تحفة العالم في شرح خطبة المعالم الجزء ١

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم 5%

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم مؤلف:
المحقق: أحمد علي مجيد الحلّي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 683

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 683 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 16873 / تحميل: 1897
الحجم الحجم الحجم
تحفة العالم في شرح خطبة المعالم

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

فصل

[فيمن فاز بحسن الجوار من الأعلام]

الرضي والمرتضى ووالدهما

قَدْ فاز بحسن الجوار جملة من العلماء ، والملوك ، والسلاطين ، والأعيان من القدماء ، والمتأخّرين ، فممَّن فاز بحسن الجوار مَيِّتاً : الشريف أبو أحمد الحسين بن موسى ، والد الشريفين : الرضي ، والمرتضى ، المتوفّى سنة ٤٠٠ ببغداد ، وقد أناف على التسعين ثُمَّ حمل إلى الحائر فدفن قريباً من قبر الحسينعليه‌السلام (١) .

وفي كتاب (الدرجات الرفيعة) : (أنه مدفون معه ولداه الرضي والمرتضى ، بعد أن دفنا في دارهم في بلد الكاظمين ، ثُمَّ نقلا إلى جوار جدِّهما الحسين عليه‌السلام )(٢) .

وقال ابن شدقم الحسيني في كتابه (زهر الرياض وزلال الحياض) : (إن في سنة ٩٤٢ هـ نبش قبره بعض قضاة الروم ، فرآه كما هو لم تغير الأرض منه شيئاً. وحكى من رآه : أن أثر الحناء في يديه ولحيته ، وقد قيل : إنَّ الأرض لا تغيِّر أجساد الصالحين ) ، انتهى(٣) .

وقالجدِّي بحر العلوم بعد ما نقل ما ذكر: (والظاهر أنّ قبر السيِّد وقبر أبيه وأخيه في المحلّ المعروف بـ(إبراهيم المجاب) ) ، انتهى(٤) .

__________________

(١) عمدة الطالب : ٢٠٤ وفيه أن قبره بالقرب من قبر الإمام الحسينعليه‌السلام معروف ظاهر.

(٢) الدرجات الرفيعة : ٤٦٣.

(٣) عنهالفوائد الرجالية ٣ : ١١١.

(٤) الفوائد الرجالية ٣ : ١١١.

٦٠١

وقيل : (إنَّهم مدفونون مع إبراهيم الأصغر ابن الإمام الكاظمعليه‌السلام ، وإنَّ قبره خلف ظهر الحسينعليه‌السلام بستَّة أذرع)(١) .

مجد الملك البراوستاني

وممَّن فاز بحسن الجوار مجد الملك : أسعد بن محمّد البراوستاني ، القمِّي ، وزير السلطان بركيارق السلجوقي ، بعد أن قتل سنة ٤٧٢ نقل نعشه إلى كربلاء ، ومن آثاره المادية قُبَّة البقيع ، وبناء مرقد عثمان بن مظعون ، وبقعة السيِّد عبد العظيم الحسني ، وروضة الإمامين موسى الكاظم ومحمّد الجوادعليه‌السلام (٢) .

النظام شاهيّة(٣)

ومنهم برهان نظام شاه ابن أحمد شاه ، من عائلة النظام شاهيّة في (أحمد نكر) مملكة الهند ، فإنه مات سنة ٩٦١ ، ودفن بجنب أبيه المزبور ، ثُمَّ نقلا إلى الحائر(٤) .

ومنهم : مرتضى نظام شاه ابن الحسين نظام شاه ، المعروف بـ(ديوا) ، قتل سنة ٩٩٦ ، وأُودع جثمانه زماناً ، ثُمَّ نقل إلى الحائر(٥) .

__________________

(١) القول ذكره السيِّد حسن الصدر في تحية أهل القبور المطبوع بضميمة نزهة أهل الحرمين.

(٢) ترجم له في معجم البلدان ١ : ٢٦٨.

(٣) النظامشاهية : كانوا ملوكاً في أحمد نكر من بلاد الهند وهم عشرة ملوك أوّلهم ملك حسن نظام الملك بن برهمنان ثُمَّ برهان نظامشاه بن أحمد شاه وهو أول من اختار مذهب التشيع من أسرة النظامشاهية وآخرهم مرتضى نظامشاه بن شاه علي ، كان حياً ١٠١٦ وبعده أخذت سلطنتهم في الانحطاط والزوال. (أعيان الشيعة ١٠ : ٢٢٢).

(٤) ينظر : أعيان الشيعة ٣ : ٥٥٧.

(٥) ينظر : الذريعة ٢ : ٨٥ رقم٣٣٧.

٦٠٢

وعن تاريخ الغياثي : (أنَّ الخواجة عطاء الملك ، وصاحب الديوان ، وابنه هارون زاروا النَّجف على عهد اشتغالهم بوزارة العراق وإمارته. وزار معهم الجمُّ الغفير من أئمة الفريقين. وبعد الفراغ من الزيارة انجرّ كلامهم إلى مسألة الإمامة ، فقال هارون : إنا نستكشف حقيقة الحال من المصحف الَّذي هو على المرقد الشريف ، ونتفاءل به ، وبما أمرنا نمضي. فلمَّا فتح المصحف كان في أول صفحة هذه الآية : ﴿قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي(١) ، فتشيَّع كلُّهم)(٢) .

ميرزا أقاسي الصدر

ومنهم : الحاج ميرزا أقاسي الصدر الأعظم للسلطان محمّد شاه القاجاري إلى أوائل سلطنة ناصر الدين. ثُمَّ انسلخ من الأُمور ، وسكن الحائر الشريف حَتَّى توفّي هناك ، وذلك سنة ١٢٦٥.

السلطان مظفر الدين شاه القاجاري

ومنهم : السلطان مظفر الدين شاه القاجاري ، المتوفّى سنة ١٢ ذي القعدة سنة ١٣٣٤ ، وحمل تابوته إلى الحائر.

__________________

(١) سورة طه : ٩٢ ـ ٩٣.

(٢) تاريخ الغياثي : لعبد الله بن فتح الله البغدادي بعد ٩٠١ هـ ، الملقب بالغياث ، مؤرخ من أهل بغداد ، أقام زمناً في سرية وتاريخه مخطوط وهو في تاريخ العراق ، ولغته عراقية عامية كان حياً سنة ٩٠١ هـ.) الأعلام ٤ : ١١٢).

٦٠٣

السلطان محمّد علي شاه القاجاري

وكذلك ابنه السلطان محمّد علي شاه خُلِعَ عن السلطنة ٢٧ جمادى الثانية سنة ١٣٢٧ ، وسافر إلى أدسا من بلاد الأجانب إلى أن مات ، فحمل تابوته إلى الحائر.

السلطان أحمد شاه القاجاري

فالسلطان أحمد شاه ابن السلطان محمّد علي شاه ، خُلِعَ عن السلطنة سنة ١٣٤٤ ، وانقرضت دولة القاجارية بخلعه ، وتوفّي في شهر شوال سنة ١٣٤٨ وحمل تابوته من أوربا حيث توفّي إلى الحائر الحسيني(١) .

ابن فهد الحلّي

وممَّن فاز بحسن الجوار حيّاً وميتاً : الشيخ أبو العبَّاس أحمد بن محمّد بن فهد الحلِّي الأسدي ، صاحب المقامات العالية في العلم والعمل ، والتصانيف كـ(المهذّب البارع) ، و (شرح مختصر النافع) ، و (عدّة الداعي) ، و (شرح ألفية الشهيد)(٢) ، و (الإرشاد)(٣) .

رأى ليلة في منامه أن أمير المؤمنينعليه‌السلام أخذ بيد السيِّد المرتضىرحمه‌الله وهما يمشيان في الروضة الغروية ، وعليهما الأثواب من الحرير الأخضر ، فدنا الشيخ أحمد

__________________

(١) ينظر : ترجمة رجال الدول القاجارية في كتاب دوائر المعارف للسيد مهدي الكاظمي الإصفهاني ص ٦١.

(٢) ألفية الشهيد : المشتملة على ألف واجب في الصلاة للشيخ أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن مكي الشامي العاملي الجزيني الشهيد سنة ٧٨٦ مرتبة على مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة وكتب بعدها النقلية في مستحبات الصلاة. (يظهر : الذريعة ٢ : ٢٩٦ رقم ١١٩٥).

(٣) أي كتاب إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان لآية الله العلامة الحلّي المولود سنة ٦٤٨ والمتوفى سنة ٧٢٦ هو من أجل الكتب الفقهية قَدْ أحصي مجموع مسائله في خمسة عشر ألف مسألة ، وله شروح كثيرة منها شرح الشيخ أحمد بن فهد الاحسائي ، اسمه : (خلاصة التنقيح). (ينظر : الذريعة ١ : ٥١٠ رقم ٢٥٠٩).

٦٠٤

منهما وسلَّم ، فأُجيب ، ثُمَّ قال له السيد : أهلاً بناصرنا أهل البيت ، فسأل منه أسماء مصنَّفاته ، فذكر له جملة منها فقال له السيد : اكتب كتاباً ، واجعل في مفتتحه هذه العبارة : (بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله المقدَّس بكماله عن مشابهة المخلوقات).

فلما فاق من النوم شرع بكتاب (التحرير) وافتتحه بذلك(١) .

ولد سنة ٧٥٧ وتوفّي سنة ٨٤١ ، وقبره قربي المخيَّم الحسيني ، معروف يزار ، وله قُبَّة عالية.

فصل

في ذكر أولادهعليه‌السلام

قال كمال الدين محمّد بن طلحة : (إنَّ للحسينعليه‌السلام ستَّة أولاد ذكور ، وأربع بنات)(٢) .

فأوّلهم : علي الأكبر ابن الحسينعليه‌السلام قتل مع أبيه في يوم الطف ، وله يومئذ على ما قيل تسع عشرة سنة ، وروي ثماني عشرة سنة ، وهو ضعيف ، كما سنحقّقه ، واُمُّه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي.

وعلي بن الحسين : الأوسط وهو الإمام زين العابدينعليه‌السلام .

وجعفر بن الحسين لا بقية له ، واُمُّه قضاعية ، وتوفّي في حياة أبيه.

وعبد الله بن الحسين الملقب بالرضيع جاءه سهم وهو في حجر أبيه ، وهو المعروف بعليٍّ الأصغر ، وحفر له الحسين قبراً بجفن سيفه ودفنه.

__________________

(١) ينظر : خاتمة المستدرك ٢ : ٢٩٣ وفيه : (قال السيد : صنَّف كتاباً مشتملاً على تحرير المسائل ، وتسهيل الطرف والدلائل ، واجعل مفتتح ذلك الكتاب : بسم الله الخ).

(٢) مطالب السؤول : ٣٩٢.

٦٠٥

ومحمّد.

وعمر بن الحسين ، ذكره ابنُ الأثير ، وله في مجلس يزيد مكالمة مع خالد بن يزيد(١) .

وفي (معجم البلدان) : ((بلد) مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل ، وبها مشهد عمر بن الحسين بن علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه )(٢) .

وأمَّا البنات : فسكينة وهي خيرة النسوان بشهادة الحسينعليه‌السلام ، واُمُّها الرباب بنت امرئ القيس بن عَديّ ، كلبية ، معدِّية ، وهي شقيقة عبد الله الرضيع.

وفاطمة بنت الحسين ، واُمُّها اُمُّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله.

وزبيدة بنت الحسين.

وزينب بنت الحسين ، تلك عشرة كاملة(٣) .

ثُمَّ عثرت في كتاب (معجم البلدان) : (أنّ في غربيّ حلب في سفح جبل (جوشن) قبر المحسن بن الحسين عليه‌السلام ، ويزعمون : أنه سقط لما جيء بالسبي من العراق لتحمل إلى دمشق ، أو طفل كان معهم مات بحلب فدفن هنالك )(٤) .

__________________

(١) تاريخ الطبري ٤ : ٣٥٣ وفيه ـ المطبوع ـ أن المكالمة وقعت مع ابن الإمام الحسنعليه‌السلام والتصحيف ممكن باعتبار أنها ذكرت بمصادر أخرى مع ابن الإمام الحسينعليه‌السلام .

(٢) معجم البلدان ١ : ٤٨١.

(٣) ينظر : بحار الأنوار ٤٥ : ٢٢٩ باب ٤٨ (عدد أولاده صلوات الله عليه ومجمل أحوالهم) تجد فيه مجمل أقوال النسابة والمؤرّخين.

(٤) معجم البلدان ٢ : ٢٨٤ مادة (حلب) ، وفي ج ٢ ص ١٨٦ منه ـ مادة (جوشن) ـ : جوشن جبل في غربي حلب ، ومنه كان يحمل النحاس الأحمر وهو معدنه ، ويقال : إنه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين بن عليرضي‌الله‌عنه ، ونساؤه ، وكانت زوجة الحسين حاملاً فاسقطت هناك فطلبت من الصناع في ذلك الجبل خبزاً وماء فشتموها ومنعوها ، فدعت عليهم ، فمن الآن من عمل فيه لا يربح ، وفي قبلي الجبل مشهد يعرف بمشهد السق ويسمى مشهد الدكة ، والسقط يسمى محسن بن الحسينرضي‌الله‌عنه .

٦٠٦

تنبيهات

علي بن الحسينعليه‌السلام المقتول

الأوّل : قال ابن إدريس في باب المزار من (السرائر) بعد ذكر جملة من آداب الزيارة ما لفظه : (فإذا كانت الزيارة لأبي عبد الله الحسينعليه‌السلام زار ولده علياً الأكبر ، واُمُّه ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي ، وهو أوّل قتيل في الوقعة ، يوم الطف ، من آل أبي طالبعليهم‌السلام ، وولد علي بن الحسينعليه‌السلام هذا في إمارة عثمان.

وقد روى عن جدّه علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وقد مدحه الشعراء ، وروي عن أبي عبيدة ، وخلف الأحمر : أن هذه الأبيات قيلت في عليّ بن الحسين الأكبر ، المقتول بكربلاء :

لم تَرَ عينٌ نظرَتْ مثلَهُ

مِنْ مُحتفٍ يمشي ومن(١) ناعِلِ

يغلي نئيَّ اللَّحم حَتَّى إذا

أنضجَ لم يُغْلِ على الآكِلِ

كان إذا خبَتْ(٢) له نارُهُ

يُوقِدُها بالشرفِ الكامِلِ

كيما يراها بائِسٌ مُرمِلٌ

أو فردُ حيٍّ ليسَ بالآهِلِ

أعني ابنَ ليلى ذا السدا والندا

أعني ابنَ بنتِ الحَسَبِ الفاضِلِ

لا يؤثُر الدنيا على دينهِ

ولا يبيعُ الحقَّ بالباطِلِ

__________________

(١) في المصدر : (ولا).

(٢) في المصدر : (شبت).

٦٠٧

قال : وقد ذهب شيخنا المفيد في كتاب (الإرشاد) إلى أنّ المقتول بالطف هو علي الأصغر ، وهو ابن الثقفية ، وأَنَّ عليّاً الأكبر هو زين العابدينعليه‌السلام اُمُّه اُمُّ ولد ، وهي شاه زنان بنت كسرى يزدجرد).

ثُمَّ قال محمّد بن إدريس : (والأولى الرجوع إلى أهل هذه الصناعة ، وهم النسابون : وأصحاب السير والأخبار والتواريخ. مثل : الزبير بن بكّار في كتاب (أنساب قريش) ، وأبي الفرج الأصفهاني في (مقاتل الطالبيين) ، والبلاذري ، والمزني صاحب كتاب (اللباب في أخبار الخلفاء) ، والعمري ـ النسّابة ـ حقَّق ذلك في كتاب المجدي ، فإنه قال : وزعم من لا بصيرة له أنّ علياً الأصغر هو المقتول بالطَّفّ ، وهذا خطأ ووهم(١) ، وإلى هذا ـ يعني كون المقتول هو الأكبر ـ ذهب صاحب كتاب (الزواجر والمواعظ) ، وابن قتيبة في (المعارف) وابن جرير الطبري المحقِّق لهذا الشأن ، وابن أبي الأزهر في تاريخه ، وأبو حنيفة الدينوري في (الأخبار الطوال) ، وصاحب كتاب (الفاخر) ـ مصنف من أصحابنا الإمامية ، ذكره شيخنا أبو جعفر في فهرست المصنفين(٢) ـ وعلي بن همّام في كتاب (الأنوار) في تواريخ أهل البيت ومواليدهم ، وهو من جملة أصحابنا المصنفين المحقِّقين ، فهؤلاء جميعاً أطبقوا على هذا القول ، وهم أبصر بهذا النوع.

إلى أن قال : وأي غضاضة تلحقنا ، وأي نقص يدخل على مذهبنا ، إذا كان المقتول علياً الأكبر ، وكان علي الأصغر الإمام المعصوم بعد أبيه الحسينعليه‌السلام ، فإنه كان لزين العابدين يوم الطف ثلاث وعشرون سنة ، ومحمّد ولده الباقرعليه‌السلام حي له ثلاث سنين وأشهر.

__________________

(١) المجدي في أنساب الطالبيين : ٩١.

(٢) الفهرست : ٢٨٠ رقم ٩٠١ / ٨٠ ومؤلفه هو أبو الفضل الصابوني.

٦٠٨

ثم بعد ذلك كلّه ، فسيدنا ومولانا علي بن أبي طالبعليه‌السلام كان أصغر ولد أبيه سنّاً ، ولم ينقصه ذلك) ، انتهى(١) .

وفيه من المبالغة والإصرار ما لا يخفى على اُولي الأنظار ، وممَّن أصر على ذلك الإربَلّي صاحب كتاب (كشف الغُمَّة)(٢) .

ومنهم الشهيدرحمه‌الله في (الدروس) قالرحمه‌الله : (وإذا زاره ـ يعني : الحسينعليه‌السلام ـ فليزر ولده علي بن الحسينعليه‌السلام وهو الأكبر) ، انتهى(٣) .

وهو موافق لما في تاريخ ابن الجوزي ، حيث قال : (في ذكر أولاد الحسين : علي الأكبر قتل مع أبيه يوم الطف ، ولا بقية له. وعلي الأصغر وهو زين العابدين عليه‌السلام ، والنسل له ) ، انتهى(٤) .

وحيث ثبت : أن علياً المقتول أكبر سناً من الإمام زين العابدين ، فالقول بأن سنَّة ثماني عشرة سنة ـ كما هو المعروف على الألسنة ، بل المنظوم في المراثي ـ ليس بصحيح ؛ إذ من المعلوم أنَّ علياً أخاه زين العابدينعليه‌السلام ، كان له من العمر حين استشهد أبوه الحسينعليه‌السلام ثلاث وعشرون سنة ، فيلزم أن يكون عمر المقتول أكثر من ذلك ، كما هو المنقول عن المجلسيرحمه‌الله في (جلاء العيون) من أنه كان له من العمر يومئذ خمس وعشرون سنة.

__________________

(١) السرائر : ١ :٦٥٤ ـ ٦٥٧.

(٢) كشف الغُمَّة ٢ : ١٢.

(٣) الدروس ٢ : ١١.

(٤) تذكرة الخواص ٢ : ٢٤٠.

٦٠٩

وأيضاً ليس من الصحيح ما هو معروف ومشهور من أنه : قتل علي الأكبر قبل أن يتزوَّج.

ومن البعيد من سيرة أهل البيتعليهم‌السلام أن يبلغ أولادهم هذه المبالغ من العمر وهم على حالة العزوبة ، مضافاً إلى ما في زيارة أبي حمزة الطويلة التي رواها المجلسي في (التحفة) عن الصادقعليه‌السلام في زيارة علي بن الحسينعليه‌السلام : «صلى الله عليك وعلى عترتك وأهل بيتك وآبائك وأبنائك »(١) ، وجعلها من أوّلَ زيارَة الحسينعليه‌السلام .

رأس الإمام الحسينعليه‌السلام وما قيل فيه

الثاني : ذكر السيِّد علي الميبدي في (كشكوله) نقلاً عن المسعودي في (مروج الذهب) مدعياً انفراده في هذا النقل ، ولم يروه من غيره وهي حادثة عظيمة في رأس الحسينعليه‌السلام ، قال : (في بيان أيام الدولة العبَّاسية ، وسبي بنات مروان الحمار إلى صالح بن علي ، فقالت بنت مروان الكبرى : ليسَعَنا من عدلِكُم ما وسِعَكُم من جَورِنا.

فقال صالح بن علي : ألم تفعلوا كذا وكذا ـ وذكر أفعال بني أُميَّة ببني هاشم وبني العبَّاس ـ إلى أن قال : ألم يخرج بحرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سبايا (٢) ، وبعث برأس الحسين قَدْ نقب دماغه على رأس رمح يدار به كور الشام ومدائنها )(٣) .

__________________

(١) تحفة الزائر : ٣٢٣ ضمن زيارة الإمام الحسينعليه‌السلام الأولى.

(٢) في مروج الذهب زيادة : (حتّى ورد بهنّ على يزيد بن معاوية ، وقبل مقدمهنّ بعث إليه ...).

(٣) مروج الذهب ٤ : ٨٩ ، وكشكول العبيدي لم أقف عليه وهو للسيد علي بن محمد علي الحسيني الميبدي ، طبع بطهران وهو اليزدي المقيم بكرمانشاه ، المتوفى سنة نيف وعشرة وثلاثمائة وألف وكان مجازاً من الفاضل

٦١٠

أقول : ومن المحقِّق أن نسخة (مروج الذهب) التي كانت عند الميبدي ؛ قَدْ بدل منها الصاد المهملة بالقاف المعجمة سهواً من الكاتب ، وإلا فالموجود في سائر النسخ قَدْ نصب دماغه على رأس رمح(١) ، وعليه فلا غرابة فيه.

ولما انجرّ الكلام إلى رأس الحسينعليه‌السلام فلا بأس بالإشارة إلى جملة ممَّا يتعلّق بذلك ، ففي جملة من التواريخ المعتبرة : (أن بمصر مزاراً يعرف بمشهد رأس الحسین علیه السلام).

ففي (صبح الأعشى) : (أن سبب بنائه ؛ أن رأس الإمام الحسينعليه‌السلام كان بعسقلان ، فخشى الصالح طلائع بن رزيك عليه من الفرنج فبنی جامعه خارج باب زويلة ـ وهي محلَّة وباب بالقاهرة ـ وقصد نقل الرأس إليه فغلبه الفائز على ذلك ، وأمر بابتناء هذا المشهد ، ونقل الرأس إليه في سنة ٥٤٩.

قال : ومن غریب ما اتَّفق من بركة هذا الرأس الشريف ما حكاه القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر : أنَّ السلطان صلاح الدین یوسف بن أيوب حين استولى على القصر بعد موت العاضد ـ آخر خلفاء الفاطميين بمصر ـ قبض على خادم من خدَّام القصر وحلق رأسه وشدَّ عليها طاساً داخله خنافس فلم يتأثر بها. فسأله السلطان صلاح الدين عن ذلك وما السر فيه؟ فأخبر : أنه حين أحضر الرأس الشريف إلى المشهد حمله على رأسه ، فخلَّى عنه السلطان وأحسن إليه) ، انتهى(٢) .

__________________

الاردکانی ، وکشکوله مشحون بالفرائد والفوائد الأدبية والأشعار الرائقة والانشاءات الفائقة والأدلة والبراهين الكلامية ودفع شبهات الملحدين وأحادیث وروایات وسنن ومستحبات. (عن الذريعة ١۸ : ٧٦ رقم ٧٤٩).

(١) والموجود في النسخ المطبوعة : (قد ثقب دماغه على رأس رمح ...) ، ومن المعلوم أن كلمة (نقب) أقرب في التصحيف من (نصب) ، فتأمَّل.

(٢) صبح الأعشى : ٣ : ٣٩٥.

٦١١

وفي (معجم البلدان) : (أن بمصر من المشاهد والمزارات : بالقاهرة مشهداً به رأس الحسين بن علي رضي‌الله‌عنه ، نقل إليها من عسقلان لما أخذ الفرنج عسقلان.

قال : وهو خلف دار المملكة يزار) ، انتهى(١) .

وقال اليافعي : (بعث برأس الحسين عليه‌السلام إلى عمرو بن سعيد ـ يعني : والي المدينة ـ فكفن ، ودفن بالبقيع عند قبر اُمَّه فاطمة عليهما‌السلام ).

قال : (هذا أصح ما قيل فيه )(٢) .

وذكر الشيخ ابن نما ، عن منصور این جمهور : (أنه دخل خزانة يزيد بن معاوية لما فتحت فوجد بها جونة حمراء فقال لغلامه سليم : احتفظ بهذه الجونة فإنَّها كنز من كنوز بني اُميَّة.

فلمَّا فتحها إذا فيها رأس الحسينعليه‌السلام وهو مخضوب بالسواد ، فقال لغلامه : آتني بثوب. فأتاه فلفَّه ، ثُمَّ دفنه بدمشق عند باب الفراديس عند البرج الثالث ممَّا يلي المشرق)(٣) .

__________________

(١) معجم البلدان ٥ : ١٤٢.

(٢) مرآة الجنان ١ : ١۰۹.

(٣) مثير الأحران : ٨٥ ، وذكر بعده ما نصّه : (وحدّثني جماعة من أهل مصر إن مشهد الرأس عندهم يسمونه (مشهد الكريم) ، عليه من الذهب شيء كثير ، يقصدونه في المواسم ويزورونه ويزعمون أنه مدفون هناك ، والَّذي عليه المعول من أقوال أنه أعید إلی الجسد بعد أن طيف به في البلاد ودفن معه ، ولقد أحسن نائح هذه المرثية في فادح هذه الرزية :

رأس ابن بنت محمّد ووصيه

للناظرين على قناة يرفعُ

والمسلمون بمنظرٍ وبمسمعٍ

لا منكسرٌ فيهم ولا مُتفجِّعُ

كحلت بمنظرك العيون عمايةً

واصم رزؤكَ كلَّ اذن تسمعُ

أيقظتَ اجفاناً وكنت لها كرى

وانمت عيناً لم تكن بك تهجَعُ

ما روضة إلا تمنَّتْ أنَّها

لك حفرة ولخطِّ قبرِكَ مضجَعُ

٦١٢

ويروى أيضاً : (أن سليمان بن عبد الملك بن مروان : طلب الحسن البصري ، وقال له : رأيت في النوم : أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يلاطفني فما تأويل ذلك؟

قال له : لعلك أحسنت إلى أولاده وعترته؟! فقال : نعم ، وجدت رأس الحسين في خزانة يزيد ، فوضعته في خمسة أثواب من حرير ، وصلَّيت عليه مع خمسة من أصحابي ، ودفنته في ضريح. فقال الحسن : من ذلك ؛ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أظهر رضاءه عنك ، فأكرمه سليمان ، وأنعم عليه وأرجعه)(١) .

ويقال : (أنّه لمّا تخلّف عمر بن عبد العزيز ؛ أخذ يتفحَّص عن رأس الحسينعليه‌السلام ، فأخبروه : أنه مدفون. فأمر بنبشه ، واستخرجه ، ولم يعلم بعده بما جرى على الرأس الشريف)(٢) .

وقال البلاذري أيضاً في تاريخه : (هو ـ يعني الرأس الشريف ـ بدمشق في دار الإمارة)(٣) .

ووافقه على ذلك الواقدي.

وفي (التذكرة) حكاية عن ابن أبي الدنيا ، قال : (وجد رأس الحسين عليه‌السلام في خزانة يزيد بدمشق ، فكفَّنوه ، ودفنوه بباب الفراديس )(٤) .

__________________

(١) ينظر : مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٣ : ٢٢۰ ، نظم درر السمطين : ٢٢٦ باختلاف يسير.

(٢) ينظر : تاريخ مدينة دمشق ٦۹ : ١٦١ بالتفصيل.

(٣) عنه تذکرة الخواص ٢ : ٢۰۸.

(٤) تذکرة الخواص ٢ : ٢۰٧.

٦١٣

قال ابن عساكر في تاريخه : (باب الفراديس من شمال البلد أيضاً(١) منسوب إلى محلة كانت خارج الباب تسمَّى (الفراديس) وهي الآن خراب ، وکان للفراديس باب آخر عند باب السلامة فسُدَّ ، (والفراديس) بلغة الروم : البساتين)(٢) .

قلت : ويقال له الآن : (باب السلام) رُمِّم سنة ٦٤ ١ هـ.

ويقال أيضاً ، كما في (التذكرة) : (أنه بمسجد الرّقّة على الفرات بالمدينة المشهورة ، ذكره عبد الله بن عمر الورَّاق في مقتله ، وقال : لمَّا حضر الرأس هين يدي یزید بن معاوية قال : لأبعثنه إلى آل أبي معيط عوضاً عن رأس عثمان! وكانوا بالرّقّة فبعثه إليهم ، فدفنوه في بعض دورهم ، ثُمَّ أدخلت تلك الدار في المسجد الجامع.

قال : وهو إلى جانب سدرَةٍ هناك ، وعليه شبيه التنبل(٣) لا يذهب شتاءً ولا صيفاً ) ، انتهى(٤) .

ولم يذكر أحد هذا غير ابن الورَّاق.

وقال المقريزي في (خططه) : (عن الملك الأفضل لما فتح بیت المقدس سنة ٤٩١ ذهب منه إلى عسقلان ، وتفحَّص عن رأس الحسينعليه‌السلام لمَّا بلغه أنه مدفون هناك في مشهد قديم فوجده ، وأخرج الرأس وطيَّبه ، وجعله في سفط ، ووضعه في بیت عال بنى له مشهداً رفيعاً ، ثُمَّ حمل الرأس الشريف بنفسه ، ضامّاً له إلى صدره ، ومشی برجله إلى المشهد حَتَّى دفنه في ذلك الضريح.

__________________

(١) في المصدر : (من شامه) أي من الشام ، فلاحظ.

(٢) تاریخ مدينة دمشق ٢ : ٤۰۸.

(٣) التنبل : ضرب من اليقطين. (القاموس المحيط ٣ : ٣٤١ وفيه : التانبول).

(٤) تذکرة الخواص ٢ : ٢۰۹.

٦١٤

وذكر بعضُ المؤرِّخين : أنَّ أوّل من شرع في بناء ذلك المشهد بعسقلان هو أمير الجيوش بدر الجمالي وزير المستنصر بالله معدّ الفاطمي ، ثُمَّ من بعده أكمله الملك الأفضل)(١) .

رأس الإمام الحسينعليه‌السلام في النّجف

وفي جملة من الأخبار : أن الرأس الشريف مدفون في النَّجف ، عند أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وعقد له في (الوسائل) باباً مستقلاً عنوانه : باب استحباب زیارة رأس الحسينعليه‌السلام عند قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام واستحباب صلاة ركعتين لزيارة كلٍّ منهما(٢) .

منها : ما رواه بإسناده عن مبارك الخبَّاز ، قال : قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : «أسرجوا البغل والحمار في وقت ما قدم وهو في الحيرة ، قال : فركب وركبت حَتَّى دخل الجرف ، ثُمَّ نزل فصلى ركعتين ، ثُمَّ تقدم قليلاً آخر فصلى ركعتين ثُمَّ تقدم قليلاً آخر فنزل فصلى ركعتين ، ثُمَّ ركب ورجع ، فقلت له : جعلت فداك ما الأَوليين والثانيتين والثالثتين؟ قال : الركعتين الأوليين : موضع قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام ، والركعتين الثانيتين : موضع رأس الحسين عليه‌السلام ، والركعتين الثالثتين : موضع منبر القائم عليه‌السلام ».

__________________

(١) المواعظ والاعتبار (الخلط المقريزية) ٢: ٢۰٤.

(٢) الوسائل ١٤ : ٣۸۹ ـ ٤۰٣ باب ٣٢ وفيه تسعة أحاديث.

٦١٥

وبالإسناد عن عمر بن عبد الله بن طلحة النهدي ، عن أبيه ، قال : «دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فذكر حديثاً حدثناه ، قال : مضينا معه ـ يعني : أبا عبد الله عليه‌السلام ـ حَتَّى انتهينا إلى الغري ، قال : فأتی موضعاً فصلى ، ثُمَّ قال لإسماعيل : قم فصل عند رأس أبيك الحسين عليه‌السلام ، قلت : أليس قَدْ ذهب برأسه إلى الشام؟ قال : بلی ولكن فلان مولانا سرقه فجاء به فدفنه هاهنا »(١) .

وفي (الكافي) : بإسناده إلى يزيد بن عمر بن طلحة ، قال : «قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام وهو بالحيرة : أما تريد ما وعدتك؟ قلت : بلی ـ يعني الذهاب إلى قبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه ـ قال : فركب وركب إسماعيل وركبت معهما حَتَّى إذا جاز الثوية وكان بين الحيرة والنَّجف عند ذکوات بيض ، نزل ونزل إسماعيل ونزلت معهما ، فصلَّی وصلَّی إسماعيل وصلَّيتُ ، فقال لإسماعيل : قم فسلّم على جدَّكَ الحسين عليه‌السلام ، فقلت : جعلت فداك أليس الحسين عليه‌السلام بكربلا؟ فقال : نعم ولكن لمَّا حُمِلَ رأسه إلى الشام سرقه مولى لنا فدفنه بجنب أمير المؤمنين عليه‌السلام ».

وفيه أيضاً : بإسناده عن أبان بن تغلب ، قال : «كنت مع أبي عبد الله عليه‌السلام فمرَّ بظهر الكوفة ، فنزل فصلَّى ركعتين ، ثُمَّ تقدَّم فصلَّى ركعتين ، ثُمَّ سار قليلاً فنزل فصلَّى ركعتين ، ثُمَّ قال : هذا موضع قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام قلت : جعلت فداك ، والموضعان اللَّذان صليتَ فيهما؟ فقال : موضع رأس الحسين عليه‌السلام ، وموضع منزل القائم »(٢) .

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٤ : ٣۹۸ باب ٣٢ ح ١و٢.

(٢) الكافي ٤ : ٥٧١ باب موضع رأس الحسينعليه‌السلام ح ١ و ٢.

٦١٦

وروی جعفر بن محمّد بن قولویه بإسناده عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن موسی الخشّاب ، عن علي بن أسباط ، رفعه ، قال : «قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إنَّك إذا أتيت الغري رأيت قبرين ، قبراً كبيراً وقبراً صغيراً ، فأما الكبير فقبر أمير المؤمنين ، وأمَّا الصغير فرأس الحسين عليه‌السلام »(١) .

وعن يونس بن ظبيان ، قال : «كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام بالحيرة أيام مقدمه على أبي جعفر إلى أن قال : فركب وركبت. ولمَّا خرجنا من الحيرة ، قال : تقدَّم يا يونس ، قال : فأقبل يقول : تيامن تياسر ، فلمَّا انتهينا إلى الذَّكوات الحمر (٢) ، قال : هو المكان ، قلت : نعم ، فتيامَنَ ، ثُمَّ قصد إلى موضع فيه ماء وعين فتوضَّأ ، ثُمَّ دنا من أكمة فصلَّى عندها ، ثُمَّ مال عليها وبکی ، ثُمَّ مال إلى أكمَةٍ دونها ، ففعل مثل ذلك ، ثُمَّ قال : يا يونس افعل مثل ما فعلت ، ففعلت ذلك. فلمَّا تفرَّغت قال لي : يا يونس تعرفُ هذا المكان ، فقلت : لا ، فقال : الموضع الَّذي صلَّيتُ عنده أوّلاً هو قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام ، والأكمة الأُخرى رأس الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، إنَّ الملعون عبيد الله بن زیاد لعنه الله لمَّا بعث برأس الحسين عليه‌السلام إلى الشام رُدَّ إلى الكوفة ، فقال : أخرجوه عنها لا يفتن به أهلُها ، فصيَّره الله عند أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فالرأس مع الجسد والجسد مع الرأس »(٣) .

__________________

(١) کامل الزيارات : ۸٤ ح ٨٤ / ٦.

(٢) في الأصل : (الزكوات) ويأتي الكلام عليها من المؤلِّف وما اثبتناه من المصدر.

(٣) کامل الزيارات : ۸٦ ح ٨٦ / ١٠.

٦١٧

مسجد الحنّانة

ويظهر من أخبار اُخر : أنّ الرأس الشريف مدفون في مسجد الحنَّانة الواقع بقرب النَّجف في طريق مسجد الكوفة.

في أمالي الشيخ بإسناده عن المفضَّل بن عمر ، قال : «جاز مولانا جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام بالقائم المائل في طريق الغريّ ، فصلَّى عنده رکعتين ، فقيل له : ما هذه الصلاة؟ قال : هذا موضع رأس جدِّي الحسين بن علي عليهما‌السلام ، وضعوه ها هنا »(١) .

ويظهر من خبر آخر : أنَّ ها هنا نزل القوم الَّذين كان معهم رأس الحسينعليه‌السلام في صندوق ، فبعث الله عزَّ وجلَّ طيراً فاحتمل الصندوق بما فيه ، فمرَّ بهم جمَّال ، فأخذوا رأسه وجعلوه في الصندوق وحملوه.

والخبر مروي في (مدينة المعاجز) عن أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري الشيعي في كتاب (دلائل الإمامة)(٢) .

والغريب جدّاً ما ذكره صاحب (الجواهر) في كتاب الحجّ أنّه : (ويمكن أن يكون هذا المكان موضع دفن الرأس الشريف بعد سلخه ، فإنَّهم ـ لعنهم الله تعالى ـ نقلوه بعد أن سلخوه ) ، انتهى(٣) .

ولعلَّ موضع القائم المائل هو المسجد المعروف الآن بـ(مسجد الحنَّانة) الواقع قرب النَّجف ؛ ولذا يصلّي الناس فيه(٤) .

__________________

(١) الأمالي للطوسي : ٦۸٢ ح ١٤٥٠ / ٣.

(٢) مدينة المعاجز : ٢٢٥ ح ١٢٥١ / ٣٠٤ ، دلائل الإمامة : ٤٥٩ ح ٤٣٩ / ٤٣.

(٣) جواهر الكلام ٢۰ : ۹٣.

(٤) ذكره العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج ۹٧ ص ٤٥ نقلاً من خط الشهيد قدس الله روحه.

٦١٨

وروى الشيخ في (أماليه) : (بسنده عن ابن مسكان ، عن جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام ، قال : سألته عن القائم المائل في طريق الغري؟ فقال : نعم ، إنَّه لمّا جاز سرير أمير المؤمنين عليعليه‌السلام انحنى أسفاً وحزنا على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكذلك سرير أبرهة لمَّا دخل عليه عبد المطَّلب انحنی ومال)(١) .

وقال سبط ابن الجوزي في (التذكرة) : (واختلفوا في الرأس على أقوال أشهرها أنه رد إلى المدينة مع السبايا ، ثُمَّ رد للجسد إلى كربلاء فدفن معه)(٢) .

وصرَّح به أيضاً أبو ريحان البيروني في (الآثار الباقية)(٣) .

وقال يوسف بن حاتم الشامي في (الدر النظيم) : (إنَّ المشهور بين علمائنا الإمامية أنه دفن رأسه مع جسده ، ردَّه علي بن الحسينعليه‌السلام بكربلاء)(٤) .

وقال الصدوق في (الأمالي) : (خرج علي بن الحسينعليهما‌السلام بالنسوة ، وردّ رأس الحسينعليه‌السلام بكربلاء)(٥) .

وقال الشيخ ابن حجر في (شرح الهمزية) : (وقيل : اُعيد ـ يعني الرأس الشريف ـ إلى الجثة بكربلاء بعد أربعين يوماً من قتله)(٦) .

__________________

(١) الأمالي للطوسي : ٦۸٢ ح ١٤٥١ / ٤.

(٢) تذکرة الخواص ٢ : ٢۰٦.

(٣) الآثار الباقية : ٢۹٤ ، وفيه ما نصّه : (وفي العشرين رُدَّ رأس الحسين إلى جُثَّتِه حَتّى دُفِنَ مع جثته ، وفيه زيارة الأربعين وهم حرمة [كذا ولعلها تصحيف : (هو وحرمه)] بعد انصرافهم من الشام).

(٤) لم أعثر عليه في كتاب الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهامیم.

(٥) الأمالي للصدوق : ٢٣١ ح ٢٤٣ / ٤.

(٦) المنح المكية في شرح القصيدة الهمزية لابن حجر المكي : ٢٧١.

٦١٩

وقال صاحب (حبيب السير) : (إنَّ الإمام الرابع مع أخواته وعمَّاته وسائر أقربائه توجَّهوا إلى المدينة في العشرين من صفر ، وألحق رأس الحسين عليه‌السلام وسائر الشهداء بأبدانهم ، وبعده سارع إلى تربة جدِّه المقدسة ، وألقى رحل إقامته )(١) .

وأصح الروايات التي هي مختار الشيعة والعلماء الأخيار في باب دفن الرأس المكرَّم هو ذلك.

وروى ابن طاووس في (اللهوف) وغيره في غيرها : (إنَّ رأس الحسين عليه‌السلام اُعيد فدفن مع بدنه بكربلاء ، وأن عمل الطائفة على ذلك )(٢) .

بيان وتصحيح :

((الحِيْرة) بكسر الحاء المهملة ، وسكون الياء المثناة من تحت ، وبعدها راء : مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النَّجف)(٣) .

و ((الجُرْف) بالضم ، وسكون الراء ، وبعدها فاء : موضع بالحيرة ، كانت به منازل المنذر)(٤) .

موضع منبر القائم : هو موضع في خارج النَّجف ، یعرف بـ(مقام المهديعليه‌السلام ) وعليه قُبَّة من الكاشي الأخضر ، وقد عمّره جدّي بحر العلوم ، ومن

__________________

(١) حبیب السير ٢ : ٦۰.

(٢) اللهوف : ١١٤ بتصرف ، وختاماً أورد ما ذكره ابن الجوزي في تذکرة الخواص ج ٢ ص ٢۰۹ ، قال : وفي الجملة في أي مكان رأسه أو جسده فهو ساكن في القلوب والضمائر ، قاطن في الأسرار والخواطر ، أنشدنا بعض أشياخنا في هذا المعنى :

لا تطلبوا المولى حسين

بأرض شرق أو بغرب

ودعوا جميع وعرجوا

تحوي فمشهده بقلبي

(٣) معجم البلدان ٢ : ٣٢۸.

(٤) معجم البلدان ٢ : ١٢۸.

٦٢٠

بعده زار النَّجف السيِّد محمّد خان ـ سلطان السند ـ فبذل على تعميره فعُمِّر وذلك سنة ( ١٣١۰ هـ)(١) وينسب إليه بعض الكرامات(٢) .

((الغَرِيّ) بفتح الغين المعجمة ، وكسر الراء ، وتشديد الياء ، والغَرِيَّان : طربالان ، وهما بناءان كالصومعتين بظاهر الكوفة قرب قبر علي بن أبي طالب عليه‌السلام )(٣) .

((الثَوِيَة) بفتح الثاء المثلثة ثُمَّ الكسر ، وياء مشددة ، ويقال (الثُّوَيَّة) بالتصغير : موضع قريب من الكوفة ، وقيل : بالكوفة ، وقيل : خريبة إلى جانب الحيرة على ساعة منها ، ذكر العلماء : كانت سجناً للنعمان بن المنذر ، كان يحبس فيها من أراد قتله ، فكان يقال لمن حبس بها ثوى ، أي : أقام ، فسمِّيت الثوية بذلك )(٤) .

الزكوات : قال بعض المثبتين في سبع نسخ التي بأيدينا : بالزاي ، ولم أقف في كتب اللُّغة له معنى يناسب المقام ، إلّا أنَّ الطريحي في (المجمع) قال :((الذكوات) بالذال المعجمة جمع (ذَكاة) بالفتح : الجمرة الملتهبة من الحصى ، ومنه الحديث : قبر علي عليه‌السلام بين ذكوات بيض ، واُحبُّ التختّم بما يظهره الله بالذكوات البيض (٥) )(٦) .

__________________

(١) كذا وفي كتيبة القُبَّة أن تاريخ تعمير الراجة للمقام كان سنة (١٣۰۸ هـ) ، وعليه يصحح ما نقله المؤرخون ـ وهم عدة ـ عنه.

(٢) وقد ألَّفتُ كتاباً في تاريخ هذا المقام باسم (تاریخ مقام الإمام المهديعليه‌السلام في وادي السلام) طبع في مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهديعليه‌السلام سنة ١٤٢٧ هـ ، ويقع في ١٤۸ صفحة.

(٣) معجم البلدان ٤ : ١٩٦.

(٤) معجم البلدان ٢ : ٨٨.

(٥) إشارة إلى الأحجار المعروفة بـ(در النجف).

(٦) مجمع البحرين ٢ : ١۰۰ ، كما أشير إلى موضع قبره بين الذكوات في كامل الزيارات : ٨١ ح ٧٧ / ١ ، فرحة الغري : ٩١ ح ٣٦.

٦٢١

الثالث : أنّ الحسينعليه‌السلام كان يشبه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من رأسه إلى صدره ، ويشبه أباه في بقية الأعضاء(١) .

الإمام الحسينعليه‌السلام أوّل سياسي في العالم

أشجع الناس ، وأعلم أهل الإسلام قاطبة بأحكام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مع فصاحة اللّسان ، وطلاقة البيان ، جامع لجميع الخصال الحسنة التي كانت في العرب مستحسنة ، وكان أوّل شخص سیاسي في العالم الإسلامي ، ويمكن أن يقال : إنه لا يرى في أرباب الديانات أحد اختار مآثر السياسة مثلهعليه‌السلام . فإنَّ يزيد لمّا أخذ ولاية العهد من أبيه معاوية اشتغل بأخذ البيعة لنفسه من الرؤساء ، فرأىعليه‌السلام أنَّ حركات بني اُميَّة التي كانت لهم السلطنة المطلقة ، والإحاطة التامّة بالرياسة الروحانية الإسلامية ، توجب ضعف عقائد الناس بدين الإسلام ، مع علمهعليه‌السلام بما انطوت عليه سريرتهم ، وجرت به سيرتهم من العداوة ، والبغضاء لبني هاشم.

وبقاء الحال على ذلك المنوال ينجرُّ عاجلاً إلى أن لا يبقى منهم دَيَّار(٢) ، ولا نافخ نار ، فعزمعليه‌السلام على بثّ السياسة الحسينية في الإسلام ، فحينما جلس یزید مقام أبيه وتصدّى لخلافة المسلمين أوجبعليه‌السلام على نفسه التمرُّد عن طاعته ، والتَّظاهُر بمخالفته ، على ما كان عليه يزيد من الإصرار على أخذ البيعة منهعليه‌السلام ،

__________________

(١) كذا ورد في روضة الواعظين : ١٦٥ ، ومناقب آل أبي طالب ج ٣ ص ١٦٥ ، وفيه ما نصّه : (الإرشاد ، والروضة ، والإعلام ، وشرف المصطفى ، وجامع الترمذي ، وإبانة العكبري من ثمانية طرق رواه أنس وأبو جحيفة : إن الحسین کان يشبه النبي من صدره إلى رأسه ، والحسن يشبه به من صدره إلى رجليه) ، وعنه بحار الأنوار : ٤٣ : ٥٣ ذیل حدیث ٥٣ ، ولعل اسم الحسن في هذه المصادر صُحف إلى الحسين لأن غالب هذه الأقوال وردت في الإمام الحسنعليه‌السلام في أغلب كتب السيرة والحديث) ، فتأمَّل.

(٢) دیار : أي أحد.

٦٢٢

وإدخاله تحت طاعته ، فأبی عن الإذعان له ، والتخضُّع إليه ؛ ولذا عزم على إتلاف نفسه العزيزة مع اُسرته في سبيل إعزاز الدين ، وتشييد شريعة جدّه سیِّد المرسلینصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتصدّى لقلب السياسة الاُمويَّة التي شاعت في الإسلام ، حَتَّی كادت أن تقضي على الدين الحنيف الإسلامي.

إنَّ من ذاق طعم الإيمان ، ونوّر قلبه بنور الوجدان ، إذا نظر بدقة إلى أوضاع تلك الأدوار التي كانت تجري على محور واحد من تمشية اُمور بني اُميَّة ، ونفوذ مقاصدهم ، واستيلائهم على سائر طبقات المسلمين ، يصدّق بأوّل وهلة أنهعليه‌السلام أحيا دین جدّهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأحكم قانونه الإسلامي فقتل نفسه.

ولولا تلك النهضة منهعليه‌السلام لم يبق الإسلام بالصورة الحالية ، وأمكن أن ينقلب المسلمون إلى ما كانوا عليه في بدو الإسلام ، ويضيِّعوا قوانینه ورسومه ، فعندما جزم بإنجاز هذا المشروع خرج من المدينة متوجِّهاً نحو أهم مراكز الإسلام : مكَّة ، والعراق ، اللَّذينِ فيهما ساحة الإسلام ، وأينما حلَّ في نقطة من نقاطها ، وبقعة من بقاعها أولد في قلوب أهلها ما هو أهم مقدمات السياسة ـ أعني : تتغير القلوب من بني اُميَّة ـ وكان يبلغ ذلك يزيد حَتَّى خاف على ملکه من تلك السياسة في الممالك الإسلامية ، وعلم أن ذلك موجبٌ لزوال الأيدي للسلطنة الاُمويّة ، فلم يَرَ بُدّاً دون أن صمَّم على قتال الحسينعليه‌السلام في أوّل آونة من جلوسه على تخت السلطنة قبل شروعه بكل أمر مهم.

وكان ذلك من أكبر الأغلاط السياسية لبني اُميَّة التي أوجب محو آثارهم من صفحة الوجود وتسويد أوراق تاريخهم ، ومن أدل ما يستدل به على تقديس قصدهعليه‌السلام من المقاصد الدينيّة الدنيويّة عندما أقدم على العراق مع علمهعليه‌السلام

٦٢٣

الحاصل له بالتجاريب على عهد أبيه وأخيه عند مقاومة بني اُميَّة ، وعدم تهيُّؤ أسباب الحرب له ، وما كان عليه يزيد من كثرة العدد ، ووفرة المدد من المال والاقتدار ، حَتَّى كان يناديعليه‌السلام بأعلى صوته : «إنّي مقتول في سفري هذا إلى العراق »(١) .

وكان يقرر ذلك على أصحابه ، ومن كان معه من أنصاره إنَّما للحُجَّة ، وقطعاً لطمع مَن صاحبه يتوهَّم الجاه ، وکسب الحلال. ولو كان غرضه الحصول على مرتبة السلطنة ، وتسخير عرش المملكة لكان أولى بإظهار ما يوجب الميل إلى مصاحبته ، ونشاط أعوانه وأنصاره ، غير أنه لما لم يكن في نفسه الشريفة سوى القتل والمظلومية التي هي العمدة في تلك السياسة الوحيدة ، توسَّل إلى ما يؤيِّدها ويؤكّدها في نظر العموم ، حَتَّى تكون مصائبه في القلوب أشدَّ تأثيراً وأوقع في النفوس.

ومن المعلوم : أنَّ الحسينعليه‌السلام كان محبوباً في قلوب أبناء عصره أشد المحبَّة ، ولو كان غرضه غير ما ذكرناه لأمكن أن يجلب إليه الجم الغفير ، والجمع الكثير ، والجيش الجرّار. ولكن لو اتفق قتله على هذه الحالة ، لعلَّه ما كان يُحمَلُ على المحمل الصحيح ، ولم تحصل له تلك المظلومية. التي هي السبب الوحيد لتلك السياسة المقدَّسة ، بل خاطب أصحابه : «بأنَّي قَدْ أذنت لكم فانطلقوا

__________________

(١) إشارة إلى قولهعليه‌السلام حين عزم على الخروج إلى العراق : «وخير لي مصرع أنا لاقيه كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأن أكراشاً جوفا». (اللهوف في قتلي الطفوف : ٣۸).

٦٢٤

جميعاً ، أنتم في حل مني ، ليس عليكم حرج ، ولا ذمام ، وهذا الليل قَدْ غشیكم فاتخذوه جملاً»(١) .

وهذا أمر اختص به الحسينعليه‌السلام ، فقد كان مع أبيه أمير المؤمنينعليه‌السلام في صفين أصناف من الناس ، وأخلاط منهم. حيث خرج جمع منهم بصورة الرضا ، ولكنَّهم على حسب الباطن كانوا لذلك كارهين. ولم يتحسَّسعليه‌السلام ذلك منهم ، ولا أذِنَ لمن كان كارهاً للجهاد بالانصراف ، بل كان يحثُّهم على القتال في سبيل الله ، ويذمُّهم على تهاونهم.

فكل من قتال عليعليه‌السلام والحسين وإن كان لإقامة الدين إلا أنَّهما باعتبار اختلافهما بحسب المقام اختلفا بالآثار والأحكام. وحيث لم يكن للحسينعليه‌السلام مناص عن الشهادة ، وكان نصرته لدين الله بكونه مقتولاً مغلوباً لا بغلبته على العدو ، وكان ذلك الموقف ممَّا لا يليق إلا لمن خلص في طريق الدين ، وطلب له الموت في سبيل التوحيد. ولو لم يكن غرضه المغلوبية لما حمل معه نساءه وأطفاله وبني عمومته ؛ لعلمه بما في نفوس بني اُميَّة من الشحناء مع بني هاشم ، بحيث لا يستطيعون العفو عند المقدرة عليهم بعد قتله ، وإنَّهم لا بُدَّ من إيسارهم.

وفي ذلك من تأثير النفوس ـ لا سيَّما مثل العرب ـ ماله تمام المدخلية في السياسة الحسينية ، وذلك معلوم وغیر منكر أن الحركات الوحشية التي وقعت من

__________________

(١) إشارة إلى خطبتهعليه‌السلام في ليلة عاشوراء ومنها كما في إرشاد المفيد ج ٢ ص ۹١ : «أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بیتي فجزاكم الله عني خيرا ، ألا وإني لأظن أنه آخر يوم لنا من هؤلاء ، ألا وإني قَدْ أذنت لکم فانطلقوا جميعاً في حل ليس عليكم مني ذمام ، هذا الليل قَدْ غشیكم فاتخذوه جملا».

٦٢٥

بني أميَّة بعد قتلهعليه‌السلام على آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والصبية الصغار من ذرِّية فاطمة البتول أثَّرت في نفوس عامة البشر ، فضلاً عن المسلمين ما لم يؤثر فيها القتل ، فكان ذلك أصدق شاهد على بعض بني اُميَّة لبني هاشم من آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

إنَّ المتأمِّل بعين البصيرة فيما صدر منهعليه‌السلام في واقعة الطف من آواها إلى آخرها يعلم بأنه لم يترك في ذلك سياسةً لها أدنى ماخلية في إنجاز مرامه ، هذا منتهى السياسة وقوة القلب ، وبذل النفس في سبيل نيل المرام.

انظر إلى ما فعلهعليه‌السلام في آخر لمحة من حياته فحيَّر فيها عقول الفلاسفة ؛ إذ عرض طفله على الأعداء قائلاً لهم : «خذوه واسقوه قطرة من الماء ، وردُّوه إليّ ، فوجَّهوا إليه سهماً فذبحه في حجر أبيه »(١) .

كيف لم تفته هذه النكتة في تلك الآونة مع تلك المصائب الواردة عليه ، وتشتُّت الأفكار المتراكمة والعطش الشديد ، والجراحات المجهزة التي لا تُعَدُّ ولا تحصى ، ولم يغفلعليه‌السلام عن السعي في حصول الغرض وتهيئة المعدّات له. وأعظم نفع حصل لهعليه‌السلام لهذه النكتة : أنَّ العالم الإسلامي بأجمعه بعد الوقوف عليها علم علماً لا يشوبه شكّ ، أنَّ الأعمال الوحشية التي ارتكبوها في ذلك اليوم ما كانت من باب الدفاع ، بل إنَّما هي لصرف العداوة ، ومحض البغضاء.

__________________

(١) مقتل عبد الله الرضيععليه‌السلام كما في ينابيع المودة ج ٣ ص ٧۸ : «قالت أم كلثوم : يا أخي إن ولدك عبد الله ما ذاق الماء منذ ثلاثة أيام فاطلب له من القوم شربة تسقيه ، فأخذ، ومضى به إلى القوم وقال : يا قوم لقد قتلتم أصحابي وبني عمي وإخوتي وولدي ، وقد بقي هذا الطفل ، وهو ابن ستة أشهر ، يشتكي من الظمأ فاسقوه شربة من الماء. فبينا هو يخاطبهم إذ أتاه سهم فوقع في نهر الليل فقتله».

٦٢٦

فإنَّ قتل الطفل بتلك الحالة المدهشة ليس إلا من التوحُّش والسَّبُعية المنافية السائر الملل والأديان ، فانكشف بذلك : أنهم لم يكتفوا بمحو أحكام الإسلام خاصَّة ، بل كان جُلُّ مرامهم قطع شأفة آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وممّا يوضح ذلك : أنهعليه‌السلام إلى آخر قطرة اُريقت من دمه لم يبدأهم بما يوجب عليهم الدفاع ، ويُلْجِئهم إلى الكفاح ، بل أظهر لهم أنه متى أخلَوا له السبيل لحق بشعاب الجبال ، ممَّا هو خارج عن ملك يزيد ، بل عن الحدود الإسلامية ، ومؤامرته في ذلك مع عمر بن سعد في كربلاء معروفة مذكورة في كتب السير والتواریخ ، فانكشف الغطاء عن عيون المسلمین دفعة واحدة بعد قتل الحسينعليه‌السلام ، وأذعنوا أنَّ بني هاشم أحقُّ بالرئاسة الدينيّة لظهور آثار الروحانية ، وظهر للعالم الإسلامي روحانية جديدة ، وما انقضت الأيام والليالي حَتَّى انتزعت السلطنة من تلك الطائفة ، وبأقل من قرن واحد اُزيلت السلطنة من بني اُميَّة بالكلّية : ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ(١) .

تمَّ الجزء الأول من (تحفة العالم في شرح خطبة المعالم) ويتلوه

الجزء الثاني(٢) .

__________________

(١) سورة الشعراء : ٢٢٧ ، هذا وقد كتب الإمام الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاءقدس‌سره عن هذا الموضوع ما أتحف به الاُمَّة الإسلامية جمعاء برسالته المسماة : (نبذة من السياسة الحسينية) ، فلتراجع.

(٢) والحمد لله ربّ العالمين على إتمام تحقيق هذا الجزء من الكتاب على يد أفقر العباد إليه أحمد علي مجيد الحلّي النجفي ، النجف الأشرف.

٦٢٧
٦٢٨

الفهارس الفنية

• الآيات القرآنية

• الأحاديث

• الأشعار

• الأعلام

• المحتويات

٦٢٩
٦٣٠

الآيات القرآنية

إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ٧٤

إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ ٣٤٠

أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولً ٧٤

أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ٢٢٢

إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ٣٣٨ ، ٣٧٠

الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا ٢٠٣

الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ٣٥٩

اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ١٧٩

لَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّـهِ ٢٤٢

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ ٢٨٠

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ٧٤

أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ٢١٢

إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً ٢٣٧

إِنَّ اللَّـهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ١٨٨

إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ٤٠٠

إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ١٣١

أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا ٣٧

إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ١٩٩

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ١٣٣

إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ٩٥

إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ٣٤٢

أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ٢٨٢

إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ ١٤٢

إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ١٤٢

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ٢٢٥

٦٣١

إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ٢١٤ ، ٢١٦

إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ١٥١

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ١٤٢

أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ٣٥٩

بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ ٧٤

بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ٢٢٣ ، ٤٦٢

تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ٢٤١

تَحْتَ الشَّجَرَةِ ٧٤

ثُمَّ نَبْتَهِلْ ١٤١

ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ٧٢

رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ ٢٥١

رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ ١١٠

سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ٥٠٠

سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلىَ ١٦٨

سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ١٨٢

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ ٧٧

صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٩٩

عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ ١٥٢

عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّـهِ ٢٤١

فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إ ِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ٥١٨

فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ٨٥

فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّـهِ ٢٤٢

فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ ٢٣٨

فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ ٢٢٣

٦٣٢

فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ ٧٤

فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّـهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ٤٠١

فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي ٥٠٠

فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ٣٤٢

فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ ٦٦

فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ٣٣٢

فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٤٠١

قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ٥٩٩

قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ١٥٢

قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ ١١٠

قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا ٢٤٤

قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ ١٩٠

قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ ٣٤٢

قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ٣٤٢

كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ ١١٠

كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ ١١٠

لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَ رْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ٨٥

لَا تُنفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّـهِ ٥٠٠

لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ٢٢٣

لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٥٤٩

لِلَّـهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ١٠٥

مَّا يَفْعَلُ اللَّـهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ٨٦

مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ ٢٦٢

نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ١٦٤

٦٣٣

هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ ٢٢٣

وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ٢٢٤

وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا ٤٠٠

وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ ٣٤٤ ، ٣٤٦

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ ١٥١

وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ٢٣٨

وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا ١٣٢

وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ٣٧

وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ٤٠٦

وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ٣٣٨

وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ ٣٢٦

وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ ٥٤٩

وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ١٤٢

وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ٢٠٤

وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ ١٤٢

وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ ٢٣٨ ، ٢٤١

وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا ٨٠

وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ١٧٢

وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ٥٠٢

وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ٢٣٨

وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْ مِنُونَ ٧٣

وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ٧٣

وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ ١٦٤

وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ١٩٠

٦٣٤

وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا ١٧٢

وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ٤٩١

وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ١٥٥

وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ٨٩

وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا ٥١١

وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ٢٠٨

وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ١٣١

وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ٢١١

وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ١٨١

وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ٣٤٢

وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٤٠١

وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِ ن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ١٦٤

وَهَـٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ٢٥٥

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ ٣٣٣ ، ٣٣٥

يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ١٦٧

يَدُ اللَّـهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ٢٤٣

يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا ٢٤٩

يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ ٢٣٠ ، ٢٣٢

يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ٢٤١

يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ٩٦

٦٣٥
٦٣٦

الأحاديث

أبو الحسن عليه‌السلام يقرئك السلام ، ويقول : خذ هذا الدواء ٢٨٦

أتريد أن يمحق الله تجارتك ، تستقبل هلال الشهر بالخروج ١٩٩

أتطعن بالمتعة وقد وجدت وخلقت منها ٣٣٦

احتفظوا بكتبكم فإنّکم سوف تحتاجون إليها ١٧٣

اادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من اُمَّتي ٤٠٠

إذا أتى عليٍّ يوم لا أزداد فيه علماً يقرِّبني إلى الله فلا ٢٥١

إذا أردل الله عبداً حظر عليه العلم ١٥٧

إذا جاءكم عنّا حدیث فاعرضوه على كتاب الله ٢٢٢

إذا وضعتماني في الضريح فصليا عليَّ ركعتين ٢٨٩

أذِن لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالمتعة ٣٣٥

أربع بقاع ضجَّت إلى الله أيام الطوفان : البيت المعمور ٥٠٣

أربعة لا تزال في اُمَّتي إلى يوم القيامة ١٨٦

استمتعوا من هذه النساء ٣٣٠

إعرفوا منازل الرجال منّا على قدر رواياتهم عنّا ٤٤٠

اعرفوا منازل الناس على قدر روایاتهم عنّا ٤٤٠

أعطه علمك وخذ ماله وجهله ٨١

أعلمكم بالله أخوفكم لله ٢١٥

اكتب وبُثَّ علمك في إخوانك ، فإنْ مِتَّ ١٧٣

اكتبوا فإنّكم لا تحفظون حَتَّى تكتبوا ١٧٣

ألا تخبرني من أين علمت وقلت : إنّ المسح بعض الرأس ٢٣٧

الجنب والحائض يفتحان المصحف من وراء الثياب ١٧٦

الحائض والجنب يقرآن شيئاً؟ قال : نعم ، ما شاءا إلّا ١٧٧

الَّذي جعل لكم الأرض فراشا ٢٠٣

الربوة نجف الكوفة ، والمعين الفرات ٥٠٢

السلام على اُمَّك آمنة بن وهب ٤٤٦

السلام عليك يا رسول الله ، فقال : ما أنتم؟ فقالوا : نحن مؤمنون يا رسول الله ٢١٠

٦٣٧

الصلاة عند قبر أمير المؤمنين مائتا ألف صلاة ٤٩٩

الطاعم الشاکر ، له من الأجر كأجر الصائم المحتسب ٨٦

العلم وراثة كريمة ، والأدب حُلَلٌ مجدّدة ١٥٣

الغريّ قطعة من الجبل الَّذي كلّم الله عليه موسی تکلیماً ٥٠٣

القلب يتّكل على الكتابة ١٧٣

الله مشتق من إله والإله يقتضی مألوهاً والاسم غير المسمّى ٦٨

اللهُمَّ بلی لا تخلو الأرض من قائم الله بحجية ٤١٥

اللهُمَّ زدني فيك تحيُّرا ٧٦

اللهُمَّ صلّ علی آل أبي أوفى ٣٥٩

المؤمن أکرم علی الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير ٢٩٠

المتعة والله أفضل من الحجّ ، وبها نزل الكتاب وجرت السنة ٣٤٥

المحامدةُ تأبى أن يعصي الله عزَّ وجلَّ ٤٦١

المعروف بقدر المعرفة ١٦٥

المنجّم كالكاهن ، والكاهن كالساحر ١٨٦

المنجّم ملعون ، والكاهن ملعون ، والساحر ملعون ١٨٦

الناس موتی وأهلُ العلمِ أحياءُ ١٥٣

إليه يرجع عواقب الثناء ٧٥

أما إنّه لا يبقی موهن في شرق الأرض وغربها إلّا حشر الله روحه ٥٠٦

أما والله لو ثنيت لي الوسادة الحكمت بين أهل التوراة ٣٤١

إنَّ إبراهيم عليه‌السلام مرَّ بـ(بانقيا) فكان يزلزل بها ٥٠١

إنَّ أعلمَكُم بالله أشدُّکُم خشيةً له ٢١٦

إنَّ الله رزقك أفضل الرزقين ، فكيف تشكو قلّة الرزق ٨١

إنَّ الله قَدْ آتاني القرآن ، وآتاني من الحكمة مثل القرآن ٢٠٩

إن الله ورسوله أحل لكم المتعتين وإني محرَّمهما ٣٣٨

إنّ الله يبعث لهذه الأُمَّة على رأس كل مائة سنة ٤٢٤

٦٣٨

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رأى علياً وفاطمة والحسن عليه‌السلام والحسين عليه‌السلام في السماء ٢٨٩

إنَّ النَّجف كان جبلاً ٥٠٠

إنَّ أمير المؤمنين عليه‌السلام زوّج اُمّ كلثوم من عمر ٤٦٧

أنّ رجلاً أتى النبي صلى اللهل عليه وآله فقال : يا رسول الله ، إنّي أجعل لك ثلث صلواتي ١٠٤

إنّ رسول الله قَدْ أذِنَ لكُم أن تستمتعوا ٣٣٥

إنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أتانا فأذن لنا المتعة ٣٣٥

أنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دخل المسجد وبه رجل قَدْ أطاف به ٣٨٤

إن سرت يا أمير المؤمنين في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر ١٨٩

أنّ علياً عليه‌السلام نكح بالكوفة امرأة من بني نهشل متعة ٣٤٥

أن عمر أوّل من حرم المتعة ٣٤٠

إنّ فاطمة عليها‌السلام بضعة منّي يؤذيني ما يؤذيها ٤٦٩

إن مجاورة ليلة عند قبر أمير المؤمنين أفضل من عبادة سبعمائة عام ٤٩٩

إنّ من العبادة شدّة الخوف من الله ٢١٦

إنَّ هذه القلوب تمل كما تملَّ الأبدان ، فابتغوا لها طرائف الحِكَم ٦١

أنا أبعثها إليك فإن رضيتها زوجتُكَها ٤٦٥

أنا لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ٧٦

أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها ٤٤٧

أنت منّي بمنزلة هارون من موسی ٤٤٧

إنّكم نور الله في ظُلمات الأرض ٤٣٤

أنّه برئ ممَّا قذف به ، ومع ذلك كانوا يرمونه بالغلوّ ٤٣٨

أنه كان إذا أراد الخلوة بنفسه أتى إلى طرف الغري ٥٠٤

إنّه لمّا مات احتمله الحسن فأتى به ظهر الكوفة ٤٩٤

أنه ما من مؤمن يموت إلّا ويحضره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ٢٨١

أنّه مكتوب في التوراة : اشكر من أنعم عليك ٨٦

إنّه نکاح بأجل مُسمّى فاكتميه ، فأطلعت عليه بعض نسائه ٣٤٤

٦٣٩

أنه يقضي صلاته وصيامه إلى وقت اغتساله غسل الجمعة ٣٥٢

إني اُحبُّ أن يجعل فيّ سُنّة من يعقوب ٤٥٤

إنّي قَدْ ابتليت بهذا العلم فاُريد الحاجة ١٨٩

إنّي كنت أتزوج المتعة فكرهتها وتشأمت بها فأعطيت الله عهداً ٣٤٦

إنّي لأحبُّ للمؤمن أن لا يخرج من الدنيا حَتَّى يتمتع ٣٤٥

إنّي لأكره للرجل أن يموت وقد بقيت عليه خلَّة من خلال ٣٤٦

اُوتيت جوامع الكلم ١٣١

أوحى الله عزَّ وجلَّ إلى موسی : یا موسی اشكرني حقّ شكري ٨٧

أول بقعة عُبد الله عليها ظهر الكوفة ، لمّا أمر الله الملائكة ٥٠٣

أولئك قوم مؤمنون يحدثون في إيمانهم ٤٠١

إيّاكم والتكذيب بالنجوم ، فإنّه علم من علوم النبوّة ١٩٩

إيّانا عُني ، وعليّ أوّلنا وأفضلنا وخيرنا ٢٤٦

إياي عُني بمن عنده علم الكتاب ٢٤٦

بعثت إليّ ابنة عم لي كان لها مال كثير : قَدْ عرفت كثرة من يخطبني ٣٤٥

بك عرفتك وأنت الَّذي دللتني عليك ٧٧

تكلّموا في خلق الله ، ولا تتكلّموا في الله ٧٦

ثلاث لا يضرّ معهن شيء ٨٦

ثلمةُ الدين موتُ العلماء ٣٢٥

جعلت لك الفداء ، إنّ الناس يقولون : إنّ النجوم لا يحل النظر ١٩٧

حرّم الله عزَّ وجلَّ على عليّ عليه‌السلام النساء ٤٧٥

حرمت عليه باشترائه إياها ٣٧١

ذاك أخي عليّ بن أبي طالب ٢٤٧

رأيت رجلاً يسأل أبا عبد الله عليه‌السلام عن النجوم ١٩٨

سُئل أمير المؤمنين عليه‌السلام عن معنى قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إني مخلّف فيكم ١٠٠

سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن النجوم حقّ؟ قال لي : نعم ١٩٨

٦٤٠

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683