مرآة العقول الجزء ٨

مرآة العقول18%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 434

  • البداية
  • السابق
  • 434 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 12762 / تحميل: 7321
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٨

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

بسم الله الرحمن الرحيم

(باب الرضا بالقضاء )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن بعض أشياخ بني النجاشي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال رأس طاعة الله الصبر والرضا عن الله فيما أحب العبد أو كره ولا يرضى عبد عن الله فيما أحب أو كره إلا كان خيرا له فيما أحب أو كره.

_________________________________________

باب الرضا بالقضاء

الحديث الأول : مجهول.

« رأس طاعة الله » وفي بعض نسخ الحديث : كل طاعة الله ، أي أشرفها أو ما به بقاؤها فشبه الطاعة بإنسان وأثبت له الرأس ، وفي القاموس : الرأس معروف وأعلى كل شيء وسيد القوم ، وفي بعض كتب الحديث كل طاعة الله.

« فيما أحب » أي العبد مثل الصحة والسعة والأمن« أو كره » كالسقم والضيقإلا كان أي ما قضاه الله بقرينة المقام ، فإن الرضا عن الله هو الرضا بقضائه وإرجاعه إلى الرضا بعيد ، والرضا به لا ينافي الفرار عنه والدعاء لرفعه لأنهما أيضا بأمره وقضائه سبحانه.

١

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن عبد الله بن مسكان ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله عز وجل.

٣ ـ عنه ، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسينعليه‌السلام قال الصبر والرضا عن الله رأس طاعة الله ومن صبر ورضي عن الله فيما قضى عليه فيما أحب أو كره لم يقض الله عز وجل له فيما أحب أو كره إلا ما هو خير له.

_________________________________________

الحديث الثاني : صحيح.

« إن أعلم الناس » إلخ يدل على أن الرضا بالقضاء تابع للعلم والمعرفة وأنه قابل للشدة والضعف مثلهما ، وذلك لأن الرضا مبني على العلم بأنه سبحانه قادر قاهر عدل حكيم لطيف بعباده لا يفعل بهم إلا الأصلح وأنه المدبر للعالم وبيده نظامه ، فكلما كان العلم بتلك الأمور أتم كان الرضا بقضائه أكمل وأعظم ، وأيضا الرضا من ثمرات المحبة ، والمحبة تابعة للمعرفة ، فإذا كملت المحبة كلما أتاه من محبوبة التذ به وهذه أعلى مدارج الكمال.

الحديث الثالث : صحيح.

وضميرعنه راجع إلى أحمد ، ومضمونه موافق للحديث الأول فإنقوله عليه‌السلام ومن صبر ورضي ، إلخ المراد به أن الصبر والرضا وقعا موقعهما ، لأن المقضي عليه لا محالة خير له لا أنه إذا لم يرض ولم يصبر لم يكن خيرا له ، ولو حمل على هذا الوجه واعتبر المفهوم يحتمل أن يكون الرضا سببا لمزيد الخيرية ، ولو لم يكن إلا الأجر المترتب على الصبر والرضا لكفى في ذلك مع أنه قد جرب أن الراضي بالسوء من القضاء تتبدل حاله سريعا من الشدة إلى الرخاء ، وقيل : لا بد من القول بأن المفهوم غير معتبر ، أو القول بأن ما قضاه الله شر له لفقده أجر الصبر والرضا ، أو في نظره بخلاف الصابر والراضي فإنه خير في نظرهما وفي الواقع.

٢

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن داود الرقي ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال الله عز وجل إن من عبادي المؤمنين عبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالغنى والسعة والصحة في البدن فأبلوهم بالغنى والسعة وصحة البدن فيصلح عليهم أمر دينهم وإن من عبادي المؤمنين لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالفاقة والمسكنة والسقم في أبدانهم فأبلوهم بالفاقة والمسكنة والسقم فيصلح عليهم أمر دينهم وأنا أعلم بما يصلح عليه أمر دين عبادي المؤمنين وإن من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي فيقوم من رقاده ولذيذ وساده فيتهجد لي الليالي فيتعب نفسه في عبادتي فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين

_________________________________________

الحديث الرابع : مختلف فيه صحيح على الظاهر.

والغناء بالكسر والقصر وبالفتح والمد ضد الفقر ، والسعة بالفتح والكسر مصدر وسعه الشيء بالكسر يسعه سعة وهي تأكيد للغنى أو المراد بها كثرة الغناء وقد مر تأويل الاختبار مرارا ، فظهر أن اختلاف أحوالهم مبني على اختبارهم فيختبر بعضهم بالغنى ليظهر شكره أو كفرانه ، ولعلمه بأنه أصلح لدينه ، وبعضهم بالفقر ليظهر شكره أو شكايته ، ولعلمه بأنه أصلح لدينه وهكذا.

وبالجملة يختبر كلا منهم بما هو أصلح لدينه ، ودنياه ، والرقاد بالضم النوم أو هو خاص بالليل ، والوساد بالفتح المتكإ والمخدة كالوسادة مثلثة ، وإضافة اللذيذ إليه إضافة الصفة إلى الموصوف ، والاجتهاد السعي والجد في العبادة ، والليالي منصوب بالظرفية.

« فأضربه بالنعاس » كأنه على الاستعارة أي أسلطه عليه أو هو نظير قوله تعالى : «فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ »(١) وقال الراغب : الضرب إيقاع شيء على شيء ، ولتصور

__________________

(١) سورة الكهف : ١١.

٣

نظرا مني له وإبقاء عليه فينام حتى يصبح فيقوم وهو ماقت لنفسه زارئ عليها ـ ولو أخلي بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله العجب من ذلك فيصيره العجب إلى الفتنة بأعماله فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله ورضاه عن نفسه حتى يظن أنه قد فاق العابدين وجاز في عبادته حد التقصير فيتباعد مني عند ذلك وهو يظن

_________________________________________

اختلاف الضرب خولف بين تفاسيرها كضرب الشيء باليد والعصا وضرب الأرض بالمطر وضرب الدراهم اعتبارا بضربه بالمطرقة والضرب في الأرض الذهاب فيه لضربها بالأرجل ، وضرب الخيمة لضرب أوتادها ، وقال : «ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ »(١) أي التحفتهم الذلة التحاف الخيمة لو ضربت عليه ، ومنه أستعير «فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ » وضرب اللبن بعضه ببعض بالخلط.

وفي القاموس :نظر لهم رثى لهم وأعانهم ، وفي النهاية :أبقيت عليه أبقى إبقاء إذا رحمته وأشفقت عليه ، والاسم البقيا.

وقال :المقت أشد البغض ، وقال :زريت عليه زراية إذا عبته ، والعجب ابتهاج الإنسان وسروره بتصور الكمال في نفسه وإعجابه بأعماله بظن كمالها وخلوصها ، وهذا من أقبح الأدواء النفسانية وأعظم الآفات للأعمال الحسنة حتى روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر من ذلك العجب ، ولا ينشأ ذلك إلا من الجهل بآفات النفس وأدوائها ، وبشرائط الأعمال ومفسداتها ، وعظمة المعبود وجلاله وغنائه عن طاعة المخلوقين.

« فيصيره العجب إلى الفتنة بأعماله » أي إلى أن يفتتن بها ويحبها ويراها كاملة فائقة على أعمال غيره أو إلى الضلالة أو الإثم بسبب الأعمال ، والأول أظهر قال في القاموس : الفتنة بالكسر إعجابك بالشيء والضلال والإثم والكفر ، والفضيحة قال في القاموس : الفتنة بالكسر إعجابك بالشيء والضلال والإثم والكفر ، والفضيحة والعذاب والمحنة.

__________________

(١) سورة البقرة : ٦١.

٤

أنه يتقرب إلي فلا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي فإنهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم وأفنوا أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي والنعيم في جناتي ورفيع درجاتي العلى في جواري ولكن فبرحمتي فليثقوا وبفضلي فليفرحوا وإلى حسن الظن بي فليطمئنوا فإن رحمتي عند ذلك تداركهم ومني يبلغهم رضواني ومغفرتي تلبسهم عفوي فإني أنا الله الرحمن الرحيم وبذلك تسميت.

_________________________________________

« فلا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي » لأنها وإن كانت كاملة فهي في جنب عظمة المعبود ناقصة وفي جنب الثواب الذي يرجونها قاصرة وكان في العبارة إشعارا بذلك ، وأيضا قد عرفت أن شرائط الأعمال وآفاتها كثيرة تخفى أكثرها على الإنسان ، وفيه دلالة على جواز العمل بقصد الثواب كما مر تحقيقه.

« فيما يطلبون » أي في جنب ما يطلبونه عندي وهي كرامتهم علي في الدنيا والآخرة« وقربهم عندي في جواري » أي مجاورة رحمتي أو مجاورة أوليائي أو في أماني« ولكن فبرحمتي » وفي مجالس الشيخ برحمتي فليثقوا وفضلي فليرجوا وفي غيره : ومن فضلي فليرجوا ، وما في الكتاب أنسب بقوله تعالى : «قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا »(١) والباء متعلقة بفعل يفسره ما بعده ، والفاء لمعنى الشرط كأنه قيل : إن وثقوا بشيء فبرحمتي فليثقوا« وإلى حسن الظن بي فليطمئنوا » أي ينبغي أن يروا أعمالهم قاصرة ويظنوا بسعة رحمته وعفوه قبولها.

« فإن رحمتي عند ذلك تداركهم » أي تتلافاهم بحذف إحدى التائين ، وفي المجالس وغيره تدركهم ، قال الجوهري : الإدراك اللحوق ، واستدركت ما فات وتداركته بمعنى ، وتدارك القوم أي تلاحقوا و« مني » بالفتح أي نعمتي يبلغهم رضواني أو يوصلهم إليه ، وفي المجالس وبمني أبلغهم رضواني وألبسهم عفوي ، وفي فقه

__________________

(١) سورة يونس : ٥٨.

٥

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن صفوان الجمال ، عن أبي الحسن الأولعليه‌السلام قال ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئه في رزقه ولا يتهمه في قضائه.

٦ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن محمد بن إسماعيل ، عن علي بن النعمان ، عن عمرو بن نهيك بياع الهروي قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام قال الله عز وجل عبدي المؤمن لا أصرفه في شيء إلا جعلته خيرا له فليرض بقضائي وليصبر على بلائي وليشكر نعمائي أكتبه يا محمد من الصديقين عندي.

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن داود بن فرقد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أن فيما أوحى الله عز وجل إلى موسى بن عمرانعليه‌السلام يا موسى بن عمران ما خلقت خلقا أحب إلي من عبدي

_________________________________________

الرضاعليه‌السلام ومنتي تبلغهم ورضواني ومغفرتي [ وعفوي ] تلبسهم.

الحديث الخامس : ضعيف وقد مر مضمونهالحديث السادس : مجهول.

« بياع الهروي » أي بياع الثوب المعمول في هراة بخراسان« لا أصرفه في شيء » بالتخفيف وكان في بمعنى إلى كقوله تعالى : «وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ »(١) أو على بناء التفعيل يقال : صرفته في الأمر تصريفا فتصرف ، قلبته فتقلب ، والصديق الكثير الصدق في الأقوال والأفعال بحيث يكون فعله لقوله موافقا ، أو الكثير التصديق للأنبياء المتقدم في ذلك على غيره.

الحديث السابع : صحيح.

والبلاء يكون في الخير والشر والأول هنا أظهر ، قال في النهاية : قال القتيبي : يقال من الخيرأبليته أبليه إبلاء ومن الشر بلوته أبلوه بلاء ، والمعروف أن الابتلاء يكون في الخير والشر معا من غير فرق بين فعليهما ، ومنه قوله تعالى

__________________

(١) سورة الأحقاف : ٤٩.

٦

المؤمن فإني إنما أبتليه لما هو خير له وأعافيه لما هو خير له وأزوي عنه ما هو شر له لما هو خير له وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي فليصبر على بلائي وليشكر نعمائي وليرض بقضائي أكتبه في الصديقين عندي إذا عمل برضائي وأطاع أمري.

٨ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن فضيل بن عثمان ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال عجبت للمرء المسلم لا يقضي الله عز وجل له قضاء إلا كان خيرا له وإن قرض بالمقاريض كان خيرا له وإن ملك مشارق الأرض ومغاربها كان خيرا له.

_________________________________________

«وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً »(١) وقال في حديث الدعاء : ومازويت عني مما أحب ، أي صرفته عني وقبضته ، انتهى.

الحديث الثامن : صحيح.

« للمرء المسلم » كان المراد المسلم بالمعنى الأخص أي المؤمن المنقاد لله ، وربما يقرأ بالتشديد من التسليم« وإن قرض » على بناء المجهول من باب ضرب أو على بناء التفعيل للتكثير والمبالغة ، في المصباح قرضت الشيء قرضا من باب ضرب قطعته بالمقراضين ، والمقراض أيضا بكسر الميم والجمع مقاريض ولا يقال إذا جمع بينهما مقراض كما تقوله العامة وإنما يقال عند اجتماعهما قرضته قرضا من باب ضرب قطعته بالمقراضين ، وفي الواحد قطعته بالمقراض ، انتهى.

« وإن ملك » على بناء المجرد المعلوم من باب ضرب أو على بناء المفعول من التفعيل ، وربما يحمل التعجب هنا علي المجاز إظهارا لغرابة الأمر وعظمه فإنه محل التعجب وأما التعجب حقيقة فلا يكون إلا عند خفاء الأسباب وهي لم تكن مخفية عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

__________________

(١) سورة الأنبياء : ٣٥.

٧

٩ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن سنان ، عن صالح بن عقبة ، عن عبد الله بن محمد الجعفي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال أحق خلق الله أن يسلم لما قضى الله عز وجل من عرف الله عز وجل ومن رضي بالقضاء أتى عليه القضاء وعظم الله أجره ومن سخط القضاء مضى عليه القضاء وأحبط الله أجره

_________________________________________

الحديث التاسع : ضعيف.

« أن يسلم » بفتح الهمزة بتقدير الباء أي بأن يسلم على بناء التفعيل ويحتمل الأفعال« بما قضى الله » أي من البلايا والمصائب وتقتير الرزق وأمثال ذلك مما ليس له فيه اختيار« وعظم الله أجره » الضمير راجع إلى القضاء ، فالمراد بالأجر العوض على طريقة المتكلمين لا الثواب الدائم ، ويحتمل رجوع الضمير إلى « من » فالأجر يشملهما أي ثواب الرضا وأجر القضاء أو الأعم منهما أيضا فإن الصفات الكمالية تصير سببا لتضاعف أجر سائر الطاعات أيضا ، وكذاقوله عليه‌السلام : أحبط الله أجره ، يحتمل الوجوه ، وقيل : يحتمل أن يكون المراد به إحباط ثواب الرضا وإحباط أجر القضاء أيضا ويؤيد الأول ما روي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : ثواب المؤمن من ولده إذا مات الجنة ، صبر أو لم يصبر.

فائدة

قال المحقق الطوسي قدس الله روحه في التجريد : بعض إلا لم قبيح يصدر منا خاصة ، وبعض حسن يصدر منه تعالى ومنا ، وحسنه إما لاستحقاقه أو لاشتماله على النفع أو دفع الضرر الزائدين أو لكونه عاديا أو على وجه الدفع ، ويجوز في المستحق كونه عقابا ولا يكفي اللطف في ألم المكلف في الحسن ، ولا يشترط في الحسن اختيار المتألم بالفعل ، والعوض نفع مستحق خال عن تعظيم وإجلال ويستحق عليه تعالى بإنزال الآلام وتفويت المنافع لمصلحة الغير وإنزال الغموم سواء استندت إلى علم ضروري أو مكتسب أو ظن ، لا ما يستند إلى فعل العبد وأمر عباده

٨

........................................................................

_________________________________________

بالمضار وإباحته أو تمكين غير العاقل بخلاف الإحراق عند الإلقاء في النار ، والقتل عند شهادة الزور ، والانتصاف عليه تعالى واجب عقلا وسمعا فلا يجوز تمكين الظالم من الظلم من دون عوض في الحال يوازي ظلمه ، فإن كان المظلوم من أهل الجنة فرق الله أعواضه على الأوقات أو تفضل عليه بمثلها ، وإن كان من أهل العقاب أسقط بها جزءا من عقابه بحيث لا يظهر له التخفيف بأن يفرق الناقص على الأوقات ولا يجب دوامه لحسن الزائد بما يختار معه الألم وإن كان منقطعا ، ولا يجب حصوله في الدنيا لاحتمال مصلحة التأخير والألم على القطع ممنوع مع أنه غير محل النزاع ، ولا يجب إشعار صاحبه بإيصاله عوضا ولا يتعين منافعه ولا يصح إسقاطه والعوض عليه تعالى يجب تزايده إلى حد الرضا عند كل عاقل ، وعلينا تجب مساواته.

وقال العلامة نور الله ضريحه في شرحه : اعلم أنا قد بينا وجوب الألطاف والمصالح وهي ضربان مصالح في الدين ومصالح في الدنيا أعني المنافع الدنيوية ، ومصالح ، الدين إما مضار أو منافع والمضار منها آلام وأمراض وغيرهما كالآجال والغلاء ، والمنافع الصحة والسعة في الرزق والرخص ، واختلف الناس في قبح الألم وحسنه ، فذهب الثنوية إلى قبح جميع الآلام وذهبت المجبرة إلى حسن جميعها من الله تعالى ، وذهبت البكرية وأهل التناسخ والعدلية إلى حسن بعضها وقبح الباقي ، واختلفوا في وجه الحسن إلى أن قال :

وقالت المعتزلة : إنه يحسن عند شروط « أحدها » : أن يكون مستحقا « وثانيها » أن يكون فيها نفع عظيم يوفى عليها « وثالثها » أن يكون فيها دفع ضرر أعظم منها « ورابعها » أن يكون مفعولا على مجرى العادة كما يفعله الله تعالى بالحي إذا ألقيناه في النار « وخامسها » أن يكون مفعولا على سبيل الدفع عن النفس كما إذا آلمنا من يقصد قتلنا ، لأنا متى علمنا اشتمال الألم علي أحد هذه الوجوه حكمنا

٩

...........................................................................

_________________________________________

بحسنه قطعا ، وشرط حسن الألم المبتدأ الذي يفعله الله تعالى كونه مشتملا على اللطف إما للمتألم أو لغيره لأن خلو الألم عن النفع الزائد الذي يختار المولم معه الألم يستلزم الظلم ، وخلوه عن اللطف يستلزم العبث وهما قبيحان ، ولذا أوجب أبو هاشم في أمراض الصبيان مع الأعواض الزائدة اشتمالها على اللطف لمكلف آخر وجوز المصنف كأبي الحسين البصري أن تقع الآلام في الكفار والفساق عقابا للكافر والفاسق ومنع قاضي القضاة من ذلك وجزم بكون أمراضهم محنا لا عقوبات.

وذهب المصنف كالقاضي والشيخين إلى أنه لا يكفي اللطف ، في ألم المكلف في الحسن بل لا بد من عوض خلافا لجماعة اكتفوا باللطف ولو فرضنا اشتمال اللذة على اللطف الذي اشتمل عليه الألم هل يحسن منه تعالى فعل الألم بالحي لأجل لطف الغير مع العوض الذي يختار المكلف لو عرض عليه؟ قال أبو هاشم : نعم ، وأبو الحسين منع ذلك وتبعه المصنف ، ولا يشترط في حسن إلا لم المفعول ابتداء من الله تعالى اختيار المتألم للعوض الزائد عليه بالفعل ، وقيد الخلو عن تعظيم وإجلال ليخرج به الثواب.

والوجوه التي يستحق بها العوض على الله تعالى أمور « الأول » إنزال الآلام بالعبد كالمرض وغيره.

« الثاني » تفويت المنافع إذا كانت منه تعالى لمصلحة الغير فلو أمات الله تعالى ابنا لزيد وكان في معلومه تعالى أنه لو عاش لانتفع به زيد لاستحق عليه تعالى العوض عما فاته من منافع ولده ، ولو كان في معلومه تعالى عدم انتفاعه به لأنه يموت قبل الانتفاع به لم يستحق منه عوضا لعدم تفويت المنفعة منه تعالى ، ولذلك لو أهلك ماله استحق العوض بذلك سواء أشعر بهلاك ماله أو لم يشعر لأن تفويت المنفعة كإنزال الألم ، ولو آلمه ولم يشعر به لاستحق العوض ، وكذا لو قوت عليه منفعة لم يشعر بها وعندي في هذا الوجه نظر.

١٠

...........................................................................

_________________________________________

« الثالث » إنزال الغموم بأن يفعل الله تعالى أسباب الغم أما الغم الحاصل من العبد نفسه فإنه لا عوض فيه عليه تعالى.

« الرابع » أمر الله تعالى عباده بإيلام الحيوان أو إباحته سواء كان الأمر للإيجاب أو للندب فإن العوض في ذلك كله على الله تعالى.

« الخامس » تمكين غير العاقل مثل سباع الوحش وسباع الطير والهوام وقد اختلف أهل العدل هنا على أربعة أقوال فذهب بعضهم إلى أن العوض على الله تعالى مطلقا ويعزى إلى الجبائي ، وقال آخرون أن العوض على فاعل الألم عن أبي علي وقال آخرون : لا عوض هنا على الله تعالى ولا على الحيوان ، وقال القاضي : إن كان الحيوان ملجئا إلى إلى الإيلام كان العوض عليه تعالى وإن لم يكن ملجئا كان العوض على الحيوان ، وإذ أطرحنا صبيا في النار فاحترق فإن الفاعل للألم هو الله تعالى والعوض علينا ويحسن لأن فعل الألم واجب في الحكمة من حيث إجراء العادة والله قد منعنا من طرحه ونهانا عنه فصار الطارح كأنه الموصل إليه الألم ، فلهذا كان العوض علينا دونه تعالى ، وكذلك إذا شهد عند الإمام شاهدا زور بالقتل فإن العوض على الشهود وإن كان الله تعالى قد أوجب القتل والإمام تولاه وليس عليهما عوض لأنهما أوجبا بشهادتهما على الإمام إيصال الألم إليه من جهة الشرع ، فصارا كأنهما فعلاه لأن قبول الشاهدين عادة شرعية يجب إجراؤها على قانونها كالعادات الحسية.

واختلف أهل العدل في وجوب الانتصاف عليه تعالى ، فذهب قوم منهم إلى أن الانتصاف للمظلوم من الظالم واجب على الله تعالى عقلا لأنه هو المدبر لعباده فنظره كنظر الوالد لولده ، وقال آخرون منهم أنه يجب سمعا والمصنف (ره) اختار وجوبه عقلا وسمعا ، وهل يجوز أن يمكن الله تعالى من الظلم من لا عوض له في الحال يوازي ظلمه ، فمنع منه المصنفقدس‌سره .

١١

...........................................................................

_________________________________________

وقد اختلف أهل العدل هنا فقال أبو هاشم والكعبي : أنه يجوز لكنهما اختلفا فقال الكعبي : يجوز أن يخرج من الدنيا ولا عوض له يوازي ظلمه ، وقال : إن الله تعالى يتفضل عليه بالعوض المستحق عليه ، ويدفعه إلى المظلوم ، وقال أبو هاشم : لا يجوز بل يجب التبقية لأن الانتصاف واجب والتفضل ليس بواجب ، ولا يجوز تعليق الواجب بالجائز ، وقال السيد المرتضىرضي‌الله‌عنه : أن التبقية تفضل أيضا فلا يجوز تعليق الانتصاف بها ، فلهذا وجب العوض في الحال ، واختاره المصنف (ره) لما ذكرناه.

واعلم أن المستحق للعوض إما أن يكون مستحقا للجنة أو للنار ، فإن كان مستحقا للجنة فإن قلنا أن العوض دائم فلا بحث ، وإن قلنا أنه منقطع توجه الإشكال بأن يقال لو أوصل العوض إليه ثم انقطع عنه حصل له الألم بانقطاعه.

والجواب من وجهين : الأول ، أنه يوصل إليه عوضه متفرقا على الأوقات بحيث لا يتبين له انقطاعه فلا يحصل له الألم ، الثاني : أن يتفضل الله تعالى عليه بعد انقطاعه بمثله دائما فلا يحصل له ألم وإن كان مستحقا للعقاب جعل الله عوضه جزءا من عقابه ، بمعنى دائما فلا يحصل له ألم وإن كان مستحقا للعقاب جعل الله عوضه جزءا من عقابه ، بمعنى أنه يسقط من عقابه بإزاء ما يستحقه من الأعواض إذ لا فرق في العقل بين إيصال النفع ودفع الضرر في الإيثار ، فإذا خفف عقابه وكانت آلامه عظيمة علم أن آلامه بعد إسقاط ذلك القدر من العقاب أشد ولا يظهر له أنه كان في راحة.

أو نقول : أنه تعالى ينقص من آلامه ما يستحقه من أعواضه متفرقا على الأوقات ، بحيث لا تظهر له الخفة من قبل ، واختلف في أنه هل يجب دوام العوض أم لا ، فقال الجبائي : يجب دوامه ، وقال أبو هاشم : لا يجب ، واختاره المصنف (ره) ولا يجب إشعار مستحق العوض بتوفيره عوضا له بخلاف الثواب ، وحينئذ أمكن أن يوفره الله تعالى في الدنيا على بعض المعوضين غير المكلفين وأن ينتصف لبعضهم من بعض في الدنيا ، ولا تجب إعادتهم في الآخرة ، والعوض لا يجب إيصاله في منفعة معينة

١٢

...........................................................................

_________________________________________

دون أخرى ، بل يصح توفيره بكل ما يحصل فيه شهوة المعوض بخلاف الثواب لأنه يجب أن يكون من جنس ما ألفه المكلف من ملاذه ولا يصح إسقاط العوض ولا هبته ممن وجب عليه في الدنيا ولا في الآخرة سواء كان العوض عليه تعالى أو علينا ، هذا قول أبي هاشم والقاضي وجزم أبو الحسين بصحة إسقاط العوض علينا إذا استحل الظالم من المظلوم وجعله في حل ، بخلاف العوض عليه تعالى فإنه لا يسقط لأن إسقاطه عنه تعالى عبث لعدم انتفاعه به.

ثم قال بعد إيراد دليل القاضي على عدم صحة الهبة مطلقا : والوجه عندي جواز ذلك لأنه حقه وفي هبته نفع للموهوب ، ويمكن نقل هذا الحق إليه ، وعلى هذا لو كان العوض مستحقا عليه تعالى أمكن هبة مستحقه لغيره من العباد ، أما الثواب المستحق عليه تعالى فلا يصح منا هبته لغيرنا لأنه مستحق بالمدح فلا يصح نقله إلى من لا يستحقه.

ثم قال : العوض الواجب عليه تعالى يجب أن يكون زائدا على الألم الحاصل بفعله أو بأمره أو بإباحته أو بتمكينه لغير العاقل زيادة تنتهي إلى حد الرضا من كل عاقل بذلك العوض في مقابلة ذلك الألم لو فعل به لأنه لو لا ذلك لزم الظلم ، أما مع مثل هذا العوض فإنه يصير كأنه لم يفعل ، وأما العوض علينا فإنه يجب مساواته لما فعله من الألم أو فوته من المنفعة لأن الزائد على ما يستحق عليه من الضمان يكون ظلما ، ولا يخرج ما فعلناه بالضمان عن كونه ظلما قبيحا ، فلا يلزم أن يبلغ الحد الذي شرطناه في الآلام الصادرة عنه تعالى ، انتهى ملخص ما ذكرهقدس‌سره .

وإنما ذكرناها بطولها لتطلع على ما ذكره أصحابنا تبعا لأصحاب الاعتزال وأكثر دلائلهم على جل ما ذكر في غاية الاعتلال ، بل ينافي بعض ما ذكروه كثير من الآيات والأخبار ، ونقلها وتحصيلها وشرحها وتفصيلها لا يناسب هذا المقام ، والله أعلم بالصواب.

١٣

١٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن علي بن هاشم بن البريد ، عن أبيه قال قال لي علي بن الحسين صلوات الله عليهما الزهد عشرة أجزاء أعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع وأعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا.

١١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن علي ، عن علي بن أسباط عمن ذكره ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لقي الحسن بن عليعليه‌السلام ـ عبد الله بن جعفر فقال يا عبد الله كيف يكون المؤمن مؤمنا وهو يسخط قسمه ويحقر منزلته والحاكم

_________________________________________

الحديث العاشر : ضعيف.

ويدل على أن للزهد في الدنيا وترك الرغبة فيها مراتب تنتهي أعلاها إلى أدنى درجات الورع أي ترك المحرمات والشبهات ، وله أيضا مراتب تنتهي أعلاها إلى أدنى درجات الورع أي ترك المحرمات والشبهات وله أيضا مراتب تنتهي أعلاها إلى أدنى درجات الرضا بقضاء الله فهو أعلى درجات القرب والكمال.

الحديث الحادي عشر : ضعيف.

و « كيف » للإنكار« مؤمنا » أي كاملا في الإيمان مستحقا لهذا الاسم« وهو » الواو للحال« يسخط قسمه » القسم بالكسر وهو النصيب أو بالفتح مصدر قسمه كضربه أو بكسر القاف وفتح السين جمع قسمة بالكسر مصدرا أيضا ، وعلى الأول الضمير البارز راجع إلى المؤمن ، وعلى الأخيرين إما راجع إليه أيضا بالإضافة إلى المفعول أو إلى الله« ويحقر منزلته » الضمير راجع إلى المؤمن أيضا أي يحقر منزلته التي أعطاه الله إياها بين الناس في المال والعزة وغيرهما ، وقيل : أي منزلته عند الله ، لأنه تعالى جعل ذلك قسما له لرفع منزلته فتحقير القسم السبب لها تحقير لها وما ذكرنا أظهر ، ويمكن إرجاعه إلى القسم أو إلى الله بالإضافة إلى الفاعل« والحاكم عليه الله » الواو للحال وضمير عليه للمؤمن أو للقسم ، وقيل : والحاكم عطف على منزلته ، والله بدل

١٤

عليه الله وأنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضا أن يدعو الله فيستجاب له.

١٢ ـ عنه ، عن أبيه ، عن ابن سنان عمن ذكره ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قلت له بأي شيء يعلم المؤمن بأنه مؤمن قال بالتسليم لله والرضا فيما ورد عليه من سرور أو سخط.

١٣ ـ عنه ، عن أبيه ، عن ابن سنان ، عن الحسين بن المختار ، عن عبد الله بن أبي يعفور ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لم يكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لشيء قد مضى لو كان غيره.

_________________________________________

عن الحاكم أي ويحقر الحاكم عليه وهو الله لأن تحقير حكم الحاكم تحقير له ، ولا يخفى بعده.

وفي القاموسهجس الشيء في صدره يهجس خطر بباله أو هو أن يحدث نفسه في صدره مثل الوسواس ، ويدل على أن الرضا بالقضاء موجب لاستجابة الدعاء.

الحديث الثاني عشر : ضعيف على المشهور.

« بأنه مؤمن » أي متصف بكمال الإيمان« بالتسليم لله » أي في أحكامه وأو أمره ونواهيه« فيما ورد عليه » أي من قضاياه وتقديراته.

الحديث الثالث عشر : كالسابق.

« لو كان غيره » لو للتمني ، وكان تامة.

وأقول : روى مسلم في صحيحه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : إن أصابك شيء فلا تقل إني لو فعلت كذا لم يصبني كذا ، فإن لو تفتح عمل الشيطان ، وقال الآبي :

وألحق الشاطبي بلو « ليت » وهو كذلك إذا أريد بليت الندم والتأسف على عدم فعل ما لو فعله لم يصبه ، لا تمنى لو فعل ذلك ، وقال عياض : النهي عن هذا القول مختص بالماضي ، لأن النهي إنما هو عن دعوى رد القدر بعد وقوعه ، وأما المستقبل فيجوز فيه ذلك ، ومنه قولهعليه‌السلام : لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند

١٥

باب

التفويض إلى الله والتوكل عليه

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن مفضل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال أوحى الله عز وجل إلى داودعليه‌السلام ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيته ثم تكيده السماوات والأرض ومن فيهن إلا جعلت له المخرج من بينهن وما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك

_________________________________________

كل صلاة ، لأنه مستقبل لا اعتراض فيه على قدر مضى وإنما أخبر فيه أنه كان يفعل ما هو في قدرته لو لا المانع وأما ما مضى وذهب فليس في القدرة والإمكان فعله ، وقال الآبي : والذي عندي أن النهي على عمومه ولكنه نهي تنزيه ، وقال المازري : النهي عن هذا القول في الماضي ينافي ما جاء عنه : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدى ، وأجاب : بأن الظاهر أن النهي إنما هو عن إطلاق ذلك فيما لا فائدة فيه نهي تنزيه ، وأما من يقول تأسفا على فعل طاعة فلا بأس به ، وعليه يحمل أكثر ما جاء من استعمال ذلك في الأحاديث.

باب التفويض إلى الله والتوكل عليه

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

« عبد من عبادي » أي مؤمن« عرفت » نعت للعبد ، والكيد المكر والحلية والحرب ، والظاهر أن تكيد كتبيع وربما يقرأ على بناء التفعل ، وأسخت بالخاء المعجمة وتشديد التاء من السخت وهو الشديد ، وهو من اللغات المشتركة بين العرب والعجم ، أي لا ينبت له زرع ولا يخرج له خير من الأرض أو من السوخ وهو الانخساف على بناء الأفعال أي خسفت الأرض به ، وربما يقرأ بالحاء المهملة

١٦

من نيته إلا قطعت أسباب السماوات والأرض من يديه وأسخت الأرض من تحته ولم أبال بأي واد هلك.

٢ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن محبوب ، عن أبي حفص الأعشى ، عن عمر [ و ] بن خالد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين صلوات الله عليه قال خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط فاتكأت عليه فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه وجهي ثم قال يا علي بن الحسين ما لي أراك كئيبا حزينا أعلى الدنيا فرزق الله حاضر للبر والفاجر قلت ما على هذا أحزن وإنه لكما تقول قال فعلى الآخرة فوعد صادق يحكم فيه ملك قاهر أو قال قادر قلت ما على هذا أحزن وإنه لكما تقول فقال مم حزنك؟

_________________________________________

من السياحة كناية عن الزلزلة« ولم أبال » كناية عن سلب اللطف والتوفيق عنه وعدم علمه سبحانه الخير فيه وعدم استحقاقه للطف.

الحديث الثاني : مجهول بسنديه.

وفي القاموسوجاهك وتجاهك مثلثتين تلقاء وجهك ، وفي النهاية وطائفة تجاه العدو أي مقابلهم وحذاؤهم والتاء فيه بدل من واو وجاه ، أي مما يلي وجوههم« فرزق الله حاضر » جزاء للشرط المحذوف ، وأقيم الدليل مقام المدلول ، والتقدير إن كان على الدنيا فلا تحزن لأن رزق الله. وكذاقوله : فوعد صادق ، وقوله : أو قال قادر ، ترديد من الثمالي أو أحد الرواة عنه.

وفي هذا التعليل خفاء ويحتمل وجوها « الأول » أن يكون المعنى أن الله لما وعد على الطاعات المثوبات العظيمة وقد أتيت بها ولا يخلف الله وعده فلا ينبغي الحزن عليها مع أنك من أهل العصمة ، وقد ضمن الله عصمتك ، فلأي شيء حزنك فيكون مختصا بهعليه‌السلام فلا ينافي مطلوبية الحزن للآخرة لغيرهمعليهم‌السلام .

الثاني : أن الحزن إنما يكون لأمر لم يكن منه مخرج ، وهنا المخرج موجود

١٧

قلت [ مما ] نتخوف من فتنة ابن الزبير وما فيه الناس قال فضحك ثم قال

_________________________________________

لأن وعد الله صادق وقد وعد على الطاعة الثواب وعلى المعصية العقاب ، فينبغي فعل الطاعة وترك المعصية لنيل الثواب والحذر عن العقوبات ولا فائدة للحزن.

الثالث : ما قيل : أن المراد بالحزين من به غاية الحزن لضم الكئيب معه فلا ينافي استحباب قدر من الحزن للآخرة والأول أظهر وأنسب بالمقام.

« وما فيه الناس » أي من الاضطراب والشدة لفتنته ، أو المراد بالناس الشيعة لأنه كان ينتقم منهم ، وابن الزبير هو عبد الله ، وكان أعدى عدو أهل البيتعليهم‌السلام وهو صار سببا لعدول الزبير عن ناحية أمير المؤمنينعليه‌السلام حيث قالعليه‌السلام : لأزال الزبير معنا حتى أدرك فرخه(١) .

والمشهور أنه بويع له بالخلافة بعد شهادة الحسينعليه‌السلام لسبع بقين من رجب سنة أربع وستين في أيام يزيد ، وقيل : لما استشهد الحسينعليه‌السلام في سنة ستين من الهجرة دعا ابن الزبير بمكة إلى نفسه وعاب يزيد بالفسوق والمعاصي وشرب الخمور ، فبايعه أهل تهامة والحجاز فلما بلغ يزيد ذلك ندب له الحصين بن نمير ، وروح بن زنباع ، وضم إلى كل واحد جيشا واستعمل على الجميع مسلم بن عقبة ، وجعله أمير الأمراء ولما ودعهم قال : يا مسلم لا ترد أهل الشام عن شيء يريدونه لعدوهم ، واجعل طريقك على المدينة فإن حاربوك فحاربهم فإن ظفرت بهم فأبحهم ثلاثا.

فسار مسلم حتى نزل الحرة ، فخرج أهل المدينة فعسكروا بها وأميرهم عبد الله ابن حنظلة الراهب غسيل الملائكة فدعاهم مسلم ثلاثا فلم يجيبوا ، فقاتلهم فغلب أهل الشام وقتل عبد الله وسبعمائة من المهاجرين والأنصار ، ودخل مسلم المدينة وأباحها ثلاثة أيام.

ثم شخص بالجيش إلى مكة وكتب إلى يزيد بما صنع بالمدينة ومات مسلم

__________________

(١) الفرخ بمعنى الولد.

١٨

...........................................................................

_________________________________________

لعنه الله في الطريق فتولي أمر الجيش الحصين بن نمير حتى وافى مكة فتحصن منه ابن الزبير في المسجد الحرام في جميع من كان معه ، ونصب الحصين المنجنيق على أبي قبيس ورمى به الكعبة فبينما هم كذلك إذ ورد الخبر على الحصين بموت يزيد لعنة الله عليهما ، فأرسل إلى ابن الزبير يسأله الموادعة فأجابه إلى ذلك ، وفتح الأبواب واختلط العسكران يطوفون بالبيت ، فبينما الحصين يطوف ليلة بعد العشاء إذ استقبله ابن الزبير فأخذ الحصين بيده وقال له سرا : هل لك في الخروج معي إلى الشام فأدعو الناس إلى بيعتك فإن أمرهم قد مرج ولا أدري أحدا أحق بها اليوم منك ، ولست أعصي هناك فاجتذب ابن الزبير يده من يده وهو يجهر : دون أن أقتل بكل واحد من أهل الحجاز عشرة من الشام ، فقال الحصين : لقد كذب الذي زعم أنك من دهاة العرب ، أكلمك سرا وتكلمني علانية ، وأدعوك إلى الخلافة وتدعوني إلى الحرب.

ثم انصرف بمن معه إلى الشام وقالوا بايعه أهل العراق وأهل مصر وبعض أهل الشام إلى أن بايعوا المروان بعد حروب واستمر له العراق إلى سنة إحدى وسبعين ، وهي التي قتل فيها عبد الملك بن مروان أخاه مصعب بن الزبير وهدم قصر الإمارة بالكوفة.

ولما قتل مصعب انهزم أصحابه فاستدعى بهم عبد الملك فبايعوه وسار إلى الكوفة ودخلها واستقر له الأمر بالعراق والشام ومصر ثم جهز الحجاج في سنة ثلاث وسبعين إلى عبد الله بن الزبير فحصره بمكة ورمى البيت بالمنجنيق ثم ظفر به وقتله واجتز الحجاج رأسه وصلبه منكسا ، ثم أنزله ودفنه في مقابر اليهود.

وكانت خلافته بالحجاز والعراق تسع سنين واثنين وعشرين يوما وله من العمر ثلاث وسبعون سنة ، وقيل : اثنان وسبعون سنة ، وكانت أمه أسماء بنت أبي بكر.

وأقول : الظاهر أن خوفهعليه‌السلام كان من ابن الزبير عليه وعلى شيعته ،

١٩

يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا دعا الله فلم يجبه قلت لا قال فهل رأيت أحدا توكل على الله فلم يكفه قلت لا قال فهل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه قلت لا ثم غاب عني

علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب مثله.

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن حسان ، عن عمه عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن الغنى والعز يجولان فإذا

_________________________________________

ويحتمل أن يكون من الحجاج وغيره ممن حاربه ، وكان الفرق بين الدعاء والسؤال أن الدعاء لدفع الضرر ، والسؤال لجلب النفع.

« فهل رأيت أحدا » أي من الأئمةعليهم‌السلام فإنهم لا يدعون إلا لأمر علموا أن الله لم يتعلق إرادته الحتمية بخلافه ، أو هو مقيد بشرائط الإجابة التي منها ما ذكر كما فصلناه في كتاب الدعاء.

ثم الظاهر أن هذا الرجل إما كان ملكا تمثل بشرا بأمر الله تعالى ، أو كان بشرا كخضر وإلياسعليهما‌السلام ، وكونهعليه‌السلام أفضل وأعلم منهم لا ينافي إرسال الله تعالى بعضهم إليه لتذكيره وتنبيهه وتسكينه كإرسال بعض الملائكة إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع كونه أفضل منهم ، وكإرسال خضر إلى موسىعليهما‌السلام ، وكونهعليه‌السلام عالما بما ألقي إليه لا ينافي التذكير والتنبيه ، فإن أكثر أرباب المصائب عالمون بما يلقى إليهم على سبيل التسلية والتعزية ومع ذلك ينفعهم ، لا سيما إذا علم أن ذلك من قبل الله تعالى.

وقيل : أنهعليه‌السلام كان مترددا في أن يدعو على ابن الزبير وهل هو مقرون برضاه سبحانه ، فلما أذن بتوسط هذا الرجل أو الملك في الدعاء عليه دعا فاستجيب له ، فلذا لم يمنع الله من ألقى المنجنيق إلى الكعبة لقتله كما منع الفيل لأن حرمة الإمامعليه‌السلام أعظم من الكعبة ، انتهى.

الحديث الثالث : ضعيف بسنديه.

« يجولان » من الجولان أي يسيران ويتحركان لطلب موطن ومنزل يقيمان فيه ،

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

٢٨ - بَابُ الْفَرْشِ‌

١٢٦٣٦ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَنَاحٍ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الزَّيْدِيِّ(١) ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « دَخَلَ قَوْمٌ عَلَى الْحُسَيْنِ(٢) بْنِ عَلِيٍّعليهما‌السلام ، فَقَالُوا : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، نَرى(٣) فِي مَنْزِلِكَ أَشْيَاءَ نَكْرَهُهَا(٤) ، وَإِذَا(٥) فِي مَنْزِلِهِ بُسُطٌ(٦) وَنَمَارِقُ(٧)

فَقَالَعليه‌السلام : إِنَّا(٨) نَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَنُعْطِيهِنَّ مُهُورَهُنَّ ، فَيَشْتَرِينَ(٩) مَا شِئْنَ ، لَيْسَ لَنَا مِنْهُ شَيْ‌ءٌ ».(١٠)

١٢٦٣٧ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَطَاءٍ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَرَأَيْتُ فِي مَنْزِلِهِ بُسُطاً وَوَسَائِدَ وَأَنْمَاطاً وَمَرَافِقَ(١١) ، فَقُلْتُ : مَا هذَا؟

فَقَالَ : « مَتَاعُ الْمَرْأَةِ ».(١٢)

____________________

(١). في « بح ، بف » : « اليزيدي ». والرجل مجهول لم نعرفه.

(٢). في « بن » : « الحسن ».

(٣). في « جت » : «ترى». وفي « بح » : -«نرى».

(٤). في « جت » : « تكرهها ».

(٥).في«م،جت »والوسائل : «رأوا»بدل«وإذا».

(٦). في « م ، ن ، جت ، جد »والوسائل : « بسطاً ».

(٧). النمرق والنمرقة ، مثلّثة : الوسادة الصغيرة أو الميثرة ، أو الطنفسة فوق الرحل.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٢٨ ( نمرق ). (٨). في « بف » : « إنّما ».

(٩). في « بح » : « فيشرين ».

(١٠).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٨٠٣ ، ح ٢٠٥٣٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٣٦ ، ح ٦٧٢٢.

(١١). النمط - محرّكةً - : ظهارة فراشٍ مّا ، أو ضرب من البسط. ويمكن أن يكون معرب « نمد ».

والمرفقة - كمكسنة - : المخدّة.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٩٣٠ ( نمط ) ؛ وج ٢ ، ص ١١٧٨ ( رفق ).

(١٢).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٨٠٤ ، ح ٢٠٥٣٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٣٦ ، ح ٦٧٢٠.

١٠١

١٢٦٣٨ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنِ الْفَضْلِ أَبِي الْعَبَّاسِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ(١) عليه‌السلام : قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ ) (٢) ؟

قَالَ(٣) : « مَا هِيَ تَمَاثِيلَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، وَلكِنَّهَا تَمَاثِيلُ الشَّجَرِ وَشِبْهِهِ ».(٤)

١٢٦٣٩ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَتْ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام وَسَائِدُ وَأَنْمَاطٌ فِيهَا تَمَاثِيلُ يَجْلِسُ عَلَيْهَا ».(٥)

١٢٦٤٠ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ الزَّيَّاتِ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي بَيْتٍ مُنَجَّدٍ ، ثُمَّ عُدْتُ إِلَيْهِ مِنَ الْغَدِ ، وَهُوَ فِي بَيْتٍ‌

____________________

(١). هكذا في « بف » وحاشية « جت ». وفي « م ، ن ، بح ، بن ، جت » والمطبوعوالوسائل : « لأبي جعفر».

وما أثبتناه هو الظاهر ؛ فإنّ المراد من الفضل أبي العبّاس ، هو الفضل بن عبد الملك أبو العبّاس البقباق. وله كتاب يرويه داود بن حصين. وعدّه النجاشي والشيخ الطوسي من رواة أبي عبد اللهعليه‌السلام وقد أكثر من الرواية عنهعليه‌السلام . وأمّا روايته عن أبي جعفرعليه‌السلام فلم تثبت في موضع. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٠٨ ، الرقم ٨٤٣ ؛رجال الطوسي ، ص ٢٦٨ ، الرقم ٣٨٥٨ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٣ ، ص ٤٦٣ - ٤٦٥ وج ٢١ ، ص ٤٠١ - ٤٠٤.

ويؤيّد ذلك أنّ الخبر يأتي - مع اختلاف يسير - فيالكافي ، ح ١٢٩٣٦ ، عن عليّ بن الحكم عن أبان بن عثمان عن أبي العبّاس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وأبو العبّاس في مشايخ أبان بن عثمان ، هو الفضل بن عبد الملك. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١ ، ص ٤٢٨ - ٤٢٩. (٢). سبأ (٣٤) : ١٣.

(٣). في « بح ، بن » : « فقال ».

(٤).الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب تزويق البيوت ، ح ١٢٩٣٦ ؛ والمحاسن ، ص ٦١٨ ، كتاب المرافق ، ح ٥٣ ، بسندهما عن أبي العبّاس ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٩٩ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. وراجع :المحاسن ، ص ٦١٩ ، كتاب المرافق ، ح ٥٤ و ٥٥الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٨٠١ ، ح ٢٠٥٣٣ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٠٥ ، ح ٦٦١٣ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٧٤ ، ذيل ح ١٥.

(٥).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٨٠٦ ، ح ٢٠٥٤٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٠٩ ، ح ٦٦٢٨ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ١٠٦ ، ح ٩٩.

١٠٢

لَيْسَ فِيهِ إِلَّا حَصِيرٌ ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ غَلِيظٌ.

فَقَالَ : « الْبَيْتُ(١) الَّذِي رَأَيْتَهُ(٢) لَيْسَ بَيْتِي ، إِنَّمَا(٣) هُوَ بَيْتُ الْمَرْأَةِ،وَكَانَ أَمْسِ يَوْمَهَا ».(٤)

١٢٦٤١ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٥) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمِيثَمِيِّ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام وَهُوَ جَالِسٌ عَلى مَتَاعٍ ، فَجَعَلْتُ أَلْمِسُ الْمَتَاعَ بِيَدِي ، فَقَالَ : « هذَا الَّذِي تَلْمِسُهُ بِيَدِكَ(٦) أَرْمَنِيٌّ(٧) ».

فَقُلْتُ لَهُ : وَمَا أَنْتَ وَالْأَرْمَنِيَّ؟

فَقَالَ : « هذَا مَتَاعٌ جَاءَتْ بِهِ أُمُّ عَلِيٍّ » امْرَأَةٌ لَهُ.

فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ دَخَلْتُ عَلَيْهِ ، فَجَعَلْتُ أَلْمِسُ مَا تَحْتِي ، فَقَالَ : « كَأَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَنْظُرَ(٨) مَا تَحْتَكَ؟ ».

قُلْتُ(٩) : لَا ، وَلكِنَّ الْأَعْمى يَعْبَثُ.

فَقَالَ لِي : « إِنَّ ذلِكَ الْمَتَاعَ كَانَ لِأُمِّ عَلِيٍّ ، وَكَانَتْ تَرى رَأْيَ الْخَوَارِجِ ، فَأَدَرْتُهَا لَيْلَةً إِلَى الصُّبْحِ أَنْ تَرْجِعَ عَنْ رَأْيِهَا وَتَتَوَلّى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَامْتَنَعَتْ عَلَيَّ ، فَلَمَّا‌

____________________

(١). في « ن ، بن ، جد »والوسائل : - « البيت ».

(٢). في « بف » : « رأيتم ».

(٣). في « م ، بن ، جد » : « وإنّما ».

(٤).الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب لبس المعصفر ، ح ١٢٤٧٨ ، مع زيادةالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٨٠٤ ، ح ٢٠٥٣٨ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٣٦ ، ح ٦٧٢١.

(٥). فيالوسائل ، ج ٢٠ : « عن رجل ».

(٦). في « م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد »والوافي والوسائل ، ج ٥ : - « بيدك ».

(٧). إرمينية ، بالكسر : كورة بناحية الروم ، والنسبة إليها أرمنيّ بفتح الميم.الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٢٧ ( رمن ).

(٨). في « جد » : + « لي ».

(٩). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي . وفي المطبوع : « فقلت ».

١٠٣

أَصْبَحْتُ طَلَّقْتُهَا ».(١)

١٢٦٤٢ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(٢) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ الرِّضَاعليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ قَائِلٌ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : يَجْلِسُ الرَّجُلُ عَلى بِسَاطٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ؟ فَقَالَ : الْأَعَاجِمُ تُعَظِّمُهُ(٣) ، وَإِنَّا لَنَمْتَهِنُهُ(٤) ».(٥)

١٢٦٤٣ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ - صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ - عَنِ الْفِرَاشِ(٦) الْحَرِيرِ ، وَمِثْلِهِ مِنَ الدِّيبَاجِ ، ‌وَالْمُصَلَّى الْحَرِيرِ ، وَمِثْلِهِ مِنَ الدِّيبَاجِ(٧) : هَلْ يَصْلُحُ لِلرَّجُلِ النَّوْمُ عَلَيْهِ(٨) وَالتُّكَأَةُ وَالصَّلَاةُ؟

فَقَالَ : « يَفْرِشُهُ(٩) وَيَقُومُ عَلَيْهِ ، وَلَا يَسْجُدُ عَلَيْهِ(١٠) ».(١١)

____________________

(١).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٨٠٤ ، ح ٢٠٥٣٩ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٣٦ ، ح ٦٧١٩ ، إلى قوله : « جاءت به اُمّ عليّ امرأة له » ؛ وج ٢٠ ، ص ٥٥٢ ، ح ٢٦٣٢٥ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٣٦٦ ، ح ٨.

(٢). في « بف ، جت » : « أحمد بن أبي عبد الله » بدل « أحمد بن محمّد بن خالد ». والمراد من العنوانين واحد.

(٣). في « بح » : - « تعظّمه ».

(٤). امتهنت الشي‌ء : ابتذلته. وأمهنتُهُ : أضعفته. ورجل مهين ، أي حقير.الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٠٩ ( مهن ).

وفيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٣٦٩ : « الأعاجم تعظّمه ، أي إنّ الأعاجم يستعملونه على وجه التعظيم ، ونحن نستعمله على وجه التحقير ، أو التحقير كناية عن ترك الاستعمال. وفي بعض النسخ : « لنمقته » وهو ظاهر ».

(٥).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٨٠٥ ، ح ٢٠٥٤٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٠٨ ، ح ٦٦٢٥.

(٦). في « م » : « الفرش ».

(٧). في « ن » : - « والمصلّى الحرير ومثله من الديباج ». وفيالوسائل : - « ومثله من الديباج ».

(٨). فيالوافي : « عليها ».

(٩). في«م،ن،بن،جت»والوافي والوسائل :« يفترشه ».

(١٠). قال الشهيد : « يجوز افتراش الحرير والصلاة عليه ، والتكأة ؛ لرواية عليّ بن جعفر وتردّد فيه المحقّق ، قال : لعموم تحريمه على الرجال. قلت : الخاصّ مقدّم على العامّ مع اشتهار الرواية ، مع أنّ أكثر الأحاديث تضمن اللبس ». الذكري ، ج ٣ ، ص ٤٢.

(١١). مسائل عليّ بن جعفر ، ص ١٨٠ ، مع اختلاف يسير. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧٣ ، ضمن ح ١٥٥٣ ؛ وقرب الإسناد ، ص ١٨٥ ، ح ٦٨٧ ، بسندهما عن عليّ بن جعفرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٨٠٧ ، ح ٢٠٥٤٥ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٧٨ ، ح ٥٤٤٥.

١٠٤

٢٩ - بَابُ النَّوَادِرِ (١)

١٢٦٤٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛

وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ(٢) ، قَالَ :

سَأَلَنِي شِهَابُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ أَنْ أَسْتَأْذِنَ لَهُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَأَعْلَمْتُ ذلِكَ(٣) أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ : « قُلْ لَهُ : يَأْتِينَا إِذَا شَاءَ ».

فَأَدْخَلْتُهُ عَلَيْهِ لَيْلاً وَشِهَابٌ مُقَنَّعُ الرَّأْسِ ، فَطُرِحَتْ لَهُ وِسَادَةٌ ، فَجَلَسَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَلْقِ قِنَاعَكَ يَا شِهَابُ ، فَإِنَّ الْقِنَاعَ رِيبَةٌ بِاللَّيْلِ ، مَذَلَّةٌ بِالنَّهَارِ ».(٤)

١٢٦٤٥ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ : إِذَا ظَهَرَتِ الْقَلَانِسُ الْمُتَرِّكَةُ(٥) ، ظَهَرَ الزِّنى(٦) ».(٧)

____________________

(١). في « جت » : « باب نادر ». وفي « جد » : « باب نوادر ».

(٢). فيالوسائل : « العبّاس بن الوليد عن صبيح ». وهو سهو ظاهراً ؛ فإنّ العبّاس بن الوليد بن صبيح روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وله كتاب يرويه عنه جماعة ، منهم الحسن بن محبوب. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٨٢ ، الرقم ٧٤٨. (٣). في « بن »والوافي : « بذلك ».

(٤).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٨٣ ، ح ٢٠٤٩٩ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٠٦ ، ح ٦٠٥٢.

(٥). في القرب : « المشركة ».

(٦). فيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٣٧٠ : « يحتمل أن يكون القلانس المتروكة ، مأخوذاً من الترك الذي يطلق في لغة الأعاجم ، أي ما يكون فيه أعلام محيطة كالمعروف عندنا بالبكتاشي ونحوه ، أو من الترك بالمعنى العربي ، أي يكون فيه زوائد متروكة فوق الرأس ، وهو معروف عندنا بالشرواني ، وهي القلانس الطويلة العريضة التي يكسر بعضها فوق الرأس ، وبعضها من جهة الوجه ، أو بمعنى التركيّة بهذا المعنى أيضاً ، فإنّها منسوبة إليهم ، أو من التركة بمعنى البيضة من الحديدة ، أي ما يشبهها من القلانس ».

(٧).قرب الإسناد ، ص ٨٥ ، ح ٢٨٠ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٨ ، ح ٢٠٤٠٥ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٩ ، ح ٥٩٠٢.

١٠٥

١٢٦٤٦ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الدِّهْقَانِ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : « طَيُّ الثِّيَابِ رَاحَتُهَا ، وَهُوَ أَبْقى لَهَا ».(٢)

١٢٦٤٧ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا - صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ - قَالَ : « خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ دَاوُدَ بْنَ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ ، وَكَانَ يَنْزِلُ بِئْرَ مَيْمُونٍ ، وَعَلَيَّ ثَوْبَانِ غَلِيظَانِ ، فَرَأَيْتُ(٣) امْرَأَةً عَجُوزاً وَمَعَهَا جَارِيَتَانِ ، فَقُلْتُ : يَا عَجُوزُ ، أَتُبَاعُ هَاتَانِ الْجَارِيَتَانِ؟ فَقَالَتْ : نَعَمْ ، وَلكِنْ لَايَشْتَرِيهِمَا مِثْلُكَ ، قُلْتُ : وَلِمَ؟ قَالَتْ : لِأَنَّ إِحْدَاهُمَا مُغَنِّيَةٌ ، وَالْأُخْرى زَامِرَةٌ ، فَدَخَلْتُ عَلى دَاوُدَ بْنِ عِيسى ، فَرَفَعَنِي وَأَجْلَسَنِي فِي مَجْلِسِي ، فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ :

تَعْلَمُونَ مَنْ هذَا؟ هذَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الَّذِي يَزْعُمُ(٤) أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنَّهُ مَفْرُوضُ الطَّاعَةِ ».(٥)

١٢٦٤٨ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنَّهُ كَرِهَ لُبْسَ(٦) الْبُرْطُلَةِ(٧) .(٨)

____________________

(١). في « م ، ن ، بن ، جت » : - « بن إبراهيم ».

ثمّ إنّ في « م ، بح » وحاشية « جت » والمطبوعوالوافي : + « عن أبيه ». وهو سهو كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ١٨٧ و ١٢٧١.

(٢).الجعفريّات ، ص ١٧٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « راحة الثوب طيّه ، وراحة البيت ساكنه »الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٣٧ ، ح ٢٠٣٧٩ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٠٧ ، ح ٦٠٥٧.

(٣).في«م،ن،بح،بف،جت،جد»والوافيوالوسائل :«فلقيت».

(٤). في « بف » : « تزعم ».

(٥).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٨٤ ، ح ٢٠٥٠٤ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٢ ، ح ٥٨٨١ ، وتمام الرواية فيه : « خرجت وأنا اُريد داود بن عيسى وعليّ ثوبان غليظان » ؛ وفيه ، ج ١٧ ، ص ٣٠٤ ، ح ٢٢٥٩٧ ، إلى قوله : « والاُخرى زامرة ».

(٦). في « م ، بن ، جد » وحاشية « ن ، جت »والوسائل : « لباس ».

(٧). قال الشهيد الثاني - ما مضمونه - : « البرطلة هي قلنسوة طويلة كانت تلبس قديماً في الطواف ، وروي أنّها من زيّ اليهود ». الروضة البهيّة ، ج ٢ ، ص ٢٥٨.

(٨). راجع :الكافي ، كتاب الحجّ ، باب نوادر الطواف ، ح ٧٦٠١ ؛والفقيه ، ج ١ ، ص ٢٦٥ ، ح ٨١٧ ؛والتهذيب ، ج ٢ ، =

١٠٦

١٢٦٤٩ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ(٢) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، قَالَ :

نَظَرَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام إِلى فِرَاشٍ فِي دَارِ رَجُلٍ ، فَقَالَ : « فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ ، وَفِرَاشٌ لِأَهْلِهِ ، وَفِرَاشٌ لِضَيْفِهِ(٣) ، وَفِرَاشٌ لِلشَّيْطَانِ ».(٤)

١٢٦٥٠ / ٧. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الطَّيَالِسِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ لَبِسَ السَّرَاوِيلَ مِنْ قُعُودٍ ، وُقِيَ وَجَعَ الْخَاصِرَةِ ».(٥)

١٢٦٥١ / ٨. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ عَلِيٍّ الْقُمِّيِّ(٦) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :«سَعَةُ الْجُرُبَّانِ(٧) وَنَبَاتُ الشَّعْرِ فِي الْأَنْفِ(٨) أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ ».

____________________

= ص ٣٦٢ ، ح ١٥٠١ ؛ وج ٥ ، ص ١٣٤ ، ح ٤٤٢الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٨ ، ح ٢٠٤٠٤ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٣٣ ، ح ٥٦٣٣ ؛ وج ٥ ، ص ٥٨ ، ح ٥٨٩٩.

(١). هكذا في « م ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد »والوسائل . وفي « بن » والمطبوعوالوافي : + « عن أبيه ». وهو سهو ، كماتقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٨٥٨٢.

(٢). في « بح ، جت » : « القاشاني ».

(٣). فيالمرآة : « يحتمل أن يكون المراد بفراش الضيف ما يكفي لهم ، أعمّ من الواحد أو المتعدّد ».

(٤).الخصال ، ص ١٢٠ ، باب الثلاثة ، ح ١١١ ، بسنده عن القاسم بن محمّد.الخصال ، ص ١٢١ ، باب الثلاثة ، ح ١١٢ ، بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٨٠٧ ، ح ٢٠٥٤٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٣٥ ، ح ٦٧١٨.

(٥).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٨٤ ، ح ٢٠٥٠٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٠٨ ، ح ٦٠٦٠.

(٦). في « جد » وحاشية « جت » : « القنّي ».

(٧). قال الجوهري : « جُرُبّان القميص : لبنته ، فارسي معرّب ». وقال الفيروز آبادي : « جُرُبّان القميص - بالكسروالضمّ - : جيبه ».الصحاح ، ج ١ ، ص ٩٩ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٣٩ ( جرب ).

(٨). فيالوافي : « بالأنف ».

١٠٧

ثُمَّ(١) قَالَ : « أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ(٢) الشَّاعِرِ : وَلَا تَرى(٣) قَمِيصِي إِلَّا وَاسِعَ الْجَيْبِ وَالْيَدِ؟ ».(٤)

١٢٦٥٢ / ٩. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « مِنْ مُرُوءَةِ الرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ(٥) دَوَابُّهُ سِمَاناً ».

قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : « ثَلَاثَةٌ(٦) مِنَ الْمُرُوءَةِ : فَرَاهَةُ الدَّابَّةِ ، وَحُسْنُ وَجْهِ الْمَمْلُوكِ ، وَالْفَرْشُ(٧) السَّرِيُّ(٨) ».(٩)

١٢٦٥٣ / ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ مِسْمَعٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَايَمْسَحْ أَحَدُكُمْ بِثَوْبِ مَنْ لَمْ يَكْسَهُ».(١٠)

١٢٦٥٤ / ١١. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(١١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ ، عَنْ زَكَرِيَّا الْمُؤْمِنِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « اطْوُوا ثِيَابَكُمْ بِاللَّيْلِ ؛ فَإِنَّهَا إِذَا كَانَتْ مَنْشُورَةً لَبِسَهَا‌

____________________

(١). فيالوافي : - « ثمّ ».

(٢). في « بف ، جت »والوافي : « ما قال ».

(٣). في « بح » : « ولا يرى ». وفي « جت ، جد » بالتاء والياء معاً.

(٤).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٨٣ ، ح ٢٠٥٠١ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١١١ ، ح ٦٠٧٢.

(٥). في « جت »والوافي والوسائل : « أن تكون ».

(٦). في « بف ، بن »والوسائل : « ثلاث ».

(٧). فيالوسائل والبحار : « الفرس ».

(٨). فيالوافي : « فراهة الدابّة : نشاطها وحدّتها وقوّتها. والسريّ : النفيس ».

(٩).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٨٠٣ ، ح ٢٠٥٣٥ ، من قوله : « ثلاثة من المروءة » ؛ وفيه ، ص ٨٣٣ ، ح ٢٠٦١٦ ، إلى قوله : « دوا بّه سماناً » ؛الوسائل ، ج ١١ ، ص ٤٧٢ ، ح ١٥٢٨٩ ؛البحار ، ج ٦٤ ، ص ٢١٥ ، ح ٢٧.

(١٠).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٨٤ ، ح ٢٠٥٠٣ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١١٠ ، ح ٦٠٧٠.

(١١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

١٠٨

الشَّيَاطِينُ(١) بِاللَّيْلِ ».(٢)

١٢٦٥٥ / ١٢. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٣) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ(٤) جَبَلَةَ الْكِنَانِيِّ ، قَالَ :

اسْتَقْبَلَنِي أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام وَقَدْ عَلَّقْتُ سَمَكَةً فِي يَدِي ، فَقَالَ : « اقْذِفْهَا ؛ إِنَّنِي(٥) لَأَكْرَهُ لِلرَّجُلِ السَّرِيِّ أَنْ يَحْمِلَ الشَّيْ‌ءَ الدَّنِيَّ بِنَفْسِهِ ».

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّكُمْ قَوْمٌ أَعْدَاؤُكُمْ كَثِيرَةٌ ، عَادَاكُمُ الْخَلْقُ ؛ يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ ، إِنَّكُمْ قَدْ عَادَاكُمُ الْخَلْقُ ، فَتَزَيَّنُوا(٦) لَهُمْ بِمَا قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ ».(٧)

٣٠ - بَابُ الْخِضَابِ‌

١٢٦٥٦ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَهْمٍ(٨) ، قَالَ :

____________________

(١). هكذا في معظم النسخ التي قوبلتوالوافي وحاشية « بن ». وفي « بن » والمطبوع : « الشيطان ».

(٢).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٣٧ ، ح ٢٠٣٨٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٠٧ ، ح ٦٠٥٨ ؛البحار ، ج ٦٣ ، ص ٢٥٩ ، ح ١٣٢.

(٣). السند معلّق كسابقه.

(٤). هكذا في « م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد »والوسائل . وفي المطبوع : - « بن ». ولعلّه سهو وقع حين الطبع.

هذا ، وورد الخبر في صفات الشيعة ، ص ١٦ ، ح ٣١. وفيه « عبدالله بن خالد الكناني » ، وهو سهو أيضاً ؛ فإنّه مضافاً إلى تكرّر رواية يحيى بن المبارك عن عبدالله بن جبلة - وهو عبدالله جيلة الكناني المذكور في كتب الرجال - لم نجد لعبدالله بن خالد الكناني في مصادرنا الرجاليه وأسناد الأحاديث عيناً ولا أثراً. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢١٦ ، الرقم ٥٦٣ ؛رجال البرقي ، ص ٤٩ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٢٠ ، ص ٢٥٣.

(٥). في « ن ، جت »والوافي والوسائل وصفات الشيعة : « إنّي ».

(٦). في « م ، بف ، بن ، جد » : « تزيّنوا ».

(٧). صفات الشيعة ، ص ١٦ ، ح ٣١ ، بسنده عن عبد الله بن خالد الكناني ، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. وفيالكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب التجمّل وإظهار النعمة ، ح ١٢٤٣٣ ؛ والخصال ، ص ١٠ ، باب الواحد ، ح ٣٥ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، إلى قوله : « الدنيّ بنفسه » مع اختلافالوافي ، ج ١٧ ، ص ٧٩ ، ح ١٦٨٩٨ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٢ ، ح ٥٧٥٨.

(٨). هكذا في « م ، بح ، بف ، بن ، جد ». وفي « ن ، جت » والمطبوعوالوسائل : « الجهم » بدل « جهم ».

١٠٩

دَخَلْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام وَقَدِ اخْتَضَبَ(١) بِالسَّوَادِ ، فَقُلْتُ : أَرَاكَ قَدِ(٢) اخْتَضَبْتَ بِالسَّوَادِ؟

فَقَالَ : « إِنَّ فِي الْخِضَابِ أَجْراً ، وَالْخِضَابُ وَالتَّهْيِئَةُ مِمَّا يَزِيدُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي عِفَّةِ النِّسَاءِ ، وَلَقَدْ تَرَكَ نِسَاءٌ(٣) الْعِفَّةَ بِتَرْكِ أَزْوَاجِهِنَّ لَهُنَّ التَّهْيِئَةَ ».

قَالَ : قُلْتُ(٤) : بَلَغَنَا أَنَّ الْحِنَّاءَ يَزِيدُ(٥) فِي الشَّيْبِ؟

قَالَ(٦) : « أَيُّ شَيْ‌ءٍ يَزِيدُ فِي الشَّيْبِ ، الشَّيْبُ(٧) يَزِيدُ فِي كُلِّ يَوْمٍ(٨) ».(٩)

١٢٦٥٧ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مِسْكِينٍ أَبِي الْحَكَمِ(١٠) ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَنَظَرَ إِلَى الشَّيْبِ فِي‌

____________________

(١). في « ن ، جت » : « اختضبت ».

(٢).في«م،ن،بف،بن،جد»والوافي والوسائل : -«قد».

(٣). هكذا في النسخ التي قوبلتوالوافي . وفي المطبوع : « النساء ».

(٤). في « بح ، بف ، جت »والوافي : + « له ».

(٥). في « ن ، بن »والفقيه : « تزيد ».

(٦). في « ن ، بح ، بف ، جت »والوافي والفقيه : « فقال ».

(٧). في « بف »والفقيه : « والشيب ».

(٨). فيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٣٧٣ : « التهيئة : الزينة وإصلاح الهيئة ، والشيب : بياض الشعر. والمراد إمّا نفي ما زعمه السائل من زيادة الشيب بسبب الخضاب ، أو نفي ما يحترز منه بسبب الشيب ، وهو الكبر والشيخوخة ، والأوّل أظهر لفظاً ، والثاني معنى ».

(٩).الكافي ، كتاب النكاح ، باب نوادر ، ح ١٠٣٩٩ ، بسنده عن الحسن بن جهم ، إلى قوله : « بترك أزواجهنّ لهنّ التهيئة » مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ١ ، ص ١٢٢ ، ح ٢٧٦ ، معلّقاً عن الحسن بن الجهم. وراجع :الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب الخضاب بالحنّاء ، ح ١٢٦٧٥الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٣٥ ، ح ٥١١٣ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٨٨ ، ح ١٥٦٨ ؛البحار ، ج ٤٩ ، ص ١٠٣ ، ح ٢٤ ، إلى قوله : « وقد اختضب بالسواد ».

(١٠). هكذا في « ن ، بح ، بن ، بف »والوافي والوسائل طبعة المكتبة الإسلاميّة. وفي « م ، بف ، جد » : « مسكين بن الحكم ». وفي المطبوع : « مسكين بن أبي الحكم » وكذا فيالوسائل طبعة مؤسّسة آل البيتعليهم‌السلام إلّا أنّهم قد صرّحوا في هامش الكتاب بأنّهم أثبتوا لفظة « بن » من المصدر.

ومسكين هذا ، هو مسكين [ بن الحكم ] أبو الحكم بن مسكين المذكور فيرجال النجاشي ، ص ٤٢٦ ، الرقم ١١٤٥.

١١٠

لِحْيَتِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله : نُورٌ ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ ، كَانَتْ لَهُ نُوراً يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

قَالَ : « فَخَضَبَ الرَّجُلُ بِالْحِنَّاءِ ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَلَمَّا رَأَى الْخِضَابَ قَالَ : نُورٌ وَإِسْلَامٌ ، فَخَضَبَ(١) الرَّجُلُ بِالسَّوَادِ ، فَقَالَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله : نُورٌ وَإِسْلَامٌ وَإِيمَانٌ ، وَمَحَبَّةٌ إِلى نِسَائِكُمْ ، وَرَهْبَةٌ فِي قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ ».(٢)

١٢٦٥٨ / ٣. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٣) ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُوسَى الْوَرَّاقِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : « دَخَلَ قَوْمٌ عَلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَرَأَوْهُ مُخْتَضِباً بِالسَّوَادِ(٤) ، فَسَأَلُوهُ ، فَقَالَ : إِنِّي رَجُلٌ أُحِبُّ النِّسَاءَ ، وَأَنَا(٥) أَتَصَنَّعُ(٦) لَهُنَّ ».(٧)

١٢٦٥٩ / ٤. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٨) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَنَاحٍ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الزَّيْدِيِّ(٩) ، عَنْ جَابِرٍ(١٠) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « دَخَلَ قَوْمٌ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ(١١) - صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمَا -

____________________

(١). في « بن » : « فاختضب ».

(٢).الخصال ، ص ٦١٢ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام .الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣٠ ، ح ٣٣٧ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ؛تحف العقول ، ص ١٠٠ ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وتمام الرواية في كلّها : « من شاب شيبة في الإسلام كانت [ فيالخصال : « كان » ] له نوراً يوم القيامة »الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٣٥ ، ح ٥١١٤ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٨٧ ، ح ١٥٦٤.

(٣). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، محمّد بن يحيى.

(٤). في « م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت »والوافي : - « بالسواد ».

(٥). في « م ، ن ، بح ، بن » وحاشية « جت »والوافي والوسائل والبحار : « فأنا ». وفي « جت » : « فإنّما».

(٦). فيالبحار : « أتصبغ ».

(٧).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٣٦ ، ح ٥١١٥ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٨٢ ، ح ١٥٥١ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٢٩٨ ، ح ٣٠.

(٨). السند معلّق كسابقه.

(٩). في « بف » : « اليزيدي ».

(١٠). في « جد »والوافي : - « عن جابر ». وتقدّم في ح ١٢٦٣٦ رواية سعيد بن جناح عن أبي خالد الزيدي عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام وقد ذكرعليه‌السلام قضيّة قوم دخلوا على الحسين بن عليّعليه‌السلام ، فسألوه عن بعض اُمور منزله.

(١١). في حاشية « جت » : « عليّ بن الحسين بن عليّ » بدل « الحسين بن عليّ ».

١١١

فَرَأَوْهُ مُخْتَضِباً بِالسَّوَادِ ، فَسَأَلُوهُ عَنْ ذلِكَ ، فَمَدَّ يَدَهُ إِلى لِحْيَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَرَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) فِي غَزَاةٍ(٢) غَزَاهَا أَنْ يَخْتَضِبُوا(٣) بِالسَّوَادِ ؛ لِيَقْوَوْا بِهِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ».(٤)

١٢٦٦٠ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ حَفْصٍ الْأَعْوَرِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ خِضَابِ اللِّحْيَةِ وَالرَّأْسِ : أَمِنَ(٥) السُّنَّةِ؟

فَقَالَ : « نَعَمْ ».

قُلْتُ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ - لَمْ يَخْتَضِبْ.

فَقَالَ(٦) : « إِنَّمَا مَنَعَهُ قَوْلُ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ(٧) هذِهِ سَتُخْضَبُ(٨) مِنْ هذِهِ(٩) ».(١٠)

١٢٦٦١ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : « فِي الْخِضَابِ ثَلَاثُ خِصَالٍ : مَهْيَبَةٌ فِي الْحَرْبِ ، وَمَحَبَّةٌ إِلَى النِّسَاءِ(١١) ، وَيَزِيدُ فِي الْبَاهِ ».(١٢)

____________________

(١). فيالبحار : + « أصحابه ».

(٢). في « بف » والبحار : « غزوة ».

(٣). في « جت » : « أن تخضبوا ».

(٤).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٣٦ ، ح ٥١١٦ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٨٩ ، ح ١٥٦٩ ؛البحار ، ج ٧٦ ، ص ١٠٠.

(٥). في « بح » : « من » من دون همزة الاستفهام.

(٦). في « م ، بن ، جد »والوسائل : « قال ».

(٧). في « بح ، بف ، جت » : « بأنّ ».

(٨). في « ن » : « ستختضب ».

(٩). فيالوافي : « أشارصلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك إلى قتلهعليه‌السلام وأنّ لحيته تختضب بدم رأسه صلوات الله عليهما ».

وفيالمرآة بعد طرحه ما فيالوافي قال : « وفي بعض الروايات أنّهعليه‌السلام اعتذر حينما سئل عن ذلك بأنّي في عزاء من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا تنافي بينهما ».

(١٠).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٣٨ ، ح ٥١٢٤ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٨٨ ، ح ١٥٦٧ ؛البحار ، ج ٤١ ، ص ١٦٥ ، ح ٢.

(١١). في « ن » : « للنساء ».

(١٢).ثواب الأعمال ، ص ٣٩ ، ح ٥ ، بسند آخر.الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب السواد والوسمة ، ح ٧ ، بسند =

١١٢

١٢٦٦٢ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ ،قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ خِضَابِ الشَّعْرِ؟

فَقَالَ : « قَدْ خَضَبَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَبُو جَعْفَرٍعليهم‌السلام بِالْكَتَمِ(١) ».(٢)

١٢٦٦٣ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « خَضَبَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلَمْ يَمْنَعْ عَلِيّاًعليه‌السلام إِلاَّ قَوْلُ رَسُولِ اللهِ(٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله : تَخْتَضِبُ(٤) هذِهِ مِنْ هذِهِ ، وَقَدْ خَضَبَ الْحُسَيْنُ وَأَبُو جَعْفَرٍعليهما‌السلام ».(٥)

١٢٦٦٤ / ٩. أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ الْأَسَدِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ خِضَابِ الشَّعْرِ؟

فَقَالَ : « خَضَبَ الْحُسَيْنُ وَأَبُو جَعْفَرٍ - صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمَا - بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ ».(٦)

____________________

= آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .الفقيه ، ج ١ ، ص ١٢٢ ، ح ٢٨١ ، مرسلاً عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفي كلّها إلى قوله : « ومحبّة إلى النساء » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٣٦ ، ح ٥١١٧ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٨٢ ، ح ١٥٥٢.

(١). الكتم - بالتحريك - : نبت يخلط بالوسمة يختضب به.الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠١٩ ( كتم ).

(٢).الفقيه ، ج ١ ، ص ١٢٢ ، ح ٢٧٩ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٣٧ ، ح ٥١٢٠ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩٢ ، ح ١٥٧٧ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٢٩٨ ، ح ٣١ ، وتمام الرواية فيه : « خضب أبو جعفرعليه‌السلام بالكتم ».

(٣). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوسائل والوافي والبحار . وفي المطبوع : « النبيّ ».

(٤). في « بح » : « يختضب ». وفي « م ، بف ، جد » : « يخضب ». وفي « ن ، جت » : « تخضب ».

(٥).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٣٩ ، ح ٥١٢٥ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٨٢ ، ح ١٥٥٠ ؛البحار ، ج ٤١ ، ص ١٦٥ ، ح ٣ ، إلى قوله : « تختضب هذه من هذه ».

(٦).قرب الإسناد ، ص ٨١ ، ح ٢٦٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٣٣ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « وكان [ الحسين بن عليّ ]عليه‌السلام يخضب بالحنّاء والكتم ». وراجع :الفقيه ، ج ١ ، ص ١٢٢ ، ح ٢٨٠الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٣٨ ، ح ٥١٢١ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩٦ ، ح ١٥٩٣ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٢٩٨ ، ح ٣٢ ؛ وفيه ، ج ٤٤ ، ص ٢٠٣ ، ح ٢٣ ، وتمام الرواية فيه : « خضب الحسينعليه‌السلام بالحنّاء والكتم ».

١١٣

١٢٦٦٥ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ(١) عليه‌السلام يَخْتَضِبُ بِالْحِنَّاءِ خِضَاباً قَانِياً(٢) .(٣)

١٢٦٦٦ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِيَّاكَ وَنُصُولَ الْخِضَابِ(٤) ؛ فَإِنَّ ذلِكَ بُؤْسٌ(٥) ».(٦)

١٢٦٦٧ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ(٧) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ(٨) الْأَحْمَرِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ ، قَالَ(٩) :

قَالَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « نَفَقَةُ دِرْهَمٍ فِي الْخِضَابِ أَفْضَلُ مِنْ نَفَقَةِ(١٠) دِرْهَمٍ(١١) فِي سَبِيلِ اللهِ ؛ إِنَّ فِيهِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ خَصْلَةً : يَطْرُدُ الرِّيحَ مِنَ الْأُذُنَيْنِ ، وَيَجْلُو الْغِشَاءَ عَنِ(١٢) الْبَصَرِ ، وَيُلَيِّنُ‌

____________________

(١). في حاشية « جد » وحاشية المطبوع والبحار : « أبا عبد الله ».

(٢). أحمر قان ، أي شديد الحمرة.الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٦٩ ( قنا ).

(٣).الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب الخضاب بالحنّاء ، ح ١٢٦٧٧ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « رأيت أبا جعفرعليه‌السلام مخضوباً بالحنّاء ». وفيه ، باب الحنّاء بعد النورة ، صدر ح ١٢٨٣٢ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « رأيت أبا جعفرعليه‌السلام وقد أخذ الحنّاء وجعله على أظافيره »الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٣٨ ، ح ٥١٢٣ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩٤ ، ح ١٥٨٦ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٤٦ ، ح ٦٥.

(٤). نصل الشعر ينصل نصولاً : زال عنه الخضاب ، يقال : لحيته ناصل.الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٣٠ ( نصل ).

(٥). البؤس : الحاجة والحزن. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٣١ ( بأس ).

(٦).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٣٦ ، ح ٥١٤٩ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٨٦ ، ح ١٥٦٢.

(٧). فيالوافي : « الحسين » ، وهو سهو ، كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٨٣٤٦.

(٨). في « م » : - « بن إسحاق ».

(٩). في « جت » : - « قال ».

(١٠). في « بح » : « نفقته ».

(١١). فيالوافي : « مائة درهم ». وفيالخصال ، ص ٤٩٧ ، ح ١ وثواب الأعمال : « ألف درهم ». وفيالفقيه ، ج ١ : « ألف درهم في غيره ». وفيالفقيه ، ج ٤ والخصال ، ص ٤٩٧ ، ح ٢ : « ألف درهم ينفق » كلاهما بدل « نفقة درهم ». (١٢). في « م ، جد »والوافي : « من ».

١١٤

الْخَيَاشِيمَ ، وَيُطَيِّبُ النَّكْهَةَ(١) ، وَيَشُدُّ اللِّثَةَ ، وَيَذْهَبُ بِالْغَشَيَانِ(٢) ، وَيُقِلُّ وَسْوَسَةَ الشَّيْطَانِ ، وَتَفْرَحُ بِهِ الْمَلَائِكَةُ ، وَيَسْتَبْشِرُ(٣) بِهِ الْمُؤْمِنُ ، وَيَغِيظُ بِهِ الْكَافِرُ ، وَهُوَ(٤) زِينَةٌ ، وَهُوَ طِيبٌ ، وَبَرَاءَةٌ(٥) فِي قَبْرِهِ ، وَيَسْتَحْيِي مِنْهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ ».(٦)

٣١ - بَابُ السَّوَادِ وَالْوَسِمَةِ‌

١٢٦٦٨ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ :

كُنْتُ مَعَ أَخِي عَلْقَمَةَ(٧) وَالْحَارِثِ(٨) بْنِ الْمُغِيرَةِ وَأَبِي حَسَّانَ(٩) عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، وَعَلْقَمَةُ مُخْتَضِبٌ بِالْحِنَّاءِ ، وَالْحَارِثُ مُخْتَضِبٌ بِالْوَسِمَةِ(١٠) ، وَأَبُو حَسَّانَ لَايَخْتَضِبُ ، فَقَالَ‌ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ : مَا تَرى فِي هذَا رَحِمَكَ اللهُ؟ وَأَشَارَ(١١) إِلى لِحْيَتِهِ.

____________________

(١). « النَكهة » : ريح الفم.الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٥٣ ( نكه ).

(٢). غشي عليه فهو مغشيّ عليه : إذا اُغمي عليه.النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٦٩ ( غشا ).

(٣). في « بح ، بف » : « ويبشّر ».

(٤). في « بف » : - « هو ».

(٥). فيالفقيه والخصال ، ص ٤٩٧ ، ح ٢ وثواب الأعمال : + « له ».

(٦).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٨ ، ضمن الحديث الطويل ٥٧٦٢ ؛ والخصال ، ص ٤٩٧ ، أبواب الأربعة عشر ، ح ٢ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيثواب الأعمال ، ص ٣٨ ، ح ٣ ؛ والخصال ، ص ٤٩٧ ، أبواب الأربعة عشر ، ح ١ ، بسند آخر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .الفقيه ، ج ١ ، ص ١٢٣ ، ح ٢٨٥ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٣٦ ، ح ٥١١٨ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٨٥ ، ح ١٥٦٠.

(٧). هكذا في « جد » وحاشية « جت ». وفي « م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت » والمطبوعوالوافي والوسائل والبحار : « أبي‌علقمة » بدل « أخي علقمة ».

وأبوبكر الحضرمي هو عبد الله بن محمّد أبوبكر الحضرمي وأخوه هو علقمة بن محمّد الحضرمي. راجع :رجال الطوسي ، ص ١٤٠ ، الرقم ١٥٠٣ وص ٢٣٠ ، الرقم ٣١١٦.

(٨). في « بن » : « والحرث ».

(٩). في « بح ، بف ، جت » : « وأبو حسّان ».

(١٠). « الوسمة » : يقال : هو العظلم ، وهو نبت يصبغ به. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٨٨ ( عظلم ).

(١١). في « بح ، بف ، جت »والوافي : « ويشير ».

١١٥

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَا أَحْسَنَهُ ».

قَالُوا : كَانَ(١) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام مُخْتَضِباً بِالْوَسِمَةِ؟

قَالَ(٢) : « نَعَمْ ، ذلِكَ(٣) حِينَ تَزَوَّجَ الثَّقَفِيَّةَ أَخَذَتْهُ جَوَارِيهَا(٤) فَخَضَبْنَهُ(٥) ».(٦)

١٢٦٦٩ / ٢. عَنْهُ(٧) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْوَسِمَةِ؟

فَقَالَ(٨) : « لَا بَأْسَ بِهَا لِلشَّيْخِ الْكَبِيرِ ».(٩)

١٢٦٧٠ / ٣. ابْنُ مَحْبُوبٍ(١٠) ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَمْضَغُ عِلْكاً(١١) ، فَقَالَ : « يَا مُحَمَّدُ ، نَقَضَتِ الْوَسِمَةُ أَضْرَاسِي ، فَمَضَغْتُ هذَا الْعِلْكَ لِأَشُدَّهَا » قَالَ(١٢) : « وَكَانَتِ اسْتَرْخَتْ ، فَشَدَّهَا بِالذَّهَبِ(١٣) ».(١٤)

____________________

(١). في « م ، ن »والوافي والوسائل : « أكان ». وفي « جت » : « لكان ».

(٢). في«م،بح،بف،جت»والوافي : « فقال ».

(٣). في « بن » : - « ذلك ».

(٤). فيالوافي : « جواريه ».

(٥). في « م ، بح ، بف ، جد » : « فخضبته ».

(٦).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٤١ ، ح ٥١٣١ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩٢ ، ح ١٥٧٩ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٢٩٨ ، ح ٣٣.

(٧). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد المذكور في السند السابق.

(٨). في « ن ، بح ، بف » : « قال ».

(٩).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٤٢ ، ح ٥١٣٢ ،الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩٣ ، ح ١٥٨٠.

(١٠). السند معلّق. ويروي عن ابن محبوب ، محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد.

(١١). « العِلك - بالكسر - : صمغ الصنوبر والأرزة والفَستق والسرو والينبوت والبطم ، وهو أجودها ، مسخّن مدرّباهيّ.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٥٧ ( علك ).

(١٢). في « ن ، بح ، بف ، جت » : - « قال ».

(١٣). فيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٣٧٦ : « يدلّ على أنّ الوسمة يضعف الأسنان ، فما ورد من أنّ الخضاب يشدّ اللثة فمخصوص بالحنّاء ، أو بالأمزجة البلغميّة ، كما هو المجرّب فيهما ، ويدلّ على جواز تشبيك الأسنان بالذهب ».

وقال السيّد العاملي : « الأقرب عدم تحريم اتّخاذ غير الأواني من الذهب والفضّة إذا كان فيه غرض صحيح كالميل والصفاح في قائم السيف وربط الأسنان بالذهب واتّخاذ الأنف منه ». المدارك ، ج ٢ ، ص ٣٨١.

(١٤).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٤٢ ، ح ٥١٣٣ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩٣ ، ح ١٥٨١ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٢٩٨ ، ح ٣٤.

١١٦

١٢٦٧١ / ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « نَقَضَتْ أَضْرَاسِيَ الْوَسِمَةُ ».(١)

١٢٦٧٢ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ(٢) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ عَمِّهِ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « قُتِلَ الْحُسَيْنُ - صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ - وَهُوَ مُخْتَضِبٌ بِالْوَسِمَةِ ».(٣)

١٢٦٧٣ / ٦. عَنْهُ(٤) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْخِضَابِ بِالْوَسِمَةِ(٥) ؟

فَقَالَ : « لَا بَأْسَ(٦) ، قَدْ قُتِلَ الْحُسَيْنُعليه‌السلام وَهُوَ مُخْتَضِبٌ بِالْوَسِمَةِ ».(٧)

١٢٦٧٤ / ٧. عَنْهُ(٨) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ ، عَنْ حُسَيْنِ(٩) بْنِ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « الْخِضَابُ بِالسَّوَادِ أُنْسٌ(١٠) لِلنِّسَاءِ(١١) ، وَمَهَابَةٌ(١٢) لِلْعَدُوِّ ».(١٣)

____________________

(١).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٤٢ ، ح ٥١٣٤ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩٣ ، ح ١٥٨٢.

(٢). في « بح ، بف ، جت » : « أصحابنا ».

(٣).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٤٢ ، ح ٥١٣٥ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩٣ ، ح ١٥٨٣ ؛البحار ، ج ٤٤ ، ص ٢٠٤ ، ح ٢٤ ؛ وج ٤٥ ، ص ٩٤ ، ح ٣٧.

(٤). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق.

(٥). في « بح ، بف ، جت »والوافي : « بالسواد ».

(٦). في « ن » : + « به ».

(٧).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٤٢ ، ح ٥١٣٦ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩٤ ، ح ١٥٨٤ ؛البحار ، ج ٤٥ ، ص ٩٤ ، ح ٣٨.

(٨). مرجع الضمير هو أحمد بن أبي عبد الله.

(٩). هكذا في « م ، ن ، بف ، بن ، جد »والوافي والوسائل . وفي « بح ، جت » والمطبوع : « الحسين » بدل « حسين ».

(١٠). فيالوافي عن بعض النسخ : « محبّة ». وفيثواب الأعمال : « زينة ».

(١١). في « بف ، بن » : + « به ».

(١٢). فيثواب الأعمال : « ومكبتة ».

(١٣).الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب الخضاب ، ح ١٢٦٦٢ ، مع اختلاف يسير وزيادة ؛ثواب الأعمال ، =

١١٧

٣٢ - بَابُ الْخِضَابِ بِالْحِنَّاءِ‌

١٢٦٧٥ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْحِنَّاءُ يَزِيدُ فِي مَاءِ الْوَجْهِ ، وَيُكْثِرُ الشَّيْبَ ».(١)

١٢٦٧٦ / ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « الْحِنَّاءُ يَشْعَلُ الشَّيْبَ ».(٢)

١٢٦٧٧ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ(٣) :

رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام مَخْضُوباً بِالْحِنَّاءِ.(٤)

١٢٦٧٨ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مَوْلًى لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، قَالَ :

سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ - صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمَا - يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله :

اخْتَضِبُوا(٥) بِالْحِنَّاءِ ؛ فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ ، وَيُطَيِّبُ الرِّيحَ ، وَيُسَكِّنُ الزَّوْجَةَ ».(٦)

____________________

= ص ٣٩ ، ح ٥ ، وفيهما بسند آخر عن أبي الحسنعليه‌السلام .الفقيه ، ج ١ ، ص ١٢٢ ، ح ٢٨١ ، مرسلاًالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٤٢ ، ح ٥١٣٧ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٨٩ ، ح ١٥٧٠.

(١). راجع :الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب الخضاب ، ح ١٢٦٥٦الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٤١ ، ح ٥١٢٩ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩٤ ، ح ١٥٨٧.

(٢).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٤١ ، ح ٥١٣٠ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩٤ ، ح ١٥٨٩.

(٣). في « بح » : + « قال ».

(٤).الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب الخضاب ، ح ١٢٦٦٥ ، بسنده عن معاوية بن عمّار. وفيه ، باب الحنّاء بعد النورة ، صدر ح ١٢٨٣٢ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « رأيت أبا جعفرعليه‌السلام وقد أخذ الحنّاء وجعله على أظافيره »الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٣٨ ، ح ٥١٢٣ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩٤ ، ح ١٥٨٨ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٢٩٩ ، ح ٣٥.

(٥). في « م ، بن ، جد »والوسائل : « اخضبوا ».

(٦).الفقيه ، ج ١ ، ص ١٢١ ، ح ٢٧٢ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٤٠ ، ح ٥١٢٧ ؛الوسائل ، =

١١٨

١٢٦٧٩ / ٥. عَنْهُ(١) ، عَنْ عُبْدُوسِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيِّ :

رَفَعَهُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْحِنَّاءُ يَذْهَبُ بِالسَّهَكِ(٢) ، وَيَزِيدُ فِي مَاءِ الْوَجْهِ ، وَيُطَيِّبُ النَّكْهَةَ ، وَيُحَسِّنُ الْوَلَدَ ».(٣)

١٢٦٨٠ / ٦. عَنْهُ(٤) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ رُشَيْدٍ(٥) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَشْيَمَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ(٦) عليه‌السلام : إِنَّ لِي فَتَاةً قَدِ ارْتَفَعَتْ عِلَّتُهَا(٧)

فَقَالَ : « اخْضِبْ(٨) رَأْسَهَا بِالْحِنَّاءِ(٩) ؛ فَإِنَّ الْحَيْضَ سَيَعُودُ(١٠) إِلَيْهَا ».

قَالَ : فَفَعَلْتُ ذلِكَ(١١) ، فَعَادَ إِلَيْهَا(١٢) الْحَيْضُ.(١٣)

____________________

= ج ٢ ، ص ٩٥ ، ح ١٥٩٠.

(١). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق ؛ فإنّ لعبدوس بن إبراهيم هذا كتاباً رواه أحمد بن أبي عبد الله. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٣٤٨ ، الرقم ٥٥٠ ؛رجال النجاشي ، ص ٣٠٢ ، الرقم ٨٢٣.

(٢). « السهَك » - محرّكةً - : ريح كريهة ممّن عرق.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٥٠ ( سهك ).

(٣).التهذيب ، ج ١ ، ص ٣٧٦ ، صدر ح ١١٦١ ؛وثواب الأعمال ، ص ٣٨ ، ح ٤ ، بسندهما عن عبدوس بن إبراهيم البغدادي [ في الثواب : « البغدادي » ].الفقيه ، ج ١ ، ص ١٢١ ، ح ٢٧٣ ، مرسلاًالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٤١ ، ح ٥١٢٨ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩٥ ، ح ١٥٩١.

(٤). أرجع الضمير فيمعجم رجال الحديث ، ج ١٢ ، ص ٤٤ إلى أبيه المذكور في سند الحديث الرابع لكنّ الظاهربملاحظة السياق رجوع الضمير إلى أحمد بن أبي عبد الله كما رجع الضمير في السند السابق إليه.

ويؤكّد ذلك أنّ الكليني روى عن عليّ بن سليمان [ بن رشيد ] بواسطتين. ومن جملة من روى عن عليّ بن سليمان هو سهل بن زياد وهو في طبقة أحمد بن أبي عبد الله. اُنظر على سبيل المثال :الكافي ، ح ٨٠٩٧ و ٩٤٠٩ و ١٣٠٦٢. (٥). في حاشية « جت » : « راشد ».

(٦). فيقرب الإسناد : + « الأوّل ».

(٧). في « بح » : « إنّ لي قناة قد ارتفعت غلّتها ». وفيقرب الإسناد : « ارتفع حيضها ».

(٨). في « بح » : « اختضب ».

(٩). في « م ، بن ، جد » : - « بالحنّاء ».

(١٠). في « بن » : « يعود ».

(١١). في « بف » : - « ذلك ».

(١٢). في « ن » : « إليه ».

(١٣).قرب الإسناد ، ص ٣٠١ ، ح ١١٨٤ ، عن عليّ بن سليمان بن رشيد.الفقيه ، ج ١ ، ص ٩٥ ، ذيل ح ١٩٩ ، =

١١٩

٣٣ - بَابُ جَزِّ الشَّعْرِ وَحَلْقِهِ‌

١٢٦٨١ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : « ثَلَاثٌ مَنْ عَرَفَهُنَّ لَمْ يَدَعْهُنَّ : جَزُّ الشَّعْرِ ، وَتَشْمِيرُ الثِّيَابِ(١) ، وَنِكَاحُ الْإِمَاءِ(٢) ».(٣)

١٢٦٨٢ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « اسْتَأْصِلْ شَعْرَكَ ، يَقِلُّ دَرَنُهُ(٤) وَدَوَابُّهُ وَوَسَخُهُ(٥) ، وَتَغْلُظُ(٦) رَقَبَتُكَ ، وَيَجْلُو بَصَرُكَ ».

* وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى(٧) : « وَيَسْتَرِيحُ بَدَنُكَ ».(٨)

١٢٦٨٣ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ،قَالَ:

____________________

= وفيه هكذا : « وإن انقطع عنالمرآة الحيض فخضبت رأسها بالحنّاء فإنّه يعود إليها الحيض »الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٤٦ ، ح ٥١٥٠ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٣٥٥ ، ح ٢٣٥٠.

(١). في « بن »والوسائل ، ج ٥ : « الثوب ».

(٢). فيالمرآة : « المراد بالنكاح الجماع ».

(٣).الفقيه ، ج ١ ، ص ١٢٩ ، ح ٣٢٤ ، مرسلاًالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٤٧ ، ح ٥١٥٤ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ١٠٤ ، ح ١٦٢٠ ؛ وج ٥ ، ص ٣٨ ، ح ٥٨٣٧.

(٤). « دَرَنُهُ » أي وسخه. اُنظر :المصباح المنير ، ص ١٩٣ ( درن ).

(٥). فيالوافي : « أظهر معنيي الشعر هنا شعر الرأس ، ويحتمل مايعمّه وشعر البدن. وعطف الوسخ على الدرن إمّا للتفسير ، وإمّا من قبيل عطف الخاصّ على العامّ أو بالعكس ، أو المراد بأحدهما الزهومة ؛ كذا قيل ».

(٦). في « م ، جد » : « ويغلظ ».

(٧). فيالفقيه : - « وفي رواية اُخرى ».

(٨).ثواب الأعمال ، ص ٤١ ، ح ١ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن أبي حمزة ، عن إسحاق ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، إلى قوله : « ويجلو بصرك ».الفقيه ، ج ١ ، ص ١٢٩ ، ح ٣٢٥ ، مرسلاًالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٤٧ ، ح ٥١٥١ و ٥١٥٢ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ١٠٤ ، ح ١٦٢١.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434