مرآة العقول الجزء ٦

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 289

مرآة العقول

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
تصنيف:

الصفحات: 289
المشاهدات: 3457
تحميل: 5326


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 289 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 3457 / تحميل: 5326
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 6

مؤلف:
العربية

بسم الله الرحمن الرحيم

باب

مولد علي بن الحسين عليهما‌السلام

ولد علي بن الحسين عليه‌السلام في سنة ثمان وثلاثين وقبض في سنة خمس وتسعين

باب مولد علي بن الحسين عليهما‌السلام

قال المفيد قدس الله روحه في الإرشاد : الإمام بعد الحسين بن علي عليهما‌السلام ابنه أبو محمد علي بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام وكان يكنى أيضا بأبي الحسن وأمه شاه زنان بنت يزدجرد بن شهريار كسرى ، ويقال : أن اسمها شهربانو ، وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام ولى حريث بن جابر جانبا من المشرق فبعث إليه بنتي يزد جرد بن شهريار فنحل ابنه الحسين شاه زنان منهما فأولدها زين العابدين عليه‌السلام ، ونحل الأخرى محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمد بن أبي بكر ، فهما ابنا خالة.

وكان مولد علي بن الحسين عليه‌السلام بالمدينة سنة ثمان وثلاثين من الهجرة ، فبقي مع جده أمير المؤمنين عليه‌السلام سنتين ، ومع عمه الحسن عليه‌السلام اثنتي عشرة سنة ، ومع أبيه الحسين ثلاث وعشرين سنة ، وبعد أبيه أربعا وثلاثين سنة ، وتوفي بالمدينة سنة خمس وتسعين من الهجرة ، وله يومئذ سبع وخمسون سنة وكانت إمامته أربعا وثلاثين سنة ، ودفن بالبقيع مع عمه الحسن بن علي عليهما‌السلام

وقال الإربلي (ره) في كشف الغمة : ولد عليه‌السلام بالمدينة في الخميس الخامس من شعبان من سنة ثمان وثلاثين من الهجرة في أيام جده أمير المؤمنين عليه‌السلام قبل وفاته بسنتين ، وأمه أم ولد اسمها غزالة ، وقيل : بل كان اسمها شاه زنان بنت يزدجرد وقيل غير ذلك ، وقال الحافظ عبد العزيز : أمه يقال لها سلامة ، وقال إبراهيم بن إسحاق

١

وله سبع وخمسون سنة وأمه سلامة بنت يزدجرد بن شهريار بن شيرويه بن كسرى أبرويز وكان يزدجرد آخر ملوك الفرس.

أمه غزالة أم ولد.

وفي ش عليه‌السلام عشر سنين ، ومع أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام عشر سنين ، وكان عمره سبعا وخمسين سنة ، وفي رواية أخرى أنه ولد سنة سبع وثلاثين وقبض وهو ابن سبع وخمسين سنة في سنة أربع وتسعين ، وكان بقائه بعد أبي عبد الله عليه‌السلام ثلاثا وثلاثين سنة ، ويقال : في سنة خمس وتسعين.

أمه خولة بنت يزدجرد ملك فارس وهي التي سماها أمير المؤمنين شاه زنان ، ويقال : كان اسمها شهربانو بنت يزدجرد ، انتهى.

وقال الشيخ برد الله مضجعه في المصباح : في النصف من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين كان مولد أبي محمد علي بن الحسين عليه‌السلام ونحوه قال المفيد (ره) في كتاب حدائق الرياض.

وقال الطبرسي طاب ثراه في إعلام الورى : ولد عليه‌السلام بالمدينة يوم الجمعة ويقال يوم الخميس في النصف من جمادى الآخرة ، وقيل : لتسع خلون من شعبان سنة ثمان وثلاثين من الهجرة ، وقيل : سنة ست وثلاثين ، وقيل : سنة سبع وثلاثين واسم أمه شاه زنان ، وقيل : شهربانويه ، وقال في العدد القوية : قال المبرد كان اسم أم علي بن الحسين عليه‌السلام سلامة من ولد يزدجرد معروفة النسب من خيرات النساء ، وقيل : خولة.

وقال الشهيد روح الله روحه في الدروس : ولد بالمدينة يوم الأحد خامس شعبان سنة ثمان وثلاثين ، وقبض بها يوم السبت ثاني عشر المحرم سنة خمس وتسعين عن

٢

١ ـ الحسين بن الحسن الحسني رحمه‌الله وعلي بن محمد بن عبد الله جميعا

سبع وخمسين سنة ، وأمه شاه زنان بنت شيرويه بن كسرى أبرويز ، وقيل : ابنة يزدجرد.

وقال ابن شهرآشوب قدس‌سره : مولده عليه‌السلام بالمدينة يوم الخميس في النصف من جمادى الآخرة ، ويقال : يوم الخميس لتسع خلون من شعبان سنة ثمان وثلاثين من الهجرة قبل وفاة أمير المؤمنين عليه‌السلام بسنتين ، وقيل : سنة سبع ، وقيل : سنة ست ، وتوفي بالمدينة يوم السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم ، أو لاثنتي عشرة ليلة سنة خمس وتسعين من الهجرة ، وله يومئذ سبع وخمسون سنة ، ويقال : تسع وخمسون سنة ، ويقال : أربع وخمسون سنة ، وكانت إمامته أربعا وثلاثين سنة ، وكان في سني إمامته بقية ملك يزيد ، وملك معاوية بن يزيد وملك مروان وعبد الملك ، وتوفي في ملك الوليد ، ودفن في البقيع مع عمه الحسن عليه‌السلام

وقال أبو جعفر بن بابويه : سمه الوليد بن عبد الملك وأمه شهربانويه بنت يزدجرد بن شهريار الكسرى ، ويسمونها أيضا بشاه زنان وجهان بانويه ، وسلامة ، وخولة وقالوا : هي شاه زنان بنت شيرويه بن كسرى أبرويز ، ويقال : هي برة بنت النوشجان ، والصحيح هو الأول ، وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام سماها فاطمة ، وكانت تدعي سيدة النساء ، انتهى.

وقال حمد الله المستوفي : ذهب علماء الشيعة إلى أن الوليد بن عبد الملك بن مروان سمه عليه‌السلام

الحديث الأول : ضعيف ، وآخره مرسل.

وفي البصائر : لما قدم بابنة يزدجرد آخر ملوك الفرس وهو ابن شهريار بن أبرويز هرمز بن أنوشيروان « أشرف لها عذارى المدينة » أي صعدت الأبكار السطوح ونحوها للنظر إليها ، وقيل : إشراق المسجد بضوئها كناية عن ابتهاج أهل المسجد برؤيتها وتعجبهم من صورتها وصباحتها ، انتهى.

٣

عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، عن عبد الرحمن بن عبد الله الخزاعي ، عن نصر بن مزاحم ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال لما أقدمت بنت يزدجرد على عمر أشرف لها عذارى المدينة وأشرق المسجد بضوئها لما دخلته فلما نظر إليها عمر غطت وجهها وقالت أف بيروج بادا هرمز فقال عمر أتشتمني هذه وهم بها فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام ليس ذلك لك خيرها رجلا من المسلمين واحسبها بفيئه فخيرها فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الحسين عليه‌السلام فقال لها أمير المؤمنين ما اسمك فقالت جهان شاه فقال لها أمير المؤمنين عليه‌السلام بل

« فلما نظر إليها » كان نظره كان بقصد التصرف والاصطفاء ، وفهمته فقالت : « أف بيروج بادا هرمز » وهرمز لقب بعض أجدادها من ملوك الفرس ، وأف كلمة تضجر ، وبيروج معرب بى روز ، أي أسود يوم هرمز وأساء الدهر إليه ، وانقلب الزمان عليه حيث صارت أولاده أسارى تحت حكم مثل هذا ، وقيل : دعاء على أبيها الهرمز يعني لا كان لهرمز يوم ، فإن ابنته أسرت بصغر ونظر إليها الرجال ، وفي بعض نسخ البصائر : أف بيروز بادا هرمز.

« وهم بها » أي أراد إيذاءها أو اصطفاءها وأن يأخذ لنفسه « بفيئة » أي بحصته من الغنيمة « بل شهربانويه » لعله عليه‌السلام غير اسمها للسنة أو لأنه من أسماء الله تعالى لما ورد في الخبر في النهي عن اللعب بالشطرنج أنه يقول : مات شاهه وقتل شاهه والله شاهه ما مات وما قتل ، أو أنه أخبر عليه‌السلام أنه ليس اسمه جهانشاه بل اسمه شهربانويه ، وإنما غيرته للمصلحة كما يدل عليه ما رواه صاحب العدد القوية حيث قال : فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ما اسمك؟ فقالت : شاه زنان بنت كسرى ، قال عليه‌السلام أنت شهربانويه وأختك مرواريد بنت كسرى ، قالت آريه ، انتهى.

وقيل : المراد أنه لم ينبغ هذا الاسم لك بل كان ينبغي تسميتك بشهربانويه ، وهذا لا يدل على أنه عليه‌السلام سماه شهربانويه ، فلا ينافي ما مر من أنه كان اسمها سلامة ، انتهى.

٤

شهربانويه ثم قال للحسين يا أبا عبد الله لتلدن لك منها خير أهل الأرض فولدت علي بن الحسين عليه‌السلام وكان يقال لعلي بن الحسين عليه‌السلام ابن

« لتلدن لك » كأنه تم الكلام ، و قوله : منها خير أهل الأرض ، جملة أخرى ، ولم يذكر المفعول به في الأولى لدلالة الجملة الثانية عليه ، وفي بعض نسخ البصائر : ليولدن لك منها غلام خير أهل الأرض ، وفي بعضها ليلدن لك منها غلام ، إشارة أن أولاده يحصل من ولد هو خير أهل الأرض ، وعبارة الكتاب أيضا يحتمل ذلك.

وروى الراوندي (ره) في الخرائج عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لما قدمت ابنة يزدجرد بن شهريار آخر ملوك الفرس وخاتمتهم على عمر ، وأدخلت المدينة استشرفت لها عذارى المدينة وأشرق المجلس بضوء وجهها ، ورأت عمر فقالت : امروزان ، فغضب عمر وقال : شتمتني هذه العلجة (١) وهمَّ بها فقال له علي عليه‌السلام : ليس لك إنكار على ما لا تعلمه ، فأمر أن ينادي عليها فقال أمير المؤمنين : لا يجوز بيع بنات الملوك وإن كن كافرات ، ولكن أعرض عليها أن تختار رجلا من المسلمين حتى تزوج منه وتحسب صداقها عليه عن عطائه من بيت المال يقوم مقام الثمن ، فقال عمر : أفعل وعرض عليها أن تختار ، فجاءت فوضعت يدها على منكب الحسين عليه‌السلام فقال : چه نام دارى اى كنيزك؟ يعني ما اسمك يا صبية قالت : جهانشاه ، فقال : شهربانويه ، قالت : تلك أختي؟ قال : راست گفتى ، أي صدقت ، ثم التفت إلى الحسين فقال : احتفظ بها وأحسن إليها فستلد لك خير أهل الأرض في زمانه بعدك ، وهي أم الأوصياء الذرية الطيبة ، فولدت علي بن الحسين زين العابدين ، ويروي أنها ماتت في نفاسها به.

وإنما اختارت الحسين لأنها رأت فاطمة وأسلمت قبل أن يأخذها عسكر المسلمين ، ولها قصة وهي : أنها قالت : رأيت في المنام قبل ورود عسكر المسلمين كان محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دخل دارنا وقعد مع الحسين وخطبني له وزوجني منه ، فلما

__________________

(١) العِلجة : الكافرة.

٥

أصبحت كان ذلك يؤثر في قلبي وما كان لي خاطر غير هذا ، فلما كان في الليلة الثانية رأيت فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله قد أتتني وعرضت على الإسلام فأسلمت ، ثم قالت : إن الغلبة تكون للمسلمين وإنك تصلبن عن قريب إلى ابني الحسين سالمة لا يصيبك بسوء أحد ، قالت : وكان من الحال إني خرجت من المدينة ما مس يدي إنسان.

وروى الصدوق في العيون عن سهل بن القاسم النوشجاني قال : قال لي الرضا عليه‌السلام بخراسان : إن بيننا وبينكم نسب ، قلت : وما هو أيها الأمير؟ قال : إن عبد الله بن عامر بن كريز لما افتتح خراسان أصاب ابنتين ليزدجرد بن شهريار ملك الأعاجم ، فبعث بهما إلى عثمان بن عفان ، فوهب إحداهما للحسن والأخرى للحسين عليهما‌السلام فماتتا عندهما نفساوين ، وكانت صاحبة الحسين عليه‌السلام نفست بعلي بن الحسين عليه‌السلام فكفل عليا عليه‌السلام بعض أمهات ولد أبيه ، فنشأ وهو لا يعرف أما غيرها ، ثم علم أنها مولاته وكان الناس يسمونها أمه وزعموا أنه زوج أمه ومعاذ الله إنما زوج هذه على ما ذكرناه ، وكان سبب ذلك أنه واقع بعض نسائه ثم خرج يغتسل فلقيته أمه هذه ، فقال لها : إن كان في نفسك من هذا الأمر شيء فاتقي الله وأعلميني ، فقالت : نعم فزوجها ، فقال ناس : زوج علي بن الحسين عليهما‌السلام أمه.

وأقول : هذا الخبر أقرب إلى الصواب إذ أسر أولاد يزدجرد الظاهر أنه كان بعد قتله واستئصاله ، وذلك كان في زمن عثمان ، وإن كان فتح أكثر بلاده في زمن عمر إلا أنه هرب بعياله إلى خراسان ، وإن أمكن أن يكون بعد فتح القادسية أو نهاوند أخذ بعض أولاده هناك لكنه بعيد.

وأيضا لا ريب أن تولد علي بن الحسين عليه‌السلام منها كان في أيام خلافة أمير المؤمنين عليه‌السلام بل بسنتين قبل شهادته عليه‌السلام ولم يولد منها غيره كما نقل ، وكون الزواج في زمن عمر وعدم تولد ولد إلا بعد أكثر من عشرين سنة بعيد ، ولا يبعد أن يكون عمر تصحيف عثمان في رواية المتن ، والله يعلم.

٦

الخيرتين فخيرة الله من العرب هاشم ومن العجم فارس وروي أن أبا الأسود الدؤلي قال فيه :

وإن غلاما بين كسرى وهاشم

لأكرم من نيطت عليه التمائم

وهاشم اسم للقبيلة المعروفة المنتسبة إلى هاشم بن عبد مناف ، والفارس بكسر الراء الفرس وهم قبيلة عظيمة ولهم بلاد كثيرة ، والعجم أعم منهم لأنه يتناول الترك والهند والروم ونحوهم ممن ليس من العرب.

في معجم البلدان : كان أرض فارس قديما قبل الإسلام ما بين نهر بلخ إلى منقطع آذربيجان وأرمنية الفارسية إلى الفرات إلى برية العرب إلى عمان ومكران وإلى كابل وطخارستان وهذا صفوة الأرض وأعدلها فيما زعموا ، انتهى.

وأبو الأسود هو واضع علم النحو ، قال في المغرب قال أبو حاتم : سمعت الأخفش يقول : الدؤل بضم الدال وكسر الواو المهموزة دويبة صغيرة شبيهة بابن عرس ، قال : ولم أسمع بفعل في الأسماء والصفات غيره ، وبه سميت قبيلة أبي الأسود الدئلي ، وإنما فتحت الهمزة استثقالا للكسرة ، مع يائي النسب كالنمري في النمر ، انتهى.

وفي القاموس كسرى ويفتح ملك الفرس معرب خسرو ، أي واسع الملك ، وقال : ناط نوطا علقه ، انتهى.

والتمائم جمع تميمة وهي خرزات كانت الأعراب تعلقونها على أولادهم يتقون بها العين بزعمهم ، قال القتيبي : وبعضهم يتوهم أن المعاذات هي التمائم وليس كذلك إنما التميمة الخرزة وقد وقع النهي عنها ، وأما المعاذات فلا بأس بها إذا كتب فيها القرآن أو أسماء الله تعالى ، قال الأزهري : ومن جعل التمائم سيورا فغير مصيب ، وأما قول الفرزدق :

وكيف يضل العنبري ببلدة

بها قطعت عنه سيور التمائم

فإنه أضاف السيور إليها لأنها لا تثقب ، وتجعل فيها سيور أو خيوط تعلق بها انتهى.

٧

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة قال سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول كان لعلي بن الحسين عليه‌السلام ناقة حج عليها اثنتين وعشرين حجة ما قرعها قرعة قط قال فجاءت بعد موته وما شعرنا بها إلا وقد جاءني بعض خدمنا أو بعض الموالي فقال إن الناقة قد خرجت فأتت قبر علي بن الحسين فانبركت عليه فدلكت بجرانها القبر وهي ترغو فقلت أدركوها أدركوها وجيئوني بها قبل أن يعلموا بها أو يروها قال وما كانت رأت القبر قط.

٣ ـ علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن عيسى ، عن حفص بن البختري عمن ذكره ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال لما مات أبي علي بن الحسين عليه‌السلام

والغرض هنا إما التعميم لكل أحد أي خير من كل مولود ، إذ كل مولود تعلق عليه التميمة أو للأشراف لأنها تعلق عليهم للاعتناء بشأنهم.

الحديث الثاني : موثق كالصحيح.

« ما قرعها » أي ما ضربها « أو بعض الموالي » الشك من الراوي ، والإبراك هنا البروك وفي البصائر : فبركت عليه وهو أظهر ، قال في الصحاح : برك البعير يبرك بروكا أي استناخ ، وأبركته أنا فبرك ، والبرك المصدر وابترك الرجل أي ألقى بركة ، وقال : جران البعير مقدم عنقه إلى منحره ، وقال : الرغاء صوت ذوات الخف وقد رغى البعير يرغو رغاء إذا ضج ، وفي أكثر نسخ البصائر فقلت : أدركوها فجاءوني بها.

قوله عليه‌السلام : أو يروها ، للترديد ، وشك الراوي بعيد ، إنما أمر عليه‌السلام بذلك تقية لأن ظهور المعجزات منهم كان يصير سببا لشدة عداوتهم واهتمامهم في دفعهم وإطفاء نورهم ، وفي بعض الروايات عدد الحج أربعون ، فيمكن أن يكون المراد الحج والعمرة معا تغليبا.

الحديث الثالث : مرسل.

وتمرغت الدابة في التراب تقلب ، ويقال : مرغ رأسه بالعصا أي ضربه.

٨

جاءت ناقة له من الرعي حتى ضربت بجرانها على القبر وتمرغت عليه فأمرت بها فردت إلى مرعاها وإن أبي عليه‌السلام كان يحج عليها ويعتمر ولم يقرعها قرعة قط.

«ابن بابويه».

أقول : بعد قوله : قط ، في نسخ الكتاب : ابن بابويه ، وفي سائر الكتب انتهى الحديث عند قوله قط ، وليس وقوع ابن بابويه في هذا الموضع معهودا ولذا اختلفت كلمة الناظرين في هذا الكتاب في حله على وجوه : الأول : ما أفاده الوالد العلامة وهو أنه متعلق بالحديث الآتي وإشارة إلى أن هذا الحديث كان في نسخة الصدوق محمد بن بابويه (ره) إذ تبين بالتتبع أن النسخ التي رواها تلامذة الكليني بواسطة وبدونها كانت مختلفة ، فعرض الأفاضل المتأخرون عن عصرهم تلك النسخ بعضها على بعض فما كان فيها من اختلاف أشاروا إليه كما مر مرارا ، وسيأتي في عرض الكتاب في نسخة الصفواني ، وفي رواية النعماني كذا ، ولعله كان من تلك النسخ نسخة الصدوق فإنه كان في عصر الكليني رحمه‌الله عليهما ، لكنه يروي عنه بواسطة لأنه لم يلقه أو لم يقرأ عليه ، فالمعنى أن الخبر الآتي والماضي كان في رواية الصدوق ولم يكن في سائر الروايات.

الثاني : أن يكون المراد بابن بابويه علي بن بابويه وهو كان معاصرا للكليني وماتا في سنة واحدة ، فيمكن روايته عن الكليني ورواية الكليني عنه ، وأقول : رواية الكليني عنه في غاية البعد ، وأيضا إذا كان كذلك كان ينبغي توسط من بينه وبين الحسين نعم يمكن أن يكون إشارة إلى كون الرواية في كتاب علي فيرجع إلى الوجه الأول.

الثالث : ما ذكره صاحب الوافي أنه متعلق بالخبر السابق ، وأين بمعنى المكان وبابويه أي بوالده ، يعني أني لا أجد بمثل أبويه ، فيكون المراد بها أنه لا يوجد مثل أبويه في الشرف ، وبهذا كان كذلك.

٩

٤ ـ الحسين بن محمد بن عامر ، عن أحمد بن إسحاق بن سعد ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي عمارة ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال لما كان في الليلة التي وعد فيها علي بن الحسين عليه‌السلام قال لمحمد عليه‌السلام يا بني ابغني وضوءا قال فقمت فجئته بوضوء قال لا أبغي هذا فإن فيه شيئا ميتا قال فخرجت فجئت بالمصباح فإذا فيه فأرة ميتة فجئته بوضوء غيره فقال يا بني هذه الليلة التي وعدتها فأوصى بناقته أن يحظر لها حظار وأن يقام لها علف فجعلت فيه قال فلم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر فضربت بجرانها ورغت وهملت عيناها فأتي محمد بن علي فقيل له إن الناقة قد خرجت فأتاها فقال صه الآن قومي بارك الله فيك فلم تفعل فقال :

الرابع : ما ذكره بعض الأفاضل ممن كان أيضا في عصرنا حيث قال ابن بانويه بضم النون وسكون الواو ، منصوب بالاختصاص أو مرفوع فاعل لم يقرعها ، وبانويه لقب سلامة ، والأول أظهر الوجوه وإن كان شيء منها لا يخلو من تكلف.

الحديث الرابع : مجهول « وعد فيها » أي أخبر بأنه يفارق الدنيا فيها ، وفي القاموس بغيثه : طلبته ، و أبغاه الشيء طلبه له كبغاه إياه كرماه ، أو أعانه على طلبه ، انتهى.

والوضوء بالفتح ما يتوضأ به « لا أبغي هذا » أي لا أطلبه وفي القاموس : حظر الشيء أو عليه منعه وحجر ، واتخذ حظيرة كاحتظر ، والحظيرة : المحيط بالشيء خشبا أو قصبا ، و الحظار ككتاب الحائط ويفتح وما يعمل للإبل من شجر ليقيها من البرد « أن خرجت » قيل : أن زائدة لتأكيد الاتصال وفي القاموس : هملت عينه تهمل وتهمل هملا وهملانا وهمولا فاضت كانهملت « صه » اسم فعل بمعنى اسكت ويستوي فيه المذكر والمؤنث ، والأفراد والتثنية والجمع.

وفي البصائر : فقال : مه الآن قومي بارك الله فيك ، ففارت ودخلت موضعها فلم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر فضربت بجرانها ورغت وهملت عيناها فأتى محمد بن علي فقيل له : إن الناقة قد خرجت ، فأتاها فقال : مه الآن قومي فلم تفعل ، قال

١٠

وإن كان ليخرج عليها إلى مكة فيعلق السوط على الرحل فما يقرعها حتى يدخل المدينة قال وكان علي بن الحسين عليهما‌السلام يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب فيه الصرر من الدنانير والدراهم حتى يأتي بابا بابا فيقرعه ثم ينيل من يخرج إليه فلما مات علي بن الحسين عليهما‌السلام فقدوا ذاك فعلموا أن عليا عليه‌السلام كان يفعله.

٥ ـ محمد بن أحمد ، عن عمه عبد الله بن الصلت ، عن الحسن بن علي بن بنت إلياس ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال سمعته يقول إن علي بن الحسين عليهما‌السلام لما حضرته الوفاة أغمي عليه ثم فتح عينيه وقرأ « إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ » و « إِنَّا فَتَحْنا لَكَ » وقال « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ » ثم

دعوها فإنها مودعة ، فلم تلبث إلا ثلاثة حتى نفقت « وإن كان » إلخ.

وإن مخففة من المثقلة ، وضمير الشأن مقدر ، و الجراب بالكسر وعاء من أدم ، و الصرر بضم الصاد وفتح الراء جمع صرة بالضم وهي الهميان ، ويدل على استحباب عدم ضرب الدابة لا سيما في طريق الحج ، وعلى استحباب إخفاء الصدقة وصدقة الليل.

الحديث الخامس : حسن.

« أغمي عليه » كان الإغماء هنا كناية عن التوجه إلى عالم القدس « قرأ إذا وقعت » أي سورة إذا وقعت ، وكذا قوله « إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً » « وقال » أي عند رؤية ما أعد الله له عليه‌السلام من الدرجات العالية والمقامات الرفيعة.

« الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ » قال البيضاوي : أي بالبعث والثواب « وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ » يريدون المكان الذي استقروا فيه على الاستعارة ، وإيراثها تمليكها مختلفة عليهم من أعمالهم أو تمكينهم من التصرف فيها تمكين الوارث فيما يرثه « نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ

١١

قبض من ساعته ولم يقل شيئا.

٦ ـ سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قبض علي بن الحسين عليه‌السلام وهو ابن سبع وخمسين سنة في عام خمس وتسعين عاش بعد الحسين خمسا وثلاثين سنة.

حَيْثُ نَشاءُ » أي نتبوء كل منا في أي مقام أراده من جنته الواسعة ، مع أن في الجنة مقامات معنوية لا يتمانع واردوها « فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ » الجنة.

الحديث السادس : ضعيف على المشهور صحيح عندي.

قوله عليه‌السلام : خمسا وثلاثين ، الظاهر على سياق ما مر في تاريخ شهادة الحسين عليه‌السلام في كلامه أربعا وثلاثين ، نعم هذا يوافق ما في رواية ابن الخشاب عن الصادق عليه‌السلام أن شهادة الحسين عليه‌السلام كان في عام الستين ، قال في كشف الغمة : توفي عليه‌السلام في ثامن عشر المحرم من سنة أربع وتسعين وقيل : خمس وتسعون ، وكان عمره عليه‌السلام سبعا وخمسين سنة ، كان منها مع جده سنتين ، ومع عمه الحسن عشر سنين وأقام مع أبيه بعد عمه عشر سنين ، وبقي بعد قتل أبيه تتمة ذلك وقبره بالبقيع بمدينة الرسول في القبة التي فيها العباس ، وقال أبو نعيم : أصيب عليه‌السلام سنة اثنتين وسبعين ، وقال بعض أهل بيته : سنة أربع وتسعين ، وروى عبد الرحمن بن يونس عن سفيان عن جعفر ابن محمد عليه‌السلام قال : مات علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، وعن أبي فروة قال : مات علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بالمدينة ودفن بالبقيع سنة أربع وتسعين وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيها.

حدثني حسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال : مات أبي علي بن الحسين سنة أربع وتسعين وصينا عليه بالبقيع ، وقال غيره : مولده سنة ثمان وثلاثين من الهجرة ، ومات سنة خمس وتسعين.

وقال في إعلام الورى : توفي عليه‌السلام بالمدينة يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة بقيت

١٢

باب

مولد أبي جعفر محمد بن علي عليه‌السلام

ولد أبو جعفر عليه‌السلام سنة سبع وخمسين وقبض عليه‌السلام سنة أربع عشرة ومائة وله سبع وخمسون سنة ودفن بالبقيع بالمدينة في القبر الذي دفن فيه أبوه علي بن

من المحرم سنة خمس وتسعين من الهجرة ، وله يومئذ سبع وخمسون سنة ، كانت مدة إمامته بعد أبيه أربعا وثلاثين سنة ، وكان في أيام إمامته بقية ملك يزيد بن معاوية وملك معاوية بن يزيد ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان ، وتوفي عليه‌السلام في ملك الوليد بن عبد الملك.

باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليه‌السلام

قال في إعلام الورى : ولد عليه‌السلام بالمدينة سنة سبع وخمسين من الهجرة يوم الجمعة غرة رجب ، وقيل : الثالث من صفر وقبض عليه‌السلام سنة أربع عشرة ومائة في ذي الحجة ، وقيل : في شهر ربيع الأول وقد تم عمره سبعا وخمسين سنة ، وأمه أم عبد الله فاطمة بنت الحسن ، فعاش مع جده الحسين أربع سنين ، ومع أبيه تسعا وثلاثين سنة ، وكانت مدة إمامته ثماني عشرة سنة ، وكان في أيام إمامته بقية ملك الوليد بن عبد الملك وملك سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز ، ويزيد بن عبد الملك وهشام بن عبد الملك ، وتوفي في ملكه.

وروى الشيخ (ره) في المصباح عن جابر الجعفي قال : ولد الباقر عليه‌السلام يوم الجمعة غرة رجب سنة سبع وخمسين ، وقال ابن شهرآشوب قدس‌سره يقال : إن الباقر هاشمي من هاشميين ، علوي من علويين ، وفاطمي من فاطميين ، لأنه أول من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين عليهما‌السلام وكانت أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي اسمه محمد وكنيته أبو جعفر لا غير ، ولقبه باقر العلم. ولد بالمدينة يوم الثلاثاء وقيل :يوم الجمعة غرة رجب ، وقيل : الثالث من صفر سنة سبع وخمسين من الهجرة ، وقبض

١٣

الحسين عليه‌السلام وكانت أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام وعلى ذريتهم الهادية.

بها في ذي الحجة ويقال في شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة ومائة وله يومئذ سبع وخمسون سنة ، مثل عمر أبيه وجده ، وأقام مع جده الحسين ثلاث سنين أو أربع سنين ، ومع أبيه علي أربعا وثلاثين سنة وعشرة أشهر ، أو تسعا وثلاثين سنة ، وبعد أبيه تسع عشرة سنة ، وقيل : ثماني عشرة ، وذلك أيام إمامته ، وكان في سني إمامته ملك الوليد بن يزيد وسليمان وعمر بن عبد العزيز ، ويزيد بن عبد الملك وهشام أخوه والوليد بن يزيد وإبراهيم أخوه وفي أول ملك إبراهيم قبض ، وقال أبو جعفر بن بابويه : سمه إبراهيم بن الوليد بن يزيد وقبره ببقيع الغرقد.

وقال في روضة الواعظين : ولد عليه‌السلام بالمدينة يوم الثلاثاء ، وقيل : يوم الجمعة لثلاث ليال خلون من صفر سنة سبع وخمسين من الهجرة ، وقبض عليه‌السلام بها في ذي الحجة ويقال : في شهر ربيع الأول ، ويقال : في شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة ومائة.

وقال صاحب الفصول المهمة : ولد في ثالث صفر سنة وسبع وخمسين ، ومات سنة سبع عشرة ومائة وله من العمر ثمان وخمسون سنة ، وقيل : ستون سنة ، ويقال : إنه مات بالسم في زمن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك.

وقال في الدروس : ولد عليه‌السلام بالمدينة يوم الاثنين ثالث صفر سنة سبع وخمسين وقبض بها يوم الاثنين سابع ذي الحجة سنة أربع عشرة ومائة ، وروي سنة ست عشرة.

وقال السيد بن طاوس قدس‌سره في الزيارة الكبيرة : وضاعف العذاب على من شرك في دمه ، وهو إبراهيم بن الوليد.

وقال في كشف الغمة : وأما عمرة فإنه مات في سنة سبع عشرة ومائة وقيل : غير ذلك ، وقد نيف على الستين ، وقيل غير ذلك ، وعن جعفر بن محمد قال : سمعت محمد بن

١٤

١ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن عبد الله بن أحمد ، عن صالح بن مزيد ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن أبي الصباح ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال كانت أمي قاعدة عند جدار فتصدع الجدار وسمعنا هدة شديدة فقالت بيدها لا وحق المصطفى ما أذن الله لك في السقوط فبقي معلقا في الجو حتى جازته فتصدق أبي عنها بمائة دينار قال أبو الصباح وذكر أبو عبد الله عليه‌السلام جدته أم أبيه يوما فقال كانت

علي يذاكر فاطمة بنت الحسين شيئا من صدقة النبي فقال : هذه توفي ولي ثمان وخمسون سنة ، ومات فيها ، وقال محمد بن عمر : وأما في روايتنا فإنه مات سنة سبع عشر ومائة وهو ابن ثمان وسبعين سنة وقال غيره : توفي سنة ثمان عشرة ومائة ، وعن سفيان ابن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : قتل علي عليه‌السلام وهو ابن ثمان وخمسين ، وقتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين ، ومات علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين وأنا اليوم ابن ثمان وخمسين.

وقال عبد الله بن أحمد الخشاب : وبالإسناد عن محمد بن سنان قال : ولد محمد قبل مضي الحسين بن علي بثلاث سنين ، وتوفي وهو ابن سبع وخمسين سنة ، سنة مائة وأربع عشرة من الهجرة ، أقام مع أبيه علي بن الحسين خمسا وثلاثين سنة إلا شهرين ، وأقام بعد مضي أبيه تسع عشرة سنة ، وكان عمره سبعا وخمسين سنة ، وفي رواية أخرى قام أبو جعفر وهو ابن ثمان وثلاثين وكان مولده سنة ست وخمسين.

الحديث الأول : ضعيف بسنديه ، بعبد الله بن أحمد.

وفي القاموس : الصدع الشق في شيء صلب ، وقال : الهد الهدم الشديد ، والكسر والصوت الغليظ ، وبالهاء الرعد ، وفي النهاية الهدة الخسف ، وصوت ما يقع من السماء « لا » ناهية أي لا تسقط « ما أذن الله » جملة دعائية ، واستجابة الدعاء من مثل هذه الفاضلة التقية ليست بمستبعد ، ولو كانت معجزة فهي معجزة لزوجها وولدها مع أن الكرامات من غير الأنبياء والأئمة قد جوزها أكثر علمائنا ، وكأنه ليس

١٥

صديقة لم تدرك في آل الحسن امرأة مثلها.

محمد بن الحسن ، عن عبد الله بن أحمد مثله.

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال إن جابر بن عبد الله الأنصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله وكان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت وكان يقعد في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو معتجر بعمامة سوداء وكان ينادي يا باقر العلم يا باقر العلم فكان أهل المدينة

المراد بالصديقة هنا المعصومة لعدم ثبوت العصمة في هذه الأمة لغير فاطمة من النساء بل المراد المبالغة في صدقها قولا وفعلا.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور صحيح عندي.

قال بعض المعتبرين من العامة أبو عبد الله جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام بن ثعلبة بن حزام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة من مشاهير الصحابة وأحد المكثرين من الرواية عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، شهد هو وأبوه العقبة الثانية ، ولم يشهد الأولى ، وشهد بدرا وقيل : لم يشهدها وشهد بعدها مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثماني عشرة غزوة ، وأبوه أحد النقباء الاثني عشر ، وكف بصر جابر في آخر عمره ، روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن علي الباقر عليه‌السلام وعطاء بن أبي رباح ، وأبو الزبير ، ومحمد بن المنكدر وخلق سواهم كثير ، مات بالمدينة سنة أربع وسبعين ، وقيل : سنة ثمان وسبعين وصلى عليه أبان بن عثمان وهو أميرها وله أربع وتسعون سنة ، وهو آخر من مات بالمدينة من الصحابة على قول ، انتهى.

« منقطعا إلينا » قيل : أي منقطعا عن خلفاء الضلالة متوجها إلينا ، و أهل منصوب بالاختصاص ، وقال في النهاية : الاعتجار هو أن يلف العمامة على رأسه ويرد طرفها على وجهه ، ولا يعمل منها شيئا تحت ذقنه.

وفي القاموس : بقرة كمنعه شقه ووسعه ، وفي بني فلان عرف أمرهم وفتشهم ، والباقر محمد بن علي بن الحسين لتبحره في العلم ، انتهى.

١٦

يقولون جابر يهجر فكان يقول لا والله ما أهجر ولكني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول إنك ستدرك رجلا مني اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقرا فذاك الذي دعاني إلى ما أقول قال فبينا جابر يتردد ذات يوم في بعض طرق المدينة إذ مر بطريق في ذاك الطريق كتاب فيه محمد بن علي فلما نظر إليه قال يا غلام أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر ثم قال شمائل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والذي نفسي بيده يا غلام ما اسمك قال اسمي محمد بن علي بن الحسين فأقبل عليه يقبل رأسه ـ ويقول بأبي أنت وأمي أبوك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقرئك السلام ويقول ذلك قال فرجع محمد بن علي بن الحسين إلى أبيه وهو ذعر فأخبره الخبر فقال له يا بني وقد فعلها جابر

« يهجر » كينصر أي يهذو ، وفي الصحاح الشمائل والشمال الخلق « وبينا » أصله بين تولد الألف من إشباع فتحة النون ، وهو مضاف إلى الجملة وإذ للمفاجأة ، وفي القاموس الكتاب كرمان المكتب ، انتهى.

وكونه عليه‌السلام فيه لم يكن للتعلم بل لغرض آخر ، إذ لم ينقل منهم عليهم‌السلام التعلم من أحد سوى الإمام الذي قبله « شمائل » خبر مبتدإ محذوف ، هو شمائله أو هذه وفي القاموس قرأ عليه‌السلام أبلغه كأقرأه ، ولا يقال : اقرءه إلا إذا كان السلام مكتوبا وفي النهاية : فيه أن الرب عز وجل يقرئك السلام ، يقال : أقرء فلانا السلام وأقرء عليه‌السلام كأنه حين يبلغه سلامه يحمله على أن يقرأ السلام ويرده ، انتهى.

« ويقول ذلك » أي كان رسول الله يخبرني أني ألقاك ، وقيل : « ويقول » عطف على يقرئك ، والضمير لرسول الله أو عطف على يقول ، والضمير لجابر أي ويكرر وذلك كناية عن رسالة من جانب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو إشارة إلى « بأبي أنت » إلى آخره.

والذعر بالضم الخوف ، وكان ذعره عليه‌السلام للتقية والخوف من المخالفين ، ولذا تعجب عليه‌السلام من صدور هذه الأمور منه بمحضر الناس ، ولذا أمره بلزوم بيته لئلا يتضرر من حسد الأشقياء عند علمهم بمنزلته وكرامته عند الله وعند رسوله أو لصون

١٧

قال نعم قال الزم بيتك يا بني فكان جابر يأتيه طرفي النهار وكان أهل المدينة يقولون وا عجباه لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النهار وهو آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يلبث أن مضى علي بن الحسين عليهما‌السلام فكان محمد بن علي يأتيه

قدره ورجوع الناس إليه « يأتيه طرفي النهار » أي للتعلم منه عليه‌السلام ، وإن كان ظاهرا لظن الناس أنه يأخذ الرواية عنه فيرجعوا إليه ويعرفوا فضائله وعلومه ومعجزاته.

وروى الصدوق (ره) في العلل بإسناده عن عمرو بن شمر قال : سألت جابر بن يزيد الجعفي فقلت له : ولم سمي الباقر باقرا؟ قال : لأنه بقر العلم بقرا أي شقه شقا وأظهره إظهارا ، ولقد حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : يا جابر إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف في التوراة بباقر ، إذا لقيته فأقرئه مني السلام ، فلقيه جابر ابن عبد الله الأنصاري في بعض سكك المدينة ، فقال له : يا غلام من أنت؟ قال : أنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، قال له جابر : يا بني أقبل ، فأقبل ثم قال له : أدبر فأدبر ، فقال : شمائل رسول الله ورب الكعبة ، ثم قال : يا بني رسول الله يقرئك السلام ، فقال : على رسول الله السلام ما دامت السماوات والأرض ، وعليك يا جابر بما بلغت السلام ، فقال له جابر : يا باقر يا باقر أنت الباقر حقا أنت الذي تبقر العلم بقرا.

ثم كان جابر يأتيه فيجلس بين يديه فيعلمه فربما غلط جابر فيما يحدث به عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيرد عليه ويذكره فيقبل ذلك منه ويرجع به إلى قوله ، وكان يقول : يا باقر يا باقر أشهد بالله أنك قد أوتيت الحكم صبيا.

قوله : وا عجباه قيل : « وا » هنا ليس للندبة ، بل للنداء المحض موافقا لما ذهب إليه بعض النحاة « فلم يلبث أن مضى » هذا يدل على أن وفاة علي بن الحسين عليه‌السلام كان قبل وفاة جابر ، وهذا ينافي ما مر من تاريخي وفاتهما ، إذ وفاة علي بن

١٨

على وجه الكرامة لصحبته لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال فجلس عليه‌السلام يحدثهم عن الله تبارك وتعالى فقال أهل المدينة ما رأينا أحدا أجرأ من هذا فلما رأى ما يقولون حدثهم عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال أهل المدينة ما رأينا أحدا قط أكذب من هذا يحدثنا عمن لم يره فلما رأى ما يقولون حدثهم عن جابر بن عبد الله قال فصدقوه وكان جابر بن عبد الله يأتيه فيتعلم منه.

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن مثنى الحناط ، عن أبي بصير قال دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام فقلت له أنتم ورثة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال نعم قلت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وارث الأنبياء علم كل ما علموا قال لي نعم قلت:

الحسين كانت في عام خمس أو أربع وتسعين ، ووفاة جابر على كل الأقوال كانت قبل الثمانين ، نعم يستقيم هذا على ما في أكثر نسخ الكليني في وفاة علي بن الحسين في عام خمس وسبعين بناء على بعض أقوال وفاة جابر ، لكن قد عرفت أنه تصحيف لا يوافق شيئا من التواريخ المضبوطة ، ويحتمل الغلط في تاريخ وفاة جابر إذا لم يستند إلى خبر ، وإن كان كالمتفق عليه بين الفريقين.

قال الشيخ في الرجال : جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام نزل المدينة شهد بدرا وثماني عشر غزوة مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مات سنة ثمان وسبعين ، وقال الشهيد الثاني (ره) مات جابر بالمدينة سنة ثلاث وسبعين ، وقيل : سنة ثمان وستين وسنة أربع وتسعون سنة ، وكان قد ذهب بصره ، انتهى.

ويحتمل أن يكون قوله : فكان محمد بن علي يأتيه أي في حياة أبيه عليهما‌السلام ومع ذلك أيضا لا يخلو من شيء « وكان جابر بن عبد الله » الجملة حالية وقوله : فيتعلم منه ، أي جابر منه عليه‌السلام ، ويحتمل العكس ، فالمراد التعلم ظاهرا للمصلحة ، فيكون مصدقا للحديث عن جابر لكنه بعيد جدا.

الحديث الثالث : حسن.

« دخلت على أبي جعفر » وفي البصائر على أبي عبد الله وأبي جعفر ، فالمعجزة

١٩

فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرءوا الأكمه والأبرص قال نعم بإذن الله ثم قال لي ادن مني يا أبا محمد فدنوت منه فمسح على وجهي وعلى عيني فأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكل شيء في البلد ثم قال لي أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا قلت أعود كما كنت فمسح على عيني فعدت كما كنت قال فحدثت ابن أبي عمير بهذا فقال أشهد أن هذا حق كما أن النهار حق.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن علي ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال كنت عنده يوما إذ وقع زوج ورشان على الحائط وهدلا هديلهما فرد أبو جعفر عليه‌السلام عليهما كلامهما

صدرت منهما جميعا كل في زمانه « بإذن الله » أي بقدرته أو إذا أذن الله لنا فيه ، أو بتوفيقه « فمسح على وجهي » وفي البصائر : فمسح يده على عيني ووجهي.

« أو تعود » منصوب و « أعود » منصوب بتقدير أن ، وأعمالها وإهمالها ، و قوله : « فحدثت » كلام علي بن الحكم ، وفي البصائر قال علي : فحدثت.

الحديث الرابع : مجهول ، وفي البصائر عن محمد بن علي عن علي بن محمد الحناط عن عاصم.

قوله : إذ وقع زوج ورشان ، في البصائر إذ وقع عليه زوج ورشان فهدلا ، وهو الظاهر بقرينة : فلما طارا على الحائط ، وفي البصائر : فلما صارا وقيل : على نسخة الكتاب الحائط الأول غير الحائط الثاني ، وقيل : وقع أي على الأرض ، و قوله : على الحائط ظرف مستقر نعت زوج أي كان على الحائط ، وفي الثاني ظرف لغو متعلق بطارا بتضمين معنى وقعا ، والزوج هنا المركب من الذكر والأنثى والورشان كأنه نوع من الحمام ، وفي القاموس الورشان محركة طائر وهو ساق حر لحمه أخف من الحمام وقال : الهديل صوت الحمام ، أو خاص بوحشيها ، هدل يهدل.

٢٠