تحفة العالم في شرح خطبة المعالم الجزء ٢

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم11%

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم مؤلف:
المحقق: أحمد علي مجيد الحلّي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 513

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 513 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 16074 / تحميل: 1879
الحجم الحجم الحجم
تحفة العالم في شرح خطبة المعالم

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

وعلي : وقبره في حوالي بلدة كاشان ، يُعرف بإمام زاده مشهد (بار کرس)(١) .

وزينب : لاُمِّ ولد ، واُم سلمة : لاُمِّ ولد.

وفي معجم البلدان : (أن في مصر قبر آمنة بنت محمّد الباقر عليه‌السلام )(٢) .(٣)

__________________

(١) ينظر : الكنى والألقاب ٢ : ٧.

(٢) معجم البلدان ٥ : ١٤٢.

(٣) ينظر في أولادهعليه‌السلام : المجدي : ٩٤ ، عمدة الطالب : ١٩٤ ، بحار الأنوار ٤٦ : ٣٦٥ ـ ٣٦٨ وفيه جمع من الأقوال.

٢١

المقام السادس

الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام

مولدهعليه‌السلام

وكنيته : أبو عبد الله ، وُلدعليه‌السلام بالمدينة ، في السابع عشر من شهر ربيع الأول ، سنة ٨٣ من الهجرة. وعلى الأصح سنة ٨٠ ، وهو يوم شریف ، عظيم البركة ، من جملة الأعياد الأربعة الإسلامية(١) ، واُمّه اُم فروة ، واسمها قريبة(٢) ـ وعن الجعفي : أنَّ اسمها فاطمة ـ بنت الفقيه القاسم ابن النجيب محمّد بن أبي بكر(٣) ، واُمّها بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ؛ فالقاسم : هو جدّ مولانا الصادقعليه‌السلام لأُمِّه ، وابن خالة سيد الساجدینعليه‌السلام ؛ لأنّ اُمَّه واُمَّ القاسم بنتا یزدجرد.

قال الدميري في (حياة الحيوان) نقلاً عن كتاب (أدب الكاتب) لابن قتيبة : إن الجفر جلد كتب فيه الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام لآل البيت كل ما يحتاجون إلى علمه ، وكل ما يكون إلى يوم القيامة ، قال : وإلى هذا الجفر أشار أبو العلاء المعري بقوله :

لقد عجبوا لأهل البيت لمّا

أتاهم عِلمُهُم في مِسْكِ جَفْرِ

ومرآةُ المنجِّمِ وهي صغرى

أرته كلّ عامِرَةٍ وقفرِ(٤)

وقال صاحب (الملل والنحل) في مدح الإمام الصادقعليه‌السلام : (وهو ذو علم

__________________

(١) الأعياد الأربعة : عيد الفطر ، عيد الأضحى ، عيد الغدير ، يوم الجمعة [معجم ألفاظ الفقه الجعفري : ٦٢] ، فيوم مولدهعليه‌السلام ليس منها ، بل هو من الأيام الأربعة التي ورد فضل صيامها في السنة ، كما رُوي في وسائل الشيعة ١٠ : ٤٥٤ باب ١٩ وفيه ٧ أحاديث.

(٢) کشف الغُمَّة ٢ : ٣٧٤.

(٣) الدروس ٢ : ١٢.

(٤) حياة الحيوان ١ : ٢٤٦ (مادة : الجفرة) ، اللزوميات ١ : ٤٢٣.

٢٢

غزير في الدين ، وأدب كامل في الحكمة ، وزهد بالغ في الدنيا(١) ، وورع تام عن الشهوات ، وقد أقام بالمدينة مدّة يفيد الشيعة المنتمين إليه ، ويفيض على الموالين له أسرار العلوم ، ثُمَّ دخل العراق وأقام بها مدّة ، ما تعرض للإمامة قطُّ ، ولا نازع أحداً في الخلافة قطُّ.

ومَن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شطّ ، ومَن تعلّى إلى ذروة الحقيقة لم يخف من حطّ. وقيل : مَن أنس بالله توحّش عن الناس ، ومَن استأنس بغير الله نهبه الوسواس ، وهو من جهة الأب ينتسب إلى شجرة النبوة ، ومن جانب الأُم إلى أبي بكر) ، انتهى(٢) .

القاسم بن محمّد بن أبي بكر

وبالحري أن نذكر شيئاً من فضل القاسم وأبيه ، فإنَّ ذلك مقصد نبيه :

قال ابن خَلّکان : (أبو محمّد القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصديقرضي‌الله‌عنه ، ونسبه معروف ؛ فلا حاجة إلى رفعه ، كان من سادات التابعين وأحد الفقهاء السبعة بالمدينة ، وكان من أفضل أهل زمانه ، روی عن جماعة من الصحابةرضي‌الله‌عنه ، ورَوي عنه جماعة من كبار التابعين.

قال يحيى بن سعيد : ما أدركنا أحداً نفضّله على القاسم بن محمّد.

وقال مالك : كان القاسم من فقهاء هذه الأُمَّة.

وقال محمّد بن إسحاق : جاء رجل إلى القاسم بن محمّد ، فقال : أنت أعلمُ أم سالم؟ فقال : ذاك مبارك سالم. قال ابن إسحاق : کره أن يقول : هو أعلم منّي فيكذب ، أو يقول : أنا أعلم منه ، فيزكّي نفسه.

__________________

(١) في الأصل : (الدين) وما أثبتناه من المصدر.

(٢) الملل والنحل ١ : ١٦٥.

٢٣

وكان القاسم أعلمهما. وتوفي سنة ١٠١ هـ ، وقيل : سنة ١٠٢ هـ ، وقيل : سنة ١٠٨ ه ، وقيل : سنة ١١٢ هـ بقدید. فقال : كفّنوني في ثيابي التي كنت أُصلّي فيها وقميصي وإزاري وردائي.

فقال ابنه : يا أبتِ ، ألا نزيد ثوبين؟ فقال : هكذا كُفّن أبو بكر : في ثلاثة أثواب ، والحي أحوج إلى الجديد من الميِّت.

وكان عمره سبعين سنة ، أو اثنتين وسبعين سنة). انتهى(١) .

ورُوي في الكافي في باب مولد الصادقعليه‌السلام ، عن إسحاق بن حريز ، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : «كان سعيد بن المسيّب ، والقاسم بن محمّد بن أبي بكر ، وأبو خالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين عليه‌السلام »(٢) .

وفي (قرب الإسناد) : (أنه ذُكر عند الرضا عليه‌السلام ،القاسم بن محمّد خال أبيه ، وسعيد بن المسيّب ؛ فقال عليه‌السلام : «كانا على هذا الأمر» ) ، انتهى(٣) .

وذكر الشهيد الثانيرحمه‌الله في (منية المريد) : (أنَّ القاسم بن محمّد بن أبي بكر أحد فقهاء المدينة المتفق على علمه وفقهه بين المسلمين ، قيل : إنه سُئل عن شيء؟ فقال : لا أحسِنُهُ. فقال السائل : إنّي جئت إليك لا أعرف غيرك.

فقال القاسم : لا تنظر إلى طول لحيتي ، وكثرة الناس حولي. والله لا اُحسِنُهُ. فقال شيخ من قريش جالس إلى جنبه : يا بن أخي ألزمها ، فوالله ما رأيتك في مجلس أنبل منك مثل اليوم. فقال القاسم : والله لئن يُقطع لساني أحبّ إليّ من أن أتكلَّم بما لا علم لي به)(٤) .

__________________

(١) وفيات الأعيان ٤ : ٥٩.

(٢) الكافي ١ : ٤٧٢ ح ١.

(٣) قرب الإسناد : ٣٥٨ ح ١٢٧٨.

(٤) منية المريد : ٢٨٦.

٢٤

أبوه محمّد بن أبي بكر

وأمّا محمّد بن أبي بكر أبوه ، فهو جليل القدر ، عظيم المنزلة من خواص عليعليه‌السلام ، وُلد في حجّة الوداع ، وقُتل بمصر سنة ٣٨ من الهجرة في خلافة عليعليه‌السلام ، واُحرق في جيفة حمار بمصر القديمة ، ولم يبق إلا رأسه الشريف ، فدفنه مولاه بمحراب المسجد ، وقيل تحت المئذنة ، وكان عاملاً على مصر من قبل عليعليه‌السلام ، فمکث دون السنة ، ثُمَّ قتل(١) .

قال في (معجم البلدان) عند ذكر من دُفن بالقرافة : (وقبر خال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وهو أخو حليمة السعدية ـ ، وقبر رجل من أولاد أبي بكر الصديق )(٢) .

وقد ذكرنا سابقاً حديث أبي الحسن الرضاعليه‌السلام في شأن المحمّدين الأربعة(٣) .

وفي المروي عن موسی بن جعفرعليه‌السلام ، المتضمن الذكر حوارييّ كل إمام ، قالعليه‌السلام : «ثُمَّ ينادي منادٍ : أين حوارييّ علي بن أبي طالب وصي محمّد بن عبد الله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟فيقوم عمرو بن الحمق ، ومحمّد بن أبي بكر ، وميثُمَّ التمار : مولى بني أسد ، واُويس القرني »(٤) .

وعن الرضاعليه‌السلام : «أنه دخل عليه جماعة من الشيعة ، فلم يأذن لهم بالجلوس : فقالوا : يابن رسول الله ، ما هذا الجفاء العظيم؟! قال : لدعواكم أنكم شيعة أمير

__________________

(١) ينظر مقتله وأحوالهرضي‌الله‌عنه في : الغدير ١١ : ٦٦ ـ ٧١ ، والكتب الرجالية لهجت بأريج ذكره.

(٢) معجم البلدان ٥ : ١٤٣ ، وينظر عن مرقده : مراقد المعارف ٢ : ٢٤٤ رقم ٢١٦.

(٣) حديث المحامدة ورد في اختيار معرفة الرجال ١ : ٢٨٦ ح ١٢٥ ونصّه : عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال : «كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : إن المحامدة تأبى أن يُعصى الله عز وجل ، قلت : ومن المحامدة؟ قال : محمّد بن جعفر ، ومحمّد بن أبي بكر ، ومحمّد ابن أبي حذيفة ، ومحمّد ابن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، أما محمّد بن أبي حذيفة ، فهو ابن عتبة بن ربيعة ، وهو ابن خال معاوية ».

(٤) اختيار معرفة الرجال ١ : ٣٩ ح ٢٠.

٢٥

المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام .ويحكم! إنما شیعته : الحسن والحسين عليهما‌السلام وسلمان ، وأبو ذر ، والمقداد ، ومحمّد بن أبي بكر ، الَّذين لم يخالفوا شيئاً من أوامره ، ولم يرتكبوا شيئاً من زواجره الحديث »(١) .

واُمُّه أسماء بنت عميس الخثعمية ، كانت تحت جعفر الطيار ، اُمُّ ولديه : عبد الله ، ومحمّد ، وفي السنة العاشرة لمّا توفّي جعفر بمؤتة ، تزوجها أبو بكر ، فولدت منه محمّداً في طريق حجّة الوداع ، ثُمَّ تزوَّجها أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد وفاة أبي بكر ، فكان محمّد في تربيتهعليه‌السلام ، وكان عمره حينئذ سنتين(٢) .

مدفنهعليه‌السلام

وقُبض الصادقعليه‌السلام مسموماً ، سمّه أبو جعفر المنصور الدوانيقي ، في يوم النصف من شهر شوال ، وقيل : (في النصف من رجب سنة ١٤٨ هـ ، وله خمس وستون سنة. عاش بعد أبيه أربعاً وثلاثين سنة ، ودُفن بالبقيع في القبر الَّذي دُفن فيه أبوه صلوات الله عليهما )(٣) .

__________________

(١) تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام : ٣١٣.

(٢) ينظر عن أحوالهارضي‌الله‌عنه ا : الطبقات الكبرى ٨ : ٢٨٠.

(٣) الكافي ١ : ٤٧٢ ، الارشاد ٢ : ١٨٠ ، بحار الأنوار ٤٧ : ١.

٢٦

فصل

في أولادهعليه‌السلام

وُلد له عشرة أولاد : موسىعليه‌السلام ، وهو الإمام بعده ، وإسماعيل ، وعبد الله الأفطح ، وأم فروة ـ اسمها عالية ـ ، أمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسينعليه‌السلام .

ونُقل عن ابن إدريسرحمه‌الله أنه قال : (أم إسماعيل ، فاطمة بنت الحسين الأثرم ابن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام )(١) .

وإسحاق لأم ولد ، والعبَّاس ، وعلي ، ومحمّد ، وأسماء ، وفاطمة لأمهات أولاد شتَّى.

وكان إسماعيل أكبر أولاد الصادقعليه‌السلام ، وهو جدّ الخلفاء الفاطميين في المغرب ومصر ، ومصر الجديد (الجديدة ـ ظ) من بنائهم(٢) .

قبران مذمومان في بغداد

وفي بغداد قبران مذمومان : أحدهما علي بن إسماعيل ابن الصادقعليه‌السلام ، ويعرف عند البغداديين بالسيد سلطان علي ، والآخر : أخوه محمّد بن إسماعيل جدّ الفاطميين ، ويعرف عندهم : بالفضل. والمحلة التي فيها محلة الفضل(٣) .

__________________

(١) نصّ عليه التستري في قاموس الرجال ١٢ : ١٩١ رقم ١٤ ، والنمازي في مستدركاته ٨ : ٥٥٠ رقم ١٧٩٥١ دون الإشارة إلى ذكر العلّامة ابن أدريسرحمه‌الله .

(٢) ينابيع المودة ٣ : ١٥٣.

(٣) ينظر : مراقد المعارف ١ : ٣٦١ رقم ١٢١ (قبر سلطان علي) ، ٢ : ١٦٩ رقم ١٩٤ (قبر الفضل).

٢٧

إسماعيل ابن الإمام الصادقعليه‌السلام

وكانعليه‌السلام شديد المحبة لإسماعيل ، والبرِّ به ، والإشفاق عليه ، وكان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم بعد أبيه والخليفة له ؛ لما ذكرنا من كبر سنه ، وميل أبيه إليه ، وإكرامه له ؛ ولما كان عليه من الجمال ، والكمال الصوري والمعنوي ، توفّي في حياة أبيه ، وحينما حُمل إلى البقيع للدفن كان الصادقعليه‌السلام يضع جنازته على الأرض ويرفع عن وجهه الكفن ، بحيث يراه الناس ، فعل ذلك في أثناء الطريق ثلاث مرّات ليرى الناس موته ، وأنه لم يغب ، كما كان يظن به ذلك. ولمّا تحقّق موته رجع الأكثرون عن القول بإمامته ، وفرض طاعته ، وقال قوم : إنه لم يمت ، وإنَّما لُبس على الناس في أمره.

وقالت فرقة : إنَّه مات ، ولكن نصّ على ابنه محمّد : وهو الإمام بعد جعفر ، وهم المسمّون : بالقرامطة ، والمباركة ، وذهب جماعة : إلى أنه نصّ على محمّد جدّه الصادق دون إسماعيل ، ثُمَّ يسحبون الإمامة في ولده إلى آخر الزَّمان(١) .

قال جدّي الأمجد السيِّد محمّد جدّ جدِّنا بحر العلوم : (وسخافة مذهبهم وبطلانه أظهر من أن يُبيّن ، مع أنه مبيّن بما لا مزيد عليه في محلّه)(٢) .

__________________

(١) ينظر عن أحوالهرضي‌الله‌عنه : معجم رجال الحديث ٤ : ٤٠ رقم ١٣١٦.

(٢) رسالة في تاريخ المعصومين : ١٥٣ ، وقال السيد بحر العلومرحمه‌الله في (الفوائد الرجالية) ٣ : ٣٤٢ عند ترجمته ما نصّه : (المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن سعد. تبناه الأسود بن يغوث فأضيف إليه ، أحد الحواريين وثاني الأركان من السابقين الأولين ، عظيم القدر ، شريف المنزلة ، هاجر الهجرتين ، وشهد بدراً وما بعدها من المشاهد ، وهو القائل ـ ببدر ـ : والله يا رسول الله : ما نقول كما قالت بنو إسرائيل : ﴿اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾ ولكن نقاتل عن يمينك وعن شمالك ومن أمامك ومن خلفك. فسر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حَتَّى رثي البشري في وجهه ، تجمعت فيهرضي‌الله‌عنه أنواع الفضائل ، وأخذ بمجامع المناقب من السبق ، والهجرة ، والعلم ، والنجدة ، والثبات ، والاستقامة ، والشرف ، والنجابة. زوّجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (ضباعة) بنت الزبير بن عبد المطلب أخي عبد الله وأبي طالب لأبيهما وأمهما. وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لو عُرض علم مقداد على سلمان الكفر ، ولو عرض علم سلمان على أبي ذر لكفر » وحديث الحضرمي عن ابي

٢٨

وقبر إسماعيل ليس في البقيع نفسه ، بل هو في الطرف الغربي من قُبَّة العبَّاس في خارج البقيع ، وتلك البقعة [هي](١) ركن سور المدينة من جهة القبلة والمشرق ، وبابه من داخل المدينة ، وبناء تلك البقعة قبل بناء السور ، فاتَّصل السور به ، وهو من بناء بعض الفاطميين من ملوك مصر(٢) .

قبر المقداد بن الأسود الكندي

وقبر المقداد بن الأسود الكندي في البقيع أيضاً ، فإنه مات بالجرف ، يبعد عن المدينة بفرسخ ، وحُمل إلى المدينة. فما عليه سواد أهل شهروان(٣) من أن فيه قبر مقداد بن الأسود ؛ هذا اشتباه.

ومن المحتمل قوياً كما في (الروضات) : (أن القبر المشهور الَّذي في شهروان هو للشيخ الجليل الفاضل المقداد صاحب المصنَّفات ، من أجلّ علماء الشيعة )(٤) .(٥)

__________________

جعفرعليه‌السلام : «إن أردت الَّذي لم يشك ولم يدخله شيء ، فالمقداد ». وروي : «أنه لم يبقَ أحد إلا وجال جولة إلا المقداد بن الأسود فإن قلبه كان مثل زبر الحديد» ، وروى الترمذي في جامعه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : «إنّ الله تعالى أمرني بحبّ أربعة ، وأخبرني أنه يحبّهم ، وهم : علي ، ومقداد ، وسلمان ، وأبو ذر ». وفضائل هؤلاء الثلاثة ومناقبهم أكثر من أن تُحصى ، وكفى لهم شرفاً وفخراً ، ضمّتهم إلى أمير المؤمنين ـعليه‌السلام ـ في حبّ الله وحبّ رسوله. توفي المقدادرضي‌الله‌عنه بالجرف ، وهو على ثلاثة أميال من المدينة ، وهو ابن سبعين سنة من الهجرة ، فحُمل على الرقاب حَتَّى دفع بالبقيع. وينظر عن مرقده أيضا : مراقد المعارف ٢ : ٣٢٨ رقم ٣٤٣.

(١) ما بين المعقوفين منا لإتمام المعنى.

(٢) وفاء الوفا ٢ : ١٠٤.

(٣) شهروان : قضاء يقع الآن ضمن مدينة ديالى ، ويقال له شهربان ، واشتُهر أخيراً بالمقدادية نسبة إلى هذا القبر ، (ينظر : مراصد الاطلاع ٢ : ٨٢٢).

(٤) روضات الجنات ٧ : ١٧٥.

(٥) قال سماحة السيِّد المحقق مهدي الخرسان حفظه الله في هامش بحار الأنوار ٤٨ : ٢٩٦ ما نصّه : (قال في الروضات) : ومن جملة ما يُحتمل عندي قوياً هو أن تكون البقعة الواقعة في بريّة شهروان بغداد والمعروفة عند أهل تلك الناحية بمقبرة مقداد ، مدفن هذا الرجل الجليل الشأن ، يعني الشيخ جمال الدين المقداد بن عبد الله السيوري المعروف

٢٩

وذكر علماء السير والتواريخ فيما يتعلق بتاريخ المدينة المنورة : (أن أي أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله دُفنوا في البقيع).

وذكر القاضي عيّاض في (المدارك) : (أنَّ المدفونين من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله هناك عشرة آلاف)(١) ، ولكن الغالب منهم مخفي الآثار عيناً وجهة. وسبب ذلك : أن السابقين لم يُعلّموا القبور بالكتابة والبناء ، إضافةً إلى أن تمادي الأيام يوجب زوال الآثار.

نعم ، إن من يُعرف مرقده من بني هاشم عيناً وجهة ، قبر إبراهيم ابن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في بقعة قريبة من البقيع ، وفيها قبر عثمان بن مظعون من أكابر الصحابة ، وهو أول من دُفن في البقيع.

وفيه أيضاً قبر أسعد بن زرارة ، وابن مسعود ، ورُقيَّة ، واُمّ كلثوم ـ بنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ.

__________________

بالفاضل المقداد بناءً على وقوع وفاتهرحمه‌الله في ذلك المكان أو إيصائه بأن يُدفن هناك ؛ لكونه على طريق القافلة الراحلة إلی العتبات العاليات. قال : وإلا فالمقداد بن الأسود الكنديرحمه‌الله ، الَّذي هو من كبار أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مرقده المنيف في أرض بقيع الغرقد الشريف ، لما ذكره المؤرخون المعتبرون من أنهرضي‌الله‌عنه توفي في أرضه بالجرف ، وهو على ثلاثة أميال من المدينة ، فُحمل على الرقاب حَتَّى دُفن بالبقيع) ، انتهى. قلت : لكنه من عجیب الاحتمال ، حيث إن المسمّين بالمقداد كثيرون ، وليس لنا أن نقول بأن المقبرة المشهورة عندهم لمّا لم تكن للمقداد بن أسود الكندي فلتكن للمقداد بن عبد الله الفاضل السيوري ، مع أن الفاضل المقدادرحمه‌الله كان قاطناً في النجف الأشرف ، وليس شهروان في طريق النجف الأشرف إلى كربلاء ، ولا إلى الكاظمية ، ولا سامراء. بل الفاضل السيوري قَدْ توفّي بالمشهد الغروي في النجف الأشرف على ساكنه آلاف الثناء والتحف ، ضحی نهار الأحد السادس والعشرين من جمادى الآخرة سنة ٨٢٦ هـ ودُفن بمقابر المشهد المذكور كما صرّح به تلميذه الشيخ حسن بن راشد الحلي. (ينظر : الذريعة ج ١ ص ٤٢٩ و ٤٦٥ ، روضات الجنات ٧ : ١٧٦).

(١) ترتيب المدارك : ٢٣.

٣٠

[قبر عثمان بن مظعون]

وفي الروايات من العامة والخاصة ، أنه : (لمّا توفت رقية ودفنها صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون )(١) .

قال السمهودي : (إنّ الظاهر أن بنات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كلهن مدفونات عند عثمان بن مظعون ؛ لأنه صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا وضع حجراً على قبر عثمان ، قال : بهذا اُميّز قبر أخي ، وأدفن معه كل من مات من ولدي )(٢) .

وروى الدولابي المتوفَّى سنة ٣١٠ هـ في كتاب (الكنى) : (أنه لمّا مات عثمان بن مظعون ، قالت امرأته : هنيئاً لك يا أبا السائب الجنّة ، وإنه أول من تبعه إبراهيم ولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله )(٣) .

قبر عثمان بن عفان

وبالجملة : فما يقال : (من أن قبر عثمان بن عفان هناك غلط ، فإنَّ قبره خارج البقيع )(٤) .

قال ابن الأثير في (النهاية) : (في (حشش) ومنه حديث عثمان : أنه دُفن في (حش کوکب) ، وهو بستان بظاهر المدينة خارج البقيع ) ، انتهى(٥) .

__________________

(١) الكافي ٣ : ٢٤١ ح ٤٧٣٠ / ١٨ ، مسند أحمد ١ : ٢٣٧.

(٢) وفاء الوفا ٢ : ٨٦ وفيه : (والظاهر أنهن جميعاً عند عثمان بن مظعون لما تقدّم من قوله صلى الله عليه وسلم : وأدفن إليه من مات من أهلي).

(٣) ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب ٣ : ١٠٥٣.

(٤) وفاء الوفا ٢ : ٩٩.

(٢) النهاية في غريب الحديث ١ : ٣٩٠.

٣١

قبر عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام

وقبر عقيل بن أبي طالب ، ومعه في القبر ابن أخيه : عبد الله الجواد ابن جعفر الطيّار.

وقريب من قُبَّة عقيل ، بقعة فيها زوجات النبي ، وقبر صفية بنت عبد المطلب ، عمّة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على يسار الخارج من البقيع(١) .

قبر الصدّيقة الطاهرةعليها‌السلام

وفي طرف القبلة من البقعة قبر متصل بجدار البقعة عليه ضريح ، والعامَّة يعتقدون : أنه قبر الزهراءعليها‌السلام (٢) .

وأنَّ قبر فاطمة بنت أسد هو الواقع في زاوية المقبرة العمومية للبقيع في الطرف الشمالي من قُبَّة عثمان ، وهو اشتباه ؛ فإن من المحقّق : أن قبر فاطمة الزهراءعليها‌السلام إما في بيتها ، أو في الروضة النبوية ، على مشرفها آلاف الثناء والتحيَّة.

وإنَّ القبر الواقع في الطرف القبلي من البقعة ، هو قبر فاطمة بنت أسد اُمّ أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كما في بعض الأخبار أنَّ الأئمةعليهم‌السلام الأربعة نزلوا إلى جوار جدّتهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.

وإنَّ القبر الواقع في المقبرة العمومية هو : مشهد سعد بن معاذ الأشهلي ، أحد

أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما ذكره في تلخيص معالم الهجرة.

وممَّن عُين قبر فاطمة بنت أسد حيثما ذكر لنا السيِّد على السمهودي في وفاء

__________________

(١) وفاء الوفا ٢ : ٩٨.

(٢) وفاء الوفا ٢ : ٩٤.

٣٢

الوفا بأخبار دار المصطفی(١) .

ولنختم الكلام في أمر البقيع بما رُوي عن سليمان الشاذكوني(٢) : (أنه رجفت قبور البقيع في عهد عمر بن الخطاب ، فضجّ أهل المدينة من ذلك ، فخرج عمر وأصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يدعون بسكون الرجفة ، فما زالت تزيد في كل يوم إلى أن تعدّى ذلك إلى حيطان المدينة ، وعزم أهلها إلى الخروج عنها ، فعند ذلك قال عمر : عليّ بأبي الحسن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فحضر ، فقال : يا أبا الحسن ، ألا ترى إلى قبور البقيع ورجيفها حَتَّى تعدّى ذلك إلى حيطان المدينة ، وقد همّ أهلها بالرحلة منها؟ فقال عليعليه‌السلام : «عليّ بمائة رجل من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من البدريين» ، فجاؤوا بهم ، فاختار من المائة عشرة ، فجعلهم خلفه ، وجعل التسعين من ورائهم ، ولم يبقَ بالمدينة ثيّب ولا عاتق إلا خرجت ، ثُمَّ دعا بأبي ذرّ ، وسلمان ، والمقداد ، وعمّار ، فقال لهم : «کونوا بين يديَّ حَتَّى توسّط البقيع». والناس محدقون به ، فضرب الأرض برجله ، ثُمَّ قال : «مالَكِ؟» ثلاثاً فسكنت.

فقال : «صدق الله وصدق رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد أنبأني بهذا الخبر ، وهذا اليوم ، وهذه الساعة ، وباجتماع الناس له. إنّ الله تعالى يقول في كتابه : ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا(٣) . وأخرجت لي

__________________

(١) وفاء الوفا ٢ : ٨٦ ، واحتوى الفصل السادس منه (٨٣ ص ـ ١٠٧) على تعيين بعض من دُفن بالبقيع من أهل البيتعليهم‌السلام والصحابة ، فليراجع.

(٢) في الأصل : (سلمان الفارسي) ، والصحيح ما أثبتناه كما سيأتي في صدر الحديث ، وترجم له في رجال النجاشي : ١٨٤ رقم ٤٨٨ ، فليراجع.

(٣) سورة الزلزلة : ١ ـ ٤.

٣٣

أثقالها» ، ثُمَّ انصرف الناس معه ، وقد سكنت الرجفة)(١) .

عبد الله ابن الإمام الصادقعليه‌السلام

هذا وكان عبد الله أكبر إخوته بعد أخيه إسماعيل ، ولم تكن منزلته عند أبيهعليه‌السلام منزلة غيره من إخوته الأكرام ، وكان متَّهماً في الخلاف على أبيه في الاعتقاد ، ويقال : إنه كان يخالط الحشوية ، ويميل إلى مذهب المرجئة ، وادّعی بعد أبيه الإمامة محتجّاً بأنّه أكبر أولاده الباقين بعده ، فاتَّبعه جماعة من أصحاب الصادقعليه‌السلام ، ثُمَّ رجع أكثرهم عن القول ، ولم يبقَ عليه إلا نفر يسير منهم. وهم الطائفة الملقّبة بالفطحية ؛ لأن عبد الله كان أفطح الرجلين ، ويقال : إنهم لُقبوا بذلك ؛ لأنَّ رئيسهم وداعيهم إلى هذا المذهب يقال له : عبد الله بن أفطح(٢) .

إسحاق ابن الإمام الصادقعليه‌السلام

وأمّا إسحاق فقد قال في (الإرشاد) : (وكان إسحاق بن جعفرعليه‌السلام من أهل الفضل ، والصلاح ، والورع ، والاجتهاد ، وروى عنه الناس الحديث والآثار. وكان ابنُ کاسب إذا حدّث عنه يقول : حدثني الثقة الرضي إسحاق بن جعفرعليه‌السلام ، وكان يقول : بإمامة أخيه موسی بن جعفرعليه‌السلام ، وروي عن أبيه النصّ على إمامته)(٣) .

__________________

(١) الثاقب في المناقب ٢٧٣ ح ٢٣٨ / ٧ وصدر الحديث فيه : عن الحسين بن عبد الرحمن التمار ، قال : (انصرفت عن مجلس بعض الفقهاء ، فمررت بسليمان الشاذكوني ، فقال لي : من أين أقبلت؟ قلت : من مجلس فلان العالم. قال : فما قوله؟ قلت : شيئاً من مناقب أمير المؤمنين صلوات الله عليه. فقال : والله لأحدثنك بفضيلة سمعتها من قرشي عن قرشي).

كما ورد في : شرح مئة كلمة لأمير المؤمنينعليه‌السلام : ٢٥٨ ، تأويل الآيات الظاهرة ٢ : ٨٣٧ ح ٥ ، بحار الأنوار ٤١ : ٣٧٢ عنه ، مدينة المعاجز ٢ : ١٠٠ ، والمؤلِّفرحمه‌الله نقله بتصرف يسير.

(٢) الإرشاد ٢ : ٢١٠ ، عنه شرح اُصول الكافي ٦ : ١٧٧.

(٣) الإرشاد ٢ : ٢١٠.

٣٤

وقال في (العمدة) : (ويكنّى أبا محمّد ، ويُلقّب المؤتمن. ووُلد بالعريض ، وكان. أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، واُمُّه اُمُّ أخيه موسى الكاظم عليه‌السلام ، وكان محدّثاً جليلاً ، وادَّعت طائفة من الشيعة فيه الإمامة ، وكان سفيان بن عيينة إذا روى عنه يقول : حدثني الثقة الرضا إسحاق بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين عليه‌السلام )(١) .

محمّد ابن الإمام الصادقعليه‌السلام وقبره

وكان محمّد بن جعفرعليه‌السلام سخياً شجاعاً ، وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً ، وكان يصرف في مطبخه كل يوم شاتاً ، وكان يرى رأي الزيدية في الخروج بالسيف ، وخرج على المأمون في سنة ١٩٩ هـ بمكّة ، وتبعه الجارودية ، فوجَّه عليه المأمون جنداً بقيادة عيسى الجلودي ، فكسره وقبض عليه ، وأتی به إلى المأمون ، فأكرمه المأمون ولم يقتله ، وأصحبه معه إلى خراسان(٢) .

وقبره في بسطام(٣) ، وهو الَّذي ذكرنا سابقاً أن قبره في جرجان ، فإن جرجان اسم لمجموع الناحية المعينة المشتملة على المدينة المدعوة بالأسترآباد وغيرها ، مثل مصر والقاهرة ، والعراق والكوفة.

قال في (مجالس المؤمنين) في ضمن أحوال بايزيد البسطامي : (إنَّ السلطان أولجایتوخان أمر ببناء قُبَّة على تربته).

وقد ذهب إلى إمامته بعد أبيه قوم من الشيعة يقال لهم : السمطية ؛ لنسبتهم إلى

__________________

(١) عمدة الطالب : ٢٤٩.

(٢) الإرشاد ٢ : ٢١١ بتصرف يسير.

(٣) بسطام (بالكسر ثُمَّ السكون) : بلدة كبيرة بقومس على جادة الطريق إلى نيسابور بعد دامغان بمرحلتين ، قال مسعر بن مهلهل : بسطام قرية كبيرة شبيهة بالمدينة الصغيرة ، منها أبو يزيد البسطامي الزاهد. (معجم البلدان ١ : ٤٢١).

٣٥

رئيس لهم يقال له : يحيى بن أبي السمط(١) .

علي بن جعفر العُرَيْضِيْ

وكان علي بن جعفر كثير الفضل ، شديد الورع ، سديد الطريق ، راوية للحديث من أخيه موسىعليه‌السلام (٢) .

وهو المعروف بعلي بن جعفر العُرَيْضِيّ ، نشأ في تربية أخيه موسی بن جعفرعليه‌السلام ، ومن أهل التضييف بأيدي الشيعة إلى هذا اليوم(٣) ، وأدرك من الأئمّة أربعة أو خمسة.

وقال السيِّد في الأنوار : (كان من الورع بمكان لا يدانى فيه ، وكذلك من الفضل ، ولزم أخاه موسی بن جعفرعليه‌السلام ، وقال بإمامته وإمامة الرضا والجوادعليهما‌السلام . وكان إذا رأى الجوادعليه‌السلام مع الصبيان يقوم إليه من المسجد من بين جماعة الشيعة ، وينكبّ على أقدامه ، ويمسح شیبته على تراب رجليه ، ويقول : قَدْ رأى الله هذا الصبيّ أهلاً للإمامة ، فجعله إماماً ولم يَر شيبتي هذه أهلاً للإمامة ؛ لأنَّ جماعة من الشيعة كانوا يقولون له : أنت إمام فادّع الإمامة ، وكانرضي‌الله‌عنه لا يقبل منهم قولاً.

ورُوي أنَّ الجواد إذا أراد أن يفصد أخذ الدم ، يقول عليّ بن جعفر للفصّاد : إفصدني حَتَّى أذوقَ حرارة الحديد قبل الجوادعليه‌السلام ) ، انتهى(٤) .

وله مشاهد ثلاثة :

الأول : في (قم) ، وهو المعروف ، وهو في خارج البلد ، وله صحن وسيع ، وقُبَّة

__________________

(١) ينظر عن أحواله : قاموس الرجال ٩ : ١٧١ رقم ٦٥٣٨.

(٢) الإرشاد ٢ : ٢١٤ مع تقديم وتأخير في النص.

(٣) كذا ، ولعل الصحيح : (وهو من أهل التصنيف وكتابه بأيدي الشيعة إلى هذا اليوم).

(٤) الأنوار النعمانية ١ : ٣٧٨.

٣٦

عالية ، وآثار قديمة ، منها : اللوح الموضوع على المرقد المكتوب فيه اسمه واسم والده ، وتاريخ الكتابة سنة ٧٤(١) .

قال المجلسيرحمه‌الله في (البحار) : (من جملة من هو معروف بالجلالة والنبالة علي بن جعفرعليه‌السلام ، مدفون في (قم) ، وجلالته أشهر من أن تذكر.

وأمّا كون مدفنه في (قم) ، فلم يُذكر في الكتب المعتبرة ، لكن أثر القبر الشريف الموجود قدیم ، وعليه مكتوب اسمه). انتهى(٢) .

وفي (تحفة الزائر) : (يوجد مزار في (قم) ، وفيه قبر كبير ، وعلى القبر مکتوب : قبر على بن جعفر الصادقعليه‌السلام ، ومحمّد بن موسی.

ومن تاريخ بناء ذلك القبر إلى هذا الزَّمان قريب من أربعمائة سنة) ، انتهى(٣) .

وقال الفقيه المجلسي الأول في (شرح الفقيه) في ترجمة علي بن جعفرعليه‌السلام بعد ذکر نبذة من فضائله : (وقبره في (قم) مشهور.

قال : سمعت أن أهل الكوفة طلبوا منه أن يأتيهم من المدينة ، ويقيم عندهم ، فأجابهم إلى ذلك ، ومكث في الكوفة مدَّة ، وحفظَ أهل الكوفة منه أحاديث ، ثُمَّ طلب أهل (قم) النزول إليهم ، فأجابهم إلى ذلك. وبقي هناك إلى أن توفّي وله ذرِّية منتشرة في العالم.

وفي أصفهان قبر بعضهم ، منهم : قبر السيِّد كمال الدين في قرية (سين برخوار) ، وهو مزار معروف) ، انتهى(٤) .

__________________

(١) كذا ، ولعلَّه سنة ٧٤٠ هـ أو ٧٤٤ هـ ، فلاحظ.

(٢) بحار الأنوار ٩٩ : ٢٧٣.

(٣) تحفة الزائر : ٦٦٧.

(٤) روضة المتقين ١٤ : ١٩١ ، عنه خاتمة المستدرك ٤ : ٤٨١.

٣٧

وظنّي القوي : أن محمّد بن موسى المدفون معه ، هو من ذرِّية الإمام موسى بن جعفرعليه‌السلام ، وهو محمّد بن موسی بن إسحاق بن إبراهيم العسكري ابن موسی بن إبراهيم بن موسی بن جعفرعليه‌السلام .

قال صاحب (تاريخ قم) : (وُلد من أبي محمّد موسی بن إسحاق ولدٌ وبنت ، ولكن لم يُذكر اسم الولد )(١) .

وذكر صاحب (العمدة) : (أنه أعقب موسی بن إسحاق بن إبراهيم العسكري ، أبا جعفر محمّد الفقيه بقم ، وأبا عبد الله إسحاق الخ )(٢) .

الثاني : في خارج قلعة سمنان ، في وسط بستان نضرة مع قُبَّة ، وبقعة ، وعمارة نزهة.

ولكن المنقول عن المجلسي أنه قال : (لم يُعلم أنَّ ذلك قبره ، بل المظنون خلافه )(٣) .

الثالث : في العُريض ـ بالتصغير ـ على بعد فرسخ من المدينة : اسم قرية كانت ملکه ، ومحلّ سكناه وسکنی ذرِّیته ؛ ولهذا كان يُعرف بالعُرَيْضِيّ. وله فيها قبر وقُبَّة ، وهو الَّذي اختاره المحدّث النوري في خاتمة المستدرکات(٤) ، مع بسط تام وهو الظاهر ، ولعل الموجود في قم هو لأحد أحفاده(٥) .

__________________

(١) تاريخ قم : ٥٩٢.

(٢) عمدة الطالب : ٢١٤.

(٣) تحفة الزائر : ٦٦٧.

(٤) خاتمة المستدرك ٤ : ٤٧٨ ـ ٤٨٧.

(٥) ينظر عن أحوال علي بن جعفررضي‌الله‌عنه وموضع قبره : مسائل علي بن جعفر : ٩ ـ ٨٠ المقدمة ، وفيها ترجمة وافية عنه ، وخاتمة المستدرك ٤ : ٤٧٨ ـ ٤٨٧.

٣٨

وأمّا العبَّاس بن جعفر ، فقد قال المفيد في الإرشاد : (كان فاضلاً نبيلاً)(١) .

مقام الإمام الصادقعليه‌السلام في كربلاء

تتميم : لا يخفى أنه يوجد على ضفة نهر كربلاء المشرّفة المعروفة بالحسينية ، مقام یُعرف بمقام جعفر الصادقعليه‌السلام ، على لسان سواد أهل تلك البلدة ، ولعلَّه هو الَّذي عبّر عنه الصادقعليه‌السلام في حديث صفوان الَّذي نقله المجلسي في تحفة الزائر عن مصباح الشيخ الطوسيرحمه‌الله ، الوارد لتعليمه إياه آداب زيارة جدّه الحسينعليه‌السلام ، وفيه : فإذا وصلت إلى نهر الفرات ـ يعني : شريعة الصادق ، بالعلقمي ـ فقل : كذا ، والتفسير من الشيخين(٢) ، وظاهره : أن المقام المقدّس كان منسوباً إلى الصادقعليه‌السلام في عصرهما.

__________________

(١) الإرشاد ٢ : ٢١٤.

(٢) مصباح المتهجد : ٧١٧ ، تحفه الزائر : ٣٧٦ ، والمراد بالشيخین : المفيد والطوسي رحمهما الله ، وقال العلّامة المجلسيرحمه‌الله في بحار الأنوار ٩٨ : ٢٠٥ عنه ما نصّه : قوله : يعني شرعة الصادقعليه‌السلام بالعلقمي ، هذا التفسير من المفيد والشيخ رحمهما الله. والشرعة بالكسر ، والمشرعة مورد الشاربة من النهر ، والآن النهر العلقمي مطموس ، وشرعة الصادقعليه‌السلام غير معلوم ، لكن بنسب إليهعليه‌السلام : موضع في تلك الجهة فلعله هي.

٣٩
٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

ذكر من اسمه «كلثوم» :

٤٦٧ ـ كلثوم بن عياض القشيرىّ : عامل هشام على إفريقية. وكان مقتله فى ذى الحجة سنة ثلاث وعشرين ومائة(١) .

__________________

(١) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٩٣ (بسنده إلى أبى عمرو بن منده ، عن أبيه أبى عبد الله ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس) ، ومختصر تاريخ دمشق ٢١ / ٢٠٨ (قال أبو سعيد بن يونس). هذا ، وقد أشار الطبرى فى (تاريخه) ٧ / ١٩١ إلى أنه قتل سنة ١٢٢ ه‍ ، وكان هشام بعثه فى خيول أهل الشام إلى إفريقية ، حيث وقعت الفتنة بالبربر. وفى كتاب (البيان المغرب) ١ / ٥٤ ـ ٥٥ : ورد أن خليفة ميسرة (وهو خالد بن حميد الزناتى) هزم (كلثوم بن عياض) وجيشه هزيمة فادحة (سنة ١٢٣ ه‍ على الظاهر) ، وقتل معه فيها (حبيب بن أبى عبيدة ، وسليمان بن أبى المهاجر ، ووجوه العرب) ، فانهزم أهل الشام فاتجهوا إلى الأندلس ، وانهزم أهل مصر وإفريقية فى جيش (كلثوم) ، فارتدوا إلى إفريقية. ويمكن مراجعة المزيد عن ظروف وتفاصيل هذه المعركة منذ إرسال هشام كلثوما وجيشه إلى إفريقية فى رمضان سنة ١٢٣ ه‍ ، حتى وضعت الحرب أوزارها ، وذلك فى (فتوح مصر) لابن عبد الحكم ص ٢١٨ ـ ٢٢٠. ويلاحظ أن ابن عبد الحكم ذكر روايتين (ص ٢٢٠) : إحداهما تجعل مقتل كلثوم سنة ١٢٣ ه‍ ، وهو الراجح والقائل به ابن يونس أيضا. وأخرى عن الليث مرجوحة تجعل مقتله سنة ١٢٤ ه‍ على يد (ميسرة). وليس هذا صحيحا ؛ لأن الذي واجهه (خالد بن حميد الزناتى) ، لا ميسرة. وهذا يؤكد عدم صحة التاريخ ، الذي ذكره ابن يونس ـ من قبل ـ فى ترجمة (حبيب بن أبى عبيدة) ، لما جعل وفاته سنة ١٢٤ ه‍ وذلك فى (تاريخ المصريين) ، باب (الحاء) ترجمة رقم (٢٨٢). فقد ثبت قتله هنا مع كلثوم فى المعركة نفسها سنة ١٢٣ ه‍.

١٨١

باب اللام

ذكر من اسمه «لب» :

٤٦٨ ـ لبّ بن عبد الله : من أهل سرقسطة. يكنى أبا محمد. محدّث ، كان فاضلا زاهدا. كتب عن أهل الأندلس ، ولم يرحل. وكانت وفاته فى صدر أيام الأمير عبد الله ابن محمد(١) .

__________________

(١) الجذوة ٢ / ٥٣٥ (قاله أبو سعيد) ، والبغية ص ٤٥٤ (شرحه). ويلاحظ أن الترجمة بنصها تقريبا وردت فى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ١ / ٤١٦ ، لكنه لم ينسبها إلى ابن يونس ، بل قال : (من كتاب ابن حارث ، وبعضه بخطه).

١٨٢

باب الميم

ذكر من اسمه «مالك» :

٤٦٩ ـ مالك بن الحارث بن عبد يغوث : كوفى ، يعرف ب «الأشتر»(١) . ولّاه على بن أبى طالب مصر بعد «قيس بن سعد بن عبادة» ، فسار حتى بلغ القلزم(٢) ، فمات بها ـ يقال ـ مسموما فى شهر رجب سنة سبع وثلاثين(٣) .

٤٧٠ ـ مالك بن معروف : من أهل ماردة(٤) . يكنى أبا عبد الله. يروى عن عبد الملك ابن حبيب. توفى سنة أربع وستين ومائتين(٥) .

__________________

(١) ورد فى (معاجم اللغة) : شتر يشتر شترا : قطعه. وشتر يشتر شترا : انشق. ويقال : شتر فلان : انشقت شفته السفلى ، وانقلب جفن عينه ، فيقال : شترت عينه ، فهو أشتر ، وهى شتراء. والجمع : شتر. فلعل المترجم له كان فيه شىء من ذلك ، وربما ورثه عنه ابنه (إبراهيم) ، فقيل عنهما : الأشتران. (اللسان ، ش. ت. ر ، ٤ / ٢١٩٣ ، والقاموس المحيط (باب الراء ، فصل الشين) ٢ / ٥٤ ـ ٥٥ ، والمعجم الوسيط ١ / ٤٩١).

(٢) ضبطها ياقوت بالحروف ، وقال : بلدة على ساحل بحر اليمن قرب أيلة ، والطور ، ومدين. وإليها ينسب هذا البحر ، فالقلزمة هى ابتلاع الشيء ، وتقلزم بمعنى : ابتلع ، وهو المكان الذي غرق فيه فرعون وآله. وبين القلزم والفرما (السويس) أربعة أيام. وتقع القلزم على بحر الهند ، والفرما على بحر الروم (معجم البلدان ٤ / ٤٣٩ ـ ٤٤٠).

(٣) مختصر تاريخ دمشق ٢٤ / ٢٤ (قال ابن يونس. ولم يذكر موته مسموما) ، وتهذيب الكمال ٢٧ / ١٢٩ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ١١ (قال ابن يونس) ، والنجوم ١ / ١٣٨ (قال ابن يونس. ولم يذكر مكان وفاته) وأخيرا ، راجع ما يتعلق بوفاته فى (الولاة) للكندى ص ٢٣ ، وكذلك راجع تفاصيل عن المترجم له فى (تهذيب الكمال) ٢٧ / ١٢٦ ـ ١٢٩ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٠ ـ ١١.

(٤) كورة واسعة من نواحى الأندلس ، وهى إحدى القواعد التى تخيرتها الملوك للسكنى من القياصرة والروم. وهى مدينة رائعة ، كثيرة الرخام عالية البنيان (معجم البلدان ٥ / ٤٦). وعلّق الحميدى على كونه (من أهل ماردة) بقوله : كذا قيل. وأظنه من لاردة. (الجذوة ٢ / ٥٥٣). وكذا نقل الضبى قول الحميدى فى (البغية) ص ٤٦٤.

(٥) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ج ٢ / ٣ (ذكره أبو سعيد) ، والجذوة ٢ / ٥٥٣ (دون نسبة إلى ابن يونس ، وحرّف عبد الملك بن حبيب إلى عبد الله بن حبيب) ، والبغية ص ٤٦٤ (دون نسبة إلى ابن يونس).

١٨٣

ذكر من اسمه «مبشر» :

٤٧١ ـ مبشّر بن الحسن بن مبشر بن مكسّر(١) القيسى : يكنى أبا بشر. بصرى ، قدم مصر ، وحدّث بها ، وكان ثقة. وبها كانت وفاته فى صفر سنة تسع وخمسين ومائتين(٢) .

ذكر من اسمه «محرر» :

٤٧٢ ـ محرّر(٣) بن بلال بن أبى هريرة : روى عن أبى هريرة. بقى إلى حدود الخمسين ومائة(٤) .

ذكر من اسمه «محمد» :

٤٧٣ ـ محمد بن إبراهيم بن سعيد(٥) : يكنى أبا عبد الله. بوشنجىّ(٦) . كان فقيه البدن(٧) ، صحيح اللسان. كتب عن أهل الشام ، وأهل مصر ، والكوفة. كتب الحديث

__________________

(١) كذا ضبطت بالحروف فى (الإكمال) ٧ / ٢٨٨ ، وذلك خلال ترجمة ابن ماكولا لجد المترجم له (مبشر بن مكسّر) ، قال عنه : بصرى ، روى عن أبى حازم سلمة بن دينار ، ومحمد بن عجلان. روى عنه محمد بن عون الزيادى ، ويونس بن محمد المؤدب ، ومسلم بن إبراهيم الفراهيدى.

(٢) تاريخ بغداد ١٣ / ٢٦٨ (بسنده المعتاد إلى ابن مسرور ، حدثنا أبو سعيد بن يونس). وأضاف : أنه سكن الفسطاط ، وحدّث عن يعقوب بن محمد الزّهرى.

(٣) كذا ضبطت بالحروف فى (الإكمال) ٧ / ٢١٧.

(٤) تهذيب التهذيب ١٠ / ٥١ (ذكر ابن يونس فى تاريخ الغرباء). وقال ابن حجر : وذكره يدل على أنه بقى إلى حدود سنة ١٥٠ ه‍ ، فكأنه ابن أخى (صاحب الترجمة). يشير ابن حجر بذلك إلى من ترجم له خلال تلك الترجمة ، وقبله ، وهو (محرر بن أبى هريرة الدّوسىّ المدنى) ، الذي روى عن أبيه ، وعمر ، وابن عمر. روى عنه ابنه مسلم ، والزهرى ، والشعبى ، وعطاء. ومات فى المدينة أثناء خلافة (عمر بن عبد العزيز). (السابق ١٠ / ٥٠ ـ ٥١). وأخيرا ، يلاحظ ذكر ابن ماكولا لعم المترجم له المشار إلى ترجمته سلفا ، وذلك فى (الإكمال) ٧ / ٢١٧.

(٥) لنسبه تكملة هى (ابن عبد الرحمن بن موسى) فى (المقفى ٥ / ٩٤ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٨).

(٦) ضبطها السمعانى بالحروف ، وقال : على بعد سبعة فراسخ من (هراة). (الأنساب) ١ / ٤١٣. وضبطها ـ كذلك ـ ياقوت ، وقال : بلدة خصيبة فى واد مشجر. من نواحى هراة (معجم البلدان) ١ / ٦٠٢.

(٧) فسّر ابن ناجى هذا القول فى تعليقه على ترجمة الدبّاغ ل (موسى بن عبد الرحمن القطّان) فى (معالم الإيمان) ٢ / ٣٣٦ ، فقال : كان فقيه البدن ، يعنى به : طبيبا. وقد فسّرها محقق (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) تفسيرا بعيدا ، وذلك فى ترجمة (علاء بن محمد التّدميرى) ج ١ / ٣٧٣ (هامش ٣) ، فقال : فقيه البدن : يراقب الله فى الأعمال الخاصة ببدنه ، ونفسه. وفى رأيى : أن الراجح أنه يفقه فى أدواء البدن ، وعلله ، ويدرك أنواع علاجه. ولا يشترط أن يكون ممارسا للطب ، بل مجرد قارئ مطلع ، ملمّ بمعلوماته.

١٨٤

بمصر مع أبى زرعة ، وبالشام مع أحمد بن سيّار(١) .

٤٧٤ ـ محمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد بن أسباط : يكنى أبا جعفر. كوفى ، قدم مصر ، وحدّث بها عن حسن بن حسين الأشقر ، وطبقته(٢) . توفى بمصر فى ذى الحجة سنة ثمان وأربعين ومائتين(٣) .

٤٧٥ ـ محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن(٤) : يكنى أبا عبد الرحمن. مدينى ، يروى عن إسماعيل بن أبى أويس. قدم مصر ، وحدّث بها ، وخرج إلى الإسكندرية ، وحدّث بها أيضا. مات سنة اثنتين وستين ومائتين(٥) .

٤٧٦ ـ محمد بن إبراهيم بن عبدوس بن بشير : من موالى قريش(٦) . توفى سنة إحدى وخمسين ومائتين. حدثونا عنه(٧) .

__________________

(١) المقفى ٥ / ٩٥ (قال ابن يونس). راجع مزيدا من ترجمته فى : (السابق) ٥ / ٩٦ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٨ ـ ١٠ (روى عن إبراهيم بن المنذر الحزامى ، وابن حنبل ، وجماعة. وسمع بمصر ، والحجاز ، والكوفة ، والبصرة ، والشام ، وبغداد. ولد سنة ٢٠٤ ه‍ ، وتوفى آخر يوم من سنة ٢٩٠ ه‍ ، ودفن أول المحرم ٢٩١ ه‍ ، وهو شافعى المذهب).

(٢) المقفى ٥ / ٩٦ (قال ابن يونس).

(٣) المصدر السابق ، وتهذيب التهذيب ٩ / ١٠ (قال ابن يونس). وزاد : أنه روى عن عبد السلام ابن حرب ، والمطلب بن زياد ، وغيرهما. روى عنه أبو داود ، وأبو حاتم الرازى ، وأبو بكر بن أبى داود ، وعلى بن عمرو بن خالد الحرّانى. صدوق.

(٤) بقية نسبه : (ابن محمد بن عبد الله بن كثير بن الصّلت الكثيرى ، وقد ينسب إلى جده كثير). (المقفى ٥ / ١٠٠).

(٥) المصدر السابق ٥ / ١٠٠ ـ ١٠١ (قال ابن يونس).

(٦) ترتيب المدارك مجلد ٢ ص ١١٩ (قال أبو سعيد المصرى).

(٧) الإكمال ١ / ٢٩٦ (قال معنى ذلك ابن يونس فى مكانين). ولا أدرى ـ بالطبع ـ المكان الآخر ، الذي ذكر فيه المترجم له فى كتاب مؤرخنا. ويلاحظ أن القاضى عياضا ذكره فى (ترتيب المدارك) مجلد ٢ / ١١٩ فى (علماء إفريقية) ، وقال : أصله من العجم. وهو من كبار أصحاب سحنون وأئمة وقته ، وهو رابع المحمدين الأربعة من أئمة مذهب مالك فى عصره ، ولم يجتمع مثلهم فى زمان (اثنان مصريان : محمد ، وابن الموّاز) ، واثنان قرويّان (من القيروان) : ابن عبدوس ، وابن سحنون.

١٨٥

٤٧٧ ـ محمد بن إبراهيم بن العلاء : يعرف ب «ابن زبريق»(١) . حمصى ، قدم مصر ، وحدّث بها ، وبها مات سنة ست وخمسين ومائتين(٢) .

٤٧٨ ـ محمد بن إبراهيم بن مسلم بن البطّال : يكنى أبا عبد الله. قدم مصر قدمتين ، ونزل المصيّصة. حدّث عن محمد بن علقمة ، وإسحاق بن وهب العلّاف ، ومحمد بن حميد الرازى ، وجماعة. روى عنه محمد بن سليمان الرّبعىّ ، وأبو حفص عمر بن محمد بن القاسم ، وإبراهيم بن محمد بن الفتح المصيصى. كتبنا عنه. كان آخر قدمته سنة عشر وثلاثمائة ، ثم مضى إلى الثغور ، فتوفى هناك(٣) .

٤٧٩ ـ محمد بن إبراهيم بن مسلم : يكنى أبا أمية. بغدادى ، أقام ب «طرسوس». ويقال : إنه من أهل سجستان. كان من أهل الرحلة ، فهما(٤) بالحديث. وكان حسن الحديث. توفى ب «طرسوس» فى جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ومائتين(٥) . وكان يملى عليهم بمصر ، وكان حسن التحديث. سمع من أبى مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّانىّ ، وصفوان بن صالح ، وهشام بن عمار ، وخلق. روى عنه النسائى ، وجماعة(٦) .

٤٨٠ ـ محمد بن إبراهيم بن نيروز : يكنى أبا بكر. بغدادى ، قدم مصر ، وسمع بها

__________________

(١) كذا ضبطها السمعانى بالحروف فى (الأنساب) ٣ / ١٣٢ (وإن شكلت الباء بالفتح على سبيل الخطأ المطبعى).

(٢) المقفى ٥ / ١١٣ (قال ابن يونس). وبقية نسبه فيه : (ابن الضحاك بن مهاجر بن عبد الرحمن الزّبيدىّ). وأضاف : أنه حدّث عن إسماعيل بن عيّاش. حدّث عنه جعفر بن محمد الفريابىّ ، وغيره.

(٣) المقفى ٥ / ٥٤ (قال ابن يونس).

(٤) فى السابق : قيّما.

(٥) تاريخ بغداد ١ / ٣٩٥ ـ ٣٩٦ (حدثنى محمد بن على الصورى ، قال : أنبأنا أبو عبد الله محمد ابن عبد الرحمن بن محمد بن خالد الأزدى ، قال : أنبأنا أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخى ، قال : أنبأنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى ، قال) ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٣٣٠ (قال أبو سعيد بن يونس) ، والمقفى ٥ / ٥٤ ـ ٥٥ (قال ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ١٤ (نقلا عن ابن يونس باختصار). ويؤكد صحة تاريخ الوفاة ما رواه الخطيب من أن نعى المترجم له جاء إلى بعضهم فى رمضان سنة ٢٧٣ ه‍ ، وكان ذلك بعد موته بنحو شهرين. (تاريخ بغداد ١ / ٣٩٦).

(٦) المقفى ٥ / ٥٤ ـ ٥٥.

١٨٦

من أبى جعفر محمد بن عمرو بن نافع. روى عن محمد بن المثنى العنزىّ ، ومحمد بن بشّار ، وجماعة. وسمع منه أبو أحمد بن عدىّ بمصر ، وأبو الحسن الدارقطنى فى آخرين. مات ببغداد فى شهر رمضان سنة ثمانى عشرة وثلاثمائة(١) .

٤٨١ ـ محمد بن إبراهيم بن يحيى : يكنى أبا بكر. أصله من مرو الرّوذ. قدم مصر ، وكتب عنه أبو الوليد الطّيالسىّ ، وسليمان بن حرب ، وغيره. وسمع منه بمصر محمد بن أحمد بن أبى الأصبغ ، ومحمد بن محمد الخيّاش ، وأحمد بن محمد بن سلامة. مات فى ذى القعدة سنة ست وسبعين ومائتين(٢) .

٤٨٢ ـ محمد بن أحمد الحوارىّ(٣) : يكنى أبا عبد الله. واسطىّ قدم مصر ، وحدّث بها ، وكان ثقة. مات بها فى رجب سنة أربع وستين ومائتين(٤) .

٤٨٣ ـ محمد بن أحمد بن أبى الأصبغ عبد العزيز بن منير الحرّانى : يكنى أبا بكر. يعرف ب «ابن أبى الأصبغ». قدم مصر ، وكان ثقة ، أمّ بجامع الفسطاط بمصر ، وكان فقيها فصيحا. قال لى : إنه ولد سنة ثلاث وستين ومائتين. توفى يوم السبت الثالث من شوال سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة(٥) .

٤٨٤ ـ محمد بن أحمد بن جعفر(٦) بن الحسن بن مهران بن أبى جميلة(٧) : يكنى أبا

__________________

(١) المقفى ٥ / ٦١ ـ ٦٢ (ذكره ابن يونس).

(٢) السابق ٥ / ٦٢ (قال ابن يونس). بقية نسبه وترجمته : (ابن إسحاق بن جناد المنقرىّ). ينسب إلى (بنى منقر بن عبيد). مات فى طريق مكة قرب المدينة فى ذى الحجة سنة ٢٧٦ ه‍. (الأنساب ٥ / ٣٩٦ ـ ٣٩٨).

(٣) لعل هذا هو ضبطه الصحيح على نحو ما جاء فى مادة (الحوارى) فى (الإكمال) ٣ / ٢١٦ (وإن لم يذكر تحتها المترجم له).

(٤) المقفى ٥ / ١٩٩ (قاله ابن يونس).

(٥) السابق ٥ / ٢٠٨ (قال ابن يونس). وأضاف : أنه سكن مصر. فقيه على مذهب مالك ، وأملى الحديث ، وروى بمصر سنة ٣٣٨ ه‍. روى القراء عرضا عن أحمد بن عبد الله بن محمد بن هلال. وحدّث عن خير بن عرفة ، وبكر بن سهل. روى كتب ابن القاسم فى الفقه. سمع منه بمصر أبو حفص بن شاهين ، والحسن بن إسماعيل الضرّاب ، وغيرهما.

(٦) فى (مختصر تاريخ دمشق) ٢١ / ٢٦٥ : جعفر بن محمد. وكرر المقريزى اسم (جعفر) فى (المقفى) ٥ / ١٥٣. وذكر ابن حجر : أن ابن يونس لم يذكر إلا (محمد بن أحمد بن جعفر) ؛ لأن البعض سمّاه (أحمد بن محمد بن جعفر) ، ومنهم ابن حجر نفسه (تهذيب التهذيب) ١ / ٦٢).

(٧) ورد ذلك النسب فى (تهذيب الكمال) ٢٤ / ٣٤٤ ، واختصره الذهبى فى (تاريخ الإسلام)

١٨٧

العلاء. ولد بالكوفة سنة أربع ومائتين ، وقدم إلى مصر ـ قديما ـ تاجرا. حدثت عنه(١) ، وكان ثقة ثبتا(٢) . توفى بمصر يوم الخميس لست بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة(٣) . وصلى عليه أبو عبيد على بن الحسين القاضى. وكان قد عمى قبل وفاته بيسير(٤) ، وما رأيته أنا إلا وهو أعمى(٥) .

٤٨٥ ـ محمد بن أحمد بن حزم بن تمّام بن محمد بن مصعب بن عمرو بن عمير بن محمد بن مسلمة الأنصارى : يكنى أبا عبد الله. أندلسى محدّث. مات قريبا من سنة عشرين وثلاثمائة(٦) .

٤٨٦ ـ محمد بن أحمد بن حمّاد بن سعد(٧) الدّولابى(٨) : مولى الأنصار ، الورّاق.

__________________

٢٢ / ٢٤٨ (محمد بن أحمد بن جعفر بن أبى جميلة). وذكره ابن حجر كاملا فى (تهذيب التهذيب) ٩ / ١٩.

(١) تاريخ الإسلام ٢٢ / ٢٤٨ (روى عنه أبو سعيد بن يونس ، وقال : كان ثقة ثبتا) ، والمقفى ٥ / ١٥٣. وذكر ابن حجر رواية ابن يونس عن المترجم له أيضا فى (تهذيب التهذيب) ٩ / ١٩ ـ ٢٠.

(٢) تاريخ الإسلام ٢٢ / ٢٤٨ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٩٤ (وثّقه ابن يونس).

(٣) مختصر تاريخ دمشق ٢١ / ٢٦٥ ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٣٤٦ ، وتاريخ الإسلام ٢٢ / ٢٤٩ (عمره ٦٦ سنة. والصواب : ٩٦ سنة) ، والمقفى ٥ / ١٥٣ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٢٠ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٩٤ (موته بمصر سنة ٣٠٠ ه‍ ، عن ٩٦ سنة).

(٤) مختصر تاريخ دمشق ٢١ / ٢٦٥ (قال أبو سعيد بن يونس بعد أن ساق اسمه ونسبه) ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٣٤٦ (قال أبو سعيد بن يونس) ، والمقفى ٥ / ١٥٣ (قال ابن يونس. ولم ينقل عنه من صلى عليه ، ولا لفظة يسير فى توقيت عماه) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٢٠ (قال ابن يونس).

(٥) مختصر تاريخ دمشق ٢١ / ٢٦٥ ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٣٤٦ (بحذف لفظة أنا).

(٦) الإكمال ٢ / ٤٤٩ ـ ٤٥٠ (قاله ابن يونس) ، والجذوة ١ / ٧٥ (ذكر ذلك عبد الرحمن بن أحمد الصدفى) ، والبغية ٤٩ (شرحه). ويلاحظ أن ابن الفرضى ترجم له فى (تاريخه ، ط. الخانجى) ج ٢ ص ٤٤ ، وأشار إلى انتهاء نسبه إلى ذلك الصحابى المذكور ، وأنه من أهل طليطلة ، ومفت فى موضعه ، سمع بقرطبة من محمد بن عمر بن لبابة ، وأحمد بن خالد (نقل ذلك عن ابن حارث).

(٧) كذا فى (الأنساب) ٢ / ٥١١ ، ومخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٦٧٩ (بسنده إلى أبى سعيد بن يونس فى تاريخ الغرباء) ، وكذلك فى (مختصر تاريخ دمشق) ٢١ / ٢٦٧ (قال أبو سعيد بن يونس فى تاريخ الغرباء). وفى (البداية والنهاية) ١١ / ١٥٦ (حماد أبو سعد بدلا من حماد بن سعد الواردة بالمتن). وفى (المقفى) ٥ / ١٥٩ : حرّف اسم (سعد) إلى (سعيد) ، وبعده أضاف اسم (مسلم).

(٨) كذا على الصحيح فى ضبط هذه النسبة بالحروف ، لكن الناس يضمونها (الدّولابى). وأضاف

١٨٨

يكنى أبا بشر. قدم مصر نحو سنة ستين ومائتين. وكان يورّق على شيوخ مصر فى ذلك الزمان(١) . وحدّث بمصر عن شيوخ بغداد ، والبصرة ، والشام ، ومصر(٢) . وكان من أهل صنعة الحديث ، حسن(٣) التصنيف ، وله بالحديث معرفة(٤) ، وكان يضعّف(٥) . توفى وهو قاصد إلى الحج بين مكة والمدينة ب «العرج» فى ذى القعدة سنة عشر وثلاثمائة(٦) . بلغنى عن أبى بكر المهندس : أن أبا بشر توفى ب «ذى الحليفة». والله أعلم(٧) .

٤٨٧ ـ محمد بن أحمد بن حمدى بن قطن البخارىّ : يكنى أبا غالب. كتبت عنه. توفى سنة عشرين وثلاثمائة(٨) .

٤٨٨ ـ محمد بن أحمد بن خزيمة : يكنى أبا معمر. بصرى ، قدم مصر ، وحدّث. توفى بمصر سنة ست وتسعين ومائتين. حدّثت عنه(٩) .

٤٨٩ ـ محمد بن أحمد بن عبد العزيز العتبىّ(١٠) : يروى عن يحيى بن يحيى الليثى

__________________

السمعانى : هذه النسبة ـ فى ظنى ـ فيها نسب بعض أجداده إلى عمل الدولاب ، وأصله من (الرّىّ) ، فيمكن أن يكون من قرية (الدّولاب). (الأنساب) ٢ / ٥١٠ ـ ٥١١ ، والمقفى ٥ / ١٦٠ (نقلا عن السمعانى). ويرى ياقوت أن أكثر المحدّثين يروونها بالضم ، وقد تفتح (معجم البلدان ٢ / ٥٥١).

(١) الأنساب ٢ / ٥١١ (ذكره أبو سعيد بن يونس الصدفى فى تاريخ مصر) ، ومخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٦٧٩ ، ومختصره ٢١ / ٢٦٧ ، والمقفى ٥ / ١٦٠ (قال ابن يونس).

(٢) الأنساب ٢ / ٥١١ (ولم يذكر مصر) ، ومخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٦٧٩.

(٣) وردت بلفظ (يحسن) فى (الأنساب) ٢ / ٥١١.

(٤) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٦٧٩ ، ومختصره ٢١ / ٢٦٧. وفى (المقفى) ٥ / ١٦٠ : وله فى الحديث معرفة.

(٥) المصادر السابقة ، بالإضافة إلى : العبر للذهبى ١ / ٤٦٠ (قال ابن يونس) ، وميزان الاعتدال ٣ / ٤٥٩ (شرحه). وحرفت لفظة (يضعّف) فى (البداية والنهاية) ١١ / ١٥٦ إلى (يصعق).

(٦) الأنساب ٢ / ٥١١ (وجعل الوفاة سنة عشرين وثلاثمائة) ، ومخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٦٧٩ ، ومختصره ٢١ / ٢٦٧ ، والعبر للذهبى ١ / ٤٦٠ (ولم يذكر زمان ، ولا مكان الوفاة عن ابن يونس) ، وميزان الاعتدال ٣ / ٤٥٩ ، والبداية والنهاية ١١ / ١٥٦ ، والمقفى ٥ / ١٦٠ (وحرفت سنة الوفاة إلى ست عشرة وثلاثمائة).

(٧) زيادة تفرد بها (مخطوط تاريخ دمشق) ١٤ / ٦٧٩. وراجع تفاصيل أساتيذه ، وتلاميذه فى (الأنساب) ٢ / ٥١١.

(٨) المقفى ٥ / ١٦١ (قال ابن يونس).

(٩) تاريخ الإسلام ٢٢ / ٢٤٦ (روى عنه أبو سعيد بن يونس) ، والمقفى ٥ / ١٦٣ (قال ابن يونس).

(١٠) زاد الحميدى فى نسبه : (ابن عتبة بن حميد بن عتبة ، منسوب إلى ولاء عتبة بن

١٨٩

الأندلسى. وله رحلة سمع فيها من جماعة بالمشرق ، وحدّث ، وألّف فى الفقه كتبا كثيرة ، منها : «العتبيّة»(١) . توفى بالأندلس سنة خمس وخمسين ومائتين(٢) .

٤٩٠ ـ محمد بن أحمد بن عثمان : يكنى أبا الطاهر. مدنى ، قدم إلى مصر ، وكان يحفظ الحديث ويفهم. روى أحاديث مناكير. أراه كان اختلط(٣) . وقد كان من أهل الرحلة والطلب(٤) . لا تجوز الرواية عنه. توفى يوم الأحد لاثنتى عشرة خلت من ذى الحجة سنة ثلاث وثلاثمائة(٥) .

٤٩١ محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصىّ(٦) : يكنى أبا عبد الله الفقيه

__________________

أبى سفيان) (الجذوة ١ / ٧٤). وردّ المقريزى على من نسبه إلى أبى سفيان بن حرب ، وقال : الأصح أنه مولى لآل عتبة بن أبى سفيان. (المقفى ٥ / ٢٠٦).

(١) نقلت تلك المادة عن (البغية) ص ٤٨ ، ونسبتها إلى ابن يونس رغم عدم تصريح الضبى بذلك على عادته فى إغفال ذكر ابن يونس مرات غير قليلة ، لكنها فى الغالب لمؤرخنا فى عباراتها المختصرة ، ونوعيتها.

(٢) الجذوة ١ / ٧٥ (دون نسبة إلى ابن يونس) ، والبغية ص ٤٨ (شرحه) ، والمقفى ٥ / ٢٠٧ (قال ابن يونس) ، والنفح ٢ / ٢١٦ (شرحه). ويمكن مراجعة المزيد عن هذا الفقيه المالكى ، ومؤلفاته فى الفقه المالكى فى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. (الخانجى) ٢ / ٨ ـ ٩ ، والجذوة ١ / ٧٤ ـ ٧٥ ، والمقفى ٥ / ٢٠٦ ـ ٢٠٧).

(٣) ميزان الاعتدال ٣ / ٤٥٦ (ذكره ابن يونس فى الغرباء) ، والمقفى ٥ / ٢٢٠ (قال ابن يونس). وأضاف فى نسبه : أنه ابن عبيد الله الأموى ، ينسب إلى ولاء (عثمان بن عفان).

(٤) السابق. وذكر الذهبى فى (ميزان الاعتدال) ٣ / ٤٥٦ : أنه روى عن حرملة ، وطبقته فى مصر ، وروى عن يعقوب بن كاسب. روى عنه ابن عدى ، ومؤمل بن يحيى ، وغيرهما. وذكر المقريزى فى (المقفى) ٥ / ٢٢٠ : أنه يغلط ، ولا يرجع عما يغلط فيه.

(٥) السابق (قال ابن يونس). وفى (ميزان الاعتدال) ٣ / ٤٥٦ : حرّف تاريخ الوفاة إلى سنة ٢٥٣ ه‍.

(٦) كذا أورد ابن يونس نسبه فى (مخطوط تاريخ دمشق) ١٤ / ٧٩٣ (بسنده إلى أبى القاسم ، عن أبيه أبى عبد الله ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس). وأضاف ياقوت فى (معجم الأدباء) ١٧ / ٢٨١ ـ ٢٨٢ إلى نسبه : (ابن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان ابن أدّ بن أدد). وأوضح أن هاشما المذكور فى النسب ليس هو هاشما جد النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فهو هاشم بن عبد مناف. أما المذكور هنا فهو ابن أخيه.

١٩٠

الشافعى. مكى ، قدم مصر مع «عبد الله بن العباس بن موسى الهاشمى»(١) سنة تسع وتسعين ومائة ، وأقام بمصر ، وحدّث بها بكتبه الفقهية ـ وكان كريما ـ إلى أن توفى بها ليلة الخميس ـ آخر ليلة من رجب ـ سنة أربع ومائتين. حدثنى بوفاته ـ أيضا ـ علىّ بن قديد ، قال : قدم الشافعى إلى مصر سنة تسع وتسعين ومائة ، وتوفى سنة أربع ومائتين(٢) .

٤٩٢ ـ محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلىّ(٣) : يكنى أبا حاتم. من أهل الرّىّ(٤) . قدم مصر قديما ، وكتب بها ، وكتب عنه. وكانت وفاته ب «الرّىّ» سنة خمس وسبعين ومائتين(٥) .

__________________

(١) هذا هو الصحيح الدقيق ، فقد ولى العباس بن موسى مصر ـ على صلاتها وخراجها ـ من قبل المأمون سنة ١٩٨ ه‍ ، فقدم إليها ـ نيابة عنه ـ ابنه (عبد الله بن العباس) ، وصحب معه فى مسيره إليها الشافعى ، وإن كان الكندى يرى أن دخولهما كان لليلتين بقيتا من شوال سنة ١٩٨ ه‍ ، لا ١٩٩ ه‍ ، كما (ذكر ابن يونس). (الولاة ص ١٥٣ ـ ١٥٤). ومن هنا لا يصح ما ذكره ياقوت فى (معجم الأدباء ١٧ / ٣٢١) ، من أن الشافعى استصحب (العباس بن عبد الله بن العباس بن موسى بن عبد الله بن العباس) ؛ لأنه جعل الوالى هو (عبد الله بن العباس). هذا ، ولم يشر المقريزى إلى مجىء الشافعى مع ذلك الوالى ، وأشار إلى اصطحاب الشافعى الحميدى العالم المكى (المقفى ٥ / ٣١٣).

(٢) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٧٩٣. راجع تفاصيل حياة الشافعى ، وعلمه ، ومناظراته ، وكتبه فى (معجم الأدباء) ١٧ / ٢٨١ ـ ٣٢٧ ، والمقفى ٥ / ٣٠٩ ـ ٤١٩ ، ورسالتى للماجستير ج ٢ ص ٤٢ ـ ٤٧).

(٣) زاد ابن حجر فى نسبه : (ابن داود بن مهران الرازى) الحافظ الكبير أحد الأئمة. (تهذيب التهذيب) ٩ / ٢٨.

(٤) حرفت إلى (الرعية) فى (مخطوط تاريخ دمشق) ١٥ / ٤٩).

(٥) المخطوط السابق ١٥ / ٤٩ (بسنده إلى أبى القاسم ، عن أبيه أبى عبد الله ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس) ، ومختصره لابن منظور ٢٢ / ١١ (قال ابن يونس). وأشار ابن حجر فى (تهذيب التهذيب) ٩ / ٣٠ إلى أن ابن يونس ذكر وفاة المترجم له بالرى سنة ٢٧٩ ه‍ (وأعتقد أن لفظة تسع محرفة عن خمس). وأضاف أنه ولد ١٩٥ ه‍ ، وذكر أن الأصح وفاته ٢٧٧ ه‍. راجع ترجمة مفصلة له فى (تهذيب التهذيب) ٩ / ٢٨ ـ ٣٠ (فيها أنه روى عن أبى نعيم ، وعبد الله بن صالح العجلى ، وابن أبى مريم ، وكاتب الليث عبد الله بن صالح. وروى عنه أبو داود ، والنسائى ، وابن ماجة فى «التفسير».

١٩١

٤٩٣ ـ محمد بن إدريس بن وهب الأعور البغدادى : قدم مصر ، وكتبت عنه. توفى فى جمادى الأولى سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وقال لى ابنه أبو عبد الله : إن أباه حدّث عن سعدان بن نصر ، وطبقة نحوه(١) .

٤٩٤ ـ محمد بن إسحاق بن يسار : يكنى أبا بكر ، ويقال : أبو عبد الله. مدنى ، قدم الإسكندرية سنة خمس عشرة ومائة(٢) . روى عن جماعة من أهل مصر وغيرهم ، منهم : عبيد الله بن المغيرة ، ويزيد بن أبى حبيب ، وثمامة بن شفىّ ، وعبيد الله بن أبى جعفر ، والقاسم بن قزمان ، والسّكن بن أبى كريمة. روى عنهم أحاديث لم يروها عنهم غيره ، فيما علمت ، وروى عنه من أهل مصر الأكابر ، منهم : يزيد بن أبى حبيب ، وقيس بن أبى يزيد(٣) .

٤٩٥ ـ محمد بن أسلم اللّاردىّ : من أهل لاردة(٤) . يكنى أبا عبد الله. يروى عن يونس بن عبد الأعلى(٥) . توفى (رحمه‌الله ) سنة خمس وتسعين ومائتين(٦) .

__________________

(١) تاريخ بغداد ٢ / ٧٨ (بسنده المعتاد ، إلى ابن مسرور ، قال : نبأنا أبو سعيد بن يونس ، قال). وله ترجمة فى (المقفى) ٥ / ٤٢٢ ، غير منسوبة إلى ابن يونس ، والغالب أنها له (وإن حرف تاريخ الوفاة فيها من ٣١٧ ه‍ إلى ٣١٣ ه‍).

(٢) كذا فى (سير النبلاء) ٧ / ٤٧ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٤٢٤ (شرحه). وحرف التاريخ المذكور إلى سنة ١٩٩ ه‍ فى (تهذيب التهذيب) ٩ / ٣٩ (قال ابن يونس). وهذا خطأ بيّن ؛ لأن ابن إسحاق توفى سنة ١٥١ ه‍ ببغداد (سير النبلاء) ٧ / ٤٧.

(٣) السابق ٧ / ٤٧ ـ ٤٨ ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٤٢٤ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٣٩ (باختصار ؛ إذ لم يذكر أسماء من روى عنهم). راجع تفاصيل ترجمته فى : (معجم الأدباء ١٨ / ٥ ـ ٨ ، والمقفى ٥ / ٣٠٢ ـ ٣٠٥ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٣٤ ـ ٤٠).

(٤) من ثغور الأندلس ، فهو منسوب إليها (الجذوة ١ / ٨٣ ، والبغية ص ٦١). وحرف اللقب إلى (الأزدى) فى (المقفى) ٥ / ٤١٩.

(٥) المصدران السابقان (دون نسبة النص إلى ابن يونس ، والغالب أنه له). وأضاف ابن الفرضى فى (تاريخه ، ط. الخانجى) ٢ / ١٢ : روى عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، والربيع الجيزى ، والمرادى ، وغيرهما.

(٦) السابق (قال أبو سعيد). وفى (الجذوة) ١ / ٨٣ : مات بالأندلس سنة ٣٠٣ ه‍. وكذا فى (البغية) ص ٦١ (ولم ينسب إلى ابن يونس فى أيهما ذلك التاريخ). وفى (المقفى) ٥ / ٤١٩ : توفى سنة ٢٩٦ ه‍.

١٩٢

٤٩٦ ـ محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخارى : يكنى أبا عبد الله. قدم مصر ، وتوفى بها(١) .

٤٩٧ ـ محمد بن إسماعيل بن القاسم(٢) : يكنى أبا عبد الله. مدينى ، كان يسكن الرّسّ ، قرية نحو المدينة. قدم مصر قديما(٣) . روى عن أبيه ، عن جده حديثا فى فضل حضور موائد آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . وكان كريما سخيا ، وكانت له بمصر منزلة عند السلطان والعامة(٤) . توفى بمصر سنة خمس عشرة وثلاثمائة(٥) .

٤٩٨ ـ محمد بن الأصبغ البيّانىّ : من أهل بيّانة(٦) ، قرية من قرى الأندلس. مات بها سنة ثلاث وثلاثمائة ، وقيل : سنة ثلاثمائة(٧) .

٤٩٩ ـ محمد بن أوس الأنصارى(٨) : يروى عن أبى هريرة. روى عنه الحارث بن يزيد ، ومحمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدى(٩) . وكان من أهل الدين والفضل ،

__________________

(١) وفيات الأعيان ٤ / ١٩٠ (ذكر ابن يونس فى تاريخ الغرباء). وعلّق ابن خلكان بأن القول بوفاته فى مصر خطأ. والصواب : أنه ولد سنة ١٩٤ ه‍ ، وتوفى ليلة الفطر سنة ٢٥٦ ه‍ ، ودفن فى (خرتنك) بإحدى قرى سمرقند. (السابق ٤ / ١٩٠ ـ ١٩١). راجع المزيد عنه فى (تهذيب التهذيب) ٩ / ٤١ ـ ٤٧ ، وما ذكرته فى (رسالتى للماجستير) ج ٢ ص ٢٣ (هامش ٢) عن زيارته مصر بين سنة ٢١٠ ـ ٢١٩ ه‍ ، وصلاته بعلمائها.

(٢) بقية نسبه فى (تاريخ الإسلام) ٢٣ / ٤٩٩ : (ابن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب الحسنى). وفى (مختصر تاريخ دمشق) ٢٢ / ٣٢ : زاد اسم (طباطبا) بين (إبراهيم) ، و (إسماعيل).

(٣) المصدر السابق (قال أبو سعيد ـ لا سعيد ـ بن يونس).

(٤) السابق ، وتاريخ الإسلام ٢٣ / ٤٩٩ (روى عن آبائه حديثا. ولم يحدد موضوعه. وقال : له منزلته عند الدولة والعامة. ذكره ابن يونس).

(٥) مختصر تاريخ دمشق ٢٢ / ٣٣. وذكره الذهبى فى (تاريخ الإسلام) ٢٣ / ٤٩٩ فى (وفيات سنة ٣١٩ ه‍ فى شهر شعبان).

(٦) ضبطت بالشكل فى (معجم البلدان) ١ / ٦١٤ ـ ٦١٥ ، وقال ياقوت : هى قصبة كورة (قبرة) ، وهى كبيرة حصينة ، تقع على ربوة ، تكتنفها أشجار وأنهار ، وبينها وبين قرطبة ثلاثون ميلا.

(٧) الجذوة ١ / ٨٣ ـ ٨٤ (ذكره أبو سعيد بن يونس) ، والبغية ص ٦١ (شرحه).

(٨) تكملة نسبه : (محمد بن أوس بن ثابت الأنصارى) من التابعين الذين دخلوا الأندلس. (الجذوة ١ / ٨٤ ، والبغية ص ٦٢ ، وتكملة الصلة ١ / ٣٥٤ ، والنفح ٣ / ٥٨).

(٩) الجذوة ١ / ٨٤ ، والبغية ص ٦٢ ، ومعالم الإيمان ١ / ١٨٩. وفى (تكملة الصلة) ١ / ٣٥٤ ، والنفح ٣ / ٥٨ : (محمد بن عبد الرحمن

١٩٣

معروفا بالفقه. ولى بحر إفريقية سنة ثلاث وتسعين(١) ، وغزا المغرب والأندلس مع موسى بن نصير(٢) .

٥٠٠ ـ محمد بن أيوب العكّىّ : محدّث أندلسى(٣) .

٥٠١ ـ محمد بن أبى بكر الصديق : يكنى أبا القاسم. مدنى ، قدم مصر أميرا عليها من قبل علىّ بن أبى طالب ، وجمع له صلاتها وخراجها ، فدخل مصر فى شهر رمضان سنة سبع وثلاثين ، وقيل : فى صفر سنة ثمان وثلاثين(٤) . قتل يوم المسنّاة ، لما انهزم المصريون. فقيل : إنه اختفى فى بيت امرأة من غافق ، آواه فيه أخوها. وكان الذي يطلبه معاوية بن حديج ، فلقيتهم أخت الرجل ، الذي كان آواه ، وكانت ناقصة العقل ،

__________________

بن ثوبان). ومن النظر فى ترجمة (محمد بن عبد الرحمن ابن نوفل الأسدى) فى (تهذيب التهذيب) ٩ / ٢٧٣ ـ ٢٧٤ ، ألفيناه قدم إلى مصر سنة ١٣٦ ه‍ ، وهو أصغر من المترجم له. أما (محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان القرشى المدنى) ، فهو من أقران المترجم له ، ويروى عن بعض الصحابة مثله كأبى هريرة ، وجابر ، وابن عباس ، (السابق ٩ / ٢٦٢). ولا تستطيع القطع بأن ما ورد بالمتن هو الصحيح ؛ لأن من الممكن الرواية عن الأكبر سنا ، وكذا يروى الأقران بعضهم عن بعض. لكن المصادر التى ذكرت ابن نوفل الأسدى أصح وأدق تحقيقا من التى ذكرت (ابن ثوبان) ؛ لذلك رجحنا ما رجحنا بالمتن ، وذلك على سبيل الظن الغالب.

(١) حرفت إلى (سبعين) فى (الجذوة) ١ / ٨٤ ، والبغية ص ٦٢.

(٢) الجذوة ١ / ٨٤ (فيما حكاه أبو سعيد صاحب تاريخ مصر) ، والبغية ص ٦٢ (شرحه) ، وتكملة الصلة ١ / ٣٥٤ (شرحه) ، ومعالم الإيمان ١ / ١٨٩ (قاله أبو سعيد بن يونس) ، والنفح ٣ / ٥٨ (فيما حكاه أبو سعيد صاحب تاريخ مصر). هذا ، وقد ذكر ابن عبد الحكم فى (فتوح مصر) ص ٢١٥ : أن (محمد بن أوس الأنصارى) كان على بحر تونس سنة ١٠٢ ه‍ ، فلا يصح أن يكون هذا هو تاريخ وفاته ، وبالتالى فقد أخطأ الدباغ فى (معالم الإيمان) ١ / ١٨٩ ، لما جعل وفاته ذلك العام. ثم اجتمع رأى أهل إفريقية عليه لما قتل يزيد بن أبى مسلم ، فأرسلوا إليه وهو على غزو بحر تونس ، فكتب إلى (يزيد بن عبد الملك) يخبره بما كان ، ومثّل خالد بن أبى عمران أهل إفريقية عند الخليفة ، الذي سأل خالدا عن (ابن أوس) ، فشهد له بالدين والفضل والفقه ، وقد سأل الخليفة عن (المغيرة بن أبى بردة القرشى) ، فعلم أنه رفض الولاية ، فسكت عنه. ويبدو أن المترجم له لم يمكث فى منصبه شيئا ذا بال ، إذ سرعان ما استعمل الخليفة (بشر بن صفوان) على إفريقية ، تاركا مصر لأخيه (حنظلة بن صفوان). (راجع تكملة الصلة ١ / ٣٥٤ ، والبيان المغرب ١ / ٤٩).

(٣) الجذوة ١ / ٨٤ (ذكره أبو سعيد بن يونس) ، والبغية ص ٦٢ (شرحه).

(٤) حرفت إلى سنة ثلاث وثمانين فى (تهذيب التهذيب) : ٩ / ٧٠.

١٩٤

فظنت أنهم يطلبون أخاها ، فقالت : أدلكم على محمد بن أبى بكر على ألا تقتلوا أخى؟ قالوا : نعم. فدلّتهم عليه. فقال : احفظونى ؛ لأبى بكر. فقال له معاوية بن حديج : قتلت ثمانين من قومى فى دم عثمان ، وأتركك وأنت صاحبه؟! فقتله(١) ، ثم جعله فى جيفة حمار ميت ، وأحرقه بالنار(٢) . حدثنا بذلك من أمره حسن بن محمد المدينى ، عن يحيى بن عبد الله بن بكير ، عن الليث ، عن عبد الكريم بن الحارث بهذا ، أو نحوه.

٥٠٢ ـ محمد بن تميم بن واقد العنبرىّ القفصىّ(٣) : رأيت فى «تاريخ المغاربة» : أن محمد بن تميم توفى بقفصة سنة تسع وخمسين ومائتين(٤) .

٥٠٣ ـ محمد بن جرير بن يزيد : يكنى أبا جعفر. طبرىّ ، من أهل «آمل»(٥) . كان

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٤ / ٥٤٢ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٧٠ (قال ابن يونس). وفى نهاية هذا النص لدى ابن حجر قال : قال ابن يونس : حدثنا بذلك من أمره حسن بن محمد المدينى ، عن يحيى بن بكير ، عن الليث ، عن عبد الكريم بن الحارث بهذا ونحوه. و (الإصابة) ٦ / ٢٤٥ ـ ٢٤٦ (حكاه ابن يونس ، ثم ساق النص باختصار).

(٢) إضافة فى (تهذيب الكمال) ٢٤ / ٥٤٢ ، وبعدها قال : «قال أبو سعيد : حدثنا بذلك من أمره حسن بن محمد المدينى ، عن يحيى بن عبد الله بن بكير ، عن الليث ، عن عبد الكريم بن الحارث بهذا ، أو نحوه». وبالسند نفسه نقل الكندى الرواية نفسها فى (الولاة) ص ٢٨ ـ ٢٩. وأضاف ابن حجر فى (تهذيب التهذيب) ٩ / ٧٠ : أنه ولد عام حجة الوداع. روى عن أبيه مرسلا ، وعن أمه (أسماء بنت عميس). روى عنه ابنه القاسم. وأخيرا ، راجع تفاصيل مشاركته عليا فى (الجمل) ، و (صفّين) ، وولايته ، وما آل إليه أمره فى (الاستيعاب) لابن عبد البر ٣ / ١٣٦٦ ـ ١٣٦٧. ويمكن مراجعة تفاصيل فترة ولايته على مصر ، ونهايته بها فى (الولاة) للكندى ص ٢٦ ـ ٣١.

(٣) ضبطت بالحروف ، وهو ينسب إلى (قفصة) ، وهى بلدة بالمغرب تقارب (قسطيليّة) ، وهما كثيرتا التمر (الإكمال ٦ / ٤٠٨ ، والأنساب ٤ / ٥٣٣). وقال ياقوت فى (معجم البلدان) ٤ / ٤٣٤ : هى بلدة صغيرة فى طرف إفريقية من ناحية المغرب ، بينها وبين القيروان ثلاثة أيام ، وبها بساتين تقام على عين ماء بها ، ذات نخل وزيتون ، وتين وعنب وتفاح ، وهى أكثر بلاد إفريقية فستقا ، ومنه يحمل إلى جميع نواحى إفريقية والأندلس.

(٤) الأنساب ٤ / ٥٣٣ (ذكره أبو سعيد بن يونس فى تاريخ مصر) ، وتاريخ الإسلام ١٩ / ٢٧٩ (قال ابن يونس). وأضاف الذهبى : أنه حدّث بالقيروان عن ابن وهب ، وأنس بن عياض. وطال عمره ، وتوفى سنة ٢٦٠ ه‍.

(٥) ينسب الطبرى إلى (طبرستان) ، وهى بلدان واسعة كبيرة ، تشمل عدة نواحى ، أهمها (آمل) ،

١٩٥

فقيها. قدم إلى مصر قديما سنة ثلاث وستين ومائتين ، وكتب بها ، ورجع إلى بغداد ، وصنّف تصانيف حسنة ، تدل على سعة علمه(١) . وكانت وفاته ب «بغداد» فى العشر الأواخر من شوال سنة عشر وثلاثمائة(٢) .

٥٠٤ ـ محمد بن جعفر القواذىّ(٣) : من أهل بغداد. قدم مصر ، وكتب عنه. وكان يلزم تنيس ، ويتّجر بها ، وله بها دار حسنة. توفى بمصر فى رجب سنة عشر وثلاثمائة(٤) .

٥٠٥ ـ محمد بن جعفر بن أعين : يكنى أبا بكر. بغدادى ، قدم مصر ، وحدّث بها ، وكان ثقة. توفى بمصر فى جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائتين ، وقيل : توفى فى شهر ربيع الأول(٥) .

__________________

وهى قصبتها. وخرج منها ما لا يحصى من أهل العلم ، والأدب ، والفقه (الأنساب ٤ / ٤٥ ، ومعجم البلدان ٤ / ١٥).

(١) مخطوط تاريخ دمشق ١٥ / ١٦١ (بسنده إلى أبى القاسم ، عن أبيه أبى عبد الله ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس) ، والمقفى ٥ / ٤٨٢ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وطبقات المفسرين للداودى ٢ / ١٠٨ (قال ابن يونس).

(٢) مخطوط تاريخ دمشق ١٥ / ١٦١ ، ووفيات الأعيان ٤ / ١٩٢ (مات ببغداد. كذا قال ابن يونس فى تاريخ مصر المختص بالغرباء). وبذا رد على ما قيل : إنه مات بمصر ، ودفن بسفح المقطم من القرافة ، فليس هذا بصحيح. (راجع تفاصيل ترجمته فى : (معجم الأدباء ج ١٨ / ٤٠ ـ ٩٤ ، والمقفى ٥ / ٤٨١ ـ ٤٨٧ ، وطبقات المفسرين للداودى ٢ / ١٠٦ ـ ١١٤).

(٣) ضبطت بالحروف فى (الأنساب) ٤ / ٥٥٦ ، والمقفى ٥ / ٥٠٧. ولم يذكر أى من المصدرين إلى أى شىء ينسب المترجم له. ولعلها (قواذ) حى من أحياء بغداد ، كان يسكنه (محمد بن جعفر) ، وقدم منها إلى مصر ، حيث سكنها ، وسمع منه بها أبو سعيد بن يونس ، كما فى (الأنساب ٤ / ٥٥٦ ، والمقفى ٥ / ٥٠٧).

(٤) تاريخ بغداد ٢ / ١٣٣ (بسنده المعتاد إلى ابن مسرور ، نبأنا أبو سعيد بن يونس ، قال) ، والأنساب ٤ / ٥٥٦ (ذكره أبو سعيد بن يونس فى تاريخ مصر) ، والمقفى ٥ / ٥٠٧ (قال ابن يونس. وجعل الوفاة سنة ٣٢٠ ه‍).

(٥) تاريخ بغداد ٢ / ١٢٩ (بسنده إلى ابن مسرور ، قال : نبأنا أبو سعيد بن يونس ، قال). وعبّرت ب (قيل) عن (قال ابن يونس مرة أخرى) ، والمقفى ٥ / ٤٩٧ (قال ابن يونس. ولم ينقل عنه تحديد شهر الوفاة). ويلاحظ زيادة اسم (محمد) قبل (أعين) فى (تاريخ بغداد) ٢ / ١٢٨ ، والمقفى ٥ / ٤٩٦). وزاد صاحب (تاريخ بغداد) ج ٢ ص ١٢٨ ـ ١٢٩ : أنه أخو عبد الله بن جعفر. نزل مصر ، وحدّث بها عن عاصم بن على الواسطى ، وأبى بكر بن أبى شيبة. وروى عنه الطبرانى ، والمصريون. وذكر الطحاوى : أنه مات يوم الجمعة ١٩ من ربيع الأول سنة ٢٩٣ ه‍.

١٩٦

٥٠٦ ـ محمد بن جعفر بن أبى راشد المغربى : كتب الحديث ، وكتبت عنه. توفى يوم الجمعة ، ودفن يوم السبت لسبع عشرة خلت من ذى القعدة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة(١) .

٥٠٧ ـ محمد بن جعفر بن شاكر البرقى : يكنى أبا الحسن. روى عن يونس بن عبد الأعلى ، وطبقته. مات سنة تسع وتسعين ومائتين(٢) .

٥٠٨ ـ محمد بن جعفر بن محمد بن حفص بن عمر بن راشد : مولى بنى حنيفة. يكنى أبا بكر. يعرف ب «ابن الإمام». بغدادى ، قدم مصر. كان تاجرا ، وسكن دمياط ، وحدّث بها ، وكان ثقة. توفى بدمياط يوم الأربعاء لعشر خلون من ذى الحجة سنة ثلاثمائة(٣) .

٥٠٩ ـ محمد بن جنادة بن عبد الله بن أبى جنادة يزيد بن(٤) عمرو الألهانى : إشبيلى ، يروى عن أبى الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح ، ويونس بن عبد الأعلى. مات بالأندلس سنة خمس وتسعين ومائتين(٥) .

٥١٠ ـ محمد بن حاتم بن نعيم(٦) : بغدادى ، قدم مصر ، وحدّث بها(٧) .

__________________

(١) المقفى ٥ / ٤٩٣ (قال ابن يونس).

(٢) السابق ٥ / ٤٩٤ (شرحه).

(٣) تاريخ بغداد ٢ / ١٣١ (بسنده إلى ابن مسرور ، قال : نبأنا أبو سعيد بن يونس ، قال) ، والأنساب ١ / ٢٠٦ (ذكره أبو سعيد بن يونس المصرى فى تاريخ المصريين). ولعل الصواب «تاريخ الغرباء» ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٥٨٦ (قال أبو سعيد بن يونس) ، والمقفى ٥ / ٤٩٧ (قال ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٨٣ (قال ابن يونس. واكتفى بذكر شهر ، وسنة الوفاة). وأضاف المقريزى فى (المقفى ٥ / ٤٩٧) ، وابن حجر فى : تهذيب التهذيب ٩ / ٨٣ : أنه روى عن إسماعيل بن أبى أويس ، وعلى بن المدينى ، وأحمد بن عبد الله بن يونس. روى عنه النسائى ، والطحاوى ، وحمزة بن محمد الكنانى ، والطبرانى. ثقة ، ولد سنة ٢١٤ ه‍.

(٤) سقط لفظ (ابن) فى (الجذوة) : ١ / ٨٥ ، وهو موجود فى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ٢ / ٢٣ ، والبغية ٦٥ (وزاد لفظ ابن بعد أبى جنادة) ، وهو ـ فى الغالب ـ غير صحيح.

(٥) الجذوة ١ / ٨٥ (قاله عبد الرحمن بن أحمد) ، والبغية ص ٦٥ (ولم ينسبه إلى ابن يونس. وأضاف : قيل : توفى سنة ٢٩٦ ه‍). راجع المزيد عن المترجم له فى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ٢ / ٢٣ ـ ٢٤.

(٦) بقية النسب : (ابن عبد الحميد). يكنى أبا عبد الله المروزى ، ثم المصيصى (تاريخ بغداد ٢ / ٢٦٩ ، والمقفى ٥ / ٥١١ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٢٨٩).

(٧) تاريخ بغداد ج ٢ / ٢٦٩ (بسنده إلى ابن مسرور ، قال : نبأنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد

١٩٧

٥١١ ـ محمد بن حبش(١) الواعظ : أبو بكر الضّرير. بغدادى ، قدم مصر قديما ، وهو شاب ، وكان من حفّاظ القرآن(٢) ، وكان حسن الصوت بالقرآن(٣) . وكان يجلس للناس ، حين كبرت سنه فى المسجد الجامع ، ويقص(٤) ، ويقرأ بالألحان(٥) ، ويعظ الناس. وكان مقبولا عند الناس ، وكان كلامه يقع بقلوب الناس. وكان يصلى بالناس فى قيام شهر رمضان فى المسجد الجامع العتيق(٦) ، وكان كريما سمحا(٧) . توفى بمصر سنة أربع عشرة وثلاثمائة(٨) .

٥١٢ ـ محمد بن حبيب بن كسرى اليحصبىّ : أندلسى. محدّث معروف(٩) .

٥١٣ ـ محمد بن الحجّاج بن سليمان الجوهرى : يكنى أبا جعفر. حمصى ، حدّث بمصر عن الخصيب بن ناصح ، وأسد بن موسى. روى عنه كهمس بن معمر الجوهرى. توفى فى صفر لسبع عشرة خلت منه سنة اثنتين وستين ومائتين ، وكان رجلا صالحا(١٠) .

__________________

ابن يونس ، قال) ، والمقفى ٥ / ٥١١ (قال ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٩٠ (قال ابن يونس). وردّ الخطيب على ابن يونس ، فقال : وهذا القول ـ عندى ـ وهم ؛ لأنه مروزى ، وليس ببغدادى ، وروايته عن نعيم بن حماد ، وسويد بن نصر المروزيين. حدّث عنه النسائى ، ووصفه بالفقه.

(١) ضبطت بالشكل فى (تاريخ بغداد) ٢ / ٢٩٠. وذكر المقريزى حروف الكلمة (حاء مهملة ، وباء موحدة ، وشين معجمة) فى (المقفى) ٥ / ٥٢٠.

(٢) تاريخ بغداد ٢ / ٢٩٠ (بسنده إلى ابن مسرور ، قال : نبأنا أبو سعيد بن يونس ، قال) ، والمقفى ٥ / ٥٢١ (قال ابن يونس).

(٣) تاريخ بغداد ٢ / ٢٩٠.

(٤) كذا فى المصدر السابق ، وهو الأرجح الموافق للوعظ. وفى (المقفى) ٥ / ٥٢١ : ويفتى.

(٥) فى (تاريخ بغداد) ٢ / ٢٩٠ : بألحان.

(٦) زيادة عن (المصدر السابق).

(٧) كذا فى (السابق). وفى (المقفى) ٥ / ٥٢١ : سخيا كريما.

(٨) تاريخ بغداد ٢ / ٢٩٠ ، والمقفى ٥ / ٥٢١. وأضافا : أنه سكن مصر ، وحدّث بها عن سعيد بن يحيى الأموى. روى عنه عبد الله بن جعفر بن الورد المصرى.

(٩) الجذوة ١ / ٩٤ ـ ٩٥ (قاله أبو سعيد) ، والبغية ص ٧١ (شرحه). وجاء فى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ٢ / ٤٧ : يكنى أبا عبد الله. من أهل إستجة. سمع محمد بن عمر بن لبابة ، وموسى بن أزهر. ولى الصلاة ب (إستجة). يقول الشعر ، ويحفظ المشاهد. توفى سنة ٣٢٧ ه‍.

(١٠) المقفى ٥ / ٥٢٢ (قال ابن يونس).

١٩٨

٥١٤ ـ محمد بن أبى حجيرة الأندلسى : يكنى أبا عبد الله. محدّث له رحلة. يروى عن يونس بن عبد الأعلى(١) . مات بمصر سنة ثلاث وتسعين ومائتين(٢) .

٥١٥ ـ محمد بن حسّان بن عتاهية اليمنى : توفى فى جمادى الأولى سنة سبع وتسعين ومائة(٣) .

٥١٦ ـ محمد بن الحسن بن على الأنصارى : يكنى أبا الحسن. مدينى ، قدم مصر قديما. حدّث بكتاب «نسب قريش» للزبير بن بكّار ، عن الزبير. ولم يكن عندهم ثقة فيما روى(٤) . توفى بمصر سنة خمس عشرة وثلاثمائة(٥) . وقيل : فى ذى الحجة سنة ثلاث عشرة(٦) .

٥١٧ ـ محمد بن الحسن بن علىّ بن حبيب بن المغيرة الجهضمىّ(٧) : يكنى أبا بكر. بصرى ، قدم مصر ، وسكن دميرة ، من أسفل أرض مصر ، وقدم علينا من «دميرة» إلى «الفسطاط» فى رجب سنة تسع وتسعين ومائتين ، وحدّثنا من حفظه ، وكان ثقة عند الناس(٨) .

__________________

(١) أضاف ابن الفرضى فى (تاريخه ، ط. الخانجى) ج ٢ / ٢١ : أنه سمع محمد بن عبد الله بن عبد الحكم فى رحلته للمشرق. وكان خيرا فاضلا. وحدّث عنه محمد بن عمر بن لبابة.

(٢) الجذوة ١ / ٩٤ (قاله أبو سعيد بن يونس) ، والبغية ص ٧١ (شرحه).

(٣) المقفى ٥ / ٥٣٢ (قال ابن يونس). ولعله (التجيبى) ، وتم تحريفها إلى (اليمنى) ، خاصة أن المحقق ذكر فى (هامش ١) : أنه غير مطمئن لقراءة هذه الترجمة فى المخطوطة ؛ لتشوه خطها. ولم أستطع الوقوف على ترجمته فى أى من المصادر الأخرى المتاحة ؛ للتأكد من صحة الترجمة ، وسلامة ما بها. ويبدو أنه من المغمورين. وسبق لابن يونس أن ترجم ل (حسان بن عتاهية المتوفى سنة ١٣٢ ه‍ ، قتلا على يد العباسيين فى مصر) ، وذلك فى (تاريخ المصريين) ، باب (الحاء) رقم (٣٠٤). فقد يكون هذا ابنه.

(٤) ميزان الاعتدال ٣ / ٥١٨ (رقم ٧٣٩٦) ، والمقفى ٥ / ٥٥٥ (قال ابن يونس).

(٥) المصدر السابق.

(٦) السابق. وعبّرت ب (قيل) عن قوله : ومرة قال ، ولا أدرى : أتعددت تواريخ وفاته فى الترجمة نفسها ، أم فى غيرها. والأرجح أن ذلك فى الترجمة التى معنا ؛ إذ لا نملك دليلا على إعادة ذكر المترجم له فى ترجمة أخرى.

(٧) ضبطت بالحروف ، وهى نسبة إلى (الجهاضمة) ، وهى محلّة بالبصرة. (الأنساب) ٢ / ١٣٢.

(٨) المقفى ٥ / ٥٥١ (قال ابن يونس).

١٩٩

٥١٨ ـ محمد بن الحسن بن موسى بن بشر بن سابق : يكنى أبا جعفر. كوفى ، قدم مصر. كتبت عنه. وقيل : إنه توفى بمصر. حدّث عن حرملة بن يحيى ، وغيره. يعرف ، وينكر(١) .

٥١٩ ـ محمد بن الحسن(٢) بن نصر الزيّات(٣) : يكنى أبا عبد الله. روى عن زهير بن عبّاد. حدثت عنه ، وتوفى يوم الجمعة لاثنتى عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثمائة ، وكان صدوقا(٤) .

٥٢٠ ـ محمد بن الحسين بن زيد : يكنى أبا جعفر. كوفى ، قدم مصر ، وحدّث عن يونس بن عبد الأعلى ، وبكار بن قتيبة ، والربيع بن سليمان المرادى. ثقة ، كان يسكن تنيس ، وكان له بها منزلة جليلة ، ومحل ولسان. وكان جلدا عاقلا. توفى ب «تنيس» فى شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة(٥) .

٥٢١ ـ محمد بن حفص بن عمر بن عبّاد : يكنى أبا بكر ، ويعرف ب «الأحول». بصرى ، قدم مصر ، وحدّث بها عن(٦) مسلم بن إبراهيم. توفى بمصر سنة سبع وتسعين ومائتين(٧) .

٥٢٢ ـ محمد بن الحكم بن معاذ بن الحكم البجلىّ : يكنى أبا عبد الله. بصرى ، قدم مصر ، وكتبت عنه ، وتوفى بها سنة ثمان وثلاثين ومائتين(٨) .

٥٢٣ ـ محمد بن حمّاد الطّهرانى(٩) : يكنى أبا عبد الله. كان من أهل الرحلة فى

__________________

(١) المقفى ٥ / ٥٦٧ ـ ٥٦٨. (قال ابن يونس). ونقل عن الدارقطنى قوله عنه : ثقة ، ليس به بأس.

(٢) وقيل : (ابن الحسين). والأول أكثر. (السابق ٥ / ٥٦٨).

(٣) بقية نسبه : (ابن يحيى بن عبد الرحمن بن كامل) ، يعرف ب (الخلّال). (السابق).

(٤) السابق (قال أبو سعيد بن يونس).

(٥) السابق ٥ / ٥٨٢ (قال ابن يونس).

(٦) حرفت إلى (من) فى (المقفى) ٥ / ٦٠٤.

(٧) سقط سهوا لفظ (سبع) فى (المصدر السابق) ، نقلا عن ابن يونس.

(٨) السابقة ٥ / ٦٠٤ (قال ابن يونس).

(٩) نسبة إلى طهران (وضبطت النسبة بالحروف) فى (معجم البلدان ٤ / ٥٨ ـ ٥٩) ، وقال ياقوت : وهى عجمية. وهم يقولون : (تهران) ؛ لأن الطاء ليست فى لغتهم. وهى من قرى الرّىّ ، بينهما نحو فرسخ ، وهى مدينة كثيرة البساتين متشابكة ، تمنع أهلها. وأوضح المقريزى فى (المقفى) ٥ / ٦٠٥ : أنه من طهران الرى ، لا من طهران أصبهان.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513