مرآة العقول الجزء ٩

مرآة العقول9%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 438

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 438 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 15805 / تحميل: 7797
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٩

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

٣ ـ علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن زيد النرسي ، عن علي بن مزيد صاحب السابري قال دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فتناولت يده فقبلتها فقال أما إنها لا تصلح إلا لنبي أو وصي نبي.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحجال ، عن يونس بن يعقوب قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ناولني يدك أقبلها فأعطانيها فقلت جعلت فداك رأسك ففعل فقبلته فقلت جعلت فداك رجلاك فقال أقسمت أقسمت

الكافي للكليني (ره) في هذه المقامات أخبار كثيرة ، وأما المعانقة فجائزة أيضا لما ثبت من معانقة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جعفرا واختصاصه به غير معلوم ، وفي الحديث أنه قبل بين عيني جعفرعليه‌السلام مع المعانقة ، وأما تقبيل المحارم على الوجه فجائز ما لم يكن لريبة أو تلذذ.

الحديث الثالث : مجهول.

ويدل على المنع من تقبيل يد غير المعصومينعليهم‌السلام لكن الخبر مع جهالته ليس بصريح في حرمته بل ظاهره الكراهة.

الحديث الرابع : موثق كالصحيح.

« أقسمت » أقول : يحتمل وجوها : « الأول » أن يكون على صيغة المتكلم ويكون إخبارا أي حلفت أن لا أعطي رجلي أحدا يقبلها إما لعدم جوازه أو عدم رجحانه أو للتقية ، وقوله : بقي شيء ، استفهام على الإنكار أي هل بقي احتمال الرخصة والتجويز بعد القسم؟

الثاني : أن يكون إنشاء للقسم ومناشدة ، أي أقسم عليك أن تترك ذلك للوجوه المذكورة وهل بقي بعد مناشدتي إياك من طلبك التقبيل شيء؟ أو لم يبق بعد تقبيل اليد والرأس شيء تطلبه؟

الثالث : ما كان يقوله بعض الأفاضل : وهو أن يكون المعنى أقسمت قسمة

٨١

أقسمت ثلاثا وبقي شيء وبقي شيء وبقي شيء.

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن العمركي بن علي ، عن علي بن جعفر ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال من قبل للرحم ذا قرابة فليس عليه شيء وقبلة الأخ على الخد وقبلة الإمام بين عينيه.

بيني وبين خلفاء الجور فاخترت اليد والرأس وجعلت الرجل لهم ، بقي شيء؟ أي ينبغي أن يبقى لهم شيء لعدم التضرر منهم.

الرابع : ما قال بعضهم أيضا أنه أقسمت بصيغة الخطاب على الاستفهام للإنكار أي أقسمت أن تفعل ذلك فتبالغ فيه؟ وبقي شيء؟ على الوجه السابق.

الخامس : ما ذكره بعض أفاضل الشارحين وهو أن أقسمت على صيغة الخطاب و« ثلاثا » كلام الإمامعليه‌السلام ، أي أقسمت قسما لتقبيل اليد وآخر لتقبيل الرأس ، وآخر لتقبيل الرجلين ، وفعلت اثنين وبقي الثالث وهو تقبيل الرجلين فافعل فإنه يجب عليك.

السادس : ما قيل أن أقسمت بصيغة الخطاب من القسم بالكسر وهو الحظ والنصيب ، أي أخذت حظك ونصيبك وليبق شيء مما يجوز أن يقبل للتقية.

وأقول : لا يخفى ما في الوجوه الأخيرة من البعد والركاكة ، ثم إنه يحتمل على بعض الوجوه المتقدمة أن يكون المراد بقوله بقي شيء؟ التعريض بيونس وأمثاله ، أي بقي شيء آخر سوى هذه التواضعات الرسمية والتعظيمات الظاهرية وهو السعي في تصحيح العقائد القلبية ومتابعتنا في جميع أعمالنا وأقوالنا ، وهي أهم من هذا الذي تهتم به لأنهعليه‌السلام كان يعلم أنه سيضل ويصير فطحيا ، وأماقوله : رأسك فيحتمل الرفع والنصب والأخير أظهر ، أي ناولني رأسك ، وقوله : فرجلاك مبتدأ وخبره محذوف أي أريد أقبلهما أو ما حالهما أي يجوز لي تقبيلهما؟

الحديث الخامس : صحيح.

« من قبل للرحم » أي لا للشهوة والأغراض الباطلة ، وقبلة الأخ أي النسبي أو

٨٢

٦ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الصباح مولى آل سام ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ليس القبلة على الفم إلا للزوجة أو الولد الصغير.

(باب تذاكر الإخوان)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن فضالة بن أيوب ، عن علي بن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول شيعتنا الرحماء بينهم الذين إذا خلوا ذكروا الله [ إن ذكرنا من ذكر الله ] إنا إذا ذكرنا ذكر الله وإذا ذكر عدونا ذكر الشيطان.

الإيماني ، وقبلة الإمام ، الظاهر أنه إضافة إلى المفعول ، وقيل : إلى الفاعل أي قبلة الإمام ذا قرابته بين العينين وكأنه ذهب إلى ذلك لفعل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك بجعفررضي‌الله‌عنه ، ولا يخفى ما فيه.

الحديث السادس : ضعيف على المشهور.

وكان المرادبالزوجة ما يعم ملك اليمين.

باب تذاكر الإخوان

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

« شيعتنا الرحماء » الرحماء جمع رحيم أي يرحم بعضهم بعضا« الذين » خبر بعد خبر أو صفة للرحماء« إنا إذا ذكرنا » أي ذكر الله المذكور يشمل ذكرنا لأن ذكر صفاتهم وكمالاتهم ونشر علومهم وأخبارهم شكر لأعظم نعم الله تعالى وعبادة له بأفضل العبادة ، أو باعتبار كمال الاتصال بينهم وبينه تعالى كان ذكرهم ذكر الله ،وإذا ذكر عدوهم ذكر الشيطان لأنه من أعوانه فإن ذكرهم بخير فكأنما ذكر الشيطان بخير ، وإن لعنهم كان له ثواب لعن الشيطان.

٨٣

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن يزيد بن عبد الملك ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم وذكرا لأحاديثنا وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض فإن أخذتم بها رشدتم ونجوتم وإن تركتموها ضللتم وهلكتم فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم.

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن الوشاء ، عن منصور بن يونس ، عن عباد بن كثير قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام إني مررت بقاص يقص وهو يقول هذا المجلس [ الذي ] لا يشقى به جليس قال فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام هيهات هيهات أخطأت أستاههم الحفرة إن لله ملائكة سياحين سوى الكرام الكاتبين

الحديث الثاني : ضعيف.

« إحياء لقلوبكم » لأنه يوجب تذكر الإمامة وعلوم الأئمةعليهم‌السلام وحياة القلب بالعلم والحكمة« وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض » لاشتمالها على حقوق المؤمنين بعضهم على بعض ، ولأن الاهتمام برواية أحاديثنا يوجب رجوع بعضكم إلى بعض « وأنا بنجاتكم زعيم » أي كفيل وضامن« إن أخذتم بها » قال في المصباح :زعمت بالمال زعما من باب قتل ومنع كفلت به فأنا زعيم به.

الحديث الثالث : ضعيف.

والقاص راوي القصص ، والمراد هنا القصص الكاذبة الموضوعة ، وظاهر أكثر الأصحاب تحريم استماعها كما يدل عليه قوله تعالى : «سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ »(١) ويمكن أن يكون المراد هنا وعاظ العامة ومحدثوهم فإن رواياتهم أيضا كذلك« لا يشقي به جليس » أي لا يصير شقيا محروما عن الخير من جلس معهم ، قال الراغب : الشقاوة خلاف السعادة ، وقد شقي يشقي شقوة وكما أن السعادة في الأصل ضربان : أخروية ودنيوية ، ثم الدنيوية ثلاثة أضرب : نفسية وبدنية وخارجية ، كذلك الشقاوة

__________________

(١) سورة المائدة : ٤١.

٨٤

فإذا مروا بقوم ـ يذكرون محمدا وآل محمد قالوا قفوا فقد أصبتم حاجتكم فيجلسون فيتفقهون معهم فإذا قاموا عادوا مرضاهم وشهدوا جنائزهم وتعاهدوا غائبهم فذلك المجلس الذي لا يشقى به جليس.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن المستورد النخعي عمن رواه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن من الملائكة الذين في السماء ليطلعون إلى الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمد قال فتقول أما ترون إلى هؤلاء في قلتهم وكثرة عدوهم يصفون فضل آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله

على هذه الأضرب ، وقال بعضهم : قد يوضع الشقاء موضع التعب نحو شقيت في كذا ، وكل شقاوة تعب وليس كل تعب شقاوة« أخطأت أستاههم الحفرة » الخطأ ضد الصواب والأخطاء عند أبي عبيد الذهاب إلى خلاف الصواب مع قصد الصواب ، وعند غيره : الذهاب إلى غير الصواب مطلقا عمدا وغير عمد ، والأستاه بفتح الهمزة والهاء أخيرا جمع الاست بالكسر ، وهي حلقة الدبر وأصل الاست ستة بالتحريك وقد يسكن التاء ، حذفت الهاء وعوضت عنها الهمزة ، والمراد بالحفرة الكنيف الذي يتغوط فيه وكان هذا كان مثلا سائرا يضرب لمن استعمل كلاما في غير موضعه أو أخطأ خطأ فاحشا ، وقد يقال : شبهت أفواههم بالأستاه تفضيحا لهم ، وتكرير هيهات أي بعد هذا القول عن الصواب للمبالغة في البعد عن الحق ، والسياحة والسيح الذهاب في الأرض للعبادة« فيتفقهون معهم » أي يطلبون العلم ويخوضون فيه ، وفي بعض النسخ فيتفقون أي يصدقونهم أو يذكرون بينهم مثل ذلك« عادوا » أي الملائكة« مرضاهم » أي مرضى القوم.

الحديث الرابع : مرسل.

« إلى الواحد » بأن يذكر واحد ويستمع الباقون أو يذكر ويتفكر في نفسه وكلمة « في » فيقوله : في قلتهم بمعنى مع« يصفون » أي يعتقدون أو يذكرون و

٨٥

قال فتقول الطائفة الأخرى من الملائكة «ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ».

٥ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن مسكان ، عن ميسر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال لي أتخلون وتتحدثون وتقولون ما شئتم فقلت إي والله إنا لنخلو ونتحدث ونقول ما شئنا فقال أما والله لوددت أني معكم في بعض تلك المواطن أما والله إني لأحب ريحكم وأرواحكم وإنكم على دين الله ودين ملائكته فأعينوا بورع واجتهاد.

٦ ـ الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا ، عن علي بن محمد بن سعد ، عن محمد بن مسلم ، عن أحمد بن زكريا ، عن محمد بن خالد بن ميمون ، عن عبد الله بن

الأخير أنسب ، وذلك إشارة إلى الوصف.

الحديث الخامس : مجهول.

« ما شئتم » أي من فضائلنا أو ذم أعادينا ولعنهم ورواية أحاديثنا من غير تقية« لوددت » بكسر الدال الأولى وفتحها أي أحببت أو تمنيت وفيه غاية الترغيب فيه والتحريص عليه« لأحب ريحكم » وسيأتي في الروضة رياحكم ، أي ريحكم الطيبة وأرواحكم جمع الروح بالضم أو بالفتح بمعنى النسيم ، وكان الأول كناية عن عقائدهم ونياتهم الحسنة كما سيأتي أن المؤمن إذا قصد فعل طاعة يستشم الملك منه رائحة حسنة ، والثاني عن أقوالهم الطيبة ، في القاموس : الروح بالضم ما به حياة الأنفس وبالفتح الراحة والرحمة ونسيم الريح ، والريح جمعه أرواح وأرياح ورياح والريح الغلبة والقوة والرحمة والنصرة والدولة والشيء الطيب والرائحة« فأعينوا » أي فأعينوني على شفاعتكم وكفالتكم بورع عن المعاصي واجتهاد في الطاعات.

الحديث السادس : مجهول.

وقوله : فصاعدا منصوب بالحالية وعامله محذوف وجوبا أي أذهب في العدد

٨٦

سنان ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ما اجتمع ثلاثة من المؤمنين فصاعدا إلا حضر من الملائكة مثلهم فإن دعوا بخير أمنوا وإن استعاذوا من شر دعوا الله ليصرفه عنهم وإن سألوا حاجة تشفعوا إلى الله وسألوه قضاءها وما اجتمع ثلاثة من الجاحدين إلا حضرهم عشرة أضعافهم من الشياطين فإن تكلموا تكلم الشيطان بنحو كلامهم وإذا ضحكوا ضحكوا معهم وإذا نالوا من أولياء الله نالوا معهم فمن ابتلي من المؤمنين بهم فإذا خاضوا في ذلك فليقم ولا يكن شرك شيطان

صاعدا« فإن دعوا بخير » أي ما يوجب السعادة الأخروية كتوفيق العبادة وطلب الجنة أو الاستعاذة من النار ونحوها أو الأعم منها ومن الأمور المباحة الدنيوية كطول العمر وكثرة المال والأولاد وأمثال ذلك ، فيكون احترازا عن طلبه الأمور المحرمة ، وكذا الشر يشمل الشرور الدنيوية والأخروية ، فيكون سؤال الحاجة تعميما بعد التخصيص ، وعلى الأول تكون الفقرتان الأوليان للآخرة ، وهذه للدنيا والتشفع المبالغة في الشفاعة ، قال الجوهري :استشفعته إلى فلان أي سألته أن يشفع لي إليه ، وتشفعت إليه في فلان فشفعني فيه تشفيعا.

والتأمين قول آمين ومعناه اللهم استجب لي ، وفي النهاية فيه :أن رجلا كان ينال من الصحابة يعني الوقيعة فيهم ، يقال : منه نال ينال نيلا إذا أصاب ، وفي القاموس : نال من عرضه سبه« فمن ابتلي من المؤمنين بهم » أي بمجالستهم.

« فإذا خاضوا » قال الجوهري : خاض القوم في الحديث وتخاوضوا أي تفاوضوا فيه« في ذلك » أي في النيل من أولياء الله وسبهم وهو إشارة إلى قوله تعالى : «وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً »(١) وقال علي بن إبراهيم في تفسيره : «آياتِ اللهِ » هم الأئمةعليهم‌السلام ، وفي تفسير

__________________

(١) سورة النساء : ١٤٠.

٨٧

ولا جليسه فإن غضب الله عز وجل لا يقوم له شيء ولعنته لا يردها شيء ثم قال صلوات الله عليه : فإن لم يستطع فلينكر بقلبه وليقم ولو حلب شاة أو فواق ناقة.

العياشي عن الرضاعليه‌السلام في تفسيرها : إذا سمعت الرجل يجحد الحق ويكذب به ويقع في أهله فقم من عنده ولا تقاعده وقوله تعالى : «إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ » قيل : أي في الكفر إن رضيتم به وإلا ففي الإثم لقدرتكم علي الإنكار أو الإعراض ، وقال سبحانه أيضا : «وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ »(١) .

« ولا يكن شرك شيطان » بالكسر أي شريكه إن شاركهم ،ولا جليسه إن لم يشاركهم ، وكان ساكنا ، ومن قرأ الشرك بالتحريك بمعنى الحبالة أو فسر الشرك بالنصيب فقد صحف لفظا أو معنى.

قوله : لا يقوم له شيء ، أي لا يدفعه أو لا يطيقه ولا يقدر على تحمله ، وقد دلت الرواية والآيتان على وجوب قيام المؤمن ومفارقته لأعداء الدين عند ذمهم أولياء الله ، وعلى لحوق الغضب واللعنة به مع القعود معهم ، بل دلت الآية ظاهرا على أنه مثلهم في الفسق والنفاق والكفر ، ولا ريب فيه مع اعتقاد جواز ذلك أو رضاه به ، وإلا فظاهر بعض الروايات أن العذاب بالهلاك إن نزل يحيط به ، ولكن ينجو في الآخرة بفضل الله تعالى ، وظاهر بعضها أن اللعنة إذا نزلت تعم من في المجلس ، والأحوط عدم مجالسة الظلمة وأعداء الله من غير ضرورة.

ثم بينعليه‌السلام حكمه إذا لم يقدر على المفارقة بالكلية للتقية أو غيرهابقوله : فإن لم يستطع فلينكر بقلبه.

قوله : ولو حلب شاة ، حلب مصدر منصوب بظرفية الزمان بتقدير زمان حلب ، وكذا الفواق وكأنه أقل من الحلب أي يقوم لإظهار حاجة وعذر ولو بأحد هذين

__________________

(١) سورة الأنعام : ٦٨.

٨٨

٧ ـ وبهذا الإسناد ، عن محمد بن سليمان ، عن محمد بن محفوظ ، عن أبي المغراء قال سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول ليس شيء أنكى لإبليس وجنوده من زيارة الإخوان في الله بعضهم لبعض قال وإن المؤمنين يلتقيان فيذكران الله ثم يذكران فضلنا أهل البيت فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلا تخدد حتى إن روحه لتستغيث من شدة ما يجد من الألم فتحس ملائكة السماء وخزان الجنان فيلعنونه حتى لا يبقى ملك مقرب إلا لعنه فيقع خاسئا حسيرا مدحورا.

المقدارين من الزمان ، قال في النهاية : فيه أنه قسم الغنائم يوم بدر عن فواق أي في قدرفواق ناقة ، وهو ما بين الحلبتين من الراحة وتضم فاؤه وتفتح ، وذلك لأنها تحلب ثم تراح حتى تدر ثم تحلب ، وفي القاموس : الفواق كغراب ما بين الحلبتين من الوقت وتفتح ، أو ما بين فتح يديك وقبضها على الضرع.

الحديث السابع : كالسابق.

وفي القاموس :نكى العدو وفيه نكاية قتل وجرح وفي النهاية : يقال : نكيت في العدو أنكى نكاية فأنا ناك إذا أكثرت فيهم الجراح والقتل فوهنوا لذلك ، وقد يهمز لغة فيه ، وفي القاموس :المضغة بالضم قطعة لحم وغيره ، وقال :خدد لحمه وتخدد هزل ونقص ، وخدده السير لازم متعد ، وقال :خسأ الكلب كمنع خسأ وخسوءا طرده ، والكلب بعد كانخسأ وخسئ ، وقال : حسر كفرح عليه حسرة وحسرا تلهف فهو حسير ، وكضرب وفرح أعيا كاستحسر فهو حسير ، وقال :الدحر الطرد والإبعاد.

٨٩

(باب)

(إدخال السرور على المؤمنين)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من سر مؤمنا فقد سرني ومن سرني فقد سر الله.

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن رجل من أهل الكوفة يكنى أبا محمد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال تبسم الرجل في وجه أخيه حسنة وصرف القذى عنه حسنة وما عبد الله بشيء

باب إدخال السرور على المؤمنين

الحديث الأول : صحيح.

وسرور الله تعالى مجاز ، والمراد ما يترتب على السرور من اللطف والرحمة ، أو باعتبار أن الله سبحانه لما خلط أولياءه بنفسه جعل سرورهم كسروره ، وسخطهم كسخطه ، وظلمهم كظلمه ، كما ورد في الخبر ، وسرور المؤمن يتحقق بفعل أسبابه وموجباته كأداء دينه أو تكفل مؤنته أو ستر عورته أو دفع جوعته أو تنفيس كربته أو قضاء حاجته أو إجابة مسألته ، وقيل : السرور من السر وهو الضم والجمع لما تشتت ، والمؤمن إذا مسته فاقة أو عرضت له حاجة فإذا سددت فاقته وقضيت حاجته ورفعت شدته فقد جمعت عليه ما تشتت من أمره ، وضممت ما تفرق من سره ففرح بعد همه ، واستبشر بعد غمه ويسمى ذلك الفرح سرورا.

الحديث الثاني : ضعيف.

« حسنة » أي خصلة حسنة توجب الثواب« وصرف القذى عنه » القذى يحتمل

٩٠

أحب إلى الله من إدخال السرور على المؤمن.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي قال سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول إن فيما ناجى الله عز وجل به عبده موسىعليه‌السلام قال إن لي عبادا أبيحهم جنتي وأحكمهم فيها قال يا رب ومن هؤلاء الذين تبيحهم جنتك وتحكمهم فيها قال من أدخل على مؤمن سرورا ثم قال إن مؤمنا كان في مملكة جبار فولع به فهرب منه إلى دار الشرك فنزل برجل من أهل الشرك فأظله وأرفقه وأضافه فلما حضره الموت أوحى الله عز وجل إليه وعزتي وجلالي لو كان [ لك ] في

الحقيقة ، وأن يكون كناية عن دفع كل ما يقع عليه من الأذى ، قال في النهاية : فيه جماعة على أقذاء ، الأقذاء جمع قذى والقذى جمع قذاة وهو ما يقع في العين والماء والشراب من تراب أو طين أو وسخ أو غير ذلك ، أراد أن اجتماعهم يكون فسادا في قلوبهم فشبهه بقذى العين والماء والشراب.

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

« أبيحهم جنتي » أي جعلت الجنة مباحة لهم ولا يمنعهم من دخولها شيء ، أو يتبوءون منها حيث يشاءون كما أخبر الله منهم بقوله : «وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ »(١) .

« وأحكمهم فيها » أي أجعلهم فيها حكاما يحكمون على الملائكة والحور والغلمان بما شاءوا أو يشفعون ويدخلون فيها من شاءوا ، في القاموس : حكمه في الأمر تحكيما أمره أن يحكم وقال :ولع الرجل ولعا محركة وولوعا بالفتح ، وأولعته وأولع به بالضم فهو مولع به بالفتح ، وكوضع ولعا وولعانا محركة استخف

__________________

(١) سورة الزمر : ٧٤.

٩١

جنتي مسكن لأسكنتك فيها ولكنها محرمة على من مات بي مشركا ولكن يا نار هيديه ولا تؤذيه ويؤتى برزقه طرفي النهار قلت من الجنة قال من حيث شاء الله.

٤ ـ عنه ، عن بكر بن صالح ، عن الحسن بن علي ، عن عبد الله بن إبراهيم ، عن علي بن أبي علي ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن علي بن الحسينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إن أحب الأعمال إلى الله عز وجل إدخال السرور على المؤمنين.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أوحى الله عز وجل إلى داودعليه‌السلام إن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي فقال داود يا رب وما تلك الحسنة قال يدخل على عبدي المؤمن سرورا ولو بتمرة قال داود يا رب حق لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك.

وكذب ، وبحقه ذهب والوالع الكذاب ، وأولعه به أغراه به ،قوله عليه‌السلام : فأظله أي أسكنه منزلا يظله من الشمس ، وفي القاموس :رفق فلانا نفعه كأرفقه وفي المصباح :أضفته وضيفته إذا أنزلته وقريته ، والاسم الضيافة.

« يا نار هيديه » أي خوفيه وأزعجيه ولا تؤذيه ولا تحرقيه ، في القاموس : هاده الشيء يهيده هيدا وهادا : أفزعه وكربه وحركه وأصلحه كهيده في الكل ، وأزاله وصرفه وأزعجه وزهره ، وكان في بعض روايات العامة لا تهيديه قال في النهاية : ومنه الحديث : يا نار لا تهيديه أي لا تزعجيه.

الحديث الرابع : ضعيف.

الحديث الخامس : حسن كالصحيح.

قوله عليه‌السلام : يدخل ، يحتمل أن يكون هذا على المثال ، ويكون المراد كل حسنة مقبولة ، كما ورد : أن من قبل الله منه عملا واحدا لم يعذبه.

٩٢

٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن مفضل بن عمر ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يرى أحدكم إذا أدخل على مؤمن سرورا أنه عليه أدخله فقط بل والله علينا بل والله على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٧ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال سمعته يقول إن أحب الأعمال إلى الله عز وجل إدخال السرور على المؤمن شبعة مسلم أو قضاء دينه.

٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن سدير الصيرفي قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في حديث طويل إذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدم أمامه كلما رأى المؤمن هولا من أهوال يوم القيامة قال له المثال لا تفزع ولا تحزن وأبشر بالسرور والكرامة من الله عز وجل حتى يقف

الحديث السادس : ضعيف على المشهور ، معتبر عندي.

الحديث السابع : ضعيف.

« شبعة مسلم » بفتح الشين إما بالنصب بنزع الخافض أي بشبعة أو بالرفع بتقدير هو شبعة أو بالجر بدلا أو عطف بيان للسرور والمراد بالمسلم هنا المؤمن ، وكان تبديل المؤمن به للإشعار بأنه يكفي ظاهر الإيمان لذلك ، وذكرهما على المثال.

الحديث الثامن : حسن.

«خرج معه مثال» قال الشيخ البهائيقدس‌سره : المثال الصورة ، و«يقدم» على وزن يكرم أي يقويه ويشجعه ، من الإقدام في الحرب وهو الشجاعة وعدم الخوف ، ويجوز أن يقرأ على وزن ينصر وماضيه قدم كنصر أي يتقدمه كما قال الله : «يَقْدُمُ

٩٣

بين يدي الله عز وجل فيحاسبه «حِساباً يَسِيراً » ويأمر به إلى الجنة والمثال أمامه فيقول له المؤمن يرحمك الله نعم الخارج خرجت معي من قبري وما زلت تبشرني

قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ »(١) ولفظ أمامه حينئذ تأكيد ، انتهى.

وفي القاموس :الهول المخافة من الأمر لا يدري ما هجم عليه منه والجمع أهوال وهوول ، وقال :أبشر فرح ، ومنه أبشر بخير وبشرت به كعلم وضرب سررت.

« بين يدي الله » أي بين يدي عرشه أو كناية عن وقوفه موقف الحساب« نعم الخارج » قال الشيخ البهائيقدس‌سره : المخصوص بالمدح محذوف لدلالة ما قبله عليه ، أي نعم الخارج أنت ، وجملة خرجت معي وما بعدها مفسرة لجملة المدح أو بدل منها ويحتمل الحالية بتقدير قد.

قوله : أنا السرور الذي كنت أدخلته ، قال الشيخ المتقدم قدس الله روحه : فيه دلالة على تجسم الأعمال في النشأة الأخروية ، وقد ورد في بعض الأخبار تجسم الاعتقادات أيضا فالأعمال الصالحة والاعتقادات الصحيحة تظهر صورا نورانية مستحسنة موجبة لصاحبها كمال السرور والابتهاج والأعمال(٢) والأعمال السيئة والاعتقادات الباطلة تظهر صورا ظلمانية مستقبحة توجب غاية الحزن والتألم كما قاله جماعة من المفسرين عند قوله تعالى : «يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً »(٣) ويرشد إليه قوله تعالى : «يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ »(٤) ومن جعل التقدير ليروا جزاء أعمالهم ولم يرجع ضمير

__________________

(١) سورة هود : ٩٨.

(٢) كذا في النسخ والظاهر زيادة « والأعمال » الأولى.

(٣) سورة آل عمران : ٣٠.

(٤) سورة الزلزلة : ٨ ـ ٧.

٩٤

بالسرور والكرامة من الله حتى رأيت ذلك فيقول من أنت فيقول أنا السرور الذي كنت أدخلت على أخيك المؤمن في الدنيا خلقني الله عز وجل منه لأبشرك.

٩ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن السياري ، عن محمد بن جمهور قال كان النجاشي وهو رجل من الدهاقين عاملا على الأهواز وفارس فقال بعض

يره إلى العمل فقد أبعد ، انتهى.

وأقول : يحتمل أن يكون الحمل في قوله : أنا السرور على المجاز ، فإنه لما خلق بسببه فكأنه عينه كما يرشد إليهوله : خلقني الله منه ، ومن للسببية أو للابتداء ، والحاصل أنه يمكن حمل الآيات والأخبار على أن الله تعالى يخلق بإزاء الأعمال الحسنة صورا حسنة ، ليظهر حسنها للناس ، وبإزاء الأعمال السيئة صورا قبيحة ليظهر قبحها معاينة ولا حاجة إلى القول بأمر مخالف لطور العقل لا يستقيم إلا بتأويل في المعاد ، وجعله في الأجساد المثالية وإرجاعه إلى الأمور الخيالية كما يشعر به تشبيههم الدنيا والآخرة بنشأتي النوم واليقظة ، وأن الأعراض في اليقظة أجسام في المنام وهذا مستلزم لإنكار الدين والخروج عن الإسلام ، وكثير من أصحابنا المتأخرينرحمهم‌الله يتبعون الفلاسفة القدماء والمتأخرين والمشائين والإشراقيين في بعض مذاهبهم ، ذاهلين عما يستلزمه من مخالفة ضروريات الدين ، والله الموفق للاستقامة على الحق واليقين.

قوله : كنت أدخلته ، قيل : إنما زيد لفظة كنت علي الماضي للدلالة علي بعد الزمان.

الحديث التاسع : ضعيف.

ويظهر من كتب الرجال أن النجاشي المذكور في الخبر اسمه عبد الله وأنه ثامن آباء أحمد بن علي النجاشي صاحب الرجال المشهور ، وفي القاموس :النجاشي

٩٥

أهل عمله ـ لأبي عبد اللهعليه‌السلام إن في ديوان النجاشي علي خراجا وهو مؤمن يدين بطاعتك فإن رأيت أن تكتب لي إليه كتابا قال فكتب إليه أبو عبد اللهعليه‌السلام «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » سر أخاك يسرك الله قال فلما ورد الكتاب عليه دخل عليه

بتشديد الياء وبتخفيفها أفصح وتكسر نونها أو هو أفصح ، وفي المصباحالدهقان معرب يطلق على رئيس القرية وعلى التاجر ، وعلى من له مال وعقار ، ودالة مكسورة وفي لغة تضم والجمع دهاقين ، ودهقن الرجل وتدهقن كثر ماله ، وفي القاموس :الأهواز تسع كور بين البصرة وفارس ، لكل كورة منها اسم ويجمعهن الأهواز ، ولا تفرد واحدة منها بهوز ، وهي : رامهرمز ، وعسكر مكرم ، وتستر ، وجندي سابور ، وسوس ، وسرق ، ونهرتيري وإيذج ، ومناذر ، انتهى.

« فقال بعض أهل عمله » أي بعض أهل المواضع التي كان تحت عمله ، وكان عاملا عليها ، والديوان الدفتر الذي فيه حساب الخراج ومرسوم العسكر ، قال في المصباح : الديوان جريدة الحساب ثم أطلق على موضع الحساب ، وهو معرب وأصله دوان فأبدل من إحدى المضعفين ياء للتخفيف ، ولهذا يرد في الجمع إلى أصله ، فيقال دواوين ، ودونت الديوان وضعته وجمعته ، ويقال : إن عمر أول من دون الدواوين في العرب ، أي رتب الجرائد للعمال وغيرها ، انتهى.

والخراج بالفتح ما يأخذه السلطان من الأراضي وأجرة الأرض للأراضي المفتوحة عنوة ،« يدين بطاعتك » أي يعبد الله بطاعتك ويعد طاعتك عبادة أو يعتقد فرض طاعتك أو يعبد الله متلبسا باعتقاد فرض طاعتك« فإن رأيت » جزاء الشرط محذوف ، أي فعلت أو نفعني ويدل الخبر على استحباب افتتاح الكتاب بالتسمية« فلما ورد الكتاب عليه » أي أشرف حامله على الدخول عليه ، وإسناد الورود إليه مجاز ، وكان الأظهر فلما ورد بالكتاب ، قال في المصباح : ورد البعير وغيره الماء يرده ورودا بلغه ، ووافاه من غير دخول ، وقد يكون دخولا ، وورد زيد علينا حضر ، ومنه ورد الكتاب على الاستعارة ، وفي القاموس : الورود الإشراف على الماء وغيره

٩٦

وهو في مجلسه فلما خلا ناوله الكتاب وقال هذا كتاب أبي عبد اللهعليه‌السلام فقبله ووضعه على عينيه وقال له ما حاجتك قال خراج علي في ديوانك فقال له وكم هو قال عشرة آلاف درهم فدعا كاتبه وأمره بأدائها عنه ثم أخرجه منها وأمر أن يثبتها له لقابل ثم قال له سررتك فقال نعم جعلت فداك ثم أمر له بمركب وجارية وغلام وأمر له بتخت ثياب في كل ذلك يقول له هل سررتك فيقول نعم جعلت فداك فكلما قال نعم زاده حتى فرغ ثم قال له احمل فرش هذا البيت الذي كنت جالسا فيه حين دفعت إلي كتاب مولاي الذي ناولتني فيه وارفع إلي حوائجك قال ففعل وخرج الرجل فصار إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام بعد

دخله أو لم يدخله ، انتهى.

والضمير فيدخل راجع إلى بعض أهل عمله وأمره بأدائها عنه أي من ماله أو من محل آخر إلى الجماعة الذين أحالهم عليه أو أعطاه الدراهم ليؤدي إليهم لئلا يشتهر أنه وهب له هذا المبلغ تقية ، وعلى الوجه الأول إنما أعطاها من ماله لأن اسمه كان في الديوان ، وكان محسوبا عليه« ثم أخرجه منها » أي أخرج اسمه من دفاتر الديوان لئلا يحال عليه في سائر السنين.

« وأمر أن يثبتها له » أي أمر أن يكتب له أن يعطى عشرة آلاف في السنة الآتية سوى ما أسقط عنه أو لابتداء السنة الآتية إلى آخر عمله ، وقيل : أعطى ما أحاله في هذه السنة من ماله ثم أخرجه منها أي من العشرة آلاف ، وقوله : وأمر ، بيان للإخراج أي كان إخراجه منها بأن جعل خراج أملاكه وظيفة له لا يحال عليه في سائر السنين ، واللام فيقوله : لقابل ، بمعنى من الابتدائية كما مر ، وفي القاموسالتخت وعاء يصان فيه الثياب.

« حتى فرغ » بفتح الراء وكسرها أي النجاشي من العطاء« ففعل » أي حمل

٩٧

ذلك فحدثه الرجل بالحديث على جهته فجعل يسر بما فعل فقال الرجل يا ابن رسول الله كأنه قد سرك ما فعل بي فقال إي والله لقد سر الله ورسوله.

١٠ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن منصور ، عن عمار بن أبي اليقظان ، عن أبان بن تغلب قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ـ عن حق المؤمن على المؤمن قال فقال حق المؤمن على المؤمن أعظم من ذلك لو حدثتكم لكفرتم إن المؤمن إذا خرج من قبره خرج معه مثال من قبره يقول له أبشر بالكرامة من الله والسرور فيقول له بشرك الله بخير قال ثم يمضي معه يبشره بمثل ما قال وإذا مر بهول قال ليس هذا لك وإذا مر بخير قال هذا لك فلا يزال معه يؤمنه مما يخاف ويبشره بما يحب حتى يقف معه بين يدي الله عز وجل فإذا أمر به إلى الجنة قال له المثال أبشر فإن الله عز وجل قد أمر بك إلى الجنة قال فيقول من أنت رحمك الله تبشرني من حين خرجت من قبري وآنستني في طريقي وخبرتني عن ربي قال فيقول أنا السرور الذي كنت تدخله على إخوانك في الدنيا خلقت منه لأبشرك وأونس وحشتك :

الفرش وتنازع هو وخرج في الرجل« فجعل » أي شرع الإمام« يسر » علي بناء المجهول.

الحديث العاشر : مجهول بسنديه.

قوله : من ذلك ، لما استشعرعليه‌السلام من سؤال السائل أو مما علم من باطنه أنه يعد هذا الحق سهلا يسيراقال : حق المؤمن أعظم من ذلك ، أي مما تظن ، أو لما ظهر من كلام السائل أنه يمكن بيانه بسهولة أو أنه ليس مما يترتب على بيانه مفسدة قال ذلك« لكفرتم » قد مر بيانه ، وقيل : يمكن أن يقرأ بالتشديد على بناء التفعيل ، أي لنسبتم أكثر المؤمنين إلى الكفر لعجزكم عن أداء حقوقهم اعتذارا لتركها أو بالتخفيف من باب نصر أي لسترتم الحقوق ولم تؤدوها ، أو لم تصدقوها

٩٨

محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال مثله.

١١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن مالك بن عطية ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أحب الأعمال إلى الله سرور [ الذي ] تدخله على المؤمن تطرد عنه جوعته أو تكشف عنه كربته.

١٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحكم بن مسكين ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من أدخل على مؤمن سرورا خلق الله عز وجل من ذلك السرور خلقا فيلقاه عند موته فيقول له أبشر يا ولي الله بكرامة من الله ورضوان ـ ثم لا يزال معه حتى يدخله قبره [ يلقاه ] فيقول له مثل ذلك فإذا بعث يلقاه فيقول له مثل ذلك ثم لا يزال معه عند كل هول يبشره ويقول له مثل ذلك فيقول له من أنت رحمك الله فيقول أنا السرور الذي أدخلته على فلان.

١٣ ـ الحسين بن محمد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان بن مسلم ، عن عبد الله بن سنان قال كان رجل عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقرأ هذه الآية «وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ

لعظمتها ، فيصير سببا لكفركم.

وأقول : قد عرفت أن للكفر معان منها ترك الواجبات ، بل السنن الأكيدة أيضا.

الحديث الحادي عشر : صحيح.

والطرد الإبعاد ، والجوع بالضم ضد الشبع ، وبالفتح مصدر أي بأن تطرد ، وذكرهما على المثال.

الحديث الثاني عشر : مجهول.

« من ذلك السرور » أي بسببه وهذا يؤيد ما ذكرنا في الخبر الثامن فتفطن.

الحديث الثالث عشر : مجهول.

٩٩

الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً »(١) قال فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام فما ثواب من أدخل عليه السرور فقلت جعلت فداك عشر حسنات فقال إي والله وألف ألف حسنة.

١٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن أورمة ، عن علي بن يحيى ، عن الوليد بن العلاء ، عن ابن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من أدخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن أدخله على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقد وصل ذلك إلى الله وكذلك من أدخل عليه كربا.

«بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا » أي بغير جناية استحقوا بها الإيذاء «فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً » أي فقد فعلوا ما هو أعظم الإثم مع البهتان وهو الكذب على الغير يواجهه به ، فجعل إيذاءهم مثل البهتان ، وقيل : يعني بذلك أذية اللسان فيتحقق فيها البهتان «وَإِثْماً مُبِيناً » أي معصية ظاهرة كذا ذكره الطبرسي (ره) وقال البيضاوي : قيل : أنها نزلت في المنافقين يؤذون علياعليه‌السلام وكان الغرض من قراءة الآية إعداد المخاطب للإصغاء والتنبيه على أن إيذاءهم إذا كان بهذه المنزلة كان إكرامهم وإدخال السرور عليهم بعكس ذلك ، هذا إذا كان القاري الإمامعليه‌السلام ويحتمل أن يكون القاري الراوي وحكم السائل بالعشر لقوله تعالى : «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها »(٢) وتصديقهعليه‌السلام إما مبني على أن العشر حاصل في ضمن ألف ألف أو على أن أقل مراتبه ذلك ، ويرتقي بحسب الإخلاص ومراتب السرور إلى ألف ألف ، لقوله تعالى : «وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ »(٣) .

الحديث الرابع عشر : ضعيف.

« فقد وصل ذلك » أي السرور مجازا كما مر أو هو على بناء التفعيل فضمير

__________________

(١) سورة الأحزاب : ٥٨.

(٢) سورة الأنعام : ١٦٠.

(٣) سورة البقرة : ٢٦١.

١٠٠

١٥ ـ عنه ، عن إسماعيل بن منصور ، عن المفضل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال أيما مسلم لقي مسلما فسره سره الله عز وجل.

١٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من أحب الأعمال إلى الله عز وجل إدخال السرور على المؤمن إشباع جوعته أو تنفيس كربته أو قضاء دينه.

(باب)

(قضاء حاجة المؤمن)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي ، عن بكار بن كردم ، عن المفضل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال لي يا مفضل اسمع ما أقول لك واعلم أنه الحق وافعله وأخبر به علية إخوانك قلت جعلت فداك وما علية إخواني قال الراغبون في قضاء حوائج إخوانهم قال ثم قال ومن قضى

الفاعل راجع إلى المدخل« وكذلك من أدخل عليه كربا » أي يدخل الكرب على الله وعلى الرسول.

الحديث الخامس عشر : كالسابق ، والمراد بالمسلم المؤمن.

الحديث السادس عشر : حسن كالصحيح.

وإسنادالإشباع إلى الجوعة على المجاز ، وتنفيس الكرب كشفها.

باب قضاء حاجة المؤمن

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

وكردم كجعفر وهو في الأصل بمعنى القصير ، والعلية بكسر العين وسكون اللام قال الجوهري : فلان من علية الناس جمع رجل علي أي شريف رفيع مثل

١٠١

لأخيه المؤمن حاجة قضى الله عز وجل له ـ يوم القيامة مائة ألف حاجة من ذلك أولها الجنة ومن ذلك أن يدخل قرابته ومعارفه وإخوانه الجنة بعد أن لا يكونوا نصابا وكان المفضل إذا سأل الحاجة أخا من إخوانه قال له أما تشتهي أن تكون من علية الإخوان.

٢ ـ عنه ، عن محمد بن زياد قال حدثني خالد بن يزيد ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن الله عز وجل خلق خلقا من خلقه انتجبهم لقضاء حوائج فقراء شيعتنا ليثيبهم على ذلك الجنة فإن استطعت أن تكون منهم فكن ثم قال لنا والله رب نعبده لا نشرك به شيئا.

صبي وصبية ، وفي القاموس : علية الناس وعليهم مكسورين جلتهم« من ذلك أولها » أولها مبتدأ ومن ذلك خبر والجنة بدل أو عطف بيان لأولها أو خبر مبتدإ محذوف ، ويحتمل أن يكون أولها بدلا لقوله من ذلك.

قوله : بعد أن لا يكونوا نصابا ، أقول : الناصب في عرف الأخبار يشمل المخالفين المتعصبين في مذهبهم فغير النصاب هم المستضعفون وسيأتي تحقيقه إنشاء الله ، مع أن الخبر ضعيف وتعارضه الأخبار المتواترة بالمعنى.

الحديث الثاني : كالأول بسنديه.

والمنتجب المختار ،قوله : ثم قال : لنا والله رب ، الظاهر أنه تنبيه للمفضل وأمثاله لئلا يطيروا إلى الغلو أو لتطيرهم إليه لما ذكره جماعة من علماء الرجال أن المفضل كان يذهب مذهب أبي الخطاب في القول بربوبية الصادقعليه‌السلام وقد أورد الكشي روايات كثيرة في ذمه وأخبارا غزيرة في مدحه ، حتى روي عن الصادقعليه‌السلام أنه قال : هو والد بعد الوالد ، وفي إرشاد المفيد ما يدل على ثقته وجلالته ، ومدحه عندي أقوى ، وهذا الخبر مع أنه يحتمل وجوها أخر على هذا الوجه أيضا لا يدل على ذمه بل يحتمل أن يكونعليه‌السلام قال ذلك لئلا يزل لغاية محبته ومعرفته

١٠٢

٣ ـ عنه ، عن محمد بن زياد ، عن الحكم بن أيمن ، عن صدقة الأحدب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قضاء حاجة المؤمن خير من عتق ألف رقبة وخير من حملان ألف فرس في سبيل الله.

علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن زياد مثل الحديثين.

٤ ـ علي ، عن أبيه ، عن محمد بن زياد ، عن صندل ، عن أبي الصباح الكناني قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لقضاء حاجة امرئ مؤمن أحب إلى الله من عشرين حجة كل حجة ينفق فيها صاحبها مائة ألف.

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن هارون بن

بفضائلهم فينتهي حاله إلى الغلو والارتفاع ، وقيل : إنما قالعليه‌السلام ذلك لبيان وجه تخصيص الفقراء بالشيعة ، وتعريضا بالمخالفين أنهم مشركون لإشراكهم في الإمامة ، وقيل : إشارة إلى أن ترك قضاء حوائج المؤمنين نوع من الشرك ولا يخفى ما فيهما ، وقيل : هو بيان أنهمعليهم‌السلام لا يطلبون حوائجهم إلى أحد سوى الله سبحانه وأنهم منزهون عن ذلك.

الحديث الثالث : مجهول بسنديه.

وفي القاموس : حمله يحمله حملا وحملانا والحملان بالضم ما يحمل عليه من الدواب في الهبة خاصة ، انتهى.

والمراد هنا المصدر بمعنى حمل الغير على الفرس وبعثه إلى الجهاد أو الأعم منه ومن الحج والزيارات ، قال في المصباح : حملت الرجل على الدابة حملا.

الحديث الرابع : كالسابق.

« مائة ألف » أي من الدراهم أو من الدنانير أي إذا أنفقها في غير حوائج الإخوان لئلا يلزم تفضيل الشيء على نفسه.

الحديث الخامس : حسن.

١٠٣

الجهم ، عن إسماعيل بن عمار الصيرفي قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك المؤمن رحمة على المؤمن قال نعم قلت وكيف ذاك قال أيما مؤمن أتى أخاه في حاجة فإنما ذلك رحمة من الله ساقها إليه وسببها له فإن قضى حاجته كان قد قبل الرحمة بقبولها وإن رده عن حاجته وهو يقدر على قضائها فإنما رد عن نفسه رحمة من الله جل وعز ـ ساقها إليه وسببها له وذخر الله عز وجل تلك الرحمة إلى يوم القيامة حتى يكون المردود عن حاجته هو الحاكم فيها إن شاء صرفها إلى نفسه وإن شاء صرفها إلى غيره يا إسماعيل فإذا كان يوم القيامة وهو الحاكم في رحمة من الله قد شرعت له فإلى من ترى يصرفها قلت لا أظن يصرفها عن نفسه قال لا تظن ولكن استيقن فإنه لن يردها عن نفسه يا إسماعيل من أتاه أخوه في حاجة يقدر على قضائها فلم يقضها له سلط الله عليه شجاعا ينهش إبهامه في قبره إلى يوم القيامة

« وسببها له » أي جعلها سببا لغفران ذنوبه ورفع درجاته أو أوجد أسبابها له« قد شرعت له » أي أظهرت أو سوغت أو فتحت أو رفعت له ، في المصباح شرع الله لنا كذا يشرعه أظهره وأوضحه ، وشرع الباب إلى الطريق اتصل به وشرعته أنا يستعمل لازما ومتعديا ، وفي الصحاح : شرع لهم يشرع شرعا سن.

قوله : لا أظن يصرفها ، كأنه بمعنى أظن أنه لا يصرفها ، لقولهعليه‌السلام في جوابه : لا تظنولكن استيقن ، أي يحصل لك اليقين بسبب قولي ، فإن التكليف باليقين مع عدم حصول أسبابه تكليف بالمحال ، وفي القاموس :الشجاع كغراب وكتاب الحية أو الذكر منها أو ضرب منها صغير ، والجمع شجعان بالكسر والضم وقال : نهشه كمنعه نهسه ولسعة وعضه أو أخذه بأضراسه وبالسين أخذه بأطراف الأسنان ، وفي المصباح : نهسه الكلب وكل ذي ناب نهسا من بابي ضرب ونفع عضه ، وقيل : قبض عليه ثم نتره فهو نهاس ، ونهست اللحم أخذته بمقدم الأسنان للأكل ، واختلف في جميع الباب فقيل بالسين المهملة واقتصر عليه ابن السكيت ، وقيل

١٠٤

مغفورا له أو معذبا.

٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحكم بن أيمن ، عن أبان بن تغلب قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول من طاف بالبيت أسبوعا كتب الله عز وجل له ستة آلاف حسنة ومحا عنه ستة آلاف سيئة ورفع له ستة آلاف درجة قال وزاد فيه إسحاق بن عمار وقضى له ستة آلاف حاجة قال ثم قال وقضاء

جميع الباب بالسين والشين نقله ابن فارس عن الأصمعي ، وقال الأزهري : قال الليث النهش بالشين المعجمة تناول من بعيد كنهش الحية وهو دون النهس ، والنهس بالمهملة القبض على اللحم ونتره ، وعكس تغلب فقال : النهس بالمهملة يكون بأطراف الأسنان ، والنهش بالمعجمة بالأسنان والأضراس ، وقيل : يقال نهشته الحية بالشين المعجمة ونهسه الكلب والذئب والسبع بالمهملة ، انتهى.

وفي الإبهام إبهام ، يحتمل اليد والرجل ، وكان الأول أظهر ، وقيل : صيرورة الإبهام ترابا لا يأبى عن قبول النهش لأن تراب الإبهام كالإبهام في قبوله العذاب ، ولعل الله تعالى يخلق فيه ما يجد به الألم ، انتهى.

وأقول : يحتمل أن يكون النهش في الأجساد المثالية أو يكون النهش أولا وبقاء الألم للروح إلى يوم القيامة « مغفورا له أو معذبا » أي سواء كان في القيامة مغفورا أو معذبا.

الحديث السادس : مجهول.

والدرجات إما درجات القرب المعنوية أو درجات الجنة لأن في الجنة درجات بعضها فوق بعض كما قال الله تعالى : «لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ »(١) قال القرطبي : من العامة أهل السفل من الجنة ينظرون إلى من فوقهم على تفاوت منازلهم كما ينظر من بالأرض دراري السماء وعظام نجومها فيقولون : هذا فلان وهذا فلان ، كما يقال

__________________

(١) سورة الزمر : ٣٩.

١٠٥

حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف حتى عد عشرا.

٧ ـ الحسين بن محمد ، عن أحمد [ بن محمد ] بن إسحاق ، عن بكر بن محمد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ما قضى مسلم لمسلم حاجة إلا ناداه الله تبارك وتعالى علي ثوابك ولا أرضى لك بدون الجنة.

٨ ـ عنه ، عن سعدان بن مسلم ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال من طاف بهذا البيت طوافا واحدا كتب الله عز وجل له ستة آلاف حسنة ومحا عنه ستة آلاف سيئة ورفع الله له ستة آلاف درجة حتى إذا كان عند الملتزم فتح الله له سبعة أبواب من أبواب الجنة قلت له جعلت فداك هذا الفضل كله في

هذا المشتري وهذا الزهرة ، ويدل عليه ما روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : إن أهل الجنة ليتراؤون الغرفة كما تراءون الكوكب في السماء.

الحديث السابع : صحيح ، والمرادبالمسلم المؤمن فيهما.

الحديث الثامن : مجهول.

والملتزم : المستجار مقابل باب الكعبة سمي به لأنه يستحب التزامه وإلصاق البطن به ، والدعاء عنده ، وقيل : المراد به الحجر الأسود أو ما بينه وبين الباب ، أو عند الباب وكأنه أخذ بعضه من قول صاحب المصباح حيث قال : التزمته اعتنقته فهو ملتزم ، ومنه يقال لما بين الباب والحجر الأسود الملتزم ، لأن الناس يعتنقونه أي يضمونه إلى صدورهم ، انتهى.

وهو إنما فسره بذلك لأنهم لا يعدون الوقوف عند المستجار مستحبا وهو من خواص الشيعة ، وما فسره به هو الحطيم عندنا ، وبالجملة هذه التفاسير نشأت من عدم الأنس بالأخبار ، ولا يبعد أن يكون المراد بالكون عند الملتزم بلوغه في الشوط السابع ، فإن الالتزام فيه آكد ، فيكون فتح سبعة أبواب لتلك المناسبة.

وفي ثواب الأعمال بسند آخر عن إسحاق هكذا : حتى إذا صار إلى الملتزم

١٠٦

الطواف قال نعم وأخبرك بأفضل من ذلك قضاء حاجة المسلم أفضل من طواف وطواف وطواف حتى بلغ عشرا.

٩ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن إبراهيم الخارقي قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول من مشى في حاجة أخيه المؤمن يطلب بذلك ما عند الله حتى تقضى له كتب الله عز وجل له بذلك مثل أجر حجة وعمرة مبرورتين وصوم شهرين من أشهر الحرم واعتكافهما في المسجد الحرام ومن مشى فيها بنية ولم تقض كتب الله له بذلك مثل حجة مبرورة فارغبوا في الخير.

١٠ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن أورمة ، عن الحسن بن

فتح الله له ثمانية أبواب الجنة ، يقال له : ادخل من أيها شئت ، وهو أظهر ، وتأنيث العشر لتقدير المرات.

الحديث التاسع : مجهول.

« حتى تقضي » بالتاء على بناء المفعول ، أو بالياء على بناء الفاعل ، وفي بعض النسخ حتى يقضيها« شهرين من أشهر الحرم » أي متواليين ففيه تجوز أي ما سوى العيد وأيام التشريق لمن كان بمنى ، ومع عدم قيد التوالي لا إشكال ويدل على استحباب الصوم في الأشهر الحرم وفضله ، والأشهر الحرم هي التي يحرم فيها القتال وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم ويدل على فضل الاعتكاف فيها أيضا ، وعدم اختصاص الاعتكاف بشهر رمضان ، فإن قيل : الفرق بين القضاء وعدمه في الثواب مشكل إذ السعي مشترك والقضاء ليس باختياره؟ قلت : يمكن حمله على ما إذا لم يبذل الجهد ولذلك لم يقض لا سيما إذا قرأ الفعلان على بناء المعلوم مع أنه يمكن أن يكون مع عدم الاختلاف في السعي أيضا الثواب متفاوتا فإن الثواب ليس بالاستحقاق بل بالتفضل وتكون إحدى الحكم فيه أن يبذلوا الجهد في القضاء ولا يكتفوا بالسعي القليل.

الحديث العاشر : ضعيف.

١٠٧

علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام تنافسوا في المعروف لإخوانكم وكونوا من أهله فإن للجنة بابا يقال له ـ المعروف لا يدخله إلا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا فإن العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكل الله عز وجل به ملكين واحدا عن يمينه وآخر عن شماله يستغفران له ربه ويدعوان بقضاء حاجته ثم قال والله لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أسر بقضاء حاجة المؤمن إذا وصلت إليه من صاحب الحاجة.

١١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن بعض أصحابه ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال والله لأن أحج حجة أحب إلي من أن أعتق رقبة ورقبة ورقبة ومثلها ومثلها حتى بلغ عشرا ومثلها ومثلها حتى بلغ السبعين ولأن أعول أهل بيت من المسلمين أسد جوعتهم وأكسو عورتهم فأكف وجوههم عن الناس أحب

وقال في النهاية :التنافس من المنافسة وهي الرغبة في الشيء والانفراد به وهو من الشيء النفيس الجيد في نوعه ، ونافست في الشيء منافسة ونفاسا إذا رغب فيه ، وقال :المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله تعالى ، والتقرب إلى الله والإحسان إلى الناس وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم من الناس.

قوله : فإن العبد كان التعليل لفضل المعروف في الجملة لا لخصوص الدخول من باب المعروف ، وقيل : حاجته التي يدعو أن حصولها له هي الدخول من باب المعروف ، ولا يخفى بعده ، ويحتمل أن تكون الفاء للتعقيب الذكري أو بمعنى الواو وكونهعليه‌السلام أسر لأنه أعلم بحسن الخيرات وعواقبها أو لأن سروره من جهتين من جهة القاضي والمقضي له معا ، وكان الضمير فيوصلت راجع إلى القضاء ، والتأنيث باعتبار المضاف إليه وقيل : راجع إلى الحاجة وإذا للشرط لا لمحض الظرفية ، والغرض تقييد المؤمن بالكامل ، فإن حاجته حاجة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أقول : هذا إذا كان ضمير« إليه » راجعا إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويحتمل رجوعه إلى المؤمن.

الحديث الحادي عشر : مرسل.

والظاهر أن ضميرمثلها في الأولين راجع إلى الرقبة وفي الأخيرين إلى

١٠٨

إلي من أن اعتق رقبه ورقبة [ ورقبة ] ومثلها ومثلها حتى بلغ عشراً ومثلها ومثلها حتى بلغ السبعين ولأن أهول أهل بيت من المسلمين أسد جوعتهم وأكسو عورتهم فاكف وجوههم عن الناس أحبُّ إلي من أن أحج حجة وحجة وحجة ومثلها ومثلها حتى بلغ عشرا ومثلها ومثلها حتى بلغ السبعين.

١٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي علي صاحب الشعير ، عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال أوحى الله عز وجل إلى موسىعليه‌السلام ـ أن من عبادي من يتقرب إلي بالحسنة فأحكمه في الجنة فقال موسى يا رب وما تلك الحسنة قال يمشي مع أخيه المؤمن في قضاء حاجته قضيت أو لم تقض.

١٣ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عبد الله ، عن

العشر ، وقوله : حتى بلغ ، في الموضعين كلام الراوي أي قال مثلها سبع مرات في الموضعين ، فصار المجموع سبعين ، ويحتمل كونه كلام الإمامعليه‌السلام ويكون بلغ بمعنى يبلغ ، وقيل : ضمير مثلها في الأول والثاني راجع إلى ثلاث رقبات فيصير ثلاثين وضمير مثلها في الثالث والرابع راجع إلى الثلاثين ، فيصير الحاصل مضروب الثلاثين في السبعين ، فيصير ألفان ومائة ومجموع الثواب مضروب هذا في نفسه أي عتق أربعة آلاف ألف وأربعمائة ألف وعشرة آلاف رقبة.

قوله عليه‌السلام : لأن أعول ، قال الجوهري : عال عياله يعولهم عولا وعيالة أي قاتهم وأنفق عليهم يقال : علته شهرا إذا كفيته معاشه« أسد جوعتهم » أي بأن أسد.

الحديث الثاني عشر : مجهول.

قوله عليه‌السلام : قضيت أم لم تقض ، محمول على ما إذا لم يقصر في السعي كما مر مع أن الاشتراك في دخول الجنة والتحكيم فيها لا ينافي التفاوت بحسب الدرجات.

الحديث الثالث عشر : ضعيف على المشهور.

١٠٩

علي بن جعفر قال سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله تبارك وتعالى ساقها إليه فإن قبل ذلك فقد وصله بولايتنا وهو موصول بولاية الله وإن رده عن حاجته وهو يقدر على قضائها سلط الله عليه شجاعا من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة مغفورا له أو معذبا فإن عذره الطالب كان

« فإن قبل ذلك فقد وصله » الضمير المنصوب في وصله راجع إلى مصدر قبل والولاية بالكسر والفتح المحبة والإضافة في الموضعين إلى الفاعل ، ويحتمل الإضافة إلى المفعول أيضا ، أي يصير سببا لقبول ولايته لنا وكما لها ، ومغفورا حال مقدرة عن مفعول ينهشه.

قوله عليه‌السلام : فإن عذره الطالب ، قال في المصباح : عذرته فيما صنع عذرا من باب ضرب رفعت عنه اللوم فهو معذور ، أي غير ملوم ، وأعذرته بالألف لغة ،وقوله : كان أسوأ حالا ، يحتمل وجهين : الأول : أن يكون اسم كان ضميرا راجعا إلى المعذور وكونه أسوأ حالا لأنه حينئذ يكون الطالب من كمل المؤمنين ورد حاجته يكون أقبح وأشد وبعبارة أخرى لما كان العاذر لحسن خلقه وكرمه أحق بقضاء الحاجة ممن لا يعذر فرد حاجته أشنع ، والندم عليه أدوم والحسرة عليه أعظم ، أو لأنه إذا عذره لا يشكوه ولا يغتابه ، فيبقى حقه عليه سالما إلى يوم الحساب ، ويروي عن بعض الفضلاء ممن كان قريبا من عصرنا أنه قال : المراد بالعذر إسقاط حق الآخرة وكونه أسوأ لأنه زيدت عليه المنة ولا ينفعه ، وقال بعض الأفاضل من تلامذته لتوجيه كلامه : هذا مبني على أن عذاب القبر لا يسقط بإسقاطه إذ هو حق الله كما صرح به الشيخ قدس الله روحه في الاقتصاد ، حيث قال : كل حق ليس لصاحبه قبضه ليس له إسقاطه كالطفل والمجنون لما لم يكن لهما استيفاؤه لم يكن لهما إسقاطه ، والواحد منا لما لم يكن له استيفاء ثوابه وعوضه في الآخرة لم يسقط بإسقاطه ، فعلم بذلك أن الإسقاط تابع للاستيفاء فمن لم يملك أحدهما لم يملك

١١٠

كان أسوأ حالا.

١٤ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن عبد الله بن محمد الجعفي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال إن المؤمن لترد عليه الحاجة لأخيه فلا تكون عنده فيهتم بها قلبه فيدخله الله تبارك وتعالى بهمه الجنة.

(باب)

(السعي في حاجة المؤمن)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن محمد بن مروان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال مشي الرجل في حاجة أخيه المؤمن يكتب له عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيئات ويرفع له عشر درجات قال ولا

الآخر ، انتهى.

والثاني : أن يكون الضمير راجعا إلى الطالب كما فهمه المحدث الأسترآبادي ، حيث قال : أي كان الطالب أسوأ حالا لتصديقه الكاذب ولتركه النهي عن المنكر والأول أظهر وسيأتي الخبر في باب : من منع مؤمنا شيئا.

الحديث الرابع عشر : ضعيف.

باب السعي في حاجة المؤمن

الحديث الأول : مجهول.

« يكتب له » على بناء المفعول والعائد محذوف أو علي بناء الفاعل والإسناد على المجاز« ولا أعلمه » أي لا أظنه واستدل به على جواز كون السنة أفضل من الواجب لأن السعي مستحب غالبا والاعتكاف يشمل الواجب أيضا ، مع أن المستحب

١١١

أعلمه إلا قال ويعدل عشر رقاب وأفضل من اعتكاف شهر في المسجد الحرام.

٢ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن معمر بن خلاد قال سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول إن لله عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس هم الآمنون يوم القيامة ومن أدخل على مؤمن سرورا فرح الله قلبه يوم القيامة.

٣ ـ عنه ، عن أحمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن رجل ، عن أبي عبيدة الحذاء قال قال أبو جعفرعليه‌السلام من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك ولم يرفع قدما إلا كتب الله له حسنة وحط عنه بها سيئة ويرفع له بها درجة فإذا فرغ من حاجته كتب الله عز وجل له بها أجر حاج ومعتمر.

أيضا ينتهي إلى الواجب في كل ثالثة على المشهور كما سيأتي إنشاء الله تعالى ونظائره كثيرة.

الحديث الثاني : صحيح.

والظاهر أن الأجر مترتب على السعي فقط ، ويحتمل ترتبه على السعي والقضاء معا ، والحصر المستفاد من اللام مع تأكيده بضمير الفصل على المبالغة أو إضافي بالنسبة إلى من تركه أو إلى بعض الناس وأعمالهم ، وتفريح القلب كشف الغم عنه وإدخال السرور فيه.

الحديث الثالث : مرسل.

« أظله الله » أي يجعلهم طائرين فوق رأسه حتى يظلوه لو كان لهم ظل ، أو يجعلهم في ظلهم أي في كنفهم وحمايتهم« فإذا فرغ من حاجته » أي من السعي فيها قضيت أم لم تقض ، وربما يخص بعدم القضاء للخبر السابع الآتي ، وقيل : يدل ظاهره على أن الأجر المذكور قبله للمشي في قضاء الحاجة وجر الحاج والمعتمر لقضاء الحاجة.

١١٢

٤ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن هارون بن خارجة ، عن صدقة ، عن رجل من أهل حلوان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لأن أمشي في حاجة أخ لي مسلم أحب إلي من أن أعتق ألف نسمة وأحمل في سبيل الله على ألف فرس مسرجة ملجمة.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ما من مؤمن يمشي لأخيه المؤمن في حاجة إلا كتب الله عز وجل له بكل خطوة حسنة وحط عنه بها سيئة ورفع له بها درجة وزيد بعد ذلك عشر حسنات وشفع في عشر حاجات.

٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من سعى في حاجة أخيه المسلم طلب

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

وفي المصباححلوان بالضم بلد مشهور من سواد العراق ، وهي آخر مدن العراق وبينها وبين بغداد نحو خمس مراحل ، وهي من طرف العراق من الشرق والقادسية من طرفه من الغرب ، قيل : سميت باسم بانيها وهو حلوان بن عمران بن الحارث بن قضاعة« واحمل في سبيل الله » أي اركب ألف إنسان على ألف فرس كل منها شد عليه السرج وألبس اللجام وأبعثها في الجهاد ، ومسرجة وملجمة اسما مفعول من بناء الأفعال.

الحديث الخامس : حسن كالصحيح.

« وزيد بعد ذلك » أي لكل خطوة وقيل : للجميع ، وشفع على بناء المجهول من التفعيل ، أي قبلت شفاعته أي استجيب دعاؤه في عشر حاجات من الحوائج الدنيوية والأخروية.

الحديث السادس : موثق.

قوله : يغفر فيها ، أي بسبب تلك الحسنات فإنها تذهب السيئات وقد ورد

١١٣

وجه الله كتب الله عز وجل له ألف ألف حسنة يغفر فيها لأقاربه وجيرانه وإخوانه ومعارفه ومن صنع إليه معروفا في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قيل له ادخل النار فمن وجدته فيها صنع إليك معروفا في الدنيا فأخرجه بإذن الله عز وجل إلا أن يكون ناصبا.

٧ ـ عنه ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من سعى في حاجة أخيه المسلم فاجتهد فيها فأجرى الله على يديه قضاءها كتب الله عز وجل له حجة وعمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامهما وإن اجتهد فيها ولم يجر الله قضاءها على يديه كتب الله عز وجل له حجة وعمرة.

٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن جميل بن دراج

في بعض الأخبار أنها إذا زيدت على سيئاته تذهب سيئات أقاربه ومعارفه ، أو المعنى يغفر معها فيكون علاوة للحسنات ، ويؤيده بعض الروايات وكان الاختلافات الواردة في الروايات في أجور قضاء حاجة المؤمن محمولة على اختلاف النيات ومراتب الإخلاص فيها ، وتفاوت الحاجات في الشدة والسهولة واختلاف ذوي الحاجة في مراتب الحاجة والإيمان والصلاح ، واختلاف السعاة في الاهتمام والسعي وأمثال ذلك ، وعدم تضرر المؤمن بدخول النار لأمره تعالى بكونها عليه بردا وسلاما

الحديث السابع : كالسابق.

ويدل على أن مع قضاء الحاجة ثواب الساعي أكثر مما إذا لم تقض وإن لم يتفاوت السعي ولم يقصر في الاهتمام ، ولا استبعاد في ذلك وقد مر مثله في حديث إبراهيم الخارقي في الباب السابق لكن لم يكن فيه ذكر العمرة ، ويمكن أن يراد بالحجة فيه الحجة التي دخلت العمرة فيها أي التمتع أو حجة كاملة لتقييدها بالمبرورة أو يحمل على اختلاف العمل كما مر.

الحديث الثامن : موثق كالصحيح.

١١٤

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كفى بالمرء اعتمادا على أخيه أن ينزل به حاجته.

٩ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن بعض أصحابنا ، عن صفوان الجمال قال كنت جالسا مع أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ دخل عليه رجل من أهل مكة يقال له ميمون فشكا إليه تعذر الكراء عليه فقال لي قم فأعن أخاك فقمت معه فيسر الله كراه فرجعت إلى مجلسي فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام ما صنعت في حاجة أخيك فقلت قضاها الله

« كفى بالمرء » الظاهر أن الباء زائدة واعتمادا تميز ، وقوله : أن ينزل على بناء الأفعال بدل اشتمال للمرء ، وقال بعض الأفاضل : الباء فيقوله بالمرء بمعنى في ، والظرف متعلق بكفي واعتمادا تميز عن نسبة كفى إلى المرء ، وأن ينزل فاعل كفى ، انتهى.

وأقول : له وجه لكن ما ذكرنا أنسب بنظائره الكثيرة الواردة في القرآن المجيد وغيره ، وبالجملة فيه ترغيب عظيم في قضاء حاجة المؤمن إذا سأله قضاءها فإن إظهار حاجته عنده يدل على غاية اعتماده على إيمانه ووثوقه بمحبته ، ومقتضى ذلك أن لا يكذبه في ظنه ولا يخيبه في رجائه برد حاجته أو تقصيره في قضائها.

الحديث التاسع : مرسل.

« فشكا إليه تعذر الكراء عليه » الكراء بالكسر والمد أجر المستأجر عليه وهو في الأصل مصدر كاريته والمراد بتعذر الكراء إما تعذر الدابة التي يكتريها أو تعذر من يكتري دوابه بناء على كونه مكاريا أو عدم تيسر أجرة المكاري له وكل ذلك مناسب لحال صفوان الراوي ، وإما بالفتح والتخفيف ، و « أن » بالفتح مصدرية وليس في بعض النسخ ، وقوله : مبتدئا إما حال عن فاعل قال ، أي قالعليه‌السلام ذلك مبتدئا قبل أن أسأله عن أجر من قضى حاجة أخيه أو عن فاعل الطواف

١١٥

بأبي أنت وأمي فقال أما إنك أن تعين أخاك المسلم أحب إلي من طواف أسبوع بالبيت مبتدئا ثم قال إن رجلا أتى الحسن بن عليعليه‌السلام فقال بأبي أنت وأمي أعني على قضاء حاجة فانتعل وقام معه فمر على الحسين صلوات الله عليه وهو قائم يصلي فقال له أين كنت عن أبي عبد الله تستعينه على حاجتك قال قد فعلت بأبي أنت وأمي فذكر أنه معتكف فقال له أما إنه لو أعانك كان خيرا له من اعتكافه شهرا.

أو هو على بناء اسم المفعول حالا عن الطواف ، وعلى التقديرين الأخيرين لإخراج طواف الفريضة ، وقيل : حال عن فاعل تعين أي تعين مبتدئا أو تميز عن نسبة أحب إلى الإعانة أي أحب من حيث الابتداء يعني قبل الشروع في الطواف لا بعده ، ولا يخفى ما فيهما لا سيما الأخير« تستعينه » أي لتستعينه أو هو حال ، فإن قيل : كيف لم يختر الحسين صلوات الله عليه إعانته مع كونها أفضل؟ قلت : يمكن أن يجاب عن ذلك بوجوه :

الأول : أنه يمكن أن يكون لهعليه‌السلام عذر آخر لم يظهره للسائل ولذا لم يذهب معه ، فأفاد الحسنعليه‌السلام ذلك لئلا يتوهم السائل أن الاعتكاف في نفسه عذر في ترك هذا ، فالمعنى لو أعانك مع عدم عذر آخر كان خيرا.

الثاني : أنه لا استبعاد في نقص علم إمام قبل إمامته عن إمام آخر في حال إمامته أو اختيار الإمام ما هو أقل ثوابا لا سيما قبل الإمامة.

الثالث : ما قيل : إنه لم يفعل ذلك لا يثأر أخيه على نفسه صلوات الله عليهما في إدراك ذلك الفضل.

الرابع : ما قيل أن فعلت بمعنى أردت الاستعانة وقوله : فذكر على بناء المجهول أي ذكر بعض خدمة أو أصحابه أنه معتكف فلذا لم أذكر له.

ثم اعلم أن قضاء الحاجة من المواضع التي جوز الفقهاء خروج المعتكف فيها عن محل اعتكافه إلا أنه لا يجلس بعد الخروج ولا يمشي تحت الظل اختيارا على المشهور ، ولا يجلس تحته على قول.

١١٦

١٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن علي ، عن أبي جميلة ، عن ابن سنان قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام قال الله عز وجل الخلق عيالي فأحبهم إلي ألطفهم بهم وأسعاهم في حوائجهم.

١١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عمارة قال كان حماد بن أبي حنيفة إذا لقيني قال كرر علي حديثك فأحدثه قلت روينا أن عابد بني إسرائيل كان إذا بلغ الغاية في العبادة صار مشاء

الحديث العاشر : ضعيف ،وكونهم عياله تعالى لضمانه أرزاقهم.

الحديث الحادي عشر : مرسل.

وأبو عمارة كنية لجماعة أكثرهم من أصحاب الباقرعليه‌السلام وكلهم مجاهيل ،وحماد بن أبي حنيفة أيضا مجهول ، والظاهر أنه كان يسأل تكرار هذا الحديث بعينه لالتذاذه بسماعه وليؤثر فيه فيحثه على العمل به ، وقيل : المراد به جنس الحديث فذكر له يوما هذا الحديث وهو بعيد ، ومنهم من قرأ براء واحدة مشددة أي ارجع إلى حديثك كأنه كان محدثا وهو مخالف لما عندنا من النسخ.

قوله : روينا هو على الأشهر بين المحدثين على بناء المجهول من التفعيل ، قال في المغرب : الرواية بعير السقاء لأنه يروي الماء أي يحمله ، ومنه راوي الحديث وراويته والتاء للمبالغة ، يقال : روي الشعر والحديث رواية ورؤيته إياه حملته على روايته ، ومنه إنا روينا في الأخبار ، وفي المصباح عنيت بأمر فلان بالبناء للمفعول عناية وعنيا شغلت به ، ولتعن بحاجتي أي لتكن حاجتي شاغلة لسرك وربما يقال عنيت بأمره بالبناء للفاعل فأنا عان ، وعني يعني من باب تعب إذا أصابته مشقة والاسم العناء بالمد ، انتهى.

فيمكن أن يكون من العناء بمعنى المشقة أو من العناية. الاعتناء بمعنى

١١٧

في حوائج الناس عانيا بما يصلحهم.

(باب)

(تفريج كرب المؤمن)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن زيد الشحام قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول من أغاث أخاه المؤمن اللهفان اللهثان عند

الاهتمام بالأمر واشتغالهم بذلك بعد بلوغهم الغاية إما لكونها أرفع العبادات وأشرفها فإن الإنسان يترقى في العبادات حتى يبلغ أقصى مراتبها ، أو لأن النفس لا تنقاد لهذه العبادة الشاقة إلا بعد تزكيتها وتصفيتها بسائر العبادات والرياضات ، أو لأن إصلاح النفس مقدم على إصلاح الغير وإعانته.

باب تفريج كرب المؤمن

الحديث الأول : صحيح.

« والإغاثة » كشف الشدة والنصرة« أخاه المؤمن » أي الذي كانت أخوته لمحض الإيمان ، ويحتمل أن تكون الأخوة أخص من ذلك أي انعقد بينهما المؤاخاة ليعين كل منهما صاحبه ، واللهفان صفة مشبهة كاللهثان ، قال في النهاية : فيه اتقوا دعوةاللهثان هو المكروب ، يقال : لهف يلهف لهفا فهو لهفان ، ولهف فهو ملهوف ، وفي القاموس : اللهشان العطشان وبالتحريك العطش وقد لهث كسمع وكغراب حر العطش وشدة الموت ، ولهث كمنع لهثا ولهاثا بالضم أخرج لسانه عطشا أو تعبأ أو إعياء ، انتهى.

وكأنه هنا كناية عن شدة الاضطرار ، وفي النهاية :الجهد بالضم الوسع و

١١٨

جهده فنفس كربته وأعانه على نجاح حاجته كتب الله عز وجل له بذلك ثنتين وسبعين رحمة من الله يعجل له منها واحدة يصلح بها أمر معيشته ويدخر له إحدى وسبعين رحمة لأفزاع يوم القيامة وأهواله.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من أعان مؤمنا نفس الله عز وجل عنه ثلاثا وسبعين كربة واحدة في الدنيا وثنتين وسبعين كربة عند كربه العظمى قال حيث يتشاغل الناس بأنفسهم.

الطاقة ، وبالفتح المشقة ، وقيل : المبالغة والغاية ، وقيل : هما لغتان في الوسع والطاقة ، فأما في المشقة والغاية فالفتح لا غير ، وفي القاموس :نفس تنفيسا ونفسا أي فرج تفريجا.

وقوله عليه‌السلام : من الله من قبيل وضع الظاهر موضع المضمر ، وربما يقرأ من بالفتح والتشديد والإضافة منصوبا بتقدير اطلبوا أو انظروا من الله ، أو مرفوعا خبر مبتدإ محذوف أي هذا من الله ، وعلى التقادير معترضة تقوية للسابق واللاحق ، أو منصوب مفعولا لأجله للكتب ، وأقول : كل ذلك تكلف بعيد.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

« عند كربة العظمى » أي في القيامة حيث يتشاغل الناس بأنفسهم ، أي يوم لا ينظر أحد لشدة فزعه إلى حال أحد من والد أو ولد أو حميم ، كما قال تعالى : «يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ » و «لا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً »(١) «يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ »(٢) وأمثالها كثيرة.

__________________

(١) سورة حج : ٢.

(٢) سورة لقمان : ٣٣.

١١٩

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حسين بن نعيم ، عن مسمع أبي سيار قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كرب الآخرة وخرج من قبره وهو ثلج الفؤاد ومن أطعمه من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقاه شربة سقاه الله من الرحيق المختوم.

٤ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن

الحديث الثالث : حسن كالصحيح.

« كرب الآخرة » بضم الكاف وفتح الراء جمع كربة بالضم ، في المصباح : كربة الأمر كربا شق عليه ، ورجل مكروب مهموم ، والكربة الاسم منه ، والجمع كرب مثل غرفة وغرف.

قوله عليه‌السلام : وهو ثلج الفؤاد ، أي فرح القلب مطمئنا واثقا برحمة الله ، في القاموس : ثلجت نفسي كنصر وفرح ثلوجا وثلجا اطمأنت وثلج كخجل فرح وأثلجته ، وقال : الرحيق الخمر أو أطيبها وأفضلها أو الخالص أو الصافي ، وفي النهاية : فيه أيما مؤمن سقى مؤمنا على ظمإ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم ، الرحيق من أسماء الخمر يريد خمر الجنة والمختوم المصون الذي لم يبتذل لأجل ختامه ، انتهى.

وأقول : إشارة إلى قوله تعالى : «إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ ، عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ ، تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ، يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ، خِتامُهُ مِسْكٌ »(١) قال البيضاوي : أي مختوم أوانيه بالمسك مكان الطين ، ولعله تمثيل لنفاسته أو الذي له ختام أي مقطع هو رائحة المسك.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

__________________

(١) سورة المطفّفين : ٢٥.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438