا.

وروى كثير أيضا ، عن عمرو بن عبادة ، وعوف بن مالك وغيرهم. روى عنه شريح بن عبيد ، وخالد بن معدان ، ومكحول ، وآخرون.

وقال اللّيث ، عن يزيد بن أبي حبيب : قال كتب عبد العزيز بن مروان إلى كثير بن مرة ، وكان قد أدرك سبعين بدريا ووثّقه ابن سعد والبجليّ والنّسائيّ وغيرهم ، وأخرج له أصحاب السنن والبخاري في القراءة خلف الإمام ، وذكره فيمن مات في العشر الثامن (١) من الهجرة.

الكاف بعدها الراء

٧٥٠١ ـ كردوس بن عمرو (٢): ويقال ابن هانئ.

ذكره البخاريّ من طريق شعبة مختصرا ، فقال كردوس بن هانئ ، قال لي سليمان عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي وائل ، عن كردوس بن عمرو ، وكان يقرأ الكتب.

وذكره ابن أبي داود في الصحابة. وروى من طريق كردوس بن عمرو ، وقال : لما أنزل اللهعزوجل : إن الله ليبتلي العبد وهو يحبّه ليسمع صوته

وأخرج أبو نعيم ، من طريق زائدة ، عن منصور ، عن شقيق ، عن كردوس ، قال : كنت أجد في الإنجيل إذ كنت أقرؤه : إنّ الله ليصيب العبد بالأمر (٣) يكرهه ، وإنه ليحبه ، لينظر كيف تضرّعه إليه.

__________________

(١) في السنة الثامنة.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٤٤) ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٩ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٣٥.

(٣) في أببلاء.

٤٨٥

وليس في هذا ما يثبت صحبته ، لكن فيه ما يشعر بأنّ له إدراكا.

ويقال : إن عليا أقطع كردوس بن هانئ الأرض المعروفة بالكردوسية من السواد. ويقال إنه منسوب إلى هذا.

وخلطه أبو نعيم بكردوس الّذي روى حديثه مروان بن سالم [عن ابن كردوس] (١) ، عن أبيه. وفرّق بينهما أبو موسى فأصاب ، وأنكر عليه ابن الأثير فلم يصب ، فإنّهما [متغايران] (٢).

٧٥٠٢ ز ـ كرز بن أبي حبة (٣): بن الأشحم بن عائذ بن ثعلبة بن قرة بن حبيش (٤) بن عمرو العذري.

له إدراك ، وهو جدّ هدبة بن الخشرم ، وزيادة بن زيد ـ ولدى كرز ، وكان بين هدبة وابن عمه زيادة شيء فقتله هدبة عمدا فحبسه معاوية سبع سنين حتى بلغ المسور بن زيادة ، فطلب القود من سعيد بن العاص فسلّمه له فقتله بالحرّة.

ولهدبة في ذلك أشعار ، وقصة مذكورة في كامل المبرد وغيره.

٧٥٠٣ ـ كريب بن أبرهة (٥): بن الصباح بن مرثد بن يكنف (٦) الأصبحي ، أبو رشدين.

قال ابن عساكر : يكنى أبا رشدين وأبا راشد ، يقال له صحبة ، وذكر (٧) البغويّ في الصحابة من طريق علي الجهضمي ، عن حريز بن عثمان ، عن سعيد بن مرة ، عن حوشب ، عن كريب بن أبرهة الأصبحي من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عن أبي ريحانة من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٨) ، قال : «الكبر من سفه الحقّ ، وغمص النّاس بعينه» (٩).

وأورد ابن عساكر من طريق البغويّ ، وقال : فيه ثلاثة أوهام : أحدها قوله سعيد بن مرة ، والصواب سعيد بن مرثد ثانيها قوله : عن حوشب ، وإنما هو عبد الرحمن بن حوشب والثالث أنه أسقط منه (١٠) بين كريب وابن حوشب رجلا وهو ثوبان بن شهر.

__________________

(١) سقط من أ.

(٢) سقط من أ.

(٣) في أأرحبة.

(٤) في أجبير.

(٥) أسد الغابة ت (٤٤٥٤) ، الاستيعاب ت (٢٢٥٤).

(٦) في أمكيف.

(٧) في أذكره.

(٨) في أوسلم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

(٩) أي احتقرهم ولم يرهم شيئا. النهاية ٣ / ٣٨٦.

(١٠) في أابن.

٤٨٦

وقد أخرجه يعقوب بن سفيان عن أبي اليمان وعلي بن عياش ، كلاهما عن حريز بن عثمان على الصواب ، ولفظه عن سعيد بن مرثد عبد الرحمن ، سمعت ابن حوشب يحدّث عن ثوبان بن شهر ، سمعت كريب بن أبرهة ـ وكان جالسا مع عبد الملك في سطح بدير (١) مران ، فذكر الكبر ، فقال كريب : سمعت أبا ريحانة يقول : لا يدخل الجنة شيء من الكبر ، فقال قائل : يا رسول الله ، إني أحبّ أن أتجمل ، بعلاق سوطي وشسع نعلي ، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ ذلك ليس بالكبر ، إنّ الله جميل يحبّ الجمال ، إنّما الكبر من سفه الحقّ وغمص النّاس بعينه».

ثم قال ابن عساكر في قوله في السند : عن كريب بن أبرهة من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ نظر ، فقد رويناه من طرق ليس في شيء منها هذه الزيادة.

وقد ذكره في التّابعين البخاريّ والعجليّ ، وابن أبي حاتم ، وابن حبّان وغيرهم. ونقل أبو موسى عن جعفر المستغفري ، قال : لم يثبت صحبته غير أبي حاتم ، كذا قال ، وما رأينا في كتاب (٢) أبيه شيئا من ذلك

[وروى كريب أيضا عن أبي الدرداء ، ومرة بن كعب ، وكعب الأحبار. روى عنه ثوبان بن شهر ، وسليم بن عتر ، والهيثم بن خالد وغيرهم.

وقال ابن يونس : شهد فتح مصر ، واختطّ ب «الجيزة» ولم يزل قصره بها إلى بعد الثلاثمائة ، وولى كريب لعبد العزيز رابطة الإسكندرية ، وكان شريفا في أيامه بمصر.

ومن طريق يعقوب بن عبد الله بن الأشجّ : قدمت مصر في أيام عبد العزيز بن مروان ، فرأيت كريب بن أبرهة قد خرج من عنده وتحت ركابه خمسمائة نفس من حمير يسعون] (٣).

وذكره ابن الكلبيّ ، فقال : كريب بن أبرهة والد رشدين ، كان سيّد حمير بالشام زمن معاوية ، وشهد صفّين ، وأدرك الحجاج وهو شيخ كبير.

__________________

(١) الدير) بيت يتعبّد فيه الرهبان يكون في الصحاري والمواضع المنقطعة عن الناس فيه مساكن الرهبان تسمى القلّايات وما كان كذلك أعني من المواضع المتعبدات التي فيها مساكن الرهبان بقرب العمران فإنه يسمى العمر وما كان من موضع متعبداتهم وبين العمران ولا مساكن فيه فإنه يسمى البيعة وقد يسمى الكنيسة أيضا إلا أن أهل العراق يخصّون الكنيسة باليهود والبيعة بالنصارى وقلّ أن يكون دير أو عمر يخلو عن بستان ، «دير مرّان» بضم أوله وتثنية مرّة بالقرب من دمشق ، على تلّ مشرف على مزارع الزعفران. انظر مراصد الاطلاع ٢ / ٥٤٩ ، ٥٧٥.

(٢) في أابنه.

(٣) سقط في أ.

٤٨٧

وقال أبو عمر : في صحبته نظر ، ولم نجد روايته إلا عن الصّحابة ، مع أنه روى عنه كبار التّابعين من الشّاميين ، منهم كعب الأحبار ، وسليم (١) بن عامر ، ومرة بن كعب وغيرهم ، كذا قال.

قال ابن يونس : ومات كريب سنة خمس وسبعين. وذكر يعقوب بن سفيان عن يحيى بن بكير ، قال : أظن أنه مات سنة ثمان وخمسين.

قلت : ذكرته في هذا القسم ، لأنّ ابن الكلبي وصفه بأنه أدرك الحجاج وهو شيخ كبير [والحجاج عاش بعده ثلاث عشرة سنة أو ستّ عشرة ، فيكون له بهذا الاعتبار إدراك] (٢) ثم وجدت في تاريخ ابن عساكر ما يدلّ على ذلك ، وساق بسند له إلى يزيد بن أبي حبيب أنّ عبد العزيز بن مروان قال لكريب ، أشهدت خطبة عمر بالجابية؟ قال : نعم.

٧٥٠٤ ـ كريب بن الصباح الحميري :

قتل يوم صفّين مع معاوية ، قاله عمرو بن شمر هكذا (٣) قرأته بخط الذهبي ، وهو نقله عن ابن عساكر ، فذكر من كتاب صفّين لإبراهيم بن ديزيل ، فأخرج من طريق عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن صعصعة بن صوحان ـ أنّ كريب بن الصباح طلب البراز يوم صفّين ، وكان أشدّ الناس بالشام بأسا ، فبرز إليه ثلاثة ، واحد بعد واحد ، فقتلهم فبرز إليه عليّ فقتله.

قلت : وليس في قصته ما يدلّ على أن له صحبة ولا إدراكا ، فذكرته في هذا القسم للاحتمال.

الكاف بعدها العين

٧٥٠٥ ز ـ كعب بن جعيل : بن قمير بن عجرة بن ثعلبة بن عوف بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب التّغلبي الشاعر المشهور.

استدركه ابن فتحون ، وزعم أنّ البغوي ذكره في الصحابة ، وذكر له قصة جرت له مع معاوية في سؤاله إياه عن خالد بن الوليد.

قلت : وقد ذكرها الزبير عن عمه مصعب ، قال : زعموا أن معاوية قال لكعب بن جعيل : ليس للشاعر عهد ، قد كان عبد الرحمن لك صديقا فلما مات نسيته. فقال : ما فعلت. ثم أنشده ما رثاه به.

__________________

(١) في أسلمة.

(٢) سقط من أ.

(٣) في أشمر وهكذا.

٤٨٨

وقال ابن عساكر : كانت له مدائح في عبد الرحمن بن خالد وبقي حتى وفد على الوليد بن عبد الملك ، وهو كان شاعر أهل الشام ، كما أن النجاشي الحارثي شاعر أهل الكوفة ، ولهما مراجعات بصفّين.

قلت : ولم أره في النسخة التي عندي من معجم البغوي ، ثم وجدت في نسخة من كتاب ابن فتحون : ذكره مطيّن في الصحابة ، وذكره قصته مع معاوية ، [ولم يزد الخطيب وابن ماكولا وغيرهما في التعريف به على أنه كان في زمن معاوية.

وقد ذكره محمد بن سلام في الطبقة الثالثة من شعراء الإسلام ، ولا يبعد أن يكون له إدراك] (١).

وقال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» : كان شاعرا مفلقا في أول الإسلام ، وهو شاعر أهل الشّام ، وشهد صفّين مع معاوية ، وهو القائل :

ندمت على شتمي العشيرة بعد ما

مضى واستتبّت للرّواة مذاهبه

فأصبحت لا أسطيع ردّ الّذي مضى

كما لا يردّ الدّرّ في الضّرع حالبه

[الطويل]

٧٥٠٦ ز ـ كعب بن خفاجة : بن عمرو بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري العقيلي ، جدّ توبة بن الحمير بن كعب الشاعر المشهور.

له إدراك ، وأخبار توبة مع ليلى الأخيلية مشهورة في زمن عبد الملك بن مروان.

٧٥٠٧ ز ـ كعب بن ربيعة السعدي : الشاعر المشهور ، وهو المخبل. يأتي في الميم.

٧٥٠٨ ز ـ كعب بن سور (٢): بضم المهملة وسكون الواو ، ابن بكر بن عبيد بن ثعلبة بن سليم بن ذهل بن لقيط بن الحارث بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس الأزدي.

قال ابن أبي حاتم : ولاه عمر قضاء البصرة بعد (٣) أبي مريم. وقال البخاريّ : قتل يوم الجمل وقال ابن حبّان : هو أول قاض بالبصرة. وقال ابن مندة : يقال إنه أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وقال ابن أبي حاتم عن أبي زرعة : ليست له صحبة.

وقال أبو عمر : كان مسلما في عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يره ، وهو معدود في كبار التابعين.

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٦٨) ، الاستيعاب ت (٢٢٢١).

(٣) سقط في أ.

٤٨٩

وبعثه عمررضي‌الله‌عنه قاضيا على البصرة لخبر عجيب مشهور جرى له معه في امرأة شكت زوجها إلى عمر ، فقالت : إن زوجي يقول الليل ويصوم النهار ، وأنا أكره أن أشكوه إليك ، وهو يعمل بطاعة الله ، فكأن عمر لم يفهم عنها ، وكعب بن سور جالس معه ، فأخبره أنها تشكو أنها ليس لها من زوجها نصيب ، فأمره عمر [بن الخطاب] (١)رضي‌الله‌عنه أن يقضي بينهما ، فقضى للمرأة بيوم من أربعة أيام أو ليلة من أربع ليال فسأله (٢) عمر عن ذلكرضي‌الله‌عنه فنزع بأن الله تعالى أحلّ له أربع نسوة لا زيادة ، فلها ليلة من أربع ليال ، فأعجب ذلك عمر ، فاستقضاه. هذا معنى الخبر.

وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنّفه ، من طريق محمد بن سيرين : ورواه الشعبي أيضا. انتهى.

وأخرجه الزّبير بن بكّار في «الموفقيات» من طريق محمد بن معن ، وأورده ابن دريد في الأخبار المنثورة عن أبي حاتم السّجستاني ، عن أبي عبيدة ، وله طرق. وقال ابن أبي حاتم : روى عنه يزيد بن عبد الله بن الشّخّير وغيره ، وشهد كعب بن سور الجمل مع عائشة ، فلما اجتمع الناس خرج وبيده مصحف فنشره وجال بين الصفّين يناشد الناس في ترك القتال فأتاه سهم (٣) غرب فقتل ، وكانت وقعة الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين.

٧٥٠٩ ـ كعب بن عاصم الصّدفي :

قال ابن يونس : شهد فتح مصر ، ذكروه في كتبهم ، يعني في فتح مصر.

٧٥١٠ ـ كعب بن عبد الله : بن عمرو بن سعد بن صريم (٤).

له إدراك وقتل ولده عبد الله بن كعب مع علي ، وكان معه اللواء ، ذكره ابن الكلبيّ ، وأخوه خالد بن عبد الله بن عمرو شاعر جاهلي ، ذكره ابن الكلبي أيضا.

وفي تاريخ البخاريّ : كعب بن عبد الله العبديّ يعدّ في الكوفيين ، ورأى عليّا يمسح على جوربيه ، ثم ساقه من طريق الثوري عن الزبرقان ، عنه ، فكأنه هذا.

٧٥١١ ـ كعب بن ماتع (٥): بكسر (٦) المثناة من فوق ، الحميري ، أبو إسحاق المعروف بكعب الأحبار.

وقال البخاريّ : ويقال له : كعب الحبر ، يكنى أبا إسحاق من آل ذي رعين ، أو من ذي الكلاع.

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) في أفأعجب عمر ذلك.

(٣) في أغريب.

(٤) في أمريم.

(٥) أسد الغابة ت (٤٤٨٣).

(٦) في أبفتح.

الإصابة/ج٥/م٣١

٤٩٠

وقد أخرج الطّبرانيّ ، من طريق يحيى بن أبي عمرو الشيبانيّ ، عن عوف بن مالك أنه دخل المسجد يتوكّأ (١) على ذي الكلاع ، وكعب يقصّ على الناس ، فقال عوف لذي الكلاع : ألا تنهى ابن أخيك هذا عما يفعل ، فذكر الحديث الآتي.

وكعب أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجلا ، وأسلم في خلافة أبي بكر أو عمررضي‌الله‌عنهما ، وقيل في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والراجح أنّ إسلامه كان في خلافة عمررضي‌الله‌عنه ، فقد أخرج ابن سعد من طريق علي بن زيد بن جدعان ، عن سعيد بن المسيّب ، قال : قال العبّاس لكعب : ما منعك أن تسلم في عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأبي بكر حتى أسلمت في خلافة عمر؟ قال : إنّ أبي كتب كتابا.

وحكى الرّشاطيّ عن كعب الأحبار قال : لما قدم علي اليمن أتيته فسألته عن صفة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأخبرني فتبسّمت فسألني ، فقلت : من موافقة ما عندنا ، وأسلمت ، وصدقت به ، ودعوت من قبلي إلى الإسلام ، فأقمت على إسلامي إلى أن هاجرت في زمن عمر ، ويا ليتني تقدمت في الهجرة.

وروى الواقديّ في «السير» رواية محمد بن شجاع الثلجي ، عنه ، عن إسحاق بن عبد الله بن نسطاس ، عن عمرو بن عبد الله ، قال : قال كعب : لما قدم عليرضي‌الله‌عنه اليمن فذكر نحوه وأتمّ منه.

وقال أبو مسهر : الّذي حدثني به غير واحد أن كعبا كان مسكنه في اليمن ـ فذكره نحوه ، فقدم على أبي بكر ، ثم أتى الشام فمات به.

وذكر سيف بأسانيده أنه أسلم في زمن عمر (سنة اثنتي عشرة). (٢)

وأخرج ابن سعد بسند حسن عن سعيد بن المسيّب ، قال : قال العباس لكعب : ما منعك أن تسلم في عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأبي بكر؟ قال : إنّ أبي كان كتب لي كتابا من التوراة ، فقال : اعمل بهذا ، وختم على سائر كتبه ، وأخذ عليّ بحقّ الوالد ألّا أفض الختم عنها ، فلما رأيت ظهور الإسلام قلت : لعلّ أبي غيب عني علما ، ففتحتها فإذا صفة محمد وأمته ، فجئت الآن مسلما.

وروينا ما في المجالسة بسند حسن ، عن عبد الله بن غيلان ، حدثني العبد الصالح كعب الأحبار.

__________________

(١) متوكئا في أ.

(٢) في أنسبه إلى غيره.

٤٩١

وأخرج ابن أبي خيثمة بسند حسن ، عن القاسم بن كثير ، عن رجل من أصحابه ، قال : كان كعب يقصّ فبلغه حديث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . لا يقصّ إلا أمير أو مأمور أو محتال ، فترك القصص حتى أمره معاوية فصار يقصّ بعد ذلك.

روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرسلا ، وعن عمر ، وصهيب ، وعائشة ، روى عنه من الصحابة ابن عمر. وأبو هريرة ، وابن عباس ، وابن الزبير ، ومعاوية ، ومن كبار التابعين أبو رافع الصائغ ، ومالك بن عامر ، وسعيد بن المسيب ، وابن امرأته تبيع الحميري ، وممن بعدهم ، عطاء ، وعبد الله بن ضمرة السلولي ، وعبد الله بن رباح الأنصاري ، وآخرون.

قال ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام : وكان على دين اليهود فأسلم ، وقدم المدينة ، ثم خرج إلى الشام فسكن حمص ، قالوا : ذكر أبو الدرداء كعبا ، فقال : إن عند ابن الحميرية لعلما كثيرا وعند ابن عبد الرحمن بن جبير بن نفير. قال : قال معاوية ألا إن أبا الدرداء أحد الحكماء ، ألا إنّ كعب الأحبار أحد العلماء إن كان عنده لعلم كالبحار ، وإن كنّا فيه لمفرّطين.

وقال عبد الله بن الزّبير لما أتي برأس المختار : ما وقع في سلطاني شيء إلا أخبرني به كعب ، إلا أنه ذكر لي أنه يقتلني رجل من ثقيف ، وهذه رأسه بين يدي ، وما دري أنّ الحجاج خبئ له ، أخرجه الفاكهي وغيره.

وأخرج الطّبرانيّ من طريق الأزرق بن قيس ، عن عوف بن مالك ـ أنه أتى على كعب وهو يقصّ ، فقال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «لا يقصّ على النّاس إلّا أمير أو مأمور (١) أو متكلّف» ، فأمسك عن القصص حتى أمره به معاويةرضي‌الله‌عنه .

وقال حميد بن عبد الرحمن بن عوف : سمعت معاوية يحدّث رهطا من قريش بالمدينة ، وذكر كعبا ، فقال : إن كان لمن أصدق من هؤلاء (٢) المحدثين عن أهل الكتاب ، وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب.

أخرجه البخاريّ ، وأوّله بعضهم بأنّ مراده بالكذب عدم وقوع ما يخبر به أنه سيقع ، لا أنه هو يكذب.

__________________

(١) أخرجه ابن ماجة في السنن ٢ / ١٢٣٥ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظه كتاب الأدب (٣٣) باب القصص (٤٠) حديث رقم ٣٧٥٣. قال البوصيري في الزوائد في إسناده عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف ، وأحمد في المسند ٢ / ١٧٨ ، ٦ / ٢٧ والطبراني في الكبير ١٨ / ٥٦ ، ٦٦ ، ٧٨ والطبراني من الصغير ١ / ٢١٦ ، والبخاري في التاريخ الكبير ٨ / ٣٢٩ وابن عساكر في التاريخ ٧ / ٤٣٠ ، وابن عدي في الكامل ٢ / ٦٦٨.

(٢) في ألا أصدق من هؤلاء.

٤٩٢

وأخرج ابن أبي خيثمة بسند حسن ، عن قتادة ، قال : بلغ حذيفة أن كعبا يقول : إن السماء تدور على قطب كالرّحى. فقال : كذب كعب ، إن الله يقول :( إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا ) [سورة فاطر آية ٤١].

ووقع ذكره في عدة مواضع في الصحيح ، منها عند مسلم في حديث الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة. عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : «إذا أدّى العبد حقّ الله وحقّ مواليه كان له أجران» (١) قال أبو هريرة : فحدثت به كعبا فقال : ليس عليه حساب ولا على مؤمن مزهد.

وأخرج ابن أبي الدّنيا من طريق أسامة بن زيد ، عن أبي معن (٢) ، قال : لقي عبد الله ابن سلام كعبا عند عمر ، فقال : يا كعب ، من العلماء؟ قال : الذين يعملون بالعلم ، قال : فما يذهب العلم من قلوب العلماء؟ قال : الطمع ، وشره النفس وتطلّب الحاجات إلى الناس. قال : صدقت.

وأخرج ابن عساكر من مسند محمد بن هارون الرّوياني ، من طريق ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ـ أنّ رأس الجالوت قال لهم : إنّ كل ما تذكرون عن كعب بما يكون أنه يكون إن كان قال لكم إنه مكتوب في التوراة فقد كذبكم ، إنما التوراة ككتابكم ، إلا أن كتابكم جامع : يسبح لله ما في السموات وما في الأرض ، وفي التوراة يسبح لله الطير والشجر. وكذا وكذا ، وإنما الّذي يحدث به كعب عما يكون من كتب أنبياء بني إسرائيل وأصحابهم كما تحدّثون أنتم عن نبيكم وعن أصحابه.

قال ابن سعد : مات بحمص سنة اثنتين وثلاثين ، وفيها أرّخه غير واحد : وقال ابن حبّان في «الثقات» مات سنة أربع وثلاثين ، وقيل سنة اثنتين ، وقد بلغ مائة وأربع سنين ، وقال البخاريّ : قال حسن ـ يعني ابن رافع ، عن ضمرة : هو ابن ربيعة ، وابن عياش ، هو إسماعيل : لسنة بقيت من خلافة عثمان.

قلت : وهو يوافق ابن حبان ، لأن قتل عثمان في آخر سنة خمس وثلاثين. وقال ابن سعد : مات سنة اثنتين وثلاثين بحمص.

__________________

(١) أخرجه مسلم في صحيحه ٣ / ١٢٨٥ عن أبي هريرة بلفظه في كتاب الإيمان باب ١١ ثواب العبد وأجره إذا نصح لسيده وأحسن عبادة الله حديث رقم ٤٥ ـ ١٦٦٦ وأورده التقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٢٥١٠٦ وعزاه إلى مسلم في الصحيح ومسند أحمد.

(٢) في أمعمر.

٤٩٣

الكاف بعدها اللام والميم

٧٥١٢ ز ـ كلح الضبي :

له إدراك ، وشهد الفتوح في العراق ، وهو الّذي حمى الجسر حتى عقد هو والمثنى بن حارثة ، وعاصم بن عمرو ، ومذعور العجليّ. ذكره سيف بن عمر.

٧٥١٣ ز ـ الكميت بن ثعلبة بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن حجوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأزدي.

قال أبو عبيدة : الكميت الشعراء ثلاثة : أولهم هذا وهو مخضرم ، كذا ذكره المرزباني ، وقال : إنه جد الّذي بعده ، والثالث الكميت بن زيد ، وهو أكثرهم شعرا ، وأشهرهم ذكرا ، وهو من شعراء الدولة الأموية ، ومات سنة اثنتين وعشرين ومائة.

٧٥١٤ ز ـ الكميت بن معروف بن الكميت بن ثعلبة الفقعسيّ.

ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال : المخضرم ، يكنى أبا أيوب ، وهو القائل في قصة سالم بن دارة :

فلا تكثروا فيها اللّجاج فإنّه

محا السّيف ما قال ابن دارة أجمعا

[الطويل]

وذكر أنها تنسب لجدّه ، والأول أثبت.

وأنشد له :

ولا أجعل المعروف حلّ أليّة

ولا عدة للنّاظر المتغيّب

وأونس من بعض الأخلّا ملالة

الدنوّ فأستبطيهم بالتّحبّب

[الطويل]

٧٥١٥ ز ـ كميل بن حبان بن سلمة :

تقدم ذكر أبيه في القسم الأول من الحاء ، وأما هو فسيأتي بيان أنه من أهل هذا القسم في ترجمة أبي يزيد اللقيطي من الكنى إن شاء الله تعالى.

٧٥١٦ ز ـ كميل بن زياد بن نهيك : ويقال ابن عبد الله النخعي التابعي الشهير (١).

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٦ / ١٧٩ ، طبقات خليفة ١٤٨ ، تاريخ خليفة ٢٨٨ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢٤٣ ، تاريخ الثقات للعجلي ٣٩٨ ، الثقات لابن حبان ٢ / ٣٤١ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٢٨١ ، أنساب الأشراف ٥ / ٣٠ ، فتوح البلدان ٤٥٨ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٠٥ ، العقد الفريد ٢ / ٢١٢ ، مروج الذهب ١٧٤٩ ،

٤٩٤

له إدراك قال ابن خيثمة ، وخليفة بن خيّاط : مات سنة اثنتين وثمانين من الهجرة. زاد ابن أبي خيثمة : وهو ابن سبعين سنة بتقديم السين ، فيكون قد أدرك من الحياة النبويّة ثماني عشرة سنة.

وروى عن عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وغيرهم روى عنه عبد الرحمن بن عابس وأبو إسحاق السّبيعي والأعمش وغيرهم.

قال ابن سعد : شهد صفين مع عليّ ، وكان شريفا مطاعا ، ثقة ، قليل الحديث ووثقه ابن معين وجماعة. وقال ابن عمّار : كان من رؤساء الشيعة ، وأخرج ابن أبي الدّنيا من طريق الأعمش ، قال : دخل الهيثم بن الأسود على الحجاج ، فقال له : ما فعل كميل بن زياد. قال : شيخ كبير في البيت. قال : فأين هو؟ قال : ذاك شيخ كبير خرف ، فدعاه فقال له : أنت صاحب عثمان؟ قال : ما صنعت بعثمان! لطمني فطلبت القصاص ، فأقادني فعفوت قال : فأمر الحجاج بقتله.

وقال جرير ، عن مغيرة : طلب الحجاج كميل بن زياد فهرب منه فحرم قومه عطاءهم ، فلما رأى كميل ذلك قال : أنا شيخ كبير قد نفد عمري لا ينبغي أن أحرم قومي عطاءهم ، فخرج إلى الحجاج ، فلما رآه قال له : لقد أحببت أن أجد عليك جميلا. فقال له كميل : إنه ما بقي من عمري إلا القليل ، فاقض ما أنت قاض ، فإن الموعد الله ، وقد أخبرني أمير المؤمنين عليّ أنك قاتلي ، قال : بلى ، قد كنت فيمن قتل عثمان ، اضربوا عنقه ، فضربت عنقه.

الكاف بعدها النون والهاء والواو

٧٥١٧ ز ـ كنانة بن بشر بن غياث بن عوف بن حارثة بن قتيرة : بن حارثة بن تجيب التّجيبي.

قال ابن يونس : شهد فتح مصر ، وقتل بفلسطين سنة ست وثلاثين ، وكان ممن قتل عثمان ، وإنما ذكرته لأن الذهبي ذكر عبد الرحمن بن ملجم ، لأن له إدراكا ، وينبغي أن ينزه عنهما كتاب الصحابة.

وقتيرة في نسبه بقاف ومثناة بوزن عظيمة ، وتجيب بضم أوله ، وإلى كنانة أشار الوليد بن عقبة بقوله في مرثية عثمان

__________________

الجرح والتعديل ٧ / ١٧٤ ، تاريخ الطبري ٤ / ٣١٨ ، جمهرة أنساب العرب ٤١٥ ، تهذيب الكمال ٣ / ١١٥٠ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٤٧ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٣٦ ، التذكرة الحمدونية ١ / ٦٧ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٥١٦.

٤٩٥

ألا إنّ خير النّاس بعد ثلاثة

قتيل التّجيبيّ الّذي جاء من مصر

[الطويل]

٧٥١٨ ـ كهمس الهلالي (١):

له إدراك وسماع من عمر. روى عنه معاوية بن قرة.

٧٥١٩ ز ـ الكواء اليشكري : والد عبد الله صاحب علي.

له إدراك ، ذكر البلاذريّ من طريق عوانة بن الحكم أنّ سمية والدة زياد كانت من أهل زندورد من عمل كسكر ، تسمى ياميح فسرقها الكواء اليشكري وسمّاها سمية ، فكانت عنده مدة ، ثم إنه سقي بطنه فخرج إلى الطائف ، فأتى الحارث بن كلدة طبيب العرب فداواه فبرئ فوهب له سميّة ، فذكر القصة ، وكان هذا في الجاهلية ، فوقع الحارث على سمية ، فولدت له ، ثم زوجها مولاه عبيدا ، فولدت له على فراشه زيادا سنة الهجرة.

وسيأتي بيان ذلك في ترجمة سمية إن شاء الله تعالى.

الكاف بعدها الياء

٧٥٢٠ ـ كيسان العنزي : تقدم في عباد بن ربيعة.

٧٥٢١ ـ كيسان : أبو سعيد المقبري المدني ، وهو أبو سعيد صاحب العباس مولى أم شريك.

له إدراك ، وكان على عهد عمر رجلا فجعله على حفر القبور بالمدينة.

وقد روى عن أبي هريرة ، وأبي شريح ، وأبي سعيد ، وعقبة بن عامر ، وغيرهم ، ولكنه لم يكثر ، وجلّ حديثه عند ولده سعيد.

روى عنه ولده سعيد ، وحفيده عبد الله ، وعمرو بن أبي عمرو ، وغيرهم.

وحكى ابن الأمين في «ذيل الاستيعاب» عن الواقدي أنه أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة ، وقال : مات في خلافة الوليد بن عبد الملك ، وقيل سنة مائة ، وقال الطّحاويّ : مات سنة مائة وخمس وعشرين ، وهذا وهم منه ، فإنما هي سنة وفاة ولده سعيد ، وبنى الطّحاويّ على ذلك روايته عن أبي

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٥٠٨) ، الاستيعاب ت (٢٢٥٩).

٤٩٦

رافع ، والحسن بن علي. وقد صرّح أبو داود في روايته عن أبي رافع بالسماع ، فبطل البناء المذكور.

ووثّقه النّسائيّ ، واحتج به الجماعة ، وفرّق ابن حبان بين أبي سعيد مولى أم شريك وهو المقبري ، وأبي سعيد صاحب العباس.

وقال أبو أحمد الحاكم : أنبأنا البغوي ، حدثنا بشر أي ابن الوليد ، حدثنا عبد العزيز ابن الماجشون ، عن أبي صخر ، عن أبي سعيد المقبري ، قال : أتيت عمر بن الخطاب بمائتي درهم ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، هذه زكاة مالي قال : وقد عففت يا كيسان؟ قلت : نعم. قال : اذهب بها أنت فاقسمها. قال الحاكم : قيل له المقبري ، لأنه كان يحفر مقبرة بني دينار. وقيل : كان نازلا بقرب المقبرة.

قلت : وثبت في صحيح البخاري أنه كان ينزل المقابر ، وأخرج البيهقي في «المعرفة» ، من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبيه ، قال : اشترتني امرأة فكاتبتني على أربعين ألفا فأدّيت إليها عامة ذلك ، ثم حملت ما بقي إليها ، فقالت : لا والله حتى آخذه شهرا بشهر ، وسنة بسنة ، فذكرت ذلك لعمر ، فقال : ارفعه إلى بيت المال ، ثم قال : إن هذا مالك ، وقد عتق أبو سعيد فإن شئت فخذي شهرا بشهر أو سنة بسنة ، قال : فأرسلت فأخذته من بيت المال.

٧٥٢٢ ز ـ كيسان : غير منسوب.

يأتي في الكنى إذا ذكر أبوه أبو كيسان.

القسم الرابع

الكاف بعدها الثاء

٧٥٢٣ ز ـ كثير الأنصاري (١): سكن البصرة. روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، رأيته كان إذا صلّى المكتوبة انصرف عن يساره.

روى عنه ابنه جعفر بن كثير ، وقد قيل : إنّ حديثه مرسل ، قاله ابن عبد البر.

وقال ابن عبد البرّ : كثير الهاشمي ، ثم أخرج من طريق بكر بن كليب الليثي ، عن

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٢٤) ، الاستيعاب ت (٢٢٠٦) ، الاستبصار ٣٤٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٧.

٤٩٧

جعفر بن كثير الهاشمي ، عن أبيه فذكر الحديث بعينه. وكذا صنع أبو نعيم ، وجزم بأنه كثير بن العباس بن عبد المطلب ، وهو وهم منه ومن ابن مندة حيث قال : الهاشمي ، وإنما هو سهميّ.

وأما قول أبي عمر : إنه أنصاري فأبعد في الوهم ، وأما قوله : قيل إن حديثه مرسل ، فكان ينبغي أن يجزم بذلك.

قال ابن أبي حاتم : جعفر بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي روى عن أبيه. روى عنه بكر بن كليب ، سمعت أبي يقول ذلك.

قلت : فتبيّن أنه تابعي ، حديثه مرسل ، فإن كثير بن المطلب السهمي تابعي معروف ، حديثه عند أبي داود والنسائي ، وليس لكثير بن العباس ولد يسمى جعفرا ، فإن الزبير لم يذكر له ولدا سوى يحيى ، وقال : قد انقرض ولد كثير بن العباس.

٧٥٢٤ ـ كثير الهاشمي (١):

أفرده ابن الأثير عن الأنصاري ، ولو تأمّل لعرف من الحديث المذكور في الترجمتين أنّ راويهما واحد ، وإنما وقع الاختلاف في نسبته.

٧٥٢٥ ز ـ كثير بن عبيد التيمي : مولى أبي بكر الصديق ، أبو سعيد ، رضيع عائشة.

روى عن عائشة ، وأبي هريرة وغيرهما.

ذكره البخاريّ وابن حبّان وغيرهما في «التابعين» ، واستدركه ابن فتحون ظنا منه أنه الموصوف بكونه رضيع عائشة ، وليس كما ظن ، وإنما الموصوف بذلك والده عبيد. وقد مضى ذكره.

٧٥٢٦ ـ كثير بن قيس (٢):

أورده ابن قانع في الصحابة ، فوهم وهما قبيحا ، فأورد من طريق عاصم بن رجاء ، عن داود بن جميل ، عن كثير بن قيس : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «من سلك طريقا للعلم سهّل الله له طريقا إلى الجنّة (٣)» ، أخرجه عن محمد بن يونس ، عن عبد الله بن داود ، عن عاصم.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٣٦).

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٣٤) ، الاستيعاب ت (٢٢٠٤).

(٣) أخرجه بنحوه أحمد في المسند ٥ / ١٩٦ وابن حبان (٧٨) وأصله في مسلم في كتاب الذكر (٣٨).

٤٩٨

وهذا سقط منه الصحابي : فقد أخرجه أبو داود عن مسدد والدارميّ ، وابن ماجة عن نصر بن علي ، كلاهما عن عبد الله بن داود بهذا السند إلى كثير ، عن أبي الدرداء ، قال : سمعت وهكذا أخرجه ابن حبّان من رواية عبد الأعلى بن حماد ، عن عبد الله بن داود ، وتابعه إسماعيل بن عياش ، عن عاصم بن رجاء. وفي هذا السند اختلاف ليس هذا موضع ذكره والوهم فيه من ابن قانع ، لا من شيخه محمد بن يونس ، فقد وقع لنا بعلوّ من حديثه على الصواب في ترجمة حديث [......].

٧٥٢٧ ـ كردمة : ذكره البغويّ في الصحابة مفردا عن كردم بن سفيان ، وهما واحد ، فأورد البغوي من طريق عبد الحميد بن جعفر ، عن عمرو بن شعيب ، عن بنت كردمة ، عن أبيها ـ أنه قال : يا رسول الله ، إني نذرت أن أنحر ثلاثا من الإبل الحديث.

أخرجه عن علي بن مسلم عن أبي بكر الحنفي ، عن عبد الحميد ، وهو وهم ، فقد أخرجه ابن السّكن ، من طريق بندار ، عن أبي بكر الحنفي بهذا السند ، فقال : عن ميمونة بنت كردم بن سفيان ، عن أبيها ، وأخرجه أحمد في ترجمة كردم بن سفيان. وهو الصواب.

الكاف بعدها الراء

٧٥٢٨ ـ كردوس بن قيس :

أورده ابن شاهين في الصحابة ، وهو خطأ نشأ عن سقط حرف واحد ، فأخرج من طريق وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن عبد الملك بن ميسرة ، عن كردوس ـ رجل من الصحابة ـ أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «لأن أجلس هذا المجلس أحبّ إليّ من أن أعتق أربع رقاب» وهذا الحديث رواه علي بن الجعد وغيره عن شعبة ، فقال عن كردوس ، عن رجل ، فسقط من مسند ابن شاهين «عن» قبل قوله رجل.

وأخرجه أحمد ، عن أبي النضر ، عن شعبة ، عن عبد الملك ، عن كردوس بن قيس ، وكان قاضي العامة بالكوفة ، قال : أخبرني رجل ، فقال : وذكر كردوسا في التابعين ابن أبي حاتم وابن حبّان وغيرهما.

٧٥٢٩ ـ كردوس (١):

أورده جماعة في الصحابة ، وأفرده أبو موسى عن الّذي قبله ، يعني كردوس بن عمرو ، كذا قرأت بخط الذهبي في التجريد.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٤٥).

٤٩٩

٧٥٣٠ ـ كرز بن أسامة (١):

ذكره أبو عمر فيمن اسمه كرز ، بضم الكاف من غير تصغير ، ثم ذكره في أفراد حرف الكاف ، فقال : كريز بالتصغير ابن سامة ، بغير ألف في أول اسم أبيه على الصواب كما تقدم في الأول.

٧٥٣١ ـ كرز بن وبرة : الحارثي العابد (٢).

من أتباع التابعين ، أرسل شيئا ، فذكره عبدان المروزي في الصحابة ، واعترف بأن لا صحبة له. حكاه أبو موسى في الذيل.

وقال ابن أبي حاتم : روى عن نعيم بن أبي هند. روى عنه الثوري وغيره ، وذكره ابن حبّان في «الثقات» ، وقال : كان من العباد ، قدم مكة فأتعب من بها من العابدين ، وكان إذا دعا أجيب ، وكانت السحاب تظلّه. وكان ابن شبرمة كثير المدح له.

قلت : وله أخبار في ذلك عند أبي نعيم في الحلية ، وهو المراد بقول الشاعر :

لو شئت كنت ككرز في تعبّده

أو كابن طارق حول البيت والحرم

قد حال دون لذيذ العيش حالهما

وبالغا في طلاب الفوز والكرم

[البسيط]

وذكر القطب اليوسفي في «ذيل المرآة» أنّ كرزا سأل الله تعالى أن يعلمه الاسم الأعظم على أن يسأل به شيئا من الدنيا فأعطاه ، فسأل الله أن يقوّيه على تلاوة القرآن ، فكان يختمه في اليوم والليلة ثلاث مرات.

٧٥٣٢ ـ كرز (٣): ذكره أبو عمر ، فقال : رجل روى عنه عبد الله بن الوليد ، ثم قال : كرز ، آخر ، فذكر الّذي روت عنه ابنته ، ثم قال : لا أدري أهو الّذي روى عنه عبد الله بن الوليد أو غيره. انتهى.

وتعقّبه بعض من ذيل عليه ، فذكر أنّ الّذي روى عنه ابن الوليد هو كرز بن وبرة ، وأنّ الّذي روى عنه اسمه عبيد الله مصغرا ابن الوليد ، وهو الوصافي.

وكرز بن وبرة تابعي معروف كما تقدم قريبا ، والوصافي معروف بالرواية عنه ، ذكر

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٤٧) ، الاستيعاب ت (٢٢١٠).

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٥١).

(٣) أسد الغابة ت (٤٤٥٢) ، الاستيعاب ت (٢٢١٤).

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721