مرآة العقول الجزء ١٩

مرآة العقول8%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 464

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 464 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 34765 / تحميل: 5465
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ١٩

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

فأقبل على أم كلثومعليها‌السلام وقال لها : أوصيك يا أخيّة بنفسك خيرا ، وإني بارز إلى هؤلاء القوم. فأقبلت سكينة وهي صارخة وكان يحبها حبا شديدا ، فضمّها إلى صدره ومسح دموعها بكمه ، وقال :

سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي

منك البكاء إذا الحمام دهاني

لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة

ما دام مني الروح في جثماني

فإذا قتلت فأنت أولى بالذي

تأتينه يا خيرة النسوان

١٢٤ ـ نعي الحسينعليه‌السلام نفسه ، وطلب نسائه الرجوع إلى حرم جدهمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (مقتل أبي مخنف ، ص ٨٤)

قال أبو مخنف : ثم نادىعليه‌السلام : يا أم كلثوم ويا زينب ويا سكينة ويا رقية ويا عاتكة ويا صفية ، عليكنّ مني السلام ، فهذا آخر الاجتماع ، وقد قرب منكن الافتجاع. فصاحت أم كلثوم : يا أخي كأنك استسلمت للموت!. فقال لها الحسينعليه‌السلام : يا أختاه فكيف لا يستسلم من لا ناصر له ولا معين!. فقالت :

يا أخي ردّنا إلى حرم جدنا. فقال لها : يا أختاه هيهات هيهات ، لو ترك القطا ليلا لنام. فرفعت سكينة صوتها بالبكاء والنحيب ، فضمّها الحسينعليه‌السلام إلى صدره الشريف وقبّلها ومسح دموعها بكمّه.

١٢٥ ـ الوداع الأخير(أسرار الشهادة للفاضل الدربندي ، ص ٤٢٣)

(وفي رواية) فنادى في تلك الحالة : يا زينب يا أم كلثوم ويا سكينة يا رقية يا فاطمة ، عليكنّ مني السلام. فأقبلت زينبعليها‌السلام فقالت : يا أخي ، أيقنت بالقتل؟.فقالعليه‌السلام : كيف لا أيقن وليس لي معين ولا نصير؟. فقالت :

يا أخي ردّنا إلى حرم جدنا. فقالعليه‌السلام : هيهات ، لو تركت ما ألقيت نفسي في المهلكة ، وكأنكم غير بعيد كالعبيد ، يسوقونكم أمام الركاب ، ويسومونكم سوء العذاب. فلما سمعته زينبعليها‌السلام بكت ، وجرى الدموع من عينيه ، ونادت :

وا وحدتاه ، وا قلة ناصراه ، وا سوء منقلباه ، وا شؤم صباحاه. فشقّت ثوبها ونشرت شعرها ولطمت على وجهها. فقال الحسينعليه‌السلام : مهلا لها ، يا بنت المرتضى ، إن البكاء طويل. فأراد أن يخرج من الخيمة ، فلصقت به زينبعليها‌السلام فقالت : مهلا يا أخي ، توقّف حتى أزوّد من نظري ، وأودّعك وداع مفارق لا تلاق

١٤١

بعده فمهلا يا أخي قبل الممات هنيهة ، لتبرد مني لوعة وغليل. فجعلت تقبّل يديه ورجليه. وأحطن به سائر النسوان

١٢٦ ـ الحسينعليه‌السلام يلبس ثوبا خلقا تحت ثيابه لئلا يجرّد منه :

(المنتخب للطريحي ، ص ٤٥١)

ثم قالعليه‌السلام لأخته : آتيني بثوب عتيق لا يرغب فيه أحد من القوم ، أجعله تحت ثيابي لئلا أجرّد منه بعد قتلي.

قال الراوي : فارتفعت أصوات النساء بالبكاء والنحيب.

يقول السيد المقرّم في مقتله ، ص ٣٤١ :

فأتوه بتبّان ، فلم يرغب فيه لأنه من لباس الذلة. وأخذ ثوبا خلقا [أي باليا] وخرّقه وجعله تحت ثيابه(١) ، ودعا بسراويل حبرة ففزرها ولبسها لئلا يسلب منها.

ويقول السيد عبد الكريم الحسيني القزويني في (الوثائق الرسمية) ص ٢٢٣ :

ثم إنهعليه‌السلام دعا بسروال يماني محكم النسج ، يلمع فيه البصر ، فخرّقه وفزره ، حتى لا يطمع فيه أحد ، لأنهعليه‌السلام يعلم أنه يسلب بعد مقتله. فقيل له : لو لبست تحته تبّانا ـ وهو سروال صغير ـ فقالعليه‌السلام : ذلك ثوب مذلة ، لا ينبغي لي أن ألبسه(٢) .

١٢٧ ـ مصرع ابن صغير للحسينعليه‌السلام عمره ثلاث سنوات :

(سير أعلام النبلاء للذهبي ، ص ٣٠٢)

وبينما الحسينعليه‌السلام جالس ، عليه جبّة خز دكناء ، والنبل يقع حوله ، فوقعت نبلة في ولد له ابن ثلاث سنين. فلبس لامته [أي درعه].

(أقول) : لا يبعد أن يكون هذا هو علي الأصغرعليه‌السلام .

١٢٨ ـ محاولة زين العابدينعليه‌السلام القتال رغم مرضه :

(مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٣٢ ؛ ومقتل الحسين للمقرّم ، ص ٣٤٠)

ثم التفت الحسينعليه‌السلام عن يمينه وشماله فلم ير أحدا من الرجال. فخرج علي

__________________

(١) مجمع الزوائد لابن حجر الهيثمي ، ج ٩ ص ١٩٢ ؛ والبحار ، ج ١٠ ص ٢٠٥.

(٢) تاريخ الطبري ، ج ٥ ص ٤٥١ و ٤٥٢.

١٤٢

ابن الحسينعليهما‌السلام وهو زين العابدين ـ وهو أصغر من أخيه علي القتيل ـ وكان مريضا بالذّرب [وهو داء يعرض للمعدة فلا تهضم الطعام ، ويفسد فيها ولا تمسكه]. ونهض السجّادعليه‌السلام يتوكأ على عصا ويجرّ سيفه ، لأنه لا يقدر على حمله لمرضه ، وأم كلثوم تنادي خلفه : يا بني ارجع. فقال : يا عمتاه!. ذريني أقاتل بين يدي ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فصاح الحسينعليه‌السلام بأم كلثوم : احبسيه لئلا تخلو الأرض من نسل آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأرجعته إلى فراشه(١) .

١٢٩ ـ لماذا أمرض الله زين العابدينعليه‌السلام ؟ :

(أسرار الشهادة للدربندي ، ص ٤٠٥)

حاول الإمام زين العابدينعليه‌السلام أن يخرج للجهاد رغم مرضه ، فمنعه سيد الشهداءعليه‌السلام . والواقع أن الله تعالى قد أمرض سيد الساجدين ، فطال زمان كونه عليلا ليسقط عنه الجهاد ، حفظا للعالم عن أن ينهدم ويبيد. وقد أثر عن الحسينعليه‌السلام قوله : وحاشا اللهعزوجل شأنه الكبير المتعال ، أن يبقي الأرض بلا حجة من نسلي.

١٣٠ ـ الحسينعليه‌السلام يوصي لابنه زين العابدينعليه‌السلام بالإمامة أكثر من مرة :(أسرار الشهادة للدربندي ، ص ٤٠٦)

قال الفاضل الدربندي : اعلم أن وصية سيد الشهداءعليه‌السلام على ولده سيد الساجدينعليه‌السلام وتنصيصاته بإمامته ، كما أنها قد وقعت مرات عديدة قبل خروجهعليه‌السلام من المدينة ، فكذا إنها قد وقعت مرات في كربلاء. وما استفيد من الأخبار أنها وقعت في كربلاء أربع مرات : مرة في ليلة عاشوراء ، ومرة في طلب زين العابدينعليه‌السلام الجهاد ، ومرة قبيل شروع الإمام الحسينعليه‌السلام في الجهاد ، ومرة بعد صدور مجاهدات كثيرة وقتل آلاف من الناس في جملة من الحملات منهعليه‌السلام .

١٣١ ـ وصية الإمام الحسينعليه‌السلام لزين العابدينعليه‌السلام :

(العيون العبرى للميانجي ، ص ١٧٦ ؛ وأسرار الشهادة ، ص ٤٠٣)

عن (إثبات الوصية) قال : ثم أحضر علي بن الحسينعليه‌السلام وكان عليلا ،

__________________

(١) الخصائص الحسينية للشيخ جعفر التستري ، ص ١٢٩.

١٤٣

فأوصى إليه بالاسم الأعظم ومواريث الأنبياء. وعرّفه أنه قد دفع العلوم والصحف والمصاحف والسلاح إلى أم سلمة رضي الله عنها وأمرها أن تدفع جميع ذلك إليه.

وعنه أيضا : أن الحسينعليه‌السلام أوصى إلى أخته زينب بنت عليعليهما‌السلام في الظاهر ، فكان ما يخرج من علي بن الحسينعليهما‌السلام في زمانه من علم ينسب إلى زينبعليها‌السلام عمته ، سترا على علي بن الحسينعليهما‌السلام وتقيّة واتقاء عليه.

وعن العلامة الكليني عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام أنه قال : إن الحسينعليه‌السلام لما حضره الّذي حضر ، دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسينعليهما‌السلام فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة. وكان علي بن الحسينعليه‌السلام مبطونا معهم ، لا يرون إلا أنه لما به. فدفعت فاطمةعليها‌السلام الكتاب إلى علي بن الحسينعليهما‌السلام .

(قال الراوي) قلت : ما في ذلك الكتاب جعلني الله فداك؟. قال : فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم ، منذ خلق الله آدم إلى أن تفنى الدنيا. والله إن فيه الحدود ، حتى أن فيه أرش الخدش [أي الغرامة التي يدفعها الشخص إذا خدش شخصا آخر].

١٣٢ ـ شهادة علي الأصغر بن الحسينعليه‌السلام :

اختلف الرواة في عدد أولاد الحسينعليه‌السلام الذين حضروا كربلاء ، كما اختلفوا في أسمائهم. وقد حققنا سابقا أن عددهم أربعة هم :

علي الأكبرعليه‌السلام ـ علي الأوسط وهو زين العابدينعليه‌السلام ـ علي الأصغر ـ عبد الله الرضيع.

فمن الرواة ما اعتبر زين العابدينعليه‌السلام هو الأصغر ، ولم يذكر علي الأصغر.ومنهم من سمّى عبد الله الرضيع عليا الأصغر ، واعتبر عددهم ثلاثة.

وقد ذكر القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) شهادة علي الأصغر قبل شهادة علي الأكبرعليه‌السلام ، وقال : وطلب الحسينعليه‌السلام ماء لولده الصغير علي الأصغر ، فذهب علي الأكبر بركوة وملأها من الشريعة ورجع. وأجلس الحسينعليه‌السلام ابنه على فخذه وهمّ بسقيه ، فأتاه سهم

يقول الفاضل الدربندي في (أسرار الشهادة) ص ٤٠٤ : وهذه الرواية كما ترى غير مستقيمة ، وهي تنافي ما في الزيارة المروية من الناحية القائمية المقدسة.

ثم يقول القرماني في (أخبار الدول) ص ١٠٨ : وأصاب سهم ابنا

١٤٤

للحسينعليه‌السلام وهو في حجره ، فجعل يمسح الدم عنه ويقول : الله م احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا.

ثم يقول : وأتي بصبي صغير من أولادهعليه‌السلام اسمه عبد الله [الظاهر أنه الرضيع] ، فحمله وقبّله ، فرماه رجل من بني أسد [لعله حرملة بن كاهل الأسدي] فذبح ذلك الغلام. فتلقى الحسينعليه‌السلام دمه في يده وألقاه نحو السماء ، وقال :يا رب إن تكن حبست عنا النصر من السماء ، فاجعله لنا خيرا ، وانتقم من الظالمين.

أما ابن أعثم في (كتاب الفتوح) ج ٥ ص ٢٠٩ فيقول : فبقي الحسينعليه‌السلام فريدا وحيدا ، ليس معه ثان إلا ابنه عليعليه‌السلام وهو يومئذ ابن سبع سنين [أقول : هذا خطأ من الناسخ ، ولعل عمره سبع عشرة سنة ، وهو زين العابدينعليه‌السلام ]. وله ابن آخر يقال له علي في الرضاع. فتقدم إلى باب الخيمة ، فقال : ناولوني ذلك الطفل حتى أودّعه وإذا بسهم قد أقبل حتى وقع في لبّة الصبي [اللّبّة : موضع القلادة من الصدر] ، فقتله.

١٣٣ ـ شهادة الطفل الّذي ولد يوم عاشوراء :

(تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ بعد ص ٢٤٣)

يقول اليعقوبي : ثم تقدّموا رجلا رجلا ، حتى بقي وحده ما معه أحد من أهله ولا ولده ولا أقاربه. فإنه لواقف على فرسه إذ أتي بمولود قد ولد له في تلك الساعة.فأذّن في أذنه ، وجعل يحنّكه ، إذ أتاه سهم ، فوقع في حلق الصبي ، فذبحه. فنزع الحسينعليه‌السلام السهم من حلقه ، وجعل يلطخه بدمه ، ويقول : والله لأنت أكرم على الله من الناقة [أي ناقة صالح التي ذبحها قومه فاستحقوا العذاب لذلك] ، ولمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أكرم على الله من صالح!. ثم أتى فوضعه مع ولده وبني أخيه.

ويقول السيد الميانجي في (العيون العبرى) ص ١٧٣ :

في (الإبصار) : عبد الله [الرضيع] ابن الحسينعليه‌السلام ولد في المدينة ، وأمه الرباب بنت امرئ القيس الكلبي وكانت الرباب عند الحسينعليه‌السلام وولدت له سكينة وعبد الله هذا.

ثم يقول : اشتهر في الألسن هذا الصبي بعلي الأصغر ، وقيل بتخالفهما ، وأن عبد الله الرضيع غيره ، وأن أمه أم إسحق بنت طلحة ، وأنه ولد في كربلاء في يوم عاشوراء وأن علي الأصغر قتل في معركة القتال ، رماه حرملة بن كاهل الأسدي فذبحه ، والعلم عند الله.

١٤٥

وذكر السيد حميد بن أحمد الزيدي صاحب (الحدائق الوردية) قال : ولد للحسينعليه‌السلام في الحرب ولد (أمه أم إسحق بنت طلحة بن عبيد الله التميمية) زوجة الحسينعليه‌السلام . فأتي به وهو قاعد ، فأخذه في حجره ولبّاه بريقه ، وسماه عبد الله.فبينما هو كذلك إذ رماه عبد الله بن عقبة الغنوي ، وقيل هانئ بن ثبيت الحضرمي ، بسهم فنحره. فأخذ الحسينعليه‌السلام دمه فجمعه ورمى به نحو السماء ، فما وقع منه قطرة إلى الأرض. قال الإمام الباقرعليه‌السلام : ولو وقعت منه إلى الأرض قطرة لنزل العذاب (انظر وسيلة الدارين للزنجاني ، ص ٢٨٠). ولنعم ما قيل :

ومنعطف أهوى لتقبيل طفله

فقبّل منه قبله السهم منحرا

لقد ولدا في ساعة هو والردى

ومن قبله في نحره السهم كبّرا

ونذكر الآن شهادة عبد الله الرضيع ابن الحسينعليه‌السلام ، الّذي له من العمر ستة أشهر.

شهادة عبد الله الرضيع ابن الحسينعليه‌السلام

١٣٤ ـ مصرع عبد الله الرضيع ابن الحسينعليه‌السلام على يد حرملة بن كاهل الأسدي(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٣٤١)

ثم تقدمعليه‌السلام إلى باب الخيمة وقال : ناولوني ولدي الرضيع لأودعه. فأتته زينبعليها‌السلام بابنه عبد الله [وقد سماه ابن شهر اشوب : علي الأصغر] وأمه الرباب بنت امرئ القيس ، فأجلسه في حجره وجعل يقبّله(١) ويقول : بعدا لهؤلاء القوم ، إذا كان خصمهم جدك المصطفى(٢) . ثم أتىعليه‌السلام بالرضيع نحو القوم يطلب له الماء ، وقال لهم : لقد جفّت محالب أمه ، فهل إلى شربة من ماء سبيل؟. ثم قال لهم : يا قوم ، إذا كنت أقاتلكم وتقاتلونني ، فما ذنب هذا الطفل حتى تمنعوا عنه الماء؟!.(وفي رواية) أنه قال : إذا لم ترحموني فارحموا هذا الطفل. فمنهم من رقّ قلبه للطفل ، وقال : اسقوه شربة من ماء ، ومنهم من قال : لا تسقوه ولا ترحموه!.

__________________

(١) عن الله وف ، ص ٦٥.

(٢) عن البحار ، ج ١٠ ص ٢٥٣ ؛ ومقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٢٢.

١٤٦

فخاف عمر بن سعد أن يدبّ النزاع في صفوف جيشه ، فقال لحرملة بن كاهل الأسدي وكان راميا : اقطع نزاع القوم. فسدد حرملة سهمه نحو عنق الصبي ، فرماه بسهم فذبحه من الوريد إلى الوريد ، وهو لائذ بحجر أبيه. فأخذ الطفل يفحص من ألم الجروح ، ويرفرف كما يرفرف الطير المذبوح ، ودمه يشخب من أوداجه ، والحسينعليه‌السلام يتلقّى دمه من نحره حتى امتلأت كفه ، ثم رمى به نحو السماء.

قال الإمام الباقرعليه‌السلام : فما وقع منه قطرة إلى الأرض ، ولو وقعت منه إلى الأرض قطرة لنزل العذاب.

ثم قالعليه‌السلام : هوّن ما نزل بي أنه بعين الله تعالى(١) . الله م لا يكن أهون عليك من فصيل ناقة صالح. إلهي إن كنت حبست عنا النصر [من السماء] ، فاجعله لما هو خير منه ، وانتقم لنا من [هؤلاء القوم] الظالمين(٢) واجعل ما حلّ بنا في العاجل ذخيرة لنا في الآجل(٣) . الله م أنت الشاهد على قوم قتلوا أشبه الناس برسولك محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤) . فسمععليه‌السلام مناديا من السماء : دعه يا حسين فإن له مرضعا في الجنة(٥) .

ثم نزلعليه‌السلام عن فرسه ، وحفر له بجفن سيفه ، ودفنه مرمّلا بدمه ، وصلّى عليه(٦) . ويقال : وضعه مع قتلى أهل بيته(٧) .

(وفي رواية مقتل أبي مخنف ، ص ٨٣) : ثم أقبل الحسينعليه‌السلام إلى أم كلثوم وقال لها : يا أختاه أوصيك بولدي الأصغر خيرا ، فإنه طفل صغير وله من العمر ستة أشهر. فقالت له : يا أخي إن هذا الطفل له ثلاثة أيام ما شرب الماء ، فاطلب له شربة من الماء. فقال : هلمّي إليّ به. فأخذ الطفل وتوجّه نحو القوم ، وقال : يا قوم قد قتلتم أخي وأولادي وأنصاري ، وما بقي غير هذا الطفل ، وهو يتلظى عطشا فاسقوه

__________________

(١) عن اللهوف ، ص ٦٦.

(٢) عن مثير الأحزان لابن نما ، ص ٣٦.

(٣) عن تظلم الزهراء ، ص ١٢٢.

(٤) عن المنتخب للطريحي ، ص ٣١٣.

(٥) تذكرة الخواص ، ص ١٤٤ ؛ والقمقام لميرزا فرهاد ، ص ٣٨٥.

(٦) مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٣٢ ؛ والاحتجاج للطبرسي ، ص ١٦٣ ط نجف.

(٧) الإرشاد للمفيد ، ومثير ابن نما ، ص ٣٦.

١٤٧

شربة من الماء. فبينما هو يخاطبهم إذ أتاه سهم مشوم من ظالم غشوم ، فذبح الطفل من الأذن إلى الأذن. وقيل : إن السهم رماه قديمة العامري. فجعل الحسينعليه‌السلام يتلقى الدم بكفيه ويرمي به إلى السماء ويقول : الله م إني أشهدك على هؤلاء القوم ، فإنهم نذروا ألا يتركوا أحدا من ذرية نبيك. ثم رجع بالطفل مذبوحا ، ودمه يجري على صدره ، فألقاه إلى أم كلثوم ، فوضعه في الخيمة وبكى عليه.

١٣٥ ـ منزلة عبد الله الرضيععليه‌السلام (أسرار الشهادة ، ص ٤٠٠)

يقول الفاضل الدربندي : إن عبد الله الرضيع الّذي كان في القماط ، قد طلب بلسان الحال الفوز بدرجة الشهادة ، حين سمع أباه يستغيث فلا يغاث ، فقطّع قماطه وألقى نفسه إلى الأرض.

وبعد استشهاده صلّى عليه الحسينعليه‌السلام ودفنه إن صلاة الإمامعليه‌السلام عليه في ضيق ذلك الوقت ، مما يشير إلى علوّ درجة هذا الطفل الرضيع من حيث الشهادة ، فإن درجة شهادته عند الله بمنزلة درجة شهادة سادات الشبان والكهول والشيوخ من الشهداء ، بل لا يصل إلى درجته إلا درجة طائفة من سادات الشهداء.فصلاة الإمامعليه‌السلام عليه كصلاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الحمزة يوم أحد في هذا المقام أيضا.

ـ ماذا بعد استشهاد الطفل الرضيععليه‌السلام ؟ :

(الإمام الحسين يوم عاشوراء ، ص ١٣١)

وهكذا بدأ شلال الدم ينحدر على أرض كربلاء ، وسحب المأساة تتجمع في آفاقها الكئيبة ، وصيحات العطش والرعب تتعالى من حول الحسينعليه‌السلام وتنبعث من حناجر النساء والأطفال.

١٣٦ ـ رثاء الحسينعليه‌السلام أصحابه الذين استشهدوا :

(مقتل أبي مخنف ، ص ٨٤)

قال أبو مخنف : ثم توجّهعليه‌السلام نحو القوم وقال : : يا ويلكم علام تقاتلوني ؛ على حقّ تركته ، أم على سنّة غيّرتها ، أم على شريعة بدّلتها؟!. فقالوا : بل نقاتلك بغضا منا لأبيك وما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين. فلما سمع كلامهم بكى وجعل ينظر يمينا وشمالا فلم ير أحدا من أنصاره إلا من صافح التراب جبينه ، ومن قطع الحمام أنينه. فنادى : يا مسلم بن عقيل ويا هانئ بن عروة ويا حبيب بن مظاهر ويا

١٤٨

زهير بن القين ويا يزيد بن مظاهر ويا فلان ويا فلان يا أبطال الصفا ، ويا فرسان الهيجا ، مالي أناديكم فلا تجيبون ، وأدعوكم فلا تسمعون!. أنتم نيام ، أرجوكم تنتبهون ، أم حالت مودتكم عن إمامكم فلا تنصروه!. هذه نساء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لفقدكم قد علاهن النحول ، فقوموا عن نومتكم أيها الكرام ، وادفعوا عن حرم الرسول الطغاة اللئام. ولكن صرعكم والله ريب المنون ، وغدر بكم الدهر الخؤون ، وإلا لما كنتم عن نصرتي تقصّرون ، ولا عن دعوتي تحتجبون. فها نحن عليكم مفتجعون ، وبكم لاحقون. فإنا لله وإنا إليه راجعون.

١٣٧ ـ الضحّاك بن عبد الله المشرقي يترك المعركة بعد استئذان الحسينعليه‌السلام (تاريخ الطبري ، ج ٧ ص ٣٥٤)

قال أبو مخنف : حدثني عبد الله بن عاصم عن الضحاك بن عبد الله المشرقي ، قال : لما رأيت أصحاب الحسينعليه‌السلام قد أصيبوا ، وقد خلص إليه وإلى أهل بيته ، ولم يبق معه غير سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي وبشير بن عمرو الحضرمي ، قلت له : يابن رسول الله ، قد علمت ما كان بيني وبينك ؛ قلت لك :أقاتل عنك ما رأيت مقاتلا ، فإذا لم أر مقاتلا فأنا في حلّ من الانصراف!. فقلت لي :

نعم!. فقالعليه‌السلام : صدقت ، وكيف لك بالنجاة؟. إن قدرت على ذلك فأنت في حل!.

فأقبلت إلى فرسي ، وقد كنت ـ حيث رأيت خيل أصحابنا تعقر ـ أقبلت بها حتى أدخلتها فسطاطا لأصحابنا من البيوت ، وأقبلت أقاتل معهم راجلا ، فقتلت يومئذ بين يدي الحسينعليه‌السلام رجلين ، وقطعت يد آخر. وقال لي الحسينعليه‌السلام يومئذ مرارا : لا تشلل ، لا يقطع الله يدك ، جزاك الله خيرا عن أهل بيت نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما أذن لي استخرجت الفرس من الفسطاط ، ثم استويت على متنها ثم ضربتها ، حتى إذا قامت على السنابك رميت بها عرض القوم ، فأفرجوا لي ، واتّبعني منهم خمسة عشر رجلا ، حتى انتهيت إلى (شفية) قرية قريبة من شاطئ الفرات. فلما لحقوني عطفت عليهم ، فعرفني كثير بن عبد الله الشعبي وأيوب بن مشرح الخيواني وقيس بن عبد الله الصائدي ، فقالوا : هذا الضحاك بن عبد الله المشرقي ، هذا ابن عمنا ، ننشدكم الله لما كففتم عنه. فقال ثلاثة نفر من بني تميم

١٤٩

كانوا معهم : بلى والله لنجيبنّ إخواننا وأهل دعوتنا إلى ما أحبوا من الكف عن صاحبهم.

قال : فلما تابع التميميون أصحابي كفّ الآخرون. قال : فنجّاني الله.

وقد وردت قصة التحاق الضحّاك بن عبد الله المشرقي بالحسينعليه‌السلام في الجزء الأول من الموسوعة ـ الفقرة ٧٩٧ ، فراجع.

(جدول بأشهر المستشهدين من آل أبي طالبعليهم‌السلام

مع ذكر أمهاتهم وقاتليهم)

اسم الشهيد

اسم والدته

اسم قاتله

علي الأكبر بن الحسينعليه‌السلام

ليلى بنت أبي مرة

مرة بن منقذ العبدي

عبد الله الرضيع ابن الحسينعليه‌السلام

الرباب

حرملة بن كاهل الأسدي

أبو بكر (عبد الله الأكبر) بن الحسن

أم ولد : رملة

عبد الله بن عقبة الغنوي وقيل :

حرملة بن كاهل

القاسم بن الحسن (شقة القمر)

أم ولد : رملة

عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي

(الغلام) عبد الله بن الحسنعليه‌السلام

أم ولد

حرملة بن كاهل الأسدي

العباس بن عليعليه‌السلام

أم البنين

زيد بن الرقاد الجهني وحكيم بن الطفيل السنبسي

عبد الله الأصغر بن عليعليه‌السلام

فاطمة

هانئ بن ثبيت الحضرمي

جعفر بن عليعليه‌السلام

بنت حزام

هانئ بن ثبيت الحضرمي

عثمان بن عليعليه‌السلام

الكلابية

رجل من بني أبان بن دارم

محمّد الأوسط بن عليعليه‌السلام

أمامة بنت أبي العاص

رجل من بني أبان بن دارم

أبو بكر (عبد الله) بن عليعليه‌السلام

ليلى بنت مسعود

زحر بن بدر النخعي

عمر الأصغر بن عليعليه‌السلام

الصهباء التغلبية

لم يعرف قاتله

محمّد الأصغر بن عليعليه‌السلام

أم ولد

رجل من بني أبان بن دارم

١٥٠

اسم الشهيد

اسم والدته

اسم قاتله

عون بن عبد الله بن جعفرعليه‌السلام

زينب العقيلةعليها‌السلام

عبد الله بن قطبة الطائي

محمّد بن عبد الله بن جعفرعليه‌السلام

الخوصاء بنت حفصة

عامر بن نهشل التميمي

عبد الله بن مسلم بن عقيل

رقية بنت عليعليها‌السلام

يزيد بن الرقاد الجهني وقيل عمرو بن صبيح الصدائي

محمّد بن مسلم بن عقيل

أم ولد

أبو جرهم الأزدي ولقيط الجهني

جعفر بن عقيل

أم الثغر بنت عامر

عبد الله بن عروة الخثعمي وقيل بشر بن سوط الهمداني

عبد الرحمن بن عقيل

أم ولد

عثمان بن خالد وبشر بن سوط

عبد الله الأكبر بن عقيل

أم ولد

عثمان بن خالد وبشر بن سوط

محمّد بن أبي سعيد بن عقيل

أم ولد

لقيط بن ناشر الجهني وقيل هانئ بن ثبيت

١٥١
١٥٢

الفصل الرابع والعشرون

شهادة أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام

ويتضمن هذا الفصل :

ـ مقدمة الفصل

١ ـ الأشعار التي قالها الحسينعليه‌السلام وهو عازم على الشهادة

٢ ـ عطش الحسينعليه‌السلام

٣ ـ استسقاء الماء [أصابهعليه‌السلام سهم في فمه]

٤ ـ معركة في طريق الفرات [أصابه سهم في حنكه]

٥ ـ لما حال القوم بين الحسينعليه‌السلام وبين رحله

٦ ـ وصول الحسينعليه‌السلام إلى المشرعة ـ حيلة الاعتداء على نسائه

٧ ـ رجوع الحسينعليه‌السلام : الوداع الأخير

٨ ـ لما أصابه سهم في جبهته الشريفة

٩ ـ توزّع الأعداء على الحسينعليه‌السلام ثلاث فرق.

مصرع الحسينعليه‌السلام :

١ ـ شجاعة الحسينعليه‌السلام وإقدامه

٢ ـ قول ابن يغوث : ما رأيت مكثورا قط

٣ ـ إصابة الحسينعليه‌السلام بحجر في جبهته ، وبسهم ذي ثلاث شعب وقع في قلبه

١٥٣

٤ ـ سقوط الحسينعليه‌السلام عن فرسه بعد أن صار جسمه كالقنفذ ، وخولي يضربه بسهم في لبّنه

٥ ـ الحسينعليه‌السلام يقاتل راجلا

٦ ـ شهادة الطفلين : محمّد بن أبي سعيد بن عقيل وعبد الله الأصغر ابن الحسنعليه‌السلام

٧ ـ خطاب زينبعليها‌السلام لعمر بن سعد

٨ ـ قول شمر : ما تنتظرون بالرجل

٩ ـ سنان يضرب الحسينعليه‌السلام برمح في صدره فيخرّ على الأرض

١٠ ـ وصف هلال بن نافع للحسينعليه‌السلام وهو يجود بنفسه

١١ ـ الحسينعليه‌السلام يطلب في تلك الحال ماء

١٢ ـ دعاء الحسينعليه‌السلام قبيل استشهاده

١٣ ـ ذهول القوم عن حزّ رأس الحسينعليه‌السلام وارتعادهم منه

١٤ ـ أشقى الأشقياء شمر بن ذي الجوشن يذبح الحسينعليه‌السلام

١٥ ـ ما صنع فرس الحسين

١٦ ـ مناد من السماء يتوعّد الأمة الضالة ، وينعى الحسينعليه‌السلام

١٧ ـ تحقيق حول من الّذي باشر قتل الحسينعليه‌السلام

١٨ ـ تحقيق حول اليوم الّذي قتل فيه الحسينعليه‌السلام .

١٥٤

قال الحاج هاشم الكعبي :

آل الرسول ونعم أكفاء العلى آل الرسول

خير الفروع فروعهم

وأصولهم خير الاصول

سيّد الشهداء أبو عبد الله الحسينعليه‌السلام ولدعليه‌السلام في ٣ شعبان سنة ٤ ه‍ واستشهد في ١٠ محرم سنة ٦١ ه‍ وعمره الشريف ٥٧ سنة

يا ابن الذين توارثوا

العليا قبيلا عن قبيل

والسابقين بمجدهم

في كل جيل كل جيل

إن تمس منكسر اللوى

ملقى على وجه الرمول

فلقد قتلت مهذبا

من كل عيب في القتيل

١٥٥
١٥٦

الفصل الرابع والعشرون :

شهادة أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام سيد شباب أهل الجنّة

مدخل الفصل :

بعد أن استشهد العباسعليه‌السلام انهدّ ركن الحسينعليه‌السلام وانكسر ظهره لمصرعه ، وأصبح وحيدا فريدا بين الوحوش من الأعداء (كأني بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواوويس وكربلاء). وقد عميت أبصارهم إلا عن جوائز يزيد وأحقاد نهروانية ضدّ عليعليه‌السلام .

فركب الحسينعليه‌السلام جواده يقصد مشرعة الفرات ، بعد أن أخذ العطش منه مأخذه ومن الهاشميات والأطفال ، وهو يرتجز أشعاره الخالدة ، فأصابه سهم في حنكه الشريف. ثم حالوا بينه وبين رحله ، فرجع ليحمي نساءه ، وطلب من الشمر عدم التعرض لهن ، فأجابه إلى ذلك. ثم ما زالعليه‌السلام يكشفهم عن المشرعة حتى وصل إلى الفرات. وحين همّ بأن يشرب ، ترامى له نبأ بتعرض القوم لرحله ، فرجع إلى المخيم ، فوجد أنها خدعة. عندها اغتنم الفرصة وودّع عياله الوداع الأخير ، وهو عازم على الموت ، وانطلق يغوص في الأعداء.

وخاف شمر من بسالة الحسينعليه‌السلام فطلب من عمر بن سعد أن يتفرق جيشه إلى ثلاث فرق للإحاطة بالحسينعليه‌السلام ، ففعل. وظل الحسينعليه‌السلام يحارب على فرسه حتى صار جسمه معقودا بالسهام كالقنفذ. فضربه رجل منهم بحجر فأصاب جبهته الشريفة ، ثم جاءه سهم ذو ثلاث شعب فوقع في قلبه. فخرّ عن جواده إلى الأرض ، ثم استوى جالسا. فخرجت أخته زينبعليها‌السلام تخاطب عمر بن سعد مندّدة بأعماله البربرية.

ثم صاح الشمر صيحته الثانية قائلا : ويحكم ما تنتظرون بالرجل ، اقتلوه.فاجتمعوا عليه يضربونه من كل جانب ، وهو ينوء ويكبو ، حتى سقط صريعا. وما زال يطلب الماء في تلك الحال وقد أعياه نزف الدم ، وهم يمنعونه منه ، وكأنه لم يبق في قلوبهم ذرة من الرحمة والشفقة.

١٥٧

ثم غشي عليهعليه‌السلام وظل ثلاث ساعات من النهار ملقى على الأرض يخور بدمه ، وكلما مرّ به رجل تحامى عن قتله. ثم حاول شبث بن ربعي أن يذبحه ، ثم حاول سنان ، ثم خولي ، فارتعدت أيديهم وذهلوا حين نظروا إلى وجهه الشريف ، إلى أن جاء اللعين شمر وسفّههم قائلا لسنان : فتّ الله في عضدك وأبان يدك!.

ثم نزل الشمر إلى الحسينعليه‌السلام وجلس على صدره الشريف يريد أن يذبحه ، فلما نظر في وجهه ورآه يبتسم أرعد من منظره ، فقلبه ليذبحه من قفاه ، وشرع يضرب بسيفه مذبح الحسين ، والحسينعليه‌السلام يذكر الله ويكبّر ، حتى احتز رأسه الشريف.

الحسينعليه‌السلام يرتجز من أشعاره

١٣٨ ـ ما قاله الحسينعليه‌السلام من الشعر لما عزم على الشهادة :

(مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٣٢)

ثم قامعليه‌السلام وركب فرسه ، ووقف قبالة القوم مصلتا سيفه بيده ، آيسا من نفسه عازما على الموت ، وهو يقول :

أنا ابن عليّ الخير من آل هاشم

كفاني بهذا مفخرا حين أفخر

وجدي رسول الله أكرم من مضى

ونحن سراج الله في الخلق يزهر

وفاطمة أمي ابنة الطهر أحمد

وعمّي يدعى ذا الجناحين جعفر

وفينا كتاب الله أنزل صادقا

وفينا الهدى والوحي بالخير يذكر

ونحن أمان الله في الخلق كلهم

نسرّ بهذا في الأنام ونجهر

ونحن ولاة الحوض نسقي ولاتنا

بكأس وذاك الحوض للسقي كوثر

فيسعد فينا في القيام محبّنا

ومبغضنا يوم القيامة يخسر

١٣٩ ـ قصيدة (خيرة الله من الخلق أبي):

(مقتل الحسين المنسوب لأبي مخنف ، ص ٨٦)

ثم وثبعليه‌السلام قائما ، وهو يقول :

كفر القوم وقدما رغبوا

عن ثواب الله ربّ الثقلين

قتلوا قدما عليا وابنه

حسن الخير وجاؤوا للحسين

١٥٨

(حسدا منهم وقالوا إننا

نقبل الآن جميعا للحسين

يا لقومي من أناس قد بغوا

جمعوا الجمع لأهل الحرمين

ثم ساروا وتواصوا كلهم

باجتياحي لرضاء الملحدين

لم يخافوا الله في سفك دمي

لعبيد الله نسل الفاجرين

وابن سعد قد رماني عنوة

بجنود كوكوف الهاطلين

لا لشيء كان مني سابقا

غير فخري بضياء الفرقدين

بعليّ الخير من بعد النبي

والنبيّ القرشيّ الوالدين)

* * *

خيرة الله من الخلق أبي

بعد جدّي فأنا ابن الخيرتين

والدي شمس وأمّي قمر

فأنا الكوكب وابن القمرين

فضّة قد صفّيت من ذهب

فأنا الفضة وابن الذهبين

ذهب في ذهب في ذهب

ولجين من لجين في لجين

من له جدّ كجدي المصطفى؟

أحمد المختار صبح الظلمتين

من له عمّ كعمّي جعفر؟

ذي الجناحين كريم النسبتين

من له أمّ كأمي في الورى؟

بضعة المختار قرّة كل عين

أمّي الزهراء حقا وأبي

وارث العلم ومولى الثّقلين

جدي المرسل مصباح الدجى

وأبي الموفي له بالبيعتين

خصّه الله بفضل وتقى

فأنا الزاهر وابن الزاهرين

ذاك والله علي المرتضى

ساد بالفضل جميع الحرمين

عبد الله غلاما يافعا

وقريش يعبدون الوثنين

يعبدون اللات والعزّى معا

وعليّ قام نحو القبلتين

مع رسول الله سبعا كاملا

ما على الأرض مصلّ غير ذين

أظهر الإسلام رغما للعدى

بحسام قاطع ذي شفرتين

قاتل الأبطال لما برزوا

يوم بدر ثم أحد وحنين

(وله في يوم أحد وقعة

شفت الغلّ بفضّ العسكرين

ثم بالأحزاب والفتح معا

كان فيها حتف أهل القبلتين

في سبيل الله ما ذا صنعت

أمة السوء معا بالعترتين

١٥٩

عترة البرّ النبي المصطفى(١)

وعليّ الورد بين الجحفلين)

* * *

نحن أصحاب العبا خمستنا

قد ملكنا شرقها والمغربين

ثم جبريل لنا سادسنا

ولنا البيت غدا والمشعرين

وكذا المجد بنا مفتخر

شامخا نعلو به في الحسبين

عروة الدين علي المرتضى

صاحب الحوض معزّ المؤمنين

يفرق الصفّان من هيبته

وكذا أفعاله في الخافقين

شيعة المختار طيبوا أنفسا

فغدا تسقون من حوض اللجين

فعليه الله صلّى ربّنا

وحباه تحفة بالحسنين

وفي (ينابيع المودة) لسليمان القندوزي الحنفي ، ج ٢ ص ١٧٢ ينهي القصيدة بقوله :

شيعة المختار قرّوا أعينا

فغدا تسقون من كفّ الحسين

ثم حملعليه‌السلام على الميمنة ، وهو يقول :

الموت أولى من ركوب العار

والعار أولى من دخول النار

والله من هذا وهذا جاري(٢)

وحمل على الميسرة ، وهو يقول :

أنا الحسين بن علي

آليت ألا أنثني

أحمي عيالات أبي

أمضي على دين النبي(٣)

عطش الحسينعليه‌السلام

١٤٠ ـ الحصين بن نمير يصيب الحسينعليه‌السلام بسهم في فمه الشريف ، فلم يستطع شرب الماء :

يقول القرماني في (أخبار الدول) ص ١٠٧ :

__________________

(١) الأبيات التي بين قوسين هي من (كتاب الفتوح) لابن أعثم ، ج ٥ ص ١١٦ طبع دار الأضواء بيروت. وقد وردت في (كشف الغمة) ج ٢ ص ٢٣٧ باختلاف يسير.

(٢) البيان والتبيين للجاحظ ، ج ٣ ص ١٧١ ط ٢ يضيف الشطرة الأخيرة.

(٣) مقتل المقرّم ، ص ٣٤٥ عن مناقب ابن شهر اشوب ، ج ٢ ص ٢٥٩ ط إيران.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

الفهرست

رقم الصفحة

العنوان

عدد الأحاديث

كتاب المعيشة

٥

باب دخول الصوفية على أبي عبد اللهعليه‌السلام واحتجاجهم عليه فيما ينهون الناس عنه من طلب الرزق

١

١٢

باب معنى الزهد

٣

١٣

باب الاستعانة بالدنيا على الآخرة

١٥

١٦

باب ما يجب من الاقتداء بالأئمةعليهم‌السلام في التعرض للرزق

١٦

٢٢

باب الحث على الطلب والتعرض للرزق

١١

٢٤

باب الإبلاء في طلب الرزق

٢

٢٥

باب الإجمال في الطلب

١١

٣١

باب الرزق من حيث لا يحتسب

٥

٣٢

باب كراهية النوم والفراغ

٣

٣٣

باب كراهية الكسل

٩

٣٥

باب عمل الرجل في بيته

٢

٣٥

باب إصلاح المال وتقدير المعيشة

٦

٣٧

باب من كد على عياله

٣

٣٨

باب الكسب الحلال

٢

٣٨

باب إحراز القوت

٣

٣٩

باب كراهية إجارة الرجل نفسه

٣

٤٠

باب مباشرة الأشياء بنفسه

٢

٤١

باب شراء العقارات وبيعها

٨

٤٢

باب الدين

١١

٤٤١

٤٧

باب قضاء الدين

٩

٥٠

باب قصاص الدين

٣

٥١

باب أنه إذا مات الرجل حل دينه

٢

٥٢

باب الرجل يأخذ الدين وهو لا ينوي قضاءه

٢

٥٢

باب بيع الدين بالدين

٣

٥٤

باب في آداب اقتضاء الدين

٦

٥٥

باب إذا التوى الذي عليه الدين على الغرماء

٢

٥٦

باب النزول على الغريم

٢

٥٧

باب هدية الغريم

٣

٥٨

باب الكفالة والحوالة

٦

٦١

باب عمل السلطان وجوائزهم

١١

٦٦

باب شرط من أذن له في أعمالهم

٥

٦٩

باب بيع السلاح منهم

٣

٧١

باب الصناعات

٩

٧٤

باب كسب الحجام

٢

٧٥

باب كسب النائحة

٦

٧٧

باب كسب الماشطة والخافضة

٣

٨٠

باب كسب المغنية وشرائها

٢

٨٢

باب كسب المعلم

٣

٨٣

باب بيع المصاحف

٣

٨٤

باب القمار والنهبة

٢

٨٨

باب المكاسب الحرام

٨

٩١

باب السحت

١١

٩٤

باب أكل مال اليتيم

٩

٤٤٢

٩٦

باب ما يحل لقيم مال اليتيم منه

٦

٩٩

باب التجارة في مال اليتيم والقرض منه

٨

١٠١

باب أداء الأمانة

٩

١٠٤

باب الرجل يأخذ من مال ولده والولد يأخذ من مال أبيه

٦

١٠٧

باب الرجل يأخذ من مال امرأته والمرأة تأخذ من مال زوجها

٢

١٠٨

باب اللقطة والضالة

١٣

١١٦

باب الهدية

١٤

١٢٢

باب الربا

١٢

١٢٧

باب أنه ليس بين الرجل وبين ولده وما يملكه ربا

٣

١٢٩

باب فضل التجارة والمواظبة عليها

١٣

١٣٢

باب آداب التجارة

٢٣

١٤١

باب فضل الحساب والكتابة

١

١٤١

باب السبق إلى السوق

٢

١٤٢

باب من ذكر الله تعالى في السوق

٢

١٤٣

باب القول عند ما يشترى للتجارة

٤

١٤٤

باب من تكره معاملته ومخالطته

٩

١٤٧

باب الوفاء والبخس

٥

١٤٨

باب الغش

٧

١٥٠

باب الحلف في الشراء والبيع

٤

١٥٢

باب الأسعار

٧

١٥٤

باب الحكرة

٧

١٥٤

باب

٣

١٥٧

باب فضل شراء الحنطة والطعام

٣

٤٤٣

١٥٨

باب كراهة الجزاف وفضل المكايلة

٣

١٥٩

باب لزوم ما ينفع من المعاملات

٣

١٦٠

باب التلقي

٤

١٦١

باب الشرط والخيار في البيع

١٧

١٦٩

باب من يشتري الحيوان وله لبن يشربه ثم يرده

١

١٧٠

باب إذا اختلف البائع والمشتري

٢

١٧١

باب بيع الثمار وشرائها

١٨

١٨٣

باب الرجل يشتري الطعام فيتغير سعره قبل أن يقبضه

٩

١٨٥

باب فضل الكيل والموازين

٣

١٨٧

باب الرجل يكون عنده ألوان من الطعام فيخلط بعضها ببعض

٤

١٨٨

باب أنه لا يصلح البيع إلا بمكيال البلد

٣

١٨٩

باب السلم في الطعام

١٢

١٩٤

باب المعاوضة في الطعام

١٨

٢٠٠

باب المعاوضة في الحيوان والثياب وغير ذلك

٩

٢٠٣

باب فيه جمل من المعاوضات

١

٢٠٦

باب بيع العدد والمجازفة والشيء المبهم

١٣

٢١٢

باب بيع المتاع وشرائه

٧

٢١٥

باب بيع المرابحة

٨

٢١٨

باب السلف في المتاع

٣

٢١٩

باب الرجل يبيع ما ليس عنده

٩

٢٢٢

باب فضل الشيء الجيد الذي يباع

٢

٢٢٣

باب العينة

١٢

٤٤٤

٢٢٨

باب الشرطين في البيع

١

٢٢٩

باب الرجل يبيع البيع ثم يوجد فيه عيب

٣

٢٣٠

باب بيع النسيئة

٤

٢٣٢

باب شراء الرقيق

١٨

٢٤٠

باب المملوك يباع وله مال

٣

٢٤٢

باب من يشتري الرقيق فيظهر به عيب وما يرد منه وما لا يرد

١٧

٢٤٨

باب نادر

٣

٢٥١

باب التفرقة بين ذوي الأرحام من المماليك

٥

٢٥٣

باب العبد يسأل مولاه أن يبيعه ويشترط له أن يعطيه شيئا

٢

٢٥٤

باب السلم في الرقيق وغيره من الحيوان

١٤

٢٥٩

باب آخر منه

٣

٢٦٠

باب الغنم تعطى بالضريبة

٤

٢٦٢

باب بيع اللقيط وولد الزنا

٧

٢٦٥

باب جامع فيما يحل الشراء والبيع منه وما لا يحل

١٠

٢٦٨

باب شراء السرقة والخيانة

٧

٢٧١

باب من اشترى طعام قوم وهم له كارهون

١

٢٧٢

باب من اشترى شيئا فتغير عما رآه

٢

٢٧٢

باب بيع العصير والخمر

١٤

٢٧٦

باب العربون

١

٢٧٧

باب الرهن

٢٢

٢٨٥

باب الاختلاف في الرهن

٤

٢٨٧

باب ضمان العارية والوديعة

١٠

٢٩١

باب ضمان المضاربة وما له من الربح وما عليه من الوضيعة

٩

٤٤٥

٢٩٥

باب ضمان الصناع

١٠

٢٩٩

باب ضمان الجمال والمكاري وأصحاب السفن

٧

٣٠١

باب الصروف

٣٣

٣١٧

باب آخر

١

٣١٨

باب إنفاق الدراهم المحمول عليها

٤

٣١٩

باب الرجل يقرض الدراهم ويأخذ أجود منها

٧

٣٢٢

باب القرض يجر المنفعة

٤

٣٢٣

باب الرجل يعطي الدراهم ثم يأخذها ببلد آخر

٣

٣٢٤

باب ركوب البحر للتجارة

٦

٣٢٧

باب أن من السعادة أن يكون معيشة الرجل في بلده

٣

٣٢٨

باب الصلح

٨

٣٣١

باب فضل الزراعة

٧

٣٣٥

باب آخر

٢

٣٣٦

باب ما يقال عند الزرع والغرس

٩

٣٣٩

باب ما يجوز أن يؤاجر به الأرض وما لا يجوز

١٠

٣٤٤

باب قبالة الأرضين والمزارعة بالنصف والثلث والربع

٦

٣٤٦

باب مشاركة الذمي وغيره في المزارعة والشروط بينهما

٤

٣٤٩

باب قبالة أرض أهل الذمة وجزية رءوسهم ومن يتقبل الأرض من السلطان فيقبلها من غيره

٥

٣٥٢

باب من يؤاجر أرضا ثم يبيعها قبل انقضاء الأجل أو يموت فتورث الأرض قبل انقضاء الأجل

٣

٣٥٤

باب الرجل يستأجر الأرض أو الدار فيؤاجرها بأكثر مما استأجرها

١٠

٤٤٦

٣٥٨

باب الرجل يتقبل بالعمل ثم يقبله من غيره بأكثر مما تقبل

٣

٣٥٩

باب بيع الزرع الأخضر والقصيل وأشباهه

٩

٣٦٣

باب بيع المراعي

٥

٣٦٥

باب بيع الماء ومنع فضول الماء من الأودية والسيول

٦

٣٦٩

باب في إحياء أرض الموات

٦

٣٧١

باب الشفعة

١١

٣٧٦

باب شراء أرض الخراج من السلطان وأهلها كارهون ومن اشتراها من أهلها

٥

٣٧٨

باب سخرة العلوج والنزول عليهم

٥

٣٨٠

باب الدلالة في البيع وأجرها وأجر السمسار

٥

٣٨٢

باب مشاركة الذمي

٢

٣٨٣

باب الاستحطاط بعد الصفقة

٢

٣٨٤

باب حزر الزرع

١

٣٨٤

باب إجارة الأجير وما يجب عليه

٣

٣٨٦

باب كراهة استعمال الأجير قبل مقاطعته على أجرته وتأخير إعطائه بعد العمل

٤

٣٨٨

باب الرجل يكتري الدابة فيجاوز بها الحد أو يردها قبل الانتهاء إلى الحد

٧

٣٩٣

باب الرجل يتكارى البيت والسفينة

٢

٣٩٤

باب الضرار

٨

٤٠٠

باب جامع في حريم الحقوق

٩

٤٠٥

باب من زرع في غير أرضه أو غرس

٣

٤٤٧

٤٠٦

باب نادر

٢

٤٠٧

باب من أدان ماله بغير بينة

٣

٤٠٨

باب نادر

٥

٤٠٩

باب آخر منه في حفظ المال وكراهة الإضاعة

٥

٤١١

باب ضمان ما يفسد البهائم من الحرث والزرع

٣

٤١٣

باب آخر

٢

٤١٤

باب المملوك يتجر فيقع عليه الدين

٣

٤١٦

باب النوادر

٥٩

٤٤٨

الفهرس

كتاب المعيشة ٥

( باب ) ٥

( دخول الصوفية على أبي عبد الله عليه‌السلام واحتجاجهم عليه فيما ينهون ) ٥

( الناس عنه من طلب الرزق ) ٥

كتاب المعيشة ٥

باب دخول الصوفية على أبي عبد الله عليه‌السلام واحتجاجه عليهم فيما ينهون الناس عنه من طلب الرزق ٥

( باب ) ١٢

( معنى الزهد ) ١٢

باب معنى الزهد ١٢

( باب ) ١٣

( الاستعانة بالدنيا على الآخرة ) ١٣

باب الاستعانة بالدنيا على الآخرة ١٣

( باب ) ١٦

( ما يجب من الاقتداء بالأئمة عليهم‌السلام في التعرض للرزق ) ١٦

باب ما يجب من الاقتداء بالأئمة ( عليهم‌السلام ) في التعرض للرزق ١٦

( باب ) ٢٢

( الحث على الطلب والتعرض للرزق ) ٢٢

باب الحث على الطلب والتعرض للرزق ٢٢

( باب ) ٢٤

( الإبلاء في طلب الرزق ) ٢٤

باب الإبلاء في طلب الرزق ٢٤

( باب ) ٢٥

( الإجمال في الطلب ) ٢٥

باب الإجمال في الطلب ٢٥

٤٤٩

( باب ) ٣١

( الرزق من حيث لا يحتسب ) ٣١

باب الرزق من حيث لا يحتسب ٣١

( باب ) ٣٢

( كراهية النوم والفراغ ) ٣٢

باب كراهة الفراغ والنوم ٣٢

( باب كراهية الكسل ) ٣٣

( باب ) ٣٥

( عمل الرجل في بيته ) ٣٥

( باب ) ٣٥

( إصلاح المال وتقدير المعيشة ) ٣٥

باب عمل الرجل في بيته ٣٥

باب إصلاح المال وتقدير المعيشة ٣٥

( باب ) ٣٧

( من كد على عياله ) ٣٧

باب من كد على عياله ٣٧

( باب ) ٣٨

( الكسب الحلال ) ٣٨

( باب ) ٣٨

( إحراز القوت ) ٣٨

باب الكسب الحلال ٣٨

باب إحراز القوت ٣٨

( باب ) ٣٩

( كراهية إجارة الرجل نفسه ) ٣٩

باب كراهة إجارة الرجل نفسه ٣٩

( باب ) ٤٠

( مباشرة الأشياء بنفسه ) ٤٠

باب مباشرة الأشياء بنفسه ٤٠

٤٥٠

( باب ) ٤١

( شراء العقارات وبيعها ) ٤١

باب شراء العقارات وبيعها ٤١

( باب الدين ) ٤٢

باب الدين ٤٢

( باب ) ٤٧

( قضاء الدين ) ٤٧

باب قضاء الدين ٤٧

( باب ) ٥٠

( قصاص الدين ) ٥٠

باب قصاص الدين ٥٠

( باب ) ٥١

( أنه إذا مات الرجل حل دينه ) ٥١

باب أنه إذا مات الرجل حل دينه ٥١

( باب ) ٥٢

( الرجل يأخذ الدين وهو لا ينوي قضاءه ) ٥٢

( باب ) ٥٢

( بيع الدين بالدين ) ٥٢

باب الرجل يأخذ الدين وهو لا ينوي قضاءه ٥٢

باب بيع الدين بالدين ٥٢

( باب ) ٥٤

( في آداب اقتضاء الدين ) ٥٤

باب في آداب اقتضاء الدين ٥٤

( باب ) ٥٥

( إذا التوى الذي عليه الدين على الغرماء ) ٥٥

باب إذا التوى الذي عليه الدين على الغرماء ٥٥

( باب ) ٥٦

( النزول على الغريم ) ٥٦

٤٥١

باب النزول على الغريم ٥٦

( باب ) ٥٧

( هدية الغريم ) ٥٧

باب هدية الغريم ٥٧

( باب ) ٥٨

( الكفالة والحوالة ) ٥٨

باب الكفالة والحوالة ٥٨

( باب ) ٦١

( عمل السلطان وجوائزهم ) ٦١

باب عمل السلطان وجوائزهم ٦١

( باب ) ٦٦

( شرط من أذن له في أعمالهم ) ٦٦

باب شرط من أذن له في أعمالهم ٦٦

( باب ) ٦٩

( بيع السلاح منهم ) ٦٩

( باب الصناعات ) ٧١

باب الصناعات ٧١

( باب ) ٧٤

( كسب الحجام ) ٧٤

باب كسب الحجام ٧٤

( باب ) ٧٥

( كسب النائحة ) ٧٥

باب كسب النائحة ٧٥

( باب ) ٧٧

( كسب الماشطة والخافضة ) ٧٧

( باب ) ٨٠

( كسب المغنية وشرائها ) ٨٠

باب كسب المغنية وشرائها ٨٠

٤٥٢

( باب ) ٨٢

( كسب المعلم ) ٨٢

باب كسب المعلم ٨٢

( باب ) ٨٣

( بيع المصاحف ) ٨٣

باب بيع المصاحف ٨٣

( باب ) ٨٤

( القمار والنهبة ) ٨٤

باب القمار والنهبة ٨٤

( باب ) ٨٨

( المكاسب الحرام ) ٨٨

باب المكاسب الحرام ٨٨

( باب السحت ) ٩١

( باب ) ٩٤

( أكل مال اليتيم ) ٩٤

باب أكل مال اليتيم ٩٤

( باب ) ٩٦

( ما يحل لقيم مال اليتيم منه ) ٩٦

باب ما يحل لقيم مال اليتيم منه ٩٦

( باب ) ٩٩

( التجارة في مال اليتيم والقرض منه ) ٩٩

باب التجارة في مال اليتيم والقرض منه ٩٩

( باب ) ١٠١

( أداء الأمانة ) ١٠١

باب أداء الأمانة ١٠١

( باب ) ١٠٤

( الرجل يأخذ من مال ولده والولد يأخذ من مال أبيه ) ١٠٤

باب الرجل يأخذ من مال ولده والولد يأخذ من مال والده ١٠٤

٤٥٣

( باب ) ١٠٧

( الرجل يأخذ من مال امرأته والمرأة تأخذ من مال زوجها ) ١٠٧

باب الرجل يأخذ من مال امرأته والمرأة تأخذ من مال زوجها ١٠٧

( باب اللقطة والضالة ) ١٠٨

باب اللقطة والضالة ١٠٨

( باب الهدية ) ١١٦

( باب الربا ) ١٢٢

( باب ) ١٢٧

( أنه ليس بين الرجل وبين ولده وما يملكه ربا ) ١٢٧

باب أنه ليس بين الرجل وبين ولده وما يملكه ربا ١٢٧

( باب ) ١٢٩

( فضل التجارة والمواظبة عليها ) ١٢٩

باب فضل التجارة والمواظبة عليها ١٢٩

( باب ) ١٣٢

( آداب التجارة ) ١٣٢

باب آداب التجارة ١٣٢

( باب ) ١٤١

( فضل الحساب والكتابة ) ١٤١

( باب ) ١٤١

( السبق إلى السوق ) ١٤١

باب فضل الحساب والكتابة ١٤١

( باب ) ١٤٢

( من ذكر الله تعالى في السوق ) ١٤٢

باب من ذكر الله عز وجل في السوق ١٤٢

( باب ) ١٤٣

( القول عند ما يشترى للتجارة ) ١٤٣

باب القول عند ما يشتري للتجارة ١٤٣

( باب ) ١٤٤

٤٥٤

( من تكره معاملته ومخالطته ) ١٤٤

باب من تكره معاملته ومخالطته ١٤٤

( باب ) ١٤٧

( الوفاء والبخس ) ١٤٧

باب الوفاء والبخس ١٤٧

( باب الغش ) ١٤٨

باب الغش ١٤٨

( باب ) ١٥٠

( الحلف في الشراء والبيع ) ١٥٠

باب الحلف في الشراء والبيع ١٥٠

( باب الأسعار ) ١٥٢

باب الأسعار ١٥٢

( باب الحكرة ) ١٥٤

باب الحكرة ١٥٤

( باب ) ١٥٦

( باب ) ١٥٧

( فضل شراء الحنطة والطعام ) ١٥٧

باب فضل شراء الحنطة والطعام ١٥٧

( باب ) ١٥٨

( كراهة الجزاف وفضل المكايلة ) ١٥٨

باب كراهة الجزاف وفضل المكايلة ١٥٨

( باب ) ١٥٩

( لزوم ما ينفع من المعاملات ) ١٥٩

باب لزوم ما ينفع من المعاملات ١٥٩

( باب التلقي ) ١٦٠

باب التلقي ١٦٠

( باب ) ١٦١

( الشرط والخيار في البيع ) ١٦١

٤٥٥

باب الشرط والخيار في البيع ١٦١

( باب ) ١٦٩

( من يشتري الحيوان وله لبن يشربه ثم يرده ) ١٦٩

( باب ) ١٧٠

( إذا اختلف البائع والمشتري ) ١٧٠

باب إذا اختلف البائع والمشتري ١٧٠

( باب ) ١٧١

( بيع الثمار وشرائها ) ١٧١

باب بيع الثمار وشرائها ١٧١

( باب ) ١٧٩

( شراء الطعام وبيعه ) ١٧٩

باب شراء الطعام وبيعه ١٧٩

( باب ) ١٨٣

( الرجل يشتري الطعام فيتغير سعره قبل أن يقبضه ) ١٨٣

باب الرجل يشتري الطعام فيتغير سعره قبل أن يقبضه ١٨٣

( باب ) ١٨٥

( فضل الكيل والموازين ) ١٨٥

باب فضل الكيل والموازين ١٨٥

( باب ) ١٨٧

( الرجل يكون عنده ألوان من الطعام فيخلط بعضها ببعض ) ١٨٧

باب الرجل يكون عنده ألوان من الطعام فيخلط بعضها ببعض ١٨٧

( باب ) ١٨٨

( أنه لا يصلح البيع إلا بمكيال البلد ) ١٨٨

باب أنه لا يصلح البيع إلا بمكيال البلد ١٨٨

( باب ) ١٨٩

( السلم في الطعام ) ١٨٩

باب السلم في الطعام ١٨٩

( باب ) ١٩٤

٤٥٦

( المعاوضة في الطعام ) ١٩٤

باب المعارضة في الطعام ١٩٤

( باب ) ٢٠٠

( المعاوضة في الحيوان والثياب وغير ذلك ) ٢٠٠

باب المعارضة في الحيوان والثياب وغير ذلك ٢٠٠

( باب ) ٢٠٣

( فيه جمل من المعاوضات ) ٢٠٣

باب فيه جمل من المعارضات ٢٠٣

( باب ) ٢٠٦

( بيع العدد والمجازفة والشيء المبهم ) ٢٠٦

باب بيع الغرر والمجازفة والشيء المبهم ٢٠٦

( باب ) ٢١٢

( بيع المتاع وشرائه ) ٢١٢

باب بيع المتاع وشرائه ٢١٢

( باب ) ٢١٥

( بيع المرابحة ) ٢١٥

باب بيع المرابحة ٢١٥

( باب ) ٢١٨

( السلف في المتاع ) ٢١٨

باب السلف في المتاع ٢١٨

( باب ) ٢١٩

( الرجل يبيع ما ليس عنده ) ٢١٩

باب الرجل يبيع ما ليس عنده ٢١٩

( باب ) ٢٢٢

( فضل الشيء الجيد الذي يباع ) ٢٢٢

باب فضل الشيء الجيد الذي يباع ٢٢٢

( باب العينة ) ٢٢٣

باب العينة ٢٢٣

٤٥٧

( باب ) ٢٢٨

( الشرطين في البيع ) ٢٢٨

( باب ) ٢٢٩

( الرجل يبيع البيع ثم يوجد فيه عيب ) ٢٢٩

باب الرجل يبيع البيع ثم يوجد فيه عيب ٢٢٩

( باب ) ٢٣٠

( بيع النسيئة ) ٢٣٠

باب بيع النسيئة ٢٣٠

( باب ) ٢٣٢

( شراء الرقيق ) ٢٣٢

( باب ) ٢٤٠

( المملوك يباع وله مال ) ٢٤٠

باب المملوك يباع وله مال ٢٤٠

( باب ) ٢٤٢

( من يشتري الرقيق فيظهر به عيب وما يرد منه وما لا يرد ) ٢٤٢

باب من يشتري الرقيق فيظهر به عيب وما يرد منه وما لا يرد ٢٤٢

( باب نادر ) ٢٤٨

باب نادر ٢٤٨

( باب ) ٢٥١

( التفرقة بين ذوي الأرحام من المماليك ) ٢٥١

باب التفرقة بين ذوي الأرحام من المماليك ٢٥١

( باب ) ٢٥٣

( العبد يسأل مولاه أن يبيعه ويشترط له أن يعطيه شيئا ) ٢٥٣

باب العبد يسأل مولاه أن يبيعه ويشترط له أن يعطيه شيئا ٢٥٣

( باب ) ٢٥٤

( السلم في الرقيق وغيره من الحيوان ) ٢٥٤

باب السلم في الرقيق وغيره من الحيوان ٢٥٤

( باب آخر منه ) ٢٥٩

٤٥٨

باب آخر منه ٢٥٩

( باب ) ٢٦٠

( الغنم تعطى بالضريبة ) ٢٦٠

باب الغنم تعطى بالضريبة ٢٦٠

( باب ) ٢٦٢

( بيع اللقيط وولد الزنا ) ٢٦٢

باب بيع اللقيط وولد الزنا ٢٦٢

( باب ) ٢٦٥

( جامع فيما يحل الشراء والبيع منه وما لا يحل ) ٢٦٥

باب جامع فيما يحل الشراء والبيع منه وما لا يحل ٢٦٥

( باب ) ٢٦٨

( شراء السرقة والخيانة ) ٢٦٨

باب شراء السرقة والخيانة ٢٦٨

( باب ) ٢٧١

( من اشترى طعام قوم وهم له كارهون ) ٢٧١

باب من اشترى طعام قوم وهم له كارهون ٢٧١

( باب ) ٢٧٢

( من اشترى شيئا فتغير عما رآه ) ٢٧٢

( باب ) ٢٧٢

( بيع العصير والخمر ) ٢٧٢

باب من اشترى شيئا فتغير عما رآه ٢٧٢

باب بيع العصير والخمر ٢٧٢

( باب العربون ) ٢٧٦

( باب العربون ) ٢٧٦

( باب الرهن ) ٢٧٧

باب الرهن ٢٧٧

( باب ) ٢٨٥

( الاختلاف في الرهن ) ٢٨٥

باب الاختلاف في الرهن ٢٨٥

٤٥٩

( باب ) ٢٨٧

( ضمان العارية والوديعة ) ٢٨٧

باب ضمان العارية والوديعة ٢٨٧

( باب ) ٢٩١

( ضمان المضاربة وما له من الربح وما عليه من الوضيعة ) ٢٩١

( باب ) ٢٩٥

( ضمان الصناع ) ٢٩٥

باب ضمان الصناع ٢٩٥

( باب ) ٢٩٩

( ضمان الجمال والمكاري وأصحاب السفن ) ٢٩٩

باب ضمان الجمال والمكاري وأصحاب السفن ٢٩٩

( باب الصروف ) ٣٠١

( باب آخر ) ٣١٧

( باب ) ٣١٨

( إنفاق الدراهم المحمول عليها ) ٣١٨

باب إنفاق الدراهم المحمول عليها ٣١٨

( باب ) ٣١٩

( الرجل يقرض الدراهم ويأخذ أجود منها ) ٣١٩

( باب ) ٣٢٢

( القرض يجر المنفعة ) ٣٢٢

باب القرض يجر المنفعة ٣٢٢

( باب ) ٣٢٣

( الرجل يعطي الدراهم ثم يأخذها ببلد آخر ) ٣٢٣

باب الرجل يعطي الدراهم ثم يأخذها ببلد آخر ٣٢٣

( باب ) ٣٢٤

( ركوب البحر للتجارة ) ٣٢٤

باب ركوب البحر للتجارة ٣٢٤

٤٦٠

461

462

463

464