مرآة العقول الجزء ١١

مرآة العقول9%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 407

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 407 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 26421 / تحميل: 8424
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ١١

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

ح وأخبرناه أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، أنا القاضي أبو علي محمد بن إسماعيل بن محمد العراقي - بطوس - قالوا: حدثنا أبو طاهر المخَلّص - إملاء - نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا [ محمد بن ] يحيى بن عبد الكريم الأزدي، نا عبدالله بن داود، نا سعيد بن [ أبي عروبة ] عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال: [ قال ] رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ».

وهذا إسناد غريب والمحفوظ ما

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبدالله بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمد الجوهري.

ح وأخبرنا أبو عبدالله الحسن بن محمد بن عبد الوهاب، نا أبو علي الحسين بن غالب بن المبارك المقرىء، قالا: أنا أبو الفضل عبيد الله بن [ عبد الرحمن ] بن محمد [ الزهري ].

[ وأخبرنا أبو الحصين أحمد بن محمد بن الطيوري، أنبأنا أبو القاسم البغوي، قالا: أنبأنا محمد وحفص قالا: أنبأنا عبدالله بن محمد بن عمر العوفي، أنبأنا بشر بن هلال الصواف، أنبأنا جعفر بن سليمان، عن حرب بن شداد، عن قتادة عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي بن أبي طالب: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ ].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، وأبو القاسم بن [ البسري ].

وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الطّيّب، أنا أبو القاسم بن القُشيري، قالا: أنا محمد بن عبدالله، قالا: نا عبدالله بن محمد بن عبد العزيز، نا

٨١

بِشْر بن هلال الصّوّاف، نا جعفر بن هارون عن حرب بن شداد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي بن أبي طالب: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ».

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين، أنا أبو طاهر المـُخَلّص، وأبو القاسم البغوي، نا بِشْر بن هلال الصّوّاف، نا جعفر بن سليمان، عن حرب بن شداد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي بن أبي طالب: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ».

وأخبرناه أتم من هذا أبو الحسن محمد بن عبد الجبار بن توبة، وأبو ياسر سليمان بن عبدالله بن سليمان بن الفرج، وأبو القاسم بن السمرقندي، وأبو عبدالله يحيى بن الحسن، قالوا: أنا أبو الحسين بن النقور - زاد ابن البنّا: وأبو يعلى بن الفراء قالا: - أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو محمد نعيم بن الهيصم، أنا جعفر بن سليمان، عن حرب أبي الخطّاب، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب قال جعفر: أظنه عن سعد بن أبي وقاص قال:

لما غزا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غزوة تبوك خلّف علياً بالمدينة فقالوا: فيه: ملّه وكره صحبته، فبلغ ذلك علياً، فشقّ عليه، قال: فتبع النبي صلّى الله عليه وسلّم حتى لحقه، فقال: يا رسول الله خلّفتني مع الذراري والنساء حتى قالوا: مَلّه وكره صحبته، فقال: « ما ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى »؟

قال ابن مَنيع: هكذا حدث نُعَيم عن جعفر بهذا الحديث بالشك.

٨٢

وحدّثناه بشر بن هلال الصوّاف، نا جعفر، عن حرب بن شدّاد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم نحوه ولم يشك.

أخبرناه أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر، أنا أبو عثمان البَحيري.

ح وأخبرناه أبو المظفر القُشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، قالا: أنا أبو عمرو بن حمدان الحِيري.

ح وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن منصور، نا أبو بكر ابن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المُثنّى الموصلي.

ح وأخبرناه أبو عبدالله الخَلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرىء، نا أبو القاسم البغوي.

ح وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حُبيش، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي قال: قُرئ على أبي القاسم البغوي، قالا: نا بِشْر بن هلال الصوّاف، نا جعفر بن [ سليمان ]، عن حرب بن شداد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

لما غزا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غزوة تبوك خلّف علياً بالمدينة [ فقال الناس: ملّه وكره صحبته ] فتبع علي النبي صلّى الله عليه وسلّم حتى لحقه في بعض الطرق، وقال [ البحيري: فبلغ ] ذلك علياً [ فخرج ] حتى لحق بالنبي صلّى الله عليه وسلّم في الطريق، فقال: يا رسول الله خلّفتني بالمدينة [ مع النساء والذراري حتى قالوا ]. قال البَحيري: حتى قال الناس: ملّه وكره صحبته، فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: « يا علي إنّما خلّفتك على

٨٣

أهلي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى [ إلّا أنه ] - وقال البحيري: غير أنه - لا نبي بعدي ».

وأما حديث عليّ [ بن الحسين ].

فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجَنْزَرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى [ أحمد ] بن علي، نا سعيد بن بسطام، نا يزيد بن زريع، نا إسرائيل، عن حكيم بن جُبير قال:

قلت لعلي بن حسين: أشهد على عبد خير لحدثني أنه سمع علياً على هذا المنبر وهو يقول: خير هذه الأمّة بعد نبيها أبو بكر، وعمر، وثالث، لو شئت سميت ثالثاً، قال: فضرب علي بن حسين فخذي وقال: حدثني سعيد بن المسيّب أن سعد بن أبي وقاص حدّثه أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ».

وأخبرناه أبو النجم بدر بن عبدالله، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا البزاز، نا علي بن محمد بن المـُعلّى الشونيزي، نا طريف بن عبيد الله الموصلي، نا علي بن حكيم الأودي، نا عبدالله ابن بُكَير الغنوي، حدثني حكيم بن جبير قال:

قلت لعلي بن الحسين: يا سيدي إن الشعبي حدث عن أبي جُحيفة وهب الخير أن أباك صعد المنبر فقال: خير هذه الامة بعد نبيها أبو بكر وعمر، فقال: أين يذهب بك يا حكيم، حدثني سعيد بن المسيّب عن سعد أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال له: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » إنّ المؤمن يهضم نفسه؟!

وأخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمد بن يوسف الهّروي، حدثني إسحاق بن سيار بن

٨٤

محمد، وأنا سألته، أنا علي بن قادم، نا إسرائيل، عن حكيم بن جبير قال:

قلت لعلي بن الحسين: إنّ ناساً عندنا بالعراق يزعمون أن أبا بكر وعمر خير من علي، قال: فقال لي علي بن الحسين: فكيف أصنع بحديث حدّثنيه سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقّاص قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي ».

قال: وأنا محمد بن يوسف الهّروي، نا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، نا أمية بن بسطام، نا يزيد بن زريع، عن إسرائيل بن يونس، عن حكيم بن جبير قال:

قلت لعلي بن الحسين، إن ناساً عندنا بالعراق يقولون: إنّ أبا بكر وعمر خيرٌ من علي، قال: فقال علي بن الحسين، فكيف أصنع بحديث حدّثنيه سعيد ابن المسيّب عن سعد بن أبي وقاص؟ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ».

قال أبو عبدالله الهّروي: وهذا الحديث لم يحدث به عن إسرائيل [ إلّا ] يزيد بن زريع، وعلي بن قادم، والحديث غريب، وبالله التوفيق.

قد رواه عبيد الله، عن إسرائيل أيضاً:

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، نا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، حدثني أبو عبدالله [ أحمد بن صالح بن ] بن محمد البرقي، نا جعفر ابن موسى القطان، نا عبيد الله بن موسى، نا إسرائيل، عن حكيم بن جبير، عن علي بن الحسين، حدثني سعيد بن المسيّب، عن علي أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [ خرج ] في غزوة تبوك [ و ] خلّف بالمدينة علي فقال له: تخلّفني؟ قال: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ».

وأما حديث يحيى

٨٥

فأخبرناه أبو بكر محمد بن عبدالله نا أبو العبّاس عبيد الله بن موسى بن إسحاق الهاشمي، أنا محمد بن محمد بن سليمان.

وأخبرناه أبو عبدالله أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر المقرىء، نا محمد بن الباغندي، نا هارون بن حاتم - زاد الهاشمي: المقرىء - نا عبد السلام بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب عن سعد بن مالك، قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم [ وفي حديث الهاشمي: ] عن سعد أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال - لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي».

[ رواه ] غيره بينهما الزهري.

أخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن مَخْلَد، نا عبدالله بن نسيب، نا ذؤيب بن عباية، حدثني أُسامة بن حفص، عن يحيى بن سعيد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب عن سعد: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ».

وأما حديث صفوان:

فأخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنا أبو بكر الميانجي، أنا علي بن أحمد بن الحسين العجلي - يعرف بابن أبي قوبة - نا عبّاد بن يعقوب، أنا ابن أبي نجيح، عن صفوان بن سُلَيم، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

سمعت أذناي وأبصرت عيناي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يقول لعليعليه‌السلام : « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ».

٨٦

وقد رواه عن عامر بن سعد: المنهال بن عمرو، وسلمة بن كُهَيل، ومحمد ابن مسلم الزهري، والحويرث بن نهار.

فأما حديث المنهال:

فأخبرناه أبو عبدالله الفراوي، وأبو المظفر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه.

وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قُرىء على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرىء.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا داود بن عمرو، نا حسّان بن إبراهيم، عن محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن المنهال - زاد المقرىء: ابن عمرو - عن عامر بن سعد، عن أبيه، وعن أم سلمة.

أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي ».

وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن عمرو، نا حسّان بن إبراهيم، نا محمد بن سلمة، عن سلمة، عن المنهال، عن عامر بن سعد، عن سعد، وعن أم سلمة:

أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « أما ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه ليس بعدي نبي ».

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حسن، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي، أنا أبو بكر عبدالله بن محمد بن زياد النيسابوري، - إملاء - نا محمد بن إشكاب، نا أحمد بن المفضل الكوفي، نا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن المنهال بن عمرو، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد، وعن أم سلمة.

٨٧

أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه ليس بعدي نبوة ».

وأما حديث سلمة:

فأخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخِرَقي، نا محمد بن محمد الباغندي، نا محمد بن حميد الرازي، نا هارون بن المغيرة، عن عمرو بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن سلمة بن كهيل، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، وعن أم سلمة قالا:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى».

قال سلمة: وسمعت مولى لبني موهبة يقول: سمعت ابن عباس يقول: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ مثله.

وأما حديث الزُّهري:

فأخبرناه أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، والحسن بن حبارة، قالا: نا خيثمة، نا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الصّوّاف، نا مَعْمَر بن بكّار، حدثني إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد قال:

إنّي لمع أبي إذ تبعنا رجل في نفسه على عليّ بعض الشىء، فقال: يا أبا إسحاق ما حديث يذكر الناس عن علي؟ قال: وما هو؟ قال: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » قال: نعم، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: « أنت مني كهارون من موسى » ما تنكر أن يقول لعلي هذا، وأفضل من هذا؟

وأمّا حديث الحُويرث:

فأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد بن أبي عثمان، وأبو طاهر القّصّاري.

٨٨

وأخبرنا أبو عبدالله محمد بن أحمد بن محمد، أنا أبي أبو طاهر.

قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبدالله، نا أبو القاسم الحسين بن أحمد ابن صدقة الفرائضي، نا محمد بن الحسين بن أبي الحنين الكوفي.

ح وأخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي في كتابه، وحدثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمد بن أبي نصر الطّبسي عنه، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا أبو العبّاس محمد بن يعقوب الأصم، نا محمد بن الحسن بن أبي الحنين الكوفي - بالكوفة - نا أبو غسّان - زاد الفرائضي: مالك بن إسماعيل - نا عبد السّلام بن حرب، عن يزيد بن أبي زياد، عن حويرث بن نهار، عن عامر بن سعد، عن أبيه وقال الفرائضي: عن سعد - قال:

خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غزاة وخلّف علياً، فاشتدّ ذلك على علي، قال: فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - وقال الفرائضي: النبي صلّى الله عليه وسلّم: - « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ».

وهو صحيح من حديث إبراهيم بن سعد

فقد أخبرناه أبو المظفر بن القُشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو ابن حمدان.

ح وأخبرنا أبو سهل المزكي، وأبو عبدالله الأديب، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرىء.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا زهير، نا هاشم بن القاسم، نا شعبة، حدثني سعد بن إبراهيم، عن إبراهيم بن سعد بن مالك، عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسىعليهما‌السلام ».

٨٩

وأخبرناه أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمد الجوهري.

وأخبرناه أبو القاسم بن الحُصَين، نا أبو علي بن المـُذْهِب.

قالا: أنا أبو بكر القطيعي، نا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي، نا محمد بن جعفر.

ح وأخبرناه أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن علي، وأبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو بكر المقرىء، أنا أبو الفضل الفامي، أنا أبو العبّاس السرّاج، نا زياد بن أيوب، نا هاشم بن القاسم.

ح وأخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبد الملك، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد، أنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد الفامي، أنا أبو العبّاس محمد ابن إسحاق الثقفي، نا يعقوب بن إبراهيم، نا غندر.

ح وأخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا الحسين بن يحيى بن عياش، نا علي بن مسلم، أنا أبو داود.

قالوا: نا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت إبراهيم بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال لعلي: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى »، وفي حديث أبي داود وأحمد: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال.

رواه البخاري ومسلم عن بُندار عن غندر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البُسري، وأبو محمد بن أبي عثمان، وأحمد بن محمد بن إبراهيم.

وأخبرنا أبو عبدالله محمد بن أحمد، أنا أبي قالوا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبدالله.

ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن

٩٠

مهدي قالا: نا أبو عبدالله المحاملي، نا محمد بن منصور، نا يعقوب بن إبراهيم، نا أبي عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن إبراهيم ابن سعد بن أبي وقاص عن أبيه.

أن النبي صلّى الله عليه وسلّم - وقال ابن طاوس: أنه سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم - قال لعلي هذه المقالة حين استخلفه « ألا ترضى يا عليّ أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي »؟

وأخبرنا أبو المظفّر القُشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه.

وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، وأبو عبدالله الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرىء.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا زهير، نا يعقوب بن إبراهيم، نا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه.

أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي هذه المقالة « أفلا ترضى - زاد الفقيه: يا علي وقالا: - أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي »؟

ورواه مصعب بن سعد عن أبيه.

أخبرناه أبو علي بن السبط، أنا أبو محمد الجوهري.

ح وأخبرناه أبو القاسم بن الحُصين، أنا أبو علي بن المـُذْهِب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني أبي، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقّاص قال:

خلّف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك،

٩١

قال: يا رسول الله تخلّفني في النساء والصبيان؟ قال: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي ».

أخبرناه أبو المظفّر بن القُشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

وأخبرناه أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرىء.

قالا: أنا أبو يعلى، نا عبيد الله - هو: ابن عمر القواريري - نا غُندَر.

ح وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل، نا محمد بن الوليد البُسري، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص قال:

خلّف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله تخلّفني في النساء والصبيان؟ قال: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير - وفي حديث ابن السمرقندي: إلا - أنه لا نبي بعدي - وفي حديث أبي المظفر: ما ترضى -.

ح وأخبرنا أبو علي الحداد في كتابه.

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا يوسف بن الحسن الزنجاني.

قالا: نا وأبو نعيم الحافظ، نا عبدالله بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد قال:

خلّف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله أتخلّفني في النساء والصبيان؟ فقال: « أما ترضى أن تكون

٩٢

مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي ».

ورواه غيره عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة، فقال: عن عاصم.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، وأبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو العبّاس عبدالله بن موسى بن إسحاق الهاشمي، نا علي ابن سراج المصري الحافظ، نا نُصَير بن حرب، نا أبو داود الطيالسي، نا شعبة، عن عاصم، عن مصعب بن سعد، عن سعد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي ».

أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرىء، نا أبو عروبة، نا أبو رفاعة، نا محمد بن الحسن - يعرف بالهُجَيمي - نا أبو عَوانة، عن الأعمش، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ».

ولقد رأيته يخطر بالسيف يعلو به هامَ المشركين يقول: سنحنح الليل كأني جنّي.

وأخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا الأمير المؤيد معتزّ الدولة أبو المكارم حَيْدَرة بن الحسين بن مفلح، أنا الحسين بن عبدالله بن محمد بن إسحاق بن أبي كامل، أنا خيثمة بن سليمان، نا محمد بن يونس بن موسى السّامري.

ح وأخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي، أنا أبو عثمان محمد بن عبيد الله المحمي، أنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود بن علي بن عيسى العلوي، نا أبو الأحرز محمد بن عمر بن جميل الأزدي، نا محمد

٩٣

بن يونس القرشي، قالا: نا محمد بن الحسن بن معلّى بن زياد القُردوسي.

وأخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، نا أبو سعد أحمد بن إبراهيم المقرىء - إملاء - أنا أبو منصور الأزدي - بهراة - أنا أبو علي الرفاء، نا محمد بن يونس ابن موسى، نا محمد بن الحسن بن معلّى القُردوسي، نا أبو عَوانة، عن الأعمش، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن أبيه سعد قال:

قال لي معاوية: تحب - وقال أبو حفص: أتحب - علياً؟ قال: قلت: وكيف لا أحبّه وقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - وقال أبو حفص: النبي صلّى الله عليه وسلّم - يقول: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ».

ولقد رأيته بارز يوم بدر، فجعل - وقال أبو حفص: وهو - يحمحم كما تحمحم الفرس، وهو يقول - وقال أبو حفص، وأبو القاسم الشحامي ويقول: -.

بازل عامين حديثٌ سِنّي

سنَحْنَح الليلِ كأنّي جنّي

لمثل هذا ولدتني أمي

قال: فما رجع حتى خضب سيفه دماً.

وروته عائشة بنت سعد عن أبيها.

أخبرناه أبو علي بن السبط، نا أبو محمد الجوهري.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن الحُصَين، أنا أبو علي الواعظ.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي، نا أبو سعيد مولى بني هاشم، نا سليمان بن بلال، نا الجُعيد بن عبد الرحمن، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها.

أن علياً خرج مع النبي صلّى الله عليه وسلّم حتى جاء ثنية الوداع، وعلي يبكي يقول: تُخلّفني مع الخوالف، فقال: « أو ما ترضى أن تكون مني بمنزلة

٩٤

هارون من موسى إلّا النبوة »؟

وأخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا أبو محمد عبدالله بن أحمد بن إسحاق الجوهري، نا الربيع بن سليمان، نا عبدالله بن وهب، أخبرني سليمان - يعني ابن بلال - حدثني الجُعيد، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها.

أن علي بن أبي طالب خرج مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حتى إذا جاء ثنية الوداع وهو يريد تبوك، وعلي يبكي ويقول: يا رسول الله أتخلّفني مع الخوالف؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوة »؟

وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد يحيى بن محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن الأقساسي وأبو عبدالله محمد بن الحسن الخزاعي المعروف بابن داود الكوفيان - ببغداد - قالا: أنا القاضي أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن الحسن الجعفي، نا صالح بن وصيف الكَتّاني، نا أبو محمد القاسم بن عبدالله بن المغيرة الجوهري، نا أبو غسان يعني مالك بن إسماعيل النّهدي، نا المطلّب بن زياد، نا ليث.

ح وأخبرنا أبو منصور بن خيرون، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - نا علي بن إسحاق بن محمد بن البختري المادرائي، نا حسين بن شداد، نا سهل بن نصر، نا المطلّب بن زياد، عن ليث، عن الحكم، عن عائشة بنت سعد، عن سعد.

أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي يوم غزوة - وقال سهل: في غزوة تبوك: - « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي ».

أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمد، أنا

٩٥

أبو بكر محمد بن الحسن بن علي بن بكر بن هانىء البزاز العدل الثقة، نا أبو عبدالله محمد بن محمد بن شاد بن قُتيبة الراوساني، نا أبو سعيد الأشج، نا الصّلت بن زياد، عن ليث، عن الحكم، عن عائشة بنت سعد، عن سعد قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي في غزوة: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي ».

الصواب: المـُطّلب.

وأخبرناه أبو البركات عمر بن إبراهيم، أنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن الخازن، أنا محمد بن عبدالله الجُعفي، نا علي بن محمد بن هارون الحِميري، نا أبو سعيد عبدالله بن سعيد الأشج، نا المطّلب بن زياد، عن ليث، عن الحكم، عن عائشة ابنة سعد، عن سعد.

أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي يوم غزوة تبوك: « أنت مني بمكان هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ».

وأخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن مَخْلَد، أنا أحمد بن عثمان بن حكيم، نا حسن بن بشر، نا الحكم بن عبد الملك، عن زيد بن نافع، عن عائشة بنت سعد عن أبيها، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبي بعدي ».

أخبرنا أبو محمد أيضاً، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا عبدالله بن عبيد الله البيع، أنا أبو عبدالله المحاملي، نا عبدالله بن شبيب، حدثني ابن أبي أويس، حدثني أبي عن سليمان بن بلال، عن عبد الأعلى بن عبدالله بن أبي فروة، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها سعد بن أبي وقّاص.

أن علي بن أبي طالب خرج مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حتى إذا

٩٦

جاء ثنية الوداع ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يريد تبوك، وعليّ يبكي ويقول: يا رسول الله تخلّفني مع الخوالف؟ فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوة ».

ورواه الأسود بن يزيد، ومالك بن الحارث الأشتر عن سعد.

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد بن أبي عثمان، وأبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم.

ح وأخبرنا أبو عبدالله محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم، أنا أبي، قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبدالله بن الهيثم الصرصري، أنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، نا عبدالله بن أحمد بن المستورد، نا أحمد ابن صبيح القرشي، نا يحيى بن يعلى، عن العلاء بن عبدالله بن زهير - وذكر عنه خيراً - عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، وعن الأشتر عن سعد بن مالك.

أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبيّ بعدي، سالم الله من سالمته، وعادى من عاديته ».

وروي عن زيد بن أرقم عن سعد.

أخبرناه أبو الحسن الفقيه الشافعي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو محمد ابن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا يحيى بن أبي طالب - ببغداد - نا يزيد بن هارون، أنا فطر بن خليفة، عن عبدالله بن شريك، عن زيد بن أرقم قال:

قدمت المدينة فجلسنا إلى سعد فقال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى «، وسدّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الأبواب إلّا باب علي.

قال: هكذا قال: عن زيد بن أرقم، وهذا الحديث عند الناس عن عبدالله ابن شريك، عن عبدالله بن الرقيم الكناني، عن سعد - يعني ما

٩٧

أخبرناه أبو علي بن السبط، أنا أبو محمد الجوهري.

ح وأخبرناه أبو القاسم بن الحُصَين، أنا أبو علي بن المـُذْهِب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي، نا حجاج، نا فطر، عن عبدالله بن شريك، عن عبدالله بن الرُّقَيم الكناني قال:

خرجنا إلى المدينة زمن الجَمَل، فلقينا سعد بن مالك بها، فقال: أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد، وترك باب علي.

ورواه ابن البَيْلَماني عن سعد.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر محمد بن الحسن الطبري المقرىء، أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خُزَيمة، أنا أبو عبدالله محمد بن محمد بن شاد بن قتيبة الراوساني، نا أبو سعيد عبدالله بن سعيد الأشج، نا عبدالله بن الأجلح، عن أبيه، عن حبيب بن أبي ثابت عن [ ابن ] البيلماني، عن سعد قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبي بعدي ».

وأخبرناه أبو عبدالله الخلّال، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرىء، حدثني ناعم بن السري بن عاصم - بطرسوس - نا عبدالله بن سعيد الكندي أبو سعيد الأشج، نا الأجلح، عن أبيه، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن البَيْلَماني، عن سعد قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي بن أبي طالب: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبي بعدي ».

وروي هذا الحديث أيضاً عن غير سعد، روي عن: عمر، وعلي، وأبي هريرة، وابن عباس، وابن جعفر، ومعاوية، وجابر بن عبدالله، وأبي سعيد، والبَراء بن عازب، وزيد بن أرقم، وجابر بن سَمُرة، وأنس بن مالك، وزيد بن

٩٨

أبي أوفى، ونبيط بن شريط، وحُبْشي بن جُنَادة، ومالك بن الحويرث الليثي، وأبي الفيل، وأسماء بنت عميس، وأم سلمة أم المؤمنين، وفاطمة بنت حمزة، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.

فأمّا ما رُوي عن عمر بن الخطاب:

فأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا الحسين بن عبدالله بن محمد بن أبي كامل، أنا محمد بن الحسين ابن صالح في كتابه، نا المبارك بن محمد، نا أحمد بن موسى صاحب الآدم، نا إسماعيل بن يحيى بن عبدالله التيمي، عن عبد الملك، عن عطاء، عن سويد بن غفلة قال:

رأى عمر رجلاً يخاصم علياً، فقال له عمر: إنّي لأظنك من المنافقين، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: « علي مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي ».

وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة ابن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا محمد بن أحمد بن هارون، نا الحسن بن يزيد الجَصّاص، نا إسماعيل بن يحيى، نا عبد الملك بن جُريج، عن عطاء، عن سويد بن غفلة، عن عمر بن الخطاب قال:

رأى رجلاً يشتم عليّاً كانت بينه وبينه خصومة، فقال له عمر: إنك من المنافقين، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: « إنّما علي منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبي بعدي ».

أخبرناه أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمد القطيعي، نا محمد بن عبدالله بن محمد الكوفي، حدثني علي بن محمد بن مروان أبو الحسن المقرىء من كتابه، أنا الحسن بن يزيد الجصّاص المخرّمي - سكن

٩٩

سُر من رأى - نا إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي، عن ابن جريج، عن عطاء بن السائب الثقفي من أهل الكوفة، عن سويد بن غفلة، عن عمر بن الخطاب.

أنه رجلاً يسبّ علياً فقال: إنّي أظنك منافقاً، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: « إنّما علي مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبي بعدي ».

وأخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن سعيد بن محارب بن عمرو الأنصاري الأوسي الإصطخري، نا أبو محمد عبدالله بن أذران الخياط بشيراز سنة أربع وثلاثمائة، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري وصيّ المأمون، حدثني أمير المؤمنين المأمون، حدثني أمير المؤمنين الرشيد، حدثني أمير المؤمنين المهدي، حدثني أمير المؤمنين المنصور، عن أبيه، عن جده، عن عبدالله بن عباس قال:

سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة، فتذاكروا السابقين إلى الإسلام فقال عمر: أمّا عليّ فسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول فيه ثلاث خصال لوددتُ أنّ لي واحدة منهن، فكان أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من الصحابة إذ ضرب النبي صلّى الله عليه وسلّم بيده على منكب عليّ فقال له: « يا علي أنت أول المؤمنين إيماناً، وأوّل المسلمين إسلاماً، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ».

وأما ما رُوي عن علي:

فأخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري، نا حمزة بن القاسم الهاشمي، نا أبو عبدالله الحسين بن عبيد الله، حدثني إبراهيم بن سعيد، حدثني أمير المؤمنين

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه أو يعير الناس بما لا يستطيع تركه أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه.

« أو يعير الناس » اعلم أن تعبير الغير من أعظم العيوب ، ويوجب ابتلاءه بذلك العيب كما مر في الأخبار ، فينبغي أن يرجع إلى نفسه ، فإن وجد فيها عيبا اشتغل به وبإصلاحه ورفعه ، ولا يترك نفسه ويذم غيره ، وإن عجز عن إصلاحه فينبغي أن يعذر غيره ، وإن لم يجد في نفسه عيبا فهو من أعظم عيوبه ، فإن تبرئة النفس من العيب جهل ، وهو ينشأ من عمى القلب قال تعالى حاكيا عن يوسف الصديق : «وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي »(١) .

ثم الظاهر أن المراد بما يعمى عنه من نفسه وما لا يستطيع تركه أعم من أن يكون من جنس ما في الغير أو لم يكن ، مع احتمال المماثلة وعلى التقديرين لا ينبغي أن يعيب صاحبه لأن عيبه إما أن يكون مثل عيب صاحبه أو أكبر منه أو أصغر ، فإن كان أحد الأولين فينبغي أن يكون له في عيبه لنفسه شغل عن عيب صاحبه ، وإن كان الأخير فيضيف إلى عيبه الأصغر عيبا آخر أكبر وهو التعيير والغيبة ، وما كان المراد بعدم الاستطاعة هنا ما يصعب عليه تركه ، ولذلك لا يتركه لا أنه ليس له قدرة على الترك أصلا ، فإنه حينئذ لا يكون مكلفا به.

« أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه » أي لا يهمه ولا ينفعه والضمير المنصوب إما راجع إلى المرء أو الجليس ، والأول أظهر أي يؤذيه بشيء لا فائدة له فيه ، فإن هذا أشد وأقبح أو لا فائدة للجليس فيه ، فإنه إن كان لنفعه كالنهي عن المنكر أو الأمر بالخيرات فهو حسن ، ويحتمل أن يكون المراد كثيرة الكلام بما ليس فيه طائل فإن ذلك يؤذي الجليس العاقل.

قال في النهاية : يقال هذا الأمر لا يعنيني أي لا يشغلني ويهمني ، ومنه الحديث من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه أي ما لا يهمه.

__________________

(١) سورة يوسف : ٥٣.

٣٨١

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن أبي حمزة قال سمعت علي بن الحسينعليه‌السلام يقول قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن الحسين بن إسحاق ، عن علي بن مهزيار ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن مختار ، عن بعض أصحابه ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال كفى بالمرء عيبا أن يتعرف من عيوب الناس ما يعمى عليه من أمر نفسه أو يعيب على الناس أمرا هو فيه لا يستطيع التحول عنه إلى غيره أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي عبد الرحمن الأعرج وعمر بن أبان ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر وعلي بن الحسين صلوات الله عليهم قالا إن أسرع الخير ثوابا البر وأسرع الشر عقوبة البغي وكفى بالمرء عيبا أن ينظر في عيوب غيره ما يعمى عليه من عيب نفسه أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه أو ينهى الناس عما لا يستطيع تركه.

الحديث الثاني : صحيح.

الحديث الثالث : مرسل.

الحديث الرابع : صحيح وراويه هو راوي الحديثين الأولين.

٣٨٢

باب

أنه لا يؤاخذ المسلم بما عمل في الجاهلية

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبيدة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال إن ناسا أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ما أسلموا فقالوا يا رسول الله أيؤخذ الرجل منا بما كان عمل في الجاهلية بعد

باب أنه لا يؤاخذ المسلم بما عمل في الجاهلية(١)

الحديث الأول : صحيح.

والمراد بالإسلام الحسن أن يكون مقرونا بالإقرار بجميع أصول الدين ، ليخرج المخالفون وأضرابهم ، و بصحة يقين الإيمان أن لا يكون مشوبا بشك ونفاق ، وقال في المغرب : رجل سخف وفيه سخف ، وهو رقة العقل من قولهم : ثوب سخيف إذا كان قليل الغزل ، وقد سخف سخافة ، انتهى.

وكان المراد هنا ما كان مشوبا بشك ونفاق ، قال في النهاية : الجب القطع ومنه الحديث : إن الإسلام يجب ما قبله ، والتوبة تجب ما قبلها ، أي يقطعان ويمحو أن ما كان قبلهما من الكفر والمعاصي والذنوب ، انتهى.

فالإسلام الحسن يجب جميع ما وقع في أيام الكفر من حق الله وحق البشر إلا ما خرج بدليل ، مثل مال المسلم الموجود في يده ، وقيل : الظاهر أن هذا حال الحربي الذي أسلم ، وأما الذمي فلا يسقط إسلامه ما وجب من دم أو مال أو غيره لأن حكم الإسلام جار عليه على الظاهر ، والإسلام السخيف لا يجب ما قبله ، لأنه ليس بإسلام حقيقة فيؤخذ بالكفر الأول والآخر ، والعمل فيهما.

وفيه دلالة على أن الكافر مكلف بالفروع كما أنه مكلف بالأصول ، ويمكن

__________________

(١) هكذا عنوان المتن في نسخ الكافي ، لكن في نسخ مرآة العقول التي عندنا عنوان الباب هكذا : « باب وهو في جبّ الإسلام ما قبله وشرائطه ».

٣٨٣

إسلامه فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من حسن إسلامه وصح يقين إيمانه لم يؤاخذه الله تبارك وتعالى بما عمل في الجاهلية ومن سخف إسلامه ولم يصح يقين إيمانه أخذه الله تبارك وتعالى بالأول والآخر.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد الجوهري ، عن المنقري ، عن فضيل بن عياض قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يحسن في الإسلام أيؤاخذ بما عمل في الجاهلية فقال قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر.

أن يراد بالإسلام الحسن الإسلام الثابت الذي لا يعقبه ارتداد ، وبالإسلام السخيف ما يعقبه ارتداد ، فإذا ارتد يؤخذ بكفره الأول والآخر.

ثم قال : وهذا التفسير لا يخلو من مناقشة ، لأن الإسلام قد جب الأول فكيف يؤخذ بعد الارتداد بالأول ويحكم بعود الزائل من غير سبب ، ويمكن أن يدفع بأن السبب هو الارتداد لأنه إذا ارتد حبطت أعماله ، ومن جملة أعماله إسلامه السابق فإذا أبطل إسلامه السابق بطل جبه ، وإذا بطل جبه يؤخذ بالكفر الأول أيضا ، ضرورة أن المسبب ينتفي بانتفاء سببه.

على أنه يمكن أن يقال : الذي يجب ما قبله هو الإسلام بشرط الاستمرار فإذا قطع الاستمرار بالارتداد ، علم أن هذا الإسلام لم يجب ما قبله ، فلا يلزم عود الزائل ، بل اللازم ظهور عدم زواله بذلك الإسلام.

ومنهم من فسر حسن الإسلام بالطاعة بأن يكون معه أعمال صالحة ، والإسلام السخيف ما كان مع المخالفة ، وجعل قوله : وصح يقين إيمانه وصفا آخر للإسلام ، ولا يخفى ضعفه ، لأنه يوجب أن يكون جب الإسلام ما قبله موقوفا على الطاعة والعمل ، وليس الأمر كذلك إذ لا دليل عليه ولم يقل به أحد.

الحديث الثاني : ضعيف ومضمونه قريب من الأول.

وكان المراد بالإساءة الإساءة المخرجة من الإيمان كما عرفت.

٣٨٤

باب

أن الكفر مع التوبة لا يبطل العمل

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب وغيره ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال من كان مؤمنا فعمل خيرا في إيمانه ثم أصابته فتنة فكفر ثم تاب بعد كفره كتب له وحوسب بكل شيء كان عمله في إيمانه ولا يبطله الكفر إذا تاب بعد كفره.

باب أن الكفر مع التوبة لا يبطل العمل(١)

الحديث الأول : حسن كالصحيح.

وإطلاقه يدل على أن توبة المرتد مقبولة وإن كان فطريا ، وعلى المشهور مخصوصة بالملي لبعض الروايات الدالة على أن توبة الفطري غير مقبولة وقد مر تحقيقه.

__________________

(١) كذا عنوان المتن في النسخة المصحّحة التي عندنا من الكافي لكن في نسخة الشارح (ره) التي هي بخطه هكذا « باب وفيه بيان حال من آمن ثمّ ارتدّ ثمّ تاب » وفي النسخة المطبوعة والمنقول عن بعض المتن « باب توبة المرتدّ ».

٣٨٥

باب

المعافين من البلاء

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب وغيره ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال إن لله عز وجل ضنائن يضن بهم عن البلاء فيحييهم في عافية ويرزقهم في عافية ويميتهم في عافية ويبعثهم في عافية ويسكنهم الجنة في عافية.

باب(١)

الحديث الأول : حسن كالصحيح.

وقال الشيخ البهائي (ره) في رواية الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي نظر لا يخفى ، وقال الجزري : في النهاية فيه أن لله ضنائن من خلقه يحييهم في عافية ، ويميتهم في عافية ، الضنائن الخصائص واحدهم ضنينة ، فعيلة بمعنى مفعولة ، من الضن وهو ما تختصه وتضن به أي تبخل ، لمكانة منك وموقعه عندك ، يقال : فلان ضني من بين إخواني وضنتي أي اختص به وأضن بمودته ، وقال الجوهري : ضننت بالشيء أضن به ضنا وضنانة إذا بخلت وهو ضنين به. وقال الغراء : وضننت بالفتح أضن لغة ، وفلان ضني من بين إخواني وهو شبه الاختصاص ، وفي الحديث : إن الله ضنا من خلقه ، الخبر ، وقال الفيروزآبادي : الضنين البخيل يضن بالفتح والكسر ضنانة وضنا بالكسر ، وهو ضني بالكسر أي خاص بي ، وضنائن الله خواص خلقه ، انتهى.

وقيل : المعنى يضن بالبلاء عنهم ، فإن البلاء نعمة كأنه يضن بها عنهم ولا يخفى بعده.

__________________

(١) كذا في النسخ الموجودة عندنا من الشرح لكن في نسخة الكافي هكذا « باب المعافين من البلاء ».

٣٨٦

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سمعته يقول إن الله عز وجل خلق خلقا ضن بهم عن البلاء خلقهم في عافية وأحياهم في عافية وأماتهم في عافية وأدخلهم الجنة في عافية.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعا ، عن جعفر بن محمد ، عن ابن القداح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن لله عز وجل ضنائن من خلقه يغذوهم بنعمته ويحبوهم بعافيته ويدخلهم الجنة برحمته تمر بهم البلايا والفتن لا تضرهم شيئا.

باب

ما رفع عن الأمة

١ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن أبي داود المسترق قال حدثني عمرو بن مروان قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رفع عن

الحديث الثاني : موثق.

الحديث الثالث : مجهول.

وفي القاموس حبا فلانا أعطاه بلا جزاء ولا من ، والاسم الحباء ككتاب والحياة مثلثة.

باب ( ما رفع عن الأمة )(١)

وهو مشتمل على ما لا يؤاخذ الله هذه الأمة به

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

« رفع عن أمتي » لعل المراد رفع المؤاخذة والعقاب ، ويحتمل أن يكون المراد في بعضها رفع أصله أو تأثيره أو حكمه التكليفي ولعل مفهوم قوله : عن أمتي

__________________

(١) ليس هذا العنوان موجودا في النسخ التي عندنا من الشرح بل الموجود فيها هكذا « باب وهو مشتمل على ».

٣٨٧

أمتي أربع خصال خطأها ونسيانها وما أكرهوا عليه وما لم يطيقوا وذلك

غير مراد في بعضها ، فالمراد اختصاص المجموع بهذه الأمة وإن اشترك البعض بينها وبين غيرها ، فالخطأ كما إذا أراد رمي صيد فأصاب إنسانا ، وكخطإ المفتي والطبيب والمراد هنا رفع الإثم ، فلا ينافي الضمان في الدنيا ، وإن كان ظاهره عدم الضمان أيضا ، وكذا رفع الإثم بالنسيان لا ينافي وجوب الإعادة عند نسيان الركن وسجدة السهو ، والتدارك عند نسيان بعض الأفعال.

وقيل : يفهم من الرفع أنهما يورثان الإثم والعقوبة ، ولكنه تعالى تجاوز عنهما رحمة وتفضلا ، و الإكراه أعم من أن يكون في أصول الدين أو فروعه مما يجوز فيه التقية ، لا فيما لا تقية فيه كالقتل.

« وما لم يطيقوا » أي التكاليف الشاقة التي رفعت عن هذه الأمة.

ثم استشهد للخصال الأربع وعدم المؤاخذة بها بالآيات وهي قوله تعالى : «رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا » قال في مجمع البيان : قيل فيه وجوه :

الأول : أن المراد بنسينا تركنا كقوله تعالى : «نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ »(١) أي تركوا إطاعة الله فتركهم من ثوابه ، والمراد بأخطأنا أذنبنا لأن المعاصي توصف بالخطاء من حيث إنها ضد للصواب.

والثاني : أن معنى قوله : إن نسينا إن تعرضنا لأسباب يقع عندها النسيان عن الأمر أو الغفلة عن الواجب ، أو أخطأنا أي تعرضنا لأسباب يقع عندها الخطأ ويحسن الدعاء بذلك كما يحسن الاعتذار منه.

والثالث : أن معناه لا تؤاخذنا إن نسينا أي إن لم نفعل فعلا يجب فله على سبيل السهو والغفلة «أَوْ أَخْطَأْنا » أي فعلنا فعلا يجب تركه من غير قصد ، ويحسن هذا في الدعاء على سبيل الانقطاع إلى الله سبحانه ، وإظهار الفقر إلى مسائلته

__________________

(١) سورة التوبة : ٦٧.

٣٨٨

قول الله عز وجل : «رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ »(١) وقوله «إِلاَّ

والاستعانة به ، وإن كان مأمونا منه المؤاخذة بمثله ، ويجري ذلك مجرى قوله فيما بعد : «وَلا تُحَمِّلْنا » على أحد الأجوبة.

والرابع : ما روي عن ابن عباس وعطاء أن معناه لا تعاقبنا إن عصيناك جاهلين أو متعمدين.

وقوله : «رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً » قيل فيه وجهان : الأول : أن معناه لا تحمل علينا عملا نعجز عن القيام به ، وتعذبنا يتركه ونقضه عن ابن عباس وغيره والثاني : أن معناه لا تحمل علينا ثقلا يعني لا تشدد الأمر علينا «كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا » أي على الأمم الماضية والقرون الخالية ، لأنهم كانوا إذا ارتكبوا خطيئة عجلت عليهم عقوبتها ، وحرم عليهم بسببها ما أحل لهم من الطعام كما قال تعالى : «فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ »(٢) وأخذ عليهم العهود والمواثيق وكلفوا من أنواع التكاليف ما لم تكلف هذه الأمة تخفيفا عنها.

«رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ » قيل فيه وجوه : الأول : أن معناه ما يثقل علينا تحمله من أنواع التكاليف والامتحان ، مثل قتل النفس عند التوبة ، وقد يقول الرجل لأمر يصعب عليه : إني لا أطيقه ، والثاني : أن معناه ما لا طاقة لنا به من العذاب عاجلا وآجلا.

والثالث : أنه على سبيل التعبد وإن كان سبحانه لا يكلف ولا يحمل أحدا ما لا يطيقه ، انتهى.

وقال بعضهم : فإن قلت : الآية دلت على المؤاخذة والإثم بالخطإ والنسيان ، وإلا فلا فائدة للدعاء بعدم المؤاخذة ، فكيف تكون دليلا على الرفع المذكور؟ قلت : أولا قال بعض المحققين السؤال والدعاء قد يكون للواقع والغرض منه بسط

__________________

(١) سورة البقرة : ٢٨٦.

(٢) سورة النساء : ١٦٠.

٣٨٩

مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ »(١)

الكلام مع المحبوب ، وعرض الافتقار لديه ، كما قال خليل الرحمن وابنه إسماعيلعليهما‌السلام : «رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا » مع أنهما لا يفعلان غير المقبول ، وثانيا أنه قد صرح بعض المفسرين بأن الآية دلت على أن الخطأ والنسيان سببان للإثم والعقوبة ، ولا يمتنع عقلا المؤاخذة بهما إذ الذنب كالسم ، فكما أن السم يؤدي إلى الهلاك وإن تناوله خطأ كذلك الذنب ، ولكنه عز وجل وعد بالتجاوز عنه رحمة وتفضلا وهو المراد من الرفع ، فيجوز أن يدعو الإنسان به استدامة لها وامتدادا بها.

وقال بعضهم معنى الآية : ربنا لا تؤاخذنا بما أدى بنا إلى خطاء أو نسيان من تقصير ، وقلة مبالاة ، فإن الخطأ والنسيان أغلب ما يكونان من عدم الاعتناء بالشيء وهذا وإن كان رافعا للإيراد المذكور لكن فيه شيء لا يخفى على المتأمل.

والأصر الذنب والعقوبة وأصله من الضيق والحبس ، يقال أصره يأصره إذا حبسه وضيق عليه ، وقيل : المراد به الحمل الثقيل الذي يحبس صاحبه في مكانه ، والتكاليف الشاقة مثل ما كلف به بنو إسرائيل من قتل الأنفس وقطع موضع النجاسة من الجلد والثوب ، وخمسين صلاة في اليوم والليلة ، وصرف ربع المال للزكاة أو ما أصابهم من الشدائد والمحن.

وقوله : «رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ » تأكيد لما قبله ، وطلب للإعفاء من التكاليف الشاقة التي كلف بها الأمم السابقة ، لا طلب للإعفاء عن تكليف ما لا يتعلق به قدرة البشر أصلا ، فلا دلالة فيه على جواز التكليف بما لا يطاق ، الذي أنكره العدلية وجوزه الأشاعرة باعتبار أنه لو لم يجز لم يطلبوا الإعفاء عنه.

وقوله : إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ، معناه إلا من أكره على قبيح مثل كلمة الكفر وغيرها «وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ » غير متغير عن اعتقاد الحق ، وفيه دلالة على أنه لا إثم على المكره.

__________________

(١) سورة النحل : ١٩.

٣٩٠

٢ ـ الحسين بن محمد ، عن محمد بن أحمد النهدي رفعه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وضع عن أمتي تسع خصال الخطأ والنسيان وما لا

لا يقال : الاستثناء من قوله تعالى «مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ » ومن شرطية محذوفة الجزاء ، أي فهو مفتر للكذب لا على أنه غير آثم؟

لأنا نقول : المستثنى منه في معرض الذم والوعيد ، وهما منفيان عن المكره بحكم الاستثناء ، فلا يكون المكره من أهل الذم والوعيد ، فلا يكون آثما.

الحديث الثاني : مرفوع.

« وما لا يعلمون » ظاهره معذورية الجاهل مطلقا ، ويدل عليه فحاوي كثير من الآيات والأخبار ، ولا يبعد العمل به إلا فيما أخرجه الدليل لكن أكثر الأصحاب اقتصروا في العمل به على مواضع مخصوصة ، ذكروها في كتب الفروع كالصلاة مع نجاسة الثوب والبدن ، أو موضع السجود ، أو في الثوب والمكان المغصوبين ، أو ترك الجهر والإخفات في موضعهما ، والنكاح في العدة وأمثالها ، ولو قيل : المراد عدم المؤاخذة لا عدم ترتب الأحكام ، فمع عدم التقصير في التفحص ظاهره العموم في جميع الموارد ، لكن ظاهر الوضع والرفع عدم ترتب الأحكام أيضا.

« وما اضطروا إليه » سواء كان سبب الاضطرار من قبل الله تعالى كما في أكل الميتة في المخمصة ، وشرب الماء النجس عند الاضطرار ، والتداوي بالحرام للمريض عند انحصار الدواء ، أو من قبل نفسه أو من الغير كمن جرح نفسه أو جرحه غيره في شهر رمضان ، واضطر إلى الإفطار ولكن في التداوي بالحرام لا سيما الخمر أخبار كثيرة بالمنع ، وكذا في شرب النبيذ والخمر عند الإكراه ، وسيأتي القول فيها في محله إن شاء الله.

وقد عرفت اختلاف الأخبار في التقية في البراءة عن أهل البيتعليهم‌السلام ووجه الجمع بينها ، وأما الطيرة فقال الجوهري : الطيرة مثال العنبة هي ما يتشأم به من الفال الرديء ، وفي الحديث أنه كان يحب الفال ويكره الطيرة وقال في النهاية فيه

٣٩١

يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا إليه وما استكرهوا عليه والطيرة والوسوسة

لاعدوى ولا طيرة بكسر الطاء وفتح الياء ، وقد تسكن هي التشؤم بالشيء وهو مصدر تطير يقال تطير طيرة وتخير خيرة ، ولم يجيء من المصادر هكذا غيرها ، وأصله فيما يقال التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء ، وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع وأبطله ونهى عنه ، وأخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع ودفع ضر.

وقد تكرر ذكرها في الحديث اسما وفعلا ، ومنه الحديث : ثلاث لا يسلم منها أحد الطيرة والحسد والظن ، قيل : فما نصنع؟ قال : إذا تطيرت فامض ، وإذا حسدت فلا تبغ ، وإذا ظننت فلا تحقق ، ومنه الحديث الآخر : الطيرة شرك وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل.

هكذا جاء الحديث مقطوعا ولم يذكر المستثنى أي إلا وقد يعتريه التطير وتسبق قلبه الكراهة ، فحذف اختصارا واعتمادا على فهم السامع وإنما جعل الطيرة من الشرك لأنهم كانوا يعتقدون أن التطير يجلب لهم نفعا أو يدفع عنهم ضرا إذا عملوا بموجبه ، فكأنهم أشركوه مع الله تعالى في ذلك.

وقوله : ولكن الله يذهبه بالتوكل معناه أنه إذا خطر له عارض التطير فتوكل على الله تعالى وسلم إليه ولم بعمل بذلك الخاطر غفره الله تعالى ، ولم يؤاخذه به.

وقال في المصباح : تطير من الشيء وأطير منه والاسم الطيرة وزان عنبة وهي التشاؤم ، وكانت العرب إذا أرادت المضي لمهم مرت بمجاثم الطير وإثارتها لتستفيد هل تمضي أو ترجع ، فنهى الشارع عن ذلك وقال : لا هام ولا طيرة ، انتهى.

وأقول : إذا عرفت هذا فكون الطيرة موضوعة يحتمل وجوها :

الأول : وضع المؤاخذة والعقاب عن هذا الخطور ، فإنه لا يكاد يمكن رفعها عن النفس وكفارته أن لا يعمل بمقتضاها ويتوكل على الله تعالى ، ولذا قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

٣٩٢

في التفكر في الخلق والحسد ما لم يظهر بلسان أو يد.

إذا تطيرت فامض.

الثاني : رفع تأثيرها عن هذه الأمة ببركة ما وصل إليهم عن الرسول والأئمةعليهم‌السلام من عدم الاعتناء به ، والتوكل على الله والأدعية والأذكار الدافعة لذلك.

الثالث : أن المراد بوضعها رفعها والمنع عن العمل بها ، والرجز عنها كما فهمه صاحب النهاية وغيره ، فلا يكون على سياق سائر الفقرات ، والأظهر في هذا الخبر المعنى الأول.

وأما تأثيرها فالأخبار مختلفة في ذلك ، والذي يقتضيه الجمع بينها أن مع تأثر النفس بها قد يكون لها تأثير ومع عدم الاعتناء بها والتوكل على الله فلا تأثير لها.

« والوسوسة في التفكر » سيأتي إن شاء الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : ثلاث لم ينج منها نبي فمن دونه : التفكر في الوسوسة في الخلق ، والطيرة والحسد إلا أن المؤمن لا يستعمل حسده.

وعلى التقديرين يحتمل هذه الفقرة وجوها :

الأول : أن يكون المراد وساوس الشيطان بسبب التفكر في أحوال الخلق ، وسوء الظن بهم بما يشاهد منهم ، فإن هذا شيء لا يمكن دفعه عن النفس ، لكن يجب عليه أن لا يحكم بهذا الظن ، ولا يظهره ولا يعمل بموجبه بالقدح فيهم ، ورد شهادتهم ونحو ذلك ، ويؤيده الخبر الذي رواه في النهاية ، حيث ذكر مكانها : الظن وقال : وإذا ظننت فلا تحقق أي لا تجزم.

وقال في النهاية أيضا فيه : إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث ، أراد الشك يعرض لك في شيء فتحققه وتحكم به ، وقيل : أراد إياكم وسوء الظن وتحقيقه دون مبادئ الظنون التي لا تملك وخواطر القلوب التي لا تدفع ومنه الحديث

٣٩٣

وإذا ظننت فلا تحقق.

الثاني : التفكر في الوساوس التي تحدث في النفس في مبدء خلق الأشياء ، وأن الله سبحانه من خلقه وكيف وجد وأين هو؟ مما لو تفوه به لكان كفرا وشركا ويؤيده الأخبار الكثيرة التي مضت في باب الوسوسة ، وحديث النفس ، وقد روت العامة في صحاحهم أنه سئل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الوسوسة؟ فقال : تلك محض الإيمان وفي رواية أخرى يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا وكذا حتى يقول : من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته.

الثالث : أن يتفكر في القضاء والقدر ، وخلق أعمال العباد والحكمة في خلق بعض الشرور في العالم ، كخلق إبليس والمؤذيات ، وفي تمكين الأشرار على الأخيار وخلق الكفار وخلق جهنم وتأبيد الكفار فيها وغير ذلك مما لا يخلو أحد عنها وذلك كله معفو إذا لم يستقر في النفس ، ولم يحصل بسببه شك في حكمة الخالق وعدله ، وكون العباد غير مجبورين فيما كلفوا به أو بتركه ولعل الأول هنا أظهر وإن كان للثاني شواهد كثيرة.

وروى الصدوق (ره) في الخصال والتوحيد بسند صحيح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رفع عن أمتي تسعة : الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا إليه والحسد والطيرة والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة ، والقيد بعدم النطق بالشفة لا ينافي شيئا من المعاني ، والحسد ما لم يظهر بلسان أو يد بدل على أن الحسد ليس معصية مع عدم الإظهار وهو خلاف المشهور ، ويؤيده قولهعليه‌السلام في خبر الروضة : لم يخل منها نبي فمن دونه وهو أنسب بسعة رحمة الله ، ونفي الحرج في الدين ، فإنه قل من يخلو عن ذلك ، فما ورد في ذم الحسد وعقوباته يمكن حمله على ما إذا كان مع الإظهار ، ويمكن أن يكون متعلقا بالوسوسة أيضا بل بالطيرة أيضا ، ويؤيده رواية الصدوق ، بل في

٣٩٤

باب

أن الإيمان لا يضر معه سيئة والكفر لا ينفع معه حسنة

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن يعقوب بن شعيب قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام هل لأحد على ما عمل ثواب على الله موجب إلا المؤمنين قال : لا.

رواية الصدوق أيضا يمكن تعلقه بالثلاثة.

ثم اعلم أن التسع المذكورة في هذا الخبر لا ينافي الأربع في الخبر السابق فإنهعليه‌السلام اكتفى فيه بالأهم أو المراد بالأول ما ورد في ظواهر الآيات رفعها ، مع أنه يمكن إدخال ما لم يذكر فيه فيما لا يطيقون على ما فسر به ، فإن التحرز عنها في غاية العسر والشدة.

باب

أن الإيمان لا يضر معه سيئة والكفر لا ينفع معه حسنة(١)

الحديث الأول : صحيح.

« على الله بوجوب » كذا في أكثر النسخ ، والوجوب بمعنى اللزوم لازم ، والأظهر « موجب » كما ينسب إلى بعض النسخ ، إلا أن يكون المفعول بمعنى الفاعل كما قيل في قوله تعالى : «حِجاباً مَسْتُوراً »(٢) قيل : أي ساترا نعم قال الفيروزآبادي : وجب عياله وفرسه عودهم أكلة واحدة ، وهو لا يناسب المقام إلا بتكليف شديد ، لكنه في كلام السائل ، والحاصل أنه هل أوجب الله ثوابا على نفسه بمقتضى وعده إلا للمؤمنين فإنه لا يجب على الله ثواب مع قطع النظر عن الوعد كما مر تحقيقه خلافا للمعتزلة ونادر من الإمامية.

فقالعليه‌السلام لا ، لأن الله تعالى وعد على العمل بشرائطه التي ثوابا فإذا

__________________

(١) هذا العنوان غير موجود في النسخ الموجودة عندنا من كتاب مرآة العقول.

(٢) سورة الإسراء : ٤٥.

٣٩٥

٢ ـ عنه ، عن يونس ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال موسى للخضرعليهما‌السلام قد تحرمت بصحبتك فأوصني قال له الزم ما لا يضرك معه شيء كما لا ينفعك مع غيره شيء.

٣ ـ عنه ، عن يونس ، عن ابن بكير ، عن أبي أمية يوسف بن ثابت قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لا يضر مع الإيمان عمل ولا ينفع مع الكفر عمل ألا ترى أنه قال : «وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ

تحقق العمل مع شرائطه التي من جملتها الإيمان لزم الثواب وثبت ، وهذا معنى الوجوب على الله لأن خلف الوعد منه قبيح خلافا للأشاعرة ، فإنهم ذهبوا إلى أنه لا يجب على الله شيء ، وقالوا يجوز أن يعاقب المطيع ويثبت العاصي ، وهذا القول يبطل الوعد والوعيد.

الحديث الثاني : مرسل.

وضمير عنه راجع إلى محمد بن عيسى ، وكذا في الخبر الآتي « قد تحرمت بصحبتك » أي اكتسبت حرمة ، وحصلت لي بسبب مصاحبتك حرمة فلا تردني عن جواب ما أسألك عنه ، ولا تمنعني نصيحتك.

في القاموس : تحرم منه بحرمة تمنع وتحمى بذمة ، وفي الصحاح : الحرمة ما لا يحل انتهاكه وقد تحرم بصحبته.

« ألزم ما لا يضرك معه شيء » أي من المعاصي وهو الإيمان ، فالمراد بالضرر ما يصير سببا لدخول النار أو الخلود فيها « كما لا ينفعك » أي النفع الموجب لدخول الجنة ، والمراد بالشيء هيهنا العمل الصالح فلا ينافي ما ورد في الأخبار من معاقبة المؤمنين بالأعمال القبيحة وأثابه الكافرين في الدنيا بالعمل الصالح ، ويمكن تعميم نفي الضرر بحمل الإيمان على ما كان مع الإتيان بالفرائض وترك الكبائر ، فالمراد بعدم النفع عدم النفع الكامل.

الحديث الثالث : موثق كالصحيح.

«وَما مَنَعَهُمْ » الآية ، وما قبلها في سورة التوبة هكذا : «قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ ، وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ

٣٩٦

وماتوا وهم كافرون »(١) .

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة ، عن أبي أمية يوسف بن ثابت بن أبي سعدة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال الإيمان لا يضر معه عمل وكذلك الكفر لا ينفع معه عمل.

٥ ـ أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد عمن ذكره ، عن عبيد بن زرارة ، عن محمد بن مارد قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام حديث روي لنا أنك قلت إذا عرفت فاعمل ما شئت فقال قد قلت ذلك قال قلت وإن زنوا أو سرقوا أو شربوا الخمر فقال لي «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ » والله ما أنصفونا أن نكون أخذنا

إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسالى وَلا يُنْفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كارِهُونَ ، فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ » وقال بعد آيات كثيرة : «وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ » فلعلها كانت في قراءتهم هكذا ونقلعليه‌السلام بالمعنى لكون الآيات في وصف جماعة واحدة ، ولعل فيما ذكرهعليه‌السلام إشعارا بأنهم لو ماتوا على الإيمان تقبل منهم نفقاتهم في حال الكفر.

الحديث الرابع : مجهول وأبو سعيد إن كان القماط فالخبر موثق ، وقد مر الكلام فيه.

الحديث الخامس : مرسل.

وقوله : حديث ، مبتدأ و « روي » خبره ، و أنك بالفتح خبر محذوف أي هو أنك « وإن زانوا » إن وصلية بتقدير الاستفهام « إنا لله » إشارة إلى أن هذا الافتراء علينا بفهم هذا المعنى مصيبة عظيمة « أن نكون » أي في أن نكون ، والحاصل أن التكليف لم يوضع عنا فكيف وضع عنهم بسببنا أو إنا نخاف العقاب ونتوب ونتضرع إلى الله تعالى وهم آملون بسبب ولايتنا أن هذا ليس بإنصاف.

__________________

(١) سورة التوبة : ٥٤

٣٩٧

بالعمل ووضع عنهم إنما قلت إذا عرفت فاعمل ما شئت من قليل الخير وكثيره فإنه يقبل منك.

٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن الريان بن الصلت رفعه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كان أمير المؤمنينعليه‌السلام كثيرا ما يقول في خطبته يا أيها الناس دينكم دينكم فإن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره والسيئة فيه تغفر

ثم أفادعليه‌السلام إن غرضي من هذا الكلام اشتراط قبول العمل بالولاية لا سقوط التكليف أو العقاب رأسا عنهم.

الحديث السادس : مرفوع.

« دينكم » نصب على الإغراء أي ألزموا دينكم واحفظوه أو أكملوه والتكرير للتأكيد أو باعتبار اختلاف العامل « فإن السيئة فيه خير » لعل الخيرية باعتبار أن في السيئة التذاذا دنيويا مع الغفران ، وفي الحسنة تعبا دنيويا مع الخسران ، أو باعتبار أن الحسنة التي لا تقبل يعاقب عليها كالصلاة بغير وضوء ، وقيل : كلمة في في قوله « فيه » وفي غيره بمعنى مع ، أي المركب من السيئة ودين الحق خير من المركب من الحسنة ودين أهل الضلال ، و قوله : والسيئة فيه تغفر ، للترقي وللإشارة إلى أن السيئة في دين الحق لو لم تكن مغفورة وكانت الحسنة في دين الباطل مقبولة لكان المركب من السيئة والدين الصحيح أفضل من المركب من الحسنة والدين الباطل لأنه لا سيئة مثل الدين الباطل في العقاب ولا حسنة مثل الدين الحق في الثواب ، فكيف والسيئة في الدين القويم مغفورة ، والحسنة في الدين الفاسد غير مقبولة ، وقيل : فيه إشارة إلى أن السيئة من حيث هي سيئة ليست خيرا من الحسنة من حيث هي حسنة ، بل الخيرية وعدمها باعتبار المغفرة وعدم القبول وما ذكرنا لعله أظهر.

واتفق الفراغ من جمع هذه التعليقات مع كثرة الأشغال وهجوم الأمراض وتشتت

٣٩٨

والحسنة في غيره لا تقبل.

هذا آخر كتاب الإيمان والكفر والطاعات والمعاصي من كتاب الكافي

والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله.

الأحوال بفضل الله تعالى في الثالث والعشرين من شهر صفر المظفر سنة ١١٠٩ والحمد لله أولا وآخرا ، والصلاة على سيد المرسلين محمد وعترته الأطهرين.

* * *

وقد اتفق الفراغ من تصحيحه والتعليق عليه في شهر ذي حجة الحرام في ليلة العرفة من سنة ١٣٩٨ ويليه الجزء الثاني عشر إن شاء الله تعالى وأوله « كتاب الدعاء » والحمد لله أوّلا وآخرا.

وأنا العبد المذنب الفاني

السيّد هاشم الرسولي المحلاتي

٣٩٩

الفهرست

رقم الصفحة

العنوان

عدد الأحاديث

١

باب الرواية على المؤمن

٣

٤

باب الشماتة

١

٤

باب السباب

٩

١٣

باب التهمة وسوء الظن

٣

١٩

باب من لم يناصح أخاه المؤمن

٦

٢١

باب خلف الوعد

٢

٤٥

باب من حجب أخاه المؤمن

٤

٤٩

باب من استعان به أخوه فلم يعنه

٤

٥١

باب من منع مؤمنا شيئا من عنده أو من عند غيره

٥

٥٤

باب من أخاف مؤمنا

٣

٥٥

باب النميمة

٣

٦٠

باب الإذاعة

١٢

٦٨

باب من أطاع المخلوق في معصية الخالق

٥

٧٠

باب في عقوبات المعاصي العاجلة

٢

٧٥

باب مجالسة أهل المعاصي

١٦

١٠٠

باب أصناف الناس

٣

١٠٨

باب الكفر

٢١

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407