مرآة العقول الجزء ٤

مرآة العقول5%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 380

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 380 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 14774 / تحميل: 6740
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٤

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ » قال : الخنس إمام يخنس في زمانّه عند انقطاع من علمه عند الناس سنة ستين ومائتين ثمَّ يبدو كالشهاب الواقد في ظلمة الليل فإن أدركت ذلك قرت عينك.

٢٤ - عليّ بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن أيوب بن نوح ، عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام قال : إذا رفع علمكم من بين أظهركم فتوقّعوا الفرج من تحت أقدامكم.

٢٥ - عدَّة من أصحابنا ، عن سعدّ بن عبد الله ، عن أيّوب بن نوح قال : قلت

________________________________________________________

« عند انقطاع من علمه عند الناس » أي لا يعلم المخالفون أو أكثر الناس وجوده ، ويحتمل أن يكون « من » تبعيضية.

الحديث الرابع و العشرون : مرسل.

« إذا رفع علمكم » بالتحريك أي إمامكم الهادي لكم إلى طريق الحقَّ وربما يقرأ بالكسرّ أي صاحب علمكم ، أو أصل العلم باعتبار خفاء الإمام فإن أكثر الخلق في ذلك الزّمان في الضلالة والجهالة ، والأوّل أظهر ، وتوقع الفرج من تحت الأقدام ، كناية عن قربّه وتيسرّ حصوله ، فإن من كان شيء تحت قدميه إذا رفعهما وجدّه ، فالمعنى انّه لا بد أن تكونوا متوقعين للفرج كذلك وانّ كان بعيداً ، أو يكون المراد بالفرج إحدى الحسنيين كما مر.

ويحتمل مع قراءة العلم بالكسرّ حمله على حقيقته ، فإن مع رفع العلم بين الخلق وشيوع الضلالة لا بد من ظهورهعليه‌السلام كما مرّ انّهعليه‌السلام يملأ الأرض قسطا وعدلاً بعدّ ما ملئت ظلماً وجوراً.

وقيل : توقع الفرج من تحت الأقدام كناية عن الإطراق وترك الالتفات إلى أهل الدنيا بالتواصي بالصبر فانّه مفتاح الفرج والخير كله ، وهو بعيد.

الحديث الخامس و العشرون : مرسل كالصحيح ، لأن هذه العدَّة غير معلوم رجالها ، لكنّ الظاهر أن فيهم محمّد بن يحيى العطار فانّه الراوي عن سعدّ غالباً في سند الصّدوق ، ورواية الكلينيُّ بواسطة عن سعدّ وانّ كان نادراً لانّه يروي عنه أحمد

٦١

لأبي الحسن الرضاعليه‌السلام إني أرجو أن تكون صاحب هذا الأمرّ وانّ يسوقه الله إليك بغير سيف فقد بويع لك وضربت الدراهم باسمك فقال : ما منا أحد اختلفت إليه الكتب وأشير إليه بالأصابع وسئل عن المسائل وحملت إليه الأموال إلّا اغتيل أو مات على فراشه حتّى يبعث الله لهذا الأمرّ غلاماً منّا - خفي الولادة والمنشإ غير خفي في نسبه.

٢٦ - الحسين بن محمّد وغيره ، عن جعفر بن محمّد ، عن عليّ بن العباس بن عامرّ ، عن موسى بن هلال الكنديّ ، عن عبد الله بن عطاء ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : قلت له إن شيعتك بالعراق كثيرة والله ما في أهل بيتك مثلك فكيف لا تخرج قال : :

________________________________________________________

بن محمّد بن عيسى الّذي يروي عنه الكلينيُّ بتوسّط العدَّة ، لكن يروي عنه محمّد بن يحيى الّذي هو داخل في عدَّة الكلينيُّ ، ويروي عنه عليّ بن بابويه وهو معاصر الكلينيُّ ، فرواية الكلينيُّ عنه بواسطة غير مستبعد.

« وان يسوقه الله » في الإكمال : وانّ يسد به الله عزَّ وجلّ إليك « فقد بويع لك » أي بولاية العهد للمأمون « وأشير إليه بالأصابع » كناية عن الشهرة وفي الإكمال : وأشارت إليه الأصابع.

« إلّا اغتيل » الاغتيال هو الأخذ بغتة ، والقتل خديعة ، ولعلّ المراد به القتل بالحديد وبالموت على الفراش القتل بالسم أو المراد بالأوّل الأعم ، وبالثاني الموت غيظا من غير ظفر على العدو كما سيأتي. و « أو » للتقسيم لا للشك.

« خفي الولادة » أي وقت ولادته خفي عند جمهور الناس وانّ اطلع عليه بعض الخواص ، والمنشأ : الوطن ومحل النشو أي لا يعلم جمهور الخلق في أي موضع نما ونشأ ، ومضت عليه السنون « غير خفي في نسبه » فانّه يعلم جميع الشيعة انّه ابن الحسن العسكريعليهما‌السلام ، بل المخالفون أيضاً يقولون انّه من ولد الحسينعليه‌السلام وقيل : أي معلوم بالبرهان انّه ولد العسكريعليهما‌السلام .

الحديث السادس و العشرون : ضعيف أو مجهول.

٦٢

فقال : يا عبد الله بن عطاء قد أخذت تفرش أذنيك للنوكى إي والله ما أنا بصاحبكم قال : قلت له فمن صاحبنا قال : انظروا من عمي على الناس ولادته فذاك صاحبكم انّه ليس منّا أحد يشار إليه بالإصبع ويمضغ بالألسن إلّا مات غيظاً أو رغم أنفه.

٢٧ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : يقوم القائم وليس لأحد في عنقه عهد ولا عقدٌ ولا بيعة.

________________________________________________________

« أخذت » من أفعال المقاربة أي شرعت و « تفرش » خبره أي تفتح وتبسط و « النوكي » جمع أنوك كحمقى وأحمق وزناً ومعناً ، وهو مثل لكلّ من يقبل الكلام من كل أحد وانّ كان أحمق « أي » لتصديق الكلام السابق الدال على قبح الخروج وعدم الإذن فيه.

« من عمي على الناس » يقال : عمي عليه الأمرّ إذا التبس ، ومنه قوله تعالى : «فعميت عليهم الأنباء يومئذ (١) » والمضغ باللسان كناية عن تناوله وذكره بالخير والشر ، ورغم الأنف كناية عن الذل ، ولعلّ المراد هنا القتل بالسم وغيره ، ويحتمل كون الترديد من الراوي.

الحديث السابع و العشرون : صحيح.

والعهد والعقد والبيعة متقاربة المعاني وكان بعضها مؤكد بالبعض ، ويحتمل أن يكون المراد بالعهد الوعدّ مع خلفاء الجور برعايتهم أو وصيتهم إليه ، يقال : : عهد إليه إذا أوصى إليه أو العهد بولاية العهد كما وقع للرضاعليه‌السلام ، وبالعقد عقد المصالحة والمهادنة كما وقع بين الحسنعليه‌السلام وبين معاوية ، والبيعة الإقرار ظاهراً للغير بالخلافة مع التماسح بالأيدي على وجه المعروف ، وكانّه إشارة إلى بعض علل الغيبة وفوائدها كما روى الصدوقرحمه‌الله بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : صاحب هذا الأمرّ تغيب ولادته عن هذا الخلق لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ، ويصلح الله عزَّ وجلّ أمره في ليلة.

__________________

(١) سورة القصص : ٦٦.

٦٣

٢٨ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن الحسن بن عليّ العطار ، عن جعفر بن محمّد ، عن منصور عمّن ذكره ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : قلت إذا أصبحت وأمسيت لا أرى إماما أئتم به ما أصنع قال : فأحبّ من كنت تحب وأبغض من كنت تبغض حتّى يظهره الله عزَّ وجلّ.

٢٩ - الحسين بن أحمد ، عن أحمد بن هلال قال : حدَّثنا عثمان بن عيسى ، عن خالد بن نجيح ، عن زرارة بن أعين قال : قال : أبو عبد اللهعليه‌السلام لا بدُّ للغلام من غيبة قلت ولم قال : يخاف وأومأ بيده إلى بطنه وهو المنتظر وهو الّذي يشكُّ الناس في ولادته فمنهم من يقول حمل ومنهم من يقول مات أبوه ولم يخلف ومنهم من يقول ولد قبل موت أبيه بسنتين قال : زرارة فقلت وما تأمرني لو أدركت ذلك الزّمان قال : ادع الله بهذا الدعاء - اللهمَّ عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرفك اللهمَّ عرفني نبيك فإنك إن لم تعرفني نبيك لم أعرفه قط اللهمَّ عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني : قال : أحمد بن الهلال سمعت هذا الحديث منذست

________________________________________________________

الحديث الثامن و العشرون : مرسل.

« فأحبّ من كنت تحبّه(١) » أي من الأئمّة ، ولا ترجع عن الاعتقاد بإمامتهم وحبهم يقتضي العمل بما بقي بينهم من آثارهم والرجوع إلى رواة أخبارهم ، ويحتمل تعميم من يشمل الرواة والعلماء الربانيين الّذين كانوا يرجعون إليهم عند ظهور الإمامعليه‌السلام ، إذا لم يمكن الوصول إليه « وأبغض من كنت تبغض » أي من أئمة الجور وأتباعهم ، وهو يستلزم الاجتناب عن طريقتهم من البدع والأهواء والقياسات والاستحسانات.

الحديث التاسع و العشرون : ضعيف وقد مرّ مثله بتغيير في الدعاء ويدل على أن المعارف موهبية وقد مرّ الكلام فيه « سمعت هذا الحديث » غرضه من هذا الكلام انّه ليس في هذا الحديث شائبة وضع وكذب لأني سمعت هذا الحديث قبل

__________________

(١) وفي المتن « من كنت تحبّ ».

٦٤

وخمسين سنة.

________________________________________________________

ولادة القائمعليه‌السلام وغيبته بأكثر من خمسين سنة بل قبل ولادة جدّه ، فكان سماعة إمّا زمن الجوادعليه‌السلام أو زمن الرضاعليه‌السلام ، فهذا الحديث مشتمل على الإعجاز بوجوه شتى فكيف يشك فيه ، وذلك لأن العبرتائي كانت ولادته سنة ثمانين ، ووفاته سنة سبع وستين ومائتين ، فيكون عمره عند وفاته سبعاً وثمانين سنة ، فأدرك اثنتا عشرة سنة من عمرهعليه‌السلام ، وسبعا من أيّام إمامته وكانت روايته لهذا الحديث في تلك السنين فاستشهد على حقية الخبر بصدور الأخبار بهذه الأمور فيها قبل وقوعها ، وهذه حجّة قوية على حقية القائمعليه‌السلام وإمامته وغيبته للإخبار بجميع ذلك قبل وقوعها.

قال : الشيخ أمين الدين الطبرسيقدس‌سره في إعلام الورى ، بعدّ ما أورد أخبارا كثيرة في النص على الاثني عشر والنص على القائمعليهم‌السلام خصوصا ما هذا لفظه : يدل على إمامتهعليه‌السلام ما أثبتناها من أخبار النصوص وهي على ثلاثة أوجه : أحدهما : النص على عدد الأئمّة الاثني عشر ، والثاني النص عليه من جهة أبيه خاصة ، الثالث : النص عليه بذكر غيبته وصفتها التي يختصها ، ووقوعها على الحد المذكور من غير اختلاف حتّى لم يخرم منه شيئاً ، وليس يجوز في العادات أن يولد جماعة كثيرة كذباً يكون عن كائن فيتفق ذلك على حسب ما وصفوه ، وإذا كانت أخبار الغيبة قد سبقت زمان الحجّة بل زمان أبيه وجدّه حتّى تعلقت الكيسانية بها في إمامة ابن الحنفية والناووسية والمطمورية في أبي عبد الله وأبي الحسن موسىعليهما‌السلام ، وذكرها المحدثون من الشيعة في أصولهم المؤلفة في أيّام السيّدين الباقر والصادقعليهما‌السلام ، وآثروهما عن النبيّ والأئمّةعليهم‌السلام واحداً بعد واحد صح بذلك القول في إمامة صاحب الزّمانعليه‌السلام لوجود هذه الصفة له ، والغيبة المذكورة ودلائله وأعلام إمامته ، وليس يمكن أحدا دفع ذلك.

ومن جملة ثقات المحدثين والمصنفين من الشيعة الحسن بن محبوب الزراد وقد صنف كتاب المشيخة الّذي هو في أصول الشيعة أشهر من كتاب المزني وأمثاله قبل

٦٥

٣٠ - أبو عليّ الأشعري ، عن محمّد بن حسّان ، عن محمّد بن عليّ ، عن عبد الله بن القاسم ، عن المفضّل بن عمرّ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عزَّ وجلّ «فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ »(١) قال : إن منا إماماً مظفّراً مستتراً ، فإذا أراد الله عزَّ ذكره إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر فقام بأمرّ الله تبارك وتعالى.

٣١ - محمّد بن يحيى ، عن جعفر بن محمّد ، عن أحمد بن الحسين ، عن محمّد بن عبد الله ، عن محمّد بن الفرج قال : كتب إلي أبو جعفرعليه‌السلام إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقه نحانا عن جوارهم.

________________________________________________________

زمان الغيبة بأكثر من مائة سنة ، فذكر فيه بعض ما أوردناه من أخبار الغيبة فوافق الخبر المخبر ، وحصل كل ما تضمّنه الخبر بلا اختلاف ، وأيضاً أخبروا عن الغيبتين الصّغرى والكبرى ، فوقعتا على ما أخبروا ، إلى آخر ما ذكرهرحمه‌الله في ذلك.

الحديث الثلاثون : ضعيف.

«فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ » قال : المفسّرون : أي نفخ في الصّور والناقور فاعول من النّقر بمعنى التصويت ، وأصله القرع الّذي هو سبب الصوت وبعده «فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ » وعلى تأويلهعليه‌السلام شبه قلب الإمامعليه‌السلام بالصور وما يلقى وينكت فيه بالإلهام من الله تعالى بالنفخ ، ففي الكلام استعارة مكنية وتخييلية ، والنكت التأثير في الأرض بعود وشبهه « ونكتة » مفعول مطلق للنوع.

الحديث الحادي و الثلاثون : ضعيف.

« على خلقه » أي أكثرهم « نحانا » أي أبعدنا « عن جوارهم » بكسرّ الجيم أي مجاورتهم ، ويدلّ على أن غيبة الإمامعليه‌السلام غضب على أكثر الخلق.

__________________

(١) سورة المدثر : ٨.

٦٦

( باب )

( ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الامامة )

١ - عليُّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن سلام بن عبد الله ومحمّد بن الحسن وعليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد وأبو عليّ الأشعريّ ، عن محمّد بن حسّان جميعاً ، عن محمّد بن عليّ ، عن عليّ بن أسباط ، عن سلام بن عبد الله الهاشميّ ، قال : محمّد بن عليّ وقد سمعته منه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : بعث طلحة والزبير رجلاً من عبد القيس يقال : له خداش إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقالاله إنّا نبعثك إلى رجلّ طال ما كنا نعرفه وأهل بيته بالسحر والكهانة وأنت أوثق من بحضرتنا من أنفسنا

________________________________________________________

باب ما يفصل به بين دعوى المحقَّ والمبطل في أمرّ الإمامة

الحديث الأول : سنده الأوّل مجهول ، والثاني ضعيف ، ومحمّد بن الحسن عطف على عليّ بن إبراهيم ، والعطف على سلام كما توهّم بعيد ، وعليّ بن محمّد عطف على محمّد بن الحسن وهو ابن أبان الرازي المعروف بعلان ، وأبو عليّ الأشعريّ عطف على محمّد بن الحسن أو عليّ بن إبراهيم ، جميعاً : أي سهل ومحمّد بن حسّان رويا عن محمّد بن عليّ ، والظاهر انّه أبو سمينة لانّه الراوي لكتاب سلام.

« قال : محمّد بن عليّ وقد سمعته منه » أي من سلام بلا واسطة ابن أسباط أيضاً « وخداش » بكسرّ الخاء وتخفيف الدال « طال ما كنا » ما مصدريّة ، والمصدر فاعل طال.

وقيل : الساحر من له قوة على التأثير في أمرّ خارج عن بدنه آثاراً خارجة عن الشريعة مؤذية للخلق كالتفريق بين الزوجين ، وإلقاء العداوة بين رجلين ، وقيل : هو من يأتي بأمرّ خارق للعادة مسبّب عن سبب يعتاد كونه عنه ، فتخرج المعجزة والكرامة لأنّهما لا يحتاجان إلى تقديم أسباب وآلات وزيادة إغفال ، بل انّما تحصلان بمجرّد توجّه النّفوس الكاملة إلى المبدأ وقيل : هو من يتكلّم بكلام أو يكتبه

٦٧

من أن تمتنع من ذلك ، وانّ تحاجه لنا حتّى تقفه على أمرّ معلوم واعلم انّه أعظم الناس

________________________________________________________

أو يأتي برقية أو عمل يؤثر في بدن آخر أو عقله أو قلبه من غير مباشرة ، والكاهن هو الّذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزّمان ، ويدعي معرفة الأسرار ، وقد كان في العرب كهنة كشق وسطيح(١) وغيرهما ، فمنهم من كان يزعم أن له تابعاً من الجن ورئياً(٢) يلقى إليه الأخبار ومنهم من كان يزعم انّه يعرف الأمور بمقدمات وأسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأله أو فعله أو حاله ، وهذا يخصونه باسم العراف كالّذي يدعي معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوهما ، كذا قال : في النهاية.

وفي المغرب : كانت الكهانة في العرب قبل المبعث ، يروى أن الشياطين كانت تسترق السمع فتلقيه إلى الكهنة وتقبله الكفار منهم ، فلمّا بعثصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحرست السماء بطلت الكهانة ، انتهى.

وقيل : الكهانة عمل يوجب طاعة بعض الجان له فيما يأمره به وهو قريب من السحر أو أخص منه ، وفي الصحاح : الكاهن الساحر وغرضهما لعنهما الله من هذا الكلام أن لا يؤثر ما يراه ويسمعه خداش منهعليه‌السلام من المعجزات فيه فيصير سبباً لإيمانّه ، بل يحمل ما يشاهد من ذلك على السحر والكهانة المذمومين في الشرع « من أنفسنا » من للتبعيض أو بيان لمن أي من الّذين هم منا ومخصوصون بنا كأنفسنا وجارون مجرانا كقوله تعالى : «أَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ »(٣) وفي بعض النسخ في أنفسنا أي بزعمنا ، وكانّه أظهر. « من أن تمتنع » يحتمل أن يكون من بمعنى في أو للسببية ، وعلى التقديرين متعلق بأوثق وتعلقه بنبعثك كما قيل بعيد « من ذلك » أي من المذكور وهو السحر

__________________

(١) شق - بكسر الشين - وسطيح - بفتح السين - ، وقيل في وجه تسميته بسطيح انّه لم يكن بين مفاصله قصب تعمده فكانه ابداً منبسطاً منسطحاً على الأرض لا يقدر على قيام ولا قعود ويقال : : كان لا عظم فيه سوى رأسه.

(٢) الرئي - بفتح الراء وكسرها وتشديد الياء - : الجني.

(٣) سورة آل عمران : ٦١.

٦٨

دعوى فلا يكسرنّك ذلك عنه ومن الأبواب التي يخدع الناس بها الطعام والشراب والعسل والدهن وانّ يخالي الرجلّ فلا تأكل له طعاماً ولا تشرب له شراباً ولا تمس له عسلا ولا دهنا ولا تخل معه واحذر هذا كلّه منه وانطلق على بركة الله فإذا رأيته فاقرأ آية السخرة وتعوذ بالله من كيده وكيد الشيطان فإذا جلست إليه فلا تمكنّه

________________________________________________________

والكهانة ، والظرف صلة تمتنع « وأن تحاجه » عطف على تمتنع ، وما قيل : انّه عطف على ذلك أي أوثق من أن تمتنع من أن تحاجّه فكانّه جعل « من ذلك » متعلقا بأوثق ، ومن صلة للتفضيل ، وذلك راجعاً إلى الذهاب إليهعليه‌السلام أو مبهما يفسره أن تحاجه ولا يخفى بعده « حتّى تقفه » من الوقف بمعنى الحبس أي تجسه وتوقفه على أمرّ معلوم من الصلح أو القتال ، وقيل : يريدان به كون الحقَّ معهما لا معه ، وقيل : هو من الوقف بمعنى الإيقاف ، أي تقيمه فيرجع إلى الأوّل وفي بعض النسخ بتقديم الفاء على القاف فهو من الفقه بمعنى العلم ، وتعديته بعلى لتضمين معنى الاطلاع ، أو يقرأ على بناء التفعل بحذف إحدى التائين. والتضمين كما مرّ.

والدعوى تميز غير منون قال : في المغرب : الدعوى اسم من الادعاء وألفها للتأنيث فلا تنون انتهى « فلا يكسرنك ذلك » أي الدعوى بتأويل المذكور ، أو عظمها عنه أي عن معارضتهعليه‌السلام أرادا عليهما اللعنة تشجيعه على منازعته ، وانّ لا ينكسرّ عن ذلك بدعواهعليه‌السلام الإمامة والخلافة ، والأولوية بالعلم والقرابة وسائر فضائلهعليه‌السلام « وانّ يخالي الرجلّ » أي يسأله الاجتماع معه في خلوة.

وآية السخرة هي التي في سورة الأعراف «إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ » إلى قوله «رَبُّ الْعالَمِينَ » وقيل : إلى قوله «قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ »(١) فإطلاق الآية عليهما على إرادة الجنس ، من قرأها حفظ من شر شياطين الجن والإنس « فلا تمكنه من بصرك كله » أي لا تنظر إليه بكل بصرك كما يفعله المستأنس بشخص ، أي لا تنظر إليه كثيراً ، وانّما نهيا عن ذلك لئلاً يريا منه شمائله الحسنة وأخلاقه المرضيّة فيصير سبباً

__________________

(١) الآية : ٥٤ - ٥٦.

٦٩

من بصرك كلّه ولا تستأنس به ثمَّ قل له إن أخويك في الدين وابنيّ عمك في القرابة يناشدانك القطيعة ويقولان لك أما تعلم أنا تركنا الناس لك وخالفنا عشائرنا فيك منذ قبض الله عزَّ وجلّ محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله فلمّا نلت أدنى منال ضيعت حرمتنا وقطعت رجاءنا

________________________________________________________

لحبه له ، كما أنّ النهي عمّا سبق أيضاً كان لذلك.

« إنّ أخويك في الدين » لأنّ المؤمن أخو المؤمن وهذا حقَّ إلّا أنهما لما خرجا على إمامهما خرجا من الدين ودخلا في الكفر « وابنيّ عمك » لأنهما بعدّ ارتفاع نسبهما ينتهيان إلى بعض أجدادهعليه‌السلام لأن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة ، وهما طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعدّ بن تيم بن مرّة ، وزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرّة.

« ينأشد أنك القطيعة » أي ينأشدّ أنك بالله في قطيعة الرحم ، أي أن لا تقطع رحمهما ، وقيل : يقسمان عليك بقطيعة الرحم وعظم أمرها « أنا تركنا الناس » إشارة إلى إبطائهما عن بيعة الخلفاء الثلاثة وادعائهما كونهعليه‌السلام أحقَّ بذلك منهم ومبادرتهما إلى بيعتهعليه‌السلام بعد عثمان ، ثمَّ نقضا بيعتهما لأدنى غرض من الأغراض الدنيوية.

« فيك » أي بسببك « فلمّا نلت » بكسرّ النون أي أدركت المطلوب « أدنى » إدراك فيكون أدنى نائب المفعول والمنال مصدرا ، ويكون أدنى مفعولا به ، أي أدركت أدنى مرتبة تنال به المطالب « ضيعت حرمتنا » أي سويت بيننا وبين غيرنا في العطاء ، فإنهما كانا يرجوانّ منه أن يفضلهما عن غيرهما في العطاء وبذل المناصب الجليلة ، فلمّا قسمعليه‌السلام ما كان جمع في بيت المال ، أعطى الشريف والوضيع والصغير والكبير كلا منهم ثلاثة دنانير ، ولم يفضلهما على غيرهما ، ثمَّ قسمعليه‌السلام بعد ذلك ما جمع في أيّام قلائل على نحو ذلك حتّى أخذ عمّار بيد غلام له فقال : يا أمير المؤمنين هذا كان عبداً لي وقد أعتقته ، وأعطاه مثل ما أعطى عماراً وغيره ، فثقل ذلك عليهما.

٧٠

ثمَّ قد رأيت أفعالنا فيك وقدرتنا على النأي عنك وسعة البلاد دونك وانّ من كان يصرفك عنا وعن صلتنا كان أقلّ لك نفعاً وأضعف عنك دفعا منا وقد وضح الصبح

________________________________________________________

وقولهما : وقطعت رجاؤنا ، إشارة إلى ما نقل من أنهما قإلّا لأمير المؤمنينعليه‌السلام : قد علمت جفوة عثمان لنا وميلة إلى بنيّ أمية مدة خلافته ، وطلبا منه أن يولّيهما الكوفة والبصرة فمنعهما فسخطا وفعلاً ما فعلاً ، وكان جميع الفتن التي وقعت بعد ذلك متفرعاً على نكثهما وبغيهما ، وكانا يلبسان على أهل البصرة وغيرهم ويقولان : نحن نطلب منه دم عثمان وانّه قتل ظلماً ، والحال أنهما كانا من قاتليه وخافا من أن يطلباً بدمه ، فأحالاه عليه صلوات الله عليه ، وصاراً من الطالبين بدمه ، وذكر ذلك أمير المؤمنينعليه‌السلام في مواضع كما هو مذكور في النهج وغيره.

وقد ذكر الفريقان أن طلحة حرض الناس على قتل عثمان وجمعهم في داره ، وانّه منع الناس ثلاثة أيّام من دفنه ، وانّ حكيم بن حزام وجبير بن مطعم استنجداً بهعليه‌السلام في دفنه ، وأقعدّ لهم طلحة في الطريق أناسا يرميهم بالحجارة ، فخرج نفر من أهله يريدون به حائطا في المدينة يعرف بحش كوكب ، وكانت اليهود تدفن فيه موتاهم ، فلمّا صار هناك رجم سريره فهموا بطرحه فأرسل إليهم عليّعليه‌السلام فكفهم عنه ثمَّ دفن بحش كوكب ، ونقلوا انّه جادل في دفنه بمقابر المسلمين وقال : : انّه ينبغي أن يدفن بمقابر اليهود ، ومن أراد تفصيل القول في ذلك فليراجع إلى كتابنا الكبير.

والنأي : البعدّ « دونك » منصوب بالظرفية ، أي ورائك من البلاد التي لست فيها « وانّ من كان يصرفنا زعمّا » أن بعض أصحابهعليه‌السلام منعه من إنجاح مطالبهما كعمار وأضرابه ، وهذا باطل لانّهعليه‌السلام كان يعمل بالكتاب والسّنة ، وبما يلهمه الله من العلوم اللدنية.

« وقد وضح الصبح » هذا مثل يضرب لمن غفل عن الواضح جدا ، فإن الصبح إذا أضاء يراه كل من له عين « انتهاك لنا » أي مبالغة في هتك حرمتنا ونسبة النكث

٧١

لذي عينين ، وقد بلغنا عنك انتهاك لنا ودعاء علينا فما الّذي يحملك على ذلك فقد كنا نرى أنك أشجع فرسان العرب أتتخذ اللعن لنا دينا وترى أن ذلك يكسرنا عنك.

فلمّا أتى خداش أمير المؤمنينعليه‌السلام صنع ما أمراه فلمّا نظر إليه عليّعليه‌السلام وهو يناجي نفسه ضحك وقال : هاهنا يا أخا عبد قيس وأشار له إلى مجلس قريب منه فقال : ما أوسع المكان اُريد أن أؤدي إليك رسالة قال : بل تطعم وتشرب وتحل ثيابك وتدهن ثمَّ تؤدي رسالتك قم يا قنبر فأنزله قال : ما بي إلى شيء مما ذكرت حاجة قال : فأخلو بك قال : كل سرّ لي علانية قال : فأنشدك بالله الّذي هو أقرب إليك من نفسك الحائل بينك وبين قلبك الّذي يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ

________________________________________________________

والكفر إلينا « فقد كنّا نرى » أي الشتم واللعن عادة الجبناء ، وكنّا نظنك من الشجعان « دينا » أي عادة والاستفهام للتوبيخ ، و « ترى » أي تظنّ.

« وهو يناجي نفسه » أي يتلفظ بكلام لا يسمعه غيره « وقال : هيهنا » أي أقبل وأت هيهنا « ما أوسع المكان » صيغة التعجب « أنشدك » أي أقسم عليك أو أسألك الّذي هو أقرب إليك من نفسك ، لأن قربّه سبحانّه إما بالعلية وهو تعالى خالق النفس والبدن وجميع العلل سواه ، فهو أقرب من هذه الجهة أو بالعلم وهو سبحاته أعلم بالإنسان وحقيقته وأحواله من نفسه وروحه.

« الحائل بينك » إشارة إلى قوله تعالى «وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ »(١) وقال : المفسرون : هذا تمثيل لغاية قربّه من العبد ، وإشعار بانّه مطلع على سرائر قلبه ما عسى أن يغفل صاحبه عنه ، أو حث على المبادرة إلى تخلية القلب وتصفيته قبل أن يحول الله بينه وبين صاحبه بالموت وغيره ، أو تخييل لتملكه على قلبه فيفسخ عزائمه ، ويغير مقاصده ويحول بينه وبين الكفر إن أراد سعادته ، وبينه وبين الإيمان إن أراد شقاوته ، وفيه تنبيه وإيماء إلى انّه تعالى سيحول قلبه عن تلك

__________________

(١) سورة الأنفال : ٢٤.

٧٢

وَما تُخْفِي الصُّدُورُ أتقدَّم إليك الزبير بما عرضت عليك قال : اللهم نعم قال : لو كتمت بعدّ ما سألتك ما ارتد إليك طرفك فأنشدك الله هل علمك كلاما تقوله إذا أتيتني قال : اللهم نعم قال : عليّعليه‌السلام آية السخرة قال : نعم قال : فاقرأها فقرأها وجعل عليّعليه‌السلام يكررها ويرددها ويفتح عليه إذا أخطأ حتّى إذا قرأها سبعين مرة قال : الرجلّ ما يرى أمير المؤمنينعليه‌السلام أمره بترددها سبعين مرة ثمَّ قال : له أتجدّ قلبك اطمأن قال : إي والّذي نفسي بيده قال : فما قإلّا لك فأخبره فقال : قل لهما كفى بمنطقكما حجّة عليكما ولكن «اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ » زعمتما

________________________________________________________

الحالة إلى الخير والسّعادة ، والمراد بخائنة الأعين نظراتها إلى ما لا ينبغي ، وتحريك الجفون للغمز ونحوه ، وبمخفيات الصدور تصوراتها ومكنوناتها التي لم تجر على اللسان ، ولم ينطق بالبيان.

« أتقدم » أي أوصى ، والباء في بما بمعنى في أي أوصى إليك فيما عرضت عليك بشيء ، في القاموس : تقدم إليه في كذا : أمره وأوصاه به « بعدّ ما سألتك » ما ، مصدريّة « ما ارتد إليك طرفك » أي عينك وهو كناية عن الموت الدفعي فإن الميت تبقى عينه مفتوحة.

« آية السخرة » منصوب بتقدير هل علمك آية السخرة « وجعل عليّعليه‌السلام » أي شرع « يكررها » أي يأمره بتكريرها « ويرددها » من قبيل عطف أحد المترادفين على الآخر لبيان المبالغة في الفعل « يفتح عليه » أي يسدده ويذكره ما نسي وأخطأ « قال : الرجلّ » لعله قال : ذلك في نفسه « ما يرى » استفهام للتعجب « أمره » بالنصب أي في أمره ، والضمير للرجلّ « بترددها » متعلق بالأمرّ أي بترديدها وفي بعض النسخ يرددها بصيغة المضارع « اطمأن » أي استأنس بي واستقر على محبتي ، وهذا يدل على أن قراءة هذه الآية سبعين مرة يوجب رفع شر شياطين الجن والإنس ، واطمئنان النفس على الإسلام والإيمان وتنور القلب واليقين.

« بمنطقكما » أي بكلامكما والباء زائدة و « حجّة » تميز « لا يهدي » أي لا يوافق

٧٣

أنّكما أخواي في الدين وابنا عمّي في النسب فأمّا النسب فلا أنكره وانّ كان النسب مقطوعاً إلّا ما وصله الله بالإسلام وأما قولكما إنكما أخواي في الدين فإن كنتما صادقين فقد فارقتما كتاب الله عزَّ وجلّ وعصيتما أمره بأفعالكما في أخيكما في الدين وإلّا فقد كذبتما وافتريتما بادعائكما أنّكما أخواي في الدين وأما مفارقتكما الناس منذ قبض الله محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله فإن كنتما فارقتماهم بحقَّ فقد نقضتما ذلك الحقَّ بفراقكما

________________________________________________________

للصواب « زعمتما » أي ادعيتما « وانّ كان النّسب » إن وصليّة « مقطوعاً » أي غير معتبر ولا تجب رعايته لقوله تعالى : «لا تَجدّ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ »(١) ولعلّ المراد النسب الظاهري أو سلمعليه‌السلام ذلك للمصلحة وإلّا فقد وردت أخبار في القدح في نسب طلحة وفيه إشارة إلى أنّهما خرجاً ببغيهما عن الإسلام.

« فإن كنتما صادقين » هذا الكلام يحتمل وجهين :

الأوّل : انّكما لم تؤمنا أصلاً بل كنتما منافقين ، فإن صدقتما في إنكما كنتما مؤمنين قبل البغي فقد خرجتما بعده وارتددتما باستحلالكما قتال من أوجب الله طاعته وإلّا فقد كذبتما بادّعائكما الإيمان رأساً.

الثاني : أنكّما قد أثبتما لي الدّين أوّلاًُ ولا تدعيان عليّ خروجاً عن الدين لكن ادعيتما إنكما أيضاً على الدين فإن كنتما صادقين في ذلك فقد خالفتما كتاب الله في عدم رعاية الأخ في الدين والخروج عليه ، وانّ كنتما كاذبين في ذلك فقد أقررتما بفسقكما وكذبكما ، وضمير أمره لله أو للكتاب ، والافتراء اختلاق الكذب عمدا « وأما مفارقتكما الناس » أي لي كما صرحا به في قولهما تركنا الناس لك « فإن كنتما » توسط كنتما بين إن الشرطية وبين الفعل لنقل الفعل إلى الماضي وحاصل الكلام انّه لا يخرج الحقَّ من أمرين إمّا أن يكون الإمامة والخلافة بالنصّ أو بالبيعة ، فإن كانت بالنص فمعلوم انّه لا نص إلّا عليّ فمفارقتكما الخلفاء السّابقين كان حقّاً ، لكن

__________________

(١) سورة المجادلة : ٢٢.

٧٤

إيّاي أخيراً وانّ فارقتماهم بباطل فقد وقع إثمَّ ذلك الباطل عليكما مع الحدث الّذي أحدثتما مع أنَّ صفقتكما بمفارقتكما الناس لم تكن إلّا لطمع الدنيا

________________________________________________________

رجعتم عن ذلك الحقَّ بمفارقتكم إيّاي أخيراً لأنّي على ذلك كنت إماماً أولا وآخراً ، وانّ كانت الخلافة بالبيعة وكانت مفارقتكما لهم باطلا فقد صدر عنكم كفران بل أربعة لأنكم بادعائكما فارقتم هؤلاء الخلفاء وفارقتموني أيضاً بعدّ البيعة ولزوم الحجّة ، فقد كنتم منذ قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الآن عاصين مخالفين للخلفاء والأئمّة وهذه حجّة تامّة لا محيص لهم عنها.

« وان فارقتماهم » أي وانّ كنتما فارقتماهم ، والحدث عبارة عن مفارقتهما إياه ومعصيتهما لله ولرسوله بإخراج عامله من البصرة وقتل مواليه ، وإخراج حرمة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن خدرها وإحداث الفتنة بين المسلمين « مع أن صفتكما(١) » من إضافة المصدر إلى الفاعل أو إلى المفعول ، والفاعل مقدر أي وصفتكما إياكما قيل وقوله : زعمتما ، جملة معترضة أو نعت للدنيا لأن لامها للعهد الذهني.

وأقول : الظاهر عندي أن العلاوة لاستدراك ما يتوهم من الكلام السابق أنّهما على تقدير كون مفارقتهما بحقَّ أخطئا خطأ واحداً وهو المفارقة عنهعليه‌السلام أخيراً ، وأما أوّل أمرهما فكان صواباً واستحقا أجراً فاستدركعليه‌السلام ذلك بأن أصل المفارقة وانّ كان حقا لكن لما اعترفا بأن ذلك لم يكن لله بل بطمع الدنيا فلم يكن فعلهما من هذه الجهة خيراً ، ولم يستحقا ثوابا ، بل استحقاقه(٢) عقاباً كصلاة المرائي كذا خطر بالبال في حل الكلام من أوله إلى هنا وهو في غاية الاستقامة.

ويحتمل عندي وجها آخر ، وانّ يكون بناء الوجهين في الكلام الأوّل كليهما على ما لاح من كلامهما من أن الحقَّ كان معه لا مع السابقين ، وكان ذلك مقررا معهودا بينهما وبينهعليه‌السلام ، فحاصل الترديد انّه إن فارقتماهم بحقَّ أي بسبب أمرّ حقَّ ونية صادقة وهو كوني على الحقَّ وكونهم على الباطل فقد أحبطتم ذلك

__________________

(١) وفي المتن « صفقتكما » وسيأتي الإشارة إليه في كلام الشارح (ره) أيضا.

(٢) كذا في النسخ والظاهر « استحقّا ».

٧٥

زعمتما وذلك قولكما : « فقطعت رجاءنا » لا تعيبان بحمد الله من ديني شيئاً

________________________________________________________

بارتدادكما ومفارقتكما أخيراً ، وانّ كان فراقكما عنهم للأغراض الدنيوية ولأمرّ باطل وانّ كان أصله حقّاً فلمّا أوقعتموه بنية باطلة فعليكما وزر ذلك منضماً إلى أو زار الأعمال الأخيرة فالاستدراك لبيان أن الشق الأخير متعين باعترافكم ، والترديد انّما هو بحسب بادي النظر وقد يحمل الكلام على وجوه أخر : الأوّل : ما ذكره صاحب الوافي في قوله : مع الحدث الّذي أحدثتما وهو نصرتكما لي مع أني كنت على الباطل بزعمكما ، مع أن أي وصفكما أنفسكما بمفارقة الناس لأجلي قبل ذلك ، وانّما نسبه إلى وصفهما لأنهما لم يفارقا الناس في السرّ وانّما كانا يرائيان ذلك له نفاقاً وفي بعض النسخ : صفقتكما أي بيعتكما إياي فإن الصفق ضرب إحدى اليدين على الأخرى عند البيعة « زعمتما » أي زعمتما إنّكما تصيبانها بتلك المفارقة ، انتهى.

الثاني : ما ذكره بعض مشايخي وهو أن المعنى أنكم إن فارقتم الناس لأجلي مع كوني مبطلاً فقد لزمكم وزر تلك المفارقة وأنتم تعلمون واقعاً أني على الحقَّ ، فلزمكم وزر مفارقتي ، فلزمكم الإثمَّ من جهتين متناقضتين.

الثالث : ما ذكره بعضهم أيضاً وهو أن مفارقتهم وموافقتي إن كان باطلا فقد لزمكم هذا الإثمَّ مع إثمَّ سفك دماء المسلمين وإبراز زوجة الرسولعليه‌السلام وأمثال ذلك فإنها في أنفسها قبيحة وانّ كنت مبطلا ، ولا يخفى بعدّ تلك الوجوه لفظا ومعنى ، وظهور ما ذكرناه من الوجهين بل الأوّل منهما متعين فخذ وكن من الشاكرين.

« لا تعيبان بحمد الله » كانّه كالنتيجة لما مرّ أي يلزمكم الإثمَّ والعيب ونقص الدين على أي وجه كان ولا يمكنكم بحمد الله إلزامي بشيء من المعصية والنقص في الدين أو المعنى لم يكن قطع رجائكم مما يوجب لي نقصا وعيبا ، وقيل : هو لدفع دخل وهو أن يقولا كنا نرجو أن يكون دينك غير معيوب فقطعت رجاؤنا بشيء معيوب في دينك.

٧٦

وأمّا الّذي صرفني عن صلتكما فالّذي صرفكما عن الحقَّ وحملكما على خلعه من رقابكما كما يخلع الحرون لجامه و «هُوَ اللهُ رَبِّي » لا أشرك به شيئاً فلا تقولا أقل نفعاً وأضعف دفعاً فتستحقاً اسم الشرك مع النفاق وأما قولكما إني أشجع فرسان العرب وهربكما من لعنّي ودعائي فإن لكل موقف عملا إذا اختلفت الأسنّة وماجت لبود الخيل وملأ سحراكما أجوافكما فثم

________________________________________________________

« وأما الّذي صرفني » أي نهاني ومنعنّي عن صلتكما ووفقني للعمل بمقتضى نهيه « فالّذي صرفكما عن الحقَّ » أي خذلكما ووكلكما إلى أنفسكما بسوء اختياركما حتّى اخترتم الباطل كقوله تعالى : «يُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ »(١) وأمثاله ، وقد مضي تأويل الأخبار والآيات الموهمة للجبر ، أو المراد أن صار في عن الصلة هو سوء عقيدتكم وسريرتكم التي حملكم على نقض البيعة والصارف عن الصلة في الحقيقة هو الله تعالى لانّه أمرّ بعدم صلة الكافر ، وبعبارة أخرى : إن كنتما تريدان الحالة الصارفة فهي ما أنتم عليه من النفاق ، وانّ كنتما تريدان الناهي عن ذلك فهو الله تعالى وقال : الجوهري : فرس حرون لا ينقاد ، وإذا اشتد به الجري وقف.

« وهربكما » أي فراركما وكانّه كان هزؤكما « إذا اختلفت » أي جاءت وذهبت والأسنة جمع سنان وهو نصل الرمح « وماجت » أي تحركت واضطربت وهذا من أحسن الاستعارات ، واللبود بالضم جمع اللبد بالكسرّ ، وهو الشعر المتراكم فوق عنق الفرس وبين كتفيه ، والسحر بالضم وبالتحريك الرية ويقال : للجبان قد انتفخ سحرة ذكره الجوهري.

وكمال القلب اطمئنانّه وعدم اضطرابه وشدة يقينه والغرض أن اللعن لا ينافي الشجاعة فإن كل موقف يناسبه عمل فعند الحرب والطعن والضراب وقبل الانتهاء إليها يناسب الوعظ والزجر والتخويف والتهديد ، فإن في النهي عن المنكر لا بد من الترقي من الأدنى إلى الأعلى ، وأيضاً كان يجب عليه صلوات الله عليه أن يظهر

__________________

(١) سورة إبراهيم : ٢٧.

٧٧

يكفيني الله بكمال القلب ، وأمّا إذا أبيتما بأني أدعو الله فلا تجزعا من أن يدعو عليكما رجلّ ساحر من قوم سحرة زعمتما ؛ اللّهمَّ أقعص الزبير بشر قتلة واسفك دمه على ضلالة وعرف طلحة المذلة وادخر لهما في الآخرة شرّاً من ذلك إن كانا ظلماني وافتريا عليّ وكتما شهادتهما وعصياك وعصيا رسولك فيَّ ، قل آمين قال : خداش :

________________________________________________________

للنّاس كفرهم ووجوب البراءة عنهم « وأمّا إذا أبيتما بأنّي » الباء للسّببيّة أي إن كان إباؤكما عن اللعن لمنافاته لشجاعتي فقد بينت عدم المنافاة وانّ كان للخوف من استجابة دعائي عليكم فلا يناسب حالكم لأنكما تدعيان أني ساحر من جملة قوم سحرة ، لقولهما لعنة الله عليهما : طالما نعرفه وأهل بيته بالسحر والكهانة فنسبا الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضاً إلى السحر « فلا تجزعا » فإن الساحر لا يفلح حيث أتى.

« زعمتما » معترضة أي إدّعيتما ذلك والقعص والإقعاص القتل السّريع ، قال : الجوهري : يقال : ضربّه فأقعصه أي قتله مكانّه ، وفي القاموس : قعصه كمنعه قتله مكانّه كأقعصه ، انتهى.

واسفك أمر من باب ضرب « على ضلاله(١) » أي لضلاله أو كائناً على ضلاله وفي بعض النسخ على ضلالة بالتّاء ، وقد استجاب الله دعاءهعليه‌السلام فيهما ، فإن الزبير خرج من المعركة في ابتداء القتال ، فلحقه رجلّ من بنيّ تميم فقتله وطلحة قتل في ابتداء القتال في المعركة.

« إن كانا ظلماني » بمخالفتهما له ونكثهما بيعته وإنكارهما خلافته « وافتريا عليّ » بأن نسباً إليهعليه‌السلام قتل عثمان ونسباه إلى السّحر والكذب وغير ذلك وكتما شهادتهما بأن كتما ما سمعاه من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه كما روي انّهعليه‌السلام طلب الزّبير بين الصفين فقال : له : أما تذكر يا زبير يوم لقيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بنيّ ضبّة وهو راكب على حمار ، فضحك إلىّ وضحكت إليه فقال : أتحبّه يا زبير؟ فقلت : والله إني

__________________

(١) وفي المتن « على ضلالة » بالتاء وسيأتي الإشارة إليه في كلام الشارح (ره) أيضا.

٧٨

آمين.

ثمَّ قال : خداش لنفسه والله ما رأيت لحية قطُّ أبين خطأ منك حامل حجّة ينقض بعضها بعضاً لم يجعل الله لها مساكا أنا أبرأ إلى الله منهما قال : عليّعليه‌السلام ارجع إليهما وأعلمهما ما قلت قال : لا والله حتّى تسأل الله أن يردني إليك عاجلاً وانّ يوفقني لرضاه فيك ففعل فلم يلبث أن انصرف وقتل معه يوم الجملرحمه‌الله .

٢ - عليّ بن محمّد ومحمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد وأبو عليّ الأشعريّ ، عن محمّد بن حسّان جميعاً ، عن محمّد بن عليّ ، عن نصر بن مزاحم ، عن عمرو بن سعيد ، عن جراح بن عبد الله ، عن رافع بن سلمة قال : كنت مع عليّ بن أبي طالب صلوات الله

________________________________________________________

لأحبّه فقال : إنّك ستقاتله وأنت له ظالم ، ولينصرنّ عليك فقال : أستغفر الله ، لو ذكرت هذا ما خرجت ، ثمَّ نادىعليه‌السلام طلحة بعدّ أن رجع الزبير فقال : له : أما سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول في : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأنت أوّل من بايعنّي ثمَّ نكثت ، وقد قال : الله تعالى : «فَمَنْ نَكَثَ فَانّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ »(١) فقال : أستغفر الله ثمَّ رجع.

« لحية » أي ذا لحية « خطأ » تميز ، والمساك بالكسرّ مصدر باب المفاعلة ، والمراد به ما يتمسك به أي يمسك بعض أجزاء كلامه بعضاً ولا تتناقض ، وفي القاموس ما فيه مساك ككتاب ومسكة بالضم وكأمير : خير يرجع إليه « لرضاه » أي لما يرضيه « إن انصرف » إن زائدة لتأكيد الاتصال.

ثمَّ اعلم أن مناسبة هذا الخبر لهذا الباب باعتبار إخبارهعليه‌السلام بما جرى بين خداش وبينهما وصرف قلبه إلى الحقَّ سريعاً مع نهاية تعصبه ورسوخه في الباطل واستجابة دعائهعليه‌السلام فيهما وإتمامه الحجّة عليهما ، على وجه لم يبق للسامع شك ، وكل ذلك يفرق به بين المحقَّ والمبطل.

الحديث الثاني : ضعيف ، وفي القاموس : النهروانّ بفتح النون وتثليث الراء

__________________

(١) سورة الفتح : ١٠.

٧٩

عليه يوم النهروانّ فبينا عليُّعليه‌السلام جالس إذ جاء فارس فقال : السلام عليك يا عليّ فقال : له عليّعليه‌السلام وعليك السلام ما لك ثكلتك أمّك لم تسلم عليّ بإمرة المؤمنين قال : بلى سأخبرك عن ذلك كنت إذ كنت على الحقَّ بصفين فلمّا حكمت الحكمين برئت منك وسميتك مشركاً فأصبحت لا أدري إلى أين أصرف ولايتي

________________________________________________________

وبضمّهما ثلاث قرى أعلى وأوسط وأسفل هن بين واسط وبغداد ، انتهى.

ويظهر من الخبر انّه يطلق على النهر الواقع فيها أيضاً وانّ احتمل تقدير مضاف فيه ، وفي النهاية : فيه انّه قال : لبعض أصحابه : ثكلتك أمك أي فقدتك والثكل فقد الولد والمرأة ثاكل وثكلى ورجلّ ثاكل وثكلان كانّه دعا عليه بالموت لسوء فعله أو قوله والموت يعم كل أحد ، فإذا الدعاء عليه كلا دعاء أو أراد إن كنت هكذا فالموت خير لك لئلا تزداد سوءاً ، ويجوز أن يكون من الألفاظ التي تجري على السّنة العرب ولا يراد بها الدعاء كقولهم : تربت يداك وقاتلك الله ، انتهى.

والإمرة بكسرّ الهمزة وسكون الميم اسم من أمرّ علينا إذا ولي ، أي لم تقل السلام عليك يا أمير المؤمنين و « بلى » مبنيّ على أن « مالك » بمعنى إلّا تخبرني « كنت » بصيغة الخطاب والخبر محذوف أي كنت أمير المؤمنين أو بصيغة المتكلّم أي كنت مسلما عليك بالأمارة « إذ كنت » بصيغة الخطاب واحتمال التكلّم كما قيل بعيد ، وإذ ظرف مضاف إلى الجملة ، وصفين كسكين موضع حرب أمير المؤمنينعليه‌السلام ومعاوية « فلمّا حكمت الحكمين برئت منك » قد بينا في كتابنا الكبير انّهعليه‌السلام لم يكن راضيّاً بالتحكيم وقد غلبه عليه أكثر أصحابه حتّى أذن لهم به كرها لما قامت الفتنة ولم يكن تسكينها إلّا بذلك فإن معاوية لعنه الله لما أحس بالغلبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام ليلة الهرير فزع إلى عمرو بن العاص في ذلك وهو لما كان يعلم قلة عقل أكثر أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام رأى له أن يكيدهم برفع المصاحف ليمهلوا في الحرب وتقع الفتنة والاختلاف بين أصحابهعليه‌السلام وكان الأشتررضي‌الله‌عنه صبيحة تلك الليلة قد أشرف على الظفر وظهرت له أمارات الفتح فلمّا أصبحوا رفعوا المصاحف على أطراف الرماح

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380