تحفة العالم في شرح خطبة المعالم الجزء ١

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم 8%

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم مؤلف:
المحقق: أحمد علي مجيد الحلّي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 683

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 683 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 17130 / تحميل: 1910
الحجم الحجم الحجم
تحفة العالم في شرح خطبة المعالم

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

الحدّ.

[ ٢٨٤٣٦ ] ٤ - وفي كتاب( إكمال الدين) : بسند تقدّم في الاجارة (١) في أحاديث ضمان الصائغ إذا أفسد، عن سعد بن عبدالله، عن صاحب الزمان( عليه‌السلام ) ، قال: قلت له: أخبرني عن الفاحشة المبينة التي أذا أتت المرأة بها في أيّام عدّتها، حلّ للزوج أن يخرجها من بيته، قال( عليه‌السلام ) : الفاحشة المبينة هي السحق دون الزنا، فإن المرأة إذا زنت، واُقيم عليها الحدّ، ليس لمن أرادها أن يمتنع بعد ذلك من التزويج بها لاجل الحد، وإذا سحقت وجب عليها الرجم، والرجم خزي، ومن قد أمرّ الله عزّ وجلّ برجمه فقد أخزاه، ومن أخزاه فقد أبعده، ومن أبعده فليس لاحد أن يقربه، الحديث.

ورواه الطبرسيُّ في( الاحتجاج) عن سعد بن عبدالله (٢) .

أقول: هذا محمول على أن السحق أعظم أفراد الفاحشة المبيّنة، جمعاً بينه وبين ما مضى(٣) ، ويأتي(٤) .

[ ٢٨٤٣٧ ] ٥ - الفضل بن الحسن الطبرسيُّ في( مجمع البيان) في قوله تعالى: ( ولا تخرجوهنَّ من بيوتهنَّ إلّا أن يأتين بفاحشة مبيّنة ) (٥) قال: قيل: هي البذاء على أهلها، فيحلّ لهم إخراجها، وهو المرويُّ عن أبي جعفر وأبي عبدالله( عليهما‌السلام ) .

[ ٢٨٤٣٨ ] ٦ - قال: وروى عليُّ بن أسباط، عن الرضا( عليه‌السلام ) ،

____________________

٤ - كمال الدين: ٤٥٩، وأورده في الحديث ٥ من الباب ١٢ من أبواب ما يحرم بالمصاهرة.

(١) تقدم في الحديث ٢١ من الباب ٢٩ من أبواب أحكام الاجارة.

(٢) الإِحتجاج: ٤٦٣ باختلاف.

(٣) مضى في الحديثين ١ و ٢ من هذا الباب.

(٤) يأتي في الحديثين ٥ و ٦ من هذا الباب.

٥ - مجمع البيان ٥: ٣٠٤.

(٥) الطلاق ٦٥: ١.

٦ - مجمع البيان ٥: ٣٠٤.

٢٢١

قال: الفاحشة أن تؤذي أهل زوجها، وتسبّهم.

٢٤ - باب ان المرأة اذا ادعت انقضاء العدّة مع الامكان قبل قولها

[ ٢٨٤٣٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير عن جميل، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: العدِّة والحيض للنساء، إذا ادَّعت صدِّقت.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(١) .

[ ٢٨٤٤٠ ] ٢ - الفضل بن الحسن الطبرسيُّ في( مجمع البيان) : عن الصادق( عليه‌السلام ) في قوله تعالى:( ولا يحلُّ لهنَّ أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهنَّ ) (٢) قال: قد فوَّض الله إلى النساء ثلاثة أشياء: الحيض، والطهر، والحمل.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك في الحيض(٣) .

____________________

الباب ٢٤

فيه حديثان

١ - الكافي ٦: ١٠١ / ١، وأورده في الحديث ١ من الباب ٤٧ من أبواب الحيض.

(١) التهذيب ٨: ١٦٥ / ٥٧٥، والاستبصار ٣: ٣٥٦ / ١٢٧٦.

٢ - مجمع البيان ٢: ٣٢٦.

(٢) البقرة ٢: ٢٢٨.

(٣) تقدم في الباب ٤٧ من أبواب الحيض، وفي الباب ٢٥ من أبواب عقد النكاح، وفي الباب ١٠ من أبواب المتعة، وتقدّم ما يدلُّ على قبول قولها في المحلل في الباب ١١ من أبواب أقسام الطلاق.

٢٢٢

٢٥ - باب عدّة المسترابة بالحمل

[ ٢٨٤٤١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان - جميعاً - عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، قال: سمعت أبا إبراهيم( عليه‌السلام ) يقول: إذا طلّق الرجل امرأته، فادَّعت حبلا انتظر بها تسعة أشهر، فإن ولدت، وإلّا اعتدت بثلاثة أشهر، ثمّ قد بانت منه.

ورواه الصدوق بإسناده عن عبد الرحمن بن الحجّاج مثله(١) .

[ ٢٨٤٤٢ ] ٢ - وعن حميد، عن ابن سماعة، عن محمّد بن أبي حمزة، عن محمّد بن حكيم، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) ، قال: قلت له: المرأة الشابة التي تحيض مثلها يطلّقها زوجها، فيرتفع طمثها، كم عدَّتها؟ قال: ثلاثة أشهر، قلت: فانّها ادعت الحبل بعد ثلاثة أشهر، قال: عدتها تسعة أشهر، قلت: فانها ادعت الحبل بعد تسعة أشهر، قال: إنمّا الحمل(٢) تسعة أشهر، قلت: تزوَّج، قال: تحتاط بثلاثة أشهر، قلت: فإنّها ادَّعت بعد ثلاثة أشهر، قال: لا ريبة عليها، تزوَّج إن شاءت.

[ ٢٨٤٤٣ ] ٣ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلى بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن أبان، عن ابن حكيم، عن أبي إبراهيم( أو ابنه) (٣)

____________________

الباب ٢٥

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٦: ١٠١ / ١، والتهذيب ٨: ١٢٩ / ٤٤٤.

(١) الفقيه ٣: ٣٣٠ / ١٥٩٩.

٢ - الكافي ٦: ١٠١ / ٢، والتهذيب ٨: ١٢٩ / ٤٤٥، وأورد قطعة منه في الحديث ٥ من الباب ١٧ من أبواب أحكام الأوّلاد.

(٢) وفي نسخة: الحبل ( هامش المصححة الثانية ).

٣ - الكافي ٦: ١٠١ / ٣، والتهذيب ٨: ١٢٩ / ٤٤٦.

(٣) في المصدر: أو أبيه.

٢٢٣

( عليهما‌السلام ) ، أنّه قال في المطلّقة يطلّقها زوجها، فتقول: أنا حبلى فتمكث سنة، فقال: إن جاءت به لاكثر من سنة لم تصدّق ولو ساعة واحدة في دعواها.

أقول: مفهوم الشرط هنا غير مراد لما مضى(١) ، ويأتي(٢) ، أو محمول على التقيّة.

[ ٢٨٤٤٤ ] ٤ - وعن حميد، عن ابن سماعة، وعن أبي علي الأشعريّ، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان، عن محمّد بن حكيم، عن العبد الصالح( عليه‌السلام ) ، قال: قلت له: المرأة الشابة التي تحيض مثلها يطلّقها زوجها، فيرتفع طمثها، ما عدتها؟ قال: ثلاثة أشهر، قلت: فإنّها تزوّجت بعد ثلاثة أشهر، فتبين بها بعد ما دخلت على زوجها أنّها حامل، قال: هيهات من ذلك يا ابن حكيم! رفع الطمث ضربان: إما فساد من حيضة، فقد حل لها الازواج وليس بحامل، وأمّا حامل فهو يستبين في ثلاثة أشهر ؛ لان الله عزّ وجلّ قد جعله وقتا يستبين فيه الحمل، قال: قلت: فانها ارتابت، قال: عدتها تسعة أشهر، قال: قلت: فانها ارتابت بعد تسعة أشهر قال: إنمّا الحمل تسعة أشهر، قلت: فتزوج؟ قال: تحتاط بثلاثة أشهر، قلت: فإنها ارتابت بعد ثلاثة أشهر، قال: ليس عليها ريبة تزوج.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد ابن يعقوب(٣) ، وكذا كلّ ما قبله.

[ ٢٨٤٤٥ ] ٥ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن محمّد بن حكيم، عن أبي عبدالله، أو أبي الحسن( عليهما‌السلام ) ، قال: قلت له: رجل طلّق امرأته، فلمّا مضت ثلاثة أشهر ادّعت حبلا، قال: ينتظر بها تسعة أشهر، قال: قلت: فإنّها ادَّعت بعد

____________________

(١) مضى في الحديثين ١ و ٢ من هذا الباب.

(٢) يأتي في الحديثين ٤ و ٥ من هذا الباب.

٤ - الكافي ٦: ١٠٢ / ٤.

(٣) التهذيب ٨: ١٢٩ / ٤٤٧.

٥ - الكافي ٦: ١٠٢ / ٥.

٢٢٤

ذلك حبلا، قال: هيهات هيهات! إنمّا يرتفع الطمث من ضربين: إمّا حمل بيّن، وإمّا فساد من الطمث، ولكنّها تحتاط بثلاثة أشهر بعد.

وقال أيضاً في التي كانت تطمث، ثمّ يرتفع طمثها سنة، كيف تطلق؟ قال: تطلّق بالشهور، فقال لي بعض من قال: إذا أراد أن يطلّقها، وهي لا تحيض، وقد كان يطؤها(١) استبرأها، بأن يمسك عنها ثلاثة أشهر من الوقت الذي تبين فيه المطلّقة المستقيمة الطمث، فإن ظهر بها حبل، وإلّا طلّقها تطليقة بشاهدين، فان تركها ثلاثة أشهر فقد بانت بواحدة، فان(٢) أراد أن يطلّقها ثلاث تطليقات تركها شهراً، ثمّ راجعها(٣) ثمّ طلّقها ثانية، ثمّ أمسك عنها ثلاثة أشهر يستبرئها، فان ظهر بها حبل فليس له أن يطلّقها إلّا واحدة.

أقول: وتقدّم ما يدلُّ على ذلك(٤) ، والاحتياط هنا بثلاثة أشهر محتمل للتقية لما مرّ(٥) .

٢٦ - باب ان المطلّقة تعتد من يوم طلقت، لا من يوم يبلغها الخبر، فان لم تعلم متى طلقت اعتدت من يوم علمت.

[ ٢٨٤٤٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن( محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد) (٦) ، عن عليِّ بن الحكم، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، قال: قال لي أبو جعفر( عليه‌السلام ) : إذا طلّق الرجل وهو غائب فليشهد

____________________

(١) كذا صححه في المصححة الثانية وهو الموجود في المصدر، لكن الموجود في مخطوطة المؤلف وهي المسودّة الثانية: يطلقها.

(٢) كتب في المصححة الثانية: ( فإذا، وإذا. صح ).

(٣) كتب في المصححة الثانية: ( يرتجعها. صح ).

(٤) تقدم في الباب ٤ من هذه الأبواب.

(٥) مرّ في الحديث ١٨ من الباب ٤ من هذه الأبواب.

الباب ٢٦

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٦: ١١١ / ٥، والتهذيب ٨: ١٦٢ / ٥٦١، والاستبصار ٣: ٣٥٣ / ١٢٦٤.

(٦) في الاستبصار: محمّد بن أحمد.

٢٢٥

على ذلك، فاذا مضى ثلاثة أقراء من ذلك اليوم فقد انقضت عدَّتها.

[ ٢٨٤٤٧ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبيِّ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن الرجل يطلّق امرأته وهو غائب عنها، من أي يوم تعتد به؟ فقال: إن قامت لها بيّنة عدل أنّها طلّقت في يوم معلوم وتيقّنت، فلتعتدّ من يوم طلّقت، وإن لم تحفظ في أيّ يوم وفي أيّ شهر، فلتعتدّ من يوم يبلغها.

[ ٢٨٤٤٨ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمرّ بن أُذينة، عن زرارة، ومحمّد بن مسلم، وبريد بن معاوية - كلّهم - عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) انه قال في الغائب إذا طلّق امرأته: فانّها تعتدُّ من اليوم الذي طلقها.

[ ٢٨٤٤٩ ] ٤ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر، عن المثنّى، عن زرارة، قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن رجل طلّق امرأته وهو غائب(١) ، متى تعتدُّ؟ فقال: إذا قامت لها بيّنة أنها طلّقت في يوم معلوم وشهر معلوم، فلتعتد من يوم طلّقت، فان لم تحفظ في أيِّ يوم وفي أيِّ شهر فلتعتدّ من يوم يبلغها.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٢) ، وكذا كلّ ما قبله.

[ ٢٨٤٥٠ ] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليِّ بن الحكم عن موسى بن بكر الواسطيِّ، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ،

____________________

٢ - الكافي ٦: ١١٠ /، والتهذيب ٨: ١٦٢ / ٥٦٢، والاستبصار ٣: ٣٥٤ / ١٢٦٥.

٣ - الكافي ٦: ١١٠ / ٢، والتهذيب ٨: ١٦١ / ٥٦٠، والاستبصار ٣: ٣٥٣ / ١٢٦٣.

٤ - الكافي ٦: ١١١ / ٣.

(١) في المصدر زيادة: عنها.

(٢) التهذيب ٨: ١٦٢ / ٥٦٣، والاستبصار ٣: ٣٥٤ / ١٢٦٦.

٥ - الكافي ٦: ١١١ / ٧.

٢٢٦

قال: إذاطلّق الرجل امرأته وهوغائب، فقامت البيّنة على ذلك، فعدَّتها من يوم طلق.

[ ٢٨٤٥١ ] ٦ - وعنه، عن أحمد، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكنانيِّ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: إذا طلّق الرجل وهو غائب فقامت لها البينة أنها طلّقها في شهر كذا وكذا، اعتدَّت من اليوم الذي كان من زوجها فيه الطلاق، وإن لم تحفظ ذلك اليوم، اعتدَّت من يوم علمت.

[ ٢٨٤٥٢ ] ٧ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإسناد) : عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا( عليه‌السلام ) ، قال: سأله صفوان - وأنا حاضر - عن رجل طلّق امرأته وهو غائب فمضت أشهر، فقال: إذا قامت البينة أنّه طلّقها منذ كذا وكذا، وكانت عدّتها قد انقضت، فقد حلت للازواج، قال: فالمتوفى عنها زوجها، فقال: هذه ليست مثل تلك هذه تعتدُّ من يوم يبلغها الخبر ؛ لأنّ عليها أن تحدّ.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٢) .

٢٧ - باب ان المرأة اذا لم تعلم بالطلاق، إلّا بعد انقضاء العدة، فلا عدّة عليها.

[ ٢٨٤٥٣ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن

____________________

٦ - الكافي ٦: ١١١ / ٨.

٧ - قرب الإسناد: ١٥٩.

(١) تقدم في الحديث ١ من الباب ٢٦ من أبواب مقدمات الطلاق.

(٢) يأتي في الباب ٢٧، وفي الاحاديث ١١ و ١٣ و ١٤ من الباب ٢٨ من هذه الأبواب.

الباب ٢٧

فيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٨: ١٦٤ / ٤٦٩، والاستبصار ٣: ٣٥٥ / ١٢٧٢.

٢٢٧

عليِّ بن الحكم، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: إذا طلّق الرجل المرأة وهو غائب، ولا تعلم إلّا بعد ذلك بسنة أو أكثر أو أقلّ، فإذا علمت تزوّجت ولم تعتدّ. الحديث.

[ ٢٨٤٥٤ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) ، قال في المطلّقة إذا قامت البيّنة، أنّه قد طلّقها منذ كذا وكذا، فكانت عدّتها قد انقضت فقد بانت.

[ ٢٨٤٥٥ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد عن حمّاد بن عيسى، عن شعيب بن يعقوب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، أنّه سئل عن المطلّقة يطلّقها زوجها، فلا تعلم إلّا بعد سنة فقال: إن جاء شاهدا عدل فلا تعتدّ، وإلّا فلتعتد من يوم يبلغها.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد(١) .

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٣) .

٢٨ - باب انه يجب على الزوجة ان تعتد عدّة الوفاة من يوم يبلغها الخبر، ولو كان بعد موته بسنين.

[ ٢٨٤٥٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليِّ ابن الحكم، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما

____________________

٢ - الكافي ٦: ١١١ / ٦.

٣ - الكافي ٦: ١١١ / ٤.

(١) التهذيب ٨: ١٦٢ / ٥٦٤، والاستبصار ٣: ٣٥٤ / ١٢٦٧.

(٢) تقدم في الباب ٢٦ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ٩ و ١٤ من الباب ٢٨ من هذه الأبواب.

الباب ٢٨

فيه ١٤ حديث

١ - الكافي ٦: ١١٢ / ١، التهذيب: لم نعثر عليه وذكر في الوافي ٣: ١٨٢ كتاب النكاح عن الكافي فقط.

٢٢٨

( عليهما‌السلام ) في الرجل يموت، وتحته امرأة، وهو غائب، قال: تعتدّ من يوم يبلغها وفاته.

[ ٢٨٤٥٧ ] ٢ - وعنه، عن أحمد، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: التي يموت عنها زوجها، وهو غائب، فعدَّتها من يوم يبلغها إن قامت البيّنة، أو لم تقم.

[ ٢٨٤٥٨ ] ٣ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمرّ بن أُذينة، عن زرارة، ومحمّد بن مسلم، وبريد بن معاوية، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، انه قال في الغائب عنها زوجها إذا توفّي قال: المتوفّى عنها تعتد من يوم يأتيها الخبر ؛ لانّها تحد عليه(١) .

[ ٢٨٤٥٩ ] ٤ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) ، قال: المتوفى عنها زوجها تعتد( من يوم) (٢) يبلغها ؛ لانّها تريد أن تحد عليه(٣) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٤) ، وكذا كلّ ما قبله.

[ ٢٨٤٦٠ ] ٥ - وعن أبي عليِّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبد الجبّار، وعن أبي العباس الرزاز، عن أيّوب بن نوح - جميعاً - عن صفوان، عن ابن مسكان، عن الحسن بن زياد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال في المرأة إذا بلغها

____________________

٢ - الكافي ٦: ١١٢ / ٢، التهذيب ٨: ١٦٣ / ٥٦٨، والاستبصار ٣: ٣٥٥ / ١٢٧١.

٣ - الكافي ٦: ١١٢ / ٣، التهذيب ٨: ١٦٣ / ٥٦٧، والاستبصار ٣: ٣٥٥ / ١٢٧٠.

(١) في نسخة: له ( هامش المخطوط ).

٤ - الكافي ٦: ١١٣ / ٧.

(٢) في المصدر: حين.

(٣) في نسخة: له ( هامش المخطوط ).

(٤) التهذيب ٨: ١٦٣ / ٥٦٥، والاستبصار ٣: ٣٥٤ / ١٢٦٨.

٥ - الكافي ٦: ١١٢ / ٤.

٢٢٩

نعي زوجها: تعتدُّ من يوم يبلغها، إنمّا تريد أن تحدَّ له.

[ ٢٨٤٦١ ] ٦ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر، عن رفاعة، قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن المتوفّى عنها زوجها وهو غائب متى تعتد؟ فقال: يوم يبلغها، وذكر أن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: إن إحداكن كانت تمكث الحول إذا توفي زوجها، ثمَّ ترمى ببعرة وراءها.

[ ٢٨٤٦٢ ] ٧ - محمّد بن الحسن بإسناده عن علي بن الحسن، عن السندي بن محمّد البزاز، عن أبي البختري وهب بن وهب، عن جعفر، عن أبيه، عن علي( عليه‌السلام ) ، أنّه سئل عن المتوفى عنها زوجها إذا بلغها ذلك، وقد انقضت عدّتها، فالحداد يجب عليها، فقال عليٌّ( عليه‌السلام ) : إذا لم يبلغها ذلك حتّى تنقضي عدَّتها، فقد ذهب ذلك كلّه، وتنكح من أحبّت.

ورواه الحميري في( قرب الإِسناد) : عن السندي بن محمّد، عن أبي البختري (١) .

أقول: هذا يحتمل الحمل على التقية ويمكن كون آخر الحديث في حكم المطلّقة، ويكون سقط من الحديث شيء، ويحتمل أيضاً ما يأتي(٢) .

[ ٢٨٤٦٣ ] ٨ - وبإسناده، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليِّ بن الحكم، عن أبي أيّوب، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: المتوفّى عنها زوجها وهو غائب، تعتدّ من يوم يبلغها، ولو كان قد مات قبل ذلك بسنة أو سنتين.

____________________

٦ - الكافي ٦: ١١٢ / ٥.

٧ - التهذيب ٧: ٤٦٩ / ١٨٧٩.

(١) قرب الإِسناد: ٦٧.

(٢) يأتي في ذيل الحديث ٩ من هذا الباب.

٨ - التهذيب ٨: ١٦٤ / ٤٦٩، والاستبصار ٣: ٣٥٥ / ١٢٧٢، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ٢٧ من هذه الأبواب.

٢٣٠

[ ٢٨٤٦٤ ] ٩ - وبإسناده عن محمّد بن الحسن الصفار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبد الكريم، عن( الحسن بن زياد) (١) ، قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن المطلّقة يطلّقها زوجها، ولا تعلم إلّا بعد سنة، والمتوفى عنها زوجها، ولا تعلم بموته إلّا بعد سنة، قال: إن جاء شاهدان عدلان فلا تعتدّان، وإلّا تعتدَّان.

أقول: حمله الشيخ على الوهم من الراوي، بأن يكون سمع ذلك في المطلقة، ويمكن حمله على ما لو مات في العدَّة البائنة، ويحتمل الحمل على التقيّة ؛ لأَنّه مذهب جميع العامّة.

[ ٢٨٤٦٥ ] ١٠ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن صفوان، عن( عبيد الله) (٢) ، عن الحلبيِّ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: قلت له: امرأة بلغها نعي زوجها بعد سنة أو نحو ذلك، قال: فقال: إن كانت حبلى فأجلها أن تضع حملها، وإن كانت ليست بحبلى فقد مضت عدَّتها، إذا قامت لها البينة أنه مات في يوم كذا وكذا، وإن لم يكن لها بينة فلتعتد من يوم سمعت.

أقول: تقدَّم وجهه(٣) .

[ ٢٨٤٦٦ ] ١١ - وعنه، عن علي بن الحكم، عن أبى أيّوب، عن محمّد بن مسلم، عن ابي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: إذا طلّق الرجل امرأته وهو غائب عنها فليشهد عند ذلك، فإذا مضى ثلاثة أشهر فقد انقضت عدَّتها،

____________________

٩ - التهذيب ٨: ١٦٤ / ٥٧٠، والاستبصار ٣: ٣٥٥ / ١٢٧٣.

(١) في التهذيب: الحسن بن زياد.

١٠ - التهذيب ٨: ١٦٤ / ٥٧١، والاستبصار ٣: ٣٥٥ / ١٢٧٤.

(٢) في المصدر: عبدالله.

(٣) تقدم في ذيل الحديث ٩ من هذا الباب.

١١ التهذيب ٨: ٦١ / ١٩٩.

٢٣١

والمتوفّى عنها تعتدّ إذا بلغها.

[ ٢٨٤٦٧ ] ١٢ - وبإسناده، عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن سيف عميرة، عن منصور بن حازم، قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول في المرأة يموت زوجها، أو يطلّقها وهو غائب، قال: إن كان مسيرة أيام فمن يوم يموت زوجها تعتد، وإن كان من بعد فمن يوم يأتيها الخبر ؛ لانّها لا بد من أن تحد له.

أقول: تقدَّم وجهه(١) في أنَّ هذه تحدّ، وهذه لا تحدّ.

[ ٢٨٤٦٨ ] ١٣ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده إلى قضايا أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: والمطلّقة تعتد من يوم طلّقها زوجها، والمتوفّى عنها تعتد من يوم يبلغها الخبر.

[ ٢٨٤٦٩ ] ١٤ - وفي( العلل) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) في المطلّقة إن قامت البينة أنه طلّقها منذ كذا وكذا، وكانت عدّتها قد انقضت فقد بانت، والمتوفّى عنها زوجها تعتد حين يبلغها الخبر ؛ لأَنّها تريد أن تحدّ له.

أقول: وتقدّم ما يدلُّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٣) .

____________________

١٢ - التهذيب ٨: ١٦٥ / ٥٧٢، والاستبصار ٣: ٣٥٦ / ١٢٧٥.

(١) تقدّم في الحديث ٧ من الباب ٢٦ من هذه الأبواب.

١٣ - الفقيه ٣: ٣٢٨ / ١٥٨٩، وأورد صدره في الحديث ٢ من الباب ٣٥ من هذه الأبواب.

١٤ - علل الشرائع: ٥٠٩ / ١.

(٢) تقدم في الحديث ٧ من الباب ٢٦ من هذه الابوب.

(٣) يأتي في الحديث ١ من الباب ٢٩ من هذه الأبواب.

٢٣٢

٢٩ - باب وجوب الحداد على المرأة في عدّة الوفاة خاصة بترك الزينة والطيب ونحوهما.

[ ٢٨٤٧٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن موسى بن بكر، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: إن مات عنها - يعني: وهو غائب - فقامت البيّنة على موته، فعدّتها من يوم يأتيها الخبر أربعة أشهر وعشراً ؛ لأَنَّ عليها أن تحدَّ عليه في الموت أربعة أشهر وعشراً، فتمسك عن الكحل والطيب والأَصباغ.

[ ٢٨٤٧١ ] ٢ - وعن أبي علي الأشعريّ، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبان، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن المتوفى عنها زوجها قال: لا تكتحل للزينة ولا تطيب، ولا تلبس ثوباً مصبوغاً، ولا تبيت عن بيتها، وتقضي الحقوق، وتمتشط بغسلة(١) ، وتحجّ، وإن كان في عدَّتها.

[ ٢٨٤٧٢ ] ٣ - وعن حميد، عن ابن سماعة، عن ابن رباط، عن ابن مسكان، عن أبي العبّاس، قال: قلت لابي عبدالله( عليه‌السلام ) : المتوفى عنها زوجها، قال: لا تكتحل لزينة(٢) ، ولا تطيب ولا تلبس ثوبا مصبوغاً، ولا تخرج نهاراً، ولا تبيت عن بيتها، قلت: أرأيت إن أرادت أن تخرج إلى حقّ، كيف تصنع؟ قال: تخرج بعد نصف الليل، وترجع عشاء.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٣) ، وكذا كلّ ما قبله.

____________________

الباب ٢٩

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٦: ١١٢ / ٦، والتهذيب ٨: ١٦٣ / ٥٦٦، والاستبصار ٣: ٣٥٤ / ١٢٦٩.

٢ - الكافي ٦: ١١٦ / ٤، والتهذيب ٨: ١٥٩ / ٥٥١.

(١) الغسلة: الطيب الذي تجعله المرأة في شعرها عند الامتشاط. ( لسان العرب ١١: ٤٩٤ ).

٣ - الكافي ٦: ١١٦ / ٦.

(٢) في المصدر: للزينة.

(٣) التهذيب ٨: ١٥٩ / ٥٥٢، والاستبصار ٣: ٣٥٣ / ١٢٦١.

٢٣٣

أقول: حمل الشيخ(١) ما تضمّن النهي عن المبيت عن بيتها على الاستحباب ؛ لما يأتي(٢) .

[ ٢٨٤٧٣ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن القاسم بن عروة، عن زرارة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: المتوفّى عنها زوجها ليس لها أن تطيب، ولا تزيّن حتّى تنقضي عدَّتها أربعة أشهر وعشرة أيام.

[ ٢٨٤٧٤ ] ٥ - محمّد بن الحسن بإسناده عن سعد، عن محمّد بن أبي الصهبان، عن الحسن بن عليِّ بن فضّال، عن عبدالله بن بكير، عن محمّد بن مسلم، قال: ليس لأَحد أن يحدّ أكثر من ثلاث، إلّا المرأة على زوجها حتّى تنقضي عدّتها.

[ ٢٨٤٧٥ ] ٦ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبي يحيى الواسطيِّ عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: يحدُّ الحميم على حميمه ثلاثاً والمرأة على زوجها أربعة أشهر وعشراً.

[ ٢٨٤٧٦ ] ٧ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن عمّار الساباطي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أنّه سأله عن المرأة يموت عنها زوجها، هل يحلّ لها أن تخرج من منزلها في عدَّتها؟ قال: نعم، وتختضب(٣) ، وتكتحل، وتمتشط، وتصبغ، وتلبس المصبّغ، وتصنع ما شاءت بغير زينة لزوج.

____________________

(١) راجع التهذيب ٨: ١٦٠ / ذيل ٥٥٦، والاستبصار ٣: ٣٥٣ / ذيل ١٢٦٢.

(٢) يأتي في الحديث ٧ من هذا الباب.

٤ - الكافي ٦: ١١٧ / ١٢.

٥ - التهذيب ٨: ١٦٠ / ٥٥٦.

٦ - التهذيب ٨: ١٦١ / ٥٥٩.

٧ - الفقيه ٣: ٣٢٨ / ١٥٩١، وأورده صدره عن التهذيب في الحديث ١٨ من الباب ١٥، وذيله في الحديث ٢ من الباب ٤٧، وأورد قطعة منه في الحديث ١ من الباب ٣٣ من هذه الأبواب.

(٣) في المصدر زيادة: وتدهن.

٢٣٤

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدِّق، عن عمّار نحوه(١) .

أقول: هذ مخصوص بغير قصد الزينة مع عدم التظاهر به ؛ لما مرّ(٢) ، وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك هنا(٣) ، وفي الدفن(٤) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٥) .

٣٠ - باب ان عدة الوفاة اربعة اشهر وعشرة ايام.

[ ٢٨٤٧٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي بصير، يعني: المرادي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال في حديث: إن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال للنساء: اُفّ لكنَّ، قد كنتنَّ(٦) قبل أن أُبعث فيكنَّ، وأن المرأة منكن إذا توفي عنها زوجها، أخذت بعرة فرمت بها خلف ظهرها، ثمّ قالت: لا أمتشط، ولا أكتحل، ولا أختضب حولا كاملا، وإنمّا أمرتكنَّ بأربعة أشهر وعشراً، ثمَّ لا تصبرن؟!.

[ ٢٧٤٧٨ ] ٢ وعنه، عن أبيه، عن الحسين بن سيف، عن محمّد بن

__________________

(١) التهذيب ٨: ٨٢ / ٢٨٠.

(٢) مرّ في الاحاديث ١ و ٢ و ٣ و ٤ من هذا الباب.

(٣) تقدم في الحديث ٣ و ٥ من الباب ٢١، والحديث ٧ من الباب ٢٦، والاحاديث ٣ و ٤ و ٥ و ٧ و ١٢ و ١٤ من الباب ٢٨ من هذه الأبواب.

(٤) تقدم في الباب ٨٢ من أبواب الدفن.

(٥) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٣٢، وفي الحديث ٦ و ٧ من الباب ٣٣، والحديث ٢ من الباب ٤٢، وفي الحديث ١ من الباب ٤٥، وفي الحديث ١ من الباب ٥٢ من هذه الأبواب.

الباب ٣٠

فيه ٩ أحاديث

١ - الكافي ٦: ١١٧ / ١٣، وأورده بتمامة في الحديث ٧ من الباب ٣٣ من هذه الأبواب.

(٦) في المصدر زيادة: من.

٢ - الكافي ٦: ١١٣ / ١، وتفسير العياشي ١: ١٢٢ / ٣٨٩ باختلاف.

٢٣٥

سليمان، عن أبي جعفر الثاني( عليه‌السلام ) ، قال: قلت له: جعلت فداك، كيف صارت عدَّة المطلّقة ثلاث حيض أو ثلاثة أشهر، وصارت عدّة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشراً؟ فقال: أمّا عدَّة المطلّقة ثلاثة قروء فلاستبراء الرحم من الولد، وأمّا عدّة المتوفى عنها زوجها فان الله تعالى شرط للنساء شرطاً، وشرط عليهن شرطاً، فلم يجابهنَّ فيما شرط لهنَّ، ولم يجر فيما اشترط عليهنَّ،( أمّا ما) (١) شرط لهنَّ في الإيلاء أربعة أشهر، إذ يقول الله عزّ وجلّ:( للّذين يؤلون من نسائهم تربّص أربعة أشهر ) (٢) فلم يجوِّز لأَحد أكثر من أربعة أشهر في الايلاء ؛ لعلمه تبارك اسمه أنّه غاية صبر المرأة عن الرجل، وأمّا ما شرط عليهنَّ فانّه أمرها أن تعتد إذا مات زوجها أربعة أشهر وعشرا فأخذ منها له عند موته ما أخذ لها منه في حياته عند الايلاء، قال الله عزّ وجلّ:( يتربّصن بأنفسهنَّ أربعة أشهر وعشراً ) (٣) ولم يذكر العشرة الايام في العدّة إلّا مع الاربعة أشهر، وعلم أنَّ غاية(٤) المرأة الاربعة أشهر في ترك الجماع، فمن ثمّ أوجبه عليها ولها.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(٥) .

محمّد بن عليِّ بن الحسين في( العلل) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن سليمان، عن أبي خالد الهيثمّ، قال: سألت أبا الحسن الثاني( عليه‌السلام ) ، وذكر نحوه(٦) .

ورواه البرقيُّ في( المحاسن) بهذا السند نحوه (٧) .

____________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) البقرة ٢: ٢٢٦.

(٣) البقرة ٢: ٢٣٤.

(٤) في المصدر زيادة: صبر.

(٥) التهذيب ٨: ١٤٣ / ٤٩٥.

(٦) علل الشرائع: ٥٠٧ / ١.

(٧) المحسن: ٣٠٢ / ١١.

٢٣٦

[ ٢٨٤٧٩ ] ٣ - وعن عليِّ بن حاتم، عن القاسم بن محمّد، عن أحمد بن الحسين، عن الحسين بن الوليد، عن محمّد بن بكير، عن عبدالله بن سنان قال: قلت لابي عبدالله( عليه‌السلام ) : لأيِّ علّة صارت عدّة المطلّقة ثلاثة أشهر، وعدّة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشراً، قال: لان حرقة المطلّقة تسكن في(١) ثلاثة أشهر، وحرقة المتوفّى عنها زوجها لا تسكن إلّا بعد أربعة أشهر وعشر.

[ ٢٨٤٨٠ ] ٤ - علي بن الحسين المرتضى في رسالة( المحكم والمتشابه) : نقلاً من( تفسير) النعمانّي بإسناده الآتي عن علي( عليه‌السلام ) في بيان الناسخ والمنسوخ، قال: ومن ذلك: ان العدّة كانت في الجاهلية على المرأة سنة كاملة، وكان إذا مات الرجل ألقت المرأة خلف ظهرها شيئاً، بعرة أو ما يجري مجراها، وقالت: البعل أهون علي من هذه، ولا أكتحل ولا أمتشط، ولا أتطيب، ولا أتزوَّج سنة، فكانوا لا يخرجونها من بيتها، بل يجرون عليها من تركة زوجها سنة، فأنزل الله في أوَّل الإِسلام:( والّذين يتوفّون منكم ويذرون أزواجاً وصيّة لأَزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج ) (٢) فلمّا قوى الاسلام أنزل الله تعالى:( والّذين يتوفّون منكم ويذرون أزواجاً يتربّصن بأنفسهنَّ أربعة أشهر وعشراً فإذا بلغن أجلهنَّ فلا جناح عليكم ) (٣) إلى آخر الآية.

[ ٢٨٤٨١ ] ٥ - عليُّ بن إبراهيم في( تفسيره) : رفعه قال: كانت عدَّة النساء في الجاهليّة إذا مات الرجل من امرأته تعتدُّ امرأته سنة، فلمّا بعث الله رسوله لم ينقلهم عن ذلك، بل تركهم على عاداتهم، وأنزل الله عليه بذلك قرآنا،

____________________

٣ - علل الشرائع: ٥٠٨ / ٢.

(١) وفي نسخة: بعد ( همش المصححة الثانية ).

٤ - المحكم والمتشابه: ٩.

(٢) البقرة ٢: ٢٤٠.

(٣) البقرة ٢: ٢٣٤.

٥ - تفسير القمي ١: ٧٧.

٢٣٧

فقال:( والّذين يتوفّون منكم ويذرون أزواجاً وصيّة لأَزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج ) (١) فكانت العدَّة حولا، فلمّا قوي الإِسلام أنزل الله( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربّصن بأنفسهنّ أربعة أشهر وعشرا ) (٢) فنسخت قوله:( متاعاً إلى الحول غير إخراج ) (٣) .

[ ٢٨٤٨٢ ] ٦ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإسناد) : عن عبدلله بن الحسن، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه، قال: سألته عن المتوفّى عنها زوجها، كم عدّتها؟ قال: أربعة أشهر وعشراً.

[ ٢٨٤٨٣ ] ٧ - محمّد بن مسعود العياشيُّ في( تفسيره) : عن أبي بصير، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن قوله:( متاعاً إلى الحول غير إخراج ) (٤) قال: منسوخة، نسختها( يتربّصن بأنفسهنَّ أربعة أشهر وعشراً ) (٥) ونسختها آية الميراث.

وعن ابن أبي عمير، عن معاوية، قال: سألته، وذكر مثله(٦) .

[ ٢٨٤٨٤ ] ٨ - وعن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: لما نزلت هذه الآية:( والّذين يتوفّون منكم ويذرون أزواجاً يتربّصن بأنفسهنَّ أربعة أشهر وعشراً ) (٧) جئن النساء يخاصمن رسول الله( صلى الله

____________________

(١) البقرة ٢: ٢٤٠.

(٢) البقرة ٢: ٢٣٤.

(٣) البقرة ٢: ٢٤٠.

٦ - قرب الإسناد: ١١١.

٧ - تفسير العياشي ١: ١٢٢ / ٣٨٨.

(٤) البقرة ٢: ٢٤٠.

(٥) البقرة ٢: ٢٣٤.

(٦) تفسير العياشي ١: ١٢٩ / ٤٢٦، وفي مطبوعتي المصححتين: نحوه.

٨ - تفسير العياشي ١: ١٢١ / ٣٨٦.

(٧) البقرة ٢: ٢٣٤.

٢٣٨

عليه واله) ، وقلن: لا نصبر، فقال لهنَّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : كانت إحداكنَّ إذا مات زوجها أخذت بعرة، فألقتها خلفها في دويرها في خدرها، ثمّ قعدت، فإذا كان مثل ذلك اليوم من الحول أخذتها ففتتها، ثمّ اكتحلت بها، ثمّ تزوجت، فوضع الله عنكن ثمّانية أشهر.

[ ٢٨٤٨٥ ] ٩ - وعن أبي بصير، قال: سألته عن قول الله:( والّذين يتوفّون منكم ويذرون أزواجا وصيّة لازواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج ) (١) قال: هي منسوخة، قلت: وكيف كانت؟ قال: كان الرجل إذا مات انفق على امرأته من صلب المال حولا، ثمّ اخرجت بلا ميراث، ثمّ نسختها آية الربع والثمّن، فالمرأة ينفق عليها من نصيبها.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٣) .

٣١ - باب أن عدة الحامل من الوفاة أبعد الاجلين من الوضع واربعة أشهر وعشر

[ ٢٨٤٨٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي

____________________

٩ - تفسير العياشي ١: ١٢٩ / ٤٢٧.

(١) البقرة ٢: ٢٤٠.

(٢) تقدّم في الحديث ١ من الباب ٥٧، وفي الاحاديث ٢٠ و ٢٢ و ٢٣ من الباب ٥٨ من أبواب المهور، وفي الحديث ٤ من الباب ٢٢، وفي الحديث ٢ من الباب ٢٣ من أبواب أقسام الطلاق، وفي الاحاديث ١ و ٤ و ٦ من الباب ٢٩ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الباب ٣١ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٧ من الباب ٣٣، وفي الحديث ٣ من الباب ٣٤، وفي الحديث ٢ من الباب ٣٥، وفي الأبواب ٣٦ و ٤٢ و ٤٣ و ٤٥، وفي الحديث ١ من الباب ٥٠، وفي البابين ٥١ و ٥٢ من هذه الأبواب، وفي الحديث ١ من الباب ١٢ من أبواب ميراث الازواج، وفي الحديثين ٣ و ١٠ من الباب ٢٧ من أبواب حد الزنا.

الباب ٣١

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٦: ١١٤ / ٢، والتهذيب ٨: ١٥٠ / ٥١٩.

٢٣٩

عمير، عن حمّاد، عن الحلبيِّ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، انه قال في الحامل المتوفّى عنها زوجها: تنقضي عدّتها آخر الأَجلين.

[ ٢٨٤٨٧ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمّان بن عيسى، عن سماعة، قال: قال: المتوفّى عنها زوجها الحامل أجلها آخر الاجلين إن كانت حبلى، فتمت لها أربعة أشهر وعشر ولم تضع، فان عدّتها إلى أن تضع، وإن كانت تضع حملها قبل أن يتمّ لها أربعة أشهر وعشر، تعتد بعد ما تضع تمام أربعة أشهر وعشر، وذلك أبعد الأجلين.

[ ٢٨٤٨٨ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، وعنهم، عن سهل، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: قضى أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في امرأة توفي(١) زوجها وهي حبلى، فولدت قبل أن تنقضي أربعة أشهر وعشر، فتزوجت، فقضى أن يخلي عنها، ثمّ لا يخطبها حتّى ينقضي آخر الاجلين، فإن شاء أولياء المرأة أنكحوها، وإن شاؤا أمسكوها، فإن أمسكوها ردوا عليه ماله.

ورواه الصدوق بإسناده عن محمّد بن قيس مثله(٢) .

[ ٢٨٤٨٩ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليِّ بن الحكم، عن موسى بن بكر، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: عدّة المتوفّى عنها زوجها آخر الأجلين ؛ لأنّ عليها أن تحدَّ أربعة أشهر وعشراً، وليس عليها في الطلاق أن تحد.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٣) ، وكذا الحديثان الأَوَّلان.

____________________

٢ - الكافي ٦: ١١٣ / ١، والتهذيب ٨: ١٥٠ / ٥١٨.

٣ - الكافي ٦: ١١٤ / ٥، وأورده بإسناد آخر عن التهذيب في الحديث ١٦ من الباب ١٧ من أبواب ما يحرم بالمصاهرة.

(١) في المصدر زيادة: عنها.

(٢) الفقيه ٣: ٣٣٠ / ١٥٩٧.

٤ - الكافي ٦: ١١٤ / ٤، وأورده في الحديث ٣ من الباب ٢١ من هذه الأبواب.

(٣) التهذيب ٨: ١٥٠ / ٥٢٠.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

روحانية صاحب المرقد عليه من الله السلام ، فلمَّا كان من اليوم الثاني أمر بقطع لسان المكذّب(١) .

وفي بعض المجاميع : أن السلطان ، ورجال دولته لمّا شاهدوا القُبَّة المنورة وترجّل بعضهم عن فرسه ، فسأل السلطان عن السبب ، فقال : إنَّ صاحب هذا المرقد كان أحد الخلفاء فنزلت إجلالاً له. فقال السلطان : وأنا أيضاً أفعل ذلك. فقال له بعض رجاله : إنك خليفة حي ، ووالي اُمور المسلمين ، والحيّ أفضل من الميِّت. فقال السلطان : نتفاءل بكتاب الله ، فخرجت الآية الكريمة ، فأمر السلطان بضرب عنق المزبور ، وأنشد هذين البيتين إشارة إلى القصة :

تزاحَمُ تيجانُ المُلوكِ ببابِهِ

ويكثُرُ عندَ الاستلامِ ازدحامُها

إذا ما رأتْهُ من بعيدٍ تَرجَّلت

وإن هي لم تَفْعَل ترجَّلَ هامُها(٢)

وهما للشيخ أبي الحسن علي بن محمّد التهامي ، المقتول سنة ٤١٦.

وقد خمسَّها جدّي بحر العلوم بتخمیس نفيس وهو :

تَطوفُ ملوكُ الأرضِ حولَ جنابِة

وتَسعَى لكي تحظى بِلَثْمِ تُرابِهِ

فكانَ كَبيتِ اللهِ بيتٌ عَلا بِهِ

(تزاحَمُ تيجانُ المُلوكِ ببابِهِ)

__________________

(١) دار السلام ٢ : ٥۸ ، عنه اليتيمة الغروية : ٤٨٦ ، وعنه الأنوار العلوية : ٤٢٤ ، وفيه أن الحكاية وقعت للسلطان مراد ، وقال البراقي مؤلِّف اليتيمة الغروية بعد إیرادها ، ما نصّه : (ونقل هذه الحكاية بعض المتبحرين المعاصرين من أهل الهند في کتاب روح القرآن ، إلا أنه نسبها إلى السلطان سليمان) ، انتهى.

و (روح القرآن) للسيد المفتي المير محمّد عبَّاس بن علي أكبر الموسوي الجزائري التستري اللكهنوي ، جمع في آيات مناقب أهل البيت وتكلم فيه بكلام لطيف طريف. (ينظر : الذريعة ١١ : ٢٦٥).

(٢) البيتان من قصيدة قوامها سبعون بيتاً قالها التهامي في مدح حسان بن جراح. (ديوان التهامي : ١٤٣ ـ ١٤٧).

٥٢١

(ويكثُرُ عندَ الازدحامِ استلامُها)

أتتهُ مُلوكُ الأرضِ طَوعَاً وأمَّلتْ

مَلِيكَاً سَحابُ الفَضْلِ مِنْهُ تَهامَلَتْ

وَمَهْمَا دَنَتْ زادتْ خُضُوعَاً بِهِ عَلَتْ

(إذا ما رأتْهُ من بعيدٍ تَرجَّلتْ)

(وإن هي لم تَفْعَل ترجَّلَ هامُها)(١)

ولهرحمه‌الله في تشطير البيتين ، وهو تشطير بلا نظير :

(تزاحَمُ تيجانُ المُلوكِ ببابِهِ)

ليبلغ مَنْ قرب إليه سلامُها

وتَستَلمُ الأركان عند طوافها

(ويكثُرُ عندَ الاستلامِ ازدحامُها)

(إذا ما رأتْهُ من بعيدٍ تَرجَّلتْ)

لَيعلوَ فوقَ الفَرقَدَينِ مَقامُها

فإنْ فَعَلَتْ هاماً على هامِها عَلَتْ

(وإنْ هي لم تَفْعَل ترجَّلَ هامُها)(٢)

حديث مُزّة بن قيس

وأمَّا حديث مُرَّة بن قيس : فقد قال العلَّامة النوريرحمه‌الله في كتاب (دار السلام) : (إنه وإن لم يكن مذكوراً في الكتب المعتبرة إلا أنّه قَدْ بلغ عند الشيعة من التواتر حدّاً بحيث لا يخفى على أحد ، بل قلّ معجزة عندهم مثله في الشيوع ، بل قَدْ نظمه بعض شعراء الفرس من قبيل الحكيم سنائي المعروف ، وهو في حدود الخمسمائة ، وكذلك الفردوسي في (شاه نامة) وهو في حدود الأربعمائة ، والمولی حسن الكاشي الآملي معاصر العلَّامة الحلِّي (٣) )(١) .

__________________

(١) ديوان بحر العلوم : ١٣١ ، وفيه : (كأن) بدل (فكأن) ، و (تهللت) بدل (تهاملت).

(٢) ديوان بحر العلوم : ١٣١.

(٣) له قصائد سبع فارسية في مدح أمير المؤمنينعليه‌السلام تعرف بهفت بند ، وينظر ترجمته في : أعيان الشيعة ٥ : ٢٣١ رقم ٥٨٤ ، الذريعة ٢ : ٣٩١.

٥٢٢

وذكره شمس الدين محمّد الرضوي من علماء الدولة الصفوية في كتابه حبل المتين في معجزات أمير المؤمنين)(٢) ، ونظمه في قصيدة مخصوصة لهذه المعجزة ـ وهذا السيِّد الجليل ينتهي نسبه إلى موسى المبرقع ، وله في أحوال كل أحد من الأئمةعليهم‌السلام كتاب ، وله في أحوال الرضاعليه‌السلام كتاب (وسيلة الرضوان) ، ألَّفه سنة ١١٣ ٥ ـ ونقل السيِّد محمّد صالح الترمذي ، المتخلص بالكشفي ، من علماء أهل السنة في كتاب المناقب) : (أنَّ مُرَّة بن قيس كان رجلاً كافراً ، له أموال وخدم وحشم كثيرة ، فتذاكر يوماً مع قومه في شأن آبائه ، وأجداده ، فقيل له : إن

__________________

(١) في المصدر زیادة أوردها للفائدة ، ونصّها : (الحكيم السنائي الغزنوي في حديقته ، وعدها من المناقب المسلمات وهو [وهي ـ ظ] في حدود خمسمائة :

خواب وآرام مرة وعنتر

کرده در مغز عقل زير وزبر

وكذا الحكيم الفردوسي وهو في حدود أربعمائة ، فقال :

آنست امام كزدو انكشت

جون مرة قيس کافري كشت

وللمولى حسن الكاشي الآملي المعاصر للعلامة المتقدم إليه الإشارة فيها قصيدة مخصوصة).

وقال الطهراني في الذريعة ١٣ : ٢۰ ما نصّه : وللفردوسي قصائد في مدح أمير المؤمنين علي عليه‌السلام يظهر منها إخلاصه في التشيع ، منها قوله في قصيدة :

شهي كه زد بدو أنگشت مرة را بدو نيم

زبهر قتل عدو ساخت ذوالفقار أنگشت

شهي كه تا بدو أنگشت در زخيبر كند

بر آمد أز پس اسلام صد هزار انگشت

(٢) قال الشيخ أغا بزرك الطهرانيرحمه‌الله في الذريعة ٦ : ٢۹٣ رقم ١٣٢٦ ، ما نصّه : ((الحبل المتين) في المعاجز الظاهرة بعد دفن مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام فارسي يقرب من ثمانية آلاف بيت ، ويزيد على ثلاثمائة معجزة من معجزاتهعليه‌السلام للسيد شمس الدين محمّد بن بديع الدين الرضوي الَّذي كان من رؤساء خدام الروضة الرضوية في أواخر عصر الصفوية ، وله (تزيين المجالس) ، رأيت نسخة ناقصة منه عند الشيخ على أكبر النهاوندي ، وهي من أول المعجزة الثالثة إلى المعجزة السابعة والثلاثمائة ، ونسخة منه كانت عند شيخنا النوري ينقل عنها في المجلد الأول من كتابه (دار السلام) ثلاثة منامات في آخرها إشارة إلى قضية مرة بن قيس وقتله بإصبعيهعليه‌السلام المعلم في الصندوق الَّذي في داخل الضريح بثقب لمكان الإصبعين ، توجد نسخة منه عند السيِّد محمّد باقر الدماوندي المشهور ببحر العلوم بطهران).

٥٢٣

أكثرهم قَدْ قتلوا بسيف علي بن أبي طالب ، فسألهم عن محلّ قبرهعليه‌السلام فدلُّوه على النَّجف.

فجهّز معه ألفي فارس ، وألوفاً من الرجالة ، وتوجَّه إلى النَّجف. فلمَّا قرب من نواحي البلدة تحصّن أهلها في داخل البلدة ، فحاربهم في مدَّة ستة أيام حَتَّی ثلم موضعاً من السور ودخل البلدة عنوة ، وفرَّ الناس وخرجوا هاربين على وجوههم.

فجاء حَتَّى دخل الروضة المقدَّسة ، وخاطب صاحب المرقد بقوله : يا علي ، أنت قتلت آبائي وأجدادي ، وأراد أن يشقَّ الضريح بسيفه ، فخرج منه إصبعان مثل ذي الفقار فقطعه نصفين ، وفي ساعته انقلب النصفان حجرين أسودين ، فجاؤوا بهما إلى باب النَّجف ، وكان كلُّ من يزور المرقد الشريف يرفُسهُما برجله ، ومن خواص ذلك : أنَّه كلَّما مرَّ عليهما حيوان بال عليهما ، ومضى مدَّة من الزَّمان ، وكان الحال على ذلك المنوال ، فجاء رجل من خدام مسجد الكوفة ، وحمل القطعتين إلى باب المسجد وطرحهما هناك ، واتَّخذهما مرتزقاً له من الزائرين والمتردِّدين).

قال السيِّد صاحب (المناقب) : (حدثني الشيخ يونس ، وهو رجل من صلحاء أهل النَّجف : أني رأيت عضواً من أعضائه هناك). انتهي(١) .

ويحكى عن الشيخ قاسم الكاظمي النَّجفي شارح الاستبصار : (أنه كان كثيراً ما يدعو على من أخرج الحجر المزبور من النَّجف ، ويقول : خذل الله من أخرج هذا الملعون من تلك العتبة المقدسة ، وأبطل هذه المعجزة الباهرة)(٢) .

وأشار إلى هذه القصّة أيضاً السيِّد محمود بن فتح الله الحسيني الكاظمي النَّجفي المذكور في (الروضات) ، في ذيل ترجمة شارح (الزبدة) الفاضل

__________________

(١) المناقب للكشفي ، عنه الحبل المتین ، عنه دار السلام ٢ : ٥۸.

(٢) دار السلام ٢ : ٥۹ مع زيادة تطلب من محلها.

٥٢٤

الجواد ، وله عنه الرواية في رسالته التي ألفها لإثبات وجود جثّة الأنبياء والأوصياء في قبورهم ، قال : (إنَّ مُرَّة بن قيس الدمشقي ، كان لأبيه مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام سابقة من حيث قتله أباه ، فحمله ذلك إلى أن يأتي قبرهعليه‌السلام ويستخف به ، فلمَّا أعدّ واستعدّ أتى الكوفة ، وسأل عن ظهرها ، وعن مكان القبر الشريف ، وتوجَّه إليه يقصده ، فجرى عليه ما جرى ، وقصَّته مشهورة بين الوری). انتهي(١) .

ويظهر من صاحب (الجواهر) في بحث اللّعان خصوصية لهذا المكان من الروضة المقدّسة ، حيث قال في شرح قول المحقِّق : (وقد يغلظ اللّعان بالقول والمكان) ما لفظه : بأن يلاعن بينهما في البقاع المشرفة ، مثل ما بين الركن والمقام ـ أي : الحطيم ـ إن كان في مكّة ، وفي المسجد عند الصخرة إن كان في بيت المقدس ، وعند قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إن كان في المدينة ، وعند المكان المعروف بالإصبعين في مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام قريباً من مكان رأسه المعظَّم) ، انتهى(٢) .

وهذا المكان معلوم اليوم وعلامته الثقبة الواقعة في طرف الصندوق الخاتم ، وممّا يلي القبلة ، من جهة الرأس الشريف(٣) .

والصندوق من آثار السلطان محمّد خان الخواجة القاجاري ، المؤسِّس للدولة القاجارية ، المتوفى سنة ١٢١١(٤) ، وحمل نعشه إلى النَّجف ، ودفن جوار

__________________

(١) روضات الجنات ٢ : ٢١٦.

(٢) جواهر الكلام ٣٤ : ٦١.

(٣) ينظر بالتفصيل عن هذا المكان : تاريخ النجف الأشرف ١ : ٤٤٥ ـ ٤٤٨.

(٤) اليتيمة الغروية : ٤٦٢.

٥٢٥

المرقد المطهَّر ، وأرسل الضريح في صحبة الفقيه المطلق : أغا محمّد علي الهزارجریبي ، نجل المرحوم الأغا محمّد باقر الهزارجریبي ، وكان الابن من تلامذة جدّنا بحر العلوم ، وتوفي سنة ١٢ ٤٥ ، ودفن الأب في الإيوان الجنوبي المعروف : بإيوان العلماء ، من الصحن المرتضوي(١) .

زيارة الملوك وآثارهم في النّجف

الثامن : في ذكر من زار النَّجف من الملوك والوزراء والعلماء ، ومن بنی شيئاً في ذلك المرقد المقدّس.

يستفاد من جملة من كتب التواريخ أنَّ التعميرات الحادثة في المرقد المرتضويعليه‌السلام أساسية كانت أو تزیینية ، هي على ما ستذكر :

داود العباسي

الأول: ما صدر من داود العبَّاسي ، حيث أرسل رجلين من العملة ، ومعهما غلام له ، يقال له الجمل ، إلى قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وقال لهم : امضوا إلى هذا القبر الَّذي افتتن به الناس ، ويقولون إنه قبر علي حَتَّى تنبشوه ، وتجيئوني بأقصى ما فيه.

فمضوا إلى الموضع وقالوا : دونكم وما أمر به ، فحفر الحفّارون وهم يقولون : لا حول ولا قوة إلّا بالله في أنفسهم ، حَتَّى نزلوا خمسة أذرع ، فلمَّا بلغوا

__________________

(١) لم يذكر في كتاب (مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف) ، فهو ممَّا يستدرك عليه ، ومؤلفه المرحوم المحقق الأُستاذ كاظم عبود الفتلاوي کاظم عبود الفتلاوي شيخ إجازتنا فقدناه في هذه السنة ـ ١٤٣١ هـ ـ في ليلة ١٣ من شهر محرم الحرام ، وكان صاحب فضل علينا لتشجيعه الحثيث لي بالسير على خطى طريق التحقيق الَّذي أنعم الله عزَّ وجلَّ به عليّ في إحياء الدائر من المآثر ، فنحمده على نعمه دائماً وأبدا.

٥٢٦

إلى الصلابة قال الحفّارون : قَدْ بلغنا إلى موضع صلب وليس نقوی بنقره ، فأنزلوا الحبشي ، فأخذ المنقار فضرب ضربة سمعنا لها طنيناً شديداً في البرّ ، ثُمَّ ضرب ثانياً ، فسمعنا طنيناً أشد ممَّا تقدّم ، ثُمَّ ضرب الثالثة فسمعنا أشدَّ من ذلك ، ثُمَّ صاح الغلام صيحةً ، فقمنا وأشرفنا عليه ، وقلنا للذين كانوا معه اسألوه ما باله؟

فلم يجبهم ، وهو يستغيث ، فشدُّوه وأخرجوه بالحبل ، فإذا على يده من أطراف أصابعه إلى مرفقه دم ، وهو يستغيث ولا يكلّمنا ، ولا يحارُ جواباً ، فحملناه على البغل ورجعنا طائرین ، ولم يزل لحم الغلام ينشر من عضده وجبينه وسائر شقه الأيمن ، حَتَّى انتهينا إلى داود. فقال : أيُّ شيء وراء كم؟ فقلنا : ما تراه ، وحدّثناه بذلك فالتفت إلى القبلة وتاب عمّا هو عليه ، ورجع عن المذهب ، وتولی وتبرّأ.

وركب بعد ذلك ليلاً إلى مصعب بن جابر فسأله أن يعمل على القبر صندوقاً ، ولم يخبره بما جرى بوجه من سوَّى مكان المرقد وطمَّه بالتراب ، وعمّر الصندوق عليه ، ومات الغلام الأسود من وقته ، والقصة مذكورة في كتاب (فرحة الغري)(١) .

وداود هذا هو أبو سليمان بن علي بن عبد الله بن العبَّاس ، عم السَّفاح ، وهو الَّذي نازع الصادقعليه‌السلام في إرث مولی لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله توفّي ولم يخلّف وارثاً ، فخاصم ولد العبَّاس الصادقعليه‌السلام وكان هشام بن عبد الملك قَدْ حجّ في تلك السنة ، فجلس لهم ، فقال داود : الولاء لنا.

__________________

(١) فرحة الغري : ١٥۹ ح ۹۸.

٥٢٧

فقال الصادقعليه‌السلام : «بل الولاء لي » ، فقال داود : إنَّ أباك قاتل معاوية.

فقالعليه‌السلام : «إن كان أبي قاتل معاوية فقد كان حظّ أبيك فيه الأوفر »(١) .

قلت : وإنما كان حظ أبيه فيه الأوفر ؛ لأن أباه عبد الله بن العبَّاس كان مع أمير المؤمنين في قتال معاوية ، وكان يسعى فيه سعياً بليغاً ثُمَّ فرّ ، وهو الَّذي قتل المُعلَّی بن خنیس وكان من قوام أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وإنَّما قتله بسببه ، وکان محموداً عنده ، ومضى على منهاجه(٢) .

وأمره مشهور ، فروي عن أبي بصير ، قال : لمّا قتل داود بن علي المعلَّی بن خنیس وصلبه ، عظم ذلك على أبي عبد اللهعليه‌السلام واشتدّ عليه ، وقال له : يا داود! علامَ قتلت مولاي وقيّمي في مالي ، وعلى عيالي؟ والله إنَّه لا وجه عند الله منك(٣) .

وبالجملة : كان في أيام السَّفاح ، وصعد المنبر بالكوفة يوم بويع السَّفاح ، وقال : يا أهل الكوفة ، إنّه لم يقم فيكم إمام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلا علي بن أبي طالب ، وهذا القائم فيكم يعني : السَّفاح. ثُمَّ ولّاه المدينة ، والموسم ومكّة ، واليمن ، واليمامة(٤) .

وقال ابن عساكر في تأريخه : (لمّا بويع لبني العبَّاس كان مسنداً ظهره إلى الكعبة ، فقال : شكراً شكراً ، إنّا والله ما خرجنا لنحفر بكم نهراً ، ولا لنبني قصراً ، ظن عدو الله لن نقدر عليه أمهل له في طغيانه ، وأرخى له من زمانه ، حَتَّى عثر في فضل

__________________

(١) الكافي ۸ : ٢٥۸ ح ٣٧٢.

(٢) خبر قتله إياه ورد في الكافي ٢ : ٥١٣ ، ح ٥.

(٣) الغيبة للطوسي : ٣٤٧ ح ٣۰۰.

(٤) تاریخ ابن خلدون ٣ : ١٧٣.

٥٢٨

خطامه. فالآن حيث أخذ القوس باريها ، وعاد النبال إلى النزعة ، وعاد الملك إلى نصابه ، في أهل بيت نبيِّكم ، أهلَ الرأفة والرحمة. والله إن كنّا لنشهد المرَّ ونحن على فرشنا ، أمن الأسود والأبيض لكم ذمّة رسوله ، وذمَّة رسوله ، وذمَّة العبَّاس ، ورب هذه البنية لا نُهيج منكم أحداً.

ثُمَّ نزل ، وسمع سالم بن حفصة يطوف بالبيت وهو يقول : لبيك مُمْهِلَ(١) بني أميَّة فأجازه داود بألف دينار )(٢) .

واستعمله السَّفاح على الكوفة ، ثُمَّ عزله وبعثه ، فصلّی بالموسم. وكان حجّه سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، وكان أول من ولي المدينة من بني العبَّاس ، وأول من أقام الحج للناس في ولاية العبَّاسيين. وتوفي بالمدينة سنة ١٣٢ ، واستخلف عليها ولده موسی(٣) .

ولمّا كان أبو العبَّاس عبد الله بن محمّد بالكوفة صعد المنبر ليخطب الناس ، فحضر ولم يتكلَّم ، فوثب داود بين يدي المنبر فخطب وذكر أمرهم ، وخروجهم ، ومنَّى الناس ، ووعدهم العدل ، فتفرقوا عن خطبته.

وتوفّي وهو ابن اثنتين وخمسين سنة ، وكان أدرك من خلافتهم ثمانية أشهر ، وقيل تسعة أشهر(٤) ،(٥)

__________________

(١) في المصدر : (مهلك).

(٢) تاریخ مدينة دمشق ١٧ : ١٦٤ ضمن ترجمته.

(٣) تاریخ مدينة دمشق ١٧ : ١٦٥ ضمن ترجمته.

(٤) تاريخ مدينة دمشق ١٧ : ١٦٧ ضمن ترجمته.

(٥) وفي مزار المشهدي : ٢٤٠ ح ٧ ، وعنه فرحة الغري : ١٢١ ح ٦٥ ما نصّه واللفظ للأول : (زيارة أخرى لهعليه‌السلام ) «حدّثنا الحسن بن محمّد ، عن بعضهم ، عن سعد بن عبد الله الأشعري ، قال : حدثني أحمد بن محمّد بن عيسى ،

٥٢٩

[هارون الرشيد]

الثاني : البناء الهاروني ، قال الشيخ المفيد في (الإرشاد) ، وصاحب (عمدة الطالب) ، واللفظ للأخير : (فلم يزل قبرهعليه‌السلام مخفياً حَتَّى كان زمن الرشید هارون بن محمّد بن عبد الله العبَّاسي ، فإنه خرج ذات يوم إلى ظاهر الكوفة يتصيَّد ، وهناك حمر وحشية وغزلان ، فكان كلَّما ألقى الصقور والكلاب عليها لجأت إلى كثيب رمل هناك ، فترجع عنها الصقور والكلاب. فتعجَّبَ الرشیدُ من ذلك ورجع إلى الكوفة ، وطلب من له علم بذلك ، فأخبره بعض شيوخ الكوفة : أنه قبر أمير المؤمنين عليعليه‌السلام .

فيحكى أنه خرج ليلاً إلى هناك ومعه علي بن عيسى الهاشمي ، وأبعد أصحابه عنه ، وقام يصلّي عند الكثيب ، ويبكي ، ويقول : والله يا ابنَ عمّ إنّي لأعرف حقَّك ، ولا اُنكر فضلك ، ولكن ولدك ليخرجون عليّ ، ويقصدون قتلي ، وسلب ملكي. إلى أن قرب الفجر وعلي بن عیسی نائم ، فلمَّا قرب الفجر أيقظه هارون ، وقال : قم فصلّ عند قبر ابن عمِّك.

__________________

عن الحسن بن عيسى ، عن هشام بن سالم ، قال : حدثني صفوان الجمال قال : لما وافيت مع جعفر الصادقعليه‌السلام الكوفة نريد أبا جعفر المنصور ، قال لي : يا صفوان أنخ الراحلة فهذا حرم جدي أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فأنختها ، ونزل فاغتسل وغير ثوبه وتخفى وقال لي : افعل مثل ما افعله ، ثُمَّ أخذ نحو الذكوات وقال لي : قصر خطاك والق ذقنك إلى الأرض ، فإنه يكتب لك بكل خطوة مائة ألف حسنة ، ويمحى عنك ألف سيئة ، ويرفع لك مائة ألف درجة ، ويقضى لك مائة ألف حاجة ، ويكتب لك ثواب كل صديق وشهيد مات أو قتل. ثُمَّ مشى ومشينا معه وعلينا السكينة والوقار ، ونسبح ونقدس ونهلل ، إلى أن بلغنا الذكوات ، فوقفعليه‌السلام ونظر يمنة ويسرة ، وخط بعكازته فقال لي : اطلبه ، فطلبت فإذا أثر القبر في الخط ، ثُمَّ أرسل دموعه على خده وقال : إنا لله وإنا إ راجعون ، وقال : السلام عليك أيها الوصي البر التقي ـ وذكر تمام الزيارة إلى أن قال صفوان ـ قلت : يا سيدي تأذن لي أن أخبر أصحابنا من أهل الكوفة به ، فقال : نعم ، وأعطاني دراهم وأصلحت القبر». (انتهی).

وهذا الخبر يدلّ على أن أول من عمّر قبره عليه‌السلام هو الإمام الصادق صلوات الله عليه ، فتدبر.

٥٣٠

قال : وأي ابن عمّ هو؟ قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ؟ فقام علي بن عيسى فتوضأ وزار القبر ، ثُمَّ إنَّ هارون أمر أن تبنى عليه قُبَّة ، وأخذ الناس في زيارته ، والدفن لموتاهم حوله ، إلى أن كان زمن عضد الدولة فناخسرو ابن بویه. انتهى(١) .

وهارون هو : الخليفة الخامس من العبَّاسيين ، توفّي بطوس ، في ليلة السبت في الثالث من ربيع الثاني سنة ١۹٣(٢) .

الداعي الصغير مُحمّد بن زيد

الثالث : بناء محمّد بن زيد بن محمّد بن إسماعيل ـ حالب الحجارة(٣) ـ ابن الحسن بن زید بن الحسن المجتبىعليه‌السلام المعروف : بالداعي الصغير ، الَّذي ملك طبرستان في سنة ٢٧٣ ، بعد أن ملكها أخوه الحسن بن زيد ـ الملقَّب : بالداعي الكبير الأول ، وكان ظهوره بطبرستان سنة ٢ ٥ ۰ ، وتوفي سنة ٢٧۰ وله كتاب (الجامع في الفقه) وكتاب (البيان) ، وكتاب (الحجّة في الإمامة)(٤) ـ ولم يعقب.

__________________

(١) عمدة الطالب : ٦٢ ، الإرشاد ١ : ٢٥ ، غير أن المفيد ذكر الحكاية ولم يذكر أمر البناء الهاروني ، فلاحظ.

(٢) ينظر : تاریخ الخلفاء : ٢٦٣ ـ ٢٧٦ ، كما ينظر عن هذه العمارة : ماضي النجف وحاضرها ١ : ٤١ ، أعيان الشيعة ١ : ٥٣٦.

(٣) قال الدامغاني محقق کتاب المجدي في أنساب الطالبيين ص ٣٤٦ ما نصّه : (وإسماعيل هذا هو الملقّب بحالب الحجارة : لشدته وقوته وصلابته ، كما في تاريخ طبرستان ص ۹٤ ـ أو جالب الحجارة بالجحيم معجمة كما في منتقلة الطالبية ص ١٥٧ و١٥۸ ، وينقل الفاضل المغفور له السيِّد جلال الدين الحسيني الأرموي المعروف بالمحدثرحمه‌الله ، في الحاشية من ص ٤٥٩ من النقض من لباب الأنساب للبيهقيرحمه‌الله ما هذا نصّه : (وسمعت أيضا بالجحيم واللام ولا أدري وجهه من طريق مكتوب إلا أني سمعت السيِّد النسابة الونكي بالري إنه قال : كان إسماعيل ينقل الحجارة من الجبال ويبني بها المساجد والقناطر بيده فقيل له جالب الحجارة بالجيم ـ وقد نقل المحدّثرحمه‌الله هذا من مخطوطة من لباب الأنساب التي كانرحمه‌الله يملكها. والله العالم)).

(٤) ينظر : فهرست النديم : ٢٤٤.

٥٣١

واستولى على الأمر بعده خِتنُه على أُخته : أبو الحسين أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن علي بن عبد الرحمن الشَّجري ، ابن القاسم بن الحسن بن زید بن الحسنعليه‌السلام ، وكان أخو الداعي : محمّد بن زید بجرجان. فلمَّا وصل إليه الخبر زحف إلى أبي الحسين من جرجان سنة ٢٧١ ، فقتله وملك طبرستان ، وأقام بها سبع عشرة سنة وسبعة أشهر ، واستولى على تلك الديار حَتَّى خطب له رافع بن هرثمة بنیشابور. ثُمَّ لمّا بلغه أسر عمر وابن ليث توجَّه نحو تسخیر خراسان. فتقدم لدفعه محمّد بن هارون السرخسي صاحب إسماعيل بن أحمد الساماني فقتله في ظاهر كركان ـ یعنی جرجان ـ في شهر شوال سنة ٢۸٧ ، وحمل رأسه وابنه زيد بن محمّد إلى بُخاری ، ودفن بدنه بجرجان عند قبر الديباج محمّد بن الصادقعليه‌السلام ، وكان فاضلاً متديِّناً ، وحسن السيرة.

وكيف كان : فمحمّد بنى على المشهد الشريف قُبَّة وحائطاً حَتَّى قيل : إنه أول من أظهر مشهد جدهعليه‌السلام .

وهو الَّذي أخبر الصادقعليه‌السلام عنه بـ : «إنّه لا تذهب الأيام حَتَّی يبعث الله رجلاً ممتحناً في نفسه في القتل ، يبني عليه حصناً فيه سبعون طاقاً ».

قال حبيب بن الحسين : سمعت هذا الحديث قبل أن يبنى على الموضع شيء ، ثُمَّ إن محمّد بن زيد وجّه فبنى عليه ، فلم تذهب الأيام حَتَّى امتحن محمّداً في نفسه بالقتل.

والخبر روي في (مدينة المعاجز)(١) .

__________________

(١) دلائل الإمامة : ٤٥۹ ح ٤٣٩ / ٤٣ ، مدينة المعاجز ٦ : ١٥٧ ح ١٩١٥ / ٣٤٥ ، وينظر عن هذه العمارة : ماضي النجف وحاضرها ١ : ٤٢ ، أعيان الشيعة ١ : ٥٣٦.

٥٣٢

السيد أبو علي عمر

الرابع : بناء السيِّد أبو علي عمر الرئيس الجليل ، والَّذي ردّ الله علی يده الحجر الأسود ، لمَّا نهبت القرامطة مكّة في سنة ٣١٧ ، وأخذوا الحجر وأتوا به إلى الكوفة ، وعلَّقوه في السارية السابعة من المسجد ، والقصّة طويلة.

وكان السيِّد المزبور أمير الحاج فردّ الحجر إلى محلّه في سنة ٣٣۹ ، فكان لبثه عندهم ٢٢ سنة.

وهذا السيِّد الجليل بنی قُبَّة جدّه أمير المؤمنينعليه‌السلام من خالص ماله ، وهو من ذرية الحسين ذي الدمعة ، فهو أبو علي عمر بن يحيى القائم بالكوفة ابن الحسين النقيب الطاهر ابن أبي عاتقة أحمد الشاعر المحدّث ابن أبي علي عمر ابن أبي الحسين يحيى ـ من أصحاب الكاظم ، المقتول سنة ٢ ٥ ۰ ، الَّذي حمل رأسه في قوصرة للمستعین ـ ابن أبي عبد الله(١) ، الزاهد العابد الحسين ـ ذي الدمعة ، الَّذي ربّاه الصادقعليه‌السلام وأورثه علماً جمّا ـ ابن زید الشهيد ابن السجادعليه‌السلام (٢) .

وقيل : ردّ الحجر على يد أبيه يحيى(٣) .

السلطان عضد الدولة الديلمي

الخامس : (بناء السلطان عضد الدولة الديلمي) جاء وأقام في النَّجف قريباً من سنة ، فأحضر المعماريين ، والبنّائين من أطراف البلاد ، وخرب العمارة العتيقة ،

__________________

(١) في الأصل : (أبي عاتقة) وما أثبتناه من المصدر.

(٢) خاتمة المستدرك ٢ : ٢٩٧ ، وينظر حادثة رد الحجر في : عمدة الطالب : ٢٧٥.

(٣) ينظر عن هذه العمارة : أعيان الشيعة ١ : ٥٣٦.

٥٣٣

وصرف أموالاً كثيرة جزيلة ، وعمّر عمارة جليلة ، وقد ستر الحيطان بالخشب الساج المنقوش ، وأصحّ القناة الآتية قناة آل أعين ، وبنى المنهدم منها وأحكمها أشدَّ من الأول ، فاشتهرت بقناة آل بويه ، وما زالت تسقي أهل النَّجف عذبَ الماء حَتَّى أبلى الدهر جدَّتها بعد مئات من السنين(١) .

قال ابن كثير : (إنَّ عضد الدولة لمّا توفّي في بغداد سنة ٣٧٢ أوصى قبل وفاته بحمل جنازته إلى مشهد النَّجف ، فحمل ودفن جوار الروضة المتبرّكة ، وكتبوا على قبره : هذا قبر عضد الدولة وتاج المملكة (٢) أبي شجاع ابن رکن الدولة ، أحبَّ مجاورة هذا الإمام المُتّقي (٣) لطمعه في الخلاص ، ﴿يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا(٤) ، وصلواته الناظرة على محمّد وآله الطاهرة )(٥) .

قال : (ومن جملة مآثره : تجديد عمارة مشهد أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ).

وفي حبيب السير : (أنه دفن عضد الدولة ممَّا يلي رجلي الإمام عليه‌السلام ، عند البابين اللذين يدخل منهما إلى الروضة )(٦) .

وفي (فرحة الغري) : (كانت زيارة عضد الدولة للمشهدين الشريفين الطاهرين الغروي والحائري في شهر جمادى الأُولى من سنة ٣٧١ ، وورد مشهد الحائر ، مشهد مولانا الحسينعليه‌السلام لبضع بقين من جمادی ، فزارهعليه‌السلام ، وتصدَّق وأعطى الناس على

__________________

(١) ذكر هذه القناة السيِّد البراقي في اليتيمة الغروية : ٤٦٠ ، وقال : وهو [وهي ـ ظ] ماء الآبار في وسط البلد. (انتهی) وینظر عنها : تاريخ النجف الأشرف ١ : ٢۸٢.

(٢) في الأصل : (الملة) وما أثبتناه من المصدر.

(٣) في الأصل : (المعصوم) وما أثبتناه من المصدر.

(٤) سورة النحل : من آية ١١١.

(٥) البداية والنهاية ١١ : ٣٤٢ ضمن حوادث سنة ٣٧٢ هـ.

(٦) حبيب السير ٢ : ٤٢٧.

٥٣٤

اختلاف طبقاتهم ، وجعل في الصندوق دراهم ، فَفُرِّقت على العلويين ، فأصاب کلِّ واحد منهم : اثنان وثلاثون درهماً ، وكان عددهم ألفين ومائتي اسم.

ووهب لعوام المجاورين عشرة آلاف درهم ، وفرَّق على أهل المشهد من الدقيق والتمر مائة ألف رطل ، ومن الثياب خمسمائة قطعة ، وأعطى الناظر عليهم ألف درهم.

وخرج وتوجَّه إلى الكوفة لخمس بقين من جمادى المؤرّخ ، ودخلها وتوجَّه إلى المشهد الشريف الغروي يوم الاثنين ، ثاني يوم وروده وزار الحرم الشريف ، وطرح في الصندوق دراهم ، فأصاب كل منهم واحداً وعشرين درهما ، وكان عدد العلويين ألفاً وسبعمائة اسم ، وفرق على المجاورين وغيرهم خمسة آلاف درهم ، وعلى الناحية ألف درهم ، وعلى القرَّاء والفُقهاء ثلاثة آلاف درهم ، وعلى المرتبين والخازن والبواب على يد أبي الحسن العلوي ، وعلى يد أبي القاسم بن أبي العابد ، وأبي بكر بن سیَّار)(١) .

شرف الدولة

وفي (تاريخ الذهبي) : (أنَّ في سنة ٣٧۹ مات صاحب بغداد شرف الدولة بن عضد الدولة وله ٢۹ سنة ، وكانت دولته ثلاثين شهراً ، ودفن عند أبيه بالمشهد الأمجد.

وفي سنة ٤٠٣ مات صاحب بغداد السلطان بهاء الدولة ابن عضد الدولة وله ٤ ٢ سنة ، وكانت مدَّة ملكه ٢ ٤ سنة ، ودفن بالمشهد الأسعد)(٢) .

__________________

(١) فرحة الغري : ١٥٤ ح ٩٥.

(٢) الكامل في التاريخ ٩ : ٢٤١.

٥٣٥

جلال الدولة البويهي

وذكر ابن كثير أيضاً : (أنَّ جلال الدولة البويهي توجَّه من بغداد نحو الغريّ لزيارة أمير المؤمنين ، وكان في أكثر الطريق يمشي على قدميه طلباً لمزيد الأجر والثواب ، وزار مشهد الحسينعليه‌السلام وذلك سنة ٤٣١ ، وتوفّي هو سنة ٤٣٥) ( ١).

ابن الحجاج الشاعر

والظاهر أنَّ القُبَّة التي هي بناء عضد الدولة هي المقصودة من قول أبي عبد الله حسين بن أحمد الحجَّاج ، الملقّب بابن الحجَّاج الشاعر ، الماهر في قصيدته المعروفة ، المشهورة التي أولها :

يا صاحِبَ القُبَّة البيضاء في النَّجف

مَنْ زارَ قَبرَكَ واستشفى لَدَيْكَ شُفِي

وتوفّي ابنُ الحجَّاج في يوم الثلاثاء السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ٣۹١ بالنيل ، وحُمِلَ إلى بغداد ودفن عند مشهد موسی بن جعفرعليه‌السلام ، وأوصى أن يكتب على قبره : ﴿وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ(٢) .

وكان من كبار الشيعة ، وكفى في فضله أن السيِّد الرضيرحمه‌الله انتخب شعره وسماه (الحَسَنُ من شِعْرِ الحُسَين) ، ويظهر من شعره أنه من أولاد الحجَّاج بن يوسف الثقفي.

قال ابن شبانة : (وهو مناف كونه من بلاد العجم إلّا أن يكون ولد فيها ، انتهى (١) )(٢) .

__________________

(١) البداية والنهاية ١٢ : ٥۹ ، وينظر عن زيارته : اليتيمة الغروية : ٥٤٤ ، وورد في الأصل تاریخ وفاته خطأ وما أثبتناه من النجوم الزاهرة.

(٢) سورة الكهف : من آية ١۸.

٥٣٦

وكيف كان ، فلم تزل عمارة عضد الدولة باقية إلى سنة ٧ ٥ ٣ فاحترق الحرم ، واحترق فيما احترق مصحف في ثلاثة مجلَّدات يقال إنّه كان بخط صاحب المرقدعليه‌السلام وإنه كان في آخره : وكتب علي ابن أبي طالب.

ويقال : إنَّ الَّذي كان في آخر ذلك المصحف : علي ابن أبي طالب ، ولكن الياء تشتبه بالواو في الخط الكوفي(٣) .

قال في (عمدة الطالب) : (وقد رأيت مصحفاً بالمذار في مشهد عبيد الله بن علي بخطّ أمير المؤمنين عليه‌السلام في مجلَّد واحد في آخره بعد تمام كتابة القرآن المجيد : بسم الله الرحمن الرحيم كتبه عليُّ بن أبي طالب. ولكنَّ الواو تشتبه بالياء في ذلك الخط )(٤) .

وسيأتي في المقام السابع زيادة لهذا المطلب ، فراجع حيث هناك(٥) .

السادس : البناء المتجدِّد بعد ما وقع من الحرق.

قال في (العمدة) : (وجُدِّدت عمارة المشهد على ما هي عليه الآن ، وقد بقي من عمارة عضد الدولة قليل ، وقبور آل بویه هناك ظاهرة مشهورة لم تحترق )(٦) .

__________________

(١) تتمة أمل الآمل (مخطوط) : ترجمة رقم ٢٧.

(٢) ينظر ترجمته في : الغدير ٤ : ۹۰ ـ ١۰١ ، الأعلام ٢ : ٢٣١ ، أعيان الشيعة ٥ : ٤٢٧ رقم ٩٦٥ ، الكنى والألقاب ١ : ٢٥٦.

(٣) عمدة الطالب : ٢۰ ، وفيه تاریخ احتراق الحرم الشريف سنة ٧٥٥ هـ.

(٤) عمدة الطالب : ٢١.

(٥) ينظر عن هذه العمارة : ماضي النجف وحاضرها ١ : ٤٣ ـ ٧٤ ، أعيان الشيعة ١ : ٥٣٧.

(٦) عمدة الطالب : ٦٢.

٥٣٧

المستنصر العبَّاسي وما يتعلق بداخل الروضة المقدَّسة

وصاحب (العمدة) توفّي سنة ۸٢۸ وظنّي أنَّ مقصوده من هذا البناء ، الضريح الَّذي عمله الخليفة المستنصر العبَّاسي ، على ما ذكره صاحب (الفرحة) ، قال : (والخليفة المستنصر عمل الضريح الشريف ، وبالغ فيه )(١) .

وأقدم تاریخ یوجد الآن في داخل الحرم الشريف هي الكتيبة التحتانية المتَّصلة بالهزارة فإنَّ تاریخ کتابتها سنة ١١٣١(٢) ، وظنّي أنّ الكتابة الفوقانية التي هي باللّاجورد الأبيض الواقعة في منطقة القُبَّة المنوَّرة من داخل الحرم مع التزيينات الواقعة حول الكتيبة فما فوق ، كلُّها من آثار السلطان نادر شاه ؛ لأنَّ الكتيبة المزبورة قَدْ ختمت باسم کاتبها (مهر علي) في سنة ١١٥٦(٣) .

وهذا التأريخ موافق لتاريخ تذهیب القُبَّة الَّذي هو من آثار نادر ؛ إذ قَدْ كتب بالحروف الذهبية المارقة على جبهة الإيوان الشرقي المتَّصل بالرواق الشرقي ما نصُّه :

(الحمد لله تعالى قَدْ تشرف بتذهیب هذه القُبَّة المنوَّرة والروضة المطهَّرة : الخاقان الأعظم ، وسلطان السلاطين الأفخم ، أبو المظفَّر المؤيَّد بتأييد الملك القاهر ، السلطان : نادر أدام الله ملکه ، وأفاض على العالمين سلطته وبرَّه ، وعدله وإحسانه.

__________________

(١) فرحة الغري : ١٤٤.

(٢) هذا التاريخ الَّذي ذكره المؤلفرحمه‌الله هو داخل الحرم ، وإلا ففي الصحن الشريف من جهة باب الطوسي توجد لوحة قبر لامرأة موجودة فوق باب رواق عمران بن شاهين كتب فيها اسمها وتاریخ وفاتها في سنة (٧٧٦ هـ) ، فلاحظ.

(٣) ينظر : معارف الرجال ٣ : ٢٥۰ ، تاريخ النجف الأشرف ٢ : ٣٣٣.

٥٣٨

وقيل في تاريخه : خلَّده الله ودولته سنة ستٍّ وخمسين ومائة وألف) انتهى(١) .

ولقد أجاد من أرَّخ ذلك بقوله : (آنست من جانب الطور ناراً) سنة ١١ ٥٦(٢) .

ولا أدري أن التزيينات الزجاجية ، والترصيعات المراتبة التي هي داخل الحرم الشريف في أيِّ تاريخ حدثت؟ ومَنْ الباذل لنفقتها؟ غير أنه يوجد من جهة الرأس الشريف من طرف القبلة وعكسها مرآتان كبيرتان مكتوب على كلّ منهما هذا البيت :

قُلْ لِمَنْ يسألُ عَنْ تاريخِها

هو صَرْحٌ من قواريرَ مُمَرَّدُ

أعني : (سنة ١٣۰١).

مشير السلطنة الشيرازي

وأمّا الضريح الفضّي الموضوع فعلاً على المرقد الشريف ، فهو من آثار مشير السلطنة الشيرازي ـ من رجال السلطان ناصر الدین شاه القاجاري ـ وتاریخ الفراغ منه : (تمّ ضريح الأمير) سنة ١٢٩٨(٣) .

العاضد الخليفة الفاطمي

وحكى ابن النَّجار في تاريخ المدينة : (أن العاضد آخر خلفاء الفاطميين عمل للحُجرة النبوية ستارة من الدبيقي الأبيض عليها الطُّرُز والجامات المرقومة بالإبريسم الأصفر والأحمر ، مكتوب عليها سورة (يس) بأسرها ، والخليفة العبَّاسي يومئذ

__________________

(١) ذکر محمّد على التميمي في كتابه مدينة النجف : ٢٣۰ أن هذه الكتابة موجودة على جهة الإيوان [الشرقي] الذهبي كتبت بالحروف الذهبية.

(٢) القائل هو السيِّد نصر الله الحائري ضمن قصيدة طويلة وردت في أعيان الشيعة ١۰ : ٢١٥.

(٣) ينظر : تاريخ النجف الأشرف ٢ : ٥٤٧.

٥٣٩

المستضيء بأمر الله. ولمَّا جهّزها إلى المدينة امتنع قاسم بن مهنا ـ أمير المدينة يومئذ ـ من تعليقها حَتَّى يأذن فيه المستضيء ، فنفذ الحسين بن أبي الهيجاء قاصداً إلى بغداد في استئذانه في ذلك ، فأذن فيه ، فعلقت الستارة على الحجرة الشريفة نحو سنتين ، ثُمَّ بعث المستضيء ستارة من الإبريسم البنفسجي عليها الطراز والجامات البيض المرقومة ، وعلى دور خاماتها مرقوم : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعلى طرازها اسم الإمام المستضيء بالله. فقلعت الأُولى ونفذت إلى مشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه بالكوفة ، وعُلّقت ستارة المستضيء مكانها)(١) .

وهذا ما يتعلَّق بداخل الروضة المقدِّسة.

[أروقة الحرم المقدَّس]

وأمَّا الرواق الشرقي الَّذي منه باب الحرم الشريف ، فقد زُيَّن بالترصیعات الزجاجية على ما هي الآن على نفقة الحاج حمزة التبريزي ، كان ساكناً في النَّجف ، وكان من التجَّار المعروفين بالتديُّن ، وكان يحب الخير ، وتوفي في النَّجف ودفن. وعلى ما بلغني : أنه أنفق على ذلك ثلاثة آلاف توماناً ، وفرغ من تعمیره سنة ١٢۸ ٤(٢) .

وفي سنة ١٣۰٧ شرعوا في تزيين الأروقة القبلية ، والشمالية ، والغربية ، على ما هي الآن على نفقة الحاجي أبو القاسم ، والحاجي على أكبر البو شهري ، وفرع منه سنة ١٣۰۹ (٣).

__________________

(١) ينظر : تاريخ النجف الأشرف ١ : ٤٤٤ ، عن صبح الأعشى ٤ : ٣۰٦.

(٢) ينظر : اليتيمة الغروية : ٤٦٢ ، تاريخ النجف الأشرف ١ : ٤٢٣ ، وفيه أنه كان ذلك سنة ١٢۸٥ هـ.

(٣) ينظر : اليتيمة الغروية : ٤٦٣ ، تاريخ النجف الأشرف ١ : ٤٢٣.

٥٤٠

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683