مرآة العقول الجزء ١٤

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 277

مرآة العقول

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
تصنيف: الصفحات: 277
المشاهدات: 24631
تحميل: 6536


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 277 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 24631 / تحميل: 6536
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 14

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن المؤمن ليزور أهله فيرى ما يحبّ ويستر عنه ما يكره وإن الكافر ليزور أهله فيرى ما يكره ويستر عنه ما يحبّ قال ومنهم من يزور كلّ جمعة ومنهم من يزور على قدر عمله.

٢ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ما من مؤمن ولا كافر إلّا وهو يأتي أهله عند زوال الشمس فإذا رأى أهله يعملون بالصالحات حمد الله على ذلك وإذا رأى الكافر أهله يعملون بالصالحات كانت عليه حسرة.

٣ - عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي الحسن الأولعليه‌السلام قال سألته عن الميّت يزور أهله قال نعم فقلت في كم يزور قال في الجمعة وفي الشهر وفي السنّة على قدر منزلته فقلت في أيّ صورة يأتيهم قال في صورة طائر لطيف يسقط على جدرهم ويشرف عليهم فإن رآهم بخير فرح وإن رآهم بشر وحاجة حزن واغتم.

_________________________________________________

أهاليها ، ولا ينكر شيئاً من ذلك من يعترف بكمال قدرة باريها ، وقد بسطنا القول في ذلك في كتاب بحار الأنوار في المجلد الثالث.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام : « فإذا رأى أهله » أيّ المؤمن وإنما يرى الصالحات فقط ليصير سبباً لسروره والكافر لعله يرى الصالحات والسيئات ليصير الأولى سبباً لحسرته ، وإنه لم لم يعمل مثل عملهم فيفوز ويصير الثانية سبباً لهمه لعلمه بأنّهم يعذبون عليها في الآخرة ، وفي بعض النسخ في الثانية بالطالحات فيكون الحسرة عليهم وهو بعيد.

الحديث الثالث : ضعيف ، على المشهور والمراد باللطيف الصغير أو غير المرئي وقوله إن رآهم في الموضعين راجع إلى القسمين لئلّا ينافي الخبر الأول.

٢٠١

٤ - عنه ، عن إسماعيل بن مهران ، عن درست الواسطي ، عن إسحاق بن عمّار ، عن عبد الرحيم القصير قال قلت له المؤمن يزور أهله فقال نعم يستأذن ربه فيأذن له فيبعث معه ملكين فيأتيهم في بعض صور الطير يقع في داره ينظر إليهم ويسمع كلامهم.

٥ - عنه ، عن محمّد بن سنان ، عن إسحاق بن عمّار قال قلت لأبي الحسن الأولعليه‌السلام يزور المؤمن أهله فقال نعم فقلت في كم قال على قدر فضائلهم منهم من يزور في كلّ يوم ومنهم من يزور في كلّ يومين ومنهم من يزور في كلّ ثلاثة أيام قال ثمَّ رأيت في مجرى كلامه أنه يقول أدناهم منزلة يزور كلّ جمعة قال قلت في أيّ ساعة قال عند زوال الشمس ومثل ذلك قال قلت في أيّ صورة قال في صورة العصفور أو أصغر من ذلك فيبعث الله تعالى معه ملكاً فيريه ما يسره ويستر عنه ما يكره فيرى ما يسره ويرجع إلى قرة عين.

_________________________________________________

الحديث الرابع : ضعيف. وربمّا يتوهم التنافي بين تلك الأخبار وبين ما سيأتي أن المؤمن أكرم من أن يجعل روحه في حوصلة طائر ، ويمكن الجواب بحمل تلك على كونهم أبداً كذلك فلا ينافي أن يصيروا أحيانا في صورة الطير لئلا يعرفهم أهلهم.

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام : « أدناهم » أيّ غالباً أو لا يكون المؤمن أقل من ذلك فيحمل ما مرّ من الشهر والسنّة على غير المؤمن.

٢٠٢

(باب)

(أن الميّت يمثل له ماله وولده وعمله قبل موته )

١ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان وعدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر والحسن بن عليّ جميعاً ، عن أبي جميلة مفضل بن صالح ، عن جابر ، عن عبد الأعلى وعليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن إبراهيم ، عن عبد الأعلى ، عن سويد بن غفلة قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيّسام الدنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة مثل له ماله وولده وعمله فيلتفت إلى ماله فيقول والله إني كنت عليك حريصاً شحيحاً

_________________________________________________

باب أن الميّت يمثل له ماله وولده وعمله قبل موته

الحديث الأول : ضعيف. بسنده الأول مجهول بسنده الثاني.

قولهعليه‌السلام : « مثل له » أيّ صور له كلّ من الثلاثة كصورة مثالية يخاطبها وتخاطبه أو شبه حاله بحال من كان كذلك في تحسره وتألمه وتفكره في أحواله السالفة فيكون استعارة تمثيلية ، أو يراد بالتمثيل خطور هذه الثلاثة بالبال وحضور صورها في الخيال فالمخاطبة بلسان الحال لا بالمقال ، والشح : البخل فالحرص في الجمع والشح في الضبط وعدم البذل والزهد في الشيء عند الرغبة فيه ، والرياش اللباس الفاخر.

قولهعليه‌السلام : « فيقال أبشر بروح » إشارة إلى قوله سبحانه «فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ »(١) «فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ »(٢) والمشهور في قراءة الروح الفتح ، وقرأ بالضم أيضاً ، ورواه في الكشاف عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي مجمع البيان عن الباقرعليه‌السلام وفسر الروح بالفتح بالراحة من تكاليف الدنيا ومشاقها ، وقيل هو الهواء الذي

__________________

(١ و ٢) سوره الواقعة : ٨٨.

٢٠٣

فما لي عندك فيقول خذ مني كفنك قال فيلتفت إلى ولده فيقول والله إني كنت لكم محبا وإني كنت عليكم محاميا فما ذا لي عندكم فيقولون نؤديك إلى حفرتك نواريك فيها قال فيلتفت إلى عمله فيقول والله إني كنت فيك لزاهدا وإن كنت عليّ لثقيلا فما ذا عندك فيقول أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتّى أعرض أنا وأنت على ربك قال فإن كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا و

_________________________________________________

يستلذه النفس ويزيل عنها الهم ، وبالضم بالرحمة أو الحياة الدائمة والريحان بالرزق في الجنّة ، وقيل هو الريحان المشموم من ريحان الجنّة يؤتى به عند الموت فيشمه ، وقيل : الروح الرحمة والريحان كلّ نباهة وشرف ، وقيل : الروح النجاة من النار والريحان الدخول في دار القرار ، وقيل : روح في القبر وريحان في الجنّة ، وقيل روح في القبر وريحان في القيمة ، والظاهر هنا أن الروح والريحان عند الموت أو في القبر والجنّة ، تحتمل جنة الدنيا وجنة الآخرة والأول أظهر ، ويحتمل كون الريحان أيضاً في الآخرة والمقدّم مصدر ميمي في الموضعين ، ويحتمل اسم المكان لكنه بعيد ، وقوله ارتحل بصيغة الأمرّ ، وفي قوله وإنه ليعرف غاسله ، فعل مقدر ويدلّ عليه السياق ، والواو حالية والتقدير فيرتحل والحال أنه ليعرف غاسله ، ويحتمل أن تكون عاطفة على أتاه فلا تقدير ، ويناشد حامله في الصحاح : نشدت فلاناً أنشده نشدا إذا قلت له نشدتك الله أيّ سألتك بالله ، وملكاً القبر مبشر وبشير ، ويخدان الأرض بضم الخاء المعجمة أيّ يشقانها وترك السؤال عن الإمام لعله للتقية ، والأخبار المستفيضة تدل على السؤال عن الإمام أيضاً وقد مرّ وسيأتي بعضها ، وقولهما ثبتك الله : دعاء ، ويحتمل الخبر.

قولهعليه‌السلام : وهو « قول الله » الضمير عائد إلى قول الملكين ثبتك الله والمضاف محذوف والتقدير هو مدلول قول الله وقد مرّ تفسير الآية في باب الصلاة على المؤمن ، ويظهر من هذا الخبر وجه آخر غير ما مرّ ، وهو أن يكون «بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ » صلة

٢٠٤

أحسنهم منظراً وأحسنهم رياشا فقال أبشر بروح وريحان وجنة نعيم ومقدمك خير مقدّم فيقول له من أنت فيقول أنا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنّة وإنه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يعجله فإذا أدخل قبره أتاه ملكاً القبر يجران أشعارهما ويخدان الأرض بأقدامهما أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف فيقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول الله ربي وديني الإسلام ونبيي محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فيقولان له ثبتك الله فيما تحب وترضى وهو قول الله عز وجل : «يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي

_________________________________________________

للإيمان أيّ يثبت الله الذين آمنوا بقول واعتقاد ثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا يتبدل النشأتين وهي العقائد الحقة فإن العقائد الباطلة تتبع شهوات الدنيا وأهواءها فإذا زالت ارتفعت ، والمثبت فيه محذوف أيّ النعيم والكرامة كما يدلّ عليه قولهما فيما تحب وترضى ، ولو فسرت الآية على بعض الوجوه السابقة يمكن أن يكون المراد بما يحبّ ويرضى العقائد الحقة ، أو يكون فيما يحبّ حإلّا أيّ ثبتك الله في العقائد حال كونك في نعيم تحبه وترضاه وهو بعيد.

قال : الطبرسي (ره) أيّ يثبتهم في كرامته وثوابه بقولهم الثابت الذي وجد منهم وهو كلمة الإيمان لأنه ثابت بالحجج والأدلة.

وقيل : معناه يثبت الله المؤمنين بسبب كلمة التوحيد وحرمتها في الحياة الدنيا حتّى لا يزالوا ولا يضلوا عن طريق الحق ويثبتهم بها في الآخرة حتّى لا يزلوا ولا يضلوا عن طريق الجنة.

وقيل : معناه يثبتهم بالتمكين في الأرض والنصرة والفتح في الدنيا وبإسكانهم الجنّة في الآخرة وقال : أكثر المفسرين إن المراد بقوله في الآخرة في القبر ، والآية وردت في سؤال القبر وهو قول ابن عباس وابن مسعود وهو المروي عن أئمتناعليهم‌السلام .

٢٠٥

الْآخِرَةِ » ثمَّ يفسحان له في قبره مد بصره ثمَّ يفتحان له بابا إلى الجنّة ثمَّ يقولان له نم قرير العين نوم الشاب الناعم فإن الله عز وجل يقول : «أَصْحابُ الجنّة يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً » قال وإن كان لربه عدوا فإنه يأتيه أقبح من خلق الله زيا ورؤيا وأنتنه ريحا فيقول له أبشر بنزل من حميم وتصلية جحيم وإنه ليعرف غاسله ويناشد حملته أن يحبّسوه فإذا أدخل القبر أتاه ممتحنا القبر فألقيا عنه

_________________________________________________

قولهعليه‌السلام : « في قبره » لعلّ المراد بالقبر عالم البرزخ كما مرّ ، ويقالفسح له يفسح بالفتح فيهما أيّ وسع له ، والفسحة بالضم السعة : والمراد بمد البصر مداه وغايته التي ينتهي إليها.

قولهعليه‌السلام : « إلى الجنّة » أيّ جنة الدنيا كما سيأتي ويحتمل الآخرة.

قولهعليه‌السلام : « نم قرير العين » قرة العين برودتها وانقطاع بكائها ورؤيتها ما كانت مشتاقة إليه ، والقر بالضم ضد الحر والعرب تزعم أن دمع الباكي من شدة السرور بارد ودمع الباكي من الحزن حار فقرة العين كناية عن الفرح والسرور والظفر بالمطلوب يقال : قرت عينه تقر بالفتح والكسر قرة بالفتح ، والضم نوم الشاب الناعم من النعمة بالكسر وهي ما يتنعم به من المال ونحوه أو بالفتح وهي نفس التنعم ، ولعلّ الثاني أولى فقد قيل كم من ذي نعمة لا نعمة له كذا ذكره الشيخ البهائي ( قدس الله سره ) وقال : قوله فإن الله يقول يحتمل أن يكون من كلام الإمامعليه‌السلام ويكون كالمؤيّد لما تضمنه الكلام السابق من الفسحة وفتح الباب إلى الجنّة ونومه قرير العين وأن يكون من مقول قول الملكين أصحاب الجنّة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا(١) المراد اليوم المذكور في قوله سبحانه قبل هذه الآية «يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حجراً مَحْجُوراً »(٢) وهذا الخبر يدل

__________________

(١) سورة الفرقان : ٢٤.

(٢) سورة الفرقان : ٢٣.

٢٠٦

أكفانه ثمَّ يقولان له من ربّك وما دينك ومن نبيك فيقول لا أدري فيقولان لا دريت ولا هديت فيضربان يافوخه بمرزبة معهما ضربة ما خلق الله عز وجل من دابة إلّا وتذعر لها ما خلا الثقلين ثمَّ يفتحان له بابا إلى النار ثمَّ يقولان له نم بشر حال فيه من الضيق مثل ما فيه القنا من الزج حتّى إن دماغه ليخرج

_________________________________________________

على أن المراد بذلك اليوم : يوم الموت ، وبالملائكة ملائكة الموت وهو قول كثير من من المفسرين ، وفسر بعضهم ذلك اليوم ، بيوم القيمة والملائكة بملائكة النار والمراد بالمستقر : المكان الذي يستقر فيه ، وبالمقيل مكان الاستراحة مأخوذ من مكان القيلولة ، ويحتمل أن يراد بأحدهما الزمان. أيّ أن مكانهم وزمانهم أطيب ممّا يتخيل من الأمكنة والأزمنة ، ويحتمل المصدرية فيهما أو في أحدهما ، ولا يبعد أن يكون المراد بالمستقر الجنّة وبالمقيل القبر تشبيها بالمسافر الذي يقيل في وسط الطريق ثمَّ يروح إلى منزله ومستقره وإذا كان لربه عدوا لعلهعليه‌السلام إنما خص الحكمين بالعدو والولي لأن المستضعفين ملهو عنهم كما سيأتي ، والفساق من الشيعة يحتمل دخولهم في الولي وفي الملهو عنهم ، والزي بكسر الزأيّ وتشديد الياء الهيئة « أبشر بنزل من حميم » البشارة هنا على التهكم كقوله تعالى «فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ »(١) والنزل بضمتين ما يعد للضيف النازل على الإنسان من الطعام والشراب ، وفيه أيضاً تهكم « والحميم » الماء الشديد الحرارة يسقى منه أهل النار ، أو يصب على أبدانهم ، والأول أنسب بالنزل وبسائر الايات « والتصلية » التلويح على النار « أتاهممتحنا القبر » إضافة اسم الفاعل إما إلى معموله على حذف المضاف أيّ ممتحنا صاحب القبر ، أو إلى غير معموله كمصارع مصر وهذا أولى وتخصيص إلقاء الأكفان بعيد والله ظاهر لما فيه من الشفاعة المناسبة لحاله واليافوخ هو الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل إذا كان قريب عهد بالولادة.

__________________

(١) سورة التوبة : ٣٤.

٢٠٧

من بين ظفره ولحمه ويسلط الله عليه حيات الأرض وعقاربها وهوامها فتنهشه حتّى يبعثه الله من قبره وإنه ليتمنى قيام الساعة فيما هو فيه من الشر.

وقال جابر قال أبو جعفرعليه‌السلام قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إني كنت أنظر إلى الإبل والغنم وأنا أرعاها وليس من نبي إلّا وقد رعى الغنم وكنت أنظر إليها قبل النبوة وهي متمكنة في المكينة ما حولها شيء يهيجها حتّى تذعر فتطير فأقول ما هذا وأعجب حتّى حدثني جبرئيلعليه‌السلام أن الكافر يضرب ضربة ما خلق الله شيئاً إلّا سمعها ويذعر لها إلّا الثقلين فقلت ذلك لضربة الكافر فنعوذ بالله من عذاب القبر

_________________________________________________

وقال الجوهري : الأرزبة التي يكسر بها المدر فإن قلتها بالميم خففت قلت المرزبة ، وقال البيضاوي : في شرح المصابيح أن المحدثين يشددون الباء من المرزبة والصواب تخفيفه وإنّما يشدد الباء إذا أبدلت الميم همزة انتهى ، ولكن كلام صاحب القاموس صريح في مجيء التشديد في مرزبة أيضاً وتذعر : أيّ تفزع وإنّما سمي الإنس والجن بالثقلين لعظم شأنهما بالنسبة إلى ما في الأرض من الحيوانات ، والعرب تطلق على ما له نفاسة وشأن اسم الثقل ولعلّ الحكمة في عدم سماع الثقلين ذلك أنّهم لو سمعوه لصار الإيمان ضروريا فيرتفع التكليف ، والقنا جمع قناة وهي الرمح والزج الحديدة التي في أسفل الرمح ، وفي تفسير عليّ بن إبراهيم فهو من الضيق وهو أصوب ، والحيات والعقارب إما مثالية تلذع الأجساد المثالية أو هي المتولدة من القبر تلذع الجسد الأصلّي ، وتتألم الروح بذلك وسيأتي بسط القول فيه إن شاء الله.

قولهعليه‌السلام : « في المكينة » أيّ في مكان تمكنت فيها ، قال في القاموس : مضيت مكانتي ومكينتي أيّ : طيني ولا يبعد أن يكون في الأصل المكنة بدون الياء.

قال في النهاية : فيه أقروا الطير على مكناتها ، المكناة في الأصل بيض الضباب ، واحدها مكنة بكسر الكاف ، وقد تفتح يقال : مكنت الضبة وأمكنت قال

٢٠٨

٢ - سهل بن زياد ، عن الحسن بن عليّ ، عن بشير الدهان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وعليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي جميلة ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، عن جابر بن عبد الله قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا حمل عدو الله إلى قبره نادى حملته إلّا تسمعون يا إخوتاه أني أشكو إليكم ما وقع فيه أخوكم الشقي أن عدو الله خدعني فأوردني ثمَّ لم يصدرني وأقسم لي أنه ناصح لي فغشني وأشكو إليكم دنيا غرتني حتّى إذا اطمأننت إليها صرعتني وأشكو إليكم أخلاء الهوى منوني ثمَّ تبرءوا مني وخذلوني وأشكو إليكم أولادا حميت عنهم وآثرتهم على نفسي فأكلوا مالي وأسلموني وأشكو إليكم مإلّا منعت منه حق الله فكان وباله عليّ وكان نفعه لغيري وأشكو إليكم دارا أنفقت عليها حريبتي وصار ساكنها غيري وأشكو إليكم طول الثواء في قبري ينادي أنا بيت الدود أنا بيت الظلمة والوحشة والضيق يا إخوتاه فاحبسوني ما استطعتم واحذروا مثل ما لقيت فإني قد بشرت بالنار وبالذل والصغار وغضب العزيز الجبّار وا حسرتاه «عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ » ويا طول عولتاه فما لي من «شَفِيعٍ يُطاعُ » ولا صديق يرحمني فلو أن لي كرة فأكون من المؤمنين.

٣ - محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عمرو بن عثمان ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام مثله وزاد فيه فما يفتر ينادي حتّى يدخل قبره فإذا دخل حفرته

_________________________________________________

أبو عبيد : جائز في الكلام أن يستعار مكن الضباب فيجعل للطير ، وقيل : المكناة بمعنى الأمكنة يقال الناس على مكناتهم وسكناتهم أيّ : على أمكنتهم ومساكنهم ، وقيل : المكنة التمكن كالطلبة من التطلب ، وإن فلاناً لذو مكنة من السلطان أيّ : ذو تمكن انتهى.

الحديث الثاني : ضعيف.

قولهعليه‌السلام : « نادى » أيّ في جسده المثالي بلسان الحال أو بالمقال بحيث لا يسمعه الحاضرون وخبر حمزة يؤيد الثاني. ( إن عدو الله ) أيّ : الشيطان فأوردني أي

٢٠٩

ردت الروح في جسده وجاءه ملكاً القبر فامتحناه قال وكان أبو جعفرعليه‌السلام يبكي إذا ذكر هذا الحديث.

٤ - عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن عمرو بن شمرّ ، عن جابر قال قال عليّ بن الحسينعليه‌السلام ما ندري كيف نصنع بالناس إن حدّثناهم بما سمعنا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ضحكوا وإن سكتنا لم يسعنا قال فقال ضمرة بن معبد حدثنا فقال هل تدرون ما يقول عدو الله إذا حمل على سريره قال فقلنا لا قال فإنه يقول لحملته إلّا تسمعون أني أشكو إليكم عدو الله خدعني وأوردني ثمَّ لم يصدرني وأشكو إليكم إخوانا واخيتهم فخذلوني وأشكو إليكم أولادا حاميت عنهم فخذلوني وأشكو إليكم دارا أنفقت فيها حريبتي فصار سكانها غيري فارفقوا بي ولا تستعجلوا قال فقال ضمرة يا أبا الحسن إن كان هذا يتكلم بهذا الكلام يوشك أن يثب على أعناق الذين يحملونه قال فقال عليّ بن الحسينعليه‌السلام اللّهمّ إن كان ضمرة هزئ من حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فخذه أخذة أسف قال فمكث أربعين يوما ثمَّ مات فحضره مولى له قال فلمّا دفن أتى عليّ بن الحسينعليه‌السلام فجلس إليه فقال له من أين جئت يا فلان قال من جنازة ضمرة فوضعت وجهي عليه حين سوي عليه فسمعت صوته والله أعرفه كما كنت أعرفه وهو حي يقول

_________________________________________________

المهالك ثمَّ لم يصدرني أيّ لم يرجعني عنها ، وإخلاء الهوى. هم الذين خلتهم كانت لمحض هوى النفس لا لله.

وقال الجوهري : حريبة الرجل ماله الذي يعيش به على ما فرطت في جنب الله أيّ في طاعة الله ، وفسر في الأخبار بالأئمةعليهم‌السلام وولايتهم كما مرّ ، « والعولة والعويل » رفع الصّوت بالبكاء « والكرة الرجوع » إلى الدنيا.

الحديث الثالث : صحيح.

الحديث الرابع : ضعيف ، وقال في النهاية : فيه موت الفجأة : أخذه أسف

٢١٠

ويلك يا ضمرة بن معبد اليوم خذلك كلّ خليل وصار مصيرك إلى الجحيم فيها مسكنك ومبيتك والمقيل قال فقال عليّ بن الحسينعليه‌السلام أسأل الله العافية هذا جزاء من يهزأ من حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(باب)

(المسألة في القبر ومن يسأل ومن لا يسأل )

١ - أبو عليّ الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحجال ، عن ثعلبة ، عن أبي بكر الحضرمي قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لا يسأل في القبر إلّا من محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً والآخرون يلهون عنهم.

٢ - عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إنما يسأل في قبره من محض الإيمان محضاً والكفر محضاً وأما ما سوى ذلك فيلهى عنهم.

_________________________________________________

للكافر ، أيّ أخذه غضب ، أو غضبان انتهى ، وظهور بعض هذه الأمور نادراً للإعجاز لا ينافي مصلحة التكليف ولا يوجب الإلجاء.

باب المسألة في القبر ومن يسأل ومن لا يسأل

الحديث الأول : حسن.

قولهعليه‌السلام : « من محض الإيمان » كلمة « من » بالفتح اسم موصول و ( محض ) على صيغة الفعل أيّ لا يسأل في القبر إلّا المؤمن الخالص والكافر الخالص ، وأما المستضعفون المتوسطون بينهما فلا ثواب لهم في البرزخ ولا عقاب إلى أن يحشروا ، وربمّا يقرأ من : بالكسر ومحض : بصيغة المصدر ، أيّ لا يسأل في القبر إلّا عن العقائد وأما الأعمال فلا سؤال عنها فيه ، والأول أظهر وكذا فهمه الأصحاب كالمفيدقدس‌سره وغيره وسيأتي ما يؤيده بل يعينه.

٢١١

٣ - أبو عليّ الأشعريّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن منصور بن يونس ، عن ابن بكير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال إنما يسأل في قبره من محض الإيمان محضاً والكفر محضاً وأما ما سوى ذلك فيلهى عنه.

٤ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن بريد بن معاوية ، عن محمّد بن مسلم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لا يسأل في القبر إلّا من محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضا.

٥ - عنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام يسأل وهو مضغوط.

٦ - عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام أيفلت من ضغطة القبر أحد قال فقال نعوذ بالله منها ما أقل من يفلت من ضغطة القبر إن رقية لما قتلها عثمان وقف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على قبرها فرفع رأسه إلى السماء فدمعت عيناه

_________________________________________________

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

الحديث الثالث : موثّق. واللهو ليس على المعنى الحقيقي بل هو كناية عن عدم التعرّض لهم بثواب أو عقاب أو سؤال وما سوى ذلك لعله يشمل المستضعفين من المؤمنين أيضاً.

الحديث الرابع : صحيح.

الحديث الخامس : صحيح. ولعلّ المعنى أن الضغطة والسؤال متلازمان فكلّ من لا يضغط لا يسأل وبالعكس ، أو يسأل في حال الضغطة ، ويحتمل أن يكون الغرض إثبات الحالتين فقط من غير بيان تلازم أو مقارنة.

الحديث السادس : ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام : « وما لقيت » أيّ من روحها اللعين كما سيأتي في باب النوادر ،

٢١٢

وقال للناس إني ذكرت هذه وما لقيت فرققت لها واستوهبتها من ضمة القبر قال فقال اللّهمّ هب لي رقية من ضمة القبر فوهبها الله له قال وإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خرج في جنازة سعد وقد شيعه سبعون ألف ملك فرفع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رأسه إلى السماء ثمَّ قال مثل سعد يضم قال قلت جعلت فداك إنا نحدث أنه كان يستخف بالبول فقال معاذ الله إنما كان من زعارة في خلقه على أهله قال فقالت أم سعد هنيئا لك يا سعد قال فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يا أم سعد لا تحتمي على الله.

٧ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ ، عن غالب بن عثمان ، عن بشير الدهان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال يجيء الملكان منكر ونكير إلى الميّت حين يدفن أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف يخطان الأرض بأنيابهما ويطئان في شعورهما فيسألان الميّت من ربك؟ وما دينك؟ قال فإذا كان مؤمناً قال الله ربي وديني الإسلام فيقولان له ما تقول في هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم فيقول أعن محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تسألاني فيقولان له

_________________________________________________

والإفلات الخلاص يكون لازما ومتعديا والزعارة بتشديد الراء شكاسة الخلق كذا ذكره الجوهري ونسب التخفيف إلى العامّة وقال حتمت عليه الشيء أوجبت.

الحديث السابع : مجهول.

قولهعليه‌السلام : « يخطان الأرض » أقول لا ينافي ما مرّ أنّهما يشقان الأرض بأقدامها إذ يمكن أن يكون بعد الشق بالأقدام لطول أنيابها تحدث خطوط في الأرض لها ، وقال في النهاية : فيه فأقاموا بين ظهرانيهم وبين أظهرهم ، أيّ بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد إليهم وزيدت فيه ألف ونون مفتوحة تأكيد ، أو معناه أن ظهرا منهم قدامه وظهرا وراءه فهو مكتوف من جانبيه ومن جوانبه إذا قيل : بين أظهرهم ثمَّ كثر حتّى استعمل في الإقامة بين القوم مطلقاً ، وقال : فيه الرؤيا من الله والحلم من الشيطان ، الحلم عبارة عما يراه النائم في نومه من الأشياء لكن غلبت

٢١٣

تشهد أنّه رسول الله فيقول أشهد أنه رسول الله فيقولان له نم نومة لا حلم فيها ويفسح له في قبره تسعة أذرع ويفتح له باب إلى الجنّة ويرى مقعده فيها وإذا كان الرَّجل كافراً دخلا عليه وأقيم الشيطان بين يديه عيناه من نحاس فيقولان له من ربّك وما دينك وما تقول في هذا الرجل الذي قد خرج من بين ظهرانيكم فيقول لا أدري فيخليان بينه وبين الشيطان فيسلط عليه في قبره تسعة وتسعين تنّيناً لو أن تنّيناً واحداً منها نفخ في الأرض ما أنبتت شجراً أبداً ويفتح له باب إلى النار ويرى مقعده فيها.

_________________________________________________

الرؤيا على ما يراه من الخير والشيء الحسن ، والحلم على ما يراه من الشر والشيء القبيح.

قولهعليه‌السلام : « تسعة وتسعين ».

قال الشيخ البهائي :قدس‌سره قال بعض أصحاب الحال : ولا ينبغي أن يتعجب من التخصيص بهذا العدد فلعلّ عدد هذه الحيات بقدر عدد الصفات المذمومة من الكبّر والرياء والحسد والحقد وسائر الأخلاق والملكات الرديئة فإنها تتشعب وتتنوع أنواعاً كثيرة وهي بعينها تنقلب حيات في تلك النشأة انتهى كلامه ، ولبعض أصحاب الحديث في نكتة التخصيص بهذا العدد وجه ظاهري إقناعي محصلًة أنه قد ورد أن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنّة ، ومعنى إحصائها الإذعان باتصافه عز وعلا بكلّ منها وروى الصادقعليه‌السلام : عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم وآخر تسعة وتسعين رحمة يرحم بها عباده ، فتبين من الحديث الأول أنه سبحانه بين لعباده معالم معرفته بهذه الأسماء التسعة والتسعين ، ومن الحديث الثاني أن لهم عنده في النشأة الأخروية تسعة وتسعين رحمة ، وحيث أن الكافر لم يعرف الله سبحانه بشيء من تلك الأسماء جعل له في مقابل كلّ اسم رحمة تنين ينهشه في قبره ، هذا حاصل كلامه وهو كما ترى.

٢١٤

٨ - عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن الحسن بن شمون ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن القاسم ، عن أبي بكر الحضرمي قال قلت لأبي جعفرعليه‌السلام أصلحك الله من المسئولون في قبورهم قال من محض الإيمان ومن محض الكفر قال قلت فبقية هذا الخلق قال يلهى والله عنهم ما يعبأ بهم قال قلت وعم يسألون قال عن الحجّة القائمة بين أظهركم فيقال للمؤمن ما تقول في فلان بن فلان فيقول ذاك إمامي فيقال نم أنام الله عينك ويفتح له باب من الجنّة فما يزال يتحفه من روحها إلى يوم القيامة ويقال للكافر ما تقول في فلان بن فلان قال فيقول قد سمعت به وما أدري ما هو فيقال له لا دريت قال ويفتح له باب من النار فلا يزال يتحفه من حرها إلى يوم القيامة.

٩ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن حديد ، عن جميل ، عن عمرو بن الأشعث أنه سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول يسأل الرجل في قبره فإذا أثبت فسح له في قبره سبعة أذرع وفتح له باب إلى الجنّة وقيل له نم نومة العروس قرير العين.

١٠ - عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إذا وضع الرجل

_________________________________________________

الحديث الثامن : ضعيف.

قولهعليه‌السلام : « لأدريت » الظاهر أنه دعاء عليه ، ويحتمل أن يكون استفهاماً على الإنكار ، أيّ علمت وتمت عليك الحجّة في الدنيا وإنما جحدت لشقاوتك ، أو كان عدم العلم لتقصيرك وإلّا تخاف في الأخير على التهكم.

الحديث التاسع : ضعيف. والاختلاف في الفسحة باختلاف مراتب الإيمان ، وقال الجوهري : العروس. نعت يستوي فيه الرجل والمرأة ما داما في إعراسهما ، يقال : رجل عروس في رجال عرس ، وامرأة عروس في نساء عرائس.

الحديث العاشر : ضعيف على المشهور.

٢١٥

في قبره أتاه ملكان ملك عن يمينه وملك عن يساره وأقيم الشيطان بين عينيه عيناه من نحاس فيقال له كيف تقول في الرجل الذي كان بين ظهرانيكم قال فيفزع له فزعة فيقول إذا كان مؤمناً أعن محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تسألاني فيقولان له نم نومة لا حلم فيها ويفسح له في قبره تسعة أذرع ويرى مقعده من الجنّة وهو قول الله عز وجل : «يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ »(١) وإذا كان كافراً قإلّا له من هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم فيقول لا أدري فيخليان بينه وبين الشيطان.

١١ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن بعض أصحابه ، عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال يقال للمؤمن في قبره من ربّك قال فيقول الله فيقال له ما دينك فيقول الإسلام فيقال له من نبيك فيقول محمّد فيقال من إمامك فيقول فلان فيقال كيف علمت بذلك فيقول أمرّ هداني الله له وثبتني عليه فيقال له نم نومة لا حلم فيها نومة العروس ثمَّ يفتح له باب إلى الجنّة فيدخل عليه من روحها وريحانها فيقول يا رب عجل قيام الساعة لعليّ أرجع إلى أهلي ومالي ويقال للكافر من ربّك فيقول الله فيقال من نبيك فيقول محمّد فيقال ما دينك فيقول الإسلام فيقال من أين علمت ذلك فيقول سمعت الناس يقولون فقلته فيضربانه بمرزبة

_________________________________________________

الحديث الحادي عشر : مرسل.

قولهعليه‌السلام : « من أين علمت ذلك » أيّ أن الإسلام ممّا أنت عليه مع خلوه عن الاعتقاد بأئمة المؤمنين ، وربمّا يستدل به على عدم جواز التقليد في الأصول ، ويمكن أن يقال : هو مبني على أن إسلام المخالفين لعدم توسلهم بأئمة الهدىعليهم‌السلام ظني تقليدي لم يهدهم الله للرسوخ فيه وإنّما الهداية واليقين مع متابعتهم وولايتهمعليهم‌السلام .

__________________

(١) سورة إبراهيم : ٢٦.

٢١٦

لو اجتمع عليها الثقلان الإنس والجن لم يطيقوها قال فيذوب كما يذوب الرصاص ثمَّ يعيدان فيه الروح فيوضع قلبه بين لوحين من نار فيقول يا رب أخر قيام الساعة.

١٢ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن المؤمن إذا أخرج من بيته شيعته الملائكة إلى قبره يزدحمون عليه حتّى إذا انتهى به إلى قبره قالت له الأرض مرحباً بك وأهلا أما والله لقد كنت أحبّ أن يمشي عليّ مثلك لترين ما أصنع بك فتوسع له مد بصره ويدخل عليه في قبره ملكاً القبر وهما قعيدا القبر منكر ونكير فيلقيان فيه الروح إلى حقويه فيقعدانه ويسألانه فيقولان له من ربّك فيقول الله فيقولان ما دينك فيقول الإسلام فيقولان ومن نبيك فيقول محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فيقولان ومن إمامك فيقول فلان قال فينادي مناد من السماء صدق عبدي افرشوا له في قبره من الجنّة وافتحوا له في قبره بابا إلى الجنّة وألبسوه من ثياب الجنّة حتّى يأتينا وما عندنا خير له ثمَّ يقال له نم نومة عروس نم نومة لا حلم فيها قال وإن كان كافراً خرجت الملائكة تشيعه إلى قبره تلعنونه حتّى إذا انتهى به إلى قبره قالت له الأرض لا مرحباً بك ولا أهلاً أما والله لقد كنت أبغض أن يمشي عليّ مثلك لا جرم لترين ما أصنع بك اليوم فتضيق عليه حتّى تلتقي جوانحه قال ثمَّ يدخل عليه ملكاً القبر وهما قعيدا القبر منكر ونكير.

_________________________________________________

الحديث الثاني عشر : ضعيف.

قولهعليه‌السلام : « قالت له الأرض » أيّ أهلها من الملائكة أو هي بلسان الحال كما سيأتي.

وقال في النهاية : القعيد الذي يصاحبك في قعودك فعيل بمعنى الفاعل وقال : الجوانح الأضلاع ممّا يلي الصدر الواحدة جانحة ، وفي القاموس : اللجلجة ، والتلجلج

٢١٧

قال أبو بصير جعلت فداك يدخلان على المؤمن والكافر في صورة واحدة فقال لا قال فيقعدانه ويلقيان فيه الروح إلى حقويه فيقولان له من ربّك فيتلجلج ويقول قد سمعت الناس يقولون فيقولان له لا دريت ويقولان له ما دينك فيتلجلج فيقولان له لا دريت ويقولان له من نبيك فيقول قد سمعت الناس يقولون فيقولان له لا دريت ويسأل عن إمام زمانه قال فينادي مناد من السماء كذب عبدي افرشوا له في قبره من النار وألبسوه من ثياب النار وافتحوا له بابا إلى النار حتّى يأتينا وما عندنا شر له فيضربانه بمرزبة ثلاث ضربات ليس منها ضربة إلّا يتطاير قبره ناراً لو ضرب بتلك المرزبة جبال تهامة لكانت رميما وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام ويسلط الله عليه في قبره الحيات تنهشه نهشا والشيطان يغمه غما قال ويسمع عذابه من خلق الله إلّا الجن والإنس قال وإنه ليسمع خفق نعالهم ونقض أيديهم وهو قول الله عز وجل : «يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ ».

١٣ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن كولوم ، عن أبي سعيد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا دخل المؤمن قبره كانت الصلاة عن يمينه والزكاة عن يساره والبر يطل عليه ويتنحى الصبر ناحية وإذا دخل عليه

_________________________________________________

التردد في الكلام وإلقاء الروح إلى حقويه لئلا يقوم ، ولعدم الحاجة إلى أكثر من ذلك ، وربمّا يقال : إنه كناية عن إن تعلقها به تعلق ضعيف ، والخفق صوت النعل.

الحديث الثالث عشر : مجهول ويقال: أطل عليه أيّ أشرف. وفي بعض النسخ بالظاء المعجمة ، وربمّا يستدل بأمثاله على تجسم الأعمال في النشأة الآخرة ، ويمكن أن يخلق الله تعالى بإزاء كلّ منها صورة تناسبه ، ويمكن حمله عن الاستعارة التمثيلية أيضاً. لكن عدم التصرف في الظواهر مع عدم الضرورة أحوط وأولى.

٢١٨

الملكان اللذان يليان مساءلته قال الصبر للصلاة والزكاة دونكما صاحبكم فإن عجزتم عنه فأنا دونه.

١٤ - عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن أحمد الخرأساًني ، عن أبيه قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا وضع الميّت في قبره مثل له شخص فقال له يا هذا كنا ثلاثة كان رزقك فانقطع بانقطاع أجلك وكان أهلك فخلفوك وانصرفوا عنك وكنت عملك فبقيت معك أما إني كنت أهون الثلاثة عليك.

١٥ - عنه ، عن أبيه رفعه قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام يسأل الميّت في قبره عن خمس عن صلاته وزكاته وحجه وصيامه وولايته إيانا أهل البيت فتقول الولاية من جانب القبر للأربع ما دخل فيكن من نقص فعليّ تمامه.

١٦ - عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس قال سألته عن المصلوب يعذب عذاب القبر قال فقال نعم إن الله عز وجل يأمرّ الهواء أن يضغطه.

١٧ - وفي رواية أخرى سئل أبو عبد اللهعليه‌السلام عن المصلوب يصيبه عذاب القبر

_________________________________________________

الحديث الرابع عشر : مجهول.

الحديث الخامس عشر : مرفوع. ويدلّ على السؤال في القبر عن بعض الأعمال أيضاً ، ويمكن حمله على السؤال عن الاعتقاد بها لكونها من ضروريات الدين فالاعتقاد بها من أجزاء الإيمان لا من عملها.

الحديث السادس عشر : صحيح. مضمرّ وآخره مرسل ويدلّ على أن المصلوب تصيبه الضغطة وكونه أشر من ضغطة الأرض ، إما لكونه من أصحاب الكبائر إن كان الصلب شرعياً ، أو المراد أنه إن أراد الله تعالى. أن يضغطه في الهواء أشد من ضغطة الأرض لقدر عليه.

الحديث السابع عشر : مرسل. كالموثّق ويدلّ على إصابة الضغطة لبعض

٢١٩

فقال : إنّ ربّ الأرض هو ربَّ الهواء فيوحي الله عزّ وجلّ إلى الهواء فيضغطه ضغطة أشدُّ من ضغطة القبر.

١٨ - حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن غير واحد ، عن أبان ، عن أبي بصير ، عن أحدهماعليهما‌السلام قال لـمّا ماتت رقية ابنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون وأصحابه قال وفاطمةعليها‌السلام على شفير القبر تنحدر دموعها في القبر ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يتلقاه بثوبه قائماً يدعو قال

_________________________________________________

السعداء والكمل من المؤمنين أيضاً.

فذلكة اعلم : أن الذي ظهر من الايات الكثيرة والأخبار المستفيضة والبراهيّن القاطعة هو أن النفس باقية بعد الموت ، إما معذبة إن كان ممن محض الكفر أو منعمة إن كان ممن محض الإيمان ، أو ملهي عنه إن كان من المستضعفين وأشباههم من الصبيان والبله والمجانين ويرد إلى الميّت المسؤول الحياة في القبر ، إما كاملا أو إلى بعض بدنه كما مرّ ، ويسأل عن بعض العقائد وبعض الأعمال ويثاب ويعاقب بحسب ذلك وتضغط أجساد بعضهم وإنّما السؤال والضغطة في الأجساد الأصلية وقد يدفعان عن بعض المؤمنين كمن لقن كما مرّ ، أو مات في ليلة الجمعة ، أو يومها أو غير ذلك ممّا مرّ وسيأتي في الأخبار ثمَّ تتعلق الروح بالأجساد المثالية اللطيفة الشبيهة بأجسام الجن والملائكة المضاهية في الصورة للأبداًن الأصلية فينعم ويعذب فيها ، ولا يبعد أن يصل إليه الآلام بعض ما يقع على الأجساد الأصلية لسبق تعلق الروح بها كبيت كان لرجل وخرج منه وخرب فإن له تعلقاً ما بذلك البيت ويتألم بما يقع عليه وبذلك يستقيم جميع ما ورد في ثواب القبر وعذابه واتساع القبر وضيقه وحركة الروح وطيرانه في الهواء وزيارته لأهله ورؤية الأئمةعليهم‌السلام بأشكالهم وصورهم ومشاهدة أعدائهم معذبين وسائر ما ورد في أمثال ذلك ، وهذا يتم على تجسم الروح وتجرده وإن كان يمكن تصحيح بعض الأخبار بالقول بتجسم الروح

٢٢٠