الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٨

الإصابة في تمييز الصحابة0%

الإصابة في تمييز الصحابة مؤلف:
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الناشر: دار الكتب العلميّة
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 580

الإصابة في تمييز الصحابة

مؤلف: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الناشر: دار الكتب العلميّة
تصنيف:

الصفحات: 580
المشاهدات: 31530
تحميل: 1720


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 580 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 31530 / تحميل: 1720
الحجم الحجم الحجم
الإصابة في تمييز الصحابة

الإصابة في تمييز الصحابة الجزء 8

مؤلف:
الناشر: دار الكتب العلميّة
العربية

وعتيبة ابنا أبي لهب تزوّجا رقية وأم كلثوم ابنتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلما نزلت : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ ) قال أبو لهب لابنيه : رأسي بين رءوسكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمد. وقالت لهما أمهما حمّالة الحطب : إن رقية وأم كلثوم صبّتا فطلقاهما ، فطلقاهما قبل الدّخول.

قلت : وهذا أولى مما ذكر أبو عمر تبعا لابن سعد : إن ولدي أبي لهب تزوّجا رقيّة وأم كلثوم قبل البعثة ، فإنه فيه نظر ، لأن أبا عمر نقل الاتفاق على أن زينب أكبر البنات ، وتقدّم في ترجمته أنها ولدت قبل البعثة بعشر سنين ، فإذا كانت أكبرهنّ بهذه السنّ ، فكيف تزوّج من هو أصغر منها؟ نعم ، إن ثبت ذلك يكون عقد نكاح إلى حين يحصل التأهل. فكأنه الفراق وقع قبل ذلك.

وقال ابن مندة : مات عتبة قبل أن يدخل بأم كلثوم. وروى سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد ، عن ابن شهاب ، عن أنس ـ أنه رأى على أم كلثوم بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثوب حرير سيراء. أخرجه ابن مندة. وأصله في الصّحيح.

وقد تقدّم في ترجمة أم عياش مولاة رقية أنها قالت : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «ما زوّجت عثمان أم كلثوم إلّا بوحي من السّماء» (١) قال ابن مندة : غريب لا يعرف إلا بهذا الإسناد. وأخرج ابن مندة أيضا من حديث أبي هريرة رفعه «أتاني جبرائيل فقال : إنّ الله يأمرك أن تزوّج عثمان أمّ كلثوم على مثل صداق رقيّة وعلى مثل صحبتها». وقال : غريب ، تفرد به محمد بن عثمان بن خالد العثماني.

١٢٢٢٧ ـ أم كلثوم بنت زمعة : القرشية ثم العامريّة ، أخت سودة أم المؤمنين ، كانت زوج حويطب بن عبد العزّى ، فولدت له أبا الحكم بن حويطب. ذكرها الزبير بن بكّار.

١٢٢٢٨ ـ أم كلثوم بنت أبي سلمة (٢) بن عبد الأسد [بن عبد العزّى] (٣) المخزوميّة ، ربيبة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

__________________

(١) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير ٢ / ٣٠٨ وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٢ / ٣٠٨ وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٢ / ٣٦٤ وأورده الهيثمي في الزوائد ٩ / ٨٦ عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال إن الله عزوجل أوحى إليّ أن أزوج كريمتي من عثمان وقال رواه الطبراني في الصغير والأوسط إن الله عزوجل أوحى إليّ أن أزوج كريمتي من عثمان وقال رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عمير بن عمران الحنفي وهو ضعيف. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٢٨٠٠ ، ٣٢٨١٢ وعزاه للطبراني في الكبير عن أم عياش وابن مندة والخطيب وابن عساكر عن عنبسة عن أم عياش وكانت أمة لرقية بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

(٢) أعلام النساء ٤ / ٢٥١ ، الاستيعاب ت (٣٦٦٢).

(٣) سقط من أ.

٤٦١

روت عن أم سلمة زوج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . روت عنها أم موسى بن عقبة. قال أبو عمر : حديثها عند موسى بن عقبة ، عن أمّه ، عن أم كلثوم بنت أبي سلمة.

قلت : أخرجه ابن أبي عاصم في الوحدان. حدثنا الصّلت بن مسعود ، حدّثنا مسلم ابن خالد ، عن موسى بن عقبة ، عن أمه ، عن أم كلثوم بنت أبي سلمة ، قالت : لما تزوّج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أم سلمة قال لها : «إنّي قد أهديت إلى النّجاشي هدية ولا أراها إلّا سترجع إلينا ، إنّ النّجاشيّ قد مات فيما أرى ، فإن رجعت فهي لك». وكان أهدى إليه حلة وأواقي من مسك. قالت : فكان كما قال ، فرجعت الهديّة ، فبعث إلى كل امرأة من نسائه أوقية من مسك ، وأعطى أم سلمة الحلة.

ورواه مسدّد عن مسلم بن خالد ، لكن لم ينسبها. أخرجه ابن مندة من طريقه ، فقال : أم كلثوم ، غير منسوبة ، ورواه هشام بن عمار ، عن مسلم بن خالد ، فقال في روايته : عن أمّه ، عن أم كلثوم ، عن أم سلمة. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه ، من طريقه ، وهو المحفوظ ، وفي سياقه ما يدل على المراد بقوله : هي لك هي الحلّة لا الهديّة ، وبذلك يجاب من استشكل قوله : فهي لك ، ثم قسم المسك بين النّساء.

١٢٢٢٩ ـ أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو القرشيّة العامريّة (١) ، أخت أبي جندل.

ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة مع زوجها أبي سبرة بن أبي رهم. وقال ابن سعد : أمها فاختة بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف. أسلمت بمكّة قديما ، وبايعت وهاجرت إلى الحبشة الثّانية ، وولدت لأبي سبرة محمدا ، وعبد الله.

١٢٢٣٠ ـ أم كلثوم بنت عتبة بن ربيعة (٢) بن عبد شمس العبشميّة ، خالة معاوية بن أبي سفيان : كانت عند عبد الرّحمن بن عوف ، فولدت له سالما الأكبر ، مات قبل الإسلام.

ذكرها ابن سعد.

١٢٢٣١ ـ أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط الأمويّة (٣)

__________________

(١) أسد الغابة ت (٧٥٨٣) ، الثقات ٣ / ٤٥٨ ـ تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٣٣.

(٢) الثقات ٣ / ٤٥٨ ـ تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٣٣.

(٣) أسد الغابة ت (٧٥٨٥) ، الاستيعاب ت (٣٦٦٣) ، الثقات ٣ / ٤٥٨ ـ مسند أحمد ٦ / ٢٣٠ ـ طبقات خليفة ٣٣٢ ـ تاريخ خليفة ٨٦ ـ الطبقات الكبرى ٨ / ٢٣٠ ـ المحبر ٤٠٧ ـ المغازي ٦٢٩ ـ سيرة ابن هشام ٣ / ٢٧١ ـ المستدرك ٤ / ٦٦ ـ تاريخ الإسلام ١ / ١٣٦ ، أعلام النساء ٤ / ٢٥٥ ـ تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٣٣ ـ تقريب التهذيب ٢ / ٦٢٤ ـ الإكمال ١ / ٢٧١ ـ تهذيب التهذيب ١٢ / ٤٧٧ ـ الكاشف ٣ / ٤٩١ ـ تهذيب الكمال ٣ / ١٧٠٥ ـ بقي بن مخلد ١٨٧ ـ التاريخ الصغير ١ / ٩٠ ، ٢٠٥ ، أزمنة التاريخ

٤٦٢

تقدّم نسبها في ترجمة أخيها الوليد بن عقبة ، وأمهما أروى بنت كريز بن ربيعة (١) بن حبيب بن عبد شمس ، وهي والدة عثمان. وكانت أم كلثوم ممن أسلم قديما وبايعت وخرجت إلى المدينة مهاجرة تمشي ، فتبعها أخواها : عمارة والوليد ، ليردّاها فلم ترجع.

قال ابن إسحاق في «المغازي» حدّثني الزّهريّ ، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم ، قال :

هاجرت أم كلثوم بنت عقبة عام الحديبيّة ، فجاء أخواها عمارة وفلان ابنا عقبة يطلبانها ، فأبى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يردّها إليهما ، وكانت قبل أن تهاجر بلا زوج ، فلما قدمت المدينة تزوّجها زيد بن حارثة ، ثم تزوّجها الزّبير بن العوّام بعد قتل زيد ، فولدت له زينب ، ثم فارقها فتزوّجها عبد الرّحمن بن عوف ، فولدت له إبراهيم وحميدا ، ثم مات عنها فتزوّجها عمرو بن العاص فمكثت عنده شهرا وماتت.

روى عنها ولداها : حميد بن عبد الرّحمن ، وإبراهيم ، وحديثها في الصّحيحين والسّنن الثلاثة ، قالت : لم أسمعه ـ يعني النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرخّص في شيء مما يقول النّاس إنه كذب إلا في ثلاث الحديث.

ومنهم من اختصره. وأخرج لها النّسائيّ في الكبرى حديثا آخر في فضل «قل هو الله أحد».

وأخرج ابن مندة من طريق مجمّع بن جارية أنّ عمر قال لأم كلثوم بنت عقبة امرأة عبد الرّحمن بن عوف : أقال لك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «انكحي سيّد المسلمين عبد الرّحمن بن عوف : أقال لك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «انكحي سيّد المسلمين عبد الرّحمن بن عوف؟» فقالت : نعم. قال ابن سعد : هي أول من هاجر إلى المدينة بعد هجرة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولا نعلم قرشية خرجت من بين أبويها مسلمة مهاجرة إلى الله ورسوله إلا أم كلثوم ، خرجت من مكّة وحدها ، وصاحبت رجلا من خزاعة حتى قدمت في الهدنة ، فخرج في أثرها أخواها فقدما ثاني يوم قدومها ، فقالا : يا محمد ، شرطنا أوف به. فقالت أم كلثوم : يا رسول الله أنا امرأة وحال النّساء إلى الضّعف ، فأخشى أن يفتنوني في ديني ولا صبر لي ، فنقض الله العهد في النّساء ، وأنزل آية الامتحان ، وحكم في ذلك بحكم رضوا به كلهم ، فامتحنها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والنّساء بعدها : «ما أخرجكنّ إلّا حبّ الله ورسوله والإسلام ، لا حبّ زوج ولا مال» ، فإذا قلن ذلك لم يرددن.

__________________

الإسلامي ٩٩٩ ـ تلقيح فهوم أهل الأثر ٣١٨ ـ تفسير الطبري ٥ / ٥٢٠٤ ـ در السحابة ٥٨١ ـ الإكمال. بالمشكاة رقم ٧٨٠. جمهرة أنساب العرب ١٣١ ـ الكامل في التاريخ ٢ / ٢٠٦ و ٣ / ٧٢.

(١) في أ : كريز بن زمعة.

٤٦٣

قال : ولم يكن لها بمكّة زوج ، فتزوجها زيد ، ثم الزّبير ، ثم عبد الرّحمن بن عوف ، ثم عمرو بن العاص ، فماتت عنده.

١٢٢٣٢ ـ أم كلثوم : غير منسوبة. تقدمت في بنت أبي سلمة.

١٢٢٣٣ ـ أم كلثوم : غير منسوبة ـ لعلها بعض من تقدّم ممن يكنى أمّ كلثوم.

وتقدّم ذكرها في حديث شهاب بن مالك في حرف الشّين المعجمة من أسماء الرّجال.

١٢٢٣٤ ـ أم كلثوم بنت عمرو بن جرول الخزاعية ، كانت زوج عمر بن الخطاب ، وهي والدة عبيد الله بن عمر ـ بالتّصغير ـ وقع ذكرها في البخاريّ غير مسمّاة وأن عمر طلقها لما نزلت : (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ ) [الممتحنة : ١٠] ، وسماها الطبراني ، وقال : تزوجها بعد عمر أبو جهم بن حذافة.

١٢٢٣٥ ـ أم كلثوم : أخرى ، غير منسوبة.

وقع ذكرها في حديث أم عطيّة في البيعة على ترك النّياحة ، قالت : فما وفت منهن غيري ، فذكر فيهن أم كلثوم.

١٢٢٣٦ ـ أم كلثوم : غير منسوبة.

وقع في النّسائيّ في قصّة فاطمة بنت قيس : اعتدّي عند أم كلثوم بدل أم شريك فليحرر (١)

القسم الثاني والثالث

خاليان.

القسم الرابع

١٢٢٣٧ ـ أم كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب (٢) الهاشميّة ، أمّها فاطمة بنت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولدت في عهد النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال أبو عمر : ولدت قبل وفاة النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وقال ابن أبي عمر المقدسي : حدّثني سفيان ، عن

__________________

(١) في أ : فيحرر.

(٢) نسب قريش ٣٤٩ ـ والمحبر ٥٣ و ١٠١ ـ والتاريخ الصغير ٥٥ ـ والطبقات الكبرى ٨ / ٤٦٣ ـ والسير والمغازي ٢٤٧ ـ ٢٥٠ ـ والمعارف ١٤٣ و ١٨٥ ـ تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٤٩ ـ وربيع الأبرار ٤ / ٣٠٣ ـ العقد الفريد ٤ / ٣٦٥ ـ المعرفة والتاريخ ١ / ٢١٤ / ٣٦١ ـ تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٣٦٥ ـ الكامل في التاريخ ٢ / ٥٣٧ وسير أعلام النبلاء ٣ / ٥٠٠ ـ ٥٠٢ ـ تاريخ الإسلام ١ / ١٣٧ ، أسد الغابة ت (٧٥٨٦) ، الاستيعاب ت (٣٦٦٤).

٤٦٤

عمرو (١) ، عن محمّد بن عليّ ـ أن عمر خطب إلى عليّ ابنته أم كلثوم ، فذكر له صغرها ، فقيل له : إنه ردك فعاوده ، فقال له عليّ : أبعث بها إليك ، فإن رضيت فهي امرأتك ، فأرسل بها إليه ، فكشف عن ساقها ، فقالت : مه! لو لا أنك أمير المؤمنين للطمت عينيك.

وقال ابن وهب ، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جدّه : تزوّج عمر أم كلثوم على مهر أربعين ألفا. وقال الزّبير : ولدت لعمر ابنيه : زيدا ، ورقية ، وماتت أم كلثوم وولدها في يوم واحد ، أصيب زيد في حرب كانت بين بني عديّ ، فخرج ليصلح بينهم فشجّه رجل وهو لا يعرفه في الظلمة ، فعاش أياما ، وكانت أمه مريضة فماتا في يوم واحد.

وذكر أبو بشر الدّولابيّ في الذّرية الطّاهرة ، من طريق أبي إسحاق ، عن الحسن بن الحسن بن عليّ ، قال : لما تأيّمت أم كلثوم بنت عليّ عن عمر ، فدخل عليها أخواها الحسن والحسين ، فقالا لها : إن أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبنّ ، فدخل علي فحمد الله وأثنى عليه وقال : أي بنية ، إن الله قد جعل أمرك بيدك ، فإن أحببت أن تجعليه بيدي. فقالت : يا أبت ، إني امرأة أرغب فيما ترغب فيه النساء ، وأحبّ أن أصيب من الدّنيا. فقال : هذا من عمل هذين ، ثم قام يقول : والله لا أكلّم واحدا منهما أو تفعلين! فأخذا شأنها وسألاها ففعلت ، فتزوّجها عوف بن جعفر بن أبي طالب.

وذكرها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب الإخوة أنّ عوفا مات عنها فتزوّجها أخوه محمد ، ثم مات عنها فتزوّجها أخوه عبد الله بن جعفر ، فماتت عنده.

وذكر ابن سعد نحوه ، وقال في آخره : فكانت تقول : إني لأستحيي من أسماء بنت عميس ، مات ولداها عندي ، فأتخوّف على الثّالث. قال : فهلكت عنده ، ولم تلد لأحد منهم. وذكر ابن سعد عن أنس بن عياض ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ـ أن عمر خطب أم كلثوم إلى عليّ ، فقال : إنما حبست بناتي على بني جعفر ، فقال : زوّجنيها ، فو الله ما على ظهر الأرض رجل يرصد من كرامتها ما أرصد. قال : قد فعلت ، فجاء عمر إلى المهاجرين فقال : رفئوني فرفئوه (٢) ، فقالوا : بمن تزوّجت؟ قال : بنت عليّ. إن النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «كلّ نسب وسبب سيقطع يوم القيامة إلّا نسبي وسببي (٣) ، وكنت قد صاهرت فأحببت هذا أيضا».

__________________

(١) في أ : عمير.

(٢) الرّفاء : الالتئام والاتفاق والبركة والنماء. النهاية ٢ / ٢٤٠.

(٣) أخرجه الحاكم ٣ / ١٤٢ وابن سعد ٨ / ٣٤٠ وانظر المجمع ١٠ / ١٧ والكنز (٣١٩١٥) (٣٧٥٨٧).

الإصابة/ج٨/م٣٠

٤٦٥

ومن طريق عطاء الخراساني ـ أنّ عمر أمهرها أربعين ألفا. وأخرج بسند صحيح أن ابن عمر صلّى على أم كلثوم وابنها زيد ، فجعله مما يليه ، وكبّر أربعا. وساق بسند آخر أن سعيد بن العاص هو الّذي صلّى عليهما.

١٢٢٣٨ ـ أم كلثوم بنت العباس بن عبد المطلب الهاشميّة (١)

قال ابن مندة : أدركت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم أخرج من طريق الدّراوردي ، عن محمد بن إبراهيم التّيمي ، عن أم كلثوم بنت العبّاس ، قالت : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا اقشعرّ جلد العبد من خشية الله تحاتّت عنه خطاياه ...» (٢) الحديث.

هذه رواية سمويه ، عن ضرار بن صرد عنه. وأخرجه الطّبراني ، عن الحسين بن جعفر ، عن ضرار بهذا السند ، عن أم كلثوم بنت العبّاس ، عن العبّاس ، وهو الصّواب.

قال أبو نعيم : سقط العبّاس من مسند ابن مندة.

قلت : وكذلك أخرجه ثابت في «الدّلائل» ، من طريق اللّيث بن سعد ، عن عبيد الله بن أبي جعفر ، عن أم كلثوم بنت العبّاس عن أبيها.

تنبيه : ذكر ابن الأثير في ترجمة التي قبل هذه أنّ أمها بنت محمية بن جزء الزّبيدي ، وأنها كانت زوج الحسن بن علي ، فولدت له محمدا وجعفرا ، ثم فارقها ، فتزوّجها أبو موسى الأشعريّ ، فولدت له موسى ، ثم مات عنها فتزوّجها عمران بن طلحة ، ثم فارقها فرجعت إلى دار أبي موسى فماتت بها ، ودفنت بظاهر الكوفة.

قلت : وهذا كله إنما هو لأم كلثوم بنت الفضل بن العبّاس بن عبد المطّلب ، وقصّة تزويج الفضل بنت محمية ثابتة في صحيح مسلم ، وقصّة تزويج أبي موسى أمّ كلثوم بنت الفضل بن العباس ثابتة في طبقات ابن سعد.

١٢٢٣٩ ـ أم كلثوم بنت أبي بكر الصّديق التيميّة (٣)

__________________

(١) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٣٣ ، مجمع ١٠ / ٣١٠ ، أسد الغابة ت (٧٥٨٤).

(٢) قال الهيثمي في الزوائد ١٠ / ٣١٣ رواه البزار وفيه أم كلثوم بنت العباس ولم أعرفها وبقية رجاله ثقات وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٥٨٧٩ وعزاه إلى الطبراني في الكبير عن العباس وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ٥٦ ، والحسيني في إتحاف السادة المتقين ٦ / ٢١٤.

(٣) المحبر ٥٤ و ١٠١ والسير والمغازي ٢٣٠ ـ وسيرة ابن هاشم ١ / ٣٢٥ ـ والمعارف ١٧٤ ـ وأنساب الأشراف ١ / ٢٤٤ ـ والعقد الفريد ٦ / ٣٦٥ و ٦ / ٩٠ والمعرفة والتاريخ ١ / ٢١٤ و ٣٦١ ـ وتهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٣٦٥ ـ والكامل في التاريخ ٢ / ٥٣٧ ـ وسير أعلام النبلاء ٣ / ٥٠٠ ـ ٥٠٢ ـ والتذكرة الحمدونية ١ / ١٤٤ و ٢ / ٤٢. تاريخ الإسلام ١ / ١٣٦ ، أسد الغابة ت (٧٥٨٠).

٤٦٦

تابعية ، مات أبوها وهي حمل ، فوضعت بعد وفاة أبيها ، وقصّتها بذلك صحيحة في الموطأ وغيره ، أرسلت حديثها ، فذكرها بسببه ابن السكن وابن مندة في الصّحابة.

وأخرج من طريق إبراهيم بن طهمان ، عن يحيى بن سعيد ، عن حميد بن نافع ، عن أم كلثوم بنت أبي بكر ـ أنّ النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نهى عن ضرب النّساء الحديث.

ثم قال : رواه الليث عن يحيى نحوه. ورواه الثّوري عن يحيى بن حميد ، فقال : عن زينب بنت أبي سلمة.

قلت : أخرج الحسن بن سفيان حدث الليث بلفظ آخر بدون القصّة.

قلت : ولأم كلثوم بنت أبي بكر رواية أخرى عن عائشة في صحيح مسلم ، روى عنها جابر بن عبد الله الأنصاريّ الصّحابي ، وأمّها حبيبة بنت خارجة وضعتها بعد موت أبي بكر. وروى عنها أيضا جبر بن حبيب ، وطلحة بن يحيى ، والمغيرة بن حكيم ، وغيرهم.

حرف اللام

١٢٢٤٠ ـ أم ليلى : بنت رواحة الأنصاريّة (١)

امرأة أبي ليلى ، ووالدة عبد الرّحمن بن أبي ليلى. قال أبو عمر : كانت من المبايعات ، وحديثها عند أهل بيتها من الكوفيين.

قلت : أخرجه ابن مندة ، من طريق محمد بن عمران بن محمد بن أبي ليلى ، عن عمّته حمادة بنت محمد بن أبي ليلى ، عن جدّتها أم ليلى ، قالت : بايعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فكان فيما أخذ علينا أن نختضب الغمس (٢) ونمتشط بالعسل ، ولا نقحل أيدينا من خضاب (٣)

وبإسناده : «لا تتشبّهن بالرّجال».

ومن طريق حازم بن محمد الغفاريّ ، عن أمه حمادة بنت محمد بن عبد الرّحمن بن

__________________

(١) أسد الغابة ت (٧٥٨٧) ، الاستيعاب ت (٣٦٦٥) ، الثقات ٣ / ٤٦٥. أعلام النساء ٤ / ٣٠٠ ـ تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٣٣ ـ الاستبصار ٣٥٧ ـ تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٩ ـ بقي بن مخلد ٣٥٩.

(٢) اختضبت المرأة غمسا : غمست يديها خضابا مستويا من غير تصوير. اللسان ٥ / ٣٢٩٧.

(٣) أورده الهيثمي في الزوائد ٥ / ١٧٤ وقال رواه الطبراني في الأوسط والكبير بإسناد واحد على مرتين وفي إسناده من لم أعرفه بايعنا رسول الله وأن رسول الله دعا له ومسح صدره.

٤٦٧

أبي ليلى ، وكانت أكبر ولد محمد : سمعت عمتي تقول : أدركت أم ليلى وهي تخضب يديها ورجليها بحمية وتقول : على هذا بايعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحديث.

وأخرج الطّبرانيّ الحديث الأول في الأوسط ، وقال : لا يروى عن أم ليلى إلا بهذا الإسناد. تفرد به محمد بن عمران.

قلت : ويرد عليه الحديث الّذي خرجه ابن مندة كما ترى.

القسم الثاني والثالث وكذا الرابع

خالية.

حرف الميم

القسم الأول

١٢٢٤١ ـ أم مالك بنت أبيّ بن مالك الأنصاريّة الخزرجيّة ، أخت عبد الله بن أبيّ ابن سلول.

ذكرها ابن سعد ، قال : أسلمت وبايعت ، وأمها سلمى بنت مطروف بن الحارث بن زيد الأوسيّة ، وتزوج أم مالك رافع بن مالك بن عجلان.

١٢٢٤٢ ـ أم مالك الأنصاريّة (١).

أورد ابن أبي عاصم في الوحدان ، وابن أبي خيثمة ، من طريق عطاء بن السّائب ، عن يحيى بن جعدة ، عن رجل حدّثه ـ أن أمّ مالك الأنصاريّة قالت : جاءت بعكّة سمن إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأمر بلالا فعصرها ثم دفعها إليها ، فإذا هي مملوءة فجاءت فقالت : أنزل فيّ شيء؟ قال : وما ذلك؟ قالت : رددت عليّ هديتي! فدعا بلالا فسأله ، فقال : والّذي بعثك بالحق لقد عصرتها حتى استحييت. فقال : هنيئا لك ، هذه بركة يا أم مالك ، هذه بركة عجل الله لك ثوابها. ثم علمها أن تقول في دبر كل صلاة : سبحان الله عشرا ، والحمد لله عشرا ، والله أكبر عشرا.

لفظ ابن أبي عاصم ، واقتصر ابن أبي خثيمة على آخره ، وتقدّم في آخر حرف الزّاي قصة لأم سليم شبيهة بهذه.

__________________

(١) الثقات ٣ / ٤٦٥ ، أعلام النساء ٥ / ١٢ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٣٤ ، تقريب التهذيب ٦٢٤ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٤٧٨ ، الكاشف ٣ / ٤٩٢ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٧٠٦ ، الاستبصار ٣٥٨ ، خلاصة تذهيب ٣ / ٤٠٣. أسد الغابة ت (٧٥٨٨) ، الاستيعاب ت (٣٦٦٧).

٤٦٨

١٢٢٤٣ ـ أم مالك الأنصاريّة.

أخرج مسلم في صحيحه ، من طريق معقل ، عن أبي الزّبير ، عن جابر ـ أن أم مالك الأنصاريّة كانت تهدي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في عكة لها سمنا ، فيأتيها بنوها فيسألون السّمن وليس عندهم شيء ، فتعمد إلى الّذي كانت تهدي فيه إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتجد فيه سمنا ، فما زال يقيم لها أدم بنيها حتى عصرتها ، فذكرت ذلك للنّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : «لو تركتيها ما زال قائما».

قال في «الذّيل على الاستيعاب» : لا أدري أهي التي ذكرها أبو عمر أو غيرها؟

قلت : وكلام ابن مندة ظاهر في أنها واحدة ، فإنه قال : روى عنها جابر ، وعبد الرّحمن بن سابط ، وعياض بن عبد الله بن أبي سرح ، ثم أخرج من طريق عمرو بن مرّة ، عن عبد الرّحمن بن سابط ، عن أم مالك الأنصاريّة ، قالت : أتيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ولحياي يرعدان من الحمّى ، فقال : «ما لك يا أمّ مالك»؟ قالت : أم ملدم (١) ! فعل الله بها وفعل! فقال : «لا تسبّيها ، فإنّ الله يحطّ بها عن العبد الذّنوب كما يتحات ورق الشّجر».

١٢٢٤٤ ـ أم مالك البهزية (٢):

قال أبو عمر : روى عنها طاوس نحو حديث مجاهد عن أم مبشر.

قلت : وساقه التّرمذيّ ، من طريق محمد بن جحادة ، عن رجل ، عن طاوس ، عن أم مالك البهزية ، قالت : ذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتنة فقربها ، فقلت : يا رسول الله ، من خير الناس فيها؟ قال : «رجل في ماشية يؤدّي حقّها ، ويعبد ربّه ، ورجل آخذ برأس فرسه يخيف العدوّ ويخيفونه» (٣)

قال الترمذيّ : غريب (٤) من هذا الوجه ، ورواه ليث بن أبي سليم ، عن طاوس ، عن مالك.

__________________

(١) أم ملدم : كنية الحمّى. النهاية ٤ / ٢٤٦.

(٢) أسد الغابة ت (٧٥٨٩) الاستيعاب ت (٣٦٦٨) ، أعلام النساء ٥ / ١٢ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٣٤ ـ تقريب التهذيب ٢ / ٦٢٤ ـ تهذيب التهذيب ١٢ / ٤٧٩ ـ الكاشف ٣ / ٤٩٢ ـ تهذيب الكمال ٣ / ١٧٠٦ ـ خلاصة تذهيب ٣ / ٤٠٣ ـ بقي بن مخلد ٩٧١ ـ تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨٧.

(٣) أورده الهيثمي في الزوائد ٥ / ٢٨٢ عن أبي هريرة وقال رواه أحمد وأبو معشر نجيح ضعيف وأبو معشر مولى أبي هريرة لم أعرفه.

(٤) في أ : من هذا الوجه.

٤٦٩

قلت : ورواية ليث أخرجه الطّبرانيّ ، من طريق عبد الواحد بن زياد عنه ، وأخرج ابن مندة نحوه ، وقال : رواه جرير في آخرين عن ليث ، قال : ورواه محمد بن جحادة عن رجل يقال : إنه ليث ، قال : وروى النعمان بن المنذر ، عن مكحول ، عن أم مالك.

قلت : ورواية النّعمان هذه في مسند الشاميين للطبراني ، وقال فيها : عن أم مالك البهزية ، قالت : سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أعظم الناس أجرا؟ قال : «رجل آخذ برأس فرسه يأتي العدوّ يخيفهم ويخيفونه».

١٢٢٤٥ ـ أم مالك : امرأة شجاع بن الحارث السدوسيّ. تقدم ذكرها في ترجمة شجاع.

١٢٢٤٦ ـ أم مبشر بنت البراء بن معرور الأنصاريّة (١)

تقدم نسبها في ترجمة والدها ، وتقدم لها ذكر في أم مبشر بنت البراء.

روى حديثها ابن إسحاق ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أم مبشر بنت البراء بن معرور ، قالت : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «ألا أخبركم بخير النّاس»؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : «رجل في غنيمة له يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة قد اعتزل شرور النّاس» (٢)

ولها ذكر في حديث آخر أخرجه أبو داود ، من طريق الزهري ، عن ابن كعب بن مالك ، عن أبيه ، عن أم مبشر : دخلت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مرضه الّذي مات فيه ، قالت : من يتهم يا رسول الله ، فإنّي لا أتهم بأبي إلا الشاة المسمومة التي أكل معك الحديث.

وأخرجه من وجه آخر عن الزّهريّ ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه.

روت عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، روى عنها جابر بن عبد الله الأنصاري.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٧٥٩٠) ، الاستيعاب ت (٣٦٦٩) ، أعلام النساء ٥ / ٢٠ ـ الثقات ٣ / ٤٥٩ ـ تجريد أسماء ، الصحابة ٢ / ٣٣٤ ـ الكاشف ٣ / ٤٩٢ ـ الاستبصار ٧٨ / ٣ ـ تهذيب الكمال ٣ / ١٧٠٦ ـ خلاصة تذهيب ٣ / ٤٠٣ ـ تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٠ ـ بقي بن مخلد ١٨٦.

(٢) أخرجه النسائي في السنن ٦ / ١٢ كتاب الجهاد باب ٨ فضل من عمل في سبيل الله على قدميه حديث رقم ٣١٠٦ والدارمي في سننه / ٢٠١ ، وأحمد في المسند ٣ / ٣٧ ، ٥٨ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٦٧ ، وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وكنز العمال رقم ١٠٥٣٠ ، ٤٣٠٢٦.

٤٧٠

أخرج حديثها مسلم والنّسائيّ من طريق حجاج بن محمد ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن أم مبشر ـ أنها سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول عند حفصة : «لا يدخل النّار إن شاء الله من أصحاب الشّجرة أحد». الحديث.

وأخرجه ابن ماجة ، عن طريق أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان عن جابر ، عن أم مبشر ، عن حفصة ، وخالفه عبد الله بن إدريس ، فقال : عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، عن أم مبشر ـ أنها سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : في بيت حفصة.

أخرجه أحمد عنه ، وترجم لها : أم مبشر الأنصارية امرأة زيد بن حارثة.

ولها حديث آخر أخرجه مسلم أيضا ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن محمد بن فضيل ، وعن عمرو بن محمد الباقر ، عن عمار بن محمد ، عن أبي كريب ، وإسحاق بن إبراهيم ، عن أبي معاوية ـ ثلاثتهم عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، عن أم مبشر ، هذه رواية عمار بن محمد. وكذا في رواية أبي معاوية في رواية أبي كريب عنه. وقال إسحاق عنه : ربما قال عن أم مبشر ، وربما لم يقل.

وقال ابن فضيل في روايته عن امرأة زيد بن حارثة ، ولم يسمها.

وأخرجه أيضا عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن حفص بن غياث ، عن الأعمش ، فلم يذكر أم مبشر.

وكذا أخرجه من رواية ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ومن طريق الليث : عن أبي الزبير ، عن جابر ـ أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دخل على أم مبشر الأنصارية في نخل لها ، فقال : «من غرس هذا النّخل؟ مسلم أو كافر؟» قالت : بل مسلم. فقال : «فلا يغرس مسلم غرسا» (١) الحديث.

ولها حديث ثالث أخرجه أحمد عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، عن أم مبشر ، قالت : دخل عليّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنا في حائط من حائط الأنصار الحديث في عذاب القبر.

١٢٢٤٧ ـ أمّ مبشّر : الأنصارية أخرى (٢) ، وهي زوج البراء بن معرور ، والد التي قبلها ، وهي والدة مبشر بن البراء المذكور.

__________________

(١) أخرجه البيهقي في السنن ٦ / ١٣٨.

(٢) أسد الغابة ت (٧٥٩١).

٤٧١

قال الحميديّ في مسندة : حدثنا سفيان ، حدثنا عمرو بن دينار ، عن الزهري ، عن ابن كعب بن مالك ، عن أبيه ـ أنه حضرته الوفاة فقالت له أم مبشر : أقرئ مني السلام ، فقال : هكذا قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «نسمة المؤمن في طير خضر تأكل من ثمر الجنّة» (١)

وكانت قبله أو بعده عند زيد بن حارثة ، وقد روت أيضا.

١٢٢٤٨ ـ أم محجن (٢): التي كانت تقم المسجد. تقدمت في محجنة.

١٢٢٤٩ ـ أم محمد الأنصارية (٣) :

جاء عنها حديث أخرجه أبو موسى ، من طريق حفص بن أبي داود ، وهو حفص بن سليمان القارئ أحد الضعفاء في الحديث عن عمر بن ذر ، عن عبيد الله بن أبي الحبحاب ، عن أم محمد الأنصارية ، قالت : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «من قال عند مطعمه ومشربه : بسم الله خير الأسماء ، بسم الله ربّ الأرض والسّماء ، بسم الله الّذي لا يضر مع اسمه شيء لم يضره ما أكل وشرب» (٤)

١٢٢٥٠ ـ أم محمد : زوج حاطب بن الحارث ، هي أم جميل. تقدمت في الجيم.

١٢٢٥١ ـ أم محمد : هي خولة بنت قيس (٥) ، تقدمت في الخاء المعجمة.

١٢٢٥٢ ـ أم مرثد الأسلمية (٦) : ويقال الغنوية.

قال أبو عمر : أسلمت يوم الفتح ، وبايعت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، روت عنها أمّ خارجة امرأة زيد بن ثابت.

قلت : وقد تقدم حديثها في ترجمة أم حارثة.

١٢٢٥٣ ـ أم مسطح : القرشية التيمية ، ويقال المطلبية ، وهي بنت أبي رهم أنيس (٧) ،

__________________

(١) أخرجه أحمد ٣ / ٤٥٥ ، ٤٥٦ ، ٤٦٠.

(٢) أسد الغابة ت (٧٥٩٢).

(٣) أسد الغابة ت (٧٥٩٣) ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٣٤ ،.

(٤) وهو حفص بن سليمان أبو عمر الأسدي مولاهم الكوفي الغاضري صاحب القراءة كان ثبتا في القراءة واهيا في الحديث قاله الذهبي ، وقال ابن معين : ليس بثقة ، وقال البخاري : تركوه ، قال ابن خرشة :

كذاب يضع الحديث أيضا ميزان الاعتدال ١ / ٥٥٨.

(٥) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٣٤ ، أسد الغابة ت (٧٥٩٥).

(٦) أسد الغابة ت (٧٥٩٦) ، الاستيعاب ت (٣٦٧٠) ، أعلام النساء ٥ / ٣٣ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٣٥.

(٧) أسد الغابة ت (٧٥٩٧).

٤٧٢

بفتح الهمزة بعدها نون مكسورة ، ابن عبد المطلب بن عبد مناف. ويقال بنت صخر بن عامر بن كعب بن تيم بن مرة.

قلت : هكذا حكى أبو موسى ، وهو غلط ، فإن هذا نسب سلمى أم الخير والدة أبي بكر هي بنت صخر إلى آخره ، والّذي قال غيره أنها بنت خالة أبي بكر الصديق ، اسمها رائطة بنت صخر إلخ ، هكذا قال ابن سعد يقال اسمها سلمى ، ويقال ريطة ، حكاه ابن الأمين ، عن ابن بشكوال ، وبه حزم ابن جزم في الجمهرة ، وهي مشهورة بكنيتها.

ثبت ذكرها في «الصّحيحين» في قصة الإفك حين خرجت عائشة لقضاء الحاجة ، فعثرت فقالت : تعس مسطح! فقال لها عائشة : تسبين رجلا شهد بدرا! فقالت : أو لم تعلمي ما قال؟ فذكرت لها قصة الإفك ، وكان مسطح ممن تكلّم في ذلك.

وقد تقدم ذلك في ترجمته.

وقال ابن سعد : أسلمت أم مسطح ، فحسن إسلامها ، وكانت من أشد الناس على مسطح حين تكلّم مع أهل الإفك.

١٢٢٥٤ ـ أم مسعود الأنصارية (١):

زوج الحكم بن الربيع بن عامر الزّرقيّ ، يقال اسمها أسماء ، ويقال هي حبيبة بنت شريق.

روى عنها ابنها مسعود بن الحكم ، أخرج حديثها النسائي ، من طريق ابن إسحاق ، عن حكيم بن حكيم بن عباد (٢) بن حنيف ، عن مسعود بن الحكم ، عن أمه ـ أنها حدثت قالت : كأني انظر إلى عليّ بن أبي طالب على بغلة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم البيضاء في شعب الأنصار ، وهو يقول : «يا أيّها النّاس ، إنّها أيّام أكل وشرب» ـ يعني أيام منى.

١٢٢٥٥ ـ أم مسلم الأشجعية (٣):

لها صحبة ، حديثها عند أهل الكوفة ، رواه الثوري ، قاله أبو عمر.

قلت : أخرجه ابن السّكن ، عن طريق الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن رجل ،

__________________

(١) أعلام النساء ٥ / ٣٣ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٣٥ ، أسد الغابة ت (٧٥٩٨) ، الاستيعاب ت (٣٦٧٢).

(٢) في أ : حكيم بن عبادة.

(٣) أسد الغابة ت (٧٥٩٩) ، الاستيعاب ت (٣٦٧٣) ، أعلام النساء ٥ / ٥٥ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٣٥ ـ تعجيل المنفعة ص ٥٦٤.

٤٧٣

عن أم مسلم الأشجعية ، قالت : دخل عليّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنا في قبّة من أدم ، فقال : «ما أحسنها إنّ (١) لم يكن فيها ميتة» (٢) !.

وأخرجه ابن مندة من وجهين : أحدهما بعلو إلى الثوري ، وقال : رواه قيس بن الربيع ، عن حبيب ، عن رجل من بني المصطلق ، عن أم مسلم الأشجعية نحوه.

وأخرجه [ابن سعد] (٣) عن قبيصة عن الثوري.

١٢٢٥٦ ـ أم مسلم : خادم صفية (٤) ذكرت في الصحابة ، ولا يعرف لها صحبة ، قاله ابن مندة.

١٢٢٥٧ ـ أم المسيّب الأنصارية (٥) :

روى حديثها جابر في الحمى والنهي عن سبها. تقدم ذكرها في أم السائب.

١٢٢٥٨ ـ أم مطاع الأسلمية (٦) :

قال أبو عمر : مدنية ، حديثها عند عطاء بن أبي مروان ، عن أبيه ، عنها ، قال : وروى عنها أنها شهدت خيبر مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأسهم لها كسهم رجل ، وفي ذلك نظر ، وشهودها خيبر صحيح. انتهى.

ولم يزد ابن مندة على قوله أم مطاع. روى حديثها عطاء بن أبي مروان ، عن أبيه.

١٢٢٥٩ ـ أم معاذ : غير منسوبة (٧)

روى حديثها أبو بشر الدّولابيّ في «الكنى» ، من طريق يحيى بن معقل ، عن أنس : قال : أرسلتني أم معاذ إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، أرسلتني أمّ معاذ أن تدعو الله لها. فقال : «اللهمّ اغفر لأمّ معاذ ولمعاذ» ـ ثلاث مرات.

ووقع لي هذا الحديث بعلو في السادس من حديث ابن صاعد ، من طريق أبي الوقت.

__________________

(١) في أ : لو لم يكن.

(٢) أخرجه أحمد في المسند ٦ / ٤٣٧ وذكره الهيثمي في المجمع ١ / ٢١٨.

(٣) سقط في أ.

(٤) أسد الغابة ت (٧٦٠٠).

(٥) أسد الغابة ت (٧٦٠١).

(٦) أسد الغابة ت (٧٦٠٢) ، الاستيعاب ت (٣٦٧٤) ، أعلام النساء ٥ / ٥٨. الثقات ٣ / ٤٦٤ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٣٥.

(٧) أسد الغابة ت (٧٦٠٣) ، الثقات ٣ / ٤٦٥ ، أعلام النساء ٥ / ٥٩ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٣٥.

٤٧٤

١٢٢٦٠ ـ أم معاذ الأنصارية (١):

وقع ذكرها في حديث أم عطية بالبيعة على ألا ينحن. قالت : فما وفت منا امرأة إلا أم سليم ، وأم العلاء ، وأم معاذ ، كذا أورده المستغفري ، وهو عند ابن سعد من رواية أيوب عن حفصة ، عن أم عطية.

والحديث في الصحيح من طريق أيوب ، عن محمد بن سيرين ، عن أم عطية ، بلفظ أم سليم ، وأم العلاء ، وابنة أبي سبرة امرأة معاذ الحديث.

١٢٢٦١ ـ أم معاذ الأنصارية :

قال ابن مندة روى حديثها محمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث ، عن سالم أبي النضر ، قال : دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم على بعض أصحابه وهو يموت ، فقالت امرأة من الأنصار يقال لها أم معاذ : هنيئا لك الجنة أبا السائب الحديث. وفيه إرسال. انتهى.

وهذه القصة معروفة لأم العلاء ، كما تقدم ، وهي موصولة في الصحيح من حديثها ، وأبو السائب هو عثمان بن مظعون ، ولعل القائلة تعددت أو كانت لها كنيتان.

١٢٢٦٢ ـ أم معاذ بنت عبد الله بن عمرو بن حزام الأنصاري ، أخت جابر بن عبد الله.

ذكرها ابن سعد عن الواقديّ أنها أسلمت وبايعت.

١٢٢٦٣ ـ أم معبد الخزاعية (٢) : التي نزل عليها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما هاجر ، مشهورة بكنيتها ، واسمها عاتكة بنت خالد.

تقدم نسبها في ترجمة أخيها خنيس بن خالد في حرف الخاء المعجمة ، وهو أحد من روى قصة نزول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليها لما هاجر إلى المدينة ، وتقدمت الإشارة إلى ذلك في ترجمته.

وأخرجه أبو عمر عن عبد الوارث بن سفيان أنه أملاه عليه ، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى بن حكيم بن أيوب بن إسماعيل بن محمد بن سليمان بن ثابت بن يسار الخزاعي بقديد ، على باب حانوته ، حدثني أبو هشام محمد بن

__________________

(١) أسد الغابة ت (٧٦٠٣).

(٢) أسد الغابة ت (٧٦٠٥) ، الاستيعاب ت (٣٦٧٧).

٤٧٥

سليمان بن الحكم ، عن جدي أيوب بن الحكم ، عن حزام بن هشام ، عن أبيه خنيس بن خالد ، صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبي بكر [وهو] ، عامر بن عامر بن فهيرة ، ودليلهما عبد الله بن أريقط مروا على خيمة أم معبد الخزاعية ، وكانت امرأة برزة جلدة تسقي وتطعم بفناء الكعبة ، فسألوها لحما ، وتمرا ليشتروه ، فلم يصيبوا عندها شيئا ، وكان القوم مرملين (١) ، وفي كسر (٢) الخيمة شاة ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا أم معبد ، هل بها من لبن»؟ قالت : هي أجهد من ذلك. فقال : «أتأذنين لي أن أحلبها» (٣) ؟ قالت : نعم ، إن رأيت بها حلبا ، فمسح بيده ضرعها ، وسمى الله ، ودعا لها في شاتها ، فدرت واجترت ، فدعا بإناء فحلب فيه حتى علاه البهاء (٤) ، ثم سقاها حتى رويت ، ثم سقى أصحابه حتى رووا ، وشرب آخرهم ، ثم حلب فيه ثانيا ، ثم غادره عندها وبايعها ، وارتحلوا عنها فذكر الحديث بطوله.

وأخرجه ابن السّكن ، من حديث أم معبد نفسها ، أورده من طريق ابن الأشعث حفص بن يحيى التيمي ، حدثنا حزام بن هشام عن خنيس ، قال : سمعت أبي يحدث عن أم معبد بنت خالد ـ وهي عمته ـ أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نزل عندها هو وأبو بكر ردفان مخرجه إلى المدينة حين خرج ، فأرسلت إليه شاة فرأى فيها بصرة من لبن ، فقربها فنظر إلى ضرعها ، فقال : والله إن بهذه الشاة للبنا ، قال : وهي جالسة تسدّ سقيفتها ، فقالت : اردد الشاة. فقال : لا ، ولكن ابعثي شاة ليس فيها لبن. قال : فبعثت إليه بعناق جذعة فقبلها ، فقال : إني أنا رأيت الشاة وإنها لتأدمنا ، وتأدم صرمنا.

ثم أخرجه من طريق أبي النّضر ـ هو هاشم بن القاسم ، عن حزام بن هشام ، سمعت أبي يحدث عن أم معبد ـ أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نزل عليها ، فأرسلت إليه شاة تهديها له ، فأبى أن يقبلها ، فثقل ذلك عليها ، فقالوا : إنما ردها لأنه رأى بها لبنا ، فأرسلت إليه بجذعة ، فأخذها.

وذكر الواقديّ في قصة أم معبد قصة الشاة التي مسح النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

__________________

(١) أي نفد زادهم ، وأصله من الرّمل كأنّهم لصقوا بالرّمل كما قيل للفقير : التّرب. النهاية ٢ / ٢٦٥.

(٢) أي جانبها. النهاية ٤ / ١٧٢.

(٣) أخرجه الطبراني في الكبير ٧ / ١٢٤ ، وابن عساكر في التاريخ ١ / ٣٢٦ وأورده الهيثمي في الزوائد ٨ / ٢٨١ عن محمد بن سليط عن أبيه عن جده بزيادة في أوله قال الهيثمي ، رواه الطبراني وفيه عبد العزيز ابن يحيى ونسبه البخاري وغيره إلى الكذب وقال الحاكم صدوق فالعجب منه وفيه مجاهيل أيضا.

(٤) أراد بهاء اللّبن وهو بيص رغوته. اللسان ١ / ٣٨٠.

٤٧٦

ضرعها ، وذكر أنها عاشت إلى عام الرمادة ، قالت : فكنا نحلبها صبوحا وغبوقا وما في الأرض لبن قليل ولا كثير.

وأخرجه ابن سعد ، عن الواقديّ عن حزام بن هشام بنحوه ، وزاد : وكانت أم معبد يومئذ مسلمة.

وقال الواقديّ : قال غيره : قدمت بعد ذلك وأسلمت وبايعت.

وأخرج أيضا عن الواقديّ ، عن إبراهيم بن نافع ، عن ابن أبي نجيح ، عن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر ، ثم ذكر طريقين آخرين ، قالوا : ما شعرت قريش أين توجّه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى سمعوا صوتا بأعلى مكة تتبعه العبيد والصبيان ، ولا يرون شخصه يقول :

جزى الله ربّ النّاس خير جزائه

رفيقين قالا خيمتي أمّ معبد

ليهن بني كعب مكان فتاتهم

ومقعدها للمسلمين بمرصد (١)

[الطويل]

الأبيات.

وذكر عمر بن شبّة في كتاب مكة ، من طريق عبد العزيز بن عمران ـ أنها أتت أم معبد بنت الأشعر ، وذكر لها قصة مع سراقة بن جعشم.

١٢٢٦٤ ـ أم معبد بنت عبد الله بن عمر بن حرام الأنصارية.

أخت جابر بن عبد الله. ذكرها الواقدي.

١٢٢٦٥ ـ أم معبد : مولاة قرظة بن كعب الأنصارية (٢)

قال ابن مندة : في صحبتها خلاف ، وأورد من طريق موسى بن محمد الأنصاري ، عن يحيى بن الحارث التيمي ، عن أم معبد ، مولى قرظة ، قالت : كنت أسقي ناسا من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، منهم معاذ بن جبل نبيذ الذرة ، فقيل لها : فأين ما يذكر من المزفت؟ فقالت : إن المحرّم لما أحل الله كالمستحل لما حرم الله. أما الدباء فهو القرع ، وأما الحنتم فحناتم (٣) بأرض العجم ، وأما النّقير فأصول النخل ، فهذا الّذي نهى عنه رسول

__________________

(١) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (٣٦٧٧) والشعر في ديوان حسان بن ثابت ص ٨٦ ، سيرة ابن هشام ٢ / ١٠١.

(٢) أسد الغابة ت (٧٦٠٦).

(٣) الحنتم : جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة ثم اتسع فيها فقيل للخزف كلّه حنتم. النهاية ١ / ٤٤٨.

٤٧٧

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتردد ابن السكن : هل هي أم معبد التي روت في الدعاء ـ وستأتي قريبا؟ أو غيرها.

١٢٢٦٦ ـ أم معبد : زوج كعب بن مالك (١)

روى حديثها محمد بن إسحاق ، عن معبد بن كعب بن مالك ، عن أمه ، وكانت صلت القبلتين ، قالت : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا تنتبذوا التّمر والزّبيب جميعا ، وانتبذوا كلّ واحد على حدة» (٢)

أخرجه أحمد والطبراني وابن مندة.

١٢٢٦٧ ـ أم معبد : غير منسوبة ، وقيل إنها أنصارية (٣)

روى حديثها عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، عن مولى لأم معبد ، عن أم معبد ـ أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يدعو ويقول : «اللهمّ طهر قلبي من النّفاق ، وعملي من الرّياء ، ولساني من الكذب ، وعيني من الخيانة ، فإنّك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور».

أخرجه أبو نعيم ، وأفردها عن الخزاعية (٤) ، وتبعه أبو موسى.

وأما ابن السّكن فذكر الحديث في ترجمة الخزاعية في الأسماء في عاتكة ، فقال :

روي عن مولى لأم معبد [عن أم معبد] (٥) حديث في الدعاء فذكره ، ثم قال في الكنى : أم معبد الأنصارية ، وليست صاحبة الخيمتين ـ يعني الخزاعية ، ثم ساق الحديث عن شيخ آخر بالسند والمتن بعينه ، ثم قال : لم أجد لأم معبد هذه حديثا غير هذا.

وفي إسناده نظر ، وهو كما قال ، فإنه من رواية فرج بن فضالة عن ابن أنعم ، وهما ضعيفان ، ثم قال : وقد روى عن ابن الحارث عن أم معبد مولاة قرظة حديثا في الظروف ، ولست أدري هي هذه أم غيرها؟ فتناقض في ذلك مع جلالته في الحفظ وإتقانه.

١٢٢٦٨ ـ أم معبد (٦) : تأتي في أم مغيث.

١٢٢٦٩ ـ أم معقل الأسدية (٧) :

__________________

(١) الثقات ٣ / ٤٦١ ، أعلام النساء ٥ / ٦٣ ، وتجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٣٥ ، أسد الغابة ت (٧٦٠٧) ، الاستيعاب ت (٣٦٧٥).

(٢) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٥٢٦ عن أبي هريرة.

(٣) أسد الغابة ت (٧٦٠٨).

(٤) في أ : وفردها عن الخزاعية.

(٥) سقط من أ.

(٦) أم معتب.

(٧) أعلام النساء ٥ / ٦٤ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٣٦ ـ تقريب التهذيب ٢ / ٦٢٥ ـ تهذيب التهذيب

٤٧٨

زوج أبي معقل ، ويقال : إنها أشجعية. ويقال أنصارية.

روى حديثها أصحاب السنن الثلاثة.

وقد تقدم بيان ذلك مفصلا في ترجمة زوجها في كنى الرجال ، وذكر الاختلاف في سند حديثها :

«عمرة في رمضان تعدل حجّة». ويقال : إنها المرادة بما وقع في حديث ابن عباس في الصحيح ـ أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لامرأة من الأنصار : «ما منعك أن تحجّي معنا»؟ قالت : كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنة لزوجها وابنها. قال : «فإذا كان من رمضان اعتمري ، فإن عمرة في رمضان تعدل حجّة» (١)

ولكن ثبت في مسلم أنها أم سنان ، فإما أن يكون اختلف في كنيتها ، وإما أن تكون القصة تعددت ، وهو الأشبه.

١٢٢٧٠ ـ أم مغيث (٢) : قال ابن مندة : لها صحبة ، ثم ساق من طريق سعيد بن أبي مريم ، عن عبد الجبار بن عمر ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، عن محمد بن يوسف ، عن أبيه ، عن أم مغيث ـ أنها سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينهى عن الخليطين. قلت : وقال : هما التمر والزبيب. زاد الطبراني : وكانت أم مغيث جدة ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وقد صلت القبلتين على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال أبو عمر : تعدّ في أهل المدينة ، حديثها عند عبد الله (٣) بن يوسف ، عن أبيه ، عنها ـ في الخليطين وتحريم المسكر. ويقال : إنها أم أم ابن أبي عبد الرحمن ، وكانت قد صلّت القبلتين مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وذكر ابن الفرضيّ أن ابن وهب روى الحديث المذكور ، وأن محمد بن وضاح تعقبه ، فحكاه عن حرملة أن ابن وهب أخطأ فيه ، فقال : أم مغيث ، وإنما هي أم معبد ـ بفتح الميم وسكون المهملة ثم دال.

قلت : وكان الحامل له على هذه الدّعوى اتحاد المتن ، ووصفها بكونها صلّت

__________________

١٢ / ٤٨٠ الكاشف ٣ / ٣٩٢ ـ تهذيب الكمال ٣ / ١٧٠٦ ـ الاستبصار ٣٥٨ ـ خلاصة تذهيب ٣ / ٤٠٣ تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٠ ، أسد الغابة ت (٧٦٠٩) ، الاستيعاب ت (٣٦٧٨).

(١) أخرجه البخاري ٣ / ٤ ومسلم في كتاب الحج (٢٢١).

(٢) أعلام النساء ٥ / ٦٦ ، تجريد ، أسماء الصحابة ٢ / ٣٣٦ ، أسد الغابة ت (٧٦١٠).

(٣) في أ : حديثها عن محمد بن يوسف.

٤٧٩

القبلتين ، وفيه نظر ، لأن مخرج الحدثين مختلف ، واتفاق صحابيين على رواية حديث واحد واجتماعهما في صفة واحدة ليس ببعيد ، فالحكم على ابن وهب مع حفظه وسعة روايته مردود ، وهذا لو تفرد بقوله أبي مغيث وهو لم يتفرد ، بل وافقه سعيد بن أبي مريم كما ترى.

وقد أخرج ابن عبد البرّ ترجمة أم معبد تلو أم مغيث ، وقال : روت في الخليطين. روى عنها معبد بن كعب. ثم وجدت في المؤتلف للخطيب أم مغيث ، بالغين المعجمة والمثلثة ، وساق الحديث من طريق ابن عبد الحكم عن ابن وهب بتمامه ، ثم قال الخطيب : ثم وجدت الحديث من وجه آخر ، قال فيه أم معتّب ، بمهملة ومثناة ثقيلة وآخره موحدة ، ثم ساقه من طريق بكر بن يونس بن بكير ، عن عبد الجبّار به.

قلت : فهذا اختلاف ثالث في ضبطها ، وإسحاق بن أبي فروة ضعيف جدّا.

١٢٢٧١ ـ أم المغيرة بنت نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب الهاشميّة (١)

تقدّم ذكرها في ترجمة أبي البراد مولى تميم الدّاري في الكنى ، وأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم زوجها لتميم بإذن والدها ، ووقع في التجريد تبعا لأصله : أم المغيرة بن نوفل ، وعزاه لأبي موسى ، وهو تصحيف ، والصّواب بنت نوفل كما ذكرت ، وكذا هو في ذيل أبي موسى.

١٢٢٧٢ ـ أم مكتوم : لها ذكر في أواخر المجلد الثاني من أخبار مكة للفاكهيّ ، وفي رواية عطاء ، عن عبد الرّحمن عن فاطمة بنت قيس.

١٢٢٧٣ ـ أم المنذر بنت قيس (٢) بن عمرو [بن عبيد] بن عامر بن غنم بن عدي بن النّجّار الأنصاريّة النّجّارية (٣)

قال الطّبرانيّ : اسمها سلمى بنت قيس ، أخت سليط بن قيس ، من بني مازن بن النّجّار.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٧٦١١).

(٢) سقط في أ.

(٣) أسد الغابة ت (٧٦١٢) ، الاستيعاب ت (٣٦٨٠) ، الثقات ٣ / ٤٦١ ، ٤٦٥ ، أعلام النساء ٥ / ١١١ ـ تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٣٦ ـ تقريب التهذيب ٢ / ٦٢٥ ـ تهذيب التهذيب ١٢ / ٤٨١ ـ الكاشف ٣ / ٤٩٢ ـ تهذيب الكمال ٣ / ١٧٠٦ ـ الاستبصار ٦١ ـ خلاصة تذهيب ٣ / ٤٠٤ ـ تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٠.

٤٨٠