الإمام الصادق عليه السلام الجزء ٢

الإمام الصادق عليه السلام30%

الإمام الصادق عليه السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الصادق عليه السلام
الصفحات: 186

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 186 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 9968 / تحميل: 1278
الحجم الحجم الحجم
الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

٥٨ - باب ان ولي القصاص اذا عفا أو صالح أو رضى بالدية لم يجز له القصاص بعد

[ ٣٥٣٠٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: سألته عن قول الله عزَّ وجلَّ:( فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ) (١) ؟ فقال: هو الرجل يقبل الدية أو يعفو أو يصالح ثم يعتدي فيقتل، فله عذاب أليم كما قال الله عزّ وجلّ.

[ ٣٥٣٠١ ] ٢ - وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي جميلة، عن الحلبي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ:( فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ) (٢) فقال: الرجل يعفو ويأخذ الدية، ثم يجرح صاحبه أو يقتله، فله عذاب أليم.

[ ٣٥٣٠٢ ] ٣ - وعنهم، عن سهل، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبد الكريم عن سماعة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - في قول الله عزّ وجلّ:( فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ) (٣) قال: هو

____________________

= ويأتي ما يدل عليه في الحديث ٥ من الباب ٥٨ من هذه الابواب.

الباب ٥٨

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٧: ٣٥٨ / ١، والتهذيب ١٠: ١٧٩ / ٧٠١.

(١) البقرة ٢: ١٧٨.

٢ - الكافي ٧: ٣٥٩ / ٣، والتهذيب ١٠: ١٧٨ / ٦٩٨.

(٢) البقرة ٢: ١٧٨.

٣ - الكافي ٧: ٣٥٩ / ٤.

(٣) البقرة ٢: ١٧٨.

١٢١

الرجل يقبل الدية أو يصالح ثمَّ يجيء بعد(١) فيمثّل أو يقتل، فوعده الله عذاباً أليماً.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر(٢) ، والذي قبله بإسناده عن سهل بن زياد، والذي قبلهما بإسناده عن عليِّ بن إبراهيم.

ورواه الصدوق بإسناده عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله(٣) .

[ ٣٥٣٠٣ ] ٤ الفضل بن الحسن الطبرسيُّ في (مجمع البيان) عن أبى جعفر وأبي عبدالله( عليهما‌السلام ) في قوله تعالى:( من اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ) (٤) أي من قتل بعد قبول الدّية أو العفو.

[ ٣٥٣٠٤ ] ٥ - وعن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في قوله تعالى:( فاتباع بالمعروف ) (٥) أي فعلى العافي اتباع بالمعروف، أي(٦) أن لا يشدّد في الطلب وينظره إن كان معسراً ولا يطالبه بالزيادة على حقه، وعلى المعفوّ له أداء إليه باحسان، أي الدفع عند الامكان من غير مطل.

٥٩ - باب حكم من قتل وعليه دين وليس له مال

[ ٣٥٣٠٥ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن يونس، عن ابن مسكان، عن أبي

____________________

(١) في المصدر زيادة: ذلك.

(٢) التهذيب ١٠: ١٧٨ / ذيل ٦٩٩.

(٣) الفقيه ٤: ٨٢ / ذيل ٢٦٢.

٤ - مجمع البيان ١: ٢٦٦.

(٤) البقرة ٢: ١٧٨.

٥ - مجمع البيان ١: ٢٦٥.

(٥) البقرة ٢: ١٧٨.

(٦) في المصدر: هي.

الباب ٥٩

فيه حديثان

١ - التهذيب ١٠: ١٨٠ / ٧٠٣.

١٢٢

بصير - يعني: المرادي - قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن رجل قتل وعليه دين وليس له مال فهل لاوليائه ان يهبوا دمه لقاتله وعليه دين؟ فقال: إنَّ أصحاب الدين هم الخصماء(١) للقاتل، فان وهب أولياؤه دمه للقاتل ضمنوا الدية للغرماء، وإلا فلا.

وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن أسلم الجبلي، عن يونس بن عبد الرحمن مثله(٢) .

محمّد بن عليِّ بن الحسين بإسناده عن محمّد بن أسلم، عن يونس بن عبد الرحمن مثله(٣) .

[ ٣٥٣٠٦ ] ٢ - وعنه، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي الحسن موسى( عليه‌السلام ) قال: قلت له: جعلت فداك، رجل قتل رجلا متعمدا أو خطأ وعليه دين و( ليس له) (٤) مال وأراد أولياؤه أن يهبوا دمه للقاتل؟ قال: إن وهبوا دمه ضمنوا ديته(٥) ، فقلت: إن هم أرادوا قتله؟ قال: إن قتل عمداً قتل قاتله وأدى عنه الامام الدين من سهم الغارمين، قلت: فانه قتل عمدا وصالح أولياؤه قاتله على الدية، فعلى من الدين؟ على أوليائه من الدية؟ أو على إمام المسلمين فقال: بل يؤدوا دينه من ديته التي صالحوا عليها أولياؤه، فانه أحق بديته من غيره.

____________________

(١) في المصدر: الغرماء.

(٢) التهذيب ١٠: ٣١٤ / ١١٧٠.

(٣) الفقيه ٤: ١١٩ / ٤١١.

٢ - الفقيه ٤: ٨٣ / ٢٦٤.

(٤) ليس في المصدر.

(٥) في المصدر: الدين.

١٢٣

٦٠ - باب ان المسلم اذا قتله مسلم وليس له ولي الّا ذمي فإن لم يسلم الذمي كان وليه الامام، فان شاء قتل، وإن شاء أخذ الدية ووضعها في بيت المال، وليس له العفو

[ ٣٥٣٠٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعن علّي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي ولاد الحناط(١) ، قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن رجل مسلم قتل رجلاً مسلماً(٢) فلم يكن للمقتول أولياء من المسلمين إلا أولياء من أهل الذمة من قرابته، فقال: على الامام أن يعرض على قرابته من أهل بيته(٣) الاسلام، فمن أسلم منهم فهو وليه يدفع القاتل إليه فان شاء قتل، وإن شاء عفا، وإن شاء أخذ الدية، فان لم يسلم أحد كان الامام وليّ أمره، فان شاء قتل، وإن شاء أخذ الدية فجعلها في بيت مال المسلمين لأنَّ جناية المقتول كانت على الامام فكذلك تكون ديته لامام المسلمين، قلت: فان عفا عنه الامام، قال: فقال: إنما هو حقُّ جميع المسلمين، وإنما على الامام أن يقتل أو يأخذ الدية، وليس له أن يعفو.

ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب(٤) .

ورواه في( العلل) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد وعبدالله ابني محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب مثله، إلّا أنه أسقط في( العلل) حكم العفو من الامام (٥) .

____________________

الباب ٦٠

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٧: ٣٥٩ / ١.

(١) في العلل: عن محمّد الحلبي.

(٢) في الفقيه زيادة: عمداً ( هامش المخطوط )، والمصدر.

(٣) في نسخة من الفقيه: دينه ( هامش المخطوط )

(٤) الفقيه ٤: ٧٩ / ٢٤٨.

(٥) علل الشرائع: ٥٨١ / ١٥.

١٢٤

محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسن بن محبوب مثله(١) .

[ ٣٥٣٠٨ ] ٢ - وعنه، عن أبي ولاد، قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) في الرجل يقتل وليس له وليّ إلّا الإمام: إنه ليس للامام أن يعفو، وله أن يقتل، أو يأخذ الدية فيجعلها في بيت مال المسلمين، لأنَّ جناية المقتول كانت على الإمام، وكذلك تكون ديته لامام المسلمين.

[ ٣٥٣٠٩ ] ٣ - محمّد بن عليِّ بن الحسين في( العلل) عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن رجل مسلم قتل وله أب نصرانيّ، لمن تكون ديته؟ قال: تؤخذ فتجعل في بيت مال المسلمين لان جنايته على بيت مال المسلمين.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(٢) .

٦١ - باب أن من ضرب القاتل حتى ظن انه قتله فعاش وأراد الولي القصاص لم يجز له إلّا بعد القصاص منه في الجرح

[ ٣٥٣١٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أبان بن عثمان، عمن أخبره، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) قال: اتي عمر بن الخطاب برجل قد قتل أخا رجل فدفعه إليه وأمره بقتله، فضربه الرجل حتى رأى أنّه قد قتله، فحمل إلى منزله فوجدوا به رمقاً فعالجوه

____________________

(١) التهذيب ١٠: ١٧٨ / ٦٩٧.

٢ - التهذيب ١٠: ١٧٨ / ٦٩٦.

٣ - علل الشرائع: ٥٨٣ / ٢٥.

(٢) تقدم في الحديث ٥ من الباب ٤، وفي الباب ٧ من أبواب ولاء ضمان الجريرة والإمامة.

الباب ٦١

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٧: ٣٦ / ١.

١٢٥

فبرأ، فلما خرج أخذه أخو المقتول الأوَّل، فقال: أنت قاتل أخي ولي أن أقتلك، فقال: قد قتلتني مرة، فانطلق به إلى عمر فأمر(١) بقتله، فخرج وهو يقول: والله قتلتني مرة، فمرُّوا على أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) فأخبره خبره، فقال: لا تعجل حتى أخرج إليك، فدخل على عمر، فقال: ليس الحكم فيه هكذا، فقال: ما هو يا أبا الحسن؟ فقال: يقتصّ هذا من أخي المقتول الأوَّل ما صنع به ثمَّ يقتله بأخيه، فنظر الرجل أنه إن اقتصّ منه أتى على نفسه، فعفا عنه وتتاركا.

ورواه الشيخ بإسناده عن عليِّ بن مهزيار، عن إبراهيم بن عبدالله، عن أبان بن عثمان(٢) .

ورواه الصدوق بإسناده عن أبان ابن عثمان(٣) .

٦٢ - باب أن الثابت في القصاص هو القتل بالسيف من دون عذاب، ولا تمثيل وان فعله القاتل

[ ٣٥٣١١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير عن حمّاد، عن الحلبي، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني جميعاً، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قالا: سألناه عن رجل ضرب رجلاً بعصا فلم يقلع عنه الضرب حتى مات، أيدفع إلى ولي المقتول فيقتله؟ قال: نعم، ولكن لا يترك يعبث به، ولكن يجيز عليه بالسيف.

____________________

(١) في المصدر: فأمره.

(٢) التهذيب ١٠: ٢٧٨ / ١٠٨٧.

(٣) الفقيه ٤: ١٢٨ / ٤٥٢.

الباب ٦٢

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٧: ٢٧٩ / ٤، أورده في الحديث ٢ من الباب ١١ من هذه الابواب.

١٢٦

[ ٣٥٣١٢ ] ٢ - وعن عليِّ بن محمّد، عن بعض أصحابه، عن محمّد بن سليمان، عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمّار، قال: قلت لابي عبدالله( عليه‌السلام ) (١) : إنَّ الله يقول في كتابه:( ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليّه سلطاناً فلا يسرف في القتل ) (٢) ما هذا الإسراف الذي نهى الله عنه؟ قال: نهى أن يقتل غير قاتله، أو يمثل بالقاتل الحديث.

[ ٣٥٣١٣ ] ٣ - محمّد بن عليِّ بن الحسين بإسناده عن موسى بن بكر، عن العبد الصالح( عليه‌السلام ) في رجل ضرب رجلاً بعصا فلم يرفع العصا عنه حتى مات، قال: يدفع إلى أولياء المقتول ولكن لا يترك يتلذّذ به، ولكن يجاز عليه بالسيف.

[ ٣٥٣١٤ ] ٤ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإسناد) عن السندي بن محمّد، عن أبي البختري، عن جعفر، عن أبيه، أنَّ عليّ بن أبي طالب( عليه‌السلام ) لما قتله ابن ملجم، قال(١) : احبسوا هذا الاسير وأطعموه(٢) وأحسنوا اساره، فان عشت فأنا أولى بما صنع بي: إن شئت استقدت، وإن شئت عفوت، وإن شئت صالحت، وإن متّ فذلك إليكم، فان بدا لكم أن تقتلوه فلا تمثّلوا به.

____________________

٢ - الكافي ٧: ٣٧٠ / ٧.

(١) في المصدر: لابي الحسن (عليه‌السلام ).

(٢) الإِسراء ١٧: ٣٣.

٣ - الفقيه ٤: ٩٧ / ٣٢٢، أورده عن الكافي والتهذيب في الحديث ١٠ من الباب ١١ من هذه الابواب.

٤ - قرب الإِسناد: ٦٧.

(٣) في المصدر زيادة: للحسن والحسين (عليهما‌السلام )

(٤) في المصدر زيادة: واسقوه.

١٢٧

[ ٣٥٣١٥ ] ٥ - وبالإسناد، أنَّ الحسن( عليه‌السلام ) قدَّمه فضرب عنقه بيده.

[ ٣٥٣١٦ ] ٦ - محمّد بن الحسين الرضيُّ في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في وصيّته للحسن( عليه‌السلام ) : يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً تقولون: قتل أمير المؤمنين، ألا لا يقتلن(١) بي إلا قاتلي، انظروا إذا أنا متُّ من( هذه الضربة) (٢) فاضربوه ضربة بضربة، ولا يمثل بالرجل فاني سمعت رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يقول: إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور،( ثمَّ أقبل على ابنه الحسن( عليه‌السلام ) فقال: يابني أنت وليُّ الأمر ووليُّ الدم، فان عفوت فلك، وان قتلت فضربة مكان ضربة ولاتأثم) (٣) .

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(٤) .

٦٣ - باب ثبوت القصاص على شاهد الزور اذا قتل المشهود عليه

[ ٣٥٣١٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في أربعة شهدوا على رجل محصن بالزنا، ثمَّ رجع أحدهم بعدما قتل الرجل، فقال: إن قال الرابع: وهمت، ضرب الحد وغرم الدية، وإن قال: تعمدت، قتل.

____________________

٥ - قرب الإسناد: ٦٧.

٦ - نهج البلاغة ٣: ٨٦ / ٦٧.

(١) في المصدر: تقلتن.

(٢) في المصدر: ضربته هذه.

(٣) ما بين القوسين لم يرد في المصدر.

(٤) تقدم في الحديث ١٢ من الباب ١١ من هذه الابواب.

الباب ٦٣

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٧: ٣٦٦ / ٢، التهذيب ٦: ٢٦٠ / ٦٩١، أورده في الحديث ١ من الباب ١٢ من أبواب الشهادات.

١٢٨

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محبوب(١) .

وبإسناده عن عليِّ بن إبراهيم(٢) .

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك في الشهادات وغيرها(٣) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٤) .

٦٤ - باب ان شهود الزور اذا شهدوا على واحد فقتل، وأراد الولي قتلهم جاز بعد رد فاضل الدية

[ ٣٥٣١٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدَّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله بن عبد الرحمن، عن مسمع، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أنَّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قضى في أربعة شهدوا على رجل أنهم رأوه مع امرأة يجامعها، فيرجم، ثمَّ يرجع واحد منهم، قال: يغرم ربع الدية إذا قال: شبه عليّ، فان رجع اثنان وقالا: شبه علينا، غرما نصف الدية، وإن رجعوا(٥) وقالوا: شبه علينا غرموا الدية، وإن قالوا: شهدنا بالزور، قتلوا جميعاً.

[ ٣٥٣١٩ ] ٢ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن المختار بن محمّد بن المختار، وعن محمّد بن الحسن، عن عبدالله بن الحسن العلوي جميعاً، عن الفتح بن يزيد الجرجاني، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) في أربعة شهدوا على رجل أنه زنى

____________________

(١) التهذيب ١٠: ٣١١ / ١١٦٢.

(٢) الكافي ٧: ٣٨٤ / ٤.

(٣) تقدم في الباب ١٢ من أبواب الشهادات.

(٤) يأتي في الباب ٦٤ من هذه الابواب.

الباب ٦٤

فيه حديثان

١ - الكافي ٧: ٣٦٦ / ١، التهذيب ١٠: ٣١٢ / ١١٦٣.

(٥) في المصدر زيادة: جميعاً.

٢ - الكافي ٧: ٣٦٦ / ٤.

١٢٩

فرجم ثمَّ رجعوا، وقالوا: قد وهمنا، يلزمون الدية وإن قالوا: إنما(١) تعمدنا، قتل أيَّ الاربعة شاء وليُّ المقتول ورد الثلاثة ثلاثة أرباع الدية إلى أولياء المقتول الثاني، ويجلد الثلاثة كلّ واحد منهم ثمانين جلدة، وإن شاء وليُّ المقتول أن يقتلهم ردَّ ثلاث ديات على أولياء الشهود الاربعة ويجلدون ثمانين كل واحد منهم، ثمَّ يقتلهم الإمام الحديث.

ورواه الشيخ بإسناده عن عليِّ بن إبراهيم، وبإسناده عن محمّد بن الحسن(٢) ، والذي قبله بإسناده عن سهل بن زياد.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(٣) .

٦٥ - باب أن الولي اذا مات قام ولده ونحوه مقامه في القصاص

[ ٣٥٣٢٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) قال: إذا مات وليُّ المقتول قام ولده من بعده مقامه بالدم.

ورواه الشيخ بإسناده عن ابن أبي عمير مثله، إلا أنه قال في آخره: في الدية(٤) .

ورواه أيضاً بإسناده عن عليِّ بن إبراهيم، إلى قوله: مقامه(٥) .

ورواه الصدوق بإسناده عن ابن أبي عمير إلى قوله: مقامه بالدم(٦) .

____________________

(١) في المصدر: إنا.

(٢) التهذيب ١٠: ٣١١ / ١١٦١.

(٣) تقدم في الحديث ٢ من الباب ١٤ من أبواب الشهادات، وفي الباب ٦٣ من هذه الابواب.

الباب ٦٥

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٧: ٣٧٠ / ٦.

(٤) التهذيب ١٠: ١٧٤ / ٦٨٢.

(٥) التهذيب ١٠: ١٧٩ / ٧٠٢.

(٦) الفقيه ٤: ١٢٧ / ٤٤٨.

١٣٠

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(١) .

٦٦ - باب أن القاتل يدفع إلى ولي المقتول فيقتله، ولا تبعة عليه

[ ٣٥٣٢١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن محمد، عن بعض أصحابه، عن محمّد بن سليمان، عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في حديث قال: قلت: ما معنى قوله تعالى:( إنّه كان منصوراً ) (٢) ؟ قال: وأي نصرة أعظم من أن يدفع القاتل إلى أولياء المقتول فيقتلنه(٣) ولا تبعة يلزمه من قتله في دين ولا دنيا.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(٤) .

٦٧ - باب حكم العبدين اذا قتلا حرا ً

[ ٣٥٣٢٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: خرج رجل من المدينة يريد العراق فاتبعه أسودان، أحدهما غلام لأبي عبدالله( عليه‌السلام ) فلما أتى الاعوص نام الرجل فأخذا صخرة فشدخا(٥) بها رأسه، فاُخذا فاُتي بهما محمّد بن خالد، وجاء أولياء المقتول فسألوه أن يقيدهم، فكره أن يفعل، فسأل

____________________

(١) تقدم في الباب ٢٣ من ابواب مقدمات الحدود.

الباب ٦٦

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٧: ٣٧٠ / ٧.

(٢) الاسراء ١٧: ٣٣.

(٣) في المصدر: فيقتله.

(٤) تقدم في الحديث ١٢ من الباب ١١ وفي الباب ٦٢ من هذه الابواب.

الباب ٦٧

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٧: ٣٧٣ / ١٠.

(٥) الشدخ: كسر الشيء الاجوف، تقول: شدخت رأسه فانشدخ. ( النهاية ٢: ٤٥١ ).

١٣١

أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن ذلك فلم يجبه، قال عبد الرحمن: فظننت أنه كره أن يجيبه لانه لا يرى أن يقتل اثنان بواحد، فشكا أولياء المقتول محمّد بن خالد وصنيعه إلى أهل المدينة، فقالوا(١) : إن أردتم أن يقيدكم منه فاتبعوا جعفر بن محمّد( عليهما‌السلام ) فاشكوا إليه ظلامتكم، ففعلوا، فقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : اقدهم، فقتلا جميعاً.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(٢) .

٦٨ - باب عدم ثبوت القصاص على المؤمن بقتل الناصب وتفسيره

[ ٣٥٣٢٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب(٣) ، عن بريد العجلي، قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن مؤمن قتل رجلاً ناصباً معروفاً بالنصب على دينه غضباً لله تعالى يقتل به؟ فقال: أمّا هؤلاء فيقتلونه، ولو رفع إلى إمام عادل ظاهر لم يقتله، قلت: فيبطل دمه؟ قال: لا، ولكن إن كان له ورثة فعلى الامام أن يعطيهم الدية من بيت المال لأنَّ قاتله إنما قتله غضباً لله عزَّ وجلَّ وللإمام ولدين المسلمين.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد مثله(٤) .

[ ٣٥٣٢٤ ] ٢ - محمّد بن عليِّ بن الحسين في( معاني الأخبار) عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن

____________________

(١) في المصدر: فقال لهم أهل المدينة.

(٢) تقدم في الحديث ١٠ من الباب ١٢، وفي الباب ٤١ من هذه الابواب.

الباب ٦٨

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٧: ٣٧٤ / ١٤.

(٣) في المصدر زيادة: عن أبي أيوب.

(٤) التهذيب ١٠: ٢١٣ / ٨٤٣.

٢ - معاني الاخبار: ٣٦٥ / ١.

١٣٢

ابن فضال، عن المعلّى بن خنيس، قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت، لانك لا تجد أحداً يقول: أنا ابغض( آل محمّد) (١) ، ولكن الناصب من نصب لكم، وهو يعلم أنكم تتولونا وتبرؤون من أعدائنا.

وقال: من أشبع عدواً لنا فقد قتل وليّاً لنا.

[ ٣٥٣٢٥ ] ٣ - وفي( العلل) عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبدالله بن حمّاد، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت، لأنك لا تجد رجلاً يقول: أنا ابغض محمّداً وآل محمّد، ولكن الناصب من نصب لكم، وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا.

[ ٣٥٣٢٦ ] ٤ - محمّد بن إدريس في (آخر السرائر) نقلا من كتاب مسائل الرجال، عن أبي الحسن عليِّ بن محمّد( عليهما‌السلام ) أنَّ محمّد بن عليِّ بن عيسى كتب إليه يسأله عن الناصب هل يحتاج(٢) في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب: من كان على هذا فهو ناصب.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك في القذف(٣) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٤) ، وتقدَّم ما يدلُّ على تفسير الناصب أيضاً في الخمس(٥) وغيره(٦) .

____________________

(١) في المصدر: محمداً وآل محمد.

٣ - علل الشرائع: ٦٠١ / ٦٠، أورده في الحديث ٣ من الباب ٢ من أبواب ما يجب فيه الخمس.

٤ - السرائر: ٤٧٩، أورده في الحديث ١٤ من الباب ٢ من أبواب ما يجب فيه الخمس.

(٢) في المصدر: أحتاج.

(٣) تقدم في الباب ٢٧ من أبواب حدّ القذف.

(٤) يأتي في الباب ٢٧ من أبواب ديات النفس.

(٥) تقدم في الحديث ١٣ من ١٤ من الباب ٢ من أبواب ما يجب فيه الخمس.

(٦) تقدم في الحديث ١٤ من أبواب ما يحرم بالكفر.

١٣٣

٦٩ - باب ان من قتل شخصاً ثمَّ ادعى أنه دخل بيته بغير اذنه أو رآه يزني بزوجته ثبت القصاص ولم تسمع الدعوى إلّا ببينة

[ ٣٥٣٢٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن محبوب، عن عليِّ بن الحسن بن رباط، عن ابن مسكان، عن أبي مخلد(١) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كنت عند داود بن عليّ فاتي برجل قد قتل رجلا، فقال له داود بن عليّ: ما تقول؟ قتلت هذا الرجل؟ قال: نعم، أنا قتلته، فقال له داود: ولم قتلته؟ فقال: إنه كان يدخل منزلي بغير إذني فاستعديت عليه الولاة الذين كانوا قبلك، فأمروني إن هو دخل بغير إذن أن أقتله فقتلته، فالتفت إلىَّ داود بن عليّ فقال: يا أبا عبدالله ما تقول في هذا؟ فقلت: أرى أنه(٢) أقر بقتل رجل مسلم فاقتله، فأمر به فقتل، ثمَّ قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إنَّ ناساً من أصحاب رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) كان فيهم سعد بن عبادة، فقالوا: يا سعد ما تقول لو ذهبت إلى منزلك فوجدت فيه رجلاً على بطن امرأتك ما كنت صانعاً به؟ فقال سعد: كنت والله أضرب رقبته بالسيف، قال: فخرج رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وهم في هذا الكلام فقال: يا سعد من هذا الذي قلت: أضرب عنقه بالسيف؟ فأخبره الذي قالوا، وما قال سعد، فقال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) (٣) : ياسعد فأين الشهود الاربعة الذين قال الله عزَّ وجلَّ؟ فقال سعد: يارسول الله بعد رأي عيني وعلم الله أنه قد فعل؟! فقال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إي

____________________

الباب ٦٩

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٧: ٣٧٥ / ١٥.

(١) في التهذيب: عن أبي خالد.

(٢) في المصدر زيادة: قد.

(٣) في المصدر زيادة: عند ذلك.

١٣٤

والله يا سعد بعد رأي عينك وعلم الله، إنّ الله قد جعل لكل شيء حدّاً، وجعل على من تعدَّى حدود الله حدّاً، وجعل ما دون الشهود الأربعة مستوراً على المسلمين.

محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسن بن محبوب مثله(١) .

[ ٣٥٣٢٨ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن علي بن إسماعيل، عن أحمد بن النضر، عن الحصين بن عمرو،( عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب) (٢) ، أنَّ معاوية كتب إلى أبي موسى الأشعري: إنَّ ابن أبي الجسرين وجد رجلا مع امرأته فقتله، فاسأل(٣) لي عليّاً عن هذا(٤) ، قال أبو موسى: فلقيت عليّاً( عليه‌السلام ) فسألته - إلى أن قال: - فقال: أنا أبو الحسن إن جاء بأربعة يشهدون على ما شهد، والا دفع برمته.

محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى مثله(٥) .

[ ٣٥٣٢٩ ] ٣ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن داود بن فرقد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سألني داود بن علي عن رجل كان يأتى بيت رجل فنهاه أن يأتي بيته فأبى أن يفعل، فذهب إلى السلطان فقال السلطان: إن فعل فاقتله، قال: فقتله فما ترى فيه؟ فقلت: أرى أن لا يقتله إنه إن استقام هذا ثمَّ شاء أن يقول كل إنسان لعدوّه: دخل بيتي فقتلته.

____________________

(١) التهذيب ٠: ٣١٢ / ١١٦٦.

٢ - التهذيب ١٠: ٣١٤ / ١١٦٨.

(٢) في الفقيه: عن يحيى بن سعيد بن المسيب.

(٣) في المصدر: وقد اشكل علي القضاء فسل.

(٤) في المصدر زيادة: الامر.

(٥) الفقيه ٤: ١٢٧ / ٤٤٧.

٣ - الفقيه ٤: ١٢٦ / ٤٤٦.

١٣٥

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٢) .

٧٠ - باب انه لا قصاص في عظم

[ ٣٥٣٣٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدَّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد ابن محمّد بن أبي نصر، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - إنَّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: لا يمين في حد، ولا قصاص في عظم.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) (٣) .

____________________

(١) تقدم في الباب ٢ من أبواب مقدمات الحدود، وعلى بعض المقصود في الباب ١٢ من أبواب حدّ الزنا.

(٢) يأتي ما يدل على بعض المقصود في الباب ١ من أبواب دعوى القتل وما يثبت به.

الباب ٧٠

وفيه حديث واحد

١ - الكافي ٧: ٢٥٥ / ١.

(٣) التهذيب ١٠: ٧٩ / ٣١٠.

١٣٦

أبواب دعوى القتل وما يثبت به

١ - باب ثبوته بشاهدين عدلين

[ ٣٥٣٣١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن إسماعيل بن أبي حنيفة، عن أبي حنيفة، قال: قلت لابي عبدالله( عليه‌السلام ) : كيف صار القتل يجوز فيه شاهدان، والزنا لا يجوز فيه إلّا أربعة شهود، والقتل أشد من الزنا؟ فقال: لأنَّ القتل فعل واحد، والزنا فعلان، فمن ثمَّ لا يجوز إلّا أربعة شهود: على الرجل شاهدان، وعلى المرأة شاهدان.

ورواه الشيخ بإسناده عن عليِّ بن إبراهيم(١) .

[ ٣٥٣٣٢ ] ٢ - ورواه الصدوق في( العلل) عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن عليِّ بن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن إسماعيل بن حمّاد (٢) ، عن أبي حنيفة قال: قلت لابي

____________________

أبواب دعوى القتل وما يثبت به

الباب ١

فيه حديثان

١ - الكافي ٧: ٤٠٤ / ٧، أورده في الحديث ١ من الباب ٤٩ من أبواب الشهادات.

(١) التهذيب ٦: ٢٧٧ / ٧٦٠.

٢ - علل الشرائع: ٥١٠ / ٣.

(٢) في المصدر زيادة: عن أبيه حماد.

١٣٧

عبدالله( عليه‌السلام ) : أيهما أشد؟ الزنا؟ أم القتل؟ فقال: القتل، قال قلت: فما بال القتل جاز فيه شاهدان، ولا يجوز في الزنا إلا أربعة؟ - إلى أن قال: فقال: الزنا فيه حدّان، ولا يجوز إلّا أن يشهدا كل اثنين على واحد، لأنَّ الرجل والمرأة جميعاً عليهما الحد، والقتل إنّما يقام الحد على القاتل، ويدفع عن المقتول.

ورواه الكلينيُّ مرسلاً نحوه(١) .

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٣) .

٢ - باب قبول شهادة النساء في القتل منفردات ومنضمات إلى الرجال، وثبوت الدية بذلك دون القصاص

[ ٣٥٣٣٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراّج، ومحمّد بن حمران، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قلنا: أتجوز شهادة النساء في الحدود؟ فقال: في القتل وحده، إنَّ عليّاً( عليه‌السلام ) كان يقول: لا يبطل دم امرئ مسلم.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد(٤) ، عن جميل بن درّاج، وابن حمران(٥) .

____________________

(١) الكافي ٧: ٤٠٤ / ٧.

(٢) تقدم في الباب ٤٩ من أبواب الشهادات.

(٣) يأتي في الحديث ٣ من الباب ٩ من هذه الابواب.

الباب ٢

فيه ٩ أحاديث

١ - الكافي ٧: ٣٩٠ / ١، أورده في الحديث ١ من الباب ٢٤ من أبواب الشهادات.

(٤) في الاستبصار زيادة: عن ابن أبي عمير.

(٥) التهذيب ٦: ٣٦٦ / ٧١١، والاستبصار ٣: ٢٦ / ٨٢.

١٣٨

أقول: خصه الشيخ بقبولها في الدية بدلالة آخره وما يأتي(١) .

[ ٣٥٣٣٤ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن إِبراهيم الخارقي(٢) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: لا تجوز شهادة النساء في الطلاق ولا في الدم.

[ ٣٥٣٣٥ ] ٣ - وعنه، عن أحمد، وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن محبوب، عن محمّد بن الفضيل، عن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: لا تجوز شهادتهن في الطلاق ولا الدم.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد(٣) ، وكذا الذي قبله.

ورواه الصدوق بإسناده عن صفوان بن يحيى، عن محمّد بن الفضيل مثله(٤) .

[ ٣٥٣٣٦ ] ٤ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نجران، عن مثنى الحناط، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) - إلى أن قال: - قلت: تجوز شهادة النساء مع الرجال في الدم؟ قال: لا.

محمّد بن الحسن بإسناده عن سهل بن زياد مثله(٥) .

____________________

(١) يأتي في الحديث ٧ و ٨ من هذا الباب.

٢ - الكافي ٧: ٣٩٢ / ١١، التهذيب ٦: ٢٦٥ / ٧٠٧، والاستبصار ٣: ٢٤ / ٧٥، أورده بتمامه في الحديث ٥ من الباب ٢٤ من أبواب الشهادات.

(٢) في الكافي: عن ابراهيم الحارثي.

٣ - الكافي ٧: ٣٩١ / ٥، أورده بتمامه في الحديث ٧ من الباب ٢٤ من أبواب الشهادات.

(٣) التهذيب ٦: ٢٦٤ / ٧٠٥، والاستبصار ٣: ٢٣ / ٧٣.

(٤) الفقيه ٣: ٣١ / ٩٤.

٤ - الكافي ٧: ٣٩١ / ٩، أورده بتمامه في الحديث ١١ من الباب ٢٤ من أبواب الشهادات.

(٥) التهذيب ٦: ٢٦٥ / ٧٠٦، والاستبصار ٣: ٢٤ / ٧٤.

١٣٩

[ ٣٥٣٣٧ ] ٥ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: تجوز شهادة النساء في الدم مع الرجال.

[ ٣٥٣٣٨ ] ٦ - وعنه، عن حمّاد، عن ربعي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لا تجوز شهادة النساء في القتل.

أقول: حمله الشيخ على عدم ثبوت القود وإن ثبت بشهادتهنّ الدية، لما مضى(١) ويأتي(٢) .

[ ٣٥٣٣٩ ] ٧ - وبإسناده عن أبي القاسم بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن علي( عليه‌السلام ) قال: لا تجوز شهادة النساء في الحدود، ولا في القود.

أقول: تقدَّم حكم الحدود في الشهادات(٣) .

[ ٣٥٣٤٠ ] ٨ - وعنه، (عن عبدالله بن المفضّل، عن محمّد بن هلال)(٤) ،

____________________

٥ - التهذيب ٦: ٢٦٧ / ٧١٣، والاستبصار ٣: ٢٧ / ٨٤، أورده بتمامه في الحديث ٢٥ من الباب ٢٤ من أبواب الشهادات.

٦ - التهذيب ٦: ٢٦٧ / ٧١٦، والاستبصار ٣: ٢٧ / ٨٧.

(١) مضى في الاحاديث ١ - ٤ من هذا الباب.

(٢) يأتي في الحديث ٧ و ٨ من هذا الباب.

٧ - التهذيب ٦: ٢٦٥ / ٧٠٩، والاستبصار ٣: ٢٤ / ٧٧، أورده في الحديث ٢٩ من الباب ٢٤ من أبواب الشهادات.

(٣) تقدم في الباب ٢٤ من أبواب الشهادات.

٨ - التهذيب ٦: ٢٦٥ / ٧١٠، والاستبصار ٣: ٢٤ / ٧٨، أورده في الحديث ٣٠ من الباب ٢٤ من أبواب الشهادات.

(٤) في التهذيب: عن عبدالله بن الفضل بن محمّد بن هلال، وفي الاستبصار: عن عبدالله بن المفضل بن محمّد بن هلال.

١٤٠

مقام من يقول له الباقرعليه السلام : « أنت من شيعتنا في الدنيا والآخرة » ويقول فيه : « حمران من المؤمنين حقا لا يرجع أبدا » ويقول فيه الصادقعليه السلام : « مات والله مؤمنا » ويقول فيه : « حمران مؤمن من أهل الجنّة لا يرتاب أبدا ، لا والله لا والله » ويقول فيه : « ما وجدت أحدا أخذ بقولي ، وأطاع أمري ، وحذا حذو أصحاب آبائي غير رجلين رحمهما الله ، عبد الله بن أبي يعفور ، وحمران بن أعين ، أما إنهما مؤمنان خالصان من شيعتنا » ويقول فيه :

« حمران مؤمن لا يرتدّ أبدا » ويقول فيه : « نعم الشفيع أنا وآبائي لحمران بن أعين يوم القيامة نأخذه بيده ولا نزايله(١) حتّى ندخل الجنّة جميعا » الى نظائر هذه الكلمات الواردة فيه عنهما٨ ، وهذه كما ترى تنبئ عن ارتفاع مقامه عندهم درجة لا يشاركه فيها إلاّ قليل ، على كثرة رجالهم ، وكثرة أهل الورع والهدى فيهم ، كما قرأت وستقرأ ، وكما دلّت هذه الكلم على ارتفاع منزلته لديهم دلّت على رسوخ إيمانه ، وثبات يقينه ، الى حدّ يؤمن من تضعضعه ، وإن مرّت على العواصف وساورته المحن ونهشته النوائب ، على أن عصره من أهمّ العصور التي اختبرت المحن والفتن فيها سرائر الرجال ، لا سيّما أهل العلم والفضيلة منهم لما لهم من المكانة بين الناس يوم ذاك.

وما كان حمران فقيها فحسب ، بل كان من علماء الكلام ، وحملة الكتاب ، ويذكر اسمه في أهل القراءات ، وكان أيضا من علماء اللغة والنحو فهو جامع لجهات الفضل.

حمزة بن الطيّار :

حمزة بن الطيّار كان ثقة عظيم الشأن ، من رجال الفقه والكلام ، مات

__________________

(١) نفارقه.

١٤١

أيام الصادقعليه السلام ، وجاءت فيه أحاديث تعرب عن إيمان راسخ ، وولاء ثابت لأهل البيت: ، وقوّة دفاع عنهم ، وحجّة قاطعة ، مثلما رواه الكشي ص ٢٢٣ عن هشام بن الحكم « قال : قال لي أبو عبد اللهعليه السلام :

ما فعل ابن الطيّار؟ قال : قلت : مات ، فقالعليه السلام :; ولقّاه نضرة وسرورا فقد كان شديد الخصومة عنّا أهل البيت ».

ومثله ما رواه عن مؤمن الطاق أيضا ، وما رواه عن أبان الأحمر عن الطيّار « قال : قلت لأبي عبد اللهعليه السلام : بلغني أنك كرهت مناظرة الناس وكرهت الخصومة ، فقال : أمّا كلام مثلك فلا يكره ، من اذا طار أحسن أن يقع ، وان وقع أحسن أن يطير ، فمن كان هكذا فلا نكره كلامه ».

والطيّار لقب له ولأبيه محمّد بن عبد الله مولى فزارة ، وكان من أصحاب الباقرعليه السلام وكان الباقر يفاخر به ، روى الكشي ص ٢٢ عن حمزة ابنه « قال : سألني أبو عبد اللهعليه السلام عن قراءة القرآن ، فقلت : ما أنا بذلك ، قال : لكن أبوك ، قال : وسألني عن الفرائض ، فقلت : وما أنا بذلك ، فقال :

لكن أبوك ، ثمّ قال : إن رجلا من قريش كان لي صديقا وكان عالما قاريا فاجتمع هو وأبوك عند أبي جعفرعليه السلام ، وقال : ليقبل كلّ واحد منكما على صاحبه ، ويسأل كلّ واحد منكما صاحبه ، ففعلا ، فقال القرشي لأبي جعفرعليه السلام : قد علمت ما أردت ، أردت أن تعلمني أن في أصحابك مثل هذا ، قال : هو ذاك ، فكيف رأيت ».

فكيف ترى من يحمله الباقرعليه السلام على المناظرة؟ ومن يحمله الصادقعليه السلام على المخاصمة؟ فهما إذن من ذوي الحجج النواصع ، والقوّة في الخصومة.

١٤٢

داود بن فرقد :

داود بن فرقد الأسدي الكوفي ، روى عن الصادق والكاظم٨ ، وله كتاب يرويه عنه عدّة من الثقات ، وله كلام مع بعض الزيديّة دلّ على اشتهاره بالتشيّع وسرعة جوابه وحسنه حتّى ضحك منه أبو عبد اللهعليه السلام ، وذلك ما رواه الكشي ص ٢٢١ عنه « قال : قلت لأبي عبد اللهعليه السلام : إن رجلا خلفي حين صلّيت المغرب في مسجد رسول اللهص فقال :

« ما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضلّ الله »(١) فعلمت أنه يعنيني ، فالتفتّ إليه وقلت : « إن الشياطين ليوحون الى أوليائهم ليجادلوكم »(٢) فاذا هو هرون بن سعد(٣) قال : فضحك أبو عبد اللهعليه السلام ، ثمّ قال : أصبت الجواب قبل الكلام بإذن الله ، وقال داود :

جعلت فداك لا جرم والله ما تكلّم بكلمة ، فقال أبو عبد اللهعليه السلام : ما أحد أجهل منهم ، إن في المرجئة فتيا وعلما وفي الخوارج فتيا وعلما ، وما أحد أجهل منهم ».

داود الرقي :

داود بن كثير الرقي الكوفي الأسدي مولاهم ، روى عن الصادق والكاظم٨ وعاش الى أيام الرضاعليه السلام ، وله حديث كثير لا سيّما في الكرامات والفضائل ، وله أصل رواه عنه جماعة من الثقات ، ولكثرة ما رواه

__________________

(١) النساء : ٨٨.

(٢) الأنعام : ١٢١.

(٣) الكوفي الزيدي ، وقد جاء عن الصادقعليه السلام ذمّه سوى ما ذكر هاهنا.

١٤٣

من كراماتهم نسبوه الى الغلوّ وهو سهو.

وجاء فيه حديث كثير يدلّ على علوّ منزلته مثلما رواه الكشي ص ٢٥٤ عن أبي عبد اللهعليه السلام قال : « أنزلوا داود الرقي مني بمنزلة المقداد من رسول اللهص » ونظر الى داود الرقي وقد ولّى فقال : « من سرّه أن ينظر الى رجل من أصحاب القائمعليه السلام فلينظر الى هذا » وفي موضع آخر : « أنزلوه فيكم بمنزلة المقداد » فهذا ومثله يرشدنا الى سموّ منزلته في الدين واليقين سوى الوثاقة في الرواية.

زرارة

زرارة بن أعين الشيباني مولاهم ، روى عن الباقر والصادق٨ ، ومات عام ١٥٠ ، فأدرك من أيام الكاظمعليه السلام سنتين.

وما ذا يقول القائل في زرارة؟ وهل يستطيع ذو براعة ويراعة أن يأتي بكلمة تجمع فضل زرارة؟ وكفى عن بيان مقامه ، ورفيع شأنه ، ما جاء فيه عن أئمة الهدى: ، وكفى منه ما سبق ذكره في بريد العجلي ، بيد أننا نذكر هاهنا شيئا لم يسبق ذكره هناك ، فإن الصادقعليه السلام قال له مرّة : « يا زرارة إن اسمك في اسامي أهل الجنّة بغير ألف » قال : « نعم جعلت فداك اسمي عبد ربه ولكني لقّبت زرارة » وقال : « لو لا زرارة لظننت أن أحاديث أبي ستذهب » وقال للفيض بن المختار(١) : « فاذا أردت حديثنا فعليك بهذا الجالس واومىء بيده الى زرارة » وقال في حديث آخر : « رحم الله زرارة(٢) لو لا

__________________

(١) الجعفي الكوفي ، روى عن الباقر والصادق والكاظم: وهو من ثقات رواتهم.

(٢) ظاهر هذا الحديث أن زرارة مات أيام الصادقعليه السلام ، إلاّ أن يكون الصادق ترحّم عليه وهو حي.

١٤٤

زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي » وقال الرضاعليه السلام : « أترى أن أحدا أصدع بحقّ من زرارة » الى أمثال هذه الأحاديث ، وهذه الأحاديث تغنيك عن قول كلّ فصيح يريد أن يترجم زرارة معربا عمّا له من فضل وعلم ومقام لدى أهل البيت.

وما كان زرارة فقيها فحسب بل كان يجمع عدّة فضائل حتّى قال ابن النديم في الفهرست في شأنه : زرارة أكبر رجال الشيعة فقها وحديثا ومعرفة بالكلام والتشيّع.

وقال النجاشي : شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدّمهم ، وكان قارئا فقيها متكلّما شاعرا أديبا ، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين ، وقال أبو غالب الزراري كما حكي عنه : روي أن زرارة كان وسيما جسيما أبيض ، فكان يخرج الى الجمعة وعلى رأسه برنس أسود وبين عينيه سجادة وفي يده عصا فيقوم الناس سماطين ينظرون إليه لحسن هيئته فربما رجع من طريقه ، وكان خصما جدلا لا يقوم أحد بحجّته صاحب إلزام وحجّة قاطعة إلاّ أن العبادة أشغلته عن الكلام ، والمتكلّمون من الشيعة تلاميذه.

فزرارة قد جمع الفضل كلّه ولكن شهرته في الفقه غلبت على فضائله الأخر ، ومن غاض في بحر الفقه عرف ما لهذا الرجل من حديث ، حتّى لتكاد لا تجد بابا من أبواب الفقه إلاّ وله فيه حديث أو أحاديث ، وهو أحد الستة الاول أصحاب أبي جعفرعليه السلام الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم ، والإقرار لهم بالفقه ، ولا غروّ لو عدّ زرارة أفقههم.

وكان زرارة معروفا بالعلم والفضيلة والقرب من أهل البيت وهذا اكبر جرم عند أعدائهم ، فما زال في خطر من جراء ذلك ، فكان الإمام ينال منه أحيانا ليدفع بذلك عنه الخطر ، ومن ثمّ جاءت أحاديث تطعن فيه ، وقد كشف

١٤٥

عن سبب ذلك القدح الصادق نفسه ، فقال في حديث طويل رواه الكشي ص ٩١ : إني أنا أعيبك دفاعا مني عنك فإن الناس والعدوّ يسارعون الى من قرّبناه وحمدنا مكانه لإدخال الأذى في من نحبّه ونقرّبه ـ الى أن قال ـ فأحببت ان أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك ويكون بذلك منّا دافع شرّهم عنك ، الحديث ، فمن هاهنا نعرف مكانة زرارة لديهم وشأن تلك الأحاديث القادحة.

زيد الشحّام :

أبو اسامة زيد الشحّام الازدي الكوفي ، روى عن الباقر والصادق٨ ، وقيل : وعن الكاظم أيضا ، وهو من الوثاقة وجلالة القدر بمكان رفيع ، وقد حكي عن الشيخ المفيد طاب رمسه قوله فيه : إنه من فقهاء أصحاب الصادقين٨ الأعلام المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا وأحكام الدين.

وجاءت فيه أحاديث تشهد له بعلوّ الدرجة ، منها ما رواه الكشي ص ٢١٦ عن زيد نفسه « قال : قلت لأبي عبد اللهعليه السلام : اسمي في تلك الأسامي؟

ـ يعني في كتاب أصحاب اليمين ـ قال : نعم » وما رواه أيضا عنه : « قال : دخلت على أبي عبد اللهعليه السلام فقال لي : يا زيد جدّد التوبة واحدث عبادة ، قال :

قلت : نعيت إليّ نفسي ، قال : فقال : يا زيد ما عندنا لك خير وأنت من شيعتنا ـ الى أن قال ـ : يا زيد كأني أنظر إليك في درجتك في الجنّة ، ورفيقك فيها الحارث بن المغيرة النصري »(١) الى غير هذا ممّا يرشدنا الى علوّ مقامه ورفيع

__________________

(١) هذا الحديث دالّ على أن موته كان أيام الصادقعليه السلام فلا يكون ممّن روى عن الكاظمعليه السلام .

١٤٦

درجته.

زيد الشهيد :

زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: ، روى عن أبيه السجّادعليه السلام وكفي من روايته عنه روايته للصحيفة السجّادية التي جمعت فنونا من العلم والأدب والفصاحة والبلاغة والتي تعرّفك كيف الخضوع للمولى في دعائه ومسألته والتي هي وحدها دلالة واضحة على إمامة الأئمة من أهل البيت ، لأن ديباجتها تدلّك على أن الناطق بها ليس من أمثال البشر ، الذين يقع عليهم البصر.

وروى عن أخيه الباقر وابن أخيه الصادق أيضا٨ وكان يرى إمامة الصادق ويدعو له في السرّ ، وما ادّعى الإمامة لنفسه أيام حياته وجهاده قط ، وإنما ادّعيت فيه بعد وفاته ، وقد استشهد في الكوفة عام ١٢١ فبكاه الصادقعليه السلام وترحّم عليه ، وأنفق على عيال من قتل معه ، وقد جمع زيد صفات فاضلة قلّما تجتمع برجل سوى المعصومين ، كالفقه والورع والسخاء والشجاعة والزهادة والعبادة وغيرها ، ولكن بأعلى مراتب هذه الصفات ، وقد سبقت الاشارة الى شيء من حاله « ١ : ٤٨ »

سدير الصيرفي :

سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي الكوفي مولى ، روى عن ثلاثة من الأئمة: السجّاد والباقر والصادق ، وروى عن كثير من الثقات ، وبعض منهم من أصحاب الإجماع ، جاء فيه مدائح وتقدير له مثل قول الصادقعليه السلام لزيد الشحّام : « يا شحّام إني طلبت الى إلهي في سدير وعبد السلام

١٤٧

ابن عبد الرحمن وكانا في السجن فوهبهما الله لي وخلّى سبيلهما » وقوله وكان عنده سدير : « إن الله اذا أحبّ عبدا غته(١) بالبلاء غتا ، وإنا وإيّاكم يا سدير لنصبح به ونمسي » فاستيهابه من الله دلالة على كبر منزلة عنده وتقدير له ، وكفى بعلوّ درجته أنه ممّن يحبّه الله ويغمره بألطاف بلائه ، الى ما سوى ذلك من الأحاديث.

الأعمش :

أبو محمّد سليمان بن مهران الاعمش الأسدي الكوفي ، اتفقت الخاصّة والعامّة على وثاقته وفضله وجلالته ، وقد أثنى العامّة عليه الثناء الجميل ، واعترفوا له بالمزايا الحميدة مع اعترافهم بتشيّعه ، فهذا الذهبي في ميزان الاعتدال يقول : « أبو محمّد أحد الأئمة الثقات عداده في صغار التابعين » ويقول : « فالأعمش عدل صادق ثبت ، صاحب سنّة وقرآن » الى غيره من مؤلّفي الرجال والتراجم.

وكان راوية لفضائل أمير المؤمنينعليه السلام ، حتّى أن الخاصّة والعامّة روت أن المنصور سأله : كم تحفظ من الحديث في فضائل عليعليه السلام ؟ قال له : عشرة آلاف حديث ، وفي بعض الروايات على بعض النسخ أو ألف حديث ، ولعلّ هذا الترديد منه كان حذرا من المنصور لعلمه بما يحقده على أولاد عليعليه السلام ، ولمّا انتبه المنصور لقصد الأعمش من الترديد أراد أن يطمئنّه عمّا اختلج في نفسه ، فقال له : بل عشرة آلاف كما قلت أوّلا.

قيل : إن ولادته كانت سنة قتل الحسينعليه السلام وهي سنة ٦١ ،

__________________

(١) الغت يأتي لمعان أظهرها في المقام ـ الغط.

١٤٨

ووفاته في الخامس والعشرين من ربيع الأول عام ١٤٨ ، وهي سنة وفاة الصادقعليه السلام .

سماعة

سماعة بن مهران الحضرمي الكوفي ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن٨ ، مات بالمدينة ، وله حديث كثير في الفقه وروى كثيرا من زيارات الأئمة ومن دعاء الصادقعليه السلام ، وله كتاب رواه عنه ثقات الرواة ، ومنهم جماعة ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم ، وقد نسبوه الى الوقف ولم يثبت ، وعلى أيّ حال فهو ثقة في الرواية من دون ريب.

صفوان الجمّال :

صفوان بن مهران الجمّال الأسدي الكاهلي الكوفي ، روى عن الصادق والكاظم٨ ، وكان جمّالا فلزمه هذا اللقب ، وكان شديد التمسّك بأهل البيت: ، عاملا بأوامرهم ، مواظبا على القيام بخدماتهم وقد سبق في عنوان ـ الصادق في العراق ـ ( ١ : ١٢٩ ) ما يشهد لذلك كما يدلّ عليه بيعه لجماله امتثالا لأمر الكاظمعليه السلام ، وأنّبه الرشيد على ذلك وقال له :

إني لأعلم من أشار إليك بهذا ، أشار عليك موسى بن جعفر ، فو الله لو لا حسن صحبتك لقتلتك.

وكفى هذا العمل منه استماعا لأمر إمامه وإن عرّض نفسه للهلاك ، وكان من أجلّة الرواة وأعلامهم الثقات ، وحديثه جمّ كثير يرويه عنه الثقات الأعلام ، وله كتاب رواه عنه رجال الوثاقة والإجماع.

١٤٩

عبد الرحمن بن الحجّاج :

عبد الرحمن بن الحجّاج البجلي الكوفي ، روى عن الصادق والكاظم٨ وعاش حتّى لقي الرضاعليه السلام ، ومات في أيامه ، وكان من شيوخ أصحاب أبي عبد اللهعليه السلام وخاصّته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين ، وجاء الشيء الكثير في إطرائه والثناء عليه من الأئمة: وقد بشّروه بالموت بالمدينة وبحسن المنقلب ، وله كتب يرويها عنه الثقات الأعلام ، وبعضهم من أهل الإجماع ، وكان من رجال الكلام البارزين ذوي الحجّة اللازمة والقوّة في العارضة ، حتّى قال له أبو عبد اللهعليه السلام : « يا عبد الرحمن كلّم أهل المدينة فإني أحبّ أن يري في رجال الشيعة مثلك » على أنه ما كان ليسمح بالكلام لأصحابه إلاّ لقليل منهم أمثال أبان بن تغلب والطيّار ونفر سواهما ، حذرا من العثار والخروج عن ربقة التقيّة ، فلا يسمح لأحد إلاّ لمن يعتمد على حجّته وحسن أدبه في المناظرة.

عبد السلام بن سالم :

عبد السلام بن سالم البجلي الكوفي ، روى عن أبي عبد اللهعليه السلام وله كتاب يرويه ثقات الرواة ، وكان من فقهاء أصحاب الصادقين٨ والرؤساء الأعلام والمأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام ، والذين لا يطعن عليهم ، ولا طريق الى ذمّ أحد منهم ، كما عن الشيخ المفيد طاب ثراه.

عبد السلام بن عبد الرحمن :

عبد السلام بن عبد الرحمن بن نعيم الأزدي ، عدّه ابن شهر اشوب في المناقب

١٥٠

من خواصّ الصادقعليه السلام ، وقد سبق في سدير قول الصادقعليه السلام لزيد الشحّام ودموعه تجري على خدّيه : يا شحّام إني طلبت الى إلهي في سدير وعبد السلام بن عبد الرحمن وكانا في السجن فوهبهما لي وخلّى سبيلهما ، وهذا ممّا ينبىء عن تقدير أبي عبد اللهعليه السلام وحبّه لهما ، وعطفه عليهما وكفاهما هذا.

شأنا وعلوّ منزلة.

عبد الله بن أبي يعفور :

عبد الله بن أبي يعفور العبدي الكوفي ، كان من أصحاب الصادقين٨ ، ومات زمن أبي عبد الله ، ولا تحضرني كلمة تفرغ عن علوّ مقامه ، وتفصح عن جلالة قدره ، وما كان عليه من صلابة الايمان ، وقوّة اليقين ، والاستقامة في العقيدة ، ولنترك ذلك الى مخرّجه ومثقّفه الإمام الصادقعليه السلام ليعرب لنا عن حاله ، فإنه أعلم بشأنه وبسيرته وسريرته فإنه كتب الى المفضّل بن عمر الجعفي حين مضى لربّه عبد الله بن أبي يعفور : « يا مفضّل عهدت إليك عهدي ، كان الى عبد الله بن أبي يعفور ، فمضى٢ موفيا لله جلّ وعزّ ولرسوله ولإمامه بالعهد المعهود لله ، وقبض صلوات الله على روحه محمود الأثر ، مشكور السعي ، مغفورا له ، مرحوما برضى الله ورسوله وإمامه عنه ، بولادتي من رسول اللهص ما كان في عصرنا أحد أطوع لله ولرسوله ولإمامه منه ، فما زال كذلك حتّى قبضه الله إليه برحمته ، وصيّره الى جنّته ، ساكنا فيها مع رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما ، أنزله الله بين المسكنين ، مسكن محمّدص ومسكن أمير المؤمنينعليه السلام وإن كانت المساكن واحدة ، والدرجات واحدة فزاده الله رضى من عنده ومغفرة من فضله برضاي عنه ».

١٥١

لو لا أن الصادقعليه السلام هو المخبر عن عبد الله وعمّا كان عليه من تقوى وطاعة لما كنا نعتقد بأن أحدا من البشر يبلغ تلك المرتبة وذلك الرضى.

ولقد جاء فيه من الإطراء والإفصاح عن علوّ مقامه وثبات يقينه ما لم يجىء في أحد سواه إلاّ القليل ، وقد سبق شيء منه في حمران ، وهو القائل لإمامه الصادق : لو فلقت رمّانة بنصفين ، فقلت هذا حلال وهذا حرام لشهدت أن الذي قلت حلال حلال ، وأن الذي قلت حرام حرام ، فقال : رحمك الله ، رحمك الله.

وهذا التسليم والتفويض والطاعة والامتثال هو الذي صيّره بتلك الرتبة الرفيعة ، وإن كان من عرف إمامه وجب أن يكون كما كان عليه عبد الله ولكن أنّى لنا بتلك النفوس الزكيّة المطيعة.

عبد الله بن بكير :

عبد الله بن بكير بن أعين الشيباني مولاهم ، روى عن الباقر والصادق٨ وهو من الستة أصحاب الصادق الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم كما سبق في أبان بن عثمان ، وعدّ في أجلّة الفقهاء والعلماء ، ومن أصحاب الاصول المدوّنة والمصنّفات المشهورة ، وقد رمي بالفطحيّة ، فإن صحّ فلا يضرّ فساد عقيدته في وثاقته في روايته ، وعلى أيّ حال فهو ثقة في الرواية من دون ريب ، وقد سبق ذكر أبيه بكير وجلالة شأنه.

عبد الله بن سنان :

عبد الله بن سنان بن طريف الكوفي مولى قريش أو بني هاشم خاصّة ، روى عن الصادقعليه السلام ، وقيل : وعن الكاظم أيضا وهو غير بعيد لأنه قد عاصره ، وكان خازنا للمنصور والمهدي والهادي والرشيد ، ومع ذلك فقد كان

١٥٢

من شيعة أهل البيت والفقهاء الصلحاء ، والثقات الأجلاّء ، الذين لا يطعن عليهم بشيء ، ولقد قال فيه الصادقعليه السلام : « أما أنه يزيد على السنّ خيرا ».

وقد شاهد من الصادقعليه السلام كرامة باهرة دلّت على كريم مقامه عند أبي عبد اللهعليه السلام ، وأنه من حملة أسراره ، وله كتب يرويها عنه أجلّة الرواة ومشاهير الثقات.

عبد الله بن شريك :

أبو المحجل عبد الله بن شريك العامري ، صحب الباقر والصادق٨ ، وكان عندهما وجيها مقدما ، وعدّوه في حواريهما ، وروي عن الصادقعليه السلام أنه يخرج لنصرة القائم المهدي عجّل الله فرجه ، وهذا هو الفضل والفوز ، والرفعة والجلال ، نسأله جلّ شأنه أن نكون ممّن يخفق على رأسه لواؤه المنصور.

عبد الله بن مسكان :

عبد الله بن مسكان الكوفي مولى ، روى عن الصادق والكاظم٨ وهو من الستة أصحاب الصادقعليه السلام الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم والإقرار لهم بالفقه كما مرّ في أبان بن عثمان ، ويعدّ من أجلّة الفقهاء العظام والرؤساء الأعلام ، والمأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام ، الذين لا طريق للطعن عليهم بشيء ، وله كتب عديدة يرويها عنه أجلّة الثقات وأعلام الرواة.

١٥٣

عبد الله بن النجاشي :

أبو بحير عبد الله النجاشي الأسدي ، كان زيديّا ثمّ عدل الى القول بإمامة الصادقعليه السلام حين شاهد كرامة منه ، انظر ذلك في « ١ : ٢٦٠ » ، وكان واليا على الأهواز من قبل المنصور ، وكتب الى الصادقعليه السلام يسأله عن السيرة في العمل ، وعمّا يصنعه في أمواله وعن غير ذلك من شئون ولايته ، وأجابه الصادق بكتاب طويل وهي الرسالة المعروفة برسالة عبد الله النجاشي ، وقد اقتطفنا منها فقرات ثمينة ، ذكرناها في وصاياه من هذا الجزء ص ٤٤ ، وكان محمود السيرة في ولايته مرضيّا عند الإمام ، موثقا عند العلماء الأعلام ، حتّى أن شيخ الطائفة الطوسي طاب ثراه في التهذيب كتاب المكاسب منه عدّه من الزهاد على أنه عامل المنصور على الأهواز.

عبد الله الكاهلي :

عبد الله بن يحيى الكاهلي الكوفي ، روى عن الصادق والكاظم٨ ، وكان ابو الحسن يرعاه ويحبّه ، حتى قال لعلي بن يقطين : اضمن لي الكاهلي أضمن لك الجنّة ، فضمن للإمام ما أراد ، حتّى أن نعمته كانت تعمّ الكاهلي وقراباته ، وكان يجرى عليهم النفقات مستغنين حتّى بعد موت الكاهلي.

وقد بشّره أبو الحسنعليه السلام بحسن المآل ، فقد قال له يوما : اعمل خيرا في سنتك هذه فإن أجلك قد دنا ، فبكى الكاهلي ، فقال له أبو الحسنعليه السلام : ما يبكيك؟ قال له : جعلت فداك نعيت إليّ نفسي ، قال : ابشر فإنك من شيعتنا وأنت الى خير ، ثمّ ما لبث بعدها إلاّ يسيرا حتّى مات.

فمن هذا ومثله تعرف كرامة الكاهلي عليهم وارتفاع محلّه عندهم ، وله كتاب

١٥٤

رواه عنه أعيان الثقات وبعض أهل الإجماع.

عبد الملك بن أعين :

أبو ضريس عبد الملك بن أعين الشيباني مولاهم أخو زرارة وحمران ، روى عن الباقر والصادق٨ ، ومات أيام الصادق ، ولمّا بلغه خبر وفاته وهو بمكّة رفع يده ودعا له واجتهد في الدعاء وترحّم عليه ، ولمّا قدم المدينة زار قبره بالمدينة مع أصحابه ، وقال زرارة : قال أبو عبد اللهعليه السلام بعد موت عبد الملك : اللهمّ إن أبا الضريس كنّا عنده خيرتك من خلقك فصيّره في ثقل محمّد صلوات الله عليه وآله يوم القيامة ، الى غير هذا ممّا ورد في حقّه ، وهذا كما ترى يرشدك الى علوّ درجته ، ورفيع محلّه ، كما يرشد الى معرفته بأئمته.

وأمّا ابنه ضريس الذي يكنّى به فكان من رواة الصادق أيضا وثقاتهم وروى عنه الثقات ، وكانت تحته ابنة عمّه حمران.

عبيد بن زرارة :

عبيد بن زرارة بن أعين الشيباني مولاهم ، ممّن أخذ عن أبي جعفر وأبي عبد الله٨ ، وله كتاب رواه عنه أجلّة الرواة ، وبعض أهل الإجماع ، وهو من عيون الثقات الذين لا لبس فيهم ولا شك ، ومن الفقهاء البارزين ، والأعلام الرؤساء الذين اخذ عنهم الحلال والحرام ، ومن أرباب الاصول المدوّنة ، والمصنّفات المشهورة.

عبيد الله الحلبي :

عبيد الله بن علي بن أبي شعبة الكوفي الحلبي ، وآل أبي شعبة بيت معروف

١٥٥

من الشيعة بالكوفة كان متجرهم الى حلب فنسبوا إليها ، وقد روى جدّهم أبو شعبة عن الحسن والحسين٨ وكانوا جميعهم ثقات ، وكان عبيد الله هذا كبيرهم ووجههم ، واذا اطلق الحلبي فعلى الغالب يراد به عبيد الله هذا ، وإن كان قد يراد به أحيانا أخوه محمّد ، وهو أوّل من صنّف من أصحاب أبي عبد اللهعليه السلام ، ولما صنّف كتابه المعروف في الفقه عرضه على أبي عبد اللهعليه السلام فاستحسنه وصحّحه ، وقال عند قراءته له : أترى لهؤلاء مثل هذا؟

وقد رواه عنه عدّة من أعلام الرواة وثقاتهم جزاهم الله عن الدين وأهله خير جزاء المحسنين.

العلاء بن رزين :

العلاء بن رزين القلا الكوفي مولى ثقيف ، روى عن الصادقعليه السلام وكان وجها جليل القدر ضبطا متقنا لم يرد غمز فيه من أحد ، بل متّفق على جلالته ووثاقته ، صحب محمّد بن مسلم وتفقّه عليه ، وله كتب رواها عنه أعيان الثقات من الرواة ، وبعضهم من أصحاب الإجماع.

علي بن يقطين :

علي بن يقطين بن موسى الكوفي البغدادي ، روى عن الصادق والكاظم٨ ، وشأنه في الوثاقة والوجاهة والجلالة معروف ، ومقامه عند الرشيد لا يجهل ، وأخباره معه مسطورة ، وما اكثر ما جاء فيه من الثناء والإطراء والبشارة بحسن العقبى ، والانقلاب الى رضوانه وجنانه ، مثل قول أبي الحسنعليه السلام : ضمنت لعلي بن يقطين الجنّة وألاّ تمسّه النار ، وقولهعليه السلام وقد أقبل علي بن يقطين : من سرّه أن يرى رجلا من أصحاب رسول الله

١٥٦

ص فلينظر الى هذا المقبل ، فقال له رجل من القوم : هو إذن من أهل الجنّة ، فقال أبو الحسن : أمّا أنا فأشهد أنه من أهل الجنّة ، وقوله : من سعادة علي بن يقطين أنه ذكرته في الموقف ، وقوله : إني استوهبت علي بن يقطين من ربي جلّ وعزّ فوهبه لي ، إن علي بن يقطين بذل ماله ومودّته ، فكان لذلك مستوجبا ، الى كثير من أمثال هذه الأحاديث.

وأعماله الصالحة ، وخدماته لأهل البيت ، وقضاؤه لحوائج أوليائهم لا تحصر بحساب ، كان ينيب في كلّ سنة من يحجّ عنه واحصي له بعض السنين ثلاثمائة ملبّ له ، وكان يعطي بعضهم عشرين ألف وبعضهم عشرة آلاف للحج ، مثل الكاهلي وعبد الرحمن بن الحجّاج وغيرهما ، ويعطي أدناهم ألف درهم ، وكان يحمل الأموال في كلّ سنة لأبي الحسنعليه السلام من مائة ألف الى ثلاثمائة ألف درهم ، وزوّج أبو الحسن ثلاثة أو أربعة من بنيه منهم أبو الحسن الرضاعليه السلام ، فكتب له علي بن يقطين : وإني قد صيّرت مهورهم إليك وزاد عليه ثلاثة آلاف دينار للوليمة ، فبلغ ثلاثة عشر ألف دينار في دفعة واحدة(١) .

وكفى من قضائه لحوائج أوليائهم قيامه بنفقات الكاهلي وعيالاته وقراباته ، وقيامه بحوائج كلّ من يأتيه من اولئك الأولياء.

وكفى في علوّ شأنه ورفيع قدره قول أبي الحسنعليه السلام له : يا علي إن لله تعالى أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه وأنت منهم يا علي ، قال له ذلك حين قدم أبو ابراهيم موسى العراق ، وقال له علي بن يقطين : أما ترى حالي وما أنا فيه(٢) .

__________________

(١) الكشي : ٤٣٣ / ٨١٩.

(٢) نفس المصدر : ٤٣٣ / ٨١٧.

١٥٧

وجملة القول أن علي بن يقطين كان عينا لله وملجأ لأولياء الله بين أعدائه ، يقوم بأداء حقوقهم ، ويدفع عادية السوء عنهم ، هذا سوى صلاحه في أعماله الأخر ، وروايته لأحكام الدين ، وإن مثله ليعجز القلم عن استيفاء محاسنه وجميل خصاله.

كانت ولادة علي بالكوفة عام ١٢٤ ، وكان أبوه يقطين من وجوه الدعاة للدولة الهاشميّة ، فطلبه مروان الحمار فهرب ، وهربت زوجته بولديها علي وعبيد من الكوفة الى المدينة ، الى أن ظهرت الدولة العبّاسيّة ، فلمّا قامت ظهر يقطين ، فلم يزل بخدمة السفّاح والمنصور ، وهو مع ذلك كان يتشيّع ويقول بالإمامة ، وكذلك كان ولده ، وكان يقطين يحمل الأموال الى الصادقعليه السلام ونما خبره الى المنصور والمهدي فصرف الله كيدهما عنه.

وتوفي علي بن يقطين بمدينة السلام ـ بغداد ـ عام ١٨٢ ، وصلّى عليه وليّ العهد محمّد الأمين بن الرشيد ، وتوفي أبوه يقطين من بعده عام ١٨٥ فرحمة الله عليهما.

عمّار الدهني :

أبو معاوية عمّار بن خباب البجلي الدهني الكوفي ، ودهن حيّ من بجيلة ، كان من عيون أصحاب الصادقعليه السلام الثقات وبيته من بيوتات الشيعة المعروفة في الكوفة في يومهم ، وقيل : إن أباه يسمّى بمعاوية أيضا.

قيل للصادقعليه السلام : إن عمّارا الدهني شهد اليوم عند ابن أبي ليلى(١)

__________________

(١) هو محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي ، تولّى محمّد هذا قضاء الكوفة ثلاثا وثلاثين سنة ، ولّي أولا لبني اميّة ثمّ لبني العبّاس ، كانت ولادته عام ٧٤ ، ووفاته بالكوفة عام ١٤٨ وهو على القضاء ، وعدّه الشيخ; من أصحاب الصادقعليه السلام إلاّ أن الظاهر أن ممّن يحارب.

١٥٨

قاضي الكوفة شهادة فقال له القاضي : قم يا عمّار فقد عرفناك ، لا نقبل شهادتك لأنك رافضي ، فقام عمّار وقد ارتعدت فرائصه ، وقد استغرقه البكاء ، فقال له ابن أبي ليلى : أنت رجل من أهل العلم والحديث إن كان ليسوؤك أن يقال لك رافضي فتبرّأ من الرفض وأنت من اخواننا ، فقال له عمّار : ما ذهبت والله حيث ذهبت ، ولكن بكيت عليك وعليّ ، أمّا بكائي على نفسي فنسبتني الى مرتبة شريفة لست من أهلها ، زعمت أني رافضي ، ويحك لقد حدّثني الصادقعليه السلام إن أوّل من سمّي السحرة الذين شهدوا أنه موسى في عصاه ، ثمّ آمنوا به واتّبعوه ورفضوا أمر فرعون واستسلموا لكلّ ما نزل بهم ، فسمّاهم فرعون الرافضة لما رفضوا دينه ، فالرافضي من رفض كلّما كرهه الله ، وفعل كلّما أمره الله ، وأين في الزمان هذا ، فإنما بكيت عليّ خشية أن يطبع على قلبي وقد تقبّلت هذا الاسم الشريف على نفسي ، فيعاتبني ربّى ويقول : يا عمّار كنت رافضا للأباطيل؟ عاملا للمطاعات كما قال لك؟ فيكون ذلك مقصّرا لي في الدرجات أن يسامحني ، موجبا لشديد العقاب على أن ناقشني ، إلاّ أن يتداركه مولى بشفاعتهم ، وأمّا بكائي عليك فلعظم كذبك في تسميتي بغير اسمي وشفقتي الشديدة عليك عذاب الله تعالى إن صرفت أشرف الأسماء إليّ أن جعلتها أرذلها ، كيف تصبر بذلك على عذاب كلمتك هذه ، فقال الصادقعليه السلام « لو أن على عمّار من الذنوب ما هو أعظم من السموات والأرضين لمحيت عنه بهذه الكلمات ، وأنها لتزيد في حسناته عند ربّه » الحديث.

وهذا كما ترى كاشف عن صلابة إيمانه ، وثباته في عقيدته وأن العواصف لم تملّ به ، وله كتاب يرويه جماعة من الثقات.

__________________

الصادق في أعماله.

١٥٩

وروى عن جماعة من أعلام السنّة ، كما روى عنه منهم جماعة ومن ثمّ وثّقوه مع اعترافهم بتشيّعه ، وذكره ابن النديم في الفهرست وعدّه من فقهاء الشيعة ، وذكر في القاموس في ـ دهن ـ بني دهن وقال : بالضم حي منهم معاوية بن عمّار ، فقال في التاج : أبوه عمّار يكنّى أبا معاوية روى عن مجاهد وأبي الفضل وعدّة ، وعن شعبة والسفيانان ، وكان شيعيّا ثقة مات سنة ١٣٣.

عمّار الساباطي :

أبو اليقظان عمّار بن موسى الساباطي ، كوفي سكن المدائن ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن٨ ، وقد نسب إلى الفطحيّة فإن صحّ فلا يخدش ذلك في وثاقته في الرواية ، لا سيّما بعد أن ورد فيه عن الكاظمعليه السلام قوله :

« استوهبت عمّارا من ربي فوهبه لي » وقد ذكر ذلك الكشي في ثلاثة مواطن ص ١٦٤ و ٢٥٦ و ٣١٣ ، وقد عدّوه في الرؤساء الأعلام المأخوذ عنهم الحلال والحرام ، وقد عمل الأصحاب بأحاديثه ، وهو كثير الرواية ، ومن سبر كتب الحديث عرف كثرة روايته ، وقال الشيخ في الفهرست : له كتاب كبير جيّد معتمد.

وإن له أخوين هما قيس وصباح ، وقد رويا عن الصادق والكاظم٨ وهما من ثقات رواتهما أيضا.

عمرو بن أبي المقدام :

عمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز العجلي الكوفي ، روى عن السجاد والباقر والصادق: ، وعداده في التابعين ، وقد سبق ( ١ : ١٣٦ ) قوله : قال لي أبو عبد اللهعليه السلام في أول دخلة دخلت عليه « تعلّموا الصدق

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186