مرآة العقول الجزء ٤

مرآة العقول15%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 380

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 380 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 14392 / تحميل: 6649
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٤

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١

٢

٣

٤

حمداً خالداً لوليّ النعم حيث أسعدني بالقيام بنشر

هذا السفر القيم في الملأ الثقافي الديني بهذه الصورة الرائعة.

و لروّاد الفضيلة الذين و ازرونافي انجاز هذا المشروع المقدّس شكر متواصل.

الشيخ محمد الاخوندي

٥

بسم الله الرحمن الرحيم

( باب )

( الإشارة والنص إلى صاحب الدارعليه‌السلام )

١ ـ عليُّ بن محمّد ، عن محمّد بن عليّ بن بلال قال خرج إليَّ من أبي محمّد قبل مضيّه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده ثمَّ خرج إليَّ من قبل مضيّه بثلاثة أيّام يُخبرني بالخلف من بعده.

________________________________________________________

باب الإشارة والنص إلى صاحب الدارعليه‌السلام

أقول : المراد بالدار دار أبيه وجدّهعليهم‌السلام ، وكان يكنّى عنه بذلك لأنّهعليه‌السلام غاب فيه ، وما قيل : أنّ المراد به دار الدنيا لأنّ الإمام مالك الأرض فهو بعيد ، وفي بعض النسخ صاحب الزمان.

الحديث الأول : مختلف فيه ، لأنّ ابن بلال وثّقه الشيخ في الرّجال ، وقال في كتاب الغيبة أنّه من المذمومين.

وقال الطبرسي في إعلام الورى والسيد بن طاوس في ربيع الشيّعة أمّا غيبة الصغرى منهما فهي الّتي كانت فيها سفراؤه موجودين وأبوابه معروفين ، لا تختلف الإماميّة القائلون بإمامة الحسن بن عليّعليهما‌السلام فيهم ، فمنهم أبو هاشم الجعفري ، ومحمّد بن عليّ بن بلال ، إلى آخر ما قالا.

قوله : خرج إلىّ من أبي محمّد ، أي من جهته ، والفاعل محذوف ، أي كتاب أو خبر « قبل مضيّه » أي وفاته « يُخبرني » حال عن أبي محمّد ، وما قيل : من أنّ « من » اسم بمعنى بعض ، وعبارة « عمّن(١) » تختصّ بأبي محمّد كاختصاص البعض بالكلّ في الثقّة والأمانة فهو من الغرائب.

____________________

(١) كذا في النسخ وأنت ترى أن عبارة « عمّن » غير موجود في المتن ، فلعلّه كان في نسخة القائل هكذا « بالخلف عمن بعده » والله العالم.

٦

٢ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن إسحاق ، عن أبي هاشم الجعفريّ قال قلت لأبي محمّدعليه‌السلام جلالتك تمنعني من مسألتك فتأذن لي أن أسألك فقال سل قلت يا سيّدي هل لك ولدٌ ؟ فقال نعم فقلت : فإن حدث بك حدثٌ فأين أسأل عنه ؟ قال : بالمدينة.

٣ - عليٌّ بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد الكوفيّ ، عن جعفر بن محمّد المكفوف ، عن عمرو الأهوازيّ قال : أراني أبو محمّد ابنه وقال هذا صاحبكم من بعدي.

٤ - عليٌّ بن محمّد ، عن حمدان القلانسيّ قال : قلت للعمريّ : قد مضى أبو محمّد ؟ فقال لي قد مضى ولكن قد خلّف فيكم من رقبته مثل هذه وأشار بيده.

________________________________________________________

الحديث الثاني : صحيح.

« قال : بالمدينة » أي الطيّبة المعروفة ، ولعلّهعليه‌السلام علم أنّه يدركه أو خبراً منه في المدينة ، وقيل : اللام للعهد ، والمراد بها سرّ من رأى يعني أنّ سفراءه من أهل سرّ من رأى يعرفونه فسلهم عنه.

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور ، والمكفوف : الأعمى ، والأهواز : بالفتح : تسع كور بين بصرة وفارس.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور ، مختلف فيه لأن حمدان القلانسي ذمّه النجاشي ، وروى الكشّي توثيقه عن العياشي ، والقلانسي : بيّاع القلنسوة ، والعمري بفتح العين وسكون الميم هو أول السفراء الأربعة بين الحجة عليه‌السلام ، وهو أبو عمر وعثمان بن سعيد ، وثانيهم ابنه أبو جعفر محمّد بن عثمان ، وثالثهم أبو القاسم الحسين بن روح النّوبختي ، ورابعهم أبو الحسن عليّ بن محمّد السمّري ، فلمّا حضرته الوفاة سئل أن يوصي فقال : لله أمر هو بالغه ، ومات رحمه‌الله سنة تسع وعشرين وثلاثمائة فوقعت الغيبة الكبرى التي نحن فيها ، ونسأل الله تعجيل الفرج وكشف الغمة عن هذه الأمّة.

« وأشار بيده » أي فرّج من كلّ من يديه إصبعيه الإبهام والسّبابة وفرّج

٧

٥ - الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عبد الله قال : خرج عن أبي محمّدعليه‌السلام حين قتل الزبيريّ لعنه الله : هذا جزاء من اجترأ على الله في أوليائه يزعم أنّه يقتلني وليس لي عقبٌ ، فكيف رأى قدرة الله فيه ؟ و ولد له ولدٌ سمّاه « م ح م د » في سنة ستّ وخمسين ومائتين.

________________________________________________________

بين اليدين كما هو الشائع عند العرب والعجم في الإشارة إلى غلظ الرقبة ، أي شابّ قويّ رقبته هكذا ، ويؤيّده أنّ في رواية الشيخ : وأو مي بيده ، وفي رواية أخرى رواه : قال : : قد رأيتهعليه‌السلام وعنقه هكذا ، يريد أنّه أغلظ الرقاب حسناً وتماماً. الخبر.

وقال أكثر الشارحين لعدم أنسهم بمصطلحات الحديث وعدم سماعه من أهله المراد بالرقبة القد والقامة ، وأشار إلى طول قامته تسمية للكل باسم الجزء ، وقال : بعضهم : طول الرقبة يعبر به عن الاستقلال والاستبداد بالأمر.

أقول : ويخطر بالبال معنى آخر وهو أنه أشار إلى رقبة نفسه كما ورد في بعض روايات إكمال الدين وأشار بيده إلى رقبته ، وفي هذا الخبر أيضا هكذا وأشار بيديه جميعاً إلى عنقه ، وإن احتمل في هذا أيضاً إرجاع الضمير إلى الإمامعليه‌السلام لكنه بعيد.

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور ، والزبيري : كان لقب بعض الأشقياء من ولد الزبير كان في زمانهعليه‌السلام فهدّده وقتله الله على يد الخليفة أو غيره ، وصحف بعضهم وقرأ بفتح الزاء وكسرّ الباء من الزبير بمعنى الداهية كناية عن المهتدي العباسي ، حيث قتله الموالي ، وتقطيع الحروف لعدم جواز التسمية.

وتاريخ الولادة الشريفة في هذا الخبر مناف لما سيأتي في أبواب التاريخ في كلام المصنف حيث قال : : ولدعليه‌السلام للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، ولعلّه لم يعبره بهذه لأنه من كلام الراوي ، ويمكن الجمع بينهما بما شاع بين أهل الحساب من أنهم يسقطون الكسور لا سيّما إذا كانت أقل من النصف ، وقد يعدونها تامة لا سيما

٨

٦ - عليّ بن محمّد ، عن الحسين ومحمّد ابني عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عليّ بن عبد الرحمن العبدي من عبد قيس ، عن ضوء بن عليّ العجليّ ، عن رجل من أهل فارس سمّاه قال : أتيت سامرّا ولزمت باب أبي محمّدعليه‌السلام فدعاني فدخلت عليه وسلّمت

________________________________________________________

إذا كانت أكثر من النصف ، ففي هذا الخبر عدّ الكسرّ تامّاً لكونه أكثر من النصف ، والمصنف أسقط الكسر وهذا أحسن مما قيل إنّه يمكن الجمع بينهما بكون الأولى منهما مبنياً على جعل مبدأ التاريخ الهجري غرّة ربيع الأوّل ، لأنّ مهاجرة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المدينة كانت فيه واستمرّ إلى زمان خلافة عمر ، وكون الثاني منهما مبنياً على جعل مبدأ التاريخ غرّة المحرم الذي بعدّ ربيع الأوّل بعشرة أشهر ، قال : ابن الجوزي في التلقيح : وكان التاريخ من شهر ربيع الأوّل إلّا أنّهم ردّوه إلى المحرّم لأنّه أوّل السّنة « انتهى » لأن ما ذكره لا يدل على اختلاف في التاريخ مستمرا كما لا يخفى.

الحديث السادس : مجهول « سمّاه » أي العجلي ونسبة محمّد بن عليّ وعليّ بن إبراهيم إن كان هو المشهور ففي رواية الكليني عنه بواسطتين بعيد لكن قد يكون الرواية عن المعاصر بوسائط ، لا سيّما في أمثال هذه الأمور النادرة ، ويؤيده أن رواية الكليني مع قرب عهده عن رأي القائمعليه‌السلام في صغره لا يحتاج بحسب المرتبة إلى تلك الوسائط الكثيرة ، وعندي كتاب العلل تأليف محمّد بن عليّ بن إبراهيم القمي المشهور ، لكن الظّاهر أنّ المذكور هنا هو محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن محمّد الهمداني وكان من وكلاء الناحية المقدسة كما سيأتي.

و « سامرّاء » بفتح الميم وتشديد الرّاء ، قال : في القاموس : سرّ من رأى بضم السين والراء أي سرور وبفتحهما ، أو بفتح الأوّل وضم الثاني ، وسامرا ومده البختري في الشعر أو كلاهما لحن ، وساء من رأى : بلد لما شرع في بنائه المعتصم ثقل ذلك على عسكره ، فلمّا انتقل بهم إليها سرّ كل منهم برؤيتها فلزمها هذا الاسم ، والنسبة سرّ مريّ وسامرّيّ وسرّي ، ( انتهى ).

٩

فقال : ما الّذي أقدمك قال : قلت رغبة في خدمتك قال : فقال : لي فالزم الباب.

قال : فكنت في الدّار مع الخدم ثمَّ صرت أشتري لهم الحوائج من السوق وكنت أدخل عليهم من غير إذن إذا كان في الدَّار رجال قال : فدخلت عليه يوماً وهو في دار الرّجال فسمعت حركة في البيت فناداني مكانك لا تبرح فلم أجسرّ أن أدخل ولا أخرج فخرجت عليَّ جارية معها شيء مغطّى ثمَّ ناداني ادخل فدخلت ونادى الجارية فرجعت إليه فقال : لها اكشفي عمّا معك ، فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه وكشف عن بطنه فإذا شعر نابت من لبّته إلى سرَّته أخضر ليس بأسود ، فقال : هذا صاحبكم ، ثمَّ أمرها فحملته فما رأيته بعدّ ذلك حتى مضى أبو محمّدعليه‌السلام .

( باب )

( في تسمية من رآهعليه‌السلام )

١ - محمّد بن عبد الله ومحمّد بن يحيى جميعاً ، عن عبد الله بن جعفر الحميري قال : اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرورحمه‌الله عند أحمد بن إسحاق فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف فقلت له يا أبا عمرو إنّي أريد أن أسألك عن شيء وما أنا بشاكّ

________________________________________________________

« ما الّذي أقدمك » أي صار سبب قدومك من فارس إلى هذا البلد ، قال : « رغبة » أي أقدمتني الرغبة « في خدمتك ».

« حركة » قيل : أي حركة غير مأنوسة كحركة الطست والماء لتغسيل مولود « مكانك » منصوب أي الزم مكانك « لا تبرح » تأكيد أي لا تتحركّ لا إلى داخل ولا إلى خارج ، « لم أجسرّ » أي لم أجترء ، واللبّة بفتح اللّام وتشديد الباء : الوهدة(١) فوق الصدر.

باب في تسمية من رآه (ع)

الحديث الأوّل : صحيح وسنده الآتي مرسل.

والغمز : العصر باليد ، والإشارة بالعين أو الحاجب.

__________________

(١) الوحدة : المكان المنخفض.

١٠

فيما اُريد أن أسألك عنه ، فإنَّ اعتقادي وديني أنَّ الأرض لا تخلو من حجّة إلّا إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوماً فإذا كان ذلك رفعت الحجّةوأغلق باب التوبة فلم يك ينفع نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً فاُولئك أشرار من خلق الله عز وجل وهم الذين تقوم عليهم القيامة ولكنّي أحببت أن أزداد يقيناً وإنَّ إبراهيمعليه‌السلام سأل ربّه عزَّ وجلَّ أن يريه كيف يحيي الموتى قال : أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قال : بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي وقد أخبرني أبو عليّ أحمد بن إسحاق عن أبي الحسنعليه‌السلام قال : سألته وقلت من أعامل أو عمّن آخذ وقول من أقبل؟

________________________________________________________

« رفعت الحجّة » أي القرآن والكعبة والإمام ، وفي بعض النسخ ، وقعت الحجّة ، أي تمت الحجّة على العباد وارتفع تكليفهم ، ولعلّ الأربعين من مبادئ القيامة وتقع الفتن فيها كخروج الدّابة وغيره ، فما مرّ من أنه لو بقي في الأرض اثنان لكان أحدهما الحجّة ، مخصوص بزمان التكليف وكذا قولهم : لو بقيت الأرض بغير حجّة لساخت ، على أنه يمكن أن يكون السوخ كناية عن وقوع تلك الفتن ، ويمكن أيضاً تخصيص الأخبار بغير الأربعين وإن بقيت التكليف فيها ، والأوّل أظهر.

و «إِيمانُها » فاعل ينفع و «لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ » صفة و «أَوْ كَسَبَتْ » عطف على آمنت يعني إذا تحققت هذه الآية التي هي من آيات الساعة لا ينفع الإيمان حينئذ نفساً لم يؤمن من قبل هذه الآية أو آمنت ولم تكسب في إيمانها خيراً من قبل ارتفاع التكليف.

« فأولئك أشرار من خلق الله » من اسم موصول أو حرف جرّ للتبعيض « تقوم عليهم القيامة » أي بعدّ موتهم بنفخ الصور تقوم القيامة.

وقوله : « وأنّ إبراهيم » استشهاد لأنّ سؤاله ليس بسبب الشكّ ، بل لتحصيل زيادة اليقين ، ويدلّ على أنّ اليقين قابل للشدّة والضعف كما سيأتي تحقيقه في كتاب الإيمان والكفر « من أعامل » أي في أمور الدين أو عمّن آخذ؟ الترديد من الرّاوي

١١

فقال له : العمري ثقتي فما أدَّى إليك عنّي فعنّي يؤدّي وما قال : لك عنّي فعنّي يقول ، فاسمع له وأطع ، فإنّه الثقة المأمون ، وأخبرني أبو عليّ أنّه سأل أبا محمّدعليه‌السلام عن مثل ذلك ، فقال : له العمريُّ وابنه ثقتان ، فما أدّيا إليك عنّي فعنّي يؤديّان وما قالا لك فعنّي يقولان فاسمع لهما وأطعهما فإنّهما الثقتان المأمونان ، فهذا قول إمامين قد مضيا فيك.

قال : فخرّ أبو عمرو ساجداً وبكى ثمَّ قال : سل حاجتك فقلت له أنت رأيت الخلف من بعدّ أبي محمّدعليه‌السلام فقال : إي والله ورقبته مثل ذا وأومأ بيده فقلت له فبقيت واحدة فقال : لي هات قلت فالاسم قال : محرَّم عليكم أن تسألوا عن ذلك ولا أقول هذا من عندي فليس لي أن أحلّل ولا أحرّم ، ولكن عنهعليه‌السلام ، فإنّ الأمر عند السلطان ، أنَّ أبا محمّد مضى ولم يخلف ولداً وقسم ميراثه وأخذه من لا حقَّ له فيه وهو ذا عياله يجولون ليس أحدٌ يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئاً وإذا وقع الاسم وقع الطلب فاتّقوا الله وأمسكوا عن ذلك.

________________________________________________________

« وإبنه » يعني محمّد بن عثمان وهو ثاني السفراء الأربعة و « فيك » متعلق بقول ، والسجدة للشكر ، والبكاء للسرور أو للحزن لفوت الإمامينعليهما‌السلام .

« واحدة » أي مسألة واحدة « هات » اسم فعل بمعنى أعطني المسألة « فالاسم » أي فما الاسم « فليس لي » كان الفاء للتعليل وضمير « عنه » للحجّةعليه‌السلام أي مأخوذ عنه ، والسلطان المعتمد العباسي محمّد بن المتوكّل ، صار خليفة يوم الخميس الثاني عشر من رجب سنة ستّ وخمسين ومائتين ، « وأخذه » أي الميراث « من لا حقَّ له » أي جعفر الكذّاب « يجولون » أي يتردّدون لحاجتهم « يجسرّ » أي يجترئ « أن يتعرف إليهم » أي يظهر معرفتهم ويألف بهم « أو ينيلهم » أي يعطيهم وهذا التعليل يعطي اختصاص تحريم الاسم بزمان الغيبة الصغرى ، لكن علل الشرع معرّفات ، ويمكن أن يكون للتحريم علل كثيرة بعضها غير مختصّة بزمان ، مع وقوع التصريح بالحرمة إلى خروجهعليه‌السلام ، ولا ريب أن الأحوط ترك التسمية مطلقا.

١٢

قال : الكلينيُّرحمه‌الله وحدثني شيخ من أصحابنا ذهب عنّي اسمه أنَّ أبا عمرو سأل عن أحمد بن إسحاق عن مثل هذا فأجاب بمثل هذا.

٢ - عليُّ بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر وكان أسن شيخ من ولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالعراق فقال : رأيته بين المسجدين وهو غلامعليه‌السلام .

٣ - محمّد بن يحيى ، عن الحسين بن رزق الله أبو عبد الله قال : حدَّثني موسى بن محمّد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر قال : حدَّثتني حكيمة ابنة محمّد بن عليّ وهي عمة أبيه أنها رأته ليلة مولده وبعدّ ذلك.

________________________________________________________

الحديث الثاني مجهول « رأيته » أي القائمعليه‌السلام بين المسجدين أي بين المكة والمدينة ، أو بين مسجديهما ، والمال واحد ، أو بين مسجدي الكوفة والسهلة ، أو بين السهلة والصعصعة كما صرّح بهما في بعض الأخبار ، « وهو غلام » أي لم تنبت لحيته بعد.

الحديث الثالث مجهول ، وضمائر « أبيه » و « رأته » و « مولده » للقائمعليه‌السلام .

والكلينيُّرحمه‌الله أجمل القصّة وهي طويلة مشهورة مذكورة في كتب الغيبة.

فمنها ما رواه الصدوق في كتاب إكمال الدين بهذا السند ، حيث رواه عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن رزق الله ، عن موسى بن محمّد بن القاسم ، قال : : حدَّثتني حكيمة بنت محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، قالت : بعث إلىّ أبو محمّد الحسن بن عليّعليهما‌السلام فقال : : يا عمّة اجعليّ إفطارك الليلة عندنا ، فإنها ليلة النصف من شعبان ، وإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجّة ، وهو حجّته في أرضه ، قالت : فقلت له : ومن أمّه ، قال : لي : نرجس ، قلت له : والله جعلني الله فداك ما بها أثر فقال : : هو ما أقول لك ، قالت : فجئت فلمّا سلّمت وجلست جاءت تنزع خفي وقالت لي : يا سيدتي كيف أمسيت؟ فقلت : بل أنت سيدتي وسيدة أهلي قالت : فأنكرت قولي وقالت : ما هذا يا عمة؟ قالت : فقلت لها : يا بنية إن الله سيهب لك في ليلتك هذه غلاماً سيّداً في الدنيا والآخرة ، قالت : فجلست واستحيت فلمّا أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي ، فرقدت فلمّا أن

١٣

________________________________________________________

كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ثمَّ جلست معقبة ثمَّ اضطجعت ثمَّ انتبهت فزعة وهي راقدة ، ثمَّ قامت فصلّت ونامت.

قالت حكيمة : فدخلتني الشكوك فصاح بي أبو محمّدعليه‌السلام من المجلس فقال : : لا تعجلي يا عمّة فإن الأمرّ قد قرب ، قالت : فقرأت : الم السّجدة ، ويس ، فبينما أنا كذلك إذا انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت : اسم الله عليك ثمَّ قلت لها : تحسين شيئاً؟ قالت : نعم يا عمّة فقلت لها : اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت لك قالت حكيمة ثمَّ أخذتني فترة وأخذتها فترة فانتبهت بحسّ سيّدي ، فكشفت الثوب عنه فإذا أنا بهعليه‌السلام ساجداً يتلقى الأرض بمساجده ، فضممتهعليه‌السلام فإذا أنا به نظيف منظف ، فصاح بي أبو محمّدعليه‌السلام هلمي إلى ابني يا عمّة ، فجئت به إليه فوضع يده تحت أليته وظهره ، ووضع قدميه على صدره ، ثمَّ أدلى لسانه في فيه وأمرّ يده على عينه وسمعه ومفاصله ثمَّ قال : : تكلّم يا بنيّ ، فقال : : أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثمَّ صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمةعليهم‌السلام حتى وقف على أبيه ثمَّ أحجم(١) .

ثمَّ قال : أبو محمّدعليه‌السلام : يا عمّة اذهبي به إلى أمه ليسلم عليها وائتيني به ، فذهبت به فسلم عليها ورددته ووضعته في المجلس ، ثمَّ قال : : يا عمّة إذا كان يوم السابع فأتينا ، قالت : فلمّا أصبحت جئت لأسلم على أبي محمّدعليه‌السلام فكشفت الستر لأفتقد سيّديعليه‌السلام فلم أره فقلت له : جعلت فداك ما فعل سيّدي؟ قال : : يا عمّة استودعناه الّذي استودعته أم موسىعليه‌السلام .

قالت حكيمة : فلمّا كان اليوم السابع جئت وسلّمت وجلست فقالت : هلمي إلى ابنيّ ، فجئت بسيّدي في الخرقة ففعل به كفعلته الأولى ، ثمَّ أدلى لسانه في فيه كأنه يغذيّه لبناً أو عسلا ثمَّ قال : : تكلّم يا بنيّ ، فقال :عليه‌السلام : أشهد أن لا إله إلّا الله

__________________

(١) أحجم عن الشيء : كف.

١٤

٤ - عليُّ بن محمّد ، عن حمدان القلانسيّ قال : قلت للعمريّ : قد مضى أبو محمّدعليه‌السلام فقال : قد مضى ولكن قد خلف فيكم من رقبته مثل هذا وأشار بيده.

٥ - عليُّ بن محمّد ، عن فتح مولى الزراري قال : سمعت أبا عليّ بن مطهّر يذكر أنّه قد رآه ووصف له قدَّه.

٦ - عليُّ بن محمّد ، عن محمّد بن شاذان بن نعيم ، عن خادم لإبراهيم بن عبدة النيسابوري أنها قالت كنت واقفة مع إبراهيم على الصفا فجاءعليه‌السلام حتى وقف على إبراهيم وقبض على كتاب مناسكه وحدّثه بأشياء.

٧ - عليُّ بن محمّد ، عن محمّد بن عليّ بن إبراهيم ، عن أبي عبد الله بن صالح أنّه

________________________________________________________

وثنّى بالصلاة على محمّد وعلى أمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين حتى وقف على أبيهعليه‌السلام ثمَّ تلا هذه الآية : «بسم الله الرحمن الرحيم وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ »(١) قال موسى : فسألت عقبة الخادم عن هذا فقال : صدقت حكيمة.

وفي روايات أخر عن حكيمة أنّها رأتهعليه‌السلام بعدّ ذلك مراراً ، وكانت تراهعليه‌السلام في أيّام إمامته أيضاً ، وكانت من السفراء وتسأل للناس المسائل ، وتأتي إليهم بجوابها ، وقد أوردت سائر الأخبار في ذلك في كتاب بحار الأنوار.

الحديث الرابع : مختلف فيه ، وقد مضى بعينه في الباب السابق.

الحديث الخامس : مجهول ، والقدّ : قامة الإنسان.

الحديث السادس : مجهول والنيسابور بالفتح معرّب نيشابور.

الحديث السابع : صحيح على الظاهر لأن محمّد بن عليّ هو ابن إبراهيم بن محمّد الهمداني وأبو عبد الله لعلّه هارون بن عمران ، لأنّ النجاشي قال : : محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن محمّد الهمداني وهو وكيل الناحية وأبوه وكيل الناحية وجدّه وكيل

__________________

(١) سورة القصص : ٥.

١٥

رآه عند الحجر الأسود والناس يتجاذبون عليه وهو يقول ما بهذا أمروا.

٨ - عليٌ ، عن أبي عليّ أحمد بن إبراهيم بن إدريس ، عن أبيه أنه قال : رأيتهعليه‌السلام بعدّ مضيّ أبي محمّد حين أيفع وقبّلت يديه ورأسه.

٩ - عليٌ ، عن أبي عبد الله بن صالح وأحمد بن النضر ، عن القنبريّ - رجل من ولد قنبر الكبير - مولى أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال : جرى حديث جعفر بن عليّ فذمّه ، فقلت له فليس غيره فهل رأيته فقال : لم أره ولكن رآه غيري قلت :

________________________________________________________

الناحية وابنه القاسم وكيل الناحية قال : : وكان في وقت القاسم بهمدان معه أبو عليّ بسطام بن عليّ والعزيز بن زهير ثلاثتهم وكلاء في موضع واحد بهمدان وكانوا يرجعون في هذا إلى أبي محمّد الحسن بن هارون الهمداني وعن رأيه يصدرون ومن قبله عن رأي أبيه أبي عبد الله هارون وكان أبو عبد الله وابنه أبو محمّد وكيلين ، انتهى.

وفي كثير من أخبار الغيبة مكان أبي عبد الله بن صالح ، محمّد بن صالح بن محمّد ، وفي إعلام الورى أنه كان من وكلاء القائمعليه‌السلام ويحتمل أن يكون هذا هو القنبري الّذي سيأتي ولو كان أبو عبد الله غير الأولين فالحديث مجهول.

« يتجاذبون عليه » أي يتنازعون ويجذب بعضهم بعضاً للوصول إلى الحجر ، « ما بهذا أمروا » أي بهذا التجاذب والتنازع ، فإن أمكن بدون ذلك الوصول إليه وإلّا فليكتف بالإيماء.

الحديث الثامن : مجهول.

يفع الغلام وأيفع ارتفع أو راهق العشرين.

الحديث التاسع مجهول.

مولى أبي الحسن صفة القنبري ، وقنبر الكبير هو مولى أمير المؤمنينعليه‌السلام ولا يبعدّ بقاء مولى الرضا إلى هذا الزمان ، ويحتمل أن يكون صفة قنبر وفي إكمال الدين محمّد بن صالح بن عليّ بن محمّد بن قنبر الكبير.

« فليس غيره » أي ليس من يمكن ظنّ الإمامة به غير جعفر ، وضمير « رأيته »

١٦

ومن رآه : قال : قد رآه جعفرٌ مرَّتين وله حديثٌ.

________________________________________________________

راجع إلى غيره « قد رآه جعفر » أي الكذّاب « مرَّتين وله حديث » أي قصّة معروفة في رؤيته.

وهي ما رواه الصدوق في إكمال الدين بإسناده عن القنبري قال : : خرج صاحب الزّمان على جعفر الكذّاب من موضع لم يعلم به عند ما نازع في الميراث عند مضي أبي محمّدعليه‌السلام فقال : له : يا جعفر ما لك تعرض في حقوقي؟ فتحيّر جعفر وبهت ، ثمَّ غاب عنه فطلب جعفر بعدّ ذلك في الناس فلم يره ، فلمّا ماتت الجدَّة أمّ الحسن أمرت أن تدفن في الدّار فنازعهم وقال : : هي داري لا تدفن فيها ، فخرجعليه‌السلام فقال : له : يا جعفر دارك هي ، ثمَّ غاب فلم يره بعدّ ذلك ، فهاتان هما المرتان اللتان وردتا في هذا الخبر.

لكن ورد في بعض الأخبار أنه رآهعليه‌السلام مرة أخرى أيضاً وهو ما رواه الصدوقرحمه‌الله أيضاً عن أبي الأديان قال : : كنت أخدم الحسن بن عليّ العسكريعليه‌السلام وأحمل كتبه إلى الأمصار ، فدخلت إليه في علته الّتي توفي فيها صلوات الله عليه فكتب معي كتبا وقال : : تمضي بها إلى المدائن فإنك ستغيب خمسة عشر يوماً فتدخل إلى سرّ من رأى يوم الخامس عشر وتسمع الواعية(١) في داري ، وتجدني على المغتسل ، قال : أبو الأديان : فقلت : يا سيّدي فإذا كان ذلك فمن؟ قال : : من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم بعدي ، فقلت : زدني فقال : : من يصلّي عليّ فهو القائم بعدي ، فقلت : زدني فقال : : من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي ، ثمَّ منعتني هيبته أن أسأله ما في الهميان وخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها ، ودخلت سرّ من رأى يوم الخامس عشر كما قال : ليعليه‌السلام ، فإذا أنا بالواعية في داره وإذا أنا بجعفر بن عليّ أخيه بباب الدّار والشيعة حوله يعزّونه ويهنّونه ، فقلت في نفسي : إن يكن الإمام فقد بطلت الإمامة لأني كنت أعرفه بشرب النبيذ ويقامرّ في الجوسق(٢)

__________________

(١) الواعية : الصراخ على الميّت.

(٢) الجوسق : القصر.

١٧

١٠ - عليُّ بن محمّد ، عن أبي محمّد الوجناني أنّه أخبرني عمّن رآه أنّه خرج من الدّار قبل الحادث بعشرة أيّام وهو يقول اللّهمّ إنّك تعلم أنّها من أحبّ البقاع لو لا الطرد ، أو كلام هذا نحوه

________________________________________________________

ويلعب بالطنبور فتقدّمت فعزّيت وهنّيت فلم يسئلني عن شيء ، ثمَّ خرج عقيد فقال : يا سيّدي قد كفّن أخوك فقم للصلاة عليه(١) فدخل جعفر بن عليّ والشيعة من حوله يقدّمهم السمان والحسن بن عليّ قتيل المعتصم المعروف بسلمة.

فلمّا صرنا بالدّار إذا نحن بالحسن بن عليّ صلوات الله عليه علىّ نعشه مكفّناً فتقدم جعفر بن عليّ ليصلّي على أخيه فلمّا هم بالتكبير خرج صبيّ بوجهه سمرة ،(٢) بشعره قطط بأسنانه تفليج فجبذ رداء جعفر بن عليّ وقال : : تأخر يا عم فأنا أحقَّ بالصلاة على أبي ، فتأخر جعفر وقد أربدّ وجهه(٣) فتقدّم الصبيّ فصلّى عليه ودفن إلى جانب قبر أبيه ، ثمَّ قال : : يا بصري هات جوابات الكتب التي معك فدفعتها إليه ، وقلت في نفسي : هذه اثنتان ، بقي الهميان ، ثمَّ خرجت إلى جعفر بن عليّ وهو يزفر(٤) فقال : له حاجز الوشاء : يا سيّدي من الصبيّ لنقيم عليه الحجة؟ فقال : : والله ما رأيته قط ولا عرفته ، إلى آخر الخبر.

الحديث العاشر : مجهول.

« عمّن رآه » أي القائمعليه‌السلام « قبل الحادث » أي وفاة أبي محمّدعليه‌السلام أو التجسس له من السلطان والتفحص عنه ووقوع الغيبة الصغرى « أنها » أي الدّار أو مدينة سرّ من رأى « لو لا الطرد » أي دفع الظالمين إياي.

__________________

(١) وفي المصدر « فقم فصلّ عليه ».

(٢) السمرة : ما بين السواد والبياض ، وبالفارسية « گندمگون ». وقط الشعر قط الشعر قططاً : كان قصيراً جعداً. والفلج - بالتحريك - تباعدّ ما بين الثنايا والرباعيات ، وفي وصف النبيّ (ص) كان مفلج الأسنان. وجبذ بمعنى جذب.

(٣) اربدّ وجهه : تغيّر.

(٤) زفر الرجل : أخرج نفسه مع مدّه يداه.

١٨

١١ - عليُّ بن محمّد ، عن عليّ بن قيس ، عن بعض جلاوزة السواد قال : شاهدت سيماء آنفاً بسرّ من رأى وقد كسرّ باب الدّار فخرج عليه وبيده طبرزين فقال : له - ما تصنع في داري فقال : سيماء إن جعفراً زعم أن أباك مضى ولا ولد له فإن كانت دارك فقد انصرفت عنك فخرج عن الدّار قال : : عليّ بن قيس فخرج علينا خادم من خدم الدّار فسألته عن هذا الخبر فقال : لي من حدَّثك بهذا ؟ فقلت له حدَّثني بعض جلاوزة السواد فقال : لي لا يكاد يخفى على الناس شيء.

١٢ - عليّ بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد الكوفيّ ، عن جعفر بن محمّد المكفوف ، عن عمرو الأهوازي قال : أرانيه أبو محمّدعليه‌السلام وقال : هذا صاحبكم.

١٣ - محمّد بن يحيى ، عن الحسن بن عليّ النيسابوريّ ، عن إبراهيم بن محمد

________________________________________________________

الحديث الحادي عشر : مجهول أيضا.

« الجلاوزة » بفتح الجيم وكسرّ الواو جمع الجلواذ بالكسرّ وهو الشرطي كتركي وجهني ، وهم طائفة من أعوان الولاة ، أو هم أوّل كتيبة تشهد الحرب ، والظاهر أنهم الذين يقال : لهم بالفارسية « يسأوّل » ويقال : لأرض العراق « السواد » لخضرتها وكثرة الأشجار فيها ، وفي القاموس : السواد من البلدة قرأها ، واسم رستاق العراق ، « وسيماء » بالكسرّ والمد اسم بعض خدم الخليفة بعثه لضبط الأموال لجعفر الكذّاب ، أو لتفحص أنه هل لأبي محمّدعليه‌السلام ولد أو بعض خدم جعفر ، وفي غيبة الشيخ بسيم ، فلمّا لم يفتحوا الباب كسره ، والطبرزين آلة معروفة للحرب والضرب ، وتعجب الخادم من انتشار الخبر لأن أهل الدّار كانوا يخفون ذلك تقية ، وسيماء يخفيه لمصلحة مولاه عن غيره.

الحديث الثاني عشر : ضعيف وقد مرّ في الباب السابق.

الحديث الثالث عشر : مجهول ، والظاهر أن ظريفاً كان خادم أبيهعليهما‌السلام وتفصيل هذه القصّة مرويّ في كشف الغمّة قال : : رأيته وهو في المهد ، فقال : ائتني

١٩

بن عبد الله بن موسى بن جعفر ، عن أبي نصر ظريف الخادم أنه رآه.

١٤ - عليُّ بن محمّد ، عن محمّد والحسن ابنيّ عليّ بن إبراهيم أنّهما حدَّثاه في سنة تسع وسبعين ومائتين ، عن محمّد بن عبد الرحمن العبدي ، عن ضوء بن عليّ العجليّ ، عن رجل من أهل فارس سمّاه أن أبا محمّد أراه إياه.

١٥ - عليُّ بن محمّد ، عن أبي أحمد بن راشد ، عن بعض أهل المدائن قال : كنت حاجّاً مع رفيق لي فوافينا إلى الموقف فإذا شابٌّ قاعدّ عليه إزار ورداء وفي رجليه نعل صفراء قوّمت الإزار والرداء بمائة وخمسين ديناراً وليس عليه أثر السفر فدنا منا سائل فرددناه فدنا من الشاب فسأله فحمل شيئاً من الأرض وناوله فدعا له السائل واجتهد في الدعاء وأطال فقام الشاب وغاب عنّا فدنونا من السائل فقلنا له ويحك ما أعطاك فأرانا حصاة ذهب مضرسة قدَّرناها عشرين مثقالاً فقلت لصاحبي مولانا عندنا ونحن لا ندري ثمَّ ذهبنا في طلبه فدرنا الموقف كله فلم نقدر عليه فسألنا كل من كان حوله من أهل مكة والمدينة فقالوا شابٌّ علويٌّ يحج في كل سنة ماشياً.

________________________________________________________

بصندل(١) أحمرّ فأتيته به فقال : لي : أتعرفني؟ قلت : نعم أنت سيّدي وابن سيّدي ، فقال : : لم أسألك عن هذا ، فقلت : فسرّ لي فقال : أنا خاتم الأوصياء وبي يرفع الله البلاء عن أهلي وشيعتي.

الحديث الرابع عشر : مجهول وقد مرّ مفصلاً في الباب السابق واقتصر هنا على قدر الحاجة وفي السند السابق كان عن الحسين ومحمّد ابنيّ عليّ بن إبراهيم وهنا عن محمّد والحسن ، وأحدهما تصحيف من النساخ فتفطن.

الحديث الخامس عشر : مجهول أيضاً « فوافينا » أي انتهينا ، وأصل الموافاة أداء الحقَّ بتمامه « إلى الموقف » أي عرفات « ويحك » نداء للتعجب « مضرّسة » أي كانت على هيئة الحصاة التي أخذها ذات أضراس « مولانا » أي القائمعليه‌السلام وإنّما عرفوا ذلك لظهور المعجز على يده صلوات الله عليه.

__________________

(١) الصندل : خشبة طيّب الرائحة ومرغوب فيه جدّا وهو من الأدوية ، أحرّه الأحمرّ ثمَّ الأصفر وأبرده الأبيض.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

٩٩٨٨ ـ أبو السائب : رجل من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

ذكره ابن مندة ، وقال : عداده في أهل المدينة ، ثم أسند من طريق عياش بن عباس ، عن بكير بن الأشج ، عن علي بن يحيى ، عن أبي السائب ـ رجل من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : صلى رجل ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ينظر إليه فلما قضى صلاته قال له : «ارجع فصلّ» (١) ثلاث مرات الحديث.

وتعقبه أبو نعيم بأن المحفوظ رواية إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، وداود بن قيس ، ومحمد بن غيلان ، وغيرهم ، كلّهم عن علي بن يحيى ، عن أبيه ، عن عمه رفاعة بن رافع. انتهى.

ولا يمتنع أن يكون لعلي بن يحيى فيه شيخان.

٩٩٨٩ ـ أبو سبرة الجعفي (٢) : هو يزيد بن مالك ـ سماه محمد بن عبد الله بن نمير. وتقدم حديثه في ترجمة ولده عبد الرحمن بن أبي سبرة.

٩٩٩٠ ـ أبو سبرة بن الحارث : وقيل أبو هبيرة ، بالهاء بدل السين ـ وتقدم في حرف الألف ذكره وقول من قال إنه أبو أسيرة.

٩٩٩١ ـ أبو سبرة بن أبي رهم (٣) بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري.

أحد السابقين إلى الإسلام ، وهاجر إلى الحبشة في الثانية ، ومعه أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو ، شهد بدرا في قول جميعهم ، وأمّه برّة بنت عبد المطلب عمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو أخو أبي سلمة بن عبد الأسد لأمه.

وذكر الزّبير بن بكّار أنه أقام بمكة بعد وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أن مات في خلافة

__________________

(١) أخرجه البخاري في صحيحه ١ / ١٩٢ ، ١٩٣ ، ٨ / ٦٩ ، ١٦٩ ومسلم ١ / ٢٩٨ كتاب الصلاة باب ١١ وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة وإنه إذا لم يحسن الفاتحة ولا أمكنه تعلمها حديث رقم ٤٥ ـ ٣٩٧ ، والترمذي ٢ / ١٠٣ كتاب أبواب الصلاة باب ١١٠ ما جاء في وصف الصلاة حديث رقم ٣٠٣ ، وأبو داود كتاب الصلاة باب ٣٣ والنسائي ٣ / ٥٩ كتاب السهو باب ٦٧ أقل ما يجزي من عمل الصلاة حديث رقم ١٣١٣ ، وابن ماجة ١ / ٣٣٦ كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها حديث رقم ١٠٦٠ ، وأحمد في المسند ٢ / ٣٤٥ ، ٣٧٢ ، والحاكم في المستدرك ١ / ٢٤١ والدارقطنيّ في السنن ١ / ٩٦ ، ابن خزيمة في صحيحه حديث رقم ٤٦١ ، ٥٩٠ ، والطبراني في الكبير ٥ / ٣٠ ، ٣٦.

(٢) الكنى والأسماء ١ / ٣٥ ، الطبقات الكبرى بيروت ١ / ٣٢٥.

(٣) الاستيعاب ت ٣٠٢٥.

١٤١

عثمان. قال الزبير : لا نعلم أحدا من أهل بدر رجع إلى مكة فسكنها غيره.

٩٩٩٢ ـ أبو سبرة : غير منسوب (١)

ذكره ابن مندة ، وأخرج من طريق يوسف بن السفر ، قال : قال الأوزاعي : حدثني قزعة ، قال : قدم علينا أبو سبرة صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت له : حدثني رحمك الله بحديث سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : سمعته يقول : «من صلّى الصبح فهو في ذمّة الله ، فاتّقوا الله أن يطلبكم بشيء من ذمّته» (٢).

٩٩٩٣ ـ أبو سبرة الجهنيّ : هو معبد بن عوسجة ـ تقدم (٣)

٩٩٩٤ ـ أبو سبرة : جد عيسى بن سبرة ـ تقدم في حبان : في الحاء المهملة ، قال البغويّ : أظنه سكن المدينة ، ثم ساق حديثه من طريق ابن أنيس عن عيسى بن سبرة عن أبيه ، عن جده.

٩٩٩٥ ـ أبو السبع بن عبد قيس الأنصاري (٤) : شهد بدرا ، واسمه ذكوان ـ تقدم.

٩٩٩٦ ـ أبو سروعة النوفلي (٥) : هو عقبة بن عامر عند الأكثر ـ وقد تقدم في الأسماء ، وقيل هو أخوه ، واسمه الحارث ، قاله العدوي ، وذكر أنه أسلم يوم الفتح ، وكذا قال الزبير وغيره.

واختلف في سينه فبالفتح عند الأكثر ، وقيل بالكسر والراء الساكنة ، وزعم الحميدي أنه رآه بخط الدارقطنيّ مضموم العين ، ولعلها كانت علامة الإهمال فظنها ضمة.

٩٩٩٧ ـ أبو سريحة : بمهملتين بوزن عظيمة. هو حذيفة بن أسيد (٦) ، بفتح الهمزة ـ تقدم.

٩٩٩٨ ـ أبو سعاد الجهنيّ (٧) : قيل اسمه جابر بن أسامة ، وقد تقدم في الأسماء ، وأنّ ابن ماكولا سماه ، وقيل هو الّذي بعده.

__________________

(١) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٧١ ، التاريخ الكبير ٩ / ٤٠.

(٢) أخرجه مسلم في المساجد (٢٦١).

(٣) أسد الغابة ت ٥٩٤١.

(٤) أسد الغابة ت ٥٩٤٥.

(٥) أسد الغابة ت ٥٩٤٦ ، الاستيعاب ت ٣٠٢٨.

(٦) أسد الغابة ت ٥٩٤٧ ، الاستيعاب ت ٣٠٢٩.

(٧) أسد الغابة ت ٥٩٤٨ ، الاستيعاب ت ٣٠٣٠.

١٤٢

٩٩٩٩ ـ أبو سعاد الحمصي (١) :

أخرج أبو زرعة في كتاب الزّهد من طريق حريز بن عثمان ، عن ابن أبي عوف ، قال : مر أبو الدرداء بأبي سعاد ، وهو من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبو سعاد يقول : سبحان الله لا يبيع شيئا ولا يشتري ، فقال أبو الدرداء : أخزن في دنياه ، ضيع في آخرته. فرق أبو عمر بينه وبين الجهنيّ ، وقال : هذا نزل حمص ، وذكر له هذا الحديث.

١٠٠٠٠ ـ أبو سعاد : رجل من جهينة ، آخر.

روى حديثه ابن جريج ، عن إسماعيل بن أمية ، عن معاذ بن عبد الله بن حبيب ، عن أبي سعاد ـ رجل من جهينة من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

وقال روح بن القاسم ، عن إسماعيل بن أمية بهذا السند ، عن أبي سعاد عقبة بن عامر.

قلت : وعقبة بن عامر الجهنيّ الصحابي المشهور قد تقدم في الأسماء ، واختلف في كنيته ، فقيل أبو حماد ، وهذا هو المشهور ، وقيل أبو عمر ، وقيل أبو عامر ، وقيل أبو سعاد. والله أعلم.

١٠٠٠١ ـ أبو سعدان : شامي غير مسمى ولا منسوب (٢).

ذكره أبو عمر ، فقال : روى عنه مكحول حديثا مرفوعا في الهجرة ، وقال الذهبي : سنده لين.

١٠٠٠٢ ـ أبو سعد الأنصاري : ثم الحارثي : محيصة بن مسعود.

١٠٠٠٣ ـ أبو سعد : عياض بن زهير الفهري.

١٠٠٠٤ ـ أبو سعد : سلمة بن أسلم بن حريش ـ تقدموا في الأسماء.

١٠٠٠٥ ـ أبو سعد الخير : ويقال أبو سعيد الخير.

قال ابن السّكن : له صحبة ، ويقال اسمه عمرو ، وقال أبو أحمد الحاكم : لا أعرف اسمه. ولا نسبه. وذكر أنه أبو سعيد الأنماري ، وليس كذلك ، فإن لهذا حديثين غير الحديث الّذي اختلف فيه في الأنماري ، بل هو أبو سعد أو أبو سعيد ، فأخرج الترمذي في العلل المفردة ، وابن أبي داود في الصحابة ، وأبو أحمد الحاكم عنه من طريق أخرى ، كلّهم من

__________________

(١) أسد الغابة ت ٥٩٤٩ ، الاستيعاب ت ٣٠٣١.

(٢) أسد الغابة ت ٥٩٥٦ ، الاستيعاب ت ٣٠٣٥.

١٤٣

طريق أبي فروة الرهاوي ، عن معقل الكندي ، عن عبادة بن نسي ، عن أبي سعيد (١) ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله لم يكتب الصّيام في اللّيل ، فمن صام فقد تعنّى (٢) ولا أجر له» (٣).

وأخرجه الدّولابيّ في «الكنى» من وجه آخر ، عن أبي فروة ، فقال : عن أبي سعد الخير الأنصاري. وفي رواية الحاكم أبي أحمد ، عن أبي سعد الخير. وأخرجه ابن مندة ، وقال : غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال الترمذي [٢٠١] : سألت محمدا ، يعني البخاري ، عنه ، فقال : لا أرى عبادة بن نسي سمع من أبي سعد الخير.

وأخرج الدّولابيّ في «الكنى» من طريق (٤) فراس الشّعباني أنهم كانوا في غزاة القسطنطينية زمن معاوية ، قال : وعلينا يزيد بن شجرة ، فبينا نحن عنده إذ مر أبو سعد الخير صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكر قصة ، فقال أبو سعد الخير : وأنا سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «توضّئوا ممّا مسّت النّار ...» (٥) الحديث.

وأخرجه الحاكم أبو أحمد من هذا الوجه ، فقال : أبو سعيد (٦) بزيادة ياء ، وأخرجه ابن مندة من وجه آخر على الوجهين وقال في سياقه : شهدت أبا سعد الخير قال ، وقال مرة : أبو سعيد الخير ، قال : والأكثر قالوا أبو سعد ، يعني بسكون العين ولم يشكوا.

١٠٠٠٦ ـ أبو سعد الأنصاري الزّرقيّ (٧) :

قال سعيد بن عبد العزيز وأبو أحمد الحاكم : له صحبة. وأخرج ابن ماجة من طريق يونس بن ميسرة ، قال : خرجنا مع أبي سعد الزرقيّ صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى شراء الضحايا ، فذكر الحديث.

وتردّد ابن أبي حاتم عن أبيه في صحبته ، ووقع في رواية الطبراني من طريق يونس المذكور خرجت مع أبي سعد الخير ، فإن كان محفوظا فهو الّذي قبله. وسيأتي له ذكر في ترجمة أبي سعيد زوج أسماء بنت يزيد.

__________________

(١) في أسعد.

(٢) يقال : عنيت وتعنّيت ، كلّ يقال ، ابن الأعرابي : عنا عليه الأمر أي شق عليه. اللسان ٤ / ٣١٤٦.

(٣) أخرجه ابن عدي في الكامل ٧ / ٢٧٢٥ والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٢٣٩٢٥ وابن حجر في فتح الباري ٤ / ٢٠٢.

(٤) في أمن طريق أبي فراس الشعبانيّ.

(٥) أخرجه من حديث أبي هريرة مسلم ١ / ٢٧٣ (٩٠ / ٣٥٢).

(٦) في أأبو سعيد الخير بزيادة ياء.

(٧) جامع التحصيل ٩٦٦ ، مراسيل الرازيّ ٢٥٠ الجرح والتعديل ٩ / ٣٧٧ ، الكنى والأسماء ١ / ٣٥.

١٤٤

١٠٠٠٧ ـ أبو سعد الأنماري (١) : ويقال أبو سعيد ـ يأتي.

١٠٠٠٨ ـ أبو سعد الساعدي (٢) :

ذكره ابن أبي داود ، وتبعه ابن شاهين في الصحابة ، وأخرج عنه من طريق أبي عمرو الأوزاعي ، حدثني يحيى بن أبي كثير ، حدثني قرة بن أبي قرة ، قال : رأى أبو سعد الساعدي رجلا يصلّي بعد العصر ، فقال له : لا تصل ، فإنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا تصلّوا بعد صلاة العصر» (٣).

وصوّب الدّارقطنيّ في «العلل» أنه أبو أسيد الساعدي ، وأن ابن أبي داود وهم فيه.

١٠٠٠٩ ـ أبو سعد بن فضالة الأنصاري (٤) : ويقال ابن أبي فضالة ، ويقال أبو سعيد ابن فضالة بن أبي فضالة.

ذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق. وقال ابن السكن : لا يعرف.

وأخرج التّرمذيّ وابن ماجة ، وابن خزيمة ، وابن حبّان ، والحاكم ، من طرق عبد الحميد بن جعفر ، عن أبيه ، عن زياد بن مينا ، عن أبي فضالة ، وكان من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال علي بن المديني : سنده صالح ، وقع عند الأكثر بسكون العين ، وبه جزم أبو أحمد الحاكم ، وقال : له صحبة ، لا أحفظ له اسما ولا نسبا. وفي ابن ماجة بالوجهين ، وفي الترمذي بزيادة الياء. وقال الذهبي في التجريد : أبو سعد بن أبي فضالة له حديث متصل في الكنى لأبي أحمد ، ثم قال : أبو سعيد بن فضالة ، ويقال أبو سعد ـ أخرج له الترمذي في الرياء ، كذا وجعله اثنين مع أن الحديث الّذي أخرجه الحاكم أبو أحمد هو الّذي أخرجه الترمذي بعينه ، ورأيته في الترمذي كما في الكنى للحاكم أبو سعد ـ بسكون العين ، وكذا ذكره البغوي في الكنى ، فقال أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري سكن المدينة ، ثم ساق حديثه بسنده إلى زياد بن نيار ، عن أبي سعيد بن أبي فضالة ، وكان من الصحابة ، قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إذا جمع الله الأوّلين والآخرين يوم القيامة ليوم لا ريب فيه

__________________

(١) أسد الغابة ت ٥٩٥١.

(٢) تهذيب الكمال ١٦٠٨ ، الكشف الحثيث ٤٧٢ ، تقريب التهذيب ٢ / ٤٢٧ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ١٠٦ ، الجرح والتعديل ٩ / ٣٧٨ ، المغني ٧٤٨٢ ، الكشف الحثيث ٨٦٨ ، المجروحين ٣ / ١٥٧ ، الضعفاء والمتروكين ١٣ فهرس ٢٣١.

(٣) ابن خزيمة (١٢٨٥) وابن حبان ذكره الهيثمي في الموارد (١٦٩٩) والبيهقي ٢ / ٤٥٩.

(٤) أسد الغابة ت ٥٩٥٤.

الإصابة/ج٧/م١٠

١٤٥

نادى مناد : من كان أشرك في عمله أحدا فليطلب ثوابه من عنده ، فإنّ الله أغنى الشّركاء عن الشّرك» (١).

وكذا أخرجه ابن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين ، عن محمد بن أبي بكر ، عن عبد الحميد. ووقع في الفوائد للصولي عن يحيى بن معين بهذا السند عن أبي سعيد بن فضالة بن أبي فضالة ، قال ابن عساكر : وهو وهم ، والصواب الأول ، وكذا أخرجه أحمد عن محمد أبي بكر ، وله رواية عن سهيل بن عمرو أيضا أخرجها ابن سعد.

١٠٠١٠ ـ أبو سعد بن وهب النضري (٢) : بفتح الضاد المعجمة ، من بني النضير إخوة قريظة.

قال ابن إسحاق في «المغازي» : لم يسلم من بني النضير سوى الرجلين : يامين بن عمرو بن كعب وأبي سعد بن وهب ، فأحرز أموالهما. وأخرج له ابن سعد حديثا عن الواقدي بسند له إلى أسامة بن أبي سعد بن وهب النضري ، عن أبيه ، قال : شهدت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقضي في سيل مهرور أن يحبس الأعلى عن الأسفل حتى يبلغ الكعبين ثم يرسل. ووقع في كلام أبي عمر أنه نزل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم قريظة ، وهو خطأ تعقّبه الرشاطي ، فإن قصة بني النّضير متقدمة على قصة بني قريظة بمدة طويلة.

١٠٠١١ ـ أبو سعد الأنصاري (٣).

روى حديثه ابن أبي فديك عن يحيى بن أبي خالد ، عن أبي سعد ، كذا قال أبو عمر مختصرا.

وقال ابن مندة : رواه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، عن يحيى بن أبي خالد ، عن ابن أبي سعد الأنصاري ، عن أبيه ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم إنه قال : «النّدم توبة» (٤).

__________________

(١) أورده ابن حجر في المطالب العالية ٤ / ٣٧٣ حديث رقم ٤٦٢٧ وعزاه لإسحاق ولأبي يعلى وأخرجه السيوطي في الدر المنثور ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة وابن أبي حاتم وابن مردويه ، والبيهقي في شعب الإيمان الدر المنثور ٥ / ٥٢ ، والمنذري في الترغيب والترهيب ١ / ٦٩.

(٢) الإكمال ١ / ٣٩٦٠.

(٣) ذيل الكاشف ١٨٢٥.

(٤) أخرجه ابن ماجة في السنن ٢ / ١٤٢٠ عن ابن معقل بلفظه كتاب الزهد (٣٧) باب ذكر التوبة (٣٠) حديث رقم ٤٢٥٢ قال البوصيري في الزوائد ٢ / ١٤٢٠ وقع عند ابن ماجة عبد الله بن عمر بن الخطاب قاله المنذري وقال بعد ذلك أي كما رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم في المستدرك ٤ / ٢٤٣ عن عبد الله بن مغفل بزيادة في أوله ورواه أيضا عن أنس بن مالك بلفظه قال الحاكم هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه قال الذهبي خ م قلت هذا من مناكير يحيى. والطبراني في الصغير ١ / ٣٣ ،

١٤٦

قلت : وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق ابن أبي فديك بهذا السند بلفظ : التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، والندم توبة (١).

وجزم أبو نعيم بأنه النضري المذكور قبله ، وليس بجيد. وجزم أبو بكر بأنه الّذي روى حديث : خير الأضحية الكبش الأدغم. وليس بجيد أيضا.

١٠٠١٢ ـ أبو سعد بن أوس بن المعلّى بن لوذان بن حارثة بن عدي الأنصاري الأوسي.

ذكره الطّبريّ في «الذّيل» ، وقال : توفي سنة أربع وتسعين. ويقال اسمه الحارث.

ذكر من يكنى أبا سعيد بزيادة ياء

١٠٠١٣ ـ أبو سعيد الخدريّ (٢) : سعد بن مالك بن سنان.

__________________

والبيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ١٥٤ وأبو نعيم في الحلية ٨ / ٢٥١ ، ٣١٢ ، وابن عساكر في التاريخ ٣ / ٣٤١ وابن عدي في الكامل ١ / ٢٠٣ ، ٤ / ١٣٢٩.

(١) أخرجه ابن ماجة في السنن ٢ / ١٤٢٠ بلفظه في كتاب الزهد باب (٣٠) ذكر التوبة حديث رقم ٤٢٥٠ قال السندي الحديث ذكره صاحب الزوائد في زوائده وقال إسناده صحيح ورجاله ثقات وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ١٥٤ ، وأبو نعيم في الحلية ٤ / ٢١٠ وأورده العجلوني في كشف الخفاء ١ / ٣٥١ وقال رواه ابن ماجة والطبراني في الكبير والبيهقي أ. ه. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٠١٤٩ ، ١٠١٧٤ ، ١٠٤٢٨.

(٢) طبقات خليفة ٩٦ ، تاريخ خليفة ٧١ ، التاريخ لابن معين ٢ / ١٩٣ ، المصنف لابن أبي شيبة ١٣ ، مسند أحمد ٣ / ٢ ، المحبر ٢٩١ ، التاريخ الكبير ٤ / ٤٤ ، التاريخ الصغير ١ / ١٠٣ ، المعارف ٢٦٨ ، الجامع الصحيح للترمذي ١ / ٢٦٢ ، المعرفة والتاريخ (انظر) فهرس الأعلام ٣١ / ٥٤٨ ، مقدمة مسند بقي بن مخلد ٨٠ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ١٦٦ ، تاريخ الطبري ٢ / ٥٠٥ ، سيرة ابن هشام ٢ / ٤٧ ، المغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) ٣ / ١١٧٦ ، السير والمغازي ٩٢ ، الجرح والتعديل ٤ / ٩٣ ، المنتخب من ذيل المذيل ٥٢٦ ، مشاهير علماء الأمصار رقم ٢٦ ، الثقات ٣ / ١٥٠ ، الكنى والأسماء للدولابي ٥٢٦ ، الثقات ٣ / ١٥٠ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٣٤ ، جمهرة أنساب العرب ٣٦٢ ، حلية الأولياء ١ / ٣٦٩ ، المعجم الكبير للطبراني ٦ / ٤٠ ، الأسامي والكنى للحاكم ٦ / ٢ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٦٣ ، ربيع الأبرار ٤ / ٣٢١ ، طبقات الفقهاء ٥١ ، الأنساب ٥ / ٥٨ ، تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ١١٠ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ١٥٤ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٢٣٧ ، الكامل في التاريخ ٢ / ١٥١ ، تهذيب الكمال ١٠ / ٢٩٤ ، تحفة الأشراف ٣ / ٣٢٦ ، العبر ١ / ٨٤ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ١٦٨ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٤١ ، الكاشف ١ / ٢٧٩ ، دول الإسلام ١ / ٥٤ ، الوافي بالوفيات ١٥ / ١٤٨ ، البداية والنهاية ٩ / ٣ ، مرآة الجنان ١ / ١٥٥ ، النكت الظراف ٣ / ٣٢٧ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٤٧٩ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٨٩ ، النجوم الزاهرة ١ / ١٩٢ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١١٥ ، شذرات الذهب ١ / ٨١ ، رجال مسلم ١ / ٢٣٢ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٥٥٢.

١٤٧

١٠٠١٤ ـ أبو سعيد العبشمي : عبد الرحمن بن سمرة.

١٠٠١٥ ـ أبو سعيد السعيدي : خالد بن أبي أحيحة سعد بن العاص.

١٠٠١٦ ـ أبو سعيد الأنصاري (١) : يزيد بن ثابت بن وديعة.

١٠٠١٧ ـ أبو سعيد المخزومي : المسيب بن حزن بن أبي وهب.

١٠٠١٨ ـ أبو سعيد المخزومي : عمر بن حريث.

١٠٠١٩ ـ أبو سعيد : كاتب الوحي ، زيد بن ثابت الأنصاري الخزرجي.

١٠٠٢٠ ـ أبو سعيد : رافع بن المعلى ، بدري استشهد بها ـ تقدموا في الأسماء ، ويقال اسم أبي سعيد بن المعلى الحارس بن أوس بن المعلى ، ويقال الحارس بن نفيع ، وقيل : بل هذا اسم الّذي بعده.

١٠٠٢٠ (م) ـ أبو سعيد بن المعلّى الأنصاري (٢) : آخر.

أخرج له البخاريّ من رواية حفص بن عاصم عنه ، وروى عنه عبيد بن حنين أيضا ، قال أبو عمر : من قال فيه رافع بن المعلى فقد وهم ، لأنه قتل ببدر ، وهذا أصح ما قيل فيه الحارث بن نفيع بن المعلى ، وأرخوا وفاته سنة أربع وسبعين ، وقيل سنة ثلاث ، قالوا : وعاش أربعا وستين سنة.

قلت : وهو خطأ ، فإنه يستلزم أن تكون قصته مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو صغير ، وسياق الحديث يأبى ذلك ، فإن في حديثه الّذي في الصحيح : كنت أصلي فمرّ بي النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فدعاني فلم آته حتى [٢٠٢] فرغت من صلاتي الحديث. وله حديث آخر أوله : كنا نغدو إلى السوق. قال أبو عمر : أمه أميمة بنت قرط بن خنساء ، من بني سلمة.

١٠٠٢١ ـ أبو سعيد الأنصاري (٣) : زوج أسماء بنت يزيد بن السكن ـ يقال اسمه سعيد بن عمارة ، ويقال عمارة بن سعيد ، ويقال عامر بن مسعود ، وهي الحاكم أبو أحمد

__________________

(١) الاستيعاب ت ٣٠٤٢.

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٦٠٠ ، طبقات خليفة ١٠١ ، تاريخ خليفة ٦٠ ، مسند أحمد ٣ / ٤٥٠ ، مقدمة مسند بقي بن مخلد ١٢٧ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٥٥ ، الجرح والتعديل ٣ / ٤٨٠ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦٠٨ ، تحفة الأشراف ٩ / ٢١٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٧٣ ، الكاشف ٣ / ٣٠٠ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ١٠٧ ، تقريب التهذيب ٢ / ٤٢٧ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٤٥٠ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٣٤ ، رجال البخاري ٢ / ٨٣٠ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٥٥٤.

(٣) أسد الغابة ت ٥٩٥٩ من الاستيعاب ٣٠٤٠.

١٤٨

القول الأخير ، وقال عامر بن مسعود : تابعي آخر يكنى أبا سعيد ، وأخرج ابن مندة من طريق محمد بن المهاجر بن زياد ، عن أبيه ـ أن أبا سعيد الأنصاري مرّ بمروان بن الحكم يوم الدار وهو صريع ، فقال : لو أعلم يا ابن الزرقاء أنه أنت لأجهزت عليك ، فحقدها عليه عبد الملك بن مروان ، فلما استخلف أتى به ، فقال : احفظ فيها وصية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : وما ذا قال؟ قال : «أقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم» (١). فتركه. قال : وكان أبو سعيد زوج أسماء بنت يزيد بن السكن ، ويقال إنه أبو سعيد الزّرقيّ الآتي ، وبه جزم المزي ، وجزم ابن مندة بالمغايرة بينهما ، ولعله أصوب.

١٠٠٢٢ ـ أبو سعيد : سعد بن عامر بن مسعود الزّرقيّ.

ذكره ابن السّكن ، وأخرج من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن مكحول ، قال : أرسل عبد الملك بن مروان إلى أبي سعيد سعد بن عامر بن مسعود الزرقيّ ، ويقال : إنه لقي النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسأله عن الهدي. وحدّث عن عائشة رضي الله تعالى عنها.

وأخرج النّسائيّ من طريق شعبة عن أبي العيص عن عبد الله بن مرة ، عن أبي سعيد الزّرقيّ الحديث في العزل.

روى عنه عبد الله بن مرّة ، ويونس بن ميسرة ، ومكحول الشامي. قال سعيد بن عبد العزيز : له صحبة. وقيل إنه الّذي يقال له أبو سعد الخير.

١٠٠٢٣ ـ أبو سعيد الأنماري (٢) : ويقال أبو سعد.

قال خليفة : هو من أنمار مذحج. قال أبو أحمد : لست أحفظ له اسما ولا نسبا ، وحديثه في أهل الشام ، ثم أورد من طريق مروان بن محمد ، عن معاوية بن سلام أخي زيد بن سلام ـ أنه سمع جده أبا سلام الخشنيّ قال : حدثني عبد الله بن عامر اليحصبي ، سمعت قيس بن حجر يحدّث عن عبد الملك بن مران ، قال : حدثني أبو سعيد الأنماري أنه سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ الله وعدني أن يدخل الجنّة من أمّتي سبعين ألفا بغير حساب ،

__________________

(١) أخرجه البخاري في صحيحه ٧ / ١٥١ في كتاب مناقب الأنصار باب ١١ قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أقبلوا من محسنهم حديث رقم ٣٧٩٩ ، ٣٨٠٠ ، ٣٨٠١ ، والطبراني في الكبير ١ / ١٧ ، وأحمد في المسند ٣ / ٢٤١ والبيهقي في السنن الكبرى ٦ / ٣٧١ ، وابن أبي شيبة في المصنف ١٢ / ١٥٩ والهيثمي في الزوائد ١٠ / ٣٦ ، وكنز العمال حديث رقم ٣٣٧٢٣ ، ٣٧٩٣٨.

(٢) الكنى والأسماء ١ / ٣٥.

١٤٩

ثمّ يشفع كلّ ألف لسبعين ألفا ، ويحثي لي بكفّيه ثلاث حثيات» (١).

قال قيس : فأخذت بتلابيب أبي سعيد فقلت : أنت سمعت هذا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟ قال : سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ووعاه قلبي ، ففعل ذلك ثلاثا ، قال أبو سعيد : فحسبت ذلك عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا هو أربعمائة ألف ألف وتسعون ألف ألف ، فقال : الله أكبر ، إن هذا لمستوعب مهاجرينا ونستعين بشيء من أعرابنا.

قلت : سنده صحيح ، وكلهم من رجال الصحيح إلا قيس بن حجر وهو شامي ثقة ، ولكن أخرجه الحاكم أبو أحمد أيضا من طريق أبي توبة عن معاوية بن سلام ، فقال : إن قيس بن حجر الكندي حدّث الوليد بن عبد الملك أنّ أبا سعيد الخير حدثه.

وأخرجه الطّبرانيّ من طريق أبي توبة عن معاوية ، فقال : إن أبا سعيد الأنماري ، وقيل قيس بن الحارث.

وأخرجه أيضا من وجه آخر عن الزبيدي ، عن عبد الله بن عامر ، فقال : عن قيس بن الحارث : إنّ أبا سعيد الخير الأنصاري حدثه ، فذكر طرفا منه. فمن هذا الاختلاف يتوقّف في الجزم بصحة هذا السند ، وجزم الخطيب في المؤتلف ، وتبعه ابن ماكولا بأنه أبو سعد الخير ، واسمه بجير ـ بموحدة ثم مهملة بوزن عظيم ، وسلف الخطيب في ذلك أبو الحسن بن سميع في طبقات الحمصيين ، فإنه ذكره كذلك فيمن سكن الشام من الصحابة وساق حديثه ابن جوصا كذلك.

١٠٠٢٤ ـ أبو سعيد : غير منسوب (٢)

أفرده الحاكم عن الّذي قبله ، فأخرج من طريق الوليد بن مسلم ، حدثنا ابن جابر ، حدثنا الحارث بن محمد الأشعري ، عن رجل يكنى أبا سعيد ، قال : قدمت من العالية إلى المدينة فما بلغتها حتى أصابني جهد ، فبينا أنا أمشي في سوق من أسواق المدينة إذ سمعت رجلا يقول لصاحبها : أشعرت أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قري الليلة ، فلما سمعت بالقرى وبي ما بي من الجهد أتيته ، فقلت : يا رسول الله ، أقريت الليلة؟ قال : «أجل». قلت : وما ذاك؟ قال : «طعام في صحنه». قلت : فما صنع فضله؟ قال : رفع. قلت : يا رسول الله ، في أول أمتك تكون أم في آخرها؟ قال : «في أوّلها ، ويلحقوني أفنادا» (٣). يعني يلحق بعضهم بعضا.

__________________

(١) أخرجه ابن حبان في صحيح حديث رقم ٢٦٤٢ والطبراني في الكبير ٨ / ١٨٧ وأحمد من المسند ٣ / ١٦٥ قال الهيثمي في الزوائد ١٠ / ٤٠٧ رواه أحمد والطبراني في الأوسط وإسناده حسن.

(٢) الاستيعاب ت ٣٠٣٧.

(٣) أفنادا : أي جماعات متفرّقين قوما بعد قوم واحدهم فند النهاية / ٣ / ٤٧٥.

١٥٠

وأخرجه ابن مندة من وجه آخر عن ابن جابر ، ولم يسق لفظه ، ورجاله ثقات.

١٠٠٢٥ ـ أبو سعيد بن زيد (١).

كذا وقع في المسند رواية القطيعيّ ، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، من طريق جابر الجعفي ، عن الشّعبي ، قال : أشهد على أبي سعيد بن زيد أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مرت به جنازة ، فقام ، ورواه الطبراني عن عبد الله بن أحمد بن حنبل بهذا السند ، فقال : أشهد على أبي سعيد الخدريّ. قال ابن الأثير : وكأنه أصح.

قلت : وليس كذلك ، بل ما ظنه وهما ، فقد رواه البغوي عن عبد الله بن أحمد كما وقع عند القطيعي ، ثم وجدت في مسند سعيد بن زيد أحد العشرة في مسند البزار ما نصه : حدثنا

١٠٠٢٦ ـ أبو سعيد : وقيل أبو سعد (٢) ـ روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «البرّ والصّلة وحسن الجوار عمارة الدّيار ، وزيادة في الأعمار» (٣). روى عنه أبو مليكة ، قاله أبو عمر. قال : وفيه نظر.

١٠٠٢٧ ـ أبو سعيد العبسيّ.

ذكر الواقديّ عن النضر بن سعيد العبسيّ عن أبيه عن جده ، قال : جعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم شعار بني عبس عشرة (٤).

١٠٠٢٨ ـ أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب (٥) بن هاشم الهاشمي ابن عمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأخوه من الرضاعة ، أرضعتهما حليمة السعدية.

قال ابن المبارك ، وإبراهيم بن المنذر ، وغيرهما : اسمه المغيرة ، وقيل اسمه كنيته ، والمغيرة أخوه (٦) ، وكان ممن يشبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومضى له ذكر مع عبد الله بن أبي أمية.

وأخرجه الحاكم أبو أحمد من طريق حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ،

__________________

(١) علل الدارقطنيّ ١٤ / ٦٧٠ ذيل الكاشف ١٨٢٧ تعجيل المنفعة ٤٨٩.

(٢) أسد الغابة ت ٥٩٦٥.

(٣) انظر تحقيقنا على كتاب ابن الجوزي البر والصلة.

(٤) في أعسرة.

(٥) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٧٣ الكنى للقمي ١ / ٨٦ ديوان النسائي ٦٠٥ الطبقات الكبرى بيروت الفهرس.

(٦) في أأبوه.

١٥١

قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أبو سفيان بن الحارث سيد فتيان أهل الجنة (١) ، قال حلقه الحلّاق بمنى وفي رأسه ثؤلول فقطعه فمات ، قال : فيرون أنه مات شهيدا ، هذا مرسل ، رجاله ثقات ، وكان أبو سفيان ممن يؤذي النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ويهجوه ويؤذي المسلمين ، وإلى ذلك أشار حسان بن ثابت في قصيدته المشهورة :

هجوت محمّدا فأجبت عنه

وعند الله في ذاك الجزاء (٢)

[الوافر]

ويقال : إنّ عليا علّمه لما جاء ليسلم أن يأتي النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم من قبل وجهه فيقول :( تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا ) [يوسف : ٩١] الآية ، ففعل فأجابه :( لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ ) [يوسف : ٩٢] الآية. فأنشده أبو سفيان :

لعمرك إنّي يوم أحمل راية

لتغلب خيل اللّات خيل محمّد (٣)

فكالمدلج الحيران أظلم ليله

فهذا أواني حين أهدى فأهتدي

[الطويل]

الأبيات.

وأسلم أبو سفيان في الفتح ، لقي النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو متوجّه إلى مكة فأسلم ، شهد حنينا ، فكان ممن ثبت مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

وأخرج مسلم من طريق كثير بن العباس بن عبد المطلب ، عن أبيه قصة حنين ، قال : فطفق النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم يركض بغلته نحو الكفار ، وأنا آخذ بلجامها أكفّها ، وأبو سفيان بن الحارث

__________________

(١) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٣٣٥٠ وعزاه لابن سعد عن عروة مرسلا أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٢٥٥ عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيد فتيان الجنة أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب الحديث وصححه وأقره الذهبي وابن عساكر في تاريخه ٤ / ١٣٣ ، وابن سعد في الطبقات الكبرى ٤ / ٣٩ ، عن هشام بن عروة عن أبيه.

(٢) البيت في ديوان حسان ٧٦ ، وفي الاستيعاب ص ١٢٦ :

هجوت مطهرا برا حنيفا

أمين الله شيمته الوفاء

وفي صحيح مسلم :

هجوت محمدا برّا نقيا

رسول الله شيمته الوفاء

وزاد ابن عساكر ج ٤ / ١٢٧

هجوت محمدا برّا حنيفا

رسول الله شيمته الوفاء

وانظر أسد الغابة ترجمة رقم (٥٩٦٦).

(٣) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (٣٠٤٢) ، وأسد الغابة ترجمة رقم (٥٩٦٦).

١٥٢

آخذ بركابه ، فقال : يا عباس ، ناد : يا أصحاب الشجرة الحديث.

وأخرجه الدّولابيّ من حديث أبي سفيان بن الحارث بسند منقطع ، ويقال إنه لم يرفع رأسه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حياء منه.

وذكر محمد بن إسحاق له قصيدة رثى بها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم لما مات يقول فيها :

لقد عظمت مصيبتنا وجلّت

عشيّة قيل قد مات الرّسول

[الوافر]

وقد أسند عنه حديث أخرجه الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، وابن قانع من طريق سماك بن حرب : سمعت شيخا في عسكر مدرك بن المهلب بسجستان يحدّث عن أبي سفيان بن الحارث ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يقدّس الله أمّة لا يأخذ الضّعيف فيها حقّه من القويّ». وسنده صحيح ، لو لا هذا الشيخ الّذي لم يسم.

وأنشد له أبو الحسن ، مما قاله يوم حنين :

إنّ ابن عمّ المرء من أعمامه

بني أبيه قوّة من قدّامه

فإنّ هذا اليوم من أيّامه

يقاتل الحرميّ عن إحرامه

يقاتل المسلم عن إسلامه

[الرجز]

الأبيات.

وذكر عمر بن شبّة في أخبار المدينة عن عبد العزيز بن عمران ، قال : بلغني أنّ عقيل بن أبي طالب رأى أبا سفيان يجول بين المقابر ، فقال : يا ابن عمي ، ما لي أراك هنا؟ قال : أطلب موضع قبري ، فأدخله داره ، وأمر بأن يحفر في قاعها قبرا ، ففعل فقعد عليه أبو سفيان ساعة ثم انصرف ، فلم يلبث إلا يومين حتى مات ، فدفن فيه. ويقال : إنه مات سنة خمس عشرة في خلافة عمر فصلى عليه ، ويقال سنة عشرين ، ذكره الدارقطنيّ في كتاب الإخوة.

ووقع عند البغويّ في ترجمته أنه أخرج من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم الأعور ، قال : أول من بايع تحت الشجرة أبو سفيان بن الحارث ، ولم يصب في ذلك ، فقد أخرجه غيره من هذا الوجه ، فقال : أبو سنان بن وهب ، وهو الصواب ، وهو المستفيض عند أهل المغازي كلّهم. واسم أبي سنان عبد الله. وقد تقدم في العبادلة ، وتأتي قصته قريبا في أبي سنان.

١٥٣

١٠٠٢٩ ـ أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس (١) ، مشهور باسمه وكنيته ، ويكنى أبا حنظلة. تقدم في الأسماء.

١٠٠٣٠ ـ أبو سفيان : سراقة بن مالك (٢) ـ مشهور باسمه.

١٠٠٣١ ـ أبو سفيان : مدلوك ـ تقدما (٣) في الأسماء.

١٠٠٣٢ ـ أبو سفيان بن الحارث : لم يسمّ ولم ينسب رفيق بريدة.

ذكر ابن إسحاق أنه استشهد بأحد ، أورده المستغفري من طريقه ، واستدركه أبو موسى ، ولعله الّذي بعده.

١٠٠٣٣ ـ أبو سفيان بن الحارث بن قيس (٤) بن زيد بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف [الأنصاري الأوسي] (٥).

ذكر العدويّ أنه استشهد بأحد ، وذكر ابن الكلبي أنه شهد بدرا ، وقال البلاذري : كان يقال له أبو البنات فلما كان بأحد قال : أقاتل ثم أرجع إلى بناتي ، فلما انهزم المسلمون قال : اللهمّ إني لا أريد أن أرجع إلى بناتي ، ولكن أريد أن أقتل في سبيلك ، فقتل ، فأثنى عليه النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بذلك.

١٠٠٣٤ ـ أبو سفيان : غير منسوب.

روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عمرة في رمضان تعدل حجّة». روعي عنه ابنه عبد الله ، ذكره أبو عمر ، فقال : إسناده مدني.

١٠٠٣٥ ـ أبو سفيان بن حويطب بن عبد العزى القرشي العامري (٦)

قال أبو عمر : أسلم مع أبيه يوم الفتح ، وقتل هو يوم الجمل.

١٠٠٣٦ ـ أبو سفيان بن أبي وداعة السهمي : اسمه عبد الله ـ تقدم.

١٠٠٣٧ ـ أبو سفيان السدوسي.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٥٩٦٨ ، الاستيعاب ت ٣٠٤٦.

(٢) الكنى والأسماء ١ / ٧١ و ٧٣ المصباح المضيء الفهرس.

(٣) أسد الغابة ت ٥٩٧١ ، الاستيعاب ت ٣٠٤٨.

(٤) أسد الغابة ت ٥٩٦٧ ، الاستيعاب ت ٣٠٤٤.

(٥) سقط من أ. وجاء بعدها : بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي.

(٦) الاستيعاب ت ٣٠٤٥.

١٥٤

قال ابن مندة : روى أبو موسى محمد بن المثنى عن عمرو بن سفيان عن أبيه عن جده ، قال : أصبحت مشركا وأمسيت مسلما.

١٠٠٣٨ ـ أبو سفيان بن محصن الأسدي (١).

وقع في نسخة أحمد بن خازم ، بالمعجمتين ، رواية عبد الله بن لهيعة عنه عن صالح مولى التّوأمة ، عن عدي مولى أم قيس بنت محصن ، عن أبي سفيان بن محصن ، قال : رمينا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الجمرة يوم النّحر ، ثم لبست القميص ، فقال لنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تلبس قميصا بعد هذا اليوم حتّى تفيض».

أخرجه ابن مندة ورواه إبراهيم بن أبي علي ، عن صالح ، عن عدي ، عن أبي سفيان. أخرجه أبو نعيم ورجّحه بناء منه على أنه أبو سنان بن وهب بن محصن ، وفيه نظر ، لأنّ أبا سنان قيل إنه مات في حصار قريظة ، وذلك قبل حجة الوداع بمدة طويلة ، فالظاهر أنّ الأول أولى ، فكأنه عمه ، ولا مانع أن يرويا جميعا قصة واحدة.

١٠٠٣٩ ـ أبو سفيان القرشي : أحد عمال عمر.

تقدم ذكره في أوس بن خالد بن يزيد الطائي ، وأنه قتل في عهد عمررضي‌الله‌عنه . وقد تقدم أنه لم يبق في حجة الوداع قرشي إلا أسلم وشهدها.

١٠٠٤٠ ـ أبو سفيان : [بن وهب] (٢) بن ربيعة (٣) بن أسد بن صهيب بن مالك بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي.

ذكره ابن حبّان في الصحابة ، وأنه شهد بدرا ، وتبعه المستغفري ، ويحتمل أن يكون هو أبا سنان بن وهب بن محصن وقع في اسمه تصحيف وفي نسبه تغيير ، وإلا فهو آخر من أقاربهم.

١٠٠٤١ ـ أبو سكينة (٤) : مصغرا ، وقيل بفتح أوله.

ذكره عبد الصّمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة ، وقال : اسمه محلم بن سوار ، وقال البغويّ : سكن الشام. وقال ابن مندة : لا يثبت ، ثم ساق حديثه من طريق

__________________

(١) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٧٤.

(٢) سقط في أ.

(٣) الثقات ٣ / ٤٥١ ، خلاصة تذهيب ٣ / ٢٢١ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٧٤.

(٤) الجرح والتعديل ٩ / ٣٨٧ ، مجمع ٣ / ١٠٤ ، ريحانة الأدب ٧ / ١٣٩ ، جامع التحصيل ٩٦٨ ، مراسيل الرازيّ ٢٥١ ، محجم رجال الحديث ٢١ / ١٧٥.

١٥٥

يزيد بن ربيعة عن بلال بن سعد ، سمعت أبا سكينة ، وكان من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكر حديثا في فضل العتق.

ومن هذا الوجه أخرجه ابن الجارود ، والباوردي ، وابن السكن ، ويزيد ضعيف. وقد جاء عنه من طرق عن أبي توبة عن يزيد ليس فيها أنه من الصحابة ، منها عند البغوي عن زهير بن محمد ، عن أبي توبة. وذكره أبو عمر بوزن طريقة ، وزاد أوله الألف واللام ، فقال أبو السّكينة ، قال ابن فتحون : تبع في ذلك أبا أحمد الحاكم.

١٠٠٤٢ ـ أبو سلافة : في هو الّذي بعده.

١٠٠٤٣ ـ أبو سلالة (١) : بضم أوله ولامين الأولى خفيفة ، الأسلمي ، ويقال أبو سلافة بالفاء بدل اللام ، وقيل بالميم بدلها. قال أبو عمر ـ تبعا لأبي حاتم : حديثة عند حكّام بن سلم ، عن عنبسة بن سعيد ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عبد الله ، [عنه. وهذا مأخوذ من كلام البخاري في الكنى المفردة ، فقال : قال حكام ، عن عنبسة بن سعيد ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عبد الله] (٢) ، عن أبي سلالة الأسلمي ، قال : قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سيكون عليكم أئمة يحدّثونكم فيكذبونكم».

وأورده أبو أحمد الحاكم ، من طريق البخاري ، ووصله ابن مندة من طريق أبي حاتم الرازيّ ، عن يوسف بن موسى ، عن حكام.

وكذا أخرجه ابن الجارود ، عن أبي حاتم الرازيّ ، لكن نسبه سلميّا. قال أبو موسى : قال ابن مندة مرة أخرى : أبو سلامة ، وقال الطبراني أبو سلام. وتعلق به أبو موسى فاستدركه.

قلت : جزم البغويّ وأبو عليّ بن السّكن بأنه أبو سلامة. وقال ابن السكن : له صحبة ، ثم ساق ابن السّكن من طريق عبد الرحمن بن شريك ، عن أبيه ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن أبيه ، قال : نزل بنا أبو سلامة السلمي فأضفناه شهرين ، فحدثنا أنه سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «سيكون عليكم أمراء أرزاقكم بأيديهم فيمنعونكم منها حتّى تصدّقوهم بكذبهم ، وتعينوهم على ظلمهم ، فأعطوهم الحقّ ما قبلوه منكم ، فإن غادروه فقاتلوهم ، فمن قتل على ذلك فهو شهيد» (٣).

__________________

(١) الجرح والتعديل ٩ / ٣٨٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٧٤ ، التاريخ الكبير ٩ / ٤١.

(٢) سقط في أ.

(٣) أورده الهيثمي في الزوائد ٥ / ٢٣١ عن أبي سلالة ولفظه سيكون عليكم أئمة يملكون أرزاقكم يحدثونكم

١٥٦

وأورده البغويّ عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن شريك ، عن منصور ، عن عبيد الله بن علي ، عن أبي سلامة السلامي ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أوصي امرأ بأمّه ...» (١) الحديث.

ورأيته في نسخة معتمدة من كتاب ابن السكن بالفاء بدل الميم ، والسلمي بدل الأسلمي ، وفي نسخة من البغوي السلامي ، وممن ذكر أنه أبو سلالة بلامين أبو عبيد الله المرزباني في كتاب السيرة العادلة ، وممن نسبه سلميّا الباوردي. فالله أعلم.

١٠٠٤٤ ـ أبو سلامة السلامي : ذكر في الّذي قبله.

١٠٠٤٥ ـ أبو سلّام (٢) : بفتح أوله وتشديد اللام ، خادم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

قال أبو أحمد الحاكم : عداده في موالي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وله صحبة. وذكره خليفة بن خياط في تسمية الصحابة من موالي بني هاشم. وساق الحاكم من طريق مسعر : حدثني أبو عقيل ، عن سابق بن ناجية ، عن أبي سلام خادم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «ما من مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي : رضيت بالله ربّا ...» (٣) الحديث. وفيه : «إلّا كان حقّا على الله أن يرضيه».

وأخرجه ابن أبي شيبة ، عن محمد بن بشر ، عن مسعر هكذا. وأخرجه البغوي عن أبي بكر. وقد أخرجه أبو داود والنسائي ، من طريق شعبة ، عن أبي عقيل ، عن سابق ، عن أبي سلام ـ أنه كان في مسجد حمص فمرّ به رجل ، فقالوا : هذا خدم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقام إليه ، فقال : حدثني ، فذكر هذا الحديث نحوه.

وأخرجه النّسائيّ والبغويّ أيضا ، من طريق هشيم ، عن أبي عقيل هاشم بن بلال ،

__________________

فيكذبون الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٤٨٧٦ وعزاه للطبراني في الكبير عن أبي سلالة.

(١) أخرجه ابن ماجة في السنن ٢ / ١٢٠٦ كتاب الأدب باب (١) بر الوالدين حديث رقم ٣٦٥٧ قال البوصيري في زوائد ابن ماجة ٢ / ١٢٠٦ قد نبه في الزوائد على أن الحديث مما انفرد به المصنف لكن لم يتعرض لإسناده وقال ليس لأبي سلامة هذا عند المصنف سوى هذا الحديث وليس له شيء من بقية الكتب وأحمد في المسند ٤ / ٣١١ ، والحاكم في المستدرك ٤ / ١٥٠ والبيهقي في السنن الكبرى ٤ / ١٧٩ ، والطبراني في الكبير ٤ / ٢٦٠ وابن أبي شيبة في المصنف ٨ / ٣٥٣ ، والسيوطي في الدر المنثور ٤ / ١٧٣ أوصى أبو أمامة بأمي وخالتي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

(٢) تقريب التهذيب ٢ / ٤٣٣ ، خلاصة التذهيب ٣ / ٢٢٣ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ١٢٥ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦١٣ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨٦ ، بقي بن مخلد ٨٦١ الكاشف ٣ / ٣٤٤ ، العقد الثمين ٨ / ٥١ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٧٥.

(٣) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة حديث رقم ٥٦ مكرر.

١٥٧

قال : حدثنا سابق بن ناجية ، عن أبي سلام ، قال : مرّ بنا رجل أشعث ، فقيل : هذا قد خدم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت له : خدمت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟ فقال : نعم. فقلت له : حدثني عنه بحديث لم يتداوله بينك وبينه أحد. قال : سمعته يقول : «من قال حين يصبح ...» الحديث.

وعلى هذا فأبو سلام رواه عن الخادم والخادم مبهم.

وقد أخرجه أبو داود في العلم من طريق شعبة حديثا آخر ، قال فيه : عن شعبة بهذا السند ، عن أبي سلام ، عن رجل خدم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم . وقد وقع في هذا السند خطأ آخر بيّنته في ترجمة سابق من حرف السين من القسم الأخير. وحديث شعبة في هذا هو المحفوظ ، وأبو سلام المذكور هو ممطور الحبشي ، وهو تابعي ، وإنما لم أذكر هذه الترجمة في القسم الأخير لعدّ خليفة في موالي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا سلام ، فلعله آخر لم يرو شيئا بخلاف صاحب الترجمة.

١٠٠٤٦ ـ أبو سلامة الثقفي (١) :

ذكر في الصحابة ، قيل اسمه عروة ـ هكذا أورده ابن عبد البر.

١٠٠٤٧ ـ أبو سلامة السلمي : ويقال الحبيبي ، اسمه خداش.

ولا يعرف إلا بحديث واحد : أوصى امرأ بأمّة الحديث ، قاله أبو عمر.

قلت : روى الحديث أحمد وابن ماجة وغيرهما ، من طريق منصور ، عن عبيد بن علي ، عن أبي سلامة. وقد أشرت إلى ذلك في حرف الخاء المعجمة. وأخرجه الدولابي من طريق شيبان عن منصور ، فزاد بين عبيد وأبي سلامة عرفطة السلمي.

١٠٠٤٨ ـ أبو سلمة بن سفيان بن عبد الأسد ابن أخي الّذي بعده.

مات أبوه كافرا قبل بدر كما تقدم في ترجمة أخيه الأسود ، وأم هذا أم جميل بنت المغيرة بن أبي العاص بن أمية ، وله عقب منهم محمد بن عبد الرحمن بن أبي سلمة بن سفيان المعروف بالأوقص قاضي المدينة في زمن موسى الهادي ، ثم ولي قضاء بغداد بعد الرشيد ، ذكره الزبير بن بكار.

١٠٠٤٩ ـ أبو سلمة بن عبد الأسد (٢) بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٥٩٧٦ ، الاستيعاب ت ٣٠٥٢.

(٢) تهذيب الكمال ١٦١ ، الطبقات الكبرى بيروت الفهرس ، تقريب التهذيب ٢ / ٤٣٠ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ١١٥.

١٥٨

أحد السابقين إلى الإسلام ، اسمه عبد الله. وتقدم في الأسماء.

١٠٠٥٠ ـ أبو سلمة : غير منسوب (١)

قال أبو أحمد الحاكم : له صحبة ، وأثنى عليه في خلافته لما شكته إليه امرأته ، فأخرج أبو بكر بن أبي عاصم ، وأبو أحمد الحاكم من وجهين ، عن حماد بن زيد ، عن معاوية بن قرّة المزني ، قال : أتيت المدينة في زمن الأقط والسمن ، والأعراب يأتون بالبر ، فإذا رجل طامح بصره ينظر إلى الناس ، فظننت أنه غريب ، فدنوت فسلمت عليه فرد عليّ السلام ، وقال لي : من أهل هذه البلدة أنت؟ قلت : نعم ، وجلست معه ، فقلت : من أنت؟ قال : من بني هلال ، واسمي كهمس ، ثم قال لي : ألا أحدثك حديثا شهدته من عمر بن الخطاب؟ فقلت : بلى. فقال : بينما نحن جلوس عنده إذ جاءته امرأة فجلست إليه ، فقالت : يا أمير المؤمنين ، إن زوجي كثر شرّه ، قلّ خيره. فقال لها : ومن زوجك؟ قالت : أبو سلمة. قال : إن ذلك لرجل له صحبة ، وإنه لرجل صدق. ثم قال عمر لرجل عنده جالس : أليس كذلك؟ قال : لا نعرفه يا أمير المؤمنين إلا بما قلت. فذكر الحديث. وقد تقدم بعضه في ترجمة كهمس.

١٠٠٥١ ـ أبو سلمة : غير منسوب ، آخر.

ذكره الحاكم أبو أحمد مغايرا للذي قبله ، وساق من طريق أحمد بن عبد الله بن حكيم ، قال : قال إبراهيم الخزاعي : أبو سلمة روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «قال الشّيطان لا ينجو منّي صاحب المال ...» الحديث.

١٠٠٥٢ ـ أبو سلمة : جدّ عبد الحميد بن سلمة (٢).

ذكره البغويّ في الكنى ، وأخرج هو وابن ماجة من طريق عثمان البتّي ، عن عبد الحميد بن سلمة ، عن أبيه ، عن جده ـ أنّ أبويه اختصما إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم أحدهما مسلم والآخر كافر ، فخيّره فتوجّه إلى المسلم الحديث.

وقد تقدم موضحا في سلمة من حرف السين المهملة ، ووقع عند البغوي من وجه آخر عن عثمان البتّي عن عبد الحميد بن أبي سلمة عن أبيه ، عن جده ، فترجم لوالد أبي سلمة ، وليس بجيد ، فإن المحفوظ فيها عبد الحميد بن سلمة ، وفي قول [٢٠٥] من قال عبد الحميد بن أبي سلمة ـ بزيادة أبي ـ غلط محض.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٥٩٨٠ ، الاستيعاب ت ٣٠٥٥.

(٢) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٧٥.

١٥٩

١٠٠٥٣ ـ أبو سلمى الراعي (١) : خادم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . يقال اسمه حريث.

وقع مسمّى عند ابن مندة وغيره. تقدم في الأسماء. ووقع حديثه عند البغوي بعلوّ غير مسمّى ولا مكنّى ، ثم أخرجه من طريق أبي سلام الأسود قال : حدثنا أبو سلمى.

١٠٠٥٤ ـ أبو سلمى : غير منسوب (٢)

ذكره ابن أبي حاتم قال : قلت لأبي : روى السري بن يحيى؟ قال : قال أبو سلمى : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرأ في صلاة الغداة :( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) [التكوير : ١]. فقال : قلت لحسن بن عبد الله : لقي السري هذا الشيخ؟ فقال : نعم ، وهكذا ذكره أبو عمر نقلا من كتاب ابن أبي حاتم ، وقد ذكره أبو أحمد الحاكم فقال : أبو سليمان ، أو أبو سلمى ، ثم قال : أبو سليمان أو أبو سلمى في هذا الحديث وهم ، ولست أدري ممّن جاء ، ولا أعرف للسري بن يحيى سماعا ولا رواية عن أحد الصحابة.

وقد روى هذا الحديث أبو الوليد الطّيالسيّ : حدثنا السّري بن يحيى ، حدثنا أبو سليم العنزي ، حدثني رجل من عنزة أنه سمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بهذا أخبرنيه إبراهيم بن محمد الفرائضي ، حدثنا سليم بن سيف ، حدثنا أبو الوليد ، فذكره.

وهو الصواب ، ويقال : إن أول هذا مضموم بخلاف الّذي قبله.

١٠٠٥٥ ـ أبو سليط الأنصاري البدري (٣) : يقال اسمه أسير ، وقيل بزيادة هاء في آخره ، ويقال أسيد ، وقيل أنيس ، وقيل أنيس ـ مصغرا ، وقيل سبرة.

مشهور بكنيته ، مذكور في البدريّين بها ، وله رواية أخرجها أحمد والبغوي ، من طريق ابن إسحاق : حدثني عبد الله بن عمرو بن ضمرة الفزاري ، عن عبد الله بن أبي سليط ، عن أبيه ، قال : أتانا نهي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن أكل لحوم الحمر الإنسية والقدور تفور ، فكفأناها على وجوهها.

١٠٠٥٦ ـ أبو سليمان : خالد بن الوليد المخزومي سيف الله.

١٠٠٥٧ ـ أبو سليمان : مالك بن الحويرث الليثي ـ تقدما في الأسماء.

__________________

(١) تقريب التهذيب ٢ / ٤٣٠ ، الثقات ٣ / ٤٥٨ ، خلاصة تذهيب ٣ / ٢٢١ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦١٠ ، الجرح والتعديل ٩ / ٣٨٦ ، بقي بن مخلد ٤٦٩ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٨ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٧٥.

(٢) الجرح والتعديل ٩ / ٣٨٦ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٧٥.

(٣) أسد الغابة ت ٥٩٨٤ ، الاستيعاب ت ٣٠٥٩.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380