تحفة العالم في شرح خطبة المعالم الجزء ١

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم 5%

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم مؤلف:
المحقق: أحمد علي مجيد الحلّي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 683

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 683 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 16565 / تحميل: 1888
الحجم الحجم الحجم
تحفة العالم في شرح خطبة المعالم

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

وفي ترجمة محمّد بن أورمه ما يقويه ، لاسيَّما أنه صنف كتاباً في ّالرد على الغُلاة ، وورد عن الهاديعليه‌السلام : «أنّه برئ ممَّا قذف به ، ومع ذلك كانوا يرمونه بالغلوّ»(١) .

رجال الشيخ الطوسي بعد فهرسته

وتوثيق الشيخ له في (رجاله) لا يعارضه تضعيفه في (الفهرست) ، فإنّ تصنيف الرجال مؤخّر عن (الفهرست) ، فيكون التوثيق فيه دليلاً على إعراضه عمّا في (الفهرست) فيحكم بموثقية حديثه ، بناءً على أنّ التعارض بين التوثيق المذكور وبين ما ذكره الغضائري من تعارض العموم والخصوص مطلقاً ؛ إذ لفظ (ثقة) ظاهر في كون الرجل : إمامياً عادلاً ضابطاً ، فعند التعارض بالتصريح على فساد العقيدة يحمل على أن المراد : الموثَّقية ، مع أنَّ الَّذي يظهر من تتبُّع الأخبار الصادرة عن سهل انتفاء الغلوّ عنه ، ولعلَّ نسبة الغلوّ إليه وإلى أضرابه من قبيل ما قيل : من أنَّ الظاهر من القدماء ـ لاسيَّما القمييّن منهم ـ أنّهم كانوا يعتقدون للأئمة منزلة خاصة ، وكانوا يعدون التعدّي عنها ارتفاعاً وغلواً ، مع أنَّ ما سمعته من النجاشي في ترجمته من أنّ له كتاب (التوحيد)(٢) ينافي المصير إلى الغلوّ بالمعنى المردود ، مع أن الظاهر منه : أن نسبته إلى الغلوّ وأمثاله من فساد العقيدة غير محقّقة عنده ، بل من حيث ذكره ابن عیسی.

__________________

(١) رجال النجاشی : ٣٢٩ رقم ۸۹١.

(٢) رجال النجاشي : ١۸٥ رقم ٤۹۰.

٤٤١

وممّا يدل على مدحه أيضاً : أنَّه ممَّن كاتب العسكريعليه‌السلام لاسيَّما على يد محمّد بن عبد الحميد الَّذي وثَّقه النجاشي(١) ، والعلَّامة(٢) ، وأنه يروي عن ثلاثة من الأئمة : الجوادعليه‌السلام ، والهاديعليه‌السلام ، والعسكريعليه‌السلام ، كما في رجال الشيخرحمه‌الله (٣) .

وقال جدّي بحر العلومرحمه‌الله : (وأمّا سهل ، فقد اشتهر ضعفه ، ولا يخلو من نظر ؛ لتوثيق الشيخ ، ولكونه كثير الرواية جداً ، وعندهم أن ذلك من علامات الوثاقة ، بل من أدلَّتها ، ولأن رواياته سديدة مقبولة مفتى بها ، ولرواية الأجلاء عنه ، ولعدم تأمُّل المفيد فيه ؛ حيث ذكر في رسالة الردّ على الصدوق حديثاً دالّاً على مطلوب الصدوق رحمه‌الله وسهل في سنده ، وطعن عليه بوجوه كثيرة ، وبذل جهده في الطعن على ذلك ، وتشبَّث في طرحه وأنه لا أصل له بما أمكنه ، ولم يقدح في سهل بن زیاد. ولكونه من مشايخ الإجازة وهو دليل الوثاقة ) ، انتهى(٤) .

ما يدل على وثاقة الراوي

قلت : وكأنّه يشيررحمه‌الله بقوله : ولكونه كثير الرواية. إلى ما دلَّت عليه جملة من النصوص : «إعرفوا منازل الرجال منّا على قدر رواياتهم عنّا »(٥) .

وفي آخر : «اعرفوا منازل الناس على قدر رواياتهم عنّا »(٦) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ١۸٥ رقم ٤٩٠ ، ووثاقته لمحمّد بن عبد الحميد في ٣٣۹ رقم ٩٠٦.

(٢) خلاصة الأقوال : ٢٥٧ رقم ۸٤.

(٣) رجال الطوسی : ٣٧٥ رقم ٥٥٥٦ / ١ ، ٣٨٧ رقم ٥٦٩٩ / ٤ ، ٣٩٩ رقم ٥٨٥١ / ٢.

(٤) الفوائد الرجالية ٣ : ٢١.

(٥) وسائل الشيعة ٢٧ : ١٤۹ ح ٣٣٤٥٢ / ٣٧ والمؤلفرحمه‌الله ذكره بالمعنى وما أثبتناه من المصادر الحديثية.

(٦) وسائل الشيعة ٢٧ : ٧۹ ح ٣٣٢٥٢ / ٧ والمؤلفرحمه‌الله ذكره بالمعنی وما أثبتناه من المصادر الحديثية.

٤٤٢

وممّا يدل على أن شيخية الإجازة دليل على الوثاقة كلام المجلسيرحمه‌الله في (الوجيزة) ، فإنّه بعد أن ضعّفَ سهل بن زياد المذكور ، قال : (وعندي لا يضرُّ ضعفه ؛ لكونه من مشايخ الإجازة) ، انتهى(١) .

فبعد ما سمعت كلماتهم الدالّة بعضها على القدح والآخر على المدح ، لا يبعد القول بتوثيقه ، ووثاقة أخباره بالمعنى الأعم.

جعفر بن محمّد الأشعري

وأمّا جعفر بن محمّد الأشعري فهو : جعفر بن محمّد بن عبد الله الَّذي يروي عن ابن القدّاح كثيراً ـ كما في السند أيضاً ـ أو هو جعفر بن محمّد بن عیسی [الأشعري] أخو أحمد(٢) .

وفي التعليقة : (الراجح هو الأول ، وروى عنه محمّد بن [أحمد بن] يحيى ولم تستثن رواياته من رجاله ، وفيه دليل على ارتضائه ، وحسن حاله ، بل مُشعر بوثاقتهـ كما أشرنا إليه في الفوائد ـ مضافاً إلى كونه كثير الرواية وأنهم أكثروا من الرواية عنه) ، انتهى(٣) .

[ ۹٢] ـ قالرحمه‌الله : «وعن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن جعفر بن محمّد الأشعري ، عن عبد الله بن میمون القدّاح ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ».

__________________

(١) الوجيزة في علم الرجال : ٩١ رقم ۸۸٣.

(٢) منهج المقال : ۸٤ ، وما بين المعقوفين من المصدر.

(٣) تعليقة على منهج المقال للبهبهاني : ١۰۸.

٤٤٣

محمّد بن يحيى العطار

أقول : أما محمّد بن يحيى فهو : أبو جعفر العطّار القمِّي ، الثقة ، الجليل القدر ، المشهور ، شيخ أصحابنا في زمانه ، ثقة ، عين ، كثير الحديث ، وذكر النجاشي له كتباً منها : كتاب (مقتل الحسينعليه‌السلام ) ، وكتاب (النوادر)(١) .

وقال الطريحي في (درایته) : (ويعرف أنه أبو جعفر العطّار الثقة برواية الكليني عنه ، ورواية ابنه أحمد عنه )(٢) .

أحمد بن محمّد بن عيسى

وأمّا أحمد بن محمّد فهو : أحمد بن محمّد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الأحوص بن السائب بن مالك بن عامر الأشعري ، من بني ذُخْران بالذال المعجمة المضمومة والخاء المعجمة الساكنة ، والألف والنون بعد الراء ، وما في (الإيضاح) من أنّه : بالراء والنون بعد الألف اشتباه بین ابن عوف بن الجُماهر بضم الجيم والراء بعد الهاء(٣) وابن الأشعر ، يكنّى أبا جعفر.

قال النجاشي : (أوّل من سكن (قم) من آبائه سعد بن مالك بن الأحوص ، وكان السائب بن مالك وفد إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأسلم ، وهاجر إلى الكوفة ، وأقام بها.

وأبو جعفررحمه‌الله شيخ القميين ، ووجههم ، وفقيههم ، غير مدافع ، لقي الرِّضاعليه‌السلام ، وله كتب ، ولقي أبا جعفر الثانيعليه‌السلام ، وأبا الحسن العسكري ، انتهى ما في النجاشي ملخَّصاً)(٤) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٥٣ رقم ٩٤٦.

(٢) جامع المقال : ١٢۹.

(٣) إيضاح الاشتباه : ۹۹ رقم ٥٧.

(٤) رجال النجاشي : ۸١ رقم ١۹۸.

٤٤٤

وفي (خلاصة الأقوال) : (أنّه كان ثقة ، وله كتب ذكرناها في الكتاب الكبير)(١) .

وبالجملة : فوثاقته متَّفق عليها بين الفقهاء وعلماء الرجال من غير تأمّل غميزة.

وفي المشتركات : (يعرف ابن محمّد بن عیسی بوقوعه في وسط السند ، ويروي عنه أحمد بن علي بن أبان ومحمّد بن يحيى العطار إلخ )(٢) .

واعلم : إنّا حيث التزمنا أن نذكر في شرحنا هذا ترجمة الرواة الواقعين في سلسلة سند كل رواية تعرّض لها المصنِّفرحمه‌الله ، ومن المعلوم أنّ سلسلة الرواية تنتهي إلى أحد الأئمّة الغرر والأوصياء الاثني عشر ، فلم نستجز إهمال ذكرهم ، وعدم القيام بواجب حقّهم ، وأداء مفروض خدمتهم ، فلا جرم أن أنهينا الكلام في ذلك إلى اثني عشر مقاماً :

__________________

(١) خلاصة الأقوال : ٦١ رقم ٢.

(٢) هداية المحدثین : ١٧٤.

٤٤٥
٤٤٦

المقام الأول

في أمير المؤمنينعليه‌السلام

علي بن أبي طالبعليه‌السلام ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، ولد بمكّة المشرّفة في وسط الكعبة ، يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من رجب ، سنة ثلاثين من عام الفيل على ما نقله جلّ أصحاب التاريخ. والمشهور ما بين الخاصة والعامّة أنّه ولد بين العمودين على البلاطة الحمراء(١) .

قال الصدوقرحمه‌الله : (ومن صلّى في الكعبة صلّى إلى أيِّ جوانبها شاء ، وأفضل ذلك أن يقف بين العمودين على البلاطة الحمراء ، ويستقبل الركن الَّذي فيه الحجر الأسود )(٢) .

وممَّن صرّح به صاحب (عمدة الطالب) ، وابن الصبّاغ ، ورواه الفقيه الشافعي المعروف بابن المغازلي في (المناقب)(٣) .

و [ذكره] علي بن [محمّد بن] أحمد المكّي في (الفصول المهمة) نقلاً عن کتاب (المناقب) لابن المغازلي(٤) .(٥)

__________________

(١) جمع أقوال أصحاب التواريخ في ذلك العلّامة الأمينيرحمه‌الله في كتابه الغدير ج ٦ ص ٢١ ـ ٣۹ ، وأفرد لها العلّامة الشيخ محمّد علي الأوردبادیرحمه‌الله كتاباً أسماه (علي وليد الكعبة) ، طبع عدّة طبعات أولها سنة ١٣٨٠ هـ واستدرك عليه شاکر شبع في مجلة تراثنا ع ٢٦ ص ١١ ـ ٤٣ ، فليراجع. (٢) من لا یحضره الفقیه ١ : ٢٧٤.

(٣) عمدة الطالب : ٥۸ ، الفصول المهمة ١ : ١٧١ ، المناقب لابن المغازلي : ٥۸ ح ٣.

(٤) في الأصل ، وفي المصدر ـ الفصول المهمة ـ المطبوع في دار الأضواء سنة ١٤۰۹ هـ ، وكذا المطبوع سنة ١٤٢٢ هـ بتحقیق سامي الغريري : (لأبي العالي) ، وهي مصحفة عمّا أثبتناه في المتن ، فلا حظ.

(٥) الفصول المهمة ١ : ١٧٣.

٤٤٧

[و]قال : (ولم يولد بالبيت الحرام قبله أحد سواه ، وهي فضيلة خصّه الله تعالى بها ؛ إجلالاً له ، وإعلاءً لمرتبته ، وإظهاراً لمكرمته (١) (٢) .

[أحوال والديه عليه وعليهما‌السلام ]

مات أبوه أبو طالب لأربع بقين من رجب السنة العاشرة من البعثة ، وأيو طالب اسمه (عبد مناف) ، كما في رواية الصدوق في معاني الأخبار)(٣) .

وقيل : اسمه عمران ، كما في بعض زيارات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله المرويّة في (البحار) بعد قول الزائر : (السلام على اُمَّك آمنة بنت وهب ، السلام على عمّك عمران أبي طالب )(١) .

والأوّل أصح.

واُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، مربّية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأوّل من هاجرت مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من النساء من مكّة إلى المدينة تمشي على قدميها. وهي التي بشّرت زوجها أبا طالب برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لها أبو طالب : (يكون

__________________

(١) في المصدر : (لمكرمته).

(٢) الفصول المهمة ١ : ١٧٢ ، وما بين المعقوفين زيادة منا لإتمام المعنی.

(٣) معاني الأخبار : ١٢١ ، وقد كتب في إيمان أبي طالبعليه‌السلام وسيرته عدّة من علمائنا الأعلام وقد استوفوا فيما كتبوا أقوال العامة والخاصة وأشهرها كتاب (الحجّة على الذاهب في إيمان أبي طالب) للسيّد فخار بن معد الموسوي المتوفّی ٦٣۰ هـ ، فليراجع.

(٤) بحار الأنوار ۹٧ : ١۸۹.

٤٤٨

لك ولد من بعد ثلاثين سنة يشبه هذا المولود في جميع أطواره وأخلاقه )(١) ، وهذه من كرامات أبي طالب(٢) .

[كُناه وألقابه وفضلهعليه‌السلام ]

وكنيته المشهورة : أبو الحسن ، وأبو تراب(٣) .

ولقبه : المرتضی ، وأمير المؤمنين(٤) .

كان هو الإمام بعد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بالحقّ ، وأفضل أهل العالم ، والغوث الأعظم ، وخليفة الله ، ووارث علم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لم يفارقه في مشاهده وغزواته كلّها إلّا في غزوة تبوك خلّفه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في المدينة ، وقال فيه : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيَّ بعدي »(٥) .

وقال فيه أيضاً : «عليٌّ منّي وأنا منه »(٦) .

وقالت : «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها »(٧) .

__________________

(١) الحديث رواه الصدوق بإسناده عن ابن مسكان في معاني الأخبار ص ٤٠٣ ح ٦٨ ونصّه : «قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إن فاطمة بنت أسد ـ رحمها الله ـ جاءت إلى أبي طالب تبشره بمولد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لها أبو طالب : اصبري لي سبتاً آتيك بمثله إلا النبوة ، فقال : السبت ثلاثون سنة ، وكان بين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام ثلاثون سنة».

(٢) ينظر ترجمتها في : سفينة البحار ٢ : ٣٧٥ باب (فطم) ، تنقیح المقال ٣ : ۸١ ، وعن أحوال والديهعليهما‌السلام بحار الأنوار ٣٥ : ٦۸ ـ ١۸٣ باب ٣ ففيه مجمل أحوالهما.

(٣) ينظر : تاريخ مدينة دمشق ٤٢ : ١٥.

(٤) ينظر : الغيبة للطوسي : ١٥۰ح ١١١.

(٥) ينظر : صحيح مسلم ٧ : ١٢۰ ـ ١٢١ ، فضائل الصحابة : ١٣ ، سنن الترمذي ٥ : ٣۰٢ ـ ٣۰٤ ، وغيرها من المصادر.

(٦) ينظر : مسند أحمد ٤ : ١٦٤ ، شرح الأخبار ١ : ۹٣ ، الخصال : ٤٩٦ ح ٥ ، وغيرها من المصادر.

(٧) ينظر : الغدير ٦ : ٦١ ـ ٨١ فإنّ مؤلِّفهرحمه‌الله أورد للحديث مائة وخمسين طريقاً.

٤٤٩

تخصيصه بتكرُّم الوجه

وفي ریحانة الألبا : (أنّ الدعاء بـ(كرّم الله وجهه) مختصٌّ بأمير المؤمنین علی بن أبي طالب ، كرَّم الله وجهه في لسان الناس ؛ لأنه أسلم صبياً ولم يسجدُ لغير الله.

قال : وقد روت الشيعة فيه أثراً ، وهو أنّ اُمّه وهي حاملة به ، كانت إذا جاءت الصنم أحسّت بتحويل وجهه عنه في بطنها. ولم نر فيه نقلاً لغيرهم(١) ) ، انتهى(٢) .

الجفر والجامعة من مؤلفاتهعليه‌السلام

وكان المسلمون قاطبة في المسائل المشكلة يقتبسون من مشكاة أنواره ، وقد جُمِعَ من كلمات حكمته وآياته ما يشبه كتاب الله العزيز ، کنهج البلاغة(٣) وکتاب الوصایا(٤) ، وكتاب نثر اللآلي(٥) الَّذي جمعه الحسن بن بشر الآمدي ، ودیوان شعره الَّذي قد شرحه جملة من الأكابر من العامّة والخاصة. وفي جملة

__________________

(١) روى هذا الحديث أحمد بن منصور الكازروني في كتابه مفتاح الفتوح المؤلّف سنة ٧۰٧ هـ (مخطوط) [ينظر : نفحات الأزهار ١۰ : ١٧۹) ، وتبعه الشبلنجی في نور الأبصار ص ٧٦ وهما من علماء الجماعة ، ونسبة روايته إلى الشيعة افتراء محض ، وهم براء من هذا القول ، وهذه كتبهم تشهد بذلك فهي في كتبهم مربية الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله والموصوفة بلسانه بالأم ، وهي أجل من أن تسجد لصنم ، وما هذا القول إلا شنشنة ؛ لكونها أم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

(٢) ريحانة الألبا ١ : ٤٣٤ رقم ٦٩.

(٣) نهج البلاغة : جمعه السيِّد محمّد بن الحسين المشهور بالشريف الرضي ت ٤۰٣ هـ.

(٤) كتاب الوصايا ، أي : وصاياهعليه‌السلام لعدّة من العلماء ، وأورد بعضها الكليني في كتابه (الرسائل).

(٥) نثر اللآلي : هو في الكلمات القصار من كلامهعليه‌السلام بترتیب حروف الهجاء كلها ٢٥۸ كلمة قصيرة جمعها أمين الإسلام الطبرسي المفسِّر الفضل بن الحسن ت ٥٤٨ هـ. (ينظر : الذريعة ٢٤ : ٥٣ رقم ٢٦٢)

وللشيخ أبي الفتح عبد الواحد بن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد الآمدي الإمامي ، المتوفّى في ٥١٠ هـ کتاب (غرر الحکم ودرر الكلم) وهو من كلامهعليه‌السلام ، وليس للحسن بن بشر الآمدي كتابٌ في ذلك ، فلاح (ینظر الذريعة ١٦ : ٣۸ رقم ١٦٤).

٤٥٠

من التواريخ أنّ المرويّ صحيحاً أنّ الجفر والجامع من تصنيفات عليّ المرتضی کرم الله وجهه.

وذكر السيِّد الشريف علي بن محمّد الجرجاني في (شرح المواقف) : (أنّ الجفر والجامعة مؤلّفان لأمير المؤمنینرضي‌الله‌عنه ، يمكن استخراج الوقائع والحوادث المتعلِّقة بالعالم من هذين المؤلّفين.

قال : ورأيت في مصر من جملته ورقة استخرجوا منها أحوال ملوك تلك المملكة) ، انتهى(١) .

والَّذي يظهر من جملة من الأخبار أنهما من خصائص الأئمّةعليهم‌السلام توجدان عندهم ، وسيأتي في أحوال الصادقعليه‌السلام ما يؤيّد ذلك فتذكر.

وفاتهعليه‌السلام بالكوفة

وتوفيعليه‌السلام بالكوفة ليلة الجمعة ، وفي (الكافي) ليلة الأحد لتسع بقين من شهر رمضان سنة ٤٠ من الهجرة ، وله من العمر ثلاث وستون سنة(٢) ، بضربة عبد الرحمن بن ملجم المرادي ، أشقى الأوّلين والآخرين ، وشقيق عاقر ناقة صالح ، وسيأتي تعيين موضع قبره الشريف.

__________________

(١) قال المحدّث الأرموي في هامش كتاب الإيضاح ص ٤٦١ : (فممن صرح بهذا المطلب المحقِّق الشريف الجرجاني فإنّه قال في مبحث العلم من شرح المواقف عند ذكر الماتن أعني القاضي عضد الدين الإيجي الجفر والجامعة (ينظر ص ٢٧٦ من طبعة بولاق سنة ١٣٦٦) ما نصه : (وهما كتابان لعليرضي‌الله‌عنه ، قَدْ ذكر فيهما على طريقة علم الحروف الحوادث التي تحدث إلى انقراض العالم ، وكانت الأئمّة المعروفون من أولاده يعرفونهما ويحكمون بهما ، وفي كتاب قبول العهد الَّذي كتبه علي بن موسیرضي‌الله‌عنه إلى المأمون : إنّك قَدْ عرفت من حقوقنا ما لم يعرف آباؤك وقبلت منك عهدك إلا أن الجفر والجامعة يدلان على أنه لا يتم. ولمشايخ المغاربة نصيب من علم الحروف ينتسبون فيه إلى أهل البيت ورأیت أنا بالشام نظماً أشير فيه بالرموز إلى أحوال ملوك مصر وسمعت أنه مستخرج من ذينك الكتابین)).

(٢) ينظر : الكافي ١ : ٤٥٢ باب مولدهعليه‌السلام .

٤٥١

عدد أولاده وبناته

(فصل في ذكر أولادهعليه‌السلام : وهم كثيرون ، وقَدْ اختلفوا في عددهم ذكوراً وإناثاً غير أنا نذكر ما يلقه جهدنا في تحقيقه.

فالأوّل والثاني الحسن والحسينعليهما‌السلام .

والثالثة : زينب الكبرى ، زوجة عبد الله بن جعفر ، تکنّی أم الحسن ، ويكفي في جلالة قدرها ، ونبالة شأنها ما ورد في بعض الأخبار من أنها دخلت يوماً على الحسينعليه‌السلام وكان يقرأ القرآن ، فوضع القرآن على الأرض وقام لها إجلالاً(١) .

والرابع : محسن السقط ، قال المفيد في (الإرشاد) : وفي الشيعة من يذكر أنّ فاطمةعليها‌السلام أسقطت بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ذكراً ، كان سمّاه رسول الله وهو حمل : محسناً ، فعلی قول هذه الطائفة أولاد أمير المؤمنين ثمانية وعشرون ولداً) ، انتهى(٢) .

وهذا الكلام منهرحمه‌الله يعطي عدم اعترافه بحديث المحسن وسقوطه کما لا يخفى(٣) .

والخامسة : اُمّ كلثوم ، تزوَّجها عمر كما سيأتي ، وهؤلاء الخمسة من فاطمة الزهراء عليها السلام.

والسادسة زينب الصغرى : المكنّاة أمّ كلثوم الصغرى ، اُمُّها اُمُّ سعيد ابنة عمرو بن مسعود الثقفي ، تزوجها محمّد بن عقيل فأولدها أبا محمّد عبد الله ،

__________________

(١) لم أهتد إلى مصدره وكل من ذكره من المتأخرین نقله عنه.

(٢) الإرشاد ١ : ٣٥٥.

(٣) وقد طبع أخيراً لسماحة المحقِّق السيِّد محمّد مهدي الخرسان دام ظله کتاباً خاصاً في إثباته وإثبات حادثته سماه (المحسن السبط مولودٌ أم سقط) ، وهو من مطبوعات مكتبة الروضة العلويّة في النجف الأشرف.

٤٥٢

وعلى ما في (العمدة) عبد الله كان فقيهاً ، محدِّثاً ، جليلاً ، مات بعد الأربعين من الهجرة(١) .

والسابع : محمّد بن الحنفيّة ، المكنّى بأبي القاسم ، اُمُّه خولة بنت جعفر بن قيس الحنفيّة ، أخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله به قبل ولادته وسمّاه باسمه ، وكنَّاه بكنيته(٢) .

الثامن : العبَّاس الأكبر ، المعروف بقمر بني هاشم من فرط حسنه وجماله ، ويكنّى أبا الفضل ، ويلقّب بالسقّا ؛ لأنه استسقى الماء لأخيه الحسين يوم الطف ، وقتل دون أن يبلَّغه إياه ، وقبره حيث استشهد ، وكان صاحب راية الحسينعليه‌السلام في ذلك اليوم.

وقال الصادقعليه‌السلام : «كان عمّنا العبَّاس بن علي نافذ البصيرة ، صلب الإيمان ، جاهد مع أبي عبد الله ، وأبلى ًبلاء حسناً ، ومضى شهيداً ، ودمه في بني حنيفة ».

وفي (عمدة الطالب) : (أنه قتل وله من العمر أربع وثلاثون سنة )(٣) .

التاسع : عبد الله الأكبر.

العاشر : جعفر الأكبر ، يكنّى بأبي عبد الله.

الحادي عشر : عثمان الأكبر ، وهؤلاء الأربعة استشهدوا في وقعة الطف ، وهم من بطن فاطمة أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة ، وربيعة هذا هو أخو لبيد الشاعر بن عامر بن کلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، وليس من بني

__________________

(١) عمدة الطالب : ٣٢ ، وفيه : (أن أمها : أم ولد).

(٢) ينظر مناقب آل أبي طالب ٢ : ٦٧ ، کنز العمال ١٢ : ١٢۹ ، بحار الأنوار ١۸ : ١١٢ ، وغيرها.

(٣) عمدة الطالب : ٣٥٦.

٤٥٣

دارم التميميين ، وإن ذكره المفيد في (إرشاده)(١) ، ولكن ردّ عليه ابن إدريسرحمه‌الله في (السرائر)(٢) بما عرّفناك ، والقرائن توافق ما ذكره في (السرائر).

الثاني عشر : العبَّاس الأصغر ، ذكره غير واحد من أرباب التواريخ.

قال صاحب الناسخ : (إنّ بعض العلماء زعم أنّ العبَّاس بن علي استشهد في الليلة العاشرة ، مع أن أكثر أهل السير يذكرون شهادته في يوم عاشوراء ، وذلك لأن في أولاد أمير المؤمنين عبَّاسين : الأكبر ، والأصغر ، والَّذي قتل في الليلة العاشرة هو الأصغر ، سبق إلى طلب الماء فنال سعادة الشهادة في تلك الليلة )(٣) .

ويدلّ على ذلك جملة من عبارات المؤرِّخين من العامّة حيث عبّروا عن أبي الفضل بالعبَّاس الأكبر ، کسبط ابن الجوزي في (التذكرة) ، والشبلنجي في نور الأبصار) ، والشيخ أحمد شهاب الدين الشافعي في (وسيلة المآل في عدَّ مناقب الآل) وهذا الشيخ من أكابر الشافعية(٤) ، ذكره صاحب (السلافة) من مشايخ العلماء وأدباء مكّة(٥) ، وقد فرغ من تصنيف الكتاب المزبور سنة ١۰٢٢ ، وعّده صاحب (العبقات) من أجود التآليف.

__________________

(١) الإرشاد ١ : ٣٥٤.

(٢) السرائر ١ : ٦٥٦.

(٣) ناسخ التواريخ (المعرب) ٢ : ٤٣١.

(٤) تذکرة الخواص ١ : ٦٦٣ ، نور الأبصار : ١۰٣ ، وسيلة المال (مخطوط) ، وبذلك ذُكِر في : أنساب الاشراف : ١۹٢ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ۹۰ ، ذخائر العقبی : ١١٧ ، تهذيب الكمال ٢۰ : ٤٧۹ ، المجدي في أنساب الطالبيين : ١٥ ، تاريخ الإسلام ٥ : ٢١.

(٥) ينظر ترجمته في : سلافة العصر : ٢۰٤ ـ ٢١٣.

٤٥٤

وممّا ذكرنا يظهر ضعف من وصف أبا الفضل بأنه كان شاباً أمردَ ، بين عينيه أثر السجود ، كما في (الدمعة الساكبة)(١) ، مع أنَّه قَدْ عرفت تصريحهم ، كما في (عمدة الطالب) بأنّه قُتل وله من العمر أربع وثلاثون سنة(٢) .

فمن المحقِّق أنّ هذا وصف عبَّاس الأصغر.

الثالث عشر : محمّد الأصغر ، اُمّه اُمُّ ولد قُتل بالطف.

الرابع عشر : أبو بكر ، لم يعرف اسمه ، من شهداء الطف ، أمه لیلی بنت مسعود النهشلي ، ولعلَّها هي التي قال المفيدرحمه‌الله في (رسالة المتعة) : (وروی ابن بابویه بإسناده أنّ علياً عليه‌السلام نكح امرأة بالكوفة من بني نهشل متعةً) (٣) .

الخامس عشر : يحيى ، اُمُّه أسماء بن عمیس الخثعمية ، توفّي في حياة أبيه.

السادس عشر : عون ، وهو شقيق يحيی واستشهد في الطف.

السابع عشر : عبيد الله ، وهو شقيق أبي بكر المتقدم ، قُتل في محاربة مصعب بن الزبير مع المختار ، وقبره في المذار من سواد البصرة ، وأهل البطائح يعظّمون مرقده ، ويأتون إلى زيارته ، ومصعب كان يشنَّع على المختار ويقول له : أنت قتلت ابن الإمام.

قال ابن إدريس في مزار (السرائر) : (وقد ذهب شيخنا المفيد في كتاب (الإرشاد) ، إلى أن عبيد الله بن النهشلية ، قتل بكربلاء مع أخيه الحسين عليه‌السلام وهذا خطأ محض ، بلا مراء ؛ لأَن عبيد الله بن النهشلية ، كان في جيش مصعب بن الزبير ، ومن

__________________

(١) الدمعة الساكبة ٤ : ٣٢٦ ، وأصل القول ذكره أبو الفرج الأَصفهاني في مقاتل الطالبيين : ٧۹.

(٢) عمدة الطالب : ٣٥٦.

(٣) خلاصة الإيجاز (سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد /٦) : ٢٥ ، عنه وسائل الشيعة ٢١ : ١٠ ح ٢٦٣٧٨ / ٢٣.

٤٥٥

جملة أصحابه ، قتله أصحاب المختار بن أبي عبيد بالمذار ، وقبره هناك ظاهر ، والخبر بذلك متواتر ، وقد ذكره شيخنا أبو جعفر (١) في (الحائريات) لمَّا سأله السائل عمَّا ذكره المفيد في (الإرشاد) فأجاب : بأن عبيد الله ابن النهشلية ، قتله أصحاب المختار بن أبي عبيدة بالمذار ، وقبره هناك معروف ، عند أهل تلك البلاد ) ، انتهى(٢) .

قلت : وذكر ما يوافقه أيضاً صاحب (عمدة الطالب) في أوّل كتابه ، فراجع(٣) .

وفي (مدينة المعاجز) نقلاً عن ابن الراوندي ، أنّه روي عن أبي الجارود ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : «جمع أمير المؤمنينعليه‌السلام بنيه وهم اثنا عشر ذكراً ، فقال لهم : إني اُحبُّ أن يجعل فيّ سُنّة من يعقوب إذ جمع بنيه وهم اثنا عشر ذکراً فقال لهم : إني اُوصي إلى يوسف ، فاسمعوا له وأطيعوا ، وإنّي أوصي إلى الحسن والحسين ، فاسمعوا لهما وأطيعوا.

فقال عبيد الله ابنه : أدون محمّد بن علي ـ يعني : محمّد بن الحنفية؟

فقال له : أجُرأة على في حياتي؟! كأنّي بك قَدْ وجدت مذبوحاً في فسطاطك لا يدري من قتلك. فلمَّا كان في زمان المختار أتاه فقال [له : ولّني عملا ، قال](٤) : لست هناك ، فغضب وذهب إلى مصعب بن الزبير وهو بالبصرة ، فقال : ولّني قتال أهل الكوفة ، فكان على مقدّمة مصعب ، فالتقوا بحروراء ، فلمَّا

__________________

(١) أي : الشيخ الطوسيرحمه‌الله .

(٢) السرائر ١ : ٦٥٦.

(٣) عمدة الطالب : ٢١.

(٤) ما بين المعقوفين من المصدر.

٤٥٦

حجز الليل بينهم أصبحوا وقد وجدوه مذبوحاً في فسطاطه ، لا يدري من قتله»(١) .

والظاهر من هذه الرواية أنّه لا يحمد كما لا يخفی.

الثامن عشر : محمّد الأوسط ، وأُمُّه أمامة بنت أبي العاص بن الربيع العبشمية ، وأُمُّها زينب بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومحمّد هذا قُتل بالطف مع أخيه.

التاسع عشر : عمر الأطرف ، ويقال له : عمر الأكبر ، ويكنّى بأبي القاسم ، ولقب بالأطرف ؛ لأن فضيلته من طرف أبيه ، وأُمُّه أُمُّ حبيب الصهباء التغلبية من سبي الردة ، وذكره صاحب (عمدة الطالب) ، قال : (وكان ذا لَسَنٍ وفصاحةٍ ، وجودٍ وعفّةٍ).

إلى أن قال : (وتخلّف عمر عن أخيه الحسين ولم يسر معه إلى الكوفة ، وكان قَدْ دعاه إلى الخروج معه فلم يخرج. ويقال : إنه لما بلغه قتل أخيه الحسينعليه‌السلام خرج في معصفرات له ، وجلس بفناء داره ، وقال : أنا الغلام الحازم ، ولو أخرج معهم الميت في المعركة وقتلت.

قال : ولا يصح رواية من روی أنّ عمر حضر کربلاء) ، انتهى(٢) .

ولعلّه يشير بكلامه الأخير إلى ردّ ما نقله البعض من أنّ عمر المذكور كان حاضراً ملازماً لأخيه الحسينعليه‌السلام إلى الليلة العاشرة من محرّم ، ثُمَّ فرّ تلك الليلة وتنزل الجوالیق ، ويقال لأولاده : [أولاد] الجواليق(١) .

__________________

(١) مدينة المعاجز ٢ : ١٧٧ ح ٤٨١ ، عن الخرائج والجرائح ١ : ١۸٣ ح ١٧.

(٢) عمدة الطالب : ٣٦١ ـ ٣٦٢.

٤٥٧

وكيف كان ، قيل : مات عمر بـ(ينبع) وهو ابن سبع وسبعين سنة ، وقيل : خمس وسبعين سنة ، وقيل : استشهد مع أخيه في محاربة مصعب مع المختار وهو وأخوه مع مصعب فاستشهدا جميعاً ، وفي (ينابيع المودة) أن تربته (نهاوند) من أرض العجم(٢) .

والعشرون : رُقيَّة ، شقيقة عمر المتقدِّم ، زوجة مسلم بن عقيل ـ كما في رجال الشيخ(٣) ـ اُم ولديه عبد الله ، ومحمّد ، وبنته عاتكة ، والولدان هما المقتولان بالطفّ.

وقبر رُقيَّة في مصر كما صرّح به في (معجم البلدان)(٤) .

وفي (عمدة الطالب) : (أنَّ زوجة مسلم تسمّى اُمَّ كلثوم بنت علي بن أبي ابي طالب عليه‌السلام ، وأن بنتها حميدة )(٥) ، والله العالم.

الواحد والعشرون : نفيسة ، زوجة عبد الله الأكبر ابن عقيل.

الثاني والعشرون : أمامة ، وقيل : أمانة ، زوجة الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب.

الثالث والعشرون : ميمونة أيضاً زوجة عبد الله الأكبر ابن عقيل.

الرابع والعشرون : رملة ، وهي شقيقة اُمّ الحسن الآتية.

__________________

(١) سر السلسلة العلوية : ۹٧ ، وفيه : (وقعد في الجواليق) ، والجوالق : وعاء وجمعه جواليق ، ما بين المعقوفين من المصدر.

(٢) ينابيع المودة ٣ : ١٤٨.

(٣) رجال الطوسی : ١٠٣ رقم ١٠٠٥ / ٩.

(٤) معجم البلدان ٥ : ١٤٢.

(٦) عمدة الطالب : ٣٢.

٤٥٨

الخامس والعشرون : اُمّ الحسن ، زوجة سليمان بن علي بن عبد الله بن العبَّاس ، دفنت بالشام مع زوجها ، وهاتان أُمُّهما : اُمّ سعيد بنت عمرو بن مسعود الثقفي.

السادس والعشرون : خديجة الصغرى.

السابع والعشرون : فاطمة ، وهي التي طلبها الشامي في مجلس یزید ، يقال : إنَّها زوجة أبي سعيد بن عقيل.

هذا ما وسعني الاطّلاع عليه في باب أولادهعليه‌السلام .

وفي رحلة ابن جبير المتوفّى سنة ٦١٤ ، أن في بغداد في الطريق إلى باب البصرة مشهداً حفيل البنيان داخله قبرٌ متّسع السّنام ، عليه مكتوب : (هذا قبر عون ومعين ، من أولاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه )(١) .

قلت : قَدْ أصيبا في النهروان(٢) .

وعمران بن علي : أصيب جريحاً في النهروان ، وقبره في بابل معلوم(٣) .(٤)

__________________

(١) رحلة ابن جبير : ١٧٦.

(٢) ينظر عن تاريخ مرقدهما ، ومن ذكرهما ، ومن أبطل نسبتهما لأمير المؤمنينعليه‌السلام : المزار من كتاب فلك النجاة : ١٤١.

(٣) قاله السيِّد محمّد مهدي القزوينيرحمه‌الله في المزار من كتاب فلك النجاة : ١٣٧.

(٤) ينظر في أولاد أمير المؤمنينعليه‌السلام وأحوالهم : الإرشاد ١ : ٣٥٤ ، المجدي في انساب الطالبیين : ٧ ، تاج المواليد (المجموعة) : ۸ العمدة لابن البطريق : ٢۹ ، إعلام الوری ١ : ٣٩٥ ، مطالب السؤول : ٣١٣ ، کشف الغُمَّة ٢ : ٦٧ ، الفصول المهمة ١ : ٦٤١ ، عمدة الطالب : ٥۸ ، بحار الأنوار ٤٢ : ٧٤ باب (أحوال أولاده ...) تجد فيه مجمل أقوال النسابة والمؤرخين ، وغيرها.

٤٥٩

الزينبية في خارج الشام

تنبيهات :

الأوّل : إنّ في خارج دمشق موضعاً يعرف بالزينبية ، وفيه بقعة يقال : إنّها بقعة زينب الكبرى ، بنت أمير المؤمنين ، ولكن لم أعثر في المزارات المعتبرة والمقاتل ما يؤيّد ذلك ، بل قَدْ صرَّح الفاضل میرزا عبَّاس قلیخان المستوفي في تاريخه (الطراز المذهَّب) بأنّ الَّذي يصح عنده أن زينب لمّا رجعت من الشام توفيت بالمدينة المنوَّرة ، ودفنت هناك.

قال : (ولا أدري متى كانت وفاتها(١) ، ثُمَّ قال : وأظن أنّ البقعة المزبورة هي لزینب الصغرى بنت الحسينعليه‌السلام ، أو لإحدى بناتها أو أحفادها(٢) .

هذا ونقل بعض الموثّقين(٣) عن اُستاذه المحدِّث النوري أنّه وقع قحط عظیم في المدينة ، وأنّ عبد الله بن جعفر انتقل إلى الشام فراراً من القحط ، ومن قصده الرجوع إلى المدينة بعد ارتفاع القحط عنها ، وكانت زينب معه فاتَّفق أنها مرضت في أيام استقامتها في الشام في القرية التي فيها المزار الآن ، فماتت هناك في ضيعة في تلك القرية) ، انتهى(٤) .

ويحتمل أن تكون البقعة لزينب الصغرى بنت أمير المؤمنينعليه‌السلام المكنّاة باُمّ كلثوم.

__________________

(١) ذكر الشيخ فرج آل عمرانرحمه‌الله وفاتهاعليها‌السلام في ١٥ رجب سنة ٦٥ هـ في كتابه وفاة السيِّدة زينب الكبرى المطبوع ضمن وفيات الأئمةعليهم‌السلام ص ٤٦٩ عن الخیرات الحسان.

(٢) الطراز المذهب ، عنه هدية الزائرين : ٤٥٥.

(٣) المراد بعض الموثقين الشيخ عبَّاس القمّيرحمه‌الله .

(٤) هدية الزائرین : ٤٥٥.

٤٦٠

قال ابن جبير في رحلته : (ومن مشاهد أهل البيتعليهم‌السلام : مشهد أم كلثوم ابنة عليّ بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ، ويقال لها : زینب الصغرى ، وأم كلثوم ، كنية أوقعها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عليها ؛ لشبهها بابنته أم كلثومرضي‌الله‌عنه ا ، والله أعلم بذلك ، ومشهدها الكريم بقرية قبليّ البلد تعرف بـ(راوية) على مقَدْار فرسخ ، وعليه مشهد(١) كبير ، وخارجه مساكن ، وله أوقاف ، وأهل هذه الجهات يعرفونه بقبر الستّ اُمّ كلثوم ، مشينا إليه وتبرّکنا برؤيته ، نفعنا الله بذلك(٢) )(٣) .

الكيسانيّة ومحمّد ابن الحنفية

الثاني : ذهبت الكيسانيّة ـ وهم أصحاب المختار بن أبي عبيدة الثقفي ـ إلى إمامة محمّد بن الحنفيّة وفرض طاعته بعد الحسينعليه‌السلام على المشهور بينهم ، وزعموا أنّه حيٌّ لم يمت ولا يموت حَتَّى يظهر بالحق ، وهو المهديّ يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلِئَتْ ظلماً وجوراً ، وأنّه مقيم بجبل (رضوى)(٤) وإلى ذلك يشير كُثَیّر عزّة ـ بالتصغير ـ الشاعر المعروف المتوفّى سنة ١٠٥ ، وكان کیسانيّ المذهب بقوله :

__________________

(١) في المصدر : (مسجد).

(٢) رحلة ابن جبير : ٢١۸.

(٣) اختلفت الأقوال في تحقيق قبر السيِّدة الطاهرة زينب الكبرىعليها‌السلام بين المدينة ومصر والشام ينظر في ذلك : (أخبار الزينبيات) المطبوع بتحقيق فارس حسون کریم ضمن میراث حدیث شيعة ع ١٧ من ٦١ ـ ٦۸ فإنه استوفى جميع الأقوال ، (تحية أهل القبور) المطبوع بضميمة (نزهة أهل الحرمين) للسيد حسن الصدر ، أعيان الشيعة ٧ : ١٣٦ ـ ١٤١ ، مراقد المعارف ١ : ٣٢٧ ـ ٣٣٧ ، مرقد العقيلة زينبعليها‌السلام للبحاثة محمّد حسنين السابقي زينب الكبرىعليها‌السلام للشيخ جعفر النقدي ، وفاة السيِّدة زينب الكبرى للشيخ فرج آل عمران المطبوع ضمن وفيات الأئمة : ٤٦٥ ـ ٤٧٩.

(٤) بنظر عن الكسانيّة : الملل والنحل ١ : ١٤٧ ، أعيان الشيعة ٣ : ٤٠٩.

٤٦١

ألا إنّ الأئمّةَ من قُريشٍ

ولاةُ الحقّ أربعةٌ سواءُ

عليُّ والثلاثة من بنيهِ

هُمُ الأسباطُ ليسَ بِهم خَفاءُ(١)

فسبطٌ سِبطُ إيمانٍ وبرٍ(٢)

وسبطٌ غيَّبتهُ كَربَلاءُ

وسبطٌ لا يذوقُ الماءَ(٣) حَتَّى

يقودَ الخيلَ يَقدِمُها اللّواءُ

تغيَّبَ لا يُرى فيهم زماناً

بِرَضوى عندَهُ عَسَلٌ وماءُ(٤)

قال الجوهري في الصحاح : (كيسان : لقب المختار)(٥) .

والجدّي بحر العلوم في مدح الأئمّةعليهم‌السلام والردّ على كُثير عزّة على طريقة الكيسانية قصيدة فريدة يقول فيها :

(ألا إنّ الأئمّةَ من قریشٍ)

ثمانيةٌ وأربعةٌ سَواءُ

کما الأسباط والنقباء نصّاً

مِنَ المُختارِ ليسَ بهِ خَفاءُ

عليُّ والثلاثة من بنيهِ

ألعليِّون الهُداةُ الأصفياءُ

وعُدَّتهم مَحامِدَةٌ کِرامٌ

کذا الحَسنونَ لیسَ بِهِم مِراءُ

وجعفرُ وابنُهُ موسی وكلٌّ

دليلٌ للهُدی نورٌ ضِياءُ

غَطارِفَةٌ خَضارِمَةٌ كُماةٌ

جَحاجِحَةٌ ولاةٌ أولياءُ

__________________

(١) في ديوان السيِّد محمّد مهدي بحر العلومرحمه‌الله ص ٤٢ بالهامش : (هم أسباطه والأوصياء).

(٢) في ديوان السيِّد محمّد مهدي بحر العلومرحمه‌الله ص ٤٢ بالهامش : (إيمان وحلم).

(٣) في ديوان السيِّد محمّد مهدي بحر العلومرحمه‌الله ص ٤٢ بالهامش : (لا يذوق الموت).

(٤) ديوان السيِّد محمّد مهدي بحر العلومرحمه‌الله : ٤٢ ، والقصيدة فيه تتكون من ثلاثة عشر بيتاً.

(٥) الصحاح ٣ : ٩٧٣.

٤٦٢

وقد بيّن بطلان هذا المذهب بما لا مزيد عليه في موضعه(١) .

وعلى كل حال ، فمُحمّد بريء من قبول هذه النسبة إليه ، وفي الخبر عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال : «كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول : «المحامدةُ تأبی أن يعصى الله عزَّ وجلَّ.

قلت : ومَن المحامدة؟ قال : محمّد بن جعفر ، ومحمّد بن أبي بكر ، ومحمّد بن أبي حذيفة ، ومحمّد بن أمير المؤمنين»(٢) .

وروى الكلينيرحمه‌الله في الصحيح عن أبي عبيدة وزرارة جميعاً ، عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليه‌السلام قال : «لمّا قُتل الحسينعليه‌السلام أرسل محمّد بن الحنفية إلى علي بن الحسينعليه‌السلام فخلا به ، فقال له : يا ابن أخي ، قَدْ علمت أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دفع الوصية والإمامة من بعده إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ثُمَّ إلى الحسنعليه‌السلام ، ثُمَّ إلى الحسينعليه‌السلام ، وقد قتل أبوكرضي‌الله‌عنه وصلّى على روحه ولم يوصِ ، وأنا عمُّك وصنو أبيك وولادتي من عليعليه‌السلام في سنّي وقديمي أحقّ بها منك في حداثتك ، فلا تنازعني في الوصية والإمامة ، ولا تحاجّني.

فقال له على بن الحسينعليه‌السلام : يا عمّ ، اتّق الله ولا تدَّعِ ما ليس لك بحقّ ، إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين. إنَّ أبي يا عمُّ ـ صلوات الله عليه ـ أوصی إليّ قبل أن يتوجَّه إلى العراق ، وعهد إليّ في ذلك قبل أن يستشهد بساعة ، وهذا سلاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عندي ، فلا تتعرّض لهذا ؛ فإنّي أخاف عليك تقص

__________________

(١) ديوان السيِّد محمّد مهدي بحر العلومرحمه‌الله : ٤١ ؛ والقصيدة فيه تتكون من ثلاثة وخمسين بيتاً.

(٢) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ١ : ٢۸٦ ح ١٢٥ ومحمّد بن أبي حذيفة هو ابن عتبة بن ربيعة ، وهو ابن خال معاوية.

٤٦٣

العمر وتشتُّت الحال ، إنَّ الله تبارك وتعالى جعل الوصية والإمامة في عقب الحسينعليه‌السلام فإذا أردت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حَتَّى نتحاكم إليه ونسأله عن ذلك».

قال أبو جعفرعليه‌السلام : «وكان الكلام بينهما بمكّة ، فانطلقا حَتَّى أتيا الحر الأسود ، فقال علي بن الحسينعليه‌السلام لمحمّد بن الحنفية : أبدأ أنت وابتهل إلى الله عزَّ وجلَّ ، وسله أن ينطق لك الحجر ، ثُمَّ سل. فابتهل محمّد بن الحنفية(١) في الدعاء وسأل الله عزَّ وجلَّ ثُمَّ دعا الحجر فلم يجبه.

فقال علي بن الحسينعليه‌السلام يا عم لو كُنْتَ وصياً وإماماً لأجابك.

قال له محمّد : فادع الله أنت يا ابن أخي وسله ، فدعا الله عزَّ وجلَّ علي بن الحسينعليه‌السلام بما أراد ، ثُمَّ قال : أسألك بالَّذي جعل فيك ميثاق الأنبياء وميثاق الأوصياء وميثاق الخلق(٢) أجمعين ، لمّا أخبرتنا مَن الوصي والإمام بعد الحسين بن عليعليه‌السلام ؟

قال : فتحرَّك الحجر حَتَّى كاد أن يزول عن موضعه ، ثُمَّ أنطقه الله عزَّ وجلَّ بلسان عربي مبين ، فقال : اللهُمَّ إنَّ الوصية والإمامة بعد الحسين بن عليعليه‌السلام إلى علي بن الحسين بن عليعليه‌السلام »(٣) .

__________________

(١) ليس في المصدر : (بن الحنفية).

(٢) في المصدر : (وميثاق الناس).

(٣) الكافي ١ : ٣۸٤ ح ٥ وتتمته : «وابن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : فأتصرف محمّد بن علي وهو يتولّى علي بن الحسينعليه‌السلام » ، والحديث لم يرد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فتأمَّل.

٤٦٤

قال القاضي ابن خَلَکان : (إنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي رضي‌الله‌عنه سيولد لك بعدي غلام وقَدْ نحلته اسمي وكنيتي ، ولا تحلّ لأحد من اُمَّتي من بعده وممَّن يسمّى محمّداً ، ويكنّى أبا القاسم )(١) .

قال القطب الراوندي في الخرائج : (إنَّ منازعته في الإمامة مع علي بن الحسين وادّعاءه له بعد شهادة الحجر الأسود له ، لإزالة شكوك العوام والمستضعفين ، وكان معتقدا للحقّ معترفاً به )(٢) .

وعن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله جعفرعليه‌السلام يقول : «كان أبو خالد الكابلي يخدم محمّد بن الحنفية دهراً وما كان يشكُّ في أنّه إمام حَتَّى أتاه ذات يوم فقال له : جعلت فداك ، إنّ لي حرمة ومودّة وانقطاعاً ، فأسألك بحرمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمير المؤمنينعليه‌السلام ، إلّا أخبرتني أنت الإمام الَّذي فرض الله طاعته على خلقه؟

فقال لي : يا أبا خالد حلّفتني بالعظيم ، الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام عليّ وعليك وعلى كلّ مسلم»(٣) .

وقال في التعليقة : (وتخلُّفه عن الحسين عليه‌السلام لعلَّه لعذر أو مصلحة ، والرواية الواردة في ذمِّه لذلك لو كانت صحيحة فلعلَّه أيضاً لمصلحة )(٤) .

__________________

(١) وفيات الأعيان ٤ : ١٧۰ والمؤلِّفرحمه‌الله ذكره بالمعنی وما أثبتناه من المصدر.

(٢) الخرائج والجرائح ١ : ٢٥۸ بتصرف يسير.

(٣) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ١ : ٣٣٦ ح ١٩٢.

(٤) تعليقة على منهج المقال للبهبهاني : ٣۰۰.

٤٦٥

ومن كلامه : (ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بُدّاً حَتَّى يجعل له الله فرجاً) (١) .

وكانت ولادته لسنتين بقيتا من خلافة عمر ، ووفاته في محرَّم سنة ۸١ بالمدينة ، ودفن بالبقيع ، وقيل : خرج إلى الطائف هارباً من ابن الزبير فمات هناك ، وقيل : مات ببلاد (أيلة)(٢) ـ وهي موضع برضوی ـ وهو جبل ينبع بین مكة والمدينة(٣) .

وفي معجم البلدان : (أن (خارك) ؛ جزيرة في وسط البحر الفارسي ، قريبة من عبادان معروفة ، وفيه قبر يزار وينذر له ، يزعم أهل الجزيرة أنه قبر محمّد ابن الحنفية رضي‌الله‌عنه والتواريخ تأبى ذلك )(٤) .

وفي العقد الفريد : (أنه وقف محمّد ابن الحنفيّة على قبر الحسين عليه‌السلام فخنقته العبرة ، ثُمَّ نطق فقال : يرحمك الله أبا محمّد ، فلَئِنْ عزّت حياتك فلقد هدّت وفاتك ، ولنعم الرُّوح روح ضمّه بدنك ، ولنعم البدن بدنٌ ضمّه كفنك ، وكيف لا يكون كذلك وأنت بقيّة ولد الأنبياء ، وسليل الهدي ، وخامس أصحاب الكساء ، غذتك أكفُّ الحقّ ، وربِّيتَ في حجر الإسلام فطبت حيّاً ، وطبت ميتاً ، وإن كانت أنفسنا غير طيبة بفراقك ، ولا شاكّة في الخيار لك) (٥) .

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٦ : ١٥٢ ، ذیل تاریخ بغداد ٣ : ١۰٢ ، وفيات الأعيان ٤ : ١٧٢ ، والحديث ورد عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض المصادر كأسد الغابة ٥ : ٢٧۰ ، فلعل ابن الحنفية كان راوياً له.

(٢) وفيات الأعيان ٤ : ١٧٢.

(٣) معجم البلدان ١ : ٢۹٣.

(٤) معجم البلدان ٢ : ٣٣٧ ، وفي مزار قديم ان قبره بالكوفة. (ينظر الذريعة ٢۰ : ٣٢٣ رقم ٣٢٢١).

(٥) العقد الفرید ٣ : ٢٣۸ وفي هذا النص إشكالان ، أحدهما : أنه لم يعهد تكنية الإمام الحسينعليه‌السلام ، بأبي محمّد فهي كنية اخيه الإمام الحسنعليه‌السلام ، والآخر : إنه لم يعهد زيارة ابن الحنفيةرضي‌الله‌عنه لقبر الإمام الحسينعليه‌السلام ،

٤٦٦

تزوج عمر بأم كلثوم

الثالث : ذكر صاحب (الاستيعاب) : (أَنَّ أُمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه وُلِدَت قبل وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أُمُّها فاطمة الزهراء بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، خطبها عمر بن الخطاب إلى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقال له : إنها صغيرة.

فقال له عمر : زوجنيها يا أبا الحسن ، فإنّي أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد.

فقال له علىرضي‌الله‌عنه : أنا أبعثها إليك فإن رضيتها زوجتُكَها ، فبعثها إليه ببرد وقال لها قولي : هذا البُرد الَّذي قلت لك.

فقالت ذلك لعمر ، فقال قولي له : قَدْ رضيتُ رضي الله عنك ، ووضع يده على ساقها فكشفها فقالت : أتفعل هذا؟ لولا أنّك أمير المؤمنين لكسرت أنفك.

ثُمَّ خرجت حَتَّى جاءت أباها فأخبرته الخبر ، وقالت : بعثتني إلى شيخ سوء.

فقال : يا بنية إنه زوجكِ ، فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين في الروضة ، وكان يجلس فيها المهاجرون الأوّلون فجلس إليهم ، فقال لهم : رفئوني(١) ، فقالوا بماذا يا

__________________

فيظهر من ذلك أن كلمة (الحسين) مصحفة عن (الحسن) ، ويؤيِّد ذلك ما ذُكِر في تاريخ مدينة دمشق ١٣ : ٢۹٦ ، وتهذيب الكمال ٦ : ٢٥٥ ، والجوهرة في نسب الإمام علي وآله : ٣٣ ، وفي تراثنا : كامل الزيارات : ١١٧ ، مزار المفيد : ١۸١ ، تهذیب الأحکام ٦ : ٤١ ح ٨٥ / ١ من أن الوقوف كان على قبر الإمام الحسنعليه‌السلام .

وأما عبارة : (وخامس أصحاب الكساء) ، فهي غير مختصّة بالإمام الحسين عليه‌السلام فكل واحد منهم عليهم‌السلام إذا ذُكر یکون خامساً لخمسة ، فقد ورد أن أمير المؤمنين علي عليه‌السلام قال في خطبة له : (أنا خامس الكساء) ، (ينظر : ينابيع المودة ٣ : ٢۰٥) ، كما ورد ذلك في زيارة لأمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن زيارة جامعة للمشاهد ، وفيها ما نصّه : (خامس أصحاب الكساء ، وبعل سيدة النساء). (ينظر : مزار المشهدي : ٥٥ باب ۸ بحار الأنوار ۹۹ : ١٧۸) ، فضلاً عن أن أهل التراجم ذكروا الإمام الحسن عليه‌السلام بذلك. (ينظر : أسد الغابة ٢ : ۹ ، ذكر أخبار أصبهان ١ : ٤٤). (١) في الأصل : (زفوني) والسياق لا يقتضيها ـ وهي في بعض المصادر ـ فالتصحيف ظاهر عليها ، ورفئوني : أي قولوا لي : بالرفاء والبنين.

٤٦٧

أمير المؤمنين؟ قال : تزوجت أُمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب ، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : كل نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري.

فكان لي بهعليه‌السلام النسب والسبب ، فأردت أن أجمع إليه الصهر فرفّأوه(١) ) ، انتهى(٢) .

وكيف كان ، فلا ينبغي الريب في أنّ أُمّ كلثوم هذه ـ التي تزوّجها عمر ـ توفِّيت في زمان أخيها الحسنعليه‌السلام ولم تدرك وقعة الطفّ ، وذكر أرباب السير أنها ولدت من عمر ولداً اسمه : زید يلقب بذي الهلالين ، وبنتاً تسمّى : رقية(٣) .

قال في (أسد الغابة) : (وتوفّيت أُمّ كلثوم وابنُها زيد في وقت واحد)(٤) .

وروى الشيخ الحرّ في (الوسائل) أنه : (اُخرجت جنازة أُمّ كلثوم بنت علي وابنها زید بن عمر ، وفي الجنازة : الحسن ، والحسين ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عبَّاس ، وأبو هريرة ، فوضعوا جنازة الغلام ممَّا يلي الإمام والمرأة وراءه ، وقالوا : هذا هو السُنّة)(٥) .

وممّا ذكر يظهر لك عدم صحَّة ما ذكره محمّد بن طلحة في مطالب السَّؤول ـ عند شرحه لأولاد الصديقة الطاهرة ـ حيث قال : ([وأما](٦) أُمّ كلثوم تزوّجَ بها عمر بن الخطاب فولدت له ولدين ، فلمَّا قتل عمر تزوّجَ بها بعده عون بن

__________________

(١) في الأصل : (فزفوه).

(٢) الاستيعاب ٤ : ١٩٥٤ رقم ٤٢٠٤.

(٣) القاموس المحيط ٤ :٧١ ، تاج العروس ١٥ : ٨١٣.

(٤) أسد الغابة ٥ : ٦١٥.

(٥) وسائل الشيعة ٣ : ١٢۸ ح ٣٢٠٥ / ١١.

(٦) ما بين المعقوفين من المصدر.

٤٦٨

جعفر فلم تلد له ، فلمَّا مات تزوَّجها بعده عبد الله بن جعفر بعد موت زينب ـ أُختها ـ فلم تلد له وماتت عنده)(١) .

ولا ريب في عدم صحَّة ما ذكرناه ؛ لاتفاق المحدِّثين والمؤرِّخين من الفريقين كما عرفت ، على أنّ أم كلثوم هذه تُوفِّيت في زمان أخيها الحسنعليه‌السلام ، ولا عبرة ممَّا في (ناسخ التواریخ) فإنّه مأخوذ منه(٢) ، ومن المعلوم أنّ عوناً ومحمّداً ولدَي جعفر قتلا في زمن عمر في وقعة تُستَر ، وكيف تزوّجها عبد الله بن جعفر في زمان أخيها الحسنعليه‌السلام مع تزوجّه بزينب الباقية بعد أخيها الحسينعليه‌السلام مدة ، فتدبَّر.

قال الشيخ أبو محمّد الأطروش : (الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام في كتاب الإمامة : إنَّ أمير المؤمنينعليه‌السلام زوّج أُمّ كلثوم من عمر ، لكن ، لمّا كانت صغيرة لم يتمكَّن من مضاجعتها حَتَّى قُتل)(٣) .

وعندي أنّ هذا غير صحيح ، لما عرفت من تصريح الرواية المتقدِّمة بخلافها ؛ ولأن أم كلثوم عند قتله لم ينقص عمرها عن عشرين سنة.

__________________

(١) مطالب السؤول : ٤٧.

(٢) أي من كتاب مطالب السؤول.

(٣) لم أهتد لمصدره ، وفي مناقب آل أبي طالبعليه‌السلام ج ٣ ص ۹۸ ما نصّه : (وذكر أبو محمّد النوبختي في كتاب الإمامة أن أُمّ كلثوم كانت صغيرة ، ومات عمر قبل أن يدخل بها).

٤٦٩

وقال الصدوق في التوحيد : (إنّ أُمّ كلثوم ما دخلت بيت عمر ، بل جنّيةٌ تصوَّرت بصورتها ، ودخلت بيته (١) ، وهو غير صحيح أيضاً ، وللشيعة كلام طويل في هذا الشأن )(٢) .

رواية أبي هريرة الطعن على الإمامعليه‌السلام

الرابع : نقل ابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة) عن الشيخ أبي جعفر الإسكافيرحمه‌الله : (أنّ معاوية وضع قوماً من الصحابة وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة في عليعليه‌السلام ، تقتضي الطعن فيه والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جعلاً يرغب في مثله ، فاختلقوا ما أرضاه ، منهم : أبو هريرة ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين : عروة بن الزبير.

إلى أن قال : وأمّا أبو هريرة فروي عنه الحديث الَّذي معناه : أنّ علياعليه‌السلام خطب ابنة أبي جهل في حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأسخطه ، فخطب على المنبر وقال : لاها الله! لا تجتمع ابنة ولي الله وابنة عدو الله : أبي جهل! إنّ فاطمةعليها‌السلام بضعة منّي يؤذيني ما

__________________

(١) الحديث لم يرد في توحيد الصدوق ، بل رواه الراوندي في الخرائج والجرائح ٢ : ۸٢٥ ح ٣۹ ، وعنه مدينة المعاجز ٣ : ٢۰٢ ح ۸٢۸ ، وبحار الأنوار ٤٢ : ۸۸ ح ١٦ ، فتأمَّل.

(٢) ألّف علماء الشيعة أنار الله برهانهم في أمر تزويجهاعليها‌السلام عدة رسائل بين نفي وإثبات منها : (جواب السؤال عن وجه تزويج أمير المؤمنينعليه‌السلام ابنته من عمر) للشريف المرتضی علم الهدی ، (إفحام الخصوم في تقي عقد أم كلثوم) للسيّد ناصر حسين اللكهنوي ، (تزويج أم كلثوم وإنكار وقوعه) للعلامة المجاهد الشيخ محمّد الجواد البلاغي ، (العجالة المفحمة) فارسي في إبطال رواية نكاح أم كلثوم للسيّد مصطفى ابن السيِّد محمّد النقوي المتوفّی ١٣٢٣ ، (قول محتوم في عقد أم كلثوم) للسيّد كرامة علي الهندي ، (کنز مكتوم في حل عقد أم كلثوم) للسيّد علي أظهر الهندي الكهجوي ، (تزويج أم كلثوم من عمر) و (رسالة في تزويج أم كلثوم من عمر) للسيّد علي الميلاني (معاصر) ، (زواج أم كلثوم) للسيد علي الشهرستانی (معاصر) ، (كشف البصر عن تزويج أم كلثوم من عمر) للسيّد محمّد علي الحلو (معاصر). (ينظر الذریعة : ٢ : ٢٥٦ ، ٤ : ١٧٢ ، ٥ : ١٨٣ ، ١٥ : ٢٢٢ ، ١٧ : ٢١٤ ، ١٨ : ١٦٨).

٤٧٠

يؤذيها ، فإن كان عليٌّ يريد ابنة أبي جهل فليفارق ابنتي ، وليفعل ما يريد ، أو کلاماً هذا معناه ، والحديث مشهور من رواية الكرابيسي) ، انتهى(١) .

ترجمة الكرابيسي

قال السيِّد المرتضیرحمه‌الله في (تنزيه الأنبياء) : (إنّ هذا الخبر باطل موضوع ، غير معروف ، ولا ثابت عند أهل النقل ، وإنّما ذكره الكرابيسي طاعناً به على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ومعارضاً بذكره لبعض ما يذكره شيعته من الأخبار في أعدائه ، وهيهات أن يشبَّه الحقُّ بالباطل ، ولو لم يكن في ضعفه إلّا رواية الكرابيسي له واعتماده عليه ، وهو من العداوة لأهل البيتعليهم‌السلام ، والمناصبة لهم والإزراء عليهم وعلى فضائلهم(٢) ومآثرهم على ما هو مشهور لكفی) ، انتهى(٣) .

ومن أقوى الأمارات على انحراف الرجل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ما ذكره ابن النديم في فهرسته : (أن له كتاب (الإمامة) وفيه غمز على عليه عليه‌السلام )(٤) .

والكرابيسي على ما ذكره ابن خَلّكان في (الوفيات) : (هو أبو علي الحسين بن [علي بن يزيد] الكرابيسي البغدادي صاحب الإمام الشافعي وأشهرهم بانتياب مجلسه ، وأحفظهم لمذهبه ، وله تصانیف کثيرة في أُصول الفقه وفروعه ، وكان متكلّماً عارفاً بالحديث ، وصنّف أيضاً في الجرح والتعديل وغيره ، وأخذ عنه الفقه خلق كثير ، وتوفي سنة ٢ ٤٥ ، وقيل سنة ٢ ٤٨ ، وهو أشبه بالصواب.

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ٤ : ٦٣.

(٢) في المصدر : (والإزراء على فضائلهم).

(٣) تنزيه الأنبياء : ٢١۹.

(٤) فهرست ابن النديم : ٢٣١.

٤٧١

قال : والكرابيسي بفتح الكاف والراء وبعد الألف باء موحدة مكسورة ، ثُمَّ يا مثناة من تحتها ساكنة ، وبعدها سین مهملة هذه نسبة إلى الكرابيس وهي الثياب الغليظة ، واحدها کرباس بكسر الكاف وهو لفظ فارسي عُرِّب ، وكان [أبو علي] يبیعها فنسب إليها) ، انتهى(١) .

وذكره الذهبي في كتابه (میزان الاعتدال) ، وقال في حقّه : (إنّه [ساقط] لا يرجع إلى قوله).

ونقل عن الخطيب : (أن حديثه يعزّ جداً ؛ لأنّ أحمد بن حنبل كان يتكلَّم فيه ، وهو أيضاً كان يتكلَّم في أحمد ، فتجنَّب الناس الأخذ عنه ، ولمّا بلغ یحیی بن معین أنه يتكلَّم في أحمد لعنه ، وقال : ما أحوجَهُ إلى أن يُضرب!

إلى أن قال : ومقت الناس حسيناً ؛ لكونه تكلَّم في أحمد ، انتهى باختصار غير ضار راجع (میزان الاعتدال ص ٢ ٥٥)(٢) ، هذا حال الكرابيسي عند رجال العامّة).

ترجمة أبي هريرة

وأمّا أبو هريرة ، فقد قال في (القاموس) : (عبد الرحمن بن صخر ، رأی النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في كمِّه هرّة فقال : يا أبا هريرة ، فاشتهر به ، واختلف في اسمه على نيِّف وثلاثين قولاً ) ، انتهى(٣) .

والأصحُّ ما في القاموس) تبعاً لقول الحاكم ، والنَّووي ، وتصحيح البخاري في صحيحه(٤) ، والمرويّ عن محمّد بن سیرین ـ كما في (معجم البلدان) ـ عن

__________________

(١) وفيات الأعيان ٢ : ١٣٢ رقم ١۸١ ، ما بين المعقوفين من المصدر.

(٢) میزان الاعتدال ١ : ٥٤٤ رقم ٢۰٣٢ ، ما بين المعقوفين من المصدر. (٣) القاموس المحيط ٢ : ١٦۰.

(٤) مستدرك الحاكم ٣ : ٦٠٥ ، المجموع ١ : ٢٦٦ ، صحيح البخاري ٧ : ١١۸.

٤٧٢

أبي هريرة ، قال : (استعملني عمر بن الخطّاب على البحرين فاجتمعت لي اثنا عشر ألفاً ، فلمَّا قدمت على عمر قال لي : يا عدوَّ الله والمسلمين ـ أو قال : عدوّ كتابه ـ سرقت مال الله؟!

قال : قلت : لست بعدوِّ الله ولا المسلمين ـ أو قال : عدوّ كتابه ـ ولكنّي عدوّ من عاداهما.

قال : فمن أين اجتمعت لك هذه الأموال؟ قلت : خيل لي تناتجت وسهام اجتمعت.

قال : فأخذ منّي اثني عشر ألفاً ، فلمَّا صليت الغداة قلت : اللهُمَّ اغفر لعمر.

قال : وكان يأخذ منهم ويعطيهم أفضل من ذلك ، حَتَّى إذا كان بعد ذلك قال : ألا تعمل يا أبا هريرة؟ قلت : لا.

قال : ولمَ وقد عمل من هو خير منك ، يوسفعليه‌السلام ؟

قال : اجعلني على خزائن الأرض إنّي حفيظ عليم.

قلت : يوسف نبيِّ ابن نبي ، وأنا أبو هريرة ابن اُميمة ، وأخاف منكم ثلاثاً واثنتين.

فقال : هلا قلت : خمساً ، قلت : أخشى أن تضربوا ظهري ، وتشتموا عرضي ، وتأخذوا مالي ، وأكره أن أقول بغير علم ، وأحكم بغير علم) ، انتهى(١) .

وفيه دلالة واضحة على أنه كان يضع الحديث لأجلهم.

__________________

(١) معجم البلدان ١ : ٣٤۸.

٤٧٣

وفي (حياة الحيوان) نقلاً عن مسند أبي داود الطيالسي ، وعن عائشة أنه قيل لها : (إنّ أبا هريرة يقول : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الشؤم في ثلاث : المرأة ، والدا والفرس.

فقالت عائشة : لم يحفظ أبو هريرة ، لأنه دخل ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : قاتل الله اليهود ، يقولون : الشؤم في ثلاث : المرأة ، والدار ، والفرس.

فسمع آخر الحديث ولم يسمع أوله) ، انتهى(١) .

وفيه أيضاً عن مسند أبي داود الطيالسي من حديث الشعبي ، عن علقمة ، قال : (كنّا عند عائشة ومعنا أبو هريرة ، فقالت : يا أبا هريرة أنت الَّذي تحدث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن امرأة عُذّبت بالنار من أجل هرّة؟

قال أبو هريرة : نعم ، سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقالت عائشة : المؤمن أكرم على الله من أن يعذَّبه من أجل هرَّة ، إنَّما كانت المرأة مع ذلك كافرة ، يا أبا هريرة إذا حدثت عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فانظر كيف تحدِّث)(٢) .

وفي (میزان الاعتدال) للذهبي نقلاً عن أبي يوسف القاضي ، عن الكلبيّ ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعاً : (لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً خيرٌ له من أن يمتلئ شعراً.

فقالت عائشة : لم يحفظ الحديث ، إنّما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خير من أن يمتلئ شعراُ هُجيتُ به)(٣) .

__________________

(١) حياة الحيوان ٢ : ١٥۸ (مادة : فرس) ، مسند أبي داود : ٢١٥.

(٢) حياة الحيوان ٢ : ٣۹۸ (مادة : الهر) ، مسند أبي داود : ١۹۹ باختلاف يسير.

(٣) میزان الاعتدال ٣ : ٥٨۸.

٤٧٤

ونقل ابن أبي الحديد في (شرح النهج) عن الشيخ أبي جعفر أنّه روی الأعمش : (لمّا قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة ، جاء إلى مسجد الكوفة وقال : والله لقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إنّ لكلّ نبي حرماً ، وإنّ حرمي بالمدينة ما بين عِير إلى ثور ، فمن أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، وأشهد بالله أنّ علياً أحدث فيها.

فلمَّا بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولّاه إمارة المدينة.

قال : قال أبو جعفر : وأبو هريرة مدخول عند شيوخنا ، غير مرضي الرواية ، ضربه عمر بالدرّة ، وقال : قَدْ أكثرت من الرواية وأحر بك(١) أن تكون كاذباً علی رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وروی سفيان الثوري ، عن منصور ، عن إبراهيم التيمي ، قال : كانوا لا يأخذون عن أبي هريرة إلّا ما كان من ذكر جنّة أو نار.

وروى أبو أسامة ، عن الأعمش ، قال : كان إبراهيم صحيح الحديث ، فكنت إذا سمعت الحديث أتيته فعرضت عليه ، فأتيته يوماً بأحاديث من حديث أبي صالح ، عن أبي هريرة ، فقال : دعني من أبي هريرة ، إنّهم كانوا يتركون كثيراً من حديثه.

وقَدْ روي عن عليعليه‌السلام أنّه قال : ألا إنّ أكذب الناس ـ أو أكذب الأحياء ـ على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبو هريرة الدوسي.

وروى أبو يوسف ، قال : قلت لأبي حنيفة وساق كلامه إلى أن قال ـ أي : أبو حنيفة ـ والصحابة كلُّهم عدول ما عدا رجالاً ، ثُمَّ عدّ منهم أبا هريرة ، وأنس بن مالك.

__________________

(١) حري بكذا : أي جدير وخليق ، ويحدث الرجل الرجل فيقول : ما أحراه ، وأحر به (لسان العرب : ١٤ / ١٧٣).

٤٧٥

وروت الرواة : أنّ أبا هريرة كان يؤاكل الصبيان في الطريق ، ويلعب معهم ، وكان يخطب وكان يمشي وهو أمير المدينة في السوق ، فإذا انتهى إلى رجل يمش أمامه ، ضرب برجله الأرض ، ويقول : الطريق الطريق! جاء الأمير! يعني نفسه.

ثمَّ قال ابن أبي الحديد : قَدْ ذكر ابن قتيبة هذا كلّه في كتاب (المعارف) ، فی ترجمة أبي هريرة ، وقوله فيه حجّة ؛ لأنّه غير متّهم عليه) ، انتهى(١) .

ونقل عن الجاحظ في كتاب التوحيد : (أنَّ أبا هريرة ليس بثقة في الرواية عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ولم يكن علي رضي‌الله‌عنه يوثّقه في الرواية ، بل يتَّهمهُ ويقدَحُ فيه ، وكذلك عمر وعائشة) ، انتهى(٢) .

وفي مناقب الخوارزمي : (أنَّ رجلاً سأل أبا هريرة بصفّين في مجلس معاوية ، فقال : أنشدك بالله إن سألتك عن حديث سمعته عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أتجيبني؟ قال : نعم.

قال الرجل : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي : من کنت مولاه فعلي مولاه ، اللهُمَّ والِ مَنْ والاه وعادِ مَنْ عاداه؟ قال : نعم.

قال : إنّي رأيتك واليت أعداءه ، وعاديت أولياءّه؟!

فقال أبو هريرة : إنا لله وإنا إليه راجعون) ، انتهى(٣) .

وعن فضائل السمعاني مثله(٤) .

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ٤ : ٦٧ ـ ٦٩.

(٢) عنه شرح نهج البلاغة ٢۰ : ٣١.

(٣) المناقب للخوارزمي : ٢۰٥ وفيه تمام الخبر والمؤلِّفرحمه‌الله ذكره باختصار ، والسائل هو الأصبغ بن نباتة.

(٤) فضائل الصحابة للسمعاني (مخطوط) ، ينظر مصادر الحديث في الغدير ١ : ٢٠٢.

٤٧٦

ولا أظنك ترتاب في كذب هذا الخبر وبطلانه بعد ما عرفت من حال أبي هريرة روايةً ، وخصوصاً عداوته لأمير المؤمنینعليه‌السلام تجاه ما كان يتَّهمه ويقدحُ فيه ، كما نقلناه عن الجاحظ.

وإن أردت توسيع المخاض بأكثر من ذلك ، وتحقيق كذب ما هنالك ، فنقول : إنّه روى ابن شهر آشوب بإسناده عن الصادقعليه‌السلام ، قال : «حرّم الله عزَّ وجلَّ على علي عليه‌السلام النساء ما دامت فاطمة حيّة. قال : لأنّها طاهرة لا تحيض »(١) .

فإن كانت هذه الرواية صحيحة ، والحكم الَّذي تضمنته من حرمة التزویج على عليّعليه‌السلام ثابت ، فعليٌّ أحقّ بالتجنُّب من محظور القول والفعل ، كيف لا وهو القائل : «ولست بمأبور في ديني فيواري بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عنّي »(٢) .(٣)

قال في القاموس : (وقول علي : (ولست بمأبور في ديني) أي : بمُتَّهم في ديني )(٤) .

وإن لم تكن الرواية صحيحة ، والحرمة غير ثابتةعليه‌السلام ، والحكم باقٍ على الإباحة الأصلية المستفادة من العموم المستفاد من الآية المبيحة للنساء الأربع ، فابنة أبي جهل المشار إليها كانت مسلمة ؛ لأنّ هذه القصة كانت بعد فتح مكّة وإسلام أهلها طوعاً وكرهاً ، فلا مانع من التزویج بها. وما كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ٣ : ١١۰.

(٢) في الأصل : «ولست بمأبور في ديني فيتألّفني النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بتزويجي فاطمة» ، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) النهاية في غريب الحديث ١ : ١۸.

(٤) القاموس المحيط ١ : ٣٦١.

٤٧٧

بهيجه سوی غضب الله وسخطه ، وحاشاه من أن ينكر أمراً مباحاً في شريعته ما كان عليه ممَّا وصفه الله به ، ومدحَهُ عليه من الخُلُق العظيم ، فهذه الرواية قَدْ تضمنّت ما يشهد بطلانها ، ويقضي على كذبها من حيث ادّعى فيها : أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ذمَّ هذا الفعل ، وأعلن بإنكاره على المنبر.

فإن قلت : فما الجواب عمّا رواه الصدوق اللهرحمه‌الله في (العلل) : «من أنّ رجلاً سأل الصادق عليه‌السلام :هل تشيّع الجنازة بنار ويمشي معها بمجمرة أو قنديل؟ ـ وإنّما كان وجه هذا الكلام مع تشييع جنازة فاطمة عليها‌السلام ـ قال : فتغيّر لون أبي عبد الله عليه‌السلام من ذلك واستوى جالساً ، ثًمَّ قال : إنّه جاء شقيٌّ من الأشقياء إلى فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لها : أما علمتِ أنّ علياً قَدْ خطب بنت أبي جهل؟ فقالت : حقّاً ما تقول؟ فقال : حقّاً ما أقول ـ ثلاث مرات ـ فدخلها من الغيرة مالا تملك نفسها ، وذلك أنّ الله تبارك وتعالى كتب على النساء غيرة ، وكتب على الرجال جهاداً ، وجعل للمحتسبة الصابرة منهنّ من الأجر ما جعل للمرابط المهاجر في سبيل الله.

قال : فاشتدّ غمّ فاطمةعليها‌السلام من ذلك ، وبقيت متفكّرة هي حَتَّى أمست وجاء الليل حملت الحسنعليه‌السلام على عاتقها الأيمن ، والحسين على عاتقها الأيسر ، وأخذت بيد أمِّ كلثوم اليسرى بيدها اليمنى ، ثُمَّ تحوَّلت إلى حُجرة أبيها ، فجاء عليّ فدخل حُجرته فلم يرَ فاطمةعليها‌السلام فاشتد لذلك غمُّه ، وعظم عليه ، ولم يعلم القصة ما هي ، فاستحى أن يدعوها من منزل أبيها ، فخرج إلى المسجد يصلّي فيه ما شاء الله ، ثُمَّ جمع شيئاً من كثيب المسجد واتكأ عليه ، فلمَّا رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ما بفاطمة من الحزن أفاض عليه الماء ، ثُمَّ لبس ثوبه ، ودخل

٤٧٨

المسجد ، فلم يزل يصلّي بين راكع وساجد ، وكلما صلّى ركعتين دعا الله أن يذهب ما بفاطمة من الحزن والغمّ ، وذلك أنّه خرج من عندها وهي تتقلَّبُ وتتنفَّسُ الصعداء ، فلمَّا رآها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّها لا يهنيها النوم ، وليس لها قرار ، قال : لها قومي يا بنيَّة ، فقامت ، فحمل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الحسن ، وحملت فاطمةعليها‌السلام الحسين ، وأخذت بيد أُمّ كلثوم فانتهى إلى علي وهو نائم ، فوضع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله رجله على رجل عليّ فغمزه ، وقال : قم يا أبا تراب ، فكم ساكن أزعجته ، ادع لي أبا بكر من داره ، وعمر من مجلسه ، وطلحة ، فخرج عليّ فاستخرجهما من منزلهما ، واجتمعوا عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي ، أما علِمتَ أنّ فاطمة بضعة منّي وأنا منها فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذاها بعد موتي كان كَمَنْ آذاها في حياتي ، ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي.

فقال عليعليه‌السلام : بلى يا رسول الله ، قال : فقال : فما دعاك إلى ما صنعت؟

فقال علي : والَّذي بعثك بالحقّ نبياً ما كان منّي ممَّا بلغها شيء ، ولا حدَّثت بها نفسي.

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : صَدقْتَ وصُدِّقت ، ففرحت فاطمة بذلك ، وتبسَّمت حَتَّى رُثِي ثغرُها.

فقال أحدهما لصاحبه : إنّه لعجب لحينه ، ما دعاه إلى ما دعانا هذه الساعة؟!

قال : ثُمَّ أخذ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد عليّ فشبك أصابعه بأصابعه فحمل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الحسنعليه‌السلام ، وحمل الحسينعليه‌السلام عليّ ، وحملت فاطمةعليها‌السلام أُمّ

٤٧٩

کلثوم ، وأدخلهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بيتهم ، ووضع عليهم قطيفة ، واستودعهم الله ثُمَّ خرج وصلّى بقية الليل) ، انتهى موضع الحاجة من الرواية(١) .

قلت : والجواب عن هذه الرواية من وجوه :

الأوّل : الطعن في سندها من حيث إنّ فيه زياد بن عبيد الله ، وهو من المجاهيل ، كما صرّح به في (الوجيزة)(٢) .

وعمرو بن أبي المقدام وهو ليس بتلك المكانة من الوثاقة ، بل قال الغضائري : إنه ضعيف جداً(٣) .

والَّذي وثَّقه في كتابه الآخر هو : عمر بن حريث أخو عمرو(٤) .

الثاني : أن فاطمةعليها‌السلام عالمة بما كان وما يكون فكيف تعتمد على قول رجل مجهول؟

الثالث : أنها ما كانت تذهب إلى بيت أبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله من غير إذن زوجهاعليه‌السلام ، وهي القائلة له : «ما عرفتني خائنة ولا كاذبة ، وما خالفتك منذ عاشرتك »(٥) فكيف يتصور خروجها بتلك المثابة بلا رخصة منه(٦) .

الرابع : وهو العمدة أنَّها صريحة في تبرئتهعليه‌السلام ممَّا نسب إليه ، وتصديق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إيَّاه فما وجه القدح هذا؟

__________________

(١) علل الشرائع ١ : ١۸٥ ح ٢ ، وسندها : (حدّثنا علي بن أحمد ، قال : حدّثنا أبو العبَّاس أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن عمرو بن أبي المقدام وزياد بن عبد الله).

(٢) الوجيزة في علم الرجال : ۸٣ رقم ٧۹٦.

(٣) رجال ابن الغضائري : ٧٣ رقم ٧٦ / ١.

(٤) رجال ابن الغضائري : ١١١ رقم ١٦٤ / ٥.

(٥) روضة الواعظين : ١٥١ ، وفيه : «ما عهدتني خائنة ولا كاذبة ، ولا خالفتك منذ عاشرتني».

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683