مرآة العقول الجزء ١٤

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 277

مرآة العقول

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
تصنيف: الصفحات: 277
المشاهدات: 24656
تحميل: 6536


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 277 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 24656 / تحميل: 6536
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 14

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وَأُدْخِلَ الجنّة فَقَدْ فازَ » وقال إن في الله خلفاً من كلّ هالك وعزاء من كلّ مصيبة ودركا ممّا فات فبالله فثقوا وإيّاه فارجوا وإنّما المحروم من

_________________________________________________

نفس ذائقة الموت(١) أيّ ينزل بها الموت لا محالة فكأنها ذاقته ، وقيل معناه كلّ نفس ذائقة مقدمات الموت وشدائده وسكراته ، وإنّما توفون أجوركم(٢) معناه وإنّما تجزون جزاء أعمالكم وافياً يوم القيمة ، إن خيراً فخيراً وثواباً ، وإن شراً فشراً وعقاباً ، فإن الدنيا ليست بدار جزاء وإنما هي دار عمل والآخرة دار جزاء وليست بدار عمل «فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ » أيّ بوعد من نار جهنم ونجا عنها «وَأُدْخِلَ الجنّة فَقَدْ فازَ »(٣) أيّ نال المنية وظفر بالبغية ونجا من الهلكة «وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إلّا مَتاعُ الْغُرُورِ »(٤) ومعناه وما لذات الدنيا وزينتها وشهواتها إلّا متعة متعكموها للغرور والخداع المضمحل الذي لا حقيقة له عند الاختيار ، وقيل «مَتاعُ الْغُرُورِ » القوارير وهي في الأصل ما لا بقاء له عن عكرمة ، انتهى كلامه رفع الله مقامه ، وقال البيضاوي : شبهها بالمتاع الذي يدلس به على المتتام ويغريه حتّى يشتريه وهذا لمن أثرها على الآخرة ، فأمّا من طلب بها الآخرة فهي له متاع بلاغ والغرور مصدر أو جمع غار.

قولهعليه‌السلام : « فبالله فثقوا » هذا ممّا قدر فيه أما والفاء دليل عليه ، قال الرضي : «رضي‌الله‌عنه » وقد يحذف إما لكثرة الاستعمال نحو قوله تعالى «وَرَبَّكَ فَكبّر »(٥) «وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ »(٦) «وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ »(٧) و «هذا فَلْيَذُوقُوهُ »(٨) و «فَبِذلِكَ

__________________

(١) سورة العنكبوت آية ٥٧.

(٢) سوره آل عمران. ١٨٥.

(٣) سورة آل عمران : ١٨٥.

(٤) سورة آل عمران : ١٨٥.

(٥ و٦ و ٧ ) سوره المدثر : ٣ و ٤ و ٥

(٨) سورة ص : ٥٧.

١٨١

حرم الثواب.

٥ - محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن سليمان بن سماعة ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جاءهم جبرئيلعليه‌السلام

_________________________________________________

فَلْيَفْرَحُوا »(١) وإنّما يطرد ذلك إذا كان ما بعد الفاء أمراً أو نهياً وما قبلها منصوباً به ، أو يفسر به فلا يقال زيد فضربت ولا زيداً فضربته بتقدير أمّا ، وأّما قولك زيد فوجد فالفاء فيه زائدة وقال ابن هشام : الفاء في نحو «بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ »(٢) جواب لا مقدرة عند بعضهم وفيه إجحاف وزائدة عند الفارسي ، وفيه بعد وعاطفة عند غيره والأصل تنبه فأعبد الله ثمَّ حذف تنبه وقدّم المنصوب على الفاء إصلاحاً للفظ كيلاً يقع الفاء صدرا كما قال الجميع في الفاء في نحو أما زيدا فاضرب إذ الأصل مهما يكن من شيء فاضرب زيدا وقال الزمخشري : فيقوله تعالى «قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا »(٣) فحذف أحد الفعلين لدلالة المذكور عليه والفاء داخلة لمعنى الشرط كأنه قيل إن فرحوا بشيء فليحصوهما بالفرح فإنه لا مفروح به أحق منهما ، ويجوز أن يراد بفضل الله وبرحمته فليعتنوا فبذلك فليفرحوا انتهى.

قولهعليه‌السلام : « وإيّاه فارجوا » الكلام فيه كما تقدم.

قولهعليه‌السلام : « وإنّما المحروم من حرم الثواب » أيّ ليس المحروم من حرم من أمرّ من أمور الدنيا الفانية كذهاب مال أو فراق محبوب أو غيرهما مع كون الثواب الأبدي خلفاً له بل المحروم من حرم ثواب الله وإن كان جميع الدنيا له بلا معارض فإنه يحرم بعد فنائها وليس له بعد ذلك إلّا العقاب الذي لا ينقطع.

الحديث الخامس : ضعيف.

__________________

(١) سورة يونس : ٥٨.

(٢) سورة الزمر : ٦٦.

(٣) سورة يونس : ٥٨.

١٨٢

والنبيّ مسجى وفي البيت عليّ وفاطمة والحسن والحسينعليه‌السلام فقال السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة «كلّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجنّة فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إلّا مَتاعُ الْغُرُورِ » إن في الله عزّ وجلّ عزاء من كلّ مصيبة وخلفاً من كلّ هالك ودركاً لما فات فبالله

_________________________________________________

قولهعليه‌السلام : « جاءهم جبرئيل » يدلّ على أن الاتي كان جبرئيلعليه‌السلام ويدلّ خبر آخر رواه الصدوق في كتاب إكمال الدين أنه كان الخضرعليه‌السلام ولا منافاة بينهما إذ يمكن أن يكون جبرئيل أتى من قبل الله بالتعزية كما يدلّ عليه خبر يعقوب بن سالم في باب تاريخ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وأتى الخضر أيضاً لذلك.

قولهعليه‌السلام : « والنبيّ مسجى » أيّ مغطى بالثوب بعد وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قولهعليه‌السلام : « وأهل بيت الرحمة » أيّ أهل بيت ينزل فيه رحمات الله الخاصة على أهله ، أو أهل بيت منسوبون إلى الرحمة فأنّهم رحمة الله على العالمين وأفيضت الرحمة على جميع الأولين والآخرين ببركتهم.

قولهعليه‌السلام : « إن في الله عزاء » قد مرّ أن العزاء بمعنى الصبر والمراد هنا ما يوجب التعزية والتسلية أيّ في ذات الله تعالى ، فإن الله باق لكلّ أحد بعد فوت كلّ شيء أو في ثواب الله تعالى وما أعد الله للصابرين ووعدهم أو في التفكر فيها أو في التفكر في أن الله حكيم لا يفعل إلّا الأصلح بعباده ما يوجب التصبر والتسلي والرضا بالمصيبة ، ويحتمل أن يكون الكلام مبنياً على التجريد ، كما قال : صاحب الكشاف في قوله تعالى «رِيحٍ فِيها صِرٌّ »(١) بعد ذكر وجهيّن الثالث : أن يكون من قوله تعالى «لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ »(٢) ومن قولك إن ضيعني فلان ففي الله كاف وكافل ، قال : وفي الرحمن للضعفاء كاف انتهى ، وقال في تلخيص

__________________

(١) سورة آل عمران : ١١٧.

(٢) سورة الأحزاب : ٢١.

١٨٣

فثقوا وإيّاه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب هذا آخر وطئي من الدُّنيا قالوا فسمعنا الصّوت ولم نر الشخص.

٦ - عنه ، عن سلمة ، عن عليّ بن سيف ، عن أبيه ، عن أبي أسامة زيد الشحام ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جاءت التعزية أتاهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته «كلّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجنّة فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إلّا مَتاعُ الْغُرُورِ » في الله عز وجل عزاء من كلّ مصيبة وخلف من كلّ هالك ودرك لما فات فبالله فثقوا وإيّاه فارجوا فإنّ المحروم

_________________________________________________

المفتاح وشرحه : في عد أقسام التجريد ومنها ما يكون بدخول في في المنتزع منه نحوقوله تعالى «لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ »(١) أيّ في جهنم وهي دار الخلد لكنه انتزع منها دارا أخرى وجعلها معدّة في جهنم لأجل الكفار تهويلاً لأمرها مبالغة في اتصافها بالشدة انتهى.

قولهعليه‌السلام « ودركاً » الدرك محركة اللحاق والوصول أيّ يحصل به تعالى أو بثوابه الخلف والعوض من كلّ هالك وتدارك ما قد فات ، أو الوصول إلى ما يتوهم ، فوته عن الإنسان من المنافع بفوات من مات.

قولهعليه‌السلام : هذا آخر وطئي من الدنيا" أيّ آخر نزولي في الأرض ومشى عليها.

أقول يعارضه أخبار كثيرة ويمكن حمله على أن المراد آخر نزولي لإنزال الوحي ، أو المراد قلة النزول بعد ذلك فكان القليل في حكم العدم والله يعلم.

الحديث السادس : ضعيف.

__________________

(١) سورة فصلت : ٢٨.

١٨٤

من حرم الثواب والسلام عليكم.

٧ - عنه ، عن عليّ بن سيف ، عن أبيه ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفرعليه‌السلام مثله وزاد فيه قلت من كان في البيت قال عليّ وفاطمة والحسن والحسينعليه‌السلام .

٨ - عنه ، عن سلمة ، عن محمّد بن عيسى الأرمني ، عن الحسين بن علوان ، عن عبد الله بن الوليد ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال لما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أتاهم آت فوقف بباب البيت فسلم عليهم ثمَّ قال السلام عليكم يا آل محمّد «كلّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجنّة فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إلّا مَتاعُ الْغُرُورِ » في الله عز وجل خلف من كلّ هالك وعزاء من كلّ مصيبة ودرك لما فات فبالله فثقوا وعليه فتوكلوا وبنصره لكم عند المصيبة فارضوا فإنّما المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولم يروا أحداً فقال بعض من في البيت هذا ملك من السماء بعثه الله عز وجل إليكم ليعزيكم وقال بعضهم هذا الخضرعليه‌السلام جاءكم يعزيكم بنبيكمصلى‌الله‌عليه‌وآله .

_________________________________________________

قولهعليه‌السلام : « يسمعون حسه » قال الجوهري : الحس والحسيس الصّوت الخفي.

الحديث السابع : ضعيف.

الحديث الثامن : ضعيف.

قولهعليه‌السلام : « فقال بعض من في البيت » فيه إشكال إذ ظاهر الأخبار السابقة أنه لم يكن في البيت غير المعصومين وكيف يتأتى الاختلاف بينهم : أقول يمكن أن يكون هذا مرة أخرى غير الأولى عند حضور غير المعصومين أيضاً ، ويكون القائل الأول غير المعصوم كما أومأنا إليه في الخبر الخامس ، ويحتمل أن يكون قول السائل الأول إن كان معصوماً على سبيل الاستفهام والاستعلام لا الحكم مع أنّه لم يكن الأخبار السابقة مصرحة بعدم كون غير المعصوم في البيت والله يعلم.

١٨٥

(باب)

(الصبر والجزع والاسترجاع )

١ - عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر والحسن بن عليّ جميعاً ، عن أبي جميلة ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قلت له

_________________________________________________

باب الصبر والجزع والاسترجاع

الحديث الأول : ضعيف.

قولهعليه‌السلام : « الصّراخ » قال الفيروزآبادي : الصرخّة الصّيحة الشديّدة وكغراب الصّوت أو شديدة وقال في النهاية :الويل الحزن والهلاك والمشقة من العذاب وكلّ من وقع في هلكة دعا بالويل ، ومعنى النداء منه يا ويلي ويا حزني ويا عذابي احضر فهذا وقتك وأوانك ، وقال : العويل صوت الصدر بالبكاء ، وفي القاموس : أعول رفع صوته بالبكاء والصياح كعول والاسم العول والعولة والعويل وفيه اللطم وضرب الخد وصفحة الجسد بالكف مفتوحة ، قال : الشهيد (ره) في الذكرى تحرم اللطم والخدش وجز الشعر إجماعاً قاله في المبسوط : ولما فيه من السخط بقضاء الله ثمَّ قال : واستثنى الأصحاب إلّا ابن إدريس شق الثوب على موت الأب والأخ لفعل العسكري عليّ الهاديعليهما‌السلام وفعل الفاطميات على الحسين صلوات الله عليه ، وفي نهاية الفاضل : يجوز شق النساء الثوب مطلقاً وفي الخبر إيماء إليه ، وفي المبسوط روي جواز تخريق الثوب على الأب والأخ ولا يجوز على غيرهما ، ويجوز النوح بالكلام الحسن وتعداد فضائله باعتماد الصدق انتهى ، وقال في المنتهى : البكاء على الميّت جائز غير مكروه إجماعاً قبل خروج الروح وبعده إلّا للشافعي فإنّه كرهه بعد الخروج ثمَّ قال فروع.

الأول : الندب لا بأس به وهو عبارة عن تعديد محاسن الميّت وما يلقون بفقده

١٨٦

ما الجزع قال أشد الجزع الصّراخ بالويل والعويل ولطم الوجه والصدر وجز الشعر من النواصي ومن أقام النواحة فقد ترك الصبر وأخذ في غير طريقه ومن صبر واسترجع وحمد الله عز وجل فقد رضي بما صنع الله ووقع أجره على الله ومن لم يفعل ذلك جرى عليه القضاء وهو ذميم وأحبط الله تعالى أجره.

_________________________________________________

بلفظ النداء بوا ، مثل قولهم وا رجلاه ، وا كريماه ، وا انقطاع ظهراه ، وا مصيبتاه ، غير أنه مكروه.

الثاني : النياحة بالباطل محرمة إجماعاً أما بالحق فجائز إجماعاً.

الثالث : يحرم ضرب الخدود ونتف الشعور وشق الثوب إلّا في موت الأب والأخ فقد سوغ فيهما شق الثوب للرجل ، وكذا يكره الدعاء بالويل والثبور.

الرابع : ينبغي لصاحب المصيبة الصبر والاسترجاع قال الله تعالى «وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ »(١) انتهى كلامه رفع الله مقامه.

أقول : يدلّ هذا الخبر على أن هذه الأمور خلاف طريقة الصابرين وعلى كراهتها ولا يدلّ على الحرمة وما ورد من ذم إقامة النواحة إما محمول على ما إذا كانت مشتملة على هذه الأمور المرجوحة ، أو يقال أنه ينافي الصبر الكامل فلا ينافي ما يدلّ على الجواز.

قولهعليه‌السلام « واسترجع » أيّ قال إنا لله وإنا إليه راجعون وقد مضى تفسيرها.

قولهعليه‌السلام « ووقع أجره على الله » قال : البيضاوي في قوله تعالى «وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ »(٢) الوقوع والوجوب متقاربان والمعنى ثبت أجره عند الله ثبوت الأمرّ الواجب.

قولهعليه‌السلام « وهو ذميم » أي مذموم ، قال في القاموس : ذمّه ذماً ومذمة

__________________

(١) سورة البقرة : ١٥٦.

(٢) سورة النساء : ١٠٠.

١٨٧

٢ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبي جميلة ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام مثله.

٣ - الحسين بن محمّد ، عن عبد الله بن عامرّ ، عن عليّ بن مهزيار ، عن عليّ بن إسماعيل الميثمي ، عن ربعي بن عبد الله ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن الصبر والبلاء يستبقان إلى المؤمن فيأتيه البلاء وهو صبور وإن الجزع والبلاء يستبقان إلى الكافر فيأتيه البلاء وهو جزوع.

٤ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النّوفليّ ، عن السّكونيّ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ضرب المسلم يده على فخذه عند المصيبة إحباط لأجره.

٥ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال ما من عبد يصاب بمصيبة فيسترجع

_________________________________________________

فهو مذموم وذميم.

الحديث الثاني : ضعيف أيضاً.

الحديث الثالث : حسن كالصحيح.

قولهعليه‌السلام : « يستبقان » أيّ يأتيانه كالمتراهنين يريد كلّ منهما أن يسبق الأخر حتّى إن البلاء لا يسبق الصبر بل إنما يرد مع ورود الصبر أو بعده ، وكذا الجزع والبلاء بالنسبة إلى الكافر.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور. ويدلّ على كراهة ضرب اليد على الفخذ عند المصيبة وأنه موجب لإحباط أجر المصيبة ويدلّ على ثبوت الإحباط في الجملة.

الحديث الخامس : حسن.

قولهعليه‌السلام : « وكلّما ذكر » تأكيد لأوّل الكلام أو المراد بالأول عند قرب

١٨٨

عند ذكره المصيبة ويصبر حين تفجأه إلّا غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وكلما ذكر مصيبته فاسترجع عند ذكر المصيبة غفر الله له كلّ ذنب اكتسب فيما بينهما.

٦ - عليّ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن داود بن رزين ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من ذكر مصيبته ولو بعد حين فقال «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ » و «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » اللّهمّ آجرني على مصيبتي وأخلف عليّ أفضل منها كان له من الأجر مثل ما كان عند أوّل صدمة.

٧ - عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ومحمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال يا إسحاق لا تعدن مصيبة أعطيت عليها الصبر واستوجبت عليها من الله عز وجل الثواب إنما المصيبة التي يحرم صاحبها أجرها وثوابها إذا لم يصبر عند نزولها.

٨ - عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن عليّ ، عن عليّ بن عقبة ، عن امرأة الحسن الصيقل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا ينبغي الصياح على

_________________________________________________

المصيبة وبالاخر التعميم وفي بعض النسخ حتّى تفجأه مكان حين ، وحينئذ يحتمل أن يكون المراد الذكور قبل وقوعها وحين أظهر.

الحديث السادس : حسن. زربي بكسر الزاء المعجمة وسكون الراء المهملة كما صححه الشهيد (ره).

قولهعليه‌السلام « عند أوّل صدمة » قال في النهاية : فيه أن الصبر عند الصدمة الأولى أيّ عند فورة المصيبة وشدتها والصدم ضرب الشيء الصلب بمثله والصدمة المرة منه.

الحديث السابع : موثّق. ويدلّ على أن ترك الصبر موجب لحرمان الثواب.

الحديث الثامن : ضعيف. ويدلّ على كراهة الصياح على الميّت وشق

١٨٩

الميّت ولا شق الثياب.

٩ - سهل ، عن عليّ بن حسان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن الأولعليه‌السلام قال قال ضرب الرجل يده على فخذه عند المصيبة إحباط لأجره.

١٠ - سهل ، عن الحسن بن عليّ ، عن فضيل بن ميسر قال كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فجاء رجل فشكاً إليه مصيبة أصيب بها فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام أما إنك إن تصبر تؤجّر وإلّا تصبر يمض عليك قدر الله الذي قدر عليك وأنت مأزور.

١١ - الحسين بن محمّد ، عن عبد الله بن عامرّ ، عن عليّ بن مهزيار ، عن الحسن بن محمّد بن مهزيار ، عن قتيبة الأعشى قال أتيت أبا عبد اللهعليه‌السلام أعود ابنا له فوجدته على الباب فإذا هو مهتم حزين فقلت جعلت فداك كيف الصبي فقال والله إنه

_________________________________________________

الثوب مطلقاً.

الحديث التاسع : ضعيف ، وقد مر.

الحديث العاشر : ضعيف.

قولهعليه‌السلام « وأنت مأزور » كذا في النسخ والقياس موزور بالواو لا بالهمز قال في النهاية : الوزر الحمل والثقل وأكثر ما يطلق في الحديث على الذنب وو الإثمَّ ، ومنه الحديث ارجعن مأجورات غير مأزورات أيّ غير آثمات وقياسه موزورات ، يقال وزر فهو موزور وإنما قال : مأزورات للازدواج بمأجورات.

الحديث الحادي عشر : مجهول.

قولهعليه‌السلام « لـمّا به » أيّ ملكه الأمرّ الذي هو متلبس به وإيراد ما هنا للتفخيم والتبهيم نحو قوله تعالى «فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ »(١) وإيراد اللام لعله لبيان أنه قد أخذه المرض الذي معه فلا يمكن أخذه منه فكأنه صار ملكه فيكون كناية عن

__________________

(١) سورة طه : ٧٨.

١٩٠

لما به ثمَّ دخل فمكث ساعة ثمَّ خرج إلينا وقد أسفر وجهه وذهب التغير والحزن قال فطمعت أن يكون قد صلح الصبي فقلت كيف الصبي جعلت فداك فقال وقد مضى لسبيله فقلت جعلت فداك لقد كنت وهو حي مهتما حزينا وقد رأيت حالك الساعة وقد مات غير تلك الحال فكيف هذا فقال إنا أهل البيت إنما نجزع قبل المصيبة فإذا وقع أمرّ الله رضينا بقضائه وسلمنا لأمره.

١٢ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن جراح المدائني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يصلح الصياح على الميّت ولا ينبغي ولكن الناس لا يعرفونه والصبر خير.

١٣ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن علاء بن كامل قال كنت جالساً عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فصرخت صارخّة من الدار

_________________________________________________

احتضاره وإشرافه على الموت والله يعلم.

قولهعليه‌السلام : « وقد أسفر وجهه ».

قال في القاموس : سفر الصبح يسفر أضاء وأشرق كأسفر.

قولهعليه‌السلام : « مضى لسبيله » اللام بمعنى في ، قال ابن هشام : في عد معاني اللام العاشر موافقة في نحو ونضع الموازين القسط ليوم القيمة(١) لا يجليها لوقتها إلّا هو(٢) وقولهم مضى لسبيله انتهى أيّ مضى في السبيل الذي لا بد له ولكلّ حي سلوكه وهو الموت.

قولهعليه‌السلام : إنّما نجزع قبل المصيبة أيّ للدعاء بأمره تعالى.

الحديث الثاني عشر : مجهول.

قولهعليه‌السلام « لا يصلح » يدلّ على كراهة رفع الصّوت والصياح على الميت.

الحديث الثالث عشر : مجهول.

__________________

(١) سورة الأنبياء : ٤٧.

(٢) سورة الأعراف : ١٨٧.

١٩١

فقام أبو عبد اللهعليه‌السلام ثمَّ جلس فاسترجع وعاد في حديثه حتّى فرغ منه ثمَّ قال إنا لنحب أن نعافى في أنفسنا وأولادنا وأموالنا فإذا وقع القضاء فليس لنا أن نحب ما لم يحبّ الله لنا.

١٤ - أبو عليّ الأشعريّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن ابن فضّال ، عن يونس بن يعقوب ، عن بعض أصحابنا قال كان قوم أتوا أبا جعفرعليه‌السلام فوافقوا صبيا له مريضا فرأوا منه اهتماما وغما وجعل لا يقر قال فقالوا والله لئن أصابه شيء إنا لنتخوف أن نرى منه ما نكره قال فما لبثوا أن سمعوا الصياح عليه فإذا هو قد خرج عليهم منبسط الوجه في غير الحال التي كان عليها فقالوا له جعلنا الله فداك لقد كنا نخاف ممّا نرى منك أن لو وقع أن نرى منك ما يغمنا فقال لهم إنا لنحب أن نعافى فيمن نحب فإذا جاء أمرّ الله سلمنا فيما أحب.

_________________________________________________

قولهعليه‌السلام : « فقام » لعلّ قيامهعليه‌السلام لرفع ما حدث في نفسهعليه‌السلام من سماع الصياح من الوجد والحزن لأن الانتقال من حال إلى حال كالانتقال من القيام إلى القعود وبالعكس يورث تسكين ما حدث في النفس من تغير الحال كما ورد في معالجة شدة الغضب في الخبر أو لتعليمنا ذلك

الحديث الرابع عشر : مرسل.

قولهعليه‌السلام : « ما نكره » أيّ المرض أو الموت.

قولهعليه‌السلام « فيمن نحب » يحتمل أن يكون في بمعنى مع أيّ نكون نحن ومن نحبه معافين ، وأن يكون للتعليل أو الظرفية المجازية أيّ لا يصيبنا بسبب من نحبه مكروه وألم بفقده أو ابتلائه.

١٩٢

(باب)

(ثواب التعزية )

١ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال كان فيما ناجى به موسىعليه‌السلام ربه قال يا رب ما لمن عزى الثكلى؟

_________________________________________________

باب ثواب التعزية

لعلّ جعل هذا الباب وباب ثواب من عزى حزينا بابين من غفلة المؤلف ( رحمة الله عليه ).

الحديث الأول : ضعيف.

قولهعليه‌السلام : « فيما ناجى ».

قال في القاموس : ناجاه مناجاة ونجاء سارة.

قولهعليه‌السلام : « ما لمن عزى الثكلى » أيّ المرأة التي مات ولدها أو حبيبها أو الطائفة ، الثكلى أعم من الرّجال والنساء والأول أظهر ولعلّ التخصيص لكون المرأة أشد جزعا وحزنا في المصائب من الرجل.

قال في القاموس : الثكلّ بالضم الموت والهلاك وفقدان الحبيب ، أو الولد ويحرك وقد ثكله كفرح فهو ثاكلّ وثكلان وهي ثاكلّ وثكلانة قليل وثكول وثكلى.

قولهعليه‌السلام : « أظله ».

قال في النهاية : وفي الحديث سبعة يظلهم الله بظله ، وفي حديث آخر سبعة في ظل العرش أيّ في ظل رحمته.

وقال الكرماني في شرح صحيح البخاري : سبعة في ظله إضافة إليه للتشريف أيّ ظل عرشه أو ظل طوبى أو الجنة.

١٩٣

قال أظلّه في ظلي يوم لا ظل إلّا ظلي.

٢ - أبو عليّ الأشعريّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن محمّد بن حسان ، عن الحسن بن الحسين ، عن عليّ بن عبد الله ، عن عليّ بن منصور ، عن إسماعيل الجوزي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من عزى حزينا كسي في الموقف حلة يحبّى بها.

٣ - عنه ، عن محمّد بن عليّ ، عن عيسى بن عبد الله العمري ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيهعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام من عزى الثكلى أظله الله في ظل عرشه

_________________________________________________

وقال النووي في شرح صحيح مسلم ، وقيل : الظل عبارة عن الراحة والنعيم نحو هو في عيش ظليل والمراد ظل الكرامة لا ظل الشمس لأنها وسائر العالم تحت العرش ، وقيل : أيّ كنه من المكاره ووهج الموقف وظاهره أنه في ظله من الحر والوهج وأنفاس الخلق وهو قول الأكثر « ويوم لا ظل إلّا ظله » أيّ حين دنت منهم الشمس واشتد الحر وأخذهم العرق ، وقيل أيّ لا يكون من له ظل كما في الدنيا.

الحديث الثاني : ضعيف.

قولهعليه‌السلام : « يحبّى بها » من الحياة بمعنى العطاء وقد مرّ برواية السّكونيّ يحبّر.

الحديث الثالث : ضعيف ، أو مجهول إذ يحتمل أن يكون محمّد بن عليّ : ابن محبوب ، وأن يكون أبا سمينة ، لأنّهم ذكروا أن أحمد ابن إدريس يروي عن ابن محبوب وأن عيسى بن عبد الله يروي عنه أبو سمينة ولا يبعد أن يكون عليّ زائدا من النساخ ويكون عن عيسى بن عبد الله.

قولهعليه‌السلام : « في ظل عرشه » يؤيد أن المراد بالظل في الخبر السابق ظل العرش ويدلّ الايات والأخبار على أنه يؤتى بالعرش في القيمة إلى الموقف ويكون جماعة في ظله ولا استبعاد في ذلك ولا ينافي عظمته كما لا يخفى ، مع أنه يمكن

١٩٤

يوم لا ظل إلّا ظله.

٤ - عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن وهب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من عزى مصابا كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجر المصاب شيء.

(باب السلوة )

١ - عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عثمان بن عيسى ، عن مهران بن محمّد قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إن الميّت إذا مات بعث الله ملكاً إلى أوجع أهله فمسح على قلبه فأنساه لوعة الحزن ولو لا ذلك لم تعمرّ الدنيا.

٢ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن الله تبارك وتعالى تطول على عباده بثلاث ألقى عليهم الريح بعد الروح ولو لا ذلك ما دفن حميم حميماً وألقى عليهم السلوة ولو لا ذلك لانقطع

_________________________________________________

أن يكون العرش الذي يؤتى به في القيمة غير العرش المحيط والله يعلم.

الحديث الرابع : ضعيف ، قد مضى بعينه متنا وسنداً في باب ثواب من عزى حزينا.

باب في السلوة

الحديث الأول : مجهول. وقال : الفيروزآبادياللوعة حرقة في القلب وألم من حب أو هم أو مرض انتهى ويدلّ على تجسم الملائكة ولا داعي إلى التأويل فيه وإن احتمله.

الحديث الثاني : حسن ، ألقي عليهم الريح أيّ النتن بعد خروج الروح والسلوة التسلي والصبر ونسيان المصيبة.

قال في القاموس : سلاه عنه كدعاه ورضيه وسلوا وسلوا نسبه وأملاه عنه فتسلى والاسم السلوة ويضم انتهى وانقطاع النسل لعدم اشتغالهم بالتزويج ومقاربة

١٩٥

النسل وألقى على هذه الحبة الدابة ولو لا ذلك لكنزها ملوكهم كما يكنزون الذهب والفضة.

٣ - محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عثمان بن عيسى ، عن مهران بن محمّد قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إذا مات الميّت بعث الله ملكاً إلى أوجع أهله فمسح على قلبه فأنساه لوعة الحزن ولو لا ذلك لم تعمرّ الدنيا.

(باب)

(زيارة القبور )

١ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري وجميل بن دراج ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في زيارة القبور قال أنّهم يأنسون بكم

_________________________________________________

النساء لما يلحقهم من الحزن بعدها وحذرا من وقوع مثل ذلك قبلها والحبة الحنطة والشعير وأمثالهما أو الحنطة لأنها العمدة ، ويعرف الباقي بالمقايسة والدابة الدودة التي تقع فيها فتضيعها.

الحديث الثالث : مجهول وقد مرّ وإنما أعاده للاختلاف في أوّل السنّد ولعلّه كان ذكر ما به الاختلاف فقط.

باب زيارة القبور

الحديث الأول : حسن ، ويدلّ على استحباب زيارة القبور واطلاع الموتى عليها وأنّهم يأنسون بالزائر وأما الوحشة عند الغيبة فلعله محمول على وحشة لا تصير سبباً لحزنهم جميعاً ، ويدلّ على بقاء النفس بعد خراب البدن قال الشهيد : ( قدس الله روحه ) في الذكرى زيارة القبور مستحبّة للرجال إجماعاً ثمَّ قال : بعد إيراد روايات دالة على استحبابها وعن يونس عن الصادقعليه‌السلام أن فاطمة كانت تأتي قبور الشهداء في كلّ غداة سبت فتأتي قبر حمزة فتترحم عليه وتستغفر له ، وفيه دليل على جوازه للنساء لقول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة بضعة مني وكرهه في المعتبر

١٩٦

فإذا غبتم عنهم استوحشوا.

٢ - عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة قال سألته عن زيارة القبور وبناء المساجد فيها فقال أما زيارة القبور فلا بأس بها ولا تبنى عندها المساجد.

_________________________________________________

لهن لمنافاة الستر والصيانة وهو حسن إلّا مع الأمن والصون لفعل فاطمةعليها‌السلام ولو كانت زيارتهن مؤدية إلى الجزع والتسخط لقضاء الله لضعفهن عليّ الصبر منعن منها وعليه يحمل ما روي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعن الله زوارات القبور.

الحديث الثاني : موثّق ، يدلّ على استحباب الزيارة وكراهة بناء المساجد على القبور وقال في الذكرى المشهور كراهة البناء على القبر واتخاذه مسجداً وفي المبسوط نقل الإجماع على كراهة البناء عليه ، وفي النهاية يكره تجصيص القبور وتظليلها وكذا يكره المقام عندها لما فيه من إظهار السخط لقضاء الله ، أو الاشتغال عن مصالح المعاد والمعاش ، أو لسقوط الاتعاظ بها ، وفي خبر عليّ بن جعفر لا يصلح البناء عليه ولا الجلوس وظاهره الكراهة فيحمل النهي عليها.

وقال الصدوق : قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لا تتخذوا قبري قبلة ولا مسجداً فإن الله تعالى لعن اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، قلت هذه الأخبار رواها الصدوق والشيخان ولم يستثنوا قبراً ولا ريب أن الإمامية مطبقة على مخالفة قضيتين من هذه إحداهما البناء والأخرى الصلاة في المشاهد المقدسة فيمكن القدح في هذه الأخبار لأنها آحاد وبعضها ضعيف الإسناد وقد عارضها أخبار أشهر منها وقال ابن الجنيد : ولا بأس بالبناء عليه وضرب الفسطاط يصونه ومن يزوره ، أو تخصيص هذه العمومات بإجماعهم في عهود كانت الأئمة ظاهرة فيها وبعدهم من غير نكير والأخبار الدالة على تعظيم قبورهم وعمارتها وأفضلية الصلاة عندها وهي كثيرة انتهى ، ولا يخفى حسن ما أفاده حشره الله مع أئمة الهدى.

١٩٧

٣ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سمعته يقول عاشت فاطمةعليها‌السلام بعد أبيها خمسة وسبعين يوما لم تر كاشرة ولا ضاحكة تأتي قبور الشهداء في كلّ جمعة مرتين : الإثنين والخميس فتقول هاهنا كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هاهنا كان المشركون.

٤ - عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سنان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال قلت له المؤمن يعلم بمن يزور قبره قال نعم ولا يزال مستأنسا به ما دام عند قبره فإذا قام وانصرف من قبره دخله من انصرافه عن قبره وحشة

٥ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن عبد الله بن سنان قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام كيف التسليم على أهل القبور فقال نعم. تقول : السلام على أهل الديار من المسلمين والمؤمنين أنتم لنا فرط ونحن إن شاء الله بكم لاحقون.

_________________________________________________

الحديث الثالث : حسن. « والكشر التبسم » ذكره الجوهري ويدلّ على استحباب الزيارة في اليومين وللنساء قولهاعليهما‌السلام ههنا كان أيّ كانت ترى نساءها موضع الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وموضع المشركين عند القتال في غزوة أحد فإن تذكر تلك الأمور يصير سبباً لمزيد الحزن والاهتمام في الزيارة.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

الحديث الخامس : حسن. والمراد« بالديار » القبور ، أو ديارهم في حال الحياة أيّ السلم على الذين كانوا من عمّار الديار فصاروا من مكان القبور ، والمراد بالمؤمنين صلحاء الشيعة وبالمسلمين فساقهم. أو الأعم أو بالعكس ، أو المرادبالمسلمين : المستضعفين من المخالفين فأنّهم قابلون للرحمة والأول أظهر معنى والثاني لفظاً وقد مرّ معنى الفرط.

١٩٨

٦ - عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ومحمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام قال مررت مع أبي جعفرعليه‌السلام بالبقيع فمررنا بقبر رجل من أهل الكوفة من الشيعة قال فوقف عليهعليه‌السلام فقال : اللّهمّ ارحم غربته وصلّ وحدته وآنس وحشته وأسكن إليه من رحمتك ما يستغني بها عن رحمة من سواك وألحقه بمن كان يتولاه.

٧ - أبو عليّ الأشعريّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ومحمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعاً ، عن صفوان بن يحيى ، عن منصور بن حازم قال تقول السلام عليكم من ديار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون.

٨ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن جراح المدائني قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام كيف التسليم على أهل القبور قال تقول السلام على أهل الديار من المسلمين والمؤمنين رحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون.

٩ - محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد قال كنت بفيد فمشيت مع عليّ بن بلال

_________________________________________________

الحديث السادس : ضعيف. ويدلّ على استحباب هذا الدعاء وجواز الاكتفاء به بدون سورة القدر وغيرها ولو قائماً وإن كان الجلوس أفضل ، ولعلّه فعلهعليه‌السلام لبيان الجواز ، أو لعذر في بعض الكتب في تتمة هذا الخبر أنهعليه‌السلام بعد الدعاء قرأ القدر سبعاً كما في الذكرى.

الحديث السابع : صحيح.

قولهعليه‌السلام : « من ديار » أيّ أهل ديار. ومن لبيان ضمير الخطاب ، أو للابتداء أيّ أبلغ إليكم سلام أهل الديار من المؤمنين.

الحديث الثامن : مجهول.

الحديث التاسع : صحيح ، ويدلّ على استحباب وضع اليد على القبر من

١٩٩

إلى قبر محمّد بن إسماعيل بن بزيع فقال عليّ بن بلال قال لي صاحب هذا القبر عن الرضاعليه‌السلام قال من أتى قبر أخيه ثمَّ وضع يده على القبر وقرأ «إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ » سبع مرات أمن يوم الفزع الأكبر أو يوم الفزع.

١٠ - أحمد بن محمّد الكوفيّ ، عن ابن جمهور ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن مفضل بن عمرّ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وعن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن حريز ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام زوروا موتاكم فأنّهم يفرحون بزيارتكم وليطلب أحدكم حاجته عند قبر أبيه وعند قبر أمه بما يدعو لهما.

(باب)

(أن الميّت يزور أهله )

١ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري

_________________________________________________

أيّ جهة كانت ، والمشهور أن استقبال القبلة أفضل كما يومئ إليه ما مرّ في باب تربيع القبر وقراءة سورة القدر سبع مرات ، والظاهر أن الثواب للقارئ ويحتمل الميّت على بعد ، أو رد في غيره مغفرتهما معاً.

الحديث العاشر : ضعيف ، بسنديه ويدلّ على استحبابه الدعاء للحاجة عند قبر الوالدين واستحبابه.

قولهعليه‌السلام : « بما يدعو لهما » أيّ مع ما يدعو لهما والحاصل أنه ينبغي أن يدعو لها ولنفسه.

باب أن الميّت يزور أهله

الحديث الأول : حسن ، ويدلّ على تجسم الروح أو تعلقها في البرزخ بالأجساد المثالية وأنّها تتحرك في تلك العالم وترجع إلى البيوت وتطلع على أحوال

٢٠٠