مرآة العقول الجزء ٢١

مرآة العقول20%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 399

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 24362 / تحميل: 3406
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٢١

مؤلف:
العربية

١
٢

٣

حمداً خالداً لولي النعم حيث أسعدني بالقيام بنشر هذا السفر القيم في الملأ الثقافي الديني بهذه الصورة الرائعة. ولرواد الفضيلة الذين وازرونا في انجاز هذا المشروع المقدّس شكر متواصل.

الشيخ محمد الآخوندى

٤

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب العقيقة

باب فضل الولد

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الولد الصالح ريحانة من الله قسمها بين عباده وإن ريحانتي من الدنيا ـ الحسن والحسين سميتهما باسم سبطين من بني إسرائيل شبرا وشبيرا.

كتاب العقيقة

في بعض النسخ بعد ذلك أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني وهو من كلام رواة الكليني ، والنعماني أحد رواته.

باب فضل الولد

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

وقال في النهاية :(١) « إنكم لمن ريحان الله » يعني الأولاد ،الريحان : يطلق على الرحمة والرزق والراحة ، وبالرزق سمي الولد ريحانا. ومنه الحديث « قال لعليعليه‌السلام : أوصيك بريحانتي خيرا في الدنيا قبل أن ينهد ركناك » فلما مات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : هذا أحد الركنين ، فلما ماتت فاطمة « صلوات الله عليها » قال : هذا الركن الآخر ، وأراد بريحانتيه الحسن والحسينعليهما‌السلام .

وقال في القاموس :شبر كبقم ـ وشبير كقمير ومشبر كمحدث أسماء أبناء هارونعليه‌السلام قيل : وبأسمائهم سمى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الحسن والحسين والمحسن.

__________________

(١) النهاية ج ٢ ص ٢٨٨.

٥

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن ابن مسكان ، عن بعض أصحابه أنه قال قال علي بن الحسينعليه‌السلام من سعادة الرجل أن يكون له ولد يستعين بهم.

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أكثروا الولد أكاثر بكم الأمم غدا.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لما لقي يوسف أخاه قال له يا أخي كيف استطعت أن تتزوج النساء بعدي قال إن أبي أمرني وقال إن استطعت أن تكون لك ذرية تثقل الأرض بالتسبيح فافعل.

٥ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن فلانا رجلا سماه قال إني كنت زاهدا في الولد حتى وقفت بعرفة فإذا إلى جانبي غلام شاب يدعو ويبكي ويقول يا رب والدي والدي فرغبني في الولد حين سمعت ذلك.

الحديث الثاني : مرسل.

والولد بالتحريك والضم : يكون مفردا وجمعا.

الحديث الثالث : ضعيف.

الحديث الرابع : حسن.

قوله عليه‌السلام : « تثقل الأرض » لعله كناية عن استقرارها وعدم تزلزلها بالآفات والعقوبات ، فإن بالطاعات تدفع عن الأرض البليات ، والصلحاء أوتاد الأرض ، أو كناية عن وجودهم وكونهم على الأرض أو كثرتهم ، والأول أظهر.

الحديث الخامس : موثق.

٦

٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه مرسلا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من سعادة الرجل الولد الصالح.

٧ ـ وعنه ، عن بكر بن صالح قال كتبت إلى أبي الحسنعليه‌السلام أني اجتنبت طلب الولد منذ خمس سنين وذلك أن أهلي كرهت ذلك وقالت إنه يشتد علي تربيتهم لقلة الشيء فما ترى فكتبعليه‌السلام إلي اطلب الولد فإن الله عز وجل يرزقهم.

٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن يحيى ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن أولاد المسلمين موسومون عند الله شافع ومشفع فإذا بلغوا اثنتي عشرة سنة كانت لهم الحسنات فإذا بلغوا الحلم كتبت عليهم السيئات.

٩ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أن أمير المؤمنينعليه‌السلام كان يقرأ «وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي »(١) يعني أنه لم يكن له وارث

الحديث السادس : مرسل.

الحديث السابع : ضعيف.

قوله : « إني أحببت » كذا فيما عندنا من النسخ ، والظاهر « اجتنبت » كما لا يخفى.

الحديث الثامن : كالموثق.

قوله عليه‌السلام : « شافع » أي يشفعون لمن رباهم وأحبهم ، أو أصيبت فيهم ، والمشفع بتشديد الفاء المفتوحة من « تقبل شفاعته » ويدل على أن أفعال المميز شرعية لا تمرينية ، وأنه يثاب عليها ولا يعاقب بتركها.

الحديث التاسع : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « لم يكن له وارث » أي وارث قريب ، وكأنهعليه‌السلام رد بذلك على العامة القائلين بأن الأنبياءعليهم‌السلام لا يورثون ، فإنهم وضعوا هذا الخبر لمنع فاطمةعليها‌السلام عن فدك.

وقال في مجمع البيان(٢) فيقوله تعالى : «وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ » : هم الكلالة

__________________

(١) سورة مريم : الآية ـ ٦. (٢) المجمع ج ٦ ص ٥٠٢.

٧

حتى وهب الله له بعد الكبر.

وقيل : العصبة ، وفي الكشاف : عصبته إخوته وبنو عمه ، لأنهم كانوا شرار بني إسرائيل فخاف أن لا يحسنوا خلافته على أمته ويبدلوا عليهم دينهم ، «مِنْ وَرائِي » أي بعد موتي ، وهو متعلق بمحذوف أو بمعنى الموالي ، أي خفت الموالي أي من فعل الموالي من ورائي ، أو الذين يلون الأمر من ورائي «وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً » لا تلد «فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ » يعني أنا وامرأتي لا تصلح للولادة ، فلا يرجى ذلك إلا من فضلك وكمال قدرتك «وَلِيًّا » أي ولدا يليني ، ويكون أولى بميراثي «يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ » عن إسحاق ، وكان زكرياعليه‌السلام من نسله ، وقيل : يعقوب بن ماقان أخو زكريا ، ثم اختلف في معناه فقيل : يرثني ما لي ويرث من آل يعقوب النبوة عن أبي صالح ، وقيل : يرث نبوتي ونبوة آل يعقوب عن الحسن ومجاهد ، واستدل أصحابنا بالآية على أن الأنبياء يورثون المال ، وأن المراد بالإرث المذكور المال ، دون النبوة ، بأن قالوا إن لفظ الميراث في اللغة والشريعة لا يطلق إلا على ما ينقل من المورث كالأموال ، ولا يستعمل في غير المال إلا على طريق إلا على ما ينقل من المورث كالأموال ، ولا يستعمل في غير المال إلا على طريق المجاز والتوسع ، ولا يعدل إلى المجاز بغير دلالة ، وأيضا فإن زكرياعليه‌السلام قال في دعائه : «وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا » ومتى حملت الإرث على النبوة لم يكن لذلك معنى وكان لغوا عبثا ، ألا ترى أنه لا يحسن أن يقول أحد : « اللهم ابعث إلينا نبيا واجعله عاقلا مرضيا في أخلاقه ، لأنه إذا كان نبيا فقد دخل الرضا وما هو أعظم من الرضا في النبوة ، ويقوى ما قلناه أن زكريا صرح بأنه يخاف بني عمه بعده ، بقوله «وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي » « وإنما يطلب وارثا لأجل »(١) خوفه ، ولا يليق خوفه منهم إلا بالمال دون النبوة والعلم ، لأنهعليه‌السلام كان أعلم بالله تعالى من أن يخاف أن يبعث نبيا ليس بأهل للنبوة ، وأن يورث علمه وحكمته من ليس لهما بأهل ، ولأنه إنما بعث لإذاعة العلم ونشره في الناس ، فكيف يخاف من الأمر الذي هو الغرض في بعثته ، وقد بسطنا القول في ذلك في كتاب الفتن من كتاب بحار الأنوار.

__________________

(١) كان عبارة المتن مشوّشا ومغلقا نحن صحّحناها.

٨

١٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إن الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة.

١١ ـ وبهذا الإسناد قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من سعادة الرجل الولد الصالح.

١٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن شريف بن سابق ، عن الفضل بن أبي قرة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مر عيسى ابن مريمعليه‌السلام بقبر يعذب صاحبه ثم مر به من قابل فإذا هو لا يعذب فقال يا رب مررت بهذا القبر عام أول فكان يعذب ومررت به العام فإذا هو ليس يعذب فأوحى الله إليه أنه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا وآوى يتيما فلهذا غفرت له بما فعل ابنه ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ميراث الله عز وجل من عبده المؤمن ولد يعبده من بعده ثم تلا أبو عبد اللهعليه‌السلام آية زكرياعليه‌السلام رب «فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا. يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ».

الحديث العاشر : ضعيف على المشهور.

الحديث الحادي عشر : ضعيف.

الحديث الثاني عشر : ضعيف.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ميراث الله » أي ما يبقى بعد موت المؤمن ، فإنه لعبادة له تعالى كأنه ورثه من المؤمن ، وقيل : إضافة إلى الفاعل أي ما ورثه الله وأوصله إليه لنفعه ولا يخفى بعده.

٩

(باب)

(شبه الولد)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من نعمة الله على الرجل أن يشبهه ولده.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن المثنى ، عن سدير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال من سعادة الرجل أن يكون له الولد يعرف فيه شبهه خلقه وخلقه وشمائله.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطاب ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن يونس بن يعقوب ، عن رجل ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال سمعته يقول سعد امرؤ لم يمت حتى يرى خلفا من نفسه.

باب شبه الولد

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

الحديث الثاني : حسن على الظاهر.

الحديث الثالث : ضعيف.

١٠

(باب)

(فضل البنات)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن إبراهيم بن مهزم ، عن إبراهيم الكرخي ، عن ثقة حدثه من أصحابنا قال تزوجت بالمدينة فقال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام كيف رأيت قلت ما رأى رجل من خير في امرأة إلا وقد رأيته فيها ولكن خانتني فقال وما هو قلت ولدت جارية قال لعلك كرهتها إن الله عز وجل يقول : «آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً »(١) .

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بنات.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبان بن

باب فضل البنات

الحديث الأول : مجهول.

قوله عليه‌السلام : « إن الله عز وجل يقول » أي كما أن الآباء والأبناء لا يدري مقدار نفعهم ، وأن أيهم أنفع ، كذلك الابن والبنت ، ولعل ابنة تكون أنفع لوالديها من الابن ، ولعل ابنا يكون أحسن لهما من البنت ، فينبغي أن يرضيا بما يختار الله لهما ، ويحتمل أن يكونعليه‌السلام حمل ذكر الآباء والأبناء في الآية على المثال فيشمل جميع الأولاد والأقارب.

الحديث الثاني : حسن.

الحديث الثالث : مجهول.

__________________

(١) سورة النساء الآية ـ ١١.

١١

عثمان ، عن محمد الواسطي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن أبي إبراهيمعليه‌السلام سأل ربه أن يرزقه ابنة تبكيه وتندبه بعد موته.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن جارود قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام إن لي بنات فقال لعلك تتمنى موتهن أما إنك إن تمنيت موتهن فمتن لم تؤجر ولقيت الله عز وجل يوم تلقاه وأنت عاص.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نعم الولد البنات ملطفات مجهزات مونسات مباركات مفليات.

قوله عليه‌السلام : « تندبه » أي تبكيه وتعد محاسنه بالبكاء ، ولعل الفائدة فيهما تذكر الناس به وبمحاسنه ، فلعلهم يرثون له ويدعون فيصل إليه بركة دعائهم ومن هذا القبيل ما سألهعليه‌السلام في دعائه بقوله «وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ».

الحديث الرابع : حسن كالصحيح.

على الظاهر أن الجارود هو ابن المنذر كما سيأتي ، ويحتمل ، أن يكونا مجهولين أيضا.

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « مجهزات » أي مهيات لأمور الوالدين ، ويمكن أن يقرأ على بناء المفعول أي يجهزهن الوالد ويرسلهن إلى أزواجهن ، يفرق من أمورهن لكنه بعيد.

وأما المفليات في أكثر النسخ بالفاء ، قال الفيروزآبادي : فلي رأسه : بحثه عن القمل كفلاه ، وفي بعض النسخ بالقاف والباء الموحدة أي مقلبات عند المرض من جانب إلى جانب.

١٢

٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي العباس الزيات ، عن حمزة بن حمران يرفعه قال أتي رجل وهو عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبر بمولود أصابه فتغير وجه الرجل فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ما لك فقال خير فقال قل قال خرجت والمرأة تمخض فأخبرت أنها ولدت جارية فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الأرض تقلها والسماء تظلها ـ والله يرزقها وهي ريحانة تشمها ثم أقبل على أصحابه فقال من كانت له ابنة فهو مفدوح ومن كانت له ابنتان فيا غوثاه بالله ومن كانت له ثلاث وضع عنه الجهاد وكل مكروه ومن كان له أربع فيا عباد الله أعينوه يا عباد الله أقرضوه يا عباد الله ارحموه.

٧ ـ وعنه ، عن علي بن محمد القاساني ، عن أبي أيوب سليمان بن مقبل المدائني ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إن الله تبارك وتعالى على الإناث أرأف منه على الذكور وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة إلا فرحه الله تعالى يوم القيامة.

٨ ـ وعنه ، عن بعض من رواه ، عن أحمد بن عبد الرحيم ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال البنات حسنات والبنون نعمة فإنما يثاب على الحسنات ويسأل عن النعمة.

٩ ـ أحمد بن محمد العاصمي ، عن علي بن الحسن التيملي ، عن علي بن أسباط ، عن أبيه ، عن الجارود بن المنذر قال قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام بلغني أنه ولد لك ابنة فتسخطها وما عليك منها ريحانة تشمها وقد كفيت رزقها وقد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بنات.

الحديث السادس : مجهول.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « تقلها » أي تحملها.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « مفدوح » أي ذو تعب وثقل وصعوبة من قولهم فدحه الدين أي أثقله ، وفي الفقيه « مقروح » كما في بعض الكتاب ، أي مقروح القلب.

الحديث السابع : ضعيف على المشهور.

الحديث الثامن : مجهول مرسل.

الحديث التاسع : مجهول.

١٣

١٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات وجبت له الجنة فقيل يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واثنتين فقال واثنتين فقيل يا رسول الله وواحدة فقال وواحدة.

١١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عدة من أصحابه ، عن الحسن بن علي بن يوسف ، عن الحسن بن سعيد اللخمي قال ولد لرجل من أصحابنا جارية فدخل على أبي عبد اللهعليه‌السلام فرآه متسخطا فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام أرأيت لو أن الله تبارك وتعالى أوحى إليك أن أختار لك أو تختار لنفسك ما كنت تقول قال كنت أقول يا رب تختار لي قال فإن الله قد اختار لك قال ثم قال إن الغلام الذي قتله العالم الذي كان مع موسىعليه‌السلام وهو قول الله عز وجل : «فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً » أبدلهما الله به جارية ولدت سبعين نبيا.

١٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن موسى ، عن أحمد بن الفضل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال البنون نعيم والبنات حسنات والله يسأل عن النعيم ويثيب على الحسنات.

الحديث العاشر : حسن.

ويحتمل أن يكون ذكر الثلاث أولا للفرد الكامل من وجوب الجنة ، ويحتمل أن يكون بتجدد الوحي فيكون كالنسخ.

الحديث الحادي عشر : مجهول.

الحديث الثاني عشر : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « يسأل عن النعيم » إشارة إلى قوله تعالى «لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ »(١) ولا ينافي الأخبار الواردة بأنه الولاية ، فإنها لبيان الفرد الكامل.

__________________

(١) سورة التكاثر الآية ـ ٨.

١٤

(باب)

( الدعاء في طلب الولد)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير الخزاز ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا أبطأ على أحدكم الولد فليقل ـ اللهم «لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ » وحيدا وحشا فيقصر شكري عن تفكري بل هب لي عاقبة صدق ذكورا وإناثا آنس بهم من الوحشة وأسكن إليهم من الوحدة وأشكرك عند تمام النعمة يا وهاب يا عظيم يا معظم ثم أعطني في كل عافية شكرا حتى تبلغني منها رضوانك في صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاء بالعهد.

باب الدعاء في طلب الولد

الحديث الأول : مجهول.

قوله عليه‌السلام : « فيقصر شكري » أي يصير شكري قاصرا عن أداء حق نعمتك بسبب تفكري ووساوس نفسي لوحدتي وفقد ولدي فيكون « عن » تعليلية ، أو المعنى كلما تفكرت في نعمائك لدي شكرتك على كل منها شكرا فإذا بلغ فكري إلى نعمة الولد ولم أجدها عندي لم أشكرك عليها ، فيقصر شكري عن تفكري إليها ، وعدم بلوغ شكري إياها.

قال الفيروزآبادي :العاقبة الولد ، وقوله عليه‌السلام : « في صدق الحديث » إما بدل من قوله : « في كل عاقبة » أي أعطني شكرا في صدق حديث كل عاقبة وأداء أمانته ، ووفاء عهدة أي اجعله صدوقا أمينا وفيا ، واجعلني شاكرا لهذه الأنعم أو كلمة « في » تعليلية أي تبلغني رضوانك بسبب تلك الأعمال ، فيكون بيانا لشكره ، و « الإناث » ككتاب : جمع الأنثى.

١٥

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن الحارث النصري قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام إني من أهل بيت قد انقرضوا وليس لي ولد قال ادع وأنت ساجد ـ رب هب «لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ » قال ففعلت فولد لي علي والحسين

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن رجل ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من أراد أن يحبل له فليصل ركعتين بعد الجمعة يطيل فيهما الركوع والسجود ثم يقول اللهم إني أسألك بما سألك به زكريا يا «رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ » اللهم «هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ » اللهم باسمك استحللتها وفي أمانتك أخذتها فإن قضيت في رحمها ولدا فاجعله غلاما مباركا زكيا ولا تجعل للشيطان فيه شركا ولا نصيبا

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه قال شكا الأبرش الكلبي إلى أبي جعفرعليه‌السلام أنه لا يولد له فقال له علمني شيئا قال استغفر الله

الحديث الثاني : حسن.

قوله عليه‌السلام : «مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا » في بعض النسخ مكانه «رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ » وكذا ذكره الطبرسي أيضا في مجمع البيان.

الحديث الثالث : مرسل.

وقد تقدم في كتاب الصلاة في باب صلاة من أراد أن يدخل أهله ومن أراد أن يتزوج بهذا الإسناد عن أبي جعفرعليه‌السلام « اللهم إني أسألك بما سألك به زكريا » إذ قال «رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً ».

الحديث الرابع : حسن.

والآية تدل على مدخلية مطلق الاستغفار في حصول البنين ، وأما خصوص العدد فله علة أخرى إلا أن يقال : الأمر مطلقا أو خصوص هذا الأمر ـ بقرينة المقام ـ

١٦

في كل يوم أو في كل ليلة مائة مرة فإن الله يقول «اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً » إلى قوله : «وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ ».

٥ ـ الحسين بن محمد ، عن أحمد بن محمد السياري ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن سليمان بن جعفر ، عن شيخ مدني ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام أنه وفد إلى هشام بن عبد الملك فأبطأ عليه الإذن حتى اغتم وكان له حاجب كثير الدنيا ولا يولد له فدنا منه أبو جعفرعليه‌السلام فقال له هل لك أن توصلني إلى هشام وأعلمك دعاء يولد لك قال نعم فأوصله إلى هشام وقضى له جميع حوائجه قال فلما فرغ قال له الحاجب جعلت فداك الدعاء الذي قلت لي قال له نعم قل في كل يوم إذا أصبحت وأمسيت ـ سبحان الله سبعين مرة وتستغفر عشر مرات وتسبح تسع مرات وتختم العاشرة بالاستغفار ثم تقول قول الله عز وجل : «اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً. يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً »(١) فقالها الحاجب فرزق ذرية كثيرة وكان بعد ذلك يصل أبا جعفر وأبا عبد اللهعليه‌السلام فقال سليمان فقلتها وقد تزوجت ابنة عم لي فأبطأ علي الولد منها وعلمتها أهلي فرزقت ولدا وزعمت المرأة أنها متى تشاء أن تحمل حملت إذا قالتها وعلمتها غير واحد من الهاشميين ممن لم يكن يولد لهم فولد لهم ولد كثير والحمد لله

٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن شعيب

يدل على التكرار ، وأقل ما يحصل به التكرار عرفا هذا العدد ، وهو تكلف بعيد.

الحديث الخامس : ضعيف.

قوله : « وقد تزوجت » جملة حالية معترضة ويمكن أن يقال ـ في هذا الخبر زائدا على ما تقدم في الخبر السابق ـ : إن استغفار قوم نوح لما كان عن الشرك والتسبيح ينفي ذلك فضم التسبيح إلى الاستغفار أيضا مفهوم من الآية ، ويحتمل أن يكون الاستشهاد للاستغفار فقط.

الحديث السادس : ضعيف على المشهور.

__________________

(١) سورة نوح الآية ـ ١٠ ـ ١٢.

١٧

عن النضر بن شعيب ، عن سعيد بن يسار قال قال رجل لأبي عبد اللهعليه‌السلام لا يولد لي فقال استغفر ربك في السحر مائة مرة فإن نسيته فاقضه

٧ ـ وعنه ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه شكا إليه رجل أنه لا يولد له فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا جامعت فقل ـ اللهم إنك إن رزقتني ذكرا سميته محمدا قال ففعل ذلك فرزق

٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن إسماعيل بن عبد الخالق ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبيدة قال أتت علي ستون سنة لا يولد لي فحججت فدخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فشكوت إليه ذلك فقال لي أولم يولد لك قلت لا قال إذا قدمت العراق فتزوج امرأة ولا عليك أن تكون سوءاء قال قلت وما السوءاء قال امرأة فيها قبح فإنهن أكثر أولادا وادع بهذا الدعاء فإني أرجو ـ أن يرزقك الله ذكورا وإناثا و ـ الدعاء اللهم «لا تَذَرْنِي فَرْداً » وحيدا وحشا فيقصر شكري عن تفكري بل هب لي أنسا وعاقبة صدق ذكورا وإناثا أسكن إليهم من الوحشة وآنس بهم من الوحدة وأشكرك على تمام النعمة يا وهاب يا عظيم يا معطي أعطني في كل عاقبة خيرا حتى تبلغني منتهى رضاك عني في صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاء العهد

٩ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن محمد بن راشد قال حدثني هشام بن إبراهيم أنه شكا إلى أبي الحسنعليه‌السلام سقمه وأنه لا

قوله عليه‌السلام : « فاقضه » أي أي وقت ذكرت ليلا أم نهارا ، وظاهره المداومة عليه في أسحار كثيرة.

الحديث السابع : ضعيف على المشهور.

الحديث الثامن : مرسل.

قوله عليه‌السلام : « وأعطني في كل عاقبة خيرا » في أكثر النسخ « في ذلك عاقبة خير » فلعل العاقبة ليست بمعنى الولد ، بل بمعنى ما يعقب الشيء أي يحصل لي عقب كل ولد خصلة محمودة من تلك الخصال شكرا له.

الحديث التاسع : ضعيف.

١٨

يولد له فأمره أن يرفع صوته بالأذان في منزله قال ففعلت فأذهب الله عني سقمي وكثر ولدي قال محمد بن راشد وكنت دائم العلة ما أنفك منها في نفسي وجماعة خدمي وعيالي حتى إني كنت أبقى وحدي وما لي أحد يخدمني فلما سمعت ذلك من هشام عملت به فأذهب الله عني وعن عيالي العلل والحمد لله

١٠ ـ أحمد بن محمد العاصمي ، عن علي بن الحسن التيملي ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبي جميلة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال له رجل من أهل خراسان بالربذة جعلت فداك لم أرزق ولدا فقال له إذا رجعت إلى بلادك وأردت أن تأتي أهلك فاقرأ إذا أردت ذلك : «وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ » إلى ثلاث آيات فإنك سترزق ولدا إن شاء الله

١١ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن موسى بن جعفر ، عن عمرو بن سعيد ، عن محمد بن عمرو قال لم يولد لي شيء قط وخرجت إلى مكة وما لي ولد فلقيني إنسان فبشرني بغلام فمضيت ودخلت على أبي الحسنعليه‌السلام بالمدينة فلما صرت بين يديه قال لي كيف أنت وكيف ولدك فقلت جعلت فداك خرجت وما لي ولد فلقيني جار لي فقال لي قد ولد لك غلام فتبسم ثم قال سميته قلت لا قال سمه عليا فإن أبي كان إذا أبطأت عليه جارية من جواريه قال لها يا فلانة انوي عليا فلا تلبث أن تحمل فتلد غلاما

١٢ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن أبان بن عثمان ، عن حريز ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال إذا أردت الولد فقل عند الجماع ـ اللهم ارزقني ولدا واجعله تقيا ليس في خلقه زيادة ولا نقصان واجعل عاقبته إلى خير

الحديث العاشر : ضعيف.

و« الربذة » بالتحريك قرية بين الحرمين بها قبر أبي ذر رضي الله عنه.

الحديث الحادي عشر : ضعيف.

الحديث الثاني عشر : ضعيف على المشهور.

١٩

(باب)

( من كان له حمل فنوى أن يسميه محمدا أو عليا ولد له ذكر)

(والدعاء لذلك)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن الحسين بن أحمد المنقري ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا كان بامرأة أحدكم حبل فأتى عليها أربعة أشهر فليستقبل بها القبلة وليقرأ آية الكرسي وليضرب على جنبها وليقل ـ اللهم إني قد سميته محمدا فإنه يجعله غلاما فإن وفى بالاسم بارك الله له فيه وإن رجع عن الاسم كان لله فيه الخيار إن شاء أخذه وإن شاء تركه

٢ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين بن سعيد قال كنت أنا وابن غيلان المدائني دخلنا على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فقال له ابن غيلان أصلحك الله بلغني أنه من كان له حمل فنوى أن يسميه محمدا ولد له غلام فقال من كان له حمل فنوى أن يسميه عليا ولد له غلام ثم قال علي محمد ومحمد علي شيئا واحدا قال أصلحك الله إني خلفت امرأتي وبها حبل فادع الله أن يجعله غلاما فأطرق إلى الأرض

باب من كان له حمل فنوى أن يسميه محمدا أو عليا ولد له ذكر والدعاء لذلك

الحديث الأول : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « فأتى عليها أربعة أشهر » لعل المراد قبل تمام الأربعة الأشهر كما سيظهر من أخبار الباب الآتي ويمكن أن يقرأ « أني » بالنون.

قال الفيروزآبادي : أني الشيء إنيا وإناء وإنى ـ بالكسر ـ وهو أني كغني حان وأدرك.

الحديث الثاني : صحيح ، وهو مشتمل على الإعجاز.

٢٠

يخلق الإمام أنزل قطرة من ماء المزن(١) فيقع على كلّ شجرة، فيأكل منه، ثمّ يواقع فيخلق اللَّه منه الإمام، فيسمع الصوت في بطن اُمّه، فإذا وقع على الأرض رفع له منار من نور يرى أعمال العباد، فإذا ترعرع(٢) كتب على عضده الأيمن:( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (٣) .(٤)

٦٧٩/٧ - وفيه : أحمد بن الحسين، عن المختار بن زياد، عن أبي جعفر محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير قال: كنت مع أبي عبداللَّه عليه السلام في السنة الّتي ولدفيها ابنه موسى عليه السلام فلمّا نزلنا الأبواء(٥) وضع لنا أبوعبداللَّه عليه السلام الغداء ويلأصحابه وأكثره وأطابه، فبينا نحن نتغدّى إذ أتاه رسول حميدة أنّ الطلق(٦) قد ضربني، وقد أمرتني أن لا أسبقك بابنك هذا.

فقام أبو عبداللَّه عليه السلام فرحاً مسروراً ولم يلبث أن عاد إلينا حاسراً عن ذراعيه، ضاحكاً سنّه، فقلنا: أضحك اللَّه سنّك وأقرّ عينيك، ما صنعت حميدة؟ فقال: وهب اللَّه لي غلاماً وهو خير من برأ اللَّه، ولقد خبّرتني عنه بأمر كنت أعلم به منها، قلت:جعلت فداك، وما خبّرتك عنه [حميدة]؟

قال: ذكرت أنّه لمّا وقع من بطنها وقع واضعاً يديه على الأرض رافعاً رأسه إلى السماء، فأخبرتها أنّ تلك أمارة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وأمارة الإمام من بعده.

فقلت: جعلت فداك، وما تلك من علامة الإمام؟

فقال: إنّه لمّا كان في الليلة الّتي علق بجدّي فيها أتى آت جدّ أبي وهو راقد،

____________________

(١) قال المجلسي رحمه الله: الأكثر فسّروا المزن بالسحاب، أو أبيضه، أو ذي الماء، ويظهر من الأخبار أنّه اسم للماء الّذي تحت العرش.

(٢) ترعرع: تحرّك ونشأ وشبَّ واستوت قامته.

(٣) الأنعام: ١١٥.

(٤) بصائر الدرجات: ٤٣١ ح ١، عنه البحار: ٣٨/٢٥ ح ٥.

(٥) الأبواء: قرية من أعمال الفرع من المدينة، بينها وبين الجحفة ممّا يلى المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً، وبالأبواء قبر آمنة اُمّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

(٦) الطَلْق: وجع الولادة.

٢١

فأتاه بكأس فيها شربة أرقّ من الماء، وأبيض من اللبن، وألين من الزبد، وأحلى من الشهد، وأبرد من الثلج، فسقاه إيّاه، وأمره بالجماع، فقام فرحاً مسروراً فجامع فعلق فيها بجدّي.

ولمّا كان في الليلة الّتي علق بي فيها بأبي أتى آت جدّي فسقاه كما سقاه(١) جدّ أبي وأمره بالجماع، فقام فرحاً مسروراً فجامع فعلق بأبي؛

ولمّا كان في الليلة الّتي علق بي [فيها]، أتى آت أبي فسقاه وأمره كما أمرهم، فقام فرحاً مسروراً فجامع فعلق بي، ولمّا كان في اليلة الّتي علق فيها بابني هذا، أتاني آت كما أتى جدّ أبي وجدّي وأبي، فسقاني كما سقاهم، وأمرني كما أمرهم، فقمت فرحاً مسروراً بعلم اللَّه بما وهب لي، فجامعت فعلق بابني.

وإنّ نطفة الإمام ممّا أخبرتك، فإذا استقرّت في الرحم أربعين ليلة نصب اللَّه له عموداً من نور في بطن اُمّه، ينظر منه مدّ بصره، فإذا تمّت له في بطن اُمّه أربعة أشهر أتاه ملك يقال له: حيوان، وكتب على عضده الأيمن:( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (٢) .

فإذا وقع من بطن اُمّه وقع واضعاً يده على الأرض رافعاً رأسه إلى السماء، فإذا وضع يده إلى الأرض فإنّه يقبض كلّ علم أنزله اللَّه من السماء إلى الأرض، وأمّا رفعه رأسه إلى السماء فإنّ منادياً ينادي من بطنان العرش من قبل ربّ العزّة من الاُفق الأعلى باسمه واسم أبيه، يقول:

يا فلان، أثبت ثبّتك اللَّه فلعظيم ما خلقك(٣) أنت صفوتي من خلقي، وموضع سرّي وعيبه علمي، لك ولمن تولّاك أوجبت رحمتي، وأسكنت جنّتي وأحللت جواري. ثمّ وعزّتي لاُصلينّ(٤) من عاداك أشدّ عذابي، وإن أوسعت عليهم من

____________________

(١) في البحار: سقى.

(٢) الأنعام: ١١٥.

(٣) خلقتك، خ.

(٤) صلاة العذاب: شواه، أنضجه بمباشرة النار.

٢٢

سعة رزقي.

فإذا انقضى صوت المنادي أجابه الوصيّ:( شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ ) (١) - إلى آخرها - فإذا قالها أعطاه اللَّه علم الأوّل وعلم الآخر، واستوجب زيارة الروح في ليلة القدر.

قلت: جعلت فداك، ليس الروح جبرئيل؟ فقال: جبرئيل من الملائكة، والروح خلق أعظم من الملائكة، أليس اللَّه يقول:( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ ) (٢) .(٣)

٦٨٠/٨ - وفيه وفي البرهان : بأسانيده قال: روى غير واحد من أصحابنا أنّه قال:لاتتكلّموا في الإمام(٤) فإنّ الإمام يسمع الكلام وهو جنين في بطن اُمّه، فإذا وضعته كتب الملك بين عينيه:( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (٥) فإذا قام بالأمر رفع له في كلّ بلد مناراً [من نور](٦) ينظر منه(٧) إلى أعمال العباد.(٨)

وفي رواية يونس بن ظبيان قال - بعد تفسير الآية -: فإذا خرج إلى الأرض اُوتي الحكمة وزيّن بالعلم والوقار، واُلبس الهيبة، وجعل له مصباح من نور فعرف(٩) به الضمير، ويرى به أعمال العباد.(١٠)

٦٨١/٩ - في الكافي : عدّة من أصحابنا، عن سهل، عن عليّ بن مهزيار، عن

____________________

(١) آل عمران: ١٨.

(٢) القدر: ٤.

(٣) بصائر الدرجات: ٤٤٠ ح ٤، عنه البحار: ٤٢/٢٥ ح ١٧، والبرهان: ٥٤٩/١ ح١، وروى الكليني رحمه الله في الكافي: ٣٨٥/١ ح١ (نحوه).

(٤) قال المجلسي رحمه الله: لاتتكلّموا، أي في نصب الإمام وتعيينه بآرائكم، أوفي توصيفه، لأنّ أمره عجيب لاتصل إليه أحلامكم.

(٥) الأنعام: ١١٥.

(٦) ليس في المصدر والبحار.

(٧) في البصائر والبحار: به.

(٨) بصائر الدرجات: ٤٣٥ ح١، عنه البرهان: ٥٥٠/١ ح٥، والبحار: ٤٥/٢٥ ح ٢١.

(٩) في البصائر والبحار: يعرف.

(١٠) بصائر الدرجات: ٤٣٢ ح٤، عنه البرهان: ٥٥١/١ ح ١٠، والبحار: ٣٩/٢٥ ح٨.

٢٣

ابن بزيع قال: سألته - يعني أباجعفر عليه السلام - عن شيء من أمر الإمام، فقلت: يكون الإمام ابن أقلّ من سبع سنين؟ فقال: نعم، وأقلّ من خمس سنين.

أقول : في الحديث إشارة إلى القائم عليه السلام، لأنّه عليه السلام على أكثر الروايات كان ابن أقلّ من خمس سنين بأشهر، أو بسنة وأشهر.(١)

٦٨٢/١٠ - في معاني الأخبار، والخصال، والعيون : الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام قال: للإمام علامات، يكون أعلم الناس وأحكم الناس وأتقى الناس وأحلم الناس وأشجع الناس وأسخى الناس وأعبد الناس، ويولد مختوناً ويكون مطهّراً، ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه، ولايكون له ظلّ.

وإذا وقع إلى الأرض من بطن اُمّه وقع على راحتيه، رافعاً صوته بالشهادتين ولايحتلم، وتنام عينه ولاينام قلبه، ويكون محدِّثاً، ويستوي عليه درع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ولا يُرى له بول ولاغائط، لأنّ اللَّه عزّوجلّ قد وكّل الأرض بإبتلاع مايخرج منه.

وتكون رائحته أطيب(٢) من رائحة المسك، ويكون أولى بالناس منهم بأنفسهم، وأشفق عليهم من آبائهم واُمّهاتهم، ويكون أشدّ الناس تواضعاً للَّه عزّوجلّ، ويكون آخذ الناس بما يأمره به، وأكفّ الناس عمّا ينهى عنه، ويكون دعاؤه مستجاباً حتّى أنّه لو دعا على صخرة لانشقّت بنصفين.

ويكون عنده سلاح رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وسيفه ذوالفقار، وتكون عنده صحيفة فيها أسماء شيعتهم إلى يوم القيامة، وصحيفة فيها أسماء أعدائهم إلى يوم القيامة.

وتكون عنده الجامعة وهى صحيفة طولها سبعون ذراعاً، فيها جميع ما

____________________

(١) الكافي: ٣٨٤/١ ح٥، عنه البحار: ١٠٣/٢٥ ح٦.

(٢) في الخصال: ويكون له رائحة أطيب.

٢٤

يحتاج إليه ولد آدم، ويكون عنده الجفر الأكبر والأصغر [و](١) إهاب(٢) ماعز(٣) وإهاب كبش فيهما جميع العلوم حتّى أرش الخدش، وحتّى الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة، ويكون عنده مصحف فاطمة عليها السلام.(٤)

٦٨٣/١١ - في الإختصاص المنسوب إلى الشيخ المفيد قدس سره، وبصائر الدرجات :محمّد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، [عن عبداللَّه بن القاسم]، عن عمر بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبداللَّه عليه السلام حيث دخل عليه رجل من علماء أهل اليمن، فقال أبوعبداللَّه عليه السلام: يا يماني، أفيكم علماء؟

قال: نعم، قال: فأيّ شيء يبلغ من علم علمائكم؟ قال: إنّه ليسير في ليلة واحدة مسيرة شهر(٥) يزجر الطير ويقفوا الآثار.

فقال له: فعالم المدينة أعلم من عالمكم. قال: فأيّ شيء يبلغ من علم عالمكم بالمدينة؟ قال: إنّه يسير في [كلّ](٦) صباح واحد مسيرة سنة كالشمس إذا اُمرت، إنّها اليوم غير مأمورة، ولكن إذا اُمرت تقطع إثني عشر شمساً، وإثني عشر قمراً، وإثني عشر مشرقاً، وإثني عشر مغرباً، وإثني عشر برّاً، وإثني عشر بحراً، وإثني عشر عالماً، قال: فما بقي في يدي اليماني، فما درى ما يقول، وكفّ أبوعبداللَّه عليه السلام.(٧)

٦٨٤/١٢ - وفي البصائر : عبداللَّه بن جعفر، عن محمّد بن عيسى، عن داود

____________________

(١) ليس في الخصال والبحار، وفي الإحتجاج: وهو.

(٢) الإهاب - ككتاب -: الجلد.

(٣) الماعز: واحد المعز.

(٤) معاني الأخبار: ١٠١ ح٤، الخصال: ٥٢٧/٢ ح١، العيون: ١٦٩/١ ح١، الإحتجاج: ٤٣٧، عنهاالبحار: ١١٦/٢٥ ح١.

(٥) في البصائر، والبحار: شهرين.

(٦) ليس في المصادر.

(٧) الإختصاص: ٣١٢ بإختلاف يسير، بصائرالدرجات: ٤٠١ ح ١٤، عنه البحار: ٣٤٢/٥٧ ح٣٢، و٢٢٧/٥٨ ح٩.

٢٥

النهدي، عن عليّ بن جعفر، عن أبي الحسن عليه السلام أنّه سمعه يقول: لو اُذن لنا لأخبرناب فضلنا، قال: قلت له: العلم منه؟ قال: فقال لي: العلم أيسر من ذلك.(١)

٦٨٥/١٣ - وفيه : - في حديث طويل ومن جملته - قال أبوعبداللَّه عليه السلام لعبداللَّه بن بكر(٢) الأرجاني: يابن بكر، إنّ قلوبنا غير قلوب الناس، إنّا مصفّون مصطفون، نرى ما لايرى الناس، ونسمع ما لايسمعون، وإنّ الملائكة تنزل علينا في رحالنا وتقلّب على فرشنا وتشهد [طعامنا](٣) وتحضر موتانا.

وتأتينا بأخبار ما يحدث قبل أن يكون، وتصلّي معنا وتدعو لنا، وتلقي علينا أجنحتهم، وتتقلّب على أجنحتها صبياننا، وتمنع الدوابّ أن تصل إلينا، وتأتينا ممّا في الأرض من كلّ نبات في زمانه، وتسقينا من ماء كلّ أرض نجد ذلك في آنيتنا.

وما من يوم ولا ساعة ولا وقت صلاة إلّا وهى تنبّهنا لها، وما من ليلة تأتي علينا إلّا وأخبار كلّ أرض عندنا وما يحدث فيها، وأخبار الجنّ وأخبار أهل الهوا من الملائكة، وما ملك يموت في الأرض ويقوم غيره إلّا اُتينا بخبره(٤) وكيف سيرته في الّذين قبله، وما من أرض من ستّة أرضين إلى السابعة إلّا ونحن نؤتى بخبرهم.

فقلت له: جعلت فداك، أين منتهى هذا الجبل؟

قال: إلى الأرض السادسة وفيها جهنّم على وادٍ من أوديته، عليه حفظه أكثر من نجوم السماء وقطر المطر وعدد ما في البحار وعدد الثرى، قد وكّل كلّ ملك منهم بشيء وهو مقيم عليه لايفارقه.

قلت: جعلت فداك، إليكم [جميعاً] يلقون الأخبار؟

____________________

(١) بصائر الدرجات: ٥١٢ ح ٢٧، عنه البحار: ٣٧١/٢٥ ح ٢١، مختصر البصائر: ٦٨.

(٢) بكير، خ.

(٣) من الكامل.

(٤) في الكامل: إلّا أتانا خبره، وفي التأويل: إلّا أتتنا بخبره.

٢٦

قال: لا، إنّما يلقى ذاك إلى صاحب الأمر، [و] إنّا لنحمل ما لايقدر العباد على [حمله ولاعلى](١) الحكومة فيه فنحكم فيه، فمن لم يقبل حكومتنا جبرته الملائكة على قولنا، واُمرت الّذين يحفظون ناحيته أن يقسروه(٢) [على قولنا]، فإن كان من الجنّ من أهل الخلاف والكفر أوثقته وعذّبته حتّى تصير إلى ما حكمنا به.

قلت: جعلت فداك، فهل يرى الإمام ما بين المشرق [والمغرب]؟

قال: يابن بكر، فكيف يكون حجّة [على ما بين قطريها وهو لايراهم ولايحكم فيهم؟ وكيف يكون حجّة] على قوم غيّب لايقدر عليهم ولايقدرون عليه؟ وكيف يكون مؤدّياً عن اللَّه وشاهداً على الخلق وهو لايراهم؟ وكيف يكون حجّة عليهم وهو محجوب عنهم وقد حيل بينهم وبينه أن يقوم بأمر ربّه فيهم؟ واللَّه يقول:( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ ) (٣) يعني به من على الأرض.

والحجّة من بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يقوم مقامه، وهو الدليل على ما تشاجرت فيه الاُمّة، والآخذ بحقوق الناس، والقيام بأمراللَّه والمنصف لبعضهم من بعض، فإذا لم يكن معهم من ينفذ قوله وهو يقول:( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ ) (٤) فأيّ آية في الآفاق غيرنا أراها اللَّه أهل الآفاق؟ وقال:( وَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا ) (٥) فأيّ آية أكبر منّا؟

واللَّه، إنّ بني هاشم وقريشاً لتعرف ما أعطانا اللَّه، ولكن الحسد أهلكهم كما أهلك إبليس، وإنّهم ليأتونا(٦) إذا اضطرّوا وخافوا على أنفسهم، فيسألونا فنوضح لهم فيقولون: نشهد أنّكم أهل العلم، ثمّ يخرجون فيقولون: ما رأينا أضلّ ممّن اتّبع هؤلاء ويقبل مقالاتهم.

____________________

(١) من التأويل.

(٢) يقسروه: يقهروه.

(٣) سبأ: ٢٨.

(٤) فصّلت: ٥٣.

(٥) الزخرف: ٤٨.

(٦) في الكامل: ليأتوننا.

٢٧

قلت: جعلت فداك، فأخبرني عن الحسين عليه السلام لو نبش كانوا يجدون في قبره شيئاً؟

قال: يابن بكر، ما أعظم مسائلك؟ الحسين عليه السلام مع أبيه واُمّه وأخيه الحسن عليهم السلام في منزل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يحيون كما يحيى ويرزقون كما يرزق، فلو نبش في أيّامه لوجد، وأمّا اليوم فهو حيّ عند ربّه ينظر إلى معسكره، وينظر إلى العرش متى يؤمر أن يحمله، وإنّه لعلى يمين العرش متعلّق يقول: يا ربّ، أنجز لي ما وعدتني.

وإنّه لينظر إلى زوّاره وهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم، وبدرجاتهم وبمنزلتهم عنداللَّه من أحدكم بولده وما في رحله، وإنّه ليرى من يبكيه فيستغفر له رحمة له، ويسأل أباه الإستغفار له ويقول: لو تعلم أيّها الباكي ما اُعدّلك لفرحت أكثر ممّا جزعت، ويستغفر له رحمة له كلّ من سمع بكاءه من الملائكة في السماء وفي الحائر، وينقلب وما عليه من ذنب.(١)

٦٨٦/١٤ - في البحار : من كتاب منهج التحقيق إلى سواء الطريق، عن البزنطي، عن محمّد بن حمران، عن أسود بن سعيد قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال مبتدأ من غير أن أسأله: نحن حجّة الله، ونحن باب اللَّه، ونحن لسان اللَّه ونحن وجه اللَّه، ونحن عين اللَّه في خلقه، ونحن ولاة أمراللَّه في عباده.

ثمّ قال: يا أسود بن سعيد، إنّ بيننا وبين كلّ أرض ترّاً مثل ترّ البنّاء فإذا اُمرنا

____________________

(١) كامل الزيارات: ٥٤١ ضمن ح ٢، الإختصاص: ٣٤٠ إلى قوله: «وهو مقيم عليه لايفارقه »، عنهما البحار: ٣٧٤/٢٥ ضمن ح ٢٤.

وأورده في تأويل الآيات: ٨٨٤/٢ ح ١٢، ومدينة المعاجز: ١٤٢/٦ ح ٣٤٠، والبرهان: ١٤٨/٤ح١ عن الكامل. وأخرجه في البحار: ٣٠٠/٢٧ ح٤ و ٢٩٢/٤٤ ح ٣٥ عن الكامل (قطعة)، تقدّم ج ٣٥٠/١ ح ٣٨١ (قطعة).

٢٨

في أمرنا(١) جذبنا ذلك الترّ فأقبلت إلينا الأرض بقلبها(٢) وأسواقها ودورها حتّى ننفذ فيها ما نؤمر فيها من أمراللَّه تعالى.(٣)

٦٨٧/١٥ - ومنه : يرفعه إلى ابن أبي عمير، عن المفضّل، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:لو اُذن لنا أن نعلم الناس حالنا عنداللَّه ومنزلتنا منه لما احتملتم.

فقال له: في العلم؟ فقال عليه السلام: العلم أيسر من ذلك، إنّ الإمام وكر لإرادة اللَّه عزّوجلّ، لايشاء إلّا من يشاء اللَّه.(٤)

٦٨٨/١٦ - في الأمالي : لأبي علي ابن الشيخ الطوسي قدس سره: بأسانيده عن أبي حمزة، قال: سمعت أباعبداللَّه عليه السلام يقول: إنّ منّا لمن ينكت في قلبه، وإنّ منا لمن يؤتى في منامه، وإنّ منّا لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة في الطشت، وإنّ منّا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرئيل وميكائيل.

وقال أبوعبداللَّه عليه السلام: منّا من ينكت في قلبه، [ومنّا من يقذف(٥) في قلبه]، ومنّا من يخاطب.(٦)

٦٨٩/١٧ - في الإرشاد والإحتجاج : كان الصادق عليه السلام يقول: علمنا غابر و مزبور، ونكت في القلوب، ونقر في الأسماع، وإنّ عندنا الجفر الأحمر والجفر الأبيض ومصحف فاطمة عليها السلام، وعندنا الجامعة، فيها جميع ما يحتاج إليه الناس،

____________________

(١) في الإختصاص: فإذا أمرنا في الأرض بأمر، وفي الأصل: فإذا اُمرنا في أمر.

(٢) في الإختصاص: بقليبها.

(٣) المحتضر: ١٢٧، عنه البحار: ٣٨٤/٢٥ ح ٤٠، وأورده المفيد رحمه الله في الإختصاص: ٣١٨ من قوله عليه السلام: «يا أسود بن سعيد» وأورده الصفّار رحمه الله في البصائر: ٦١ ح١ إلى قوله: «يا أسود بن سعيد».

(٤) المحتضر: ١٢٨، عنه البحار: ٣٨٥/٢٥ ح ٤١، وتقدّم ج ٣٤٩/١ ح ٣٧٩، وفي هذا المجلّد ح ٦٨٤ (نحوه).

(٥) قال المجلسي رحمه الله: لعلّ النكت والقذف نوعان من الإلهام.

(٦) أمالي الطوسي: ٤٠٧ ح ٦٣ المجلس الرابع عشر، عنه البحار: ١٩/٢٦ ح٣. وللحديث تتمّة.

٢٩

فسئل عن تفسير هذا الكلام.

فقال: أمّا الغابر: فالعلم بما يكون، وأمّا المزبور: فالعلم بما كان.

وأمّا النكت في القلوب: فهو الإلهام، وأمّا النقر في الأسماع: فحديث الملائكة عليهم السلام نسمع كلامهم ولانرى أشخاصهم.

وأمّا الجفر الأحمر: فوعاء فيه سلاح رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ولن يخرج حتّى يقوم قائمنا أهل البيت.

وأمّا الجفر الأبيض: فوعاء فيه توراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داود، وكتب اللَّه الاُولى.

وأمّا مصحف فاطمة عليها السلام: ففيه ما يكون من حادث، وأسماء من يملك إلى أن تقوم الساعة.

وأمّا الجامعة: فهو كتاب طوله سبعون ذراعاً، إملاء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم من فلق(١) فيه وخطّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام بيمينه، فيها(٢) واللَّه، جميع ما تحتاج إليه الناس إلى يوم القيامة، حتّى أنّ فيه أرش الخدش، والجلدة ونصف الجلدة.(٣)

٦٩٠/١٨ - في الإختصاص : عن اليقطيني، عن زكريّا المؤمن، عن ابن مسكان وأبي خالد القماط وأبي أيّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم قال: قال أبوجعفر عليه السلام:إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أنال في الناس وأنال، وعندنا عرى العلم وأبواب الحكم ومعاقل العلم وضياء الأمر وأواخيه(٤) فمن عرفنا نفعته معرفته، وقبل منه عمله ومن لم يعرفنا لم ينفعه اللَّه بمعرفة ما علم، ولم يقبل منه عمله.(٥)

____________________

(١) الفَلْق: الشق. والفِلْق - بالكسر -: الأمر العجيب.

(٢) في المصادر: بيده، فيه.

(٣) الإحتجاج: ١٣٤/٢، الإرشاد: ٢٧٤، عنهما البحار: ١٨/٢٦ ح١.

(٤) الآخية: عروة تثبت في أرض أوحائط وتربط فيها الدابّة.

(٥) الإختصاص: ٣٠٣، عنه البحار: ٣٢/٢٦ ح ٤٧.

٣٠

٦٩١/١٩ - في بصائر الدرجات : أحمد بن إسحاق، عن الحسن [بن العبّاس] بن جريش، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أبوعبداللَّه عليه السلام: إنّا أنزلناه نور كهيئة العين على رأس النبيّ والأوصياء، لايريد أحد منّا علم أمر من أمر الأرض، أو أمر من أمر السماء إلى الحجب الّتي بين اللَّه وبين العرش إلّا رفع طرفه إلى ذلك النور، فرأى تفسير الّذي أراد فيه مكتوباً.(١)

أقول : لعلّ المراد بالعين هنا عين الشمس، ويحتمل الديدبان والجاسوس.

٦٩٢/٢٠ - وفيه : عبداللَّه بن محمّد، عن الخشّاب، عن عبداللَّه بن جندب، عن عليّ بن إسماعيل الأزرق قال: قال أبوعبداللَّه عليه السلام: إنّ اللَّه أحكم وأكرم وأجلّ وأعظم وأعدل من أن يحتجّ بحجّة ثمّ يغيّب عنه شيئاً من اُمورهم.(٢)

٦٩٣/٢١ - وفيه : إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن سيف، عن أبيه، عن عبدالكريم بن عمرو، عن أبي الربيع الشامي قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: بلغني عن عمرو بن الحمق(٣) حديث، فقال: أعرضه.

قال: دخل على أميرالمؤمنين عليه السلام فرأى صفرة في وجهه فقال: ما هذه الصفرة؟فذكر وجعاً به.

فقال له عليّ عليه السلام: إنّا لنفرح لفرحكم، ونحزن لحزنكم، ونمرض لمرضكم، وندعو لكم، وتدعون فنؤمّن.(٤)

قال عمرو: قد عرفت ما قلت، ولكن كيف ندعو فتؤمّن؟ فقال: إنّا سواء علينا

____________________

(١) بصائر الدرجات: ٤٤٢ ح٥، عنه البحار: ١٣٥/٢٦ ح ١١.

(٢) بصائر الدرجات: ١٢٣ ح١، عنه البحار: ١٣٨/٢٦ ح٥.

(٣) في المصدر: عمرو بن إسحاق.

(٤) أقول: ويؤيّده ما قال عليه السلام لرميله: يا رميله، ما من مؤمن ولامؤمنة يمرض إلّا مرضنا لمرضه، ولا حزن إلّا حزنّا لحزنه، ولا دعا إلّا آمنّا لدعائه (البحار: ١٥٤/٢٦ ح ٤٢).

٣١

البادى والحاضر، فقال أبوعبداللَّه عليه السلام: صدق عمرو.(١)

٦٩٤/٢٢ - في إرشاد القلوب : بالإسناد إلى المفيد يرفعه إلى سلمان الفارسي رضوان اللَّه عليه قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام:

يا سلمان، الويل كلّ الويل لمن لايعرفنا(٢) حقّ معرفتنا وأنكر فضلنا. يا سلمان، أيّما أفضل: محمّد صلى الله عليه وآله وسلم أو سليمان بن داود عليه السلام؟

قال سلمان: بل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم أفضل.

فقال: يا سلمان، فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من فارس إلى سبأ(٣) في طرفة عين وعنده علم من الكتاب، ولا أفعل أنا أضعاف ذلك وعندي ألف كتاب، أنزل اللَّه على شيث بن آدم عليه السلام خمسين صحيفة، وعلى إدريس [النبيّ عليه السلام] ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم الخليل عليه السلام عشرين صحيفة، والتوراة والإنجيل والزبور [و] الفرقان. فقلت: صدقت يا سيّدي.

قال الإمام عليه السلام: يا سلمان، إنّ الشاكّ في اُمورنا وعلومنا كالمستهزىء(٤) في معرفتنا وحقوقنا، وقد فرض اللَّه ولايتنا في كتابه في غير موضع، وبيّن ما أوجب العمل به وهو [غير] مكشوف.(٥)

ورواه أيضاً الكراجكي رحمه الله في الكنز.(٦)

٦٩٥/٢٣ - في أمالي الصدوق قدس سره : أبي، عن سعد، عن ابن أبي الخطّاب، عن ابن أسباط، عن البطائني، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه

____________________

(١) بصائر الدرجات: ٢٦٠ ح٢، عنه البحار: ١٤٠/٢٦ ح ١٢.

(٢) في البحار: لايعرف لنا.

(٣) في التأويل: من سبأ إلى فارس.

(٤) كالممتري، خ.

(٥) في البحار: وهو مكشوف.

(٦) إرشاد القلوب: ٣١٤/٢، عنه البحار: ٢٢١/٢٦ ح ٤٧، تأويل الآيات: ٢٤٠/١ ح ٢٤.

٣٢

قال: يا أبا بصير، نحن شجرة العلم، ونحن أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وفي دارنا مهبط جبرئيل، ونحن خزّان علم اللَّه، ونحن معادن وحي اللَّه، من تبعنا نجى، ومن تخلّف عنها هلك، حقّاً على اللَّه عزّوجلّ.(١)

٦٩٦/٢٤ - في التوحيد ومعاني الأخبار : أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن أبان، عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: إنّ للَّه عزّوجلّ خلقاً خلقهم من نوره [ورحمته لرحمته](٢) فهم عين اللَّه الناظرة، واُذنه السامعة، ولسانه الناطق في خلقه بإذنه، واُمناؤه على ما أنزل من عُذر أو نُذر أو حجّة.

فبهم يمحوا اللَّه السيّئات، وبهم يدفع الضَيم، وبهم يُنزل الرحمة، وبهم يُحيى ميتاً، وبهم يميت حيّاً، وبهم يَبتلي خلقه، وبهم يَقضي في خلقه قضيّته(٣) .

قلت: جعلت فداك، من هؤلاء؟ قال: الأوصياء.(٤)

٦٩٧/٢٥ - في بصائر الدرجات : أحمد بن محمّد، عن البزنطي، عن محمّد بن حمران، عن أسود بن سعيد قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فأنشأ يقول ابتداءً من غير أن يُسئل: نحن حجّةالله، ونحن باب اللَّه، ونحن لسان اللَّه، ونحن وجه اللَّه، ونحن عين اللَّه في خلقه، ونحن ولاة أمراللَّه في عباده.(٥)

٦٩٨/٢٦ - وفيه : أحمد بن موسى، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن عليّ ابن حسّان، عن عبدالرحمان بن كثير قال: سمعت أباعبداللَّه عليه السلام يقول: نحن ولاة

____________________

(١) أمالي الصدوق: ٣٨٣ ح ١٥ المجلس الخمسون، عنه البحار: ٢٤٠/٢٦ ح١.

(٢) هكذا في البحار، وفي المعاني ونسخة من التوحيد: ورحمةً من رحمته لرحمته، وفي نسخة اُخرى: من رحمته لرحمته.

(٣) في البحار والمعاني: قضيّة، وفي الأصل: قضاءه.

(٤) التوحيد: ١٦٧ ح١، معاني الأخبار: ١٤ ح ١٠، عنهما البحار: ٢٤٠/٢٦ ح ٢.

(٥) بصائر الدرجات: ٦١ ح١، عنه البحار: ٢٤٦/٢٦ ح ١٣، تقدّم ص ٢٨ ح ٦٨٦.

٣٣

أمراللَّه، وخزنة علم اللَّه، وعيبة(١) وحي اللَّه، وأهل دين اللَّه، وعلينا نزل كتاب اللَّه، وبنا عبد اللَّه، ولولانا ما عرف اللَّه، ونحن ورثة نبيّ اللَّه وعترته.(٢)

أقول : قوله: «بنا عبد اللَّه» أي: نحن علّمنا الناس طريق عبادة اللَّه، أو نحن عبدنا اللَّه حقّ عبادته بحسب الإمكان، أو بولايتنا عبداللَّه فإنّها أعظم العبادات، أو بولايتنا صحّت العبادات فإنّها من أعظم شرائطها.

وقوله: «ولولانا ما عرف اللَّه» أي: لم يعرفه غيرنا، أو نحن عرّفناه الناس، أو بجلالتنا وعلمنا وفضلنا عرفوا جلالة قدر اللَّه وعظم شأنه.(٣)

٦٩٩/٢٧ - في البحار : قال: وروى البرسي رحمه الله، عن محمّد بن سنان، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: سمعته يقول: نحن جنب اللَّه، ونحن صفوة اللَّه، ونحن خيرة اللَّه ونحن مستودع مواريث الأنبياء، ونحن اُمناء اللَّه، ونحن وجه اللَّه، ونحن راية(٤) الهدى، ونحن العروة الوثقى.

وبنا فتح اللَّه، وبنا ختم اللَّه، ونحن الأوّلون ونحن الآخرون، ونحن أخيار الدهر ونواميس العصر، ونحن سادة العباد وساسة البلاد، ونحن النهج القويم، والصراط المستقيم، ونحن علّة(٥) الوجود، وحجّة المعبود، ولايقبل اللَّه عمل عامل جهل حقّنا.

ونحن قناديل النبوّة ومصابيح الرسالة، ونحن نور الأنوار، وكلمه الجبّار ونحن راية الحقّ الّتي من تبعها نجا، ومن تأخّر عنها هوى، ونحن أئمّة الدين وقائد(٦) الغرّ المحجّلين، ونحن معدن النبوّة، وموضع الرسالة، وإلينا تختلف

____________________

(١) العَيْبَة: وعاء من خوص ونحوه، الصندوق.

(٢) بصائر الدرجات: ٦١ ح٣، عنه البحار: ١٠٦/٢٦ ح٩.

(٣) قاله المجلسي رحمه الله ذيل الحديث، راجع البحار: ٢٤٧/٢٦ ح ١٤.

(٤) في البحار: آية، وفي المصدر: أئمّة.

(٥) في المصدر: عين.

(٦) في المصدر: قادة.

٣٤

الملائكة، ونحن السراج لمن استضاء، والسبيل لمن اهتدى، ونحن القادة إلى الجنّة، ونحن الجسور والقناطر، ونحن السنام الأعظم.

وبنا ينزل الغيث، وبنا ينزل الرحمة، وبنا يدفع العذاب والنقمة، فمن سمع هذا الهدى فليتفقّد في قلبه حبّنا، فإن وجد فيه البغض لنا والإنكار لفضلنا فقد ضلّ عن سواء السبيل، لأنّا حجّة المعبود وترجمان وحيه وعيبة علمه، وميزان قسطه.

ونحن فروع الزيتونة، وربائب(١) الكرام البررة، ونحن مصباح المشكاة الّتي فيها نور النور، ونحن صفوة الكلمة الباقية إلى يوم الحشر المأخوذ لها الميثاق والولاية من الذرّ.(٢)

٧٠٠/٢٨ - في قصص الأنبياء : الصدوق قدس سره، [عن القطّان](٣) عن السكري، عن الجوهري، عن ابن عمارة، عن جابر الجعفي، عن الباقر صلوات اللَّه عليه قال: سألته عن تعبير الرؤيا عن دانيال عليه السلام أهو صحيح؟

قال: نعم، كان يوحى إليه وكان نبيّاً، وكان ممّن(٤) علّمه اللَّه تأويل الأحاديث، وكان صدّيقا حكيماً، وكان واللَّه يدين بمحبّتنا أهل البيت، قال جابر: بمحبّتكم أهل البيت؟

قال: إي واللَّه؛ وما من نبيّ ولاملك إلّا وكان يدين بمحبّتنا.(٥)

٧٠١/٢٩ - في الإختصاص : ابن سنان، عن المفضّل بن عمر قال: قال لي أبوعبداللَّه عليه السلام: إنّ اللَّه تبارك تعالى توحّد بملكه فعرّف عباده نفسه، ثمّ فوّض إليهم

____________________

(١) ربائب، جمع الربيبة: الحاضنة المربيّة الصبيّ.

(٢) مشارق الأنوار: ٥٠، عنه البحار: ٢٥٩/٢٦ ح ٣٦.

(٣) من المصدر، وليس في البحار.

(٤) في البحار: ممّا.

(٥) قصص الأنبياء: ٢٢٩ ح ٢٧٢، عنه البحار: ٣٧١/١٤ ح ١٠، و٢٨٤/٢٦ ح ٤١.

٣٥

أمره وأباح لهم جنّته، فمن أراد اللَّه أن يطهّر قلبه من الجنّ والإنس عرّفه ولايتنا ومن أراد أن يطمس(١) على قلبه أمسك عنه معرفتنا.

ثمّ قال: يا مفضّل، واللَّه ما استوجب آدم أن يخلقه اللَّه بيده وينفخ فيه من روحه إلّا بولاية عليّ عليه السلام وما كلّم اللَّه موسى تكليماً إلّا بولاية عليّ عليه السلام ولا أقام اللَّه عيسى بن مريم آية للعالمين إلّا بالخضوع لعليّ عليه السلام.

ثمّ قال: أجمل الأمر، ما استأهل خلق من اللَّه النظر إليه إلّا بالعبوديّة لنا.(٢)

٧٠٢/٣٠ - في البحار : مشارق الأنوار: بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن جابر، عن أبي عبداللَّه عليه السلام: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال لعليّ عليه السلام: يا عليّ، أنت الّذي احتجّ اللَّه بك على الخلائق أجمعين حين أقامهم أشباحاً في ابتدائهم وقال لهم:( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ ) (٣) فقال: ومحمّد نبيّكم؟ قالوا: بلى، وعليّ عليه السلام إمامكم؟

قال: فأبى الخلائق جميعاً عن ولايتك والإقرار بفضلك، وعتوا عنها إستكباراً إلّا قليلاً منهم، وهم أصحاب اليمين وهم أقلّ القليل(٤) .

وإنّ في السماء الرابعة ملكاً يقول في تسبيحه: سبحان من دلّ هذا الخلق القليل من هذا العالم الكثير على هذا الفضل الجليل.(٥)

٧٠٣/٣١ - الكراجكي قدس سره : وقد ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: أنا أكرم عنداللَّه من

____________________

(١) طَمَسَ القلب: فسد ولايعي شيئاً. طمس عليه: شوّهه أومحاه وأزاله.

(٢) الإختصاص: ٢٤٤، عنه البحار: ٢٩٤/٢٦ ح ٥٦، وأخرجه في ٩٦/٤٠ عن سليم (نحوه). وتقدّم ج ٣٥٠/١ ح ٣٨٢.

(٣) الأعراف: ١٧٢.

(٤) في الأصل: إلّا أقلّ القليل.

(٥) مشارق الأنوار: ١٧ و ١٨، عنه البحار: ٢٩٤/٢٦ ح ٥٧. وأورد الطوسي رحمه الله في أماليه: ٢٣٢ح٤ المجلس التاسع (نحوه).

٣٦

أن يدعني في الأرض أكثر من ثلاث، وهكذا عندنا حكم الأئمّة عليهم السلام.

قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: لو مات نبيّ بالمشرق ومات وصيّه بالمغرب لجمع اللَّه بينهما.(١)

٧٠٤/٣٢ - كتاب القائم للفضل بن شاذان : بإسناده عن جابر بن عبداللَّه قال: اكتنفنا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يوماً في مسجد المدينة فذكر بعض أصحابنا الجنّة.

فقال أبو دجانة: يا رسول اللَّه، سمعتك تقول: الجنّة محرّمة على النبيّين وسائر الاُمم حتّى تدخلها.

فقال له: يا أبا دجانة، أما علمت أنّ للَّه تعالى لواء من نور وعموداً من نور خلقهما اللَّه قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام مكتوب على ذلك: «لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، آل محمّد خير البريّة» صاحب اللواء عليّ أمام القوم.

فقال عليّ عليه السلام: الحمدللَّه الّذي هدانا بك وشرّفك وشرّفنا بك، فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: أما علمت أنّ من أحبّنا وانتحل محبّتنا أسكنه اللَّه معنا، وتلا هذه الآية:( فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ) (٢) .(٣)

٧٠٥/٣٣ - قرب الإسناد : ابن عيسى، عن البزنطي قال: كتب إليّ الرضا عليه السلام: قال أبوجعفر عليه السلام: من سرّه أن لايكون بينه وبين اللَّه حجاب حتّى ينظر إلى اللَّه وينظر اللَّه إليه فليتولّ آل محمّد، ويبرء(٤) من عدوّهم، ويأتمّ بالإمام منهم، فإنّه إذا كان كذلك نظر اللَّه إليه، ونظر إلى اللَّه.(٥)

____________________

(١) كنز الفوائد: ١٤٠/٢، عنه البحار: ٢٩٨/١٨ و ٣٠٣/٢٦ و ١٣١/١٠٠.

(٢) القمر: ٥٥.

(٣) المحتضر: ٩٧، عنه البحار: ١٢٩/٢٧ ح ١٢٠. وأورده الاسترآبادي في تأويل الآيات: ٦٢٩/٢ح٢ باختلاف يسير.

(٤) يتبرّأ، خ.

(٥) قرب الإسناد: ٣٥١ ضمن ح ١٢٦٠، عنه البحار: ٨١/٢٣ ح ١٧، وفي ذيل الحديث قال رحمه الله:المراد بالنظر إلى اللَّه: النظر إلى رحمته وكرامته أو إلى أوليائه، أو غاية معرفته بحسب وسع =

٣٧

٧٠٦/٣٤ - أمالي ابن الشيخ الطوسي قدس سره : المفيد، عن الجعابي، عن ابن عقدة عن محمّد بن القاسم الحارثي، عن أحمد بن صبيح، عن محمّد بن إسماعيل الهمداني، عن الحسين بن مصعب قال: سمعت جعفر بن محمّد عليهما السلام يقول:

من أحبّنا للَّه وأحبّ محبّنا لا لغرض دنيا يصيبها منه، وعادى عدوّنا لا لإحنة(١) كانت بينه وبينه، ثمّ جاء يوم القيامة وعليه من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحرغفر اللَّه تعالى له.(٢)

٧٠٧/٣٥ - أمالي الشيخ الصدوق قدس سره : ابن المتوكّل، عن الأسدي، عن النخعي، عن النوفلي، عن عليّ بن سالم، عن أبيه، عن الثمالي، عن ابن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم:

من سرّه أن يجمع اللَّه له الخير كلّه فليوال عليّاً بعدي وليوال أولياءه وليعاد أعداءه.(٣)

٧٠٨/٣٦ - في الخصال : [في حديث] الأربعمائة قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: من تمسّك بنا لحق، ومن سلك غير طريقتنا غرق، لمحبّينا أفواج من رحمةالله ولمبغضينا أفواج من غضب اللَّه.(٤)

وقال عليه السلام: من أحبّنا بقلبه، وأعاننا بلسانه، وقاتل معنا أعداءَنا بيده، فهو معنا

____________________

= المرء وقابليّة. وأخرجه في ٥١/٢٧ ح٢. وقال رحمه الله في ذيل الحديث: نظره إلى اللَّه كناية عن غاية المعرفة بحسب طاقته وقابليّته، ونظر اللَّه إليه كناية عن نهاية اللطف والرحمة.

وأورده تمام الحديث في ٢٦٥/٤٩ ح ٨.

(١) الإحْنَة: الحقد والضغْن.

(٢) أمالي الطوسي: ١٥٦ ح ١١ المجلس السادس، عنه البحار: ٥٤/٢٧ ح٧، وأورده الطبري رحمه الله في بشارة المصطفى: ٩٠، عنه البحار: ١٠٦/٢٧ ح ٧٧، ورواه الديلمي رحمه الله في إرشاد القلوب:٧٧/٢.

(٣) أمالي الصدوق: ٥٦٠ ح٧ المجلس الثاني والسبعون، بشارة المصطفى: ١٥٠ و١٩٦. تقدّم في ج ٢١٨/١ ح ٢٣٦ بتخريجاته.

(٤) الخصال: ٦٢٧/٢.

٣٨

[في الجنّة] في درجتنا، ومن أحبّنا بقلبه، وأعاننا بلسانه، ولم يقاتل معنا أعداءنا، فهو أسفل من ذلك بدرجة(١) ومن أحبّنا بقلبه ولم يعن علينا(٢) بلسانه ولابيده فهو في الجنّة.

ومن أبغضنا بقلبه، وأعان علينا بلسانه ويده، فهو مع عدوّنا في النار، [ومن أبغضنا بقلبه، وأعان علينا بلسانه، فهو في النار]، ومن أبغضنا بقلبه ولم يعن علينا بلسانه ولابيده، فهو في النار.(٣)

وقال عليه السلام: أنا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظلمة. واللَّه، لايحبّني إلّا مؤمن ولايبغضنى إلّا منافق.(٤)

٧٠٩/٣٧ - في المحاسن : عليّ بن الحكم أو غيره، عن حفص الدهّان قال: قال أبوعبداللَّه عليه السلام: إنّ فوق كلّ عبادة عبادة، وحبّنا أهل البيت أفضل عبادة.(٥)

وفي خبر آخر: حبّ عليّ عليه السلام سيّد الأعمال.(٦)

٧١٠/٣٨ - وفيه : أبو محمّد الخليل(٧) بن يزيد، عن عبدالرحمان الحذاء، عن أبي كلدة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم:

الروح والراحة والرحمة والنصرة واليسر واليسار والرضا والرضوان والفرج والمخرج والظهور والتمكين والغنم والمحبّة من اللَّه و [من] رسوله لمن والى عليّاً عليه السلام وائتمّ به.(٨)

وفي خبر آخر : عن الصادق عليه السلام قال: لكلّ شيء أساس، وأساس الإسلام حبّنا

____________________

(١) في المصدر: بدرجتين.

(٢) في المصدر: ولم يعنّا.

(٣) الخصال: ٦٢٩/٢.

(٤) الخصال: ٦٣٣/٢.

(٥) المحاسن: ١١٣ ح ٦٧.

(٦) وفي حديث قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: حبّى وحبّ عليّ بن أبي طالب سيّد الأعمال. راجع البحار:٥٤/٤٠ ضمن ح ٨٩.

(٧) في الأصل: محمّد بن خليل.

(٨) المحاسن: ١٠٧ ح ٣٧.

٣٩

أهل البيت.(١)

٧١١/٣٩ - في البحار : من كتاب الشفاء والجلاء عن أبي عبداللَّه عليه السلام أنّه قال: كما لاينفع مع الشرك شيء فلا يضرّ مع الإيمان شيء.(٢)

٧١٢/٤٠ - كتاب منهج التحقيق إلى سواء الطريق : رواه من كتاب الآل لابن خالويه يرفعه إلى جابر الأنصاري قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إنّ اللَّه عزّوجلّ خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام من نور واحد، فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا، فسبّحنا فسبّحوا، وقدّسنا فقدّسوا، وهلّلنا فهلّلوا، ومجّدنا فمجّدوا، ووحّدنا فوحّدوا.

ثمّ خلق اللَّه السماوات والأرض وخلق الملائكة، فمكثت الملائكة مائة عام لاتعرف تسبيحاً ولاتقديساً، فسبّحنا فسبّحت شيعتنا فسبّحت الملائكة، وكذا في البواقي.(٣)

فنحن الموحّدون حيث لاموحّد غيرنا، وحقيق على اللَّه عزّوجلّ كما اختصّنا واختصّ شيعتنا أن يزلفنا(٤) وشيعتنا في أعلى علّيّين، إنّ اللَّه اصطفانا واصطفى شيعتنا من قبل أن نكون أجساماً فدعانا فأجبناه، فغفر لنا ولشيعتنا من قبل أن نستغفر اللَّه عزّوجلّ.(٥)

٧١٣/٤١ - في معاني الأخبار : ابن البرقي، عن أبيه، عن جدّه، عن محمّد بن

____________________

(١) المحاسن: ١١٣ ح ٦٦.

(٢) البحار: ١٣٢/٢٧ ح ١٢٦، و٦٦/٦٧ ح ٢٠، عن المؤمن والتمحيص: ٣٦ ح ٧٩.

(٣) أي في التقديس والتهليل والتمجيد والتوحيد، قدّسنا فقدّست شيعتنا فقدّست الملائكة، إلى آخرها.

(٤) ينزلنا، خ.

(٥) المحتضر: ١١٢، عنه البحار: ١٣١/٢٧ ح ١٢٢، جامع الأخبار: ١٠، عنه البحار: ٣٤٣/٢٦ ح١٦، وأخرجه في ٨٠/٣٧ ح ٤٩ عن كشف الغمّة.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399