مرآة العقول الجزء ٢٦

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 640

مرآة العقول

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
تصنيف:

الصفحات: 640
المشاهدات: 493
تحميل: 104


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 640 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 493 / تحميل: 104
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 26

مؤلف:
العربية

تعاميا عليكم بل لنبلو أخباركم ونكتب آثاركم فقال والله لكأنما مادت بهم الأرض حياء مما قال حتى إني لأنظر إلى الرجل منهم يرفض عرقا ما يرفع عينيه من الأرض فلما رأى ذلك منهم قال رحمكم الله فما أردت إلا خيرا إن الجنة درجات فدرجة أهل الفعل لا يدركها أحد من أهل القول ودرجة أهل القول لا يدركها غيرهم قال فو الله لكأنما نشطوا من عقال.

٢٩٠ ـ وبهذا الإسناد ، عن محمد بن سليمان ، عن إبراهيم بن عبد الله الصوفي قال حدثني موسى بن بكر الواسطي قال قال لي أبو الحسن عليه‌السلام لو ميزت شيعتي لم أجدهم إلا واصفة ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين ولو تمحصتهم لما

الشاقة.

قوله : « لنبلو أخباركم » أي ما يخبر به عن أعمالكم وأيمانكم ، أو ما تخبرون أنتم عن إيمانكم.

قوله عليه‌السلام: « آثاركم » أي أعمالكم.

قوله عليه‌السلام: « مادت » أي مالت وتحركت كناية عن اضطرابهم وشدة حالهم كان الأرض تتقلب عليهم أو كأنها تزلزل بهم.

قوله عليه‌السلام: « يرفض » قال الفيروزآبادي(١) : أرفض عرقا أي سال وجرى عرقه.

قوله عليه‌السلام: « كأنما أنشطوا من عقال » أي حلت عقالهم.

الحديث التسعون والمائتان : ضعيف.

وفي بعض النسخ عن محمد بن سليمان ، وفي بعضها عن محمد بن مسلم ، ولعله أظهر بالنظر إلى ما مر ، وقد عرفت أن الظاهر محمد بن سالم ، وعلى الأول الظاهر أنه مكان محمد بن مسلم في المرتبة.

قوله عليه‌السلام: « إلا واصفة » أي أهل القول الذين يصفون هذا الدين ، ويظهرون

__________________

(١) لم نعثر عليه في القاموس لا في مادّة « رفض » ولا « عرق » نعم ذكره الجزري في النهاية ج ٢ ص ٢٤٣. ولعلّه من سهو قلم المصنّف (ره) أو النسّاخ.

١٦١

خلص من الألف واحد ولو غربلتهم غربلة لم يبق منهم إلا ما كان لي إنهم طال ما اتكوا على الأرائك فقالوا نحن شيعة علي إنما شيعة علي من صدق قوله فعله.

٢٩١ ـ حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد الكندي ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الأعلى مولى آل سام قال سمعت أبا عبد الله يقول تؤتى بالمرأة الحسناء يوم القيامة التي قد افتتنت في حسنها فتقول يا رب حسنت خلقي حتى لقيت ما لقيت فيجاء بمريم عليها‌السلام فيقال أنت أحسن أو هذه قد حسناها فلم تفتتن ويجاء بالرجل الحسن الذي قد افتتن في حسنه فيقول يا رب حسنت خلقي حتى لقيت من النساء ما لقيت فيجاء بيوسف عليه‌السلام فيقال أنت أحسن أو هذا قد حسناه فلم يفتتن ويجاء بصاحب البلاء الذي قد أصابته الفتنة في بلائه فيقول يا رب شددت علي

التدين به من غير أن يعملوا بشرائعه ، ويطيعوا إمامهم حق إطاعته.

قوله عليه‌السلام: « تمحصتهم » كذا في أكثر النسخ ، والظاهر « محصتهم » والمحص التصفية والتخليص من الغش والكدورات ، والتمحيص الاختبار والابتلاء.

قوله عليه‌السلام: « إلا ما كان لي » أي من أهل البيت أو مع خواص الأصحاب.

قوله عليه‌السلام: « على الأرائك » هي جمع أريكه وهي سرير في حجلة ، أو كل ما يتكأ عليه ، والغرض بيان غفلتهم وفراغتهم وعدم خوفهم واعتنائهم بالأعمال ويحتمل أن يكون الاتكاء على الأرائك كناية عن الاتكال على الأماني.

قوله عليه‌السلام: « من صدق قوله » بالنصب« فعله » بالرفع ، ويحتمل العكس أيضا على سبيل المبالغة ، أي كان فعله أصلا وقوله فرع ذلك.

الحديث الحادي والتسعون والمائتان : مجهول ويمكن أن يعد في الحسان أو الموثقات.

قوله عليه‌السلام: « قد افتتنت في حسنها » أي وقعت في الزنا ، ومباديها بسبب حسنها ويمكن أن تكون حالا أي تؤتى بها كائنة على حسنها التي كانت لها في الدنيا ، و

١٦٢

البلاء حتى افتتنت فيؤتى بأيوب عليه‌السلام فيقال أبليتك أشد أو بلية هذا فقد ابتلي فلم يفتتن.

٢٩٢ ـ وبهذا الإسناد ، عن أبان بن عثمان ، عن إسماعيل البصري قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول تقعدون في المكان فتحدثون وتقولون ما شئتم وتتبرءون ممن شئتم وتولون من شئتم قلت نعم قال وهل العيش إلا هكذا.

٢٩٣ ـ حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول رحم الله عبدا حببنا إلى الناس ولم يبغضنا إليهم أما والله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا به أعز وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء ولكن أحدهم يسمع الكلمة فيحط إليها عشرا.

كذا يجري الاحتمالان في سائر الفقرات.

الحديث الثاني والتسعون والمائتان : موثق ، إذ الظاهر أنه إسماعيل بن الفضل الثقة.

الحديث الثالث والتسعون والمائتان : موثق.

قوله عليه‌السلام: « لو يروون » هذا على مذهب من لا يجزم بلو ، وإن دخلت على المضارع ، لغلبة دخولها على الماضي ، أي لو لم يغيروا كلامنا ، ولم يزيدوا فيها لكانوا بذلك أعز عند الناس ، أما لأنهم كانوا يؤدون الكلام على وجه لا يترتب عليه فساد ، أو لأن كلامهم لبلاغته يوجب حب الناس لهم ، وعلم الناس بفضلهم إذا لم يغير فيكونقوله : « وما استطاع » بيان فائدة أخرى لعدم التغيير ، يرجع إلى المعنى الأول ، وعلى الأول يكون تفسيرا للسابق.

قوله عليه‌السلام: « فيحط إليها » أي ينزل عليها ويضم بعضها معها عشرا من عند نفسه فيفسد كلامنا ويصير ذلك سببا لإضرار الناس لهم ، وفي بعض النسخ [ لها عشرا ] وعلى هذا يحتمل معنى آخر بأن يكون الضمير فيقوله : « أحدهم » راجعا إلى الناس ، أي العامة ، أي يسمع أحدهم الكلمة الرديئة مما أضافه الراوي إلى كلامنا

١٦٣

٢٩٤ ـ وهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال سألته عن قول الله عز وجل : «وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ »(١) قال هي شفاعتهم ورجاؤهم يخافون أن ترد عليهم أعمالهم إن لم يطيعوا الله عز ذكره ويرجون أن يقبل منهم

فيصير سببا لأن يحط ويطرح عشرا من كلامنا بسببها ، ولا يقبلها لانضمام تلك الكلمة إليها.

الحديث الرابع والتسعون والمائتان : موثق.

قوله عليه‌السلام: « هي شفاعتهم » لعل المراد دعاؤهم وتضرعهم ، كأنهم شفعوا لأنفسهم أو طلب الشفاعة من غيرهم فيقدر فيه مضاف ، ويحتمل أن يكون المراد بالشفاعة مضاعفة أعمالهم ، قال الفيروزآبادي : الشفع خلاف الوتر ، وهو الزوج وقد شفعه كمنعه وقوله تعالى : «مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً » أي من يزد عملا إلى عمل(٢) والظاهر أنه كان شفقتهم أي خوفهم فصحف ، وقد روي عنه عليه‌السلام أن المراد أنه خائف راج.

ومضى في الثامن والتسعين برواية جعفر بن غياث عنه عليه‌السلام « وهم مع ذلك خائفون وجلون ودوا أنه حظهم من الدنيا ، وكذلك وصفهم الله تعالى حيث يقول : » «وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ » « ما الذي آتوا به أتوا والله بالطاعة مع المحبة والولاية. وهم في ذلك خائفون أن لا تقبل منهم ، وليس والله خوفهم خوف شك فيما هم فيه من إصابة الدين ، ولكنهم خافوا أن يكونوا مقصرين في محبتنا وطاعتنا ».

قوله عليه‌السلام: « أن لم يطيعوا » بالفتح أي لأن ، ويحتمل الكسر.

__________________

(١) سورة المؤمنون : ٦٠.

(٢) القاموس : ج ٣ ص ٤٧.

١٦٤

٢٩٥ ـ وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام ما من عبد يدعو إلى ضلالة إلا وجد من يتابعه.

٢٩٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عبد الله بن الصلت ، عن رجل من أهل بلخ قال كنت مع الرضا عليه‌السلام في سفره إلى خراسان فدعا يوما بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم فقلت جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة فقال مه إن الرب تبارك وتعالى واحد والأم واحدة والأب واحد والجزاء بالأعمال.

٢٩٧ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن سنان قال سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول طبائع الجسم على أربعة فمنها الهواء الذي لا تحيا النفس إلا به وبنسيمه ويخرج ما في الجسم من داء وعفونة والأرض التي قد تولد اليبس والحرارة

الحديث الخامس والتسعون والمائتان : موثق.

الحديث السادس والتسعون والمائتان : مجهول.

ويدل على استحباب الأكل مع الخدم والموالي والعبيد ، والجلوس معهم على المائدة ، وإن الشرف بالتقوى لا بالأنساب.

الحديث السابع والتسعون والمائتان : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « طبائع الجسم على أربعة » أي مبنى طبائع جسد الإنسان وصلاحها على أربعة أشياء ، ويحتمل أن يكون المراد بالطبائع ما له مدخل في قوام البدن ، وإن كان خارجا عنه ، فالمراد أنها على أربعة أقسام.

قوله عليه‌السلام: « ويخرج ما في الجسم » يدل على أن لتحرك النفس مدخلا في دفع الأدواء عن الجسد ودفع العفونات كما هو الظاهر.

قوله عليه‌السلام: « والأرض » أي الثاني منها الأرض وهي تولد اليبس بطبعها ، والحرارة بانعكاس أشعة الشمس عنها فلها مدخل في تولد المرة الصفراء والسوداء.

قوله عليه‌السلام: « والطعام » هذا هو الثالثة منها ، وإنما نسب الدم فقط إليها

١٦٥

والطعام ومنه يتولد الدم ألا ترى أنه يصير إلى المعدة فتغذيه حتى يلين ثم يصفو فتأخذ الطبيعة صفوه دما ثم ينحدر الثفل والماء وهو يولد البلغم.

٢٩٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسين بن أعين أخو مالك بن أعين قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام ـ عن قول الرجل للرجل جزاك الله خيرا ما يعني به فقال أبو عبد الله عليه‌السلام إن خيرا نهر في الجنة مخرجه من الكوثر والكوثر مخرجه من ساق العرش عليه منازل الأوصياء وشيعتهم على حافتي ذلك النهر جواري نابتات كلما قلعت واحدة نبتت أخرى سمي بذلك النهر وذلك قوله تعالى : «فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ »(١) فإذا قال الرجل لصاحبه جزاك الله خيرا فإنما يعني بذلك تلك المنازل التي قد أعدها الله عز وجل لصفوته وخيرته من خلقه

لأنها أدخل في قوام البدن من سائر الأخلاط مع عدم مدخلية الأشياء الخارجة كثيرا فيها.

قوله عليه‌السلام« والماء » هذا هو الرابعة مدخليتها في تولد البلغم ظاهر.

الحديث الثامن والتسعون والمائتان : مجهول.

قوله عليه‌السلام: « إن خيرا نهر في الجنة » يحتمل أن يكون أصل استعمال هذه الكلمة كان ممن عرف هذا المعنى وإرادة من لا يعرف غيره لا ينافيه ، على أنه يحتمل أن يكون المراد أن الجزاء الخير هو هذا وينصرف واقعا إليه وإن لم يعرف ذلك من يتكلم بهذه الكلمة.

قوله عليه‌السلام: « سمي » كذا في أكثر النسخ والظاهر سمين ، ويمكن أن يقرأ على البناء للمعلوم أي سماهن الله بها في قوله خيرات ، ويحتمل أن يكون المشار إليه النابت أي سمي النهر باسم ذلك النابت أي الجواري ، لأن الله سماهن خيرات.

__________________

(١) سورة الرحمن : ٧٠.

١٦٦

٢٩٩ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال إن في الجنة نهرا حافتاه حور نابتات فإذا مر المؤمن بإحديهن فأعجبته اقتلعها فأنبت الله عز وجل مكانها.

( حديث القباب )

٣٠٠ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الوشاء ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي حمزة قال قال لي أبو جعفر عليه‌السلام ليلة وأنا عنده ونظر إلى السماء قال يا أبا حمزة هذه قبة أبينا آدم عليه‌السلام وإن لله عز وجل سواها تسعا وثلاثين قبة فيها خلق ما عصوا الله طرفة عين.

٣٠١ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي يحيى الواسطي ، عن عجلان أبي صالح قال دخل رجل على أبي عبد الله عليه‌السلام فقال له جعلت فداك هذه قبة آدم عليه‌السلام قال نعم ولله قباب كثيرة ألا إن خلف مغربكم هذا تسعة وثلاثون مغربا أرضا بيضاء مملوة

الحديث التاسع والتسعون والمائتان : صحيح.

حديث القباب

الحديث الثلاثمائة : صحيح.

قوله عليه‌السلام: « تسعة وثلاثين قبة » يحتمل أن تكون تلك القباب محيطة بعضها ببعض بأن يكون المراد بها السماوات وما فوقها ، ومن الحجب ويكون المراد بسكانها الملائكة لكن الظاهر عدم الإحاطة ، والاحتمال الأول في الخبر الثاني ضعيف.

الحديث الحادي والثلاثمائة : صحيح والظاهر أبي صالح.

قوله عليه‌السلام: « أرضا بيضاء » أول بالبقاع والآفاق ، ولا يخفى بعده مع عدم الحاجة إليه.

١٦٧

خلقا يستضيئون بنوره لم يعصوا الله عز وجل طرفة عين ما يدرون خلق آدم أم لم يخلق يبرءون من فلان وفلان.

٣٠٢ ـ علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبد الله بن جبلة ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال من خصف نعله ورقع ثوبه وحمل سلعته فقد برئ من الكبر.

٣٠٣ ـ عنه ، عن صالح ، عن محمد بن أورمة ، عن ابن سنان ، عن المفضل بن عمر قال كنت أنا والقاسم شريكي ونجم بن حطيم وصالح بن سهل بالمدينة فتناظرنا في الربوبية قال فقال بعضنا لبعض ما تصنعون بهذا نحن بالقرب منه وليس منا في تقية قوموا بنا إليه قال فقمنا فو الله ما بلغنا الباب إلا وقد خرج علينا بلا حذاء ولا رداء قد قام كل شعرة من رأسه منه وهو يقول لا لا يا مفضل ويا قاسم ويا نجم لا لا «بَلْ

قوله عليه‌السلام: « بنوره » أي بنور الشمس والقمر بل بنور آخر خلق الله بينهم فإطلاق المغرب يكون على سبيل مجاز المشاكلة ، أو المراد أنهم لا يستضيئون بنور تلك الكواكب ، بل بكواكب أخرى على أنه يحتمل أن يكون المراد الاستضاءة بالأنوار المعنوية والاهتداء بالأئمة عليهم‌السلام.

قوله عليه‌السلام: « من فلان وفلان » أي من أبي بكر وعمر.

الحديث الثاني والثلاثمائة : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « وحمل سلعته » أي متاعه وما يشتريه لأهله.

الحديث الثالث والثلاثمائة : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « في الربوبية » أي ربوبية الصادق عليه‌السلام أو جميع الأئمة عليهم‌السلام ولعله كان غرضهم ما نسب إليهم من أنه تعالى لما خلق أنوار الأئمة عليهم‌السلام فوض إليهم خلق العالم ، فهم خلقوا جميع العالم ، وقد نفوا عليهم‌السلام ذلك وتبرءوا منه ، ولعنوا من قال به ، وقد وضع الغلاة إخبارا في ذلك ويحتمل أن يكونوا توهموا

١٦٨

عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ».

٣٠٤ ـ عنه ، عن صالح ، عن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال إن لإبليس عونا يقال له تمريح إذا جاء الليل ملأ ما بين الخافقين.

٣٠٥ ـ عنه ، عن صالح ، عن الوشاء ، عن كرام ، عن عبد الله بن طلحة قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الوزغ فقال رجس وهو مسخ كله فإذا قتلته فاغتسل فقال

حلولا أو اتحادا كالنصارى في عيسى عليه‌السلام وكأكثر الصوفية في جميع الأشياء ، تعالى الله عن جميع ذلك علوا كبيرا.

الحديث الرابع والثلاثمائة : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « ملأ ما بين الخافقين » لا ضلال الناس وإضرارهم ، أو للوساوس في المنام كما رواه الصدوق في أماليه عن أبيه بإسناده عن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان وعن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محسن بن أحمد ، عن أبان بن عثمان وعن محمد بن الحسين ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال :

سمعته يقول : « إن لإبليس شيطانا يقال له هزع يملأ المشرق والمغرب في كل ليلة يأتي الناس في المنام »(١) ولعله هذا الخبر فسقط عنه بعض الكلمات في المتن والسند ووقع فيه بعض التصحيف.

الحديث الخامس والثلاثمائة : مجهول.

قوله عليه‌السلام: « فإذا قتلته » فاغتسل المشهور بين الأصحاب استحباب ذلك الغسل واستندوا في ذلك بما ذكره الصدوق في الفقيه حيث قال : روي أن من قتل وزغا فعليه الغسل ، وقال بعض مشايخنا : أن العلة في ذلك أنه يخرج عن ذنوبه ، فيغتسل منها.(٢)

__________________

(١) الأمالي ص ١٢٥ ط بيروت.

(٢) الفقيه ج ١ ص ٤٤.

١٦٩

إن أبي كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدثه فإذا هو بوزغ يولول بلسانه فقال أبي للرجل أتدري ما يقول هذا الوزغ قال لا علم لي بما يقول قال فإنه يقول والله لئن ذكرتم عثمان بشتيمة لأشتمن عليا حتى يقوم من هاهنا قال وقال أبي ليس يموت من بني أمية ميت إلا مسخ وزغا قال وقال إن عبد الملك بن مروان لما نزل به الموت مسخ وزغا فذهب من بين يدي من كان عنده وكان عنده ولده فلما أن فقدوه عظم ذلك عليهم فلم يدروا كيف يصنعون ثم اجتمع أمرهم على أن يأخذوا جذعا فيصنعوه كهيئة الرجل قال ففعلوا ذلك وألبسوا الجذع درع حديد ثم لفوه في الأكفان فلم يطلع عليه أحد من الناس إلا أنا وولده.

٣٠٦ ـ عنه ، عن صالح ، عن محمد بن عبد الله بن مهران ، عن عبد الملك بن بشير ، عن عثيم بن سليمان ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال إذا تمنى أحدكم القائم فليتمنه في عافية فإن الله بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله رحمة ويبعث القائم نقمة.

وقال المحقق في المعتبر : وعندي أن ما ذكره ابن بابويه ليس بحجة ، وما ذكره للعلل ليس طائلا أقول : لعلهم غفلوا عن هذا الخبر إذ لم يذكروه في مقام الاحتجاج.

قوله عليه‌السلام: « يولول » (١) أي يصوتقوله : « بشتيمة » هي الاسم من الشتم.

قوله عليه‌السلام: « إلا مسخ وزغا » إما بمسخه قبل موته أو يتعلق روحه بجسد مثالي على صورة الوزغ ، أو بتغيير جسده الأصلي إلى تلك الصورة كما هو ظاهر آخر الخبر ، لكن يشكل تعلق الروح به قبل الرجعة والبعث ، ويمكن أن يكون قد ذهب بجسده إلى الجحيم أو أحرق وتصور لهم جسده المثالي والله يعلم.

قوله عليه‌السلام: « درع حديد » لعلهم إنما فعلوا ذلك ليصير ثقيلا ، أو لأنه إن مسه أحد فوق الكفن لا يحس بأنه خشب.

الحديث السادس والثلاثمائة : ضعيف.

__________________

(١) النهاية ج ١ ص ٢٢٦.

١٧٠

٣٠٧ ـ عنه ، عن صالح ، عن محمد بن عبد الله ، عن عبد الملك بن بشير ، عن أبي الحسن الأول عليه‌السلام قال كان الحسن عليه‌السلام أشبه الناس بموسى بن عمران ما بين رأسه إلى سرته وإن الحسين عليه‌السلام أشبه الناس ـ بموسى بن عمران ما بين سرته إلى قدمه.

٣٠٨ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن مقاتل بن سليمان قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام كم كان طول آدم عليه‌السلام حين هبط به إلى الأرض وكم كان طول حواء قال وجدنا في كتاب علي بن أبي طالب عليه‌السلام أن الله عز وجل لما أهبط آدم وزوجته حواء عليها‌السلام إلى الأرض كانت رجلاه بثنية الصفا ورأسه دون أفق السماء

الحديث السابع والثلاثمائة : ضعيف.

الحديث الثامن والثلاثمائة : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « بثنية الصفا » قال في النهاية : الثنية في الجبل كالعقبة فيه وقيل : هو الطريق العالي فيه وقيل : أعلى الميل في رأسه(١) .

قوله عليه‌السلام: « دون أفق السماء » أي عنده أو قريبا منه ، والآفاق النواحي.

اعلم إن هذا الخبر من المعضلات التي حيرت أفهام الناظرين والعويصات التي رجعت عنها بالخيبة أحلام الكاملين والقاصرين.

والإشكال فيه من وجهين.

أحدهما : أن قصر القامة كيف يصير سببا لرفع التأذي بحر الشمس.

والثاني : أن كونه عليه‌السلام سبعين ذراعا بذراعه ، يستلزم عدم استواء خلقته عليه‌السلام وأن يعسر عليه كثير من الاستعمالات الضرورية ، وهذا مما لا يناسب رتبة النبوة ، وما من الله به عليه من إتمام النعمة.

فأما الجواب عن الإشكال الأول فمن وجهين.

الأول : إنه يمكن أن يكون للشمس حرارة من غير جهة الانعكاس أيضا ، ويكون قامته عليه‌السلام طويلة جدا بحيث يتجاوز طبقة الزمهرير ، ويتأذى من تلك

__________________

(١) النهاية ج ١ ص ٢٢٦.

١٧١

وأنه شكا إلى الله ما يصيبه من حر الشمس فأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل عليه‌السلام أن آدم قد شكا ما يصيبه من حر الشمس فاغمزه غمزة وصير طوله سبعين ذراعا بذراعه واغمز حواء غمزة فيصير طولها خمسة وثلاثين ذراعا بذراعها

الحرارة ويؤيده ما روي في بعض الأخبار العامية في قصة عوج بن عناق أنه كان يرفع السمك إلى عين الشمس ليشويه بحرارتها.

والثاني : أنه لطول قامته كان لا يمكنه الاستظلال ببناء ولا جبل ولا شجر فكان يتأذى من حرارة الشمس لذلك ، وبعد قصر قامته ارتفع ذلك وكان يمكنه الاستظلال بالأبنية وغيرها.

وأما الثاني فقد أجيب عنه بوجوه شتى.

الأول : ما ذكره بعض الأفاضل من مشايخنا أن استواء الخلقة ليس منحصرا فيما هو معهود الآن فإن الله تعالى قادر على خلق الإنسان على هيئات آخر كل منها فيه استواء الخلقة ، ومن المعلوم أن أعضاءنا الآن ليست بقدر أعضاء آدم عليه‌السلام وقامتنا ليست كقامته عليه‌السلام ، فالقادر على خلقنا دونه في القدر على تقصير طوله عن الأول ، قادر على أن يجعل بعض أعضائه مناسبا للبعض بغير المعهود ، وذراع آدم عليه‌السلام يمكن أن يكون قصيرا مع طول العضد ، وجعله ذا مفاصل ، أو لينا بحيث يحصل الارتفاق به ، والحركة كيف شاء كما يمكن بهذا الذراع والعضد.

والثاني : ما ذكره الفاضل المذكور أيضا وهو أن يكون المراد بالسبعين سبعين قدما أو شبرا ، وترك ذكر القدم أو الشبر لما هو متعارف شائع من كون الإنسان غالبا سبعة أقدام أو أن بقرينة المقام كان يعلم ذلك كما إذا قيل طول الإنسان سبعة تبادر منه الأقدام ، فيكون المراد به ، أنه صار سبعين قدما ، أو شبرا بالأقدام المعهودة في ذلك الزمان ، كما إذا قيل غلام خماسي ، فإنه يتبادر منه كونه خمسة أشبار ،

١٧٢

لتداول مثله واشتهاره ، وعلى هذا يكونقوله : « ذراعا » بدلا من السبعين ، بمعنى أن طوله الآن وهو السبعون بقدر ذراعه قبل ذلك ، وفائدة قوله حينئذ ذراعا بذراعه معرفة طوله أولا فإن من كون الذراع سبعين قدما مع كونه قدمين والقدمان سبعا القامة ، يعلم منه طوله الأول ، فذكره لهذه الفائدة ، على أن السؤال الواقع بقول السائل : كم كان طول آدم عليه‌السلام حين هبط إلى الأرض؟ يقتضي جوابا يطابقه وكذا قوله كم كان طول حواء فلو لا قوله ذراعا بذراعه وذراعا بذراعها لم يكن الجواب مطابقا ، لأن قوله دون أفق السماء مجمل ، فأفاد عليه‌السلام الجواب عن السؤال مع إفادة ما ذكره معه من كونه صار هذا القدر.

وأما ما ورد في حواء عليها‌السلام فالمعنى أنه جعل طول حواء خمسة وثلاثين قدما بالأقدام المعهودة الآن ، وهي ذراع بذراعها الأول فبالذراع يظهر أنها كانت على النصف من آدم ، ولا بعد في ذلك ، فإنه ورد في الحديث ما معناه أن يختار الرجل امرأة دونه في الحسب والمال والقامة ، لئلا تفتخر المرأة على الزوج بذلك وتعلو عليه ، فلا بعد في كونه أطول منها.

الثالث : ما ذكره الفاضل المذكور أيضا بأن يكون سبعين ـ بضم السين ـ تثنية سبع ، والمعنى أنه صير طوله بحيث صار سبعي الطول الأول ، والسبعان ذراع من حيث اعتبار الإنسان سبعة أقدام كل قدمين ذراع ، فيكون الذراع بدلا أو مفعولا بتقدير ـ أعني ـ وفي ذكر ذراعا بذراعه حينئذ الفائدة المتقدمة لمعرفة طوله أولا في الجملة ، فإن سؤال السائل عن الطول الأول فقط ، وأما حواء فالمعنى أنه جعل طولها خمسه ـ بضم الخاء ـ أي خمس ذلك الطول وثلثين تثنية ثلث أي ثلثي الخمس فصارت خمسا وثلثي خمس ، وحينئذ التفاوت بينهما قليل ، لأن السبعين في آدم عليه‌السلام أربعة من أربعة عشر والخمس وثلثا خمس من حواء خمسة من خمسة

١٧٣

عشر ، فيكون التفاوت بينهما يسيرا إن كان الطولان الأولان متساويين ، وإلا فقد لا يحصل تفاوت.

والفائدة في قوله ـ ذراعا بذراعها ـ كما تقدم ، فإن السؤال وقع بقوله وكم كان طول حواء ، ويحتمل بعيدا عود ضمير خمسه وثلثيه إلى آدم ، والمعنى أنها صارت خمس آدم الأول ، وثلثيه فتكون أطول منه أو خمسه وثلثيه بعد القصر ، فتكون أقصر ، والأول أربط وأنسب بما قبله مع مناسبة تقديم الخمس ، ومناسبة الثلاثين له ، ويقرب الثاني قلة التفاوت الفاحش على أحد الاحتمالين.

فإن قلت : ما ذكرت من السبعين من الأذرع والأقدام ينافي ما روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : « إن أباكم كان طوالا كالنخلة السحوق ستين ذراعا »(١) .

قلت : يمكن الجواب بأن ستين ذراعا راجع إلى النخلة لا إلى آدم عليه‌السلام ، فإنه أقرب لفظا ومعنى من حيث أن السحوق هي الطويلة ، ونهاية طولها لا يتجاوز الستين غالبا ، فقد شبه طوله عليه‌السلام بالنخلة التي هي في نهاية الطول ، ولا ينافي هذا كونه أطول منها ، فإن من التشبيه أن يشبه شيء بشيء بحيث يكون الشبه به مشهودا متعارفا في جهة من الجهات فيقال : فلان مثل النخلة ، ويراد به مجرد الطول والاستقامة ، مع أنه أقصر منها ، وقد يعكس ويحتمل كون المراد أن آدم صار ستين ذراعا ، وهذا التفاوت قد يحصل في الأذرع ، وهو ما بين الستين والسبعين أو لأن الذراع كما يطلق على المرفق إلى طرف الإصبع الوسطى ، قد يطلق على الساعد ولو مجازا ، وعلى تقدير تثنية سبع يستقيم ، سواء رجع إلى آدم عليه‌السلام أم إلى النخلة ،

__________________

(١) البحار ج ١١ ص ١١٥.

١٧٤

أقول : يرد على الثالث أن الخمس وثلثي الخمس يرجع إلى الثلث ، ونسبة التعبير عن الثلث بهذه العبارة إلى أفصح الفصحاء بعيد عن العلماء.

الرابع : ما يروي عن شيخنا البهائي قدس‌سره من أن في الكلام استخداما بأن يكون المراد بآدم حين إرجاع الضمير إليه آدم ذلك الزمان من أولاده عليه‌السلام ، ولا يخفى بعده عن استعمالات العرب ، ومحاوراتهم مع أنه لا يجري ذلك في حواء إلا بتكلف ركيك ، نعم يمكن إرجاعهما إلى الرجل والمرأة ، بقرينة المقام لكنه بعيد أيضا غاية العبد.

الخامس : ما خطر بالبال بأن يكون إضافة الذراع إليهما على التوسعة والمجاز بأن نسب ذراع جنس آدم عليه‌السلام إليه وجنس حواء إليها ، وهو قريب مما سبق.

السادس : ما حل ببالي أيضا وهو أن يكون المراد بذراعه الذراع الذي قرره عليه‌السلام لمساحة الأشياء ، وهذا يحتمل وجهين.

أحدهما : أن يكون الذراع الذي عمله آدم عليه‌السلام مخالفا للذراع الذي عملته حواء عليها‌السلام.

وثانيهما : أن يكون الذراع المعمول في هذا الزمان واحدا ، لكن نسب في بيان طول كل منهما إليه لقرب المرجع.

السابع : ما سمحت به قريحتي وإن أتت ببعيد عن الأفهام ، وهو أن يكون المراد تعيين حد للغمز لجبرئيل عليه‌السلام بأن يكون المعنى اجعل طول قامته بحيث يكون بعد تناسب الأعضاء طوله الأول سبعين ذراعا بالذراع الذي حصل له بعد القصر والغمز ، فيكون المراد بطوله طوله الأول ، ونسبة التصيير إليه باعتبار أن كونه سبعين ذراعا ، إنما يكون بعد خلق ذلك الذراع ، فيكون في الكلام شبه قلب ، أي اجعل ذراعيه بحيث يكون جزء من سبعين جزء من طول قامته قبل الغمز ، و

١٧٥

مثل هذا الكلام قد يكون في المحاورات ، وليس تكلفه أكثر من بعض الوجوه التي ذكرها الأفاضل الكرام ، وبه يتضح النسبة بين القامتين ، إذ طول قامة مستوي الخلقة ثلاثة أذرع ونصف تقريبا ، فإذا كان طول قامة الأولى سبعين بذلك الذراع تكون نسبة القامة الثانية إلى الأولى نسبة واحد إلى عشرين أي نصف عشر ، وينطبق الجواب على السؤال ، إذ الظاهر منه أن غرض السائل استعلام طول قامته الأولى فلعله كان يعرف طول قامة الثانية لاشتهاره بين أهل الكتاب أو المحدثين من العامة بما رووا عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله من ستين ذراعا ، فمع صحة تلك الرواية يعلم بانضمام ما أوردنا في حل خبر الكتاب أنه عليه‌السلام كان طول قامته أو لا ألفا ومائتي ذراع بذراع من كان في زمن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو بذراع من كان في زمن آدم عليه‌السلام من أولاده.

الثامن : ما خطر ببالي أيضا لكن وجدته بعد ذلك منسوبا إلى بعض الأفاضل من مشايخنا (ره) ، وهو أن الباء في قوله بذراعه للملابسة يعني صير طول آدم سبعين ذراعا بملابسة ذراعه ، أي كما قصر من طوله قصر من ذراعه لتناسب أعضائه وإنما خص بذراعه لأن جميع الأعضاء داخلة في الطول ، بخلاف الذراع والمراد حينئذ بالذراع في قوله : « سبعين ذراعا » إما ذراع من كان في زمن آدم ، أو من كان في زمان من صدر عنه الخبر ، وهذا وجه قريب.

التاسع : أن يكون الضمير في قوله : « بذراعه » راجعا إلى جبرئيل عليه‌السلام أي بذراعه عند تصوره بصورة رجل ليغمزه.

ولا يخفى بعده من وجهين :

أحدهما : عدم انطباقه على ما ذكر في هذا الكتاب ، إذ الظاهر أن ـ صير ـ هنا بصيغة الأمر ، فكأن الظاهر على هذا الحل أن يكون بذراعك ، ويمكن توجيهه إذا قرئ بصيغة الماضي ، بتكلف تام.

١٧٦

٣٠٩ ـ عنه ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن الحارث بن المغيرة قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجل أصاب أباه سبي في الجاهلية فلم يعلم أنه كان أصاب أباه سبي في الجاهلية إلا بعد ما توالدته العبيد في الإسلام وأعتق قال فقال فلينسب إلى آبائه العبيد في الإسلام ثم هو يعد من القبيلة التي كان أبوه سبي فيها إن كان [ أبوه ] معروفا فيهم ويرثهم ويرثونه.

٣١٠ ـ ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن عبد المؤمن الأنصاري ، عن أبي جعفر

وثانيهما : عدم جريانه في أمر حواء لتأنيث الضمير إلا أن يتكلف بإرجاع الضمير إلى اليد ، ولا يخفى ركاكته وتعسفه.

العاشر : أن يكون الضمير راجعا إلى الصادق أي أشار عليه‌السلام إلى ذراعه ، فقال : ـ صيره سبعين ذراعا ـ بهذا الذراع أو إلى علي عليه‌السلام لما سبق أنه كان في كتابه ، وهذا إنما يستقيم علي ما في بعض النسخ ، فإن فيها في الثاني أيضا بذراعه ، وعلى تقديره يندفع الإشكال الأخير في الحل السابق أيضا ، لكن البعد عن العبارة باق ، ثم اعلم أن الغمز يمكن أن يكون باندماج الأجزاء وتكاثفها أو بالزيادة في العرض أو بتحليل بعض الأجزاء بأمره تعالى أو بالجميع والله يعلم.

الحديث التاسع والثلاثمائة : حسن.

قوله عليه‌السلام: « أصاب أباه سبي » أي سبى جده أهل قبيلة في الجاهلية ثم ولد منه عبد ، وهكذا ثم أسلموا أو ولد عبيد في الإسلام أيضا ، وولد هذا العبد الأخير في الإسلام وأعتق ، فقال عليه‌السلام لا ينتسب إلى آبائه العبيد في الكفر لأنه لا يصلح الانتساب إلى الكفار ، ولعله على سبيل الفضل والأولوية.

قوله عليه‌السلام: « ثم هو يعد من القبيلة التي كان أبوه سبي فيها » أي قبيلته الأصلية التي سبي منها أي لا يقطع هذا السبي نسبته ، بل يرثهم ويرثونه إن كان معروف النسب فيهم.

الحديث العاشر والثلاثمائة : حسن.

١٧٧

عليه‌السلام قال إن الله تبارك وتعالى أعطى المؤمن ثلاث خصال العز في الدنيا والآخرة والفلج في الدنيا والآخرة والمهابة في صدور الظالمين.

٣١١ ـ ابن محبوب ، عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول ثلاث هن فخر المؤمن وزينه في الدنيا والآخرة الصلاة في آخر الليل ويأسه مما في أيدي الناس وولايته الإمام من آل محمد عليهم‌السلام قال وثلاثة هم شرار الخلق ابتلي بهم خيار الخلق ـ أبو سفيان أحدهم قاتل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعاداه ومعاوية قاتل عليا عليه‌السلام وعاداه ويزيد بن معاوية لعنه الله قاتل الحسين بن علي عليه‌السلام وعاداه حتى قتله.

٣١٢ ـ ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين عليه‌السلام قال لا حسب لقرشي ولا لعربي إلا بتواضع ولا كرم إلا بتقوى ولا عمل إلا بالنية ولا عبادة إلا بالتفقه ألا وإن أبغض الناس إلى الله من يقتدي بسنة إمام ولا يقتدي بأعماله.

٣١٣ ـ ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن بريد بن معاوية قال سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول إن يزيد بن معاوية دخل المدينة وهو يريد الحج فبعث إلى رجل من

قوله عليه‌السلام: « والفلج » أي الظفر والفوز.

الحديث الحادي عشر والثلاثمائة : حسن.

الحديث الثاني عشر والثلاثمائة : حسن.

قوله عليه‌السلام: « ولا عمل إلا بالنية » أي لا يكون العمل مقبولا إلا مع الإخلاص في النية ، وترك شوائب الرياء والأغراض الفاسدة وقد مر تحقيقه في شرح كتاب الإيمان والكفر(١) وكذا سائر الفقرات.

الحديث الثالث عشر والثلاثمائة : حسن.

قوله عليه‌السلام: « دخل المدينة وهو يريد الحج » هذا غريب إذا لمعروف بين أهل السير إن هذا الملعون بعد الخلافة لم يأت المدينة بل لم يخرج من الشام ، حتى

__________________

(١) ج ٨ ص ٨٨.

١٧٨

قريش فأتاه فقال له يزيد أتقر لي أنك عبد لي إن شئت بعتك وإن شئت استرقيتك فقال له الرجل والله يا يزيد ما أنت بأكرم مني في قريش حسبا ولا كان أبوك أفضل من أبي في الجاهلية والإسلام وما أنت بأفضل مني في الدين ولا بخير مني فكيف أقر لك بما سألت فقال له يزيد إن لم تقر لي والله قتلتك فقال له الرجل ليس قتلك إياي بأعظم من قتلك الحسين بن علي عليه‌السلام ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأمر به فقتل.

( حديث علي بن الحسين عليه‌السلام مع يزيد لعنه الله )

ثم أرسل إلى علي بن الحسين عليه‌السلام فقال له مثل مقالته للقرشي فقال له علي بن الحسين عليه‌السلام أرأيت إن لم أقر لك أليس تقتلني كما قتلت الرجل بالأمس فقال له يزيد لعنه الله بلى فقال له علي بن الحسين عليه‌السلام قد أقررت لك بما سألت أنا عبد مكره فإن شئت فأمسك وإن شئت فبع فقال له يزيد لعنه الله أولى لك حقنت دمك ولم ينقصك ذلك من شرفك.

٣١٤ ـ الحسين بن محمد الأشعري ، عن علي بن محمد بن سعيد ، عن محمد بن سالم بن أبي سلمة ، عن محمد بن سعيد بن غزوان قال حدثني عبد الله بن المغيرة قال

مات ودخل النار ، ولعل هذا كان من مسلم بن عقبة ، وإلى هذا الملعون حيث بعثه لقتل أهل المدينة فجرى منه في قتل الحرة ما جرى ، وقد نقل أنه أجرى بينه وبين علي بن الحسين عليهما‌السلام قريب من ذلك ، فاشتبه على بعض الرواة.

قوله لعنه الله : « أولى لك » قال الجوهري : قولهم أولى لك تهدد ووعيد ، وقال الأصمعي : معناه قاربه ما يهلكه ، أي نزل به(١) انتهى ، وهذا لا يناسب المقام وإن احتمل أن يكون الملعون بعد في مقام التهديد ، ولم يرض بذلك عنه عليه‌السلام ، ويحتمل أن يكون مراده أن هذا أولى لك وأحرى مما صنع القرشي.

الحديث الرابع عشر والثلاثمائة : ضعيف.

__________________

(١) الصحاح ج ٦ ص ٢٥٣٠.

١٧٩

قلت لأبي الحسن عليه‌السلام إن لي جارين أحدهما ناصب والآخر زيدي ولا بد من معاشرتهما فمن أعاشر فقال هما سيان من كذب بآية من كتاب الله فقد نبذ الإسلام وراء ظهره وهو المكذب بجميع القرآن والأنبياء والمرسلين قال ثم قال إن هذا نصب لك وهذا الزيدي نصب لنا.

٣١٥ ـ محمد بن سعيد قال حدثني القاسم بن عروة ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال من قعد في مجلس يسب فيه إمام من الأئمة يقدر على الانتصاف فلم يفعل ألبسه الله عز وجل الذل في الدنيا وعذبه في الآخرة وسلبه صالح ما من به عليه من معرفتنا.

٣١٦ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن فضال ، عن إبراهيم ابن أخي أبي شبل ، عن أبي شبل قال قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام ابتداء منه أحببتمونا وأبغضنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس ووصلتمونا وجفانا الناس فجعل الله محياكم محيانا ومماتكم مماتنا ـ أما والله ما بين الرجل وبين أن يقر الله عينه إلا أن تبلغ

وفي أكثر النسخعلي بن محمد بن سعيد ، والظاهر إما سعد أو علي بن محمد بن أبي سعيد كما ذكرنا في ٢٨٩(١) .

قوله : « إن هذا نصب لك » لعل مراد الراوي بالناصب المخالف كما هو المصطلح في الأخبار ، وأنهم لا يبغضون أهل البيت ولكنهم يبغضون من قال بإمامتهم بخلاف الزيدية ، فإنهم كانوا يعاندون أهل البيت ، ويحكمون بفسقهم لعدم خروجهم بالسيف.

الحديث الخامس عشر والثلاثمائة : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « على الانتصاف » أي الانتقام.

الحديث السادس عشر والثلاثمائة : مجهول.

قوله عليه‌السلام: « فجعل الله تعالى محياكم محيانا » أي كمحيانا في التوفيق و

__________________

(١) أي في شرح الحديث المتقدّم برقم ٢٨٩.

١٨٠