مرآة العقول الجزء ١٣

مرآة العقول15%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 363

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 363 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 38708 / تحميل: 7095
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

الصامتون وبقينا(٢) .

وكان بعض أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يضع حصاة في فيه، فإذا أراد أن يتكلّم بما علم أنّه لله وفي الله ولوجه الله، أخرجها [ من فمه ](٣) وأن كثيراً من الصحابة كانوا يتنفسون تنفس الغرقى، ويتكلمون شبه المرضى، وإنما سبب هلاك الخلق ونجاتهم الكلام والصمت، فطوبى لمن رزق معرفة عيب الكلام وصوابه، وعلم الصمت وفوائده، فإنّ ذلك من أخلاق الأنبياء وشعار الأصفياء، ومن علم قدر الكلام أحسن صحبة الصمت، ومن أشرف على ما في لطائف الصمت وائتمنه على خزائنه، كان كلامه وصمته كلّه عبادة، ولا يطلع على عبادته إلّا الملك الجبار ».

[١٠٠٨٩] ١٧ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: « ثلاث منجيات: تكفّ لسانك، وتبكي على خطيئتك، ويسعك بيتك ».

[١٠٠٩٠] ١٨ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: « والسكوت كالذهب، والكلام كالفضة ».

[١٠٠٩١] ١٩ - أبو يعلى الجعفري في كتاب نزهة الناظر: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ثلاثة لا يصيبون إلّا خيراً: أولو الصمت، وتاركو الشرّ، والمكثرون ذكر الله عزّوجلّ » الخبر.

__________________

(١) (٢) في المخطوط « يقيناً » وما أثبتناه من المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

١٧ - الجعفريات ص ٢٣١.

١٨ - الجعفريات ص ٢٣٢.

١٩ - نزهة الناظر ص ٥٣.

٢١

[١٠٠٩٢] ٢٠ - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « كان لي فيما مضى أخ في الله، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه - إلى أن قال - وكان أكثر دهره صامتاً - إلى أن قال - وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت، وكان على أن(١) يسمع أحرص منه على أن يتكلم - إلى أن قال - فعليكم بهذه الخلائق(٢) فالزموها ».

[١٠٠٩٣] ٢١ - البحار، عن الديلمي في أعلام الدين: عن ابن ودعان في أربعينه، بإسناده عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ألا أنبئكم بأمرين خفيف مؤونتهما، عظيم أجرهما، لم يلق الله بمثلهما: طول الصمت، وحسن الخلق ».

١٠١ -( باب اختيار الكلام في الخير حيث لا يجب على السكوت)

[١٠٩٤] ١ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : المرء مخبوء تحت لسانه، فزن كلامك واعرضه على العقل، فإن كان لله وفي الله فتكلّم به، وإن كان غير ذلك فالسكوت أولى(١) » الخبر.

[١٠٠٩٥] ٢ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال:

__________________

٢٠ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٢٣ ح ٢٨٩.

(١) في المصدر: ما.

(٢) كذا في المصدر، وفي المخطوط: الأخلاق.

٢١ - البحار ٧٧ ص ١٧٩.

الباب ١٠١

١ - مصباح الشريعة ص ٢٦٠.

(١) في المصدر: خير منه.

٢ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٩٣ ح ١٧٥.

٢٢

« السكوت عند الضرورة بدعة ».

١٠٢ -( باب وجوب حفظ اللسان مما لا يجوز من الكلام)

[١٠٠٩٦] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يعذّب اللسان بعذاب لا يعذّب به شئ من الجوارح، فيقول: أي ربّ، عذبتني بعذاب لم تعذّب به شيئاً من الجوارح، قال: فيقال: خرجت منك كلمة بلغت(١) مشارق الأرض ومغاربها فسفك بها الدم الحرام، وأخذ بها المال الحرام، وانتهك بها الفرج الحرام، فوعزّتي لأعذبنّك بعذاب لا أعذّب به شيئاً من جوارحك ».

[١٠٠٩٧] ٢ - وبهذا الإسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدى زكاة ماله، وكفّ غضبه، وسجن لسانه، وبذل معروفه، واستغفر لذنبه، وأدى النصيحة لأهل بيتي، فقد استكمل حقائق الإيمان، وأبواب الجنّة له مفتحة ».

[١٠٠٩٨] ٣ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: « ثلاث منجيات: تكفّ لسانك، وتبكي على خطيئتك، ويسعك بيتك ».

__________________

الباب ١٠٢

١ - الجعفريات ص ١٤٧.

(١) في المصدر: يلهث.

٢ - الجعفريات ص ٢٣٠.

٣ - الجعفريات ص ٢٣١.

٢٣

[١٠٠٩٩] ٤ - مجموعة الشهيد (ره): قيل للحسين بن عليعليهما‌السلام : ما الفضل؟ قال: « ملك اللسان، وبذل الإحسان » قيل: فما النقص؟ قال: « التكلّف لمّا لا يعنيك ».

[١٠١٠٠] ٥ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام ، يقول: « كان أبو ذر يقول في عظته: يا مبتغي العلم إنّ هذا اللسان مفتاح كلّ خير ومفتاح كلّ شرّ، فاختم على فيك كما تختم على ذهبك وورقك ».

الطبرسي في(١) المشكاة: نقلاً من المحاسن، عنه: مثله.

[١٠١٠١] ٦ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « إمسك لسانك، فإنّها صدقة تصدّق بها على نفسك ».

[١٠١٠٢] ٧ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « من حفظ لسانه، ستر الله عورته ».

[١٠١٠٣] ٨ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن كان في شئ شؤم ففي اللسان ».

[١٠١٠٤] ٩ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال أميرالمؤمنينعليه‌السلام في وصيّته

__________________

٤ - مجموعة الشهيد.

٥ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٣٦.

(١) مشكاة الأنوار ص ١٧٥.

٦ - ٨ - مشكاة الأنوار ص ١٧٥.

٩ - الاختصاص ص ٢٢٩.

٢٤

إلى محمّد بن الحنفية: واعلم أن اللسان كلب عقور إنّ خليته عقر، وربّ كلمة سلبت نعمة، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك ».

[١٠١٠٥] ١٠ - وعن الثمالي، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، قال: « ان لسان ابن آدم يشرف كلّ يوم على جوارحه فيقول: كيف أصبحتم؟ فيقولون: بخير إن تركتنا، ويقولون: الله، الله [ فينا ](١) ويناشدونه(٢) ، ويقولون: إنّما نثاب بك، ونعاقب بك ».

[١٠١٠٦] ١١ - وعن الصادقعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن كان الشؤم في شئ ففي اللسان ».

[١٠١٠٧] ١٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « أروي عن العالمعليه‌السلام ، أنه قال: طوبى لمن كان صمته فكراً، ونظره عبراً، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته، وسلم الناس من يده ولسانه ».

[١٠١٠٨] ١٣ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: وفي الخبر: « ما من صباح إلّا وتكلّم الأعضاء اللسان، فتقول: إن استقمت استقمنا، وإن اعوججت أعوججنا ».

__________________

١٠ - الاختصاص ص ٢٣٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) كذا في المصدر، وفي المخطوط: فيناشدونه.

١١ - الاختصاص ص ٢٤٩.

١٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥١.

١٣ - لبّ اللباب: مخطوط.

٢٥

١٠٣ -( باب كراهة كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى)

[١٠١٠٩] ١ - الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله يقسي(١) القلب، وإن أبعد الناس من الله القاسي القلب ».

[١٠١١٠] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمّد، أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مرّ على امرأة وهي تبكي على ولدها، وهي تقول: الحمد لله مات شهيداً، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كيف أيّتها المرأة؟ فلعلّه كان يبخل بما لا يضره، ويقول فيما لا يعنيه ».

[١٠١١١] ٣ - زيد الزراد في أصله: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث في صفات المؤمنين: « ألسنتهم مسجونة، وصدورهم وعاء لسرّ الله، إن وجدوا له أهلاً (نبذوه إليه نبذاً)(١) وإن لم يجدوا له أهلاً ألقوا على ألسنتهم أقفالاً غيبوا مفاتيحها، وجعلوا على أفواههم أوكية، صلب صلاب أصلب من الجبال لا ينحت منهم شئ، خزّان

__________________

الباب ١٠٣

١ - مجمع البيان ج ١ ص ١٣٩.

(١) في المصدر: تقسي.

٢ - الجعفريات ص ٢٠٧.

٣ - أصل زيد الزراد ص ٧.

(١) كذا في المصدر، وفي المخطوط: نبدوا.

٢٦

العلم، ومعدون [ الحلم و ](٢) الحكم، وتبّاع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، أكياس يحسبهم المنافق (خرسا عمياً بلهاً)(٣) ، وما بالقوم من خرس ولا عمى ولا بله، أنّهم لا كياس، فصحاء حلماء حكماء أتقياء بررة، صفوة الله، أسكنتهم الخشية [ لله ](٤) واعيتهم ألسنتهم خوفاً من الله وكتماناً لسرّه » الخبر.

[١٠١١٢] ٤ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « طوبى لمن أنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من كلامه ».

[١٠١١٣] ٥ - القطب الراوندي في قصص الأنبياء: إن آدمعليه‌السلام لمّا كثر ولده وولد ولده، كانوا يتحدثون عنده وهو ساكت، فقالوا: يا أبه مالك لا تتكلم؟ فقال: يا بني ان الله جل جلاله، لمّا أخرجني من جواره، عهد إليّ وقال: أقل كلامك ترجع إلى جواري.

[١٠١١٤] ٦ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن معاوية بن وهب، قال: قال الصادقعليه‌السلام : « كان أبي يقول: قم بالحق، ولا تعرض لمّا نابك، واعتزل عمّا لا يعنيك ».

[١٠١١٥] ٧ - وعنهعليه‌السلام قال: « استمعوا مني كلاماً هو خير من

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٤) أثبتناه من المصدر.

(٣) وفيه: خرساء وعمياء وبلهاء.

٤ - تفسير القمي ج ٢ ص ٧١، وعنه في البحار ج ٧١ ص ٢٨٣ و ج ٩٦ ص ١١٧ ح ٩.

٥ - قصص الأنبياء ص ١٨، وعنه في البحار ج ١١ ص ١٨٠ و ج ٧١ ص ٢٨٣.

٦ - الاختصاص ص ٢٣٠، وعنه في البحار ج ٧١ ص ٢٨٨ ح ٤٦.

٧ - الاختصاص ص ٢٣١.

٢٧

الدّهم الموقفة(١) : لا تكلّمن بما لا يعنيك، ودع كثيراً من الكلام فيما يعنيك حتى تجد له موضعاً، فرب متكلّم بحقّ في غير موضعه فعنت ».

[١٠١١٦] ٨ - وعن الرضاعليه‌السلام ، قال: « ما أحسن الصمت إلّا من عيّ، والمهذار له سقطات ».

[١٠١١٧] ٩ - الشيخ ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخاطر: قال: قيل للقمان: الست عبد آل فلان؟ قال: بلى، قيل: فما بلغ بك ما ترى(١) ؟ قال: صدق الحديث، وأداء الأمانة، وترك ما لا يعنيني، وغضّي بصري، وكفّي(٢) لساني، وعفّتي في طعمتي، فمن نقص عن هذا فهو دوني، ومن زاد عليه فهو فوقي، ومن عمله فهو مثلي.

[١٠١١٨] ١٠ - الشهيد الثاني في منية المريد: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنّ موسىعليه‌السلام لقي الخضرعليه‌السلام ، فقال: أوصني، فقال [ الخضر ](١) يا طالب العلم ان القائل أقلّ ملالة من المستمع، فلا تمل جلساءك إذا حدّثتهم - إلى أن قال - ولا تكونن مكثاراً (في المنطق)(٢) مهذاراً، أنّ كثرة المنطق تشين العلماء، وتبدي

__________________

(١) كان في الأصل: الموقوفة، وفي المصدر: المدقوقة، وكلاهما تصحيف، والصحيح ما أثبتناه في المتن، وهي صفة مدح للخيل « انظر لسان العرب ج ٩ ص ٣٦١ ».

٨ - الإختصاص ص ٢٣٢.

٩ - مجموعة ورّام ج ٢ ص ٢٣٠.

(١) في المصدر: نرى.

(٢) في المصدر: وكف.

١٠ - منية المريد ص ٤٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: بالنطق تكن.

٢٨

مساوئ السخفاء، ولكن عليك بذي اقتصاد فإنّ ذلك من التوفيق والسداد » الخبر.

[١٠١١٩] ١١ - الإمام العسكريعليه‌السلام في تفسيره: « مرّ أمير المؤمنينعليه‌السلام على قوم من أخلاط المسلمين، ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري، وهم قعود في بعض المساجد، في أوّل يوم من شعبان، [ و ](١) إذا هم يخوضون في أمر للقدر وغيره ممّا اختلف فيه الناس، قد ارتفعت أصواتهم، واشتدّ فيه محكهم(٢) وجدالهم، فوقف عليهم فسلّم فردّوا عليه، وأوسعوا له، وقاموا إليه يسألونه القعود إليهم فلم يحفل بهم ثم قال لهم(٣) :

يا معشر المتكلمين فيما لا يعنيهم ولم يرد عليهم، ألم تعلموا أنّ لله عباداً قد أسكتتهم(٤) خشيته من غير عيّ(٥) ولا بكم، وأنّهم لهم الفصحاء العقلاء الألباء العالمون بالله وأيّامه ».

[١٠١٢٠] ١٢ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « الكلام إظهار ما في قلب المرء، من الصفاء والكدر والعلم والجهل، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام : المرء مخبوء تحت لسانه،

__________________

١١ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٢٦٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) المحك، المشارَّة والمنازعة في الكلام. والحك: التمادي في اللجاجة (لسان العرب ج ١٠ ص ٤٨٦).

(٣) في المصدر زيادة: وناداهم.

(٤) في المصدر: أسكنتهم.

(٥) وفيه: صم.

١٢ - مصباح الشريعة ص ٢٥٩.

٢٩

فزن كلامك واعرضه على العقل والمعرفة(١) ، فإن كان لله وفي الله فتكلم به، وإن كان غير ذلك فالسكوت خير منه، وليس على الجوارح أخفّ مؤونة، وأفضل منزلة وأعظم قدراً عند الله، من الكلام في رضاء الله ولوجهه، ونشر آلائه ونعمائه في عباده، ألا ترى أنّ الله عزّوجلّ لم يجعل فيما بينه وبين رسله معنى يكشف ما أسرّ إليهم من مكنونات علمه، ومخزونات وحيه غير الكلام، وكذلك بين الرسل والأمم، ثبت بهذا أنه أفضل الوسائل والكلف(٢) والعبادة وكذلك لا معصية أثقل(٣) على العبد وأسرع عقوبة عند الله، وأشدّها ملامة وأعجلها سامة عند الخلق منه.

واللسان ترجمان الضمير وصاحب خير القلب، وبه ينكشف ما في سرّ الباطن، وعليه يحاسب الخلق يوم القيامة، والكلام خمر تسكر(٤) القلوب والعقول ما كان منه لغير الله عزّوجلّ، وليس شئ أحقّ بطول السجن من اللسان ».

[١٠١٢١] ١٣ - جامع الأخبار: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « راحة الإنسان في حبس اللسان، سكوت اللسان سلامة الإنسان ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « بلاء الإنسان من اللسان ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « سلامة الإنسان في حفظ

__________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) الكلفة: المشقة والجمع كلف كغرفة وغرف (مجمع البحرين ج ٥ ص ١١٥)، وفي المصدر: الطف العبادة.

(٣) في المصدر: اشغل.

(٤) في المصدر: يسكر.

١٣ - جامع الأخبار ص ١٠٩ - ١١٠.

٣٠

اللسان(١) ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « البلاء موكّل بالمنطق ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فتنة اللسان أشدّ من ضرب السيف ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من تقى(٢) من مؤونة لقلقه(٣) ، وقبقبه(٤) ، وذبذبه(٥) ، دخل الجنّة ».

وفي رواية أخرى: « من حفظ لقلقه، وقبقبه، وذبذبه، دخل الجنّة ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ الله تعالى عند لسان كلّ قائل ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ».

[١٠١٢٢] ١٤ - أحمد بن محمّد البرقي في المحاسن: عن أبيه(١) عمّن ذكره عن الصادق، عن آبائهعليهم‌السلام : « أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: جمع الخير كلّه في ثلاث خصال: النظر،

__________________

(١) عنه في البحار ج ٧١ ص ٢٨٦ ح ٤٢.

(٢) في نسخة: وقى.

(٣) اللقلق: اللسان، (النهاية ج ٤ ص ٢٦٥).

(٤) القبقب: البطن، (النهاية ج ٤ ص ٧).

(٥) الذبذب: الذكر، (النهاية ج ٢ ص ١٥٤).

١٤ - المحاسن ص ٥ ح ١٠.

(١) ليس في المصدر.

٣١

والسكوت، والكلام، فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكلّ سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة، وكلّ كلام ليس فيه ذكر فهو لغو، فطوبى لمن كان نظره عبراً(٢) ، وسكوته فكراً(٣) وكلامه ذكراً، وبكى على خطيئته، وأمن(٤) الناس شرّه ».

[١٠١٢٣] ١٥ - البحار، عن أعلام الدين للديلمي: عن ابن ودعان في أربعينه، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « رحم الله عبداً تكلّم فغنم، أو سكت فسلم، إنّ اللسان أملك شئ للإنسان، ألا وأنّ كلام العبد كلّه عليه إلّا ذكر الله تعالى، أو امر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو إصلاح بين المؤمنين » فقال له معاذ بن جبل: يا رسول الله، أنؤاخذ بما نتكلم؟ فقال له: « وهل تكبّ(١) الناس على مناخرهم في النار إلّا حصائد ألسنتهم، فمن أراد السلامة فليحفظ ما جرى به لسانه » الخبر.

[١٠١٢٥] ١٦ - العلامة الكراجكي في كنزه: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من وقى شرّ ثلاث فقد وقى الشرّ كلّه: لقلقه، وقبقبه وذبذبه » فلقلقه: لسانه، وقبقبه: بطنه، وذبذبه: فرجه.

[١٠١٢٥] ١٧ - الصدوق في العيون والمعاني وغيره: بأسانيدهم عن

__________________

(٢) في المصدر: اعتباراً.

(٣) في المصدر: فكره.

(٤) كان في المخطوط: فأمن، وما أثبتناه من المصدر.

١٥ - البحار ج ٧٧ ص ١٧٨.

(١) في المصدر: يكب.

١٦ - كنز الفوائد ص ١٨٤.

١٧ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ١ ص ٣١٩، ومعاني الأخبار ص ٨٣.

٣٢

الحسن بن عليعليهما‌السلام ، عن خاله هند - في حديث وصفه حلية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله - قال: « قال: قد تركصلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه من ثلاث: المراء، والإكثار، وما لا يعنيه » الخبر.

[١٠١٢٦] ١٨ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الكاظمعليه‌السلام ، أنه قال لهشام بن الحكم: « قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه): إنّ لله عباداً كسرت قلوبهم خشيته، فأسكتتهم عن المنطق، وأنّهم لفصحاء عقلاء - إلى أن قال - يا هشام المتكلمون ثلاثة: فرابح، وسالم، وشاجب، فأمّا الرابح: فالذاكر لله، وأمّا السالم: فالساكت، وأمّا الشاجب: فالذي يخوض في الباطل، إنّ الله حرّم الجنّة على كلّ فاحش بذئ قليل الحياء، لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه ».

[١٠١٢٧] ١٩ - الطبرسي في المشكاة: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « العالم لا يتكلّم بالفضول ».

[١٠١٢٨] ٢٠ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من فقه الرجل، قلّة كلامه فيما لا يعنيه ».

[١٠١٢٩] ٢١ - وعن أبي عبد الله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، قال: « من كثر كلامه، كثر كذبه ».

__________________

١٨ - تحف العقول ص ٢٩٤.

١٩ - مشكاة الأنوار ص ٣١٩.

٢٠ - الأخلاق: مخطوط.

٢١ - الأخلاق: مخطوط.

٣٣

[١٠١٣٠] ٢٢ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي بكر محمّد بن عمر بن سالم(١) ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن يوسف، عن محمّد بن يزيد، عن أحمد بن رزق(٢) ، عن أبي زياد الفقيمي، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسينعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من حسن إسلام المرء، تركه الكلام فيما لا يعنيه ».

[١٠١٣١] ٢٣ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إنّ الله يحبّ الحيّ العيّ(١) المتعفّف، وإنّ الله يبغض البليغ من الرجال ».

[١٠١٣٢] ٢٤ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إنّ أبغضكم إليّ الثرثارون المتفيهقون(١) المتشدّقون(٢) ».

__________________

٢٢ - أمالي المفيد ص ٣٤ ح ٩.

(١) كان في المخطوط: مسلم وهو تصحيف والصحيح ما أثبتناه، كما في المصدر، انظر تاريخ بغداد ج ٣ ص ٢٦ ح ٩٥٣، ويظهر ذلك من المراجعة إلى الأمالي، كما في الصفحة ١٤ و ٣٤.

(٢) كان في المخطوط « أزرق » وهو تصحيف وصحته ما أثبتناه، كما في المصدر، راجع معجم الرجال ج ٢ ص ١١٥.

٢٣ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٧٠ ح ١٢٨.

(١) في المصدر: العيي.

٢٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٧٢ ح ١٣٥.

(١) المتفيهقون: الذين يظهرون للناس أنهم ذوو فهم وذكاء ليقربوهم ويعظموهم، (مجمع البحرين ج ٥ ص ٢٣١).

(٢) المتشدقون: جمع متشدق، وهو المتوسع في الكلام، والمتفاصح فيه من دون سبب، (لسان العرب ج ١٠ ص ١٧٣).

٣٤

[١٠١٣٣] ٢٥ - الشيخ إبراهيم القطيفي في إجازته للشيخ شمس الدين محمّد بن تركي(١) : روى عن رجل من المجاهدين قتل مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض الغزوات، فأتته أمّه وهو شهيد بين القتلى، فرأت في بطنه حجر المجاعة مربوطاً لشدّة صبره وقوّة عزمه، فمسحت عليه وقالت: هنيئاً لك يا بني، فسمعها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لها: « مه - أو نحوها - لعلّه كان يتكلّم فيما لا يعنيه ».

١٠٤ -( باب استحباب مداراة الناس)

[١٠١٣٤] ١ - الطبرسي في المشكاة: نقلاً من المحاسن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « جاء جبرئيل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: يا محمّد ربّك يقرئك السلام ويقول لك: دار خلقي ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أمرني ربّي بمداراة الناس، كما أمرني بتبليغ الرسالة ».

[١٠١٣٥] ٢ - وعن الباقرعليه‌السلام : سئل(١) عن رجل خبيث قد لقي منه جهداً، هل ترى مكاشفته أم مداراته؟ فكتب إليه: « المداراة خير لك من المكاشفة، إن مع العسر يسرا، فإن العاقبة للمتقين ».

__________________

٢٥ - البحار ج ١٠٨ ص ١٠٥.

(١) صورة الإجازة موجودة في: روضات الجنات ج ١ ص ٢٧، والبحار ج ١٠٨ ص ٨٩ ح رقم ٤٤، والذريعة ج ١ ص ١٣٤ ح تحت رقم ٦٢٧ فراجع.

الباب ١٠٤

١ - مشكاة الأنوار ص ١٧٧.

٢ - مشكاة الأنوار ص ٣١٩.

(١) في المخطوط زيادة « عنه »، حذفت لاستقامة المعنى.

٣٥

[١٠١٣٦] ٣ - الإمام أبو محمّد العسكريعليه‌السلام في تفسيره: في قوله تعالى:( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) (١) ، قال الصادقعليه‌السلام (٢) : « قولوا للناس كلّهم حسناً - مؤمنهم ومخالفهم - أمّا المؤمنون فيبسط لهم وجهه، وأمّا المخالفون فيكلّمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الإيمان، فإن استتر من ذلك(٣) يكف شرورهم عن نفسه، وعن إخوانه المؤمنين.

قال الإمامعليه‌السلام : إنّ مداراة أعداء الله من أفضل صدقة المرء على نفسه وإخوانه، كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في منزله، إذ استأذن عليه عبد الله بن أبي سلول، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بئس أخو العشيرة ائذنوا له، فأذنوا له، فلمّا دخل أجلسه وبشر في وجهه، فلمّا خرج قالت عائشة: يا رسول الله، قلت فيه ما قلت، وفعلت به من البشر ما فعلت » فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عويش يا حميرا، إنّ شرّ الناس عند الله يوم القيامة، من يكرم اتقاء شرّه.

وقال الإمامعليه‌السلام (٤) : ما من عبد ولا أمة داري عباد الله بأحسن المداراة، ولم يدخل بها في باطل، ولم يخرج بها من حقّ، إلّا جعل الله نفسه تسبيحاً، وزكّى أعماله، وأعطاه لصبره على كتمان

__________________

٣ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ١٤٢، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٤٠١ ح ٤٢.

(١) البقرة ٢: ٨٣.

(٢) في المخطوط زيادة « قال » حذفت لاستقامة المعنى.

(٣) في المصدر: ذاك.

(٤) نفس المصدر ص ١٧.

٣٦

سرّنا، واحتمال الغيظ لمّا يحتمله(٥) من أعدائنا، ثواب المتشحط بدمه في سبيل الله.

[١٠١٣٧] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « نروي أنّ الله تبارك وتعالى، أوحى إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّي آخذك بمداراة الناس، كما آخذك بالفرائض.

ونروي أن المؤمن آخذ عن الله عزّوجلّ الكتمان، وعن نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله مداراة الناس.

وعن العالمعليه‌السلام : الصبر في البأساء والضراء ».

[١٠١٣٨] ٥ - أبو علي محمّد بن همام في كتاب التمحيص: عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، قال: « لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون فيه ثلاث خصال: سنة من ربّه، وسنّة من نبيّه، وسنة من وليّه، فأمّا السنة من ربّه فكتمان السر، وأمّا السنة من نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله فمداراة الناس، وأمّا السنة من وليّه، فالصبر في البأساء والضراء ».

[١٠١٣٩] ٦ - محمّد بن علي الخزاز في كفاية الأثر: عن أحمد بن محمّد بن عبيد الله، عن علي بن عبد الله الواسطي، عن محمّد بن أحمد الجمحي(١) ، عن هارون بن يحيى عن عثمان بن عثمان بن خالد، عن

__________________

(٥) في المصدر: يسمعه.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٠.

٥ - التمحيص ص ٦٧ ح ١٥٩.

٦ - كفاية الأثر ص ٢٣٩.

(١) كان في المخطوط « الحجمي » وهو تصحيف والصحيح ما أثبتناه كما في تهذيب التهذيب ج ٩ ص ٢٤.

٣٧

أبيه، قال مرض علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام مرضه الذي توفي فيه، فجمع أولاده محمّداًعليه‌السلام ، والحسن وعبد الله وعمر وزيداً والحسين، وأوصى إلى ابنه محمّد بن عليعليهما‌السلام وكنّاه بالباقر، وجعل أمرهم إليه، وكان فيما وعظه في وصيّته أن قال: « يا بنيّ، إن العقل رائد الروح، والعلم رائد العقل، والعقل ترجمان العلم، واعلم أن العلم أبقى، واللسان أكثر هذراً، واعلم يا بني أن صلاح الدنيا بحذافرها في كلمتين، إصلاح شأن المعايش ملء مكيال ثلثاه فطنة، وثلثه تغافل، لأن الإنسان لا يتغافل إلّا عن شئ قد عرفه وفطن له » الخبر.

[١٠١٤٠] ٧ - السيد علي بن طاووس في فتح الأبواب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال لسلمان: « يا سلمان، إن الناس لو قارضتهم قارضوك(١) ، وإن(٢) تركتهم لم يتركوك، وإن(٣) هربت منهم أدركوك، قال: فاصنع ماذا؟ قال أقرضهم عرضك ليوم فقرك ».

[١٠١٤١] ٨ - وجدت منقولاً عن خطّ الشهيد الثاني، منقولاً عن خط الشهيد الأول: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « كمال الأدب والمروّة في سبع خصال: العقل، والحلم، والصبر، والرفق، والصمت، وحسن الخلق، والمداراة ».

[١٠١٤٢] ٩ - وروي أنه سمع سليمان عصفوراً يقول للهدهد: ما رأيت أحسن من لقائك للحداة والباز وهما عدوّاك، فقال الهدهد: يا أخي

__________________

٧ - فتح الأبواب ص ٦٧.

(١) اي إن سببتهم ونلت منهم سبوك، (مجمع البحرين ج ٤ ص ٢٢٧).

(٢) في المصدر: فان.

(٣) في المصدر: فان.

٨ - مجموعة الشهيد

٩ - مجموعة الشهيد

٣٨

من حسنت مداراته طابت حياته، فقال سليمان: صدق والله الهدهد.

[١٠١٤٣] ١٠ - البحار، عن كتاب قضاء الحقوق للصوري: قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فيما أوصى به رفاعة بن شدّاد البجلي في رسالة إليه: « دار المؤمن ما استطعت، فإن ظهره حمى الله، ونفسه كريمة على الله [ وله يكون ثواب الله ](١) وظالمه خصم الله، فلا تكن خصمه ».

[١٠١٤٤] ١١ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أعقل الناس أشدّهم مداراة للناس ».

١٠٥ -( باب وجوب أداء حق المؤمن وجملة من حقوقه الواجبة والمندوبة)

[١٠١٤٥] ١ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب ابتلاء المؤمن: عن الصادقعليه‌السلام قال: « [ والله ](١) ما عبد الله بشئ أفضل من أداء حقّ المؤمن ».

ورواه جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن ابن مسلم،

__________________

١٠ - البحار ج ٧٤ ص ٢٣٠ عن كتاب قضاء الحقوق ح ٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

١١ - الغايات ص ٦٦.

الباب ١٠٥

١ - المؤمن ص ٤٢ ح ٩٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣٩

عن أحدهماعليهما‌السلام : مثله(٢) .

[١٠١٤٦] ٢ - وعن أبان بن تغلب: قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن حق المؤمن على المؤمن، قال: « حقّ المؤمن أعظم من ذلك، لو حدثتكم به لكفرتم ».

[١٠١٤٧] ٣ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « والله ما عبد الله بشئ أفضل من أداء حقّ المؤمن، فقال: إن المؤمن أفضل حقّاً من الكعبة.

وقال: إن المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله فلا يخونه، ولا يخذله، ومن حقّ المسلم على المسلم أن لا يشبع ويجوع أخوه، ولا يروى ويعطش أخوه، ولا يلبس ويعرى أخوه، وما أعظم حقّ المسلم على أخيه المسلم.

وقال: أحبب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك، وإذا احتجت فسله، وإذا سألك فتعطه، ولا تمله خيراً ولا يمله لك، كن له ظهيراً فإنه لك ظهير، إذا غاب فاحفظه في غيبته، وإن شهد زره وأجلّه(١) وأكرمه، فإنه منك وأنت منه، وإن كان عاتباً فلا تفارقه حتى تسلّ سخيمته(٢) ، وإن أصابه خير فاحمد الله عزّوجلّ، وإن أبتلي فاعطه، وتحمّل عنه واعنه ».

__________________

(٢) الغايات ص ٧٢.

٢ - المؤمن ص ٥٥ ح ١٤٢.

٣ - المؤمن ص ٤٢ ح ٩٥.

(١) في المصدر: وأجلله.

(٢) السخيمة: الحقد في النفس (النهاية ج ٢ ص ٣٥١).

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

قلت لأبي جعفرعليه‌السلام رجل بال ولم يكن معه ماء فقال يعصر أصل ذكره إلى طرفه ثلاث عصرات وينتر طرفه فإن خرج بعد ذلك شيء فليس من البول ولكنه من الحبائل.

_________________________________________

يحتمل أن يكون المراد من الأول عصر أصل الذكر إلى طرف الذكر أي ما بين المقعدة إلى رأس الذكر ، ويكون المراد به العصرين جميعا ، والمراد من نتر الطرف نتر رأس الذكر فيوافق المشهور.

وفي التهذيب نقلا عن هذا الكتاب يعصر أصل ذكره إلى ذكره ، وينقل عن بعض الأفاضل أنه قرأ ذكره بضم الذال وسكون الكاف وفسره بطرف الذكر لينطبق على ما ذكره الأصحاب من تثليث العصرات إذ الأول يدل حينئذ على عصر ما بين المقعدة إلى رأس الذكر ، والثاني على عصر رأس الحشفة بإرجاع ضمير طرفه إلى الذكر لا إلى الإنسان.

ويخدشه ما يظهر من كلام أهل اللغة من أن ذكرة السيف حدته وصرامته بالمعنى المصدري لا الناتئ من طرفه كما فهمه ، ولا يستقيم إلا بارتكاب تجوز لا ينفع في الاستدلال. نعم ما في الكتاب يمكن حمله عليه كما أومأنا إليه ، إلا أن قولهعليه‌السلام ينتر طرفه ظاهره جواز الاكتفاء بالواحد وتقدير الثلاثة بقرينة السابق تكلف بعيد ، لكنه مشترك بين الوجهين ويخصه وجه آخر من البعد ، وهو أن النتر جذب فيه جفوة وقوة كما سيظهر مما سننقله من النهاية فحمله على عصر رأس الذكر بعيد ، فالأولى حمله على الوجه الأول وتقدير الثلاثة في الأخير أيضا ، أو القول بجواز الاكتفاء في العصرة الثانية بالمرة كما يظهر من بعض الأخبار جواز الاكتفاء بإحدى العصرتين أيضا.

ثم فائدة الاستبراء هنا أنه إن خرج بعده شيء أو توهم خروجه كما هو المجرب من حال من لم يغسل مخرج البول لا يضره ذلك ، أما من حيث النجاسة

٦١

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد وأبي داود جميعا ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن العلاء ، عن ابن أبي يعفور قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل بال ثم توضأ وقام إلى الصلاة فوجد بللا قال لا يتوضأ إنما ذلك من الحبائل.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن أحمد بن أشيم ، عن صفوان قال سأل الرضاعليه‌السلام رجل وأنا حاضر فقال إن بي جرحا في مقعدتي فأتوضأ

_________________________________________

فلأنه غير واجد للماء ، وأما من حيث الحدث فظاهر فلا يحتاج إلى تجديد التيمم كلما أحس بذلك فتخصيص السؤال بعدم وجدان الماء ، لأن التوهم في هذه الصورة أكثر. وقيل يحتمل أن يكون وجه التخصيص كون الراوي عالما بأنه مع وجدان الماء إذا استبرأ وغسل المحل فلا بأس بما يخرج بعد ذلك ، ولكنه لم يعلم الحال في حال العدم أو يكون بناء على ما يقال إن الماء يقطع البول كما ذكره العلامة في المنتهى فتأمل.

وفي النهاية : فيه « إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاث نترات » النتر جذب فيه قوة وجفوة ، ومنه الحديث « إن أحدكم يعذب في قبره فيقال إنه لم يكن يستنتر عند بوله » والاستنتار استفعال من النتر يريد الحرص عليه والاهتمام به وهو بعث على التطهر بالاستبراء من البول والحبائل عروق الظهر أو عروق الذكر كما قيل.

الحديث الثاني : صحيح.

وظاهره مذهب الصدوق من أنه مع عدم الاستبراء أيضا لا يجب إعادة الوضوء وإن أمكن حمله عليه ، لكن حمل الأخبار الأخرى على الاستحباب أظهر ، وهو موافق للأصل أيضا ، وإن كان مخالفا للمشهور.

الحديث الثالث : مجهول ، والسند الثاني صحيح.

قولهعليه‌السلام « فقال إن بي » الفاء للترتيب الذكري ، وهو عطف مفصل

٦٢

وأستنجي ثم أجد بعد ذلك الندى والصفرة من المقعدة أفأعيد الوضوء فقال وقد أنقيت فقال نعم قال لا ولكن رشه بالماء ولا تعد الوضوء.

أحمد ، عن أبي نصر قال سأل الرضاعليه‌السلام رجل بنحو حديث صفوان.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حنان بن سدير قال سمعت رجلا سأل أبا عبد اللهعليه‌السلام فقال ربما بلت ولم أقدر على الماء ويشتد علي ذلك فقال إذا بلت وتمسحت فامسح ذكرك بريقك فإن وجدت شيئا فقل هذا من ذاك.

_________________________________________

على مجمل.

قولهعليه‌السلام « في مقعدتي ». كأنه بدل من لفظة بي أو خبر لأن أو صفة للجرح ، والفاء في فأتوضأ للترتيب المعنوي ، والصفرة إما صفة حقيقية إذا كانت بمعنى شيء له الصفرة كما هو المعروف في الإطلاق أو مجازية إن كانت مصدرا أو بدل من النداء ، ويحتمل أن يكون النداء صفة لاسم الإشارة أي أجد بعد ارتفاع تلك الرطوبة الحاصلة من الاستنجاء صفرة ، هذا كله على نسخة لم توجد فيها العاطفة كما في التهذيب أيضا ، ويحتمل أن يكون الوضوء في المواضع بمعنى الاستنجاء استعمالا في المعنى اللغوي فتدبر.

قولهعليه‌السلام « وقد أنقيت » هذا ليعلم أنه ليس من الغائط وأثره.

قولهعليه‌السلام « ولكن رشه ». يحتمل أن يكون المراد منه الغسل بناء على نجاسة الصفرة ، وأن يكون المراد معناه الحقيقي لدفع توهمها بناء على طهارتها لأنها الأصل ولعدم العلم بكونها دما مخلوطا.

الحديث الرابع : حسن ، أو موثق.

قولهعليه‌السلام « بريقك ». إما لرفع وسواس النجاسة أو لرفع وسواس انتقاص التيمم فإن مع الاستنجاء بالماء تنقطع دريرة البول أو يرتفع التوهم بخلاف ما إذا لم يستنج فإنه يتوهم آنا فانا خروج البول كما سبق ولعله أصوب ، وإن فهم مشايخنا رضوان الله عليهم الأول.

٦٣

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام الرجل يعتريه البول ولا يقدر على حبسه قال فقال لي إذا لم يقدر على حبسه فالله أولى بالعذر يجعل خريطة.

٦ ـ الحسين بن محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان عبد الرحمن قال كتبت إلى أبي الحسنعليه‌السلام في خصي يبول فيلقى من ذلك شدة ويرى البلل بعد البلل قال يتوضأ ثم ينتضح في النهار مرة واحدة.

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين بن أبي العلاء قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن البول يصيب الجسد قال صب عليه الماء مرتين.

_________________________________________

الحديث الخامس : حسن.

الحديث السادس : مجهول.

وأورد هذا الخبر في التهذيب مرتين في أبواب الزيادات(١) وفي كلا السندين عن سعدان بن مسلم عن عبد الرحيم القصير والظاهر زيادة ـ عن ـ هنا فإن سعدان اسمه عبد الرحمن ، وذهب جماعة من الأصحاب منهم الشهيد في الذكرى والدروس إلى العفو عن نجاسة ثوب الخصي الذي يتواتر بوله إذا غسله في النهار مرة ، واحتجوا برواية عبد الرحيم وفي طريقها ضعف ، ويمكن أن يحمل على أنه لا يعلم أنه بول فيحمل النضح على الاستحباب كما في أكثر موارد النضح ، وظاهر الأصحاب حمل النضح على الغسل وربما يقيد الحكم بما إذا لم يكن له إلا ثوب واحد.

الحديث السابع : حسن والأخيران مرسلان.

قولهعليه‌السلام « مرتين » موافق للمشهور وظاهره غير المخرج.

__________________

(١) التهذيب : ج ١ ص ـ ٣٥٣ ـ الحديث ـ ١٤ ـ.

٦٤

وروي أنه يجزئ أن يغسل بمثله من الماء إذا كان على رأس الحشفة وغيره وروي أنه ماء ليس بوسخ فيحتاج أن يدلك.

٨ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن فضال ، عن غالب بن عثمان ، عن روح بن عبد الرحيم قال بال أبو عبد اللهعليه‌السلام وأنا قائم على رأسه ومعي إداوة أو قال كوز فلما انقطع شخب البول قال بيده هكذا إلي فناولته بالماء فتوضأ مكانه.

_________________________________________

قولهعليه‌السلام « بمثله » هذا الخبر قد أورده الشيخ(١) مسندا وقال : فيه أولا أنه خبر مرسل ـ ثم قال ـ ولو سلم وصح لاحتمل أن يكون أراد بقوله « بمثله ». بمثل ما خرج من البول وهو أكثر من مثلي ما يبقى على رأس الحشفة ، ثم استشهد لصحة تأويله بخبر داود الصرمي « قال : رأيت أبا الحسن الثالثعليه‌السلام غير مرة يبول ويتناول كوزا صغيرا ويصب الماء عليه من ساعته » ثم قال : ( يصب الماء عليه ) يدل على أن قدر الماء أكثر من مقدار بقية البول ، لأنه لا ينصب إلا مقدار يزيد على ذلك.

أقول : ويحتمل أن يكون المراد « بمثله » الجنس أي لا يكفي في إزالته إلا الماء ولا يجوز الاستنجاء بالأحجار كما في الغائط.

الحديث الثامن : موثق ، أو مجهول.

وظاهره عدم الاستبراء. وقال الوالد العلامة : الذي يظهر من بعض الأخبار جواز الاكتفاء بالانقطاع عن الاستبراء ، والأولى الاستبراء بعد انقطاع السيلان. والتوضؤ في آخر الخبر يحتمل الاستنجاء. وفي القاموس : الشخب ويضم ما خرج من الضرع من اللبن وانشخب عرقه وما انفجر.

__________________

(١) التهذيب : ج ١ ص ـ ٣٥ ـ الحديث ـ ٣٤ ـ.

٦٥

(باب)

(مقدار الماء الذي يجزئ للوضوء والغسل ومن تعدى في الوضوء)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال يأخذ أحدكم الراحة من الدهن فيملأ بها جسده والماء أوسع من ذلك.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال إنما الوضوء حد من حدود الله ليعلم الله من يطيعه ومن يعصيه وإن المؤمن لا ينجسه شيء إنما يكفيه مثل الدهن.

_________________________________________

باب مقدار الماء الذي يجزى للوضوء وللغسل ومن تعدى في الوضوء

الحديث الأول : صحيح.

قولهعليه‌السلام « أوسع من ذلك ». إما محمول على المبالغة أو الضرورة ، وقال في الحبل المتين : ما تضمنه هذه الرواية معلوم أنه ورد على سبيل المبالغة ولو عمل بظاهرها لم يبق فرق بين الغسل والمسح.

الحديث الثاني : حسن كالصحيح.

قولهعليه‌السلام « لا ينجسه شيء ». قال البهائي أي أعضاؤه لا ينجس بشيء من الأحداث نجاسة خبيثة حتى يحتاج في إزالتها إلى صب ماء زائد على ما يشبه الدهن كما هو الواقع في أغلب النجاسات الحدثية انتهى. ويدل كلام المفيد في المقنعة ظاهرا على الاكتفاء بالمسح في الغسل عند الضرورة كما نسب إليه وإلى غيره. وظاهر الأصحاب اتفاقهم على لزوم الجريان في غير حال الضرورة ، ولا يخفى عليك أن ظاهر الأخبار الاكتفاء بالمسح كالدهن وحمل الأصحاب تلك الأخبار على أقل مراتب الجريان مبالغة.

٦٦

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد وأبو داود جميعا ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن داود بن فرقد قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إن أبي كان يقول إن للوضوء حدا من تعداه لم يؤجر وكان أبي يقول إنما يتلدد فقال له رجل وما حده قال تغسل وجهك ويديك وتمسح رأسك ورجليك.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال الجنب ما جرى عليه الماء من جسده قليله وكثيره فقد أجزأه

_________________________________________

الحديث الثالث : صحيح.

وقال في النهاية : اللدد الخصومة الشديدة وفي حديث عثمان « فتلددت تلدد المضطر » التلدد التلفت يمينا وشمالا تحيرا انتهى ، ويحتمل أن يكون المراد أنه كان أبي يقول : إنما يتلدد في هذا الباب أي يلتفت كثيرا إلى مواضع الوضوء للوسواس ، وليس بضرور لأن التلدد بمعنى الالتفات يمينا وشمالا ، وأن يكون المراد إنما يختصم كثيرا في هذا الباب لكن هذا الباب لم يجيء بهذا المعنى ، ويحتمل أن يكون حالا عن فاعل يقول ويكون مفعوله ما نقل عنه سابقا ويكون التلدد بالمعنى الأول أي كان يلتفتعليه‌السلام عند قوله ذلك يمينا وشمالا تقية.

وقيل : المعنى من يتجاوز عن حد الوضوء يتكلف مخاصمة الله في أحكامه ، أو إنما يفعل ذلك للوسواس والحيرة في الدين ، وقد يقرأ ـ أيما ـ بالياء المثناة من تحت ، والمراد أنه كان يقول ذلك كلما يتلدد ويختصم ، وفي بعض النسخ القديمة بالذالين المعجمتين أي يتلذذ الناس بتكرار الماء واستعماله كثيرا في الوضوء.

الحديث الرابع : صحيح أو حسن.

وظاهره أنه لبيان أن أقل الجريان كاف سواء كان الماء قليلا أو كثيرا ، ويحتمل أن يكون لبيان تبعيض الغسل وتوزيعه على الأعضاء بأنه إذا غسل عضوا من أعضائه يجري عليه أحكام المتطهر من جواز المس وغيره ولا يشترط إكمال الغسل ، و

٦٧

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن صفوان ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهماعليهما‌السلام قال سألته عن غسل الجنابة كم يجزئ من الماء فقال كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يغتسل بخمسة أمداد بينه وبين صاحبته ويغتسلان جميعا من إناء واحد.

٦ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن يزيد بن إسحاق ، عن هارون بن حمزة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال يجزئك من الغسل والاستنجاء ما ملئت يمينك.

٧ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة

_________________________________________

يكون المراد بالقليل والكثير قليل الجسد وكثيره.

الحديث الخامس : صحيح.

قولهعليه‌السلام « عن وقت غسل الجنابة ». أي عن حده ، وإنما اكتفى بصاع ومد للاشتراك كما صرح به في رواية أخرى.

الحديث السادس : صحيح.

ولعل المراد بالاستنجاء الاستنجاء من البول بقرينة اليمين ، وفي التهذيب والاستبصار ـ اليد ـ بدل اليمين وعلى التقديرين لعل المراد ببللها أخذ ماء قليل بها مرة واحدة ، ويؤيده أن في بعض النسخ القديمة « ما ملت يمينك » فيكون أصله ملأت فخفف وحذف ، وعلى التقديرين يدل على عدم وجوب التعدد في الاستنجاء ، وقد يقرأ على النسخة الأولى بلت بالتخفيف أي عملت كما يقال ـ لله بلاء فلان ـ أي لا يشترط في الغسل والاستنجاء استعمال ظرف بل يكفي الصب باليد ولا يخفى ما فيه ويمكن قراءة الغسل بفتح العين وضمها وقال الشيخ (ره) : المراد بأمثال هذا الخبر مطلق الإجزاء إلا أن مع ذلك فلا بد أن يجري الماء على الأعضاء ليكون غاسلا وإن كان قليلا ، مثل الدهن فإنه متى لم يجر لم يسم غاسلا ولا يكون ذلك مجزيا.

الحديث السابع : صحيح.

٦٨

بن أيوب ، عن جميل ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام في الوضوء قال إذا مس جلدك الماء فحسبك.

٨ ـ علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قلت له الرجل يجنب فيرتمس في الماء ارتماسة واحدة فيخرج يجزئه ذلك من غسله قال نعم.

٩ ـ علي بن محمد وغيره ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الحسن بن شمون ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن لله ملكا يكتب سرف الوضوء كما يكتب عدوانه.

(باب)

(السواك)

١ ـ علي بن محمد ، عن سهل وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن عبد الله بن ميمون القداح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة.

_________________________________________

واستدل به على عدم وجوب الدلك وإمرار اليد وقال في الحبل المتين : لفظة جلدك أما مرفوعة بالفاعلية ، أو منصوبة بالمفعولية على التجوز.

الحديث الثامن : ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام « يكتب سرف الوضوء ». أي الإسراف في ماء الوضوء كما يفعله العامة من الغسل ثلاثا « كما يكتب عدوانه » أي التجاوز عن حكمه كالغسل في موضع المسح أو يكون المراد بالعدوان التقصير فيه بأن لا يحصل الجريان أو غسل عضو زائد على المفروض فتأمل.

باب السواك

الحديث الأول : مجهول.

واستدل بهذا الخبر على أن الأمر للوجوب ، ولا يخفى ما فيه.

٦٩

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي أسامة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من سنن المرسلين السواك.

٣ ـ أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ما زال جبرئيلعليه‌السلام يوصيني بالسواك حتى خفت أن أحفي أو أدرد.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن بكير عمن ذكره ، عن أبي جعفرعليه‌السلام في السواك قال لا تدعه في كل ثلاث ولو أن تمره مرة.

٥ ـ علي بإسناده قال أدنى السواك أن تدلك بإصبعك.

٦ ـ أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن المعلى أبي عثمان ، عن معلى بن خنيس قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن السواك بعد الوضوء فقال الاستياك قبل أن تتوضأ قلت أرأيت إن نسي حتى يتوضأ قال يستاك ثم

_________________________________________

الحديث الثاني : صحيح.

الحديث الثالث : صحيح.

قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله « إن أحفي أو أدرد » على بناء الفاعل ، أو المفعول فيهما ، وقال في النهاية : لزمت السواك حتى كدت أن أحفي فمي ـ أي أستقصي على أسناني فأذهبها بالتسوك ـ وقال فيه « لزمت السواك حتى خشيت أن يدردني » أي يذهب بأسناني والدرد سقوط الأسنان.

الحديث الرابع : مرسل.

الحديث الخامس : مرسل.

الحديث السادس : مختلف فيه وأخره مرسل.

قولهعليه‌السلام « ثلاث مرات » كان مستند الحكم باستحباب المضمضة ثلاثا مطلقا هذا الخبر ، لعدم خبر آخر يدل عليه ، ولا يخفى ما فيه ، نعم وجدنا مستند

٧٠

يتمضمض ثلاث مرات.

وروي أن السنة في السواك في وقت السحر.

٧ ـ علي بن محمد بن بندار ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، عن عبد الله بن حماد ، عن أبي بكر بن أبي سماك قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا قمت بالليل فاستك فإن الملك يأتيك فيضع فاه على فيك وليس من حرف تتلوه وتنطق به إلا صعد به إلى السماء فليكن فوك طيب الريح.

(باب)

(المضمضة والاستنشاق)

١ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن حماد بن عثمان ، عن حكم بن حكيم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن المضمضة والاستنشاق

_________________________________________

تثليث المضمضة والاستنشاق في ما كتب أمير المؤمنين صلوات الله عليه إلى أهل مصر مع محمد بن أبي بكر. قولهعليه‌السلام : « إن السنة ». حمل على أنه أكد.

الحديث السابع : ضعيف.

باب المضمضة والاستنشاق

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

قوله : « قال لا » يحتمل أن يكون المراد أنهما ليسا من واجباته أو ليسا من أجزائه بل من مقدماته ، وقال في المدارك : الحكم باستحباب المضمضة والاستنشاق هو المعروف من المذهب والنصوص به مستفيضة. وقال ابن أبي عقيل : إنهما ليسا بفرض ولا سنة ، وله شواهد من الأخبار ، إلا أنها مع ضعفها قابلة للتأويل.

واشترط جماعة من الأصحاب تقدم المضمضة أولا وصرحوا باستحباب إعادة الاستنشاق مع العكس ، وقرب العلامة في النهاية جواز الجمع بينهما بأن

٧١

أمن الوضوء هي قال لا.

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن شاذان بن الخليل ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن حماد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن المضمضة والاستنشاق قال ليس هما من الوضوء هما من الجوف.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ليس عليك مضمضة ولا استنشاق لأنهما من الجوف.

(باب)

(صفة الوضوء)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أبان وجميل ، عن زرارة قال حكى لنا أبو جعفرعليه‌السلام وضوء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فدعا بقدح فأخذ كفا من ماء فأسدله على وجهه ثم مسح وجهه من الجانبين جميعا

_________________________________________

يتمضمض مرة ثم يستنشق مرة وهكذا ثلاثا والكل حسن.

الحديث الثاني : مجهول.

قولهعليه‌السلام : « من الجوف ». يعني أن الوجه المأمور بغسله في الآية هو الظاهر منه لا البواطن ، وقال الشيخ البهائي (ره) يمكن أن يكون الكلام واردا في غسل الميت وليس فيه مضمضة ولا استنشاق عندنا.

الحديث الثالث : حسن.

باب صفة الوضوء

الحديث الأول : صحيح.

قولهعليه‌السلام : « بقدح » الباء زائدة للتوكيد نحو «وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ »(١) أو للتعدية.

__________________

(١) البقرة : ١٩٥.

٧٢

ثم أعاد يده اليسرى في الإناء فأسدلها على يده اليمنى ثم مسح جوانبها ثم أعاد اليمنى في الإناء فصبها على اليسرى ثم صنع بها كما صنع باليمنى ثم مسح بما بقي في يده رأسه ورجليه ولم يعدهما في الإناء.

_________________________________________

قولهعليه‌السلام « من الماء » يحتمل أن يكون من للبيان بأن يكون المراد بالظرف المظروف ، فإن المقادير والأعداد يراد بهما المقدر والمعدود ، كقولهم عشرون من درهم ، وراقود من خل ، وأن يكون ابتدائية بأن يكون المراد الظرف أي كفا مملوء ، أو مأخوذا من ماء ، ويحتمل أن يكون ـ من ماء ـ صلة لقوله « أخذ » أي أخذ من الماء مقدار كف ، والإسدال في اللغة إرخاء الستر وطرف العمامة ونحوها ، ومنه السديل لما يرخي على الهودج والمراد هنا الصب ، ففي الكلام استعارة تبعية كما كره شيخنا البهائي (ره).

قوله « ثم مسح وجهه » كان كلمه ثم في المواضع منسلخة عن معنى التراخي ، وهو في كلام البلغاء كثير ، ويمكن أن يكون الجمل معطوفة على الجملة الأولى ، لا كل واحدة على ما قبلها كما هو المشهور وحينئذ يكون فيها معنى التراخي لكنه خلاف الشائع في الاستعمالات والمتبادر عند الإطلاق ، وعليه بنوا كثيرا من استدلالاتهم كالاستدلال على الترتيب بين الأعضاء.

قوله : « من الجانبين » أي أمر يده على جانبي وجهه ، ويمكن أن يكون المارد أنهعليه‌السلام لم يقدم مسح جانب من وجهه على جانب آخر بل مسحهما معا من ابتداء الوجه إلى انتهائه فتأمل.

قوله : « ثم أعاد يده اليسرى » قال شيخنا البهائي (ره) كان الظاهر ـ ثم أدخل اليسرى ـ ولعله أطلق الإعادة على الإدخال الابتدائي لمشاكلة قوله فيما بعد ثم أعاد اليمنى ولا يتوهم أن تقدم المشاكل بالفتح على المشاكل بالكسر شرط فإنهم صرحوا بأن يمشي في قوله تعالى «فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ »(١)

__________________

(١) النور : ٤٥.

٧٣

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن داود بن النعمان ، عن أبي أيوب ، عن بكير بن أعين ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال ألا أحكي لكم وضوء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخذ بكفه اليمنى كفا من ماء فغسل به وجهه ثم أخذ بيده اليسرى كفا من ماء فغسل به يده اليمنى ثم أخذ بيده اليمنى كفا من ماء فغسل به يده اليسرى ثم مسح بفضل يديه رأسه ورجليه.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال يأخذ أحدكم الراحة من الدهن فيملأ بها جسده ـ والماء أوسع من ذلك ألا أحكي لكم وضوء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قلت بلى قال فأدخل يده في الإناء ولم يغسل يده فأخذ كفا من ماء فصبه على وجهه ثم مسح جانبيه حتى مسحه كله ثم أخذ كفا آخر بيمينه فصبه على يساره ثم غسل به ذراعه الأيمن ثم أخذ كفا آخر فغسل به ذراعه الأيسر ثم مسح رأسه ورجليه بما بقي في يده.

٤ ـ علي ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة قال قال أبو جعفرعليه‌السلام ألا أحكي لكم وضوء

_________________________________________

لمشاكلة قوله «وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ » ، ويمكن أن يقال : إنه أطلق الإعادة باعتبار كونها يدا لا باعتبار كونها يسري انتهى. ويدل على عدم استحباب الإدارة من إحداهما إلى الأخرى.

الحديث الثاني : حسن.

وفي الصحاح حكيت فعله وحاكيته ، إذا فعلت مثل فعله.

الحديث الثالث : صحيح.

الحديث الرابع : حسن كالصحيح.

قوله : « فوضعه بين يديه » إلى آخر مقال في مشرق الشمسين : يقال جلست بين يديه أي قدامه ، وفي مقابله ، ولعل الإناء كان أقرب إلى يمينهعليه‌السلام والميل اليسير

٧٤

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقلنا بلى فدعا بقعب فيه شيء من ماء ثم وضعه بين يديه ثم حسر عن ذراعيه ثم غمس فيه كفه اليمنى ثم قال هكذا إذا كانت الكف طاهرة ثم غرف فملأها ماء فوضعها على جبينه ثم قال بسم الله وسدله على أطراف لحيته ثم أمر يده على وجهه وظاهر جبينه مرة واحدة ثم غمس يده اليسرى فغرف بها ملأها ثم وضعه على مرفقه اليمنى وأمر كفه على ساعده حتى جرى الماء على أطراف أصابعه ثم غرف بيمينه ملأها فوضعه على مرفقه اليسرى وأمر كفه على ساعده حتى جرى الماء على أطراف أصابعه ومسح مقدم رأسه وظهر قدميه ببلة يساره وبقية بلة يمناه.

قال وقال أبو جعفرعليه‌السلام إن الله وتر يحب الوتر فقد يجزئك من الوضوء ثلاث غرفات واحدة للوجه واثنتان للذراعين وتمسح ببلة يمناك ناصيتك وما بقي من بلة يمينك ظهر قدمك اليمنى وتمسح ببلة يسارك ظهر قدمك اليسرى.

_________________________________________

إلى أحد الجانبين لا يقدح في المقابلة العرفية ، فلا ينافي هذا الحديث ما اشتهر من استحباب وضع الإناء على اليمين ، وحسر بالمهملات بمعنى كشف وهو متعد بنفسه ، ولعل مفعوله وهو الكم أو الثوب محذوف ، والإشارة في قولهعليه‌السلام ـ هذا إذا كانت الكف طاهرة إلى غمس اليد في الماء القليل من دون غسلها أولا. وسدل وأسدل بمعنى. وفي القاموس : القعب قدح من خشب مقعر. وفي الصحاح : حسرت كمي عن ذراعي أحسره حسرا ، كشفت.

قولهعليه‌السلام « وظاهر جبينه » أي ما لم يمكن من جبينه مستورا بالشعر فإنه ليس من الوجه.

قولهعليه‌السلام : « ببلة يساره » حمل هذا الكلام على اللف والنشر المرتب يقتضي مسحهعليه‌السلام رأسه بيساره وهو في غاية البعد ، وحمله على المشوش أيضا بعيد وذكر البقية في اليمنى دون اليسرى لا يساعده فالأظهر أن يكون قولهعليه‌السلام « ببلة يساره » مع ما عطف عليه من متعلقات مسح القدمين فقط ، وعود القيد إلى

٧٥

قال زرارة قال أبو جعفرعليه‌السلام سأل رجل أمير المؤمنينعليه‌السلام عن وضوء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فحكى له مثل ذلك.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة وبكير أنهما سألا أبا جعفرعليه‌السلام عن وضوء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فدعا بطست أو تور فيه ماء فغمس يده اليمنى فغرف بها غرفة فصبها على وجهه فغسل بها وجهه ثم غمس كفه اليسرى فغرف بها غرفة فأفرغ على ذراعه اليمنى فغسل بها ذراعه من المرفق إلى الكف لا يردها إلى المرفق ثم غمس كفه اليمنى فأفرغ بها على ذراعه اليسرى من المرفق وصنع بها مثل ما صنع باليمنى ثم مسح رأسه وقدميه ببلل كفه لم يحدث لهما ماء جديدا ثم قال ولا يدخل أصابعه تحت الشراك قال ثم قال إن الله عز وجل يقول «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ » فليس له أن يدع شيئا من وجهه إلا غسله وأمر بغسل اليدين إلى المرفقين فليس له أن يدع شيئا من يديه إلى المرفقين إلا غسله

_________________________________________

كلا المتعاطفين غير لازم كما في قوله تعالى «وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً » فإن النافلة ولد الولد وحينئذ يكون في إدراج لفظ البقية إشعار بأنهعليه‌السلام مسح رأسه بيمناه.

الحديث الخامس : حسن.

قوله « أو تور » الترديد من الراوي أو منهعليه‌السلام للتخيير بين إحضار أيهما تيسر. وفي النهاية : التور إناء من صفر أو حجارة كالإجانة وقد يتوضأ منه ، انتهى. ولعله يدل على عدم كراهة هذه الاستعانة ، وما قيل ـ من أنه لبيان الجواز أو أن هذا الوضوء لعله لا يكون وضوء حقيقيا ـ فلا يخفى بعده من مقام البيان ، فتأمل. وربما يدل على استحباب كون الإناء مكشوفة الرأس ، وعلى رجحان الاغتراف لغسل الأعضاء.

٧٦

لأن الله يقول : «فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ » ثم قال «وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ » فإذا مسح بشيء من رأسه أو بشيء من قدميه ما بين الكعبين إلى أطراف الأصابع فقد أجزأه.

قال فقلنا أين الكعبان قال هاهنا يعني المفصل دون عظم الساق فقلنا هذا ما هو فقال هذا من عظم الساق والكعب أسفل من ذلك فقلنا أصلحك الله فالغرفة الواحدة تجزئ للوجه وغرفة للذراع قال نعم إذا بالغت فيها

_________________________________________

قوله : « لا يردها إلى المرفق » يمكن أن يكون المراد نفي ابتداء الغسل من الأصابع كما تفعله العامة ، أو أنه في أثناء الغسل لا يمسح بيده إلى المرفق بل يرفع يده ثم يضع على المرفق وينزلها ، قوله : « فليس له » لأن الوجه حقيقة في كله وكذا اليد قوله « فإذا مسح » لأن الباء للتبعيض كما سيأتي.

قوله : « يعني المفصل » قال في الحبل المتين : الكعب المفصل بين الساق والقدم ذكره جماعة من أهل اللغة ، كصاحب القاموس حيث قال : الكعب كل مفصل للعظام ، وهذه الرواية كما ترى ظاهرة في هذا المعنى ، وهو المفهوم بحسب الظاهر من كلام ابن الجنيد.

قوله : « دون عظم الساق ». قال الشيخ البهائي (ره) لفظة دون إما بمعنى تحت ، أو بمعنى عند ، أو بمعنى غير.

قوله : « هذا ما هو » أي قبتا طرفي القدم ، كما تقوله العامة.

قوله : « وغرفة للذراع ». أي لكل ذراع والمراد من الثنتين الغرفتان لكل عضو ، وما قيل : من أن الأول غرفة واحدة للذراعين معا والثاني الثنتان لهما أيضا كذلك فلا يخفى ما فيه من البعد ، وقال شيخنا البهائي (ره) أي إذا بالغت في أخذ الماء بها بأن ملأتها منه بحيث لا تسع معه شيئا ، ويمكن أن يكون المعنى إذا بالغت في غسل العضو بها بإمرار اليد ليصل ماؤها إلى كل جزء ، وقولهعليه‌السلام

٧٧

والثنتان تأتيان على ذلك كله.

٦ ـ محمد بن الحسن وغيره ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رباط ، عن يونس بن عمار قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الوضوء للصلاة فقال مرة مرة.

٧ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد وأبي داود جميعا ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن حماد بن عثمان ، عن علي بن المغيرة ، عن ميسرة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال الوضوء واحدة واحدة ووصف الكعب في ظهر القدم.

٨ ـ الحسين بن محمد ، عن عبد الله بن عامر ، عن علي بن مهزيار ، عن محمد بن يحيى ، عن حماد بن عثمان قال كنت قاعدا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فدعا بماء فملأ به كفه فعم به وجهه ثم ملأ كفه فعم به يده اليمنى ثم ملأ كفه فعم به يده اليسرى ثم مسح على رأسه ورجليه وقال هذا وضوء من لم يحدث حدثا يعني به التعدي في الوضوء.

٩ ـ علي بن محمد ومحمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم

_________________________________________

« والثنتان » إلى آخره ـ أي الغرفتان تكفيان في استيعاب العضو بدون مبالغة.

الحديث السادس : ضعيف على المشهور.

الحديث السابع : مجهول.

وقال الشيخ البهائي (ره) ليس المراد بظهر القدم خلاف باطنه بل ما ارتفع منه ، كما يقال لما ارتفع وغلظ من الأرض ظهر الأرض.

الحديث الثامن : صحيح.

قولهعليه‌السلام « من لم يحدث » ظاهره عدم جواز الزيادة عن مرة واحدة ، واستحباب الغسلة الثانية هو المشهور بين الأصحاب بل ادعى ابن إدريس عليه الإجماع وقال الصدوق بعدم استحبابها وهو موافق لمقالة الكليني ، وقال ابن أبي نصر واعلم أن الفضل في واحدة ومن زاد على اثنين لم يؤجر.

الحديث التاسع : موثق وآخر الباب مرسل.

٧٨

عن أبيه ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن عبد الكريم قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الوضوء فقال ما كان وضوء عليعليه‌السلام إلا مرة مرة.

هذا دليل على أن الوضوء إنما هو مرة مرة لأنه صلوات الله عليه كان إذا ورد عليه أمران كلاهما لله طاعة أخذ بأحوطهما وأشدهما على بدنه وإن الذي جاء عنهمعليهم‌السلام أنه قال الوضوء مرتان إنه هو لمن لم يقنعه مرة واستزاده فقال مرتان ثم قال ومن زاد على مرتين لم يؤجر وهذا أقصى غاية الحد في الوضوء الذي من تجاوزه أثم ولم يكن له وضوء وكان كمن صلى الظهر خمس ركعات ولو لم يطلقعليه‌السلام في المرتين لكان سبيلهما سبيل الثلاث.

وروي في رجل كان معه من الماء مقدار كف وحضرت الصلاة قال فقال يقسمه أثلاثا ثلث للوجه وثلث لليد اليمنى وثلث لليد اليسرى ويمسح بالبلة رأسه ورجليه.

(باب)

(حد الوجه الذي يغسل والذراعين وكيف يغسل)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة قال قلت له أخبرني عن حد

_________________________________________

وقوله « هذا. » دليل كلام المؤلفقدس‌سره .

باب حد الوجه الذي يغسل والذراعين وكيف يغسل

الحديث الأول : كالصحيح.

قولهعليه‌السلام « عن حد الوجه » الحد في اللغة المنع ، والفصل بين الشيئين ، والمراد هنا الثاني. والقصاص مثلثة القاف منتهى شعر الرأس حيث يؤخذ بالمقص من مقدمه ومؤخره ، وقيل : هو منتهى منبته من مقدمه. والمراد هنا المقدم

٧٩

الوجه الذي ينبغي له أن يوضأ الذي قال الله عز وجل فقال الوجه الذي أمر الله تعالى بغسله الذي لا ينبغي لأحد أن يزيد عليه ولا ينقص منه إن زاد عليه

_________________________________________

حواه يحويه حيا أي جمعه واحتواه مثله ، واحتوى على الشيء أي اشتمل عليه كما ذكره الجوهري. وقال الفيروزآبادي : حواه يحويه حيا وحواية واحتوى عليه واحتواه جمعه وأحرزه انتهى. والصدغ هو المنخفض الذي بين أعلى الأذن وطرف الحاجب ، والسبابة من الأصابع التي تلي الإبهام.

وكل من الموصولين في قول زرارة ، الذي قال الله عز وجل ، وفي قولهعليه‌السلام الذي لا ينبغي لأحد نعت بعد نعت للوجه ، وجملة ، « لا ينبغي لأحد » ـ إلى آخره ـ صلة ـ للذي ـ وجملة لا ينقص منه عطف على جملة « لا ينبغي » أو يكن عطفا على يزيد ـ وتكون لفظة لا نافية على الأول وزائدة لتأكيد النفي على الثاني ، ويحتمل أن يكون لا ناهية ويكون حينئذ معطوفا على الموصول ، والجملة صفة للوجه بتقدير المقول في حقه ، كما هو الشائع في تصحيح الجمل الإنشائية الواقعة حالا بعد حال أو صفة على ما قيل ،

وجملة الشرط والجزاء في قولهعليه‌السلام « إن زاد عليه لم يؤجر » صلة بعد صلة له وقوله « وإن نقص منه أثم » عطف على إن زاد والصلة بعد الصلة وإن لم تكن بين النحاة مشهورا ، إلا أنه لا مانع منه ، كالخبر والحال. وقد جوز التفتازاني في حواشي الكشاف في قوله تعالى «فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ »(١) كون جملة أعدت صلة ثانية للتي. ويحتمل أن يكون هذه الشرطية مع المعطوف عليها مفسرة لقوله « لا ينبغي لأحد » ، وأن تكون معترضة بين المبتدأ والخبر والجار والمجرور. وفي قولهعليه‌السلام « من قصاص » إما متعلق بقوله « دارت » ، أو صفة مصدر محذوف ، وإما حال عن الموصول الواقع خبرا عن

__________________

(١) البقرة : ٢٤.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363