تاريخ ابن يونس المصري الجزء ١

تاريخ ابن يونس المصري8%

تاريخ ابن يونس المصري مؤلف:
المحقق: الدكتور عبد الفتاح فتحي عبد الفتاح
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 2-7451-3193-1
الصفحات: 730

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 730 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 26392 / تحميل: 1082
الحجم الحجم الحجم
تاريخ ابن يونس المصري

تاريخ ابن يونس المصري الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٢-٧٤٥١-٣١٩٣-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

العدالة : فلان الحائك ، وفلان البيّاع ، وفلان المسلمانىّ ، فقال له : يا بن عبد الحكم ، كان هذا الأمر مستورا فهتكته ، وأدخلت فى الشهادة من ليس لها بأهل. فقال له ابن عبد الحكم : إنما هذا دين ، وإنما فعلت ما يجب علىّ. فقال له أبو خليفة : أسأل الله ألا يرفعك بالشهادة ، لا أنت ولا أحدا من ولدك. قال ابن قديد : فلقد أجيبت دعوته. بلغ هو وولده فى مصر ما لم يبلغه أحد ، ما قبلت لأحد منهم شهادة قط. قال ابن يونس : ولا أراها تقبل أبدا لأحد منهم(١) .

* ذكر من اسمه «حميل» :

٣٦٣ ـ حميل(٢) بن بصرة بن وقّاص(٣) بن حاجب بن غفار الغفارىّ : يكنى أبا بصرة. شهد فتح مصر ، واختط بها ، وداره بمصر عند دار الزبير بن العوام(٤) ، تعرف ـ اليوم ـ بدار الكلاب(٥) . له صحبة ورواية. حدّث عنه عمرو بن العاص ، وأبو هريرة ، وأبو تميم الجيشانى ، وتميم بن فرع المهرىّ ، ومرثد بن عبد الله اليزنىّ ، وغيرهم(٦) ، توفى بمصر ، ودفن فى مقبرتها(٧) .

* ذكر من اسمه «حنش» :

٣٦٤ ـ حنش بن مرثد الجهنىّ : شهد فتح مصر ، وكان بالإسكندرية(٨) .

__________________

(١) المقفى ٣ / ٦٨٢ ـ ٦٨٣. والعبارة الأخيرة المصدّرة ب (قال ابن يونس) هى الوحيدة التى نسبها المقريزى إلى مؤرخنا صراحة ، وهى بمنزلة تعقيب على تعليق أستاذه (ابن قديد) ؛ مما رأيت معه استلزام أن يكون الحوار السابق قد أورده ابن يونس فى كتابه ، حتى يعلّق (ابن قديد) ، ويعقّب ابن يونس. أما بالنسبة لما ورد قبيل الحوار من ذكر بعض أساتيذ المترجم له ، وتاريخ وفاته ، فهو مما يحرص ابن يونس ـ غالبا ـ على إيراده ، فأثبتّه فى النص مرجّحا أنه قاله.

(٢) ضبطه ابن ماكولا بالحروف (الإكمال ٢ / ١٢٦). وصوّبه ابن عبد البر فى (الاستيعاب ١ / ٤٠٥) ، وابن الأثير فى (أسد الغابة) : ٢ / ٦١). وصرّح ابن حجر أنه بالتصغير فى (الإصابة) ج ٢ / ١٣٠.

(٣) لعل جده هذا هو المكنى بابن أبى بصرة الوارد فى (الإصابة) ٢ / ١٣٠ ـ ١٣١ (فالابن ، والأب ، والجد كلهم صحابة).

(٤) الإكمال ٢ / ١٢٧ (دون التصريح بنسبة النص إلى ابن يونس) ، وتهذيب الكمال ٧ / ٤٢٤.

(٥) المصدر السابق.

(٦) الإكمال ٢ / ١٢٧.

(٧) السابق ، وتهذيب الكمال ٧ / ٤٢٤ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٤٩.

(٨) الإكمال ٧ / ٢٣١.

١٤١

* ذكر من اسمه «حويت» :

٣٦٥ ـ حويت بن زيد : مولى بنى ليث. كاتب ديوان مصر ، أدرك أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان جليسا لشفىّ بن ماتع الأصبحى ، وقد روى عنه(١) .

* ذكر من اسمه «حيان» :

٣٦٦ ـ حيّان بن الأعين بن يمين بن سليع الحضرمى السّليعىّ(٢) : حدث عن عبد الله ابن عمرو. حدث عنه ابنه خالد بن حيان ، وعقبة بن عامر الحضرمى(٣) .

٣٦٧ ـ حيّان بن عبد الرحيم بن عبد الله بن حيان بن سريج : له ذكر. توفى فى ذى القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين(٤) .

٣٦٨ ـ حيّان بن كرز البلوىّ : شهد فتح مصر ، وله صحبة(٥) .

* ذكر من اسمه «حيون» :

٣٦٩ ـ حيّون بن الضحاك بن مطر اللخمى ، ثم الأجذمىّ : يكنى أبا مطر. يروى عن أخيه «مطر بن الضّحاك» ، عن أبيه «الضّحاك بن مطر» ، عن حيىّ بن عبد الله المعافرى(٦) .

* ذكر من اسمه «حيوة» :

٣٧٠ ـ حيوة بن حجيّة بن لقيط بن مريح(٧) التّجيبى : حدث عنه سعيد بن كثير بن

__________________

(١) الإكمال ٢ / ٤٣٣. وجاء فى (فتوح مصر) ص ٨٦ : أن معاوية ولّى أخاه (عتبة) ٤٣ ـ ٤٤ ه‍ الحرب فى مصر ، وولى الخراج وردان مولى عمرو ، والديوان حويت بن زيد. ولما أظهر عتبة لأخيه أنه لا يجلس إلى الناس ؛ لحجبه عن الخراج ، فلا يستطيع أن يعدهم بشىء من مال لا يملكه ، فيبخل ؛ ضمّ إليه الخراج.

(٢) ضبط ابن ماكولا ، والسمعانى لفظة (يمين) بالحروف ، كما فى المتن. (الإكمال ٧ / ٣٦٤ ، والأنساب ٥ / ٧٠٧). وكذا السّليعىّ فى (المصدر السابق ٣ / ٢٨٥).

(٣) الإكمال ٧ / ٣٦٤ ، والأنساب باب (السليعى) ٣ / ٢٨٥ ، وباب (اليمينىّ) ٥ / ٧٠٧).

(٤) الإكمال ٤ / ٢٧٤.

(٥) الإصابة ٢ / ١٤٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٩٢.

(٦) الإكمال ٢ / ٥٧٩.

(٧) السابق ٢ / ٣٤ ، باب (حيوة) ، بخط الصورى بكسر الراء ، وعاد وضبطها بالحروف (باب مريح) ٧ / ٦٢.

١٤٢

عفير(١) .

٣٧١ ـ حيوة بن شريح بن صفوان بن مالك التجيبى المصرى : يكنى أبا زرعة. فقيه زاهد ، كانت له عبادة وفضل(٢) . قال ابن بكير : توفى سنة ثمان وخمسين ومائة(٣) .

٣٧٢ ـ حيوة بن طلق بن السّمح بن شرحبيل بن طلق بن رافع اللخمى : يكنى أبا بدر. يحدث عن أبيه ، وغيره. روى عنه وفاء بن سهيل التجيبى. رأيت أنا من يحدّث عنه. توفى سنة خمس وأربعين ومائتين(٤) .

٣٧٣ ـ حيوة بن مرثد التجيبى ، ثم الأبذوىّ(٥) : شهد فتح مصر ، ولا أعلم له رواية(٦) .

* ذكر من اسمه «حيويل» :

٣٧٤ ـ حيويل بن شراحيل المعافرى : يحدّث عن عبد الله بن عمرو بن العاص. حدّث عنه أبو قبيل المعافرى. رأيت اسمه فى ديوان المعافر بمصر فى «بنى سريع بن ماتع»(٧) .

٣٧٥ ـ حيويل بن ناشرة بن عبد بن عامر بن أيم بن الحارث الكنعى المعافرى : يكنى أبا ناشرة ، وأمه عشّانة بنت كليب الصّدائىّ. شهد فتح مصر ، وكان أعور(٨) ذهبت عينه يوم دمقلة مع عبد الله بن سعد بن أبى سرح سنة إحدى وثلاثين(٩) . وكان فى أشراف

__________________

(١) الإكمال ٢ / ٣٤ ، ٧ / ٦٢. وفى باب (حيوة) فى النسب وردت لفظة : لقيط بالفاء ، وهو خطأ مطبعى فيما يبدو ، إذ أورده بالقاف فى باب (مريح).

(٢) تهذيب الكمال ٧ / ٤٨٠ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٦١.

(٣) تهذيب الكمال ٧ / ٤٨٢ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٦٢.

(٤) الإكمال ٤ / ٣٥٨.

(٥) ضبطه السمعانى بالحروف ، لكنه قال : نسبة إلى (بذى ، وهو بطن من تجيب). (الأنساب ١ / ٧٠ ـ ٧١). ولعله ينسب إلى (أبذى). وفى (الإصابة) : ٢ / ١٨٩ : تحرفت إلى (الأندائىّ) ، وقال : من ولد أندى بن عدى بن تجيب ، له إدراك.

(٦) الإكمال ٢ / ٣٤ ، ٧ / ٢٣٠ ، والأنساب ١ / ٧١ ، والإصابة ٢ / ١٨٩.

(٧) السابق ٢ / ٣٦.

(٨) السابق ٢ / ٣٥ ، ومخطوط تاريخ دمشق ٥ / ٣٩٩.

(٩) الإكمال ٢ / ٣٥.

١٤٣

أهل مصر ، الذين شهدوا صفين مع معاوية بن أبى سفيان. روى عن عمرو بن العاص(١) .

* ذكر من اسمه «حى» :

٣٧٦ ـ حىّ بن لقيط بن ناشرة المهرى : حدث عنه عمرو بن الحارث حديثا مرسلا. وكان أبوه شريفا بمصر فى أيامه. ويقال : يحيى بن لقيط. وما أعرف يحيى ، وهو خطأ عندى ، والصواب : حىّ(٢) .

٣٧٧ ـ حىّ(٣) بن هانئ بن ناضر(٤) بن يمتع(٥) المعافرى «من بنى سريع المصرى» : يكنى أبا قبيل. عقل مقتل عثمان وهو باليمن. وقدم مصر فى أيام معاوية ، وغزا رودس مع «جنادة بن أبى أمية» ، والمغرب مع «حسان بن النعمان». روى عنه عمرو بن الحارث ، ويزيد بن أبى حبيب ، ومعاوية بن سعيد ، ويحيى بن أيوب ، وعبد الله بن لهيعة ، والليث بن سعد ، ورجاء بن أبى عطاء ، وخنيس بن عامر ، وضمام بن إسماعيل ، وغيرهم(٦) . توفى سنة ثمان وعشرين ومائة بالبرلس(٧) . وليس فى الأسامى «ناضر بالضاد المعجمة» إلا فى نسب أبى قبيل هذا(٨) .

٣٧٨ ـ حىّ بن يزيد الخولانى : من بنى عبد جعل(٩) . شهد فتح مصر ، يروى عن أبى

__________________

(١) الإكمال ٢ / ٣٥ ، ومخطوط تاريخ دمشق ٥ / ٣٩٩. وفى (الإصابة) ٢ / ١٨٨ : له إدراك ، ولم ير النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو جد (قرة بن عبد الرحمن بن حيويل).

(٢) الإكمال ٢ / ٩٧.

(٣) هذا هو اسمه ، كما ذكره ابن يونس (السابق ٧ / ٣٢٧ ، وتهذيب الكمال ٧ / ٤٩٠ ، وتاريخ الإسلام ٨ / ٣٢٤). وقد ذكر ابن حجر أن اسم (حيىّ) هو الأشهر ، وترجم له تحته (تهذيب التهذيب ٣ / ٦٤).

(٤) هكذا فى (الإكمال ٧ / ٣٢٧ ، وتهذيب الكمال ٧ / ٤٩٠ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٦٤). وتصحّفت إلى (ناصر) فى (تاريخ الإسلام ٨ / ٣٢٤).

(٥) تحرفت إلى (يمنع) فى : (الأنساب ٥ / ٣٣٤ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٦٤).

(٦) الإكمال ٧ / ٣٢٧.

(٧) السابق (ولم يذكر مكان الوفاة) ، والأنساب ٥ / ٣٣٤ ، وتهذيب الكمال ٧ / ٤٩٣ ، وتاريخ الإسلام ٨ / ٣٢٤ (ولم يذكر البرلسى مكان الوفاة) ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٦٤.

(٨) الأنساب ٥ / ٣٣٤.

(٩) ذكره السمعانى فى (الأنساب) ٢ / ٦٩ (باب الجعلىّ) ، لكنه حرف اسم (حىّ) إلى (حيىّ).

١٤٤

ذر الغفارىّ ثلاثة أحاديث. روى عنه ابنه سعيد بن حى ، وعيّاش بن عباس القتبانىّ(١) .

٣٧٩ ـ حىّ بن يؤمن بن جحيل(٢) بن حديج بن أسعد المعافرى المصرى : من بنى موهب. يكنى أبا عشّانة(٣) . حدث عن عقبة بن عامر(٤) . روى عنه أبو قبيل ، وعمرو ابن الحارث ، ومعروف(٥) بن سويد ، وليث بن سعد ، وابن لهيعة ، وعبد الله بن عيّاش ابن عباس ، وغيرهم(٦) . توفى سنة ثمانى عشرة ومائة(٧) .

* ذكر من اسمه «حيى» :

٣٨٠ ـ حيىّ(٨) بن حرام الليثىّ : صحابى فى عداد المصريين(٩) .

٣٨١ ـ حيىّ بن عبد الله بن شريح المعافرى الحبلىّ(١٠) المصرى : يكنى أبا عبد الله.

روى عنه الليث ، وابن لهيعة ، وابن وهب ، وهو آخر من حدث عنه. توفى سنة ثلاث وأربعين ومائة(١١) .

__________________

(١) الإكمال ٢ / ٩٧.

(٢) نص ابن يونس على تقديم الجيم على الحاء ، بخط الصورى وغيره. (الإكمال ٢ / ٣٩٧ ـ ٣٩٨). وورد بتقديم الحاء على الجيم ، نقلا عن الدارقطنى فى (تهذيب الكمال ٧ / ٤٨٥ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٦٣).

(٣) سأل روح بن الفرج ابن لهيعة عن اسم (أبى عشّانة) ، فقال : حىّ بن يؤمن ، رجل من أحبار اليمن (يريد : عبّاد اليمن). (تهذيب الكمال ٧ / ٤٨٦ ـ ٤٨٧).

(٤) الإكمال ٢ / ٣٩٨).

(٥) حرّفت إلى (معرور) فى (المصدر السابق ٢ / ٩٧).

(٦) السابق ٢ / ٣٩٨.

(٧) السابق ٢ / ٩٧ ، وتهذيب الكمال ٧ / ٤٨٧ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٦٣.

(٨) قال ابن حجر : بتحتانيتين مصغّرا (الإصابة ٢ / ١٤٩).

(٩) السابق ٢ / ١٥٠ (ذكره ابن يونس فى تاريخ مصر) ، وحسن المحاضرة ١ / ١٩٢. قال ابن عبد البر : سكن مصر ، وحديثه عند ابن لهيعة (الاستيعاب ١ / ٣٨٣). وقال ابن الأثير : سكن الشام ، وروى حديثه ابن لهيعة ، عن ابن هبيرة ، عن أبى تميم الجيشانى ، قال : «كان حيىّ الليثى من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا مالت الشمس ، صلى الظهر فى بيته ، ثم راح ، فإن أدرك الظهر فى المسجد ، صلّى معهم». أخرجه الثلاثة (منهم ابن منده ، ولعله نقله عن أستاذه ابن يونس). (أسد الغابة ٢ / ٨٠). وورد الحديث السابق فى (الإصابة) ٢ / ١٥٠ (وتحرف فى الإسناد لقب «الجيشانى» إلى (الحيسمانىّ).

(١٠) نسبة إلى حىّ من اليمن من الأنصار ، يقال لهم : بنو الحبلى (بضم الحاء ، والباء). (الأنساب ٢ / ١٦٩).

(١١) تهذيب الكمال ٧ / ٤٩٠ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٦٤.

١٤٥

* باب الخاء

* ذكر من اسمه «خارجة» :

٣٨٢ ـ خارجة بن حذافة بن غانم بن عبد الله بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدىّ ابن كعب القرشى العدوىّ(١) : له صحبة : وشهد فتح مصر ، واختط بها(٢) ، وكان أمير ربع المدد ، الذين أمدّ بهم عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) عمرو بن العاص فى فتح مصر ، وكان على شرط مصر فى إمرة عمرو بن العاص لمعاوية بن أبى سفيان الأموى.

قتله خارجى بمصر سنة أربعين للهجرة ، وهو يحسب أنه عمرو بن العاص(٣) ، روى عنه عبد الله بن أبى مرّة الزّوفىّ. له حديث واحد(٤) .

* ذكر من اسمه «خاشف» :

٣٨٣ ـ خاشف بن يزيد التجيبى ، ثم الأبذوىّ : ذكروه فى كتبهم(٥) .

* ذكر من اسمه «خالد» :

٣٨٤ ـ خالد بن الأسود الحجرىّ(٦) : يكنى أبا سعيد. يحدّث عن شيبة بن نصاح(٧) .

حدّث عنه حيوة بن شريح(٨) .

__________________

(١) كذا ورد نسبه فى (وفيات الأعيان) ٧ / ٢١٦. ووقف ابن ماكولا عند (عويج). (الإكمال ٦ / ٢٦) ، وزاد ابن الأثير (كعب بن لؤىّ) فى (أسد الغابة ٢ / ٨٣).

(٢) وفيات الأعيان ٧ / ٢١٦ ، وتهذيب الكمال ج ٨ ص ٧ (حاشية ٢ ، بخط غير خط المزى) ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٦٥. ولم يذكر فى (الإكمال) ج ٦ / ٢٦ (أنه اختط بمصر).

(٣) السابق ، ووفيات الأعيان ٧ / ٢١٦ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٦٥. ويمكن مراجعة مزيد من تفاصيل مقتله فى : (أسد الغابة) ٢ / ٨٣ ـ ٨٤ ، ووفيات الأعيان ٧ / ٢١٦ ـ ٢١٨.

(٤) زيادة فى (الإكمال) ٦ / ٢٦.

(٥) هو حديث صلاة الوتر (فتوح مصر ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ، وأسد الغابة ٢ / ٨٤ ، وتهذيب الكمال ٨ / ٨ ، والإصابة ٢ / ٢٢٢). وروى المصريون عنه ، من طريق (عبد الرحمن بن جبير المصرى) : أنه مسح على الخفّين عند الوضوء. (فتوح مصر ٢٦٠ ، والإصابة ٢ / ٢٢٢).

(٦) الإكمال ٢ / ٢٩٤.

(٧) هو القارئ المدنى. وقال أبو سعد الإدريسى : نصّاح. (الإكمال ٧ / ٣٥٦).

(٨) السابق ٣ / ٨٦.

١٤٦

٣٨٥ ـ خالد بن ثابت بن ظاعن(١) بن العجلان بن عبد الله بن كعب بن صبح بن والبة بن نصر بن صعصعة بن ثعلبة بن كنانة بن عمرو بن القين بن فهم بن عمرو بن سعد بن قيس بن عيلان الفهمىّ(٢) : ولى بعض السّرايا بالشام لعمر بن الخطاب(٣) . روى الليث ، عن يزيد بن أبى حبيب(٤) : أن عمر بن الخطاب بعث خالد بن ثابت الفهمى إلى بيت المقدس فى جيش ، وعمر بالجابية ، فقاتلهم(٥) ، فأعطوه أن يكون لهم ما أحاط به حصنها على شىء(٦) يؤدونه ، ويكون للمسلمين ما كان خارجا منها ، فقال خالد : بايعناكم على هذا ، إن رضى به أمير المؤمنين. وكتب إلى عمر يخبره بالذى صنع الله له. فكتب إليه : «أن قف على حالك ، حتى أقدم إليك». فوقف خالد عن(٧) قتالهم ، وقدم عمر مكانه ، ففتحوا له بيت المقدس على ما بايعهم عليه خالد بن ثابت. قال : فبيت المقدس يسمى «فتح عمر بن الخطاب»(٨) .

شهد فتح مصر(٩) . يروى عن عمرو بن العاص ، وكعب بن ماتع(١٠) الحميرى. وله

__________________

(١) صحّف إلى (طاعن) بالطاء فى (الإصابة) ٢ / ٢٢٨.

(٢) نقل هذا النسب الكامل عن (المقفى) ٣ / ٧٢٢ (وأعتقد أنه مقتبس من ابن يونس ، ولم يذكره المقريزى).

(٣) السابق ٣ / ٧٢٣.

(٤) ذكر ذلك السند ، وأشار إلى ما وقع بين (خالد بن ثابت ، وعمر بن الخطاب) الإمام ابن حجر فى (الإصابة) ج ٢ / ٢٢٨ ، لكنه لم يسرد تفاصيل ما دار بينهما ، واكتفى بقوله : فذكر ابن يونس قصة ، أخرجها أبو عبيد. وقد رجّحت أن يكون أبو عبيد هو (القاسم بن سلّام) صاحب كتاب (الأموال) ، وبالعود إليه ألفيت الواقعة كاملة ، يرويها أبو عبيد ، عن عبد الله بن صالح (كاتب الليث) ، عن الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبى حبيب ص ١٦٨. هذا ، وقد ذكر المقريزى القصة كاملة أيضا فى (المقفى) ج ٣ / ٧٢٢ (دون أدنى إشارة إلى مصدرها) ، عكس ابن حجر الذي ذكر مصدرها ، وبعض إسنادها ، ثم تركها مبتورة).

(٥) زاد فى (الأموال) : فقال : فقاتلهم. (ص ١٦٨).

(٦) فى (المقفى) ٣ / ٧٢٢ : على كل شىء. (ولفظ كل ـ فى نظرى ـ زائد).

(٧) هكذا فى (الأموال) ص ١٦٨ (وهو الأصح). أما (على) الواردة فى (المقفى ٣ / ٧٢٢) فغير دقيقة.

(٨) الأموال : ص ١٦٨ (وبيّن محققه فى هامش (٢) سر تلك التسمية ؛ لأن الأسقف اشترط تسلم عمر بيت المقدس بنفسه ، فلن يفتح إلا له شخصيا. وهذا تعليل صحيح ، يتفق مع ما ذكره الطبرى فى (تاريخه) ج ٣ / ٦٠٦ (أحداث سنة ١٥ ه‍) ، والمقفى ٣ / ٧٢٢.

(٩) السابق ٣ / ٧٢٣ ، والإصابة ٢ / ٢٢٨ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٩٤.

(١٠) المقفى ٣ / ٧٢٣ (حرّفت فيه إلى : مانع).

١٤٧

حديث فى كتاب «الزكاة» من «موطأ ابن وهب الكبير». وهو جدّ «عبد الرحمن بن خالد بن مسافر بن خالد بن ثابت» ، وجدّ «عبد الملك» ، و «الوليد» ابنى رفاعة بن خالد ابن ثابت «أمراء مصر»(١) . وولى بحر مصر سنة إحدى وخمسين(٢) ، وأغزاه مسلمة بن مخلّد إفريقية سنة أربع وخمسين(٣) .

٣٨٦ ـ خالد بن حميد المهرىّ الإسكندرانىّ : يكنى أبا حميد. حدث عنه ابن وهب ، وكاتب الليث(٤) . روى إسحاق بن إبراهيم بن يونس ، عن محمد بن عيسى الرّشيدى ، عن هانئ بن متوكل ، عن محمد بن عبادة بن زياد المعافرى ، قال : كنا عند أبى شريح(٥) ، وكثرت المسائل ، فقال أبو شريح : قد درنت(٦) قلوبكم منذ اليوم ، فقوموا إلى أبى حميد «خالد بن حميد» ، فاصقلوا(٧) قلوبكم ، وتعلموا هذه الرغائب ؛ فإنها تجدد العبادة ، وتورث الزّهادة ، وتجرّ الصداقة. وأقلّوا المسائل إلا ما نزلت ؛ فإنها تقسّى القلب ، وتورث العداوة(٨) . توفى بالإسكندرية سنة تسع وستين ومائة(٩) .

__________________

(١) المقفى ٣ / ٧٢٣.

(٢) السابق ، والإصابة ٢ / ٢٢٨ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٩٤.

(٣) السابق.

(٤) ذيل الكاشف ، للعراقى ص ٨٩. وأضاف المزى ، وابن حجر مزيدا من أساتيذ وتلاميذ المترجم له ، فقد روى عن بكر بن عمرو المعافرى ، وخالد بن يزيد الجمحى ، وعبيد الله بن أبى جعفر ، وغيرهم. وروى عنه : إدريس بن يحيى الخولانى ، وبقية بن الوليد ، وروح بن صلاح المصرى (آخر من حدّث عنه بمصر). (تهذيب الكمال ٨ / ٣٩ ـ ٤٠ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٧٣).

(٥) هو عبد الرحمن بن شريح المعافرى الإسكندرانى (ت ١٦٧ ه‍). راجع ترجمته فى (المصدر السابق ٦ / ١٧٥ ـ ١٧٦). وستأتى ترجمته فى (تاريخ المصريين) لابن يونس فى باب (العين) بإذن الله.

(٦) درن يدرن درنا : وسخ ، وتلطّخ. الدّرن : الوسخ. وهو مرض صدرى فى الرئة (كلمة محدثة).

(اللسان ، مادة : د. ر. ن) ٢ / ١٣٦٨ ، والمعجم الوسيط ١ / ٢٩٢. والمقصود : صدئت قلوبنا من الجدل ، فهيّا إلى ما يرقق القلوب ويجلوها.

(٧) وردت بالسين تحريفا فى (تهذيب الكمال) ٨ / ٤٠. صقل يصقل صقلا : جلاه ، والصّقل : الجلاء. صقل كلامه : هذّبه. ونسقّه. (اللسان ، ص. ق. ل) ٤ / ٢٤٧٣ ، والمعجم الوسيط ١ / ٥٣٨.

(٨) تهذيب الكمال ٨ / ٤٠ ـ ٤١.

(٩) السابق ٨ / ٤١ ، وذيل الكاشف ٨٩ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٨٣.

١٤٨

٣٨٧ ـ خالد بن زياد بن خالد الغافقى الدّهنىّ (من بطن منهم ، يقال له : دهنة) : يكنى أبا رباح. له ذكر فى «أخبار أحمد بن يحيى بن وزير»(١) .

٣٨٨ ـ خالد بن سعيد بن ربيعة بن حبيش الصّدفىّ : روى عنه يحيى بن أيوب(٢) .

٣٨٩ ـ خالد بن ضمار الصّدفىّ : مصرى(٣) ، ذكره سعيد بن عفير(٤) .

٣٩٠ ـ خالد بن عابد بن يحيى بن صالح الزّوفىّ : أخو حبيس بن عابد(٥) . حدث عنه يحيى بن عثمان بن صالح. يروى عن رشدين بن سعد ، وابن وهب. توفى فى رجب سنة إحدى وثلاثين ومائتين(٦) .

٣٩١ ـ خالد بن عبد الله بن باقل الحضرمى : حدث عنه زياد بن يونس الحضرمى. وكان رجلا صالحا مرابطا ببرقة(٧) .

٣٩٢ ـ خالد بن عبد السلام بن خالد بن يزيد بن أسيد بن هديّة : يكنى أبا يحيى. ثقة ، رأى ابن لهيعة ، وجالس الليث بن سعد. توفى فى المحرم سنة أربع وأربعين ومائتين. آخر من حدّث عنه بمصر محمد بن محمد بن الأشعث الكوفى(٨) .

٣٩٣ ـ خالد بن العنبس(٩) : له صحبة. شهد فتح مصر ، ولا أعلم له رواية(١٠) .

__________________

(١) الإكمال ٣ / ٣٩٩ ـ ٤٠٠ ، والأنساب ٢ / ٥١٨.

(٢) الإكمال ٢ / ٣٣٣ (وهو ابن ربيعة بن حبيش). وستأتى ترجمة (الجدّ) فى باب (الراء) من (تاريخ المصريين) لابن يونس ، بإذن الله (تعالى).

(٣) حرف إلى (بصرى) فى (تبصير المنتبه) ٣ / ٨٥٧.

(٤) الإكمال ٥ / ٢٢٥ (قاله ابن يونس ، وغيره) ، وتبصير المنتبه ٣ / ٨٥٧ (ذكره ابن يونس. ولم يشر إلى مصدر ابن يونس فى هذه الترجمة).

(٥) هكذا ضبط ابن ماكولا اسم (حبيس بن عابد) ، وترجم هو والسمعانى له ـ غالبا عن ابن يونس ، ولم يذكرا ـ فقالا : مولى زوف من مراد. شيخ مصرى. يحدّث عن أبى الأسود النضر ابن عبد الجبار ، وابن بكير. يكنى أبا عابد. فقيه عسر فى الحديث. توفى سنة ٢٦٣ ه‍. وكذلك ترجما لابنه (علىّ) ، فقالا : روى عن عيسى بن حمّاد ، ونظرائه. (الإكمال ٢ / ٣٣٨ ، والأنساب ٣ / ١٧٨).

(٦) الإكمال ٦ / ٣ ـ ٤.

(٧) السابق ٧ / ٣٢٧.

(٨) السابق ١ / ٦٢.

(٩) تفرد ابن ماكولا بإيراد نسبه (خالد بن عنبس بن ثعلبة البلوى). (السابق ٦ / ٨٢).

(١٠) السابق ، والمقفى ٣ / ٧٣٧ ، والإصابة ٢ / ٢٤٦ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٩٤ (وكان ابن عفير قال : من بلىّ ، بايع تحت الشجرة ، وشهد فتح مصر).

١٤٩

٣٩٤ ـ خالد بن لقيط بن مريح بن حجيّة بن شرحبيل بن الحارث بن مالك بن سلمة ابن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار : توفى بمصر ، وله أخبار. قال ابن وزير : مريح بن حجية فيمن شهد فتح مصر(١) .

٣٩٥ ـ خالد بن محمد بن عبيد بن خالد الدّمياطىّ : يعرف بابن عين الغزال. يقول أهل بيته : إنه من تجيب. كان يتفقه على مذهب مالك(٢) . حدّث عن عبيد الله بن أبى جعفر الدمياطى ، وعبيد بن خنيس ، وبكر بن سهل ، وغيرهم. حدّث عنه جماعة ، منهم : محمد بن إسحاق بن بريد الأنماطى ، وغيره. ثقة. توفى سنة نيّف وثلاثين وثلاثمائة(٣) .

٣٩٦ ـ خالد بن نجيح المصرى «مولى آل الخطّاب» : يكنى أبا يحيى. روى عن حيوة ابن شريح ، وموسى بن علىّ ، والليث بن سعد ، ومالك. منكر الحديث(٤) . توفى فى شوال سنة أربع ومائتين(٥) .

٣٩٧ ـ خالد بن نعيم الخبشىّ(٦) المعافرى : حدث عنه أبو قبيل. له أخبار(٧) .

٣٩٨ ـ خالد بن يزيد الجمحىّ(٨) المصرى «مولى ابن الصّبيغ» ، ويقال : (مولى ابن أبى الصّبيغ مولى عمير بن وهب الجمحى) : يكنى أبا عبد الرحيم. يقال : كان أبوه بربريا(٩) ،

__________________

(١) الإكمال ٥ / ٢٢٣.

(٢) ذكر الذهبى ـ فيما أرجح نقله عن مؤرخنا (ابن يونس) ، دون أن يصرّح بذلك ـ فى (تاريخ الإسلام) ج ٢٥ / ٢٠٢ : أنه كانت له حلقة بدمياط فى الجامع.

(٣) الإكمال ٧ / ٢٢ ، وتاريخ الإسلام ٢٥ / ٢٠٣.

(٤) ورد فى (المصدر السابق) ج ١٤ / ١٣٨ : أن الأحاديث التى أنكرت على (عبد الله بن صالح كاتب الليث) يتوهّم أنها فعله ، وكان يصحبه. وقد وضّحت هذه الجزئية فى كتابى : (الحياة الثقافية فى العالم العربى فى القرنين : الأول ، والثانى الهجريين) ج ١ / ٢٠٤ ، فليراجعها من شاء.

(٥) تاريخ الإسلام ١٤ / ١٣٨.

(٦) هكذا ضبطت بالحروف فى (الإكمال) ٣ / ٢٣٩. وورد الضبط نفسه فى (الأنساب) ج ٢ / ٣٢١ ، لكنه ـ للأسف ـ سقط شرح النسبة من الأصل.

(٧) الإكمال ٣ / ٢٣٩.

(٨) نسبة إلى (بنى جمح). (الأنساب ٢ / ٨٥).

(٩) تهذيب الكمال ٨ / ٢٠٨ ـ ٢٠٩.

١٥٠

وكان خالد فقيها مفتيا(١) . توفى سنة تسع وثلاثين ومائة ، فيما ذكر حرملة بن يحيى(٢) ، وكان ابنه «أبو يحيى عبد الرحيم» من أكابر أصحاب مالك ، وقد روى عنه ابن القاسم بعض المسائل(٣) .

٣٩٩ ـ خالد بن يزيد بن أسيد بن هديّة بن الحارث الصّدفىّ : يحدث عن أبيه. حدث عنه حيوة بن شريح ، وخالد بن حميد(٤) .

* ذكر من اسمه «خبية» :

٤٠٠ ـ خبيّة(٥) بن راشد بن خبية بن راشد : مولى حبيب بن أوس الثقفى. ذكره سعيد بن عفير فى «الأخبار». روى عن عميرة بن أبى ناجية خبرا. روى عنه سعيد بن عفير ، وتوفى سنة ثلاث وثمانين ومائة(٦) .

* ذكر من اسمه «خرشة» :

٤٠١ ـ خرشة بن الحارث المرادى : من بنى زبيد. وفد على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد فتح مصر. ومن ولده : أبو خرشة «عبد الله بن الحارث بن ربيعة بن خرشة»(٧) .

* ذكر من اسمه «خزرج» :

٤٠٢ ـ خزرج بن صالح بن سيابة(٨) الحارثى(٩) : توفى سنة أربع وستين ومائة. قد

__________________

(١) تهذيب الكمال ٨ / ٢٠٩ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١١١.

(٢) تهذيب الكمال ٨ / ٢١٠ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١١١.

(٣) تهذيب الكمال ٨ / ٢١٠.

(٤) الإكمال ١ / ٦١ (وبعده يتساءل ابن ماكولا ـ فيما أرجح ـ : ولست أدرى : هل ذاك (أسيد بن هدّية) جد هذا ـ أى : المترجم له ـ أو هو غيره ؛ فقد وقع فى النسب اختلاف؟).

(٥) بخاء معجمة مفتوحة ، وبعدها باء معجمة بواحدة ، ثم ياء معجمة باثنتين من تحتها ، وبهمز (خبيئة). وقد يترك همزها ـ كما هنا ـ فيقال : (خبيّة). (السابق ٣ / ١١٨ ، وهامش ١).

(٦) السابق.

(٧) الإصابة ٢ / ٢٧٣ (وقد ذكر له حديثا رواه من طريق ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن خرشة بن الحارث (صاحب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ) ، عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «لا يشهد أحدكم قتيلا يقتل صبرا ـ يحبس» : ثم يرمى بشىء فيقتل ـ فعسى أن يقتل مظلوما ، فتنزل السخطة عليهم ، فتصيبه معهم».

(٨) ضبطها ابن ماكولا فى (الإكمال) ٥ / ١٤ ـ ١٥.

(٩) نسبة إلى قبائل بنى حارثة من الخزرج. (الأنساب ٢ / ١٥٠).

١٥١

حكى عنه(١) .

* ذكر من اسمه «خضير» :

٤٠٣ ـ خضير(٢) القيسى : يروى عن كعب بن ماتع(٣) الحميرى. روى عنه علىّ بن رباح اللخمى(٤) .

* ذكر من اسمه «الخطاب» :

٤٠٤ ـ الخطّاب بن نصير الحكمىّ(٥) : ويروى عن عبيد الله بن حليل الحكمى. روى عنه سليمان بن الخطاب الحكمى. الرواية عنه من حديث سعيد بن كثير بن عفير(٦) .

* ذكر من اسمه «خفيف» :

٤٠٥ ـ خفيف الخصىّ : أبو كامل. مصرى ، روى عنه سعيد بن كثير بن عفير(٧) .

* ذكر من اسمه «خلف» :

٤٠٦ ـ خلف بن أحمد بن خلف بن عبد الصمد المصرى : يكنى أبا القاسم. روى عن سلمة بن شبيب ، وغيره. كتبت عنه ، وكان ثقة ، يؤم بمسجد الأقدام(٨) . مات فى رجب سنة اثنتين وثلاثمائة(٩) .

٤٠٧ ـ خلف بن خالد القرشى : مولى قريش. يكنى أبا المهنّا. مصرى ، يروى عن بكر بن مضر ، وعبد الله بن لهيعة. توفى قبل سنة ثلاثين ومائتين(١٠) .

__________________

(١) الإكمال ٥ / ١٥.

(٢) أوله خاء معجمة (السابق ٢ / ٤٨٢).

(٣) السابق (نافع). ولا يوجد من يسمى (كعب بن نافع). راجع (هامش ٤ للمحقق).

(٤) السابق ٢ / ٤٨٢.

(٥) ضبطت بالحروف وهى نسبة إلى (الحكم) ، وهى قبيلة من اليمن. هذا فى الأصل ، لكنه ـ هنا ـ منسوب إلى جده (الحكم) ، ومنهم : عبد الجد بن ربيعة بن حجر بن الحكم الحكمى (الأنساب ٢ / ٢٤٢).

(٦) الإكمال ١ / ٣٢٦.

(٧) السابق ٣ / ٢٤٨ (قاله ابن يونس).

(٨) يوجد هذا المسجد بالقرافة بخط (المعافر). ويمكن مراجعة الاختلاف حول تسميته فى (الخطط) للمقريزى ٢ / ٤٤٥.

(٩) تاريخ الإسلام ٢٣ / ٩٠.

(١٠) الإكمال ٧ / ٣٠٦ ، وتهذيب الكمال ٨ / ٢٨٣ ، وتاريخ الإسلام ١٥ / ١٤٤ ، وتهذيب التهذيب

١٥٢

٤٠٨ ـ خلف بن خالد بن إسحاق المصرى : مولى قريش. يكنى أبا المضاء. يروى عن يحيى بن أيوب ، ونافع بن يزيد ، وليث بن سعد. توفى فى ذى القعدة سنة خمس وعشرين ومائتين(١) .

٤٠٩ ـ خلف بن راشد المهرىّ الجيزىّ : حدث عن رشدين بن سعد ، وابن لهيعة ، والمفضّل بن فضالة. حدث عنه رجاء بن زكريا بن كامل. قال العدّاس : توفى سنة ثمان ومائتين(٢) .

٤١٠ ـ خلف بن سعيد المنينىّ(٣) : توفى سنة خمس وثلاثمائة(٤) .

٤١١ ـ خلف بن عمر بن يزيد بن خلف الخفّ : مولى بنى زميلة من تجيب. كان مقبولا عند الحارث بن مسكين ، وبكّار بن قتيبة(٥) .

٤١٢ ـ خلف بن قديد بن خالد بن يزيد بن سنان : مولى ابن أبى الكنود الأزدى.

أبو الحسن. يروى عن ابن وهب. توفى فجأة ، وهو قائم يرمى الغرض سنة تسع وثلاثين ومائتين(٦) .

__________________

٣ / ١٢٩. ولمزيد من التعريف به نقول : روى عن الليث بن سعد. روى عنه البخارى ، وأبو حاتم الرازى ، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبى مريم (تهذيب الكمال ٨ / ٢٨٣ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٢٩).

(١) الإكمال ٧ / ٦٩ ، وتهذيب الكمال ٨ / ٢٨٤ ، وتاريخ الإسلام ١٥ / ١٤٤ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٣٠. ويمكن مطالعة التداخل بين هذه الترجمة والتى قبلها ، ورأى العلماء فى ذلك بمراجعة (تاريخ الإسلام ١٥ / ١٤٤ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٢٩ ـ ١٣٠ ، والتقريب ١ / ٢٢٥).

(٢) الإكمال ٣ / ٤٧ ، ونقله عنه ابن حجر فى (تبصير المنتبه) ١ / ٣٦٥.

(٣) هكذا بضم الميم ، وفتح النون الأولى ، وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها ، وكسر النون الثانية (الإكمال) ٧ / ٣٠٩ ـ ٣١٠. وقال السمعانى : لعلها نسبة إلى (منينة) ، وهى اسم لبعض جدّات المنتسب إلى تلك النسبة (وذكر بعضهم ، وإن لم يكن فيهم خلف هذا). (الأنساب ٥ / ٤٠١).

(٤) الإكمال ٧ / ٣١٠ (ذكره ابن يونس فى تاريخ مصر).

(٥) السابق ٢ / ١٠٩ ، وتبصير المنتبه ١ / ٢٥٨.

(٦) الإكمال ٧ / ١٠٣ (قاله ابن يونس). وهو جد المؤرخ (على بن الحسن بن خلف بن قديد) أستاذ ابن يونس.

١٥٣

٤١٣ ـ خلف بن مسافر الجيزىّ : كان مختار الجيزة وقاضيها. كتب عنه. توفى سنة ثلاث وتسعين ومائتين(١) .

٤١٤ ـ خلف بن يحيى التّمّار المصرى : يكنى أبا القاسم. حدّث. توفى فى المحرم سنة خمس وسبعين ومائتين(٢) .

٤١٥ ـ خلف بن يحيى بن وسيم بن جعفر : مصرى ، مولى قريش. كانت القضاة تقبله. توفى فى شهر رمضان سنة ثمان وستين ومائتين(٣) .

* ذكر من اسمه «خليل» :

٤١٦ ـ خليل بن جعفر بن الحسين بن على بن الخليل بن الفرج : يكنى أبا النجاء. توفى سنة ثمانى عشرة وثلاثمائة(٤) .

٤١٧ ـ خليل بن جماعة : كان القاضى البكرى يقبله. حدث عن رشدين بن سعد ، وابن وهب. روى عنه يحيى بن عثمان بن صالح(٥) .

٤١٨ ـ خليل بن ميمون الكندى : يكنى أبا عبد الرحمن(٦) .

* ذكر من اسمه «خلى» :

٤١٩ ـ خلىّ بن معد يكرب(٧) السّلفىّ : شهد فتح مصر هو ، وأخوه «خولىّ»(٨) . ذكره هانئ بن المنذر ، وسعيد بن عفير(٩) .

__________________

(١) الإكمال ٣ / ٤٧ ، وعنه نقل ابن حجر فى (تبصير المنتبه) ١ / ٣٦٥.

(٢) الإكمال ٧ / ٤٣٩.

(٣) السابق ٤ / ٦٦ ، وتبصير المنتبه ٢ / ٦٠٢.

(٤) الإكمال ٣ / ١٧٥.

(٥) السابق ، وتبصير المنتبه ١ / ٢٦٠.

(٦) الإكمال ٣ / ١٧٥.

(٧) كذا سمّاه فى (الإكمال) ٢ / ١١٢. وسمّاه عبد الغنى بن سعيد فى (مشتبه النسبة ـ ط. الهند) ص ٤٠ (معدى كرب).

(٨) السابق ، والإكمال ٢ / ١١٢ ، والأنساب ٣ / ٢٧٣ (ذكره أبو سعيد بن يونس المصرى فى «تاريخ المصريين»).

(٩) إضافة فى (الإكمال) ٢ / ١١٢ ـ ١١٣.

١٥٤

* ذكر من اسمه «خمير» :

٤٢٠ ـ خمير(١) بن زياد بن معد يكرب بن معبد بن وائل بن مكمل بن ينهض بن نمران بن الحارث بن مالك بن الزباد الزّبادىّ(٢) .

٤٢١ ـ خمير بن عبد الله المعافرى : يروى عن عبد الله بن عمرو. روى عنه عبد الكريم بن الحارث(٣) .

٤٢٢ ـ خمير بن يزيد بن خمير المصرى(٤) الزّبادىّ : يكنى أبا يزيد. يروى عن عبد الله ابن عمرو. روى عنه ابنه يزيد بن خمير ، والحديث معلول(٥) .

* ذكر من اسمه «خنيس» :

٤٢٣ ـ خنيس(٦) بن عامر بن يحيى بن جشيب بن مالك بن سريع الجشيبىّ المعافرى(٧) : من أهل مصر(٨) . روى عن أبى قبيل(٩) . حدث عنه عبد الله بن عبد الحكم ، وسعيد بن عيسى بن تليد ، ويحيى بن عبد الله بن بكير(١٠) ، وهو آخر من حدّث عنه(١١) . توفى سنة ثلاث وثمانين ومائة(١٢) ، وكان رجلا صالحا(١٣) .

__________________

(١) ضبطها ابن ماكولا بالحروف (الإكمال ٢ / ٥١٩).

(٢) السابق ٢ / ٥٢٠ (ذكره ابن يونس بخط الصورى ، وابن الثلاج هكذا : نمران ، خلافا لما سيذكره بخط الصورى فى (باب يزيد) ، إذ ذكر اسم (قران) بدل (نمران).

(٣) السابق.

(٤) لم يذكر عبد الغنى بن سعيد نسب (الزبادى) هنا. (المؤتلف والمختلف) ص ٩١.

(٥) السابق. ولا أدرى شيئا عن هذا الحديث المشار إليه فى النص.

(٦) ضبطت بالحروف فى (الإكمال) ٢ / ٣٣٨.

(٧) ورد النسب كاملا فى (المصدر السابق) ٢ / ٣٣٩ ، والأنساب ٢ / ٦٢. والجشيبىّ نسبة إلى جده الأعلى (جشيب). ولم يورد ابن حجر النسب كاملا فى (تبصير المنتبه) ٢ / ٥٠٣ ، إذ أسقط منه (مالك بن سريع).

(٨) الأنساب (٢ / ٦٢).

(٩) الإكمال ٢ / ٣٣٩ ، والأنساب ٢ / ٦٢ ، وتبصير المنتبه ٢ / ٥٠٣.

(١٠) الإكمال ٢ / ٣٣٩ ، والأنساب ٢ / ٦٢ (بزيادة : وغيرهم).

(١١) زيادة فى (الإكمال) ٢ / ٣٣٩.

(١٢) السابق ، والأنساب ٢ / ٦٢ ، وتبصير المنتبه ٢ / ٥٠٣ (ذكره ابن يونس).

(١٣) إضافة فى (الإكمال) ٢ / ٣٣٩.

١٥٥

* ذكر من اسمه «خلاد» :

٤٢٤ ـ خلّاد بن سليمان الحضرمى المصرى(١) : يكنى أبا سليمان. كان من أهل الفضل والدين. يروى عن نافع مولى(٢) ابن عمر ، وخالد بن أبى عمران ، ودرّاج بن سمعان. روى عنه ابن وهب ، وسعيد بن أبى مريم. وكان أحد الخائفين(٣) . مولده بإفريقية ، ثم انتقل إلى المشرق ، وتوفى سنة ثمان وسبعين ومائة(٤) ، وكان خيّاطا أمّيا ، لا يكتب(٥) .

حدّثه ـ وغيره ـ نافع(٦) ، أنه سأل عبد الله بن عمر ، فقال : إنا قوم لا نثبت عند قتال عدونا ، ولا ندرى من الفئة(٧) ، فقال : إن الفئة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . فقلت : إن الله (عزوجل) يقول فى كتابه العزيز :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ ) (٨) . فقال : إنما نزلت هذه الآية لأهل بدر ، لا قبلها ولا بعدها(٩) .

__________________

(١) لقّبه ب (المصرى) المزّىّ ، وابن حجر فى (تهذيب الكمال ٨ / ٣٥٥ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٤٩). وهذا يفيد أنه بعد مولده بإفريقية رحل صغيرا إلى مصر ، وتلقى على علمائها وعلماء المشرق عموما كالحجاز وغيره. والغالب أنه أقام بمصر طويلا ، وبلغ فى الحديث منزلة طيبة ، حتى عدّ (مصريا ثقة).

(٢) ورد باسم (نافع بن عمر) خطأ فى (رياض النفوس ـ ط. مؤنس) ١ / ١١٣ ، وتم تصويبها على نحو ما أوردت فى المتن فى (المصدر السابق ـ ط. بيروت) ج ١ / ١٧٦.

(٣) حرّفت فى (حسن المحاضرة ١ / ٢٧٩) إلى (الخالفين). وما أثبته فى المتن هو الصحيح ؛ فقد كان من الزهاد الورعين المتنسّكين.

(٤) رياض النفوس (ط. مؤنس) ١ / ١١٣ ، و (ط. بيروت) ١ / ١٧٦ ، وتهذيب الكمال ٨ / ٣٥٦ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٤٩ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٧٩.

(٥) تهذيب الكمال ٨ / ٣٥٥ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٤٩.

(٦) استفدت ذلك من قول المالكى فى (رياض النفوس ـ ط. مؤنس) ١ / ١١٣ ، و (ط. بيروت) ١ / ١٧٦ ، عن المترجم له قوله : (حدثنا نافع). والإسناد ـ كاملا ـ من (تفسير ابن كثير) ٢ / ٢٩٤ : (قال ابن أبى حاتم : حدثنا أبى ، حدثنا حسان بن عبد الله المصرى ، حدثنا خلاد بن سليمان الحضرمى ، ثنا نافع ، أنه سأل ابن عمر).

(٧) بزيادة : (إمامنا ، أو عسكرنا). فى (رياض النفوس ـ ط. بيروت) ١ / ١٧٦.

(٨) سورة الأنفال : الآية ١٥. ووردت لفظة (فئة) فى الآية التالية لها (رقم ١٦) :( وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) .

(٩) صدّر المالكى هذه الرواية بقوله : أسند عنه (المترجم له) ابن عبد الأعلى (يقصد : حفيد

١٥٦

* ذكر من اسمه «خيار» :

٤٢٥ ـ خيار(١) بن خالد(٢) بن عبد الله بن معاذ بن وهب بن كعب بن معاذ بن عتوارة(٣) بن عمرو بن مدلج(٤) المدلجىّ(٥) : يكنى أبا نضلة. قاضى مصر أيام هشام بن عبد الملك. توفى سنة خمس عشرة ومائة(٦) ، وكان رجلا صالحا(٧) .

٤٢٦ ـ خيار بن العباس بن جليد(٨) الحجرىّ : روى عن أبيه ، ودخل مع أبيه على «عبد الله بن الحارث بن جزء». روى عنه عبد الرحمن بن أوس المصرى ، ولا أعلم روى عنه غيره. حدّث به عمرو بن الحارث ، عن عبد الرحمن بن أوس ، ولم يرو عن عبد الرحمن بن أوس غير عمرو بن الحارث(٩) .

__________________

يونس ، وهو نفس فهم محقق (رياض النفوس ـ ط. بيروت) هامش (٢) ج ١ / ١٧٦) حديثين ، بعد أن أثنى عليه ، فرفع الإسناد. والحق أن الإسناد وقف عند الصحابى ابن عمر ، ولم يرفع إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . (السابق ـ ط. مؤنس ـ ١ / ١١٣ ، و (ط. بيروت) ١ / ١٧٦. ولعله يقصد بالحديثين السؤالين الواردين فى الرواية. وملخص المعنى ـ كما ورد فى (تفسير ابن كثير) ٢ / ٢٩٤ ـ : أن عمر قال : «أيها الناس ، أنا فئتكم» ، قالها لما استشهد أبو عبيدة فى (الجسر) بأرض فارس ؛ لكثرة جيوشهم. قال عمر : لو تحيّز إلىّ ، لكنت فئته. وقال الضحّاك : المتحيز : الفارّ إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أو أصحابه. وكذلك من فرّ ـ اليوم ـ إلى أميره ، أو أصحابه. أما إن كان الفرار لا من سبب من هذه الأسباب ، فهو حرام وكبيرة (إنه التولّى يوم الزحف).

(١) الإكمال ٢ / ٤٠ (عرّفت ب «ال» فى رفع الإصر ١ / ٢٢٥).

(٢) فى المصدر السابق : خالد بن خالد بن وهب الكنانى عبد الله. ولعل فيه اضطرابا ؛ لذا اعتمدت على (ابن ماكولا).

(٣) فى (المصدر السابق) : عثوارة. والصواب ما ذكرت فى المتن. وقال السمعانى : ظنى أنها بطن من الأزد. (الأنساب ٤ / ١٥٥).

(٤) فى السابق : مدلج بن وهب الكنانى.

(٥) النسب المثبت فى المتن من (الإكمال) لابن ماكولا ٢ / ٤٠. وأعتقد أنه الصواب ، منقولا عن ابن يونس ، وإن أغفل ذكره.

(٦) السابق.

(٧) السابق ، ورفع الإصر (١ / ٢٢٥). ويلاحظ عدم ذكر الكندى هذا القاضى فى كتابه : (قضاة مصر).

(٨) ضبطها ابن ماكولا بالحروف (الإكمال ٢ / ١١٠).

(٩) السابق ٢ / ٤٠.

١٥٧

٤٢٧ ـ خيار بن مرثد التجيبى ، ثم الأبذوىّ : شهد فتح مصر ، فكان رئيسا فيهم. ذكروه فى كتبهم(١) .

* ذكر من اسمه «خيثم» :

٤٢٨ ـ خيثم(٢) بن سنبتى(٣) الزّبادىّ : بتقديم النون على الباء المعجمة بواحدة. وقيل فيه : بتقديم الباء على النون(٤) . يعرف براوية تبيع(٥) .

* ذكر من اسمه «خيثمة» :

٤٢٩ ـ خيثمة بن حىّ بن موهب بن بحر بن بحير بن زكير بن ذهل بن الأخنس بن الحصين بن سهل بن ذهل بن منبّه بن بدل الرّعينىّ : شهد فتح مصر ، هو وإخوته : شفىّ ، وزرارة ، ومرثد بنو حىّ. ذكرهم هانئ بن المنذر فيمن شهد فتح مصر من رعين(٦) .

٤٣٠ ـ خيثمة بن خيوان(٧) التجيبى ، ثم السّومىّ : شهد فتح مصر ، وكان من رؤساء بنى سوم بن عدىّ(٨) .

__________________

(١) الإكمال ٢ / ٤٠ ، والإصابة ٢ / ٣٦٦ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٩٥ (وقال : أخشى أن يكون تصحّف ب (حيوة بن مرثد التّجيبى). وقد ترجم له رقم ٣٧٣ من كتاب ابن يونس هذا. والتشابه كبير بين الترجمتين ، لكن الغريب أنه لم يتوجس من تكراره ؛ بسبب التصحيف سوى السيوطى. والملاحظ أنه لم يورده ـ فى كلا الموضعين ـ ابن عبد البر ، وابن الأثير.

(٢) هكذا ورد فى (مشتبه النسبة ـ ط. الهند) ص ٣٤ ، وتبصير المنتبه ٢ / ٦٦٥. وورد فى (الإكمال) ٤ / ٢١٢ ، والأنساب ٣ / ١٢٧ بالتصغير (خثيم). والصواب الراجح هو الشكل الأول.

(٣) (مشتبه النسبة ـ ط. الهند) ص ٣٤ (كذا قال أبو سعيد بن يونس ، فيما ذكر لى أبو الفتح بن مسرور عنه. وكنت أسمع أبا يوسف (يعقوب بن المبارك) يقول فى (سبنتى) : تقديم الباء على النون). وذكرها كالمتن ـ أيضا ـ ابن حجر فى (تبصير المنتبه) ٢ / ٦٦٥.

(٤) الإكمال ٤ / ٢١٢ (رجّح تقديم الباء على النون ، خلافا لرأى ابن يونس) ، والأنساب ٣ / ١٢٧ ، والتبصير ٢ / ٦٦٥.

(٥) زيادة فى (المصدر السابق).

(٦) الإكمال ١ / ٢٠١.

(٧) الخيوانىّ : نسبة إلى (خيوان بن زيد بن مالك) ، وإليه ينسب (الخيوانيون). (الأنساب ٢ / ٤٣٣).

(٨) الإكمال ٢ / ٥٨١. (قاله ابن يونس) ، والأنساب ٣ / ٣٣٨ (قال ابن يونس).

١٥٨

* ذكر من اسمه «خير» :

٤٣١ ـ خير : مولى عبد الله بن يحيى بن زهير بن الزبير التّغلبىّ. يكنى أبا صالح. خصىّ أسود ، كان يشهد عند الحكام بمصر. سمع بكّار بن قتيبة القاضى. توفى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة(١) .

٤٣٢ ـ خير بن عرفة بن عبد الله بن كامل «مولى الأنصار» : يكنى أبا طاهر. توفى ليلة الجمعة لثلاث ليال خلون من المحرم سنة ثلاث وثمانين ومائتين. وكان قد أسنّ. حدّث عن عروة بن مروان المقرئ ، وغيره(٢) .

٤٣٣ ـ خير بن نعيم بن مرّة بن كريب(٣) بن عمرو بن خزيمة بن أوس(٤) الحضرمى الأحدوثىّ(٥) ، ثم من بنى ناهض : يكنى أبا نعيم ، ويقال : أبو إسماعيل. توفى سنة سبع وثلاثين ومائة(٦) .

قال النسائى : أخبرنا محمد بن رافع ، حدثنا زيد بن الحباب ، أخبرنى عيّاش بن عقبة ، أخبرنى خير بن نعيم ، عن أبى الزبير ، عن جابر ، أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :( وَالْفَجْرِ* وَلَيالٍ عَشْرٍ ) (٧) قال : عشر النّحر ، واليوم يوم عرفة ، والشفع يوم النحر. وليس هذا الحديث بمصر ، وما رواه عن الليث إلا زيد بن الحباب(٨) .

__________________

(١) الأنساب ٢ / ١٩ (وذكره أبو الحسن الدارقطنى ، فقال : مولى عبد الله بن يحيى التغلبى (توفى ٣٢٣ ه‍). قال ابن ماكولا : والصواب ما تقدم من قول ابن يونس ، وهو أعرف بأهل بلده).

(٢) مخطوط تاريخ دمشق ٥ / ٧٠٢ ـ ٧٠٣ (بسند ابن عساكر إلى أبى عبد الله بن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس). وأضاف ابن ماكولا فى ترجمته غير المنسوبة لابن يونس (٢ / ١٩) : حدث عنه أبو عبد الله الأيلىّ ، وأبو الحسن المصرى.

(٣) اكتفى بهذا القدر من نسبه فى (الإكمال ٢ / ١٨ ، والأنساب ١ / ٨٨ ، وتهذيب الكمال ٨ / ٣٧٢ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٥٥).

(٤) زاد ابن حجر هذه البقية من النسب فى (رفع الإصر) ١ / ٢٢٩ ، وأثبته فى المتن ؛ طبقا لحرص ابن يونس على استكمال النسب.

(٥) نسبة إلى (الأحدوث) : بطن من ناهض من حضرموت. (الأنساب ١ / ٨٨).

(٦) تهذيب الكمال ٨ / ٣٧٣ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٥٥ ، ورفع الإصر ١ / ٢٣٠ (ورجح تاريخ الوفاة ، الذي ذكره ابن يونس ، وقال : هو أعلم به).

(٧) سورة الفجر : الآيتان ١ ـ ٢.

(٨) رفع الإصر ١ / ٢٣٢. ويلاحظ أن الليث غير موجود فى السند. ومن خلال ترجمة (زيد ابن الحباب) فى (تهذيب التهذيب) ٣ / ٢٤٨ : ورد أنه روى عنه (محمد بن رافع النيسابورى)

١٥٩

باب الدال

* ذكر من اسمه «داود» :

٤٣٤ ـ داود بن رزق بن داود بن ناجية بن عمير المهرىّ : يكنى أبا ناجية. روى عنه ابنه محمد بن داود. توفى فى شوال سنة مائتين. وهو إسكندرانى ، وعقبه بالإسكندرية(١) .

٤٣٥ ـ داود بن أبى طيبة المصرى : هو أبو سليم بن هارون بن يزيد مولى آل عمر ابن الخطاب. قرأ على ورش ، وعليه ابنه عبد الرحمن. مات فى شوال سنة ثلاث وعشرين ومائتين(٢) .

* ذكر من اسمه «دحية» :

٤٣٦ ـ دحية بن المصعب(٣) بن الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم : كان قد ثار بصعيد مصر بناحية «أهناس»(٤) ، ودخل الواح ، وغزا مصر ، وقتل بمصر سنة تسع وستين ومائة. وله أخبار(٥) .

__________________

المذكور فى المتن. وستأتى ترجمة ابن يونس ل (زيد بن الحباب) فى (تاريخ الغرباء) ، باب (الزاى) ، بإذن الله. ويمكن استكمال ترجمة القاضى (خير بن نعيم) من (الإكمال ٢ / ١٨ ، والأنساب ١ / ٨٨ ، وتهذيب الكمال ٨ / ٣٧٢ ـ ٣٧٣ ، ورفع الإصر ١ / ٢٢٩ ـ ٢٣٢). وأخرج الإمام أحمد الحديث المذكور فى (مسنده ، ط. دار الفكر) ٣ / ٣٢٧ بالسند نفسه (مع ملاحظة تحريف عياش إلى عيسى فى : رفع الإصر ١ / ٢٣٢). ولفظه فى (المسند) كالآتى : «إن العشر عشر الأضحى ، والوتر يوم عرفة ، والشفع يوم النحر».

(١) الإكمال ٤ / ٦١.

(٢) حسن المحاضرة ١ / ٤٨٦.

(٣) هكذا فى (الإكمال) ٣ / ٣١٤. بينما فى (الأنساب) ١ / ٢٣١ : (المغصّب) ، وفى (تاريخ الإسلام ١٠ / ٣٨): (معصّب).

(٤) بليدة بصعيد مصر (هكذا ضبطها السمعانى بالحروف ، ونسب إليها (دحية بن المصعب) ، فقيل : الأهناسىّ ؛ لأنه خرج منها. (الأنساب ١ / ٢٣١).

(٥) الإكمال ٣ / ٣١٤ ، والأنساب ١ / ٢٣١ ، وتاريخ الإسلام ١ / ٣٨ (إشارة إلى ثورته بالصعيد ، وقوة شوكته ، ثم مقتله لسنته سنة ١٦٩ ه‍). ويمكن مراجعة مزيد من أخبار (دحية بن مصعب) فى مواجهة ولاة العباسيين فى مصر منذ سنة ١٤٥ ه‍ ، وثورته التى سيطر بها على الصعيد كله سنة ١٦٧ ه‍ ، وتصاعدها وتفاقمها ، حتى مقتله ١٦٩ ه‍ فى (كتاب الولاة) للكندى ص ١١٢ ، ١٢٤ ، ١٢٦ ، ١٢٨ ـ ١٣٠.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

للثوري وأبي حنيفة ومحمد بن الحسن(١) .

وكذا لا بأس بالممشق وهو المصبوغ بالمشق وهو المصبوغ بالمغرة ؛ لأنّه مصبوغ بطين لا بطيب ، وكذا المصبوغ بسائر الأصباغ سوى ما ذكرنا وإن كان السواد مكروهاً ؛ لأصالة الإِباحة إلّا ما ورد الشرع بتحريمه ، أو كان في معناه.

وأمّا المصبوغ بالرياحين فهو مبني على الرياحين في نفسها ، فما مُنع المـُحْرم من استعماله مُنع من المصبوغ به إذا ظهرت رائحته ، وإلّا فلا.

مسألة ٢٤١ : لو مات المـُحْرم ، لم يجز تغسيله بالكافور‌ - وهو إجماع - للأحاديث الدالّة عليه من طُرق العامّة(٢) والخاصّة :

روى محمّد بن مسلم - في الصحيح - عن الباقرعليه‌السلام : عن المـُحْرم إذا مات كيف يصنع به؟ قال : « يغطّى وجهه ، ويصنع به كما يصنع بالحلال غير أنّه لا يقربه طيباً »(٣) .

البحث الرابع : الادّهان‌

مسألة ٢٤٢ : الدهن ضربان : طيب وغير طيب.

فالطيب : البنفسج والورد والنيلوفر والبان(٤) وما في معناه ، ولا خلاف أنّ فيه الفدية على أيّ وجه استعمله.

____________________

(١) المغني ٣ : ٣٠٠ ، الشرح الكبير ٣ : ٣٣٣ ، المبسوط - للسرخسي - ٤ : ١٢٦ ، بدائع الصنائع ٢ : ١٨٥.

(٢) راجع : صحيح البخاري ٢ : ٩٦ و ٣ : ٢٢ ، وصحيح مسلم ٢ : ٨٦٥ / ٩٤ ، وسنن النسائي ٥ : ١٩٦ ، وسنن البيهقي ٥ : ٥٣ و ٧٠.

(٣) التهذيب ١ : ٣٣٠ / ٩٦٥ عن الإِمامين الباقر والصادقعليهما‌السلام ، وفيه : « لا يقرب طيباً ».

(٤) البان : ضرب من الشجر ، طيّب الزَّهْر ، واحدتها : بأنه ، ومنه دهن البان. لسان العرب ١٣ : ٦١ ، الصحاح ٥ : ٢٠٨١ « بون ».

٣٢١

وأمّا غير الطيب مثل الشيرج والزبد والسمن فيجوز أكله إجماعاً.

قال الشيخرحمه‌الله : ولا يجوز الادّهان به على وجه ، وأمّا وجوب الكفّارة بالادّهان فلَسْتُ أعرف به نصّاً ، والأصل براءة الذمّة.

ثم قال : وقد اختلف الناس على أربعة مذاهب :

فقال أبو حنيفة : فيه الفدية على كلّ حال إلّا أن يداوي به جرحه أو شقوق رجليه.

وقال الحسن بن صالح بن حي : لا فدية فيه بحال.

وقال الشافعي : فيه الفدية في الرأس واللحية ، ولا فدية فيما عداهما ؛ ( لما فيه من ترجيل الشعر وتزيينه ، والمـُحْرم منعوت بالشّعث المعتاد له.

ولو كان أقرع أو أصلع فدهن رأسه ، أو أمرد فدهن ذقنه ، فلا فدية عليه عنده ؛ إذ ليس فيه تزيين شعر.

ولو كان محلوق الرأس ، فوجهان.

ولو كان في رأسه شجّه فجعل الدهن في داخلها ، فلا شي‌ء عليه )(١) .

وقال مالك : إن دهن به ظاهر بدنه ، ففيه الفدية ، وإن كان في بواطن بدنه ، فلا فدية.

واستدلّ -رحمه‌الله - على مذهبه : بأصالة براءة الذمّة.

وبما رواه العامّة عن ابن عمر : أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ادّهن - وهو مُحْرم - بزيت(٢) (٣) .

____________________

(١) ما بين القوسين ليس في الخلاف.

(٢) سنن ابن ماجة ٢ : ١٠٣٠ / ٣٠٨٣ ، سنن الترمذي ٣ : ٢٩٤ / ٩٦٢ ، مسند أحمد ٢ : ٥٩.

(٣) الخلاف ٢ : ٣٠٣ - ٣٠٤ ، المسألة ٩٠ ، وراجع : بدائع الصنائع ٢ : ١٩٠ ، والمبسوط - للسرخسي - ٤ : ١٢٢ ، والهداية - للمرغيناني - ١ : ١٦٠ ، والوجيز ١ : ١٢٥ ، وفتح العزيز ٧ : ٤٦٢ ، والمهذّب - للشيرازي - ١ : ٢١٧ ، والمجموع ٧ : ٢٧٩ و ٢٨٢ ، والحاوي الكبير ٤ : ١٠٩ و ١١٠.

٣٢٢

إذا عرفت هذا ، فنقول : الدهن الطيب كدهن الورد والبنفسج والنيلوفر يحرم الادّهان به ، وبه قال الأوزاعي وأحمد(١) .

وكره مالك وأبو ثور وأصحاب الرأي الادّهان بدهن البنفسج(٢) .

وقال الشافعي : ليس بطيب(٣) .

وهو غلط ؛ لأنّه يتّخذ للطيب ، وتُقصد رائحته ، فكان طيباً ، كماء الورد.

وأمّا ما لا طيب فيه كالزيت والشيرج والسمن والشحم ودهن البان الساذج : فالمشهور عند علمائنا تحريم الادّهان به بعد الإِحرام اختياراً ، وذهب العامّة إلى جوازه.

قال ابن المنذر : أجمع عوام أهل العلم على أنّ للمُحْرم أن يدّهن بدنه بالشحم والزيت والسمن(٤) .

ونقل بعض العامّة جواز ذلك عن ابن عباس وأبي ذر والأسود بن يزيد وعطاء والضحّاك وغيرهم(٥) .

وقال عطاء ومالك والشافعي وأبو ثور وأحمد في رواية ، وأصحاب الرأي : لا يدّهن المـُحْرم رأسه بالزيت الذي يؤكل ؛ لأنّه يُزيل الشَّعَث ويُرجّل الشعر ويُحسّنه(٦) .

____________________

(١) المغني ٣ : ٣٠٥ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٨٩.

(٢) المدوّنة الكبرى ١ : ٤٥٦ ، المغني ٣ : ٣٠٥ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٨٩.

(٣) المهذّب - للشيرازي - ١ : ٢١٦ ، المجموع ٧ : ٢٧٨ ، فتح العزيز ٧ : ٤٥٨ ، المغني ٣ : ٣٠٥ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٨٩.

(٤) المغني ٣ : ٣٠٦ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٩٢ ، المجموع ٧ : ٢٨٣.

(٥) المغني ٣ : ٣٠٦ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٩٢.

(٦) المدوّنة الكبرى ١ : ٤٥٥ ، فتح العزيز ٧ : ٤٦٢ ، المجموع ٧ : ٢٧٩ و ٢٨٢ ، المغني ٣ : ٣٠٦ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٩٢ ، المبسوط - للسرخسي - ٤ : ١٢٢ ، الهداية - للمرغيناني - ١ : ١٦٠.

٣٢٣

وأجمعوا على إباحة استعماله في اليدين ، وإنّما الكراهة عندهم في الرأس خاصّة ؛ لأنّه محلّ الشعر(١) .

لنا : ما رواه العامّة عن ابن عمر أنّه صدع وهو مُحْرم ، فقالوا : ألا ندّهنك بالسمن؟ فقال : لا، قالوا : أليس تأكله؟ قال : ليس أكله كالادّهان به(٢) .

وعن مجاهد : إن تداوى به ، فعليه الكفّارة(٣) .

ومن طريق الخاصّة : قول الصادقعليه‌السلام : « ولا تمسّ شيئاً من الطيب ولا من الدهن في إحرامك »(٤) .

وقالعليه‌السلام : « وادّهن بما شئت من الدهن حيت تريد أن تحرم ، فإذا أحرمت فقد حرم عليك الدهن »(٥) .

ولو ادّهن بالدهن الطيب قبل الإِحرام ، فإن كانت رائحته تبقى إلى بعد الإِحرام ، فَعَل حراماً ، ولو ذهبت رائحته بعد الإِحرام أو ادّهن قبله بما ليس بطيب ، فإنّه جائز إجماعاً.

مسألة ٢٤٣ : لو اضطرّ إلى استعمال الأدهان الطيّبة حالة الإِحرام ، جاز له استعماله ، وتجب الفدية ؛ لما رواه الشيخ - في الصحيح - عن معاوية ابن عمّار : في مُحْرم كانت به قرحة فداواها بدهن بنفسج ، قال : « إن كان فعله بجهالة فعليه طعام مسكين ، وإن كان تعمّد فعليه دم شاة يهريقه »(٦) .

ويجوز استعمال ما ليس بطيب بعد الإِحرام اضطراراً إجماعاً ، ولا فدية ؛ لأصالة البراءة.

____________________

(١ - ٣) المغني ٣ : ٣٠٦ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٩٢.

(٤) التهذيب ٥ : ٢٩٧ / ١٠٠٦ ، الاستبصار ٢ : ١٧٨ / ٥٩٠.

(٥) الكافي ٤ : ٣٢٩ / ٢ ، التهذيب ٥ : ٣٠٣ / ١٠٣٢ ، الاستبصار ٢ : ١٨١ - ١٨٢ / ٦٠٣.

(٦) التهذيب ٥ : ٣٠٤ / ١٠٣٨.

٣٢٤

ولما رواه هشام بن سالم - في الصحيح - عن الصادقعليه‌السلام ، قال : « إذا خرج بالمـُحْرم الخراج(١) أو الدمل فليُبطّه(٢) وليداوه بسمن أو زيت »(٣) .

البحث الخامس : الاكتحال بما فيه طيب‌

مسألة ٢٤٤ : أجمع علماؤنا على أنّه لا يجوز للمُحْرم أن يكتحل بكحل فيه طيب ، سواء كان رجلاً أو امرأة ؛ لأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حرّم استعمال الطيب(٤) ، وهو قول كلّ من حرّم استعمال الطيب ، وتجب به الفدية كما قلنا في الطيب ؛ لقول الصادقعليه‌السلام : « لا يكحل المـُحْرم عينيه بكُحْل فيه زعفران ، وليكحلها بكُحْل فارسي »(٥) .

إذا عرفت هذا ، فلا يجوز أن يكتحل للزينة ؛ لما رواه معاوية بن عمّار - في الصحيح - عن الصادقعليه‌السلام ، قال : « لا بأس بأن تكتحل وأنت محرم بما لم يكن فيه طيب يوجد ريحه ، فأمّا للزينة فلا »(٦) .

مسألة ٢٤٥ : لا يجوز للمُحْرم أن يكتحل بالسواد ، سواء كان رجلاً أو امرأةً ، إلّا عند الضرورة ، ويجوز لهما أن يكتحلا بما عداه من الأكحال إلّا إذا‌

____________________

(١) الخراج : القروح. القاموس المحيط ١ : ١٨٥ « خرج ».

(٢) بطّ الجرح : شقّه. القاموس المحيط ٢ : ٣٥١ « بطّ ».

(٣) الفقيه ٢ : ٢٢٢ / ١٠٤٠ ، التهذيب ٥ : ٣٠٤ / ١٠٣٦.

(٤) انظر : صحيح مسلم ٢ : ٨٦٦ / ٩٩ ، وصحيح البخاري ٢ : ٩٦ و ٣ : ٢٢ ، وسنن النسائي ٥ : ١٩٦ ، وسنن البيهقي ٥ : ٧٠ ، ومسند أحمد ١ : ٢١٥ ، وفيها تصريح بتحريم الطيب للميّت المـُحْرم. فللمُحْرم الحيّ أولى كما ذكره ابنا قدامة في المغني ٣ : ٢٩٦ ، والشرح الكبير ٣ : ٢٨٨.

(٥) التهذيب ٥ : ٣٠١ / ١٠٢٧.

(٦) الكافي ٤ : ٣٥٧ ذيل الحديث ٥ ، التهذيب ٥ : ٣٠٢ / ١٠٢٨.

٣٢٥

كان فيه طيب ، فإنّه لا يجوز على حال ، وبه قال الشافعي(١) .

وقال أبو حنيفة : يجوز الاكتحال بما فيه طيب(٢) .

وكره عطاء والحسن البصري ومجاهد الاكتحال بالإِثْمد(٣) .

وروي عن ابن عمر أنّه قال : يكتحل المـُحْرم بكلّ كُحْل ليس فيه طيب(٤) .

قال مالك : لا بأس أن يكتحل المـُحْرم من حَرٍّ يجده في عينيه بالإِثمد وغيره(٥) .

وعن أحمد أنّه قال : يكتحل المـُحْرم ما لم يُرْد به الزينة ، قيل له : الرجال والنساء ، قال : نعم(٦) .

لنا على المنع من الأسود كالإِثْمد وشبهه : ما رواه العامّة : أنّ عليّاًعليه‌السلام قدم من اليمن فوجد فاطمةعليها‌السلام ممّن حلّ ، فلبست ثياباً صبيغاً واكتحلت ، فأنكر ذلك عليها ، فقالت : ( أبي أمرني بهذا ) فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( صَدَقَتْ صَدَقَتْ )(٧) .

ومن طريق الخاصّة : قول الصادقعليه‌السلام : « لا يكتحل الرجل والمرأة المـُحْرمان بالكُحْل الأسود إلّا من علّة »(٨) .

____________________

(١) مختصر المزني : ٦٦ ، الحاوي الكبير ٤ : ١٢١ ، فتح العزيز ٧ : ٤٦٣ ، المجموع ٧ : ٣٥٣.

(٢) فتح العزيز ٧ : ٤٦٣.

(٣) المغني ٣ : ٣١٣ ، الشرح الكبير ٣ : ٣٣٢.

(٤) المغني ٣ : ٣١٣ ، الشرح الكبير ٣ : ٣٣٢ ، المجموع ٧ : ٣٥٤.

(٥) المدوّنة الكبرى ١ : ٤٥٧ ، المغني ٣ : ٣١٣ ، الشرح الكبير ٣ : ٣٣٢.

(٦) المغني ٣ : ٣١٣ ، الشرح الكبير ٣ : ٣٣٢.

(٧) صحيح مسلم ٢ : ٨٨٨ / ١٢١٨ ، سنن أبي داود ٢ : ١٨٤ / ١٩٠٥ ، سنن ابن ماجة ٢ : ١٠٢٤ / ٣٠٧٤ ، سنن النسائي ٥ : ١٤٤ ، المغني ٣ : ٣١٣ ، الشرح الكبير ٣ : ٣٣٢.

(٨) التهذيب ٥ : ٣٠١ / ١٠٢٣.

٣٢٦

ولقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( الحاج أشعث أغبر )(١) وهو ينافي الاكتحال.

مسألة ٢٤٦ : لو اكتحل الرجل والمرأة بالإِثْمد أو الأسود ، فَعَلا محرّماً عند أكثر علمائنا(٢) ، ولا تجب به الفدية ، عملاً بأصالة البراءة السالم عن معارضٍ من نصٍّ أو غيره.

قال الشافعي : إن فَعَلا ، فلا أعلم عليهما فيه فدية بشي‌ء(٣) .

ولا خلاف في زوال التحريم مع الضرورة.

ولا يجوز الاكتحال بما فيه زينة ، لقول الصادقعليه‌السلام : « تكتحل المرأة [ المـُحرمة ](٤) بالكُحْل كلّه إلّا كحلاً أسود للزينة »(٥) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « لا تكتحل المرأة المـُحْرمة بالسواد ، إنّ السواد زينة »(٦) . وهو يدلّ على التعليل ، فيطّرد الحكم باطّرادها.

وقال الشافعي : يحرم الاكتحال بما فيه طيب - خلافاً لأبي حنيفة(٧) - وما لا طيب فيه يجوز الاكتحال به. نَقَله المزني(٨) .

وله قول آخر : إنّه يكره(٩) .

____________________

(١) أورده الشيخ الطوسي في الخلاف ٢ : ٣١٣ ذيل المسألة ١٠٦.

(٢) منهم : الشيخ المفيد في المقنعة : ٦٨ ، والشيخ الطوسي في النهاية : ٢٢٠ ، والمبسوط ١ : ٣٢١ ، وسلّار في المراسم : ١٠٦ ، وابن إدريس في السرائر : ١٢٨.

(٣) الْأُمّ ٢ : ١٥٠ ، المجموع ٧ : ٣٥٣ - ٣٥٤ ، المغني ٣ : ٣١٤ ، الشرح الكبير ٣ : ٣٣٢.

(٤) أضفناها من المصدر.

(٥) التهذيب ٥ : ٣٠١ / ١٠٢٤.

(٦) التهذيب ٥ : ٣٠١ / ١٠٢٥.

(٧) فتح العزيز ٧ : ٤٦٣.

(٨) فتح العزيز ٧ : ٤٦٣ ، مختصر المزني : ٦٦ ، الحاوي الكبير ٤ : ١٢١ ، المجموع ٧ : ٣٥٣.

(٩) فتح العزيز ٧ : ٤٦٣ ، المجموع ٧ : ٣٥٣.

٣٢٧

وتوسّط آخرون من أصحابه : إن لم يكن فيه زينة كالتوتيا الأبيض ، لم يكره ، وإن كان فيه زينة كالإِثْمد ، كره ، إلّا لحاجة الرَّمَد(١) .

البحث السادس : النظر في المرآة‌

مسألة ٢٤٧ : اختلف علماؤنا في تحريم النظر في المرآة على المـُحرم ، فقال بعضهم بالتحريم(٢) ، وبعضهم بالكراهة(٣) .

واحتجّ الأوّل : بما رواه العامّة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال : ( المـُحْرم الأشعث الأغبر )(٤) .

وفي آخر : ( إنّ الله يباهي بأهل عرفة ملائكته فيقول : يا ملائكتي انظروا إلى عبادي قد أتوني شعثاً غبراً ضاحين )(٥) (٦) .

ومن طريق الخاصّة : ما رواه حمّاد - في الصحيح - عن الصادقعليه‌السلام ، قال : « لا تنظر في المرآة للزينة »(٧) .

واحتجّ الآخرون : بأصالة الإِباحة.

وقال أحمد : لا ينظر في المرآة لإِزالة شعث أو تسوية شعر أو شي‌ء من‌

____________________

(١) فتح العزيز ٧ : ٤٦٣ ، المجموع ٧ : ٣٥٣ ، الحاوي الكبير ٤ : ١٢١.

(٢) كالشيخ المفيد في المقنعة : ٦٢ ، والشيخ الطوسي في المبسوط ١ : ٣٢١ ، والنهاية : ٢٢٠ ، وأبي الصلاح الحلبي في الكافي في الفقه : ٢٠٣ ، وابن إدريس في السرائر : ١٢٨.

(٣) كالشيخ الطوسي في الخلاف ٢ : ٣١٩ ، المسألة ١١٩ ، وابن حمزة في الوسيلة : ١٦٤ ، والمحقّق في المختصر النافع : ٨٥.

(٤) أورده ابنا قدامة في المغني ٣ : ٣٠٣ ، والشرح الكبير ٣ : ٣٣٤.

(٥) أي : بارزين ، من قولك : ضحيت للشمس : إذا برزت لها. الصحاح ٦ : ٢٤٠٧ « ضحا ».

(٦) أورده ابنا قدامة في المغني ٣ : ٣٠٣ ، والشرح الكبير ٣ : ٣٢٤ ، وفي سنن البيهقي ٥ : ٥٨ نحوه.

(٧) التهذيب ٥ : ٣٠٢ / ١٠٢٩ ، وفيه : « لا تنظر في المرآة وأنت مُحْرم فإنّها من الزينة ».

٣٢٨

الزينة ، فإن نظر لحاجة كمداواة جرح أو إزالة شعر ينبت في عينيه وغير ذلك ممّا أباح الشرع له فِعْلَه ، فلا بأس ، وعلى كلّ حال لا فدية فيه(١) .

البحث السابع : لُبْس الحُليّ للزينة‌

مسألة ٢٤٨ : لا يجوز للمرأة في حال الإِحرام لُبْس الحُليّ للزينة‌ وما لم تعتد لُبْسه في حال الإِحرام ؛ لقول الصادقعليه‌السلام في المـُحْرمة : « إنّها تلبس الحُليّ كلّه إلّا حُليّاً مشهوراً للزينة »(٢) .

وسأل يعقوبُ بن شعيب الصادقَعليه‌السلام عن المرأة تلبس الحُليّ ، قال : « تلبس المـَسَك والخلخالين »(٣) .

ومنع أحمد بن حنبل من الخلخال وما أشبهه من الحُليّ ، مثل : السوار والدُّمْلج(٤) .

وروي عن عطاء أنّه كان يكره للمُحْرمة الحرير والحُليّ(٥) .

وكرهه الثوري وأبو ثور(٦) .

وعن قتادة أنّه كان لا يرى بأساً أن تلبس المرأة الخاتم والقرط(٧) وهي محرمة ، وكره السوارين والدُّمْلجين والخلخالين(٨) .

وظاهر مذهب أحمد : الجواز ، وهو قول ابن عمر وعائشة وأصحاب الرأي ، لأنّ عائشة قالت : تلبس المـُحْرمة ما تلبس وهي حلال من خزّها وقزّها وحُليّها ، وعلى كلّ حال لا فدية فيه عند أحمد(٩) .

____________________

(١) المغني ٣ : ٣٠٣ - ٣٠٤.

(٢) الفقيه ٢ : ٢٢٠ / ١٠١٦ ، التهذيب ٥ : ٧٥ - ٧٦ / ٢٤٩ ، الاستبصار ٢ : ٣١٠ / ١١٠٥.

(٣) الفقيه ٢ : ٢٢٠ / ١٠١٩.

(٤ - ٦ ) المغني ٣ : ٣١٥ - ٣١٦ ، الشرح الكبير ٣ : ٣٣١ - ٣٣٢.

(٧) القرط : نوع من حُليّ الاُذن. لسان العرب ٧ : ٣٧٤ « قرط ».

(٨ و ٩ ) المغني ٣ : ٣١٦ ، الشرح الكبير ٣ : ٣٣٢.

٣٢٩

وأمّا لُبْس القُفّازين ففيه الفدية عنده(١) ، وكذا عندنا ؛ لأنّها لبست ما نُهيت عن لُبْسه في الإِحرام ، فلزمتها الفدية ، كالنقاب ، وقد قال الصادقعليه‌السلام : « تلبس المرأة المـُحْرمة الحُليّ كلّه إلّا القُرْط المشهور والقلادة المشهورة »(٢) .

مسألة ٢٤٩ : الحُليّ الذي تعتاد المرأة لُبْسه في الإِحلال يجوز لها لُبْسه في الإِحرام إذا لم تُظهره للزوج ؛ لما فيه من جذب الشهوة إلى إيقاع المنهيّ عنه.

ولما رواه عبد الرحمن بن الحجّاج - في الصحيح - أنّه سأل أبا الحسنعليه‌السلام : عن المرأة يكون عليها الحُليّ والخلخال والمسكة والقرطان من الذهب والورق تحرم فيه وهو عليها وقد كانت تلبسه في بيتها قبل حجّها أتنزعه إذا أحرمت أو تتركه على حاله؟ قال : « تحرم فيه وتلبسه من غير أن تظهره للرجال في مركبها ومسيرها »(٣) .

مسألة ٢٥٠ : لا يجوز للمُحْرم أن يلبس الخاتم للزينة ، ويستحب للسنّة ؛ لأنّ الروايات الدالّة على تحريم لُبْس الحُليّ للزينة والاكتحال بالسواد للزينة والنظر في المرآة للزينة دلّت بمفهومها على تعليل الحرمة بالزينة ، فتثبت في لُبْس الخاتم ؛ لوجود العلّة.

ولأنّ مسمعاً سأل الصادقعليه‌السلام : أيلبس المـُحْرم الخاتم؟ قال : « لا يلبسه للزينة »(٤) .

وأمّا استحبابه للسنّة : فلأنّ محمد بن إسماعيل قال : رأيت العبد‌

____________________

(١) المغني ٣ : ٣١٦ ، الشرح الكبير ٣ : ٣٣٢.

(٢) الفقيه ٢ : ٢٢٠ / ١٠١٤.

(٣) الكافي ٤ : ٣٤٥ / ٤ ، التهذيب ٥ : ٧٥ / ٢٤٨ ، الاستبصار ٢ : ٣١٠ / ١١٠٤.

(٤) التهذيب ٥ : ٧٣ / ٢٤٢ ، الاستبصار ٢ : ١٦٥ - ١٦٦ / ٥٤٤.

٣٣٠

الصالحعليه‌السلام وهو مُحْرم وعليه خاتم وهو يطوف طواف الفريضة(١) .

إذا عرفت هذا ، فإنّه يجوز للمرأة لُبْس الخاتم من الذهب ؛ للأصل.

ولأنّه يجوز لها لُبْسه حالة الإِحلال ، فيستصحب الحكم ما لم تقصد به الزينة.

ولما رواه عمّار عن الصادقعليه‌السلام ، قال : « تلبس المـُحْرمة الخاتم من الذهب »(٢) .

إذا عرفت هذا ، فيجوز أن تلبس المرأة الحرير حالة الإِحرام على كراهية ، ولا يكره الذهب والخزّ ؛ لقول الصادقعليه‌السلام : « لا بأس أن تُحْرم المرأة في الذهب والخزّ ، وليس يكره إلّا الحرير المحض »(٣) .

البحث الثامن : تغطية الرأس‌

مسألة ٢٥١ : يحرم على الرجل حالة الإِحرام تغطية رأسه اختيارا‌ً بإجماع العلماء ؛ لما رواه العامّة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه نهى عن العمائم والبرانس(٤) .

ومن طريق الخاصّة : ما رواه زرارة - في الصحيح - عن الباقرعليه‌السلام ، قال : قلت له : الرجل المـُحْرم يريد أن ينام يغطّي وجهه من الذباب؟ قال : « نعم ولا يخمّر رأسه »(٥) .

____________________

(١) التهذيب ٥ : ٧٣ / ٢٤١ ، الاستبصار ٢ : ١٦٥ / ٥٤٣.

(٢) التهذيب ٥ : ٧٦ / ٢٥٠.

(٣) الفقيه ٢ : ٢٢٠ / ١٠٢٠.

(٤) الموطّأ ١ : ٣٢٥ / ٨ ، سنن أبي داود ٢ : ١٦٥ / ١٨٢٣ ، سنن ابن ماجة ٢ : ٩٧٧ / ٢٩٢٩ ، سنن الترمذي ٣ : ١٩٤ - ١٩٥ / ٨٣٣ ، سنن النسائي ٥ : ١٣٢ و ١٣٣ ، سنن البيهقي ٥ : ٤٩.

(٥) التهذيب ٥ : ٣٠٧ / ١٠٥١ ، الاستبصار ٢ : ١٨٤ / ٦١٤.

٣٣١

إذا عرفت هذا ، فإنّه لا فرق بين أن يستر رأسه بمخيط ، كالقلنسوة ، أو بغير مخيط ، كالعمامة والإِزار والخرقة وكلّ ما يعدّ ساتراً ، وإذا ستر ، لزمه الفداء ؛ لأنّه باشر محظوراً ، كما لو حلق ، وإذا غطّى رأسه ، ألقى الغطاء واجباً ، وجدّد التلبية مستحبّاً.

ولو توسّد بوسادة فلا بأس ، وكذا لو توسّد بعمامة مكورة(١) ؛ لأنّ المتوسّد يطلق عليه عرفاً أنّه مكشوف الرأس.

ولا فرق في التحريم بين تغطية الرأس بالمعتاد ، كالعمامة والقلنسوة ، أو بغيره ، كالزنبيل والقرطاس ، أو خضب رأسه بحنّاء ، أو طيّنه بطين ، أو حمل على رأسه متاعاً أو مكتلاً أو طبقاً ونحوه عند علمائنا.

وذكر الشافعي عن عطاء أنّه لا بأس به ، ولم يعترض عليه(٢) .

وهو يُشعر بموافقته ؛ إذ من عادته الردّ على المذهب الذي لا يرتضيه.

وقال ابن المنذر وجماعة من الشافعية : إنّه نصّ في بعض كتبه على وجوب الفدية(٣) ، فبعض الشافعية قطع بالأول ولم يُثبت الثاني(٤) ، وبعضهم قال : إنّ في المسألة قولين(٥) .

ووافقنا أبو حنيفة(٦) على التحريم ووجوب الفدية ؛ لأنّه غطّى رأسه بما يستره ، فوجبت الفدية ، كغيره.

احتجّ الآخرون : بأنّه قصد نقل المتاع لا تغطية الرأس.

ولو ستر رأسه بيديه ، فلا شي‌ء عليه ؛ لأنّ الستر بما هو متّصل به لا يثبت له حكم الستر. وكذا لو وضع يديه على فرجه ، لم يجزئه في الستر.

____________________

(١) كَوْر العمامة : إدارتها على الرأس. لسان العرب ٥ : ١٥٥ « كور ».

(٢) فتح العزيز ٧ : ٤٣٥ ، المجموع ٧ : ٢٥٣.

(٣) الحاوي الكبير ٤ : ١٠٢ ، فتح العزيز ٧ : ٤٣٥ ، المجموع ٧ : ٢٥٣.

(٤ و ٥) فتح العزيز ٧ : ٤٣٥ ، المجموع ٧ : ٢٥٢ - ٢٥٣.

(٦) انظر : فتح العزيز ٧ : ٤٣٥.

٣٣٢

ولأنّ المـُحْرم مأمور بمسح رأسه ، وذلك يكون بوضع يده عليه.

وجوّز الحنابلة للمُحْرم أن يطلي رأسه بالعسل أو الصمغ ؛ ليجتمع الشعر ويتلبّد ، فلا يتخلّله الغبار ، ولا يصيبه الشَّعَث ، ولا يقع فيه الدبيب ؛ لما رواه ابن عمر ، قال : رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يُهلّ ملبّداً(١) (٢) .

مسألة ٢٥٢ : يحرم عليه أن يرتمس في الماء بحيث يعلو الماء على رأسه‌ - وبه قال مالك(٣) - لأنّه مشتمل على تغطية الرأس.

ولما رواه عبد الله بن سنان - في الصحيح - عن الصادقعليه‌السلام ، قال : « ولا ترتمس في ماء يدخل فيه رأسك »(٤) .

وفي الصحيح عن حريز عن الصادقعليه‌السلام ، قال : « لا يرتمس المـُحرم في الماء »(٥) .

ويجوز أن يغسل رأسه ويفيض عليه الماء إجماعاً ؛ لأنّه لا يطلق عليه اسم التغطية ، وليس هو في معناها ، كالارتماس.

ولما رواه حريز - في الصحيح - عن الصادقعليه‌السلام ، قال : « إذا اغتسل المـُحْرم من الجنابة صبّ على رأسه الماء يميّز الشعر بأنامله بعضه من بعض »(٦) .

وكذا يجوز للمُحْرم أن يدلك رأسه ويحكّه بيده ؛ لأنّ زرارة سأله عن المـُحْرم هل يحكّ رأسه أو يغسله بالماء؟ فقال : « يحكّ رأسه ما لم يتعمّد قتل دابّة »(٧) .

____________________

(١) سنن النسائي ٥ : ١٣٦.

(٢) المغني ٣ : ٣٠٩ - ٣١٠ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٧٨.

(٣) المنتقى - للباجي - ٢ : ١٩٥.

(٤) التهذيب ٥ : ٣٠٧ / ١٠٤٨.

(٥) الفقيه ٢ : ٢٢٦ / ١٠٦٤ ، التهذيب ٥ : ٣٠٧ / ١٠٤٩.

(٦) التهذيب ٥ : ٣١٣ - ٣١٤ / ١٠٨٠.

(٧) الكافي ٤ : ٣٦٦ / ٧ ، الفقيه ٢ : ٢٣٠ / ١٠٩٢.

٣٣٣

ولا يحلّ للمُحْرم أن يضع الطيب في رأسه بحيث يبقى إلى بعد الإِحرام ؛ لما تقدّم من تحريم استعمال الطيب.

وخالف فيه الجمهور(١) .

ولو خضب رأسه ، وجبت الفدية ، سواء كان الخضاب ثخيناً أو رقيقاً ؛ لأنّه ساتر ، وبه قال الشافعي(٢) .

وفصّل أصحابه بين الثخين والرقيق ، فأوجبوا الفدية في الأول دون الثاني(٣) .

وليس بمعتمد.

وكذا لو وضع عليه مرهماً له جرم يستر رأسه.

ولو طلى رأسه بعسل أو لبن ثخين فكذلك ، خلافاً للشافعي(٤) .

ولو طيّن رأسه ، وجبت الفدية عندنا.

وللشافعية وجهان كالوجهين فيما إذا طلى بالطين عورته وصلّى هل تجزئه؟(٥) .

مسألة ٢٥٣ : لا يشترط في وجوب الفدية استيعاب الرأس بالستر ، بل تجب الفدية بستر بعض الرأس كما تجب بستر جميعه ، لأنّ المنع من تغطية الجميع يقتضي المنع من تغطية بعضه ؛ لأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ( لا تخمّروا رأسه )(٦) والنهي عنه يُحرّم فِعْلَ بعضه.

____________________

(١) المغني ٣ : ٣١٠ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٧٩.

(٢) المغني ٣ : ٣٠٨ - ٣٠٩ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٧٦.

(٣) فتح العزيز ٧ : ٤٣٦ - ٤٣٧ ، المجموع ٧ : ٢٥٣.

(٤) الحاوي الكبير ٤ : ١١٠.

(٥) فتح العزيز ٧ : ٤٣٦ ، المجموع ٧ : ٢٥٣.

(٦) صحيح البخاري ٢ : ٩٦ و ٣ : ٢٢ ، صحيح مسلم ٢ : ٦٨٥ - ٦٨٦ / ٩٣ و ٩٤ و ٩٦ و ٩٨ و ٩٩ ، سنن النسائي ٥ : ١٩٦ و ١٩٧ ، سنن البيهقي ٥ : ٧٠ ، مسند أحمد ١ : ٢١٥.

٣٣٤

وكذلك لمـّا قال تعالى :( وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ ) (١) حرم حلق بعضه.

ولا فرق بين أن يكون ذلك لعذر أو لغير عذر ، فإنّ العذر لا يُسقط الفدية ، كما قال تعالى :( فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ ) (٢) .

ولو افتقر إلى تعصيب الرأس بعصابة ، جاز عند الحاجة - وبه قال عطاء(٣) - لأنّه في محلّ الحاجة والضرورة ، وقد قال تعالى :( ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) (٤) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « لا بأس أن يعصب المـُحْرم رأسه من الصداع »(٥) .

وسأل محمّدُ بن مسلم الصادقعليه‌السلام : عن المحرم يضع عصام(٦) القربة على رأسه إذا استقى ، فقال : « نعم »(٧) .

واختلفت العامّة في الاُذنين هل يحرم سترهما؟ فنصّ الشافعي على تسويغه(٨) .

ومنع أحمد منه(٩) ؛ لما روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : ( الاُذنان من الرأس )(١٠) .

____________________

(١ و ٢ ) البقرة : ١٩٦.

(٣) المغني ٣ : ٣٠٩ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٧٦.

(٤) الحج : ٧٨.

(٥) الكافي ٤ : ٣٥٩ / ١٠ ، التهذيب ٥ : ٣٠٨ - ٣٠٩ / ١٠٥٦.

(٦) العصام : رباط القِرْبة وسيرها الذي تُحمل به. الصحاح ٥ : ١٩٨٧ « عصم ».

(٧) الفقيه ٢ : ٢٢١ / ١٠٢٤.

(٨ و ٩ ) المغني ٣ : ٣٠٨ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٧٦.

(١٠) سنن أبي داود ١ : ٣٣ / ١٣٤ ، سنن الترمذي ١ : ٥٣ / ٣٧ ، سنن ابن ماجة ١ : ١٥٢ / ٤٤٣ - ٤٤٥ ، سنن البيهقي ١ : ٦٦ و ٦٧ ، سنن الدار قطني ١ : ٩٧ / ١ - ٣ ، مسند أحمد ٥ : ٢٦٤ و ٢٦٨.

٣٣٥

ولو ستر بعض رأسه بيده ففي التحريم إشكال.

وجوّزه العامّة ؛ لأنّ الستر بما هو متّصل به لا يثبت له حكم الستر(١) .

وسأل سعيدُ الأعرج الصادقَعليه‌السلام عن المحرم يستتر من الشمس بعود أو بيده ، فقال : « لا ، إلّا من علّة »(٢) .

مسألة ٢٥٤ : لو غطّى رأسه ناسياً ، ألقى الغطاء وجوباً ، وجدّد التلبية استحباباً ، ولا شي‌ء عليه.

أمّا وجوب الإِلقاء : فلأنّ استدامة التغطية مع الذكر كابتدائها ؛ لما فيه من الترفّه ، بل هو في الاستدامة أقوى منه في الابتداء ، فإيجاب الفدية فيه أولى.

وأمّا استحباب التلبية : فلأنّ حريز بن عبد الله سأل الصادقعليه‌السلام - في الصحيح - عن محرم غطّى رأسه ناسياً ، قال : « يُلقي القناع عن رأسه ، ويلبّي ، ولا شي‌ء عليه »(٣) .

وكذا لو غطّاه حال نومه ؛ لما رواه الحلبي - في الصحيح - أنّه سأل الصادقعليه‌السلام : عن المـُحْرم يغطّي رأسه ناسياً أو نائماً ، قال : « يلبّي إذا ذكر(٤) »(٥) .

ولأنّ التغطية تنافي الإِحرام ، لأنّها مُحرَّمة فيه ، فاستحبّ تجديد ما ينعقد به ، وهو التلبية.

مسألة ٢٥٥ : يجوز للمُحْرم تغطية وجهه‌ عند علمائنا أجمع - وبه قال عليعليه‌السلام ، وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص‌

____________________

(١) المغني ٣ : ٣٠٩ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٧٦.

(٢) الفقيه ٢ : ٢٢٧ / ١٠٦٩.

(٣) التهذيب ٥ : ٣٠٧ / ١٠٥٠ ، الاستبصار ٢ : ١٨٤ / ٦١٣.

(٤) في النسخ الخطية والحجرية : « ركب » وما أثبتناه من المصدر.

(٥) الفقيه ٢ : ٢٢٧ / ١٠٧٠.

٣٣٦

وابن عباس وابن الزبير وزيد بن ثابت وجابر ومروان بن الحكم والقاسم وطاوس والثوري والشافعي وإسحاق وأحمد في إحدى الروايتين(١) - لما رواه العامّة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : ( إحرام الرجل في رأسه ، وإحرام المرأة في وجهها )(٢) والتفصيل قاطع للشركة.

وعن ابن عباس : أنّ مُحْرماً وقصت به ناقته غداة عرفات ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( خمّروا وجهه ولا تخمّروا رأسه ، فإنّه يحشر يوم القيامة ملبّياً )(٣) .

ومن طريق الخاصّة : ما رواه زرارة - في الصحيح - قال : قلت لأبي جعفر الباقرعليه‌السلام : الرجل المـُحْرم يريد أن ينام يغطّي وجهه من الذباب؟ قال : « نعم ولا يخمّر رأسه »(٤) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « المـُحْرمة لا تتنقّب ، لأنّ إحرام المرأة في وجهها ، وإحرام الرجل في رأسه »(٥) .

وقال أبو حنيفة ومالك وأحمد في الرواية الاُخرى : يحرم عليه تغطية وجهه ، كالمرأة ، لتساويهما في تحريم الطيب ، فكذا التغطية.

ولأنّه قد روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في المـُحْرم الذي وقصت به‌

____________________

(١) المغني ٣ : ٣١٠ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٧٩ ، الْأُم ٧ : ٢٤١ ، المجموع ٧ : ٢٦٨ ، بداية المجتهد ١ : ٣٢٨ ، بدائع الصنائع ٢ : ١٨٥ ، وليس في المصادر : عليعليه‌السلام .

(٢) سنن الدار قطني ٢ : ٢٩٤ / ٢٦٠ ، المغني ٣ : ٣١٠ - ٣١١ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٨٠.

(٣) سنن البيهقي ٣ : ٣٩٣.

(٤) التهذيب ٥ : ٣٠٧ / ١٠٥١ ، الاستبصار ٢ : ١٨٤ / ٦١٤.

(٥) الكافي ٤ : ٣٤٥ - ٣٤٦ / ٧ ، الفقيه ٢ : ٢١٩ / ١٠٠٩ ، وفيهما : عن الصادق عن أبيهعليهما‌السلام .

٣٣٧

ناقته : ( ولا تخمّروا وجهه ولا رأسه )(١) (٢) .

ويبطل القياس بلبْس القُفّازين ، والحديث ممنوع ، فإنّ المشهور فيه : ( ولا تخمّروا رأسه )(٣) .

مسألة ٢٥٦ : وإحرام المرأة في وجهها ، فيحرم عليها تغطية وجهها حال إحرامها ، كما يحرم على الرجل تغطية رأسه ، ولا نعلم فيه خلافاً - إلّا ما روي عن أسماء أنّها كانت تغطّي وجهها وهي مُحْرمة(٤) ، ويحتمل أنّها كانت تُغطّيه بالسدل عند الحاجة ، فلا يكون اختلافاً - لما رواه العامّة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : ( إحرام الرجل في رأسه وإحرام المرأة في وجهها )(٥) .

ومن طريق الخاصّة : قول الصادقعليه‌السلام : « إحرام الرجل في رأسه وإحرام المرأة في وجهها»(٦) .

إذا عرفت هذا ، فقد اجتمع في حقّ المـُحْرمة فعلان لا يمكن فعل أحدهما إلاّ بفعل ما ينافي الآخر : ستر الرأس وكشف الوجه ، فالقدر اليسير من الوجه الذي يلي الرأس يجوز لها ستره ، إذ لا يمكن استيعاب الرأس بالستر إلّا بستر ذلك الجزء ، وهذا أولى من تسويغ كشف جزء من الرأس تبعا لكشف‌

____________________

(١) صحيح مسلم ٢ : ٨٦٦ / ٩٨ ، سنن ابن ماجة ٢ : ١٠٣٠ / ٣٠٨٤ ، سنن النسائي ٥ : ١٩٦.

(٢) المغني ٣ : ٣١٠ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٧٩ ، فتح العزيز ٧ : ٤٤٦ ، بداية المجتهد ١ : ٣٢٨ ، المجموع ٧ : ٢٦٨ ، بدائع الصنائع ٢ : ١٨٥ ، المنتقى - للباجي - ٢ : ١٩٩.

(٣) صحيح البخاري ٢ : ٩٦ و ٣ : ٢٢ ، صحيح مسلم ٢ : ٨٦٥ - ٨٦٧ / ٩٣ و ٩٤ و ٩٦ و ٩٩ و ١٠٠ ، سنن البيهقي ٣ : ٣٩٣ و ٥ : ٧٠ ، سنن الدارمي ٢ : ٥٠ ، سنن النسائي ٥ : ١٩٥ - ١٩٧ ، المغني ٣ : ٣١١ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٨٠.

(٤) المغني ٣ : ٣١١ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٨٠.

(٥) سنن الدار قطني ٢ : ٢٩٤ / ٢٦٠ ، المغني ٣ : ٣١٠ - ٣١١ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٨٠.

(٦) الكافي ٤ : ٣٤٥ - ٣٤٦ / ٧ ، الفقيه ٢ : ٢١٩ / ١٠٠٩.

٣٣٨

جميع الوجه ، لأنّ الستر أحوط من الكشف.

ولأنّ المقصود إظهار شعار الإِحرام بالاحتراز عن التنقّب ، وستر الجزء المذكور لا يقدح فيه ، والرأس عورة كلّه ، فيُستر.

إذا ثبت هذا ، فإنّه يجوز لها أن تسدل ثوباً على وجهها فوق رأسها إلى طرف أنفها متجافياً عنه بخشبة وشبهها ، كما يجوز للرجل الاستظلال نازلاً ، عند علمائنا أجمع - وهو قول عامّة أهل العلم(١) - لما رواه العامّة عن عائشة ، قالت : كان الرُكْبان يمرّون بنا ونحن مُحْرمات مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإذا حاذَوْنا سدلت إحدانا جِلْبابها من رأسها على وجهها ، فإذا جاوزونا كشفناه(٢) .

ومن طريق الخاصّة : ما رواه حريز - في الصحيح - عن الصادقعليه‌السلام قال : « المـُحْرمة تسدل الثوب على وجهها إلى الذقن »(٣) .

ولأنّ بالمرأة حاجة إلى ستر وجهها ، فلا يحرم عليها على الإِطلاق ، كالعورة.

ولا فرق بين أن تفعل ذلك لحاجة من دفع حَرٍّ أو بَرْدٍ أو فتنةٍ أو لغير حاجة.

قال الشيخرحمه‌الله : ينبغي أن يكون الثوب متجافياً عن وجهها بحيث لا يصيب البشرة ، فإن أصابها ثم زال أو أزالته بسرعة ، فلا شي‌ء عليها ، وإلّا وجب الدم(٤) .

____________________

(١) المغني ٣ : ٣١١ - ٣١٢ ، الشرح الكبير ٣ : ٣٢٩ ، فتح العزيز ٧ : ٤٤٩ ، المجموع ٧ : ٢٦٢ ، المبسوط - للسرخسي - ٤ : ١٢٨ ، بدائع الصنائع ٢ : ١٨٦ ، بداية المجتهد ١ :٣٢٧.

(٢) سنن أبي داود ٢ : ١٦٧ / ١٨٣٣ ، المغني ٣ : ٣١٢ ، الشرح الكبير ٣ : ٣٢٩.

(٣) الفقيه ٢ : ٢١٩ / ١٠٠٧.

(٤) انظر : المبسوط - للطوسي - ١ : ٣٢٠.

٣٣٩

ويشكل بأنّ السدل لا يكاد يسلم من إصابة البشرة ، ولو كان شرطاً ، لبيّن ؛ لأنّه موضع الحاجة.

مسألة ٢٥٧ : يحرم على المرأة النقاب حالة الإِحرام ؛ لأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ( ولا تتنقّب المرأة ولا تلبس القُفّازين )(١) .

ولقول الصادقعليه‌السلام : « إحرام المرأة في وجهها »(٢) .

ورواه العامّة أيضاً عن النبيعليه‌السلام (٣) .

وكذا يحرم عليها لُبْس البُرْقع ؛ لاشتماله على ستر الوجه.

ويجوز لها بعد الإِحلال أن تطوف متنقّبةً من غير كراهة له ؛ فإنّ المقتضي للمنع هو الإِحرام.

وكرهه عطاء ثم رجع عنه(٤) . وطافت عائشة متنقّبة(٥) .

مسألة ٢٥٨ : قد بيّنّا أنّه تجب الفدية بستر بعض الرأس كما تجب بستر جميعه.

وضبطه الشافعي بأن يكون المستور قدراً يقصد ستره لغرض من الأغراض ، كشدّ عصابة وإلصاق لصوقٍ لشجّةٍ ونحوها.

ثم قال : لو شدّ خيطاً على رأسه ، لم يضرّ ، ولا تجب الفدية ؛ لأنّ ذلك لا يمنع من تسميته حاسر الرأس(٦) .

وهو ينقض الضابط المذكور ؛ فإنّ شدّ المقدار الذي يحويه شدّ الخيط‌

____________________

(١) صحيح البخاري ٣ : ١٩ ، سنن أبي داود ٢ : ١٦٥ / ١٨٢٥ ، سنن النسائي ٥ : ١٣٦ ، سنن البيهقي ٥ : ٤٦.

(٢) الكافي ٤ : ٣٤٥ - ٣٤٦ / ٧ ، الفقيه ٢ : ٢١٩ / ١٠٠٩.

(٣) سنن الدار قطني ٢ : ٢٩٤ / ٢٦٠ ، المغني ٣ : ٣١٠ - ٣١١ ، الشرح الكبير ٣ : ٢٨٠.

(٤) المغني ٣ : ٣١٢ - ٣١٣ ، الشرح الكبير ٣ : ٣٣٠.

(٥) المغني ٣ : ٣١٢ ، الشرح الكبير ٣ : ٣٣٠.

(٦) فتح العزيز ٧ : ٤٣٧ - ٤٣٨ ، المجموع ٧ : ٢٥٣.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730