مرآة العقول الجزء ١٤

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 277

مرآة العقول

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
تصنيف: الصفحات: 277
المشاهدات: 24661
تحميل: 6536


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 277 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 24661 / تحميل: 6536
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 14

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أبى قال ها أنتم قد أمرتكم فعصيتموني.

٧ - وبهذا الإسناد قال ثلاثة يحتج عليهم الأبكم والطفل ومن مات في الفترة فترفع لهم نار فيقال لهم ادخلوها فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ومن أبى قال تبارك وتعالى هذا قد أمرتكم فعصيتموني.

(باب النوادر )

١ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن نوح بن شعيب ، عن شهاب بن عبد ربه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن الجنب يغسل الميّت أو من غسل ميتا له أن يأتي أهله ثمَّ يغتسل فقال سواء لا بأس بذلك إذا كان جنبا غسل يده وتوضّأ وغسل الميّت فإن غسل ميتاً ثمَّ توضأ ثمَّ أتى أهله يجزئه غسل واحد لهما.

٢ - عليّ ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن السّكونيّ ، عن أبي عبد الله

_________________________________________________

الحنث الإثمَّ والذنب يقال : بلغ الغلام الحنث : أيّ المعصية والطاعة ، والمعتوه المغلوب على عقله.

الحديث السابع : حسن. والمراد بالأبكم هو الأصم الأبكم الذي لم يتم عليه الحجّة في الدنيا.

باب النوادر

الحديث الأول : حسن. ويدلّ على استحباب الوضوء للجنب إذا أراد غسل الميّت وكذا لمن وجب عليه غسل المس إذا أراد الجماع ، وعلى جواز تغسيل الجنب الميّت ، وقال في الدروس : منع الجعفي من مباشرة الجنب والحائض الغسل وهو نادر.

الحديث الثاني : ضعيف. على المشهور والإيثاق إما على الحقيقة وإن لم نر الوثاق ، أو هو كناية عن إن بعد رؤيته لا تبقى له قوة تقدر على الحركة ، وقال الوالد (ره) يوثقه بالبشارة بما أعد الله له أو بإراءة الجنّة ومراتبها المعدّة له أو

٢٤١

عليه‌السلام قال إن الميّت إذا حضره الموت أوثقه ملك الموت ولو لا ذلك ما استقر.

٣ - أبو عليّ الأشعريّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن أبي محمّد الهذلي ، عن إبراهيم بن خالد القطان ، عن محمّد بن منصور الصيقل ، عن أبيه قال شكوت إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام وجداً وجدته على ابن لي هلك حتّى خفت على عقلي فقال إذا أصابك من هذا شيء فأفض من دموعك فإنه يسكن عنك.

٤ - عليّ بن إبراهيم رفعه قال لما مات ذر بن أبي ذر مسح أبو ذر القبر بيده ثمَّ قال رحمك الله يا ذر والله إن كنت بي باراً ولقد قبضت وإني عنك لراض أما والله ما بي فقدك وما عليّ من غضاضة وما لي إلى أحد سوى الله من حاجة ولو لا هول المطلع لسرني أن أكون مكانك ولقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك

_________________________________________________

بمشاهدته كما ترى أنه إذا رأى الشخص أسدا كأنه يتوثق ولا يمكنه الحركة أو بأنياب المنية أو بغير ذلك ممّا لا يعلمه إلّا الله تعالى وحججهعليهم‌السلام .

الحديث الثالث : مجهول. ويدلّ على استحباب البكاء مع شدة المصيبة وأنه موجب لتسكين الوجد والحزن.

الحديث الرابع : مرفوع.

قولهعليه‌السلام : « إن كنت » كلمة إن مخففة من المثقلة.

قولهعليه‌السلام : « ما بي فقدك » أيّ ليس عليّ بأس وحزن من فقدك وما أوقع بي فقدك مكروها ، والحاصل ليس بي حزن فقدك ، وربمّا يقال الباء للسببيّة أيّ لم يكن فقدك وموتك بفعليّ بل كان بقضاء الله تعالى ، ولا يخفى عدم مناسبته للمقام والغضاضة الذلة والمنقصة ، وقال في النهاية : في الحديث لو أن لي ما في الأرض جميعاً لافتديت به من هول المطلع يريد به الموقف يوم القيمة ، أو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت ، فشبه بالمطلع الذي يشرف عليه من موضع عال انتهى.

٢٤٢

والله ما بكيت لك ولكن بكيت عليك فليت شعري ما ذا قلت وما ذا قيل لك ثمَّ قال اللّهمّ إني قد وهبت له ما افترضت عليه من حقي فهب له ما افترضت عليه من حقك فأنت أحق بالجود مني.

٥ - عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عثمان بن عيسى ، عن عدّة من أصحابنا قال لما قبض أبو جعفرعليه‌السلام أمرّ أبو عبد اللهعليه‌السلام بالسراج في البيت الذي كان يسكنه حتّى قبض أبو عبد اللهعليه‌السلام ثمَّ أمرّ أبو الحسنعليه‌السلام بمثل ذلك في بيت أبي عبد اللهعليه‌السلام حتّى خرج به إلى العراق ثمَّ لا أدري ما كان.

_________________________________________________

قولهعليه‌السلام : ولقد شغلني الحزن لك أيّ في أمرّ الآخرة عن الحزن عليك أيّ على مفارقتك ، والله ما بكيت لك أيّ لفراقك ولكن بكيت عليك أيّ للإشفاق عليك أو على ضعفك وعجزك عن الأهوال التي إمامك فليت شعري أيّ علمي ، قال الجوهري : شعرت بالشيء بالفتح أشعر به أيّ فطنت له.

الحديث الخامس : ضعيف. على المشهور ويدلّ على استحباب الإسراج في في بيوت وفاة الأئمةعليهم‌السلام بل مشاهدهم بالطريق الأولى ، وأما بيوت وفاة غيرهم ففيه إشكال لظهور الاختصاص ، وقال المحقّق في المعتبر : ويسرج عنده إن مات ليلا ذكر ذلك الشيخان وروى سهل بن زياد إلى آخر الخبر ، وسهل ضعيف ، وعثمان واقفي ، والرواية حكاية حال فهي ساقطة لكنه فعل حسن ، وقال الشيخان يسرج عنده إلى الصباح وهو حسن أيضاً ، لأن علة الإسراج غايتها الصباح وقال السيّد في المدارك : اعترض المحقّق الشيخ عليّ (ره) بأن ما دل عليه الحديث غير المدعى وقال : إلّا أن اشتهار الحكم بينهم كاف في ثبوته للتسامح في أدلة السنن وقد يقال : إن ما تضمنه الحديث يندرج فيه المدعى ، أو يقال : إن استحباب ذلك يقتضي استحباب الإسراج عند الميّت بطريق أولى ، والدلالة واضحة لكن السنّد ضعيف جداً.

٢٤٣

٦ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن أوّل من جعل له النعش فقال فاطمةعليها‌السلام .

٧ - محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسن ، عن عمرو بن سعيد ، عن مصدق بن صدقة ، عن عمّار بن موسى ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سئل عن الميت

_________________________________________________

الحديث السادس : حسن. والأخبار في ذلك كثيرة أوردتها في كتاب بحار الأنوار ، وقد ورد في بعضها أن الملائكة علمتها ذلك وصورته لها ، وروى الصدوق في علل الشرائع عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لما نعي إلى فاطمةعليها‌السلام نفسها أرسلت إلى أم أيمن وكانت أوثق نسائها عندها وفي نفسها فقالت : يا أم أيمن إن نفسي نعيت إلى فادعي لي عليّاً فدعته لها فلمّا دخل عليها قالت له يا ابن العم أريد أن أوصيك بأشياء فاحفظها عليّ فقال : لها قولي ما أحببته قالت : له تزوج فلانة تكون لولدي من بعدي مثلي ، واعمل نعشي رأيت الملائكة قد صورته لي فقال : لها عليّعليه‌السلام أريني كيف صورته ، فأرته ذلك كما وصف لها وكما أمرت به ثمَّ قالت فإذا أنا قضيت نحبي فأخرجني من ساعتك ، أيّ ساعة كانت من ليل أو نهار ولا يحضرن أحد من أعداء الله وأعداء رسوله للصلاة على ، الخبر.

الحديث السابع : موثّق. واعلم أن المسلمين القائلين بالمعاد والجسماني لهم في دفع شبهة الملاحدة المنكرين المتشبثين بامتناع إعادة المعدوم طرق.

الأول : منع امتناعها وهو الحق إذ لم يقم دليل تام على امتناعها ، وما ذكروه في ذلك شبهة ضعيفة ، وادعاؤهم البداهة طريف مع اختلاف أكثر المسلمين فيه ، بل يمكن ادعاء البداهة على خلافه إذ إيجاده بعد العدم الصرف لو كان جائزا فبعد طريان الوجود عليه مرة. لم صار وجوده ممتنعاً؟ وقد أشار سبحانه إليه بقوله «قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أوّل مَرَّةٍ »(١) وما ذكره بعضهم من أنه من قبيل

__________________

(١) سورة يس : ٧٩.

٢٤٤

يبلى جسده ؟ قال : نعم حتّى لا يبقى له لحم ولا عظم إلّا طينته الّتي خلق منها

_________________________________________________

الطفرة في الزّمان فهو باطل لأنا لو قلنا إنّ وجوده باق مستمرّ - ولا يمرّ عليه جزء من الزمان يكون شبيهاً بالطفرة وليس كذلك بل هو شبيه بإعدام الله تعالى المتحرك في جزء من المسافة وإيجاده في جزء آخر منه ، واستحالته عين المتنازع فيه ، ولتفصيل هذا الكلام مقام آخر.

الثاني : القول بعدم انعدام جزء منه بأن يقال ليس الجسم إلّا الصورة الجسمية وهو باق عند الاتصال والانفصال ، فعلى القول بعوده لا يلزم القول بإعادة المعدوم كما اختاره نصير الملة والدين (ره).

الثالث : القول بعدم انعدام جزء منه بناء على القول بأن الجسم مركب من الأجزاء التي لا يتجزى وأن الأجسام كلّها متفقة الحقيقة ، وإنّما تجتمع تلك الأجزاء في الحشر ولا ينعدم شيء منه في القبر ، ويرد على هذين القولين أنه لا ريب في انعدام التشخص الذي به يمتاز زيد عن عمرو ، فإن عاد هذا التشخص بعينه يلزم إعادة المعدوم وإن لم يعد يلزم عدم عود الشخص بعينه ، فاضطروا إلى القول بأن تشخص الإنسان بالأجزاء الأصلية التي لا تبلى في القبر ولا تصير جزء لحيوان آخر إذا أكله ، والتغييرات التي تعتري الإنسان من أوّل العمرّ إلى آخره من الصغر والكبّر والنمو والذبول والسمن والهزال لا ينافي بقاء تشخصه فكذا الحالات التي تعتريه في القبر لا ينافي بقاء تشخصه مع بقاء الأجزاء الأصلية ، وربمّا أيدوا ذلك بأخبار رووه في ذلك.

قال في النهاية : فيه كلّ ابن آدم يبلى إلّا العجب ، وفي رواية : الأعجب الذنب ، العجب بالسكون العظم الذي في أسفل الصلب عند العجز ، وهو العسيب من الدواب.

الرابع : القول بالهيولى والصورة كما هو المشهور بين الحكماء والتزام

٢٤٥

فإنّها لا تبلى ،تبقى في القبر مستديرة حتّى يخلق منها كما خلق أوّل مرة

_________________________________________________

انعدام الصورة الجسمية وعود مثلها مع بقاء الهيولى بعينها وهم يقولون بأن مدرك اللذات والآلام إنّما هو الروح ، والبدن آلة لذلك وإنما نقول بعود الجسد بعينه للنصوص وهي لا تدل على أكثر من حفظ مادة البدن وعود الصورة الشبيهة بالصورة الأولى بحيث لو رآه أحد لقال هو فلان ، وربمّا يؤيد ذلك ببعض الايات والأخبار كما قال تعالى «أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ »(١) وقال سبحانه «كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها »(٢) وما روي أنّ أهل الجنّة جرد مرد وغير ذلك ، فإذا عرفت ذلك فصاحب كلّ مسلك يحمل هذا الحديث على ما يوافق مسلكه في ذلك ، فالقائلون بالجزء يحملون الطينة عليه وكونها مستدبرة على عدم كونها قابلة للقسمة ، والقائلون بالأجزاء الأصلية عليها والقائلون باجتماعها في عجب الذنب يقولون إنّه عظم مستدير وهو لا يبلى في القبر ، وعليه يتركب البدن في الحشر ، والقائلون بالهيولى أو الصورة الجسمية فقط يحملون الاستدارة على تنقل الأحوال وأنواع الاستحالات والتغييرات الواردة على الهيولى أو على الصورة من قولهم دار يدور دورانا ويؤيد بأن في بعض نسخ الفقيه مستديمة ، فالطينة مستديمة في جميع مراتب التغيير دائرة منتقلة. من حال إلى حال مع بقائها في ذاتها حتّى يخلق منها كالخلق أوّل مرة فكلّ يحمل الخبر على شاكلته ، وربّك أعلم بمن هو أهدى سبيلاً.

قال : بعض المتأخرين ممن يسلك مسالك الفلاسفة الأقدمين لعلهعليه‌السلام عني بطينته التي خلق منها وهي تبقى ولا تبلى مادته التي هي هيولاه الشخصية الباقية بشخصها وعينها مع تبدلات الصور المتفاسدة المتواردة عليها وبقاؤها في القبر مستديرة

__________________

(١) سورة يس : ٨١.

(٢) سورة النساء : ٥٦.

٢٤٦

٨ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه وأحمد بن محمّد الكوفيّ ، عن بعض أصحابه ، عن صفوان بن يحيى ، عن يزيد بن خليفة الخولاني وهو يزيد بن خليفة الحارثي قال سأل عيسى بن عبد الله أبا عبد اللهعليه‌السلام وأنا حاضر فقال تخرج النساء إلى الجنازة وكانعليه‌السلام متكئاً فاستوى جالساً ثمَّ قال إن الفاسق عليه لعنة الله آوى

_________________________________________________

إما عند فساد التركيب والانحلال إلى البسائط إذ شكلّ البسيط الاستدارة ، أو كناية عن سعة استعدادها وسذاجة خلقها في حد وحدتها الشخصية المبهمة عن جميع الصور التي هي مستعدّة لها وحاملة لإمكانّها الاستعدادي لأن المستدير أوسع الأشكال وخال عن المفاصل والمقاطع والنهايات وعري عن الحدود والزوايا والأضلاع بالفعل ثمَّ ذكر رواية عجب الذنب. وقال : هو كناية عن الهيولى الباقية في أطوار زوال الصورة الجسدية وتبدل الصور المتفاسدة المتواردة عليها وبقاء تعلق النفس ببدنها الشخصي من حيث هيولاه الشخصية الباقية عند الموت ، وفي زمان البرزخ مع انقطاع تعلقها به وانصرام علاقتها بتدبيره من حيث صورته الزائلة ومزاجه الفاني وقوامه المنصرم ، وذلك التعلق المستمرّ الانحفاظ من حيث المادة مرجح عودها إليه وإرجاعها إلى تدبيره بصورة أخرى مستأنفة مثل الصورة الأولى الفاسدة عند الحشر الجسماني بإذن بارئها الفعال الحكيم انتهى.

وربمّا يأوّل عجب الذنب بالطينة التي وردت في رواية الكتاب بناء على أنه كناية عن أصل الشيء وآخره ومنتهاه ، فإن الطينة أيضاً أصل خلقة الشيء ومنتهاه أوّلاً وآخراً.

الحديث الثامن : مجهول. والمراد بالفاسق عثمان ( لعنه الله ).

قولهعليه‌السلام : " وكان ممن نذر رسول الله كأنّه على بناء التفعيل.

يقال : نذر الشيء أسقط وأنذره أسقطه وفي بعض النسخ ممن هدر وهو أظهر ، وفي النهاية المشجب بكسر الميم عيدان تضم رءوسهما وتفرج بين قوائمها وتضع عليها

٢٤٧

عمه المغيرة بن أبي العاص وكان ممن هدر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دمه فقال لابنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا تخبري أباك بمكانه كأنه لا يوقن أن الوحي يأتي محمدا فقالت ما كنت لأكتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عدوه فجعله بين مشجب له ولحفه بقطيفة فأتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوحي فأخبره بمكانه فبعث إليه علياعليه‌السلام وقال اشتمل على سيفك ائت بيت ابنة ابن عمك فإن ظفرت بالمغيرة فاقتله فأتى البيت فجال فيه فلم يظفر به فرجع إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره فقال يا رسول الله لم أره فقال إن الوحي قد أتاني فأخبرني أنه في المشجب.

ودخل عثمان بعد خروج عليّعليه‌السلام فأخذ بيد عمه فأتى به إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فلمّا رآه أكب عليه ولم يلتفت إليه وكان نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حييا كريما فقال يا رسول الله هذا عمي هذا المغيرة بن أبي العاص وفد والذي بعثك بالحق آمنته قال أبو عبد اللهعليه‌السلام وكذب والذي بعثه بالحق ما آمنه فأعادها ثلاثاً وأعادها أبو

_________________________________________________

الثياب ، وقد تعلق عليه الإداوة لتبريد الماء وهو من تشاجب إذا اختلط.

وفي الصحاح لحفت الرجل ، طرحت عليه اللحاف ، أو غطيته بثوب.

قولهعليه‌السلام « أكب » أيّ نكس رأسه ولم يرفعه لئلا يقع نظره عليه ، وإنمّا فعل ذلك لأنه كان حييا كريما ولا يريد أن يشافهه بالرد.

قولهعليه‌السلام : « آمنته » على صيغة الخطاب أو التكلم أيّ آمنته في الحرب قبل أن يأتي بالمدينة فدخل بأماني ، وعلى التقديرين كان كذباً لأن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكن آمنه بل كان هدر دمه وعثمان أيضاً لم يكن لقيه قبل دخول المدينة وروى الراوندي في الخرائج الخبر عن محمّد بن عبد الحميد ، عن عاصم بن حميد ، عن يزيد بن خليفة ، قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام قاعداً فسأله رجل من القميين أتصلّي النساء على الجنائز؟ فقال : إن المغيرة بن أبي العاص ادعى أنه رمى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فكسرت رباعيته وشق شفتيه وكذب ، وادعى أنه قتل حمزة وكذب فلمّا كان يوم

٢٤٨

عبد اللهعليه‌السلام ثلاثاً أنى آمنه إلّا أنه يأتيه عن يمينه ثمَّ يأتيه عن يساره فلمّا كان في الرابعة رفع رأسه إليه فقال له قد جعلت لك ثلاثاً فإن قدرت عليه بعد ثالثة قتلته فلمّا أدبر قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللّهمّ العن المغيرة بن أبي العاص والعن من يؤويه والعن من يحمله والعن من يطعمه والعن من يسقيه والعن من يجهزه والعن من يعطيه سقاء أو حذاء أو رشاء أو وعاء وهو يعدهن بيمينه وانطلق به عثمان فآواه وأطعمه وسقاه وحمله وجهزه حتّى فعل جميع ما لعن عليه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من يفعله به ثمَّ أخرجه في اليوم الرابع يسوقه فلم يخرج من أبيات المدينة حتّى أعطب الله راحلته ونقب حذاه وورمت قدماه فاستعان بيديه وركبتيه وأثقله جهازه حتّى وجس به فأتى شجرة فاستظل بها لو أتاها بعضكم ما أبهره ذلك فأتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوحي فأخبره بذلك فدعا علياًعليه‌السلام فقال خذ سيفك وانطلق أنت وعمار وثالث لهم فأت

_________________________________________________

الخندق ضرب على أذنيه فنام فلم يستيقظ حتّى أصبح فخشي أن يؤخذ فتنكر وتقنع بثوبه. وجاء إلى منزل عثمان يطلبه وتسمى باسم رجل من بني سليم كان يجلب إلى عثمان الخيل والغنم والسمن فجاء عثمان فأدخله منزله ، وقال : ويحك ما صنعت ادعيت أنك رميت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وادعيت إنّك شققت شفتيه ، وكسرت رباعيته ، وادعيت أنّك قتلت حمزة ، فأخبره بما لقي وأنه ضرب على أذنه ، فلمّا سمعت ابنة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما صنع بأبيها وعمها صاحت فأسكتها عثمان ، ثمَّ خرج عثمان إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو جالس في المسجد فاستقبله بوجهه وقال يا رسول الله : إنّك آمنت عمي المغيرة وكذب ، فصرف عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وجهه ، ثمَّ استقبله من الجانب الأخر فقال : يا رسول الله إنك آمنت عمي المغيرة وكذب فصرف رسول الله وجهه عنه ثمَّ قال : آمناه وأجلناه ثلاثاً وساق الحديث نحوا ممّا في المتن فظهر أن الخطاب أظهر وأنّه لا وجه له لمن قرأ أمنته على بناء التفعيل بصيغة المتكلّم أيّ جعلته مؤمناً لكن في خبر الكتاب. التكلّم أظهر لـمّا ستعرف.

٢٤٩

المغيرة بن أبي العاص تحت شجرة كذا وكذا فأتاه عليّعليه‌السلام فقتله فضرب عثمان بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال أنت أخبرت أباك بمكانه فبعثت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تشكو ما لقيت فأرسل إليها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اقني حياءك ما أقبح بالمرأة ذات حسب ودين في كلّ يوم تشكو زوجها فأرسلت إليه مرات كلّ ذلك يقول لها ذلك فلمّا كان في الرابعة دعا علياًعليه‌السلام وقال خذ سيفك واشتمل عليه ثمَّ ائت بيت ابنة ابن عمك فخذ بيدها فإن حال بينك وبينها أحد فاحطمه بالسيف وأقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كالواله من منزله إلى دار عثمان فأخرج عليّعليه‌السلام ابنة رسول الله فلمّا نظرت إليه رفعت صوتها بالبكاء واستعبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبكى ثمَّ أدخلها منزله وكشفت

_________________________________________________

قولهعليه‌السلام : « فأعادها ثلاثاً » هذا من كلام الإمامعليه‌السلام والضمير راجع إلى كلام عثمان بتأويل الكلمة ، أو الجملة أيّ أعاد قوله والذي بعثك بالحق إني آمنته وقوله وأعادها أبو عبد اللهعليه‌السلام ثلاثاً كلام الراوي أيّ أنهعليه‌السلام كلما أعاد كلام عثمان أتبعه بقوله والذي بعثه بالحق نبيا ما آمنه ، وقوله إني آمنته بيان لمرجع الضمير في قوله أعادها أوّلاً وأحال المرجع في الثاني على الظهور ، ويحتمل أن يكون قوله إني آمنته بدلا عن الضمير المؤنث في الموضعين معاً بأن يكون مراد الراوي أنهعليه‌السلام لم يقل فأعادها ثلاثاً بل كرر القول بعينه ثلاثاً ، فيحتمل أن يكونعليه‌السلام كرر والذي بعثه أيضاً وأحال الراوي على الظهور ، أو يكون المراد إلى آخره ، وأن يكونعليه‌السلام قال ذلك مرة بعد الأولى أو بعد الثالثة ، وعلى التقادير قولهإلّا أنه استثناء من قولهما آمنه أيّ لم يكن آمنه إلّا أنه أيّ عثمان يأتي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عن يمينه وعن شماله ويلح ويبالغ ليأخذ منهعليه‌السلام الأمان وفي بعض النسخ إني آمنه على صيغة الماضي الغائب فأنى بالفتح والتشديد للاستفهام الإنكاري والاستثناء متعلق به لكن في أكثر النسخ بصيغة المتكلم.

قولهعليه‌السلام : « قد جعلت لك ثلاثاً » أيّ ثلاث ليال والرشاء ككساء الحبل.

٢٥٠

عن ظهرها فلمّا أن رأى ما بظهرها قال ثلاث مرات ما له قتلك قتله الله وكان ذلك يوم الأحد وبات عثمان ملتحفا بجاريتها فمكث الإثنين والثلاثاء وماتت في اليوم الرابع فلمّا حضر أن يخرج بها أمرّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمةعليها‌السلام فخرجتعليها‌السلام ونساء المؤمنين معها وخرج عثمان يشيع جنازتها فلمّا نظر إليه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال من أطاف البارحة بأهله أو بفتاته فلا يتبعن جنازتها قال ذلك ثلاثاً فلم ينصرف فلمّا كان في الرابعة قال لينصرفن أو لأسمين باسمه فأقبل عثمان متوكئا على مولى له ممسكاً ببطنه فقال يا رسول الله إني أشتكي بطني فإن رأيت أن تأذن

_________________________________________________

قولهعليه‌السلام : « وهو يعدهن » أيّ الإمامعليه‌السلام ، أو النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ونقب على المعلوم والضمير راجع إلى الله أو على المجهول.

قولهعليه‌السلام : « حتّى وجس به » الوجس الفزع أيّ خاف الموت على نفسه أو خيف عليه ، وفي بعض النسخ حسر به أيّ ( أعياً ) وفي بعضها وجربه.

قال الجوهري : وجرت منه بالكسر : خفت ، وفي بعضها بالخاء المعجمة والزاء ، أيّ طعن بالجهاز وأثر في بدنه ، والسمرة بضم الميم من شجر الطلح.

قولهعليه‌السلام : « ما أبهره » كلمة ما نافية ، والبهرة تتابع النفس للإعياء ، أيّ لم يمش مكاناً بعيداً مع هذه المشقة التي تحملها بل ذهب إلى مكان لو أتاه بعضكم من المدينة ماشياً لم يحصل له إعياء وتعب فأعجزه الله في هذه المسافة القليلة مع العدّة التي أعدها له عثمان بإعجاز النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال الجوهري : البهرة بالضم تتابع النفس ، وبالفتح المصدر يقال : ( بهره ) الحمل يبهره بهراً أيّ أوقع عليه البهر فانبهر أيّ تتابع نفسه ، وربمّا يقرأ على صيغة التعجب أيّ تنحى بعيداً عن الطريق ولم ينفعه ذلك وهو بعيد ، وقال الجوهري : قنيت الحياء بالكسر قنياناً أيّ لزمته قال : عنترة أقنى حياءك لا أبا لك واعلمي أني امرؤ سأموت إن لم أقتل ، والحطم الكسر وفي بعض النسخ بالخاء المعجمة يقال : خطمه

٢٥١

لي أنصرف قال : انصرف وخرجت فاطمةعليها‌السلام ونساء المؤمنين والمهاجرين فصلين على الجنازة.

٩ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النّوفليّ ، عن السّكونيّ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا أعد الرجل كفنه فهو مأجور كلما نظر إليه.

١٠ - وبهذا الإسناد أن أمير المؤمنينعليه‌السلام اشتكى عينه فعاده النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فإذا هو يصيح فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أجزعاً أم وجعاً فقال يا رسول الله ما وجعت وجعا قط أشد منه فقال يا عليّ إن ملك الموت إذا نزل لقبض روح الكافر نزل معه سفود من نار فينزع روحه به فتصيح جهنم فاستوى عليّعليه‌السلام جالساً فقال يا رسول الله أعد عليّ حديثك فلقد أنساني وجعي ما قلت ثمَّ قال هل يصيب ذلك أحداً من أمتك قال : نعم حاكم جائر وآكلّ مال اليتيم ظلما وشاهد زور.

_________________________________________________

يخطمه ضرب أنفه والتحف بالشيء تغطى به ، واللحاف ككتاب ما يلتحف به وزوجة الرجل ، ثمَّ إن الخبر يدلّ على استحباب اتباع النساء الجنائز ، والمشهور الكراهة للمنع الوارد في بعض الأخبار وأكثرها ضعيفة السنّد ، ويمكن حملها على النساء الأجانب والاستحباب على الأقارب ، أو المنع على ما إذا كان للتنزه لا للسنة ، كما هو الشائع.

الحديث التاسع : ضعيف على المشهور ويدلّ على استحباب إعداد الكفن قبل الموت والنظر إليه.

الحديث العاشر : مثله.

قولهعليه‌السلام : « أجزعاً » هو مفعول له لفعل محذوف أيّ التصيح جزعا ، أيّ هل هذا من الجزع وقلة الصبر ، أو أن الوجع شديد بحيث لا يمكنك الصبر عليه.

وقولهعليه‌السلام : « ما وجعت » آه ليس مثل قول الناس لم يبتل به أحد ليكون شكاية وكذباً بل أخبرعليه‌السلام بأنّه وجع شديد لم يلحقني مثله قبل ذلك وكان كذلك وفي ( القاموس ) السفود بالتشديد كتنور الحديدة التي يشوي به اللحم.

٢٥٢

١١ - وبهذا الإسناد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مستريح ومستراح منه أما المستريح فالعبد الصالح استراح من غم الدنيا وما كان فيه من العبادة إلى الراحة ونعيم الآخرة وأما المستراح منه فالفاجر يستريح منه الملكان اللذان يحفظان عليه وخادمه وأهله والأرض التي كان يمشي عليها.

١٢ - عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن النّوفليّ ، عن السّكونيّ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا أعد الرجل كفنه فهو مأجور كلما نظر إليه.

١٣ - سهل بن زياد وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن عليّ بن رئاب قال سمعت أبا الحسن الأولعليه‌السلام يقول إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها وأبواب السماء التي كان يصعد أعماله فيها وثلم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء لأن المؤمنين حصون الإسلام كحصون سور المدينة لها

_________________________________________________

الحديث الحادي عشر : مثله. واستراحة الأرض على المجاز ، أيّ لو كان لها شعور لكانت تتأذى بمشيه عليها ، أو كناية عن أنه يظهر أثر وجوده في الأرض أيضاً لمنع بركات السماء والأرض بشؤمه ، أو المراد استراحة الملائكة الذين يسكنون الأرض بحذف مضاف.

الحديث الثاني عشر : مثله.

الحديث الثالث عشر : حسن. كالصحيح والمراد ببكاء البقاع والأبواب بكاء أهلها ، أو البكاء التقديري كما مرّ ، أو هو كناية عن تعطلها وذهاب آثاره عنها وظهور آثار موته عليها وكثيراً ما يعبّر عن شدة المصيبة بذاك فيقال بكت عليه السماء والأرض وقال : تعالى في تهوين فقد الكفار «فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ » والثلمة : كبرمة الخلل الواقع في الحائط وغيره ، والجمع. ثلم كبرم ، ولعلّ المراد بالحصن أجزاؤه وبروجه.

٢٥٣

١٤ - سهل بن زياد ، عن محمّد بن عليّ ، عن إسماعيل بن يسار ، عن عمرو بن يزيد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا حضر الميّت أربعون رجلاً فقالوا اللّهمّ إنا لا نعلم منه إلّا خيراً قال الله عز وجل قد قبلت شهادتكم وغفرت له ما علمت ممّا لا تعلمون.

١٥ - سهل ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عامرّ بن عبد الله قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول كان على قبر إبراهيم ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عذق يظله من الشمس يدور حيث دارت الشمس فلمّا يبس العذق درس القبر فلم يعلم مكانه.

١٦ - الحسين بن محمّد ، عن عبد الله بن عامرّ ، عن عليّ بن مهزيار ، عن حمّاد بن عيسى ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كان البراء بن معرور التميمي الأنصاري بالمدينة وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بمكة وإنه حضره الموت وكان

_________________________________________________

الحديث الرابع عشر : ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام : « فقالوا » أيّ في الصلاة أو الأعم وهو أظهر ، ويدلّ على الاستحباب ذكر الميّت بخير وإن علم منه الشر إذا كان مؤمناً.

الحديث الخامس عشر : ضعيف. على المشهور والعذق النخلة بحملها ، أو بالكسر القنو منها والمراد هنا الأول ودورانه حيث دارت الشمس من إعجاز النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لئلا تقع الشمس على القبر وكذا دروس القبر لبعض المصالح التي لا تظهر لنا ويحتمل أن يكون ذهاب النخلة صارت لعدم علم الناس بموضع القبر فاندرس وذهب.

الحديث السادس عشر : صحيح والبراء بالفتح والمد من أصحاب العقبة الأولى ومن البقاء.

قولهعليه‌السلام : « فأوصى » لعله لم يكن في شرعهم تعيين لتوجيه الميّت إلى جانب

٢٥٤

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمون يصلون إلى بيت المقدس فأوصى البراء إذا دفن أن يجعل وجهه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى القبلة فجرت به السنّة وأنه أوصى بثلث ماله فنزل به الكتاب وجرت به السنّة.

١٧ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال جاء جبرئيل إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال يا محمّد عش ما شئت فإنّك ميت وأحبب من شئت فإنّك مفارقه واعمل ما شئت فإنك لاقيه.

١٨ - ابن أبي عمير ، عن أيوب ، عن أبي عبيدة قال قلت لأبي جعفرعليه‌السلام حدّثني ما أنتفع به فقال يا أبا عبيدة أكثر ذكر الموت فإنه لم يكثر ذكره إنسان

_________________________________________________

وكانوا مخيرين في الجهات فاختار هذه الجهة للاستحسان العقلي ، أو لما ثبت عنده شرعاً من تعظيم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله فعلى الأول يدلّ على حجية تلك الاستحسانات أو على أن الإنسان يثاب على ما يفعله موافقاً للواقع وإن لم يكن مستندا إلى دليل معتبر كما اختاره الفاضل الأردبيلي (ره) ، وعلى الثاني على جواز العمل بتلك العمومات كتقبيل الأعتاب الشريفة وكتب الأخبار وتعظيم ما ينسب إليهم بما يعد تعظيما عرفا.

قولهعليه‌السلام : « فنزل به الكتاب » أيّ بأصل الوصية ، أو يظهر من بطن الكتاب وإن لم يكن نعرفه من ظاهره.

الحديث السابع عشر : حسن.

قولهعليه‌السلام : « عش ما شئت » شبيه بأمرّ التسوية ، والحاصل أنه ليس الغرض منه الأمرّ بل مساواة أنواع العيش في انتهائها إلى الموت وعدم بقاء اللذات والآلام وانصرامها جميعاً ، وكذا قوله « واعمل ما شئت » أيّ أعمال الخير والشر مساوية في كونها مستعقبة للجزاء ، وحملها على أمرّ التهديد لا يناسب رفعة شأن المأمور ، إلّا أن يقال : المخاطب بها حقيقة الأمة.

الحديث الثامن عشر : حسن. ويدلّ على استحباب كثرة ذكر الموت.

٢٥٥

إلّا زهد في الدنيا.

١٩ - ابن أبي عمير ، عن الحكم بن أيمن ، عن داود الأبزاري ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال مناد ينادي في كلّ يوم ابن آدم لد للموت واجمع للفناء وابن للخراب.

٢٠ - ابن أبي عمير ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال شكوت إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام الوسواس فقال يا أبا محمّد اذكر تقطع أوصالك في قبرك ورجوع أحبابك عنك إذا دفنوك في حفرتك وخروج بنات الماء من منخريك وأكلّ الدود لحمك فإن ذلك يسلي عنك ما أنت فيه قال أبو بصير فو الله ما ذكرته إلّا سلى عني ما أنا فيه من هم الدنيا.

٢١ - أبو عليّ الأشعريّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن ابن فضّال ، عن عليّ بن عقبة ، عن أسباط بن سالم مولى أبان قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك يعلم ملك الموت بقبض من يقبض قال لا إنما هي صكاك تنزل من السماء اقبض نفس فلان بن فلان.

٢٢ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال

_________________________________________________

الحديث التاسع عشر : مجهول. وقوله مناد : مبتدأ وهو في قوّة النكرة الموصوفة واللام في المواضع للعاقبة.

الحديث العشرون : ضعيف. على المشهور والمراد بالوسواس هنا فكر الدنيا وغمها وبنات الماء الديدان التي تتولد من الرطوبات

الحديث الحادي والعشرون : مجهول ، قولهعليه‌السلام : « يعلم ملك الموت » أيّ قبل حلول الأجل ، والصك بالفتح الكتاب والجمع صكاك بالكسر.

الحديث الثاني والعشرون : حسن.

٢٥٦

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام ما من أهل بيت شعر ولا وبر إلّا وملك الموت يتصفحهم في كلّ يوم خمس مرات.

٢٣ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان عمن أخبره ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من كان معه كفنه في بيته لم يكتب من الغافلين وكان مأجوراً كلما نظر إليه.

٢٤ - عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن المفضل بن صالح ، عن زيد الشحام قال سئل أبو عبد اللهعليه‌السلام عن ملك الموت يقال الأرض بين يديه

_________________________________________________

قولهعليه‌السلام : « ولا وبر » لعلّ الأظهر ( ولا مدر ) على البدل كما في بعض النسخ ، أو الاجتماع ، والخمس مرات لعلها في أوقات الصلوات ليعلم كيف مواظبتهم عليها فينزع روحهم بالعسر واليسر بحسبها ، وفي القاموس : ( صفح القوم وورق المصحف ) كمنع عرضها واحداً واحداً وفي الأمرّ نظر كتصفح ، وروى عليّ بن إبراهيم في تفسيره بهذا السنّد في خبر المعراج أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله لقي ملك الموت فقال : يا ملك الموت أكلّ من مات أو هو ميت فيما بعد أنت تقبض روحه؟ قال : نعم قلت : وتحضرهم بنفسك؟ قال : نعم ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها الله لي ومكنني منها إلّا كدرهم في كف الرجل يقلبه كيف يشاء وما من دار في الدنيا إلّا وأدخلها في كلّ يوم خمس مرات ، وأقول : إذا بكى أهل الميّت على ميتهم لا تبكوا عليه فإن لي إليكم عودة وعودة حتّى لا يبقى منكم أحد ، قال : رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كفى بالموت طامة يا جبرائيل فقال : جبرئيل ما بعد الموت أطم وأعظم من الموت.(١)

الحديث الرابع والعشرون : ضعيف. والايات والأخبار بعضها تدل على أن قابض الأرواح هو ملك الموت وبعضها على أن جمعاً من الملائكة موكلون بها ، وبعضها على أن الله تعالى هو المتوفى ، وروى أحمد بن أبي طالب الطبرسي في كتاب الاحتجاج في خبر الزنديق المدعي للتناقض في القرآن قال : أمير المؤمنين

__________________

(١) أقول ليس في الأصل شرح للحديث الثالث والعشرون.

٢٥٧

كالقصعة يمد يده منها حيث يشاء قال نعم.

٢٥ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن أبي المغراء قال حدثني يعقوب الأحمرّ قال دخلنا على أبي

_________________________________________________

صلوات الله عليه في قوله تعالى : «اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها »(١) و قوله : «يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ »(٢) : و «تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا »(٣) ، و «تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ »(٤) و «الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ »(٥) قال :عليه‌السلام فهو تبارك وتعالى أجل وأعظم من أن يتولى ذلك بنفسه ، وفعل رسله وملائكته فعله لأنّهم بأمره يعملون فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلاً وسفرة بينه وبين خلقه وهم الذين قال الله فيهم : «اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ »(٦) فمن كان من أهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة ومن كان من أهل المعصية تولى قبض روحه ملائكة النقمة ، ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره وفعلهم فعله وكلّ ما يأتونه منسوب إليه فإذا كان فعلهم فعل ملك الموت وفعل ملك الموت فعل الله لأنّه يتوفى الأنفس على يد من يشاء ويعطي ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء ، وإن فعل أمناؤه فعله كما قال : «وَما تَشاؤُنَ إلّا أَنْ يَشاءَ اللهُ »(٧) وتفصيل القول : في ذلك موكول إلى كتابنا الكبير.

الحديث الخامس والعشرون : صحيح.

قولهعليه‌السلام : « ثمَّ يأخذ الأرض » أقول هو إشارة إلى قوله سبحانه «وَالْأَرْضُ جميعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ »(٨) قال الطبرسي ( قدس الله

__________________

(١) سورة الزمر : ٤٢.

(٢) سورة السجدة : ١١.

(٣) سورة الأنعام : ٦١.

(٤ و ٥) سورة النحل :٣٢ و ٢٨.

(٦) سورة الحج ٧٥.

(٧) سورة الإنسان : ٣٠.

(٨) سورة الزمرّ : ٦٧.

٢٥٨

عبد اللهعليه‌السلام نعزيه بإسماعيل فترحم عليه ثمَّ قال إن الله عز وجل نعى إلى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه فقال «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَأنّهم مَيِّتُونَ » وقال «كلّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ » ثمَّ أنشأ يحدث فقال إنه يموت أهل الأرض حتّى لا يبقى أحد ثمَّ يموت أهل السماء حتّى لا يبقى أحد إلّا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيلعليهما‌السلام قال فيجيء ملك الموتعليه‌السلام حتّى يقوم بين يدي الله عز وجل فيقال له من بقي وهو أعلم فيقول يا رب لم يبق إلّا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيلعليهما‌السلام فيقال له قل لجبرئيل وميكائيل فليموتا فتقول الملائكة عند ذلك يا رب رسوليك وأمينيك فيقول إني قد قضيت على كلّ نفس فيها الروح الموت ثمَّ يجيء ملك الموت حتّى يقف بين يدي الله عز وجل فيقال له من بقي وهو أعلم فيقول يا رب لم يبق إلّا ملك الموت وحملة العرش فيقول قل لحملة العرش فليموتوا قال ثمَّ يجيء كئيبا حزينا لا يرفع طرفه فيقال من بقي فيقول يا ربّ لم يبق إلّا ملك الموت فيقال له مت يا ملك الموت فيموت ثمَّ يأخذ الأرض بيمينه والسماوات بيمينه ويقول أين الذين كانوا يدعون معي شريكا أين الذين كانوا يجعلون معي إلهاً آخر ؟

_________________________________________________

روحه ) القبضة في اللغة ما قبضت عليه بجميع كفك ، أخبر الله سبحانه عن كمال قدرته فذكر أن الأرض كلها مع عظمتها في مقدوره كالشيء الذي يقبض عليه القابض بكفّه فيكون في قبضته وهذا تفهيم لنا على عادة التخاطب فيما بيننا وكذاقوله «وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ »(١) أيّ يطويها بقدرته كما يطوي أحد منا الشيء المقدور له طيه بيمينه ، وذكر اليمين للمبالغة في الاقتدار ، والتحقيق للملك كما قال «أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ »(٢) وقيل معناه أنّها محفوظات مصونات بقوته واليمين

__________________

(١) سورة الزمر : ٦٧.

(٢) سورة النساء : ٣٦.

٢٥٩

٢٦ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن مفضل بن صالح ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرني جبرئيلعليه‌السلام أن ملكاً من ملائكة الله كانت له عند الله عز وجل منزلة عظيمة فتعتب عليه فأهبط من السماء إلى الأرض فأتى إدريسعليه‌السلام فقال إن لك من الله منزلة فاشفع لي عند ربّك فصلّى ثلاث ليال لا يفتر وصام أيامها لا يفطر ثمَّ طلب إلى الله تعالى في السحر في الملك فقال الملك إنك قد أعطيت سؤلك وقد أطلق لي جناحي وأنا أحبّ أن أكافيك فاطلب إلي حاجة فقال تريني ملك الموت لعليّ آنس به فإنه ليس يهنئني مع ذكره شيء فبسط جناحه ثمَّ قال اركب فصعد به يطلب ملك الموت في السّماء الدُّنيا فقيل له اصعد فاستقبله بين السماء الرابعة والخامسة فقال الملك يا ملك الموت ما لي أراك قاطباً قال العجب إني تحت ظل العرش حيث أمرت أن أقبض روح آدمي بين السماء الرابعة والخامسة فسمع

_________________________________________________

القوة فالمراد أنه تعالى يحفظ الأرض والسماوات بقدرته الكاملة بعد ما كانت محفوظة بالملائكة وسائر الخلق وقد جعل لكلّ شيء حفظة منها ، والله يعلم حقائق كلامه.

الحديث السادس والعشرون : ضعيف.

قولهعليه‌السلام : « فتعتب عليه » قال الجوهري : عتب عليه أيّ وجد عليه والتعتب مثله ، وقال الفيروزآبادي : القطب العبوس وقال : معض من الأمر كفرح غضب وشق عليه. فهو ماعض ومعض ومعضه تمعيظاً فامتعض انتهى ، وفي بعض النسخ انتقض وهو أظهر ، وقال الطبرسي (ره) في قوله تعالى «وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا »(١) أيّ عالياً رفيعاً وقيل : إنّه رفع إلى السماء الرابعة وقيل : إلى السادسة ، وقال : مجاهد رفع إدريس كما رفع عيسى وهو حي لم يمت ، وقال : آخرون إنه قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة ، وروي ذلك عن أبي جعفرعليه‌السلام وقيل : إن

__________________

(١) سورة مريم. ٥٧.

٢٦٠