مرآة العقول الجزء ٣

مرآة العقول4%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 403

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 403 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 34168 / تحميل: 5513
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٣

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١

٢

٣

٤

حمداً خالداً لوليّ النعم حيث أسعدني بالقيام بنشر

هذا السفر القيم في الملأ الثقافي الديني بهذه الصورة الرائعة.

و لروّاد الفضيلة الذين و ازرونافي انجاز هذا المشروع المقدّس شكر متواصل.

الشيخ محمد الاخوندي

٥

بسم الله الرحمن الرحيم

( باب )

( أن المتوسمين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه هم الأئمة )

عليهم‌السلام والسبيل فيهم مقيم

١ - أحمد بن مهران ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنيّ ، عن ابن أبي عمير قال أخبرني أسباط بيّاع الزطّيّ قال كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فسأله رجل عن قول الله عزّ وجلّ : «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ »(١) قال : فقال : نحن

________________________________________________________

باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله عزّ وجلّ في كتابه هم الأئمة عليهم‌السلام والسبيل فيهم مقيم

الحديث الأول : ضعيف ، وقال في المغرب : الزطّ جيل من الهند تنسب الثياب الزطيّة إليهم.

«إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ » هذه الآية وقعت بعد قصّة لوطعليه‌السلام وقال الطبرسيرحمه‌الله : أي فيما سبق ذكره من إهلاك قوم لوط لدلالات للمتفكرين المعتبرين ، وقيل : للمتفرّسين ، والمتوسّم : الناظر في السمّة وهي العلامة ، وتوسم فيه الخير أي عرف سمة ذلك فيه ، وقال مجاهد : قد صحّ عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : إتقّوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله ، وقال : قال : إن لله عباداً يعرفون النّاس بالتوسّم ثمّ قرأ هذه الآية ، وروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال : نحن المتوسّمون والسبيل فينا مقيم ، والسبيل طريق الجنّة «وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ » معناه أنّ مدينة

__________________

(١) سورة الحجر : ٧٥.

٦

المتوسّمون والسبيل فينا مقيم

٢ - محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن يحيى بن إبراهيم قال :حدثني أسباط بن سالم قال :كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فدخل عليه رجل من أهل هيت فقال :له أصلحك الله ما تقول في قول الله عزّ وجلّ «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ » قال :نحن المتوسّمون والسبيل فينا مقيم

٣ - محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبد الله ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ : «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ » قال :هم الأئمّةعليهم‌السلام قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اتّقوا فراسة

________________________________________________________

لوط لها طريق مسلوك يسلكه النّاس في حوائجهم ، فينظرون إلى آثارها ويعتبرون بها وهي مدينة سدوم ، وقال :قتادة : أي قرى قوم لوط بين المدينة والشام ، انتهى.

ولعله على تأويلهعليه‌السلام «ذلِكَ » إشارة إلى القرآن أي أن في القرآن «لَآياتٍ » وعلامات «لِلْمُتَوَسِّمِينَ » الذين يعرفون بطون القرآنويعرفون الأمور بالدلالات والإشارات الخفيّة ، وَ « إِنَّها » أي الآيات حاصلة لهم لسبب سبيل مقيم فيهم ، لا يزول عنهم وهو الإمامة ، أو الإلهام وإلقاء روح القدس ، أو في سبيل ، أو متلبسة به ، أو أن الآيات منصوبة على سبيل ثابت هو السبيل إلى الله ودين الحق ، وبينعليه‌السلام أنهم أهل ذلك السبيل والدالون عليه.

الحديث الثاني : ضعيف ، و « هيت » بالكسر : اسم بلد على الفرات.

الحديث الثالث : مجهول كالصحيح.

« في قول الله » متعلق بقوله قال :رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أي قال :ذلك القول في تفسير هذه الآية ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أي نظره بنور الله مذكور في قول الله ، والأوّل أظهر.

وقال في النهاية : فيه : إتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله ، الفراسة يقال لمعنيين : أحدهما : مادلَّ ظاهر هذا الحديث عليه وهو ما يوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه فيعلمون أحوال بعض النّاس بنوع من الكرامات وإصابة الظنِّ والحدس ، و

٧

المؤمن فإنّه ينظر بنور الله عزّ وجلّ في قول الله تعالى : «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ».

٤ - محمّد بن يحيى ، عن الحسن بن عليّ الكوفي ، عن عبيس بن هشام ، عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ : «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ » فقال :هم الأئمّةعليهم‌السلام : «وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ » قال :لا يخرج منّا أبداً

٥ - محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن أسلم ، عن إبراهيم بن أيّوب ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال :قال :أمير المؤمنينعليه‌السلام في قوله تعالى «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ » قال :كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المتوسّم ، وأنا من بعده والأئمّة من ذرِّيّتي المتوسّمون

وفي نسخة أخرى ، عن أحمد بن مهران ، عن محمّد بن علي ، عن محمّد بن أسلم ، عن إبراهيم بن أيّوب بإسناده مثله.

________________________________________________________

الثاني : نوع يتعلّم بالدلائل والتجارب والخلق والأخلاق فتعرف به أحوال النّاس ، وللنّاس فيها تصانيف قديمة وحديثة ، وفيه : وأنا أفرس بالرِّجال منك ، أي أبصر وأعرف ، ورجل فارس بالأمر أي عالم به بصير ، انتهى.

وإتّقاء فراسته ترك القبيح خوفاً من أن يطلّع عليه وإن كان غائباً.

الحديث الرابع : ضعيف بسنديه.

« قال كان » تأكيد لقوله : « قال :» أوَّلا ، وقوله : وفي نسخة أخرى ، كلام الجامعين لنسخ الكافي ، فإنّهم أشاروا إلى اختلاف نسخ النعماني والصّفواني وغيرهما من تلامذة الكليني.

٨

( باب )

( عرض الأعمال على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمة عليهم‌السلام )

١ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :تعرض الأعمال على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعمال العباد كلّ صباح أبرارها وفجارها فاحذروها وهو قول الله تعالى : «اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ »(١) وسكت.

٢ - عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبيّ ، عن عبد الحميد الطائيّ ، عن يعقوب بن شعيب قال :سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ : «اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ »

________________________________________________________

باب عرض الأعمال على النبي (ص) وعلى الأئمّة عليهم‌السلام

الحديث الأول : ضعيف.

« أعمال العباد » عطف بيان للأعمال « كلّ صباح » منصوب بالظرفيّة باعتبار المضاف إليه « أبرارها وفجارها » بجرّهما بدل تفصيل للعباد ، والضميران راجعان إلى العباد ، والأبرار جمع برّ بالفتح بمعنى البارّ ، والفجار بالضمّ والتشديد جمع فاجر ، أو برفعهما بدل تفصيل لإعمال العباد ، والضميران راجعان إلى الأعمال ، ففي إطلاق الأبرار والفجار على الأعمال تجوّز ، على أنّه يحتمل كون الأبرار حينئذ جمع البرّ بالكسر ، وربّما يقرأ الفجار بكسر الفاء وتخفيف الجيم جمع فجار بفتح الفاء مبنيّاً على الكسر وهو اسم الفجور ، أو جمع فجر بالكسر وهو أيضاً الفجور « فاحذروها » الضمير للفجار أو للأعمال باعتبار الثاني ، ولعلهعليه‌السلام سكت عن ذكر المؤمنين وتفسيره تقية أو إحالة على الظهور.

الحديث الثاني : ضعيف.

وإنّما خصّواعليه‌السلام باسم المؤمنين ، لأنّ من شرط الإيمان العمل بما يؤمن

__________________

(١) سورة التوبة : ١٠٦.

٩

قال :هم الأئمّة.

٣ - عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :سمعته يقول ما لكم تسوءون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال رجلٌ : كيف نسوؤه فقال :أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك فلا تسوءوا رسول الله وسروه.

٤ - عليُّ ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن الزيّات ، عن عبد الله بن أبان الزيّات وكان مكينا عند الرضاعليه‌السلام قال :قلت للرضاعليه‌السلام ادع الله لي ولأهل بيتي فقال :أولست أفعل والله إن أعمالكم لتعرض علي في كلّ يوم وليلة قال :فاستعظمت

________________________________________________________

به وهو لازم للعصمة ، فهم المؤمنون حقيقة ، وقيل : هو مشتقّ من آمنه إذا جعله ذا أمن ويقين وبصيرة وهم عالمون بجميع القرآن فيؤمنون السائلين المخلصين.

وقال الطّبرسي (ره) : «قُلِ اعْمَلُوا » أي اعملوا ما أمركم الله به عمل من يعلم أنه مجازي على فعله ، فإن الله سيري عملكم ، وإنما أدخل سين الاستقبال لأن ما لم يحدث لا تتعلق به الرؤية ، فكأنّه قال : كلّ ما تعملونه يراه الله تعالى ، وقيل : أراد بالرؤية هيهنا العلم الذي هو المعرفة ، ولذلك عداه إلى مفعول واحد ، أي يعلم الله فيجازيكم عليه ، ويراه رسوله أي يعلمه فيشهد لكم بذلك عند الله ويراه المؤمنون قيل : أراد بالمؤمنين الشهداء ، وقيل : أراد بهم الملائكة الذّين هم الحفظة الذّين يكتبون الأعمال ، وروى أصحابنا أنّ أعمّال الأمة تعرض على النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كلّ اثنين وخميس فيعرفها ، وكذلك تعرض على أئمة الهدىعليه‌السلام ، وهم المعنون بقوله : «وَالْمُؤْمِنُونَ ».

الحديث الثالث : حسن موثق ، يقال :: ساءه كصانه إذا أحزنه ، وفعل به ما يكره ، ومساءتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للشّفقة على الأمّة وللغيرة على معصية الله.

الحديث الرابع : مجهول.

والمكانة : المنزلة عند ملك ، يقال مكن ككرم فهو مكين ، ويقال : إستعظمه إذا عدّه عظيماً.

١٠

ذلك فقال :لي أما تقرأ كتاب الله عزّ وجلّ : «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ » قال :هو والله علي بن أبي طالب.

٥ - أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن أبي عبد الله الصامت ، عن يحيى بن مساور ، عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّه ذكر هذه الآية : «فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ » قال :هو والله علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

٦ - عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الوشّاء ، قال :سمعت الرضاعليه‌السلام يقول إنَّ الأعمال تعرض على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبرارها وفجارها.

( باب )

( [ أن الطريقة التي حث على الاستقامة عليها ولاية )

( علي عليه‌السلام] ) (١)

١ - أحمد بن مهران ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنيّ ، عن موسى بن محمّد ، عن يونس بن يعقوب عمن ذكره ، عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله تعالى : «وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً »(٢) قال :يعني لو استقاموا على ولاية عليّ بن أبي

________________________________________________________

قولهعليه‌السلام « هو » أي الأخير « والله عليّ بن أبي طالب » إنّما خصّهعليه‌السلام بالذكر لأنّه المصداق حين الخطاب ، أو لأنّه الأصل والعمدة والفرد الأعظم.

الحديث الخامس : ضعيف.

الحديث السادس : صحيح.

وهنا ، أيضاً يحتمل إرجاع الضميرين إلى الأئمّة بقرينة المقام.

باب أن الطريقة التي حث على الاستقامة عليها ولاية علي

الحديث الأول : ضعيف.

«وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ » قال :الطّبرسي (ره) : أي على طريقة

__________________

(١) هذا العنوان غير مذكور في النسختين المخطوطين.

(٢) سورة الجن : ١٦.

١١

طالب أمير المؤمنين والأوصياء من ولدهعليهم‌السلام وقبلوا طاعتهم في أمرهم ونهيهم لأسقيناهم ماء غدقاً ، يقول : لأشربنا قلوبهم الإيمان والطريقة هي الإيمان بولاية علي والأوصياء.

٢ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن فضالة بن أيّوب ، عن الحسين بن عثمان ، عن أبي أيّوب ، عن محمّد بن مسلم قال :سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام

________________________________________________________

الإيمان «لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غدقاً » أي ماءاً كثيراً من السماء ، وذلك بعد ما رفع عنهم المطر سبع سنين ، وقيل : ضرب الماء الغدق مثلاً أي لوسّعنا عليهم في الدنيا ، وفي تفسير أهل البيتعليه‌السلام عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : قول الله «إِنَّ الذّين قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا » قال : هو والله ما أنتم عليه «وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غدقاً » وعن بريد العجلي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : معناه لأفدناهم علما كثيراً يتعلمونه من الأئمّةعليه‌السلام « انتهى ».

وأقول : استعارة الماء للعلم شائع لكونه سببا لحياة القلب والروح ، كما أن الماء سبب لحياة البدن ، وقال :الجوهري : الماء الغدق : الكثير.

الحديث الثاني : ضعيف.

«الذّين قالُوا رَبُّنَا اللهُ » قال :الطّبرسي (ره) : أي وحّدوا الله تعالى بلسانهم ، واعترفوا به وصدقوا أنبياءه «ثُمَّ اسْتَقامُوا » أي استمروا على التوحيد ، واستقاموا على طاعته ، وروى محمّد بن الفضيل قال : سألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام عن الاستقامة؟ قال : هي والله ما أنتم عليه «تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ » يعني عند الموت ، وروي ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وقيل : تستقبلهم الملائكة إذا خرجوا من قبورهم في الموقف بالبشارة من الله ، وقيل : في القيامة وقيل : عند الموت وفي القبرّ وعند البعث «أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا » أي يقولون لهم لا تخافوا عقاب الله ، ولا تحزنوا لفوت الثواب ، وقيل : لا تخافوا ممّا أمامكم ولا تحزنوا على ما خلّفتم من أهل ومال وولد «نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ » أي أنصاركم وأحباؤكم «فِي الْحَياةِ الدُّنْيا » نتولى إيصال الخيرات إليكم من قبل الله

١٢

عن قول الله عزّ وجلّ : «الذّين قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا » فقال :أبو عبد اللهعليه‌السلام استقاموا على الأئمّة واحد بعد واحد «تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ».(١)

( باب )

( أن الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة )

١ - أحمدُ بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن غير واحد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعيّ بن عبد الله ، عن أبي الجارود قال :قال :عليّ بن الحسينعليه‌السلام ما ينقم الناس منّا ، فنحن والله شجرة النبوَّة وبيت الرحمة ومعدن العلم ومختلف

________________________________________________________

تعالى «وَفِي الْآخِرَةِ » فلا نفارقكم حتّى ندخلكم الجنّة ، وقيل : أي نحرسكم في الدنيا وعند الموت وفي الآخرة عن أبي جعفرعليه‌السلام « انتهى ».

وقيل : القول في الميثاق ، والاستقامة في الأبدان ، فثمّ لتراخي الزّمان.

« استقاموا على الأئمة » أي الطّريقة ولاية الأئمّة.

وأقول : ورد في كثير من الأخبار أنّها في الأئمّةعليه‌السلام حيث تتنزِّل عليهم الملائكة في ليلة القدر وغيرها وتخاطبهم ، ويحتمل نزولهم على المؤمنين أيضاً ومخاطبتهم بحيث لم يسمعوا كلامهم ، ويكون فائدتها نزول البركات عليهم عند القول أو اليقين بها بعد سماع الآية.

باب أن الأئمّة عليهم‌السلام معدن العلم وشجرة النبوَّة ومختلف الملائكة

الحديث الأول : ضعيف.

« ما ينقم النّاس منّا » كلمة « ما » استفهامية للإنكار ، وهي مفعول ينقم ، يقال : نقم الأمر كضرب وعلم إذا كرهه وعابه « شجرة النبوَّة » شبّههمعليهم‌السلام بالشجرة في كثرة المنافع والثمار ، والاستظلال بفيئهم من حرّ شرّ الأشرار « وبيت الرّحمة »

__________________

(١) سورة فصلت : ٣٠.

١٣

الملائكة.

٢ - محمّد بن يحيى ، عن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام قال :قال :أمير المؤمنينعليه‌السلام إنا - أهل البيت - شجرة النبوَّة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم.

٣ - أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبد الله بن محمّد ، عن الخشّاب قال :حدَّثنا بعض أصحابنا ، عن خيثمة قال :قال :لي أبو عبد اللهعليه‌السلام يا خيثمة نحن شجرة النبوَّة وبيت الرحمة ومفاتيح الحكمة ومعدن العلم وموضع الرسالة ومختلف

________________________________________________________

لأنّهم منبع كلّ نعمة ورحمة وبتوسّطهم تفيض الرّحمات على سائر الكائنات « ومعدن العلم » بكسر الدال وهو منبت الجواهر « ومختلف الملائكة » بفتح اللام من الاختلاف بمعنى الذهاب ، والمجيء مرّة بعد مرّة لنزولها إليهم مرّة بعد أولى وطائفة بعد أخرى لزيارتهم والتشرّف بهم وإنزال الأخبار إليهم.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

« إنا أهل البيت » بنصب الأهل على الاختصاص « وموضع الرّسالة » أي مخزن علوم الرّسالة وإسرارها ، أو قبيلتهم محلّ نزول الرّسالة ، أو نزلت في بيتهم أو عليهم في ليلة القدر.

الحديث الثالث : مرسل مجهول ، وخيثمة بفتح الخاء وسكون الياء وفتح المثلّثة مشترك بين مجاهيل.

« ومفاتيح الحكمة » إذ بهم تفتح خزائن علوم الله سبحانه وحكمه ، وتصل إلى الخلق ، نظير قول النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة الحكمة وعلىّ بابها « وموضع سرّ الله » السرّ بالكسر ما يكتم عن غير الخواصّ ، وهم موضع أسرار الله التي لا تقبلها عقول الخلق كغوامض علوم التوحيد والقضاء والقدر وأشباهها ، وما لا مصلحة لإذاعتها عند الخلق كعلم ما يكون من أعمار الخلق وأحوالهم ، والحوادث الكائنة ، ويحتمل

١٤

الملائكة وموضع سرّ الله ؛ ونحن وديعة الله في عباده ونحن حرم الله الأكبر ، ونحن ذمّة الله ونحن عهد الله فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد الله ومن خفرها فقد خفر ذمّة الله وعهده.

________________________________________________________

شموله للشرائع وسائر ما يظهر منهم فإنّها كانت مستورة فانتشرت بسببهم « ونحن وديعة الله » الوديعة ما تدفعه إلى غيرك ليصونه ويحفظه ، ولـمّا خلقهم الله وجعلهم بين عباده وأمرهم بحفظهم ورعايتهم وعدم التقصير في حقهم ، فكأنّهم ودائع الله ، ويحتمل أن يكون الإضافة إلى المفعول ، أي إستودعهم الله النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث قال مراراً : أستودعكم الله « ونحن حرم الله الأكبر » بالتحريك وهو ما يجب احترامه وعدم انتهاك حرمته كحرم الكعبة ، وهم أكبرّ إذ حرمة الكعبة بسببهم كما سيأتي.

وقد ورد أن حرمات الله ثلاث : القرآن والكعبة والإمام.

« ونحن ذمّة الله » أي أهل ذمّة الله وهي العهد والأمان والضمان والحرمة ، فهم ذوو ذمّة الله إذ أخذ على العباد عهد ولايتهم ، وبهم آمنوا من عذابه « ونحن عهد الله » أي أهل عهده ، فإن الله أخذ على العباد عهد ولايتهم وحفظهم ورعايتهم ، فقال :تعالى : «وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ »(١) .

« ومن خفرها » أي الذمّة أو العهد لكونه بمعنى الذمّة ، وفي بصائر الدّرجات « خفر هما » بصيغة التثنية ، فالضمير للعهد والذمّة معاً وهو أنسب وأوفق بما بعدّه وما قبله كما لا يخفى ، ثمّ أنّه في أكثر كتب اللّغة أنّ الخفر هو الوفاء بالعهد ، والإخفار نقضه والهمزة للسلّب ، قال في النهاية : خفرت الرّجل أجرته وحفظته ، وخفرته إذا كنت له خفيراً أي حامياً وكفيلا ، وتخفّرت به إذا استجرت به ، والخفارة بالكسر والضمّ : الذّمام وأخفرت إذا انقضت عهده وذمامه والهمزة فيه للإزالة أي أزلت خفارته كأشكيته إذا أزلت شكواه ، ونحوه قال :في الصّحاح وغيره ، لكن قال :في القاموس : خفره وبه وعليه يخفر ويخفر خفراً : أجاره ومنعه وأمنه ،

__________________

(١) سورة البقرة : ٤٠.

١٥

( باب )

( أن الأئمّة عليهم‌السلام ورثة العلم يرث بعضهم بعضاً العلم )

١ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبيّ ، عن بريد بن معاوية ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :إنَّ عليّاًعليه‌السلام كان عالماً والعلم يتوارث ولن يهلك عالمٌ إلّا بقي من بعدّه من يعلم علمه أو ما شاء الله.

________________________________________________________

وخفر به خفراً وخفوراً : نقض عهده وغدرة كأخفره « انتهى » فيدل على أن مع التعدية بالباء يأتي بمعنى نقض العهد ولا ينفع في المقام إلّا بتكلف ، ولا يخفى أنّ الأنسب بهذا المقام كونه بمعنى النقض لا الرعاية ، لا سيما على نسخة البصائر إذ على هذه النسخة يمكن إرجاع الضمير إلى الذمّة ، فلا تكرار ، لكن كثيراً ما رأيت بعض الأبنية المتداولة في كلام الفصحاء لم يتعرّض لها اللغويون ، ولا يبعد سقوط همزة الأفعال من النساخ.

باب أن الأئمة عليهم‌السلام ورثة العلم يرث بعضهم بعضاً العلم

الحديث الأول : صحيح.

« من يعلم علمه » أي جميع علمه « أو ما شاء الله » أي زائداً على علم السابق لكن بعد الإفاضة على روح الإمام السابق ، لئلّا يكون علم الآخر أكثر من علم الأوّل كما ورد في الأخبار الكثيرة ، وسيأتي بعضها.

وقيل : المراد بما شاء الله أقلّ من علم السابق ، بحمله على ما قبل الإمامة إذ وردت الأخبار الكثيرة بل المتواترة بأنّ الإمام في أوّل إمامته يعلم جميع علوم الإمام السابق ، وقيل : يحتمل أن يكون ما شاء الله كناية عن ما بعد زمان الصاحبعليه‌السلام ، يعني أو لم يبق ، ولا يخفى بعده.

١٦

٢ - عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة والفضيل ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال :إن العلم الذي نزل مع آدمعليه‌السلام لم يرفع والعلم يتوارث وكان عليّعليه‌السلام عالم هذه الأمة وإنّه لم يهلك منّا عالم قطُّ إلّا خلفه من أهله من علم مثل علمه أو ما شاء الله.

٣ - محمّدُ بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن البرقيّ ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبيّ ، عن عبد الحميد الطائيّ ، عن محمّد بن مسلم قال :قال :أبو جعفرعليه‌السلام إنَّ العلم يتوارث ولا يموت عالم إلّا وترك من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله.

٤ - أبو عليّ الأشعريّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان ، عن موسى بن بكر ، عن الفضيل بن يسار قال :سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إنَّ في عليّعليه‌السلام سنّة ألف نبيّ من الأنبياء ، وإنَّ العلم الذي نزل مع آدمعليه‌السلام لم يرفع وما مات عالمٌ فذهب علمه والعلم يتوارث.

________________________________________________________

الحديث الثاني : حسن.

« لم يرفع » على بناء المجهول أي لم يذهب علمه « والعلم يتوارث » على المجهول أيضاً « إلّا خلفه » من باب نصر أي أتى خلفه وصار خليفته ، ويدلّ أنّ الخليفة لا بدّ أن يكون من أهله وأقاربه.

الحديث الثالث : صحيح ، وليس في بعض النسخ وهو الصواب ، لأنه سيأتي بعينه في أواخر الباب.

الحديث الرابع : ضعيف كالموثق.

« سنّة ألف من الأنبياء » أي طريقتهم وصفاتهم التي اختصّ كلّ منهم بواحد منها على الكمال ، فكمل جميعها فيهعليه‌السلام كما قال :النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في عبادته ، وإلى إبراهيم في خلّته ، وإلى موسى في سطوته ، وإلى عيسى في زهده ، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فإنّ فيه سبعين خصلة من خصال الأنبياء.

١٧

٥ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن عمر بن أبان قال :سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : إنَّ العلم الذي نزل مع آدمعليه‌السلام لم يرفع وما مات عالمٌ فذهب علمه.

٦ - محمّد ، عن أحمد ، عن عليّ بن النعمان رفعه ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال :قال :أبو جعفرعليه‌السلام يمصّون الثماد ويدعون النهر العظيم قيل له وما النهر العظيم قال :رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والعلم الذي أعطاه الله إن الله عزّ وجلّ جمع لمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سنن النبييّن من آدم وهلمَّ جرّاً إلى محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قيل له وما تلك السنن قال :علم النبيين بأسره وإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صير ذلك كله عند أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال :له رجل يا ابن رسول الله - فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيين فقال :أبو جعفرعليه‌السلام اسمعوا ما يقول إن الله يفتح مسامع من يشاء إني حدثته أن الله جمع لمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علم النبيّين وأنّه جمع ذلك كله عند أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو يسألني أهو أعلم أم بعض النبيين.

________________________________________________________

الحديث الخامس : صحيح « فذهب علمه » عطف على المنفي.

الحديث السادس : مرفوع.

« يمصّون » من باب علم ونصر ، والمصّ : الشرب بالجذب كما يفعل الرضيع ، والضمير للمخالفين ، والثماد ككتاب والثمد بالتحريك : الماء القليل الذي لا مادة له ، أو ما يبقى في الجلد وهو الأرض الصلبة ، أو ما يظهر في الشّتاء ويذهب في الصيف ، ذكره الفيروزآبادي ، والغرض تشبيه من يأخذ العلم من المخالفين عن أئمتهم بالذي يمص ماءاً قليلا مخلوطاً بالطين والحمأ لقلة علمهم وعدم مادة له ، وانقطاعه قريبا وكونه مخلوطا بالشبه والشكوك ، ومن يأخذ العلم من أهل البيتعليهم‌السلام بمن يشرب من نهر جار صاف عظيم لا ينقطع أبداً جرى من منبع الوحي والإلهام « وهلم » اسم فعل بمعنى تعال ، وقال :في الفائق : المسامع جمع المسمع وهو آلة السمع ، أو جمع السمع على غير قياس كمشابه وملامح جمع شبه ولمحة.

١٨

٧ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبيّ ، عن عبد الحميد الطائيّ ، عن محمّد بن مسلم قال :قال :أبو جعفرعليه‌السلام إن العلم يتوارث فلا يموت عالم إلّا ترك من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله.

٨ - عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن الحارث بن المغيرة قال :سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إن العلم الذي نزل مع آدمعليه‌السلام لم يرفع وما مات عالم إلّا وقد ورث علمه إن الأرض لا تبقى بغير عالم.

( باب )

( أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء ِ )

( الذّين من قبلهم )

١ - عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد العزيز بن المهتدي ، عن عبد الله بن جندب أنه كتب إليه الرضاعليه‌السلام أما بعد فإنَّ محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان أمين الله في خلقه فلمّا قبضصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كنّا أهل البيت ورثته فنحن أمناء الله في أرضه عندنا علم البلايا و

________________________________________________________

الحديث السابع : صحيح مكرّر ، والطائيّ النسبة إلى طيئ بالهمزة وهو القبيلة.

الحديث الثامن : (١)

« إلّا وقد ورّث » من باب التفعيل.

باب أن الأئمّة عليهم‌السلام ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء عليهم‌السلام الذّين من قبلهم

الحديث الأول : حسن.

« فنحن أمناء الله » أي على علومه وأحكامه ومعارفه « وأنساب العرب » لعلّ التخصيص بهم لكونهم أشرف ، أو لكونهم في ذلك أهمّ وكان فيهم أولاد الحرام عادوا

__________________

(١) كذا في النسخ.

١٩

المنايا وأنساب العرب ومولد الإسلام وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق وإن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم أخذ الله علينا وعليهم الميثاق يردون موردنا ويدخلون مدخلنا ليس على ملة الإسلام غيرنا وغيرهم نحن النجباء النُجاة ، ونحن أفراط الأنبياء ونحن أبناء الأوصياء ونحن المخصوصون في كتاب الله عزّ وجلّ ونحن أولى النّاس بكتاب الله ونحن أولى

________________________________________________________

الأئمةعليهم‌السلام ونصبوا لهم الحرب وقتلوهم « ومولد الإسلام » أي يعلمون كلّ من يولد هل يموت على الإسلام أو على الكفر ، وقيل : أي يعلمون محلّ تولد الإسلام وظهوره ، أي من يظهر منه [ الإسلام ومن يظهر منه ] الكفر.

« بحقيقة الإيمان » أي الإيمان الواقعي لا الظاهري « وحقيقة النفاق » كذلك « لمكتوبون » أي عندنا في كتاب كما سيأتي « أخذ الله علينا وعليهم الميثاق » أي أخذ علينا العهد بهداية شيعتنا ورعايتهم وتكميلهم وعليهم بالإقرار بولايتنا وطاعتنا ورعاية حقنا « يردون موردنا » عند الحوض وسائر الموارد العالية « ويدخلون مدخلنا » من الجنّة والدّرجات الرفيعة « ليس على ملة الإسلام غيرنا » يدل على كفر المخالفين.

« نحن النجباء النجاة » النجباء جمع النجيب وهو الفاضل الكريم السخي والفاضل من كلّ حيوان ذكرهما الجزري ، والنجاة بضم النون جمع ناج كهداة وهاد « ونحن إفراط الأنبياء » أي أولادهم أو مقدموهم في الورود على الحوض ودخول الجنّة ، أو هداتهم ، أو الهداة الذّين أخبرّ الأنبياء بهم ، قال :في النهاية : الفرط بالتحريك الذي يتقدم الواردة ، وفي الحديث : أنا فرطكم على الحوض ، ومنه قيل للطفل : اللهم اجعله لنا فرطا أي أجرا يتقدمنّا حتّى نرد عليه ، وفي القاموس : الفرط العلم المستقيم يقتدى به ، والجمع أفرط وإفراط ، وبالتحريك : المتقدم إلى الماء للواحد والجمع ، وما تقدمك من أجر وعمل ، وما لم يدرك من الولد « ونحن أبناء الأوصياء » أي كلّ منّا ولد وصي « ونحن المخصوصون » أي بالمدح أو القرابة أو الإمامة « ونحن أولى النّاس بكتاب الله تعالى » أي لفظاً ومعنى وموردا ، لأن أكثره في مدحهم وذم أعدائهم والأولوية بالرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حيث النسب والتعلّم والقرابة والصحبة المتكررة.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403