مرآة العقول الجزء ٢٦

مرآة العقول6%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 640

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 640 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 2869 / تحميل: 1700
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٢٦

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

يقول ما يتكلم بفضل أهل بيته بهواه وهو قول الله عز وجل «إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى »(١) وقال الله عز وجل لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ »(٢) قال لو أني أمرت أن أعلمكم الذي أخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتي لتظلموا أهل بيتي من بعدي فكان مثلكم كما قال الله عز وجل : «كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ »(٣) يقول أضاءت الأرض بنور محمد كما تضيء الشمس فضرب الله مثل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله الشمس ومثل الوصي القمر وهو قوله عز وجل :

رب الأرباب.

قوله عليه‌السلام: « لو أني أمرت » لعله على تأويله عليه‌السلام في الكلام تقدير ، أي لو أن عندي الإخبار بما يستعجلون به ، ولم يفسره عليه‌السلام الجزاء لظهوره ، أي لقضي الأمر بيني وبينكم لظهور كفركم ونفاقكم ، ووجوب قتلكم. وقوله عليه‌السلام: « فكان مثلكم » لبيان ما يترتب على ذهابه صلى‌الله‌عليه‌وآله من بينهم من ضلالتهم ، وغوايتهم وبه أشار عليه‌السلام إلى تأويل حسن لآية أخرى ، وتشبيه كامل فيها ، وهي ما ذكره الله تعالى في وصف المنافقين حيث قال : « فمثلهم كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ » فالمراد استضاءة الأرض بنور محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، من العلم والهداية.

واستدل عليه‌السلام على أن المراد بالضوء هيهنا نور محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بأن الله تعالى : مثل في جميع القرآن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله بالشمس ونسب إليها الضياء ، والوصي بالقمر ونسب إليه النور ، فالضوء للرسالة والنور للإمامة ، وهوقوله تعالى : «جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً » وربما يستأنس لذلك بما ذكره من أن الضياء يطلق على المضيء بالذات ، والنور على المضيء بالغير ، ولذا ينسب النور إلى القمر لأنه يستفيد النور من الشمس ، ولما كان نور الأوصياء مقتبسا من نور الرسول ، وعلمهم عليهم‌السلام من علمه عبر عن علمهم وكما لهم بالنور وعن علم الرسول وكماله بالضياء وأشار عليه‌السلام إلى تأويل آية أخرى وهيقوله تعالى :

__________________

(١) سورة النجم : ١ ـ ٤.

(٢) سورة الأنعام : ٥٨.

(٣) سورة البقرة : ١٧.

٥٨١

«جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً »(١) وقوله «وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ »(٢) وقوله عز وجل «ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ »(٣) يعني قبض محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل أهل بيته وهو قوله عز وجل : «وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ »(٤) ثم إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وضع العلم الذي كان عنده عند الوصي وهو قول الله عز وجل : «اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ »(٥) يقول أنا هادي السماوات والأرض مثل العلم الذي أعطيته وهو نوري الذي يهتدى به مثل المشكاة فيها المصباح فالمشكاة قلب محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله والمصباح النور الذي فيه العلم وقوله «الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ » يقول إني أريد أن أقبضك فاجعل الذي عندك عند الوصي كما يجعل المصباح في الزجاجة : «كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ » فأعلمهم فضل الوصي : «يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ » فأصل الشجرة المباركة إبراهيم عليه‌السلام وهو قول الله عز وجل : «رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ

«وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ » فهي إشارة إلى ذهاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وغروب شمس الرسالة ، فالناس مظلمون إلا أن يستضيئوا بنور القمر ، وهو الوصي ثم ذكر عليه‌السلام الآية السابقة بعد بيان أن المراد بالإضاءة إضاءة شمس الرسالة ، فقال : المرادبإذهاب الله نورهم قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فظهرت الظلمة ، فلم يبصروا فضل أهل بيته وقوله عليه‌السلام بعد ذلك ، وهوقوله عز وجل «وَإِنْ تَدْعُهُمْ » يحتمل أن يكون المراد أن هذه الآية نزلت في شأن الأمة بعد موت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وذهاب نورهم فصاروا كمن كان في ظلمات ينظر ولا يبصر شيئا.

ويحتمل أن يكون على سبيل التنظير ، أي كما أن في زمان الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله أخبر الله عن حال جماعة تركوا الحق ، واختاروا الضلالة فأذهب الله نور الهدى عن إسماعهم وأبصارهم ، فصاروا بحيث مع سماعهم الهدى كأنهم لا يسمعون ، ومع

__________________

(١) سورة يونس : ٥.

(٢) سورة يس : ٣٧.

(٣) سورة البقرة : ١٨.

(٤) سورة الأعراف : ١٩٧.

(٥) سورة النور : ٣٥.

٥٨٢

مَجِيدٌ »(١) وهو قول الله عز وجل : «إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ »(٢) «لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ » يقول لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب ولا نصارى فتصلوا قبل المشرق وأنتم على ملة إبراهيم عليه‌السلام وقد قال الله عز وجل : «ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ »(٣) وقوله عز وجل : «يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ » يقول مثل أولادكم الذين يولدون منكم كمثل الزيت الذي يعصر من الزيتون : «يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ » يقول يكادون أن يتكلموا بالنبوة ولو لم ينزل عليهم ملك

رؤيتهم الحق فكأنهم لا يبصرون ، فكذا هؤلاء لذهاب نور الرسالة من بينهم ، لا يبصرون الحق وإن كانوا ينظرون إليه.

قوله عليه‌السلام: « النور الذي فيه العلم » هو بيان للنور.

قوله عليه‌السلام: « يكادون أن يتكلموا » تفسير لقوله تعالى : «يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ »

قوله عليه‌السلام: « بالنبوة » أي بعلومها وإسرارها.

قال الشيخ أمين الدين الطبرسي « قدس‌سره » : «نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ » اختلف في معناه على وجوه :

أحدها : الله هادي أهل السماوات والأرض إلى ما فيه مصالحهم عن ابن عباس.

والثاني : الله منور السماوات والأرض بالشمس والقمر والنجوم عن الحسن وأبي العالية والضحاك.

والثالث : مزين السماوات بالملائكة ومزين الأرض بالأنبياء والعلماء عن أبي ابن كعب ، وإنما ورد النور في صفة الله تعالى لأن كل نفع وإحسان وإنعام منه ، وهذا كما يقال : فلان رحمة وفلان عذاب إذا أكثر فعل ذلك منه ، وعلى هذا قول الشاعر :

ألم تر أنا نور قوم وإنما

يبين في الظلماء للناس نورها

__________________

(١) سورة هود : ٧٣.

(٢) سورة آل عمران : ٣٣ ـ ٣٤.

(٣) سورة آل عمران : ٦٧.

٥٨٣

والمعنى إنا إنما نسعى لهم فيما ينفعهم ومنا خيرهم ، وكذا قول أبي طالب في مدح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وأبيض يستسقي الغمام بوجهه

ثمال اليتامى عصمة للأرامل

لم يعن بقوله وأبيض بياض لونه ، وإنما أراد كثرة إفضاله وإحسانه ونفعه والاهتداء به ، ولهذا المعنى سماه الله تعالى سراجا منيرا. «مَثَلُ نُورِهِ » فيه وجوه :

أحدها : إن معناه مثل نور الله الذي هدى به المؤمنين ، وهو الإيمان في قلوبهم عن أبي بن كعب ، والضحاك وكان أبي يقرأ مثل نور من آمن به.

والثاني : مثل نوره الذي هو القرآن في القلب عن ابن عباس والحسن وزيد ابن أسلم.

والثالث : أنه عنى بالنور محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله وأضافه إلى نفسه تشريفا عن كعب وسعيد بن جبير ، فالمعنى مثل محمد رسول الله.

والرابع : أن نوره سبحانه الأدلة الدالة على توحيده وعدله التي هي في الظهور والوضوح مثل النور عن أبي مسلم.

والخامس : أن النور هنا الطاعة أي مثل طاعة الله في قلب المؤمن عن ابن عباس في رواية أخرى.

«كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ » المشكاة : هي الكوة في الحائط يوضع عليها زجاجة ثم يكون المصباح خلف تلك الزجاجة ويكون للكوة باب آخر يوضع المصباح فيه ، وقيل : المشكاة عمود القنديل بل الذي فيه الفتيلة ، وهو مثل الكوة والمصباح السراج وقيل المشكاة القنديل ، والمصباح الفتيلة عن مجاهد.

«الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ » أي ذلك السراج في زجاجة وفائدة اختصاص الزجاج بالذكر أنه أصفى الجواهر ، فالمصباح فيه أضوء.

٥٨٤

«الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ » أي تلك الزجاجة مثل الكوكب العظيم المضيء الذي يشبه الدر في صفائه ونوره ونقائه ، وإذا جعلته من الدرء وهو الدفع فمعناه المندفع السريع الوقع في الانقضاض ويكون ذلك أقوى لضوئه. «يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ » أي يشتعل ذلك السراج من دهن شجرة مباركة «زَيْتُونَةٍ » أراد بالشجرة المباركة شجرة الزيتون لأن فيها أنواع المنافع ، فإن الزيت يسرج به وهو إدام ودهان ودباغ ، ويوقد بحطب الزيتون وثقله ، ويغسل برماده الإبريسم ، ولا يحتاج في استخراج دهنه إلى عصار ، وقيل : إنه خص الزيتونة ، لأن دهنها أصفى وأضوء.

وقيل : لأنها أول شجرة نبتت في الدنيا بعد الطوفان ، ومنبتها منزل الأنبياء.

وقيل : لأنه بارك فيها سبعون نبيا منهم إبراهيم ، فلذلك سميت مباركة.

«لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ » أي لا يضيء عليها ظل شرق ولا غرب ، فهي ضاحية للشمس لا يظلها جبل ، ولا شجر ولا كهف ، فزيتها يكون أصفى عن ابن عباس والكلبي وعكرمة وقتادة فعلى هذا يكون المعنى أنها ليست بشرقية لا تصيبها الشمس إذا غربت ولا هي غربية لا تصيبها الشمس إذا طلعت ، بل هي شرقية غربية أخذت لحظيها من الأمرين.

وقيل : معناه أنها ليست من شجر الدنيا فتكون شرقية أو غربية عن الحسن.

وقيل : معناه أنها ليست في مقنوءة لا تصيبها الشمس ، ولا هي بارزة للشمس لا تصيبها الظل ، بل يصيبها الشمس والظل عن السدي.

وقيل : ليست من شجر الشرق ، ولا من شجر الغرب ، لأن ما اختص بأحد الجهتين كان أقل زيتا وأضعف ضوء لكنها من شجر الشام وهي ما بين المشرق و

٥٨٥

المغرب عن ابن زيد.

«يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ » من صفائه وفرط ضيائه «وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ » أي قبل أن تصيبه النار ، وتشتعل فيه. واختلف في هذه التشبيه والمشبه به على أقوال :

أحدها : أنه مثل ضربه الله تعالى لنبيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فالمشكاة : صدره والزجاجة : قلبه والمصباح : فيه النبوة ، لا شرقية ولا غربية أي لا يهودية ولا نصرانية «يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ » يعني شجرة النبوة وهي إبراهيم عليه‌السلام ، يكاد نور محمد يتبين للناس ولو لم يتكلم به ، كما أن ذلك الزيت يكاد يضيء «وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ » أي لا تصيبه النار عن كعب وجماعة من المفسرين.

وقد قيل : أيضا أن المشكاة إبراهيم ، والزجاجة إسماعيل ، والمصباح محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله كما سمي سراجا في موضع آخر ، من شجرة مباركة يعني إبراهيم لأن أكثر الأنبياء من صلبه ، لا شرقية ولا غربية لا نصرانية ولا يهودية ، لأن النصارى تصلي إلى الشرق واليهود إلى الغرب «يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ » أي يكاد محاسن محمد تظهر قبل أن يوصى إليه «نُورٌ عَلى نُورٍ » أي نبي من نسل نبي عن محمد بن كعب.

وقيل : إن « المشكاة » عبد المطلب و « الزجاجة » عبد الله « والمصباح » هو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لا شرقية ولا غربية ، بل مكية لأن مكة وسط الدنيا عن الضحاك.

وروي عن الرضا عليه‌السلام « إنه قال : نحن المشكاة ، والمصباح محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله يهدي الله لولايتنا من أحب.

وفي كتاب التوحيد لأبي جعفر ابن بابويه وبالإسناد عن عيسى بن راشد ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام في قوله : «كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ » قال : نور العلم في صدر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله «الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ » الزجاجة صدر علي عليه‌السلام صار علم النبي إلى صدر علي «الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ » نور العلم «لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ » لا يهودية ولا نصرانية «يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ

٥٨٦

نارٌ » قال : يكاد العالم من آل محمد يتكلم بالعلم قبل أن يسأل «نُورٌ عَلى نُورٍ » أي إمام مؤيد بنور العلم والحكمة في أثر إمام من آل محمد وذلك من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة ، فهؤلاء الأوصياء الذين جعلهم الله خلفاءه في أرضه ، وحججه على خلقه لا تخلو الأرض في كل عصر من واحد منهم ، ويدل عليه قول أبي طالب عليه‌السلام في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

أنت الأمين محمد

قرم أغر مسود

لمسودين أطايب

كرموا وطاب المولد

أنت السعيد من السعود

تكنفتك الأسعد

من لدن آدم لم يزل

فينا وصي مرشد

ولقد عرفتك صادقا

بالقول لا تتفند

ما زلت تنطق بالصواب

وأنت طفل أمرد(١)

وتحقيق هذه الجملة يقتضي أن الشجرة المباركة المذكورة في هذه الآية هي دوحة التقى والرضوان ، وعترة الهدى والإيمان ، شجرة أصلها النبوة وفرعها الإمامة وأغصانها التنزيل ، وأوراقها التأويل ، وخدمها جبرئيل وميكائيل.

وثانيها : أنها مثل ضربه الله للمؤمن ، المشكاة نفسه ، والزجاجة صدره ، والمصباح الإيمان والقرآن في قلبه يوقد من شجرة مباركة هي الإخلاص لله وحده لا شريك له ، فهي خضراء ناعمة كشجرة التف بها الشجرة ، فلا يصيبها الشمس على أي حال ، وكانت لا إذا طلعت ولا إذا غربت ، وكذلك المؤمن قد احترز من أن يصيبه شيء من الفتن ، فهو بين أربع خلال إن أعطي شكر ، وإن ابتلي صبر ، وإن حكم عدل ، وإن قال صدق ، فهو في سائر الناس كالرجل الحي يمشي بين قبور الأموات «نُورٌ عَلى نُورٍ » كلامه نور ، وعلمه نور ، ومدخله نور ، ومخرجه نور ، ومصيره نور إلى يوم القيامة عن أبي بن كعب.

__________________

(١) كتاب التوحيد : ص ١٠٢.

٥٨٧

٥٧٥ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن الحسن بن علي ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال سألته عن قول الله عز وجل

وثالثها : أن مثل القرآن في قلب المؤمن ، كما أن هذا المصباح يستضاء به ، وهو كما هو لا ينقص ، فكذلك القرآن يهتدى به ويعمل به كالمصباح ، فالمصباح هو القرآن والزجاجة قلب المؤمن ، والمشكاة لسانه وفمه ، والشجرة المباركة شجرة الوحي «يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ » يكاد حجج القرآن تتضح وإن لم تقرأ ، وقيل : يكاد حجج الله على خلقه تضيء لمن تفكر فيها وتدبرها ولو لم ينزل القرآن «نُورٌ عَلى نُورٍ » يعني إن القرآن نور مع سائر الأدلة قبله ، فازدادوا به نورا على نور عن الحسن وابن زيد ، وعلى هذا فيجوز أن يكون المراد ترتب الدلائل ، لأن الدلائل تترتب بعضها على بعض ، ولا يكاد العاقل يستفيد منها إلا بمراعاة الترتيب فمن ذهب عن الترتيب فقد ذهب عن طريق الاستفادة ، وقال مجاهد : ضوء نور السراج على ضوء الزيت على ضوء الزجاجة «يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ » أي يهدي الله لدينه وإيمانه من يشاء ، بأن يفعل له لطفا يختار عنده الإيمان إذا علم إن له لطفا ، وقيل : معناه يهدي الله لنبوته وولايته من يشاء ممن يعلم أنه يصلح لذلك «وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ » تقريبا إلى الأفهام ، وتسهيلا لدرك المرام «وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ » فيضع الأشياء مواضعها(١) انتهى كلامه رفع مقامه.

وقد مضى بعض الأخبار الواردة في تفسير تلك الآية في كتاب الحجة وقد أوردنا جميعها مشروحا في كتاب بحار الأنوار(٢) في باب مفرد والله الموفق.

الحديث الخامس والسبعون والخمسمائة : ضعيف على الأشهر ، موثق على الأظهر ،

__________________

(١) مجمع البيان : ج ٧ ص ١٤٢ ـ ١٤٤.

(٢) بحار الأنوار : ج ٢٣ ص ٣٠٤ ـ ٣٢٥.

٥٨٨

سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ »(١) قال يريهم في أنفسهم المسخ ويريهم في الآفاق انتقاض الآفاق عليهم فيرون قدرة الله عز وجل في أنفسهم وفي الآفاق قلت له «حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ » قال خروج القائم هو الحق من عند الله عز وجل يراه الخلق لا بد منه.

٥٧٦ ـ محمد بن يحيى والحسين بن محمد جميعا ، عن جعفر بن محمد ، عن عباد بن يعقوب ، عن أحمد بن إسماعيل ، عن عمرو بن كيسان ، عن أبي عبد الله الجعفي قال قال لي أبو جعفر محمد بن علي عليه‌السلام كم الرباط عندكم قلت أربعون قال لكن رباطنا رباط الدهر ومن ارتبط فينا دابة كان له وزنها ووزن وزنها ما كانت عنده ومن ارتبط فينا سلاحا كان له وزنه ما كان عنده لا تجزعوا من مرة ولا من مرتين

قوله عليه‌السلام: « يريهم في أنفسهم المسخ » الظاهر أنه إشارة إلى ما يبتلي به المخالفون في زمان القائم عليه‌السلام من أنهم يمسخون في أنفسهم ، ويبتلون بتضييق الآفاق عليهم ، بكثرة المصائب التي ترد عليهم ، وانسداد طريق النجاة عنهم.

وقال الفاضل الأسترآبادي : كأنه ناظر إلى ما نطقت به الأخبار عنهم عليهم‌السلام من أن كل من مات من بني أمية لعنهم الله يمسخ وزغا عند موته ، وإلى غلبة بني العباس عليهم.

الحديث السادس والسبعون والخمسمائة : ضعيف.بأبي عبد الله الجعفي الذي هو عمرو بن شمر بل بعباد أيضا.

قوله عليه‌السلام: « لكن رباطنا رباط الدهر » أي يجب على الشيعة أن يربطوا أنفسهم على إطاعة إمام الحق ، وانتظار فرجه ويتهيأوا دائما لنصرته.

قوله عليه‌السلام: « كان له وزنها ووزن وزنها » أن كان له ثواب التصدق بضعفي وزنها ذهبا أو فضة ، كل يوم ويحتمل أن يكون من قبيل تشبيه المعقول بالمحسوس أي له من الثواب كمثلي وزن الدابة.

قوله عليه‌السلام: « لا تجزعوا من مرة » أي لا تجزعوا من عدم نصرنا وغلبة العدو

__________________

(١) سورة فصّلت : ٥٣.

٥٨٩

ولا من ثلاث ولا من أربع فإنما مثلنا ومثلكم مثل نبي كان في بني إسرائيل فأوحى الله عز وجل إليه أن ادع قومك للقتال فإني سأنصرك فجمعهم من رءوس الجبال ومن غير ذلك ثم توجه بهم فما ضربوا بسيف ولا طعنوا برمح حتى انهزموا ثم أوحى الله تعالى إليه أن ادع قومك إلى القتال فإني سأنصرك فجمعهم ثم توجه بهم فما ضربوا بسيف ولا طعنوا برمح حتى انهزموا ثم أوحى الله إليه أن ادع قومك إلى القتال فإني سأنصرك فدعاهم فقالوا وعدتنا النصر فما نصرنا فأوحى الله تعالى إليه إما أن يختاروا القتال أو النار فقال يا رب القتال أحب إلي من النار فدعاهم فأجابه منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر عدة أهل بدر فتوجه بهم فما ضربوا بسيف ولا طعنوا برمح حتى فتح الله عز وجل لهم.

٥٧٧ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن بكر بن صالح والنوفلي وغيرهما يرفعونه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يتداوى من الزكام ويقول ما من أحد إلا وبه عرق من الجذام فإذا أصابه الزكام قمعه.

٥٧٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الزكام جند من جنود الله عز وجل يبعثه الله عز وجل على الداء فيزيله.

٥٧٩ ـ محمد بن يحيى ، عن موسى بن الحسن ، عن محمد بن عبد الحميد بإسناده

علينا مرة أو مرتين كما في أمر الحسين عليه‌السلام وزيد بن علي ، وكانصراف الأمر عند انقراض بني أمية عنهم ، إلى بني العباس ، بل اصبروا فإن الله يأتي بالفرج ولو بعد حين ، أو لا تجزعوا من تخلف ما أخبرناكم به من الغايات التي يقع فيها الفرج للبداء.

الحديث السابع والسبعون والخمسمائة : ضعيف.

ويدل على كراهية معالجة الزكام.

الحديث الثامن والسبعون والخمسمائة : صحيح.

الحديث التاسع والسبعون والخمسمائة : مرفوع.

٥٩٠

رفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما من أحد من ولد آدم إلا وفيه عرقان عرق في رأسه يهيج الجذام وعرق في بدنه يهيج البرص فإذا هاج العرق الذي في الرأس سلط الله عز وجل عليه الزكام حتى يسيل ما فيه من الداء وإذا هاج العرق الذي في الجسد سلط الله عليه الدماميل حتى يسيل ما فيه من الداء فإذا رأى أحدكم به زكاما ودماميل فليحمد الله عز وجل على العافية وقال الزكام فضول في الرأس.

٥٨٠ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن رجل قال دخل رجل على أبي عبد الله عليه‌السلام وهو يشتكي عينيه فقال له أين أنت عن هذه الأجزاء الثلاثة الصبر والكافور والمر ففعل الرجل ذلك فذهبت عنه.

٥٨١ ـ عنه ، عن أحمد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام إن لنا فتاة كانت ترى الكوكب مثل الجرة قال نعم وتراه مثل الحب قلت إن بصرها ضعف فقال اكحلها بالصبر والمر والكافور أجزاء سواء فكحلناها به فنفعها.

٥٨٢ ـ عنه ، عن أحمد ، عن داود بن محمد ، عن محمد بن الفيض ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال كنت عند أبي جعفر يعني أبا الدوانيق فجاءته خريطة فحلها ونظر فيها فأخرج منها شيئا فقال يا أبا عبد الله أتدري ما هذا قلت ما هو قال هذا شيء

الحديث الثمانون والخمسمائة : مرسل.

وفيه تعليم كحل نافع مجرب.

الحديث الحادي والثمانون والخمسمائة : صحيح.

قوله عليه‌السلام: « وتراه مثل الحب » أي بعد ذلك إن لم تعالج ، أو أنها ترى في الحال مثل الحب.

الحديث الثاني والثمانون والخمسمائة : مجهول.

٥٩١

يؤتى به من خلف إفريقية من طنجة أو طبنة شك محمد قلت ما هو قال جبل هناك يقطر منه في السنة قطرات فتجمد وهو جيد للبياض يكون في العين يكتحل بهذا فيذهب بإذن الله عز وجل قلت نعم أعرفه وإن شئت أخبرتك باسمه وحاله قال فلم يسألني عن اسمه قال وما حاله فقلت هذا جبل كان عليه نبي من أنبياء بني إسرائيل هاربا من قومه يعبد الله عليه فعلم به قومه فقتلوه فهو يبكي على ذلك النبي عليه‌السلام وهذه القطرات من بكائه وله من الجانب الآخر عين تنبع من ذلك الماء بالليل والنهار ولا يوصل إلى تلك العين.

٥٨٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن سليم مولى علي بن يقطين أنه كان يلقى من رمد عينيه أذى قال فكتب إليه أبو الحسن عليه‌السلام ابتداء من عنده ما يمنعك من كحل أبي جعفر عليه‌السلام جزء كافور رباحي وجزء صبر أصقوطري يدقان جميعا وينخلان بحريرة يكتحل منه مثل ما يكتحل من الإثمد الكحلة في الشهر

قوله : « خلف إفريقية » . قال الفيروزآبادي هي بلاد واسعة قبالة الأندلس(١) وقال :طنجة : بلد بساحل بحر المغرب(٢) وقال :الطينة : بلد قرب دمياط(٣) .

أقول : لعلها هي المعروفة بدهنة فرنك.

الحديث الثالث والثمانون والخمسمائة : مجهول. أو حسن إن كان الضمير في ـ قال ـ راجعا إلى ابن عمير.

قوله عليه‌السلام: « كافور رباحي » قال الفيروزآبادي : الرباحي : جنس من الكافور وقول الجوهري الرباح دويبة يجلب منها الكافور خلف ، وأصلح في بعض النسخ وكتب ـ بلد ـ بدل دويبة وكلاهما غلط ، لأن الكافور صمغ شجر يكون داخل

__________________

(١) القاموس : ج ٣ ص ٢٨٥.

(٢) القاموس : ج ١ ص ٢٠٥.

(٣) القاموس : ج ٤ ص ٢٤٧.

٥٩٢

تحدر كل داء في الرأس وتخرجه من البدن قال فكان يكتحل به فما اشتكى عينيه حتى مات.

( حديث العابد )

٥٨٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن محمد بن سنان عمن أخبره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال كان عابد في بني إسرائيل لم يقارف من أمر الدنيا شيئا فنخر إبليس نخرة فاجتمع إليه جنوده فقال من لي بفلان فقال بعضهم أنا له فقال من أين تأتيه فقال من ناحية النساء قال لست له لم يجرب النساء فقال له آخر فأنا له فقال له من أين تأتيه قال من ناحية الشراب واللذات قال لست له ليس هذا بهذا قال آخر فأنا له قال من أين تأتيه قال من ناحية البر قال انطلق فأنت صاحبه فانطلق إلى موضع الرجل فأقام حذاه يصلي قال وكان الرجل ينام والشيطان لا ينام ويستريح والشيطان لا يستريح فتحول إليه الرجل وقد تقاصرت إليه نفسه واستصغر عمله فقال يا عبد الله بأي شيء قويت على

الخشب ، ويتخشخش فيه إذا حرك فينشر ويستخرج(١) وقال : اسقطرى : جزيرة ببحر الهند على يسار الجائي من بلاد الزنج والعامة تقول سقوطرة يجلب منها الصبر ودم الأخوين(٢) وقال :الإثمد : ـ بالكسر ـ حجر الكحل(٣) .

الحديث الرابع والثمانون والخمسمائة : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « فنخر إبليس » أي مد الصوت في خياشيمه.

قوله عليه‌السلام: « وقد تقاصرت إليه نفسه » أي ظهر له التقصير من نفسه يقال : تقاصر أي أظهر القصر.

__________________

(١) القاموس : ج ١ ص ٢٢٩.

(٢) القاموس : ج ٢ ص ٥١ ـ ٥٢.

(٣) القاموس : ج ١ ص ٢٩٠.

٥٩٣

هذه الصلاة فلم يجبه ثم أعاد عليه فلم يجبه ثم أعاد عليه فقال يا عبد الله إني أذنبت ذنبا وأنا تائب منه فإذا ذكرت الذنب قويت على الصلاة قال فأخبرني بذنبك حتى أعمله وأتوب فإذا فعلته قويت على الصلاة قال ادخل المدينة فسل عن فلانة البغية فأعطها درهمين ونل منها قال ومن أين لي درهمين ما أدري ما الدرهمين فتناول الشيطان من تحت قدمه درهمين فناوله إياهما فقام فدخل المدينة بجلابيبه يسأل عن منزل فلانة البغية فأرشده الناس وظنوا أنه جاء يعظها فأرشدوه فجاء إليها فرمى إليها بالدرهمين وقال قومي فقامت فدخلت منزلها وقالت ادخل وقالت إنك جئتني في هيئة ليس يؤتى مثلي في مثلها فأخبرني بخبرك فأخبرها فقالت له يا عبد الله إن ترك الذنب أهون من طلب التوبة وليس كل من طلب التوبة وجدها وإنما ينبغي أن يكون هذا شيطانا مثل لك فانصرف فإنك لا ترى شيئا فانصرف وماتت من ليلتها فأصبحت فإذا على بابها مكتوب احضروا فلانة فإنها من أهل الجنة فارتاب الناس فمكثوا ثلاثا لم يدفنوها ارتيابا في أمرها فأوحى الله عز وجل إلى نبي من الأنبياء لا أعلمه إلا موسى بن عمران عليه‌السلام أن ائت فلانة فصل عليها ومر الناس أن يصلوا عليها فإني قد غفرت لها وأوجبت لها الجنة بتثبيطها عبدي فلانا عن معصيتي.

٥٨٥ ـ أحمد بن محمد [ بن أحمد ] ، عن علي بن الحسن ، عن محمد بن عبد الله بن زرارة ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال كان في بني إسرائيل رجل عابد

قوله عليه‌السلام: « بجلابيبه » قال الفيروزآبادي : الجلباب : ـ كسرداب وسنمار ـ القميص وثوب واسع للمرأة ، دون الملحفة أو ما تغطي به ثيابها من فوق كالملحفة ، أو هو الخمار(١) .

قوله : « لا أعلمه » الشك من الراوي.

الحديث الخامس والثمانون والخمسمائة : مجهول.

__________________

(١) القاموس : ج ١ ص ٤٩.

٥٩٤

وكان محارفا لا يتوجه في شيء فيصيب فيه شيئا فأنفقت عليه امرأته حتى لم يبق عندها شيء فجاعوا يوما من الأيام فدفعت إليه نصلا من غزل وقالت له ما عندي غيره انطلق فبعه واشتر لنا شيئا نأكله فانطلق بالنصل الغزل ليبيعه فوجد السوق قد غلقت ووجد المشترين قد قاموا وانصرفوا فقال لو أتيت هذا الماء فتوضأت منه وصببت علي منه وانصرفت فجاء إلى البحر وإذا هو بصياد قد ألقى شبكته فأخرجها وليس فيها إلا سمكة ردية قد مكثت عنده حتى صارت رخوة منتنة فقال له بعني هذه السمكة وأعطيك هذا الغزل تنتفع به في شبكتك قال نعم فأخذ السمكة ودفع إليه الغزل وانصرف بالسمكة إلى منزله فأخبر زوجته الخبر فأخذت السمكة لتصلحها فلما شقتها بدت من جوفها لؤلؤة فدعت زوجها فأرته إياها فأخذها فانطلق بها إلى السوق فباعها بعشرين ألف درهم وانصرف إلى منزله بالمال فوضعه فإذا سائل يدق الباب ويقول يا أهل الدار تصدقوا رحمكم الله على المسكين فقال له الرجل ادخل فدخل فقال له خذ إحدى الكيسين فأخذ إحداهما وانطلق فقالت له امرأته سبحان الله بينما نحن مياسير إذ ذهبت بنصف يسارنا فلم يكن ذلك بأسرع من أن دق السائل الباب فقال له الرجل ادخل فدخل فوضع الكيس في مكانه ثم قال كل هنيئا مريئا إنما أنا ملك من ملائكة ربك إنما أراد ربك أن يبلوك فوجدك شاكرا ثم ذهب.

قوله عليه‌السلام: « وكان محارفا » قال الجوهري رجل محارف ـ بفتح الراء ـ أي محدود محروم ، وهو خلاف قولك مبارك(١) .

قوله : « نصلا من غزل » النصل الغزل قد خرج من المغزل.

__________________

(١) الصحاح : ج ٤ ص ١٣٤٢.

٥٩٥

( خطبة لأمير المؤمنين عليه‌السلام )

٥٨٦ ـ أحمد بن محمد ، عن سعد بن المنذر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن محمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه قال خطب أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ ورواها غيره بغير هذا الإسناد وذكر أنه خطب بذي قار ـ فحمد الله وأثنى عليه.

ثم قال أما بعد فإن الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله بالحق ليخرج عباده من عبادة عباده إلى عبادته ومن عهود عباده إلى عهوده ومن طاعة عباده إلى طاعته ومن ولاية عباده إلى ولايته «بَشِيراً وَنَذِيراً * وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً » عودا

خطبة لأمير المؤمنين عليه‌السلام

الحديث السادس والثمانون والخمسمائة : مجهول.

قوله : « بذي قار » موضع بين الكوفة وواسط.

قوله عليه‌السلام: « من عبادة عباده » كعيسى وعزير والملائكة أو الأصنام أيضا تغليبا أو إطاعة الشياطين ، والطواغيت كما قال تعالى : «أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ »(١) وقد أورد في النهج بعض تلك الخطبة مختصرا وفيه « من عبادة الأوثان إلى عبادته ومن طاعة الشيطان إلى طاعته(٢) ».

قوله عليه‌السلام: « ومن عهود عباده » كالأمراء والسلاطين والشياطين والمضلين أيضا.

قوله عليه‌السلام: « ومن ولاية عباده » أي محبتهم أو نصرتهم أو طاعتهم.

قوله عليه‌السلام: « عودا وبدءا » منصوبان بالظرفية أو بالحالية أو بالتميز ، وعلى

__________________

(١) سورة يس : ٦٠.

(٢) نهج البلاغة بتحقيق صبحي الصالح ص ٢٠٤ « الخطبة ـ ١٤٧ ».

٥٩٦

وبدءا وعذرا ونذرا ، بحكم قد فصله وتفصيل قد أحكمه وفرقان قد فرقه وقرآن قد بينه ليعلم العباد ربهم إذ جهلوه وليقروا به إذ جحدوه وليثبتوه بعد إذ أنكروه فتجلى لهم سبحانه في كتابه من غير أن يكونوا رأوه فأراهم حلمه كيف حلم وأراهم عفوه كيف عفا وأراهم قدرته كيف قدر وخوفهم من سطوته وكيف خلق ما خلق من الآيات وكيف محق من محق من العصاة بالمثلات واحتصد من احتصد بالنقمات

التقادير يحتمل تعلقهما بقوله عليه‌السلام: «سِراجاً مُنِيراً »وبقوله عليه‌السلام : «داعِياً » أي كان سراجا منيرا أو داعيا أولا وآخرا وقيل : الهجرة عن مكة وبعد الرجوع إليها ، أو في جميع الأحوال ، أو باديا وعاديا.

قوله عليه‌السلام: « عُذْراً أَوْ نُذْراً » كل منهما مفعول له لقوله ـ بعث ـ أي عذرا للمحقين ونذرا للمبطلين ، أو حال أي عاذرا ومنذرا.

قوله عليه‌السلام: « بحكم » المراد به الجنس ، أي بعثه مع أحكام مفصلة مبنية وتفصيل في الأحكام قد أحكمه وأتقنه.

قوله عليه‌السلام: « وفرقان » هو بالضم القرآن ، وكل ما فرق بين الحق والباطل والمراد بتفريقه إنزاله متفرقا أو تعلقه بالأحكام المتفرقة.

قوله عليه‌السلام: « فتجلى سبحانه » قال ابن ميثم : أشار بتجليه سبحانه في كتابه إلى ظهوره لهم في تذكيرهم فيه ما أراهم من عجائب مصنوعاته ، وبما خوفهم به من وعيده ، وبتذكيرهم أنه كيف محق من القرون الماضية بالعقوبات ، واحتصد من احتصد منهم بالنقمات ، كل ذلك الظهور والجلاء من غير رؤية له تعالى عن إدراك الحواس. وقال بعض الفضلاء : يحتمل أن يريد بتجليه في كتابه ظهوره في عجائب مصنوعاته ومكوناته ، ويكون لفظ الكتاب استعارة في العالم(١) انتهى.

قوله عليه‌السلام: « بالمثلات » بفتح الميم وضم الثاء أي العقوبات.

قوله عليه‌السلام: « واحتصد » الاحتصاد قطع الزرع والنبات بالمنجد أي أهلكهم.

__________________

(١) شرح نهج البلاغة لابن ميثم : ج ٣ ص ١٩٩ :

٥٩٧

وكيف رزق وهدى وأعطى وأراهم حكمه كيف حكم وصبر حتى يسمع ما يسمع ويرى.

فبعث الله عز وجل محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك ثم إنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس في ذلك الزمان شيء أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل ولا أكثر من الكذب على الله تعالى ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته ولا سلعة أنفق بيعا ولا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرف عن مواضعه وليس في العباد ولا في البلاد شيء هو أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر وليس فيها فاحشة أنكر ولا عقوبة أنكى من الهدى عند الضلال في ذلك الزمان فقد نبذ الكتاب حملته وتناساه حفظته حتى تمالت بهم الأهواء وتوارثوا ذلك من الآباء وعملوا بتحريف الكتاب كذبا

قوله عليه‌السلام: « حكمه كيف حكم » وفي النسخة القديمة [ حلمه كيف حلم ] وفي الأول حكمه كيف حكم وهو أظهر.

قوله عليه‌السلام: « من بعدي زمان » أي زمن بني أمية وبني العباس لعنهم الله.

قوله عليه‌السلام: « أبور » البوار الكساد.

قوله عليه‌السلام: « أنكى » قال الجزري : يقال نكيت في العدو ، أنكى نكاية إذا كثرت فيهم الجراح والقتل فوهنوا لذلك(١) .

قوله : « وتناساه » قال الجوهري تناساه آوى من نفسه أنه نسيه(٢) .

قوله عليه‌السلام: « حتى تمالت بهم الأهواء » كذا في أكثر النسخ فيحتمل أن يكون بتشديد اللام تفاعلا من الملال ، أي بالغوا في متابعة الأهواء حتى كأنها ملت بهم أو بتخفيف اللام من قولهم تمالؤوا عليه أي تعاونوا أو اجتمعوا فخفف الهمزة ويكون الباء بمعنى على ، والأظهر ما في النسخة المصححة القديمة وهو [ تمايلت ] أي أمالتهم الأهواء والشهوات عن الحق إلى الباطل ، وفي بعض النسخ [ غالت ] بالغين المعجمة من قولهم غاله أي أهلكه.

__________________

(١) النهاية : ج ١ ص ١٦٠.

(٢) الصحاح : ج ٦ ص ٢٥٠٨.

٥٩٨

وتكذيبا فباعوه بالبخس «وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ » فالكتاب وأهل الكتاب في ذلك الزمان طريدان منفيان وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا يأويهما مؤو فحبذا ذانك الصاحبان واها لهما ولما يعملان له ـ فالكتاب وأهل الكتاب في ذلك الزمان في الناس وليسوا فيهم ومعهم وليسوا معهم وذلك لأن الضلالة لا توافق الهدى وإن اجتمعا وقد اجتمع القوم على الفرقة وافترقوا عن الجماعة قد ولوا أمرهم وأمر دينهم من يعمل فيهم بالمكر والمنكر والرشا والقتل كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم لم يبق عندهم من الحق إلا اسمه ولم يعرفوا من الكتاب إلا خطه وزبره يدخل الداخل لما يسمع من حكم القرآن فلا يطمئن جالسا حتى يخرج من الدين

قوله عليه‌السلام: « وأهل الكتاب » أي الأئمة عليهم‌السلام

قوله عليه‌السلام: « لا يؤويهما مؤو » كناية عن عدم الرجوع إليهما والأخذ بما يأمران به.

قوله عليه‌السلام: « واها لهما » قال الجزري : فيه « من ابتلي فصبر فواها واها » قيل : معنى هذه الكلمة التلهف ، وقد توضع موضع الإعجاب بالشيء يقال :

واها له(١) .

قوله عليه‌السلام: « ولما يعمدان » أي يقصدان ، وفي بعض النسخ [ يعملان ].

قوله عليه‌السلام: « عن الجماعة » أهل الحق وهم أهل البيت عليهم‌السلام كما وردت به الأخبار الكثيرة ، وقد أوردناها في البحار(٢) .

قوله عليه‌السلام: « وزبره » بسكون الباء أي كتابته.

قوله عليه‌السلام: « يدخل الداخل » أي في الدين ، وخروجه لما يرى من عدم عمل أهله به ، وبدعهم وجورهم.

__________________

(١) النهاية : ج ٥ ص ١٤٤.

(٢) بحار الأنوار : ج ٢٣ ص ٩٩ ـ ١٠٣. أحاديث الباب ٦.

٥٩٩

ينتقل من دين ملك إلى دين ملك ومن ولاية ملك إلى ولاية ملك ومن طاعة ملك إلى طاعة ملك ومن عهود ملك إلى عهود ملك فاستدرجهم الله تعالى «مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ » وإن كيده متين بالأمل والرجاء حتى توالدوا في المعصية ودانوا بالجور والكتاب لم يضرب عن شيء منه صفحا ضلالا تائهين قد دانوا بغير دين الله عز وجل وأدانوا لغير الله.

مساجدهم في ذلك الزمان عامرة من الضلالة خربة من الهدى قد بدل فيها من الهدى فقراؤها وعمارها أخائب خلق الله وخليقته من عندهم جرت الضلالة وإليهم تعود فحضور مساجدهم والمشي إليها كفر بالله العظيم إلا من مشى إليها وهو عارف بضلالهم فصارت مساجدهم من فعالهم على ذلك النحو خربة من الهدى

قوله عليه‌السلام : « بالأمل والرجاء » متعلق بقوله فاستدرجهم ، أي استدرجهم بأن أعطاهم ما يأملون ويرجون ، إذ وكلهم إلى أملهم ورجائهم ، ولم يعذبهم ولم يبتلهم لينصرفوا عنهما ، ويحتمل أن يكون حالا عن ضمير المفعول أو خبرا لمبتدء محذوف أي هم مشغولون بهما.

قوله عليه‌السلام: « والكتاب لم يضرب عن شيء منه » أي من الجور والواو للحال أي لم يعرض الكتاب عن بيان شيء من الجور ، وقوله « صفحا » مفعول مطلق من غير اللفظ أو مفعول له أو حال يقال صفحت عن الأمر أي أعرضت منه وتركته ، ويمكن أن يقرأ يضرب على بناء المجرد أي لم يدفع البيان عن شيء منه كما قال تعالى : «أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً »(١) وأن يقرأ على بناء الأفعال قال الجوهري أضرب عنه أعرض.

قوله عليه‌السلام: « ودانوا لغير الله » أي أمروا بطاعة غيره تعالى ، ولم يرد هذا البناء فيما عندنا من كتب اللغة ، وفي النسخة القديمة [ وكانوا لغير الله ].

قوله « على ذلك » أي على تلك العقائد الباطلة ، والأعمال القبيحة من عدم قسمة الفيء وعدم الوفاء بالذمة وغيرها

__________________

(١) سورة الزخرف : ٥.

٦٠٠

عامرة من الضلالة قد بدلت سنة الله وتعديت حدوده ولا يدعون إلى الهدى ولا يقسمون الفيء ولا يوفون بذمة يدعون القتيل منهم على ذلك شهيدا قد أتوا الله بالافتراء والجحود واستغنوا بالجهل عن العلم ومن قبل ما مثلوا بالصالحين كل مثلة وسموا صدقهم على الله فرية وجعلوا في الحسنة العقوبة السيئة وقد بعث الله عز وجل إليكم

قوله عليه‌السلام: « ومن قبل ما مثلوا » هذا من قبيل قوله تعالى «وَمِنْ قَبْلُ ما فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ » ويحتمل وجهين.

الأول : أن تكون ما زائدة ، أي ، من قبل ذلك مثلوا بالصالحين.

والثاني : أن تكون مصدرية على أن محل المصدر الرفع بالابتداء وخبره الظرف ، أي وقع من قبيل تمثيلهم بالصالحين.

قال الجزري : مثلت بالحيوان أمثل به مثلا إذا قطعت أطرافه وشوهت به ، ومثلت بالقتيل ، إذا جدعت أنفه أو أذنه ومذاكيره ، أو شيئا من أطرافه ، والاسم المثلة ، فأما مثل بالتشديد فهو للمبالغة(١) انتهى.

والحاصل : أن المراد أن هؤلاء الأشقياء الذين يفعلون بعدي تلك الأفعال الشنيعة قد فعل آباؤهم وأسلافهم مثل ذلك بالصالحين في زمن الرسول ، كمحاربة أبي سفيان وأضرابه لعنهم الله ، وتمثيلهم بحمزة وغيره ، وإنما نسب إليهم لرضاهم بفعال هؤلاء وكونهم على دينهم وعلى طريقتهم كما نسب الله إلى اليهود فعال آبائهم في مواضع من القرآن.

ويحتمل أن يكون المراد فعال هؤلاء في بدو أمرهم حتى غلبوا بذلك على الناس واستقر أمرهم.

وقال ابن ميثم وقوله : « ومن قبل ما مثل » إشارة إلى زمن بني أمية الكائن قبل زمن من يخبر عنهم(٢) ولا يخفى أن ما ذكرنا من الوجهين أظهر.

قوله عليه‌السلام: « وسموا صدقهم » أي الصالحين قال ابن أبي الحديدقوله

__________________

(١) النهاية ج ٤ ص ٢٩٤.

(٢) شرح نهج البلاغة لابن ميثم : ج ٣ ص ٢٠٢.

٦٠١

رسولا «مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ » صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنزل عليه كتابا عزيزا «لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ـلِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ » فلا يلهينكم

« على الله » متعلق بفرية ، ولا بصدقهم ، أي سموا صدقهم فرية على الله ، فإن امتنع أن يتعلق حرف الجر به لتقدمه عليه ، وهو مصدر فليتعلق بفعل مقدر دل عليه هذا المصدر(١) انتهى.

أقول : لعل الذي دعاه إلى هذا التكلف عدم تعدي الصدق بعلى ، وسبيل التضمين واسع كما لا يخفى.

قوله : « مِنْ أَنْفُسِكُمْ » أي من جنسه [ جنسكم ] ونسبكم وقرئ من أنفسكم بفتح الفاء أي من أشرفكم وأفضلكم «عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ » أي شديد عليه ، شاق عنتكم ولقاؤكم المكروه فهو يخاف عليكم سوء العاقبة ، والوقوع في العذاب «حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ » حتى لا يخرج أحد منكم عن أتباعه «بِالْمُؤْمِنِينَ » منكم ومن غيركم.

قوله عليه‌السلام: « كتابا عزيزا » أي كثير النفع ، عديم النظير أو منيع لا يتأتى إبطاله وتحريفه «لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ » أي لا يتطرق إليه الباطل من جهة من الجهات ، أو مما فيه من الأمور الماضية والأمور الآتية «تَنْزِيلٌ » رفع على المدح «مِنْ حَكِيمٍ » ذي حكمة «حَمِيدٍ » يحمده كل مخلوق بما ظهر عليه من نعمه.

قوله عليه‌السلام: « غَيْرَ ذِي عِوَجٍ » أي لا اختلال فيه بوجه. وقيل : بالشك «لِيُنْذِرَ » أي القرآن ويحتمل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله «مَنْ كانَ حَيًّا » أي عاقلا فهما ، فإن الغافل

__________________

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ٩ ص ١٠٥ ـ ١٠٦.

٦٠٢

الأمل ولا يطولن عليكم الأجل فإنما أهلك من كان قبلكم أمد أملهم وتغطية الآجال عنهم حتى نزل بهم الموعود الذي ترد عنه المعذرة وترفع عنه التوبة وتحل معه القارعة والنقمة وقد أبلغ الله عز وجل إليكم بالوعد وفصل لكم القول وعلمكم السنة وشرح لكم المناهج ليزيح العلة وحث على الذكر ودل على النجاة

كالميت أو مؤمنا في علم الله ، فإن الحياة الأبدية بالإيمان ، وتخصيص الإنذار به لأنه المنتفع. «وَيَحِقَّ الْقَوْلُ » أي وتجب كلمة العذاب «عَلَى الْكافِرِينَ » المصرين على الكفر ، وجعلهم في مقابلة من كان حيا إشعار بأنهم لكفرهم وسقوط حجتهم وعدم تأملهم أموات في الحقيقة.

قوله عليه‌السلام: « أمد أملهم » الأمد : الغاية ، والمنتهى ، أي إنما أهلك من كان قبلكم غايات آمالهم ، حيث جعلوها بعيدة لتغطية الآجال عنهم ، أي أملوا أمورا طويلة المدى تقصر عنها آجالهم.

قوله عليه‌السلام: « ترد عنه المعذرة » أي لا تقبل فيه معذرة معتذر.

قوله : « وترفع عنه التوبة » أي تنسد بابها عند نزوله كما قال تعالى : «وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ »(١) .

قوله عليه‌السلام: « وتحل معه القارعة » أي المصيبة التي تقرع أي تلقى بشدة وقوة.

قوله عليه‌السلام: « ليزيح العلة » أي ليزيل الغدر.

قوله عليه‌السلام: « وحث على الذكر » أي على ذكر الله كثيرا عند الطاعة و

__________________

(١) سورة النساء : ١٨.

٦٠٣

وإنه من انتصح لله واتخذ قوله دليلا هداه «لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ » ووفقه للرشاد وسدده ويسره للحسنى فإن جار الله آمن محفوظ وعدوه خائف مغرورفاحترسوا من الله عز وجل بكثرة الذكر واخشوا منه بالتقى وتقربوا إليه بالطاعة فإنه قريب مجيب قال الله عز وجل : «وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ »(١) فاستجيبوا لله وآمنوا به وعظموا الله الذي لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعظم فإن رفعة الذين يعلمون ما عظمة الله

المعصية والنعمة والبلية : وبالقلب واللسان بقوله اذكروا الله ذكرا كثيرا.

قوله عليه‌السلام: « وإنه من انتصح الله » أي قبل نصحه تعالى له فيما أمره ونهاه عنه واتخذه ناصحا ، وعلم أنه تعالى لا يأمره إلا بما ينجيه ولا ينهاه إلا عما يرديه.

قال الفيروزآبادي : انتصح : قبل النصح(٢) .

قوله عليه‌السلام: « هي أقوم » أي للحالة والطريقة التي اتباعها وسلوكها أقوم.

قوله عليه‌السلام: « للحسنى » أي للطريقة أو العاقبة الحسنى.

قوله عليه‌السلام: « فإن جار الله » أي القريب إلى الله بالطاعة أو من آجره الله من عذابه ، أو من الشدائد مطلقا.

قال الفيروزآبادي الجار والمجاور : الذي أجرته من أن يظلم.

قوله عليه‌السلام: « فليستجيبوا الله » أي فيما أمركم به من الدعاء أو مطلقا وآمنوا به أي بوعده الاستجابة أو مطلقا.

قوله عليه‌السلام: « أن يتعظم » أي يدعي العظمة ، والحاصل أن من عرف عظمة

__________________

(١) سورة البقرة : ١٨٦.

(٢) القاموس. ج ١ ص ٢٦٢.

٦٠٤

أن يتواضعوا له وعز الذين يعلمون ما جلال الله أن يذلوا له وسلامة الذين يعلمون ما قدرة الله أن يستسلموا له فلا ينكرون أنفسهم بعد حد المعرفة ولا يضلون بعد الهدى فلا تنفروا من الحق نفار الصحيح من الأجرب والبارئ من ذي السقم واعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه ولم تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه ولن تتلوا الكتاب حق تلاوته حتى تعرفوا الذي حرفه ولن تعرفوا الضلالة حتى تعرفوا الهدى

الله وجلاله فينبغي له أن يعد نفسه حقيرا فيما ظهر له من عظمته تعالى أو يعلم أن العظمة مختصة به تعالى وأما غيره فإنما يعد عظيما بما أعاره الله من العظمة فلا يجوز تعظيم أحد عليه ، أو يقال : إن غيره إنما يكتسب العظمة بالتذلل له ، والتواضع عنده ، والتقرب إليه ، فغاية العظمة والعزة في المخلوقين منوطة بنهاية التواضع والتذلل منهم ، ومن عرف قدرة الله علم أنه لا تكون السلامة في الدنيا والآخرة إلا بالاستسلام والانقياد ، له في جميع الأمور.

قوله عليه‌السلام: « فلا ينكرون أنفسهم » الإنكار ضد المعرفة ، أي لا يجهلون أنفسهم ومعائبها وعجزها بعد ما عرفوها أو بعد ما عرفوا الله تعالى بالجلال والعظمة والقدرة.

قوله عليه‌السلام: « الذي نقضه » ميثاق الكتاب.

قوله عليه‌السلام: « ولن تمسكوا به » أي بالكتاب.

قوله عليه‌السلام: « والتكلف » هو التعرض لما لا يعني ، وادعاء ما لا ينبغي ، والحاصل أنه لا يعرف الكتاب ولا يمكن العمل به وحفظه إلا بمعرفة حملته ، وأعدائهم المضيعين له ولا تعرف الهداية إلا بمعرفة أهلها والضلالة وأهلها ، فإن

٦٠٥

ولن تعرفوا التقوى حتى تعرفوا الذي تعدى فإذا عرفتم ذلك عرفتم البدع والتكلف ورأيتم الفرية على الله وعلى رسوله والتحريف لكتابه ورأيتم كيف هدى الله من هدى فلا يجهلنكم الذين لا يعلمون إن علم القرآن ليس يعلم ما هو إلا من ذاق طعمه فعلم بالعلم جهله وبصر به عماه وسمع به صممه وأدرك به علم ما فات وحيي به بعد إذ مات وأثبت عند الله عز ذكره الحسنات ومحا به السيئات وأدرك به رضوانا من الله تبارك وتعالى

الأشياء إنما تعرف بأضدادها ، وعلامة معرفتها التميز بينها وبين معارضتها ومخالفاتها.

قوله عليه‌السلام: « فلا يجهلنكم الذين لا يعلمون » على بناء الأفعال أي لا يوقعنكم في الجهل والضلالة بادعاء علم الكتاب والسنة ، لأن علم القرآن ليس يعلم ما هو إلا من عمل به ، واتصف بصفاته وذاق طعمه.

قوله عليه‌السلام: « فعلم بالعلم جهله » أي ما جهله مما يحتاج إليه في جميع الأمور ، أو كونه جاهلا قبل ذلك ، أو كمل علمه حتى أقر بأنه جاهل ، فإن غاية كل كمال في المخلوق الإقرار بالعجز عن استكماله ، والاعتراف بثبوته كما ينبغي للرب تعالى ، أو يقال : إن الجاهل لتساوي نسبة الأشياء إليه لجهله بجميعها يدعي علم كل شيء ، وأما العالم فهو يميز بين ما يعلمه وما لا يعلمه ، فبالعلم عرف جهله ، ولا يخفى جريان الاحتمالات في الفقرتين التاليتين ، وأن الأول أظهر في الجميع ، بأن يكون المراد. بقوله عليه‌السلام: « وبصر به عماه » أبصر به ما عمي عنه ، أو تبدلت عماه بصيرة.

قوله عليه‌السلام: « وسمع به » يمكن أن يقرأ بالتخفيف أي سمع ما كان صم عنه أو بالتشديد أي بدل بالعلم صممه بكونه سميعا.

قوله عليه‌السلام: « وأثبت » أي بعلم القرآنقوله « نور » إنما لم يجمع عليه‌السلام

٦٠٦

فاطلبوا ذلك من عند أهله خاصة فإنهم خاصة نور يستضاء به وأئمة يقتدى بهم وهم عيش العلم وموت الجهل هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم وصمتهم عن منطقهم وظاهرهم عن باطنهم لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه فهو بينهم شاهد صادق وصامت ناطق فهم من شأنهم شهداء بالحق ومخبر صادق لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه قد خلت لهم من الله السابقة ومضى فيهم من الله عز وجل حكم صادق وفي ذلك «ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ » فاعقلوا الحق إذا سمعتموه عقل رعاية ولا تعقلوه عقل رواية فإن رواة الكتاب

للإشعار بأنهم نور واحد ، كما وردت به الأخبار والمراد به الجنس.قوله عليه‌السلام: « وصممتم عن منطقهم » فإن لصمتهم وقتا وهيئة وحاله تكون قرائن دالة على حسن منطقهم لو نطقوا ، وعلى أن سكوتهم ليس إلا لحكمة ومصلحة دعتهم إليه.

قوله عليه‌السلام: « فهو بينهم » أي القرآن أو الدين.

قوله عليه‌السلام: « فهم من شأنهم شهداء بالحق » أي إنهم شهداء أو هم بسبب أطوارهم الحسنة وأخلاقهم الجميلة شهداء بالحق ، أي على الحق أو على الدين الذي يدعون إليه.

والحاصل إن شؤونهم وأعمالهم وأخلاقهم تشهد بحقية أقوالهم.

قوله عليه‌السلام: « ويخبر عطف على قوله بالحق » كقوله مخبر كما في بعض النسخ والمراد به حينئذ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قوله عليه‌السلام: « قد خلت » أي مضت« لهم من الله سابقه » أي نعمة سابقه من عصمتهم وجعلهم خلفاء الرسول وإخباره وإخبار رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله بشرفهم وفضلهم ووجوب اتباعهم.

قوله عليه‌السلام: « حكم صادق » أي من ظفرهم ونصرهم وحفظهم ورد الأمر

٦٠٧

كثير ورعاته قليل «وَاللهُ الْمُسْتَعانُ ».

٥٨٧ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عمر بن علي ، عن عمه محمد بن عمر ، عن ابن أذينة قال سمعت عمر بن يزيد يقول حدثني معروف بن خربوذ ، عن علي بن الحسين عليه‌السلام أنه كان يقول ويلمه فاسقا من لا يزال ممارئا ويلمه فاجرا من لا يزال مخاصما ويلمه آثما من كثر كلامه في غير ذات الله عز وجل.

٥٨٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن الحسن بن عمارة ، عن نعيم القضاعي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال أصبح إبراهيم عليه‌السلام فرأى في لحيته شعرة بيضاء فقال «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » الذي بلغني هذا المبلغ لم أعص الله طرفة عين.

٥٨٩ ـ أبان بن عثمان ، عن محمد بن مروان عمن رواه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام

إليهم أو وجوب طاعتهم.

الحديث السابع والثمانون والخمسمائة : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « فاسقا » تميز قال الجزري : الويل : الحزن والهلاك والمشقة من العذاب ، وقد يرد بمعنى التعجب ومنه الحديث« ويلمه مسعر حرب » تعجبا من شجاعته وجرأته(١) .

قوله عليه‌السلام: « مماديا » أي في الدين.

قوله عليه‌السلام: « مخاصما » أي في الدنيا.

قوله عليه‌السلام: « في غير ذات الله » أي في غير ما ينسب إلى الله مما يرضيه تعالى وفي بعض النسخ [ في غير ذات الله ] أي كنهها.

الحديث الثامن والثمانون والخمسمائة : ضعيف.

الحديث التاسع والثمانون والخمسمائة : مجهول مرسل.

__________________

(١) النهاية : ج ٥ ص ٣٣٦.

٦٠٨

قال لما اتخذ الله عز وجل إبراهيم خليلا أتاه بشراه بالخلة فجاءه ملك الموت في صورة شاب أبيض عليه ثوبان أبيضان يقطر رأسه ماء ودهنا فدخل إبراهيم عليه‌السلام الدار فاستقبله خارجا من الدار وكان إبراهيم عليه‌السلام رجلا غيورا وكان إذا خرج في حاجة أغلق بابه وأخذ مفتاحه معه ثم رجع ففتح فإذا هو برجل قائم أحسن ما يكون من الرجال فأخذه بيده وقال يا عبد الله من أدخلك داري فقال ربها أدخلنيها فقال ربها أحق بها مني فمن أنت قال أنا ملك الموت ففزع إبراهيم عليه‌السلام فقال جئتني لتسلبني روحي قال لا ولكن اتخذ الله عبدا خليلا فجئت لبشارته قال فمن هو لعلي أخدمه حتى أموت قال أنت هو فدخل على سارة عليها‌السلام فقال لها إن الله تبارك وتعالى اتخذني خليلا.

٥٩٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن سليم الفراء عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله إلا أنه قال في حديثه إن الملك لما قال أدخلنيها ربها عرف إبراهيم عليه‌السلام أنه ملك الموت عليه‌السلام فقال له ما أهبطك قال جئت أبشر رجلا أن الله تبارك وتعالى اتخذه خليلا فقال له إبراهيم عليه‌السلام فمن هذا الرجل فقال

قوله عليه‌السلام: « ماء ودهنا » يحتمل أن يكون كناية عن صفائه وطراوته.

قال الجوهري : قال رؤبة : كغصن بان عوده سرعرع كأن وردا من دهان يمرع أي يكثر دهنه ، يقول كأن لونه يعلى بالدهن ، لصفائه وقوم مدهنون بتشديد الهاء عليهم آثار النعم(١) انتهى.

قوله عليه‌السلام: « عبدا خليلا » أي اصطفاه وخصصه بكرامة تشبه كرامة الخليل عند خليله والخلة من الخلال ، فإنه ود تخلل النفس وخاذلها ، وقيل : من الخلل فإن كل واحد من الخليلين يسد خلل الآخر ، أو من الخل وهو الطريق ، في

__________________

(١) الصحاح : ج ٥ ص ٢١١٥.

٦٠٩

له الملك وما تريد منه فقال له إبراهيم عليه‌السلام أخدمه أيام حياتي فقال له الملك فأنت هو.

٥٩١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أن إبراهيم عليه‌السلام خرج ذات يوم يسير ببعير فمر بفلاة من الأرض فإذا هو برجل قائم يصلي قد قطع الأرض إلى السماء طوله ولباسه شعر قال فوقف عليه إبراهيم عليه‌السلام وعجب منه وجلس ينتظر فراغه فلما طال عليه حركه بيده فقال له إن لي حاجة فخفف قال فخفف الرجل وجلس إبراهيم عليه‌السلام فقال له إبراهيم عليه‌السلام لمن تصلي فقال لإله إبراهيم فقال له ومن إله إبراهيم فقال الذي خلقك وخلقني فقال له إبراهيم عليه‌السلام قد أعجبني نحوك وأنا أحب أن أواخيك في الله أين منزلك إذا أردت زيارتك ولقاءك فقال له الرجل منزلي خلف هذه النطفة وأشار بيده إلى البحر وأما مصلاي فهذا الموضع تصيبني فيه إذا أردتني إن شاء الله قال ثم قال الرجل لإبراهيم عليه‌السلام ألك حاجة فقال إبراهيم نعم فقال له وما هي قال تدعو الله وأؤمن على دعائك وأدعو أنا فتؤمن على دعائي فقال الرجل فبم

الرمل فإنهما يترافقان في لطريقة أو من الخلة بمعنى الخصلة ، فإنهما يتوافقان في الخصال.

الحديث التسعون والخمسمائة : مرسل.

الحديث الحادي والتسعون والخمسمائة : حسن.

قوله عليه‌السلام: « نحوك » أي طريقتك في العبادة أو مثلك.

قوله « خلف هذه النطفة » قال الفيروزآبادي : النطفة بالضم الماء الصافي قل أو كثر(١) .

وقال المطرزي : النطفة البحر.

__________________

(١) القاموس : ج ٣ ص ٢٠٧.

٦١٠

ندعو الله فقال إبراهيم عليه‌السلام للمذنبين من المؤمنين ، فقال الرجل لا فقال إبراهيم عليه‌السلام ولم فقال لأني قد دعوت الله عز وجل منذ ثلاث سنين بدعوة لم أر إجابتها حتى الساعة وأنا أستحيي من الله تعالى أن أدعوه حتى أعلم أنه قد أجابني فقال إبراهيم عليه‌السلام فبم دعوته فقال له الرجل إني في مصلاي هذا ذات يوم إذ مر بي غلام أروع النور يطلع من جبهته له ذؤابة من خلفه ومعه بقر يسوقها كأنما دهنت دهنا وغنم يسوقها كأنما دخست دخسا فأعجبني ما رأيت منه فقلت له يا غلام لمن هذا البقر والغنم فقال لي لإبراهيم عليه‌السلام فقلت ومن أنت فقال أنا إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن فدعوت الله عز وجل وسألته أن يريني خليله فقال له إبراهيم عليه‌السلام فأنا إبراهيم خليل الرحمن وذلك الغلام ابني فقال له الرجل عند ذلك ـ الحمد لله الذي أجاب دعوتي ثم قبل الرجل صفحتي إبراهيم عليه‌السلام وعانقه ثم قال أما الآن فقم فادع حتى أؤمن على دعائك فدعا إبراهيم عليه‌السلام للمؤمنين والمؤمنات والمذنبين من يومه ذلك بالمغفرة والرضا عنهم قال وأمن الرجل على دعائه.

قوله : « أروع » . قال الجوهري : « الأروع من الرجال » الذي يعجبك حسنه(١) .

قوله عليه‌السلام: « كأنما دهنت دهنا » يقال : دهنه أي طلاه بالدهن ، وهو كناية عن سمنها أي ملأت دهنا أو صفائها ، أي طليت به.

قوله عليه‌السلام: « كأنما دخست دخسانا » في أكثر النسخ بالخاء المعجمة ، وفي بعضها بالمهملة.

قال الجوهري : الدخيس اللحم المكتنز ، وكل ذي سمن دخيس(٢) .

وقال الجزري : كل شيء ملأته فقد دخسته ، والدخاس الامتلاء والزحام(٣) قوله عليه‌السلام: « من يومه ذلك » أي إلى القيامة كما هو الموجود فيما رواه

__________________

(١) الصحاح : ج ٣ ص ١٢٩٦.

(٢) الصحاح : ج ٣ ص ٩٢٧.

(٣) النهاية : ج ٢ ص ١٠٤.

٦١١

قال أبو جعفر عليه‌السلام فدعوة إبراهيم عليه‌السلام بالغة للمؤمنين المذنبين من شيعتنا إلى يوم القيامة

٥٩٢ ـ علي بن محمد ، عن بعض أصحابه رفعه قال كان علي بن الحسين عليه‌السلام إذا قرأ هذه الآية : «وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها »(١) يقول سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمه إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها كما لم يجعل في أحد من معرفة إدراكه أكثر من العلم أنه لا يدركه فشكر جل وعز معرفة العارفين بالتقصير عن معرفة شكره فجعل معرفتهم بالتقصير شكرا كما علم علم العالمين أنهم لا يدركونه فجعله إيمانا علما منه أنه قد وسع العباد فلا يتجاوز ذلك فإن شيئا من خلقه لا يبلغ مدى عبادته وكيف يبلغ مدى عبادته من لا مدى له ولا كيف تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

٥٩٣ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن عنبسة بن بجاد العابد ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال كنا عنده وذكروا سلطان بني أمية فقال أبو جعفر عليه‌السلام لا يخرج على هشام أحد إلا قتله قال وذكر ملكه عشرين سنة قال فجزعنا فقال ما لكم إذا أراد الله عز وجل أن يهلك سلطان قوم أمر الملك فأسرع بسير الفلك فقدر على ما يريد قال فقلنا لزيد عليه‌السلام هذه المقالة

الصدوق في كتاب إكمال الدين(٢) .

الحديث الثاني والتسعون والخمسمائة : مرسل.

قوله عليه‌السلام: « قد وسع العباد » القد : القدر.

قوله عليه‌السلام: « من لا مدى له » أي لوجوده أو لعرفان ذاته وصفاته ، أو لكمالاته أو لإنعامه والتعليل فيما سوى الأول أظهر.

الحديث الثالث والتسعون والخمسمائة : صحيح.

__________________

(١) سورة النحل : ١٨.

(٢) إكمال الدين : ج ١ ص ١٤٠.

٦١٢

فقال إني شهدت هشاما ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يسب عنده فلم ينكر ذلك ولم يغيره فو الله لو لم يكن إلا أنا وابني لخرجت عليه.

٥٩٤ ـ وبهذا الإسناد ، عن عنبسة ، عن معلى بن خنيس قال كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام إذ أقبل محمد بن عبد الله فسلم ثم ذهب فرق له أبو عبد الله عليه‌السلام ودمعت عيناه فقلت له لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع فقال رققت له لأنه ينسب إلى أمر ليس له لم أجده في كتاب علي عليه‌السلام من خلفاء هذه الأمة ولا من ملوكها.

٥٩٥ ـ علي بن إبراهيم رفعه قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام لرجل ما الفتى عندكم فقال له الشاب فقال لا الفتى المؤمن إن أصحاب الكهف كانوا شيوخا فسماهم الله عز وجل فتية بإيمانهم.

أقول : قد عقدنا بابا كبيرا في بيان أحوال زيد وأضرابه في كتابنا الكبير(١) فمن أراد الاطلاع عليه فليرجع إليه.

الحديث الرابع والتسعون والخمسمائة : مختلف فيه.

قوله : « محمد بن عبد الله » هو ابن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن أمير المؤمنين عليه‌السلام وقد مر بعض أحواله في كتاب الحجة(٢) .

قوله عليه‌السلام: « لأنه ينسب » إلى امرأة إلى الخلافة أو إلى الملك والسلطنة.

الحديث الخامس والتسعون والخمسمائة : مرفوع.

قوله عليه‌السلام: « الفتى المؤمن » الفتى في اللغة الشاب والسخي الكريم ، ومنه الفتوة ، وغرضه عليه‌السلام أن الفتى في كثير من المواضع التي ذكره الله تعالى ورسوله هو الذي ترك الدنيا فتوة ، اختار الإيمان بالله وبرسوله.

وقد ورد في الخبر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال « أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى » أي ابن إبراهيم حيث قال تعالى «فَتًى يَذْكُرُهُمْ » ، وأخو علي عليه‌السلام حيث قال لا فتى إلا علي.

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٤٧ ص ٢٧٠ ـ ٣١٠.

(٢) لاحظ ج ٤ ص ٨٧ ـ ٨٨.

٦١٣

٥٩٦ ـ محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن سدير قال سأل رجل أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عز وجل «فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ »(١) فقال هؤلاء قوم كان لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض وأنهار جارية وأموال ظاهرة فكفروا «بِأَنْعُمِ اللهِ » وغيروا ما بأنفسهم فأرسل الله عز وجل «عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ » فغرق قراهم وأخرب ديارهم وأذهب بأموالهم وأبدلهم مكان جناتهم «جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ » ثم قال الله عز وجل : «ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ »(٢) .

٥٩٧ ـ الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن أبي بصير ، عن أحمد بن عمر قال قال أبو جعفر عليه‌السلام وأتاه رجل فقال له إنكم أهل بيت رحمة اختصكم

الحديث السادس والتسعون والخمسمائة : حسن.

قد مضى تفسير الخبر في الثاني والعشرين وأوردنا القصة في كتاب البحار(٣) قال الفيروزآبادي :العرم : الجرذ الذكر ، والمطر الشديد ، وواد ، وبكل فسر قوله تعالى : «سَيْلَ الْعَرِمِ »(٤) .

وقال الرازي :الأكل الثمرة وأكل خمط أي مربشع ، وقيل : الخمط كل شجر له شوك وقيل : الأراك ، والأثل الطرفاء ، وقيل السدر لأنه أكرم ما بدلوا به ، والأثل والسدر معطوفان على أكل لا على خمط ، لأن الأثل لا أكل له وكذا السدر(٥) .

الحديث السابع والتسعون والخمسمائة : ضعيف ومضمونه واضح.

وقد وقع الفراغ من تسويد هذه الأوراق على يد مؤلفه الخاطى الخاسر القاصر عن نيل المفاخر ابن محمد تقي محمد باقر عفا الله عنهما وحشرهما مع أئمتهما ليلة الخميس الثامن من شهر رجب الأصب من شهور سنة ست وسبعين بعد الألف

__________________

(١) سورة سبأ : ١٩.

(٢) سورة سبأ : ١٧.

(٣) بحار الأنوار : ج ١٤ ص ١٤٣.

(٤) القاموس : ج ٤ ص ١٥٠.

(٥) التفسير الكبير : ج ٥ ص ٢٢٩ ـ ٢٣٠. ط مصر.

٦١٤

الله تبارك وتعالى بها فقال له كذلك نحن والحمد لله لا ندخل أحدا في ضلالة ولا نخرجه من هدى إن الدنيا لا تذهب حتى يبعث الله عز وجل رجلا منا أهل البيت يعمل بكتاب الله لا يرى فيكم منكرا إلا أنكره.

تم كتاب الروضة من الكافي وهو آخره «وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ »

وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

من الهجرة النبوية على هاجرها وآله آلاف صلاة وتحية ، ولقد رقمتها على غاية الاستعجال مع صنوف الأشغال ، وتوزع البال بأنواع الفكر والخيال ، ولقد كنت مشتغلا بالمباحثات وغيرها من المؤلفات فالمرجو من إخوان الدين أن ينظروا فيها بعين الإنصاف واليقين ولا يبادروا بالرد والإنكار ، كما هو دأب المتعسفين.

والحمد لله أولا وآخرا والصلاة على قرم الأنبياء وسيد المرسلين محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله

وعترته المعصومين الطيبين الطاهرين.

قد وقع الفراغ من تحقيقه والتعليق عليه في يوم الغدير

١٨ ذي الحجة ١٤١٠ ه‍ وبه ختام الكتاب ، وآخر دعوانا أن

الحمد لله رب العالمين

السيد جعفر الحسيني

٦١٥

الفهرست

رقم الصفحة

العنوان

عدد الأحاديث

تتمة كتاب الروضة

٥

حديث زينب العطارة

١٤٣

٨

حديث الذي أضاف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالطائف

١٤٤

١٠

حق آل محمد عليهم‌السلام لا يزال واجبا إلى يوم القيامة

١٤٥

١١

تفسير قوله تعالى : «ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم »

١٤٦

١٣

تفسير قوله تعالى : «فيهن خيرات حسان »

١٤٧

١٤

للشمس ثلاثماءة وستين برجا

١٤٨

١٧

علاج ضيق صدر جابر بن يزيد من ستر الأحاديث

١٤٩

١٧

تأديب الصادق عليه‌السلام للشيعة

١٥٠

١٨

تفسير قوله تعالى : «فلمَّا نسوا ما ذكروا به »

١٥١

١٩

كتاب أبي عبد الله عليه‌السلام الى الشيعة

١٥٢

١٩

دولة آدم ودولة إبليس

١٥٣

٢٠

حديث الناس يوم القيامة

١٥٤

٢١

في الحث على مخالطة الناس

١٥٥

٢١

بغض الناس لذكر علي وفاطمة عليها‌السلام

١٥٦

٢١

إذا أراد الله فناء دولة قوم

١٥٧

٢١

ما ورد في ذم الزيدية

١٥٨

٢٢

إن صاحب المصيبة أولى بالصبر عليها

١٥٩

٢٢

نفع الحجامة في الرأس

١٦٠

٢٣

لم سمي المؤمن مؤمنا

١٦١

٦١٦

رقم الصفحة

العنوان

عدد الأحاديث

٢٣

نزول قوله تعالى : «عاملة ناصبة تصلى نارا حامية » في الناصب

١٦٢

٢٤

حرمة ماء الفرات لغير ولي علي عليه‌السلام

١٦٣

٢٤

ما ورد في زيد بن علي بن الحسين عليهما‌السلام

١٦٤

٢٥

هلاك بني امية بعد إحراقهم زيدا عليه‌السلام

١٦٥

٢٥

في الحث على حفظ الصديق

١٦٦

٢٦

في أن الأئمة عليهم‌السلام إليهم إياب الخلق وعليهم حسابهم

١٦٧

٢٦

مؤاخاة سلمان وأبي ذر

١٦٨

٢٦

حث العلماء على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

١٦٩

٢٧

إن الله يعذب الستة بالستة

١٧٠

٢٧

أحب شيء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

١٧١

٢٨

كثرة عبادة علي عليه‌السلام وعلي بن الحسين عليهما‌السلام

١٧٢

٢٨

إن ولي علي عليه‌السلام لا يأكل إلا الحلال

١٧٣

٢٩

كراهة أكل الطعام الحار

١٧٤

٣٠

مكارم أخلاق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

١٧٥

٣٢

فضائل علي وفاطمة عليهما‌السلام

١٧٦

٣٢

صفة الأنبياء عليهم‌السلام

١٧٧

٣٢

مقالة ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

١٧٨

٣٣

معنى قول الصادق عليه‌السلام : « يا ليتنا كنا سيارة »

١٧٩

٣٤

من كان هواه وهمه في رضا الله عز وجل

١٨٠

٣٤

تفسر قوله تعالى : «سنريهم آياتنا في الآفاق »

١٨١

٣٥

معصية علي عليه‌السلام كفر بالله

١٨٢

٦١٧

رقم الصفحة

العنوان

عدد الأحاديث

٣٥

الشيعة هم العرب وسائر الناس الأعراب

١٨٣

٣٥

الشيعة هم العرب وسائر الناس الأعراب

١٨٤

٣٦

ما يفعله القائم عليه‌السلام

١٨٥

٣٦

الحكمة ضالة المؤمن

١٨٦

٣٧

في ذم الأشعث بن قيس وابنته وابنه

١٨٧

٣٩

وصية الإمام الصادق عليه‌السلام لأبي أسامة

١٨٨

٣٩

وصية أبي عبد الله عليه‌السلام لعمرو بن سعيد

١٨٩

٤٠

كان قوت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الشعير وحلواء التمر

١٨٩

٤١

خطبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المواعظ

١٩٠

٤٢

طوبى لمن شغله شغله خوف الله عز وجل عن خوف الناس

١٩٠

٤٣

احق الناس ان يتمنى الغنى للناس اهل البخل

١٩١

٤٤

عدم شكاية النازلة إلى أحد من أهل الخلاف

١٩٢

٤٤

خطبة لأمير المؤمنين عليه‌السلام في المواعظ

١٩٣

٥٤

خطبة لأمير المؤمنين عليه‌السلام في يوم الجمعة

١٩٤

٦٢

لكل مؤمن حافظ وسائب

١٩٥

٦٣

اختبار الناس بالمخالطة

١٩٦

٦٤

الناس معادن كمعادن الذهب والفضة

١٩٧

٦٤

حديث الزوراء

١٩٨

٦٥

تفسير قوله تعالى : «والذين إذا ذكروا بآيات ربهم »

١٩٩

٦٦

تفسير قوله تعالى : «ولا يؤذن لهم فيعتذرون »

٢٠٠

٦٧

تفسير قوله تعالى : «من يتق الله يجعل له مخرجا »

٢٠١

٦١٨

رقم الصفحة

العنوان

عدد الأحاديث

٦٨

تفسير قوله تعالى : «ما يكون من نجوى ثلاثة » وقوله تعالى : «والمؤتفكة أهوى »

٢٠٢

٧٢

خطبة علي عليه‌السلام بعد ما ولي بالمدينة

٢٠٤

٧٣

في الحث على التقوى

٢٠٥

٧٣

رؤيا أبي جعفر عليه‌السلام

٢٠٦

٧٤

رؤيا رجل فوت أبي جعفر عليه‌السلام

٢٠٧

٧٤

تفسير قوله تعالى : «وكنتم على شفا حفرة من النَّار »

٢٠٨

٧٥

تفسير قوله تعالى : «لن تنالوا البر حتَّى تنفقوا ممَّا تحبون »

٢٠٩

٧٥

تفسير قوله تعالى : «ولو أنَّا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم »

٢١٠

٧٦

تفسير قوله تعالى : «أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم »

٢١١

٧٧

تفسير قوله تعالى : «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول »

٢١٢

٧٧

حديث قوم صالح عليه‌السلام

٢١٣

٨٠

تفسير قوله تعالى : «كذبت ثمود بالنذر »

٢١٤

٨٣

في حث الباقر عليه‌السلام شيعته على التقية

٢١٥

٨٣

فضل جعفر وحمزة رضى الله عنهما

٢١٩

٨٤

دعاء للواهنة والصداع

٢١٧

٨٤

الحزم في القلب والرحمة والغلظة في الكبد والحياء في الرية

٢١٨

٨٥

علاج مرض الطحال

٢١٩

٨٥

علاج ضعف المعدة

٢٢٠

٨٦

علاج الريح الشابكة والحام

٢٢١

٨٦

علاج تغير ماء الظهر

٢٢٢

٦١٩

رقم الصفحة

العنوان

عدد الأحاديث

٨٧

الأيام التي تصلح للحجامة

٢٢٣

٩٠

الحجامة يوم الأربعاء

٢٢٤

٩١

الأيام التي تصلح للحجامة

٢٢٥

٩١

الدواء أربعة

٢٢٦

٩٢

علاج السعال

٢٢٧

٩٢

علاج البلة والرطوبة

٢٢٨

٩٣

ما ورد في معالجة بعض الامراض

٢٢٩

٩٤

ما ورد في معالجة بعض الامراض

٢٣٠

٩٤

ما ورد في معالجة بعض الامراض

٢٣١

٩٤

علاج وجع الضرس

٢٣٢

٩٤

ما ورد في علم النجوم

٢٣٣

٩٦

لا عدوى ولا طيرة

٢٣٤

٩٩

الطيرة على ما تجعلها

٢٣٥

١٠٠

كفارة الطيرة التوكل

٢٣٦

١٠٠

تفسير قوله تعالى : «ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم »

٢٣٧

١٠٣

تفسير قوله تعالى : «اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه »

٢٣٨

١٠٤

تفسير قوله تعالى : «وحسبوا ألاَّ تكون فتنة »

٢٣٩

١٠٤

تفسير قوله تعالى : «الذين كفروا من بني إسرائيل »

٢٤٠

١٠٦

تفسير قوله تعالى : «فإنهم لا يكذبونك ولكن الظَّالمين »

٢٤١

١٠٨

تفسير قوله تعالى : «ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا »

٢٤٢

١١٠

تفسير قوله تعالى : «وقاتلوهم حتَّى لا تكون فتنة »

٢٤٣

٦٢٠

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640