مرآة العقول الجزء ٢٦

مرآة العقول6%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 640

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 640 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 3803 / تحميل: 2051
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٢٦

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

فداك أخبرني عن علم النجوم ما هو؟ قال : هو علم من علم الأنبياء ، قال : فقلت كان علي عليه‌السلام يعلمه؟ فقال : كان أعلم الناس به أقول : دلالته كما مر.

الخامس عشر : ما رواه السيد أيضا من كتاب تعبير الرؤيا للكليني (ره) بإسناده عن محمد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : قوم يقولون النجوم أصح من الرؤيا ، وذلك كانت صحيحة حين لم يرد الشمس على يوشع بن نون ، وعلى أمير المؤمنين ، فلما رد الله تعالى الشمس عليهما ضل فيها علماء النجوم.

وهذا الخبر يدل ، على عدم صحة أحكام النجوم الآن ، ويلزمه عدم جواز الإخبار بها كما لا يخفى.

السادس عشر : ما رواه السيد من كتاب نوادر الحكمة تأليف محمد بن أحمد بن عبد الله القمي رواه عن الرضا عليه‌السلام قال : قال أبو الحسن عليه‌السلام للحسن بن سهل : كيف حسابك للنجوم؟ فقال : ما بقي منها شيء إلا وقد تعلمته ، فقال أبو الحسن عليه‌السلام : كم لنور الشمس على نور القمر فضل درجة؟ وكم لنور القمر على نور المشتري فضل درجة؟ وكم لنور المشتري على نور الزهرة فضل درجة؟ فقال : لا أدري ، فقال : ليس في يدك شيء هذا أيسر.

أقول : يفهم منه أن لأمثال هذه مدخلا في الأحكام النجومية ، والمنجمون لا يعرفونها فلا يجوز إخبارهم بما لا يعرفون حقيقتها.

السابع عشر : قال السيد : في كتاب مسائل الصباح بن نصر الهندي رواية أبي العباس بن نوح ومحمد بن أحمد الصفواني بالإسناد المتصل فيه عن الريان بن الصلت أن الصباح سأل الرضا عليه‌السلام عن علم النجوم؟ فقال هو علم في أصل صحيح ذكروا أن أول من تكلم في النجوم إدريس ، وكان ذو القرنين بها ماهرا وأصل هذا العلم من عند الله ، ويقال : إن الله بعث النجم الذي يقال له المشتري إلى الأرض

٤٨١

في صورة رجل ، فأتى بلد العجم. فعلمهم في حديث طويل فلم يستكملوا ذلك ، فأتى بلد الهند فعلم رجلا منهم فمن هناك صار علم النجوم بها وقد قال قوم هو علم من علم الأنبياء خصوا به لأسباب شتى فلم يستدرك المنجمون الدقيقة فيها فشابوا الحق بالكذب.

أقول : هذا الخبر يدل على أن لهذا العلم أصلا صحيحا وما في يد المنجمين مخلوط بالكذب ، فلا يجوز إخبارهم بها ، على أن بعض كلماته عليه‌السلام يشعر بالتقية كما لا يخفى على اللبيب ، لأن مأمون لعنه الله كان مولعا بأمثال ذلك كما هو المشهور.

الثامن عشر : ما رواه السيد عن كتاب معاوية بن حكم ، عن محمد بن زياد ، عن محمد بن يحيى الخثعمي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن النجوم حق هي؟ قال لي : نعم فقلت له : وفي الأرض من يعلمها؟ قال : نعم.

والخبر موثق إن كان محمد بن زياد هو ابن أبي عمير ، وإلا فمجهول ، ودلالته كما مر مرارا ، وظاهره أنه لا يعلمها إلا أهل البيت عليهم‌السلام.

التاسع عشر : ما رواه السيد عن الكتاب المذكور مرسلا عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : في السماء أربعة نجوم ما يعلمها إلا أهل بيت من العرب ، وأهل بيت من الهند يعرفون منها نجما واحدا ، فبذلك قام حسابهم والكلام فيه كما مر.

العشرون : ما رواه السيد من كتاب الدلائل لعبد الله بن جعفر الحميري بإسناده عن بياع السابري قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام إن لي في النظرة في النجوم لذة ، وهي معيبة عند الناس فإن كان فيها إثم تركت ذلك ، وإن لم يكن فيها إثم فإن لي فيها لذة ، قال : فقال : تعد الطوالع؟ قلت نعم فعددتها له فقال : كم تسقي الشمس

٤٨٢

القمر من نورها؟ قلت : هذا شيء لم أسمعه قط ، فقال : وكم تسقي الزهرة الشمس من نورها؟ قلت ولا هذا ، قال فكم تسقى الشمس من اللوح المحفوظ من نوره؟ قلت : وهذا شيء ما أسمعه قط ، قال : فقال : هذا شيء إذا عرفه الرجل عرف أوسط قصبة في الأجمة ثم قال : ليس يعلم النجوم إلا أهل بيت من قريش ، وأهل بيت من الهند. وقد سبق الكلام في مثله.

الحادي والعشرون : ما رواه السيد من كتاب التجمل بإسناده عن حفص بن البختري ، قال : ذكرت النجوم عند أبي عبد الله عليه‌السلام فقال : ما يعلمها إلا أهل بيت بالهند وأهل بيت من العرب.

وقد عرفت عدم دلالته على أنه يجوز لغيرهم عليهم‌السلام النظر فيه.

الثاني والعشرون : ما رواه السيد من الكتاب المذكور أيضا عن محمد وهارون ابني أبي سهل أنهما كتبا إلى أبي عبد الله عليه‌السلام أن أبانا وجدنا كان ينظر في النجوم فهل يحل النظر فيها؟ قال : نعم.

وفيه أيضا أنهما كتبا إليه نحن ولد بنو نوبخت المنجم وقد كنا كتبنا إليك هل يحل النظر فيها فكتبت نعم ، والمنجمون يختلفون في صفة الفلك فبعضهم يقول : إن الفلك فيه النجوم والشمس والقمر معلق بالسماء وهو دون السماء وهو الذي يدور بالنجوم ، والشمس والقمر والسماء ، وأنها لا تتحرك ولا تدور ، ويقولون دوران الفلك تحت الأرض ، وأن الشمس تدور مع الفلك تحت الأرض تغيب في المغرب تحت الأرض ، وتطلع بالغداة من المشرق ، فكتب نعم ما لم يخرج من التوحيد.

والخبر مرسل مجهول ، ويدل على جواز النظر في النجوم وعلم الهيئة ما لم يخل بالتوحيد.

٤٨٣

الثالث والعشرون : ما أورده السيد من الكتاب المذكور أبو محمد عن الحسن بن عمر ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : «يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ » قال : كان القمر منحوسا بزحل ويدل على نحوسة بعض الكواكب وأوضاعها.

الرابع والعشرون : ما رواه السيد من كتاب التوقيعات للحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى بإسناده قال : قال كتب معقلة بن إسحاق إلى علي بن جعفر عليه‌السلام رقعة يعلمه فيها أن المنجم كتب ميلاده ووقت عمره وقتا وقد قارب ذلك الوقت وخاف على نفسه ، فأوصل علي بن جعفر رقعته إلى الكاظم عليه‌السلام فكتب عليه‌السلام إليه رقعة طويلة أمره فيها بالصوم والصلة والبر والصدقة والاستغفار وكتب في آخرها فقد والله ساءني أمره فوق ما أصف ، على أني أرجو أن يزيد الله في عمره ويبطل قول المنجم فما أطلعه الله على الغيب والحمد لله.

أقول : يدل الخبر على عدم اطلاع المنجمين على أمثال ذلك ، وعلى أنه لو كان له أصل يندفع بأفعال البر والخير.

الخامس والعشرون : ما رواه محمد بن شهرآشوب في كتاب المناقب مرسلا عن أبي بصير قال : رأيت رجلا يسأل أبا عبد الله عن النجوم؟ فلما خرج من عنده قلت له : هذا علم له أصل؟ قال : نعم ، قلت حدثني عنه ، قال : أحدثك عنه بالسعد ولا أحدثك بالنحس ، إن الله جل اسمه فرض صلاة الفجر لأول ساعة ، فهو فرض وهي سعد ، وفرض الظهر لسبع ساعات وهو فرض وهي سعد ، وجعل العصر لتسع ساعات فهو فرض وهي سعد ، والمغرب لأول ساعة من الليل وهو فرض وهي سعد ، والعتمة لثلاث ساعات وهو فرض وهي سعد(١) .

أقول : يدل على أن أصله حق ولا ينبغي طلبه وتحصيله والنظر فيه ، إلا

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب : ج ٤ ص ١٧.

٤٨٤

بقدر ما يعلم به أوقات الفرائض.

السادس والعشرون : ما رواه الصدوق في الفقيه بسند صحيح عن ابن أبي عمير أنه قال : كنت أنظر في النجوم وأعرفها وأعرف الطالع فيدخلني من ذلك شيء فشكوت ذلك إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ، فقال : إذا وقع في نفسك شيء فتصدق على أول مسكين ، ثم امض فإن الله يدفع عنك(١) .

ورواه البرقي في المحاسن ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن سفيان بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام(٢) . ويدل على أن تأثيرها من حيث التطير وتأثير النفس بها ، ويمكن دفعه بالصدقة. ويدل أخبار كثيرة على أن من تصدق بصدقة يدفع الله عنه نحس ذلك اليوم(٣) .

السابع والعشرون : ما رواه الصدوق أيضا في الفقيه بسند حسن عن عبد الملك ابن أعين قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إني قد ابتليت بهذا العلم فأريد الحاجة فإذا نظرت إلى الطالع ورأيت الطالع الشر جلست ، ولم أذهب فيها وإذا رأيت الطالع الخير ذهبت في الحاجة ، فقال لي تقضي؟ قلت : نعم ، قال أحرق كتبك(٤) .

قوله عليه‌السلام : « تقضي » أي تحكم للناس بأمثال ذلك وتخبرهم بأحكام النجوم وسعودها ونحوسها ، أو بالمجهول ، أي إذا أذهبت في الطالع الخير تقضي حاجتك وتعتقد ذلك وعلى التقديرين يدل على عدم جواز النظر في النجوم ، والإخبار بأحكامها ومراعاتها ، وتأويله بأن المراد الحكم بأن للنجوم تأثيرا بعيد.

الثامن والعشرون : ما رآه علي بن إبراهيم في تفسيره بسند فيه جهالة عن أبي

__________________

(١) من لا يحضره الفقيه : ج ٢ ص ١٧٥ باب ٦٩ ح ٣.

(٢) المحاسن ، ص ٣٤٩.

(٣) الفروع من الكافي : ج ٤ ص ٥ باب أنّ الصدقة تدفع البلاء.

(٤) من لا يحضره الفقيه : ج ٢ ص ١٧٥ باب ٦٨ ح ١٤.

٤٨٥

عبد الرحمن السلمي أن عليا عليه‌السلام قرأ بهم الواقعة « وتجعلون شكركم أنكم تكذبون » فلما انصرف قال : إني قد عرفت أنه سيقول قائل : لم قرأ هكذا قرأتها لأني سمعت رسول الله يقرأها كذلك وكانوا إذا مطروا قالوا : مطرنا بنوء كذا وكذا ، فأنزل الله « وتجعلون شكركم إنكم تكذبون »(١) .

أقول : هذا الخبر يدل على عدم جواز نسبة الحوادث إلى النجوم.

التاسع والعشرون : ما رواه الصدوق في معاني الأخبار بسند معتبر عن حمران ابن أعين عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ثلاثة من عمل الجاهلية الفخر بالأنساب والطعن في الأحساب والاستسقاء بالأنواء(٢) .

الثلاثون : ما رواه العياشي مرسلا ، عن يعقوب بن شعيب ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قوله تعالى : «ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ »(٣) قال : كانوا يمطرون بنوء كذا وبنوء كذا ، ومنها أنهم كانوا يأتون الكهان فيصدقونهم بما يقولون(٤) .

الحادي والثلاثون : ما رواه الكليني بسند فيه إرسال ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان بيني وبين رجل قسمة أرض ، وكان الرجل صاحب نجوم ، وكان يتوخى ساعة السعود فيخرج فيها وأخرج أنا في ساعة النحوس فاقتسمنا فخرج لي خير القسمين فضرب الرجل يده اليمنى على اليسرى ثم قال ما رأيت كاليوم قط ، قلت : ويل الآخر(٥) وما ذاك؟ قال : إني صاحب نجوم أخرجتك في ساعة النحوس ، وخرجت

__________________

(١) تفسير القمّيّ : ج ١ ص ٣٤٩.

(٢) معاني الأخبار : ص ٣٢٦.

(٣) سورة يوسف / ١٠٦.

(٤) التفسير للعياشى : ج ٢ ص ١٩٩ ح ٩١.

(٥) قوله : « وَيلَ الآخَرِ » من عادة العرب إذا أرادوا تعظيم المخاطب أن لا يخاطبوه ـ بويلك ـ بل يقولون ـ وَيلَ الآخَرِ ـ « قاله الرضيّ » كذا في هامش بعض النسخ.

٤٨٦

أنا في ساعة السعود ، ثم قسمنا فخرج لك خير القسمين ، فقلت : ألا أحدثك بحديث حدثني به أبي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من سره أن يدفع الله عنه نحس يوم القيامة فليفتتح يومه بصدقة ، يذهب الله بها عنه نحس يومه ومن أحب أن يذهب الله عنه نحس ليلته. فليفتتح ليلته بصدقة ، يدفع الله عنه نحس ليلته ، فقلت : إني افتتحت خروجي بصدقة فهذا خير لك من النجوم »(١) .

فهذا الخبر يدل على أنه لو كان لها نحوسة فهي تدفع بالصدقة وأنه لا ينبغي مراعاتها ، بل ينبغي التوسل في دفع أمثال ذلك بما ورد عن المعصومين من الدعاء والصدقة ، والتوكل على الله تعالى.

الثاني والثلاثون : الخبر المجهول الذي مر في الثالث والثلاثين والمائتين عن ابن سيابة ، وهو وإن كان أوله يدل على تجويز النظر فيها لكن آخره كان يشعر بالمنع لعدم الإحاطة بها لغيرهم عليهم‌السلام.

الثالث والثلاثون : الخبر الضعيف الذي مر في التاسع والستين والثلاثمائة وكان يدل على كون زحل سعدا على خلاف ما يتوهمه المنجمون.

الرابع والثلاثون : ما مر في الرابع والسبعين والأربعمائة وقد عرفت ما فيه وقد عرفت أيضا ما ينافي هذين الخبرين الذين سبقا آنفا ، وسنتكلم فيما سيأتي من الأخبار إن شاء الله تعالى.

وأنت إذا أحطت خبرا بما تلونا عليك من الأقوال والأخبار علمت أن القول باستقلال النجوم في تأثيرها كفر وخلاف لضرورة الدين ، وأن القول بالتأثير

__________________

(١) الفروع من الكافي : ج ٤ ص ٦ ـ ٧ ، ح ٩.

٤٨٧

٥٠٩ ـ حميد بن زياد ، عن أبي العباس عبيد الله بن أحمد الدهقان ، عن علي بن الحسن الطاطري ، عن محمد بن زياد بياع السابري ، عن أبان ، عن صباح بن سيابة ، عن المعلى بن خنيس قال ذهبت بكتاب عبد السلام بن نعيم وسدير وكتب غير واحد

الناقص إما كفر أو فسق ، وأن تعلم النجوم وتعليمها والنظر فيها مع عدم اعتقاد تأثيرها أصلا مختلف فيه ، وقد ظهر لك قوة أخبار المنع وكثرتها أو ضعف أخبار الجواز وعدم دلالة أكثرها مع تأيد الأخبار الأولة بما يدل على المنع عن القول بغير علم ، وبما ورد في الحث على الدعاء والصدقة وأنهما وسائر أبواب البر مما تدفع البلايا ، وبأن الأئمة لم ينقل عنهم مراعاة الساعات والنظرات في الأعمال ، وما ورد في خصوص السفر والتزويج من رعاية خصوص العقرب والمحاق لا يدل على مراعاة جميع الساعات ، والنظرات في جميع الأعمال وإنما عدلنا عن الإيجاز هنا إلى الإطناب لأن كثيرا من أهل عصرنا تقربوا إلى الأمراء والحكام بتجويز ذلك وصار ذلك سببا لتدين أكثر الخلق واعتقادهم صحته ، ولزوم مراعاته ، وفي بالي إن وفقني الله تعالى أن أكتب في ذلك رسالة مفردة ، أذكر فيها وجوه الاستدلال من كل خبر ، وأبين ما يصلح منها للعمل ، وأشرحها ليظهر المراد منها ، وفيما ذكرنا كفاية لمن تفكر ونظر فيها بعين الإنصاف ، وجانب التكلف والتصلف والاعتساف.

الحديث التاسع والخمسمائة : مجهول.

والظاهر أن عبيد الله هو عبيد الله أحمد بن نهيك الذي وثقة النجاشي(١) وهو المكنى بأبي العباس ، وذكر الشيخ أنه روى عنه كتبه حميد ، لكنه غير مشهور بالدهقان والمشتهر به هو عبيد الله بن عبد الله(٢) .

__________________

(١) رجال النجاشيّ : ص ٢٣٢ ـ الرقم ٦١٥.

(٢) نفس المصدر : ص ٢٣١ ـ الرقم ٦١٤.

٤٨٨

إلى أبي عبد الله عليه‌السلام حين ظهرت المسودة قبل أن يظهر ولد العباس بأنا قد قدرنا أن يئول هذا الأمر إليك فما ترى قال فضرب بالكتب الأرض ثم قال أف أف ما أنا لهؤلاء بإمام أما يعلمون أنه إنما يقتل السفياني.

٥١٠ ـ أبان ، عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ » قال هي بيوت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

٥١١ ـ أبان ، عن يحيى بن أبي العلاء قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول درع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات الفضول لها حلقتان من ورق في مقدمها وحلقتان من ورق في مؤخرها

قوله عليه‌السلام: « حين ظهرت المسودة » أي أصحاب أبي مسلم المروزي ، لأنهم كانوا يلبسون السواد.

قوله عليه‌السلام: « ما أنا لهؤلاء بإمام » أي إنهم لاستعجالهم ، وعدم التسليم لإمامهم خارجون عن شيعته والمقتدين به.

قوله عليه‌السلام: « إنما يقتل السفياني » أي إما يعلمون أن القائم يقتل السفياني الخارج قبله كما يظهر من كثير من الأخبار أنه عليه‌السلام يقتله ، أو أما يعلمون أن من علامات ظهور دولة أهل البيت قتل السفياني قبل ذلك ، والسفياني لم يخرج ، ولم يقتل بعد فكيف يصح لنا الخروج والجهاد.

الحديث العاشر والخمسمائة : موثق. إذ الظاهر أنمحمد بن زياد هو ابن أبي عمير.

ويدل على أن المراد بالبيوت البيوت الصورية ، وبعض الأخبار يدل على أن المراد بها البيوت المعنوية كما هو الشائع بين العرب والعجم ، ولا يأباه هذا الخبر أيضا وقد بسطنا الكلام في ذلك في بحار الأنوار(١) .

الحديث الحادي عشر والخمسمائة : مجهول.

قوله عليه‌السلام: « ذات الفضول » قال الجزري : فيه « أن اسم درعه عليه الصلاة

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٥٢ ص ١٧١ ـ ٢٨٨.

٤٨٩

وقال لبسها علي عليه‌السلام يوم الجمل.

٥١٢ ـ أبان ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال شد علي عليه‌السلام على بطنه يوم الجمل بعقال أبرق نزل به جبرئيل عليه‌السلام من السماء وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يشد به على بطنه إذا لبس الدرع.

٥١٣ ـ أبان ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال إن عثمان قال للمقداد أما والله لتنتهين أو لأردنك إلى ربك الأول قال فلما حضرت المقداد الوفاة قال لعمار أبلغ عثمان عني أني قد رددت إلى ربي الأول.

٥١٤ ـ أبان ، عن فضيل وعبيد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال لما حضر محمد بن أسامة الموت دخلت عليه بنو هاشم فقال لهم قد عرفتم قرابتي ومنزلتي منكم وعلي دين

والسلام كانت ذات الفضول » وقيل ذو الفضول لفضلة كان فيها وسعة(١) .

والورق بكسر الراء وقد تسكن ـ : الفضة ، ويدل على جواز استعمال أمثال ذلك من الفضة في ملابس الحرب أو مطلقا.

الحديث الثاني عشر والخمسمائة : موثق.

قوله عليه‌السلام: « أبرق » قال الجوهري : الأبرق : الحبل الذي فيه لونان(٢) .

الحديث الثالث عشر والخمسمائة : موثق.

قوله : « لتنتهين » أي عما كان يقول من حقية أمير المؤمنين وخلافته ، وغصب الثلاثة وكفرهم وبدعهم.

قوله : « إلى ربك الأول » أي الرب تعالى ، أو الصنم الذي كانوا يعبدونه قبل الإسلام ، وفي قول مقداد رضي‌الله‌عنه الأول متعين ، وعلى التقديرين تهديد له بالقتل.

الحديث الرابع عشر والخمسمائة : موثق.

__________________

(١) النهاية : ج ٣ ص ٤٥٦.

(٢) الصحاح : ج ٤ ص ١٤٤٩.

٤٩٠

فأحب أن تضمنوه عني فقال علي بن الحسين عليه‌السلام ـ أما والله ثلث دينك علي ثم سكت وسكتوا فقال علي بن الحسين عليه‌السلام علي دينك كله ثم قال علي بن الحسين عليه‌السلام أما إنه لم يمنعني أن أضمنه أولا إلا كراهية أن يقولوا سبقنا.

٥١٥ ـ أبان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال كانت ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله القصواء إذا نزل عنها علق عليها زمامها قال فتخرج فتأتي المسلمين قال فيناولها الرجل الشيء ويناوله هذا الشيء فلا تلبث أن تشبع قال فأدخلت رأسها في خباء سمرة بن جندب فتناول عنزة فضرب بها على رأسها فشجها فخرجت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فشكته.

٥١٦ ـ أبان ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال إن مريم عليها‌السلام حملت بعيسى عليه‌السلام تسع ساعات كل ساعة شهرا.

الحديث الخامس عشر والخمسمائة : موثق.

« له القصواء » قال الجزري : في الحديث « أنه خطب على ناقته القصواء » وهو لقب ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والقصواء : الناقة التي قطع طرف أذنها ، وكل ما قطع من الأذن فهو جدع فإذا بلغ الربع فهو قصو ، وإذا جاوزه فهو عضب ، ولم تكن ناقة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قصواء وإنما كان هذا لقبا لها ، وقيل : كانت مقطوعة الأذن(١) .قوله عليه‌السلام: « فشكته » إما باللسان ، أو بالإشارات ، وعلى التقديرين فهو من معجزاته.

الحديث السادس عشر والخمسمائة : مجهول.

قوله عليه‌السلام: « تسع ساعات » أقول : هذا أحد الأقوال فيه ، وقيل : تسعة أشهر وهو قول النصارى ، وقيل : ثمانية أشهر ، وقيل : ستة أشهر ، وقيل : ثلاث ساعات وقيل : ساعة واحدة وظاهر الآية ينفي القولين الأوسطين ، حيث قال تعالى : «فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا » إذ الفاء تدل على التعقيب بلا تراخ.

__________________

(١) النهاية : ج ٤ ص ٧٥.

٤٩١

٥١٧ ـ أبان ، عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام إن المغيرية يزعمون أن هذا اليوم لهذه الليلة المستقبلة فقال كذبوا هذا اليوم لليلة الماضية إن أهل بطن نخلة حيث رأوا الهلال قالوا قد دخل الشهر الحرام.

٥١٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن سلار أبي عمرة

الحديث السابع عشر والخمسمائة : موثق.

قوله : « إن المغيرية » أي أتباع مغيرة بن سعيد البجلي.

قوله عليه‌السلام: « إن أهل بطن نخلة » إشارة إلى ما ذكره المفسرون والمؤرخون إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث عبد الله بن جحش معه ثمانية رهط من المهاجرين ، وقيل اثني عشر وأمره أن ينزل نخلة بين مكة والطائف فيرصد قريشا ويعلم أخبارهم فانطلقوا حتى هبطوا نخلة ، فوجدوا بها عمرو بن الحضرمي عير تجارة قريش في آخر يوم جمادى الآخرة وكانوا يرون أنه من جمادى ، وهو رجب ، فاختصم المسلمون ، فقال : قائل منهم هذه غرة من غدر وغنم رزقتموه ، فلا ندري أمن الشهر الحرام هذا اليوم أم لا؟ فقال قائل منهم : لا نعلم هذا اليوم إلا من الشهر الحرام ، ولا نرى أن تستحلوه لطمع أشفيتم عليه فشدوا على ابن الحضرمي فقتلوه وغنموا عيره ، فبلغ ذلك كفار قريش فركب وفدهم حتى قدموا على النبي فقالوا : أيحل القتال في الشهر الحرام فأنزل الله تعالى «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ » الآية(١) ويظهر من هذا الخبر كما يظهر من بعض السير أنهم إنما فعلوا ذلك بعد علمهم بكونه من شهر رجب بأن رأوا الهلال واستشهاده عليه‌السلام بأن الصحابة حكموا بعد رؤية الهلال بدخول رجب ، فالليل سابق على النهار ، ويحسب معه يوما(٢) .

الحديث الثامن عشر والخمسمائة : مجهول.

__________________

(١) البقرة : ٢١٨.

(٢) مجمع البيان : ج ٢ ص ٣١٢.

٤٩٢

عن أبي مريم الثقفي ، عن عمار بن ياسر قال بينا أنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إن الشيعة الخاصة الخالصة منا أهل البيت فقال عمر يا رسول الله عرفناهم حتى نعرفهم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما قلت لكم إلا وأنا أريد أن أخبركم ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنا الدليل على الله عز وجل وعلي نصر الدين ومناره أهل البيت وهم المصابيح الذين يستضاء بهم فقال عمر يا رسول الله فمن لم يكن قلبه موافقا لهذا فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما وضع القلب في ذلك الموضع إلا ليوافق أو ليخالف فمن كان قلبه موافقا لنا أهل البيت كان ناجيا ومن كان قلبه مخالفا لنا أهل البيت كان هالكا.

٥١٩ ـ أحمد ، عن علي بن الحكم ، عن قتيبة الأعشى قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول عاديتم فينا الآباء والأبناء والأزواج وثوابكم على الله عز وجل أما إن أحوج ما تكونون إذا بلغت الأنفس إلى هذه وأومأ بيده إلى حلقه.

٥٢٠ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن داود بن سليمان الحمار ، عن سعيد بن يسار قال استأذنا على أبي عبد الله عليه‌السلام أنا والحارث بن المغيرة

قوله عليه‌السلام: « إن الشيعة الخاصة » أي من يتابعني في جميع أقوالي وأفعالي ليس إلا من أهل بيتي أو شيعتنا أهل البيت إذا كانوا خالصين لنا ومن خواصنا فهم لشدة ارتباطهم بنا كأنهم منا ، والأخير أظهر ، والأول أوفق بالتفسير الذي ذكره.

قوله : « ومنارة أهل البيت » المنارة : علم الطريق ، وما يوضع فوقها السراج أي هو العلم الذي يقتدي أهل البيت به ، ويهتدون بأنوار علمه ، وأهل البيت هم الذين يستضيء بهم سائر الخلق.

قوله عليه‌السلام: « إلا ليوافق » أي ليعلم به الموافق والمخالف.

الحديث التاسع عشر والخمسمائة : صحيح.

قوله عليه‌السلام: « إن أحوج ما تكونون » أي إلى ولايتنا.

الحديث العشرون والخمسمائة : موثق.

٤٩٣

النصري ومنصور الصيقل فواعدنا دار طاهر مولاه فصلينا العصر ثم رحنا إليه فوجدناه متكئا على سرير قريب من الأرض فجلسنا حوله ثم استوى جالسا ثم أرسل رجليه حتى وضع قدميه على الأرض ثم قال الحمد لله الذي ذهب الناس يمينا وشمالا فرقة مرجئة وفرقة خوارج وفرقة قدرية وسميتم أنتم الترابية ثم قال بيمين منه أما والله ما هو إلا الله وحده لا شريك له ورسوله وآل رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وشيعتهم كرم الله وجوههم وما كان سوى ذلك فلا كان علي والله أولى الناس بالناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقولها ثلاثا.

٥٢١ ـ عنه ، عن أحمد ، عن علي بن المستورد النخعي عمن رواه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال إن من الملائكة الذين في سماء الدنيا ليطلعون على الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمد عليهم‌السلام فيقولون أما ترون هؤلاء في قلتهم وكثرة عدوهم يصفون فضل آل محمد عليه‌السلام فتقول الطائفة الأخرى من الملائكة «ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ».

٥٢٢ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عمر بن حنظلة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال يا عمر لا تحملوا على شيعتنا وارفقوا بهم فإن الناس لا يحتملون

الحديث الحادي والعشرون والخمسمائة : مجهول.

الحديث الثاني والعشرون والخمسمائة : حسن كالصحيح ، وقد يعد صحيحا.

قوله عليه‌السلام: « لا تحملوا على شيعتنا » أي لا تكلفوا أوساط الشيعة بالتكاليف الشاقة في العلم والعمل ، بل علموهم وادعوهم إلى العمل برفق ليكملوا ، فإنهم لا يحتملون من العلوم والأسرار وتحمل المشاق في الطاعات ما تحتملون.

وقيل : المراد التحريض على التقية ، أي لا تحملوا الناس بترك التقية على رقاب شيعتنا وارفقوا بهم ، أي بالمخالفين ، فإنهم لا يصبرون على أذاكم كما تصبرون عنهم ، ولا يخفى بعده ، وفي بعض النسخ [ ما يحملون ] بصيغة الغيبة ، فيحتمل أن يكون المراد على ما ذكرنا أولا ، أن الناس أي المخالفين لا يحملون من العلوم

٤٩٤

ما تحملون.

٥٢٣ ـ محمد بن أحمد القمي ، عن عمه عبد الله بن الصلت ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سنان ، عن حسين الجمال ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : «رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ »(١) قال هما ثم قال وكان فلان شيطانا.

٥٢٤ ـ يونس ، عن سورة بن كليب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : «رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ » قال يا سورة هما والله هما ثلاثا والله يا سورة إنا لخزان علم الله في السماء وإنا لخزان علم الله في الأرض.

٥٢٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن سليمان

ما يحمله هؤلاء الضعفاء من الشيعة ، فكذلك هؤلاء الضعفاء لا يحملون ما تحملون أنتم.

الحديث الثالث والعشرون والخمسمائة : مجهول ، ويحتمل أن يكونالجمال ، حسين بن أبي سعيد المكاري ، فالخبر حسن ، أو موثق.

قوله عليه‌السلام: « هما » أي أبو بكر وعمر والمراد بـ« فلان » عمر أي الجن المذكور في الآية عمر ، وإنما سمي به لأنه كان شيطانا ، إما لأنه كان شرك شيطان لكونه ولد زناء أو لأنه كان في المكر والخديعة كالشيطان ، وعلى الأخير يحتمل العكس بأن يكون المراد بفلان أبا بكر.

الحديث الرابع والعشرون والخمسمائة : مجهول ، ويمكن أن يعد حسنا لأن الظاهر أن سورة هو الأسدي.

قوله عليه‌السلام: « إنا لخزان علم الله في السماء » أي بين أهل السماء والأرض أو العلوم السماوية والأرضية.

الحديث الخامس والعشرون والخمسمائة : صحيح.

__________________

(١) سورة فصّلت : ٢٩.

٤٩٥

الجعفري قال سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول في قول الله تبارك وتعالى : «إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ »(١) قال يعني فلانا وفلانا وأبا عبيدة بن الجراح.

٥٢٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل وغيره ، عن منصور بن يونس ، عن ابن أذينة ، عن عبد الله بن النجاشي قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول في قول الله عز وجل : «أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً »(٢) يعني والله فلانا وفلانا : «وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً »(٣) يعني والله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليا عليه‌السلام مما صنعوا أي لو جاءوك بها يا علي فاستغفروا الله مما صنعوا واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما : «فَلا وَرَبِّكَ

قوله تعالى : « إِذْ يُبَيِّتُونَ » يقال : بيت أمرا ، أي دبره ليلا ، وفلان أبو بكر وعمر.

وروى العياشي عن عمر بن صالح ، الأول والثاني وأبو عبيدة بن الجراح(٤) وهو إشارة إلى ما دبر هؤلاء في أن لا تكون الخلافة لعلي عليه‌السلام ، وكتبوا بذلك صحيفة عند الكعبة ، وتعاقدوا على ذلك ، فأنزل الله تعالى تلك الآيات وأخبر نبيه بذلك وقد أوردناه مشروحا في كتاب بحار الأنوار(٥) .

الحديث السادس والعشرون والخمسمائة : ضعيف.

قوله تعالى : « فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ » أي عن عقابهم لمصلحة في استبقائهم أو عن قبول معذرتهم وفي بعض النسخ[ وما أرسلناك رسولا إلا لتطاع ] وكأنها كانت هكذا في مصحفهم عليهم‌السلام وفي بعضها كما في القرآن.

قوله عليه‌السلام: « يعني والله النبي وعليا » أي المراد بالرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله فيقوله تعالى «وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ » النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والمخاطب فيقوله «جاؤُكَ » علي عليه‌السلام

__________________

(١) سورة النساء : ١٠٨.

(٢) سورة النساء : ٦٣.

(٣) سورة النساء : ٦٣.

(٤) تفسير العيّاشيّ : ج ١ ص ٢٧٥.

(٥) بحار الأنوار : ج ٣٧ ص ١١٤.

٤٩٦

«لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ »(١) فقال أبو عبد الله عليه‌السلام هو والله علي بعينه «ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ » على لسانك يا رسول الله يعني به من ولاية علي «وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً » لعلي.

٥٢٧ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن معمر بن خلاد قال سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول ربما رأيت الرؤيا فأعبرها والرؤيا على ما تعبر.

٥٢٨ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن الحسن بن جهم قال سمعت

ولو كان المخاطب الرسول لكان الظاهر أن يقول « واستغفرت لهم » وفي بعض نسخ تفسير العياشي يعني والله عليا عليه‌السلام(٢) وهو أظهر.

قوله عليه‌السلام: « هو والله على » أي المخاطب ، أو المراد بما شجر بينهم ما شجر بينهم في أمر علي عليه‌السلام وخلافته ، والأول أظهر ، وروى علي بن إبراهيم في تفسيره ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ » يا علي «فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً » هكذا نزلت ثم قال «فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ » يا علي «فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ » يعني فيما تعاهدوا وتعاقدوا عليه بينهم من خلافك وغصبك «ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ » عليهم يا محمد على لسانك من ولايته ، ويسلموا تسليما لعلي عليه‌السلام.(٣) قوله : « مما قضيت على لسانك » ظاهره أنه كان في مصحفهم عليهم‌السلام على صيغة المتكلم ، ويحتمل أن يكون بيانا لحاصل المعنى ، أي المراد بقضاء الرسول ما يقضي الله على لسانه.

الحديث السابع والعشرون والخمسمائة : صحيح.

قوله : « ما تعبر عنه » أي تقع مطابقة لما عبرت به.

الحديث الثامن والعشرون والخمسمائة : موثق.

__________________

(١) سورة النساء : ٦٣.

(٢) تفسير القمّيّ : ج ١ ص ١٤٢.

(٣) تفسير العيّاشيّ : ج ١ ص ٢٥٥.

٤٩٧

أبا الحسن عليه‌السلام يقول الرؤيا على ما تعبر فقلت له إن بعض أصحابنا روى أن رؤيا الملك كانت أضغاث أحلام فقال أبو الحسن عليه‌السلام إن امرأة رأت على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن جذع بيتها قد انكسر فأتت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقصت عليه الرؤيا فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقدم زوجك ويأتي وهو صالح وقد كان زوجها غائبا فقدم كما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم غاب عنها زوجها غيبة أخرى فرأت في المنام كأن جذع بيتها قد انكسر فأتت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقصت عليه الرؤيا فقال لها يقدم زوجك ويأتي صالحا فقدم على ما قال ثم غاب زوجها ثالثة فرأت في منامها أن جذع بيتها قد انكسر فلقيت رجلا أعسر فقصت عليه الرؤيا فقال لها الرجل السوء يموت زوجك قال فبلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال ألا كان عبر لها خيرا.

قوله : « كانت أضغاث أحلام » أي لم تكن لها حقيقة ، وإنما وقعت كذلك لتعبير يوسف عليه‌السلام ، وإنما أورد الراوي تلك الرواية تأييدا لما ذكره عليه‌السلام.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « يقدم زوجك » لعله صلى‌الله‌عليه‌وآله عبر انكسار أسطوانة بيتها بفوات ما كان لها من التمكن ، والاستقلال والتصرف في غيبته.

قوله عليه‌السلام: « رجلا أعسر » قال الفيروزآبادي : يوم عسر وعسير وأعسر شديد أو شؤم وأعسر يسر يعمل بيديه جميعا فإن عمل بالشمال فهو أعسر انتهى.(١)

والمراد هنا الشؤم أو من يعمل باليسار فإنه أيضا مشوم ، ويظهر من روايات المخالفين إن هذا الأعسر كان أبا بكر ولعله عليه‌السلام لم يصرح باسمه تقية.

قال في النهاية : فيه امرأة أتت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت رأيت كان جائز بيتي انكسر فقال : يرد الله غائبك فرجع زوجها ثم غاب فرأت مثل ذلك فأتت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فلم تجده ووجدت أبا بكر فأخبرته ، فقال : يموت زوجك ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال هل قصصتها على أحد؟ قالت : نعم ، قال : هو كما قيل لك الجائز : الخشبة التي توضع عليها أطراف العوارض في سقف البيت.(٢)

__________________

(١) القاموس : ج ٢ ص ٩١.

(٢) النهاية : ج ١ ص ٣١٤.

٤٩٨

٥٢٩ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن غالب ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أن رسول الله كان يقول إن رؤيا المؤمن ترف بين السماء والأرض على رأس صاحبها حتى يعبرها لنفسه أو يعبرها له مثله فإذا عبرت لزمت الأرض فلا تقصوا رؤياكم إلا على من يعقل.

٥٣٠ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن القاسم بن عروة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الرؤيا لا تقص إلا على مؤمن خلا من الحسد والبغي.

٥٣١ ـ حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد الكندي ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن أبان بن عثمان ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال كان على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل يقال له ذو النمرة وكان من أقبح الناس وإنما سمي ذو النمرة من قبحه فأتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال يا رسول الله أخبرني ما فرض الله عز وجل علي فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فرض الله عليك سبع عشرة ركعة في اليوم والليلة وصوم شهر رمضان إذا أدركته والحج إذا استطعت إليه سبيلا والزكاة وفسرها له فقال والذي بعثك بالحق نبيا ما أزيد ربي على ما فرض علي شيئا فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يا ذا النمرة فقال كما خلقني قبيحا قال فهبط جبرئيل عليه‌السلام على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال يا رسول الله إن ربك يأمرك

الحديث التاسع والعشرون والخمسمائة : حسن. ولا يقصر عن الصحيح.

قوله : « ترفرف » رف الطائر أي بسط جناحيه كرفرف والرفرفة تحريك الظليم جناحيه حول الشيء يريد أن يقع عليه ، وفي تشبيه الرؤيا بالطير وإثبات الرفرفة له وترشيحه بالقص ، الذي هو قطع الجناح وبلزوم الأرض ، لطائف لا تخفى.

الحديث الثلاثون والخمسمائة : مجهول.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « خلا من الحسد والبغي » أي ليعبرها بخير.

الحديث الحادي والثلاثون والخمسمائة : مرسل.

قوله عليه‌السلام: « سمي ذو النمرة من قبحه » النمرة النكتة من أي لون كان ، و

٤٩٩

أن تبلغ ذا النمرة عنه السلام وتقول له يقول لك ربك تبارك وتعالى أما ترضى أن أحشرك على جمال جبرئيل عليه‌السلام يوم القيامة فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يا ذا النمرة هذا جبرئيل يأمرني أن أبلغك السلام ويقول لك ربك أما ترضى أن أحشرك على جمال جبرئيل فقال ذو النمرة فإني قد رضيت يا رب فو عزتك لأزيدنك حتى ترضى.

( حديث الذي أحياه عيسى عليه‌السلام )

٥٣٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي جميلة ، عن أبان بن تغلب وغيره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه سئل هل كان عيسى ابن مريم أحيا أحدا بعد موته حتى كان له أكل ورزق ومدة وولد فقال نعم إنه كان له صديق مواخ له في الله تبارك وتعالى وكان عيسى عليه‌السلام يمر به وينزل عليه وإن عيسى غاب عنه حينا ثم مر به ليسلم عليه فخرجت إليه أمه فسألها عنه فقالت مات يا رسول الله فقال أفتحبين أن تراه قالت نعم فقال لها فإذا كان غدا فآتيك حتى أحييه لك بإذن الله تبارك وتعالى فلما كان من الغد أتاها فقال لها انطلقي معي إلى قبره فانطلقا حتى أتيا قبره فوقف عليه عيسى عليه‌السلام ثم دعا الله عز وجل فانفرج القبر وخرج ابنها حيا فلما رأته أمه ورآها بكيا فرحمهما عيسى عليه‌السلام فقال له عيسى أتحب أن تبقى مع أمك في الدنيا فقال يا نبي الله بأكل ورزق ومدة أم بغير أكل ولا رزق ولا مدة فقال له عيسى عليه‌السلام بأكل ورزق ومدة وتعمر عشرين سنة وتزوج ويولد لك قال نعم إذا قال فدفعه عيسى إلى أمه فعاش عشرين سنة وتزوج

كأنه كان قبحه لعلامات في وجهه.

الحديث الثاني والثلاثون والخمسمائة : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « أن تريه » بفتح الراء ، حذفت النون من الواحدة المخاطبة للناصب وفي المشهور لا يشبع الضمير كإليه وعليه ، والإشباع طريق ابن كثير.

قوله : « أم بغير أكل » أي مدة قليلة.

٥٠٠

وولد له.

٥٣٣ ـ ابن محبوب ، عن أبي ولاد وغيره من أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عز وجل : «وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ »(١) فقال من عبد فيه غير الله عز وجل أو تولى فيه غير أولياء الله فهو ملحد بظلم وعلى الله تبارك وتعالى أن يذيقه «مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ».

٥٣٤ ـ ابن محبوب ، عن أبي جعفر الأحول ، عن سلام بن المستنير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : «الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ »(٢) قال نزلت في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وحمزة وجعفر وجرت في الحسين عليهم‌السلام أجمعين.

٥٣٥ ـ ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن بريد الكناسي قال سألت أبا جعفر

الحديث الثالث والثلاثون والخمسمائة : صحيح.

قوله عليه‌السلام: « من عبد فيه غير الله » أي تلك الأشياء أشد أفرادها ، فلا ينافي ما ورد في بعض الأخبار أن ضرب الخادم من ذلك.

الحديث الرابع والثلاثون والخمسمائة : مجهول.

قوله تعالى : « مِنْ دِيارِهِمْ » قال البيضاوي : يعني مكة «بِغَيْرِ حَقٍ » بغير موجب استحقوا به «إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ » على طريقة قول النابغة :

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم

بهن فلول من قراع الكتائب

وقيل : منقطع(٣) .

الحديث الخامس والثلاثون والخمسمائة : مجهول على المشهور.

وكان الوالد قدس‌سره يعده صحيحا لظنه اتحاد يزيد الكناسي وأبي خالد القماط.

__________________

(١) سورة الحجّ : ٢٥.

(٢) سورة الحجّ : ٤٠.

(٣) أنوار التنزيل : ج ٢ ص ٩٣.

٥٠١

عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : «يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا »(١) قال فقال إن لهذا تأويلا يقول ما ذا أجبتم في أوصيائكم الذين خلفتموهم على أممكم قال فيقولون لا علم لنا بما فعلوا من بعدنا.

قوله تعالى : « فَيَقُولُ ما ذا » قال الطبرسي : أي ما الذي أجابكم قومكم فيما دعوتموهم إليه وهذا تقرير في صورة الاستفهام «قالُوا لا عِلْمَ لَنا » قيل :

فيه أقوال :

أحدها : أن للقيامة أهوالا حتى تزول القلوب من مواضعها ، فإذا رجعت القلوب إلى مواضعها شهدوا لمن صدقهم ، وعلى من كذبهم ، يريد أنهم غربت عنهم إفهامهم من هول يوم القيامة فقالوا «لا عِلْمَ لَنا » عن عطاء عن ابن عباس والحسن ومجاهد والسدي والكلبي وهو اختيار الفراء.

وثانيها : إن المراد «لا عِلْمَ لَنا » كعلمك لأنك تعلم غيبهم وباطنهم ولسنا نعلم غيبهم وباطنهم وذلك هو الذي يقع عليه الجزاء عن الحسن في رواية أخرى واختاره الجبائي وأنكر القول الأول ، وقال : كيف يجوز ذهولهم من هول يوم القيامة مع قوله سبحانه : « إنه لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ » وقوله : «فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ».

وثالثها : إن معناه لا حقيقة لعلمنا إذ كنا نعلم جوابهم ، وما كان من أفعالهم وقت حياتنا ولا نعلم ما كان منهم بعد وفاتنا ، وإنما الثواب والجزاء يستحقان بما تقع به الخاتمة مما يموتون عن ابن الأنباري.

ورابعها : إن المراد لا علم لنا إلا ما علمتنا » حذف لدلالة الكلام عليه ، عن ابن عباس في رواية أخرى.

وخامسها : إن المراد به تحقيق فضيحتهم أي أنت أعلم بحالهم منا ، ولا يحتاج في ذلك إلى شهادتنا «إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ »(٢) . انتهى.

__________________

(١) سورة المائدة : ١٠٩.

(٢) مجمع البيان : ج ٣ ص ٢٦٠.

٥٠٢

( حديث إسلام علي عليه‌السلام )

٥٣٦ ـ ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة ، عن سعيد بن المسيب قال سألت علي بن الحسين عليه‌السلام ابن كم كان علي بن أبي طالب عليه‌السلام يوم أسلم فقال أوكان كافرا قط إنما كان لعلي عليه‌السلام حيث بعث الله عز وجل رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله عشر سنين ولم يكن يومئذ كافرا ولقد آمن بالله تبارك وتعالى وبرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسبق الناس كلهم إلى الإيمان بالله وبرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإلى الصلاة بثلاث سنين وكانت أول صلاة صلاها مع

أقول : لا يخفى أن ما ذكره عليه‌السلام مع قطع النظر عن صدوره عن منبع الوحي والتنزيل أظهر الوجوه وهو قريب من الوجه الثالث.

الحديث السادس والثلاثون والخمسمائة : مجهول.

قوله عليه‌السلام: « وسبق الناس كلهم إلى الإيمان » أقول : أجمعت علماء الشيعة على سبق إسلامه عليه‌السلام على جميع الصحابة ، وبه قال جماعة كثيرة من المخالفين ، وقد تواترت الروايات الدالة عليه من طرق العامة والخاصة ، وقد أوردنا في كتاب بحار الأنوار(١) الأخبار المستفيضة من كتبهم المعتبرة كتاريخ الطبري ، وأنساب الصحابة عنه ، والمعارف عن القتيبي ، وتاريخ يعقوب النسوي ، وعثمانية الجاحظ ، وتفسير الثعلبي وكتاب أبي زرعة الدمشقي ، وخصائص النطنزي ، وكتاب المعرفة لأبي يوسف النسوي وأربعين الخطيب ، وفردوس الديلمي ، وشرف النبي للخرگوشى ، وجامع الترمذي وإبانة العكبري ، وتاريخ الخطيب ، ومسند أحمد بن حنبل ، وكتاب الطبقات لمحمد ابن سعد ، وفضائل الصحابة للعكبري ، وأحمد بن حنبل ، وكتاب ابن مردويه الأصفهاني ، وكتاب المظفر السمعاني ، وأمالي سهل بن عبد الله المروزي ، وتاريخ بغداد ، والرسالة القوامية ، وسند الموصلي ، وتفسير قتادة ، وكتاب الشيرازي وغيرها مما يطول ذكرها ، رووا سبق إسلامه عليه‌السلام بطرق متعددة عن سلمان وأبي

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٣٨ ص ٢٠٢ ـ ٢٨٨.

٥٠٣

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الظهر ركعتين وكذلك فرضها الله تبارك وتعالى على من أسلم بمكة ركعتين ركعتين وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يصليها بمكة ركعتين ويصليها علي عليه‌السلام معه بمكة ركعتين مدة عشر سنين حتى هاجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المدينة وخلف عليا عليه‌السلام في أمور لم يكن يقوم بها أحد غيره وكان خروج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من مكة في أول يوم من ربيع الأول وذلك يوم الخميس من سنة ثلاث عشرة من المبعث وقدم المدينة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول مع زوال الشمس فنزل بقبا فصلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين ثم لم يزل مقيما ينتظر عليا عليه‌السلام يصلي الخمس صلوات ركعتين

ذر ، والمقداد ، وعمار ، وزيد بن صوحان ، وحذيفة ، وأبي الهيثم ، وخزيمة وأبي أيوب والخدري وأبي رافع وأم سلمة ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبي موسى الأشعري وأنس بن مالك ، وأبي الطفيل ، وجبير بن مطعم ، وعمرو بن الحمق ، وحبة العرني وجابر الحضرمي ، والحارث الأعور ، وعباية الأسدي ، ومالك بن الحويرث ، وقثم ابن العباس ، وسعيد بن قيس ، ومالك الأشتر ، وهاشم بن عتبة ، ومحمد بن كعب ، وابن مجاز ، والشعبي ، والحسن البصري ، وأبي البختري ، والواقدي ، وعبد الرزاق ومعمر ، والسدي ، وغيرهم ، ونسبوا القول بذلك إلى ابن عباس ، وجابر بن عبد الله وأنس وزيد بن أرقم ، ومجاهد وقتادة وابن إسحاق وغيرهم.

وقيل : إن أول من أسلم خديجة ، وقال بعض المعاندين من المخالفين : أول من أسلم أبو بكر ، وقال بعضهم : زيد بن حارثة.

واختلف في سنه عند ذلك قال الكلبي : كان عليه‌السلام ابن تسع سنين ، وقال مجاهد ومحمد بن إسحاق : كان ابن عشر سنين ، وقيل : كان ابن أربع عشر سنة ، وقيل : إحدى عشر ، وقيل : اثنتي عشر ، وقال ابن الأثير في الكامل : اختلف العلماء في أول من أسلم مع الاتفاق على أن خديجة أول خلق الله إسلاما ، فقال قوم : أول ذكر آمن علي ، روي عن علي عليه‌السلام أنا عبد الله وأخو رسوله ، وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب مفتر صليت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل الناس بسبع سنين وقال ابن عباس

٥٠٤

ركعتين وكان نازلا على عمرو بن عوف فأقام عندهم بضعة عشر يوما يقولون له أتقيم عندنا فنتخذ لك منزلا ومسجدا فيقول لا إني أنتظر علي بن أبي طالب وقد أمرته أن يلحقني ولست مستوطنا منزلا حتى يقدم علي وما أسرعه إن شاء الله فقدم علي عليه‌السلام والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيت عمرو بن عوف فنزل معه ثم إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما قدم عليه علي عليه‌السلام تحول من قبا إلى بني سالم بن عوف وعلي عليه‌السلام معه يوم الجمعة مع طلوع الشمس فخط لهم مسجدا ونصب قبلته فصلى بهم فيه الجمعة ركعتين وخطب خطبتين ثم راح

أول من صلى علي عليه‌السلام وقال جابر بن عبد الله بعث : النبي يوم الاثنين ، وصلى علي عليه‌السلام يوم الثلاثاء وقال زيد بن أرقم : أول من أسلم مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علي عليه‌السلام وقال عفيف الكندي : كنت امرءا تاجرا فقدمت مكة أيام الحج ، فأتيت العباس فبينا نحن إذ خرج رجل فقام تجاه الكعبة يصلي ، ثم خرجت امرأة فقامت تصلي معه ، ثم خرج غلام ، فقام يصلي معه ، فقلت يا عباس ما هذا الدين؟ قال : هذا محمد بن عبد الله ابن أخي زعم أن الله أرسله ، وأن كنوز قيصر وكسرى تفتح عليه ، وهذه امرأته خديجة آمنت به ، وهذا علي ابن أخي أبي طالب آمن به وأيم الله ما أعلم على ظهر الأرض على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة ، قال عفيف : ليتني كنت رابعا.

وقال محمد بن المنذر وربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وأبو حازم المدني ، والكلبي : أول من أسلم علي عليه‌السلام قال الكلبي : كان عمره تسع سنين ، وقيل إحدى عشرة سنة وقال ابن إسحاق : أول من أسلم علي عليه‌السلام وعمره إحدى عشرة سنة ، وقيل أول من أسلم أبو بكر ، وقال : إبراهيم النخعي أول من أسلم زيد بن حارثة ، وقال ابن إسحاق أول ذكر أسلم بعد علي زيد بن حارثة ، ثم أسلم أبو بكر وأظهر إسلامه انتهى ، ومن أراد الاطلاع على تفصيل القول في ذلك فليرجع إلى كتابنا الكبير(١) .

قوله : « بضعة عشر يوما » البضع ما بين الثلاث إلى العشرة.

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٣٨ ص ٢٠٢ ـ ٢٨٨.

٥٠٥

من يومه إلى المدينة على ناقته التي كان قدم عليها وعلي عليه‌السلام معه لا يفارقه يمشي بمشيه وليس يمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ببطن من بطون الأنصار إلا قاموا إليه يسألونه أن ينزل عليهم فيقول لهم خلوا سبيل الناقة فإنها مأمورة فانطلقت به ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله واضع لها زمامها حتى انتهت إلى الموضع الذي ترى وأشار بيده إلى باب مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي يصلى عنده بالجنائز فوقفت عنده وبركت ووضعت جرانها على الأرض فنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأقبل أبو أيوب مبادرا حتى احتمل رحله فأدخله منزله ونزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي عليه‌السلام معه حتى بني له مسجده بنيت له مساكنه ومنزل علي عليه‌السلام فتحولا إلى منازلهما.

فقال سعيد بن المسيب ـ لعلي بن الحسين عليه‌السلام جعلت فداك كان أبو بكر مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين أقبل إلى المدينة فأين فارقه فقال إن أبا بكر لما قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى قبا فنزل بهم ينتظر قدوم علي عليه‌السلام فقال له أبو بكر انهض بنا إلى المدينة فإن القوم قد فرحوا بقدومك وهم يستريثون إقبالك إليهم فانطلق بنا ولا تقم هاهنا تنتظر عليا فما أظنه يقدم عليك إلى شهر فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كلا ما أسرعه ولست أريم حتى يقدم ابن عمي وأخي في الله عز وجل وأحب أهل بيتي إلي فقد وقاني بنفسه من المشركين قال فغضب عند ذلك أبو بكر واشمأز وداخله من ذلك حسد لعلي عليه‌السلام وكان ذلك أول عداوة بدت منه ـ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في علي عليه‌السلام وأول خلاف على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فانطلق حتى دخل المدينة وتخلف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بقبا ينتظر عليا عليه‌السلام.

قال فقلت لعلي بن الحسين عليه‌السلام فمتى زوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة من

قوله : « ووضعت جرانها » جران البعير ـ بالكسر ـ مقدم عنقه من مذبحه إلى منحره.

قوله عليه‌السلام: « وهم يستريثون » يستبطئون.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « ولست أريم » أي لا أبرح ولا أزول.

٥٠٦

علي عليه‌السلام فقال بالمدينة بعد الهجرة بسنة وكان لها يومئذ تسع سنين قال علي بن الحسين عليه‌السلام ولم يولد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من خديجة عليها‌السلام على فطرة الإسلام إلا فاطمة عليها‌السلام وقد كانت خديجة ماتت قبل الهجرة بسنة ومات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة فلما فقدهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سئم المقام بمكة ودخله حزن شديد وأشفق على نفسه من كفار قريش فشكا إلى جبرئيل عليه‌السلام ذلك فأوحى الله عز وجل إليه اخرج من «الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها » وهاجر إلى المدينة فليس لك اليوم بمكة ناصر وانصب للمشركين حربا فعند ذلك توجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المدينة فقلت له فمتى فرضت الصلاة على المسلمين على ما هم عليه اليوم فقال بالمدينة حين ظهرت الدعوة وقوي الإسلام وكتب الله عز وجل على المسلمين الجهاد وزاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الصلاة سبع ركعات في الظهر ركعتين وفي العصر ركعتين وفي المغرب ركعة وفي العشاء الآخرة ركعتين وأقر الفجر على ما فرضت لتعجيل نزول ملائكة النهار من السماء ولتعجيل عروج ملائكة

قوله عليه‌السلام: « على فطرة الإسلام » أي بعد بعثته صلى‌الله‌عليه‌وآله

قوله عليه‌السلام: « لتعجيل عروج ملائكة الليل » أقول : تعليل قصر الصلاة بتعجيل عروج ملائكة الليل ، ظاهر وأما تعليله بتعجيل نزول ملائكة النهار ، فيمكن أن يوجه بوجوه :

الأول : أن يقال : إن صلاة الصبح إذا كانت قصيرة يعجلون في النزول ليدركوه بخلاف ما إذا كانت طويلة ، لإمكان تأخيرهم النزول إلى الركعة الثالثة أو الرابعة.

وفيه : إن هذا إنما يستقيم لو لم يكن شهودهم واجبا من أول الصلاة ، وهو ظاهر الخبر.

الثاني : أن يقال : اقتضت الحكمة عدم اجتماع ملائكة الليل والنهار كثيرا في الأرض فيكون تعجيل عروج ملائكة الليل أمرا مطلوبا في نفسه ، ومعللا أيضا بتعجيل نزول ملائكة النهار.

الثالث : أن يكون شهود ملائكة النهار لصلاة الفجر في الهواء ، ويكون المراد

٥٠٧

الليل إلى السماء وكان ملائكة الليل وملائكة النهار يشهدون مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صلاة الفجر فلذلك قال الله عز وجل : «وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً »(١) يشهده المسلمون ويشهده ملائكة النهار وملائكة الليل.

٥٣٧ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن

بنزولهم نزولهم إلى الأرض فلا ينزلون إلا مع عروج ملائكة الليل.

الرابع : ما ذكره بعض مشايخنا دام ظله من أن معناه أنه لما كانت ملائكة النهار تنزل بالتعجيل لأجل فعل ما هي مأمورة به في الأرض من كتابة الأعمال وغيرها وكان مما يتعلق بها أول النهار ناسب ذلك تخفيف الصلاة ليشتغلوا بما أمروا به ، كما أن ملائكة الليل تتعجل العروج ، أما لمثل ما ذكر من كونها تتعلق بها أمور بحيث يكون من أول الليل كعبادة ونحوها بل لو لم يكن إلا أمرها بالعروج إذا انقضت مدة عملها لكفى فتعجيل النزول للغرض المذكور علة له ، مع تحصيلهم جميعا الصلاة معه ولا يضر كون التعجيل في الأول علة العلة. انتهى.

ثم اعلم أنه ورد في الفقيه(٢) والعلل هكذا «(٣) واقرء الفجر على ما فرضت بمكة لتعجيل عروج ملائكة الليل إلى السماء ، ولتعجيل نزول ملائكة النهار إلى الأرض فكانت ملائكة الليل وملائكة النهار يشهدون ».

فعلى هذا يزيد احتمال خامس ، وهو أن يكون قصر الصلاة معللا بتعجيل العروج فقط ، وأما تعجيل النزول فيكون علة لما بعده ، أعني شهود ملائكة الليل والنهار جميعا.

فإن قلت : مدخول الفاء لا يعمل فيما قبله.

قلت : قد ورد في القرآن كثيرا كقوله تعالى : «وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ ».

الحديث السابع والثلاثون والخمسمائة : حسن.

__________________

(١) سورة الإسراء : ٧٨.

(٢) من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٢٩١.

(٣) علل الشرائع : ص ٣٢٤.

٥٠٨

أبي عبد الله عليه‌السلام قال ما أيسر ما رضي به الناس عنكم كفوا ألسنتكم عنهم.

٥٣٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى وأبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار جميعا ، عن علي بن حديد ، عن جميل بن دراج ، عن زرارة قال كان أبو جعفر عليه‌السلام في المسجد الحرام فذكر بني أمية ودولتهم فقال له بعض أصحابه إنما نرجو أن تكون صاحبهم وأن يظهر الله عز وجل هذا الأمر على يديك فقال ما أنا بصاحبهم ولا يسرني أن أكون صاحبهم إن أصحابهم أولاد الزنا إن الله تبارك وتعالى لم يخلق منذ خلق السماوات والأرض سنين ولا أياما أقصر من سنينهم وأيامهم إن الله عز وجل يأمر الملك الذي في يده الفلك فيطويه طيا.

٥٣٩ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال ولد المرداس من تقرب منهم أكفروه ومن تباعد منهم أفقروه ـ ومن ناواهم قتلوه ومن تحصن منهم أنزلوه ومن هرب منهم أدركوه حتى تنقضي دولتهم.

٥٤٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه وأحمد بن محمد الكوفي ، عن علي بن عمرو بن

قوله عليه‌السلام: « ما رضي به الناس عنكم » يفسره ما ذكره بعده.

الحديث الثامن والثلاثون والخمسمائة : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « إن أصحابهم » أي من يستأصلهم ويقتلهم أولاد الزنا يعني بني العباس وأتباعهم.

قوله عليه‌السلام: « من سنينهم » أي بني أمية ، ويحتمل بني العباس ، وأما أمر الفلك فقد سبق الكلام في مثله.

الحديث التاسع والثلاثون والخمسمائة : حسن.

قوله عليه‌السلام: « ولد المرداس » كناية عن ولد العباس ، ولعل الوجه فيه أن عباس بن مرداس السلمي صحابي شاعر ، فالمراد ولد سمي ابن المرداس.

الحديث الأربعون والخمسمائة : مجهول.

٥٠٩

أيمن جميعا ، عن محسن بن أحمد بن معاذ ، عن أبان بن عثمان ، عن بشير النبال ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا إذ جاءته امرأة فرحب بها وأخذ بيدها وأقعدها ثم قال ابنة نبي ضيعه قومه ـ خالد بن سنان دعاهم فأبوا أن يؤمنوا وكانت نار يقال لها نار الحدثان ـ تأتيهم كل سنة فتأكل بعضهم وكانت تخرج في وقت معلوم فقال لهم إن رددتها عنكم تؤمنون قالوا نعم قال فجاءت فاستقبلها بثوبه فردها ثم تبعها حتى دخلت كهفها ودخل معها وجلسوا على باب الكهف وهم يرون ألا يخرج أبدا فخرج وهو يقول هذا هذا وكل هذا من ذا زعمت بنو عبس أني لا أخرج وجبيني يندى ثم قال تؤمنون بي قالوا لا قال فإني ميت يوم كذا وكذا فإذا أنا مت فادفنوني فإنها ستجيء عانة من حمر يقدمها عير أبتر حتى

قوله عليه‌السلام: « خالد بن سنان » ذكروا أنه كان في الفترة ، واختلفوا في ثبوته وهذا الخبر يدل على أنه كان نبيا ، وذكر ابن الأثير وغيره هذه القصة نحوا مما في الخبر.

قوله عليه‌السلام: « نار الحدثان » قال السيوطي في شرح شواهد المغني ناقلا عن العسكري في ذكر أقسام النار : نار الحرتين كانت في بلاد عبس تخرج من الأرض فتؤذى من مر بها ، وهي التي دفنها خالد بن سنان النبي عليه‌السلام ، قال خليد :

كنار الحرتين لها زفير

تصم مسامع الرجل السميع

انتهى.

أقول : لعل الحدثان تصحيف الحرتين.

قوله : « هذا » شأني وإعجازي« وكل هذا من ذا » أي من الله تعالى ، وعبس بالفتح وسكون الباء أبو قبيلة من قيس.

قوله : « وجبيني يندي » كيرضي أي يبتل من العرق.

قوله : « عانة » العانة القطيع من حمر الوحش« والعير » بالفتح الحمار الوحشي

٥١٠

يقف على قبري فانبشوني وسلوني عما شئتم فلما مات دفنوه وكان ذلك اليوم إذ جاءت العانة اجتمعوا وجاءوا يريدون نبشه فقالوا ما آمنتم به في حياته فكيف تؤمنون به بعد موته ولئن نبشتموه ليكونن سبة عليكم فاتركوه فتركوه.

٥٤١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن سليم بن قيس الهلالي قال سمعت سلمان الفارسي رضي‌الله‌عنه يقول لما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصنع الناس ما صنعوا وخاصم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح الأنصار فخصموهم بحجة علي عليه‌السلام قالوا يا معشر الأنصار قريش أحق بالأمر منكم لأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من قريش والمهاجرين منهم إن الله تعالى بدأ بهم في كتابه وفضلهم وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الأئمة من قريش قال سلمان رضي‌الله‌عنه فأتيت عليا عليه‌السلام وهو يغسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبرته بما صنع الناس وقلت إن أبا بكر

وقد يطلق على الأهلي أيضا« والأبتر » المقطوع الذنب.

وقال الجوهري : يقال : هذا الأمر صارسبة عليه بالضم ـ أي عارا يسب به(١) انتهى.

أي هذا عار عليكم أن تحبوه ، ولا تؤمنوا به ، أو هو يسبكم بترك الإيمان والكفر ، أو يكون هذا النبش عارا لكم عند العرب ، فيقولون نبشوا قبر بينهم.

ويؤيده ما ذكره ابن الأثير قال : فأرادوا نبشه فكره ذلك بعضهم ، قالوا :

نخاف إن نبشناه أن يسبنا العرب ، بأنا نبشنا نبيا لنا فتركوه(٢) .

الحديث الحادي والأربعون والخمسمائة : مختلف فيه.

قوله : « فخصموهم بحجة علي عليه‌السلام» أي غلب هؤلاء الثلاثة على الأنصار في المخاصمة بحجة هي تدل على كون الأمر لعلي عليه‌السلام دونهم ، لأنهم احتجوا عليهم

__________________

(١) الصحاح : ج ١ ص ١٤٥.

(٢) الكامل في التاريخ : ج ١ ص ١٣١.

٥١١

الساعة على منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والله ما يرضى أن يبايعوه بيد واحدة إنهم ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه وشماله فقال لي يا سلمان هل تدري من أول من بايعه على منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قلت لا أدري إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبو عبيدة بن الجراح ثم عمر ثم سالم قال لست أسألك عن هذا ولكن تدري أول من بايعه حين صعد على منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قلت لا ولكني رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه بين عينيه سجادة شديد التشمير صعد

بقرابة الرسول ، وأمير المؤمنين كان أقرب منهم أجمعين ، وقد احتج عليه‌السلام عليهم بذلك في مواطن.

منها ما ذكره الطبرسي في الاحتجاج أن أمير المؤمنين لما أحضر لبيعة أبي بكر قالوا له : بايع أبا بكر ، فقال علي عليه‌السلام : أنا أحق بهذا الأمر منه ، وأنتم أولى بالبيعة لي أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من رسول الله وأخذتموها منا أهل البيت غصبا ، ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم بمكانكم من رسول الله ، فأعطوكم المقادة ، وسلموا لكم الإمارة ، وأنا احتججت عليكم بمثل ما احتججتم على الأنصار ، أنا أولى برسول الله حيا وميتا ، وأنا وصيه ووزيره ، ومستودع سره وعلمه ، وأنا الصديق الأكبر وأنا أول من آمن به وصدقه وأحسنكم بلاء في جهاد المشركين ، وأعرفكم بالكتاب والسنة ، وأفقهكم في الدين وأعلمكم بعواقب الأمور ، وأذربكم وأثبتكم جنانا ، فعلى ما تنازعونا هذا الأمر أنصفونا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم ، وأعرفوا لنا من الأمر مثل ما عرفته الأنصار لكم ، وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون(١) الخبر.

قوله : « ما يرضى أن يبايعوه » في الاحتجاج « ما يرضى الناس أن يبايعوه »قوله « سجادة » قال المطرزي : السجادة : أثر السجود في الجبهة(٢) ، انتهى ،

__________________

(١) الإحتجاج : ج ١ ص ٧٣.

(٢) المصباح : ج ٢ ص ٣٠٣.

٥١٢

إليه أول من صعد وهو يبكي ويقول الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان ابسط يدك فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسجد فقال علي عليه‌السلام هل تدري من هو قلت لا ولقد ساءتني مقالته كأنه شامت بموت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال ذاك إبليس لعنه الله أخبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إياي للناس بغدير خم بأمر الله عز وجل فأخبرهم أني أولى بهم من أنفسهم وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب فأقبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه فقالوا إن هذه أمة مرحومة ومعصومة وما لك ولا لنا عليهم سبيل قد أعلموا إمامهم ومفزعهم بعد نبيهم فانطلق إبليس لعنه الله كئيبا حزينا وأخبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه لو قبض أن الناس يبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد ما يختصمون ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس لعنه الله في صورة رجل شيخ مشمر يقول كذا وكذا ثم يخرج فيجمع شياطينه وأبالسته فينخر ويكسع ويقول كلا زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل فكيف رأيتم ما صنعت بهم حتى تركوا أمر الله عز وجل وطاعته وما أمرهم به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٥٤٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن سليمان ، عن عبد الله بن محمد اليماني ، عن مسمع بن الحجاج ، عن صباح الحذاء ، عن صباح المزني ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال لما أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيد علي عليه‌السلام ـ يوم الغدير صرخ إبليس في جنوده صرخة فلم يبق منهم أحد في بر ولا بحر إلا أتاه فقالوا يا سيدهم ومولاهم ما ذا دهاك فما

والتشمير : الجد والاجتهاد في العبادة.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « فينخر ويكسع » النخير : صوت الأنف ، وكسعه ـ كمنعه ـ :

ضرب دبره بيده ، أو بصدر قدمه ، وإنما كان يفعل ذلك نشاطا وفرجا ومخرجا [ وفرحا وفخرا ] وطربا.

الحديث الثاني والأربعون والخمسمائة : مجهول.

قوله : « فقالوا يا سيدهم » أي قالوا : يا سيدنا ويا مولانا ، وإنما غيره لئلا

٥١٣

سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه فقال لهم فعل هذا النبي فعلا إن تم لم يعص الله أبدا فقالوا يا سيدهم أنت كنت لآدم فلما قال المنافقون إنه ينطق عن الهوى وقال أحدهما لصاحبه أما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون يعنون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صرخ إبليس صرخة بطرب فجمع أولياءه فقال أما علمتم أني كنت لآدم من قبل قالوا نعم قال آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول ـ فلما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأقام الناس غير علي لبس إبليس تاج الملك ونصب منبرا وقعد في الوثبة وجمع خيله ورجله ثم قال لهم اطربوا لا يطاع الله حتى يقوم الإمام وتلا أبو جعفر عليه‌السلام : «وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ »(١) قال أبو جعفر عليه‌السلام كان تأويل هذه الآية لما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والظن من إبليس حين قالوا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إنه ينطق عن الهوى فظن بهم إبليس ظنا فصدقوا ظنه.

٥٤٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن حديد ، عن جميل بن دراج ، عن زرارة ، عن أحدهما عليهما‌السلام قال أصبح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما كئيبا حزينا فقال له علي عليه‌السلام ما لي أراك يا رسول الله كئيبا حزينا فقال وكيف لا أكون كذلك وقد رأيت في ليلتي هذه أن بني تيم وبني عدي وبني أمية يصعدون منبري هذا يردون

يوهم انصرافه إليه عليه‌السلام ، وهذا شائع في كلام البلغاء في نقل أمر لا يرضى القائل لنفسه كما في قوله تعالى : «أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ »(٢) .

قوله : « ما ذا دهاك » يقال : دهاه إذا أصابته داهية.

قوله : « وقال أحدهما لصاحبه » يعني أبا بكر وعمر.

قوله : « وقعد في الوثبة » أي الوسادة وفي بعض النسخ [ الزينة ].

الحديث الثالث والأربعون والخمسمائة : ضعيف ، وبنو تيم قبيلة أبي بكر

__________________

(١) سورة سبأ : ٢٠.

(٢) سورة النور : ٧.

٥١٤

الناس عن الإسلام القهقرى فقلت يا رب في حياتي أو بعد موتي فقال بعد موتك.

٥٤٤ ـ جميل ، عن زرارة ، عن أحدهما عليهما‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لو لا أني أكره أن يقال إن محمدا استعان بقوم حتى إذا ظفر بعدوه قتلهم لضربت أعناق قوم كثير.

٥٤٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عبيد الله الدهقان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن ابن أبي نجران ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال كان المسيح عليه‌السلام يقول إن التارك شفاء المجروح من جرحه شريك لجارحه لا محالة وذلك أن الجارح أراد فساد المجروح والتارك لإشفائه لم يشأ صلاحه فإذا لم يشأ صلاحه فقد شاء فساده اضطرارا فكذلك لا تحدثوا بالحكمة غير أهلها فتجهلوا ولا تمنعوها أهلها فتأثموا وليكن أحدكم بمنزلة الطبيب المداوي إن رأى موضعا لدوائه وإلا أمسك.

٥٤٦ ـ سهل ، عن عبيد الله ، عن أحمد بن عمر قال دخلت على أبي الحسن الرضا

بني عدي قبيلة عمر ، وعثمان من بني أمية.

الحديث الرابع والأربعون والخمسمائة : ضعيف.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « أعناق قوم كثير » أي المنافقين الذين تقدم ذكرهم.

الحديث الخامس والأربعون والخمسمائة : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « لإشفائه » شفاء والشفاه بمعنى.

قوله عليه‌السلام: « اضطرارا » أي البتة أو بديهة.

قوله عليه‌السلام: « فتجهلوا » على بناء المجهول من التفعيل أي تنسبوا إلى الجهل أو على المعلوم من المجرد أي فتكونوا أو تصيروا جاهلين ، وفيه دلالة على جواز معالجة المرضى بل وجوبها كفاية ، وعلى وجوب هداية الضال ، وعلى جواز كتمان العلم عن غير أهله.

الحديث السادس والأربعون والخمسمائة : ضعيف.

٥١٥

عليه‌السلام أنا وحسين بن ثوير بن أبي فاختة فقلت له جعلت فداك إنا كنا في سعة من الرزق وغضارة من العيش فتغيرت الحال بعض التغيير فادع الله عز وجل أن يرد ذلك إلينا فقال أي شيء تريدون تكونون ملوكا أيسرك أن تكون مثل طاهر وهرثمة وإنك على خلاف ما أنت عليه قلت لا والله ما يسرني أن لي الدنيا بما فيها ذهبا وفضة وإني على خلاف ما أنا عليه قال فقال فمن أيسر منكم فليشكر الله إن الله عز وجل يقول : «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ »(١) وقال سبحانه وتعالى «اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ »(٢) وأحسنوا الظن بالله فإن أبا عبد الله عليه‌السلام كان يقول من حسن ظنه بالله كان الله عند ظنه به ومن رضي بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل ومن رضي باليسير من الحلال خفت مئونته وتنعم أهله وبصره الله داء الدنيا ودواءها وأخرجه منها سالما إلى دار السلام.

قال ثم قال ما فعل ابن قياما قال قلت والله إنه ليلقانا فيحسن اللقاء فقال وأي شيء يمنعه من ذلك ثم تلا هذه الآية : «لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ

قوله : « وغضارة » غضارة العيش : طيبه.

وطاهر وهرثمة كانا من أمراء المأمون.

قوله عليه‌السلام: « فليشكر الله » في بعض النسخ بصيغة الغيبة فهو خبر للموصول وفي بعضها بصيغة الخطاب ، فقوله عليه‌السلام: « فمن أيسر منكم؟ » استفهام إنكار ، أي ليس أحد أيسر وأغنى منكم من جهة الدين الذي أعطاكم الله ، ثم أمره بالشكر عليه.

قوله عليه‌السلام: « كان الله عند ظنه به » أي يعامل معه بحسب ظنه.

قوله عليه‌السلام: « ما فعل ابن قياما » هو الحسين بن قياما وكان واقفيا خبيثا.

قوله عليه‌السلام: « وأي شيء يمنعه من ذلك » أي يفعل هذا لينتفع منكم ولا يتضرر بكم ثم استشهد عليه‌السلام لحاله بما ذكره الله في شأن المنافقين.

__________________

(١) سورة إبراهيم : ٧.

(٢) سورة سبأ : ١٢.

٥١٦

قُلُوبِهِمْ »(١) قال ثم قال تدري لأي شيء تحير ابن قياما قال قلت لا قال إنه تبع أبا الحسن عليه‌السلام فأتاه عن يمينه وعن شماله وهو يريد مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فالتفت إليه أبو الحسن عليه‌السلام فقال ما تريد حيرك الله قال ثم قال أرأيت لو رجع إليهم موسى فقالوا لو نصبته لنا فاتبعناه واقتصصنا أثره أهم كانوا أصوب قولا أو من قال : «لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى »(٢) قال قلت لا بل

قال الشيخ الطبرسي (ره) أي لا يزال بناء المبنى الذي بنوه شكا في قلوبهم فيما كان من إظهار إسلامهم وثباتا على النفاق ، وقيل : إن معناه حزازة في قلوبهم ، وقيل : حسرة في قلوبهم يترددون فيها «إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ » معناه إلا أن يموتوا ، والمراد بالآية أنهم لا ينزعون عن الخطيئات ولا يتوبون حتى يموتوا على نفاقهم وكفرهم فإذا ماتوا عرفوا بالموت ما كانوا تركوه من الإيمان وأخذوا به من الكفر.

وقيل : معناه إلا أن يتوبوا توبة تتقطع بها قلوبهم ندما وأسفا على تفريطهم(٣) .

قوله عليه‌السلام: « إنه تبع أبا الحسن » أي الكاظم عليه‌السلام وإنما دعى عليه بالحيرة وأعرض عنه لما علم في قلبه من الشك والنفاق ، فاستجيب فيه دعاؤه عليه‌السلام.

قوله عليه‌السلام: « ورجع إليهم موسى » شبه عليه‌السلام قصة الواقفية بقصة من عبد العجل حيث ترك موسى عليه‌السلام هارون بينهم ، فلم يطيعوه وعبدوا العجل ، ولم يرجعوا بقوله عن ذلك وقالوا «لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى » وكذا موسى بن جعفر عليه‌السلام خلف الرضا عليه‌السلام بينهم ، عند ذهابه إلى العراق ، ونص عليه فلما توفي عليه‌السلام تركوا وصيه ولم يطيعوه ، واختاروا الوقف عليه ، وقالوا «لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى » فإنه غاب ولم يمت ، ويحتمل أن يكون المراد بموسى الكاظم عليه‌السلام اقتباسا من الآية لكنه بعيد.

__________________

(١) سورة التوبة : ١٢٠.

(٢) سورة طه : ٩١.

(٣) مجمع البيان : ج ٥ ص ٧٣ ـ ٧٤.

٥١٧

من قال نصبته لنا فاتبعناه واقتصصنا أثره قال فقال من هاهنا أتي ابن قياما ومن قال بقوله.

قال ثم ذكر ابن السراج فقال إنه قد أقر بموت أبي الحسن عليه‌السلام وذلك أنه أوصى عند موته فقال كل ما خلفت من شيء حتى قميصي هذا الذي في عنقي لورثة أبي الحسن عليه‌السلام ولم يقل هو لأبي الحسن عليه‌السلام وهذا إقرار ولكن أي شيء ينفعه من ذلك ومما قال ثم أمسك.

٥٤٧ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حماد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال لقمان لابنه إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتك إياهم في أمرك وأمورهم وأكثر التبسم في وجوههم وكن كريما على زادك وإذا دعوك فأجبهم وإذا استعانوا بك فأعنهم واغلبهم بثلاث بطول الصمت وكثرة الصلاة وسخاء النفس بما معك من دابة أو مال أو زاد وإذا استشهدوك على الحق فاشهد لهم واجهد رأيك لهم إذا استشاروك ثم لا تعزم حتى تثبت وتنظر ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلي وأنت مستعمل فكرك وحكمتك في مشورته فإن من لم يمحض النصيحة لمن استشاره سلبه الله تبارك وتعالى رأيه ونزع عنه الأمانة

قوله عليه‌السلام: « من هيهنا أتى » على بناء المجهول أي هلك.

قوله : « ثم ذكر ابن السراج » هو أحمد بن أبي بشر من الواقفة.

قوله عليه‌السلام: « وهذا إقرار » أي بموت موسى بن جعفر عليه‌السلام حيث لم يقل أن المال له بل قال : لورثته.

قوله عليه‌السلام: « وأي شيء ينفعه » إما لعدم إقراره بإمامة الرضا عليه‌السلام أو لإضلاله كثيرا من الناس.

الحديث السابع والأربعون والخمسمائة : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « وأمورهم » أي إذا استشارك أحد منهم أو عرض له أمر وأنت تعلم فاستشر في أمره غيرك ، ثم أعلمه ذلك.

٥١٨

وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم وإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم وإذا تصدقوا وأعطوا قرضا فأعط معهم واسمع لمن هو أكبر منك سنا وإذا أمروك بأمر وسألوك فقل نعم ولا تقل لا فإن لا عي ولؤم وإذا تحيرتم في طريقكم فانزلوا وإذا شككتم في القصد فقفوا وتآمروا وإذا رأيتم شخصا واحدا فلا تسألوه عن طريقكم ولا تسترشدوه فإن الشخص الواحد في الفلاة مريب لعله أن يكون عينا للصوص أو يكون هو الشيطان الذي حيركم واحذروا الشخصين أيضا إلا أن تروا ما لا أرى فإن العاقل إذا أبصر بعينه شيئا عرف الحق منه والشاهد يرى ما لا يرى الغائب يا بني وإذا جاء وقت صلاة فلا تؤخرها لشيء وصلها واسترح منها فإنها دين وصل في جماعة ولو على رأس زج ولا تنامن على دابتك فإن ذلك سريع في دبرها وليس ذلك من فعل الحكماء إلا أن تكون في محمل يمكنك التمدد لاسترخاء المفاصل وإذا قربت من المنزل فانزل عن دابتك وابدأ بعلفها قبل نفسك وإذا أردت النزول فعليك من بقاع الأرض بأحسنها لونا وألينها تربة وأكثرها عشبا و ـ إذا نزلت فصل ركعتين قبل أن تجلس وإذا أردت قضاء حاجة فأبعد المذهب في الأرض وإذا ارتحلت فصل ركعتين وودع الأرض التي

وقال الوالد العلامة : يحملهم على المشاورة أو بالفكر لو استشارك ، أو المراد الاستخارة ، فإنها استشارة من الله ، وقد وردت بهذا اللفظ في الأخبار.

قوله عليه‌السلام: « وإذا تحيرتم في طريقكم » أي لم يظهر لكم الطريق ، والمراد بالثاني ما إذا عرض لهم طريقان لم يعلموا أيهما المقصود.

قوله عليه‌السلام: « ولو على رأس زج » الزج ـ بالضم ـ الحديدة في أسفل الرمح ونصل السهم ، والدبر : قرحة الدابة في ظهرها.

قوله عليه‌السلام: « فأبعد المذهب » مصدر ميمي بمعنى الذهاب.

قوله عليه‌السلام: « وعليك بالتعريس والدلجة » قال الجوهري : التعريس نزول القوم في السفر من آخر الليل ، يقعون فيه وقعة للاستراحة(١) .

__________________

(١) الصحاح : ج ٣ ص ٩٤٨.

٥١٩

حللت بها وسلم عليها وعلى أهلها فإن لكل بقعة أهلا من الملائكة وإن استطعت أن لا تأكل طعاما حتى تبدأ فتتصدق منه فافعل وعليك بقراءة كتاب الله عز وجل ما دمت راكبا وعليك بالتسبيح ما دمت عاملا وعليك بالدعاء ما دمت خاليا وإياك والسير من أول الليل وعليك بالتعريس والدلجة من لدن نصف الليل إلى آخره وإياك ورفع الصوت في مسيرك.

٥٤٨ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن داود اليعقوبي ، عن عيسى بن عبد الله العلوي قال وحدثني الأسيدي ومحمد بن مبشر أن عبد الله بن نافع الأزرق كان يقول لو أني علمت أن بين قطريها أحدا تبلغني إليه المطايا يخصمني أن عليا قتل أهل النهروان وهو لهم غير ظالم لرحلت إليه فقيل له ولا ولده فقال أفي ولده عالم فقيل له هذا أول جهلك وهم يخلون من عالم قال فمن عالمهم اليوم قيل محمد بن علي بن الحسين بن علي عليه‌السلام قال فرحل إليه في صناديد أصحابه حتى أتى المدينة فاستأذن على أبي جعفر عليه‌السلام فقيل له هذا عبد الله بن نافع فقال وما يصنع بي وهو يبرأ مني ومن أبي طرفي النهار فقال له أبو بصير الكوفي جعلت فداك إن هذا يزعم أنه لو علم أن بين قطريها أحدا تبلغه المطايا إليه يخصمه أن عليا عليه‌السلام قتل أهل النهروان وهو لهم غير ظالم لرحل إليه فقال له أبو جعفر عليه‌السلام أتراه جاءني مناظرا قال نعم قال يا غلام

وقال الجزري : فيه « عليكم بالدلجة » وهو سير الليل يقال : أدلج ـ بالتخفيف ـ إذا سار من أول الليل وأدلج بالتشديد إذا سار من آخره والاسم منهما الدلجة والدلجة بالضم والفتح(١) .

أقول لا يبعد أن يكون المراد بالتعريس هنا النزول أول الليل.

الحديث الثامن والأربعون والخمسمائة : مجهول.

قوله : « أن بين قطريها » أي قطري الأرض.

__________________

(١) النهاية : ج ٢ ص ١٢٩.

٥٢٠

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640