مرآة العقول الجزء ٢٥

مرآة العقول20%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 385

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 385 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 5130 / تحميل: 2265
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٢٥

مؤلف:
العربية

١
٢

٣

حمداً خالداً لولي النعم حيث أسعدني بالقيام بنشر هذا السفر القيم في الملأ الثقافي الديني بهذه الصورة الرائعة. ولرواد الفضيلة الذين وازرونا في انجاز هذا المشروع المقدّس شكر متواصل.

الشيخ محمد الآخوندى

٤

كتاب الروضة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ محمد بن يعقوب الكليني قال حدثني علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن حفص المؤذن ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه كتب بهذه الرسالة إلى أصحابه وأمرهم بمدارستها والنظر فيها وتعاهدها والعمل بها فكانوا يضعونها في مساجد بيوتهم فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها قال وحدثني الحسن بن محمد ، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن القاسم بن الربيع الصحاف ، عن إسماعيل بن مخلد السراج ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال خرجت هذه الرسالة من أبي عبد اللهعليه‌السلام إلى أصحابه :

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى محمّد وآله خيرة الورى.

أمّا بعد : فهذا هو المجلّد الثاني عشر(١) من كتاب مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول تأليف أفقر عباد الله إلى رحمة ربّه الغنيّ محمد باقر بن محمد تقي عفي عنهما بالنبي وآله الطاهرين.

كتاب الروضة

قوله : « محمد بن يعقوب » كلام أحد رواة الكليني النعماني أو الصفواني أو غيرهما.

الحديث الأول : رواه بثلاثة أسانيد أولها مجهول. وثانيها ضعيف عند القوم بابن سنان وعندي معتبر.

وقوله : « محمد بن إسماعيل » معطوف على ابن فضال لأن إبراهيم بن هاشم من

__________________

(١) حسب تجزءة المصنّف طاب ثراه.

٥

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) أما بعد فاسألوا ربكم العافية وعليكم بالدعة والوقار والسكينة وعليكم بالحياء والتنزه عما تنزه عنه الصالحون قبلكم وعليكم بمجاملة أهل الباطل تحملوا الضيم منهم وإياكم ومماظتهم دينوا فيما بينكم وبينهم إذا أنتم جالستموهم وخالطتموهم ونازعتموهم الكلام فإنه لا بد لكم من مجالستهم ومخالطتهم ومنازعتهم الكلام بالتقية التي أمركم الله أن تأخذوا بها فيما بينكم وبينهم فإذا ابتليتم بذلك منهم فإنهم سيؤذونكم وتعرفون في وجوههم المنكر ولو لا أن الله تعالى يدفعهم عنكم لسطوا بكم وما في صدورهم من العداوة والبغضاء أكثر مما يبدون لكم مجالسكم ومجالسهم واحدة وأرواحكم وأرواحهم مختلفة لا تأتلف لا تحبونهم أبدا ولا يحبونكم غير أن الله تعالى أكرمكم بالحق وبصركموه ولم يجعلهم من أهله فتجاملونهم وتصبرون عليهم وهم لا مجاملة لهم ولا صبر لهم على شيء وحيلهم وسواس بعضهم إلى

رواته ، والسند الثالث ضعيف ، وقائل ـ حدثني ـ(١) فيه أيضا إبراهيم والمجموع في قوة مجهول كالحسن.

قوله عليه‌السلام : « وعليكم بالدعة » إلخ الدعة : الخفض والسكون والراحة أي ترك الحركات والأفعال التي توجب الضرر في دولة الباطل ، والوقار : الرزانة والحلم« والسكينة » إما سكون الجوارح وترك التسرع والعجلة في الأمور ، أو سكون القلب بالإيمان ، وعدم تزلزله بمضلات الفتن ، والوقار أيضا يحتمل ذلك.

قوله عليه‌السلام : « وعليكم بمجاملة » في بعض النسخ بالجيم أي المعاملة بالجميل وفي بعضها بالحاء المهملة ، ولعله بمعنى الحمل بمشقة وتكلف كالتحملو « الضيم » الظلم ، والمماظة : المنازعة.

قوله عليه‌السلام : « بالتقية » متعلق بقوله : « دينوا » أي اعملوا بالتقية ، واعبدوا الله بعبادة التقية إذا أنتم جالستموهم وخالفتموهم ، فإنه لا يمكنكم ترك مخالطتهم.

قوله عليه‌السلام : « وحيلهم وسواس » إلخ. لعل المراد أن حيلتكم في دفع ضررهم

__________________

(١) في النسخة المخطوطة : الكليني.

٦

بعض فإن أعداء الله إن استطاعوا صدوكم عن الحق فيعصمكم الله من ذلك فاتقوا الله وكفوا ألسنتكم إلا من خير.

وإياكم أن تزلقوا ألسنتكم بقول الزور والبهتان والإثم والعدوان فإنكم إن كففتم ألسنتكم عما يكرهه الله مما نهاكم عنه كان خيرا لكم عند ربكم من أن تزلقوا ألسنتكم به فإن زلق اللسان فيما يكره الله وما ينهى عنه مرداة للعبد عند الله ومقت من الله وصم وعمى وبكم يورثه الله إياه يوم القيامة فتصيروا كما قال الله : «صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ »(١) يعني لا ينطقون «وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ »(٢) وإياكم وما نهاكم الله عنه أن تركبوه وعليكم بالصمت إلا فيما ينفعكم الله به من أمر

المجاملة والصبر على أذاهم والتقية ، وهم لا يقدرون على الصبر ولا على صدكم عن الحق فليس لهم حيلة إلا وسوسة بعضهم إلى بعض في إيذائكم والإغراء بكم ثم اعلم أنه يظهر من بعض النسخ المصححة أنه قد اختل نظم هذا الحديث وترتيبه بسبب تقديم بعض الورقات وتأخير بعضها ، وفيهاقوله : « ولا صبر لهم على شيء » متصل بقوله : فيما بعد « من أموركم » هكذا : « ولا صبر لهم على شيء من أموركم تدفعون أنتم السيئة » إلى آخر ما سيأتي ، وهو الصواب ، وسيظهر لك مما سنشير إليه في كل موضع من مواضع الاختلاف صحة تلك النسخة ، واختلال النسخ المشهورة.

قوله عليه‌السلام : « وإياكم أن تزلقوا » بالزاء المعجمة في القاموس : زلق كفرح ونصر : زل وفلانا أزله كأزلقه ، وفي بعض النسخ بالذال المعجمة(٣) ، وزلاقة اللسان : زرابته وحدته وطلاقته ، والأول أظهر ، وقول الزور : الكذب.

قوله عليه‌السلام : « مرادة » بغير همز مفعلة من الردى بمعنى الهلاكقوله تعالى : «فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ » في بعض النسخ «لا يَعْقِلُونَ » وكلاهما في سورة البقرة ، والتفسير بالأول أنسب أي لا يرجعون إلى النطق والكلام ، وقال البيضاوي(٤) : أي لا يعودون إلى الهدي الذي باعوه وضيعوه ، أو عن الضلالة التي اشتروها ، أو فهم متحيرون لا يدرون

__________________

(١) سورة البقرة : ١٨.

(٢) سورة المرسلات : ٣٦.

(٣) القاموس المحيط : ج ٣ ص ٢٤٢.

(٤) أنوار التنزيل : ج ١ ض ٢٩ ط مصر ١٣٨٨.

٧

آخرتكم ويأجركم عليه وأكثروا من التهليل والتقديس والتسبيح والثناء على الله والتضرع إليه والرغبة فيما عنده من الخير الذي لا يقدر قدره ولا يبلغ كنهه أحد فاشغلوا ألسنتكم بذلك عما نهى الله عنه من أقاويل الباطل التي تعقب أهلها خلودا في النار من مات عليها ولم يتب إلى الله ولم ينزع عنها وعليكم بالدعاء فإن المسلمين لم يدركوا نجاح الحوائج عند ربهم بأفضل من الدعاء والرغبة إليه والتضرع إلى الله والمسألة له فارغبوا فيما رغبكم الله فيه وأجيبوا الله إلى ما دعاكم إليه لتفلحوا وتنجوا من عذاب الله وإياكم أن تشره أنفسكم إلى شيء مما حرم الله عليكم فإنه من انتهك ما حرم الله عليه هاهنا في الدنيا حال الله بينه وبين الجنة ونعيمها ولذتها وكرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين.

أيتقدمون أم يتأخرون وإلى حيث ابتدءوا منه كيف يرجعون ،قوله عليه‌السلام « والتقديس » هو والتسبيح مترادفان ، أو متقاربان ، ويمكن حمل التسبيح على قول سبحان الله ، والتقديس على قول الله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وسائر ما يدل على تنزيهه. تعالى من أن يكون له شريك في الكبرياء أو في العظمة أو في القوة والحول ، والثناء يشمل الحمد لله وغيره ،قوله : « لا يقدر » على البناء للمجهول أو المعلوم على التنازع ، أي لا يقاس بغيره ولا يوصف حق وصفه ، ولا يبلغ إلى رفعة شأنه ، كقوله تعالى «وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ »(١) والمراد نعيم الآخرة أو الأعم منه ومن درجات القرب والكمال.

قوله عليه‌السلام : « فاشغلوا » في القاموس(٢) : شغله كمنعه شغلا وبضم وأشغله لغة جيدة أو قليلة أو رديئة.

قوله عليه‌السلام : « ولم ينزع منها » في القاموس(٣) : نزع عن الأمر نزوعا : انتهى عنها.

قوله عليه‌السلام : « إلى ما دعاكم إليه » أي الدعاء ، ويحتمل التعميمقوله « وإياكم أن تشره » في القاموس(٤) : شره كفرح : غلبه حرصه.

قوله عليه‌السلام : « فإنه من انتهك » في النهاية(٥) : انتهكوا : أي بالغوا في خرق محارم الشرع وإتيانها.

__________________

(١) سورة الأنعام : ٩١. (٢) القاموس المحيط : ج ٣ ص ٤٠١ ( ط مصر ).

(٣) نفس المصدر : ج ٣ ص ٨٨.

(٤) نفس المصدر : ج ٤ ص ٢٨٦.

(٥) النهاية : ج ٥ ص ١٣٧.

٨

و اعلموا أنه بئس الحظ الخطر لمن خاطر الله بترك طاعة الله وركوب معصيته فاختار أن ينتهك محارم الله في لذات دنيا منقطعة زائلة عن أهلها على خلود نعيم في الجنة ولذاتها وكرامة أهلها ويل لأولئك ما أخيب حظهم وأخسر كرتهم وأسوأ حالهم عند ربهم

قوله عليه‌السلام : « بئس الحظ » إلخ ، في القاموس(١) :خطر بباله وعليه يخطره ، ويخطر خطورا : ذكره بعد نسيان ، وأخطره الله تعالى والخطر بالفتح ويحرك : الشرف ، وبالتحريك : الإشراف على الهلاك ، والسبق : يتراهن عليه ، وقدر الرجل ، وتخاطروا تراهنوا ، وخاطر بنفسه أشفاها على خطر هلك أو نيل ملك. وقال في النهاية(٢) : « فيه لعبد الرحمن خطر أي حظ ونصيب ، ومنه حديث النعمان بن مقرن قال يوم نهاوند : إن هؤلاء ـ يعني المجوس ـ قد أخطروا لكم رثة ومتاعا وأخطرتم لهم الإسلام ، فنافحوا عن دينكم ، الرثة : رديء المتاع ، يعني أنهم قد شرطوا لكم ذلك ، وجعلوه رهنا من جانبهم ، وجعلتم رهنكم دينكم أراد أنهم لم يعرضوا للهلاك إلا متاعا يهون عليهم ، وأنتم عرضتم لهم أعظم الأشياء قدرا وهو الإسلام. أقول : الأظهر أن المراد بالخطر هو ما يتراهن عليه ، وخاطر الله أي راهنه ، فكأنه جرى مراهنة بين العبد والرب تعالى ، والسبق الذي يحوزه العبد لذات الدنيا الفانية ، والسبق الذي للرب تعالى عقاب العبد ، فبئس الحظ والنصيب ، الحظ والسبق الذي يحوزه عند مخاطرته ومراهنته مع الله بأن يترك طاعته ويرتكب معصيته. ويحتمل على بعد أن يكون الخطر في الموضعين بمعنى الإشراف على الهلاك ، أو بمعنى الخطور بالبال ، أو على التوزيع والله يعلم.

قوله عليه‌السلام : « وأخسر كرتهم » الكرة : الرجوع ، والمراد الرجوع إلى الأبدان في الحشر أو الرجوع إلى الله للحساب.

وقال الله تعالى : «تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ »(٣) ونسبة الخسران إلى الكرة والخيبة

__________________

(١) القاموس المحيط : ج ٢ ص ٢٢.

(٢) النهاية : ج ٢ ص ٤٦.

(٣) سورة النازعات : ١٢.

٩

يوم القيامة استجيروا الله أن يجيركم في مثالهم أبدا وأن يبتليكم بما ابتلاهم به ولا قوة لنا ولكم إلا به.

فاتقوا الله أيتها العصابة الناجية إن أتم الله لكم ما أعطاكم به فإنه لا يتم الأمر حتى يدخل عليكم مثل الذي دخل على الصالحين قبلكم وحتى تبتلوا في أنفسكم

أي الحرمان ـ إلى الحظ على الإسناد المجازي.

قوله عليه‌السلام : « استجيروا الله » كأنه على الحذف والإيصال ، أي استجيروا بالله وفي بعض النسخ أن يجريكم وهو الظاهر ، وفي بعضها« أن يجيركم » والمعنى حينئذ استعيذوا من أن يكون إجارته تعالى إياكم على مثال إجارته لهم ، فإنه لا يجيرهم عن عذابه في الآخرة ، وإنما أجارهم في الدنيا ، وفي بعض النسخ « من مثالهم » فالمراد استجيروا بالله لأن يجيركم من مثالهم ، أي من أن تكونوا مثلهم.

قوله عليه‌السلام : « إن أتم الله » لعل المراد اتقوا الله ولا تتركوا التقوى عن الشرك والمعاصي عند إرادة الله إتمام ما أعطاكم من دين الحق ، ثم بينعليه‌السلام الإتمام بأنه إنما يكون بالابتلاء والافتتان وتسليط من يؤذيكم عليكم ، فالمراد الأمر بالتقوى عند الابتلاء بالفتن ، وذكر فائدة الابتلاء بأنه سبب لتمام الإيمان ، فلذا يبتليكم ، ويحتمل على بعد أن يكون « أن » بالفتح مخففة أي اتقوا لإتمام الله تعالى دينكم ويحتمل أن يكون التعليق للنجاة ، أي النجاة إنما يكون بعد الإتمام ، ولما كان هذا التعليق مشعرا بقلة وقوع هذا الشرط ، بين ذلك بأنه موقوف على الامتحان ، والتخلص عنه مشكل والأول أظهر.

قوله عليه‌السلام : « في أنفسكم » أي بما يرد عليها من الخوف من الأعادي ، والضرب والقطع والقتل ، أو بالتكليف بالجهاد أيضا ، أو بالأمراض والمتاعب في العبادات أيضا« وأموالكم » بغصب أعادي الدين أو بما يصيبه من الآفات أو بتكليف الإنفاق أيضا ، وهذه إشارة إلى قوله تعالى في أواخر سورة آل عمران «لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ

١٠

وأموالكم وحتى تسمعوا من أعداء الله «أَذىً كَثِيراً » فتصبروا وتعركوا بجنوبكم وحتى يستذلوكم ويبغضوكم وحتى يحملوا [ عليكم ] الضيم فتحملوا منهم تلتمسون بذلك وجه الله والدار الآخرة وحتى تكظموا الغيظ الشديد في الأذى في الله عز وجل يجترمونه إليكم وحتى يكذبوكم بالحق ويعادوكم فيه ويبغضوكم عليه فتصبروا على ذلك منهم ومصداق ذلك كله في كتاب الله الذي أنزله جبرئيلعليه‌السلام على نبيكم ص سمعتم قول الله عز وجل لنبيكمصلى‌الله‌عليه‌وآله : «فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ »(١) ثم قال «وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا »(٢) فقد كذب نبي الله والرسل من قبله وأوذوا مع التكذيب بالحق فإن سركم أمر الله فيهم الذي خلقهم له في الأصل [ أصل الخلق ] من الكفر الذي سبق في علم الله أن يخلقهم له في الأصل

تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ »(٣) .

قوله عليه‌السلام : « وتعركوا بجنوبكم » في القاموس(٤) : عركة كهمزة : يعرك الأذى بجنبه أي يحتمله.

قوله عليه‌السلام : « فتحملوه » على التفعل في القاموس(٥) : حمله الأمر فتحمله« وحتى تكظموا » في القاموس(٦) كظم غيظه يكظمه : رده وحبسه.

قوله عليه‌السلام : « يجترمونه » بالجيم قال في القاموس(٧) : اجترم عليهم وإليهم جريمة : جنى جناية ، وفي بعض النسخ بالخاء المعجمة ولعله تصحيف.

قوله عليه‌السلام : « فإن سركم أمر الله فيهم » أقول : في النسخة المصححة التي أومأنا إليها قولهعليه‌السلام : فإن سركم » متصل بما سيأتي في آخر الرسالة « أن تكونوا مع نبي الله هكذا «فإن سركم أن تكونوا مع نبي الله محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » إلى آخر الرسالة ، وهو الأصوب ، قوله : « الذي سبق في علم الله أول هذا وأمثاله بأن الله كان يعلم أنهم يكونون كذلك بعد خلقهم باختيارهم فكأنه خلقهم لذلك وقد مر الكلام فيه في كتاب التوحيد.

__________________

(١) سورة الأحقاف : ٣٥. (٢) سورة الأنعام : ٣٤ والآية هكذا «وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ ».

(٣) سورة آل عمران : ١٨٦. (٤) القاموس : ج ٣ ض ٣١٣ « ط مصر ».

(٥) نفس المصدر : ج ٣ ص ٣٦١.

(٦) نفس المصدر : ج ٤ ص ١٧٢.

(٧) نفس المصدر : ج ٤ ص ٨٨.

١١

ومن الذين سماهم الله في كتابه في قوله : وجعلنا منهم «أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ »(١) فتدبروا هذا واعقلوه ولا تجهلوه فإنه من يجهل هذا وأشباهه مما افترض الله عليه في كتابه مما أمر الله به ونهى عنه ترك دين الله وركب معاصيه فاستوجب سخط الله فأكبه الله على وجهه في النار.

وقال أيتها العصابة المرحومة المفلحة إن الله أتم لكم ما آتاكم من الخير واعلموا أنه ليس من علم الله ولا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى ولا رأي ولا مقاييس قد أنزل الله القرآن وجعل فيه تبيان كل شيء وجعل للقرآن ولتعلم القرآن أهلا لا يسع أهل علم القرآن الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوى ولا رأي ولا مقاييس أغناهم الله عن ذلك بما آتاهم من علمه وخصهم به ووضعه عندهم كرامة من الله أكرمهم بها وهم أهل الذكر الذين أمر الله هذه الأمة بسؤالهم وهم الذين من سألهم وقد سبق في علم الله أن يصدقهم ويتبع أثرهم أرشدوه وأعطوه من علم القرآن ما يهتدي به إلى

قوله عليه‌السلام : « ومن الذين » كأنه معطوف على قوله خلقهم بتقدير جعلهم ، أو على الظرف بعده بتضمين الجعل.

قوله عليه‌السلام : « فتدبروا » والظاهر أنه جزاء الشرط في قوله « سركم » ويحتمل أن يكون جزاء الشرط مقدرا ، أي إن سركم فاشكروا أو لا تجزعوا مما يصل منهم إليكم ولعل اسم الإشارة والضمير راجعة إلى ما يفهم من الكلام السابق من لزوم التقية ، والصبر على المكاره في الدين ، والرضا بقضائه تعالى فيهم ، وفي أعدائهم وفي القاموس(٢) :كبه : قلبه : وصرعه ، كأكبه وكبكبه فأكب وهو لازم متعد.

قوله عليه‌السلام : « إن الله أتم » الظاهر أنه بالتشديد ، وهو بشارة بأن الله يتم هذا الأمر أي أمر التشيع لخواص الشيعة ، ويحتمل أن يكون بالتخفيف حرف شرط ، وتكون قيدا للفلاح : أي فلا حكم مشروط بأن يتم الله لكم الأمر ، ولا تضلوا بالفتن على قياس ما مرقوله : « من علم الله » أي مما علم الله حقيته.

قوله عليه‌السلام : « أرشدوه » خبر أو جزاء لقوله « من سألهم ».

__________________

(١) سورة القصص : ٤١. وفيها «وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ ».

(٢) القاموس المحيط : ج ١ ص ١٢١.

١٢

الله بإذنه وإلى جميع سبل الحق وهم الذين لا يرغب عنهم وعن مسألتهم وعن علمهم الذي أكرمهم الله به وجعله عندهم إلا من سبق عليه في علم الله الشقاء في أصل الخلق تحت الأظلة فأولئك الذين يرغبون عن سؤال أهل الذكر والذين آتاهم الله علم القرآن ووضعه عندهم وأمر بسؤالهم وأولئك الذين يأخذون بأهوائهم وآرائهم ومقاييسهم حتى دخلهم الشيطان لأنهم جعلوا أهل الإيمان في علم القرآن عند الله كافرين وجعلوا أهل الضلالة في علم القرآن عند الله مؤمنين وحتى جعلوا ما أحل الله في كثير من الأمر حراما وجعلوا ما حرم الله في كثير من الأمر حلالا فذلك أصل ثمرة أهوائهم وقد عهد إليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل موته فقالوا نحن بعد ما قبض الله عز وجل رسوله يسعنا أن نأخذ بما اجتمع عليه رأي الناس بعد ما قبض الله عز وجل رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبعد عهده الذي عهده إلينا وأمرنا به مخالفا لله ولرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله فما أحد أجرأ على الله ولا أبين ضلالة ممن أخذ بذلك وزعم أن ذلك يسعه والله إن لله على خلقه أن يطيعوه ويتبعوا أمره في حياة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وبعد موته هل يستطيع أولئك أعداء الله أن يزعموا أن أحدا ممن أسلم مع محمد

قوله عليه‌السلام : « ومن سبق » جملة حالية معترضة والفرض أنه ليس كل من يسألهم يرشد ، ويهتدي بقولهم ، بل من قد سبق في علمه تعالى أنه يصدقهم ، ويتبع أثرهم.

قوله عليه‌السلام : « تحت الأظلة » أي عالم الأرواح قوله «عليه‌السلام » : حتى دخلهم الشيطان أي استولى عليهم ، ودخل مجاري صدرهم واستولى على قلبهم.

قوله عليه‌السلام : « في علم القرآن » أي الذين هم بحسب ما يعلم من علم القرآن مؤمنون متصفون بصفات الإيمان ، أو المراد المؤمنون بما يعلمون من علم القرآن علما مطابقا لمراد الله تعالى.

قوله عليه‌السلام : « فذلك » أي ترك سؤال أهل الذكر ، وجعل أهل الإيمان كافرين أصل ترتب على ذلك سائر أهوائهم وآرائهم.

قوله عليه‌السلام : « ما يستطيع أولئك » إلخ. الظاهر الظاهر أن هذا احتجاج عليهم بأنكم ،

١٣

صلى‌الله‌عليه‌وآله أخذ بقوله ورأيه ومقاييسه فإن قال نعم فقد كذب على الله و «ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً » وإن قال لا لم يكن لأحد أن يأخذ برأيه وهواه ومقاييسه فقد أقر بالحجة على نفسه وهو ممن يزعم أن الله يطاع ويتبع أمره بعد قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد قال الله وقوله الحق : «وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ » وذلك لتعلموا أن الله يطاع ويتبع أمره في حياة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وبعد قبض الله محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله وكما لم يكن لأحد من الناس مع محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يأخذ بهواه ولا رأيه ولا مقاييسه خلافا لأمر محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فكذلك لم يكن لأحد من الناس بعد محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يأخذ بهواه ولا رأيه ولا مقاييسه ـ وقال دعوا رفع أيديكم في الصلاة إلا مرة واحدة حين تفتتح الصلاة فإن الناس قد شهروكم بذلك «وَاللهُ الْمُسْتَعانُ » ولا حول ولا قوة إلا بالله

لا تجوزون الاستبداد بالرأي ومخالفة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) لأن هذا كفر بين ومخالفة للآيات الصريحة ، فلا بد من أن تقولوا بعدم جواز ذلك في حياته ، وإذا اعترفوا بذلك يلزمهم أن لا يجوز ذلك بعد وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لما يظهر من الآية إلا(٢) يجوز ترك ما أخذ في حياتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإن ترك ذلك ارتداد عن الدين ، وانقلاب عن الحق ،فقوله عليه‌السلام : « وهو ممن يزعم » أي يلزمه ذلك بما أقر به ، ويصير ممن يزعم ذلك للإقرار بملزومه.

قوله عليه‌السلام : « دعوا رفع أيديكم » اعلم أن رفع اليدين في تكبير الافتتاح لا خلاف في أنه مطلوب للشارع بين العامة والخاصة ، والمشهور بين الأصحاب الاستحباب ، وذهب السيد من علمائنا إلى الوجوب ، وأما الرفع في سائر التكبيرات فالمشهور بين الفريقين أيضا استحبابه ، وقال الثوري وأبو حنيفة وإبراهيم النخعي : لا يرفع يديه إلا عند الافتتاح ، وذهب السيد إلى الوجوب في جميع التكبيرات ، ولما كان في زمانهعليه‌السلام عدم استحباب الرفع أشهر بين العامة فلذا منع الشيعة عن ذلك ، لئلا يشتهروا بذلك فيعرفوهم به.

__________________

(١) في النسخة المخطوطة : ومخالفة الرسول « ص » في حياته.

(٢) في النسخة المخطوطة : أنه لا يجوز.

١٤

و قال أكثروا من أن تدعوا الله فإن الله يحب من عباده المؤمنين أن يدعوه وقد وعد الله عباده المؤمنين بالاستجابة والله مصير دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملا يزيدهم به في الجنة فأكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل والنهار فإن الله أمر بكثرة الذكر له والله ذاكر لمن ذكره من المؤمنين واعلموا أن الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين إلا ذكره بخير فأعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته فإن الله لا يدرك شيء من الخير عنده إلا بطاعته واجتناب محارمه التي حرم الله في ظاهر القرآن وباطنه فإن الله تبارك وتعالى قال في كتابه وقوله الحق «وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ »(١) واعلموا أن ما أمر الله به أن تجتنبوه فقد حرمه واتبعوا آثار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وسنته فخذوا بها ولا تتبعوا أهواءكم وآراءكم فتضلوا فإن أضل الناس عند الله من اتبع هواه ورأيه «بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ » وأحسنوا إلى أنفسكم ما استطعتم فإِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ

قوله عليه‌السلام : « من عباده المؤمنين » أي من أعمالهم.

قوله عليه‌السلام : « إلا ذكره بخيره » أي يقرر ويعد له ثواب ذلك ، أو يذكره في الملإ الأعلى ويثني عليه ويشكره ، وفي بعض النسخ « بخير » بغير ضمير.

قوله تعالى : « ظاهِرَ الْإِثْمِ » ظاهر كلامهعليه‌السلام أنه فسر ظاهر الإثم بما تظهر حرمته من ظاهر القرآن ، «وَباطِنَهُ » بما تظهر حرمته من باطنه ، وقال البيضاوي : أي ما يعلن ويسر ، وما بالجوارح وما بالقلب ، وقيل : الزنا في الحوانيت واتخاذ الأخدان(٢) ثم اعلم أن ما في القرآن هو «وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ » كما في بعض نسخ الكتاب وفي أكثرها « فاجتنبوا » فهو إما نقل مضمون الآية أو في قرآنهمعليه‌السلام كان كذلك.

قوله : « واعلموا أن ما أمر الله » ظاهره أن أوامر القرآن للوجوب خصوصا ما كان بلفظ الاجتناب ، وكذا نواهيه للحرمة.

قوله عليه‌السلام : « فإن أحسنتم » بيان لمعنى الإحسان إلى النفس ، بأن المراد فعل الحسنات ، ويحتمل أن يكون المرادبقوله : « وأحسنوا إلى أنفسكم » الإحسان إلى الغير كما قيل في قوله تعالى : «وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ »(٣) وقوله : «فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ »(٤)

__________________

(١) سورة الأنعام : ١٢٠.

(٢) أنوار التنزيل : ج ١ ص ٣٢٩.

(٣) سورة النساء : ٢٩.

(٤) سورة النور : ٦١.

١٥

لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها ، وجاملوا الناس ولا تحملوهم على رقابكم تجمعوا مع ذلك طاعة ربكم وإياكم وسب أعداء الله حيث يسمعونكم «فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ » وقد ينبغي لكم أن تعلموا حد سبهم لله كيف هو إنه من سب أولياء الله فقد انتهك سب الله ومن أظلم عند الله ممن استسب لله ولأولياء الله فمهلا مهلا فاتبعوا أمر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وقال أيتها العصابة الحافظ الله لهم أمرهم عليكم بآثار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وسنته وآثار الأئمة الهداة من أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من بعده وسنتهم فإنه من أخذ بذلك فقد اهتدى ومن ترك ذلك ورغب عنه ضل لأنهم هم الذين أمر الله بطاعتهم وولايتهم وقد قال أبونا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المداومة على العمل في اتباع الآثار والسنن وإن قل أرضى لله وأنفع عنده في العاقبة من الاجتهاد في البدع واتباع الأهواء ألا إن اتباع

فالمعنى فليحسن كل منكم إلى أخيه ، فإن من أحسن إلى غيره فقد أحسن لنفسه والأول أظهر.

قوله عليه‌السلام : « يجمعوا مع ذلك » جواب للأمر أي إنكم إذا جاملتم الناس جمعتم ـ مع الأمن وعدم حمل الناس على رقابكم بالعمل بطاعة ربكم فيما أمركم به من التقية وفي بعض النسخ « تجمعون » فيكون حالا عن ضميري الخطاب أي إن اجمعوا طاعة الله مع المجاملة لا بأن تتابعوهم في المعاصي وتشاركوهم في دينهم ، بل بالعمل بالتقية فيما أمركم الله فيه بالتقية.قوله : « حيث يسمعونكم » بفتح الياء أي « يسمعون منكم » بل سبوا أعداء الله في الخلوات ، وفي مجامع المؤمنين ، ويحتمل أن يقرأ بضم الياء يقال : أسمعه أي شتمه ، أي إن شتموكم لا تسبوا أئمتهم ، فإنهم يسبون أئمتكم ، ثم فسرعليه‌السلام معنى سب الله بأنهم لا يسبون الله ، بل المراد بسب الله سب أولياء الله ، فإن من سبهم فقد سب الله ، ومن أظلم ممن فعل فعلا يعلم أنه يصير سببا لسب الله وسب أوليائه فمهلا مهلا » أي لتسكنوا سكونا وأخروا تأخيرا واتركوا هذه الأمور إلى ظهور دولة الحق.

قوله عليه‌السلام : « أرضى لله » هذا من قبيل المماشاة مع الخصم لترويج الحجة ،

١٦

الأهواء واتباع البدع بغير هدى من الله ضلال وكل ضلالة بدعة وكل بدعة في النار ولن ينال شيء من الخير عند الله إلا بطاعته والصبر والرضا لأن الصبر والرضا من طاعة الله واعلموا أنه لن يؤمن عبد من عبيده حتى يرضى عن الله فيما صنع الله إليه وصنع به على ما أحب وكره

أي لو كان ينفع البدع ويرضى الرحمن به على الفرض المحال كان اتباع السنة أنفع وأرضى وإن قل.

قوله عليه‌السلام : « وكل ضلال بدعة » الغرض بيان التلازم والتساوي بين المفهومين ويظهر منه أن قسمة البدع بحسب انقسام الأحكام الخمسة كما فعله جماعة من الأصحاب تبعا للمخالفين ليس على ما ينبغي ، إذ البدعة ما لم يرد في الشرع لا خصوصا ، ولا في ضمن عام.

وما ذكروه من البدع الواجبة والمستحبة والمكروهة والمباحة هي داخلة في ضمن العمومات ، ولتحقيق ذلك مقام آخر.

قوله : « من طاعة الله » أي من شرائط قبول طاعة الله ، ويمكن أن يكون المراد أنهما من جملة الطاعات ويضم إليه مقدمة خارجة ، وهي أن قبول بعض الطاعات مشروط بالإتيان بسائرها كما قال تعالى : «إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ »(١) وعلى الوجهين يتم التعليل ، ويمكن أن يوجه أول الكلام بأن المراد لا ينال شيء من الخير عند الله كما ينبغي ، وعلى وجه الكمال إلا بالإتيان بجميع طاعاته ، وحينئذ يكونقوله :

« والصبر والرضى » من قبيل التخصيص بعد التعميم ، وحينئذ ينطبق التعليل أيضا لكنه بعيد.

قوله عليه‌السلام : « فيما صنع الله إليه » في القاموس(٢) : صنع إليه معروفا كمنع صنعا بالضم ، وصنع به صنيعا قبيحا فعله ، انتهى.

فقوله : « على ما أحب وكره » على سبيل اللف والنشر ، وفي الأخير مما أحب أظهر مما في بعض النسخ « فيما أحب » كما لا يخفىقوله تعالى : « وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ »(٣) قيل : المراد القنوت بالمعنى المصطلح ، وقيل المراد « خاشعين » وخاضعين.

__________________

(١) سورة المائدة : ٢٧.

(٢) القاموس المحيط : ج ٣ ص ٥٢ « ط مصر ».

(٣) سورة البقرة : ٢٣٨.

١٧

ولن يصنع الله بمن صبر ورضي عن الله إلا ما هو أهله وهو خير له مما أحب وكره وعليكم بالمحافظة «عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ » كما أمر الله به المؤمنين في كتابه من قبلكم وإياكم وعليكم بحب المساكين المسلمين فإنه من حقرهم وتكبر عليهم فقد زل عن دين الله والله له حاقر ماقت وقد قال أبونا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمرني ربي بحب المساكين المسلمين منهم واعلموا أن من حقر أحدا من المسلمين ألقى الله عليه المقت منه والمحقرة حتى يمقته الناس والله له أشد مقتا فاتقوا الله في إخوانكم المسلمين المساكين فإن لهم عليكم حقا أن تحبوهم فإن الله أمر رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله بحبهم فمن لم يحب من أمر الله بحبه فقد عصى الله ورسوله ومن عصى الله ورسوله ومات على ذلك مات وهو من الغاوين.

وإياكم والعظمة والكبر فإن الكبر رداء الله عز وجل فمن نازع الله رداءه خصمه الله وأذله يوم القيامة وإياكم أن يبغي بعضكم على بعض فإنها ليست من خصال الصالحين فإنه من بغى صير الله بغيه على نفسه وصارت نصرة الله لمن بغي عليه ومن نصره الله غلب

قوله عليه‌السلام : « من حقرهم » بالتخفيف كضرب وبالتشديد كلاهما بمعنى الإذلال « والمحقرة » بفتح الميم والقاف : الذلة.

قوله عليه‌السلام : « أن تحبوهم » بيان للحققوله عليه‌السلام : « وهو من الغاوين في الصحاح الغي : الخيبة والضلال(١) .

قوله عليه‌السلام : « فإن الكبر رداء الله » قال الجزري(٢) : في الحديث « قال الله تعالى : العظمة إزاري والكبرياء ردائي » ضرب الرداء والإزار مثلا في انفراده بصفة العظمة والكبرياء ، أي ليستا كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق مجازا كالرحمة ، وشبههما بالإزار والرداء لأن المتصف بهما يشملانه كما يشمل الرداء الإنسان ، ولأنه لا يشاركه في إزاره وردائه أحد ، فكذلك الله تعالى لا ينبغي أن يشركه فيهما أحد ، انتهى.

قوله عليه‌السلام : « قصمه » أي كسرهقوله عليه‌السلام : « وإياكم أن يبغي » في القاموس(٣) : بغى عليه بغيا : علا وظلم ، وعدل عن الحق واستطال وكذب.

__________________

(١) الصحاح ح ٦ ص ٢٤٥.

(٢) النهاية : ج ١ ص ٤٤.

(٣) القاموس المحيط : ج ٤ ص ٣٠٤ « ط مصر ».

١٨

وأصاب الظفر من الله وإياكم أن يحسد بعضكم بعضا فإن الكفر أصله الحسد وإياكم أن تعينوا على مسلم مظلوم فيدعو الله عليكم ويستجاب له فيكم فإن أبانا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول إن دعوة المسلم المظلوم مستجابة وليعن بعضكم بعضا فإن أبانا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول إن معونة المسلم خير وأعظم أجرا من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام وإياكم وإعسار أحد من إخوانكم المسلمين أن تعسروه بالشيء يكون لكم قبله وهو معسر فإن أبانا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول ليس لمسلم أن يعسر مسلما ومن أنظر معسرا أظله الله بظله يوم لا ظل إلا ظله

قوله عليه‌السلام : « فإن الكفر أصله الحسد فإن أول الكفر نشأ من إبليس ، وكان باعثه عليه الحسد ، وأيضا كل أكثر أفراد الكفر ينشأ من حسد من فضله الله وأوجب متابعته.

قوله عليه‌السلام : « أن تعينوا على مسلم » يقال أعانه : أي نصرة وأعان عليه : أي أضر به وأعان على إضراره.

قوله عليه‌السلام : « وإياكم وإعسار » في القاموس(١) : عسر الغريم يعسره : طلب منه على عسرة كأعسره.

قوله عليه‌السلام : « أظله الله بظله » أي بظل عرشه أو بظل رحمته مجازا ،قوله ( عليه‌السلام ) : « وإن استطعتم » جزاء الشرط محذوف أي فافعلوا ولا يبعد أن يكون في الأصل ما استطعتم ولعله هو الصواب.

قوله عليه‌السلام : « محرج الإمام » في الصحاح(٢) أحرجه إليه : ألجأه ، وفيه(٣) سعى به إلى الوالي إذا وشى به يعني نمه وذمه عنده.

أقول : الظاهر أن المراد لا تكونوا محرج الإمام ، أي بأن تجعلوه مضطرا إلى شيء لا يرضى به ثم بينعليه‌السلام بأن المحرج هو الذي يذم أهل الصلاح عند الإمام ، ويشهد عليهم بفساد ، وهو كاذب في ذلك فيثبت ذلك بظاهر حكم الشريعة عند الإمام ، فيلزم الإمام أن يلعنهم ، فإذا لعنهم وهم غير مستحقين لذلك ، تصير اللعنة عليهم

__________________

(١) القاموس المحيط : ح ٢ ص ٨٨.

(٢) الصحاح ح ١ ص ٣٠٦.

(٣) نفس المصدر : ح ٦ ص ٢٣٧٧.

١٩

وإياكم أيتها العصابة المرحومة المفضلة على من سواها وحبس حقوق الله قبلكم يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة فإنه من عجل حقوق الله قبله كان الله أقدر على التعجيل له إلى مضاعفة الخير في العاجل والآجل وإنه من أخر حقوق الله قبله كان الله أقدر على تأخير رزقه ومن حبس الله رزقه لم يقدر أن يرزق نفسه فأدوا إلى الله حق ما رزقكم يطيب الله لكم بقيته وينجز لكم ما وعدكم من مضاعفته لكم الأضعاف الكثيرة التي لا يعلم عددها ولا كنه فضلها إلا الله رب العالمين.

وقال اتقوا الله أيتها العصابة وإن استطعتم أن لا يكون منكم محرج الإمام فإن محرج الإمام هو الذي يسعى بأهل الصلاح من أتباع الإمام المسلمين لفضله الصابرين على أداء حقه العارفين لحرمته واعلموا أنه من نزل بذلك المنزل عند الإمام فهو محرج الإمام فإذا فعل ذلك عند الإمام أحرج الإمام إلى أن يلعن أهل الصلاح من أتباعه المسلمين لفضله الصابرين على أداء حقه العارفين بحرمته فإذا لعنهم لإحراج أعداء الله الإمام صارت لعنته رحمة من الله عليهم وصارت اللعنة من الله ومن الملائكة ورسله على أولئك

رحمة ، وترجع اللعنة إلى الواشي الكاذب الذي ألجأ الإمام إلى ذلك. أو المراد أنه ينسب الواشي إلى أهل الصلاح عند الإمام شيئا بمحضر جماعة يتقي منهم الإمام فيضطر الإمام إلى أن يلعن من نسب إليه ذلك تقية ويحتمل أن يكون المراد أن محرج الإمام هو من يسعى بأهل الصلاح إلى أئمة الجور ، ويجعلهم معروفين عند أئمة الجور بالتشيع ، فيلزم أئمة الحق لرفع الضرر عن أنفسهم وعن أهل الصلاح أن يلعنوهم ويتبرءوا منهم فتصير اللعنة إلى الساعين وأئمة الجور معا ، وعلى هذا ، المراد بأعداء الله أئمة الجور.

وقوله عليه‌السلام : « إذا فعل ذلك عند الإمام » يؤيد المعنى الأول هذه هي من الوجوه التي خطرت بالبال ، والله أعلم ومن صدر عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قوله عليه‌السلام : « في الصالحين قبل » أي جرت السنة فيهم إن كانوا مقهورين مرعوبين وكذلك تجري في الصالحين منكم ، أو بأن يلعنهم الناس وتصير اللعنة عليهم رحمة.

٢٠

٤٣ ـ أحمد بن أصرم بن خزيمة(١) : من ولد عبد الله بن مغفّل المزنىّ. يكنى أبا العباس. بصرى ، قدم مصر ، وكتب عنه ، وخرج عنها ، فتوفى بدمشق فى جمادى الأولى سنة خمس وثمانين ومائتين(٢) .

٤٤ ـ أحمد بن بشر بن محمد بن إسماعيل بن بشر التجيبى : يكنى أبا عمر. شيخ لأهل المغرب ، يعرف ب «ابن الأغبس»(٣) . حدّث. توفى بالأندلس سنة سبع وعشرين وثلاثمائة(٤) .

٤٥ ـ أحمد بن بقىّ بن مخلد : يكنى أبا عمر. وفى موضع آخر : أبو عبد الله. قاضى القضاة بالأندلس. توفى سنة أربع وعشرين وثلاثمائة ، وحدّث(٥) .

٤٦ ـ أحمد بن جعفر بن أحمد بن أيوب : يكنى أبا الحسين. يعرف ب «ابن العراقى». مولى زياد بن ردّاد بن ربيعة بن سليم بن عمير «جدّ أبى صالح عبد الغفار بن داود بن مهران بن زياد الحرّانى». توفى فى ذى الحجة سنة ثمان وثلاثمائة ، وكتب الحديث(٦) .

٤٧ ـ أحمد بن الحسن السكرى : يكنى أبا عبد الله. بغدادى. كان حافظا للحديث. توفى يوم الاثنين لسبع ليال خلون من ذى القعدة سنة ثمان وستين ومائتين. كتب عنه(٧) .

__________________

(١) هذا هو النسب الذي ذكره الخطيب البغدادى للمترجم له ، مصدرا إياه بهذا السند : (أخبرنا الصورى ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدى ، حدثنا ابن مسرور ، حدثنا أبو سعيد بن يونس ، قال). (تاريخ بغداد) ٤ / ٤٥. وزاد الخطيب فى ترجمته فى نسبه ما يلى : عباد بن عبد الله بن حسان بن عبد الله بن مغفل المزنى. (السابق ٤ / ٤٤). فهو يرجع فى نسبه ـ إذا ـ إلى الصحابى (عبد الله بن مغفّل ـ بمعجمة ، وفاء مثقلة) ، وهو من أصحاب الشجرة. سكن المدينة ، ثم البصرة. وهو من العشرة النقباء ، الذين أوفدهم عمر بن الخطاب ؛ لتفقيه الناس فى الدين. (توفى سنة ٥٧ ، أو ٦٠ ه‍). (تهذيب التهذيب ٦ / ٣٨ ، والتقريب ١ / ٤٥٣).

(٢) تاريخ بغداد ٤ / ٤٥.

(٣) بغين معجمة ، بعدها باء معجمة بواحدة. (الإكمال ١ / ١٠٠).

(٤) السابق (ذكره ابن يونس). راجع المزيد عنه (قرطبى ، كان مشاورا فى الأحكام. سمع ابن وضّاح ، والخشنىّ ، وله ميل إلى المذهب الشافعى). (تاريخ ابن الفرضى ـ ط. الخانجى ـ ١ / ٤٤).

(٥) الإكمال ١ / ٣٤٥ (قاله ابن يونس). راجع المزيد عن هذا القاضى فى (تاريخ ابن الفرضى ـ ط. الخانجى) ١ / ٤٤ ، و (قضاة قرطبة) للخشنى (ط. الإبيارى) ص ٢٢٢ ـ ٢٣١ (توفى ٣٢٤ ه‍).

(٦) الإكمال ٦ / ٤١٦ (قاله ابن يونس) ، والأنساب ٤ / ١٧٥ (شرحه).

(٧) تاريخ بغداد ٤ / ٨٠ (حدثنا محمد بن على الصورى ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدى ،

٢١

٤٨ ـ أحمد بن الحسن بن القاسم بن سمرة الكوفى : روى بمصر عن وكيع ، وكان يعرف ب «رسول نفسه». حدّث بمناكير(١) ، ومات سنة اثنتين وستين ومائتين بمصر(٢) .

٤٩ ـ أحمد بن الحسن بن هارون الصّبّاحىّ(٣) البغدادى : قدم مصر. حدّث بها ، وخرج ، فأصيب سنة اثنتى عشرة وثلاثمائة(٤) .

٥٠ ـ أحمد بن خالد بن يزيد : يعرف ب «ابن الجبّاب»(٥) . أندلسى جبابىّ(٦) . والجبّاب الذي يبيع الجباب بلغتهم. يكنى أبا عمر. مشهور عندهم. توفى بالأندلس بقرطبة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة(٧) . حدّث عن إسحاق بن إبراهيم الدّبرىّ(٨) ، وعلى بن

__________________

حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور ، حدثنا أبو سعيد بن يونس ، قال). وذكر الخطيب أنه سكن مصر ، وحدّث بها.

(١) لعله يشير بذلك إلى حديث ، رواه عن وكيع بسنده إلى (ابن عباس) مرفوعا ، عن وجود مناد ينادى ـ يوم القيامة ـ من تحت العرش ، فيؤتى بأبى بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلىّ إلى آخر الحديث. (ميزان الاعتدال ١ / ٩٠).

(٢) المصدر السابق ١ / ٩١ (قال ابن يونس).

(٣) كذا ضبطها ابن ماكولا بالحروف فى (الإكمال) ٥ / ٢١١ ، وذكر أنه يكنى أبا بكر. وهذه الكنية هى نفس كنيته فى (تاريخ بغداد) ٤ / ٨٧. هذا ، وقد خلا نص ترجمة ابن يونس له من ذكر كنية المترجم له. وهذا من المواضع النادرة التى يغفل فيها ابن يونس ذكر الكنية رغم وجودها. وأورد الخطيب بقية النسب (السابق ٤ / ٨٧): (ابن سليمان بن يحيى بن سليمان بن أبى سليمان).

(٤) السابق ٤ / ٨٨ (حرفت فيه اثنتى إلى (اثنى). ونقل الخطيب الترجمة بالسند الآتى : (حدثنا الصّورى ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدى ، ثنا ابن مسرور ، ثنا أبو سعيد بن يونس ، قال). ولا ندرى شيئا عن الحادثة المشار إليها فى الترجمة.

(٥) الإكمال ٢ / ١٣٨ (ضبطها ابن ماكولا بالحروف ، وقال : كان يبيع الجباب). وذكره السمعانى فى (الأنساب ٢ / ١٤ ، وصدّر الترجمة بقوله : (ذكره أبو سعيد بن يونس فى تاريخ مصر). ولعل الأمر اختلط عليه ؛ إذ الصواب (تاريخ الغرباء الذين نزلوا مصر).

(٦) كذا فى (المصدر السابق) فى مادة (الجبابىّ) بضبط الحروف. وفى (الإكمال) ٢ / ١٣٨ : الأندلسى الجيّانى (فلعله يقصد انتسابه إلى جيّان بالأندلس. وأعتقد أنها أقرب إلى أن تكون محرفة ؛ لأن المترجم له قرطبى ، كما سيأتى).

(٧) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ١ / ٤٢ (ولم ينسب النص إلى ابن يونس ، وذكر مولده سنة ٢٤٦ ه‍ ، ووفاته) ، والإكمال ٢ / ١٣٨ (شرحه) ، والأنساب ٢ / ١٤.

(٨) ضبطت بالحروف فى الأنساب ٢ / ٤٥٣ ، وقال السمعانى : نسبة إلى (الدّبر) ، وهى قرية من

٢٢

عبد العزيز ، وغيرهما(١) .

٥١ ـ أحمد بن داود بن موسى السّدوسى البصرى : يكنى أبا عبد الله. روى عن عبد الله بن أبى بكر العتكىّ(٢) ، ومسلم بن إبراهيم ، وجماعة. روى عنه الطبرانى ، وغيره. ثقة ، توفى فى صفر سنة اثنتين وثمانين ومائتين(٣) .

٥٢ ـ أحمد بن زكريا بن يحيى بن عبد الملك بن عبيد الله بن عبد الرحمن(٤) : وهو المعروف ب «ابن الشامة». من أهل قرطبة. سمع عن ابن وضّاح ، ومن إبراهيم بن قاسم بن هلال «خاله»(٥) . مات بالأندلس سنة ثمان وستين ومائتين(٦) .

٥٣ ـ أحمد بن سعيد بن شاهين : يكنى أبا العباس. بغدادى ، قدم مصر. حدّث بها ، وبها توفى(٧) .

__________________

قرى صنعاء اليمن. وقد اشتهر بالانتساب إليها : أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدّبرىّ (راوى كتب عبد الرزّاق بن همّام). روى عنه أبو عوانة الإسفرايينى ، والطبرانى.

(١) الأنساب ٢ / ١٤. وتوجد مزيد من الإضافات عنه فى (تاريخ ابن الفرضى ـ ط. الخانجى) ١ / ٤٢ ، والإكمال ٢ / ١٣٨ : من أهل قرطبة. سمع محمد بن وضّاح ، وقاسم بن محمد ، ومحمد بن عبد السلام الخشنىّ. حدث عنه جماعة ، منهم : ابنه محمد ، وخالد بن سعد. وهو حافظ متقن ، ألّف مسند (حديث مالك) ، وغيره.

(٢) نسبة إلى (عتيك) ، وهو بطن من الأزد. (الأنساب ٤ / ١٥٣).

(٣) تاريخ الإسلام ٢١ / ٥٧ (قال ابن يونس).

(٤) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ١ / ٣٤ (نسبه أبو سعيد). وكذلك ورد نسبه فى (الجذوة) ١ / ١٩٧ (غير منسوب إلى ابن يونس) ، والشيء نفسه فى (البغية) ص ١٧٩.

(٥) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ١ / ٣٤ (وقد استنتجت وجود ذلك فى الترجمة ؛ لأن الغالب ـ فى رأيى ـ أنه لا يذكر النسب فقط ، وتاريخ الوفاة ، بل لابد من ذكر معلومات أخر عن المترجم له). وفى (الجذوة) ١ / ١٩٧ ، و (البغية) ١٧٩ : أندلسى محدّث. سمع ، وعنى ، وحمل عنه.

(٦) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ١ / ٣٤ ، والجذوة ١ / ١٩٧ (ولم تطل حياته) ، والبغية ١٧٩ (كسابقه ، وإن حرف تاريخ وفاته إلى سنة ٢١٨ ه‍). وقد ترجم السمعانى لأخيه (يحيى بن زكريا) المعروف ب (ابن الشامة) الأندلسى ، المتوفى سنة ٢٧٥ ه‍ فى (الأنساب) ٣ / ٣٨٨.

(٧) تاريخ بغداد (٤ / ١٧١ (حدثنا الصورى ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدى ، وحدثنا ابن مسرور ؛ حدثنا أبو سعيد بن يونس ، قال). وزاد الخطيب المعلومات الآتية : روى عن ابن معين ، ومصعب بن عبد الله الزبيرى ، وغيرهما. وروى عنه الطبرانى ، وغيره. ثقة ، توفى سنة ٢٩٣ ه‍. ويقال : نزل مصر آخر عمره ، فتوفى بها.

٢٣

٥٤ ـ أحمد بن سليمان بن نصر المرىّ(١) : أندلسى ، مات بها(٢) سنة عشر وثلاثمائة. وقد حدّث(٣) .

٥٥ ـ أحمد بن شعيب بن علىّ بن سنان بن بحر النّسائى(٤) : يكنى أبا عبد الرحمن. قدم مصر قديما ، وكتب بها ، وكتب عنه(٥) ، وكان إماما فى الحديث ، ثقة ثبتا حافظا. وكان خروجه من مصر فى ذى القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة ، وتوفى بفلسطين يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر سنة ثلاث وثلاثمائة(٦) .

__________________

(١) كذا نسبه فى (الإكمال) ٧ / ٣١٤ ، والأنساب ٥ / ٢٦٩. واختلف نسبه فى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ١ / ٣٩ ، فسمّاه : (أحمد بن سليمان بن مضر الصبّاحى).

(٢) أى : ب (المرية) ، وهى مدينة عظيمة على ساحل من سواحل بحر الأندلس فى شرقيها ، وبها علماء ومحدثون. وذكر السمعانى الترجمة تحت مادة (المرّى) ، وقال : نسبة إلى جماعة بطون من قبائل شتى ، و (الأنساب) ٥ / ٢٦٨. ومن قبل ذكره ابن ماكولا تحت المادة نفسها (الإكمال ٧ / ٣١٤). وأعتقد أنها ليست المقصودة هنا بالطبع.

(٣) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ١ / ٣٩ (حدّث. ذكره أبو سعيد) ، والإكمال ٧ / ٣١٤ (قاله ابن يونس) ، والأنساب ٥ / ٢٦٩ (وحدّث. قاله ابن يونس).

(٤) المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ، لابن الدمياطى ص ٤٩ (وصدّر ذكر نسبه ب قال أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفى). ولذلك فالمرجح أن هذا هو النسب الذي ذكره ابن يونس له ، وهو الشائع فى المصادر الأخرى ، مثل : (معجم البلدان ٥ / ٣٢٥ ، وسير النبلاء ١٤ / ١٢٥ ، وتاريخ الإسلام ٢٣ / ١٠٥ ، وطبقات السبكى ٣ / ١٤ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٢ (وأضاف بعد (بحر) ، اسم (دينار) ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٤٩ (وفيه حرّف بحر إلى يحيى). وسمّاه الأقلون (أحمد بن على بن شعيب بن على بن سنان بن بحر النسائى). (وفيات الأعيان ١ / ٧٧ ، والبداية والنهاية ١١ / ١٣١ ، وأضاف اسم دينار بعد بحر).

(٥) هكذا ، اختزل ابن يونس ذكر تلاميذ المترجم له ، ولم يشر إلى أساتيذه. وممن أوردهم السبكى من هؤلاء وأولئك فى (طبقات الشافعية) ٣ / ١٥ : روى عن قتيبة بن سعيد ، وإسحاق بن راهويه ، ويونس بن عبد الأعلى ، وكثيرين غيرهم من العراق ، وخراسان ، والشام ، ومصر ، والحجاز. وروى عنه أبو بشر الدولابى ، وحمزة بن محمد الكنانىّ ، والطبرانى.

(٦) معجم البلدان ٥ / ٣٢٦ (ذكر شهر ، وسنة وفاته فقط). قال أبو سعيد بن يونس) ، ووفيات الأعيان ١ / ٧٨ ، لم يذكر عن ابن يونس وفاة النسائى. وصدّر ترجمته له ب (قال أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس صاحب تاريخ مصر فى تاريخه) ، وتهذيب الكمال ١ / ٣٤٠ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وسير أعلام النبلاء ١٤ / ١٣٣ (لم يذكر دخوله مصر قديما ، ولا كتابته بها ، قال أبو سعيد بن يونس فى تاريخه). ورجح الذهبى تاريخ الوفاة الذي ذكره ابن يونس ، وقال : هذا أصح ؛ فابن يونس يقظ ، وأخذ عن النسائى وبه عارف (وذلك فى معرض

٢٤

٥٦ ـ أحمد بن عبد الله الأنصارى : صاحب الصلاة بالأندلس(١) .

٥٧ ـ أحمد بن عبد الله بن الجحّاف الأنصارى : محدّث مات بالأندلس(٢) .

٥٨ ـ أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلى الكوفى : يكنى أبا الحسن. مات فى سنة إحدى وستين(٣) .

__________________

الرد على قول الدارقطنى : إنه مات فى شعبان سنة ٣٠٣ ه‍ ، ودفن بمكة بين الصفا والمروة). وتاريخ الإسلام ٢٣ / ١٠٩ (قال أبو سعيد بن يونس فى تاريخه) ، ومخطوط مسالك الأبصار للعمرىّ (برقم ١٥ معارف عامة) ص ٢٦٩ (قال ابن يونس فى تاريخ مصر) ، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطى ص ٤٩ ، وطبقات السبكى ٣ / ١٦ (اكتفى بذكر وفاته. قال أبو سعيد ابن يونس) ، والبداية والنهاية ١١ / ١٣١ ـ ١٣٢ (لم يذكر قدومه مصر قديما ، ولا كتابته بها. قال ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٣ ـ ٣٤ (قال ابن يونس) ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٥٠ (ذكر سنة خروجه من مصر. قال ابن يونس). يلاحظ أن السيوطى ذكر أنه ولد سنة ٢١٥ ه‍ (دون نسبة ذلك إلى مؤرخنا ابن يونس) ج ١ / ٣٥٠. ومن قبله ذكر المعلومة نفسها ابن الدمياطى فى (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد) ص ٤٩. وأخيرا ، من أراد المزيد من تفاصيل حياة وعلم النسائى ، فليراجع : (بغية الطلب ٢ / ٧٨٢ ـ ٧٨٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٤ / ١٢٥ ـ ١٣٣).

(١) الجذوة ١ / ٢٠٢ (ذكره ابن يونس بعد الذي قبله. وكان الحميدى قد ترجم قبله ل (أحمد بن عبد الله بن الجحاف). وهذا يعنى أن ابن يونس يسير فى ترتيب تراجمه هنا على غير النسق الذي أتبعه ، لكنى حرصت على التزامه ؛ تسهيلا على القارئ ، وتوحيدا لمنهج الترتيب ، الذي ارتضيته منذ كتاب (تاريخ المصريين) لابن يونس. وقد زادنا ابن الفرضى فى (تاريخه ، ط. الخانجى) ١ / ٤٠ مزيدا من المعلومات عن المترجم له ، عندما ذكر أنه من (ريّة) ، وكان على (صلاة إلبيرة) ، وتوفى فى صدر أيام الأمير محمد (٢٣٨ ـ ٢٧٣ ه‍).

(٢) الجذوة ١ / ٢٠٢.

(٣) تاريخ بغداد ٤ / ٢١٥ (ذكر أبو سعيد بن يونس المصرى). والمقصود : ومائتين ؛ لأن مولده بالكوفة سنة ١٨٢ ه‍. وأضاف الخطيب : أن حديثه عزيز بمصر والشام والعراق ؛ لخروجه إلى المغرب (فحديثه ، وتصانيفه ، وأخباره هناك) ؛ للعبادة. وروى عن محمد بن جعفر بن غندر ، والحسين بن على الجعفىّ ، وغيرهما. روى عنه ابنه صالح (أبو مسلم) ، وغيره. ويبدو أن إلمامه بمصر كان عابرا ، إذ لم أجد مصريا واحدا مذكورا ضمن أساتيذه ، أو تلاميذه ، فلم أسجل من أساتيذه وتلاميذه الآخرين أحدا بالمتن ، خاصة أن الخطيب لم يذكر شيئا من ذلك عن ابن يونس. وقد توفى بأطرابلس وقبره على الساحل ، وبجانبه ابنه (صالح). (السابق ٤ / ٢١٤ ـ ٢١٥).

٢٥

٥٩ ـ أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعية(١) بن أبى زرعة البرقىّ(٢) : مولى بنى زهرة. يكنى أبا بكر. حدّث عن عبد الملك بن هشام بالمغازى ، وحدّث عن عمرو ابن أبى سلمة ، وسعيد بن أبى مريم ، وأسد بن موسى ، وأبى صالح كاتب الليث ، وغيرهم. وكان ثقة ثبتا. توفى فى شهر رمضان سنة سبعين ومائتين(٣) فجأة ، ضربته دابة فى سوق الدواب. قيل : إن أخاه كان صنّف التاريخ ولم يتمه ، فأتمه ، وحدّث به ، وكان إسنادهما واحدا(٤) .

٦٠ ـ أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة بن مسلم الدّينورىّ(٥) : يكنى أبا جعفر. قدم أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة مصر على القضاء سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. وتوفى بمصر وهو على القضاء ، فى شهر ربيع الأول(٦) سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة(٧) .

__________________

(١) حرفت إلى (سعيد) فى (الأنساب) ١ / ٣٢٥.

(٢) ذكر ياقوت فى (معجم البلدان ١ / ٤٦٣) : أن ابن يونس ذكر (أحمد بن عبد الله) فى البرقيين ، فيبدو أنه ولد وعاش طويلا فى (برقة) ، فنسب إليها. أما أخوه محمد ، فذكره فى (المصريين) ، لكنه عرف بالبرقى ؛ لا تجاره إلى برقة ، رغم أنه من أهل مصر. (راجع ترجمة ابن يونس لمحمد هذا فى تاريخ المصريين) ، باب الميم) رقم (١٢٢٩).

(٣) الأنساب ١ / ٣٢٥. وذكر الذهبى فى (تاريخ الإسلام) ٢٦ / ٢٠٨ : توفى أحمد بن عبد الرحيم بمصر سنة ٢٦٦ ه‍. وعلّق الذهبى : كذا ذكره ابن يونس فى موضع. وقال فى موضع آخر : توفى سنة ٢٧٠ ه‍ فى رمضان. وأعتقد أن الراجح هو التاريخ المؤخّر. ولعل الاختلاف نابع من تعدد نسخ كتاب ابن يونس ، واختلاف ناسخيه دقة وإجادة.

(٤) ترجم له فى (الأنساب) ١ / ٣٢٥ (خلال تراجم ابن يونس لعلماء برقة).

(٥) كذا ينسب إلى (الدّينور) مضبوطة بالشكل فى (معجم البلدان) ٢ / ٦١٦ ، وقد عرفها ياقوت بأنها من أعمال الجبل ، بينها وبين همدان نيّف وعشرون فرسخا. وهى مدينة كثيرة الثمار والزروع والمياه ، وأهلها أجود طبعا من أهل همدان.

(٦) تاريخ بغداد ٤ / ٢٢٩ (ونقل الترجمة بالإسناد الآتى : حدثنا الصورى ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدى ، ثنا ابن مسرور ، حدثنا أبو سعيد ـ لا سعيد كما ورد محرفا ـ بن يونس ، قال) ، ومعجم الأدباء ٣ / ١٠٤ (وحدّث أبو سعيد بن يونس قال) ، ورفع الإصر ١ / ٧٤ (قال أبو سعيد بن يونس). وأضاف ابن حجر : أنه ولى فى سابع الشهر المذكور.

(٧) تاريخ بغداد ٤ / ٢٢٩ ، ومعجم الأدباء ٣ / ١٠٤ ، ورفع الإصر ١ / ٧٤. وذكر ابن حجر فى (المصدر السابق) ـ نقلا عن ابن زولاق ـ أن المترجم له باشر القضاء ثلاثة أشهر ، وقيل : ٧٤ يوما. ثم صرف بعزل ابن أبى الشوارب ، وأعيد أبو عثمان بن حماد. وعاش ابن قتيبة ـ بعد

٢٦

٦١ ـ أحمد بن عبد الرحمن : قرطبى. سمع من ابن وضّاح ، وسمع منه(١) . مات بالأندلس(٢) .

٦٢ ـ أحمد بن عمر بن أسامة : توفى بالأندلس سنة ثمانين ومائتين. حدّث(٣) .

٦٣ ـ أحمد بن عمر بن المهلب البزّاز : يكنى أبا الطيب. بغدادى ، توفى بمصر يوم الخميس لسبع خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثمائة(٤) .

٦٤ ـ أحمد بن أبى عمران الفقيه : يكنى أبا جعفر. واسم «أبى عمران» : موسى بن عيسى. من أهل بغداد. وكان مكينا فى العلم ، حسن الدراية بألوان من العلم كثيرة. وكان ضرير البصر ، وحدّث بحديث كثير من حفظه(٥) ، وكان ثقة(٦) . وكان قدم إلى

__________________

ذلك ـ حتى توفى بمصر ، فى ربيع الأول سنة ٣٢٢ ه‍. وأقول : وهذا يعنى أنه لم يمت وهو فى منصب القضاء ، كما ذكر ابن يونس. وقد أدرك ابن حجر ذلك ، فعلّق قائلا : وقول ابن زولاق أولى (باعتباره صاحب مؤلّف فى قضاة مصر) ، ثم حاول الجمع بين التواريخ (دخول ابن قتيبة مصر ٣٢١ ه‍ ، وتاريخ وفاته ومدة قضائه ، فقال : لعله ولى فى ذى الحجة ٣٢١ ه‍ مدة ٣ شهور ، أو تزيد أياما قلائل حتى عزل ، ثم مات بعدها بقليل (فى ربيع الأول سنة ٣٢٢ ه‍) ، وأخيرا ، يلاحظ أن والد المترجم له هو العالم (ابن قتيبة) المشهور بمؤلفاته الكثيرة (المعارف ، والشعر والشعراء ، وعيون الأخبار ، وغيرها) ، التى رواها ابنه عنه حفظا بمصر ، عندما قدم إليها ، (معجم الأدباء) ٣ / ١٠٤.

(١) الجذوة ١ / ٢٠٦ ، والبغية ص ١٨٩. والمقصود : أن المترجم له روى عن ابن وضّاح ، وروى عنه ابن وضاح (فكلاهما روى عن الآخر).

(٢) المصدران السابقان (قاله ابن يونس).

(٣) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) : ١ / ٣٥ (ذكره أبو سعيد ، قال).

(٤) تاريخ بغداد ٤ / ٢٨٧ (ذكره أبو سعيد بن يونس المصرى فى «الغرباء الذين قدموا مصر» ، وصدّر الترجمة بإسناده المعهود : ثنا الصورى ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن ، حدثنا ابن مسرور ، حدثنا أبو سعيد بن يونس ، قال).

(٥) تاريخ بغداد ٥ / ١٤٢ (حدثنا الصورى ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدى ، ثنا عبد الواحد ابن محمد بن مسرور ، ثنا أبو سعيد بن يونس ، قال) ، والمقفى ١ / ٧٢٥ (قال ابن يونس) ، وأضاف : أنه ذهب ببصره آخر عمره ، وكان جيد الحفظ ، صنّف كتاب (الحجج). و (الطبقات السنية) ١ / ٣١٥ (وقال أبو سعيد بن يونس).

(٦) تاريخ بغداد ٥ / ١٤٢ ، والبداية والنهاية ١١ / ٧٣ (واكتفى بقوله : وثقه ابن يونس فى (تاريخ مصر) ، والمقفى ١ / ٧٢٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٦٣ (وثقه ابن يونس فى تاريخه) ، والطبقات السنية ١ / ٣١٥.

٢٧

مصر مع «أبى أيوب» صاحب «خراج مصر»(١) ، فأقام بمصر إلى أن توفى بها فى المحرم سنة ثمانين ومائتين(٢) .

٦٥ ـ أحمد بن عمرو بن منصور اللّبيرىّ الأندلسى(٣) : يروى عن يونس بن عبد الأعلى ، وغيره. توفى بالأندلس سنة اثنتى عشرة وثلاثمائة. نسبه فى موالى بنى أمية(٤) .

٦٦ ـ أحمد بن محمد بن زكريا بن أبى عتّاب(٥) : يكنى أبا بكر. يعرف ب «أخى ميمون». بغدادى ، كان حافظا للحديث ، وكان يمتنع من أن يحدّث. حفظت عنه أحاديث فى المذاكرة. وكانت وفاته بمصر فى شوال سنة ست وتسعين ومائتين(٦) .

__________________

(١) لعله الذي ذكره الكندى باسم (أحمد بن محمد بن شجاع). (الولاة ٢١٧). ويعرف فى بعض المصادر ـ (أحمد بن محمد بن أخت أبى الوزير). (سيرة ابن الداية) ص ٨٤ ، وكنّاه البلوى ب (أبى تراب) ، وسمّاه أحمد بن شجاع بن أخت الوزير). (سيرة البلوى ٦٠). وذكر المصدران السابقان : أنه ولى خراج مصر سنة ٢٥٨ ه‍. فلعله هو التاريخ الذي دخل فيه المترجم له إلى مصر.

(٢) تاريخ بغداد ٥ / ١٤٢ ، والمقفى ١ / ٧٢٥ ، والطبقات السنية ١ / ٣١٥. ويمكن مراجعة مزيد من التفاصيل عن (المترجم له) ، وعلمه ، وحنفية مذهبه الفقهى ، وأستاذيته للفقيه الطحاوى المصرى فى (المصادر السابقة). ويلاحظ أن السيوطى ذكر فى (حسن المحاضرة) ١ / ٤٦٣ : أنه قاضى الديار المصرية. ودهش لذلك صاحب (الطبقات السنية) ١ / ٣١٥ ، وقال : هذا صريح فى ولايته قضاء مصر ، فكأنه وليه قبل أن أصيب ببصره. فليحرر. والله أعلم. وقد عدت لتحرير هذا القول ، وراجعت (قضاة مصر) للكندى ، فما وجدت لذلك ذكرا ؛ مما يدل على أنه وهم وقع فيه السيوطى.

(٣) كذا ضبطت بالشكل فى (الإكمال) ٧ / ١٩٥ ، وبالحروف فى (الأنساب) ٥ / ١٤ (ونسبها إلى لبيرى بالقصر) ، وهى (إلبيرة) المعروفة بالأندلس. لذا ذكر لها ابن ماكولا وجها آخر للنسب إليها ، وهو (إلبيرىّ). (الإكمال ٧ / ١٩٥).

(٤) السابق (قاله ابن يونس) ، والأنساب ٥ / ١٢٨ (شرحه) ، ومعجم البلدان ٥ / ١٤ (قاله ابن يونس). وراجع المزيد عن ترجمته فى (تاريخ ابن الفرضى ـ ط. الخانجى) ١ / ٣٨ ، قال : سمع بالأندلس ، ورحل إلى المشرق ، ولقى محمد بن سحنون ، والربيع الجيزى ، ومؤرخنا ابن عبد الحكم ، وغيرهم. عالم بالحديث وعلله ، حافظ له إمام فيه. وفى (الجذوة) ١ / ٢١٧ ـ ٢١٨ : صاحب صلاة إلبيرة ، وخطيبها. كان فقيها محدثا ، أتى إلى مصر ، وشهد صلاة عبد الرحمن ، ومحمد ابنى عبد الله بن عبد الحكم بها.

(٥) لعل هذا هو الضبط الصحيح ، فالمسمى به كثير (الإكمال ٦ / ١٢٨).

(٦) تاريخ بغداد ٥ / ٨ (حدثنى محمد بن على الصورى ، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأزدى ، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور ، قال : حدثنا أبو سعيد بن يونس ، قال). وأضاف الخطيب : أنه سكن مصر ، وحدّث بها عن نصر بن علىّ الجهضمىّ. روى عنه أحمد بن نصر الحافظ.

٢٨

٦٧ ـ أحمد بن محمد بن سلّام بن عبدويه(١) : يكنى أبا بكر. بغدادى ، توفى بمصر يوم الجمعة لست بقين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثمائة(٢) ، وعمى قبل وفاته بيسير. وكان رجلا فاضلا من خيار خلق الله (عزوجل)(٣) .

٦٨ ـ أحمد بن محمد بن الصّلت الضرير البغدادى : يكنى أبا عبد الله. حدّث عن علىّ بن الجعد ، وطبقته. توفى فى شهر ربيع الأول سنة ثمان ـ أو تسع ـ وثمانين ومائتين(٤) .

٦٩ ـ أحمد بن محمد بن عبد الواحد بن ميمون الطائى الحمصىّ : يكنى أبا جعفر. يروى عن أبى التقى الحمصى ، وطائفة. كتبت عنه(٥) . ثقة ، توفى بمصر فى رجب سنة عشر وثلاثمائة(٦) .

٧٠ ـ أحمد بن محمد بن عمر بن الأشتر الصّدفىّ ، ثم الأبودىّ : يروى عن جده «عمر بن الأشتر». ذكره فى الأخبار(٧) .

__________________

(١) لعل اسم (سلام) بتشديد اللام ، فهو كثير ، ولم أجده فيما ذكره ابن ماكولا بتخفيف اللام (الإكمال ٤ / ٤٠٢ ـ ٤١٠). أما (عبدويه) ، فهو ضبط النحويين ، والنسبة إليه (عبدوى). أما المحدّثون ، فيقولون : (عبدويه) بضم الدال ، والنسبة إليه (عبدوىّ). (الأنساب) ٤ / ١٣٣.

(٢) تاريخ بغداد (٥ / ٢٥) (حدثنى الصورى ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدى ، حدثنا ابن مسرور ، حدثنا أبو سعيد بن يونس ، قال) ، والأنساب ٤ / ١٣٤ (جعل وفاته فى جمادى الأولى بالسنة المذكورة. قال أبو سعيد بن يونس) ، والمنتظم ، لابن الجوزى (ط. بيروت) ١٣ / ١٥١ (توفى فى جمادى الآخرة من السنة المذكورة).

(٣) تاريخ بغداد ٥ / ٢٥ ، والأنساب ٤ / ١٣٤ ، والمنتظم ، لابن الجوزى (ط. بيروت) ١٣ / ١٥١ (روى عنه أبو سعيد بن يونس. ولم يذكر إصابته بالعمى). وأضاف الخطيب ، والسمعانى : أنه سكن مصر ، وحدّث بها عن عبد الأعلى بن حماد ، وأبى معمر الهذلى ، وداود بن رشيد. روى عنه الطحاوى ، وأبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى ، والحسن بن الخضر السيوطى.

(٤) تاريخ بغداد (٥ / ٣٣ (حدثنى الصورى ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدى ، حدثنا عبد الواحد بن مسرور ، حدثنا أبو سعيد بن يونس ، قال). وأضاف : أنه نزل مصر ، وحدّث بها عن محمد بن زياد الكلبى. روى عنه الطبرانى ، ومحمد بن أحمد المصرى.

(٥) استفدت ذلك من القول : روى عنه أبو سعيد بن يونس (تاريخ الإسلام) ٢٣ / ٢٦٤.

(٦) السابق (قال ابن يونس).

(٧) الإكمال ١ / ٨١ (قاله ابن يونس).

٢٩

٧١ ـ أحمد بن محمد بن عمر بن يونس(١) اليمامىّ : قدم إلى مصر وكتبت عنه(٢) . وقد لقيت جماعة ممن كتب عنه. قال لنا على بن أحمد بن سليمان «علّان» : كان سلمة ابن شبيب يكذّبه(٣) .

٧٢ ـ أحمد بن محمد بن فضالة بن غيلان بن الحسين(٤) الهمدانى الحمصىّ الصفّار المعروف ب «السوسى» : يكنى أبا علىّ. قدم مصر فى ذى الحجة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ، ونزل العسكر عند الصاغة بمصر. حدّث عن عم أبيه عيسى بن غيلان السوسى ، وعمران بن بكار البرّاء ، ومحمد بن عوف بن سفيان ، وغيرهم(٥) . وتوفى بمصر فى رمضان سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة ، وكان ثقة ، وكانت كتبه جيادا(٦) .

٧٣ ـ أحمد بن محمد بن هارون بن حسان(٧) البرقى : يكنى أبا جعفر. كان يفهم

__________________

(١) تاريخ بغداد ٥ / ٦٦ (حدثنى محمد بن على الصورى ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدى ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور ، حدثنا أبو سعيد بن يونس ، قال). وأضاف الخطيب إلى نسبه (ابن القاسم الحنفى). (السابق ٥ / ٦٥). هذا ، ولم تذكر كنيته عن ابن يونس ، ولعلها سقطت من النساخ ، أو هى من المواضع النادرة ، التى يسهو فيها ابن يونس عن ذكر كنية المترجم له. (وردت كنيته ـ أبو سهل ـ فى : (الأنساب ٥ / ٧٠٦ ، وتاريخ بغداد ٥ / ٦٥ ، والمقفى ١ / ٦٤٦). وينسب إلى اليمامة وهى بلدة مشهورة ، تعد من (نجد) ، وأكثر من نزل بها بنو حنيفة قوم مسيلمة (الأنساب ٥ / ٧٠٤) وفتحت اليمامة على يد (خالد بن الوليد) سنة ١١ ه‍ ، بعد مقتل المتنبئ (مسيلمة الكذّاب). (تاريخ الطبرى ٣ / ٢٩٣ ، وما بعدها. وذكر ياقوت فى (معجم البلدان ٥ / ٥٠٥) : أن ذلك كان سنة ١٢ ه‍. ولعل التاريخ الأول أرجح).

(٢) إضافة فى المصدر السابق. (قال ابن يونس).

(٣) تاريخ بغداد ٥ / ٦٦ ، والمقفى ١ / ٦٤٦. وأضافا : أنه سكن بغداد ، وقدم مصر ، وحدّث عن جده (عمر بن يونس) ، ومحمد بن شرحبيل الصنعانى ، عن عبد الرزاق بن همّام. روى عنه أبو بكر بن أبى داود فى آخرين. كذاب غير ثقة.

(٤) كذا فى (المقفى) ١ / ٦٥٠ ، بينما أسقطها من النسب الذهبى فى (تاريخ الإسلام) ٢٥ / ١٧٠.

(٥) المقفى ١ / ٦٥٠. وأضاف الذهبى فى (تاريخ الإسلام) ٢٥ / ١٧١ : سمع أبا زرعة الدمشقى ، ويزيد بن عبد الصمد ، وبحر بن نصر الخولانى ، والربيع المرادى ، وبكّارا ، وخلقا من المصريين والشاميين. روى عنه شجاع بن محمد العسكرى ، وتمام الرازى ، وأبو محمد بن النحاس.

(٦) تاريخ الإسلام ٢٥ / ١٧١ (قال أبو سعيد بن يونس) ، والمقفى ١ / ٦٥٠ (قاله ابن يونس).

(٧) زيادة فى (الإكمال) ١ / ٤٨١ (بالحاشية). وبدون (حسان) فى (ميزان الاعتدال) ١ / ١٥٠.

٣٠

الحديث ، وكان كذّابا خبيثا(١) ، يعمل عمل المجانين(٢) .

٧٤ ـ أحمد بن الوليد بن عبد الخالق بن عبد الجبار بن قيس(٣) بن عبد الله بن عبد الرحمن بن قتيبة بن مسلم الباهلىّ : قاضى طليطلة. يروى عن عيسى بن دينار ، ويحيى بن يحيى بن كثير. رحل وسمع من سحنون بن سعيد. وهو قديم ، توفى بالأندلس(٤) .

٧٥ ـ أحمد بن يحيى بن يحيى الليثى : محدّث ، مات بالأندلس سنة سبع وتسعين ومائتين(٥) .

ذكر من اسمه «إدريس» :

٧٦ ـ إدريس بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أميه بن عبد شمس الأموى(٦) : حدثنا عبد الله بن محمد بن زريق ، قال : حدثنا محمد بن أصبغ ابن الفرج ، قال : حدثنا أبى ، قال : حدثنا العباس بن خلف بن إدريس بن عمر بن

__________________

(١) الإكمال ١ / ٤٨١ (بالحاشية) ، وميزان الاعتدال ١ / ١٥٠ (ذكره ابن يونس ، وقال : كذاب ، وكان يفهم الحديث).

(٢) الإكمال ١ / ٤٨٢ (بالحاشية ، قال ذلك ابن يونس).

(٣) كذلك فى (تاريخ ابن الفرضى ـ ط. الخانجى) : ١ / ٣٤ (نسبه أبو سعيد). وفى (الأنساب) ٤ / ٧١ (بشر بدل قيس). كذا فى (الجذوة) ١ / ٢٣٠ (بشر ، وقيل : قيس بدلا من بشر) ، والبغية ص ٢٠٩.

(٤) له ترجمة فى المصدرين الأخيرين (ورجع إلى الأندلس ، فمات بها قديما) ويلاحظ أن مادتهما شبيهة جدا بما فى (الأنساب) ٤ / ٧١ ، لكن السمعانى قال : (هكذا ذكره أبو سعيد بن يونس) ، بينما أغفل المصدران الآخران ذكر ابن يونس.

(٥) الجذوة ١ / ٢٣١ (ذكره أبو سعيد بن يونس). وفى بعض النسخ بخط أبى عبد الله الصورى : الحافظ أحمد بن يحيى بن يحيى بن يحيى (ثلاث مرات) ، وقد أصلح على الثالث ضبّة (علامة للشك). ولا نعلم ليحيى بن يحيى ولدا ، اسمه (يحيى). ومثله بالنص ناسبا التعليق لنفسه ـ دون إسناده إلى صاحبه الحميدى ـ فعل الضبى فى (البغية) ص ٢١٠. وذكره ابن الفرضى ـ كما فى المتن ـ وقال : من أهل قرطبة. سمع ابن وضاح ، وسمع عم أبيه (عبد الله) ، وغيرهما. وهو فى جملة المشاورين بقرطبة أيام الأمير (عبد الله بن محمد). (تاريخ ابن الفرضى ـ ط. الخانجى) ١ / ٣٤ ـ ٣٥.

(٦) ذكر أنه روى عن أبيه عمر. روى عنه ابنه خلف. وشهد وفاة أبيه مع إخوته ب (دير سمعان). (بغية الطلب) ٣ / ١٣٣٣.

٣١

عبد العزيز بن مروان ، عن أبيه ، عن جده : أن عمر بن عبد العزيز قال لجرير بن الخطفىّ(١) : ما أجد لك فى هذا المال حقا ، ولكن هذه فضلة من عطائى ـ ثلاثون دينارا ـ فخذها ، واعذر. قال : بل أعذرك يا أمير المؤمنين. ولست أعرفه ـ يعنى : إدريس ـ من أهل مصر(٢) .

ذكر من اسمه «أسامة» :

٧٧ ـ أسامة بن صخر بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن عيسى بن حبيب الحجرىّ : أندلسى سرقسطىّ. توفى بالأندلس سنة ست وسبعين ومائتين. رحل فى طلب العلم ، وحدّث(٣) .

٧٨ ـ أسامة بن على بن سعيد بن بشير الرازىّ(٤) : يكنى أبا رافع. ولد ب «سامرّاء» سنة ٢٠٥ ه‍ ، وقدمت به أمه على والده «عليك»(٥) الرازى ، فأسمعه الكثير ، وعنى به.

وكان حسن الحديث ثبتا. وتوفى بمصر فى ذى الحجة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة(٦) .

__________________

(١) ضبطها السمعانى بالحروف فى (الأنساب) ٢ / ٣٨٢ ، وقال : هو لقب جد الشاعر المشهور (جرير بن عطية بن الخطفىّ). واسم هذا الجد : حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب ابن يربوع بن حنظلة التميمى.

(٢) بغية الطلب (٣ / ١٣٣٣ ـ ١٣٣٤ (بإسناده عن ابن عساكر ، الذي روى بسنده إلى أبى عمرو بن منده ، عن أبيه محمد بن إسحاق (ابن منده) ، قال : حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفى ، قال):. وصدّر التعليق الأخير ب (قال ابن يونس).

(٣) الإكمال ٣ / ٨٦ ـ ٨٧ (قاله ابن يونس).

(٤) ضبطها السمعانى بالحروف ، وقال : نسبة إلى (الرّىّ) ، وهى بلدة كبيرة من بلاد الدّيلم بين (قومس ، والجبال). وألحقوا الزاى فى النسبة تحقيقا ؛ لأن النسبة على الياء مما يشكل ، ويثقل على اللسان ؛ لفتح الراء. على أن الأنساب مما لا مجال للقياس فيها ، والمعتبر فيها النقل المجرّد. (الأنساب ٣ / ٢٣).

(٥) ذكر ابن ماكولا فى (الإكمال) ٦ / ٢٦١ (أنه بفتح العين ، وآخره كاف). راجع أوجه الضبط المتعددة لهذا الاسم فى تعليق المحقق ٦ / ٢٦٢ (حاشية) رقم ١ ، ٢) ، والوجه الوارد بالمتن هو أصح وجه فيما يقال (فتصغير علىّ بالفارسية يكون بكسر اللام ، وفتح الياء مخففة ، وبالكاف الساكنة فى آخره علامة للتصغير). وهو لقب والد المترجم له (على بن سعيد الرازى) ، الذي روى عنه ابن الأعرابى. وللمترجم له أخ آخر ، يسمى (عبد الرحمن بن عليك). وابن ابنه (على بن عبد الرحمن). يكنى أبا القاسم ، وهو شيخ ابن ماكولا. (السابق ٦ / ٢٦١ ـ ٢٦٢). وستأتى ترجمة والد (المترجم له) فى (باب العين).

(٦) تاريخ الإسلام ٢٤ / ١٢٦. وأضاف الذهبى : قلت : سمع محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. روى عنه أبو بكر بن المقرئ.

٣٢

ذكر من اسمه «إسحاق» :

٧٩ ـ إسحاق بن إبراهيم الخراسانى الشاشىّ(١) : يكنى أبا يعقوب. قدم مصر ، وكان يتفقه على مذهب أبى حنيفة. وكان فقيها يتصرف مع قضاة مصر ، وكان على قضاء بعض أعمال مصر(٢) . وكتبت عنه حكايات وأحاديث ، وكان يروى «الجامع الكبير» عن زيد بن أسامة ، عن أبى سليمان الجوزجانى ، عن محمد بن الحسن. وكان ثقة(٣) . توفى بمصر سنة خمس وعشرين وثلاثمائة(٤) .

٨٠ ـ إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن الضحّاك بن المهاجر(٥) الحمصىّ الزّبيدىّ : المعروف ب «ابن زبريق»(٦) . روى أحمد بن على بن رازح ، عن عمارة بن وثيمة : توفى بمصر يوم الثلاثاء لثمان بقين من رمضان سنة ثمان وثلاثين ومائتين(٧) .

٨١ ـ إسحاق بن إبراهيم بن أبى كامل الحنفى الباوردىّ(٨) : يكنى أبا يعقوب(٩) .

__________________

(١) ضبطت بالحروف ، ونسبت إلى (الشاش) ، وهى مدينة وراء نهر (سيحون) ، وهى من ثغور الترك ، خرج منها جماعة كثيرة من أئمة المسلمين. (الأنساب ٣ / ٣٧٥). ويلاحظ وجود بياض بمقدار كلمة مكان اسم جد المترجم له فى (المقفى) ٢ / ٥٢.

(٢) السابق (قاله ابن يونس) ، والطبقات السنية ٢ / ١٥٠ ـ ١٥١ (ذكره ابن يونس فى الغرباء الذين قدموا مصر).

(٣) المصدر السابق ٢ / ١٥١.

(٤) المقفى ٢ / ٥٢ ، والطبقات السنية ٢ / ١٥١.

(٥) كذا فى (تهذيب الكمال) ٢ / ٣٦٩ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٨٩. وحذفت (ال) فى (الأنساب) ٣ / ١٣٢.

(٦) كذا ضبط بالحروف فى (السابق). وقد فتحت الباء بالشكل على سبيل الخطأ المطبعى. وذكره بهذا اللقب المزى فى (تهذيب الكمال) ٢ / ٣٦٩ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٨٩ (أبوه يعرف ب (زبريق). وجعله السمعانى اسما لبعض أجداد والد المترجم له (أبى إسحاق إبراهيم بن العلاء) ، وذكر أن الوالد هو المعروف ب (ابن زبريق). (الأنساب ٣ / ١٣٢).

(٧) تهذيب الكمال ٢ / ٣٧٠ ـ ٣٧١ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٨٩ (قال ابن يونس. وسمّاه ابن رازح). وأضاف ابن حجر : أنه روى عن عمرو بن الحارث الحمصى ، وبقية بن الوليد ، وأبى مسهر. روى عنه البخارى فى (الأدب) ، وأبو حاتم ، والفسوىّ ، ويحيى ابن عمرو المصرى ، والترمذى.

(٨) ضبطت بالحروف فى (الأنساب) ١ / ٢٧٤. والنسبة إلى بلدة بنواحى خراسان ، يقال لها : أبيورد ، وتخفف ويقال : باورد. وقد خرج منها علماء ، وأئمة ، ومحدّثون.

(٩) كناه الخطيب بأبى الفضل (تاريخ بغداد ٦ / ٣٦٢).

٣٣

حدّث بمصر. وهو قديم(١) .

٨٢ ـ إسحاق بن إبراهيم بن يونس(٢) : يكنى أبا يعقوب(٣) . المعروف ب «المنجنيقىّ»(٤) ، بغدادى قدم مصر قديما ، وحدّث بها ، وكان رجلا صالحا صدوقا. توفى بمصر فى جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثمائة ـ فى يوم الجمعة ـ لليلتين بقيتا منه(٥) .

٨٣ ـ إسحاق بن أحمد بن جعفر القطّان : بغدادى قدم إلى مصر ، وحدّث. توفى بدمياط فى رجب سنة خمس عشرة وثلاثمائة(٦) .

٨٤ ـ إسحاق بن ذونابا(٧) : من أهل طليطلة. وكان قاضيا ب «طليطلة» ، وحدّث. توفى ـرحمه‌الله ـ سنة ثلاث وثلاثمائة(٨) .

٨٥ ـ إسحاق بن الصبّاح الكندى الأشعثى الكوفى : مات بمصر فى رمضان سنة سبع

__________________

(١) تاريخ بغداد ٦ / ٣٦٢ (ذكره أبو سعيد بن يونس فى الغرباء الذين حدّثوا بمصر). وأضاف : أنه سكن بغداد. روى عن معاوية بن هشام ، ووهب بن جرير ، وعبد الصمد بن عبد الوارث. وهو صدوق ، وسمع منه ابن أبى حاتم بمصر.

(٢) كذا ورد نسبه فى بداية ترجمة ابن يونس له الواردة فى : (تاريخ بغداد) ٦ / ٣٨٦ ، بإسناد : (حدثنا الصورى ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدى ، ثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور ، حدثنا أبو سعيد بن يونس ، قال). ورد نسبه الكامل بزيادة (موسى بن منصور) فى : (السابق ٦ / ٣٨٥ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٣٩٢ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٩٣).

(٣) تاريخ بغداد ٦ / ٣٨٥ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٣٩٢ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٩٣.

(٤) أضاف الخطيب لقب الورّاق له فى (تاريخ بغداد) ٦ / ٣٨٥ ، وكذا المزى فى : (تهذيب الكمال) ٢ / ٣٩٢ ، وابن حجر فى (تهذيب التهذيب) ١ / ١٩٣. ووردت رواية لدى المزى فى (تهذيب الكمال) ٢ / ٣٩٤ : أنه لقّب بذلك ؛ لجلوسه بجامع مصر بجوار منجنيق ، فنسب إليه.

(٥) تاريخ بغداد ٦ / ٣٨٦ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٣٩٤ ـ ٣٩٥ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٩٤ (قال ابن يونس). زاد ابن حجر فى السابق (١ / ١٩٣) : أنه نزيل مصر. روى عن أبى كريب ، وعبد الله بن أبى رومان الإسكندرانى. روى عنه النسائى ، والحسن بن سفيان ، وأبو سعيد بن يونس.

(٦) تاريخ بغداد ٦ / ٣٩٣ (بسنده المعهود إلى ابن يونس ، ويكنى أبا يعقوب).

(٧) كذا فى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ١ / ٨٦. وفى (الجذوة) ١ / ٢٥٩ : ذنابا (بالذال) ، وقيل : بالزاى. وكذا فى (البغية) ص ٢٣٥.

(٨) تاريخ ابن الفرضى (ذكره أبو سعيد) ١ / ٨٦. والترجمة تقريبا فى (الجذوة) ١ / ٢٥٩ ، والبغية ص ٢٣٥ (دون نص منهما على ابن يونس).

٣٤

وسبعين ومائتين(١) .

ذكر من اسمه «أسد» :

٨٦ ـ أسد بن عبد الرحمن السّبائى(٢) : من أهل إلبيرة. يروى عن مكحول ، والأوزاعى. ذكره الخشنىّ ـ يعنى : ابن حارث ـ فى كتابه(٣) ، وقال : ولى قضاء (كورة إلبيرة) فى إمرة عبد الرحمن بن معاوية (رضى الله عنه). وكان حيا بعد سنة خمسين ومائة(٤) .

٨٧ ـ أسد بن موسى بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم :

يقال : إنه من بنى أمية. يكنى أبا سعيد. ولد بمصر ، ويقال : بالبصرة (سنة اثنتين وثلاثين ومائة). توفى بمصر فى المحرم سنة اثنتى عشرة ومائتين ، وكان ثقة. يقال له : أسد السنّة(٥) ، حدّث بأحاديث منكرة ، وأحسب الآفة من غيره(٦) .

ذكر من اسمه «إسرائيل» :

٨٨ ـ إسرائيل بن عباد التجيبى : صاحب أخبار الملاحم. يعرف ب «الحدثانىّ»(٧) .

__________________

(١) تهذيب الكمال (٢ / ٤٣٦ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٠٨ (قال ابن يونس). وأضاف : أنه من ولد الأشعث بن قيس. روى عن شريح بن يونس ، وابن أبى مريم (تهذيب الكمال ٢ / ٤٣٦). أما ابن حجر ، فقال : روى عنه أبو داود ، وحمّاد بن عنبسة الورّاق. (تهذيب التهذيب) ١ / ٢٠٧ ـ ٢٠٨.

(٢) كذا فى (الإكمال) ٤ / ٥٣٣ ، والأنساب ٣ / ٢١١. وزاد ابن الفرضى لفظة (ابن) قبل (السبائى) فى (تاريخه ، ط. الخانجى) ١ / ٩٠.

(٣) السابق (قال أبو سعيد) ، والإكمال ٤ / ٥٣٣ (دون نسبة إلى ابن يونس) ، والأنساب ٣ / ٢١١ (شرحه).

(٤) تاريخ ابن الفرضى (١ / ٩٠).

(٥) الإكمال ٥ / ٣٦ (قاله ابن يونس). ولم يحدد تاريخ ميلاد المترجم له. وتهذيب الكمال ٢ / ٥١٤ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتاريخ الإسلام ١٥ / ٧٠ (قال ابن يونس : ثقة ، وأورد تاريخ وفاته فى مصر) ، وسير النبلاء ١٠ / ١٦٣ (شرحه) ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٢٨ (قال ابن يونس).

(٦) سير النبلاء ١٠ / ١٦٤ (قال ابن يونس) ، وميزان الاعتدال ١ / ٢٠٧ (قال أبو سعيد بن يونس فى الغرباء) ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٢٨ (قال ابن يونس). وراجع دراستى ، وترجمتى إياه فى (ما جستيرى ٢ / ٦٤ ، وبعدها).

(٧) أى : كان يقص ويروى عن أحداث الدهر ، ونوائبه.

٣٥

روى عن أبى الطّفيل. روى عنه ابن لهيعة(١) .

ذكر من اسمه «أسلم» :

٨٩ ـ أسلم بن عبد العزيز بن هشام بن خالد الأموى(٢) : من أهل قرطبة. يكنى أبا الجعد. أندلسى ، توفى فى رجب سنة تسع عشرة وثلاثمائة(٣) .

ذكر من اسمه «إسماعيل» :

٩٠ ـ إسماعيل بن إبراهيم الأنصارى : يحدّث عن أبيه ، وأبى فراس (مولى عمرو بن العاص). حدّث عنه عمرو بن الحارث ، ويحيى بن أيوب(٤) .

٩١ ـ إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن سهل الكوفى : يكنى أبا إسحاق. أصابه فالج(٥) ، ثم مات ـ بعد قليل ـ فى جمادى الأولى سنة سبعين ومائتين(٦) .

٩٢ ـ إسماعيل بن بشير التجيبى(٧) : يكنى أبا محمد. أندلسى من طبقة يحيى بن

__________________

(١) الإكمال ٣ / ٢٠ (قاله ابن يونس) ، والأنساب ٢ / ١٨٥ (شرحه). ويغلب على ظنى أنه من الغرباء ؛ إذ لم أجد له ذكرا فى كتب المصريين.

(٢) هذا هو القدر ، الذي أظن ابن يونس اكتفى به عند إيراد النسب ، طبقا لمنهجه العام فى الغرباء ، خاصة الأندلسيين. (سير أعلام النبلاء ١٤ / ٥٤٩ ، وتاريخ الإسلام ٢٣ / ٥٨٠).

(٣) المصدران السابقان (قال أبو سعيد بن يونس ـ أرّخه ابن يونس). راجع المزيد عنه فى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ١ / ١٠٥ : سمع بقى بن مخلد. رحل إلى المشرق سنة ٢٦٠ ه‍ ، ولقى بمصر المزنى ، والربيع المرادى ، ومحمد ، ويونس بن عبد الأعلى ، وأحمد بن عبد الرحيم البرقى (سمع منهم كثيرا). ولى قضاء الجماعة بقرطبة مرتين ، وسمع منه محمد بن قاسم ، وعثمان بن عبد الرحمن.

(٤) تهذيب التهذيب ١ / ٢٤٤ (قال ابن يونس). وذكر أنه روى عن عطاء ، عن ابن عباس حديثا فى فضل (من عال ثلاثة أيتام). (راجع نص الحديث فى : سنن ابن ماجه ، كتاب الأدب ، باب (حق اليتيم) ٢ / ١٢١٣ (حديث ٣٦٨٠).

(٥) الفالج : شلل يصيب أحد شقى الجسم طولا. والجمع : فوالج. والفعل : فلج الرجل : أصابه داء الفالج ، فهو مفلوج. والفعل (فلج يفلج فلجا) : ظفر. نقول : فلج بحجّته : أحسن الإدلاء بها ، فغلب خصمه. (اللسان ، مادة : ف. ل. ج) ٥ / ٣٤٥٦ ـ ٣٤٥٧ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٧٢٥).

(٦) سير النبلاء ١٣ / ١٥٩ (ابن يونس). وأضاف : أنه روى عن جعفر بن عون ، وأبى نعيم ، وابن أبى مريم. روى عنه ابن خزيمة ، والطحاوى ، وابن أبى حاتم ، الذي قال عنه : صدوق.

(٧) بفتح الباء ، وكسر الشين المعجمة (الإكمال) ١ / ٢٨٠. وفى (المصدر السابق) ١ / ٢٩٨ قال :

٣٦

يحيى ، وعيسى بن دينار. ولى الصلاة بالأندلس فى إمارة «عبد الرحمن بن الحكم»(١) ، وتوفى فى أيامه(٢) ، ودفن بمقبرة الرّبض بقرطبة(٣) .

٩٣ ـ إسماعيل بن عبيد الله بن أبى المهاجر(٤) : يكنى أبا عبد الحميد. دمشقى(٥) ، روى عن عبد الله بن عمرو ، وفضالة بن عبيد ، وروى عن جماعة من التابعين. وروى عنه الأوزاعى ، وسعيد بن عبد العزيز ، وابن أنعم(٦) . استعمله عمر بن عبد العزيز على أهل إفريقية ؛ ليحكم بينهم بكتاب الله (عزوجل) ، وسنّة نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويفقههم فى الدين. وهو أحد العشرة التابعين. سكن القيروان ، وسار فى المسلمين بالحق والعدل ، وعلّمهم السنن(٧) . وكان مولده سنة إحدى وستين ، وتوفى سنة إحدى وثلاثين ومائة(٨) .

__________________

وفى بعض النسخ : بشر. وفى (الجذوة) ١ / ٢٥٠ : بشر ، وقيل : بشير. وكذا فى (البغية) ص ٢٣٠. وفى (تاريخ ابن الفرضى. ط. الخانجى): (إسماعيل بن البشر بن محمد التجيبى).

(١) فى (البغية) ص ٢٣٠ : حرفت كلمة (الحكم) إلى (الجهم). ويمكن معرفة نبذة عن الأمير الأندلسى المذكور (٢٠٦ ـ ٢٣٨ ه‍) ، بمطالعة (تاريخ ابن الفرضى ط. الخانجى) ١ / ١٣ ، والجذوة ١ / ٣٩).

(٢) الإكمال ١ / ٢٩٨ (ذكره ابن يونس) ، والجذوة ١ / ٢٥٠ ، والبغية ص ٢٣٠.

(٣) الجذوة ١ / ٢٥٠ (ذكره أبو سعيد بن يونس) ، والبغية ص ٢٣٠ (شرحه). وراجع فى ترجمته (تاريخ ابن الفرضى) ط. الخانجى) ١ / ٧٩ ، إذ ذكر أنه جدّ (أحمد بن بشر) المعروف ب (ابن الأغبس). كان مفتيا آخر أيام الحكم بن هشام ، وأول أيام الأمير (عبد الرحمن بن الحكم). وفى (ترتيب المدارك) مجلد ٢ / ٢٥ ـ ٢٦ : كان أحد الفقهاء الذين يستفتيهم القاضى (ابن بشير) فى قضائه.

(٤) ذكر كل من : المزى ، وابن حجر أن أبا المهاجر يسمى (أقرم). (تهذيب الكمال ٣ / ١٤٣ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٧٧).

(٥) ذكر المالكى أنه قرشى مخزومى (رياض النفوس ، ط. بيروت ١ / ١١٥). وورد فى (تهذيب الكمال ٣ / ١٤٣) : أنه قرشى مخزومى دمشقى (مولى بنى مخزوم) ، والد عبد العزيز ويحيى ، وكانت له داره ظاهر باب الجابية عند طريق القنوات ، وكان يؤدّب ولد عبد الملك.

(٦) رياض النفوس (ط. مؤنس) ١ / ٧٥ (وفيه حرفت جملة : ذكره أبو سعيد بن يونس إلى (ذكر أبو العرب سعيد). وفى (المصدر السابق ، ط. بيروت) ١ / ١١٥ ـ ١١٦ : (ذكره أبو سعيد بن يونس).

(٧) السابق : ١ / ١١٦.

(٨) تهذيب الكمال ٣ / ١٥٠ (ذكره أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٧٧ (قال ابن يونس) ، وفى (رياض النفوس ، ط. مؤنس ١ / ٧٦ ، وط. بيروت ١ / ١١٦) : توفى سنة ١٣٢ ه‍.

٣٧

وأسلم على يديه خلق كثير من البربر(١) .

٩٤ ـ إسماعيل بن مسلمة بن قعنب الحارثى القعنبىّ(٢) : يكنى أبا بشر. مدنى ، توفى سنة سبع عشرة ومائتين(٣) .

٩٥ ـ إسماعيل بن موصّل(٤) بن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان بن داود بن نافع اليحصبىّ : يكنى أبا مروان. ذكره فى أهل (تطيلة) من بلاد الأندلس ، وهو من ثغور الأندلس(٥) .

٩٦ ـ إسماعيل بن اليسع الكندى الكوفى : يكنى أبا الفضل ، وأبا عبد الرحمن(٦) . حدثنا على بن أحمد بن سليمان ، حدثنا أحمد بن سعد بن أبى مريم ، سمعت عمى يقول : قدم علينا إسماعيل بن اليسع الكوفى قاضيا بعد ابن لهيعة ، وكان من خير

__________________

(١) رياض النفوس (ط. بيروت) ١ / ١١٦.

(٢) ضبطت بالحروف فى (الأنساب) ٤ / ٥٣١ نسبة إلى الجدّ. وترجم السمعانى لأخيه (عبد الله) ت ٢٢١ ه‍ ، ووالدهما (مسلمة) فى (المصدر السابق).

(٣) تهذيب الكمال ٣ / ٢٠٩ (أرّخه ابن يونس). وراجع مزيدا من ترجمته فى (السابق ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٩٢) : مدنى ، نزيل مصر. روى عن إدريس بن يحيى الخولانى ، وحمّاد بن سلمة ، وحمّاد بن زيد ، وابن وهب. روى عنه المرادى ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة ، ويحيى بن عثمان بن صالح.

(٤) الإكمال ٧ / ٣٠٣ (ضبطها بالشكل هكذا : موصّل) ، وقال : كذلك هو بخط الصورى (موصّل) : بصاد محققة مشدّدة. وفى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) : ١ / ٧٩ (موصّل) ، وكذا فى (الجذوة) ١ / ٢٥٧. وفى البغية ص ٢٣٤ : (وردت مضبوطة بالشكل ، مثل : الإكمال : موصّل).

(٥) الإكمال ٧ / ٣٠٣ (قاله ابن يونس). وعلق الحميدى فى (الجذوة) ١ / ٢٥٧ ، والضبى فى (البغية) ص ٢٣٤ على الترجمة بما يلى : كذا قال أبو سعيد بن يونس ، وهو بخط أبى عبد الله الصورى ، متقن فى نسخته المسموعة ، وأبى عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن أبى يزيد المصرى ، عن أبى الفتح بن مسرور ، عن ابن يونس. وفى نسخة أخرى من كتاب (أبى سعيد ابن يونس): (إسماعيل بن سهل بن عبد الله بن إسحاق اليحصبى) : أندلسى ، يكنى أبا القاسم. ذكره فى أهل تطيلة. فلا أدرى أهو اختلاف فى نسبه ، أم هو غيره؟ ويلاحظ أن الحميدى كان قد سبق وترجم لهذا الاسم من قبل فى (الجذوة ١ / ٢٥١) ، وذكر أن فيه شبهة ، سيذكرها بعد ذلك. وتطيلة : مدينة بالأندلس فى شرقى قرطبة غزيرة المياه ، كثيرة الأشجار والأنهار ، اختطت أيام الحكم بن هشام (معجم البلدان ٢ / ٣٩).

(٦) رفع الإصر (١ / ١٢٦).

٣٨

قضاتنا ، غير أنه كان يذهب إلى قول أبى حنيفة ، ولم يكن أهل مصر يعرفون مذهب أبى حنيفة ، فثقل أمره على أهل مصر ، وسئموه(١) .

حدثنى أبى ، عن جدى ، أنه سمعه يقول : أول عراقى ولى قضاء مصر إسماعيل بن اليسع ، فكتب المهدى فى أمره لأهل مصر ، فقالوا : إنّا لم ننكر عليه شيئا فى مال ولا دين ، غير أنه أحدث أحكاما لا نعرفها ببلدنا. فعزله(٢) .

٩٧ ـ إسماعيل بن يعقوب المعروف ب «ابن الجراب»(٣) : يكنى أبا القاسم. بغدادى ، قدم مصر. حدّث عن إسماعيل القاضى ، ونحوه. توفى يوم الخميس لخمس خلون من شهر رمضان سنة خمس وأربعين وثلاثمائة ، وكان ثقة(٤) .

ذكر من اسمه «أشعث» :

٩٨ ـ أشعث بن شعبة : كوفى ، يكنى أبا أحمد. ويعرف ب (المصّيصّى) ؛ لسكناه (المصيّصة)(٥) . وهو من أهل خراسان ، نزل البصرة ، وخرج إلى الثغر ، فأقام

__________________

(١) مخطوط مسالك الأبصار ص ٤٨١ ـ ٤٨٢ (قال ابن يونس) ، والخطط ٢ / ٣٣٤ (شرحه) ، ورفع الإصر ١ / ١٢٧ (شرحه). ووصل إلى كلمة أبى حنيفة ولم يكمل النقل عن ابن يونس ، واكتفى بقوله : فذكر الباقى نحوه. فقمت باستكماله من الخطط).

(٢) رفع الإصر ١ / ١٢٧ (قال ابن يونس). راجع أحداث فترة قضائه فى (عهد المهدى) ، فقد ولى ثلاث سنوات (من سنة ١٦٤ ـ ١٦٧ ه‍) فى (كتاب القضاة) ص ٣٧١ ـ ٣٧٣.

(٣) نسبه بالكامل فى (تاريخ بغداد) ٦ / ٣٠٤ : (إسماعيل بن يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى). وزاد فى (الأنساب) ٢ / ٣٦ : ابن الجراب. فهو ـ إذا ـ أحد أجداده. وورد فى (السابق) : أنه ولد ب (سر من رأى) سنة ٢٦٢ ه‍ (ويلاحظ أنها حرفت فى (تاريخ بغداد) ٦ / ٣٠٤ : إلى سنة اثنتين ومائتين) ، وذكر الخطيب : أنه انتقل إلى مصر ، فسكنها ، وحدّث بها ، وروى عنه عبد الرحمن بن عمر بن النحاس ، وغيره.

(٤) تاريخ بغداد ٦ / ٣٠٤ (بسنده إلى قوله : حدثنا أبو سعيد بن يونس ، وهو الصواب لا ما ورد تحريفا : إسماعيل بن يونس) ، والأنساب ٢ / ٣٦ (ذكره أبو سعيد بن يونس المصرى ، وقال).

(٥) بالفتح ، ثم الكسر والتشديد ، أو بالفتح مع تخفيف الصّادين. هى من ثغور الشام ، بين أنطاكية ، وبلاد الروم. تقارب مدينة (طرسوس). (معجم البلدان ٥ / ١٦٩). النص فى : (بغية الطلب ٤ / ١٨٨٦ ، وصدّره بقوله : قرأت بخط أبى محمد عبد الغنى بن سعيد الحافظ فى «تاريخ أبى سعيد بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفى «قال فى (تاريخ الغرباء القادمين على مصر) ، وتهذيب الكمال ٣ / ٢٧٠ (سكن المصيصة ، وصدّرها ب «قال أبو سعيد بن يونس» فى «تاريخ الغرباء» ، ومخطوط إكمال مغلطاى ١ / ق ١٢٩ (قال أبو سعيد بن يونس فى تاريخ الغرباء : سكن المصيصة).

٣٩

به(١) ، وقدم إلى مصر سنة إحدى وتسعين ومائة ، وحدّث بها(٢) .

ذكر من اسمه «أصبغ» :

٩٩ ـ أصبغ بن الخليل : أندلسى ، يروى عن الغاز بن قيس ، ويحيى بن مضر ، ويحيى بن يحيى بن كثير. توفى بها سنة ثلاث وسبعين ومائتين(٣) .

١٠٠ ـ أصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم : يكنى أبا زبّان(٤) . روى عن عبد الله ابن عتبة بن مسعود(٥) . روى عنه عون بن عبد الله ، وأبو خيرة(٦) عباد بن عبد الله المعافرى ، وغيرهما(٧) . توفى ليلة الجمعة لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ست وثمانين قبل أبيه(٨) .

١٠١ ـ أصبغ بن القاسم بن العلاء الأنصارى : يكنى أبا هاشم. وهو من أهل عكا

__________________

(١) بغية الطلب ٤ / ١٨٨٦.

(٢) السابق ، وتهذيب الكمال ٣ / ٢٧٠ ، ومخطوط إكمال مغلطاى ١ / ١٢٩ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٠٩ (ذكر ابن يونس فى تاريخ الغرباء : قدم مصر ، وحدّث بها). وأضاف المزى ، وابن حجر فى (تهذيب الكمال ٣ / ٢٧٠ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٠٩) : روى عن إبراهيم بن أدهم ، والسرى بن يحيى ، وغيرهما. روى عنه أبو الطاهر بن السرح ، وعلى بن معبد الرقى. ثقة.

(٣) الإكمال ٣ / ١٧٦ (قاله ابن يونس). ووردت الترجمة بنصها تقريبا دون نسبتها إلى ابن يونس فى : (الجذوة ١ / ٢٦٩ ، والبغية ص ٢٤٠). ويمكن مراجعة المزيد عن المترجم له فى (تاريخ ابن الفرضى) ١ / ٩٣ ـ ٩٤ ، قال : من أهل قرطبة ، حافظ للرأى على مذهب مالك وأصحابه ، متعصب له (خاصة رأى ابن القاسم). دارت عليه الفتيا بالأندلس خمسين عاما ، وإن كان غير عارف بطرق الحديث وعلله!

(٤) كذا فى (الإكمال) ٤ / ١١٦. وحرفت إلى (زيّان) فى (مخطوط تاريخ دمشق) ٣ / ٦٣. وفى (الخطط) ٢ / ١٣٧ حرفت إلى (ريّان).

(٥) الإكمال ٤ / ١١٦).

(٦) حرفت إلى (حبرة) فى (الخطط) ٢ / ١٣٧.

(٧) راجع ترجمة (أبى خيرة ، عباد بن عبد الله المعافرى) لابن يونس رقم (٦٩٨) فى (تاريخ المصريين). ويلاحظ أن المقريزى فى (الخطط ٢ / ١٣٧) قدّم وأخّر فى الاسم ، فقال : (عبد الله ابن عباد). وورد ذكر تلميذى المترجم له فى (الإكمال) ٤ / ١١٦ ، ومخطوط تاريخ دمشق (٣ / ٦٣).

(٨) السابق (لم يذكر وفاته قبل أبيه ، وصدّر الترجمة بسنده إلى أبى عبد الله بن منده ، نا أبو سعيد بن يونس ، قال) ، والخطط ٢ / ١٣٧ (قال ابن يونس).

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385