الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٧

الإصابة في تمييز الصحابة13%

الإصابة في تمييز الصحابة مؤلف:
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الناشر: دار الكتب العلميّة
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 449

  • البداية
  • السابق
  • 449 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20035 / تحميل: 4427
الحجم الحجم الحجم
الإصابة في تمييز الصحابة

الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٧

مؤلف:
الناشر: دار الكتب العلميّة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم عدة أحاديث ، وله ذكر معه في الصحيحين. روى عنه ولد ولده سعيد بن المنذر بن أبي حميد ، وجابر الصحابي ، وعباس بن سهل بن سعد ، وعبد الملك بن سعيد بن سويد ، وعمرو بن سليم ، وعروة ، ومحمد بن عمرو بن عطاء وغيرهم.

قال خليفة وابن سعد وغيرهما : شهد أحدا وما بعده. وقال الواقدي : توفي في آخر خلافة معاوية أو أول خلافة يزيد بن معاوية.

٩٧٩٩ ـ أبو حميد (١) : أو أبو حميدة ـ على الشك.

ذكره البلاذريّ في الصحابة ، وأخرج حديثه الإمام أحمد في مسندة في تضاعيف حديث أبي حميد الساعدي. قال أحمد : حدثنا حسن بن موسى ، وأبو كامل ، قالا : حدثنا زهير عن عبد الله بن عيسى عن موسى بن عبد بن يزيد ، عن أبي حميد أو أبي حميدة ـ شكّ زهير ـ عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها ...» (٢) الحديث.

واستدركه ابن فتحون ، والظاهر أنه غير الساعدي ، إذ لو كان هو لم يشكّ زهير بن معاوية فيه.

٩٨٠٠ ـ أبو حميضة الأنصاري : السالمي (٣). اسمه معبد بن عباد. تقدم.

٩٨٠١ ـ أبو حميضة المزني (٤).

ذكره ابن السّكن والعثمانيّ وغيرهما في الصحابة. وقال ابن حبان : له صحبة. وأخرج ابن السّكن والطّبرانيّ في مسند الشاميين من طريق نصر بن علقمة ، عن أخيه محفوظ ، عن ابن عائذ ، عن غضيف بن الحارث ، حدثني أبو حميضة المزني ، قال : حضرنا طعاما مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يشتغل بحديث رجل أو امرأة ، فجعلنا نأكل ونقصّر في الأكل ، فأقبل علينا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأكل معنا ، ثم قال : «كلوا كما يأكل المؤمنون» ، فأخذ لقمة عظيمة ، ثم قال :

__________________

(١) تفسير الطبري ١ / ١٢٩ ، الطبقات الكبرى بيروت ١ / ٥٠٥ ، التاريخ الكبير ٩ / ٢٥ ، الجرح والتعديل ٩ / ٣٦٠ ، تهذيب الكمال ١٦٠٠.

(٢) قال الهيثمي في الزوائد ٤ / ٢٧٩ رواه أحمد إلا أن زهيرا شك فقال عن أبي حميد أو أبي حميدة والبزار من غير شك والطبراني في الأوسط والكبير ورجال أحمد رجال الصحيح والبيهقي في السنن الكبرى ٧ / ٢٩٠.

(٣) أسد الغابة : ت ٥٨٣١ ، الاستيعاب : ت ٢٩٦٣.

(٤) الإكمال ٢ / ٥٣٧ ، مؤتلف الدارقطنيّ ٦٤٠.

الإصابة/ج٧/م٦

٨١

«هكذا لقما خمسا أو ستّا إن كان مع ذلك شيء ، وإلّا شرب وقام». قال ابن السكن : لم أجد له من الرواية إلا هذا.

٩٨٠٢ ـ أبو حنش : ذكره ابن سعد في الصحابة. وقال : قيل له لا تسأل الإمارة ، كذا في «التّجريد».

٩٨٠٣ ـ أبو حنّة : بالنون. كذا يقوله الواقدي ، وقد مضى قبل.

٩٨٠٤ ـ أبو حنّة الأنصاري (١) : أخو أبي حبة بن غزية ، بالموحدة.

ذكره ابن أبي خيثمة ، ونقلته من خط مغلطاي.

٩٨٠٥ ـ أبو حنة : آخر ، يقال اسمه مالك بن عامر أو ابن عمير. تقدم.

٩٨٠٦ ـ أبو حوالة الأزدي : اسمه عبد الله بن حوالة. تقدم.

٩٨٠٧ ـ أبو حيان : تقدم في ترجمة حيان غير منسوب من حرف الحاء المهملة من الأسماء.

٩٨٠٨ ـ أبو حيوة الكندي (٢) : أو الحضرميّ ، جدّ رجاء بن حيوة.

ذكره أبو نعيم ، وأسند عن الطّبرانيّ بسند له عن خارجة بن مصعب ، عن رجاء بن حيوة ، عن أبيه ، عن جده ـ أن جارية مرت على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهي تحجّ ، فقال : «لمن هذه؟» قالوا : لفلان. قال : أيطؤها؟ قالوا : نعم. قال : «وكيف يصنع بولده أيدّعيه وليس له بولد ، أو يستعبده وهو يعدو في سمعه وبصره ، ولقد هممت أن ألعنه لعنة تدخل معه في قبره».

٩٨٠٩ ـ أبو حية التميمي : اسمه حابس ـ تقدم في الأسماء.

القسم الثاني

خال.

القسم الثالث

٩٨١٠ ـ أبو حديرة الأجذمي : ويقال الجذامي.

أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد خطبة عمر بالجابية. ذكره ابن عساكر ، وأخرج قصته من طريق

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٤٧٦ ، مؤتلف الدارقطنيّ ٥٨ و ٥٨٣ و ١٧٨٤.

(٢) تهذيب التهذيب ١٢ / ٨٢ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٦١.

٨٢

يعقوب بن سفيان ، عن سعيد بن عقبة ، عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن حبيب ـ أن أبا الخير حدثه أنّ عبد العزيز بن نبهان سأل كريب بن أبرهة أحضرت خطبة عمر؟ قال : لا. قال : فبعث إلى سفيان بن وهب فقال : قام عمر فحمد الله وأثنى عليه وقال : إني أقسم هذا المال على من أفاء الله عليه بالعدل إلا هذين الحيين من لخم وجذام ، فقام إليه أبو حديرة ، فقال : أنشدك الله في العدل يا عمر. فقال القصة. وأخرجها مسدد في مسندة الكبير وأبو عبيد في الأطول من رواية عبد الحميد بن جعفر ، عن يزيد ، عن سفيان بن وهب نحوه.

٩٨١١ ـ أبو الحصين الحنفي.

كان ممن ثبت على الإسلام ، وفيه يقول ابن المطرح الحنفي يخاطب أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه :

لسنا نغرّك من حنيفة إنّهم

والرّاقصات إلى منى كفّار

غيري وغير أبي الحصين وعامر

وابن السّفين قد نشا أبرار

[الكامل]

ذكره وثيمة في كتاب الردة ، واستدركه ابن فتحون.

٩٨١٢ ـ أبو حناءة : بفتح أوله والنون والمد وهمزة قبل الهاء ، ابن أبي أزيهر الدوسيّ.

له إدراك ، وكان قتل أبي أزيهر بعد وقعة بدر في حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولأبي حناءة هذا بنت تسمى سمية ، تزوجها مجاشع بن مسعود ، وهي صاحبة القصة مع نصر بن حجاج.

القسم الرابع

٩٨١٣ ـ أبو حبيب العنبري.

ذكره الذّهبيّ في «التّجريد» ، وغاير بينه وبين جد الهرماس ، وهما واحد. وقد عزاه في كل من الترجمتين لتخريج أبي موسى ، ولم أره في الذيل إلا موضع واحد.

٩٨١٤ ـ أبو حبيش الغفاريّ (١).

استدركه أبو موسى ، وإنما هو بالخاء المعجمة والنون ، كما سيأتي بيانه ، وقد ذكره ابن مندة على الصواب.

__________________

(١) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٥٨.

٨٣

٩٨١٥ ـ أبو حزامة السعدي (١)

ذكره ابن مندة في الحاء المهملة ، والصواب بالمعجمة. وسيأتي.

٩٨١٦ ـ أبو الحسن الراعي.

ذكره الذّهبيّ في «التّجريد» ، فقال : كذاب ، ادّعى الصحبة ولا وجود له ، تفرد منه علي بن عون شيخ روى عنه صدر الدين بن حمّويه الجويني ، والمؤيد محمد بن علي الحلبي ، فهو كذاب. وقال في الميزان : أبو الحسن بن نوفل الراعي قال : حملت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة انشقّ القمر ، قال علي بن عون : لقيته بتركسان (٢) بعد الستمائة.

٩٨١٧ ـ أبو حسنة الخزاعي.

ذكره بعضهم في الصحابة ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف. وأسند من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ـ أن أبا حسنة الخزاعي صاحب البدن أخبره أنه سأل النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم عما يعطب من البدن. قال الحافظ صالح [جزرة] : صحّفه أبو ضمرة تصحيفا عجيبا ، وذلك أنه كان فيه أن ناجية الخزاعي ، فزيدت ألف قبل ناجية ومدّت الجيم فصارت أبا حسنة. وقد تقدم الحديث على الصواب في الأسماء في حرف النون.

٩٨١٨ ـ أبو حفصة : (٣) ذكره المستغفري في «الصحابة» ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف وانقلاب ، فإنه أورد من طريق شعبة عن المغيرة بن عبد الله ، قال : جلست إلى أبي حفصة فذكر حديث الرّقوب.

والصواب أبو خصفة ، بفتح المعجمة وتقديم الصاد على الفاء وفتحها. وسيأتي في الخاء المعجمة إن شاء الله تعالى.

٩٨١٩ ـ أبو حكيم بن أبي يزيد الكرخي.

ذكره البغويّ وقال : لا أعلم روى حديثه إلا عطاء بن السائب ، ثم أورد من طريق حماد بن يزيد عن أبيه.

قلت : وكنية هذا الصحابي أبو يزيد ، وسيأتي واضحا في حرف الياء الأخيرة ، ولا يلزم

__________________

(١) أسد الغابة : ت ٥٨١١.

(٢) تركستان : وهو اسم جامع لجميع بلاد الترك. انظر معجم البلدان ٢ / ٢٧.

(٣) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٥٩ ، الكاشف ٣ / ٣٢٧ ، تقريب التهذيب ٢ / ٤١٣ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٧٧ ، خلاصة تذهيب ٣ / ٢١٢ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٥٩٩ ، الجرح والتعديل ٩ / ٣٦٣.

٨٤

من أنّ ابنه يسمى حكيما أن يكنى هو أبا حكيم ، ولم يقع في رواية البغوي ولا غيره إلا مكنى أبا يزيد ، فذكره في حرف الحاء من الكنى وهم.

٩٨٢٠ ـ أبو الحيسر : بفتح أوله وسكون التحتانية بعدها مهملة مفتوحة ثم راء : اسمه أنس بن رافع ـ تقدم في الأسماء.

٩٨٢١ ـ أبو حيوة الصّنابحي (١).

قال أبو موسى : أورده أبو بكر بن أبي عليّ ، وأورد له حديثا فصحّف الاسم والنسبة معا ، وقال : وإنما هو أبو خيرة ، بخاء معجمة ثم راء ، والصّباحي بموحدة بعد الصاد وبلا موحدة بعد الألف. وسيأتي في الخاء المعجمة على الصواب.

٩٨٢٢ ـ أبو حيّة النميري (٢) ذكره الذهبي في التجريد ، وقال : اسمه الهيثم بن الربيع ، قال ابن ناصر : له صحبة. انتهى.

ولا أعرف له في ذلك سلفا. بل لا صحبة لأبي حية ولا رؤية ولا إدراك. قال المرزباني في معجم الشعراء : وكانت بأبي حية لوثة واختلاط ، وكان ينزل البصرة ، وهو شاعر راجز مقصد ، كان أبو عمرو بن العلاء يقدمه ، وأدرك أيام هشام بن عبد الملك ، وبقي إلى أيام المنصور ثم المهدي ، ورثى المنصور لما مات ، وهو القائل :

فألا حيّ من أهل الحبيب المغانيا

لبسن البلى لمّا لبسن اللّياليا

إذا ما تقاضى المرء يوم وليلة

تقاضاه شيء لا يملّ التّقاضيا

[الطويل]

وعدّه محمّد بن سلّام الجمحيّ في «طبقات الشّعراء» في طبقة بشار بن برد ودونه.

وقال أبو الفرج الأصبهانيّ : أبو حية الهيثم بن ربيع بن زرارة بن كثير بن جناب بن كعب بن مالك بن عامر بن نمير بن عامر بن صعصعة النميري ، شاعر مجيد متقدم من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية وكان فصيحا راجزا مقصّدا من ساكني البصرة ، وكان أهوج جبانا بخيلا كذّابا معروفا بجميع ذلك.

قلت : لعل مستند من عدّه في الصحابة قول من وصفه بأنه مخضرم وهو مستند باطل ، فإن المخضرم الّذي يذكره بعضهم في الصحابة هو الّذي أدرك الجاهلية والإسلام ، والمخضرم أيضا من أدرك الدولتين الأموية والعباسية ، فأبو حية من القسم الثاني لا من القسم الأول.

__________________

(١) أسد الغابة : ت ٥٨٣٢.

(٢) ريحانة الأدب ٧ / ٨٦.

٨٥

وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : حدثنا محمد بن سلام الجمحيّ ، قال : كان لأبي حية سيف يسميه لعاب المنية لا فرق بينه وبين الخشبة ، وكان أجبن الناس ، فحدثني جار له قال : دخل بيته ليلة كلب فسمع حسّه فظنه لصّا فأشرفت عليه وقد انتضى سيفه لعاب المنية وهو يقول : أيها المغتر بنا والمجترئ ، علينا ، بئس ، والله ، ما اخترت لنفسك ، خير قليل وسيف صقيل ، أخرج بالعفو عنك قبل أن أدخل بالعقوبة عليك ، يقول هذا كله وهو واقف في وسط الدار ، فبينما هو كذلك إذ خرج الكلب ، فقال : الحمد لله الّذي مسخك كلبا وكفانا حربا.

وقال أبو محمّد بن قتيبة : كان أبو حية النميري من أكذب الناس ، فحدّث يوما أنه يخرج إلى الصحراء فيدعو الغربان فتقع حوله فيأخذ منها ما شاء ، فقيل له يا أبا حية ، أرأيت إن أخرجناك إلى الصحراء يوما فدعوت الغربان فلم تأت ما ذا نصنع بك؟ قال : أبعدها الله إذا.

قال : وحدث يوما قال : عنّ لي ظبي فرميته فراغ عن سهمي ، فعارضه السهم فراغ فعارضه ، فما زال والله يروغ ويعارضه حتى صرعة.

وأسندها المبرّد عن ابن أبي جبيرة ، قال : كان أبو حية النميري أكذب الناس ، وكان يروي عن الفرزدق فسمعته يوما يقول : عنّ لي ظبي فرميته فراغ ، فذكر نحوه.

وقال الرّقاشيّ ، عن الأصمعيّ : وفد أبو حية النميري على أبي جعفر المنصور وقد امتدحه وهجا بني حسن ، فوصله بشيء دون ما أمّل ، فصار إلى الحيرة فشرب عند خمارة ، واشترى منها شنّة ، فذكر له معها قصة قبيحة.

وقال ابن قتيبة : لقي ابن مناذر أبا حية النميري فقال له : أنشدني بعض شعرك ، فأنشده ، فقال : ما هذا؟ أهذا شعر؟ فقال أبو حية : وأي عيب فيه؟ ما فيه عيب إلا أنك سمعته.

وقال أبو عبيد البكريّ في «شرح أمالي القالي» : أبو حية النميري شاعر إسلامي أدرك أواخر دولة بني أمية وأول دولة بني العباس ، ومات في آخر خلافة المنصور.

قلت : وما تقدم عن المرزباني أنه رثى المنصور يقتضي أنه عاش إلى خلافة المهدي كما قال. وحكى المرزباني أن سلمة بن عياش العامري الشاعر قال لأبي حية النميري : أتدري ما يقول الناس؟ قال : وما يقولون؟ قال : يزعمون أني أشعر منك. فقال : إنا لله! هلك الناس.

وذكرها المرزباني أيضا ، فقال : حدث من غير وجه عن سلمة بن عياش العامري من

٨٦

شعراء البصرة محمد بن سليمان بن علي ، قال : قلت لأبي حية فذكر مثله.

قلت : وكانت إمارة محمد بن سليمان من قبل المهدي فمن بعده ، وذلك في عشر السنين ومائة ، وبعد ذلك ، فهذه أقوال الأخباريين تظافرت على أنّ أبا حية لا صحبة له ولا إدراك ، فهو المعتمد. والله أعلم.

حرف الخاء المعجمة

القسم الأول

٩٨٢٣ ـ أبو خارجة : عمرو بن قيس الخزرجي البدري (١). تقدم في الأسماء.

٩٨٢٤ ـ أبو خالد : حكيم بن حزام الأسدي (٢).

٩٨٢٥ ـ أبو خالد : يزيد بن أبي سفيان الأموي ـ تقدّما.

٩٨٢٦ ـ أبو خالد : غير منسوب (٣)

ذكره أبو أحمد الحاكم عن البخاريّ ، وكذا المستغفريّ ، وقال : صحابي. وحديثه عند الأعمش عن مالك بن الحارث ، عن أبي خالد ، وكانت له صحبة ، قال : وفدنا على عمر بن الخطاب ففضّل أهل الشام في الجائزة علينا.

أخرجه ابن أبي شيبة ، واستدركه أبو موسى.

٩٨٢٧ ـ أبو خالد الحارث (٤) بن قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم الأنصاري الزرقيّ.

ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا والعقبة وغير ذلك من المشاهد ، وذكر الواقدي من طريق ضمرة بن سعيد أنّ أبا خالد الزّرقيّ جرح باليمامة جراحات فانتقضت عليه في خلافة عمر فمات.

٩٨٢٨ ـ أبو خالد الحارثي : من بني الحارث بن سعد.

ذكره ابن شاهين في الصحابة ، وساق من طريق إبراهيم بن بكير البلوي ، عن بشير ،

__________________

(١) أسد الغابة : ت ٥٨٣٤.

(٢) الطبقات الكبرى بيروت ٨ / ١٨.

(٣) الاستيعاب : ت ٢٩٦٦.

(٤) تنقيح المقال ١٥١٣ ـ الطبقات الكبرى بيروت ٣ / ٥٩١.

٨٧

بموحدة ثم مثلثة مصغرا ، ابن أبي قسيمة السلامي ، بتشديد اللام ، أخبرني أبو خالد الحارثي ، من بني الحارث بن سعد ، قال : قدمت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مهاجرا ، فوجدته يتجهّز إلى تبوك ، فخرجنا معه حتى جئنا الحجر من أرض ثمود ، فنهانا أن ندخل بيوتهم وأن ننتفع بشيء من مياههم فذكر الحديث بطوله. وفيه : أنه أتى إلى الحي بعد أن صلّى الظهر مهجرا ، فوجد أصحابه عنده ، فقال : ما زلتم تبكونه بعد. وكان ماؤه نزرا ، لا يملأ الإداوة ، قال : فسمي ذلك المكان تبوكا ، ثم استخرج مشقصا من كنانته ، فقال : انزل فاغرسه وسمّ الله. فنزل فغرسه فجاش عليه الماء ، وفي هذه القصة قال إبراهيم بن بكير ـ جاءنا أبو عقال ـ رجل من جذام ـ كان يقال إنه من الأبدال ، فقال : دلّوني على هذه البركة التي جاء إليها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهي حسي لا يملأ الإداوة ، فدعا الله فبجسها ، فخرجنا به حتى وقف عليها فقال : «نعم ، هي هي ، والله إنّ ماء أنبطه جبرائيل ، وبرّك فيه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وسلم لعظيم البركة». قال : فلم تزل على ذلك حتى بعث عمر بن الخطاب بن عريض اليهودي فطواها.

قلت : وفي سند هذا الحديث من لا نعرفه.

٩٨٢٩ ـ أبو خالد السلمي (١) : جد محمد بن خالد.

أورده البغويّ في «الكنى» ، وأورد من طريق أبي المليح ، عن محمد بن خالد السلمي ، عن جده ، وكانت له صحبة ، فذكر حديثا. وقيل اسمه زيد. وقد تقدم بيان ذلك في الأسماء. وسماه ابن مندة اللجلاج كما تقدم ، ولم أره في شيء من الروايات سمّي في غير ما ذكرت.

٩٨٣٠ ـ أبو خالد الكندي (٢) : جد خالد بن معدان.

كذا أورده الحسن السّمرقنديّ في الصحابة ، ولم يخرج له شيئا ، قاله أبو موسى.

٩٨٣١ ـ أبو خالد القرشي المخزومي (٣) : والد خالد.

روى ابنه خالد بن أبي خالد ، عن أبيه ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم في الطاعون : ذكره في «التّجريد» وقال : له شيء.

٩٨٣٢ ـ أبو خداش اللخمي (٤) :

__________________

(١) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٦١.

(٢) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٦١.

(٣) الاستيعاب ت ٢٩٦٥.

(٤) تقريب التهذيب ٢ / ٤١٦ ، الكنى والأسماء ١٦٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٦١.

٨٨

له صحبة ، عداده في أهل الشام. روى عنه عبد الله بن محيريز قوله ، هكذا ذكره ابن مندة مختصرا ، وأورده ابن السكن من طريق ثور بن يزيد ، عن عبد الله بن محيريز ، عن أبي خداش ـ رجل من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : غزوت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فسمعته يقول : «المسلمون شركاء في ثلاث : الماء والكلإ والنّار». وسيأتي في القسم الأخير ما قد يقدح في ثبوت هذه اللفظة ، وهي قوله : رجل من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

٩٨٣٣ ـ أبو خراش : بالراء ، هو حدرد بن أبي حدرد الأسلمي ـ تقدم في الأسماء.

٩٨٣٤ ـ أبو خراش السلمي (١) :

ذكره البغويّ في الصحابة ، وأخرج ابن المقري عن حيوة ، عن الوليد بن أبي الوليد ـ أن عمران بن أبي أنس حدثه عن أبي خراش السلمي أنه سمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه (٢).

كذا وقع عنده السلمي ، وإنما هو الأسلمي ، كذا رواه ابن وهب عن حيوة. ويقال : إنه حدرد بن أبي حدرد المذكور قبله.

٩٨٣٥ ـ أبو الخريف بن ساعدة : تقدم في صيفي (٣) في الصاد المهملة.

٩٨٣٦ ـ أبو خزاعة : نزل حمص. حديثه عند كثير بن مرة. ذكره في «التجريد».

٩٨٣٧ ـ أبو خزامة (٤) : أحد بني الحارث بن سعد هذيم العذري.

حديثه عند الزهري عن ابن أبي خزامة ، عن أبيه ، واسم أبي خزامة يعمر ، سماه مسلم وغيره ، قال : سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أرأيت رقى نرقي بها وأودية نتداوى بها الحديث؟

ووقع في «الكنى» لمسلم أبو خزامة بن يعمر ، وكذا قال يعقوب بن سفيان ، وقوّاه

__________________

(١) تقريب التهذيب ٢ / ٤١٦ ، الثقات ٣ / ٤٥٥ ، بقي بن مخلد ٦١١ ، خلاصة تذهيب ٣ / ٥١٤ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٨٤ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦٠١ تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٦١ ، التاريخ الكبير ٩ / ٢٧.

(٢) أخرجه أبو داود في السنن ٢ / ٦٩٧ عن أبي خراس السّلمي كتاب الأدب باب فيمن يهجر أخاه المسلم حديث رقم ٤٩١٥ وأحمد في المسند ٤ / ٣٢ ، وابن سعد في الطبقات ٧ / ١٩٣ والبخاري في الأدب المفرد ٤٠٤. والحاكم في المستدرك ٤ / ١٦٣ عن أبي خراش بلفظه قال الحاكم حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٢٤٧٨٨ من هجر أخاه سنة لقي الله. أورده الفتني في تذكرة الموضوعات ٢٠٥.

(٣) أسد الغابة ت ٥٨٤٧.

(٤) تقريب التهذيب ٢ / ٤١٧ ، الكاشف ٣ / ٢٣١ ، خلاصة تذهيب ٣ / ٢١٤ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٨٤ ، تبصير المنتبه ٣ / ٩٩٨ بقي بن مخلد ٣١٩.

٨٩

البيهقيّ وسماه من طريق أخرى زيد بن الحارث. وقال أبو عمر : ذكره بعضهم في الصحابة لحديث أخطأ فيه راويه عن الزهري ، وهو تابعي كأنه جنح إلى تقوية قول من قال عن أبي خزامة عن أبيه. قال ابن فتحون : أخرج حديثه الباوردي والطبري ، من طريق ابن قتيبة كما قال مسلم. وكذا أخرجه الطبراني أيضا من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري. وقيل عن الزهري ، عن أبي خزامة عن أبيه. ورجّحها ابن عبد البر ، وستأتي الإشارة إليه في المبهمات. وقد تقدم في الأسماء في خزامة ، وفي الحارث بن سعد ، وفي سعد هذيم بيان خطأ جميع من سماه كذلك.

٩٨٣٨ ـ أبو خزامة رفاعة بن عرابة الجهنيّ (١) : كناه خليفة بن خياط. وقد تقدم في الأسماء.

٩٨٣٩ ـ أبو خزامة بن أوس بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم الأنصاري (٢).

ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا ، وذكره ابن حبّان في الصحابة ، لكن وجدته في النسخة التي بخط الحافظ أبي علي العسكري بياء بدل الألف ، قال : أبو خزيمة. وما أظنه إلا من فساد النسخة التي نقل منها.

٩٨٤٠ ـ أبو خزيمة بن يربوع بن عمرو الأنصاري (٣).

ذكر العدويّ أنه شهد أحدا ، وقيل يربوع اسمه. وقد تقدم في الأسماء.

٩٨٤١ ـ أبو خصفة : بفتحات (٤)

روى علي بن عبد الله المديني ، وعبدة بن عبد الله الصفار وغيرهما ، عن وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن ميسرة بن عبد الله الجعفي ، قال : جلست إلى أبي خصفة فقال : قال لنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أتدرون ما الصّعلوك؟» قلنا : الّذي لا مال له. قال : «الصّعلوك الّذي له المال لم يقدّم منه شيئا» (٥) ـ قالها ثلاثا.

وفي رواية عنده السؤال عن الرّقوب وغير ذلك.

٩٨٤٢ ـ أبو خصيفة (٦) : بالتصغير.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٥٨٤٨ ، الاستيعاب ت ٢٩٧٠.

(٢) أسد الغابة ت ٥٨٥٠.

(٣) أسد الغابة ت ٥٨٥١.

(٤) أسد الغابة ت ٥٨٥٢.

(٥) أخرجه أحمد ٥ / ٣٦٧ وانظر المجمع ٣ / ١١ ، ٨ / ٦٩.

(٦) أسد الغابة ت ٥٨٥٣.

٩٠

ذكره الطّبرانيّ في الصحابة ، وأخرج من طريق يزيد بن عبد الملك النوفلي ، عن يزيد بن خصيفة ، عن أبيه ، عن جده ـ أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «التمسوا الخير عند حسان الوجوه» (١). وبه أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقول : «إذا خرج أحدكم من بيته فليقل لا حول ولا قوّة إلّا بالله» (٢).

قلت : ويزيد ضعيف. وقال العلائي شيخ شيوخنا في كتاب الوشي : إن كان يزيد بن خصيفة هذا هو يزيد بن عبد الله بن خصيفة الثقة المشهورة الراويّ عن السائب بن يزيد فلا أعرف لأبيه ذكرا في أسماء الرواة ولا لجده خصيفة ذكرا في الصحابة ، وإن كان غيره فلا أعرفه ولا أباه ولا جدّه.

قلت : هو المشهور ، فقد ذكر المزّيّ في «التّهذيب» يزيد بن عبد الملك في الرواة عنه ، وذكر أن اسم والد خصيفة عبد الله بن يزيد ، وقيل هو خصيفة بن يزيد ، وعلى هذا فصحابيّ هذا الحديث هو خصيفة ، وقد ذكر المزي في ترجمة يزيد بن عبد الله بن خصيفة أن اسم والد خصيفة يزيد ، وقيل عبد الله بن سعيد بن ثمامة الكندي.

٩٨٤٣ ـ أبو الخطاب (٣) : قال أبو عمر : له صحبة ، ولا يوقف له على اسم ، روي عنه حديث واحد في الوتر من رواية أبي ثوير بن أبي فاختة.

وتعقّبه ابن فتحون بأن الصواب روى عنه ثوير. وقال البغوي : سكن الكوفة. وقال أبو أحمد الحاكم : ذكره إبراهيم بن عبد الله الخزاعي فيمن غلبت عليهم الكنى من الصحابة. وأخرج ابن السكن ، وابن أبي خيثمة ، والبغوي ، وعبد الله بن أحمد في كتاب السنة له ، والطّبرانيّ من طريق إسرائيل ، عن ثوير بن أبي فاختة : سمعت رجلا من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقال له أبو الخطاب ، وسئل عن الوتر ، فقال : أحبّ إليّ أن أوتر إذ أصلي إلى نصف الليل ، «إنّ الله يهبط إلى السّماء الدّنيا في السّاعة السّابعة فيقول : هل من داع» ـ الحديث.

__________________

(١) قال العجلوني في كشف الخفاء ١ / ١٥٢ رواه الطبراني من حديث يزيد بن خصيفة مرفوعا ورواه الدارقطنيّ في الافراد عن أبي هريرة قال الهيثمي في الزوائد ٨ / ١٩٨ رواه الطبراني من طريق يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي عن أبيه وكلاهما ضعيف ، وابن حجر من لسان الميزان ٥ / ١١٨٤ ، كنز العمال ١٦٧٩٦.

(٢) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٤١٥٣٩ وعزاه إلى الطبراني في الكبير عن أبي حفصة.

(٣) تقريب التهذيب ٢ / ٤١٧ الأباطيل والمناكير ١ / ١٤٩ ، تهذيب الكمال ١٦٠٢ ، الطبقات الكبرى بيروت ٧ / ٢٢٩ ، ديوان الضعفاء رقم ٤٩١٠ ، الكنى والأسماء ١ / ١٢٦ ، الجرح والتعديل ٩ / ٣٦٤ ، المدخل إلى الصحيح ١٥٠ ، تنقيح المقال ٣ / ١٥ ، التاريخ الكبير ٢٧١٩ ، لسان الميزان ٧ / ٤٦٢ ، معجم رجال الحديث ٢١ / ١٤٥ المغني ٧٤٣٢ ، الميزان ٤ / ٧٣٦.

٩١

وفي آخره : «فإذا طلع الفجر ارتفع». وفي رواية أبي أحمد الزبيري عن الطبراني : أنه سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الوتر ، ولم يرفعه غيره.

٩٨٤٤ ـ أبو خلاد : هو السائب بن خلاد. تقدم في الأسماء.

٩٨٤٥ ـ أبو خلاد الرّعيني (١) : هو عبد الرحمن بن زهير ـ تقدم.

٩٨٤٦ ـ أبو خلاد : غير منسوب.

روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا رأيتم الرّجل قد أعطي زهدا في الدّنيا» (٢) الحديث.

وعنه أبو فروة الجزري. وقيل بينهما أبو مريم ، ثم قال البخاري : هذا أولى.

وأخرجه البزّار من طريق أبي فروة ، عن أبي خلاد ـ وكانت له صحبة ، قال : إنما أدخلناه في المسند لقوله : وكانت له صحبة مع أنه لم يقل : رأيت ولا سمعت. انتهى.

وقد أخرجه ابن أبي عاصم من هذا الوجه ، فقال في سياقه : سمعت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لكن وقع عنده عن أبي خالد. والصواب عن أبي خلاد بتقديم اللام الثقيلة ، وزعم ابن مندة أنه الّذي قبله ، فأخرجه ابن ماجة ، وقال : يقال اسمه عبد الرحمن بن زهير.

٩٨٤٧ ـ أبو خلف : خادم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . ذكر له الزمخشريّ في «ربيع الأبرار» حديثا مرفوعا : إذا مدح المنافق اهتزّ العرش وغضب الرّبّ. ذكره بغير إسناد ، وأظنه سقط منه ذكر أنس.

٩٨٤٨ ـ أبو خليد الفهري (٣) : ويقال أبو خليدة ، ويقال أبو جنيدة ، تقدم في الجيم.

٩٨٤٩ ـ أبو خميصة : هو معبد بن عباد بن قشير الأنصاري (٤). تقدم في الأسماء.

٩٨٥٠ ـ أبو خناس : خالد بن عبد العزيز الخزاعي (٥). تقدم في الأسماء.

٩٨٥١ ـ أبو خنيس الغفاريّ (٦) : لا يعرف اسمه.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٥٨٥٥.

(٢) أخرجه ابن ماجة ٢ / ١٣٧٣ في كتاب الزهد باب الزهد في الدنيا حديث رقم ٤١٠١ والحسيني في اتحاف السادة المتقين ١ / ٣٩٩ ، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٦٠٦٩ وعزاه إلى ابن ماجة وأبي نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الايمان عن أبي خلاد وأبي هريرة.

(٣) أسد الغابة ت ٥٨٥٦.

(٤) أسد الغابة ت ٥٨٥٧ ، الاستيعاب ت ٢٩٧٤.

(٥) الجرح والتعديل ٩ / ٣٦٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٦٢ ، الكنى والأسماء ١ / ٢٦ ، مؤتلف الدارقطنيّ ٦٩٣.

(٦) أسد الغابة ت ٥٨٥٨ ، الاستيعاب ت ٢٩٧٥.

٩٢

قال ابن السّكن : مخرج حديثه عن أهل بيته ، حديثه عند أبي بكر بن عمرو بن عبد الرحمن ، كذا ذكره عمرو ـ بفتح العين ، والصواب عمر بضمها ، وهو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر من شيوخ مالك ، وبين أبي بكر وبين أبي خنيس راو آخر.

وقال الحاكم أبو أحمد : له صحبة. وأخرج من طريق الذهلي ، عن عبد الله بن رجاء ، عن سعيد بن سلمة ، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن ، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة ـ أنه سمع أبو خنيس الغفاريّ يقول : خرجت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في غزاة تهامة حتى إذا كنّا بعسفان جاءه أصحابه ، فقال : «يا رسول الله ، جهدنا الجوع فائذن لنا في الظّهر نأكله الحديث ـ في إشارة عمر بجمع الأزواد ووقوع البركة ، ثم ارتحلوا فأمطروا ونزلوا فشربوا من ماء السماء وهم بالكراع ، فخطبهم ، فأقبل ثلاثة نفر ، فجلس اثنان وذهب الثالث معرضا ، فقال : «ألا أخبركم عن النّفر الثّلاثة؟» الحديث.

قال الذّهليّ أبو بكر : هذا هو ابن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر من شيوخ مالك.

قلت : كذا نسبه ابن أبي عاصم والدّولابي في روايتيهما عن شيخين آخرين عن عبد الله بن رجاء ، وسند الحديث حسن ، وقد سمعناه بعلوّ في الثاني من أمالي المحاملي رواية الأصبهانيين ، وشاهده في الصحيحين ، وله شاهد آخر عنه عند الحاكم عن أنس.

٩٨٥٢ ـ أبو خيثمة الجعفي : هو عبد الرحمن بن أبي سبرة. تقدم.

٩٨٥٣ ـ أبو خيثمة : الأنصاري السالمي (١)

وقع ذكره في حديث كعب بن مالك الطويل في قصة توبته ، وفيه : فلما كان بتبوك إذا شخص يزول به السراب ، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كن أبا خيثمة» ، فإذا هو أبو خيثمة.

وقد قال الواقديّ : إن اسم أبي خيثمة هذا عبد الله بن خيثمة ، وإنه شهد أحدا ، وبقي إلى خلافة يزيد بن معاوية.

٩٨٥٤ ـ أبو خيثمة الأنصاري : آخر. اسمه مالك بن قيس. قيل : هو أحد من تصدّق بصاع ، فلمزه المنافقون.

وذكر ابن الكلبيّ أنه السالمي الّذي قبله ، وأنّ اسمه مالك بن قيس لا عبد الله بن خيثمة. فالله أعلم.

__________________

(١) الطبقات الكبرى بيروت ٢ / ١٦٦.

٩٣

٩٨٥٥ ـ أبو خيثمة الحارثي :

تقدم التنبيه عليه في الحاء المهملة. ومن قال : إن الصواب إنه أبو حتمة ، بمهملة ثم مثناة فوقية ـ إن الأمر فيه على الاحتمال. والله أعلم.

٩٨٥٦ ـ أبو الخير الكندي : هو الجفشيش. تقدم في الأسماء.

٩٨٥٦ م ـ أبو خيرة العبديّ ثم الصّباحي (١) : نسبة إلى صباح ، بضم المهملة وتخفيف الموحدة وآخره حاء مهملة ـ ابن لكيز بن [١٨٨] أفصى ـ بطن من عبد القيس.

أخرج البخاريّ في «التّاريخ» مختصرا ، وخليفة ، والدّولابيّ ، والطّبرانيّ ، وأبو أحمد الحاكم ، من طريق داود بن المساور ، عن مقاتل بن همام ، عن أبي خيرة الصباحي ، قال : كنت في الوفد الذين أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من عبد القيس فزوّدنا الأراك نستاك به ، فقلنا : يا رسول الله ، عندنا الجريد ، ولكن نقبل كرامتك وعطيّتك. فقال : «اللهمّ اغفر لعبد القيس ، أسلموا طائعين غير مكرهين ، إذ قعد قوم لم يسلموا إلّا حرابا موتورين».

لفظ الطّبرانيّ ، وفي رواية الدّولابيّ : كنا أربعين رجلا. وأخرجه الخطيب في المؤتلف ، وقال : لا أعلم أحدا سماه.

٩٨٥٧ ـ أبو خيرة : آخر ، غير منسوب (٢)

أفرده الأشيريّ عن الصّباحيّ. وذكر له حديثا. وقد أخرجه الطّبرانيّ ، لكن أورده في ترجمة الصّباحي ، وعندي أنه غيره. قال عبد الله بن هشام بن حسان بن يزيد بن أبي خيرة : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن أبي خيرة ، قال : كانت لي إبل أحمل عليها ، فأتيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم وشهدت خيبر ـ أو قال حنينا ، فكنا نحمل لهم الماء على إبلنا الحديث. وفيه : فدعا لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالبركة ودعا لولدي.

القسم الثاني

خال.

__________________

(١) التاريخ الكبير ٩ / ٨ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٦٣ ، الأنساب ٨ / ٥٧٣ ، الإكمال ٥ / ١٦١ تبصير المنتبه ٣ / ٨٥٨ ، المؤتلف والمختلف ٢٥ ، تصحيفات المحدثين ٧٤٣ ، الجرح والتعديل ٩ / ٣٦٧ ، الكنى والأسماء ١ / ٢٧.

(٢) أسد الغابة ت ٥٨٦١.

٩٤

القسم الثالث

٩٨٥٨ ـ أبو خراش الهذلي (١) : هو خويلد بن مرة. تقدم في الأسماء.

٩٨٥٩ ـ أبو خرقاء العامري :

له إدراك ، فذكر أبو الفرج الأصبهانيّ في ترجمة ذي الرمة الشاعر ، من طريق محمد بن الحجاج التميمي ، قال : حججت فلما صرت بمرّان جئت إلى خرقاء صاحبة ذي الرمة فسلمت عليها فانتسبت لها ، فقالت : أنت ابن الحجاج بن عمرو بن زيد؟ قلت : نعم. قالت : رحم الله أباك ، عاجلته المنية ، من أين أقبلت؟ فقلت : حجبت. قالت : إن حجّك ناقص ، أما سمعت قول عمك ذي الرمة :

تمام الحجّ أن تقف المطايا

على خرقاء واضعة اللّثام

[الوافر]

قال : وكانت قاعدة بفناء البيت كأنها قائمة من طولها بيضاء شهلاء ضخمة ، فسألتها عن سنّها. فقالت : لا أدري ، إلا أني أدركت شمر بن ذي الجوشن حين قتل الحسين ، وأنا جارية صغيرة ، وكان أبي قد أدرك الجاهلية وحمل فيها حملات.

٩٨٥٩ م ـ أبو الخيبري : أدرك الجاهلية ، وروى عنه محرز مولى أبي هريرة قصة جرت له مع رفقة له عند قبر حاتم الطائي رويناها في مكارم الأخلاق للخرائطي ، من طريق هشام بن الكلبي ، عن أبي مسكين ، عن جعفر بن محمد بن الوليد مولى أبي عذرة ، عن محرز بن أبي هريرة ، قال : مرّ نفر عبد القيس بقبر حاتم ، فنزلوا قريبا منه ، فقام إليه بعضهم ، فضرب قبره برجله ، وهو يقول : أقر ، فلما ناموا قام الرجل المذكور فزعا ، فقال : رأيت حاتما الطائي فأنشدني :

أبا الخيبريّ وأنت امرؤ

ظلوم العشيرة شتّامها (٢)

أتيت بصحبك تبغي القرى

لدى حفرة صخب هامها

وتبغي لي الذّنب عند المبيت

وعندك طيّ وأنعامها

فإنّا سنشبع أضيافنا

وتأتي المطيّ فنعتامها

[المتقارب]

فإذا ناقته قد عقرت فنحروها ، وقالوا : لقد قرانا حاتم حيّا وميتا ، فلما أصبحوا أردفوا

__________________

(١) أسد الغابة ت ٥٨٤٦ ، الاستيعاب ت ٢٩٦٩.

(٢) البيت لحاتم الطائي كما في ديوانه ص ١٦٨ ويروى : ظلوم العشيرة لوّامها.

٩٥

صاحبهم ، فإذا برجل ينوّه بهم وهو راكب على جمل يقود آخر ، فقال : أيكم أبو الخيبري؟ فقال : أنا. قال : إن حاتما أتاني في النوم فأخبرني أنه قرى أصحابك ناقتك ، وأمرني أن أحملك ، فهذا جمل فاركبه.

وذكرها أبو الفرج الأصبهانيّ في ترجمة حاتم الطائي من الوجه المذكور وساقه من طريق هشام بن الكلبي : حدثنا أبو مسكين ، عن جعفر بن محمد بن الوليد ، عن أبيه ، والوليد جده مولى أبي هريرة سمعت محرز بن أبي هريرة يقول : كان رجل يقال له أبو الخيبري مرّ في نفر من قومه بقبر حاتم فبات أبو الخيبري ليلته ينادي به أقر أضيافك ، فذكره ، وفيه فساروا ما شاء الله ، ثم نظروا إلى راكب فإذا هو عديّ بن حاتم ، فقال : إن حاتما جاءني في النوم وأنه قرى راحلتك ، وقال في ذلك أبياتا ردّدها عليّ حتى حفظنها منه ، فذكرها ، وفيه : وقد أمرني أن أحملك على بعير فركبه وذهبوا.

القسم الرابع

٩٨٦٠ ـ أبو خالد الكندي (١) :

استدركه أبو موسى ، وقال : ذكره أبو بكر بن أبي عليّ ، وأورده من طريق أبي فروة : سمعت أبا مريم ، سمعت أبا خالد الكندي ، يقول : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إذا رأيتم الرّجل قد أعطي الزّهادة في الدّنيا» (٢) الحديث.

وهذا حديث أبي خلاد الرّعيني ، فوقع الوهم في كنيته ونسبه.

٩٨٦١ ـ أبو خداش (٣) : له صحبة. روى عنه أبو عثمان ، قال : كنا في غزوة فنزل الناس منزلا فقطعوا الطريق ونصبوا الحبال على العلاء ، فلما رأى ما صنعوا قال : سبحان الله ، لقد غزوت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم غزوات فسمعته يقول : «المسلمون شركاء في ثلاث : الماء والنّار والكلإ» (٤). هكذا ذكر ابن مندة.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٥٨٣٨.

(٢) أخرجه ابن ماجة ٢ / ١٣٧٣ في كتاب الزهد باب الزهد في الدنيا حديث رقم ٤١٠١ قال البوصيري في مصباح الزجاجة ٢ / ١٣٧٣ لم يخرج ابن ماجة لأبي خلاد سوى هذا الحديث ولم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الخمسة شيئا أ. ه والبخاري في التاريخ الكبير ٩ / ٩٨ ، وأبو نعيم في الحلية ١٠ / ٤٠٥ وابن عساكر في تاريخه ٤ / ٤٥١.

(٣) أسد الغابة ت ٥٨٤٢.

(٤) روي هذا الحديث من طريقين الأول عن أبي خداش عن رجل من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم عند أحمد في المسند ٥ / ٣٦٤ وأبو داود ٣ / ٧٥٠ (٣٤٧٧) والثاني من حديث ابن عباسرضي‌الله‌عنهما عند ابن ماجة ٢ / ٨٢٦ (٢٤٧٢).

٩٦

وأما أبو عمر فقال : أبو خداش الشّرعبي هو حبّان بن زيد شامي لا يصح له صحبة. وذكره بعضهم في الصحابة ، وأشار إلى الحديث ، وساق قال : ورواه يزيد بن هارون وغيره عن حريز بن عثمان ، عن أبي خداش. وسماه بعضهم حبان بن زيد الشّرعبي. وزاد : عن رجل من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : وهذا هو الصحيح لا قول من قال عن أبي خداش عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . وقد روى أبو خداش هذا عن عمرو بن العاص.

قلت : وقد رواه أبو اليمان عن حريز بن عثمان عن حبان ، يكنى أبا خداش ـ أن شيخا من شرعب نزل بأرض الروم ، فذكر الحديث. وهذا موافق لقول ابن عبد البر. وقد عاب ابن الأثير على ابن مندة جعله هذا رجلين ، أحدهما السلمي ، وهو الّذي مضى في القسم الأول ، والثاني الشّرعبي ، قال : وحّد أبو عمر بين الّذي روى عنه أبو عثمان والّذي روى عنه ابن محيريز ، وهو الصواب. وفرّق بينهما ابن مندة ومن تبعه ، فقال : جعل الأول شيخا من شرعب ، والآخر لخميا ، ولو عرف أن شرعب بطن من لخم لفعل كما فعل أبو عمر.

قلت : لم يغاير بينهما من أجل شرعب ولخم ، وإنما غاير بينهما ، لأن الشرعبي ظهر من الروايات الأخرى أنه حبّان بن زيد ، وهو بكسر أوله وتشديد الموحدة ، شامي تابعي معروف لا صحبة له ، وإنما روى عن بعض الصحابة ، وأرسل شيئا. فهو غير الصحابي الّذي يقال له أبو خالد السلمي ، وإنما اتحد الحديث الّذي روياه ، وقد رواه عمرو بن علي الفلاس عن يحيى القطان ، عن ثور بن زيد ، عن حريز ، عن أبي خداش ، عن رجل من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : غزوت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم سبع غزوات أو قال ثلاث غزوات. قال عمرو بن علي : فسألت عنه معاذ بن معاذ ، فحدثني به عن حريز بن عثمان ، عن حبّان بن زيد الشّرعبي ، عن رجل من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . قال عمرو : ثم قدم علينا يزيد بن هارون ، فحدثنا به عن حريز.

أخرجه أبو أحمد الحاكم في «الكنى» من طريق الفلاس ، ثم أخرجه من طريق إسماعيل بن رجاء الزبيدي ، عن حريز ، عن أبي خداش ، عن رجل من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . وأخرجه أبو داود في السنن عاليا عن علي بن الجعد ، عن حريز ، عن حبّان ، عن رجل من قرن ، وعن مسدّد ، عن عيسى بن يونس ، عن حريز ، عن رجل من المهاجرين ، فوضح بهذا أن أبا خداش اسمه حبّان بن زيد الشرعبي ، وهو تابعي لا صحابي ، وأنه حدث به عن صحابي غير مسمّى ، واختلف في نسبته ، فقيل شرعبي ، وقيل قرني ، وقيل غير ذلك.

الإصابة/ج٧/م٧

٩٧

٩٨٦٢ ـ أبو خداش الشّرعبي (١) : حبّان بن زيد ، ذكره بعضهم في الصحابة ، وهو شامي ، ولا يصح له صحبة ، قاله ابن عبد البر ، وهو كما قال.

٩٨٦٣ ـ أبو خراش الرّعيني (٢) : قال الذهبي : أورد له بقي بن مخلد حديثا.

قلت : وذكره ابن مندة في الصحابة ، وهو خطأ ، فإنه أخرج من طريق أبي نعيم ، عن عبد السلام بن حرب ، عن إسحاق بن أبي فروة ، عن أبي الخير ، عن أبي خراش الرّعيني ، قال : أسلمت وعندي أختان ، فأتيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم . فذكرت ذلك له ، فقال : «طلّق أيّتهما شئت» (٣).

قلت : وقع في السند نقص وتحريف ، فقد أخرجه ابن أبي شيبة ، عن عبد السلام بن حرب على الصواب ، فقال : عن إسحاق ، عن أبي وهب الجيشانيّ ، عن أبي خراش ، عن الديلميّ ، وهو فيروز. والحديث معروف به ، والقصة مشهورة له.

وقد أخرجه ابن ماجة في «السّنن» عن أبي بكر بن أبي شيبة بهذا. وأخرجه أبو أحمد الحاكم في الكنى من طريق الحسين بن سنان الحراني ، عن عبد السلام بن حرب ، فسقط من سند ابن مندة أبو وهب ، وأثبت أبا الخير عوض الجيشانيّ ، وسقط منه أيضا الصحابي.

وأورد ابن مندة في ترجمة الرّعينيّ رواية عمران بن عبد الله عن أبي خراش ، عن فضالة بن عبيد ، وهو وهم أيضا ، فقد فرّق البخاري وأبو أحمد الحاكم بين الراويّ عن فضالة فلم يقولا إنه رعيني ، وبين الرعينيّ ، ويؤيده قول ابن يونس في تاريخ مصر ، لا يعرف لأبي خراش ولا لعمران الراويّ عنه غير هذا الحديث.

٩٨٦٤ ـ أبو خلف : خادم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

ذكر الزمخشريّ في «ربيع الأبرار» عن أبي خلف خادم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا مدح الفاسق اهتزّ العرش وغضب الرّبّ» (٤).

__________________

(١) الاستيعاب ت ٢٩٦٧.

(٢) أسد الغابة ت ٥٨٤٥.

(٣) أخرجه أبو داود في السنن ١ / ٦٨١ كتاب الطلاق باب من أسلم وعنده نساء أكثر من أربع أو أختان حديث رقم ٢٢٤٣ وابن ماجة في السنن ١ / ٦٢٧ كتاب النكاح (٩) باب الرجل يسلم وعنده أختان (٣٩) حديث رقم ١٩٥١ وابن حبان في صحيحه حديث رقم ١٢٧٦ ، وأحمد في المسند ٤ / ٢٣٢ والطبراني في الكبير ١٨ / ٣٢٨ ، ٣٢٩ ، والدارقطنيّ في السنن ٣ / ٢٧٣ والبيهقي في السنن الكبرى ٧ / ١٨٤ وابن عساكر في التاريخ ٤ / ٤٢٧ ، ٧ / ٧ وأورده السيوطي في الدر المنثور ٢ / ١٣٦.

(٤) قال العجلوني في كشف الخفاء ١ / ١٠٥ رواه أبو يعلى والبيهقي عن أنس ورواه ابن عدي عن ابن بريدة ـ ـ وابن عساكر ٦ / ٤٠ وابن حجر في لسان الميزان حديث رقم ٣٠٤١ وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٧ / ٢٩٨ ، ٨ / ٤٢٨.

٩٨

وهكذا وقع عنده بغير إسناد ، وقد سقط منه أنس. والحديث المذكور عند أبي يعلى من طريق واهية عن أبي خلف الأعمى ، عن أنس خادم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . وأخرج ابن ماجة لأبي خلف عن أنس حديثا آخر.

حرف الدال المهملة

القسم الأول

٩٨٦٥ ـ أبو داود الأنصاري المازني (١) : قيل اسمه عمرو. وقيل عمير.

قال الدّولابيّ : سمعت ابن البرقي يقول اسمه عمير بن عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار. وحكى العسكري في التصحيف أنّ الجهنيّ كان يقول إنه أبو دؤاد بتقديم الهمزة على الألف ، وصححه ابن الدباغ ، وكذا أبو علي الغساني في أوهام ابن عبد البر ، وردّه ابن فتحون ، فإن مسلما والنسائي والطبري وابن الجارود وابن السكن وأبا أحمد كنوه كلهم أبا داود بتقديم الألف على الواو.

قلت : هو المشهور ، وبه جزم ابن إسحاق وخليفة ، وبه جاءت الرواية في الحديث المرويّ عنه. وذكر ابن إسحاق وغيره أنه شهد بدرا وما بعدها.

وأخرج أحمد من طريق ابن إسحاق ، عن أبيه ، عن رجل من بني مازن عن أبي داود قصة شهوده بدرا.

وأخرج الدّولابيّ من طريق جعفر بن حمزة بن أبي داود المازني ، عن أبيه ، عن جده ، وكان من أصحاب بدر ، قال : خرجنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى أتى مسجد ذي الحليفة ، فصلّى أربع ركعات ثم أهلّ بالحج الحديث.

وذكر ابن سعد عن الواقديّ بسند له عن أم عمارة ـ أن أبا داود المازني وسليط بن عمرو ذهبا يريدان أن يحضرا بيعة العقبة فوجدوهم قد بايعوا ، فبايعا بعد ذلك أسعد بن زرارة ، وكان رأس النقباء ليلة العقبة.

٩٨٦٦ ـ أبو دجانة الأنصاري (٢) : اسمه سماك بن خرشة. وقيل ابن أوس بن خرشة.

__________________

(١) الطبقات الكبرى بيروت ٨ / ١١.

(٢) الكنى للقمي ١ / ٦٥ تنقيح المقال ٣ / ١٥ ريحانة الأدب ٧ / ٩٥.

٩٩

متفق على شهوده بدرا. وقال علي : إنه استشهد باليمامة ، وأسند ابن إسحاق من طريق يزيد بن السكن ـ أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لما التحم القتال ذبّ عنه مصعب بن عمير ـ يعني يوم أحد ، حتى قتل وأبو دجانة سماك بن خرشة حتى كثرت فيه الجراحة. وقيل : إنه ممن شارك في قتل مسيلمة.

وثبت ذكره في الصحيح لمسلم ، من طريق حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ـ أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ سيفا يوم أحد فقال : «من يأخذ هذا السّيف بحقّه»؟ (١). فأخذه أبو دجانة فغلق به هام المشركين.

وأخرج الدّولابيّ في «الكنى» ، من طريق عبيد الله بن الوازع ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : قال الزبير بن العوام : عرض النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحد سيفا فقال : من يأخذ هذا السّيف بحقّه»؟ فقام أبو دجانة سماك بن خرشة ، فقال : أنا. فما حقه؟ قال : «لا تقتل به مسلما ولا تفرّ به من كافر»(٢).

٩٨٦٧ ـ أبو الدّحداح الأنصاري (٣): حليف لهم.

قال أبو عمر : لم أقف على اسمه ولا نسبه ، أكثر من أنه من الأنصار حليف لهم.

وقال البغويّ : أبو الدحداح الأنصاري ولم يزد. وروى أحمد والبغوي والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ـ أنّ رجلا قال : يا رسول الله ، إن لفلان نخلة ، وأنا أقيم حائطي بها ، فأمره أن يعطيني حتى أقيم حائطي بها. فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أعطه إيّاها بنخلة في الجنّة» (٤). فأبى ، قال : فأتاه أبو الدحداح فقال : بعني نخلتك بحائطي. قال : ففعل ، فأتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ابتعت النخلة بحائطي ، فاجعلها له فقد أعطيتكها. فقال : «كم من عذق ردّاح (٥) لأبي الدّحداح في الجنّة» ـ قالها مرارا. قال : فأتى

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ١٢٣ ، وابن أبي شيبة في المصنف ١٢ / ٢٠٦ ، ١٤ / ٤٠١ والحاكم في المستدرك ٣ / ٢٣٠ عن الزبير بن العوام بزيادة من أوله وآخره الحديث قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده الهيثمي في الزوائد ٦ / ١١٢ ، ٩ / ١٢٧ والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٠٩٧٢ ، ١٠٩٧٣ والبيهقي في دلائل النبوة ٣ / ٢٣٢.

(٢) أورده الدولابي في الأسماء الكنى ١ / ٦٩.

(٣) الثقات ٣ / ٤٥٤ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٦٣ ، بقي بن مخلد ٦٧٤.

(٤) أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم ٢٢٧١ قال الهيثمي في الزوائد ٩ / ٣٢٧ رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح.

(٥) الرداح : الثقيل انظر اللسان ٣ / ١٦٢٠.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

مبالغة عظيمة. لأنّ المحال والمعدوم، يقع عليهما اسم الشيء. فإذا نفي إطلاق اسم الشيء عليه، فقد بولغ في ترك الاعتداد به، إلى ما ليس بعده. وهذا كقولهم أقلّ من لا شيء.

( وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ ) :

قال ابن عبّاس(١) : لـمّا قدم وفد نجران من النّصارى على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ أتتهم أحبار اليهود. فتنازعوا عند رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله. فقال رافع بن حرملة: «ما أنتم على شيء.» وجحد نبوّة عيسى. وكفر بالإنجيل. فقال رجل من أهل نجران: «ليست اليهود على شيء.» وجحد نبوّة موسى. وكفر بالتّوراة. فأنزل الله هذه الآية.

( وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ ) :

الواو للحال. والكتاب للجنس، أي: قالوا ذلك، والحال أنّهم من أهل العلم والتّلاوة للكتب.

وحقّ من حمل التوراة، أو الإنجيل، أو غيرهما من كتب الله، أو آية، أن لا يكفر بالباقي. لأنّ كلّ واحد من الكتابين، مصدّق للثّاني، شاهد بصحته. وكذلك كتب الله جميعا، متواردة في تصديق بعضها بعضا.

( كَذلِكَ ) ، مثل ذلك الّذي سمعت به على ذلك المنهاج.

( قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ) ، كعبدة الأصنام والمعطّلة، قالوا لكلّ أهل دين: «ليسوا على شيء» وهذا توبيخ عظيم لهم، حيث نظموا أنفسهم مع علمهم، في سلك من لا يعلم.

و( مِثْلَ قَوْلِهِمْ ) ، يحتمل احتمالين: أحدهما أنّه مفعول مطلق لقال والآخر أنّه مفعوله، يعني: أنّ قولهم، مثل قولهم في الفساد، ومقولهم مثل مقولهم في الدّلالة على أنّ ما عدا دينهم، ليس بشيء.

فان قيل: لم وبّخهم؟ وقد صدقوا فإنّ كلا الدّينين بعد النّسخ ليس بشيء.

قلت: لم يصدقوا ذلك. وإنّما قصد كل فريق، إبطال دين الآخر، من أصله والكفر بنبيّه وكتابه، مع أن ما لم ينسخ منهما، حقّ واجب القبول والعمل به، مع الإيمان بالنّاسخ.

( فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ ) : بين الفريقين ،

__________________

(١) مجمع البيان ١ / ١٨٨.

١٢١

( يَوْمَ الْقِيامَةِ ) :

هي مصدر. إلّا أنّه صار كالعلم، على وقت، بعينه. وهو الوقت الّذي يبعث الله ـ عزّ وجلّ ـ فيه الخلق. فيقومون من قبورهم، إلى محشرهم. تقول: قام يقوم قياما وقيامة، مثل: عاذ يعوذ عياذا وعياذة.

( فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) (١١٣) بما يقسم لكلّ فريق، ما يليق به من العذاب.

وقيل(١) : بأن يكذّبهم، وأن يدخلهم النّار.

وقيل(٢) : بأن يريهم من يدخل الجنّة عيانا، ومن يدخل النّار عيانا.

( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ ) :

الآية عامّة لكلّ من خرّب مسجدا، أو سعى في تعطيل مكان مرشّح للصّلاة. وإن نزلت في الرّوم، لما غزوا بيت المقدس وخرّبوه وقتلوا أهله حتّى، كانت أيّام عمر، وأظهر المسلمين عليهم، وصاروا لا يدخلونها(٣) إلّا خائفين، على ما روى عن ابن عبّاس(٤) .

وقيل(٥) : خرّب بخت نصر بيت المقدس. وأعانه عليه(٦) النّصارى.

والمرويّ عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام(٧) : أنّها نزلت في قريش، حين منعوا رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ دخول مكّة والمسجد الحرام.

[وروى عن زيد بن عليّ، عن آبائه، عن عليّ ـ عليه السّلام(٨) : أنّه أراد جميع الأرض لقول النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله: جعلت لي الأرض مسجدا وترابها طهورا].(٩)

( أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ) :

ثاني مفعولي «منع» لأنّك تقول: منعته كذا.

ويجوز أن يحذف حرف الجرّ، مع «أن.» ولك أن تنصبه مفعولا له(١٠) ، بمعنى: منعها كراهة أن يذكر.

( وَسَعى فِي خَرابِها ) بالهدم، أو التّعطيل.

__________________

(١) أنوار التنزيل ١ / ٧٧.

(٢) مجمع البيان ١ / ١٨٨.

(٣) أ: لن يدخلونها.

(٤) مجمع البيان ١ / ١٨٩.

(٥) نفس المصدر ونفس الموضع.

(٦) ر: على ذلك. وهو الظاهر.

(٧) نفس المصدر ونفس الموضع.

(٨) نفس المصدر ١ / ١٩٠.

(٩) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(١٠) ليس في أ.

١٢٢

( أُولئِكَ ) ، أي: المانعون،( ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ ) ، أي :

ما كان ينبغي لهم أن يدخلوها، إلّا بخشية وخضوع، فضلا عن أن يجرءوا على تخريبها.

أو ما كان الحقّ أن يدخلوها، إلّا خائفين من المؤمنين، أن يبطشوهم، فضلا عن أن يمنعوهم منها.

أو ما كان لهم في علم الله تعالى، أو قضائه، فيكون وعدا للمؤمنين بالنّصرة واستخلاص المساجد منهم. وقد أنجز وعده.

( لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ ) :

قال قتادة(١) : المراد بالخزي، أن يعطوا الجزية عن يد، وهم صاغرون.

وقال الزّجّاج(٢) : المراد به السبّي والقتل، إن كانوا حربا، وإعطاء الجزية، إن كانوا ذمّة.

وقال أبو عليّ(٣) : المراد به، طردهم عن المساجد.

وقال السّديّ(٤) : المراد به خزيهم إذا قام المهديّ وفتح قسطنطنيّة. فحينئذ يقتلهم.

والكلّ محتمل. واللّفظ بإطلاقه يتناوله.

( وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ ) (١١٤) بظلمهم وكفرهم.

( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ) :

«اللّام»، للملك. و «المشرق» و «المغرب»، اسمان لمطلع الشّمس ومغربها.

والمراد بهما ناحيتا(٥) الأرض، أي: له الأرض، كلّها. لا يختص به مكان دون مكان(٦) . فإن منعتم أن تصلّوا في المسجد الحرام والأقصى، فقد جعلت لكم الأرض مسجدا.

( فَأَيْنَما تُوَلُّوا ) : ففي أي مكان فعلتم التّولية، أي: تولية وجوهكم،( فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) ، أي: جهته الّتي أمر بها، أو فثمّ ذاته، أي: عالم مطّلع بما يفعل فيه.

__________________

(١) ر. مجمع البيان ١ / ١٩٠.

(٢) نفس المصدر ونفس الموضع.

(٣) نفس المصدر ونفس الموضع.

(٤) نفس المصدر ونفس الموضع.

(٥) أ: ناحيتي.

(٦) أ: آخر.

١٢٣

( إِنَّ اللهَ واسِعٌ ) بإحاطته بالأشياء، أو برحمته،( عَلِيمٌ ) (١١٥) بمصالحهم وأعمالهم في الأماكن، كلّها.

قيل(١) : إنّ اليهود أنكروا تحويل القبلة عن بيت المقدس. فنزلت الآية ردّا عليهم.

وقيل(٢) : كان للمسلمين التّوجّه حيث شاءوا، في صلاتهم. وفيه نزلت الآية. ثمّ نسخ بقوله(٣) ( فَوَلِّ وَجْهَكَ ) (إلى آخره).

وقيل(٤) : نزلت الآية في صلاة التّطوّع على الرّاحلة، تصلّيها حيثما توجّهت، إذا كنت في سفر. وأمّا الفرائض، فقوله:( وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) ، يعني: أنّ الفرائض لا تصلّيها إلّا إلى القبلة. وهو المرويّ عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام. قالوا: وصلّى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ إيماء على راحلته أينما توجّهت به، حيث خرج إلى خيبر، وحين رجع من مكّة، وجعل الكعبة خلف ظهره.

وروى عن جابر(٥) ، قال: بعث رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ سريّة كنت فيها. فأصبتنا ظلمة. فلم نعرف القبلة. فقال طائفة منّا: «قد عرفنا القبلة، هي هاهنا، قبل الشّمال.» فصلّوا. وخطّوا خطوطا. وقال بعضنا: «القبلة هاهنا. قبل الجنوب.» فخطّوا خطوطا. فلمّا أصبحوا وطلعت الشمس، أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة. فلمّا قفلنا(٦) من سفرنا، سألنا النبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ عن ذلك. فسكت. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[في كتاب الخصال(٧) ، في سؤال بعض اليهود عليّا ـ عليه السّلام ـ عن الواحد إلى المائة: قال له اليهوديّ. فأين(٨) وجه ربّك؟

فقال عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام(٩) : يا بن عبّاس! ائتني بنار وحطب.

فأتيته بنار وحطب. فأضرمها. ثمّ قال: يا يهوديّ! أين يكون وجه هذه النّار؟

فقال: لا أقف لها على وجه.

__________________

(١) مجمع البيان ١ / ١٩١.

(٢) نفس المصدر ونفس الموضع.

(٣) البقرة / ١٤٤ و/ ١٤٩ و/ ١٥٠.

(٤) نفس المصدر ونفس الموضع.

(٥) نفس المصدر ونفس الموضع.

(٦) النسخ: غفلنا.

(٧) الخصال / ٥٩٧.

(٨) المصدر: فأين يكون.

(٩) المصدر: فقال عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ لي.

١٢٤

قال: ربيّ(١) عزّ وجلّ على(٢) هذا المثل.

( وَلِلَّهِ ) (٣) ( الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ. فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) .

وفيه(٤) ، بإسناده إلى سلمان الفارسيّ، في حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق المدينة، مع مائة من النّصارى، بعد وفاة النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ وسؤاله أبا بكر عن مسائل لم يجبه عنها، ثمّ أرشد إلى أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ فسأله عنها، فأجابه. فكان فيما سأله، أن قال له: أخبرني عن وجه الرّبّ ـ تبارك وتعالى.

فدعا ـ عليه السّلام ـ بنار وحطب. فأضرمه. فلمّا اشتعلت قال عليّ ـ عليه السّلام: أين وجه هذه النّار؟

قال(٥) : هي وجه من جميع حدودها.

قال عليّ ـ عليه السّلام: هذه النّار مدبّرة مصنوعة، لا يعرف وجهها. وخالقها لا يشبهها.( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ. فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) . لا يخفى على ربّنا خافية.

وفي كتاب علل الشرائع(٦) : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمه الله؟ قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبد الله بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبيّ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام. قال: سألته عن الرّجل يقرأ السّجدة وهو على ظهر دابّته.

قال: يسجد حيث توجّهت به. فإنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ كان يصلّي على ناقته، وهو مستقبل المدينة. يقول الله ـ عزّ وجلّ:( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) .

وفي من لا يحضره الفقيه(٧) : وسأله معاوية بن عمّار، عن الرّجل يقوم في الصّلاة، ثمّ ينظر بعد ما فرغ، فيرى أنّه قد انحرف عن القبلة، يمينا أو شمالا.

فقال له: قد مضت صلاته. وما بين المشرق والمغرب قبلة. ونزلت هذا الآية في قبلة المتحيّر:( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) .

وفي كتاب الاحتجاج، للطّبرسيّ ـ رحمه الله(٨) : قال أبو محمّد ـ عليه السّلام: قال

__________________

(١) المصدر: فإنّ ربّي.

(٢) المصدر: عن.

(٣) المصدر: له.

(٤) نفس المصدر / ١٨٢.

(٥) المصدر: قال النصراني.

(٦) علل الشرائع / ٣٥٨ ـ ٣٥٩، ح ١.

(٧) من لا يحضره الفقيه ١ / ١٧٩. (٨) الاحتجاج ١ / ٤٥.

١٢٥

رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ لقوم من اليهود: أو ليس قد ألزمكم في الشّتاء أن تحترزوا من البرد بالثّياب الغليظة، وألزمكم في الصّيف أن تحترزوا من الحرّ. فبدا له في الصّيف حين أمركم، بخلاف ما كان أمركم به في الشّتاء؟

فقالوا: لا فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: وكذلك الله تعبّدكم في وقت، لصلاح يعلمه بشيء، ثمّ بعّده في وقت آخر، لصلاح آخر، يعلمه بشيء آخر. فإذا أطعتم الله في الحالين، استحققتم ثوابه.

فأنزل الله تعالى:( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ. فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ. إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ ) ، يعني: إذا توجّهتم بأمره، فثمّ الوجه الّذي تقصدون منه الله وتأملون ثوابه.

والحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.

عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ حديث طويل. وفيه(١) : قال السّائل: من هؤلاء الحجج! قال: هم رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ومن حلّ محلّه من أصفياء الله الّذين قال( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) الّذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله وفرض على العباد من طاعتهم، مثل الّذي فرض عليهم منها لنفسه.

وفيه(٢) : قال ـ عليه السّلام ـ أيضا ـ في الحجج: وهم وجه الله الّذي قال:( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) .

وفي كتاب المناقب، لابن شهر آشوب(٣) : أبو المضاء، عن الرّضا ـ عليه السّلام ـ قوله تعالى:( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) قال: عليّ ـ عليه السّلام].(٤)

( وَقالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً ) :

نزلت لـمّا قالت اليهود: «عزير بن الله»، والنّصارى: «المسيح بن الله»، ومشركوا العرب: «الملائكة بنات الله.» وعطفه على «قالت اليهود»، أو «منع»، أو مفهوم قوله «ومن أظلم» وقرأ ابن عامر بغير واو، والباقون بالواو(٥) .

__________________

(١) نفس المصدر ١ / ٣٧٥.

(٢) نفس المصدر ونفس الموضع.

(٣) المناقب ٣ / ٢٧٢.

(٤) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٥) مجمع البيان ١ / ١٩٢.

١٢٦

[وفي كتاب علل الشرائع(١) ، بإسناده إلى سفيان بن عيينة، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال: لم يخلق الله شجرة إلّا ولها ثمرة تؤكل. فلمّا قال النّاس: «اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً »، ذهب نصف ثمرها. فلمّا اتخذوا مع الله إلها، شاك الشّجر].(٢)

( سُبْحانَهُ ) :

روى عن طلحة بن عبيد الله(٣) ، أنّه سأل النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ عن معنى قوله «سبحانه» فقال: «تنزيها له عن كلّ سوء».

( بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) :

ردّ لما قالوا، أو استدلال على فساده بأنّه خالق ما في السّموات وما في الأرض الّذي من جملته الملائكة وعزير والمسيح.

( كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ ) (١١٦)، مطيعون. لا يمتنعون عن مشيئته. وكلّ من كان بهذه الصّفة، لم يجانس مكوّنه الواجب لذاته. ومن حقّ الولد أن يجانس والده. فلا يكون له ولد.

وإنّما جاء بما الّذي لغير أولي العلم، تحقيرا لشأنهم.

وتنوين «كلّ»، عوض عن المضاف إليه، أي: كلّ ما فيهما، أو كلّ من جعلوه ولدا له.

وفي الآية، دلالة على أنّ من ملك ولده أو والده، انعتق عليه. لأنّه تعالى نفى الولد، بإثبات الملك. وذلك يقتضي تنافيهما. وهو المرويّ عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام.(٤)

( بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) :

يقال: بدع الشيء، فهو بديع، كقولك: برع الشيء، فهو بريع. و( بَدِيعُ السَّماواتِ ) من إضافة الصّفة المشبّهة، إلى فاعلها، أي: بديع سماواته وأرضه.

وقيل(٥) : البديع بمعنى المبدع، كما أنّ السّميع، في قول الشّاعر :

«أمن ريحانة

الدّاعي السّميع»

، بمعنى المسمع.

وهو دليل آخر على نفي الولد.

__________________

(١) علل الشرائع ٢ / ٥٧٣.

(٢) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٣) مجمع البيان ١ / ١٩٢.

(٤) ر. وسائل الشيعة / ١٦، باب ٧ من أبواب العتق، ح ١ ـ ٩.

(٥) ر. أنوار التنزيل ١ / ٧٨.

١٢٧

وتقريره: أنّ الوالد، عنصر الولد المنفعلة بانفصال مادّته عنه. والله سبحانه، مبدع الأشياء كلّها. فاعله على الإطلاق. منزّه عن الانفعال. فلا يكون والدا. وهذا التّقرير يصحّ على التّقديرين. لأنّ كونه تعالى مبدعا، يلزمه كون مخلوقه بديعا وبالعكس.

والإبداع اختراع الشيء، لا عن شيء، دفعة. وهو أليق بهذا الموضع من الصّنع الّذي هو تركيب الصّورة بالعنصر والتّكوين الّذي يكون بتغيّر وفي زمان غالبا.

وقرئ بديع، مجرورا على البدل، من الضّمير في «له»، ومنصوبا، على المدح.

[وفي أصول الكافي(١) : محمّد بن يحيى، عن عبد الله بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن سدير الصّيرفيّ. قال: سمعت حمران بن أعين يسأل أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ( بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) » فقال(٢) أبو جعفر ـ عليه السّلام: إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ ابتدع الأشياء كلّها بعلمه، على غير مثال كان قبله. فابتدع السّماوات والأرض(٣) ، ولم يكن قبلهنّ سماوات ولا أرضون. أما تسمع لقوله تعالى(٤) ( وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ) ؟

والحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة](٥) ( وَإِذا قَضى أَمْراً ) : إذا أراد إحداث أمر،( فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) (١١٧) :

من كان التّامّة، أي، أحدث، فيحدث. وليس المراد به حقيقة أمر وامتثال. بل حصول ما تعلّقت به إرادته، بلا مهلة بطاعة المأمور المطيع، بلا توقّف.

وفيه تقرير لمعنى الإبداع. وإيماء إلى دليل آخر. وهو أنّ اتخاذ الولد ممّا يكون بأطوار. وفعله تعالى مستغن عن ذلك.

قيل(٦) : كان سبب ضلالتهم، أنّ أرباب الشّرائع المتقدّمة، كانوا يطلقون الأب على الله تعالى، باعتبار أنّه السّبب الأوّل، حين(٧) قالوا: «إنّ الأب، هو الرّبّ الأصغر.

والله سبحانه وتعالى هو الأب الأكبر.» ظنّت الجهلة منهم، أنّ المراد به معنى الولادة.

__________________

(١) الكافي ١ / ٢٥٦، صدر ح ٢.

(٢) المصدر: قال.

(٣) المصدر: الأرضين.

(٤) هود / ٧

(٥) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٦) أنوار التنزيل ١ / ٧٩.

(٧) المصدر: حتى.

١٢٨

فاعتقدوا ذلك تقليدا. ولذلك كفر قائله. ومنع منه مطلقا جسما، لمادّة الفاسد.

[وفي كتاب نهج البلاغة(١) : يقول لما(٢) أراد كونه، قال(٣) : «كُنْ فَيَكُونُ » لا بصوت يفزع(٤) ولا نداء يسمع. وإنّما كلامه سبحانه، فعل منه، إنشاء(٥) . ومثله لم يكن من قبل ذلك كائنا. ولو كان قديما، لكان إلها ثانيا.

وفيه(٦) : يقول ولا يلفظ(٧) . ويريد ولا يضمر.

وفي كتاب الاحتجاج(٨) ، للطّبرسيّ ـ رحمه الله ـ عن يعقوب بن جعفر، عن أبي إبراهيم ـ عليه السّلام ـ أنّه قال: ولا أجده يلفظ بشقّ فم(٩) . ولكن كما قال الله ـ عزّ وجلّ ـ( إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) . بمشيئة، من غير تردّد في نفس.

وفي كتاب الإهليلجة(١٠) : قال الصّادق ـ عليه السّلام ـ في كلام طويل: فالإرادة للفعل، إحداثه،( فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) بلا تعب وكيف.

وفي عيون الأخبار(١١) ، بإسناده إلى صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن ـ عليه السّلام ـ حديث طويل. يقول فيه. فإرادة الله، هي الفعل. لا غير ذلك.( يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همّة ولا تفكّر ولا كيف. لذلك(١٢) ، كما أنّه بلا كيف.

وفيه(١٣) حديث طويل، عن الرّضا ـ عليه السّلام ـ أيضا ـ يقول فيه: و «كن» منه صنع. وما يكون به المصنوع].(١٤)

( وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) ، أي: جهلة المشركين، أو المتجاهلون من أهل الكتاب.

( لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللهُ ) كما يكلّم الملائكة، أو يوحي إلينا بأنّك رسوله. وهذا استكبار منهم.

__________________

(١) نهج البلاغة / ٢٧٤، ضمن خطبه ١٨٦.

(٢) المصدر: لمن.

(٣) ليس في المصدر.

(٤) المصدر: يقرع.

(٥) المصدر: أنشاه.

(٦) نفس المصدر ونفس الموضع.

(٧) المصدر: يقول ولا يلفظ. ويحفظ ولا يتحفّظ.

(٨) الاحتجاج ٢ / ١٥٦.

(٩) ر: ولا احمده بلفظ. لشق فم. المصدر: ولا اخذه بلفظ شق فم.

(١٠) بحار الأنوار ٣ / ١٩٦.

(١١) عيون الأخبار ١ / ١١٩، ذيل ح ١١.(١٢) المصدر: كذلك.

(١٣) نفس المصدر ١ / ١٧٣ ـ ١٧٤. (١٤) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

١٢٩

( أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ ) وحجّة على صدقك. وهذا جحود لأن ما أتاهم آيات استهانة.

( كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) من الأمم الماضية،( مِثْلَ قَوْلِهِمْ ) :

فقالوا: «أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً » وغير ذلك.

( تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ) ، أي: قلوب هؤلاء ومن قبلهم، في العمى والعناد.

وقرئ بتشديد الشّين.

( قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) (١١٨): اي: يطلبون اليقين، أو يوقنون. الحقائق لا يعتريهم شبهة ولا عناد.

( إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِ ) ، مؤيّدا به،( بَشِيراً وَنَذِيراً ) : فلا عليك إن كابروا.

( وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ ) (١١٩)، أنّهم لم يؤمنوا بعد أن بلّغت.

وقرأ نافع ويعقوب «ولا تسأل»، على لفظ النّهي، مبيّنا للفاعل. وهو المرويّ عن أبي جعفر الباقر ـ عليه السّلام(١)

وفيه، حينئذ، إشارة إلى تعظيم عقوبة الكفّار. كأنّها لا يقدر أن يخبر عنها، أو السّامع لا يصبر على استماع خبرها فنهاه عن السّؤال.

و «الجحيم»: المتأجّج من النّار. من جحمت النّار يجحم جحما، إذا اضطرمت.

( وَلَنْ تَرْضى ) ، وإن بالغت في إرضائهم،( عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى، حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) : كأنّهم قالوا: «لن نرضى عنك حتّى تتّبع ملّتنا»، إقناطا منهم لرسول الله، عن دخولهم في الإسلام. فحكى الله ـ عزّ وجلّ ـ كلامهم. ولذلك قال تعالى:( قُلْ ) تعليما للجواب،( إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى ) . لا ما تدعون إليه.

( وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ ) ، أي: أقوالهم الّتي هي أهواء وبدع،( بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) : من الوحي، أو الدّين المعلوم صحّته بالبراهين الصّحيحة ،

__________________

(١) ر. مجمع البيان ١ / ١٩٦.

١٣٠

( ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ) (١٢٠) يدفع عنك عقابه.

وفي هذه الآية، دلالة على ان من علم الله تعالى منه، أنّه لا يعصي يصحّ وعيده.

لأنّه علم أنّ نبيّه ـ عليه السّلام ـ لا يتّبع أهواءهم. والمقصود منه التّنبيه على أنّ حال أمّته فيه، اغلظ من حاله. لأن منزلتهم، دون منزلته.

وقيل(١) : الخطاب للنّبيّ والمراد أمّته.

( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ ) :

قيل(٢) : يريد مؤمني أهل الكتاب، أو مطلقهم.

[وفي أصول الكافي(٣) : محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد بن محمّد(٤) ، عن ابن محبوب، عن أبي ولّاد. قال: سألت أبا عبد الله عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ، أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ) .

قال: هم الأئمّة ـ عليهم السّلام. وفي شرح الآيات الباهرة(٥) : روى محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن محبوب، عن أبي ولّاد. قال :سألت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ) قال: هم الأئمّة ـ صلوات الله عليهم. والكتاب، القرآن المجيد. وإن لم يكونوا هم، وإلّا فمن سواهم؟](٦)

( يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ ) ، بمراعاة اللّفظ عن التّحريف، والتدبّر في معناه، والعمل بمقتضاه.

وروى عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ(٧) أنّ حقّ تلاوته هو الوقوف عند ذكر الجنّة والنّار. يسأل في الأولى ويستعيذ من الأخرى.

والجملة خبر للموصول، على التّقدير الأوّل(٨) ، وحال مقدّرة على التّقدير الثّاني [لأهل الكتاب والتّقدير الثّالث].(٩)

__________________

(١) مجمع البيان ١ / ١٩٨.

(٢) أنوار التنزيل ١ / ٨٠.

(٣) الكافي ١ / ٢١٥، ح ٤.

(٤) المصدر: أحمد بن محمد.

(٥) شرح الآيات الباهرة، مخطوط / ٢٣.

(٦) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٧) مجمع البيان ١ / ١٩٨.

(٨) أ: الاوّل لأهل الكتاب.

(٩) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

١٣١

( أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ) : بكتابهم، دون المحرّفين.

( وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ ) : بالكتاب. وهم أكثر اليهود. وقيل(١) : هم جميع الكفّار.

( فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ ) (١٢١)، حيث اشتروا الضّلالة بالهدى.

( يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ ) (١٢٢)( وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ) (١٢٣) :

مضى تفسيرها.

وقيل في سبب تكريرها ثلثة أقوال(٢) :

الأوّل: أنّ نعم الله سبحانه لـمّا كانت أصول كلّ نعمة، كرّر التّذكير بها، مبالغة في استدعائهم، إلى ما لزمهم(٣) من شكرها، ليقبلوا إلى طاعة ربّهم المظاهر عليهم.

والثّاني: أنّه لـمّا باعد بين الكلامين، حسن التّنبيه والتّذكير، إبلاغا في الحجّة، وتأكيدا للتّذكرة.

والثّالث: أنّه لـمّا ذكر التوراة وفيها الدّلالة على شأن عيسى ـ عليه السّلام ـ ومحمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ في النّبوّة، والبشارة بهما، ذكّرهم نعمته عليهم بذلك وما فضّلهم به، كما عدّد النّعم في سورة الرّحمن وكرّر قوله( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) .

فكلّ تقريع جاء بعد تقريع، فإنّما هو موصول بتذكير نعمة غير الأولى.

( وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ ) : كلّفه بأوامر ونواه.

و «الابتلاء» في الأصل، التّكليف بالأمر الشّاقّ، من البلاء، لكنّه لـمّا استلزم الاختيار بالنّسبة إلى من يجهل العواقب، ظنّ ترادفهما.

والضّمير لإبراهيم. وحسن لتقدّمه لفظا. وإنّ تأخّر رتبة. لأنّ الشّرط أحد التقدمين(٤) .

و «الكلمات» قد يطلق على المعاني. فلذلك فسّرت بالخصال الثلاثين المحمودة المذكورة عشرة منها في قوله(٥) ( التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ ) وعشرة في قوله(٦) :( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ ) (إلى

__________________

(١) مجمع البيان ١ / ١٩٨.

(٢) مجمع البيان ١ / ١٩٨ ـ ١٩٩.

(٣) أ: لزم.

(٤) ر: التقديرين.

(٥) التّوبة / ١١٢.

(٦) المؤمنون / ١٠ ـ ١.

١٣٢

آخر الآيتين) وعشرة في قوله(١) :( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) (إلى قوله)( أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ ) وروى عشرة في سورة( سَأَلَ سائِلٌ ) (إلى قوله)( وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ ) . فجعلت أربعين.

وبالعشر الّتي هي من سنّته: خمسة منها في الرّأس، وخمسة منها في البدن.

فأمّا الّتي في الرّأس: فأخذ الشّارب، وإعفاء اللّحى، وطمّ الشعر، والسّواك، والخلال.

وأمّا الّتي في البدن: فحلق الشّعر من البدن، والختان، وتقليم الأظفار، والغسل من الجنابة، والطهور بالماء.

فهذه الحنفيّة الظّاهرة الّتي جاء بها إبراهيم ـ عليه السّلام. فلم تنسخ، ولا تنسخ، إلى يوم القيامة. وبمناسك الحجّ، وبالكوكب، والقمرين، وذبح الولد، والنّار، والهجرة، وبالآيات الّتي بعدها. وهي قوله( إِنِّي جاعِلُكَ ) (إلى آخره)(٢) .

وكان سعيد بن المسيّب يقول(٣) : كان إبراهيم أوّل النّاس أضاف(٤) الضّيف، وأوّل النّاس قصّ شاربه واستحدّ، وأوّل(٥) النّاس رأى الشّيب(٦) .

فلمّا رآه قال: يا ربّ! ما هذا؟

قال: هذا الوقار.

قال: يا ربّ! فزدني وقارا.

وهذا أيضا

رواه السّكونيّ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ولم يذكر أوّل من قصّ شاربه، واستحدّ. وزاد فيه: وأوّل من قاتل في سبيل الله، إبراهيم. وأوّل من أخرج الخمس، إبراهيم. وأوّل من اتّخذ النّعلين، إبراهيم. وأوّل من اتّخذ الرّايات، إبراهيم.

وقرئ إبراهيم ربّه على أنّه دعا ربّه بكلمات، مثل:( أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى ) ،( اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً ) ، ليرى هل يجيبه؟

وروى الشّيخ أبو جعفر بن بابويه ـ رحمه الله ـ في كتاب النّبوّة(٧) ، بإسناده ،

__________________

(١) الأحزاب / ٣٥.

(٢) ر. تفسير القمي ١ / ٥٩+ مجمع ١ / ٢٠٠.

(٣) مجمع البيان ١ / ٢٠٠.

(٤) أ: أصناف.

(٥) ليس في أ.

(٦) أ: الشهب.

(٧) مجمع البيان ١ / ٢٠٠.

١٣٣

مرفوعا إلى المفضّل بن عمر، عن الصّادق ـ عليه السّلام. قال: سألته عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ( وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ ) ما هذه الكلمات؟ قال: هي الكلمات الّتي تلقاها آدم ـ عليه السّلام ـ من ربّه.

فتاب عليه. وهو أنّه قال: «يا ربّ! أسألك بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، إلّا تبت عليّ.» فتاب الله عليه. إنّه هو التّوّاب الرّحيم.

فقلت: يا بن رسول الله! فما يعني بقوله «فأتمّهنّ»؟

فقال: أتمّهنّ إلى القائم، اثنى عشر إماما، تسعة من ولد الحسين عليهم السّلام.

قال المفضّل: فقلت له: يا بن رسول الله! فأخبرني عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) ؟

قال: يعني بذلك الإمامة. جعلها الله في عقب الحسين ـ عليه السّلام ـ إلى يوم القيامة.

فقلت له: يا بن رسول الله! فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين، دون ولد الحسن، وهما جميعا ولدا رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وسبطاه وسيّدا شباب أهل الجنّة؟

فقال: إنّ موسى وهارون نبيّان مرسلان أخوان، فجعل الله النّبوّة في صلب هارون، دون صلب موسى. ولم يكن لأحد أن يقول: «لم فعل الله ذلك؟» وإنّ الإمامة خلافة الله ـ عزّ وجلّ. ليس لأحد أن يقول: «لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن؟» لأنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ هو الحكيم في أفعاله.( لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ ) »(١)

( فَأَتَمَّهُنَ ) : فأدّاهنّ كملا وقام بهنّ حقّ القيام.

وفي القراءة(٢) الأخيرة الضّمير المستتر لربّه، أي: أعطاه جميع ما سأل.

[وفي تفسير العيّاشيّ(٣) ، رواه بأسانيد عن صفوان الجمّال، قال: كنّا بمكّة فجرى الحديث في قول الله( وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) .

قال: أتمّهنّ بمحمّد وعليّ والأئمّة من ولد عليّ ـ صلّى الله عليهم ـ في قول الله

__________________

(١) الأنبياء / ٢٣.

(٢) أ: وفي القراءة لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن. (!)

(٣) تفسير العيّاشي ١ / ٥٧، ح ٨٨.

١٣٤

«ذرّية بعضها من بعض. والله سميع عليم»](١) ( قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) : جملة مستأنفة، إن أضمر ناصب «إذ».

والتّقدير: فما ذا قال له ربّه حين أتمّهنّ. فأجيب بأنّه قال: إنّي (إلى آخره.) أو بيان للابتلاء. فيكون الكلمات، ما ذكره من الإمامة وتطهير البيت وغير ذلك. وإن كان ناصبه «قال»، فالمجموع جملة معطوفة على ما قبلها.

و «جاعل» من جعل المتعدّي إلى مفعولين.

و «الإمام»، اسم لمن يؤتمّ به في أقواله وأفعاله ويقوم بتدبير الإمامة وسياستها والقيام بأمورها وتأديب جنايتها وتوليد ولايتها وإقامة الحدود على مستحقّها ومحاربة من يكيدها ويعاديها. وقد يطلق على المقتدى به في أقواله وأفعاله.

( قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) :

عطف على الكاف، عطف تلقين، أي: وبعض ذرّيّتي، كما تقول: «وزيدا»، في جواب: «سأكرمك.» والذّرّيّة: نسل الرّجل. فعليّة أو فعلولة، من الذّرّ، بمعنى التّفريق والأصل ذرّيّة، على الأوّل. وعلى الثّاني، ذرورة. قلبت راؤها الثّالثة ياء، كما في تقضيّت. ثمّ أبدلت الواو والضّمّة. أو فعليّة أو فعولة من الذّرء، بمعنى الخلق. فخفّفت الهمزة.

وقرئ ذرّيّتي (بالكسر) وهي لغة. وبعض العرب، بفتح الذّال.

( قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١٢٤) :

والعهد والإمامة، كما روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام

(٢) ـ، أي: لا يكون الظّالم إماما للنّاس. واستدلّ أصحابنا بهذه الآية، على أنّ الإمام لا يكون إلّا معصوما عن القبائح. لأنّ الله سبحانه نفى أن ينال عهده الّذي هو الإمامة، ظالم. ومن ليس بمعصوم، فقد يكون ظالما. إمّا لنفسه، أو لغيره.

لا يقال: إنّما نفى أن يناله ظالم في حال ظلمه، فإذا تاب لا يسمّى ظالما، فيصحّ أن يناله، لأنّا نقول: إنّ الظّالم وإن تاب فلا يخرج من أن تكون الآية قد تناولته في حال كونه ظالما. وقد حكم عليه بأنّه لا ينالها. والآية مطلقة غير مقيّدة بوقت دون وقت. فيجب أن تكون محمولة على الأوقات، كلّها. فلا ينالها الظّالم، وإن تاب فيما بعد.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٢) مجمع البيان ١ / ٢٠٢.

١٣٥

[وفي عيون الأخبار(١) ، بإسناده إلى الرّضا ـ عليه السّلام ـ حديث طويل. يقول فيه ـ عليه السّلام: إنّ الإمامة خصّ الله ـ عزّ وجلّ ـ بها إبراهيم الخليل ـ صلوات الله عليه وآله ـ بعد النّبوّة والخلّة، مرتبة ثالثة، وفضيلة شرّفه بها وأشاد بها(٢) وذكره. فقال ـ عزّ وجلّ:( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) .

فقال الخليل ـ عليه السّلام ـ مسرورا(٣) بها:( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) ؟» قال الله ـ عزّ وجلّ:( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .

فأبطلت هذه الآية، إمامة كلّ ظالم، إلى يوم القيامة. وصارت في الصّفوة.

وفي أصول الكافي(٤) : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن أبي يحيى الواسطيّ، عن هشام بن سالم، ودرست بن أبي منصور عنه. قال: قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام: وقد كان إبراهيم ـ عليه السّلام ـ نبيّا، وليس بإمام، حتّى قال الله:( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً. قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) ؟» فقال الله:( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، من عبد صنما أو وثنا، لا يكون إماما.

محمّد ابن الحسن(٥) ، عمّن ذكره، عن محمّد بن خالد، عن محمّد بن سنان، عن زيد الشّحّام. قال: سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول: إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ اتّخذ إبراهيم عبدا، قبل أن يتّخذه نبيّا، وإنّ الله اتّخذه نبيّا، قبل أن يتّخذه رسولا. وإنّ الله اتّخذه رسولا، قبل أن يتّخذه خليلا. وإنّ الله اتّخذه خليلا، قبل أن يجعله إماما. فلمّا جمع له الأشياء، قال:( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) .

قال: فمن عظمها في عين إبراهيم قال( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) ؟( قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .» قال: لا يكون السّفيه، إمام التّقي.

عليّ بن محمّد(٦) ، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسين، عن إسحاق بن عبد العزيز أبي السّفاتج، عن جابر، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام. قال: سمعته يقول: إنّ الله اتّخذ إبراهيم عبدا، قبل أن يتّخذه نبيّا. واتّخذه نبيّا، قبل أن يتّخذه رسولا. واتّخذه

__________________

(١) عيون الأخبار ١ / ٢١٧.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) المصدر: سرورا.

(٤) الكافي ١ / ١٧٥.

(٥) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ٢.

(٦) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ٤.

١٣٦

رسولا، قبل أن يتّخذه خليلا. واتّخذه خليلا، قبل أن يتّخذه إماما. فلمّا جمع له هذه الأشياء وقبض يده، «قال» له: يا إبراهيم!( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) .» فمن عظمها في عين إبراهيم «قال»: يا ربّ!( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي؟ قالَ: لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )

وفي كتاب الاحتجاج(١) ، للطّبرسيّ ـ رحمه الله ـ عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ حديث طويل. يقول فيه: قد حظر على من ماسّه الكفر تقلّد ما فوّضه إلى أنبيائه وأوليائه، بقوله لإبراهيم( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، أي: المشركين. لأنّه سمّى الشّرك ظلما بقوله(٢) :

( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) .» فلمّا علم إبراهيم أنّ عهد الله تبارك اسمه بالإمامة، لا ينال عبدة الأصنام، قال(٣) :( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ )

وفي مجمع البيان(٤) :( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) قال مجاهد: العهد الإمامة. وهو المرويّ عن الباقر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام.

وفي تفسير العيّاشيّ(٥) ، رواه بأسانيد عن صفوان الجّمال. قال: كنّا بمكّة، فجرى الحديث في قول الله [( وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ ) .» قال: أتمهنّ بمحمّد وعليّ والأئمة من ولد عليّ ـ صلّى الله عليهم ـ في قول الله( ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) .»](٦) .

ثمّ قال:( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) .

قال:( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) ؟

( قالَ: لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .» قال: يا ربّ! ويكون من ذرّيّتي ظالم؟

قال: نعم! فلان وفلان وفلان ومن اتّبعهم.

قال: يا ربّ! فعجّل لمحمّد وعليّ ما وعدتني فيهما. وعجّل نصرك لهما.

[وإليه أشار](٧) بقوله(٨) :( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ، إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ. وَلَقَدِ

__________________

(١) تفسير نور الثقلين ١ / ١٢١، ح ٣٤٤، نقلا عن الاحتجاج.

(٢) لقمان / ١٣.

(٣) إبراهيم / ٣٥.

(٤) مجمع البيان ١ / ٢٠٢.

(٥) تفسير العياشي ١ / ٥٧ ـ ٥٨.

(٦) يوجد في المصدر.

(٧) يوجد في المصدر.

(٨) البقرة / ١٣٠.

١٣٧

اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ) .» فالمّلة، (الإمام)(١) . فلمّا أسكن ذرّيّته بمكّة قال(٢) :( رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ) إلى (قوله)( مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ ) (٣) .» فاستثنى «من آمن» خوفا بقوله(٤) «لا»، كما قال له في الدّعوة الأولى:( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي؟ قالَ: لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )

وفيه(٥) : عن حريز، عمّن ذكره، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ في قول الله( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، أى: لا يكون إماما ظالما.

وفيه(٦) : عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) قال: فقال لو علم الله أنّ اسما أفضل (منه)، لسمّانا به.

وفي شرح الآيات الباهرة(٧) : وجاء في التّأويل ما رواه الفقيه ابن المغازليّ، بإسناده عن رجاله، عن عبد الله بن مسعود. قال: قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: أنا دعوة أبي إبراهيم.

قال: قلت كيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟

قال: إنّ الله أوحى إلى إبراهيم( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) .» فاستخفّ به الفرح.

فقال: يا ربّ!( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) أئمّة مثلي؟

فأوحى الله ـ عزّ وجلّ ـ إليه: يا إبراهيم! إنّي لا أعطيك عهدا لا أفي لك به.

قال: يا ربّ! وما العهد الّذي لا تفي به؟

قال: لا أعطيك لظالم من ذرّيّتك عهدا.

فقال إبراهيم عندها:( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ. رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ ) .» ثمّ قال النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله: فانتهت الدّعوة إليّ وإلى عليّ. لم يسجد أحدنا لصنم. فاتّخذني نبيّا. واتّخذ عليّا، وصيّا. وفي معنى هذه الدّعوة قوله تعالى، حكاية

__________________

(١) المصدر: الامامة. وهو الظاهر.

(٢) إبراهيم / ٣٧.

(٣) البقرة / ١٢٦.

(٤) المصدر: أن يقول به. وهو الظاهر.

(٥) نفس المصدر ١ / ٥٨، ح ٨٩.

(٦) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ٩٠.

(٧) تأويل الآيات الباهرة، مخطوط / ٢٦.

١٣٨

عن قول إبراهيم ـ عليه السّلام ـ( رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .»](١)

( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ ) ، أي: الكعبة، غلب عليها، كالنّجم على الثّريّا.

( مَثابَةً لِلنَّاسِ ) ، أي: مرجعا يثوب إليه أعيان الزّوّار وأمثالهم. أو موضع ثواب يثابون بحجته واعتماره. أو موضع لا ينصرف منه أحد إلّا وينبغي أن يكون على قصد الرّجوع إليه. وقد ورد في الخبر أنّ من رجع من مكّة وهو ينوى الحجّ، من قابل زيد في عمره. ومن خرج من مكّة وهو لا ينوي العود إليها، فقد قرب أجله(٢) .

( وَأَمْناً ) ، أي: موضع أمن. والحمل للمبالغة. وذلك لأنّه لا يتعرّض لأهله. أو يأمن حاجّه من عذاب الآخرة. لأنّ الحجّ يجبّ ما قبله. أو لا يؤاخذ الجاني الملتجئ إليه.

والحمل على العموم أولى.

[وفي تهذيب الأحكام(٣) : محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان، وابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام. قال: فإذا دخلت المسجد، فارفع يديك، واستقبل البيت، وقل أللّهمّ (إلى قوله) أللّهمّ إنّي أشهدك أنّ هذا بيتك الحرام الّذي جعلته مثابة للنّاس وأمنا مباركا وهدى للعالمين].(٤)

( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى ) : على إرادة القول، أو عطف على المقدّر العامل في «إذا» واعتراض معطوف على مضمر تقديره «توبوا اليه واتخذوا» و «مقام إبراهيم»: الحجر الّذي فيها اثر قدميه.

والمراد باتّخاذه مصلّى، الصّلاة فيه، بعد الصّلاة، كما روى عن الصّادق ـ عليه السّلام(٥) ـ أنّه سئل عن الرّجل يطوف بالبيت طواف الفريضة ونسي أن يصلّي ركعتين عند مقام إبراهيم.

فقال: يصلّيهما. ولو بعد أيّام. إنّ الله تعالى قال: واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلّى.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٢) ر. من لا يحضره الفقيه ٢ / ١٤١، ح ٦١٤+ مجمع البيان ١ / ٢٠٣.

(٣) تهذيب الأحكام ٥ / ١٠٠، ضمن ح ٣٢٧.

(٤) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٥) مجمع البيان ١ / ٢٠٣+ وسائل الشيعة ٩ / ٤٨٥، ح ١٩.

١٣٩

وروى عن أبي جعفر الباقر ـ عليه السّلام(١) ـ أنّه قال: نزلت ثلاثة أحجار من الجنّة: مقام إبراهيم، وحجر بني إسرائيل، والحجر الأسود، استودعه الله إبراهيم ـ عليه السّلام ـ حجرا أبيض. وكان أشدّ بياضا من القراطيس. فاسودّ من خطايا بني آدم.

[وفي كتاب التّوحيد(٢) ، بإسناده إلى عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفيّ.

قال: قال محمّد بن عليّ الباقر ـ عليه السّلام: يا جابر! ما أعظم فرية أهل الشّام، على الله ـ عزّ وجلّ؟ يزعمون أنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ حيث صعد إلى السّماء، وضع قدمه على صخرة بيت المقدس. ولقد وضع عبد من عباد الله، قدمه على صخرة(٣) . فأمرنا الله تعالى أن نتّخذه مصلّى.

والحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.

وفي الكافي(٤) : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن الفضل، عن أبي الصّباح الكنانيّ. قال: سألت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ عن رجل نسي أن يصلّي الرّكعتين عند مقام إبراهيم ـ صلّى الله عليه ـ في طواف الحجّ والعمرة.

فقال: إن كان بالبلد، صلّى ركعتين عند مقام إبراهيم. فإنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول:( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى ) .» وإن كان قد ارتحل، فلا آمره أن يرجع.

وفي تهذيب الأحكام(٥) : روى موسى بن القاسم، عن محمّد بن سنان، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله الأبزاريّ. قال: سألت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ عن رجل نسي فصلّى ركعتي طّواف الفريضة في الحجر.

قال: يعيدهما خلف المقام. لأنّ الله تعالى يقول:( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى ) ، يعني بذلك: ركعتي طواف الفريضة.

موسى بن القسم(٦) ، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن أبي بصير.

__________________

(١) تفسير العيّاشي ١ / ٥٩، ح ٩٣+ مجمع البيان ١ / ٢٠٣.

(٢) التوحيد / ١٧٩، صدر ح ١٣.

(٣) المصدر: حجرة.

(٤) الكافي ٤ / ٤٢٥، ح ١.

(٥) تهذيب الأحكام ٥ / ١٣٨، ح ٤٥٤.

(٦) نفس المصدر ٥ / ١٤٠، ح ٤٦١، وفيه: موسى بن القاسم.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449