الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٥

الإصابة في تمييز الصحابة8%

الإصابة في تمييز الصحابة مؤلف:
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الناشر: دار الكتب العلميّة
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 721

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨
  • البداية
  • السابق
  • 721 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 351134 / تحميل: 4248
الحجم الحجم الحجم
الإصابة في تمييز الصحابة

الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٥

مؤلف:
الناشر: دار الكتب العلميّة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

والزّرع يجنى لحصاد الحاصد

كم ولد يحيى بموت الوالد

[الرجز]

ويحتمل أن يكون الإدراك لجحدم والد عامر. وقد نبهت عليه في حرف الجيم.

٦٣٠٠ ز ـ عامر بن عبد قيس بن قيس : ويقال عامر بن عبد قيس بن ناشب (١) ، بن أسامة بن حذيفة بن معاوية التميمي العنبري ، أبو عبد الله ، أو أبو عمرو النصري الزاهد المشهور.

يقال : أدرك الجاهلية ، حكاه أبو موسى في «الذيل».

وروى البخاريّ في «تاريخه» من طريق أبي كعب ، قال : كان الحسن وابن سيرين يكرهان أن يقولا عامر بن عبد قيس ، ويقولان عامر بن عبد الله.

وذكر سيف في «الفتوح» ، من طريق أبي عبيدة العصفري أنه كان فيمن شهد فتح المدائن.

وقال العجليّ : تابعي ثقة من كبار التابعين وعبّادهم. وأما كعب الأحبار فقال : هذا راهب هذه الأمة.

وأخرج ابن سعد ، عن عمرو بن عاصم ، عن جعفر بن سليمان ، عن مالك بن دينار ، قال : لما رأى كعب عامرا بالشام فذكره.

وروى ابن أبي الدّنيا من طرق أنه كان فرض على نفسه كل يوم ألف ركعة.

وروى أبو نعيم في «الحلية» من طريق مالك بن دينار ، قال : مرّ عامر بن عبد قيس بقافلة حبسها الأسد ، فقال : ما لكم؟ قالوا : الأسد. فمرّ هو حتى أصاب ثوبه فم الأسد.

وروى ابن المبارك في «الزّهد» من طريق بلال بن سعد أنّ عامر بن عبد قيس وشي به إلى عثمان ، فأمر أن ينفى إلى الشام على قتب : أنزله معاوية الخضراء ، وبعث إليه بجارية ، وأمرها أن تعلمه ما حاله ، فكان يقوم الليل كله ، ويخرج من السحر فلا يعود إلا بعد العتمة ، ولا يتناول من طعام معاوية شيئا ، كان يجيء معه بكسر فيجعلها في ماء فيأكلها ويشرب من ذلك الماء.

فكتب معاوية إلى عثمان بحاله ، فأمره أن يصله ويدنيه. فقال : لا أرب لي في ذلك.

قال بلال بن سعد : فأخبرني من رآه بأرض الروم على بغلته تلك يركبها عقبة ويحمل عليها عقبة.

__________________

(١) في ت : ثابت.

٦١

وعند ابن أبي الدّنيا من طريق عامر بن يسار : سمعت المعلّى بن زياد يقول : كان عامر بن عبد الله دعا ربه أن يهون عليه الطّهور في الشتاء ، فكان يؤتي بالماء له بخار. وسأل ربه أن ينزع منه شهوة النساء من قلبه ، ففعل ، فكان لا يبالي من لقي ، أذكر أم أنثى. وكان إذا غزا قال : إني لأستحي من ربي أن أخشى غيره.

وروى (١) ابن المبارك في «الزّهد» ، من طريق العلاء بن الشخّير ، عن عامر بن عبد قيس : كان يأخذ عطاءه ، فيجعله في طرف ثوبه ، فلا يلقاه أحد من المساكين إلا أعطاه ، فإذا دخل بيته رمى به إليهم فيعدونها فيجدونها سواء كما أعطيها.

وعن ضمرة عن ابن عطاء ، عن أبيه ، قال : قبر عامر بن عبد الله ببيت المقدس. وقال غيره : وذلك في خلافة معاوية.

٦٣٠١ ز ـ عامر بن عبد الأسد :

له إدراك. ذكر الطّبريّ أن العلاء بن الحضرميّ كتب إليه يأمره بالتمادي على جدّه واجتهاده في قتال أهل الردة ، والفحص عن أمورهم ، والتتبع لأخبارهم. ذكره ابن فتحون.

قلت : ولم ينسبه ، فإن كان هو أخا أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي زوج أم سلمة فهو صحابي.

٦٣٠٢ ـ عامر بن عقبة بن حصن بن ربيعة بن بدر الفزاري :

لعمه عيينة بن حصن صحبة ، وله هو إدراك ، وكان ابنه نصر بن عقبة شاعرا في دولة بني أمية ، وهاجى عويف القوافي ، وكان يقال له نصر بن طوعة وهي أخته ، وأنشد له المرزباني في معجمه :

ولو عصم الرّجال من المنايا

بلاء الصّدق والحسب التّليد

تجنّبت المرادي ذاك حصن

فلم يصطدهم فيمن يصيد

[الوافر]

٦٣٠٣ ز ـ عامر بن مالك الأسلع بن شكل بن كعب بن الحريش بن كعب العامريّ ، ثم الحرشيّ :.

قال ابن الكلبيّ : كان سيّد بني عامر في زمانه ، وله قصة مع زفر بن الحارث عند عبد الملك بن مروان ، وكان يقال لعامر ذو الغصّة.

__________________

(١) في أ : قال.

٦٢

٦٣٠٤ ز ـ عامر حمل : مولى مراد.

له إدراك. ذكره أبو عمر الكنديّ في أشراف الموالي من أهل مصر ، وأسند من طريق سعيد بن عفير أنه كان قدم من اليمن مع مواليه حتى شهد الفتح بالشام. ويقال : إنه كان من أهل أرمينية (١) فقدم دمشق بزقاق خمر يبيعها ، فرغب في الإسلام فأسلم وموالي عبد الله بن يزيد الحملي ، فقيل له عامر حمل ، ثم سار مع عمرو بن العاص ، فشهد فتح مصر.

٦٣٠٥ ـ عائذ بن قيس الجرمزي : بضم الجيم والميم بينهما راء ساكنة ثم زاي منقوطة. يأتي ذكره في عبد الله بن خليفة البولاني.

٦٣٠٦ ز ـ عائذ بن اللهبة : واسمه مالك بن عوف بن قريع بن بكر بن ثعلبة.

له إدراك. وكان ابنه عبد الله بن عائذ مع معاوية ، ذكره ابن الكلبي.

٦٣٠٧ ز ـ عائش بن الصامت : بن دريد صبح بن عبيد بن قمير بن سلامة بن زوي (٢) بن مالك بن نهد النّهدي.

كان سيّدهم في الجاهلية ، ثم أسلم ، فكان يقال له الناسك. ذكره ابن الكلبيّ.

العين بعدها الباء

٦٣٠٨ ـ عباد بن الجلندي : يأتي في عبد.

٦٣٠٩ ـ عباد بن رفاعة العنزي.

له إدراك وقصة مع أبي بكر الصّديق. ذكرها أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة أبي العتاهية الشاعر ، فروى عن محمد بن يحيى الصّولي ، عن محمد بن موسى بن حماد ، قال : كان كيسان جدّ أبي العتاهية الأعلى من أهل عين التمر فسبي مع من سبى في غزاة خالد بن الوليد ، وكان يتيما ، فلما حضروا عند أبي بكر جعل أبو بكر يسألهم واحدا واحدا عن أنسابهم ، فيخبره كل واحد منهم بمبلغ معرفته ، حتى سأل كيسان فذكر أنه من عنزة ، وبحضرة أبي بكر يومئذ عباد بن رفاعة أحد بني هدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار ، فاستوهبه من أبي بكر ، وكان قد صار خالصا له فوهبه له فأعتقه.

٦٣١٠ ز ـ عباد بن زرعة بن النعمان الثعلبي :

له إدراك. وذكر في ترجمة السفاح بن مطر من تاريخ البخاري.

__________________

(١) سقط في ط.

(٢) في أ : رومي.

٦٣

٦٣١١ ز ـ عباد العصري.

له إدراك ، وحجّ مع عمر بن الخطاب ، فروى البخاري من طريق الحارث بن عبيد ، عن هود بن شهاب بن عباد ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : مرّ عمر بن الخطاب على أبيات بعرفة ، فقال : لمن هذه؟ فقلنا : لعبد القيس. فقال لهم خيرا.

٦٣١٢ ز ـ عباد الناجي.

له إدراك شهد بعض الفتوح في زمن أبي بكر. ذكره سيف.

٦٣١٣ ز ـ عبد الله بن أرطاة بن شراحيل بن الشيطان بن الحارث بن الأصهب الجعفي :

له إدراك. وقد تقدّم ذكر ابن عمه سلمان بن ثمامة بن شراحيل في القسم الأول ، وأنّ له وفادة. ويأتي ذكر ابن عمه الآخر قيس بن سلمة بن شراحيل ، وله وفادة أيضا. ولم أر من ذكر لعبد الله هذا وفادة.

وذكر ابن الكلبيّ أنه كان مع ابن عمه سلمان وقومه لما اعتزلوا القتال بالرقة مع عليّ ومعاوية ، قال : وكانوا ثمانين رجلا. وذكر له قصة مع بشر بن مروان لما كان أمير الكوفة ، وأنه خطب يوما فتكلّم بشيء ، فقام إليه ، فقال له : اتّق الله فإنك ميت ومحاسب ، فأمر بضربه ، فضرب بالسياط فمات.

٦٣١٤ ـ عبد الله بن أسيد الخولانيّ : ثم الجدادي.

له إدراك. وشهد فتح مصر صحبة عمرو ، قاله ابن يونس.

٦٣١٥ ز ـ عبد الله بن أضحمة الحبشي : ولد النجاشي.

ذكر الزّبير بن بكّار أن أسماء بنت عميس أرضعته مع ولدها عبد الله بن جعفر لما كانت بالحبشة حتى فطم.

٦٣١٦ ـ عبد الله بن بكر بن حذلم الأسدي :

قال ابن عساكر : له إدراك. وقدم دمشق صحبة خالد بن الوليد ، ونزل داخل الجابية ، وهو جد بني حذلم قضاة دمشق.

ذكره أبو الحسن الرازيّ والد تمام. ويقال : إن لأبيه صحبة.

٦٣١٧ ـ عبد الله بن بريد بن عبد الله بن أصرم الهلالي : أبو ليلى.

ذكره الذهبي في «التجريد» بعد عبد الله بن البراء ، وقال : ذكره ابن الأثير.

٦٤

قلت : ولم أره في «أسد الغابة» في بعض النّسخ ، ورأيت بخطّ بعض من نقل عن ابن الأثير أنه قال : إنه مخضرم. ورأيته في «معجم الشعراء» للمرزباني : وقال : هو جدّ زفر بن عاصم ، وهو شاعر شامي ، وهو القائل في لبابة بنت الحارث الهلالية زوج العباس بن عبد المطلب :

ما ولدت نجيبة من فحل

نسمة من نسل أمّ الفضل

أكرم به من كهلة من كهل

عمّ النّبيّ المصطفى ذي الفضل

[الرجز]

وضبط (١) الرضي الشاطبي (٢) أباه بموحدة ومهملة مصغّرا.

٦٣١٨ ـ عبد الله بن ثوب (٣): بضم المثلثة وفتح الواو وبعدها موحدة ، أبو سلمة الخولانيّ.

مشهور بكنيته. يأتي في الكنى.

٦٣١٩ ـ عبد الله بن جبير الخزاعي : شيخ لسماك بن حرب (٤).

ذكره أبو علي بن السكن ، ثم قال : ليست له صحبة.

٦٣٢٠ ـ عبد الله بن الحارث بن ورقاء الأسدي :

يأتي في عبد الله بن ورقاء :.

٦٣٢١ ز ـ عبد الله بن الحارث بن عبد العزّى بن رفاعة السعدي : أخو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

سمّاه الواقديّ. وقال ابن سعد : حدّثنا عمرو بن عاصم ، حدثنا همام بن يحيى ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، قال : كان للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخ رضيع ، قال : فجعل يقول له : أترى أنه يكون بعث بعد الموت؟ فيقول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إي والّذي نفسي بيده لآخذنّ بيدك يوم القيامة ولأعرفنّك».

قال : فلما آمن بعد موت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جعل يبكي ، ويقول : أرجو

__________________

(١) في أ : ضبطه.

(٢) في أ : الرضى عن ثوب الشاطبي.

(٣) أسد الغابة ت (٢٨٥٢) ، الاستيعاب ت (١٤٩٧).

(٤) أسد الغابة ت (٢٨٥٦) ، الاستيعاب ت (١٥٠٠).

٦٥

أن يأخذ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيدي يوم القيامة ، فأنجو. وهذا مرسل صحيح الإسناد.

٦٣٢٢ ز ـ عبد الله بن حذق.

ذكره وثيمة في «كتاب الردة» فيمن ثبت على إسلامه ، وأنشد له في ذلك قوله :

ألا أبلغ أبا بكر رسولا

وفتيان المدينة أجمعينا

فهل لكم إلى قوم كرام

قعود في جواثى محصرينا

توكّلنا على الرّحمن إنّا

وجدنا النّصر للمتوكّلينا

وقلنا قد رضينا الله ربّا

وبالإسلام دينا قد رضينا

[الوافر]

وذكره الطّبريّ في مواضع ، منها أنه دلّ العلاء بن الحضرميّ على عورة قومه حتى ظفر بهم ، وذلك أن الجارود كان قوم من بكر بن وائل أسروه ، فكتب إلى المسلمين : إن هؤلاء القوم الذين أنا في أسرهم ضباع بالليل أسود بالنهار. فقال العلاء : من يدلّنا عليهم؟ فقال عبد الله بن حذق : أنا ، فلما اقترب منهم أخذوه فصاح ، وكانت أمه عجلية ، فصاح : يا أبجراه! فقال الأبجر : من أنت؟ قال : ابن أمتك عبد الله بن حذق. قال : خلّوه. ويحك! ما لك! قال : خرجت من الجهد ، فأطعموني شيئا ، فأطعمه وقال : إني لأحسب أنك بئس ابن أخت القوم الليلة لأخوالك ، ثم أقبلوا على شرابهم ، وغفلوا عنه ، فهرب إلى العلاء فبيّنهم العلاء ، فكانت هزيمتهم.

وذكره ابن الكلبيّ في نسب بني عامر عبد الله بن حذق بن عبد الله بن عوف بن شداد بن ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب (١) بأنه شاعر. فلعله هذا.

٦٣٢٣ ـ عبد الله بن الحرّ العنسيّ.

ذكره ابن عساكر ، وقال له إدراك.

وأخرج ابن عائذ في «المغازي» من طريق ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، قال : بلغ عمر بن الخطاب أن عبد الله الحرّ العنسيّ زرع أرضا بالشام فأنهب زرعه ، وقال : انطلقت إلى ذلّ وصغار في أعناق الكبار ، فجعلته في عنقك.

قال ابن عساكر : كانت له قطعة بباب كيسان.

__________________

(١) في أ : ووصفه بأنه شاعر.

الإصابة/ج٥/م٥

٦٦

٦٣٢٤ ز ـ عبد الله بن حزن.

أدرك عمر. روى عنه أبو علي الكاهلي قصة لأبي موسى. أخرجها أحمد من رواية عبد الملك العرزميّ ، عن أبي عليّ ـ رجل من كاهل ، قال : خطبنا أبو موسى الأشعري ، فذكر شيئا ، فقام إليه عبد الله بن حزن ، وقيس بن المضارب ، فقالا : لتخرجنّ مما قلت أو لنأتين عمر (١). فقال : بل أخرج مما قلت ، فذكر حديث : إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ، ونستغفرك مما لا نعلمه.

وهذان الرجلان من المخضرمين ، لأنّ من يكون في زمن عمررضي‌الله‌عنه يخوّف أميره بعمر دون أخواله لا بد أن يكون أدرك العصر النبوي.

٦٣٢٥ ـ عبد الله بن الخرّيت البكريّ (٢):

ذكره ابن إسحاق في «المغازي» ، قال ابن أبي نجيح ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن عبد الله بن الخرّيت ، وكان قد أدرك الجاهلية قال : لم يكن (٣) في قريش فخذ إلا ولهم ناد معلوم في المسجد الحرام يجلسون فيه. وكان لبني بكر مجلس ، فبينا نحن جلوس في المسجد إذ أقبل غلام فذكر قصة حرمة الكعبة في الجاهلية.

٦٣٢٦ ـ عبد الله بن خلف الخزاعي : والد طلحة الطلحات (٤).

ذكره ابن عبد البرّ وقال : كان كاتب عمر على ديوان البصرة ، وقتل يوم الجمل ، ولا أعلم له صحبة.

قلت : ووصفه بأنه كان كاتبا لعمر على ديوان البصرة ، ذكره ابن دريد في «أماليه» يسنده إلى مجالد بن سعيد.

٦٣٢٧ ـ عبد الله بن خليفة البولاني الطائي :

له إدراك ، وكان مع علي بصفّين ، ولما أراد عائذ بن قيس الجرمزي أن يأخذ الراية من عديّ بن حاتم قام عبد الله بن خليفة ، فقال : أليس كان عديّ وافدكم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورأسكم بالقادسية.

٦٣٢٨ ـ عبد الله بن خنيس العامري :

__________________

(١) في أ : لتأتين عمر مأذونا لنا أو غير مأذون.

(٢) أسد الغابة ت (٢٩١٩) ، الاستيعاب ت (١٥٣٩).

(٣) في أ : من.

(٤) الاستيعاب ت (١٥٤٠).

٦٧

ذكره وثيمة في كتاب «الرّدة» وذكر عن ابن إسحاق أنه ممّن ثبت على إسلامه ، وقام في ذلك خطيبا ، وله أشعار منها :

لعمري لئن أجمعت عامر

على كفرها بعد إسلامها

ومناهم قرّة التّرّهات

لقد رزئت عظم أحلامها

أضاع الصّلاة بنو عامر

وأهلكها منع أنعامها

وفي منعها الحقّ سفك الدّماء

ووصم النّساء لأيتامها

[المتقارب]

واستدركه ابن فتحون ، وقال : قرة المذكور في هذا الشعر هو ابن هبيرة اليشكري ، وكان زعيمهم في أيام الردة.

وذكره أبو عمر ، لكن لم ينبه على أمر ردّته.

٦٣٢٩ ـ عبد الله بن دارة : مولى عثمان (١).

ذكره ابن مندة ، وقال : أدرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قلت : وله حديث عن عثمان في صفة الوضوء ، أخرجه الدّار الدّارقطنيّ ، ولم يسمّ فيه.

روى عنه (٢) محمد بن كعب ، وغيره ، وسماه بعضهم زيدا.

٦٣٣٠ ـ عبد الله بن ذباب (٣)بن الحارث بن عمرو بن الحارث بن ربيعة بن بلال بن أنس الله بن سعد العشيرة المذحجي :

له إدراك ، وشهد صفّين مع علي ، قاله ابن الكلبيّ. ومن ولده عبد العزيز بن ثابت بن عبد الله بن ذباب له ذكر (٤).

٦٣٣١ ـ عبد الله بن أبي رهم بن فراس اليماني : مخضرم.

ذكره سيف بن عمر في الفتوح ، وأنشد له شعرا قاله في أمر الردة ، فمنه قوله :

سبحان ربّي لا إله غيره

ربّ العباد وربّ من يتردّد

[الكامل]

وكان اسمه قبل أن يسلم عبد العزّى.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٢٩٢٦).

(٢) في أ : روى عن محمد.

(٣) في أ : ديات.

(٤) سقط في أ.

٦٨

٦٣٣٢ ـ عبد الله بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كنيف بن عمرو بن حيي بن ربيعة بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي : ، يكنى أبا الشّعثاء ، ويعرف بالعجّاج الراجز المشهور. وكان يقال له عبد الله الطويل ، وهو والد رؤبة بن العجّاج الراجز المشهور.

ذكره المرزباني في «معجم الشّعراء» ، وقال : ولد في الجاهلية. وقال أبو عبيدة : كان في الجاهلية يرجز ، وعاش إلى خلافة الوليد بن عبد الملك. وأنكر ذلك عمر (١) بن شبة.

وللعجاج رواية عن أبي هريرة.

قال المرزبانيّ : هو أول من رفع الرجز ، وجعل له أوائل ، وشبّهه بالقصيدة ، قال : ومما يستحسن له يصف ثدي الناقة إذا حلبت :

كأنّ خلفيها إذا ما درّا

جروا هراش حرّشا فهرّا

[الرجز]

٦٣٣٣ ـ عبد الله بن أبي رومان : الكاتب.

قال ابن عساكر : أدرك عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وشهد فتح بعلبكّ ، وكتب الصلح لأهلها.

ذكره ابن عائذ في «المغازي» ، عن الوليد بن مسلم ، عن إسماعيل بن عياش.

٦٣٣٤ ـ عبد الله بن أبي زهير بن كيسان الدّوسي : ثم المحاربي ، من بني محارب بن دهمان بن منهب بن دوس الغساني (٢).

ذكره ابن الكلبيّ ، وقال : كان في أول الإسلام.

٦٣٣٥ ـ عبد الله بن زيد الكندي الدّريكي : ـ منسوب إلى دريكة : امرأة من بكر بن وائل ، فنسب ولده إليها. يأتي خبره.

٦٣٣٦ ـ عبد الله بن زيد الكندي : ، مخضرم.

ذكره وثيمة في كتاب الرّدة عن ابن إسحاق ، قال : لما أزمعت كندة على الردة انتزعوا من زياد بن لبيد عامل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على اليمن ناقة ، وكان وسمها بميسم الصدقة ، فقام الوليد بن محصن فوعظهم ، فأخرجوه من بينهم ، فقام عبد الله بن زيد فقال :

__________________

(١) سقط في ط.

(٢) أسد الغابة ت (٢٩٥٤).

٦٩

أو كل من قال حقّا اتهمتموه على أنفسكم؟ إن رأيي والله رأي صاحبي فأخرجونا جميعا. واشتد كلامه عليهم فطردوه ، فقال أبياتا منها :

أردت ثمود بوادي الحجر ناقتهم

والحيّ من قابل في ناقة حوق

والحيّ من كندة صاروا بناقتهم

مثل الّذين مضوا بالشّؤم في النّوق

أبعد دين تولّى الله نصرته

من دين سوء ضعيف السّرّ ممحوق

[البسيط]

ووقع نحو ذلك لعبد الله بن يزيد السكونيّ كما سيأتي.

٦٣٣٧ ـ عبد الله بن ساعدة الهذلي : أبو محمد (١).

أورده ابن شاهين في «الصّحابة» ، وقال : روى عن عمر ، ومات سنة مائة.

٦٣٣٨ ـ عبد الله بن سبرة الحرشيّ (٢).

شاعر فارس ، ذكره أبو علي الهجريّ ، وقال : شهد الجسر في فتوح العراق ، فقطعت أصابع يده اليمنى فرثاها بأبيات.

وذكر المرزبانيّ ترجمته ، ولم يعرف عن حاله بشيء إلا أنه قال : صرع فارسا ، ودنا ليجهز عليه فحذفه بالسيف فقطع بعض أصابعه ، فرثاها بأبيات قال فيها :

يمنى يديّ غدت منّي مفارقة

أعزز عليّ بها إذ بان فانصدعا

ويل أمّه فارسا زلّت كتيبته

حامي وقد ضيّعوا الأحساب فارتجعا

يمشي إلى مستميت مثله حنق

حتّى إذا أمكنا سيفيهما قطعا

فإن يكن أرطبون الرّوم قطّعها

فقد تركت بها أوصاله قطعا

٧٠

[البسيط]

وذكر قصة دعبل بن علي في طبقات الشعراء مطوّلة ، وذكر له قصة أخرى ، وهي أن امرأة من جيرانه (٣) عبث بها عطّار يقال له فيروز ، فلما أضجرها (٤) قالت : لو أن عبد الله بن سبرة بقربي ما طمعت فيّ ، فبلغته مقالتها وهو في غزاة أرمينية ، فترك مركزه وقدم الشام فدخل على المرأة فاستخبرها ، فذكرت له قصتها ، فقال (٥) : أرسلي إليه ، وكمن هو في

__________________

(١) أسد الغابة ت (٢٩٦٣).

(٢) في أ : الجرشي.

(٣) في أ : جيزان.

(٤) في أ : أحنجونا.

(٥) في أ : فقالت.

٧١

جانب البيت ، فجاء ، فلما دخل عليها ودنا منها وثب عليه عبد الله بن سبرة فقتله ، ورجع إلى مكانه من غزاته ، ولم يعلم بذلك أحد.

٦٣٣٩ ـ عبد الله بن سراقة الأزدي :

روى عن عمر خطبته بالجابية. وروى عن أبي عبيدة.

روى عنه عبد الله بن شقيق.

قال البخاريّ : لا يعرف له سماع من أبي عبيدة ، يعني لم يصرّح بسماعه. وقال المفضل الغلابي : كان من أهل دمشق ، له شرف ورواية وذكره وخلط ابن مندة ترجمة هذا بترجمة عبد الله بن سراقة بن المعتمر العدوي المقدم ذكره في القسم الأول ، والّذي يترجح التفرقة.

٦٣٤٠ ـ عبد الله بن سعد بن ربيعة بن خداش بن سعد بن عصبة بن جشم بن نمير بن عوف بن سعد بن حبيب بن وداعة (١)بن أنمار الأنماري :

له إدراك ، وكان ممن اختط بالكوفة لما اختطها المسلمون في خلافة عمر ، وانتقل ولده إلى البصرة فسكنوها. ذكر ذلك ابن الكلبي.

٦٣٤١ ـ عبد الله بن سلمة (٢)بن أبي الخير بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي

له إدراك قال ابن الكلبيّ : كان من أشراف أهل البصرة ، وولّاه عليّ على السواد. قال : وكان أحد العشرين الذين جدّدوا حلف ربيعة واليمن ، ولابن أخيه سعدان وفادة.

٦٣٤٢ ـ عبد الله بن سلمة المرادي (٣).

تابعي من أهل الكوفة. قيل : أدرك الجاهلية.

__________________

(١) في أ ، د : أدعه.

(٢) في أ : ابن أبي سلمة.

(٣) مصنف ابن أبي شيبة ١٣ / ١٥٧٨٢ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٣١١ ، العلل لأحمد ١ / ٩٠ ، طبقات خليفة ١٤٧ ، التاريخ الصغير ١ / ٢١٠ ، التاريخ الكبير ٥ / ٩٩ ، تاريخ الثقات للعجلي ٢٥٨ ، الثقات لابن حبان ٥ / ١٢ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٦٥٨ ، تاريخ واسط ١٢٠ ، الضعفاء والمتروكين للنسائي ٢٩٥ ، الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٢٠ ، الضعفاء الكبير للعقيليّ ٢ / ٢٦٠ ، سنن الدار الدّارقطنيّ ٢ / ١٢١ ، الضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ ، الجرح والتعديل ٥ / ٧٣ ، العقد الفريد ٤ / ٣٢٧ ، الكامل من ضعفاء الرجال ٤ / ١٤٨٦ ، تاريخ بغداد ٩ / ٤٦٠ ، موضع أوهام الجمع والتفريق ١ / ٣٣٠ ، الإكمال لابن ماكولا ٤ / ٣٣٦ ، تهذيب الكمال ١٥ / ٥٠ ، الكاشف ٢ / ٨٣ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٤٣٠ ، الوافي بالوفيات

٧٢

استدركه أبو موسى. ولعبد الله بن سلمة رواية عن عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وغيرهم.

وروى عنه عمرو بن مرة. قال ابن نمير وجماعة : لم يرو عنه غيره. وقال الإمام أحمد : روى عنه أيضا أبو إسحاق ، وردّ ذلك أبو أحمد الحاكم فأطال ، وحاصله أن الّذي روى عنه أبو إسحاق آخر همداني ، وأما المرادي فلم يرو عنه إلا عمرو بن مرة ، كما قال يحيى بن معين وغيره.

٦٣٤٣ ـ عبد الله بن سلمة الهمدانيّ :

ذكره وثيمة في كتاب «الردة» ، وقال : خرج وفد همدان لما بلغتهم وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فدخلوا على أبي بكر الصديق ، فقال : يا معشر قريش ، إنكم لم تصابوا بالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، دون سائر العرب ، لأنه لم يكن لأحد دون أحد ، غير أنا معترفون للمهاجرين بفضل هجرتهم ، وللأنصار بفضل نصرتهم ، وأنشد :

إنّ فقد النّبيّ جزّعنا اليوم

فدته الأسماع والأبصار

ما أصيبت به الغداة قريش

لا ولا أفردت به الأنصار

ف عليه‌السلام ما هبّت الرّيح

ومدّت جنح الظّلام نوار

[الخفيف]

وقد ذكرنا في الّذي قبله قول من خلطه به ، وترجّح أن الصواب التفرقة.

٦٣٤٤ ـ عبد الله بن سنان بن عمرو بن وهب بن الأقيصر بن مالك بن قحافة الخثعميّ :

تقدم نسبه في عون بن عميس في القسم الأول.

له إدراك ، ولا يبعد أن يكون له صحبة ، وله ولد اسمه مالك ، ولي الصوائف لمعاوية من سنة نيّف وخمسين إلى أن مات في خلافة سليمان بن عبد الملك أربعين سنة ، ويقال إنه كسر على قبره أربعون لواء. ذكره ابن الكلبي.

٦٣٤٥ ـ عبد الله بن سوار : من عمّال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على البحرين.

__________________

١٧ / ٢٠٠ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٢٤١ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٢٠ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٢٠٠ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٤٤٩ ، أسد الغابة ت (٢٩٨٩).

٧٣

ذكره وثيمة في كتاب الردة عن ابن إسحاق ، وأنه كان ممن وفي لأبان بن سعيد بن العاصي.

٦٣٤٦ ـ عبد الله بن سويد : ويقال ابن شداد ، التميمي ، ثم الشّقري.

مخضرم يقول في غزوة السند :

ألا هل أتى الفتيان بالسّند مقدمي

على بطل قد هزّه القوم مقدم

شددت له أسري وأيقنت أنّني

على طرف المهواة إن لم أصمّم

[الطويل]

٦٣٤٧ ـ عبد الله بن شهاب الخولانيّ :

له إدراك.

وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة.

روى خيثمة بن عبد الرّحمن عنه في صحيح مسلّم ، عن عائشة حديثا.

وروى عنه أيضا شيئا موقوفا ، أخرجه سعيد بن منصور ، من طريق خيثمة عن عبد الله بن شهاب ، عن عمر قصة ، ووصلها ابن أبي شيبة من طريق خيثمة ، قال : أتى بشر بن مروان في خلع فلم يجزه (١) ، فقال له عبد الله بن شهاب : شهدت عمر أتى في خلع كان بين رجل وامرأة فأجازه.

وعلقه البخاري في كتاب الطلاق ، فقال : وأجاز عمر الخلع دون الطلاق.

٦٣٤٨ ـ عبد الله بن الطّفيل بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكاء العامري : ثم البكّائي.

له إدراك ، وكان أحد الشهود ، يوم الجمل ، وشهد مشاهد علي ، وهو جدّ زياد بن عبد الله راوي المغازي عن ابن إسحاق.

ذكره ابن الكلبي وقد تقدم ذكر عمّه عبد الله بن ثور. ويأتي ذكر عمّه الآخر معاوية بن ثور.

٦٣٤٩ ـ عبد الله بن عبد العزى : يأتي في عمرو بن عبد العزى.

٦٣٥٠ ـ عبد الله بن عتبة : أحد بني نفيل (٢).

__________________

(١) في أ : يجده.

(٢) الاستيعاب ت (١٦٢٢).

٧٤

ذكره وثيمة في الرّدّة عن ابن إسحاق ، قال : لما بلغ قومه موت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأجمعوا على منع الزكاة والمحاربة دون ذلك : قام فخطبهم وذكّرهم ، وكان شريفا فيهم ، فسبّوه وخالفوه ، وكان شيخا كبيرا ، وكان القائم بأمرهم في الردة قرة بن هبيرة ، ومن شعر عبد الله بن عتبة في ذلك :

بني عامر لستم بأخوف شوكة

ولا جمرة في النّاس من غطفان

وليس لكم بالبحرين حابس طاقة

وليس لكم بالمسلمين يدان

[الطويل]

٦٣٥١ ـ عبد الله بن عكيم الجهنيّ : تقدم في الأول.

٦٣٥٢ ـ عبد الله بن عمرو اليشكري : هو ابن الكوّاء.

مشهور بصحبة عليّ. يأتي.

٦٣٥٣ ـ عبد الله بن عميرة بن حصن بن قيس بن ثعلبة القيسي الكوفيّ (١): يكنى أبا المهاجر ، من بني قيس بن ثعلبة.

أدرك الجاهلية. قال سماك بن حرب : سمعت عبد الله بن عميرة ـ وكان قائد الأعشى في الجاهلية ، فذكر حديثا أخرجه ابن مندة من رواية روح بن عبادة ، عن شعبة عنه.

ورويناه في «فوائد ابن السماك» من وجه آخر عن سماك ، عن أبي المهاجر عبد الله بن عميرة : كان رجل من أهل صنعاء يسبق الحاج ، فذكر قصة لعمر في قتل الجماعة بالواحد.

٦٣٥٤ ـ عبد الله بن عنمة : بعين مهملة ثم نون مفتوحتين ، الضبي.

تقدم التنبيه عليه في الأول ، وأنه شهد القادسية.

وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وساق نسبه إلى ضبّة ، وقال : إنه رثى بسطام بن قيس الشيبانيّ بقوله :

أفاتنة بنو زيد بن عمرو

ولا يوفى ببسطام قتيل

فخرّ على الألاءة لم يوسّد

كأنّ جبينه سيف صقيل

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣١٠٦) ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٥٩٤ ، الكاشف ٢ / ١٠٧ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٤١ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٢١٠ ، غاية النهاية ١٨٥٠ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٥٧ ، الطبقات الكبرى ٧ / ٤٤٢ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٣٢٧ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٥١١ ، التاريخ الكبير ٥ / ١٧١ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٣١٣ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٣٨ ، تاريخ مشاهير علماء الأمصار ١١٩ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٣٩١ ، تاريخ خليفة ٢٢٥ ، فتوح البلدان ١ / ٢٧٨ ، تاريخ الرسل والملوك للطبري ٤ / ٦٤.

٧٥

فإن يفجع عليه بنو أبيه

فقد فجعوا وفاتهم خليل

[الوافر]

٦٣٥٥ ـ عبد الله بن قيس الكندي : حليف بني فزارة الحارثي.

له إدراك ، وكان معاوية يرسله في غزو البحر ، فغزا خمسين غزوة ما بين صائفة وشاتية لم ينكب فيها ، ولم يغرق معه أحد إلى أن قتل سنة ثلاث أو أربع وخمسين.

ذكره الطّبريّ في «تاريخه» ، وكان أول ما غزا سنة سبع وعشرين.

٦٣٥٦ ـ عبد الله بن قيس الهمدانيّ الحمصي :

ذكره سيف في «الفتوح» ، وقال : كان على كردوس يوم اليرموك ، ذكره ابن سميع في الطبقة الأولى التي تلي الصحابة.

وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ فيمن تلقّى عمر حين قدم الشام ، وذكر له قصة ، وقال العجليّ : تابعيّ ثقة ، وكلام ابن عساكر يقتضي أنه عبد الله بن أبي قيس المخرج حديثه عند مسلّم والأربعة. والصّواب أنه غيره.

٦٣٥٧ ـ عبد الله بن قيس الكندي : أبو بحرية ، بفتح الموحدة وسكون المهملة وكسر الراء وتشديد المثناة التحتانية ، مشهور بكنيته ، التراغمي ، بفتح المثناة وكسر الغين المعجمة.

قال ابن سميع : أدرك الجاهليّة وصحب معاذا.

قلت : وروى عنه وعن أبي عبيدة (١) وجماعة (٢) ، وعنه يزيد بن قطيب (٣) ، وضمرة بن يحيى ، وخالد بن معدان ، وأبو بكر بن أبي مريم (٤) ، قال ابن خيثمة ، عن ابن معين : شامي ثقة. وكذا قال العجليّ.

ومات في خلافة الوليد. وسيعاد في الكنى.

٦٣٥٨ ـ عبد الله بن كامل بن حبيب بن عمرة بن ثابت بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة (٥)بن سليم السلمي : مخضرم. شهد وقعة مرج الصفر.

ذكره المرزبانيّ في «معجمه» ، وأنشد له :

__________________

(١) في أ : عبيدة وأبي الدرداء.

(٢) في أ : وروى عنه.

(٣) في د : فطنة ، وفي ت : مطينة.

(٤) في أ : مريم وغيرهم.

(٥) في أ : نبيه.

٧٦

شهدت قبائل مالك وتغيّبت

عنّي عميرة يوم مرج الصّفّر

[الكامل]

وذكره أبو عبيد في «كتاب النسب» ، وما أبعد أن يكون له صحبة ، لكثرة من شهد الفتح من فرسان بني سليم.

٦٣٥٩ ـ عبد الله بن كعب (١)بن حذيفة بن شداد بن معاوية بن كعب بن معاوية بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة : والدليلى الأخيليّة الشّاعرة المشهورة في زمن بني أمية.

قال المرزبانيّ في ترجمة كعب بن حذيفة : شاعر جاهلي ، وأنشد له شعرا.

قلت : فيكون لولده عبد الله بن كعب إدراك ، فهو من أهل هذا القسم ، وولدت لعبد الله ليلى الأخيلية في خلافة عثمانرضي‌الله‌عنه .

٦٣٦٠ ـ عبد الله بن كليب : مضى في ذؤيب بن كليب.

٦٣٦١ ـ عبد الله بن كيسبة (٢): بفتح الكاف بعدها تحتانية ساكنة ثم مهملة مفتوحة ثم موحدة ، النهدي.

ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وقال : كيسبة أمّه. ويقال اسمه عمرو. وهو القائل لعمر بن الخطاب ، واستحمله فلم يحمله :

أقسم بالله أبو حفص عمر

ما مسّها من نقب ولا دبر

فأغفر له اللهمّ إن كان فجر

[الرجز]

وكان عمر نظر إلى راحلته لما ذكر أنها وجعت ، فقال : والله ما بها من قلبة ، فرد عليه ، فعلاه بالدّرّة وهرب وهو يقول ذلك ، فلما سمع عمر آخر قوله حمله وأعطاه.

وله قصة مع أبي موسى في فتح تستر وقيل : إن كنيته أبو كيسبة ، وأن عمر سمعه ينشدها ، فاستحلفه أنه ما عرف بمكانه ، فحلف فحمله.

٦٣٦٢ ز ـ عبد الله بن لحيّ (٣): أبو عامر الهوزني.

__________________

(١) في أ : كعب.

(٢) في أ : كيسه.

(٣) في أ : بلام وميم مصغر.

٧٧

مشهور بكنيته (١) ، يقال رأى. ويقال : ذكره ابن سميع في رجال حمص ممن أدرك الجاهليّة.

وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ في الطّبقة العليا التي تلي الصحابة ، فقال : إنه من أصحاب أبي عبيدة ، وقال البخاريّ في «تاريخه» : سمع بلالا.

قلت : وروى أيضا عن معاذ بن جبل ، والمقدام بن معديكرب ، وعبد الله بن قرط ، ومعاوية ، وشهد خطبة عمر بالجابية.

روى عنه ابنه أبو اليمان عامر ، وأزهر بن عبد الله الحرازيّ ، وأبو سلام الأسود ، وغيرهم.

وقال أبو زرعة الرّازيّ والدّار الدّارقطنيّ : أبو عامر الهوزنيّ لا بأس به. ذكره ابن حبان في ثقات التّابعين قال العجليّ : شاميّ ، تابعيّ ثقة من كبار التابعين.

٦٣٦٣ ـ عبد الله بن مجيب بن المضرحي : من بني أبي بكر بن كلاب ، أبو المسيب الشاعر ، ويعرف بالقتال الكلابي.

قال أبو زيد الأنصاريّ : هو من شعراء الجاهلية.

وذكر أبو عبيدة أنّ مروان بن الحكم سجنه. قال أبو عبيدة البكري في «شرح أمالي القالي (٢)» : فهو على هذا من المخضرمين. ومن شعره في قومه :

هل من معاشر غيركم أدعوهم

فلقد سئمت دعاء يال كلاب

[الكامل]

٦٣٦٤ ز ـ عبد الله بن مجمع بن مالك بن إياس بن عبد مناة بن سعد :

له إدراك. وكان أبوه (٣) مجمع مع الحسين بن علي بالطّف ، فقتل. ذكره ابن الكلبي.

٦٣٦٥ ـ عبد الله بن مخمر : يأتي في الأخير.

٦٣٦٦ ز ـ عبد الله بن مرّة العامري.

ذكر (٤) وثيمة في كتاب «الردة» أنه جمع قومه لما استغواهم قرّة بن هبيرة فوعظهم وحذرهم ، وذكر له في ذلك شعرا.

٦٣٦٧ ـ عبد الله بن المنذر بن الحلاحل التميمي :

__________________

(١) قيل ويقال في أ.

(٢) في أ : العالي.

(٣) في ط : ابنه.

(٤) في أ : ذكره.

٧٨

ذكر المرزبانيّ في معجم الشعراء أنه استشهد باليمامة مع خالد بن الوليد ، فقال نافع بن الأسود يرثيه :

أذهب فلا يبعدنك الله من رجل

موري حروب وللعافين والنّادي

ما كان يعدله في النّاس من أحد

ولا يوازيه في نعمى وإرصاد

لقد تركت بني عمرو وإخوتها

يدعون باسمك للمنتاب والرّادي

[البسيط]

٦٣٦٨ ـ عبد الله بن المنذر بن كعب : جد أحمد بن سعيد بن صخر ، شيخ البخاري وغيره من الأئمة.

ذكر أبو علي الجبائي في شيوخ أبي داود أنّ المنذر بن كعب وفد على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأن ابنه عبد الله بن المنذر وفد على أبي بكر الصديق.

٦٣٦٩ ز ـ عبد الله بن نزار العبسيّ.

قال ابن عساكر : له إدراك ، وكان رسول أبي بكر الصديق إلى أبي عبيدة لما دنا من الجابية.

ذكره أبو حذيفة إسحاق بن بشر في «الفتوح» ، عن ابن إسحاق عمّن أخبره ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : وسار أبو عبيدة حتى دنا من الجابية ، فقيل له. إن هرقل بأنطاكيّة ، فكتب إلى أبي بكر ، فكتب إليه يعلمه أنه يمده بالرجال بعد الرجال ، وبعث بكتابه مع عبد الله بن نزار العبسيّ.

٦٣٧٠ ـ عبد الله بن النجاشي : في ابن أصحمة.

٦٣٧١ ـ عبد الله بن نضلة : في علقمة بن نضلة.

٦٣٧٢ ـ عبد الله بن هانئ الخولانيّ : أخو شريح. تقدم (١) في ترجمة شريح.

٦٣٧٣ ز ـ عبد الله بن هدّاج (٢)الحنفي. يأتي في هداج :

قال إبراهيم بن المنذر : حدثنا هاشم بن غطفان ، حدثني عبد الله بن هداج. وكان قد أدرك الجاهلية ، قال : جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فذكر خبرا ، أخرجه أبو نعيم.

__________________

(١) سقط في ط.

(٢) أسد الغابة ت (٣٢٣٢) ، الجرح والتعديل ٥ / ١٩٥ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٣٩.

٧٩

وقد أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة ، عن هاشم بن غطفان ، فزاد عن ابن عبد الله بن مداج ، عن أبيه ، قال : جاء رجل ، فذكره.

قال البخاريّ في «التّاريخ» : عبد الله بن هداج من بني عديّ بن حنيف. روى عنه أبو عمار هاشم بن غطفان المزني.

٦٣٧٤ ز ـ عبد الله بن ورقاء الأسدي.

ذكر الطّبريّ أنّ عمر كتب إلى أبي غسّان لمّا سيره إلى «أصبهان» أن يجعل على مقدمته عبد الله بن ورقاء الرّياحي ، وعلى المحبة (١) عبد الله بن ورقاء الأسدي ، وقال في موضع آخر : عبد الله بن الحارث بن ورقاء الأسدي.

٦٣٧٥ ز ـ عبد الله بن وهب الراسبي : من بني راسب بن مالك بن ميدعان بن مالك بن نصر بن الأزد.

له إدراك ، وشهد فتوح العراق مع سعد بن أبي وقاص. وذكر الطّبري في التّاريخ أن سعدا أرسله مع المضارب العجليّ وجماعة ، وأمّر عليهم ضرار بن الخطاب بأمر عمر إلى أناس اجتمعوا من الذين يقاتلونهم ، ثم كان مع عليّ في حروبه ، ولما وقع التحكيم فأنكره الخوارج. واجتمعوا بالنّهروان أمّر عليهم عبد الله بن وهب الراسبي ، وكان عجبا في كثرة العبادة حتى لقب ذا الثفنات (٢) ، كان لكثرة سجوده صار في يديه وركبتيه كثفنات (٣) البعير.

وقتل الرّاسبي المذكور مع من قتل بالنهروان ، وقصّته في ذلك مشهورة. ذكره ابن الكلبي وغيره.

٦٣٧٦ ز ـ عبد الله بن يزيد بن قيس العاضري السكونيّ :

ذكره وثيمة في «الردّة» وقال : لما أزمع قومه على الردة وانتزعوا من زياد بن لبيد ناقة كان وسمها بميسم الصدقة قام فيهم عبد الله بن يزيد ، فقال : يا معشر الملوك : إني لا أصغر عن القول ، ولا يعظم أحد منكم عن الاستماع ، وإني أناشدكم الله والرحم أن تصيروا أحاديث في ناقة أخذت بحق وارتجاعها باطل ، وأنشدهم :

ما كان في ناقة ضلّت حلومكم

ما تغدرون بعهد الله والذّمم

ألقى زياد عليها حقّ ميسمه

بعد اللّسان وبعد الكفّ والقدم

ليس التّشوش على بكر وإخوتهم

أسام فيها وربّ الحلّ والحرم

[البسيط]

__________________

(١) في أ : الجنبة.

(٢) في أ : النقبات.

(٣) في أ : كنقبات.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

هيق كأنّ جناحيه وجؤجؤه

بيت أطافت به خرقاء مهجوم(١)

ولا اعتذر أحد إلا احتاج إلى قول النابغة:

فإنّك كاللّيل الّذي هو مدركي

وإن خلت أنّ المنتأى عنك واسع(٢)

قال سيدنا أدام الله علوّه: أما قول حميد بن ثور: (محلّى بأطواق عتاق) فإنه يريد أن عليه نجار الكرم والعتق، فصارت دلالتهما وسماتهما حلية له من حيث كان موسوما بهما.

ومعنى: (يبينها على الضراء) يتبينها ويعرفها هذا الراعي فيعلم أنه كريم، والتقوّف:

من القيافة.

فأما قول علقمة (هيق ) فالهيق: ذكر النعام. ومعنى: (أطافت به خرقاء)، أي عملته وابتنته، وقيل: إن خرقاء هاهنا هي الحاذقة، وأن هذه اللفظة تستعمل على طريق الأضداد في الحاذقة وغير الحاذقة، ومعنى (مهجوم): أي مهدوم، وقال الأصمعي: معنى (أطافت به)، أي عملته فخرقت في عمله، يقول: قد أرسل جناحيه كأنه خباء امرأة خرقاء، كلما رفعت ناحية استرخت أخرى؛ والوجه الثاني أشبه وأملح.

فأما قول بشر في وصف الثغر فأحسن منه وأكشف وأشد استيفاء قول النابغة:

____________________

 - قوله: (عاري العظام) أي بعير مهزول، وشقا ابن ثلاث أي هلال ابن ثلاث. وماء أسير عيدان ويروى (ماء آسر عيدان)، أي عيدان مأسورة مشدودة. والرم. المخ، يريد أنه ليس يمسي برم، أي ليس في عظامه مخ؛ ولكنه عارف؛ أي معترف بالسير، ذليل متكلف يتكلف السير على جهد).

(١) حاشية الأصل: (هيق، أي ظليم، وهو اسم له، والجؤجؤ: الصدر؛ وأراد بالبيت بيتان الشعر أو الوبر. الخرقاء: المرأة التي ليست بصناع. ومهجوم: مصروع ساقط، يقول: أتت البيت هذه الخرقاء لتصلحه فلم تحسن، واستخرجت عيدانه وأطنابه، فشبه الظليم به، لاسترخاء جناحيه ونشره إياهما. وقال المازني: إذا بنت الخرقاء بيتا انهدم سريعا. وقال غيره: خرقاء هنا: ريح لا تدوم على جهة واحدة) والبيت في ديوانه ١٣٠، والمفضليات: ٤٠٠، (طبعة المعارف) وروايته فيهما:

(٢) ديوانه:

* صعل كأنّ جناحيه وجؤجؤه*

٥٤١

كالأقحوان غداة غبّ سمائه

جفّت أعاليه وأسفله ند(١)

فإنما وصف أعاليه بالجفوف؛ ليكون متفرقا متنضّدا غير متلبّد ولا مجتمع؛ فيشبه حينئذ الثغور، ثم قال: (وأسفله ند) حتى لا يكون قحلا يابسا، بل يكون فيه الغضاضة والصّقالة، فيشبه غروب الأسنان التي تلمع وتبرق.

وروى الرياشي قال: سمعت الأصمعي يقول: أحسن ما قيل في وصف الثّغر قول ذي الرّمة:

وتجلو بفرع من أراك كأنّه

من العنبر الهندي والمسك يصبح(٢)

ذرا أقحوان واجه الليل وارتقى

إليه النّدى من رامة المتروّح(٣)

هجان الثّنايا مغربا لو تبسّمت

لأخرس عنه كاد بالقول يفصح(٤)

____________________

(١) ديوانه: ٣١. الأقحوان: نبت له نوار أصفر، حواليه ورق أبيض وفي حاشيتي الأصل، ف: (ضمن اللجام الحراني هذا البيت في هجو فجعله آبدة من الأوابد فقال:

ياسائلي عن جعفر، علمي به

رطب العجان وكفّه كالجلمد

كالأقحوان غداة غب سمائه

جفّت أعاليه وأسفله ند

والبيتان في خاص الخاص: ١٤٤.

(٢) ديوانه: ٨٣. يصبح: يسقى وقت الصباح.

(٣) في الديوان: (راحة الليل)، بالرفع. رامة: رملة بعينها. المتروح: الّذي جاء رواحا. وبعد هذا البيت في رواية الديوان:

تحفّ بترب الرّوض من كلّ جانب

نسيم كفأر المسك حين يفتّح

(٤) المغرب: الأبيض من كل شيء.

٥٤٢

[٣٩]

مجلس آخر [المجلس التاسع والثلاثون:]

تأويل آية:( فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ )

إن سأل سائل عن تأويل قوله تعالى:( فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ الله لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ ) ؛ [التوبة: ٥٥].

فقال: كيف يعذبهم بالأموال والأولاد، ومعلوم أن لهم فيها مسرورا ولذة؟ وما تأويل قوله تعالى: وَهُمْ كافِرُونَ وظاهره يقتضي أنه أراد كفرهم من حيث أراد أن تزهق أنفسهم في حال كفرهم، لأن القائل إذا قال: أريد أن يلقاني فلان وهو لابس أو على صفة كذا وكذا، فالظاهر أنه أراد كونه على تلك الصفة؟

الجواب، قلنا: أما التعذيب بالأموال والأولاد ففيه وجوه:

أولها ما روي عن ابن عباس وقتادة، وهو أن يكون في الكلام تقديم وتأخير، ويكون التقدير: فلا تعجبك يامحمد ولا تعجب المؤمنين معك أموال هؤلاء الكفار والمنافقين ولا أولادهم في الحياة الدنيا؛ إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة عقوبة لهم على منعهم حقوقها؛ واستشهد على ذلك بقوله تعالى:( اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ ) ؛ [النمل: ٢٨]، والمعنى: فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون، ثم تول عنهم؛ وأنشد في ذلك قول الشاعر:

عشيّة أبدت جيد أدماء مغزل

وطرفا يريك الإثمد الجون أحورا(١)

يريد: وطرفا أحور يريك الإثمد الجون؛ وقد اعتمد هذا الوجه أيضا أبو عليّ قطرب، وذكره أبو القاسم البلخي والزّجاج.

____________________

(١) مغزل: معها غزالها.

٥٤٣

وثانيها أن يكون معنى التعذيب بالأموال والأولاد في الدّنيا هو ما جعله للمؤمنين من قتالهم وغنيمة أموالهم وسبي أولادهم واسترقاقهم؛ وفي ذلك لا محالة إيلام لهم، واستخفاف بهم، وإنما أراد تعالى بذلك إعلام نبيهعليه‌السلام والمؤمنين أنه لم يرزق الكفار الأموال والأولاد؛ ولم يبقها في أيديهم كرامة لهم، ورضا عنهم؛ بل للمصلحة الداعية إلى ذلك، وأنهم مع هذه الحالة معذبون بهذه النعم من الوجه الّذي ذكرناه، فلا يجب أن يغبطوا، ويحسدوا عليها؛ إذ كانت هذه عاجلتهم، والعقاب الأليم في النار آجلتهم؛ وهذا جواب أبي عليّ الجبائي.

وقد طعن عليه بعض من لا تأمّل له فقال: كيف يصح هذا التأويل، مع أنا نجد كثيرا من الكفّار لا تنالهم أيدي المسلمين، ولا يقدرون على غنيمة أموالهم، ونجد أهل الكتاب أيضا خارجين عن هذه الجملة لمكان الذّمة والعهد؟ وليس هذا الاعتراض بشيء، لأنه لا يمتنع أن تختص الآية بالكفار الذين لا ذمة لهم ولا عهد؛ ممن أوجب الله تعالى محاربته؛ فأما الذين لا تنالهم الأيدي، أو هم من القوة على حدّ لا يتم معه غنيمة أموالهم؛ فلا يقدح الاعتراض بهم في هذا الجواب لأنهم ممن أراد الله تعالى أن يسبي ويغنم، ويجاهد ويغلب؛ وإن لم يقع ذلك؛ وليس في ارتفاعه بالتعذّر دلالة على أنه غير مراد.

وثالثها أن يكون المراد بتعذيبهم بذلك كلّ ما يدخله في الدنيا عليهم من الغموم والمصائب بأموالهم وأولادهم التي لهؤلاء الكفار المنافقين عقاب وجزاء، وللمؤمنين محنة وجالبة للعوض وللنفع.

ويجوز أيضا أن يراد به ما ينذر به الكافر قبل موته، وعند احتضاره، وانقطاع التكليف عنه مع أنه حي، من العذاب الدائم الّذي قد أعدّ له، وإعلامه أنه صائر إليه، ومنتقل إلى قراره؛ وهذا الجواب قد روي معنى أكثره عن قوم من متقدمي المفسرين(١) ، وذكره أبو عليّ الجبائي أيضا.

____________________

(١) حاشية الأصل: (نسخة الشجري: أبو جعفر محمد بن جرير الطبري).

٥٤٤

ورابعها [جواب](١) يحكى عن الحسن البصري، واختاره الطبري وقدّمه على غيره، وهو أن يكون المراد بذلك ما ألزمه هؤلاء الكفار من الفرائض والحقوق في أموالهم؛ لأن ذلك يؤخذ منهم على كره، وهم إذا أنفقوا فيه أنفقوا بغير نيّة ولا عزيمة؛ فتصير نفقتهم غرامة وعذابا من حيث لا يستحقون عليها أجرا.

قال السيد قدس الله روحه: وهذا وجه غير صحيح؛ لأن الوجه في تكليف الكافر إخراج الحقوق من ماله كالوجه في تكليف المؤمن ذلك؛ ومحال أن يكون إنما كلّف إخراج هذه الحقوق على سبيل العقاب والجزاء؛ لأن ذلك لا يقتضي وجوبه عليه(٢) ؛ والوجه في تكليف الجميع هذه الأمور هو المصلحة واللطف في التكليف.

ولا يجري ذلك مجرى ما قلناه في الجواب الّذي قبل هذا؛ من أن المصائب والغموم قد تكون للمؤمنين محنة، وللكافرين عقوبة؛ لأن تلك الأمور مما يجوز أن يكون وجه حسنها العقوبة والمحنة جميعا؛ ولا يجوز في هذه الفرائض أن يكون لوجوبها على المكلّف إلا وجه واحد، وهو المصلحة في الدّين، فافترق الأمران.

وليس لهم أن يقولوا: ليس التعذيب في إيجاب الفرائض عليهم؛(٣) وإنما هو لإخراجهم أموالهم على وجه التكرّه والاستثقال(٣) ؛ وذلك أنه إذا كان الأمر على ما ذكروه خرج من أن يكون مرادا للّه تعالى؛ لأنه جلّ وعز ما أراد منهم إخراج المال على هذا الوجه، بل على الوجه الّذي هو طاعة وقربة؛ فإذا أخرجوها متكرّهين مستثقلين لم يرد ذلك؛ فكيف يقول:( إِنَّما يُرِيدُ الله لِيُعَذِّبَهُمْ بِها ) ! ويجب أن يكون ما يعذبون به شيئا يصحّ أن يريده الله تعالى.

وجميع هذه الوجوه التي حكيناها في الآية - إلا جواب التقديم والتأخير - مبنيّة على أنّ

____________________

(١) من ف.

(٢ - ٢) ساقط من الأصل، وما أثبته عن ف.

(٣ - ٣) ف: (وإنما هو في إخراجهم لأموالهم على وجه التكره والاستثقال).

٥٤٥

الحياة الدنيا ظرف للعذاب؛ فتحمّل(١) كل متأوّل من القوم ضربا من التأويل؛ طابق(٢) ذلك.

وما يحتاج عندنا إلى جميع ما تكلّفوه، ولا إلى التقديم والتأخير إذا لم تجعل(٣) الحياة ظرفا للعقاب، بل جعلناها ظرفا للفعل الواقع بالأموال والأولاد؛ والمتعلّق بهما؛ لأنا قد علمنا أولا أنّ قوله:( لِيُعَذِّبَهُمْ بِها ) لا بد من الانصراف عن ظاهره؛ لأن الأموال والأولاد أنفسها لا تكون عذابا؛ والمراد على سائر وجوه التأويل الفعل المتعلّق بها والمضاف إليها؛ سواء كان إنفاقها والمصيبة بها والغمّ عليها، أو إباحة غنيمتها وإخراجها عن أيدي مالكيها؛ فكأنّ تقدير(٤) الآية: إنما يريد الله ليعذّبهم بكذا وكذا؛ مما يتعلق بأموالهم وأولادهم، ويتّصل بها؛ وإذا صحّ هذا جاز أن تكون الحياة الدنيا ظرفا لأفعالهم القبيحة في أموالهم وأولادهم التي تغضب الله تعالى وتسخطه؛ كإنفاقهم الأموال في وجوه المعاصي، وحملهم الأولاد على الكفر، وإلزامهم الموافقة لهم في النّحلة، ويكون تقدير الكلام: إنما يريد الله ليعذّبهم بفعلهم في أموالهم وأولادهم؛ الواقع ذلك منهم في الحياة الدنيا؛ وهذا وجه ظاهر يغني عن التقديم والتأخير؛ وسائر ما ذكروه من الوجوه.

فأما قوله تعالى:( وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ ) فمعناه تبطل وتخرج؛ أي أنّهم يموتون على الكفر؛ وليس يجب إذا كان مريدا لأن تزهق أنفسهم وهم على هذه الحال أن يكون مريدا للحال نفسها على ما ظنّوه؛ لأنّ الواحد منّا قد يأمر غيره ويريد منه أن يقاتل أهل البغي وهم محاربون، ولا يقاتلهم وهم منهزمون، ولا يكون مريدا لحرب أهل البغي للمؤمنين؛ وإن أراد قتالهم على هذه الحالة، وكذلك قد يقول لغلامه: أريد أن تواظب على المصير إلي في السّجن وأنا محبوس، وللطبيب: صر إلي ولازمني وأنا مريض، وهو لا يريد المرض ولا

____________________

(١) حاشية الأصل (من نسخة): (فتمحل).

(٢) ف: (يطابق).

(٣) حاشية الأصل (من نسخة): (لم نجعل الحياة).

(٤) حاشية الأصل (من نسخة): (فكان تقدير الكلام).

٥٤٦

الحبس؛ وإن كان قد أراد ما هو متعلق بهاتين الحالتين.

وقد ذكر في ذلك وجه آخر على ألاّ يكون قوله:( وَهُمْ كافِرُونَ ) حالا لزهوق أنفسهم؛ بل يكون كأنه كلام مستأنف، والتقدير فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم؛ إنما يريد الله ليعذّبهم بها في الحياة الدنيا؛ وتزهق أنفسهم وهم مع ذلك كافرون صائرون إلى النار؛ وتكون الفائدة أنهم مع عذاب الدنيا قد اجتمع عليهم عذاب الآخرة؛ ويكون معنى( تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ ) على هذا الجواب غير الموت وخروج النفس على الحقيقة، بل المشقة الشديدة والكلف(١) الصّعبة، كما يقال: ضربت فلانا حتى مات وتلفت نفسه، وخرجت روحه، وما أشبه ذلك.

***

[رأى الشريف المرتضى في شعر مروان بن أبي حفصة ومختارات من محاسن شعره:]

قال سيدنا أدام الله تمكينه: ذاكرني قوم من أهل الأدب بأشعار المحدثين وطبقاتهم وانتهوا إلى مروان بن يحيى بن أبي حفصة(٢) ؛ فأفرط بعضهم في وصفه وتقريظه، وآخرون في ذمه وتهجينه والإزراء على شعره وطريقته؛ واستخبروا عما أعتقده فيه، فقلت لهم:

كان مروان متساوي الكلام، متشابه الألفاظ، غير متصرّف في المعاني ولا غواص عليها ولا مدقّق لها؛ فلذلك قلّت النّظائر في شعره، ومدائحه مكرّرة الألفاظ والمعاني، وهو غزير الشعر قليل المعنى؛ إلا أنه مع ذلك شاعر له تجويد وحذق، وهو أشعر من كثير من أهل زمانه وطبقته، وأشعر شعراء أهله؛ ويجب أن يكون دون مسلم بن الوليد في تنقيح الألفاظ وتدقيق المعاني، وحسن الألفاظ، ووقوع التشبيهات، ودون بشّار بن برد في الأبيات النادرة السائرة، فكأنه طبقة بينهما؛ وليس بمقصّر دونهما شديدا، ولا منحط عنهما بعيدا.

وكان إسحاق بن إبراهيم الموصلي يقدّمه على بشار ومسلم، وكذلك أبو عمرو الشيباني

____________________

(١) ف: (والكلفة).

(٢) هو أبو السمط - وقيل أبو الهندام مروان بن أبي حفصة؛ ولد سنة ١٠٥، وهلك في أيام الرشيد سنة ١٨٢. (وانظر ترجمته وأشعاره في الشعر والشعراء.

٧٣٩ - ٧٤١، وابن خلكان ٢: ٧٩ - ٨١).

٥٤٧

وكان الأصمعي يقول: مروان مولّد(١) ، وليس له علم باللغة. واختلاف الناس في اختيار الشعر بحسب اختلافهم في التنبيه على معانيه؛ وبحسب ما يشترطونه من مذاهبه وطرائقه.

فسئلت عند ذلك أن أذكر مختار ما وقع إلي من شعره وأنبه على سرقاته ونظائر شعره، وأن أملي ذلك في خلال المجالس وأثنائها.

فمما يختار من شعره قوله من قصيدة يمدح بها المهدي أولها:

أعادك من ذكر الأحبّة عائد!

أجل، واستخفّتك الرسوم البوائد

يقول فيها:

تذكّرت من تهوى فأبكاك ذكره

فلا الذّكر منسي ولا الدّمع جامد

تحنّ ويأبى أن يساعدك الهوى

وللموت خير من هوى لا يساعد

ألا طالما أنهيت دمعك طائعا

وجارت عليك الآنسات النّواهد

تذكّرنا أبصارها مقل المها

واعناقها أدم الظّباء العواقد(٢)

تساقط منهنّ الأحاديث غضّة

تساقط درّ أسلمته المعاقد

إليك أمير المؤمنين تجاذبت

بنا اللّيل خوص كالقسي شوارد

يمانية ينأى القريب محلّة

بهنّ، ويدنو الشاحط المتباعد

تجلّى السّرى عنها، وللعيس أعين

سوام وأعناق إليك قواصد

إلى ملك تندى إذا يبس الثّرى

بنائل كفّيه الأكفّ الجوامد

____________________

(١) ف: (المولدون الذين بعد المخضرين) وفي حاشية الأصل (من نسخة): (مولد) بكسر اللام؛ أي يولد الكلام.

(٢) العاقد: هو الظبي الّذي عطف عنقه إلى ناحية عجزه؛ وقيل إن الصغائر تفعل ذلك كثيرا؛ قال ساعدة:

وكأنّما وافاك يوم لقيتها

من وحش وجرة عاقد متربّب

ولا يبعد أن يكون العواقد اللائي يأوين إلى عقدات الرمل، أو يكون معناه أنها عقدت أعناقها ملتفة إلى أذنابها، وذلك معهود من عادتها.

٥٤٨

له فوق مجد النّاس مجدان منهما

طريف وعادي الجراثيم تالد

وأحواض عزّ حومة الموت دونها

وأحواض عرف ليس عنهنّ ذائد

أيادي بني العبّاس بيض سوابغ

على كلّ قوم باديات عوائد

هم يعدلون السّمك من قبّة الهدى

كما تعدل البيت الحرام القواعد

سواعد عزّ المسلمين، وإنما

تنوء بصولات الأكفّ السّواعد

يكون غرارا نومه من حذاره

على قبّة الإسلام والخلق راقد

كأنّ أمير المؤمنين محمّدا

لرأفته بالنّاس للنّاس والد

أما قوله:

تساقط منهنّ الأحاديث غضّة

تساقط درّ أسلمته المعاقد

فكثير في الشعر، وأظن أن الأصل فيه أبو حيّة النميري في قوله:

إذا هنّ ساقطن الأحاديث للفتى

سقوط حصى المرجان من كفّ ناظم

وإنما عنى بالمرجان صغار اللؤلؤ، وعلى هذا يتأول قوله تعالى:( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) ؛ [الرحمن: ٢٢].

ومثله قول الآخر:

هي الدّرّ منثورا إذا ما تكلّمت

وكالدّرّ منظوما إذا لم تكلّم

ومثله:

من ثغرها الدّرّ النّظيـ

ـم ولفظها الدّرّ النثير

ونظيره قول البحتري - وأحسن غاية الإحسان:

ولما التقينا والنّقا موعد لنا

تعجّب رائي الدّرّ حسنا ولاقطه

فمن لؤلؤ تجلوه عند ابتسامها

ومن لؤلؤ عند الحديث تساقطه

٥٤٩

ومثله قول الأخيطل(١) .

خلوت بها وسجف الليل ملقى

وقد أصغت إلى الغرب النّجوم

كأنّ كلامها درّ نثير

ورونق ثغرها درّ نظيم

ولغيره:

تبسّمت فرأيت الدّرّ منتظما

وحدّثت فرأيت الدّرّ منتثرا

ولآخر:

وتحفظ لا من ريبة يحذرونها

ولكنها من أعين النّاس تحفظ

وتلفظ درّا في الحديث إذا جرى

ولم نر درّا قبل ذلك يلفظ

ولبعض من تأخر زمانه من الشعراء وقرب من عصرنا هذا:

أظهرن وصلا إذ رحمن متيّما

وأرين هجرا إذ خشين مراقبا

فنظمن من درّ المباسم جامدا

ونثرن من درّ المدامع ذائبا

قال قدس الله روحه: وليس قول أبي دهبل في صفة الحديث(٢) :

كتساقط الرّطب الجني من ال

أقناء لا نثرا ولا نزرا

من هذا الباب في شيء، لأن جميع ما تقدم هو في وصف الثّغر؛ وهذا في وصف حسن الحديث وأنه متوسّط في القلة والكثرة، لازم للقصد كانتثار الرّطب من الأقناء؛ ويشبه أن يكون أراد أيضا مع ذلك وصفه بالحلاوة والغضاضة لتشبيهه له بالرطب، ثم إنه غضّ طري غير مكرّر ولا معاد؛ لقوله: (الرطب الجني) فتجتمع له أغراض: الوصف بالاقتصاد في القلة والكثرة، ثم وصفه بالحلاوة، ثم الفصاحة، ثم الغضاضة.

____________________

(١) في م: (الأخطل) خطأ؛ وفي حاشية الأصل: (الأهوازي، يقال له برقوقا)؛ وهو محمد بن عبد الله، شاعر مجيد من أهل الأهواز.

(٢) من نسخة بحاشيتي الأصل، ف: (في وصف حسن الحديث والثغر).

٥٥٠

ونظير قول أبي دهبل قول ذي الرمّة:

لها بشر مثل الحرير ومنطق

رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر(١)

فأما قول مروان:

إلى ملك تندى إذا يبس الثّرى

بنائل كفّيه الأكفّ الجوامد

فمثل قول أبي حنش النميري في يحيى بن خالد البرمكيّ:

لا تراني مصافحا كفّ يحيى

إنّني إن فعلت أتلفت(٢) مالي

لو يمسّ البخيل راحة يحيى

لسخت نفسه ببذل النّوال

ومثله قول ابن الخياط(٣) المدني في المهدي:

لمست بكفّي كفّه أبتغي الغنى

ولم أدر أنّ الجود من كفّه يعدي(٤)

فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى

أفدت، وأعداني فأتلفت ما عندي

وقد قيل إن هذا الشاعر كأنه مصرّح بالهجاء؛ لأنه زعم أنّ الّذي لمس كفّه لم يفده شيئا بل أعداه جوده، فأتلف ماله، ولم يرد الشاعر إلا المدح؛ ولقوله وجه، وهو أنّ ذوي الغنى هم الذين تستقر الأموال في أيديهم وتلبث تحت أيمانهم؛ ومن أخرج ما يملكه حالا بحال لا يوصف بأنه ذو غنى، فأراد الشاعر أنني لم أفد منه ما بقي في يدي واستقرّ تحت ملكي؛ فلهذا قال: لم أفد ما أفاد ذرو الغنى.

ومن هذا المعنى قول مسلم:

إلى ملك لو صافح النّاس كلّهم

لما كان حي في البريّة يبخل

ومثله قول العكوّك:

لو لمس النّاس راحتيه

ما بخل النّاس بالعطاء

____________________

(١) ديوانه ٢١٢.

(٢) حاشية الأصل (من نسخة): (أتلف).

(٣) حاشية الأصل: (ابن الخياط، هو عبد الله بن محمد، ويعرف بابن الخياط؛ ذكر ذلك أبو الفرج الأصبهاني رحمه الله) وترجمته في الأغاني ١٨: ٩٤ - ١٠٠.

(٤) الأغاني ١٨: ٩٤.

٥٥١

وأحسن من هذا كلّه وأشبه بالمدح، وأدخل في طريقته قول البحتري:

من شاكر عنّي الخليفة بالذّي

أولاه من طول ومن إحسان(١)

ملأت يداه يدي وشرّد جوده

بخلي، فأفقرني كما أغناني

حتى لقد أفضلت من إفضاله

ورأيت نهج الجود حيث أراني

ووثقت بالخلف الجميل معجّلا

منه، فأعطيت الّذي أعطاني

ومن هذا قول الآخر:

رأيت الندى في آل عوف خليقة

إذا كان في قوم سواهم تخلّقا

ولو جزت في أبياتهم(٢) لتعلّمت

يداك النّدى منهم فأصبحت مملقا

ولابن الرومي:

يجود البخيل إذا ما رآك

ويسطو الجبان إذا عاينك

فأما قوله:

وأحواض عزّ حومة الموت دونها

وأحواض عرف ليس عنهنّ ذائد

فيشبه أن يكون إبراهيم بن العباس الصولي أخذه في قوله:

لنا إبل كوم يضيق بها الفضا

وتفترّ عنها أرضها وسماؤها(٣)

فمن دونها أن تستباح دماؤنا

ومن دوننا أن تستباح دماؤها

حمى وقرى فالموت دون مرامها

وأيسر خطب عند حقّ فناؤها

وقد أحسن إبراهيم بن العباس في أبياته كل الإحسان.

فأما قوله:

يكون غرارا نومه من حذاره

على قبّة الإسلام والخلق راقد

فكثير متداول، ومن حسنه قول محمد بن عبد الملك الزيات:

____________________

(١) ديوانه ٢: ٢٧٢.

(٢) حاشية الأصل (من نسخة): (في أثنائهم).

(٣) ديوانه: ١٥٣، والأغاني ١٠: ٥٩ (طبع دار الكتب المصرية). الكوم: الإبل الضخمة العظيمة السنام؛ الواحد أكوم والأنثى كوماء.

٥٥٢

نعم الخليفة للرّعيّة من إذا

رقدت وطاب لها الكرى لم يرقد

ومثله:

ويظلّ يحفظنا ونحن بغفلة

ويبيت يكلؤنا ونحن نيام

ومثله للبحتري:

أربيعة الفرس اشكري يد منعم

وهب الإساءة للمسيء الجاني(١)

روّعتموا جاراته فبعثتمو

منه حميّة آنف غيران

لم تكر عن قاصي الرّعية عينه

فتنام عن وتر القريب الدّاني

فأما قوله:

كأن أمير المؤمنين محمدا

لرأفته بالناس للناس والد

فنظير قول بعض الشعراء في يحيى بن خالد البرمكي:

أحيا لنا يحيى فعال خالد

فأصبح اليوم كثير الحامد

يسخو بكلّ طارف وتالد

على بعيد غائب وشاهد

الناس في إحسانه كواحد

وهو لهم أجمعهم كالوالد

ومن جيد قول مروان من قصيدة أوّلها:

خلت بعدنا من آل ليلى المصانع

وهاجت لنا الشّوق الدّيار البلاقع

يقول فيها:

ومالي إلى المهدي لو كنت مذنبا

سوى حلمه الضّافي على النّاس شافع

ولا هو عند السّخط منه ولا الرّضا

بغير التي يرضى بها الله واقع(٢)

تغضّ له الطّرف العيون وطرفه

على غيره من خشية الله خاشع

____________________

(١) ديوانه ٢: ٢٧٢. وفي حاشية الأصل: (ربيعة رجل ورث أباه دوابه، فقيل له ربيعة الفرس؛ وسميت القبيلة باسم ربيعة وهي التي تذكر مع مضر).

(٢) حاشية الأصل (من نسخة): (ولا هو) وفيها (من نسخة): (قانع).

٥٥٣

أما قوله:

* ولا هو عند السخط منه ولا الرّضا* البيت

فمثل قول أشجع:

ولست بخائف لأبي عليّ

ومن خاف الإله فلن يخافا

ومثله:

أمّنني منه ومن خوفه

خيفته من خشية الباري

ولأبي نواس:

قد كنت خفتك ثمّ أمّنني

من أن أخافك خوفك الله(١)

ويشبه هذا المعنى ما روي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله أنه دعا غلاما مرارا فلم يجبه، فخرج فوجده على الباب(٢) فقال له: ما حملك على ترك إجابتي؟ قال: كسلت عن إجابتك، وأمنت عقوبتك، فقال:عليه‌السلام : الحمد للّه الّذي جعلني ممن يأمنه خلقه.

فأما قوله: (تغضّ له الطرف العيون) فيشبه أن يكون مأخوذا من قول الفرزدق، أو ممّن تنسب إليه هذه الأبيات:

يغضي حياء ويغضى من مهابته

فما يكلّم إلاّ حين يبتسم(٣)

____________________

(١) ديوانه ١٠٩؛ من أبيات بعث بها إلى الفضل بن الربيع.

(٢) حاشية الأصل (من نسخة): (على باب البيت).

(٣) ينسب هذا البيت مع غيره أيضا للحزين الكناني؛ وانظر ما مر من حواشي ص ٦٨.

٥٥٤

[٤٠]

مجلس آخر [المجلس الأربعون:]

تأويل آية:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا )

إن سأل سائل عن قوله تعالى:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ) ؛ [الأنفال: ٢٤].

فقال: ما معنى الحول بين المرء وقلبه؟ وهل يصحّ ما تأوّله قوم من أنّه يحول بين الكافر وبين الإيمان؟ وما معنى قوله:( لِما يُحْيِيكُمْ ) ؟ وكيف تكون الحياة في إجابته؟

الجواب، قلنا: أما قوله تعالى:( يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ) ففيه وجوه:

أوّلها أن يريد بذلك أنّه تعالى يحول بين المرء وبين الانتفاع بقلبه بالموت، وهذا حثّ من الله عز وجل على الطاعات والمبادرة بها قبل الفوت وانقطاع التّكليف، وتعذّر ما يسوّف به المكلّف نفسه من التوبة والإقلاع؛ فكأنه تعالى قال: بادروا إلى الاستجابة للّه وللرسول من قبل أن يأتيكم الموت فيحول بينكم وبين الانتفاع بنفوسكم وقلوبكم، ويتعذر عليكم ما تسوّفون به(١) نفوسكم من التوبة بقلوبكم. ويقوّي ذلك قوله تعالى:( وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) (٢) .

وثانيها أن يحول بين المرء وقلبه بإزالة عقله وإبطال تمييزه، وإن كان حيّا، وقد يقال لمن فقد عقله وسلب تمييزه: إنّه بغير عقل(٣) ؛ قال الله تعالى:( إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ ) ؛ [ق: ٣٧].

وقال الشاعر:

ولي ألف وجه قد عرفت مكانه

ولكن بلا قلب إلى أين أذهب!

وهذا الوجه يقرب من الأوّل؛ لأنه تعالى أخرج هذا الكلام مخرج الإنذار لهم،

____________________

(١) حاشية الأصل (من نسخة) (فيه).

(٢) بقية الآية السابقة

(٣) حاشية الأصل (من نسخة): (بغير قلب).

٥٥٥

والحث لهم(١) على الطاعات قبل فوتها، لأنه لا فرق بين تعذّر التوبة وانقطاع التكليف بالموت وبين تعذّرها بإزالة العقل.

وثالثها أن يكون المعنى المبالغة في الإخبار عن قربه من عباده وعلمه بما يبطنون ويخفون؛ وأنّ الضمائر المكنونة(٢) له ظاهرة، والخفايا المستورة لعلمه بادية؛ ويجري ذلك مجرى قوله تعالى:

( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) ؛ [ق: ١٦]، ونحن نعلم أنه لم تعالى يرد بذلك قرب المسافة، بل المعنى الّذي ذكرناه.

وإذا كان عزّ وجل هو أعلم بما في قلوبنا منّا، وكان ما نعلمه أيضا يجوز أن ننساه، ونسهو عنه، ونضلّ عن علمه - وكل ذلك لا يجوز عليه - جاز أن يقول: إنه يحول بيننا وبين قلوبنا؛ لأنه معلوم في الشاهد أن كل شيء يحول بين شيئين فهو أقرب إليهما.

ولما أراد تعالى المبالغة في وصف القرب خاطبنا بما نعرف ونألف؛ وإن كان القرب الّذي عناه جلّت عظمته لم يرد به المسافة، والعرب تضع كثيرا لفظة القرب على غير معنى المسافة؛ فيقولون: فلان أقرب إلى قلبي من فلان، وزيد مني قريب، وعمرو منّي بعيد؛ ولا يريدون المسافة.

ورابعها - ما أجاب به بعضهم - من أنّ المؤمنين كانوا يفكّرون في كثرة عدوّهم، وقلة عددهم، فيدخل قلوبهم الخوف، فأعلمهم تعالى أنه يحول بين المرء وقلبه، بأن يبدّله بالخوف الأمن؛ ويبدّل عدوّهم - بظنهم أنهم قادرون عليهم وغالبون لهم - الجبن والخور.

ويمكن في الآية وجه خامس؛ وهو أن يكون المراد أنه تعالى يحول بين المرء وبين ما يدعوه إليه قلبه من القبائح؛ بالأمر والنهي والوعد والوعيد؛ لأنا نعلم أنه تعالى لو لم يكلف العاقل مع ما فيه من الشهوات والنفار لم يكن له عن القبيح مانع؛ ولا عن مواقعته رادع؛ فكأنّ التكليف حائل بينه وبينه؛ من حيث زجر عن فعله، وصرف عن مواقعته؛

____________________

(١) ساقطة من ف.

(٢) حاشية ف (من نسخة): (المكنومة).

٥٥٦

وليس يجب في الحائل أن يكون في كل موضع مما يمتنع معه الفعل؛ لأنا نعلم أن المشير منّا على غيره في أمر كان قد همّ به وعزم على فعله أن يجتنبه. والمنبّه له على أنّ الحظ في الانصراف عنه يصح أن يقال: منعه(١) ، وحال بينه وبين فعله، قال عبيد الله بن قيس الرقيات(٢) :

حال دون الهوى ودو

ن سري اللّيل مصعب

وسياط على أكـ

ـفّ رجال تقلّب

ونحن نعلم أنه لم يحل إلاّ بالتخويف والترهيب دون غيرهما.

فإن قيل: كيف يطابق هذا الوجه صدر الآية؟

قلنا: وجه المطابقة ظاهر، لأنه تعالى أمرهم بالاستجابة للّه تعالى ولرسوله فيما يدعوان إليه من فعل الطاعات، والامتناع من المقبّحات، وأعلمهم أنه بهذا الدعاء والإنذار وما يجري(٣) مجراهما يحول بين المرء وبين ما تدعوه إليه نفسه من المعاصي؛ ثم إن المآب بعد هذا كلّه إليه والمنقلب إلى ما عنده؛ فيجازي كلاّ باستحقاقه.

فأما قوله تعالى:( إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ ) ففيه وجوه:

أوّلها أن يريد بذلك الحياة في النعيم(٤) والثواب، لأنّ تلك هي الحياة الطيبة الدائمة التي يؤمن من تغيّرها، ولا يخاف انتقالها، فكأنه تعالى حث على إجابته التي تكسب هذه الحال.

وثانيها أنّه يختص(٥) ذلك بالدعاء إلى الجهاد وقتال العدوّ، فكأنه تعالى أمرهم بالاستجابة للرسولعليه‌السلام فيما يأمرهم به من قتال عدوّهم(٦) ؛ ودفعهم عن حوزة الإسلام

____________________

(١) حاشية الأصل (من نسخة): (منعه منه).

(٢) حاشية الأصل: (كان جده شاعرا يشبب بجماعة من النساء، اسم كل واحدة منهن رقية؛ فأضيف إليهن).

(٣) حاشية ف (من نسخة): (وما جرى).

(٤) حاشية ف (من نسخة): (النعم).

(٥) ش: (أن يختص).

(٦) من نسخة بحاشيتي الأصل، ف (الأعداء).

٥٥٧

وأعلمهم أنّ ذلك يحييهم من حيث كان فيه قهر للمشركين، وتقليل لعددهم، وفلّ لحدّهم؛ وحسم لأطماعهم، لأنهم متى كثروا وقووا استلانوا جانب المؤمنين؛ وأقدموا عليهم بالقتل وصنوف المكاره؛ فمن هاهنا كانت الاستجابة لهعليه‌السلام في القتال تقتضي الحياة والبقاء؛ ويجري ذلك مجرى قوله تعالى:( وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ ) ؛ [البقرة: ١٧٩].

وثالثها ما قاله قوم من أنّ كلّ طاعة حياة، ويوصف فاعلها بأنه حي، كما أن المعاصي يوصف فاعلها بأنه ميت، والوجه في ذلك أنّ الطائع لما كان(١) منتفعا بحياته، وكانت تؤديه إلى الثواب الدائم قيل: إن الطاعة حياة؛ ولما كان الكافر العاصي لا ينتفع بحياته؛ من حيث كان مصيره إلى العقاب الدائم كان في حكم الميّت؛ ولهذا يقال لمن كان منغّص(٢) الحياة، غير منتفع بها: فلان بلا عيش ولا حياة، وما جرى مجرى ذلك من حيث لم ينتفع بحياته.

ويمكن في الآية وجه آخر، وهو أن يكون المراد بالكلام الحياة بالحكم لا في الفعل؛ لأنا قد علمنا أنهعليه‌السلام كان مكلّفا مأمورا بجهاد جميع المشركين المخالفين لملته وقتلهم، وإن كان فيما بعد كلّف ذلك فيمن عدا أهل الذمة على شرطها؛ فكأنه تعالى قال: استجيبوا للرسول ولا تخالفوه، فإنكم إذا خالفتم كنتم في الحكم غير أحياء، من حيث تعبّدعليه‌السلام بقتالكم وقتلكم، فإذا أطعتم كنتم في الحكم أحياء؛ ويجري ذلك مجرى قوله تعالى:

( وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ) ؛ [آل عمران: ٩٧]؛ وإنما أراد تعالى أنه يجب أن يكون آمنا؛ وهذا(٣) حكمه، ولم يخبر بأن ذلك لا محالة واقع.

فأما المجبرة فلا شبهة لهم في الآية، ولا متعلّق بها؛ لأنه تعالى لم يقل: إنه يحول بين المرء وبين الإيمان، بل ظاهر الآية يقتضي أنّه يحول بينه وبين أفعاله، وإنما يقتضي ظاهرها أنه يحول بينه وبين قلبه؛ وليس للإيمان ولا للكفر ذكر، ولو كان للآية ظاهر يقتضي

____________________

(١) ش: (إذا كان).

(٢) حاشية ف (من نسخة): (متكدر).

(٣) حاشية ف (من نسخة): (وهكذا حكمه).

٥٥٨

ما ظنوه - وليس لها ذلك - لانصرفنا عنه بأدلة العقل الموجبة أنه تعالى لا يحول بين المرء وبين ما أمره به، وأراده منه، وكلّفه فعله؛ لأن ذلك قبيح، والقبائح عنه منفيّة.

***

[خبر حصن بن حذيفة مع أولاده حين طعنه كرز بن عامر:]

أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال حدثني أحمد بن محمد الجوهري قال حدثنا الحسن بن عليل العنزي قال حدثنا أحمد بن عمرو بن إسماعيل بن عبد العزيز بن عبد الرحمن ابن عوف قال حدثني محمد بن خالد(١) بن عبد الله عن الحجاج السّلمي قال: لما اشتد بحصن ابن حذيفة بن بدر وجعه من طعنة كرز(٢) بن عامر إياه يوم بني عقيل دعا ولده فقال:

إن الموت أهون مما أجد، فأيّكم يطيعني؟ قالوا: كلنا نطيعك؛ فبدأ بأكبرهم فقال: قم فخذ سيفي واطعن به حيث آمرك، ولا تعجّل؛ قال: ياأبتاه: أيقتل المرء(٣) أباه! فأتى على القوم كلّهم، فأجابوه جواب(٤) الأول؛ حتى انتهى إلى عيينة فقال: ياأبتاه، أليس لك فيما تأمرني به راحة، ولي بذلك طاعة؛ وهو هواك؟ قال: بلى، قال: فمرني كيف أصنع، قال:

قم فخذ سيفي فضعه حيث آمرك(٥) ، ولا تعجّل، فقام فأخذ سيفه، ووضعه على قلبه، ثم قال: ياأبتاه، كيف أصنع؟ قال: ألق السيف؛ إنما أردت أن أعلم: أيّكم أمضى لما آمر به؛ فأنت خليفتي ورئيس قومك من بعدي، فقال القوم: إنه(٦) سيقول فيما كان بيتا، فاحضروه(٦) فلما أمسى قال:

ولّوا عيينة من بعدي أموركم

واستيقنوا أنه بعدي لكم حام

إما هلكت فإني قد بنيت لكم

عزّ الحياة بما قدّمت قدّامي

واستوسقوا للتى فيها مروءتكم

قود الجياد، وضرب القوم في إلهام(٧)

____________________

(١) ش: (عمر بن خالد).

(٢) من نسخة بحاشيتي الأصل، ف: (كريز).

(٣) ش: (الرجل).

(٤) ف: (بجواب الأول). حاشية الأصل (من نسخة): (الجواب الأول).

(٥) حاشية الأصل (من نسخة): (كما أمرت به).

(٦ - ٦) م: (إنه سيقول في ذلك شيئا فيما بيننا، فأحضروه).

(٧) استوسقوا: انضموا واجتمعوا، وفي حاشية الأصل: (نصب (قود الجياد)، على تقدير فعل مضمر؛ كأنه قال: أعني قود الجياد).

٥٥٩

والقرب من قومكم - والقرب ينفعكم -

والبعد إن باعدوا، والرّمي للرّامي

ولى حذيفة إذ ولى وخلّفني

يوم الهباة يتيما وسط أيتام

لا أرفع الطّرف ذلاّ عند مهلكة

ألقى العدوّ بوجه خدّه دامي

حتّى اعتقدت لوا قومي فقمت به

ثمّ ارتحلت إلى الجفني بالشام

لما قضى ما قضى من حقّ زائره

عجت المطي إلى النّعمان من عامي

أسمو لما كانت الآباء تطلبه

عند الملوك فطرفي عندهم سامي

والدّهر آخره شبه لأوّله

قوم كقوم وأيّام كأيّام

فابنوا ولا تهدموا فالنّاس كلّهم

من بين بان إلى العليا وهدّام

قال: ثم أصبح ودعا بني بدر، فقال: لوائي ورئاستي لعيينة؛ واسمعوا مني ما أوصيكم به:

لا يتكل آخركم على أولكم؛ فإنما يدرك الآخر(١) ما أدركه الأول؛ وأنكحوا الكف ء(٢) الغريب؛ فإنه عزّ حادث؛ وإذا حضركم أمران فخذوا بخيرهما صدرا؛ فإن كلّ مورد معروف؛ واصحبوا قومكم بأجمل أخلاقكم؛ ولا تخالفوا فيما اجتمعوا عليه؛ فإن الخلاف يزري بالرئيس المطاع؛ وإذا حاربتم فأوقعوا ثم قولوا صدقا؛ فإنه لا خير في الكذب، وصونوا الخيول، فإنها حصون الرجال؛ وأطيلوا الرماح؛ فإنها قرون الخيل؛ وأعزوا(٣) الكبير بالكبير؛ فإني بذلك كنت أغلب الناس، ولا تغزوا إلاّ بالعيون؛ ولا تسرحوا حتى تأمنوا الصباح؛ وأعطوا على حسب المال، وأعجلوا الضيف بالقرى؛ فإن خيره أعجله، واتقوا فضحات البغي، وفلتات المزاح، ولا تجترءوا على الملوك؛ فإن أيديهم أطول من أيديكم؛ واقتلوا كرز بن عامر.

ومات حصن فأخذ عيينة الرّئاسة، وقال:

أطعت أبا عيينة في هواه

فلم تخلج صريمتي الظّنون(٤)

____________________

(١) حاشية الأصل (من نسخة): (الأخير).

(٢) ف، وحاشية الأصل (من نسخة): (الكفي).

(٣) س: (واغزو).

(٤) الصريمة: العزيمة والرأى. وفي حاشية الأصل: (يقال: اختلجته الظنون وتخالجته وخلجته، أي ظن، والشاعر يقول: لم تأخذني الظنون مآخذها إلى طعنه، ولم أظن ظنا).

٥٦٠

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721