مرآة العقول الجزء ١٦

مرآة العقول12%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 472

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 472 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 45801 / تحميل: 6400
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ١٦

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

أفطرنا فتقبله منا ذهب الظمأ وابتلت العروق وبقي الأجر.

٢ ـ الحسين بن محمد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال تقول في كل ليلة من شهر رمضان عند الإفطار إلى آخره الحمد لله الذي أعاننا فصمنا ورزقنا فأفطرنا اللهم تقبل منا وأعنا عليه وسلمنا فيه وتسلمه منا في يسر منك وعافية الحمد لله الذي قضى عنا يوما من شهر رمضان.

(باب )

(صوم الوصال وصوم الدهر )

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن حسان بن مختار قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ما الوصال في الصيام قال فقال إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لا وصال في صيام ولا صمت يوم إلى الليل ولا عتق قبل ملك.

٢ ـ أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال

قوله عليه‌السلام : « ذهب الظمأ » أقول : لا يبعد عدم كون قوله ذهب الظمأ من تتمة الدعاء بل يكون تحريصا على الصوم بعد إتمام الدعاء لكن الأصحاب جعلوه من تتمة الدعاء.

الحديث الثاني : مجهول وربما يعد حسنا.

قوله عليه‌السلام : « قضى عنا » أي وفقنا لأدائه.

باب صوم الوصال وصوم الدهر

الحديث الأول : مجهول.

قوله عليه‌السلام : « ما الوصال في الصيام » أي ما حكم الوصال لا حقيقته لينطبق الجواب عليه مع أنه يحتمل أن يكونعليه‌السلام أعرض عن الجواب تقية.

الحديث الثاني : صحيح وقد مر الكلام فيه.

٢٦١

الوصال في الصيام أن يجعل عشاءه سحوره.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال المواصل في الصيام يصوم يوما وليلة ويفطر في السحر.

٤ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن أبان ، عن زرارة قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن صوم الدهر فقال لم نزل نكرهه.

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة قال سألته عن صوم الدهر فكرهه وقال لا بأس أن يصوم يوما ويفطر يوما.

(باب )

(من أكل أو شرب وهو شاك في الفجر أو بعد طلوعه )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه سئل عن رجل تسحر ثم خرج من بيته وقد طلع الفجر وتبين

الحديث الثالث : حسن لا يقصر عن الصحيح.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « لم نزل نكرهه » إن كان المراد بالدهر ما يشمل الأيام المحرمة فالكراهة بمعنى الحرمة ، وإن كان بمعنى سائر الأيام فهي بمعناه كما هو المشهور بين الأصحاب.

الحديث الخامس : موثق.

باب من أكل أو شرب وهو شاك في الفجر أو بعد طلوعه

الحديث الأول : حسن.

٢٦٢

قال يتم صومه ذلك ثم ليقضه فإن تسحر في غير شهر رمضان بعد الفجر أفطر ثم قال إن أبي كان ليلة يصلي وأنا آكل فانصرف فقال أما جعفر فقد أكل وشرب بعد الفجر فأمرني فأفطرت ذلك اليوم في غير شهر رمضان.

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران قال سألته عن رجل أكل وشرب بعد ما طلع الفجر في شهر رمضان فقال إن كان قام فنظر فلم ير الفجر فأكل ثم عاد فرأى الفجر فليتم صومه ولا إعادة عليه وإن كان قام فأكل وشرب ثم نظر إلى الفجر فرأى أنه قد طلع الفجر فليتم صومه ويقضي يوما آخر لأنه بدأ بالأكل قبل النظر فعليه الإعادة.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام آمر الجارية أن تنظر طلع الفجر أم لا فتقول لم يطلع فآكل ثم

قوله عليه‌السلام : « ثم ليقضه » ظاهر الخبر أن السؤال إنما وقع عمن قدر على المراعاة وتركها ولا خلاف حينئذ في عدم الكفارة إذ لا خلاف في جواز فعل المفطر مع استصحاب بقاء الليل بل مع الشك في طلوع الفجر فينتفي المقتضي للتكفير والمشهور وجوب القضاء كما يدل عليه هذه الرواية وغيرها ولو كان بعد المراعاة مع ظن بقاء الليل لم يكن عليه شيء وكذلك لو عجز عن المراعاة فتناول فصادف النهار لم يجب عليه القضاء.

قوله عليه‌السلام : « فإن تسحر » يدل على أن من تناول المفطر في غير شهر رمضان بعد طلوع الفجر فسد صومه. سواء كان الصوم واجبا أو مندوبا وسواء كان التناول مع المراعاة أو بدونها ، وبذلك صرح العلامة وغيره وينبغي تقييده بغير الواجب المعين فالأظهر مساواته لصوم شهر رمضان في الحكم.

الحديث الثاني : موثق ويدل على التفصيل المتقدم.

الحديث الثالث : حسن. ويدل أيضا على التفصيل السابق وعلى أنه مع التقصير في المراعاة لا ينفع أخبار المخبر بعدم الطلوع ، واستقرب المحقق الشيخ علي

٢٦٣

أنظره فأجده قد طلع حين نظرت قال تتم يومك ثم تقضيه أما إنك لو كنت أنت الذي نظرت ما كان عليك قضاؤه.

٤ ـ محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى ، عن عيص بن القاسم قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل خرج في شهر رمضان وأصحابه يتسحرون في بيت فنظر إلى الفجر وناداهم فكف بعضهم وظن بعضهم أنه يسخر فأكل فقال يتم صومه ويقضي.

٥ ـ صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار قال قلت لأبي إبراهيمعليه‌السلام يكون علي اليوم واليومان من شهر رمضان فأتسحر مصبحا أفطر ذلك اليوم وأقضي مكان ذلك اليوم يوما آخر أو أتم على صوم ذلك اليوم وأقضي يوما آخر فقال لا بل تفطر ذلك اليوم لأنك أكلت مصبحا وتقضي يوما آخر.

٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي إبراهيمعليه‌السلام قال سألته عن رجل شرب بعد ما طلع الفجر وهو لا يعلم في شهر رمضان قال يصوم يومه ذلك ويقضي يوما آخر و

(ره) سقوط القضاء لو كان المخبر عدلين لأنهما حجة شرعية. ونفى عنه الشهيد الثاني (ره) البأس. وقال : والخبر لا ينافيه لأنه فرض فيه كون المخبر واحدا ولا يخلو من قوة.

الحديث الرابع : مجهول كالصحيح ويدل على وجوب القضاء على من ترك العمل بقول المخبر بطلوع الفجر فأفطر فيه لظنه كذبه كما هو المقطوع به في كلام الأصحاب لكن مورد الرواية إخبار الواحد ، ومن ثم استقرب العلامة في المنتهى والشهيدان : وجوب القضاء والكفارة لو كان المخبر عدلين للحكم بقولهما شرعا. لكن المفروض في الرواية أن بعضهم ظن أنه يسحر ومع هذا الظن لا يثبت الحكم عنده شرعا وإن كانا عدلين.

الحديث الخامس : مجهول. ويمكن أن يعد موثقا وقد مر الكلام فيه.

الحديث السادس : ضعيف.

٢٦٤

إن كان قضاء لرمضان في شوال أو في غيره فشرب بعد الفجر فليفطر يومه ذلك ويقضي.

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران قال سألته عن رجلين قاما فنظرا إلى الفجر فقال أحدهما هو ذا وقال الآخر ما أرى شيئا قال فليأكل الذي لم يستبن له الفجر وقد حرم على الذي زعم أنه رأى الفجر إن الله عز وجل يقول : «كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ».

(باب )

(الفجر ما هو ومتى يحل ومتى يحرم الأكل )

١ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن العلاء بن رزين ، عن موسى بن بكر ، عن زرارة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال أذن ابن أم مكتوم لصلاة الغداة ومر رجل برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يتسحر فدعاه أن يأكل معه فقال يا رسول الله قد أذن المؤذن للفجر فقال إن هذا ابن أم مكتوم وهو يؤذن بليل فإذا أذن بلال فعند ذلك فأمسك

الحديث السابع : موثق.

قوله عليه‌السلام : « هو ذا » اسم الإشارة راجع إلى الفجر ، ومدلوله مقطوع به في كلام الأصحاب ، والآية ظاهرة الدلالة عليه.

باب الفجر ما هو ومتى يحل ومتى يحرم الأكل

الحديث الأول : ضعيف على المشهور. وفي رواية العلاء عن موسى بن بكر وكذا رواية محمد بن الحسين عن العلاء غرابة ، ويدل على جواز الأذان قبل طلوع الفجر.

٢٦٥

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن عطية ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال الفجر هو الذي إذا رأيته معترضا كأنه بياض سورى.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن «الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ » فقال بياض النهار من سواد الليل قال وكان بلال يؤذن للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وابن أم مكتوم وكان أعمى يؤذن بليل ويؤذن بلال حين يطلع الفجر فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا سمعتم صوت بلال فدعوا الطعام والشراب فقد أصبحتم.

٤ ـ محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان وأحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبد الجبار جميعا ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أحدهماعليهما‌السلام

الحديث الثاني : حسن.

قوله عليه‌السلام : «بياض سوراء »(١) أي نهر سوراء(٢) كما ورد من غيره من الأخبار وهو الفرات ، وقال في القاموس : « سورى » كطوبى اسم بلد كان بالعراق وقد يمد ويروي عن الشيخ البهائي (ره) أنه قرأ « نباض » بالنون ثم الباء الموحدة من قولهم نبض الماء نبوضا إذا سال ، ولا يخفى غرابته من مثله لكن الجواد قد يكبو والصارم قد ينبو.

الحديث الثالث : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « بياض النهار » المشهور بين المفسرين : أنه تعالى شبه أول ما يبدو من الفجر المعترض في الأفق وما يمتد معه من غبش الليل بخيطين أبيض وأسود واكتفى ببيان الخيط الأبيض بقوله من الفجر عن بيان الخيط الأسود لدلالته عليه.

وقيل : ويجوز أن يكون « من » للتبعيض فإن أول ما يبدو بعض الفجر.

الحديث الرابع : صحيح.

__________________

(١) هكذا في الأصل : ولكنّ الظاهر سورى مع ياء مقصورة في الكافي أيضا سورى.

(٢) هكذا في الأصل : ولكنّ الظاهر سورى مع ياء مقصورة في الكافي أيضا سورى.

٢٦٦

في قول الله تعالى : «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ » الآية فقال نزلت في خوات بن جبير الأنصاري وكان مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في الخندق وهو صائم فأمسى وهو على تلك الحال وكانوا قبل أن تنزل هذه الآية إذا نام أحدهم حرم عليه الطعام والشراب فجاء خوات إلى أهله حين أمسى فقال هل عندكم طعام فقالوا لا لا تنم حتى نصلح لك طعاما فاتكأ فنام فقالوا له قد فعلت قال نعم فبات على تلك الحال فأصبح ثم غدا إلى الخندق فجعل يغشى عليه فمر به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلما رأى الذي به أخبره كيف كان أمره فأنزل الله عز وجل فيه الآية : «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ».

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام فقلت متى يحرم الطعام والشراب على الصائم وتحل الصلاة صلاة الفجر فقال إذا اعترض الفجر وكان كالقبطية البيضاء فثم يحرم الطعام ويحل الصيام وتحل الصلاة صلاة الفجر قلت فلسنا في وقت إلى أن يطلع شعاع الشمس فقال هيهات أين تذهب تلك صلاة الصبيان.

قوله عليه‌السلام : « خوات بن جبير » قال الشيخ في الرجال : إنه بدري.

قوله عليه‌السلام : « يغشى عليه » على بناء المفعول والظرف في مقام الفاعل.

الحديث الخامس : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « كالقبطية » في الصحاح « القبط » أهل مصر والقبطية ثياب بيض رقاق من كتان يتخذ بمص ، وقد يضم لأنهم يغيرون في النسبة كما قالوا سهلي ودهري.

٢٦٧

(باب )

(من ظن أنه ليل فأفطر قبل الليل )

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة قال سألته عن قوم صاموا شهر رمضان فغشيهم سحاب أسود عند غروب الشمس فظنوا أنه

باب من ظن أنه ليل فأفطر قبل الليل

الحديث الأول : موثق. واعلم : أنه لا خلاف بين علمائنا ظاهرا في جواز الإفطار عند ظن الغروب إذا لم يكن للظان طريق إلى العلم ، وإنما اختلفوا في وجوب القضاء وعدمه إذا انكشف فساد الظن.

فذهب الشيخ في جملة من كتبه ، والصدوق وجمع من الأصحاب : إلى أنه غير واجب.

وقال المفيد ، وأبو الصلاح بالوجوب. واختاره المحقق في المعتبر ، والظاهر أنه مختار المصنف لأنه اقتصر على ذكر الأخبار الدالة عليه ، واختاره أكثر المحققين الأول ، للأصل والأخبار المستفيضة.

احتج القائلون بالوجوب بهذا الخبر والخبر الآتي.

وأجيب بأنهما ضعيفتا السند. ومع ذلك فيمكن حملهما على الاستحباب توفيقا بين الأدلة.

وأقول : الجواب الأخير متين ، وأما الأول فغير موجه إذ الخبر الثاني صحيح والأول موثق معتبر.

ثم اعلم : أن المحقق وجماعة من الأصحاب عبروا عن المسألة هكذا : يجب القضاء بالإفطار للظلمة الموهمة دخول الليل فلو غلب على ظنه لم يفطر.

وقال بعض المحققين : إن كان مرادهم بالوهم معناه المتعارف فإيجاب القضاء واضح

٢٦٨

ليل فأفطروا ثم إن السحاب انجلى فإذا الشمس فقال على الذي أفطر صيام ذلك اليوم إن الله عز وجل يقول : «أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ » فمن أكل قبل أن يدخل الليل فعليه قضاؤه لأنه أكل متعمدا.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس ، عن أبي بصير وسماعة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوم صاموا شهر رمضان فغشيهم سحاب أسود عند غروب الشمس فرأوا أنه الليل فأفطر بعضهم ثم إن السحاب انجلى فإذا الشمس قال على الذي أفطر صيام ذلك اليوم إن الله عز وجل يقول : «أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ » فمن أكل قبل أن يدخل الليل فعليه قضاؤه لأنه أكل متعمدا.

لكن الحكم بعدم وجوب الكفارة مشكل بل ينبغي القطع بالوجوب لو انكشف فساد الوهم كما أن الظاهر سقوطها وسقوط القضاء أيضا لو تبين دخول الليل وقت الإفطار ، وإنما الإشكال مع استمرار الاشتباه.

ويمكن أن يكون مرادهم « بالوهم » الظن لكن يشكل الحكم بوجوب القضاء معه وسقوطه مع غلبة الظن لانتفاء ما يدل على هذا التفصيل من النص ولأن مراتب الظن غير منضبطة.

وفرق الشهيد (ره) في بعض تحقيقاته بأن المراد بالوهم [ من الوهم ] ترجيح أحد الطرفين لا لأمارة شرعية ومن الظن الترجيح لأمارة شرعية ، وهو مع غرابته غير مستقيم لأن الظن المجوز للإفطار لا يفرق فيه بين الأسباب المثيرة له بل مورد النصوص سقوط القضاء مع ما سماه قوله « وأتموا الصيام » وهما.

قوله عليه‌السلام : « وأتموا الصيام » في الآية. «ثُمَّ أَتِمُّوا » : ولعله من النساخ.

الحديث الثاني : صحيح.

٢٦٩

(باب )

(وقت الإفطار )

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن ابن أبي عمير عمن ذكره ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال وقت سقوط القرص ووجوب الإفطار من الصيام أن يقوم بحذاء القبلة ويتفقد الحمرة التي ترتفع من المشرق فإذا جازت قمة الرأس إلى ناحية المغرب فقد وجب الإفطار وسقط القرص.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن القاسم ابن عروة ، عن بريد بن معاوية قال سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول إذا غابت الحمرة من هذا الجانب يعني ناحية المشرق فقد غابت الشمس في شرق الأرض وغربها.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سئل عن الإفطار قبل الصلاة أو بعدها قال إن كان معه قوم يخشى أن يحبسهم عن عشائهم فليفطر معهم وإن كان غير ذلك فليصل وليفطر.

باب وقت الإفطار

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « قمة الرأس » هي بالكسر وسط الرأس.

الحديث الثاني : مجهول.

قوله عليه‌السلام : « في شرق الأرض » أي القرص من المغرب وأثرها من المشرق أو من البلاد الشرقية والغربية القريبة.

الحديث الثالث : حسن. ومضمونه مشهور بين الأصحاب على الاستحباب وزادوا ومنازعة النفس أيضا.

٢٧٠

(باب )

(من أكل أو شرب ناسيا في شهر رمضان )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه سئل عن رجل نسي فأكل وشرب ثم ذكر قال لا يفطر إنما هو شيء رزقه الله عز وجل فليتم صومه.

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة قال سألته عن رجل صام في شهر رمضان فأكل وشرب ناسيا قال يتم صومه وليس عليه قضاؤه.

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن داود بن سرحان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في الرجل ينسى فيأكل في شهر رمضان قال يتم صومه فإنما هو شيء أطعمه الله إياه.

باب من أكل أو شرب ناسيا في شهر رمضان

الحديث الأول : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « لا يفطر » بإطلاقه يشمل كل صوم كما هو المذهب فكان التعميم في العنوان أولى.

الحديث الثاني : موثق.

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

٢٧١

(باب )

(من أفطر متعمدا من غير عذر أو جامع متعمدا في شهر رمضان )

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في رجل أفطر من شهر رمضان متعمدا يوما واحدا من غير عذر قال يعتق نسمة أو يصوم شهرين متتابعين أو يطعم ستين مسكينا فإن لم يقدر تصدق بما يطيق.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه سئل عن رجل أفطر يوما من شهر رمضان متعمدا فقال إن رجلا أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال هلكت يا رسول الله

باب من أفطر متعمدا من غير عذر أو جامع متعمدا في شهر رمضان

الحديث الأول : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « أو يصوم » يدل على ما هو المشهور بين الأصحاب من أن تلك الخصال على التخيير ، وذهب ابن أبي عقيل ، والمرتضى في أحد قوليه : إلى الترتيب العتق ثم الصيام ثم الإطعام.

قوله عليه‌السلام : « تصدق بما يطيق » يدل على ما ذهب إليه ابن الجنيد ، والصدوق في المقنع ، من أنه إذا عجز عن الخصال الثلاث في الكفارة تصدق بالممكن.

وذهب الأكثر : إلى أنه يصوم ثمانية عشر يوما لرواية أبي بصير وسماعة(١) وجمع الشهيد في الدروس بين الروايتين بالتخيير ، وجعل العلامة في المنتهى التصدق بالممكن بعد العجز عن صوم ثمانية عشر. وهو بعيد.

الحديث الثاني : حسن لا يقصر عن الصحيح.

__________________

(١) الإستبصار : ج ٢ ص ٩٧ ح ٥.

٢٧٢

فقال ما لك فقال النار يا رسول الله قال وما لك قال وقعت على أهلي قال تصدق واستغفر فقال الرجل فو الذي عظم حقك ما تركت في البيت شيئا لا قليلا ولا كثيرا قال فدخل رجل من الناس بمكتل من تمر فيه عشرون صاعا يكون عشرة أصوع بصاعنا فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خذ هذا التمر فتصدق به فقال يا رسول الله على من أتصدق به وقد أخبرتك أنه ليس في بيتي قليل ولا كثير قال فخذه وأطعمه عيالك واستغفر الله قال فلما خرجنا قال أصحابنا إنه بدأ بالعتق فقال أعتق أو صم أو تصدق

قوله عليه‌السلام : « النار » أي استوجبها.

قوله عليه‌السلام : « المكتل » (١) في النهاية : المكتل بكسر الميم : الزبيل الكبير ، وفي القاموس المكتل كمنبر : زبيل يسع خمسة عشر صاعا(٢) .

قوله عليه‌السلام : « يكون عشرة أصوع » يدل على أنه كان قد تغير صاع المدينة في زمانهعليه‌السلام عما كان في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والمعتبر ما كان في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ولعل الزيادة إنما أعطاها تفضلا واستحبابا كما أن أصله كان كذلك.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « وأطعمه » لعلهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنما رخص أن يطعمه عياله لكونه عاجزا وكان لا تجب عليه الكفارة وإنما تبرعصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قبله فلا ينافي عدم جواز إعطاء الكفارة من تجب عليه نفقته ، على أن عياله لفقره لم يكونوا ممن يجب عليه نفقته كما جوزه بعض الأصحاب ، قال الشهيد (ره) في الدروس ولو كانوا واجبي النفقة والمكفر فقير قيل : يجزى.

قوله عليه‌السلام : « إنه » أي الصادقعليه‌السلام بدأ بالعتق عند ذكر الكفارة في مجلس آخر أو في هذا المجلس وغفل جميل عنه.

__________________

(١) هكذا في الأصل ولكن في الكافي بمِكتَل.

(٢) نهاية ابن الأثير : ج ٤ ص ١٥٠.

٢٧٣

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في رجل وقع على أهله في شهر رمضان فلم يجد ما يتصدق به على ستين مسكينا قال يتصدق بقدر ما يطيق.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يعبث بأهله في شهر رمضان حتى يمني قال عليه من الكفارة مثل ما على الذي يجامع.

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن بريد العجلي قال سئل أبو جعفرعليه‌السلام عن رجل شهد عليه شهود أنه أفطر من شهر رمضان ثلاثة أيام قال يسأل هل عليك في إفطارك في شهر رمضان إثم فإن قال لا فإن على الإمام أن يقتله وإن قال نعم فإن على الإمام أن ينهكه ضربا.

الحديث الثالث : حسن. وقد مر الكلام فيه.

الحديث الرابع : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « عليه من الكفارة » قد أجمع العلماء كافة على أن الاستمناء مفسد للصوم ، أما الأمناء الواقع عقيب اللمس. فقد أطلق المحقق في الشرائع والمعتبر : أنه كذلك ، وتوقف فيه بعض المتأخرين خصوصا إذا كانت المملوسة محللة ولم يقصد بذلك الأمناء ولا كان من عادته ذلك.

وقال : الأصح أن ذلك إنما يفسد الصوم إذا تعمد الإنزال بذلك وكان من عادته ذلك انتهى.

وظاهر الرواية : وجوب الكفارة بحصول الأمناء عقيب الملاعبة وإن لم يقصد ذلك ولا كان من عادته.

الحديث الخامس : صحيح. يدل على أن مستحل إفطار الصوم كافر يجب قتله وفي القاموس : نهكه السلطان كمنعه نهكا ونهكة بالغ في عقوبته كأنهكه.

٢٧٤

٦ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة قال سألته عن رجل وجد في شهر رمضان وقد أفطر ثلاث مرات وقد رفع إلى الإمام ثلاث مرات قال يقتل في الثالثة.

٧ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن سوقة عمن ذكره ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في الرجل يلاعب أهله أو جاريته وهو في قضاء شهر رمضان فيسبقه الماء فينزل قال عليه من الكفارة مثل ما على الذي يجامع في شهر رمضان.

٨ ـ حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن غير واحد ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال سألته عن رجل أفطر يوما من شهر رمضان متعمدا قال يتصدق بعشرين صاعا ويقضي مكانه.

٩ ـ علي بن محمد بن بندار ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، عن عبد الله بن حماد

الحديث السادس : موثق.

قوله عليه‌السلام : « يقتل في الثالثة » ذهب إليه جماعة من الأصحاب.

وقيل : يقتل في الرابعة.

الحديث السابع : مرسل.

قوله عليه‌السلام : « عليه من الكفارة » يدل على ما ذهب إليه ابنا بابويه من أن قضاء إفطار شهر رمضان بعد الزوال كفارته كفارة إفطار شهر رمضان ، وحمله المحقق في المعتبر على الاستحباب ، وذهب الأكثر إلى أنها إطعام عشرة مساكين لكل مسكين مد ومع العجز صيام ثلاثة أيام.

وقال ابن البراج : كفارة يمين ، وقال أبو الصلاح : صيام ثلاثة أيام وإطعام عشرة مساكين والأشهر أظهر.

الحديث الثامن : مرسل كالموثق.

قوله عليه‌السلام : « بعشرين صاعا » لعله محمول على الاستحباب.

الحديث التاسع : ضعيف.

٢٧٥

عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في رجل أتى امرأته وهو صائم وهي صائمة ، فقال إن كان استكرهها فعليه كفارتان وإن كانت طاوعته فعليه كفارة وعليها كفارة وإن كان أكرهها فعليه ضرب خمسين سوطا نصف الحد وإن كانت طاوعته ضرب خمسة وعشرين سوطا وضربت خمسة وعشرين سوطا.

(باب )

(الصائم يقبل أو يباشر )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه سئل عن رجل يمس من المرأة شيئا أيفسد ذلك صومه أو ينقضه فقال إن ذلك يكره للرجل الشاب مخافة أن يسبقه المني.

قوله عليه‌السلام « فعليه كفارتان » تحمل الكفارة والتعذير مع الإكراه هو المشهور بين الأصحاب ، بل ادعي عليه الإجماع.

ونقل : عن ابن أبي عقيل أنه أوجب مع الإكراه على الزوج كفارة واحدة كما في حال المطاوعة وهو غير بعيد على ما ذهب إليه الأكثر. من عدم فساد صوم المرأة بذلك فينتفي المقتضي للتكفير كما ذكره بعض المحققين.

ثم اعلم : أن مورد الرواية وهو إكراه الزوجة المحللة وبعضهم اقتصر في الحكم على ذلك ، ومنهم من عدا الحكم إلى الأجنبية وهو ضعيف.

باب الصائم يقبل أو يباشر

الحديث الأول : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « إن ذلك ليكره » (١) يدل على كراهة اللمس والتقبيل كما هو المشهور بين الأصحاب ، وخص الكراهة المحقق في المعتبر والعلامة في التذكرة وجماعة بمن يحرك اللمس ونحوه شهوته لدلالة بعض الأخبار عليه.

__________________

(١) هكذا في الأصل : وفي الوسائل تكره. وفي الكافي يكره فراجع.

٢٧٦

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال لا تنقض القبلة الصوم.

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن داود بن النعمان ، عن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ما تقول في الصائم يقبل الجارية والمرأة فقال أما الشيخ الكبير مثلي ومثلك فلا بأس وأما الشاب الشبق فلا لأنه لا يؤمن والقبلة إحدى الشهوتين قلت فما ترى في مثلي تكون له الجارية فيلاعبها فقال لي إنك لشبق يا أبا حازم كيف طعمك قلت إن شبعت أضرني وإن جعت أضعفني قال كذلك أنا فكيف أنت والنساء قلت ولا شيء قال ولكني يا أبا حازم ما أشاء شيئا أن يكون ذلك مني إلا فعلت.

الحديث الثاني ، حسن كالصحيح وعليه الفتوى.

الحديث الثالث : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « وأما الشاب الشبق » هو بكسر الباء مشتق من الشبق بالتحريك وهو شدة شهوة الجماع.

قوله عليه‌السلام : « لأنه لا يؤمن » أي من الوقوع في الجماع ، أو من الإنزال.

وأماقوله عليه‌السلام « والقبلة إحدى الشهوتين » فيحتمل وجهين.

أحدهما : أن يكون وجها آخر للنهي بأنها أيضا بمنزلة الجماع في حصول الالتذاذ للشبق فلا ينبغي له ارتكابه.

والثاني : إنها أحد الموجبين لنزول المني فيكون تتمة للوجه الأول.

قوله عليه‌السلام : « كيف طعمك » بالضم أي أكلك ، أو شهوتك للطعام.

قوله عليه‌السلام : « إلا فعلت » أي لا أكف نفسي عن الجماع بل أتى به بقدر الشهوة.

٢٧٧

(باب )

(فيمن أجنب بالليل في شهر رمضان وغيره فترك الغسل إلى )

(أن يصبح أو احتلم بالليل أو النهار )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه قال في رجل احتلم أول الليل أو أصاب من أهله ثم نام متعمدا في شهر رمضان حتى أصبح قال يتم صومه ذلك ثم يقضيه إذا أفطر من شهر رمضان ويستغفر ربه.

باب فيمن أجنب بالليل في شهر رمضان وغيره فترك الغسل إلى أن يصبح أو احتلم بالليل أو بالنهار

الحديث الأول : صحيح : والمشهور بين الأصحاب بل ادعي عليه الإجماع أنه يحرم البقاء على الجنابة متعمدا حتى يطلع الفجر ويجب به القضاء والكفارة.

ونسب إلى الصدوق : القول بعدم التحريم.

وذهب ابن أبي عقيل ، والسيد إلى وجوب القضاء خاصة ، وكذا المشهور وجوب القضاء لو نام غيرنا وللغسل ، أو كان ناويا وكان غير معتاد للانتباه ، وفي الكفارة خلاف والأشهر بين المتأخرين الوجوب ، ولا خلاف في عدم وجوب القضاء إذا نام ناويا للغسل ولم ينتبه حتى يطلع الفجر ، ولو انتبه ثم نام ثانيا فالمشهور بل المتفق عليه : وجوب القضاء خاصة ، ولو انتبه ثم نام كذلك ثالثا فذهب الشيخان وأتباعهما : إلى وجوب القضاء والكفارة والأشهر وجوب القضاء خاصة.

قوله عليه‌السلام : « متعمدا » حمل على ما إذا نام بنية الغسل وكان من عادته الانتباه قبل الفجر لكن الاستغفار يومئ إلى أن المراد بالتعمد عدم نية الغسل.

ويمكن أن يقال : ليس الاستغفار لهذا الذنب بل لتدارك ما فات منه من الفضل ثم إنه يدل على أن النوم الأول للمحتلم هو النوم بعد الانتباه عن احتلامه.

٢٧٨

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهماعليهما‌السلام قال سألته عن الرجل يصيب الجارية في شهر رمضان ثم ينام قبل أن يغتسل قال يتم صومه ويقضي ذلك اليوم إلا أن يستيقظ قبل أن يطلع الفجر فإن انتظر ماء يسخن أو يستقي فطلع الفجر فلا يقضي يومه.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يجنب ثم ينام حتى يصبح أيصوم ذلك اليوم تطوعا فقال أليس هو بالخيار ما بينه وبين نصف النهار قال وسألته عن الرجل يحتلم بالنهار في شهر رمضان يتم صومه كما هو فقال لا بأس.

٤ ـ أحمد بن محمد ، عن الحجال ، عن ابن سنان قال كتب أبي إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام وكان يقضي شهر رمضان وقال إني أصبحت بالغسل وأصابتني جنابة فلم أغتسل

الحديث الثاني : صحيح وقال في المنتقى : في الطريق نقصان لأن محمد بن الحسين إنما يروي عن العلاء بالواسطة وهي تكون تارة صفوان بن يحيى وأخرى علي بن الحكم فيتردد بين الصحتين انتهى.

والمراد بالصحيحتين الصحيح عنده والصحيح عند الجمهور فإنه إن كانت الواسطة صفوان فالخبر من القسم الأول ، وإن كانت علي بن الحكم فهو من القسم الثاني.

قوله عليه‌السلام « فإن انتظر » أي في صورة الانتباه بعدم النوم أو بعد جنابة مع عدم النوم والأخير أوفق بمذاهب الأصحاب والأول أظهر من لفظ الخبر ،الحديث الثالث : موثق كالصحيح.

قوله عليه‌السلام : « أليس هو بالخيار » يدل على أن النوم عمدا بعد الجنابة إلى الصبح لا ينافي صوم التطوع كما ذهب إليه بعض الأصحاب وهو قوي.

قوله عليه‌السلام : « لا بأس » لا خلاف فيه بين الأصحاب.

الحديث الرابع : صحيح.

٢٧٩

حتى طلع الفجر فأجابهعليه‌السلام لا تصم هذا اليوم وصم غدا.

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن إبراهيم بن ميمون قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يجنب بالليل في شهر رمضان فنسي أن يغتسل حتى يمضي بذلك جمعة أو يخرج شهر رمضان قال عليه قضاء الصلاة والصوم.

قوله عليه‌السلام : « لا تصم هذا اليوم » يدل على أن مع إدراك الصبح جنبا لا يصح قضاء شهر رمضان كما هو مختار أكثر المحققين من المتأخرين وإطلاق النص وكلام الأصحاب يقتضي عدم الفرق في ذلك بين من أصبح في النومة الأولى أو الثانية ولا في القضاء بين الموسع والمضيق.

واحتمل الشهيد الثانيقدس‌سره جواز القضاء مع التضيق لمن لم يعلم بالجنابة حتى أصبح.

ويحتمل مساواته لصوم. شهر رمضان فيصح إذا أصبح في النومة الأولى خاصة.

وقال السيد المحققين في المدارك : قال المحقق في المعتبر : بعد إيراد الروايات المتضمنة لفساد صوم شهر رمضان بتعمد البقاء على الجنابة : ولقائل أن يخص هذا الحكم برمضان دون غيره من الصيام.

وأقول : الحق أن قضاء رمضان ملحق بأدائه بل الظاهر عدم وقوعه من الجنب في حال الاختيار مطلقا للأخبار الصحيحة ، ويبقى الإشكال فيما عداه من الصوم الواجب والمطابق للأصل عدم اعتبار هذا الشرط انتهى كلامه ولا يخفى متانته.

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « عليه قضاء الصلاة » أما قضاء الصلاة فلا ريب فيه ، وإنما الخلاف

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

من مجلدين في عدة أوراق من المتن، وحاشية في أماكن من شرح البخاري لشيخه وغيره من تصانيفه، وشرح الشمائل النبوية للترمذي ويسمى أقرب الوسائل كتب منه نحو مجلد، والقول المفيد في ايضاح شرح العمدة لابن دقيق العيد، والضوء اللامع لاهل القرن التاسع، والذيل على دول الاسلام للذهبي، والقول المنبي في شرح ابن عربي في مجلد حافل، واستجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف.

وفرض أشياء من تصانيفه غير واحد من ائمة المذاهب، فمن الشافعية شيخه والعلاء القلقشندي والجلال المحلي والعلم البلقيني.

وأئمة الاب: منهم الشهاب الحجازي وابن صالح وابن حنطة.

ومن الحنفية: العيني وابن الديري والشمني والاقصرائي والكافيجي والزين قاسم وأبو الوقت المرشدى المكي.

ومن المالكية: البدر ابن النيبسى قاضي مصر، وابن المخلطة قاضي اسكندرية والحسام ابن جرير قاضي مصر أيضاً.

ومن الحنابلة: العز الكتاني.

وأفرد مجموع ذلك ونحوه في تأليف، اجتمع فيه منهم نحو المائتين، أجلهم شيخه فقرض له على غير واحد من تصانيفه، وكان من دعواته له قوله: والله المسؤول أن يعينه على الحصول حتى يتعجب السابق من اللاحق، وأثنى خطاً ولفظاً بما أثبته في التأليف المشار اليه، وضبط عنه غير واحد من اصحابه تقديمه على سائر جماعته

ومنهم الحافظ محدث الحجاز التقي ابن فهد الهاشمي، حيث وصفه بأشياء منهم: زين الحفاظ، وعمدة الائمة الايقاظ.

وكان ولده الحافظ النجم عمر لا يقدم عليه أحداً، ومما كتبه الوصف: شيخنا الامام العلامة الاوحد الحافظ الفهامة المتقن، العلم الزاهر والبحر الزاخر عمدة الحفاظ وخاتمتهم، من بقاؤه نعمة يجب الاعتراف بقدرها ومنة لا يقام شكرها، وهو حجة لا يسع الخصم لها الجحود، وآية تشهد بأنـ؟ امام

٤٤١

الوجود، وكلامه غير محتاج الى شهود.

والحافظ الرحلة الزين القاسم الحنفي، ومن بعض كتابته الوصف بالواصل الى دقائق هذا الفن وجليله والمروي فيه من الصدى جمع غليله.

والعلامة الموفق أبو ذر ابن البرهان الحلبي الحافظ، فوصف بمولانا وشيخنا العلامة الحافظ الاوحد، قدم علينا حلب فأفاد وأجاد، كان الله له. بل صرح بما هو أعلى منه.

والبرهان البقاعي: ان ممن ضرب في الحديث بأوفر نصيب وأوفى سهم مصيب المحدث البارع الاوحد المفيد الحافظ الامجد

والعز الحنبلي، ومنه الوصف بالامام العلامة الحافظ الاستاذ الحجة المتقن المحقق شيخ السنة حافظ الامة امام العصر أوحد الدهر، مفتي المسلمين محيي سنة سيد الاولين والاخرين، أبقاه الله للمعارف علماً ولمعالم العلم اماماً مقدماً، وأحيى بحياته الشريفة مآثر شيخه شيخ الاسلام، وجعله خلفاً عن السلف الائمة الاعلام، ويحرسه من حوادث الزمان وغدره ويأمنه من كيد العدو ومكره، برسوله محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

والمعز البليغ البرهان الباعوني شيخ أهل الادب، فكان مما قال: الشيخ الامام الحائز لانواع الفضل على التمام، الحافظ لحديث النبي، أمتع الله بحياته وأعاد على المسلمين من بركاته، هو الان من الافراد في علم الحديث الذي اشتهر فيه فضله، وليس بعد شيخ الإسلام ابن حجر فيه مثله، وقد حصل الاجتماع بخدمته، والفوز ببركته والاقتباس من فوائده، والاستماع بفرائده.

وقاضي القضاة العلم البلقيني، فمن وصفه قوله: الشيخ الفاضل العلامة الحافظ، جمع فأوعى واهتم بهذا الفن، ولم يزل يرعى وصرح غير مرة بالانفراد.

وفقيه المذهب الشرف المناوي، ومما كتبه أنه لما أشرف علم الحديث على الاندراس من التدريس حتى لم يبق منه الا الاثر والانفصال من

٤٤٢

التأليف حتى لم يبق منه الخبر، انتدب لذلك الاخ في الله تعالى الامام العالم العلامة، والحافظ الناسك الالمعي الفهامة، الحجة في السنن على أهل زمانه، والمشمر في ذلك عن ساعد الاجتهاد في سره واعلانه.

وحافظ المذهب السراج العبادي فقال: هو الذي انعقد على تفرده بالحديث النبوي الاجماع، وانه في كثرة اطلاعه وتحقيقه لفنونه بلغ ما لا يستطاع، ودونت تصانيفه واشتهرت وثبتت في هذا الفن النفيس وتقررت، ولم يخالف أحد من العقلاء في جلالته ووفور ثقته وديانته وأمانته، بل صرحوا بأجمعهم بأنه هو المرجوع اليه في التعديل والتجريح والتحسين والتصحيح بعد شيخه شيخ مشايخ الاسلام ابن حجر، حامل راية العلوم والاثر.

والعلامة فريد الادباء الشهاب الحجازي، فكان مما قاله: الامام العلامة حافظ عصره ومسند شامه ومصره، هو بحر طاب مورداً وسيد صار لطالبي اتصال متون الحديث على الحالين سنداً»(١) .

*(١٣٧)*

رواية الحسين الكاشفى الواعظ

روى حديث الثقلين بقوله: « في فضيلة أهل البيت الكرام الذين هم أئمة الدين والمقتدون في العلم واليقين، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي وفي تكراره « أذكركم الله في أهل بيتي » ثلاثاً دليل واضح على وجوب تعظيم أهل البيت ومحبتهم ومتابعتهم، وأهل بيت الرسول هم علي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، يدل على ذلك ما جاء في الصحيحين من أنه لما نزل

____________________

(١). الضوء اللامع ٧ / ١ - ٣٢.

٤٤٣

قوله تعالى( تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ) جمع النبيّ عليّاً وفاطمة والحسن والحسين فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي »(١) .

وقال في تفسيره في تفسير قوله تعالى:( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ) قال: « ان العرب تسمى كل شيء ثقيل ونفيس بثقل « انّي تارك فيكم الثقلين »(٢) .

ترجمته:

ترجم له واعتمد على تفسيره وذكره:

١ - الشيخ أحمد الحنفي الصالحي - المعروف بـ « ملاجيون » الذي تجد ترجمته في ( سبحة المرجان ) في تفسيره ( تفسير أحمدي ).

٢ - والمولوى تراب على في كتابه ( التدقيقات الراسخات في شرح التحقيقات الشامخات ).

٣ - ومحمد محبوب عالم في مواضع عديدة من ( تفسير شاهى ).

٤ - ( الدهلوي ) نفسه في كتابه ( التحفة ) في الجواب عن المطعن الحادي عشر من مطاعن أبي بكر.

٥ - والكاتب الچلبى القسطنطينى في ( كشف الظنون ٨٧٨ ).

*(١٣٨)*

رواية جلال الدين السيوطي

روى حديث الثقلين في عدة كتب من مصنفاته بطرق عديدة وألفاظ متنوعة فقد قال في ( احياء الميت ):

____________________

(١). الرسالة العلية في الاحاديث النبوية: ٢٩ - ٣٠.

(٢). المواهب العلية = تفسير حسينى ٢ / ٣٦٨.

٤٤٤

« الحديث الخامس: أخرج مسلم والترمذي والنسائي عن زيد بن أرقم قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أذكركم الله في أهل بيتي - الحديث.

الحديث السادس: أخرج الترمذي وحسنه والحاكم عن زيد بن أرقم قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

الحديث السابع: أخرج عبد بن حميد في مسنده عن زيد بن ثابت قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.

الحديث الثامن: أخرج أحمد وأبو يعلى عن أبي سعيد الخدري: ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اني أوشك أن أدعى فأجيب، وانّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وان اللطيف الخبير خبرني أنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(١) .

قال: « الحديث الثاني والعشرون: أخرج البزار عن أبي هريرة قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي قد خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما، كتاب الله ونسبي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض »(٢) .

و رواه أيضاً عن البزار عن علي، وهو الحديث الثالث والعشرون(٣) .

و رواه أيضاً عن الترمذي عن جابر، وهو الحديث الاربعون(٤) .

____________________

(١). احياء الميت بفضائل أهل البيت: ١١ - ١٢.

(٢). المصدر: ١٩.

(٣). المصدر: ١٩.

(٤). المصدر: ٢٦.

٤٤٥

ورواه أيضاً عن الطبراني عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه، وهو الحديث الثالث والاربعون(١) .

و رواه أيضاً عن الباوردي عن أبي سعيد، وهو الحديث الخامس والخمسون(٢) .

و رواه أيضاً عن أحمد والطبراني عن زيد بن ثابت، وهو الحديث السادس والخمسون(٣) .

و رواه في كتابه ( نهاية الافضال ) في الحديث التاسع منه عن زيد بن أرقم برواية الترمذي التي حسنها أيضاً(٤) .

و رواه في كتابه ( الاساس ) عن مسلم والنسائي عن زيد بن أرقم كل بلفظه ثم قال: « رواه الترمذي وقال حديث حسن، والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم » ثم روى حديث جابر عن الترمذي، والذي قال فيه: حديث حسن(٥) .

هذا، ويقول السيوطي في مقدمة كتابه ( الاساس ) هذا: « الحمد لله الذي وعد هذه الامة المحمدية بالعصمة من الضلالة ما ان تمسكت بكتابه وعترة نبيه، وخص آل البيت النبوي من المناقب الشريفة ما قامت عليه الاحاديث الصحيحة لساطع البرهان وجليه ».

و رواه في كتابه ( الانافة ) عن الطبراني عن عبد الله بن حنطب(٦) .

و رواه في ( البدور السافرة ) عن ابن أبي عاصم عن زيد بن ثابت(٧) .

و رواه في تفسيره بتفسير قوله تعالى:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً )

____________________

(١). احياء الميت: ٢٧.

(٢). المصدر: ٣٠.

(٣). المصدر: ٣٠.

(٤). نهاية الافضال في تشريف الال - مخطوط.

(٥). الاساس في فضائل بنى العباس - مخطوط.

(٦). الاناقة في رتبة الخلافة ١٠.

(٧). البدور السافرة عن أمور الآخرة ١٦.

٤٤٦

عن أحمد عن زيد بن ثابت، عن الطبراني عن زيد بن أرقم، وعن ابن سعد وأحمد والطبراني جميعاً عن أبي سعيد الخدري (١) .

وفيه بتفسير قوله تعالى:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) عن الترمذي - قال وحسنه - وابن الانباري عن زيد بن أرقم(٢) .

و رواه في كتابه ( الجامع الصغير ): « أما بعد، ألا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل، فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. حم وعبد بن حميد، حم عن زيد بن أرقم، ورواه فيه عن حم طب عن زيد بن ثابت »(٣) .

و رواه في كتابه ( الخصائص الكبرى ) عن الترمذي قال: وحسنه، و عن الحاكم قال: وصححه عن زيد بن أرقم أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي(٤) .

و رواه في كتابه ( النثير ) في مختصر نهاية ابن الاثير في « ثقل » قال: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، سماهما ثقلين لعظم قدرهما، ويقال لكل نفيس خطير ثقل، أو لان الاخذ بهما والعمل ثقيل ».

ترجمته:

وممن ترجم للسيوطي أو نقل عنه معتمداً عليه وواصفاً إياه بالصفات الجليلة:

١ - الشعراني في ( لواقح الانوار ).

____________________

(١). الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٢ / ٦٠.

(٢). المصدر ٦ / ٧.

(٣). الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير بشرح المناوي ٢ / ١٧٤

(٤). الخصائص الكبرى ٢ / ٢٦٦.

٤٤٧

٢ - والثعالبي في ( مقاليد الاسانيد ).

٣ - والنخلى في ( رسالة الاسانيد ).

٤ - والمقري في ( فتح المتعال ).

٥ - والمناوى في مقدمة ( فيض القدير ).

٦ - والشنوانى في ( الدرر السنية ).

٧ - وولى الله الدهلوي في ( الارشاد الى أمهات الاسناد ) و ( الانتباه في سلاسل اولياء الله ).

٨ - والشوكانى في ( البدر الطالع ١ / ٣٢٨ ).

٩ - وحسن زمان في ( القول المستحسن ).

١٠ - والقنوجى في ( التاج المكلل ٣٤٩ ).

١١ - و ( الدهلوي ) نفسه في ( بستان المحدثين ) و ( رسالة في أصول الحديث ).

ولقد ترجم السيوطي لنفسه في كتاب ( حسن المحاضرة ) ترجمة مطولة نكتفي هنا بشيء مما قال:

« كان مولدي بعد المغرب ليلة الاحد مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة، وحملت في حياة أبي الى الشيخ محمد المجذوب، ورجل كان من كبار الاولياء بجوار المشهد النفيسي فبرك علي، ونشأت يتيماً، فحفظت القرآن ولي دون ثمان سنين، ثم حفظت العمدة ومنهاج الفقه والاصول وألفية ابن مالك.

وشرعت في الاشتغال بالعلم من مستهل سنة أربع وستين، فأخذت الفقه والنحو عن جماعة من الشيوخ، وأخذت الفرائض عن العلامة فرضي زمانه الشيخ شهاب الدين الشارمساجى الذي كان يقال انه بلغ السن العالية وجاوز المائة بكثير، والله أعلم بذلك. قرأت عليه في شرحه على المجموع.

وأجزت بتدريس العربية في مستهل سنة ست وستين.

٤٤٨

وقد ألفت في هذه السنة، فكان أول شيء ألفته ( شرح الاستعاذة والبسملة ) وأوقفت عليه شيخنا شيخ الاسلام علم الدين البلقيني، فكتب عليه تقريظاً. ولازمته في الفقه الى أن مات ملازمة ولده، وأجازني بالتدريس والافتاء من ست وسبعين وحضر تصديري، فلما توفي سنة ثمان وسبعين لزمت شيخ الاسلام شرف الدين المناوي.

ولزمت في الحديث والعربية شيخنا الامام العلامة تقي الدين الشبلي الحنفي فواظبته أربع سنين، وكتب لي تقريظاً على ( شرح ألفية ابن مالك ) وعلى ( جمع الجوامع ) في العربية تأليفى، وشهد لي غير مرة بالتقدم في العلوم بلسانه وبنانه، ولم أنفك عن الشيخ الى أن مات.

ولزمت شيخنا العلامة أستاذ الوجود محيي الدين الكافيجي أربع عشرة سنة، فأخذت عنه الفنون من التفسير والاصول والعربية والمعاني وغير ذلك، وكتب لي إجازة عظيمة.

وحضرت عند الشيخ سيف الدين الحنفي دروساً عديدة في الكشاف والتوضيح وحاشيته عليه وتلخيص المفتاح والعضد.

وشرعت في التصنيف سنة ست وستين وبلغت مؤلفاتي الى الان ثلاثمائة كتاب سوى ما غسلته ورجعت عنه.

وسافرت بحمد الله تعالى الى بلاد الشام والحجاز واليمن والهند والمغرب والتكرور، ولما حججت شربت من ماء زمزم لامور، منها أن أصل في الفقه الى رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني، وفي الحديث الى رتبة الحافظ ابن حجر.

وأفتيت من مستهل سنة احدى وسبعين، وعقدت املاء الحديث من مستهل سنة اثنتين وسبعين.

ورزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع - على طريقة العرب والبلغاء لا على طريقة العجم وأهل الفلسفة. والذي أعتقده أن الذي وصلت اليه من هذه العلوم الستة سوى الفقه، والنقول التي اطلعت عليها فيها، لم يصل اليه ولا وقف

٤٤٩

عليه أحد من أشياخى فضلا عمن هو دونهم، وأما الفقه فلا أقول ذلك فيه

وأما مشايخي في الرواية سماعاً وإجازة فكثير، أوردتهم في ( المعجم ) الذي جمعتهم فيه وعدتهم نحو مائة وخمسين، ولم أكثر من سماع الرواية لاشتغالي بما هو أهم وهو قراءة الدراية.

وهذه أسماء مصنفاتي لتستفاد:

فن التفسير وتعلقاته والقراءات : الاتقان في علوم القرآن، الدر المنثور في تفسير المأثور، ترجمان القرآن في التفسير، المسند، أسرار التنزيل يسمى « قطف الازهار في كشف الاسرار » لباب النقول، في أسباب النزول.

فن الحديث وتعلقاته : كشف المغطى في شرح الموطا، اسعاف المبطأ برجال الموطأ، التوشيح على الجامع الصحيح، الديباج على صحيح مسلم ابن الحجاج، مرقاة الصعود على سنن أبي داود، قوت المغتذي على جامع الترمذي، زهر الربى على المجتبى، مصباح الزجاج شرح ابن ماجة، تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، شرح ألفية العراقي، عين الاصابة في معرفة الصحابة، كشف التلبيس عن قلب أهل التدليس، توضيح المدرك في تصحيح المستدرك، اللئالي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، البدور السافرة عن أمور الاخرة، الاساس في مناقب بني العباس.

فن العربية وتعليقاته : شرح ألفية ابن مالك يسمى البهجة المرضية في شرح الالفية، الفريدة في النحو والصرف والخط، النكت على الالفية، الكافية، الشافية، الشذور، النزهة، الفتح القريب على مغنى اللبيب، شرح شواهد المغني جمع الجوامع، شرح يسمى همع الهوامع، شرح اللمحة.

فن الاصول والبيان والتصوف : شرح لمعة الاشراق في الاشتقاق الكوكب الساطع في نجم جمع الجوامع، شرحه، شرح الكوكب الوقاد، في الاعتقاد، نكت على التلخيص يسمى الافصاح، عقود الجمان في المعاني والبيان، شرحه، شرح أبيات تلخيص المفتاح، مختصره، نكت على حاشية

٤٥٠

المطول للمقيرى رحمه الله تعالى ، الخبر الدال على وجود القطب والاوتاد والابدال، مختصر الاحياء، المعاني الدقيقة في ادراك الحقيقة.

فن التاريخ والادب : تاريخ الصحابة وقد مر ذكره، طبقات الحفاظ، طبقات النحاة الكبرى، والوسطى، والصغرى، طبقات المفسرين، طبقات الاصوليين، طبقات الكتاب، حلية الاولياء، طبقات شعراء العرب، تاريخ الخلفاء، تاريخ مصر هذا، تاريخ أسيوط، معجم شيوخي الكبير الملتقط من الدرر الكامنة، تاريخ العمر وهو ذيل على أنباء الغمر ديوان خطب، ديوان شعر، المقامات، الرحلة القيومية، الرحلة المكية، الرحلة الدمياطية، الوسائل الى معرفة الاوائل، مختصر معجم البلدان لياقوت، الشماريخ في علم التواريخ، الجمانة، رسالة في تفسير الألفاظ المتداولة ...»(١) .

*(١٣٩)*

رواية نور الدين السمهودي

روى حديث الثقلين في كتابه ( جواهر العقدين في فضل الشرفين شرف العلم الجلي والنسب العلي - مخطوط ) فقال:

« الذكر الرابع في حثهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الامة على التمسك بعده بكتاب ربهم وأهل بيت نبيهم، وأن يخلفوه فيهما بخير، وسؤاله من يرد عليه الحوض عنهما، وسؤال ربه عز وجل الامة كيف خلفوا نبيهم فيهما، ووصيته بأهل بيته، وأن الله تعالى أوصاه بهم، وقوله « استوصوا بأهلي خيراً، فانى أخاصمكم عنهم غداً، ومن أكن خصيمه أخصمه، ومن أخصمه دخل النار »، وحثه على حفظهم والتجاوز عن مسيئهم ».

ثم روى حديث الثقلين عن الترمذي عن زيد بن أرقم، وعن أحمد عن أبي سعيد، ثم أشار الى رواية الطبراني في الاوسط وأبي يعلى وغيرهما فقال:

____________________

(١). حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ١ / ٣٣٥ - ٣٤٤.

٤٥١

« وسنده لا بأس به ».

ثم روى عن معالم العترة النبوية للحافظ أبي محمد عبد العزيز بن الاخضر حديث السفينة وحديث باب حطة ثم قال ما نصه:

« ومن العجيب ذكر ابن الجوزي له في العلل المتناهية، فاياك أن تغتر به، وكأنه لم يستحضره حينئذ الا من تلك الطرق الواهية ولم يذكر بقية طرقه، بل في صحيح مسلم وغيره عن زيد بن أرقم قال: قام فينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب، وانّي تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي.

فقيل لزيد: من أهل بيته، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى ان نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قيل: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس رضي الله عنهم. قيل: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم. أخرجه مسلم في صحيحه من طرق ولفظه في أحدها: قلنا - أي لزيدرضي‌الله‌عنه - من أهل بيته، نساؤه؟ فقال: لا أيم الله، ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أبيها وقومها، أهل بيته أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.

وأخرجه الحاكم في المستدرك من ثلاث طرق وقال في كل منها: انه صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

وروى الحافظ جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي المدني في كتابه نظم درر السمطين حديث زيد من غير اسناد ولا عزو ».

وقال في ( جواهر العقدين ) أيضا - بعد أن أورد مؤيدات حديث الثقلين - « وفي الباب عن زيادة على عشرين من الصحابة رضوان الله عليهم »

٤٥٢

فجعل يروي رواية كل واحد عن الصحاح والمسانيد والجوامع، كما تقدم في رواية السخاوي.

ترجمته:

ترجم له أو اعتمد على كتابه وأكثر من النقل عنه:

١ - السخاوي في ( الضوء اللامع ٥ / ٢٤٥ ).

٢ - وجار الله المكي في ( ذيل الضوء اللامع ).

٣ - وأحمد بن الفضل بن محمد باكثير في ( وسيلة المآل - مخطوط ).

٤ - والشيخانى القادرى في ( الصراط السوي - مخطوط ).

٥ - وعبد الحق الدهلوي في ( جذب القلوب ).

٦ - ورضى الدين الشامي في ( تنضيد العقود السنية ).

٧ - والبرزنجى في ( النواقض ) و ( الاشاعة ).

٨ - والبدخشانى في ( مفتاح النجا - مخطوط ).

٩ - والشوكانى في ( البدر الطالع ١ / ٤٧٠ ).

١٠ - والعجيلى في ( ذخيرة المآل - مخطوط ).

وإليك خلاصة ما ذكره السخاوي:

« ولد في صفر سنة أربع وأربعين وثمانمائة بسمهود ونشأ بها، فحفظ القرآن والمنهاج، ولازم والده حتى قرأ عليه بحثاً مع شرحه للمحلى وشرح البهجة لكن النصف الثاني منه سماعاً وجمع الجوامع وغالب ألفية ابن مالك، بل سمع عليه جل البخاري ومختصر مسلم للمنذري وغير ذلك، وقدم القاهرة معه وبمفرده غير مرة، أولها سنة ثمان وخمسين.

لازم أولا الشمس الجوجري في الفقه وأصوله والعربية، وأكثر من ملازمة المناوي، وقرأ على النجم ابن قاضي عجلون، وعلى الزين زكريا، وعلى الشمس الشرواني، وحضر عند العلم البلقيني من دروسه في قطعة الاسنائي، وعند الكمال امام الكاملية دروساً، وألبسه الخرقة ولقنه الذكر،

٤٥٣

وقرأ عمدة الاحكام بحثاً على السعد ابن الديري، وأذن له في التدريس هو والبامى والجوجرى، وفيه وفي الافتاء الشهاب السارمساجى بعد امتحانه له في مسائل ومذاكرته معه، وفيهما أيضاً زكريا وكذا المحلي والمناوى.

ثم انه استوطن القاهرة، وكنت هناك فكثر اجتماعنا، وكتب بخطه مصنفي الابتهاج وسمعه مني، وكذا سمع منى غيره من تصانيفي، وكان على خير كبير وفارقه بمكة بعد أن حججنا، ثم توجه منها الى طيبة فقطنها من سنة ثلاث وسبعين، ولازم وهو فيها الشهاب الابشيطي وحضر دروسه، وأكثر من السماع هناك على أبي الفرج المراغي، بل قرأ على العفيف عبد الله بن القاضي ناصر الدين ابن صالح أشياء بالاجازة، وألبسه خرقة التصوف بلباسه من عمر الاعرابي، وكذا كان سمع بمكة على كمالية ابنة محمد بن أبي بكر المرجاني وشقيقها الكمال أبي الفضل محمد والنجم عمر بن فهد في آخرين.

وصنف في مسألة فرش البسط المنقوشة، رداً على من نازعه، وقرض له أئمة القاهرة، وكذا عمل للمدينة النبوية تاريخاً، وكذا ألف غير ما ذكر، ومن ذلك حاشيته على الايضاح للنووي في المناسك.

وبالجملة فهو انسان فاضل متفنن متميز في الفقه والاصلين، مديم للعمل والجمع والتأليف، متوجه للعبادة وللمباحثة والمناظرة، قوي الجلادة على ذلك طلق العبارة فيه، مغرم به، مع قوة نفس وتكلف، خصوصا في مناقشات لشيخنا في الحديث ونحوه ».

وأضاف تلميذه جار الله في ذيله أقول: « وبعد المؤلف عاش نحو عشر سنين وصار مجمعا عليه فيما يقوله ويؤلفه، واجتمعت به رفقة والدي في عام تسع وتسعمائة بالمدينة، وسمعت عليه تاريخه ( الوفا ) وفتاواه المجموعة وغيرهما من كتب الحديث، وأجاز لي روايتها فاغتبطت ومات يوم الخميس ثامن عشر ذي القعدة عام إحدى عشرة وتسعمائة ولم يخلف بالمدينة مثله ».

٤٥٤

*(١٤٠)*

رواية الفضل بن روزبهان

روى حديث الثقلين في ( شرح عقائده ) التي كتبها بالفارسية بأمر عبد الله خان أوزبك والي بخارا، قال - على ما نقل عنه - « قوله ونعتقد بوجوب تعظيم آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووجوب الاقتداء بهم. أقول: أما تعظيم أهل بيت رسول الله فنعتقد أنه فرض، لورود الاحاديث الصحيحة في ذلك، ومنها قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في خطبته في حجة الوداع: يا أيها الناس اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي الى آخره. و قال في حديث آخر: أذكركم الله في أهل بيتي - ثلاث مرات.

ويستفاد من ذلك وجوب تعظيمهم واحترامهم ورعاية حقوقهم. وكذا من قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً » فانه أمر بالاقتداء بهم، والمراد من أهل البيت هم الذين حرموا الصدقة ».

ترجمته:

ترجم له أو اعتمد عليه:

١ - السخاوي في ( الضوء اللامع ٦ / ١٧١ ).

٢ - ورشيد الدهلوي في ( غرة الراشدين ).

٣ - وحيدر على في ( منتهى الكلام ) وغيرهم.

وقد ذكرنا ترجمته بالتفصيل في مجلد حديث الطير.

*(١٤١)*

رواية شهاب الدين القسطلاني

روى حديث الثقلين في ( المواهب اللدنية ) في تحقيق أهل البيت قائلا:

٤٥٥

« وعن زيد بن أرقم قال: قام فينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، أيها الناس انما بشر مثلكم يوشك أن يأتينى رسول ربى فأجيبه، وانّي تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور، فتمسكوا بكتاب الله عز وجل وخذوا به! وحث ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله عز وجل في أهل بيتي - ثلاث مرات. فقيل لزيد: من أهل بيته، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى ان نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم عليهم الصدقة بعده. قيل: ومن هم؟ قال: هم آل عليّ وآل جعفر وآل عقيل وآل عباس. قيل: كلا هؤلاء حرم عليهم الصدقة؟ قال: نعم. أخرجه مسلم.

والثقل محركة - كما في القاموس - كل شيء نفيس مصون. قال: ومنه الحديث: « انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي »، وهو بكسر المهملة وسكون المثناة الفوقانية، والاخذ بهذا الحديث أحرى ».

و قال: « وأخرج أحمد عن أبي سعيد معنى حديث زيد بن أرقم السابق مرفوعاً بلفظ: اني أوشك أن ادعى فأجيب، وانّي تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا ما تخلفوني فيهما ، وعترة الرجل - كما قاله الجوهري - أهله ونسله ورهطه الأدنون، أي الأقارب »(١) .

ترجمته:

١ - السخاوي في ( الضوء اللامع ٢ / ١٠٣ ).

٢ - وجار الله المكي في ( ذيل الضوء اللامع ).

٣ - والشعراني في ( المنن الكبرى ) و ( لواقح الأنوار ).

٤ - والعيدروسى في ( النور السافر ).

____________________

(١). المواهب اللدنية. بشرح الزرقانى ٧ / ٤ - ٨.

٤٥٦

٥ - والثعالبي في ( مقاليد الأسانيد - مخطوط ).

٦ - والشوكانى في ( البدر الطالع ١ / ١٠٢ ).

٧ - والقنوجى في ( اتحاف النبلاء ).

٨ - و ( الدهلوي ) نفسه في ( بستان المحدثين ).

وهذه خلاصة ما ذكره الشوكاني:

« ولد في الثاني عشر من ذي القعدة سنة ٨٥١ بمصر ونشأ بها، فحفظ القرآن والشاطبيتين ونصف الطيبة الجزرية والوردية في النحو، وتلى السبع على السراج عمر بن قاسم الانصاري الشناوي، وأخذ الفقه على الفخر المقسمي تقسيماً والشهاب العبادي، وسمع على الملتوني الرضى الاوجاتي والسخاوي، وقرأ صحيح البخاري بتمامه في خمسة مجالس على الشاوي، وقرأ في الفنون على جمع.

وجلس للوعظ بالجامع العمري، وكتب بخطه لنفسه ولغيره أشياء، بل جمع في القراءات العقود السنية في شرح المقدمة الجزرية في التجويد، والكنز في وقف حمزة وهشام على الهمز، والشرح على الشاطبية وصل فيه الى الإدغام الصغير وزاد فيه زيادات ابن الجزري مع فوائد غريبة لا توجد في شرح غيره، وكتب على الطيبة قطعة مزجاً، وعلى البردة مزجاً أيضاً سماه مشارق الأنوار المضية في مدح خير البرية، وتحفة السامع بختم صحيح البخاري. ومن مؤلفاته المشهورة شرح البخاري المسمى ارشاد الساري على صحيح البخاري في أربع مجلدات، وشرح صحيح مسلم مثله ولم يكمل، والمواهب اللدنية بالمنح المحمدية.

وكان متعففاً جيد القراءة للقرآن والحديث والخطابة، شجي الصوت، مشاركاً في الفضائل، متواضعاً متودداً لطيف العشرة، سريع الحركة مع كثرة استقامة، واشتهر بالصلاح والتعفف على أهل الفلاح ».

٤٥٧

*(١٤٢)*

رواية شمس الدين العلقمي

روى حديث الثقلين برواية زيد بن أرقم، ثم قال:

« قوله: يدعى « خماً » بضم المعجمة وتشديد الميم، وهو غدير على ثلاثة أميال من الجحفة يقال له « غدير خم ». قوله « وانا تارك فيكم الثقلين » فذكر كتاب الله واهل بيته. قال النووي: قال العلماء: سميا ثقلين لعظمهما وكبر شأنهما، وقيل لثقل العمل بهما. قوله: ولكن أهل بيته من حرم الصدقة، قال النووي هو بضم الحاء وتخفيف الراء. والمراد بالصدقة الزكاة، وهي حرام على بنى هاشم وبنى المطلب، وقال مالك بنو هاشم فقط، وقيل بنى قصى، وقيل قريش كله. قوله: ومن أهل بيته يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته، قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال آل علي وآل عقيل - الى آخره.

وفي رواية أخرى لمسلم أيضاً بعد الرواية الاولى، فقلنا: من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا وأيم الله، ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أبيها وأمها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده. قال النووي: وفي هذه الرواية دليل على إبطال قول من قال قريش كلها، فقد كان في نسائه قرشيات، وهن عائشة وحفصة وأم سلمة وسودة وأم حبيبة »(١) .

ترجمته:

١ - شهاب الدين الخفاجي : « ومن بيوت العلم بالقاهرة العلاقمة، فمنهم شيخنا العلامة ابراهيم العلقمي، وأخوه شمس الملة والدين، أما الشمس صاحب ( الكوكب المنير في شرح الجامع الصغير ) فشيخ الحديث في

____________________

(١). الكوكب المنير في شرح الجامع الصغير - مخطوط.

٤٥٨

القديم والحديث لم تزل سحب افاد [ ا ] ته في رياض الفضل ذوارف، حتى صار وهو العلم المفرد من أعرف المعارف، فهو هضبة مجد، وفي التقى جوهر فرد، قد تحلى بخدمة الجلال السيوطي كمالا، ورقى الى سماء المعالي فازداد جمالا »(١) .

٢ - الشيخ احمد المقري فوصفه بالشيخ الامام الحافظ العلقمي(٢) .

٣ - الكاتب الچلبى القسطنطينى حيث ذكر كتابه ( الكوكب المنير )(٣) .

*(١٤٣)*

رواية عبد الوهاب البخاري

روى حديث الثقلين في تفسيره بتفسير آية المودّة، حيث قال: « وعن أبى سعيد الخدريرضي‌الله‌عنه قال: خطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: أيها الناس اني تركت فيكم الثقلين خليفتين، ان أخذتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي وهم أهل بيتي، لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. أورده الثعلبي، وذكر الامام أحمد بن حنبل في مسنده بمعناه »(٤) .

ترجمته:

١ - الشيخ عبد الحق الدهلوي في ( أخبار الأخيار ).

٢ - السيد محمد البخاري فوصفه بقوله « تاج الأولياء سيد الأتقياء، وارث علوم الأنبياء والمرسلين، ناظم أمور المؤمنين، بحر العلوم والحقائق،

____________________

(١). ريحانة الالباء ٢ / ٧٧.

(٢). فتح المتعال في مدح النعال ٥٤.

(٣). كشف الظنون ٥٦٠.

(٤). تفسير انوري - مخطوط.

٤٥٩

مستخرج الحكم بالدقائق، جامع جوامع الكمالات، محيي مراسم الخيرات، معدن أنوار التوفيق، مخزن أسرار التحقيق، المخصوص بعون الله الباري، قطب الاقطاب حاجي عبد الوهاب البخاريقدس‌سره »(١) .

*(١٤٤)*

رواية شمس الدين الشامي الدمشقي الصالحي

روى حديث الثقلين في كتابه ( سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ) المعروف بـ ( السيرة الشامية ) على ما جاء في « انسان العيون » للحلبي.

ترجمته:

ترجم له أو نقل عنه مع الاعتماد عليه ووصفه بالأوصاف الجليلة:

١ - الشعراني في ( لواقح الأنوار ).

٢ - وابن حجر المكي في ( الخيرات الحسان ).

٣ - والخفاجي في ( ريحانة الالباء ١ / ٢٧ ).

٤ - والمقري في ( فتح المتعال ).

٥ - وأحمد زيني دحلان في ( السيرة النبوية ) حيث ينقل عنه.

٦ - والكاتب الچلبى القسطنطيني في ( كشف الظنون / ٩٨٧ ).

٧ - والدهلوي نفسه في ( رسالة أصول الدين ).

٨ - وحسن زمان في ( القول المستحسن ).

٩ - والمحبى في ( خلاصة الاثر ٤ / ٢٣٩ ).

____________________

(١). تذكرة الابرار - مخطوط. وله ترجمة في نزهة الخواطر ٤ / ٢٢٣.

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472