مرآة العقول الجزء ٥

مرآة العقول10%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 380

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 380 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 5324 / تحميل: 5060
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

________________________________________________________

الملوك في خزائنهم ، ويوصون به لأحبّ أهلهم فكيف بسلاح الأنبياء وثيابهم وأمتعتهم.

إذا تمهدت تلك المقدمات فنقول : لو كان ما تركه الأنبياء من لدن آدمعليه‌السلام إلى الخاتمصلى‌الله‌عليه‌وآله صدقة ، لقسمت بين الناس بخلاف المعهود من توارث الآباء والأولاد وسائر الأقارب ، ولا تخلو الحال إما أنّ يكون كلّ نبي يبين هذا الحكم لورثته بخلاف نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو يتركون البيان كما تركهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فان كان الأوّل فمع أنه خلاف الظاهر كيف خفي هذا الحكم على جميع أهل الملل والأديان ولم يسمعه أحد إلّا أبو بكر ومن يحذو حذوهم ، ولم ينقل أحد أنّ عصا موسى انتقل على وجه الصدقة إلى فلان ، وسيف سليمان صار إلى فلان ، وكذا ثياب سائر الأنبياء وأسلحتهم وأدواتهم فرقت بين الناس ولم يكن في ورثته أكثر من مائة ألف نبي قوم ينازعون في ذلك وأنّ كان بخلاف حكم الله عزَّ وجلَّ ، وقد كان أولاد يعقوبعليه‌السلام مع علوم قدرهم يحسدون على أخيهم ويلقونه في الجب لـمّا رأوه أحبهم إليه ووقعت تلك المنازعة مراراً ولم ينقلها أحد في الملل السابقة وأرباب السير مع شدة اعتنائهم بضبط أحوال الأنبياء وخصائصهم وما جرى بعدهم.

وأنّ كان الثاني فكيف كانت حال ورثة الأنبياء؟ أكانوا يرضون بذلك ولا ينكرون؟ فكيف كانت ورثة الأنبياء جميعاً يرضون بقول القائمين بالأمر مقام الأنبياء ولم ترض به سيدة النساء أو كانت سنّة المنازعة جارية في جميع الأمم ولم ينقلها أحد ممّن تقدم ولا ذكر من انتقلت تركات الأنبياء إليهم ، أنّ هذا لشيء عجاب!

وأمّا أنّ فدك كان لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فممّا لا نزاع فيه ، وقد أوردنا من رواياتنا وأخبار المخالفين في الكتاب الكبير ما هو فوق الغاية.

وروي في جامع الأصول من صحيح أبي داود عن عمر قال : أنّ أموال بني النضير ممّا أفاء الله على رسوله ممّا لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب ، فكانت

٣٤١

________________________________________________________

لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خاصة قرى عرينة وفدك وكذا وكذا ينفق على أهله منها نفقة سنتهم ثمّ يجعل ما بقي في السلاح والكراع عدّة في سبيل الله ، وتلا : «ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ »(١) الآية.

وروي أيضاً عن مالك بن أوس قال : كان فيما احتج عمر أنّ قال : كانت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاث صفايا ، بنوا النضير وخيبر وفدك ، إلى آخر الخبر.

وأمّا أنها كانت في يد فاطمةعليها‌السلام فلأخبار كثيرة من كتبهم دلّت على ذلك أوردتها في الكتاب الكبير.

وفي نهج البلاغة في كتاب أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى عثمان بن حنيف : بلى كانت في أيدينا فدك من كلّ ما أظلته السماء فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين ونعمّ الحكم الله(٢) .

وروى الطبرسيقدس‌سره في الاحتجاج عن حمّاد بن عثمان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : لـمّا بويع أبو بكر واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار بعث إلى فدك من أخرج وكيل فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منها فجاءت فاطمة (ع) إلى أبي بكر فقالت : يا أبا بكر لم تمنعني ميراثي من أبي رسول الله وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأمر الله تعالى؟ فقال : هاتي على ذلك بشهود فجاءت بأم أيمن فقالت : لا أشهد يا أبا بكر حتّى أحتج عليك بما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنشدك بالله ألست تعلم أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أنّ أيمن امرأة من أهل الجنّة؟ فقال : بلى ، قالت : فأشهد أنّ الله عزَّ وجلَّ أوحى إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «فَآتِ ذَا الْقُرْبى حقّه »(٣) فجعل فدك لها طعمة بأمر الله ، وجاء عليّ فشهد بمثل ذلك ، فكتب لها كتابا ودفعه إليها ، فدخل عمر فقال : ما هذا الكتاب؟ فقال : أنّ فاطمة ادعت في فدك وشهدت لها أم أيمن وعليّ فكتبته ، فأخذ عمر الكتاب من

__________________

(١) سورة الحشر : ٧.

(٢) شح على الشيء : بخل. (٣) سورة الروم : ٣٨.

٣٤٢

________________________________________________________

فاطمة فمزّقه ، فخرجت فاطمةعليها‌السلام تبكي فلـمّا كان بعد ذلك جاء عليّعليه‌السلام إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار فقال : يا أبا بكر لم منعت فاطمة ميراثها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد ملكته في حياة رسول الله؟ فقال أبو بكر : أنّ هذا فيء للمسلمين فان أقامت شهوداً أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جعله لها وإلّا فلا حقّ لها فيه ، فقال أمير المؤمنين : يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين؟ قال : لا ، قال : فان كان في يد المسلمين شيء يملكونه ثمّ ادعيت أنا فيه من تسأل البينة؟ قال : إياك كنت أسأل البينة ، قال : فما بال فاطمة سألتها البينة على ما في يدها وقد ملكته في حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبعده ولم تسأل المسلمين البينة على ما ادعوها شهوداً كما سألتني على ما ادعيت عليهم؟ فسكت أبو بكر فقال عمر : يا عليّ دعنا من كلامك فإنا لا نقوى على حجتك فان أتيت بشهود عدول وإلّا فهو فيء للمسلمين لا حقّ لك ولا لفاطمة فيه فقال عليّعليه‌السلام : يا أبا بكر تقرأ كتاب الله؟ قال : نعمّ ، قال : أخبرني عن قول الله عزَّ وجلَّ : «إنّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً »(١) فينا نزلت أو في غيرنا؟ قال : بل فيكم قال : فلو أنّ شهوداً شهدوا على فاطمة بنت رسول الله بفاحشة ما كنت صانعا بها؟ قال : كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على سائر المسلمين ، قال : كنت إذا عند الله من الكافرين ، قال : ولم؟ قال : لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها كما رددت حكم الله وحكم رسوله أنّ جعل لها فدك وقبضته في حياته ثمّ قبلت شهادة أعرابي بائل على عقبيه عليها وأخذت منها فدك وزعمت أنه فيء للمسلمين ، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه ، فرددت قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم البينة على من ادّعى واليمين على من ادعي عليه.

قال : فدمدم الناس(٢) وأنكر بعضهم وقالوا : صدق والله عليّ ورجع عليّعليه‌السلام

__________________

(١) سورة الأحزاب : ٣٣. (٢) دمدم : كلم مغضباً.

٣٤٣

________________________________________________________

إلى منزله.

قال : ودخلت فاطمةعليها‌السلام المسجد وطافت بقبر أبيها وهي تقول :

قد كان بعدك أنباء وهنبثة

لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب(١)

إنّا فقدناك فقد الأرض وإبلها

واختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا(٢)

قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا

فغاب عنّا فكلّ الخير محتجب

قد كنت بدراً ونوراً يستضاء به

عليك تنزل من ذي العزّة الكتب

تهجّمتنا رجال واستخفّ بنا

إذ غبت عنّا فنحن اليوم نغتصب

فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت

منّا العيون بتهمال لها سكب(٣)

قال : فرجع أبو بكر وعمر إلى منزلهما وبعث أبو بكر إلى عمر ، ثمّ دعاه فقال : أما رأيت مجلس عليّ منّا في هذا اليوم؟ والله لئن قعد مقعدا مثله ليفسدن أمرنا فما الرأي؟ قال عمر : الرأي أنّ نأمر بقتله ، قال : فمن يقتله؟ قال : خالد بن الوليد ، فبعثوا إلى خالد فأتاهم فقالاً له : نريد أنّ نحملك على أمر عظيم ، فقال : احملوني على ما شئتم ولو على قتل عليّ بن أبي طالب ، قالا : فهو ذاك ، قال خالد : متى أقتله؟ قال أبو بكر : أحضر المسجد وقم بجنبه في الصلاة فإذا سلمت قم إليه واضرب عنقه ، قال : نعم.

فسمعت أسماء بنت عميس وكانت تحت أبي بكر ، فقالت لجاريتها : اذهبي إلى منزل عليّ وفاطمة واقرئيهما السلام وقولي لعليّ : «أنّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ » فجاءت الجارية إليهما وقالت لعليّ : أنّ أسماء بنت عميس تقرأ عليك السلام وتقول : أنّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إنّي لك من الناصحين ، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : قولي لها أنّ الله يحول بينهم وبين ما يريدون

__________________

(١) الهنبثة : الأمر الشديد. الداهية. (٢) الوابل : المطر الشديد.

(٣) هملت العين : فاضت وسالت. وسكب الماء وغيره : انصبّ.

٣٤٤

________________________________________________________

ثمّ قام وتهيّأ للصلاة وحضر المسجد وصلّى خلف أبي بكر وخالد بن الوليد بجنبه ومعه السيف ، فلـمّا جلس أبو بكر للتشهّد ندم على ما قال وخاف الفتنة وعرف شدّة عليّ وبأسه فلم يزل متفكراً لا يجسر أنّ يسلّم حتّى ظنّ الناس أنّه سهى ثمّ التفت إلى خالد وقال : خالد لا تفعلنّ ما أمرتك ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : يا خالد ما الّذي أمرك به؟ قال : أمرني بضرب عنقك قال : أو كنت فاعلاً؟ قال : أي والله لو لا أنّه قال لي : لا تفعله قبل التسليم لقتلتك ، قال : فأخذه عليّ فجلد به الأرض فاجتمع الناس عليه فقال عمر : يقتله وربّ الكعبة فقال الناس : يا أبا الحسن الله الله بحقّ صاحب القبر ، فخلّى عنه.

ثمّ التفت إلى عمر فأخذ بتلابيبه(١) فقال : يا بن صهّاك والله لو لا عهد من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكتاب من الله سبق لعلمت أيّنا أضعف ناصراً وأقلّ عدداً ، ودخل منزله.

وروى الصدوق (ره) في العلل نحوا من ذلك بإسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

وقالت فاطمة صلوات الله عليها في الخطبة الطويلة الّتي احتجت على القوم في أمر فدك : وأنتم تزعمون أنّ لا إرث لنا ، أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون ، أفلا تعلمون؟ بلى تجلى لكم كالشمس الضاحية أني ابنته ، أيها المسلمون ، أأغلب على إرثيه ، يا بن أبي قحافة أفي كتاب الله أنّ ترث أباك ولا أرث أبي ، لقد جئت شيئاً فرياً ، أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول : «وَوَرِثَ سُلَيْمأنّ داوُدَ »(٢) وقال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكرياعليه‌السلام : إذ قال

__________________

(١) تلابيب جمع التلبيب : ما في موضع اللبب من الثياب ويعرف بالطوق ، يقال : أخ بتلابيبه ، أي أمسكه متمكناً منه.

(٢) سورة النمل : ١٦.

٣٤٥

ولم يتباعد العهد ولم يخلق منك الذكر وإلى الله يا رسول الله المشتكى وفيك يا رسول الله أحسن العزاء صلّى الله عليك وعليها‌السلام والرضوان

________________________________________________________

«ربّ هب لي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ »(١) » وقال : «وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ »(٢) وقال : «يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ »(٣) وقال : «إنّ تَرَكَ خَيْراً الوصيّة لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ »(٤) وزعمتم أن لا حظوة لي ولا أرث من أبي ولا رحم بيننا ، أفخصكم الله بآية أخرج منها أبي أم هل تقولون أهل ملتين لا يتوارثأنّ ، ولست أنا وأبي من أهل ملة واحدة أم أنتم أعلم بخصوص القران وعمومه من أبي وابن عمي فدونكها(٥) مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك فنعمّ الحكم الله والزعيم محمّد والموعد القيامة وعند الساعة ما تخسرون ولا ينفعكم إذ تندمون ، ولكلّ نبأ مستقر وسوف تعلمون ، من يأتيه عذاب يخزيه ويحلّ عليه عذاب مقيم ، إلى آخر الخطبة المذكورة مع شرحها في الكتاب الكبير.

قولهعليه‌السلام : ولم يتباعد العهد ، الجملة حالية أي فعلوا جميع ذلك ولم يبعد ذلك ولم يبعد عهدهم بك وبما سمعوا منك في أهل بيتك مع وجوب رعاية حرمتك ، وفي النهج : ولم يطل العهد ، وفي المجالس : تدفن بنتك سرّاً ويهتضمّ حقّها قهرا وتمنع إرثها جهراً ولم يطل العهد ، وفي القاموس : العهد الوصيّة ، والتقدم إلى المرء في الشيء واليمين وقد عاهده ، والّذي يكتب للولاة ، من عهد إليه أوصاه ، والحفاظ ورعاية الحرمة والأمأنّ ، والذمة والالتقاء والمعرفة ، منه عهدي به بموضع كذا والمنزل المعهود به الشيء ، والزمان والوفاء ، انتهى.

ولا يخفى على اللّبيب ما يناسب المقام من تلك المعاني « ولم يخلق » على المعلوم من باب نصر وعلم وحسن أي لم يصر ذكرك وتذكّر أحوالك ورواية أقوالك

__________________

(١) سورة مريم : ٦. (٢) سورة الأحزاب : ٦.

(٣) سورة النساء : ١١.(٤) سورة البقرة : ١٨٠.

(٥) الضمير للخلافة.

٣٤٦

٤ - عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عبد الرَّحمن بن سالم ، عن المفضّل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام من غسّل فاطمة قال ذاك أمير المؤمنين وكأني استعظمت ذلك من قوله فقال كأنك ضقت بما أخبرتك به قال فقلت قد كان ذاك جعلت فداك قال فقال لا تضيقنَّ فإنّها صديقة ولم يكن يغسلها إلّا صديق أما علمت أنّ مريم لم يغسلها إلّا عيسى.

٥ - محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن عبد الله بن محمّد الجعفي ، عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليه‌السلام قإلّا أنّ فاطمةعليها‌السلام لـمّا أنّ كان من أمرهم ما كان أخذت بتلابيب عمر فجذبته إليها ثمّ قالت

________________________________________________________

بالياً ، بل كان كلّها جديداً ، وقيل : الذكر القران، والمشتكى مصدر ميمي أي الشكوى.

« وفيك يا رسول الله أحسن العزاء » أي في أقوالك وصفاتك وما أمرتني به فيما يعرض لي بعدك أو في سبيل رضاك أحسن التعزية ، وما يوجب أحسن الصبر ، وقيل في للسببية وقد مرّ بعض الوجوه في باب تاريخ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قوله : أنّ في الله عزاء.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

وفي القاموس : الضيق الشك في القلب ويكسر ، وما ضاق عنه صدرك « فإنّها صديقة » أي معصومة كما مرّ ، ولا يغسل المعصوم رجلاً كان أو امرأة إلّا المعصوم ، ولا يشكلّ الاستدلال به على جواز تغسيل الرجل زوجته لظهور الاختصاص هنا فتأمل.

الحديث الخامس : ضعيف.

« لـمّا أنّ كان » أنّ زائدة لتأكيد اتصال جواب لـمّا بمدخولها ، ضمير « أمرهم » لأبي بكر وعمر وأصحابهما « ما كان » أي من دخولهم دار فاطمة بأمر الملعونين قهراً

٣٤٧

أما والله يا ابن الخطّاب لو لا أنّي أكره أنّ يصيب البلاء من لا ذنب له لعلمت أنّي سأقسم على الله ثمّ أجده سريع الإجابة.

________________________________________________________

وإخراج عليّ إلى بيعة أبي بكر وسائر ما مرّ قليل منهاآنفاً « أخذت » أي للضرورة لإنقاذ أمير المؤمنينعليه‌السلام من أيديهم ، وكان واجبا على جميع الخلق ، وقيل : أي أمرت بذلك من قبيل : قطع الأمير اللص ، قال الفيروزآبادي :لب به تلبيبا جمع ثيابه عند نحره في الخصومة ثمّ جره ، والتلبيب ما في موضع اللبب من الثياب اسمكالتمتين « من لا ذنب له » أي من لم يبايع أبي بكر أو بائع جبراً والأطفال ونحوهم ، أو جميع من في المشرق والمغرب ممّن لم يعلم بالواقعة أيضاً لأنّ العذاب إذا نزل عم.

وقال في المغرب : القسم على الله أنّ تقول : بحقك أفعل كذا وإنّما عديّ بعلى لأنه ضمن معنى التحكم.

وأقول : روى أحمد بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وابن شهرآشوب عن الشيخ في اختيار الرجال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وعن سلمان الفارسيرضي‌الله‌عنه : أنه لـمّا استخرج أمير المؤمنينعليه‌السلام من منزله خرجت فاطمةعليها‌السلام فما بقيت هاشمية إلّا خرجت معها حتّى انتهت قريباً من القبر فقالت : خلوا عن ابن عمي فو الّذي بعث محمّداً بالحقّ لأنّ لم تخلوا عنه لأنشرن شعري ولأضعن قميص رسول الله على رأسي ، ولأصرخن إلى الله تبارك وتعالى ، فما ناقة صالح بأكرم على الله مني ، ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي ، قال سلمانرضي‌الله‌عنه : كنت قريباً منها ، فرأيت والله أساس حيطان المسجد ، مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تقلعت من أسفلها حتّى لو أراد رجل أنّ ينفذ من تحتها نفذ ، فدنوت منها فقلت : يا سيدتي ومولاتي أنّ الله بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة ، فرجعت ورجعت الحيطان حتّى سطعت الغبرة من أسفلها ، فدخلت في خياشيمنا(١) .

أقول : سيأتي بعض القول في ذلك في شرح الروضة إنشاء الله ، وتفصيل القول في تلك الوقائع موكول إلى كتابنا الكبير.

__________________

(١) خياشيم جمع الخيوشم : أقصى الأنف.

٣٤٨

٦ - وبهذا الإسناد ، عن صالح بن عقبة ، عن يزيد بن عبد الملك ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال لـمّا ولدت فاطمةعليها‌السلام أوحى الله إلى ملك فأنطق به لسان محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فسماها فاطمة ثمّ قال إني فطمتك بالعلم وفطمتك من الطمث ثمّ قال أبو جعفرعليه‌السلام والله لقد فطمها الله بالعلم وعن الطمث في الميثاق.

________________________________________________________

الحديث السادس : مجهول.

« أوحى الله » لم يذكر الموحى به لدلالة قوله : « فانطلق » عليه ، والحاصل أنّ تسميتهاعليها‌السلام بذلك كانت بالإلهام ، وضمير « به » راجع إلى الملك أو إلى مصدر أوحى ، « ثمّ قال » الضمير راجع إلى الله أو إلى الرسول ، والفطم كالقطع.

« فطمتك بالعلم » أي قطعتك عن الجهل بسبب العلم ، أو جعلت فطامك من اللبن مقرونة بالعلم كناية عن كونها في بدو الخلقة عالمة بالعلوم الربانية ، أو المعنى أرضعتك بالعلم حتّى استغنيت وفطمت ، وعلى التقادير الربانية ، أو المعنى أرضعتك بالعلم حتّى استغنيت وفطمت ، وعلى التقادير الفاعل بمعنى المفعول كالدافق بمعنى المدفوق أو يقرأ على بناء التفعيل ، أي جعلتك قاطعة الناس من الجهل ، أو المعنى لـمّا فطمها من الجهل فهي تفطم الناس ، وفطمتك من الطمث أي الحيض ، والوجهان الأخيران يشكلّ إجراؤهما في هذه الفقرة إلّا بتكلف بأنّ يجعل الطمث كناية عن المعاصي والأخلاق الدنية الرديئة أو يقال على الثالث لـمّا فطمتك عن الأدناس الروحانية والجسمانيّة فأنت تفطم الناس عن دنس الجهل والفسوق والمعاصي.

قوله : في الميثاق ، أي قدرا وأثبت لها ذلك في ذلك اليوم أو جعلها في ذلك اليوم قابلة لذلك.

ثمّ اعلم أنه ورد في الأخبار المعتبرة من طرق الخاصة والعامّة علل أخرى للتسمية بهذا الاسم ، منها : ما روي عن الصادقعليه‌السلام أنها فطمت من الشر.

وعن الرضا عن آبائه عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنّ الله فطمها وفطم من أحبها من النار.

وعن الكاظم قال : أنّ الله تعالى علم ما كان قبل كونه ، فعلم أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

٣٤٩

٧ - وبهذا الإسناد ، عن صالح بن عقبة ، عن عمرو بن شمرّ ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لفاطمةعليها‌السلام يا فاطمة قومي فأخرجي تلك الصحفة فقامت فأخرجت صحفة فيها ثريد وعراق يفور فأكلّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ثلاثة عشر يوماً ثمّ أنّ أمّ أيمن رأت الحسين معه شيء فقالت له من أين لك هذا قال إنا لنأكله منذ أيام فأتت أمّ أيمن فاطمة فقالت يا فاطمة إذا كان عند أمّ أيمن شيء فإنّما هو لفاطمة وولدها وإذا كان عند فاطمة شيء فليس لأمّ أيمن منه شيء ؟ فأخرجت لها منه فأكلت منه أم أيمن ونفدت الصحفة فقال لها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أما لو لا أنّك أطعمتها لأكلت منها أنت وذرّيّتك إلى أن

________________________________________________________

يتزوّج في الأحياء وأنّهم يطمعون في وراثة هذا الأمر من قبله ، فلـمّا ولدت فاطمة سمّاها الله تبارك وتعالى فاطمة لأنّها فطمت طمعهم ، ومعنى فطمت قطعت ، وعدم تدنسها بالطمث ممّا روته العامّة أيضاً بأسانيد عن عائشة وغيرها ، كما أخرجناه في البحار.

وروى السيّد في الطرائف عن أحمد الطبراني عن هشام بن عروة عن عائشة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه وصف فاطمة سلام الله عليها في حديث طويل ، وفي آخره : ليست كنساء الآدميين ، ولا تعتل كما يتعللن به يعني الحيض.

الحديث السابع : ضعيف.

وقال الجوهري : الصحفة كالقصعة والجمع صحاف ، قال الكسائي : أعظم القصاع الجفنة ثمّ القصعة تليها تشبع العشرة ، ثمّ الصحفة تشبع الخمسة ، ثمّ المئكلة تشبع الرجلين والثلاثة ، ثمّ الصحيفة تشبع الرجل.

وقال : ثردت الخبز ثرداً كسرته فهو ثريد ومثرود.

وقال الفيروزآبادي : العرق وكغراب العظم أكلّ لحمه والجمع ككتاب وغراب نادراً ، والعرق العظم بلحمه فإذا أكلّ لحمه فعراق أو كلاهما لكليهما ، وقال : فار فوراً جاش.

٣٥٠

________________________________________________________

وأم أيمن جارية النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحاضنته ورثها من أبيه وأعتقها ، وأيمن بن عبيد وأسأمّة بن زيد ابناها « منه شيء » جملة حالية « يخرج بها قائمنا » أي يظهر الصحفة مع ما فيها من الطعام.

وأقول : قصة نزول المائدة لفاطمةعليها‌السلام ممّا رواه كثير من المخالفين كالثعلبي في كتابه المعروف بالبلغة ، وموفق بن أحمد الخوارزمي ذكرهما سيّد بن طاوسقدس‌سره .

وقال الزمخشري في الكشّاف عند ذكر قصة زكريا ومريمعليهما‌السلام ما لفظه : وعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه جاء في زمن قحط فأهدت له فاطمة رغيفين وبضعة لحم آثرته بها فرجع بها إليها ، وقال. هلمي يا بنية وكشفت عن الطبق فإذا هو مملوء خبزا ولحما فبهتت وعلمت أنها نزلت من الله ، فقال لها : أنى لك هذا؟ قالت : هو من عند الله أنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فقالعليه‌السلام : الحمد لله الّذي جعلك شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل ، ثمّ جمع رسول الله عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين وجميع أهل بيتهعليهم‌السلام حتّى شبعوا وبقي الطعام كما هو وأوسعت فاطمة على جيرانها.

وروى الراونديرحمه‌الله في الخرائج : أنّ عليّاً أصبح يوماً فقال لفاطمة : عندك شيء تغذينيه؟ قالت : لا ، فخرج واستقرض ديناراً ليبتاع ما يصلحهم ، فإذا المقداد في جهد وعياله جياع ، فأعطاه الدينار ودخل المسجد وصلى الظهر والعصر مع رسول الله ، ثمّ أخذ النبيّ بيد عليّ وانطلقا إلى فاطمة وهي في مصلاها وخلفها جفنة تفور ، فلـمّا سمعت كلام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرجت فسلمت عليه وكانت أعزَّ الناس عليه ، فرد السلام ومسح بيده على رأسها ثمّ قال : عشينا غفر الله لك وقد فعل ، فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي رسول الله ، فقال لها : يا فاطمة أنى لك هذا الطعام الّذي لم أنظر إلى مثل لونه قط ولم أشم مثل رائحته قط ولم آكلّ أطيب منه؟ ووضع كفه

٣٥١

٨ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عليّ ، عن عليّ بن جعفر قال سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جالسٌ إذ دخل عليه ملك له أربعة وعشرون وجهاً ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حبيبي جبرئيل لم أرك في مثل هذه الصورة قال الملك لست بجبرئيل يا محمّد بعثني الله عزَّ وجلَّ أنّ أزوِّج النور من النور قال من ممّن ؟قال - فاطمة من عليّ قال فلـمّا ولى الملك إذا بين كتفيه محمّد رسول الله - عليّ وصيّه فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منذ كم كتب هذا بين كتفيك فقال من قبل أنّ يخلق الله آدم باثنين وعشرين ألف عام

________________________________________________________

بين كتفي وقال : هذا بدل عن دينارك ، إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب.

وروى العيّاشي مثله في حديث طويل عن أبي جعفرعليه‌السلام وساق الحديث إلى قوله : فأقبل عليّ فوجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا وفاطمة تصلي وبينهما شيء مغطى ، فلـمّا فرغت اجترت ذلك الشيء فإذا جفنة من خبز ولحم قال : يا فاطمة أنى لك هذا؟ قالت : هو من عند الله أنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إلّا أحدثك بمثلك ومثلها؟ قال : بلى ، قال : مثل زكريا إذ دخل على مريم المحراب فوجد عندها رزقاً قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله أنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب فأكلوا منها شهراً وهي الجفنة الّتي يأكلّ منها القائمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهي عندنا.

الحديث الثامن : ضعيف على المشهور.

« باثنين وعشرين » قال ابن شهرآشوب : وفي رواية بأربعة وعشرين ألف عام ، ورواه بأسانيد من طرق العامّة وفي بعضها ملك له عشرون رأساً في كلّ رأس ألف لسان وكان اسم الملك صرصائيل ، وقال : كان التزويج في أوّل يوم من ذي الحجة ، وروي أنه كان يوم السادس منه ، ومثل ذلك قال الشيخ في المصباح ، وروى السيّد بن طاوس من كتاب حدائق الرياض للمفيد رحمهما الله قال : ليلة إحدى وعشرين من المحرم وكانت ليلة خميس سنّة ثلاث من الهجرة كان زفاف فاطمةعليها‌السلام .

ثمّ إنّ الخبر يدلّ على أنّ التزويج يتعدّى بمن ، كما هو الدائر على ألسنة

٣٥٢

٩ - عليُّ بن محمّد وغيره ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال سألت الرضاعليه‌السلام عن قبر فاطمةعليها‌السلام فقال دفنت في بيتها فلـمّا زادت بنو أمية

________________________________________________________

أكثر الفقهاء في صيغ النكاح ، والّذي يظهر من كتب اللغة تعديته بالنفس ، وكذا ورد في الكتاب العزيز قال تعالى : «زَوَّجْناكَها »(١) وورد التعدية بالباء في قوله تعالى : «وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ »(٢) » وأولوه بأنه بمعنى قرناهم ، قال الفيروزآبادي : زوجته امرأة وتزوجت امرأة وبها أو هذه قليلة «وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ » أي قرناهم ، وقال الراغب : وزوجناهم بحور عين ، قرناهم بهن ولم يجيء في القران زوجناهم حورا كما يقال : زوجه امرأة تنبيها على أنّ ذلك لا يكون على حسب المتعارف من المناكحة فيما بيننا ، انتهى.

وكذا النكاح متعديا بالنفس كما قال تعالى : «أُرِيدُ أنّ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَ »(٣) والمشهور بين الفقهاء تعديته أيضاً بمن ، والأحوط في صيغ النكاح الجمع بين الوجهين.

الحديث التاسع : ضعيف على المشهور.

ويدلّ على أنّهاعليها‌السلام دفنت في بيتها ، وهذا أصح الأقوال في موضع قبرها صلوات الله عليها ، قال الشيخقدس‌سره في التهذيب : ذكر الشيخ في الرسالة أنك تأتي الروضة فتزور فاطمة لأنّها مقبورة هناك ، وقد اختلف أصحابنا في موضع قبرها فقال بعضهم : إنها دفنت في البقيع ، وقال بعضهم : إنها دفنت بالروضة ، وقال بعضهم : أنّها دفنت في بيتها ، فلـمّا زادت بنو أمية في المسجد صارت من جملة المسجد ، وهاتان الروايتان كالمتقاربتين ، والأفضل عندي أنّ يزور الإنسان في الموضعين جميعاً فإنه لا يضره ذلك ، ويحوز به أجراً عظيماً وأمّا من قال : أنها دفنت في البقيع فبعيد من الصواب ، انتهى.

__________________

(١) سورة الأحزاب : ٣٧. (٢) سورة الدخان : ٥٤.

(٣) سورة القصص : ٢٧.

٣٥٣

في المسجد صارت في المسجد.

١٠ - عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن الخيبريّ ، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سمعته يقول لو لا أنّ الله تبارك وتعالى خلق أمير المؤمنينعليه‌السلام لفاطمة ما كان لها كفو على ظهر الأرض من آدم

________________________________________________________

وأقول : الأظهر أنّها صلوات الله عليها مدفونة في بيتها ، والأخبار فيه كثيرة أوردتها في البحار ، لكن روى الصدوق في معاني الأخبار بسند صحيح عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : قال رسول الله ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة ، ومنبري على ترعة من ترع الجنّة ، لأنّ قبر فاطمة بين قبره ومنبره وقبرها روضة من رياض الجنّة وإليه ترعة من ترع الجنّة ، ويمكن الجمع بأنّ يقال : الروضة متسعة بحيث تشمل بعض بيتهاعليها‌السلام الّذي دفنت فيه ، ويؤيّده قولهعليه‌السلام : فلـمّا زادت بنو أمية إلى آخرها.

وسيأتي ما يدلّ على اتساع الروضة وعلى أنّ بيتهاعليها‌السلام منها في كتاب الحج إنشاء الله ، وقيل : أنّ عمر بن عبد العزيز وسع المسجد في زمن خلافة وليد بن عبد الملك بأمره في جانب مشرق المسجد حتّى ضيق البيت الّذي دفن فيه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأخرج تراب قبري المنافقين لمرور الجدار عليهما كما يفهم ممّا ذكره السمهودي في خلاصة الوفاء.

الحديث العاشر : ضعيف.

ويدلّ على فضل أمير المؤمنينعليه‌السلام على أولي العزم سوى نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فان قلت : لا يدلّ على فضلهعليه‌السلام على نوح وإبراهيم لأنّ القرابة فيهما مانعة من الزواج قلت : الظاهر من سياق الحديث أنّ المراد به الكفاءة مع قطع النظر عن القرابة كما يدلّ عليه التصريح بآدمعليه‌السلام مع عدم القائل بالفرق وقد يستدلّ به على فضل فاطمةعليها‌السلام عليهم أيضاً ولا يخلو من نظر إذ يمكن أنّ تكون الكفاءة مشروطة بزيادة في جانب الزوج ، بل الظاهر ذلك وفضل أمير المؤمنين عليها صلوات الله عليهما لعلّه ممّا

٣٥٤

ومن دونه.

( باب )

( مولد الحسن بن عليّ صلوات الله عليهما )

ولد الحسن بن عليّعليه‌السلام في شهر رمضان في سنة بدر ، سنة اثنتين بعد الهجرة وروي أنّه ولد في سنّة ثلاث ومضىعليه‌السلام في شهر صفر في آخره من سنة تسع وأربعين

________________________________________________________

لا كلام فيه ، وإن كان الجميع من نور واحد ، والله يعلم حقائق أحوالهم وأنوارهم وأسرارهم.

باب مولد الحسن بن عليّ صلوات الله عليهما

قوله (ره) : وروي أنّه ولد في سنة ثلاث ، قيل : الرواية حكاية لـمّا يجيء في الخبر الثاني ، والتحقيق أنه لا منافاة بين تاريخي الولادة لأنّ كلا منهما مبني على اصطلاح في مبدء التاريخ الهجري غير الاصطلاح الّذي عليه بناء الآخر ، وتفصيله أنّ فيه ثلاث اصطلاحات ، الأوّل : أنّ يكون مبدؤه ربيع الأوّل فان الهجرة إنّما كانت فيه وكان معروفاً بين الصحابة إلى ستين ، وبناء كلام المصنف على هذا ، الثاني : أنّ يكون مبدؤه شهر رمضأنّ السابق على ربيع الأوّل الّذي وقعت الهجرة فيه ، لأنه أوّل السنّة الشرعيّة كما سيأتي في الأخبار في كتاب الصيام ، والرواية مبنية على هذا ، الثالث : ما اخترعه عمر ، وهو أنّ مبدؤه المحرم السابق موافقاً لـمّا زعمه أهل الجاهلية ، وهذا ساقط وأنّ اشتهر بين العوام.

قال ابن الجوزي في التلقيح : روى أبو بكر بن أبي خيثمة عن الشعبي والزهري قإلّا : لـمّا أهبط آدم من الجنّة وانتشر ولده أرخ بنوه من هبوط آدم ، فكان ذلك التاريخ حتّى بعث الله نوحا فأرخوا مبعث نوح ، حتّى كان الفرق فكان التاريخ من الطوفان إلى نار إبراهيم ، فلـمّا كثر ولد إسماعيل افترقوا ، فأرخ بنو إسحاق من نار إبراهيم إلى مبعث يوسف ، ومن مبعث يوسف إلى مبعث موسى ، ومن مبعث موسى إلى ملك سليمأنّ ، ومن ملك سليمأنّ إلى مبعث عيسى ، ومن مبعث عيسى إلى أنّ بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،

٣٥٥

________________________________________________________

وأرّخ بنو إسماعيل من نار إبراهيم إلى بناء البيت ، ومن بنيأنّ البيت حتّى تفرقت معد ، وكانت للعرب أيام وأعلام يعدونها ثمّ أرخوا من موت كعب بن لؤي إلى الفيل وكان التاريخ من الفيل حتّى أرخ عمر بن الخطّاب من الهجرة ، وإنّما أرخ عمر بعد سبع عشرة سنّة من مهاجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قال الشعبي : كتب أبو موسى إلى عمر أنه يأتينا من قبلك كتب ليس لها تاريخ فأرخ ، فاستشار عمر في ذلك فقال بعضهم : أرخ لمبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقال بعضهم لوفاته ، فقال عمر : بل نؤرخ لمهاجر رسول الله فان مهاجرة فرق بين الحقّ والباطل فأرخ لذلك.

وقال سعيد بن المسيب : كتب التاريخ بمشورة عليّ ، قال المدائني : واختلفوا بأي شهر يبدءون فقال عثمان : أرخوا المحرم أوّل السنّة ، انتهى ، ثمّ قال : وكان التاريخ من شهر ربيع الأوّل إلّا أنّهم ردوه إلى المحرم لأنه أوّل السنّة ، انتهى.

وأقول : قال المفيدقدس‌سره في الإرشاد كنية الحسن بن عليّ صلوات الله عليهما أبو محمّد ، ولد بالمدينة ليلة النصف من شهر رمضأنّ المبارك سنّة ثلاث من الهجرة ، ثمّ قال : ولـمّا استقر الصلح بينهعليه‌السلام وبين معاوية خرج الحسنعليه‌السلام إلى المدينة فأقام بها كاظماً غيظه لازماً منزله ، منتظراً لأمر ربه عزَّ وجلَّ إلى أنّ تم لمعاوية عشر سنين من إمارته ، وعزم على البيعة لابنه يزيد ، فدس إلى جعدة بنت الأشعث ابن قيس وكانت زوجة الحسنعليه‌السلام من حملها على سمه وضمن لها أنّ يزوجها بابنه يزيد ، فأرسل إليها مائة ألف درهم فسقته جعدّة السم فبقي أربعين يوماً مريضاً ومضى لسبيله في شهر صفر سنّة خمسين من الهجرة ، وله يومئذ ثمانية وأربعون سنّة ، وكانت خلافته عشر سنين ، وتولى أخوه ووصيّه الحسينعليه‌السلام غسله وتكفينه ودفنه عند جدته فاطمة بنت أسد رضي الله عنها بالبقيع ، انتهى.

وقال الشهيد نور الله مرقده في الدروس : ولد بالمدينة يوم الثلاثاء منتصف شهر شعبان سنّة اثنتين من الهجرة وقبض بها مسموماً يوم الخميس سابع صفر سنّة تسع

٣٥٦

ومضى وهو ابن سبع وأربعين سنّة وأشهر واُمّه فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

١ - محمّد بن يحيى ؛ عن الحسين بن إسحاق ؛ عن عليّ بن مهزيار ؛ عن الحسين

________________________________________________________

وأربعين أو سنّة خمسين من الهجرة ، عن سبع وأربعين أو ثمان.

وقال ابن شهرآشوب في المناقب : ولدعليه‌السلام بالمدينة ليلة النصف من شهر رمضأنّ عام أحد سنّة ثلاث من الهجرة ، وقيل : سنّة اثنتين ، فعاش مع جده سبع سنين وأشهراً ، وقيل : ثمان سنين ، ومع أبيه ثلاثين سنّة ، وبعده تسع سنين وقالوا : عشر سنين ، ومات مسموماً ، وقبض بالمدينة بعد مضي عشر سنين من ملك معاوية ، ومضى لليلتين بقيتا من صفر سنّة خمسين من الهجرة ، وقيل : سنّة تسع وأربعين ، وعمره سبعة وأربعون سنّة وأشهر ، وقيل : ثمان وأربعون ، وقيل : في سنّة تمام خمسين من الهجرة ، وكان بذل معاوية لجعدّة بنت أشعث الكندي وهي ابنة أم فروة أخت أبي بكر عشرة آلاف دينار وأقطاع عشرة ضياع من سقي سور أو سواد الكوفة على أنّ تسمهعليه‌السلام ، انتهى.

وروي في كشف الغمة عن الدولابي أنهعليه‌السلام ولد لأربع سنين وستّة أشهر ونصف من الهجرة ، وعن عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي أنهعليه‌السلام توفي وهو ابن خمس وأربعين سنّة في سنّة تسع وأربعين ، انتهى.

وروى صاحب كفاية الأثر أنهعليه‌السلام توفي يوم الخميس في آخر صفر سنّة خمسين من الهجرة وله سبع وأربعون سنّة ، وقال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين : اختلف في مبلغ سن الحسنعليه‌السلام فحدثني أحمد بن سعيد عن يحيى بن الحسن عن عليّ بن إبراهيم بن الحسن عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم وجميل بن دراج عن جعفر بن محمّد أنه توفي وهو ابن ثماني وأربعين سنّة ، وعن أحمد بن سعيد عن يحيى ابن الحسن عن حسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن محمّد بن سنان عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام أنّ الحسن توفي وهو ابن ستّ وأربعين سنة.

الحديث الأوّل : مجهول.

٣٥٧

بن سعيد ؛ عن النضر بن سويد ؛ عن عبد الله بن سنان عمّن سمع أبا جعفرعليه‌السلام يقول لـمّا حضرت الحسنعليه‌السلام الوفاة بكى فقيل له يا ابن رسول الله تبكي ومكانك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الّذي أنت به ؟ وقد قال فيك ما قال ؛ وقد حججت عشرين حجّة ماشيا وقد قاسمت مالك ثلاث مرات حتّى النعل بالنعل فقال إنّما أبكي لخصلتين : لهول المطّلع وفراق الأحبّة

________________________________________________________

« تبكي » الاستفهام مقدّر « ومكانك » الواو للحال ، ومن للنسبة « ما قال » أي من المناقب والفضائل الكثيرة « قاسمت » أي ناصفت ، النعل منصوب بتقدير أعطيت ونحوه والباء للمقابلة ، والمقاسمة كانت بينهعليه‌السلام وبين الفقراء في سبيل الله ، وروى الصدوق في العيون والمجالس هذا الخبر بإسناده عن الرضاعليه‌السلام ، وفيه قد قاسمت ربّك مالك.

وفي النهاية في الحديث : لو أنّ لي ما في الأرض جميعاً لافتديت به من هول المطلع ، يريد به الموقف يوم القيامة أو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت فشبهه بالمطلع الّذي يشرف عليه من موضع عال ، انتهى.

وربمّا يقرأ المطلع بكسر اللام ، أي الرب تعالى المطلع على السرائر ، والبكاء لهذا الخوف لا ينافي علو شأنهعليه‌السلام فان خشية المقربين أكثر من سائر العالمين ، وقد قال تعالى : «إنّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ »(١) وفي جميع أحوالهم كانوا باكين مع علمهم بكونهم من الفائزين ، وكذا فراق الأحبّة والحزن له من لوازم البشرية مع أنّ حزنهعليه‌السلام لـمّا كان يعلم من مصائبهم والبلايا الواردة عليهم بعدهعليه‌السلام ، ويحتمل أنّ يكون الأوّل للتعليم ، والثاني للشفقة على الأمّة وتسهيل الأمر عليهم.

وما قيل : أنّ المطلّع عبارة عن واقعة كربلاء من مصيبة الحسينعليه‌السلام وإخوته وأهل بيته وأصحابه وهو المراد بالأحبّة ، أو المراد بالمطّلع جميع مصائب أهل الحق

__________________

(١) سوره فاطر : ٢٨.

٣٥٨

٢ - سعدُ بن عبد الله ؛ وعبد الله بن جعفر ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليّ [ ابن مهزيار ] ؛ عن الحسن بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ؛ عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قبض الحسن بن عليّعليه‌السلام وهو ابن سبع وأربعين سنّة في عام خمسين ؛ عاش بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أربعين سنة.

٣ - عدّة من أصحابنا ؛ عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن النعمان ؛ عن سيف بن عميرة ؛ عن أبي بكر الحضرمي قال إنَّ جعدّة بنت أشعث بن قيس الكندي سمت الحسن بن عليّ وسمت مولاة له فأما مولاته فقاءت السم وأمّا الحسن فاستمسك في

________________________________________________________

إلى ظهور القائمعليه‌السلام فهو تكلف مستغنى عنه.

وروى الشيخ في مجالسه عن ابن عباس قال : دخل الحسين بن عليّعليهما‌السلام عليّ أخيه الحسن في مرضه الّذي توفي فيه فقال له : كيف تجدك يا أخي؟ قال : أجدني في أوّل يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدّنيا ، واعلم أني لا أسبق أجلي وأني وارد على أبي وجديعليهما‌السلام على كره مني لفراقك وفراق إخوتك وفراق الأحبّة ، وأستغفر الله من مقالّتي هذه وأتوب إليه ، بل على محبّة مني للقاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وأمي فاطمةعليهما‌السلام وحمزة وجعفرعليهما‌السلام ، الخبر.

الحديث الثاني : مختلف فيه ، صحيح عندي.

ويدلّ على أنّ الولادة كانت في سنّة ثلاث وأنه عاش بعد أمير المؤمنينعليه‌السلام عشر سنين.

الحديث الثالث : حسن موقوف.

« فاستمسك » أي احتبس السم ، وفي القاموس : النقطة الجدري والبشرة ، وكف نفيطة ومنفوطة ونافطة وقد نفطت كفرح نفطا ونفطا ونفيطا قرحت عملاً أو مجلت وقد انفطها العمل ونفط ينفط غضب أو احترق غضبا كتنفط والقدر غلت ، وأنفطت العنز ببولها رمت والقدر تنافط ترمي بالزبد ، انتهى.

والمراد هنا إما التورم أو الغليان أو رمي الكبدّ وفي بعض النسخ فانتقض به

٣٥٩

بطنه ثمَّ انتفط به فمات.

٤ - محمّد بن يحيى وأحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن ؛ عن القاسم النهدي ؛ عن إسماعيل بن مهران ؛ عن الكناسي ؛ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : خرج الحسن بن عليّ

________________________________________________________

بالقاف أي كسره ، وفي بعضها بالفاء أي تفرق بعض أحشائه ، في القاموس : نفض الثوب حركه لينتفض.

والأشعث هو زوج أخت أبي بكر بن أبي قحافة وأبناؤه محمّد وقيس وعبد الرَّحمن كانوا من قتلة الحسينعليه‌السلام ، وسيأتي عن الصادقعليه‌السلام أنّ الأشعث بن قيس شرك في دم أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وابنته جعدّة سمت الحسنعليه‌السلام ومحمّداً ابنه شرك في دم الحسينعليه‌السلام .

وروى الراونديقدس‌سره في الخرائج عن الصادق عن آبائهعليهم‌السلام أنّ الحسنعليه‌السلام قال لأهل بيته : إني أموت بالسم كما مات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالوا : ومن يفعل ذلك؟ قال : امرأتي جعدّة بنت الأشعث بن قيس ، فان معاوية يدس إليها ويأمرها بذلك قالوا : أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك! قال : كيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئاً ولو أخرجتها ما قتلني غيرها وكان لها عذر عند الناس ، فما ذهبت الأيام حتّى بعث إليها معاوية مإلّا جسيّما وجعل يمنيها بأنّ يعطيها مائة ألف درهم أيضاً ويزوجها من يزيد ، وحمل إليها شربة سم لتسقيها الحسن ، فانصرف إلى منزله وهو صائم ، فأخرجت [ وقت ] الإفطار وكان يوماً حاراً شربة لبن وقد ألقت فيها ذلك السم فشربها وقال : عدوة الله قتلتني قتلك الله ، والله لا تصيبن مني خلفا ولقد غرك وسخر منك والله يخزيك ويخزيه ، فمكث يومان ثمّ مضى فغدر بها معاوية ولم يف بها بما عاهد عليه.

أقول : وفي رواية أخرى قال : امرأة لم تصلح للحسن بن عليّ لا تصلح لا بني يزيد.

الحديث الرابع : صحيح.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380