مرآة العقول الجزء ١٨

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 439

مرآة العقول

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
تصنيف:

الصفحات: 439
المشاهدات: 20172
تحميل: 2444


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 439 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20172 / تحميل: 2444
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 18

مؤلف:
العربية

عليه‌السلامقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للجنة باب يقال له باب المجاهدين يمضون إليه فإذا هو مفتوح وهم متقلدون بسيوفهم والجمع في الموقف والملائكة ترحب بهم ثم قال فمن ترك الجهاد ألبسه الله عز وجل ذلا وفقرا في معيشته ومحقا في دينه إن الله عز وجل أغنى أمتي بسنابك خيلها ومراكز رماحها.

٣ ـ وبإسناده قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خيول الغزاة في الدنيا خيولهم في الجنة وإن أردية الغزاة لسيوفهم.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرني جبرئيل عليه‌السلام بأمر قرت به عيني وفرح به قلبي قال يا محمد من غزا من أمتك في سبيل الله فأصابه قطرة من السماء أو صداع كتب الله عز وجل له شهادة.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن بعض أصحابه قال كتب أبو جعفر عليه‌السلام في رسالة إلى بعض خلفاء بني أمية ومن ذلك ما ضيع الجهاد الذي فضله الله عز وجل على الأعمال وفضل عامله على العمال تفضيلا في الدرجات والمغفرة والرحمة لأنه ظهر به الدين وبه يدفع عن الدين وبه اشترى الله «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ » بالجنة بيعا مفلحا منجحا اشترط عليهم فيه حفظ الحدود وأول ذلك الدعاء إلى طاعة الله عز وجل من طاعة العباد وإلى عبادة الله من عبادة العباد وإلى ولاية الله من ولاية العباد فمن دعي إلى الجزية فأبى قتل وسبي أهله وليس الدعاء

وقال الجوهري : قولهم : « مرحبا وأهلا » أي أتيت سعة وأتيت أهلا فاستأنس ولا تستوحش ، وقد رحب به ترحيبا : إذا قال : له مرحبا(١) .

وقال الفيروزآبادي : السنبك كقنفذ طرف الحافر ، و « الركز » : الغرز في الأرض(٢) .

الحديث الثالث : مثل السابق.

الحديث الرابع : مرسل. و الخفر والإخفار : نقض العهد.

__________________

(١) الصحاح للجوهري : ج ١ ص ١٣٤.

(٢) القاموس المحيط : ج ٤ ص ٢٤.

٣٢١

من طاعة عبد إلى طاعة عبد مثله ومن أقر بالجزية لم يتعد عليه ولم تخفر ذمته وكلف دون طاقته وكان الفيء للمسلمين عامة غير خاصة وإن كان قتال وسبي سير في ذلك بسيرته وعمل في ذلك بسنته من الدين ثم كلف الأعمى والأعرج «الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ » على الجهاد بعد عذر الله عز وجل إياهم ويكلف الذين يطيقون ما لا يطيقون وإنما كانوا أهل مصر يقاتلون من يليه يعدل بينهم في البعوث فذهب ذلك كله حتى عاد الناس رجلين أجير مؤتجر بعد بيع الله ومستأجر صاحبه غارم وبعد عذر الله

وقال الجوهري : « الفيء » : الخراج والغنيمة(١) .

قوله عليه‌السلام : « بسيرته » الضمير راجع إلى القتال والسبي ، ويحتمل أن يكون رجاعه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بقرينة المقام.

قوله عليه‌السلام : « ثم كلف الأعمى » لعله معطوف على قوله : « ضيع الجهاد » الغرض بيان فساد الزمان وأهله وتعديهم حدود ربهم والمعنى أنهم يكلفون لجهاد من لم يكلفه الله تعالى كالأعمى والأعرج ومن لا يجد ما ينفق في الجهاد وذا كلفوا من يطيق ذلك كلفوه فوق طاقته مع أنه كان في زمان النبي وأمير لمؤمنين صلى الله عليهما يعدل بين أهل المصر في البعوث إلى الجهاد فإذا بعثوا لي الجهاد طائفة بعثوا في جهاد آخر طائفة أخرى للعدل بينهم.

وقال الجوهري : « البعوث » الجيوش(٢) .

قوله عليه‌السلام : « أجير مؤتجر » أي أجير يأخذ الأجر على الجهاد بعد أن كلفهم الله تعالى أن يبيعوا أنفسهم من الله بالجنة فيأخذون عرض هذا الأدنى ويحرمون أنفسهم الدرجات العلى.

قوله عليه‌السلام : « ومستأجر صاحبه » بنصب الصاحب بالمفعولية ، أو بجرة بالإضافة ، أي مستأجر يكلف الجهاد مع عجزه عنه لزمانه وعمي ونحوهما وقد عذره الله تعالى فيضطر إلى أن يستأجر غيره فيبعثه ، وفي أكثر النسخ وبعد عذر الله

__________________

(١) الصحاح للجوهري : ج ١ ص ٦٣.

(٢) الصحاح للجوهري : ج ١ ص ٢٧٣.

٣٢٢

وذهب الحج فضيع وافتقر الناس فمن أعوج ممن عوج هذا ومن أقوم ممن أقام هذا فرد الجهاد على العباد وزاد الجهاد على العباد إن ذلك خطأ عظيم.

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابه ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن حيدرة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال الجهاد أفضل الأشياء بعد الفرائض.

٦ ـ أحمد بن محمد بن سعيد ، عن جعفر بن عبد الله العلوي وأحمد بن محمد الكوفي ، عن علي بن العباس ، عن إسماعيل بن إسحاق جميعا ، عن أبي روح فرج بن قرة ، عن مسعدة بن صدقة قال حدثني ابن أبي ليلى ، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله

ولعل الواو زيدت من النساخ ، وعلى تقديرها يحتاج إلى تقدير ويمكن أن يقرأ مستأجر على بناء المفعول وصاحبه بالرفع وفيه بعد.

قوله عليه‌السلام : « وذهب الحج » أي افتقر الناس لتلك الغرامات فلا يقدرون على الحج.

وقال الفيروزآبادي : عوج كفرح والاسم كعنب وقد أعوج اعوجاجا وعوجته فتعوج ، والأعوج : الشيء الخلق(١) .

قوله عليه‌السلام : « وزاد الجهاد على العباد » على بناء المفعول فيكون زاد لازما على بناء الفاعل والضمير الفاعل راجع إلى من اعوج فزاد متعد. والحاصل أن أرباب القدرة والاستطاعة ردوا الجهاد على أهل الضرورة فزادوا عليهم ما لا يلزمهم.

الحديث الخامس : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « بعد الفرائض » أي الصلوات اليومية لأنها أفضل العبادات البدنية كما يدل عليه « حي على خير العمل ».

الحديث السادس : ضعيف.

__________________

(١) القاموس المحيط : ج ١ ص ٢٠١.

٣٢٣

لخاصة أوليائه وسوغهم كرامة منه لهم ونعمة ذخرها والجهاد هو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاء وفارق الرضا وديث بالصغار والقماءة وضرب على قلبه بالأسداد وأديل الحق منه.

قوله عليه‌السلام : « وسوغهم » وفي بعض نسخ التهذيب « وسوغه » وهو أظهر ، وعلى ضمير الجمع لعل فيه حذفا وإيصالا ، أي سوغه لهم أو من قولهم ساغ الشراب إذا سهل مدخله في الحلق.

وقوله عليه‌السلام : « نعمة » إما مرفوع بالعطف على باب أو منصوب بالعطف على كرامة.

قوله عليه‌السلام : « لباس التقوى » أي به تتقي في الدنيا من غلبة الأعادي وفي الآخرة من النار ، وكونه تأويلا لقوله تعالى : «وَلِباسُ التَّقْوى »(١) يحتاج إلى تكلف ما.

وقيل : لما كان الجهاد دافعا للمضار عن الدين وحافظا للإيمان الذي به قوام التقوى وللمؤمنين كما يدفع اللباس مضرة البرد والحر عن الإنسان كان لباسا للتقوى أو لأهلها على حذف المضاف ، أو لما كان القائم بالجهاد حق القيام من«يَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ »(٢) كان الجهاد للتقوى كاللباس للرجل حيث لا يتجرد عنه أو للرجل والإضافة للملابسة خفية وحينئذ يمكن كون المضاف مقدرا ، والأجود ما ذكرنا أولا.

قوله عليه‌السلام : « وشمله » في بعض النسخ شملة بالتاء وهي كساء يتغطى به ولعل الفعل أظهر كما في النهج.

قوله عليه‌السلام : « ديث بالصغار والقماءة » في النهج والقماء بدون الهاء وديث على بناء المجهول من باب التفعيل ذلل ، وبعير مديث أي مذلل بالرياضة و « الصغار »

__________________

(١) سورة الأعراف : الآية ٢٦.

(٢) سورة النور : الآية ٥٢.

٣٢٤

بتضييع الجهاد وسيم الخسف ومنع النصف ألا وإني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلا ونهارا وسرا وإعلانا وقلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم فو الله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت عليكم الغارات وملكت عليكم

بالفتح : الذل والهوان و « الصاغر » : الراضي بالهوان والذل و « قمأ الرجل » كجمع وكرم قماء وقماءة بالفتح فيهما أي صغر وذل « والأسداد » : جمع سد.

وقال الفيروزآبادي : « ضربت عليه الأرض بالسداد » سدت عليه الطريق وعميت عليه مذاهبه انتهى(١) .

وهومثل قوله تعالى «وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً »(٢) .

وفي بعض نسخ النهج بالإسهاب يقال : أسهب الرجل على بناء المفعول إذا ذهب عقله من لدغ الحية ، وقيل : مطلقا ، وقيل : هو من الإسهاب بمعنى كثرة الكلام لأنه عوقب بكثرة كلامه فيما لا يعنيه و « الإدالة » : النصر يقال : أدال الله له أي نصرة وأعطاه الدولة والغلبة ، وأدال منه وعليه أي جعله مغلوبا لخصمه ، وفي بعض أدعية سيد العابدين عليه‌السلام « اللهم أدل لنا ولا تدل منا » فالمراد هنا أنه جعل مغلوبا للحق فيصيبه وخامة العاقبة لخذلانه الحق و « سئم » على بناء المفعول أي كلف وألزم و « الخسف » الذل ، وقيل : المشقة ، والخسف أيضا النقصان و « النصف » بالكسر : الإنصاف والعدل ، ومنع النصف أي لا يتمكن من الانتصاف والانتقام بل يصير مظلوما من الخصوم والأعادي. وقيل لا يتصف هو وهو بعيد و « الغزو » : السير إلى العدو للقتال و « عقر الدار » بالضم : أصلها ووسطها و « تؤاكل القوم » : اتكل بعضهم على بعض ، وترك الأمر إليه ، « وتحاملوا » : أي حمل بعضهم بعضا وهو ترك العون والنصرة و « شنت » أي صبت من كل وجه متفرقة ، وأما الصب من غير تفريق فهو السن بالسين المهملة ، و « الغارة » : الخيل المغيرة تهجم على القوم فتقتل

__________________

(١) القاموس المحيط : ج ١ ص ٣٠١.

(٢) سورة الأنعام : الآية ٢٥.

٣٢٥

الأوطان هذا أخو غامد قد وردت خيله الأنبار وقتل حسان بن حسان البكري وأزال خيلكم عن مسالحها وقد بلغني أن الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة فينتزع حجلها وقلبها وقلائدها ورعاثها ما تمنع منه إلا بالاسترجاع

وتنهب وكلمة « على » في ملكت عليكم تفيد الاستعلاء بالقهر والغلبة أي أخذوا الأوطان منكم و « غامد » قبيلة من اليمن أبوهم غامد وأخو غامد سفيان بن عوف بن المغفل الغامدي « والأنبار » بلد بالعراق قديم ، ومواضع بين البر والريف و « حسان » كان عاملا من قبله عليه‌السلام على الأنبار والاسم غير منصرف فإن الألف والنون زائدتان وهو من الحس لا من الحسن و « الخيل » الفرسان كذلك الأفراس و « المسالح » جمع مسلحة وهي الحدود التي ترتب فيها ذو الأسلحة لدفع العدو كالثغر ، وروى أن معاوية دعا سفيان بن عفوف ، وقال : إني باعثك في جيش كثيف ذي أداه وجلادة فالزم جانب الفرات حتى تمر بهيت فإن وجدت بها جندا فاغز عليها وإلا فامض حتى تغير على الأنبار فإن لم تجد بها جندا فامض إلى المدائن واتق أن تقرب الكوفة ، واعلم : أنك إن أغرت على أهل الأنبار والمدائن فكأنك قد أغرت على الكوفة فإن هذه الغارات ترعب قلوب أهل العراق ويفرح بها كل من له فينا هوى منهم ويدعو إلينا كل من خاف الدوائر فأقتل من لقيت ممن ليس على مثل رأيك وأخرب كل ما مررت به من القرى وانهب الأموال فإنه شبيه بالقتل وهو أوجع للقلب ، فخرج سفيان ومضى على الشاطئ الفرات وقتل عامله عليه‌السلام في نحو من ثلاثين رجلا وحمل الأموال وانصرف.

قوله عليه‌السلام : « والأخرى المعاهدة » أي ذمية ذات العهد والأمان ، والمشهور فتح الهاء والمضبوط في أكثر نسخ النهج الكسر و « انتزع» افتعل بمعنى فعل يقال : نزعت الشيء وانتزعته فانتزع أي اقتلعته فاقتلع و « الحجل» بالكسر والفتح الخلخال و « القلب » بالضم سوار المرأة ، وقيل ، المضمت منه و « الرعاث» بالكسر جمع رعثة بالفتح وبالتحريك أيضا وهي الفرط ، قوله : «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ

٣٢٦

والاسترحام ثم انصرفوا وافرين ما نال رجلا منهم كلم ولا أريق له دم فلو أن امرأ مسلما مات من بعد هذا أسفا ما كان به ملوما بل كان عندي به جديرا فيا عجبا عجبا والله يميث القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء على باطلهم وتفرقكم عن حقكم فقبحا لكم وترحا حين صرتم غرضا يرمى يغار عليكم ولا تغيرون وتغزون ولا تغزون ويعصى الله وترضون فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر قلتم هذه حمارة القيظ أمهلنا حتى يسبخ عنا الحر وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم هذه صبارة القر أمهلنا حتى ينسلخ عنا البرد كل هذا فرارا من الحر والقر فإذا

راجِعُونَ » الاسترجاع وقيل : ترديد الصوت بالبكاء. و « الاسترحام » المناشدة بالرحم كما كانوا يقولون ، أنشدك الله والرحم أو طلب الرحمة والتعطف وحاصل المعنى عجزها عن الامتناع.

وقوله عليه‌السلام : « وافرين » أي تأمين أي لم ينل أحدا منهم نقص و « الكلم » بالفتح : الجرح و « الإراقة » الصب و « الأسف » بالتحريك أشد الحزن.

قوله عليه‌السلام : « فيا عجبا » أصله يا عجبي أي احضر فهذه أوانك وقوله : عجبا منصوب بتقدير الفعل على المصدرية أي : أعجبوا عجبا « يميت القلب » ويميت صفة للمصدر والقسم معترض بين الصفة والموصوف والجلب سوق الشيء من موضع إلى آخر ولعله المراد بجلب الهم والحزن لغير أرباب القلوب والبصائر فهو بالمرتبة بعد إماتة قلوبهم ، أو يصير سببا لحزن بلا سبب كما يشعر به الجلب كذا قيل : و « القبح » الإبعاد ، يقال : قبحه الله أي نحاه عن الخير فهو من المقبوحين و « الترح » كالفرح مصدرا وفعلا الهم والهبوط ، ونصبهما على الدعاء و « الغرض » الهدف و « تتمة الكلام » بيان للغرض و « حمارة القيظ » بتخفيف الميم وتشديد الراء شدة الحر كالصبارة شدة البرد و « القيظ » الصيف و « القر » بالضم البرد وقيل : يخص الشتاء و « التسبيخ » بالخاء المعجمة التخفيف والتسكين والفعل على بناء المفعول أي أمهلنا حتى يخفف الله الحر عنا و « الانسلاخ » الانقضاء.

٣٢٧

كنتم من الحر والقر تفرون فأنتم والله من السيف أفر.

يا أشباه الرجال ولا رجال حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة والله جرت ندما وأعقبت ذما قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحا وشحنتم صدري غيظا وجرعتموني نغب التهمام أنفاسا وأفسدتم علي رأيي بالعصيان

قوله عليه‌السلام : « ولا رجال » كلمة « لا » لنفي الجنس والخبر محذوف أي موجود فيكم ، أو مطلقا ، والحلوم كالأحلام جمع حلم بالكسر وهو الأناءة والتثبت في الأمور ، وقيل : والعقل أيضا ، و « رب الشيء » صاحبه ومالكه ومستحقه ، ويحتمل أن يكون هنا بمعنى المربوبية و « الحجال » جمع حجلة محركة وهي بيت مزين بالثياب والستور للعروس ، وأما الحجل بمعنى الخلخال فجمعه أحجال وحجول.

و قوله عليه‌السلام : « وددت » كعلمت أي تمنيت.

قوله عليه‌السلام : « وأعقبت ذما » في أكثر نسخ النهج سدما وهو بالتحريك الهم أو مع ندم أو غيظا و « قاتلكم الله » مجاز عن اللعن والإبعاد والابتلاء بالعذاب فإن المقاتلة لا تكون إلا لعداوة بالغة و « القيح » ما يكون في القرحة من صديدها ما لم يخالطه دم ، أي قرحتم قلبي حتى امتلأت من القيح الغيظ وهو كناية عن شدة التألم ، « وشحنت السفينة » ملأتها ، و « جرعتموني » أي سقيتموني الجرع ، والجرعة بالضم الاسم من الحسو ، والشرب اليسير وبالفتح المرة منه و « النغب » جمع نغبة وهي كالجرعة بالضم لفظا ومعنى مفردا وجمعا و « التهمام » الهم ويفيد هذا الوزن المبالغة في مصدر الثلاثي كالتلعاب والترداد والتاء مفتوح في هذا البناء إلا في التبيان والتلقاء ولم تجيء تفعال بالكسر إلا ستة عشر اسما منهما المصدر أن « وأنفاسا » أي جرعة بعد جرعة وهي جمع نفس بالتحريك وهو الجرعة.

وقال الجوهري : قول الشاعر « عيني جودا عبرة أنفاسا » أي ساعة بعد ساعة(١) .

قوله عليه‌السلام : « وأفسدتم » أي لما تركتم نصرتي وعصيتم أمري : فسد ما دبرته

__________________

(١) الصحاح للجوهري : ج ٣ ص ٩٨٤.

٣٢٨

والخذلان حتى لقد قالت قريش إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب لله أبوهم وهل أحد منهم أشد لها مراسا وأقدم فيها مقاما مني لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين وها أنا قد ذرفت على الستين ولكن لا رأي لمن لا يطاع.

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبي حفص الكلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال إن الله عز وجل بعث رسوله بالإسلام إلى الناس عشر سنين فأبوا أن يقبلوا حتى أمره بالقتال فالخير في السيف وتحت السيف والأمر يعود كما بدأ.

٨ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبي البختري ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إن جبرئيل أخبرني بأمر قرت به عيني وفرح به قلبي قال يا محمد من غزا غزاة في سبيل الله من أمتك فما أصابه قطرة من السماء أو صداع إلا كانت له شهادة يوم القيامة.

في أمر العدو وقتالهم فتوهم الناس أن ذلك لقصور التدبير ولم يعلموا أنه بسبب الخذلان والعصيان وكلمة « لله أبوك » يستعملها العرب في المدح والتعجب وأصلها المدح من قبيل نسبة الشيء إلى الشريف ليكتسب شرفا وعزا أي : ما أحسن أبوك حيث أتى بمثلك ، و « المراس » مصدر مارسه أي : زواله وعالجه ، و « المقام » بفتح الميم وضمها : مصدر ، ويجوز أن يكون بمعنى الموضع ، و « النهوض » القيام والضمائر الثلاثة راجعة إلى الحرب وهي مؤنثة وقد يذكر كما ذكر و « ذرفت » بالتشديد : أي زدت ، وروي عن المبرد في الكامل أنه لما خطب عليه‌السلام بهذه الخطبة قام إليه رجل ومعه أخوه فقال : يا أمير المؤمنين إني وأخي هذا كما قال الله تعالى : «رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي »(١) فمرنا بأمرك فو الله لننتهين إليه ولو حال بيننا وبينه جمر الغضا وشوك القتاد ، فدعا لهما بخير وقال : أين تقعان أنتما مما أريد ثم نزل.

الحديث السابع : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « والأمر يعود » أي في زمن القائم عليه‌السلام

الحديث الثامن : ضعيف.

__________________

(١) سورة المائدة : الآية ٢٥.

٣٢٩

٩ ـ وبهذا الإسناد قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من بلغ رسالة غاز كان كمن أعتق رقبة وهو شريكه في ثواب غزوته.

١٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من اغتاب مؤمنا غازيا أو آذاه أو خلفه في أهله بسوء نصب له يوم القيامة فيستغرق حسناته ثم يركس في النار إذا كان الغازي في طاعة الله عز وجل.

١١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب رفعه قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام إن الله عز وجل فرض الجهاد وعظمه وجعله نصره وناصره والله ما صلحت دنيا ولا دين إلا به.

١٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اغزوا تورثوا أبناءكم مجدا.

١٣ ـ وبهذا الإسناد أن أبا دجانة الأنصاري اعتم يوم أحد بعمامة له وأرخى عذبة العمامة بين كتفيه حتى جعل يتبختر فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إن هذه لمشية يبغضها الله عز وجل إلا عند القتال في سبيل الله.

الحديث التاسع : ضعيف.

الحديث العاشر : ضعيف على المشهور. وقال الجوهري : «وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا : أي ردهم إلى كفرهم »(١) .

الحديث الحادي عشر : مرفوع.

الحديث الثاني عشر : ضعيف.

الحديث الثالث عشر : ضعيف. وقال الفيروزآبادي العذب بالتحريك طرف كل شيء(٢) .

وقال الجوهري : « عذبة الميزان » : الخيط الذي يرفع به(٣) .

__________________

(١) الصحاح للجوهري : ج ٣ ص ٩٣٦.

(٢) القاموس المحيط : ج ١ ص ١٠١.

(٣) الصحاح للجوهري : ج ١ ص ١٧٨.

٣٣٠

١٤ ـ علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جاهدوا تغنموا.

١٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحجال ، عن ثعلبة ، عن معمر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال الخير كله في السيف وتحت السيف وفي ظل السيف قال وسمعته يقول إن الخير كل الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة.

(باب)

(جهاد الرجل والمرأة)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي الجوزاء ، عن الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام كتب الله الجهاد على الرجال والنساء فجهاد الرجل بذل ماله ونفسه حتى يقتل في سبيل الله وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته وفي حديث آخر جهاد المرأة حسن التبعل

(باب)

(وجوه الجهاد)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا ، عن القاسم بن محمد

الحديث الرابع عشر : ضعيف على المشهور.

الحديث الخامس عشر : صحيح.

باب جهاد الرجل والمرأة

الحديث الأول : ضعيف كالموثق.

قوله عليه‌السلام : « وغيرته » بالإضافة إلى الفاعل أو المفعول.

باب وجوه الجهاد

الحديث الأول : ضعيف.

٣٣١

عن سليمان بن داود المنقري ، عن فضيل بن عياض قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الجهاد سنة أم فريضة فقال الجهاد على أربعة أوجه فجهادان فرض وجهاد سنة لا يقام إلا مع الفرض فأما أحد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه عن معاصي الله عز وجل وهو من أعظم الجهاد ومجاهدة «الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ » فرض وأما الجهاد الذي هو سنة لا يقام إلا مع فرض فإن مجاهدة العدو فرض على جميع الأمة ولو تركوا الجهاد لأتاهم العذاب وهذا هو من عذاب الأمة وهو سنة على الإمام وحده أن يأتي العدو مع الأمة فيجاهدهم وأما الجهاد الذي هو سنة فكل سنة أقامها الرجل وجاهد في إقامتها وبلوغها وإحيائها فالعمل والسعي فيها من أفضل

قوله عليه‌السلام : « على أربعة أوجه » لعل المراد بالثاني ما إذا صار الجهاد على طائفة واجبا عينيا بأن يهجم عليهم العدو ، وبالثالث الجهاد الذي هو واجب كفائي على الأمة وعلى كل فرد بخصوصه سنة عينيا فهو سنة لا يقام إلا مع الفرض أي يتحقق في صحته الفرض بالكفائي فذكر الإمام عليه‌السلام على المثال ، ويحتمل أن يكون الفرض بيان أنه لا يتوهم معاقبة الإمام عند ترك الجهاد مع عدم الأعوان بأن يقال : إنه أيضا فمن كان يجب عليه فيعاقب بترك الأمة فأجاب عليه‌السلام بأنه لا يجب على الإمام أن يجاهد بنفسه إنما عليه أن يدعو الناس إلى الجهاد ويبعثهم مع قبولهم ذلك فإذا لم يقبلوا فلا إثم عليه وإذا قبلوا فلا يجب عليه الحضور بنفسه بل هو سنة عليه فإذا حضر كان سنة يقام مع فرض الأمة ، ويحتمل أن يكون الغرض بيان الفرق بين جهاد النبي وجهاد الإمام بأن يكون المراد بالأول مجاهدة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حيث كان الخطاب في الآية متوجها إليه فإنه صلى‌الله‌عليه‌وآله كان مكلفا بالجهاد وإن لم يعاونه أحد كما ورد في ذلك أخبار كثيرة في تأويل قوله تعالى : «لا تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ »(١) وأما جهاد الإمام عليه‌السلام فهو مشروط باجتماع الأمة عليه ومعاونتهم له فهو سنة مشروط بما فرض على الأمة من معاونته والاجتماع عليه فلا إثم عليه لو تركوا ذلك ، وفي التهذيب هكذا : وهو سنة عليه وحده أن يأتي العدو فيكون

__________________

(١) سورة النساء : الآية ٨٤.

٣٣٢

الأعمال لأنها إحياء سنة وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيء.

٢ ـ وبإسناده ، عن المنقري ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال سأل رجل أبي صلوات الله عليه عن حروب أمير المؤمنين عليه‌السلام وكان السائل من محبينا فقال له أبو جعفر عليه‌السلام بعث الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة فلا تغمد «حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها » ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت الشمس من مغربها آمن الناس كلهم في ذلك اليوم فيومئذ «لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها

المراد كل شخص ، ويؤيد المعنى الأول ولا يخفى أنه على الوجه الثاني الذي اخترناه لا يحتاج إلى تخصيص القسم الثاني بما إذا صار واجبا عينيا بل يدخل فيه كل جهاد واجب فالفرض الذي يقام به سنة الإمام داخل فيه أيضا ، ويحتمل الحديث وجها آخر بأن يكون المراد بالثاني مجاهدة العدو الذي لا يؤمن ضرره فإنه واجب على الإمام وبالثالث جهاد العدو الذي لا يخاف منه ضرر فإنه لا يجب على الإمام بل هو سنة عليه لكن إذا اختاره أمر به يصير واجبا على الأمة لوجوب طاعته فاختيار الجهاد على الإمام سنة لكن بعد اختياره يصير واجبا على الأمة فهذا سنة لا يقام إلا مع الفرض والله يعلم.

الحديث الثاني : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « شاهرة » تشهير السيف إخراجه من غمده ولعله مبني على جواز القتال للكفار في زمان الغيبة أو يخص بما إذا هجموا على قوم فإنه يجب القتال لدفعهم وإن لم يجز ابتداؤهم ، أو بما إذا خيف على بيضة الإسلام ، أو يقال : المراد بكونها شاهرة أنها تقع ، وإن كانت مع فقد الشرائط غير جائزة ، وعلى التقادير مقابلتها مع جهاد أهل البغي ظاهرة إذ ليس شيء منها يجري فيه مع غيبة الإمام أو عدم بسط يده عليه‌السلام كما لا يخفى والله يعلم.

٣٣٣

لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً » وسيف منها مكفوف وسيف منها مغمود سله إلى غيرنا وحكمه إلينا.

وأما السيوف الثلاثة الشاهرة :

فسيف على مشركي العرب قال الله عز وجل «فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا » يعني آمنوا «وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ » فهؤلاء لا يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الإسلام وأموالهم وذراريهم سبي على ما سن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فإنه سبى وعفا وقبل الفداء.

والسيف الثاني على أهل الذمة قال الله تعالى «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ». نزلت هذه الآية في أهل الذمة ثم نسخها قوله عز وجل «قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ » فمن كان منهم في دار الإسلام فلن يقبل منهم إلا الجزية أو القتل ومالهم فيء وذراريهم سبي وإذا قبلوا الجزية على أنفسهم حرم علينا سبيهم وحرمت أموالهم وحلت لنا مناكحتهم ومن كان منهم في دار الحرب حل لنا سبيهم وأموالهم ولم تحل لنا مناكحتهم ولم يقبل منهم إلا الدخول في دار الإسلام أو الجزية أو القتل.

والسيف الثالث سيف على مشركي العجم يعني الترك والديلم والخزر قال الله عز وجل في أول السورة التي يذكر فيها «الَّذِينَ كَفَرُوا » فقص قصتهم ثم قال «فَضَرْبَ الرِّقابِ

قوله عليه‌السلام : « وحلت لنا مناكحتهم » يدل على جواز نكاحهم مع انعقاد الذمة كما هو أحد الأقوال في المسألة وسيأتي تحقيقه في موضعه.

قوله عليه‌السلام : « والسيف الثالث » ليس هذا سيفا آخر يخالف حكمه حكم الأولين وإنما أفرده عليه‌السلام لبيان أن الله تعالى أفرده بالذكر لعلمه بأن قوله تعالى : «فَضَرْبَ الرِّقابِ »(١) نزل فيه والمخاطب بالقتال فيه أمه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لأنه لم

__________________

(١) سورة محمّد : الآية ٤.

٣٣٤

حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها » فأما قوله «فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ » يعني بعد السبي منهم «وَإِمَّا فِداءً » يعني المفاداة بينهم وبين أهل الإسلام فهؤلاء لن يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الإسلام ولا يحل لنا مناكحتهم ما داموا في دار الحرب.

وأما السيف المكفوف فسيف على أهل البغي والتأويل قال الله عز وجل : «وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ » فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إن منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل فسئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من هو فقال خاصف النعل يعني أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال عمار بن ياسر قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثا وهذه الرابعة والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا السعفات من هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل وكانت السيرة فيهم من أمير المؤمنين عليه‌السلام ما كان من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل مكة يوم فتح مكة فإنه لم يسب لهم ذرية وقال :

يقاتلهم وإنما قاتلهم الله والظاهر أن المراد بمشركي العجم سوى أهل الكتاب منهم لما بينه عليه‌السلام من حكمهم ، ويحتمل شموله لهم لكون أكثرهم مجوسا فيكون ما ذكر من الحكم حكم غير أهل الكتاب منهم والله يعلم.

قوله تعالى : «حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ »(١) أي غلبتموهم وكثر فيهم الجراح.

قوله عليه‌السلام : « والتأويل » لعل كون القتال للتأويل لكون الآية من غير نص في خصوص طائفة إذ الباغي يدعى أنه على الحق وخصمه باغ أو المراد به أن آيات قتال المشركين والكافرين يشملهم في تأويل القرآن.

قوله عليه‌السلام : « السعفات من هجر » قال الفيروزآبادي هجر محركة بلد باليمن بينه وبين عير يوم وليله يذكره معروف وقد يؤنث ويمنع والنسبة هجري وهاجري واسم لجميع أرض البحرين(٢) .

__________________

(١) سورة محمّد : الآية ٤.

(٢) القاموس المحيط : ج ٣ ص ١٥٢.

٣٣٥

من أغلق بابه فهو آمن ومن ألقى سلاحه فهو آمن وكذلك قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه يوم البصرة نادى فيهم لا تسبوا لهم ذرية ولا تجهزوا على جريح ولا تتبعوا مدبرا ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن.

وأما السيف المغمود فالسيف الذي يقوم به القصاص قال الله عز وجل «النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ » فسله إلى أولياء المقتول وحكمه إلينا فهذه السيوف التي بعث الله بها محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله فمن جحدها أو جحد واحدا منها أو شيئا من سيرها وأحكامها فقد كفر بما أنزل الله على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث بسرية فلما رجعوا قال مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي الجهاد الأكبر قيل يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وما الجهاد الأكبر قال جهاد النفس.

وقال الجزري : في حديث عمار « لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر » السعفات : هي جمع سعفة بالتحريك وهي أغصان النخيل ، وقيل : إذا يبست سميت سعفة فإذا كانت رطبة فهي شطبة ، وإنما خص هجر للمباعدة في المسافة لأنها موصوفة بكثرة النخيل(١) .

قوله عليه‌السلام : « يقوم به القصاص » يدل على عدم جواز القصاص بدون حكم الإمام عليه‌السلام وأما جهاد من أراد قتل نفس محترمة أو سبي مال أو حريم فلا اختصاص له بالأئمة عليهم‌السلام والكلام هنا فيما لهم عليهم‌السلام مدخل فيه.

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

وقال في النهاية : « السرية » طائفة من الجيش(٢) .

__________________

(١) النهاية لابن الأثير : ج ص ص ٣٦٨.

(٢) النهاية لابن الأثير : ج ٢ ص ٣٦٣.

٣٣٦

(باب)

(من يجب عليه الجهاد ومن لا يجب)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن القاسم بن بريد ، عن أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قلت له أخبرني عن الدعاء إلى الله والجهاد في سبيله أهو لقوم لا يحل إلا لهم ولا يقوم به إلا من كان منهم أم هو مباح لكل من وحد الله عز وجل وآمن برسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن كان كذا فله أن يدعو إلى الله عزوجل وإلى طاعته وأن يجاهد في سبيله فقال ذلك لقوم لا يحل إلا لهم ولا يقوم بذلك إلا من كان منهم قلت من أولئك قال من قام بشرائط الله عز وجل في القتال والجهاد على المجاهدين فهو المأذون له في الدعاء إلى الله عز وجل ومن لم يكن قائما بشرائط الله عز وجل في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا الدعاء إلى الله حتى يحكم في نفسه ما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد قلت فبين لي يرحمك الله قال إن الله تبارك وتعالى أخبر [ نبيه ] في كتابه الدعاء إليه ووصف الدعاة إليه فجعل ذلك لهم درجات يعرف بعضها بعضا ويستدل ببعضها على بعض فأخبر أنه تبارك وتعالى أول من دعا إلى نفسه ودعا إلى طاعته واتباع أمره فبدأ بنفسه فقال «وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ » ثم ثنى برسوله فقال «ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ » يعني بالقرآن ولم

باب من يجب عليه الجهاد ومن لا يجب

الحديث الأول : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « درجات » الدرجات إشارة إلى ابتدائه تعالى بنفسه ثم برسوله ثم بكتابه فيظهر من هذا التدريج أنه يلزم أن يكون الداعي بعدهم مثلهم ودعوتهم موافقة لدعوتهم ويكون عالما بما دعوا إليه فلذا قال عليه‌السلام يعرف بعضها بعضا.

قوله عليه‌السلام : « يعني بالقرآن » تفسير للحكمة أو التي هي أحسن أو الأعم ،

٣٣٧

يكن داعيا إلى الله عز وجل من خالف أمر الله ويدعو إليه بغير ما أمر [ به ] في كتابه والذي أمر أن لا يدعى إلا به وقال في نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله «وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ » يقول تدعو ثم ثلث بالدعاء إليه بكتابه أيضا فقال تبارك وتعالى «إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ » أي يدعو «وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ » ثم ذكر من أذن له في الدعاء إليه بعده وبعد رسوله في كتابه فقال «وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » ثم أخبر عن هذه الأمة وممن هي وأنها من ذرية إبراهيم ومن ذرية إسماعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط الذين وجبت لهم الدعوة دعوة إبراهيم وإسماعيل من أهل المسجد الذين أخبر عنهم في كتابه أنه أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا الذين وصفناهم قبل هذا في صفة أمة إبراهيم عليه‌السلام الذين عناهم الله تبارك وتعالى في قوله : «أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ

وفي التهذيب بدل قوله عليه‌السلام في كتابه « والذين في كتابه » الذي أمر وهو الصواب.

قوله تعالى : «وَإِنَّكَ لَتَهْدِي »(١) أي هدايته صلى‌الله‌عليه‌وآله إنما هي بالدعوة وأما الهداية الموصولة فهي مختصة به تعالى.

قوله عليه‌السلام : « وجبت لهم الدعوة » حيث قال إبراهيم عليه‌السلام : «وَمِنْ ذُرِّيَّتِي »(٢) وقال : «وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ »(٣) وقال : «رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً »(٤) وقال : «فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ »(٥) إلى غير ذلك.

قوله عليه‌السلام : « قبل هذا » أي في غير ما ذكره الراوي أو فيما ذكره آنفا وقوله عليه‌السلام : قبل الخلق متعلق بقوله من اتبعه ، والأمة إما كلها أو قريش أو بنو هاشم.

__________________

(١) سورة الشورى : الآية ٥٢.

(٢) سورة البقرة : الآية ١٢٤.

(٣) سورة البقرة : الآية ١٢٨.

(٤) سورة البقرة : الآية ١٢٩.

(٥) سورة إبراهيم : الآية ٣٧.

٣٣٨

أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي » يعني أول من اتبعه على الإيمان به والتصديق له بما جاء به من عند الله عز وجل من الأمة التي بعث فيها ومنها وإليها قبل الخلق ممن لم يشرك بالله قط ولم يلبس إيمانه بظلم وهو الشرك ثم ذكر أتباع نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله وأتباع هذه الأمة التي وصفها في كتابه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجعلها داعية إليه وأذن لها في الدعاء إليه فقال «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ » ثم وصف أتباع نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله من المؤمنين فقال عز وجل «مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ » وقال «يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ » يعني أولئك المؤمنين وقال «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ » ثم حلاهم ووصفهم كي لا يطمع في اللحاق بهم إلا من كان منهم فقال فيما حلاهم به ووصفهم «الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ » إلى قوله «أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ » وقال في صفتهم وحليتهم أيضا «الَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً » ثم أخبر أنه اشترى من هؤلاء المؤمنين ومن كان على مثل صفتهم «أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ » ثم ذكر وفاءهم له بعهده ومبايعته فقال «وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ » فلما نزلت هذه الآية «إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ » قام رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال يا نبي الله أرأيتك الرجل يأخذ سيفه فيقاتل حتى يقتل إلا أنه يقترف من هذه المحارم أشهيد هو فأنزل الله عز

وقال الجوهري : حليت الشيء(١) : أي وصفت حليته(٢) .

قوله عليه‌السلام : « ففسر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله » في التهذيب فبشر وهو الظاهر.

__________________

(١) هكذا في الأصل ولكن في الصحاح « حليت الرجل تحلية أيضا ».

(٢) الصحاح للجوهري : ج ٦ ص ٢٣١٩.

٣٣٩

وجل على رسوله «التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ » ففسر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله المجاهدين من المؤمنين الذين هذه صفتهم وحليتهم بالشهادة والجنة وقال «التَّائِبُونَ » من الذنوب «الْعابِدُونَ » الذين لا يعبدون إلا الله ولا يشركون به شيئا «الْحامِدُونَ » الذين يحمدون الله على كل حال في الشدة والرخاء «السَّائِحُونَ » وهم الصائمون «الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ » الذين يواظبون على الصلوات الخمس والحافظون لها والمحافظون عليها بركوعها وسجودها وفي الخشوع فيها وفي أوقاتها «الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ » بعد ذلك والعاملون به «وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ » والمنتهون عنه قال فبشر من قتل وهو قائم بهذه الشروط بالشهادة والجنة ثم أخبر تبارك وتعالى أنه لم يأمر بالقتال إلا أصحاب هذه الشروط فقال عز وجل «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ »

وذلك أن جميع ما بين السماء والأرض لله عز وجل ولرسوله ولأتباعهما من المؤمنين من أهل هذه الصفة فما كان من الدنيا في أيدي المشركين والكفار والظلمة والفجار من أهل الخلاف لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والمولي عن طاعتهما مما كان في أيديهم ظلموا فيه المؤمنين من أهل هذه الصفات وغلبوهم عليه مما «أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ » فهو حقهم أفاء الله

قوله عليه‌السلام : « وهم الصائمون » قال في النهاية : فيه لا سياحة في الإسلام يقال : ساح في الأرض يسيح سياحة إذا ذهب فيها(١) ومنه الحديث « سياحة هذه الأمة الصيام » قيل : للصائم سائح لأن الذي يسيح في الأرض متعبدا يسيح ولا زاد له ولا ماء فحين يجد يطعم والصائم يمضي نهاره لا يأكل ولا يشرب شيئا فشبه به(٢) .

قوله عليه‌السلام : « وذلك أن جميع ما بين السماء » أي مظلوميتهم أو خروجهم من ديارهم بغير حق لأن جميع الدنيا للمؤمنين وخلقها الله لهم وقوله «مِمَّا أَفاءَ اللهُ »

__________________

(١) النهاية لابن الأثير : ج ٢ ص ٤٣٢.

(٢) النهاية لابن الأثير : ج ٢ ص ٤٣٣.

٣٤٠