تاريخ ابن يونس المصري الجزء ١

تاريخ ابن يونس المصري8%

تاريخ ابن يونس المصري مؤلف:
المحقق: الدكتور عبد الفتاح فتحي عبد الفتاح
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 2-7451-3193-1
الصفحات: 730

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 730 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 26673 / تحميل: 1119
الحجم الحجم الحجم
تاريخ ابن يونس المصري

تاريخ ابن يونس المصري الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٢-٧٤٥١-٣١٩٣-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

- ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ).(١) - ( ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون. يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين. وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين)(٢) .

ويجدُ العلماءُ والباحثُون في ( العهدين ) أنّ هناكَ نصوصاً صريحةً ودقيقةً وتحملُ نوعاً من الإعجاز الذي لايخفى(٣) على كُلّ طالب حقيقةٍ، وعلى سبيل الثال لا الحصر: ما نلاحظُهُ في ذكر الحوادث المستقبليّة كبعض ( النبوءات، وعلامات ظهور المصلح الأعظم في آخر الزمان، وذكر حادثة مهمّة - لها ثقلها في السموات والأرض في قضيّة إمتداد الخطّ الإلهيّ المقدس وتبتني عليها الثورة الإصلاحية الكبرى لمنقذ العالم في آخر الزمان - أعني واقعةكربلاء الأليمة، التي ورد ذكرها على لسان جميع الأنبياء والرّسل(ع) وبكوا لأجلها بحرقةٍ وألم ٍ بالغ ٍ).ثُمّ أنّ الأعمّ الأغلب من هذه النصوص الواردة في ( العهدين ) ليس لها دخلٌ بالتشريع الإلهيّ الذي قد يَمقُتُهُ البعضُ، ويحاول الفرارَ أو النيلَ منه ،أو إخفاءهُ وطمسهُ، لذا فهي لاتزاحم سياسات الظالمين والمنحرفين على مرّ الدهور لأنّها تتعلّقُ بزمنٍ غير زمنهم وبشعوبٍ وأممٍ غير شعوبهم وأممهم، فعلامَ يتمُّ تحريفَها أو إخفاءَها، ولعلَّ هذا أحد الأسباب المهمّة التي أدّت الى حفظها وعدم ضياعها حتى وصلت الينا بثوبها الجميل البهيّ، وإن شابَها شيءٌ ليسَ من سنخها، بسبب القدَم والنسخ والترجمة. ؟ومع هذا فإننا لانقول مطلقاً بعدم وصول يَد التحريف والتخريب اليها عمداً أو من غير قصد العمد، بسبب الترجمة، أوالنقل بالمعنى، أو تعاقب الترجمات في بعضها.الخ، ولكنّ التمعّن في بعض النصوص يورث الإطمئنان بأنّها ترجمةٌ لنصٍّ مُوحى(٤) وإن سَقَطَ منه شيء أو أ’ضيف اليه شيءٌ أو حُذفَ منهُ شيءٌ، وذلك لأنّ فيها نفحةٌ من الغيب واضحةٌ، وسُمُوٌّ في نقل الصورة المستقبلية للحدث المنتظر، يصعب جدّاً، بل يستحيلُ على أيّ إنسان مهما كانت درجتُهُ العلميّة الإلمامُ بها والإحاطة بجزئيّاتها، ومن ثمّ تقديمها الى العالم على انّها بشارةٌ سماويّةٌ حتميّة الوقوع، ماخلا الأنبياء وأوصيائهم ( عليهم الصلاة والسلام ) فهم يُوحى اليهم ويُحدّثون.

____________________

(١) يونس: ٩٤.

(٢) سورة آل عمران: ١١٣- ١١٥.

(٣) وسنمرّ بشيء منها في بحثنا هذا كلٌّ حسب موضوعه و موقعه مع شيء من التحليل للوقوف على جمال ودقّة النص.

(٤) وخير ما عبّرَ به العلماء قولهم هي: من بقايا الوحي، انظر على سبيل المثال لاالحصر: المسيح المنتظر ونهاية العالم، ص٢٤٥. والنص في سفر إشعياء النبيّ (ع) ١١: ١ - ١٠. وحواشي الكتاب المقدس، على المجلد الأول، ص ٥.

٤١

آفاتُ الترجمة وما يرتبطُ بها :

إننا إذا قمنا بترجمة القرآن الكريم الى اللغة الإنكليزية مثلاً، فالكتاب الحاصل بعد الترجمة ليس من حقّنا أن نسميه ( قرآناً ) ولا حتى (ترجمة القرآن )، بل الحقّ أن يسمّى (ترجمةٌ للقرآن ) ،لأنّهُ سيكون ليس كلام الله تعالى قطعاً، بل كلامنا نحن، نحن الذين قمنا بترجمته الى تلك اللغة ؛ ومعنى ذلك: وهذا ما نراه بالوجدان، أنّ القرآن الكريم إذا تُرجمَ الى اللّغات الاخرى فإنه يفقد الكثير من ( المعاني المحتملة، والصور المنقولة، والعمق، والبيان، والبلاغة، وبعض نواحي الإعجاز،. الخ ). وكذلك ترجمات الكتب المقدّسة الاخرى، مع مابها من علاّتٍ أُخَر. لذلك فقد لعبت الترجمات دوراً كبيراً في التشويش والتشويه، وذلك يرجع الى التفاوت الكبير بين المترجمين أنفسهم علميّاً وعقائديّاً، ومن الجدير بالإهتمام أن نذكر شيئاً من ذلك. علماً إننا سنشير الى بعض الشواهد على هذا المدّعى كلٌّ حسبَ موقعه من هذا البحث.

الفروقات بين مترجمي العهدين :

عند دراسة العهدين نجد هناك فروقاً واضحةً بين مُعظَم الترجمات التي قاربت الألف ترجمة للكتاب المقدّس بكلا عهديه لحدّ الآن، ومن الطبيعي لايمكننا الأحاطة بها في بحثنا هذا، ولكن لوقمنا بدراسة إستقرائية لبعضها يتجلّى ذلك بوضوح ؛ وفي البدء لو أننا نظرنا الى المترجمين أنفسهم، على سبيل المثال لاالحصر، ولاحظنا بعض الفروق بين: المترجم ( العالم المتخصّص، ذي العقائد الحقّة والمعارف الهيّة )، وبين المترجم (اللّغوي - الأديب - )، في العهدين. مع عظيم إحترمنا لكافة الجهود العلمية التي بُذلت لترجمة الكتاب المقدس والإعتناء به ولازالت تبذل ؛ ولنُجمل شيئاً من تلك الفروقات بمايلي :

١: إنّا نجد فرقاً ومميّزاً واضحاً بين المترجم العالم باللغة ( الأديب )، وبين المترجم العالم باللغة والعقائد الحقّة والمعارف الإلهية من أتباع مذهب أهل البيت (ع).فالمترجم اللغوي يحاول قدر الإمكان أن يُبرزَ معاني الألفاظ بصورة جيدة فقط ؛ فهو مثلاً يُثبتُ معنىً واحداً فقط يراهُ مناسباً إذا كانت الكلمة محتملة لعدّة معاني وهكذا.وهذا يُحدثُ إرباكاًكبيراً في معنى وجوهر النصّ إذا نظر اليه بمجموعه، فقد تُغيّرُ عدّةَ معانٍ ٍ في نصّ واحد.! لذا يجد المتتبع والقاريء لنصوص الأسفارالمقدّسة في بعض الأحيان كلاماً يُشبهُ كلام ( الطلاسم ) !، وربما في كثير منها لايستطيعُ الوقوفَ على المعنى المراد أو الصورة التي يحاول النصّ ُ رَسمها للقاريء والمستمع على حدٍّ سواءٍ.

٤٢

٢: يتمكّنُ المترجمُ ( ذو العقائد الحقّة والمعرفة بالعلوم الإلهية ) من إثبات الصورة المرادة من النصّ بجدارة، بعكس المترجم اللّغوي الذي قد يَتيهُ ويتخبّطُ في أكثر الأحيان بين الكلمات التي قد يراها غير منسجمة فيما بينها بحسب أفقه الضيّق، ولكونه من غير أهل ألاختصاص.! ولو سئلَ عمّا ترجم في بعض النصوص المهمّة مثلاً، فإنّه لايستطيع نقل الصورة المرادة حينما يُعملُ عقلَهُ وفكرَهُ، بخلاف الأول، الذي له القدرة واللّياقة أن يُثبتَ المراد من النصّ الوارد في أسفار التوراة مثلاً ويثبته نفسه في الإنجيل وإن إختلفت العبارات والألفاظ.، وهكذا ثمّ يستخرجه من القرآن الكريم والسنّة الشريفة وعقائد أهل بيت النبّوة (ع)، فعندئذٍ ٍ يكون مثل هكذا نصّ قد أثبتَ عقيدةً حقّةً واضحةً لاغبارَ عليها في الكتب المقدّسة، لها بعدٌ وعمقٌ شرعيٌّ وتأريخيٌّ وعلميٌّ مهمٌّ ؛ والبشريّة بأسرها بحاجةٍ ماسة اليها، إذ رُبَّما أَخرَجت ولو آدميّاً واحداً من الظلمات الى النور، ومن التيه والضلالة الى سراط الله المستقيم، وتلكَ غايةُ الربّانيينَ على مدى التأريخ.

٤٣

الفصل الثاني: قدسيّةُ ومقامُ منجي العالم وضرورة وجوده

المبحث ألأول :ضرورة وجود المنجي.

اولاً: العقائدُ العامة لجميع البشر بمنجي العالم وحتميّة مجيء يومه الموعود

ثانياً: في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.

ثالثاً: في العهدين.

المبحث الثاني:قدسية ومقام منجي العالم بلسان الأنبياء (ع)

اولاً: في القرآن الكريمثانياً: في العهدين

١: يوم الصاحب (المنجي) يومٌ عظيمٌ مهولٌ

٢: العشقُ والإنتظارُ لحبيبهم المنجي

٣: أَنَّهُ المقيمُ لمملكةِ العدل والسلام الإلهيّة الكبرى

٤: أَنَّهُ القائمُ المنتظرُ المطلوبُ بالضرورة

٥: أنَّهُ هو المدعو لهُ في صلاةِ الأنبياء (ع)

٤٤

تمهيد: قدسيّةُ ومقامُ منجي العالم وضرورة وجوده

إنَّ لمنجي العالم قدسيّةٌ خاصّةٌ ومقامٌ شامخٌ عند الله تباركَ وتعالى وعند جميع الأنبياء والأوصياء والصالحين صلواتُ الله عليهم أجمعين، وأُوضحَ ذلك في جميع الكتب السماويّة المقدّسة وبلسان جميع الأنبياء، ولهُ درجةُ قربٍ من ربّه ليسَ بمقدور الأعمّ الأغلب من البشر الوقوف على كُنهها والإشارة اليها.

ومن ذلك ما أوحى اللهُ عزَّ وجلَّ حسب ما في الكتب المقدسة وما ورد على لسان أنبياءه العظام، أنّ الله سيبدأُ حكمَهُ في الأرض بمجيء المنجي الذي إدّخَرَهُ ليومه الموعود، ويُظهرُ دينهُ على الدين كلّه، وإنّهُ هو الذي يُطهّرُ الأرضَ من الظلم والجور ويملأُها قسطاً وعدلاً، ويُحقّقُ حُلُمَ الأنبياء، ويسخّرُ الله لهُ الكون، ويعطيه كلَّ العلم الخاص بهذه النشأة فيكتملُ بذلك العلم فيصلُ الناسَ ببركة وجوده الى مرحلة من الكمال فائقةٌ في كُلّ أبعادها.ولقد ذكرهُ الأنبياءُ والأولياءُ بكلّ جميلٍ(١) وتمنّوا أن يخدموهُ بأنفسهم والحضور في دولته في آخر الزمان وسَلَّوا أنفسهم بذكره، وفدَّوهُ بأرواحهم وأهليهم، وأظهروا بذلك حبَّهم وعشقهم الأبديّ لوريثهم الشرعي، ومكمل مسيرتهم الطويلة الشاقة، ومدرك ثأرهم.(٢) وأما الإشارة الى ضرورة وجوده(٣) فتكمن في أنَّ الحكيم المطلق لمّا خَلَقَ الإنسان بأحسن تقويمٍ لحكمةٍ بالغةٍ وأمرٍ عظيمٍ وهدفٍ كبيرٍ وليسَ لأمرٍ عاديٍّ عابرٍ، أو للَهوٍ أولعبٍ كان منه سبحانه وتعالى، وأرادَ لَهُ الكمال، وجب عليه بلطفه أن يُرسلَ الرسل مبشّرين ومنذرين، وين-زّلَ الكتب لإخراج الناس من الظلمات الى النور، في كلّ فترات الحيرة والضلالة والبعد عنهُ، وأن يُسعفهم ويُخلّصهم إذا اشتبكت عليهم أغلالُ الظالمين، واشتملت عليهم أصفادُ الكافرين، وأُحكمت عليهم قبضةُ إبليس وجنده المارقين ؛ وكلُّ ذلك حادثٌ في آخر الزمان كما ورد بالتواتر في جميع الأديان، لذا وجبَ عليه بلطفه ومنّه وكرمه وكما وَعَدَ هوَ بنفسه تقدّست أسماؤهُ أن يظهرَ المخلّصَ الأعظم، ولعلَّ في المبحث التالي إثباتٌ لتلك الحقيقة.

____________________

(١) عن أبي جعفر (ع): يكون هذا الأمر في أصغرنا سنَّاً، وأجملنا ذكراً، يورثهُ اللهُ علماً، لايكلهُ الى نفسه). عقد الدرر: ص٤٢.

(٢) انظر: المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص ٣٤٧ وما بعدها في موضوع: يجب أن يكون امام العصر موجود، وفيه أيضاً استدلالاً لطيفاً لأحد العلماء، عن قصص العلماء، ص١٠٠.

(٣) انظر: المهدي المنتظر بين الدين والفكر البشري، ص ٢٠، في موضوع ضرورة الإمام واستدلاله اللطيف في ذلك.

٤٥

المبحث ألأول: ضرورة وجود المنجي

إنّ من أعظم منن الله تبارك وتعالى على خلقه هو الأخذ بأيديهم الى درجات الكمال التي رسمها لهم فاطرُ السموات والأرض ومدبّرها، فهو لا ولن يترك خلقه سداً ولو ليوم واحد أو للحظة واحدة، وهذا واضح لايخفى على كلّ ذي عقل ؛ فقد إبتدأ سبحانه وتعالى بلطفه مسيرةً طويلةً، ورسم خطّاً مقدّساً منيراً يستطيع أن يلمسه ويتفحّصه جميع البشر بشكل مباشر ويسيرون عليه وتثبت عليه أقدامهم، وذلك من خلال إرسال الأنبياء والرسل والكتب السماويّة المقدّسة ونصب أعلام الهدى الرّبّانيين منذ الفجر الأول للإنسانية وعلى كرّ الدهور والأيام والى يومنا هذا.

وبفيضه ورأفته ورحمته سدّد أحباءه وأولياءه وأهل الكرامة عليه بالأدلّة الدامغة والبراهين الساطعة والمعجزات الباهرة ،ووقف معهم بمقامه الشامخ المنيف في خندق واحد يدافعُ عنهم ويذبُّ عنهم الأعداء، وشدّ أزرهم بقوّته القاهرة وملائكته المسوّمين والمردفين، وأخبرهم بأنّه معهم يسمع ويرى، فهزم بجنده القليلين المستضعفين جيوش الشرّ والمستكبرين الذين كانوا يفوقونهم بالعدّة والعدد وبحشودهم المليونيّة لأنّهم لم يزالوا ملوك الأرض وأسباب الدنيا بأيديهم، فقد هاجم فرعون بكليمه موسى (ع) فانتصر عليه وأكذب ربوبيّته وقتله، وهاجم نمرود بخليله إبراهيم (ع) وفضحه وأخزاه ودمّره، وزحف على جالوت وطواغيته بقائد جيشه الظافر طالوت (ع) فأراح البلاد والعباد من جبروته وغطرسته.الخ.

٤٦

وهكذا دواليك فهذا ديدنُهُ وخُلُقه، وهكذا هي سنَنُهُ الربانيّه عزّ وجلّ التي ليس لها تبديل وليس لها تحويل وهي جارية في كلّ عصر وزمان. وقد أثبت ذلك بشكل قاطع في القرآن الكريم حيث قال عزّ من قائل :

- (فلم يكُ ينفعُهُم إيمنهُمُ لما رأوا بأسنا سنَّتَ الله التي قد خَلَت

في عباده وخَسرَ هنالكَ الكفرون ).(١)

- ( سنّة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنّة الله يبديلا ً)(٢) .

- ( سنّة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنّة الله تبديلا ً)(٣) .

- ( فلن تجد لسنّت الله تبديلا ًولن تجد لسنّت الله تحويلا ً)(٤) .

ثمّ إنّه تبارك وتعالى في كلّ تلك الأحداث الكبيرة وغيرها من الأحداث المروّعة والمريرة والمنعطفات الخطيرة، نراه يوطّد هذا الخطّ المبارك بشكل يدهش الألباب ويحيّر الأفكار ويلفت الأنظار على طول مسير الحياة الإنسانية بالتسديد الغيبي والنصرة والإنارة والتبيين.، حتى صار هذا السراط الإلهيّ المستقيم صلباً منيعاً وذا جذور عميقة ثابتة يصعب على كلّ الظالمين محوه ودثره أو إزالته أوتجاهله، ولكنّهم وبحسب سجايا الإنحطاط والدّناءة التي تغمرهم يحاولون في كلّ عصرٍ وزمانٍ الإلتفاف عليه لتمويه أفعالهم القبيحة لفترة من الزمن وذلك لنيل مآربهم الخسيسة.

هذا وقد آلى الله سبحانه وتعالى على نفسه المقدّسة ووعد المؤمنين من عباده وعداً حتميّاً، وعهد اليهم عهداً قطعيّاً، وكتب ذلك على نفسه المقدّسه، وبيّنه لعموم البشريّة عندما أثبته في كتبه المقدّسة وبشّر به على لسان أنبياءه ورسله (ع) ؛بأنّه لابدّ من أن يظهر دينه على الدين كلّه ولو كره المشركون، وينصرَ أولياءه وعباده المستضعفين ويجعلهم أئمّة ويجعلهم الوارثين(٥) ، وأنّه يدّخر لذلك خليفته الأعظم وهو المصلح في آخر الزمان الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً وينتقم به لدماء الأنبياء والرسل والشهداء والمظلومين، ويدرك به ثأرَهُ المقدَّس، ويقيم به أحكامه وشرائعه، ويغدق به نعماءه، ولكي يُريَ جميع البشر وغيرهم من عوالم خلقه الأُخرى فَرَجَهُ الأعظم وكيف يكون حكمه تبارك وتعالى(٦) بواسطة وليّه وممثله الشرعي وقوانينه الربوبيّة الرائعة التي مارآها البشر ولاغيرهم يوماً ما قطُّ على وجه هذا الكوكب الذي مرَّ بكلّ أنواع الجور والظلم وسفك الدماء والمحن والمآسي.الخ.

____________________

(١) غافر: ٨٥.

(٢) الفتح :٢٣.

(٣) الأحزاب: ٦٢.

(٤) فاطر: ٤٣.

(٥) انظر: الطُّورُ المهدوي، ص٩٤ - ٩٦ في موضوع: قاعدة النصر الحتمي للمؤمنين.

(٦) انظر: المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص١١٩- ١٢٧، في موضوع: ملكوت الله عند السيد المسيح، يعني حكم الله في آخر الزمان وحتميته ووقت حدوثه وشرحه ومصاديقه.الخ.

٤٧

هذا وقد أخبر عزّ وجلّ أنبياءه ورسله مراراً وتكراراً، وأثبت ذلك في كتبه المن-زلة بأنّه سيستفحل الشر في آخر الزمان(١) حتى يورق ويثمر القتله والجزّارين والسفاحين والمتشيطنيين العفنيين والجاحدين والمشركين والكافرين ،حتى يظهرالتغيُّرُ الفساد في البرّ والبحر وفي كلّ مكان(٢) ، وأنَّهُ سيكون هناكَ تصادماً عنيفاً مع الشريعة الإسلامية المقدَّسة والأُمة المؤمنة من جانب وقوى الكفر والإستكبار العالمي(٣) ؛ فيستغيث الأنبياء والرسل والأولياء والقديسون والشهداء إستغاثةَ الغريق ببارئهم(٤) ليُدرِكَ ثأرهم ويأخُذَ بحقّهم ولينقذ أتباعهم المؤمنين المستضعفين الذين لازالوا يبادون ويُطهّرَ الأرض التي ملئوها ظلماً وجوراً بواسطة رجل الله المقدس الموعود فيملأها عدلاً وقسطاً.(٥)

ووعد أنّه سينتقم من اولئك المجرمين جمياً إنتقاماً مرعباً مخيفاً ليس له مثيل ولم يكن له نظير بواسطة وليّه وخليفته المنتقم من الظالمين ومصلح الكون ومنجي المستضعفين ومنقذ المنكوبين وأمل المحرومين، فمن تشرَّفَ برُؤيةِ وجهه المبارك كان كمن رأى وجوه جميع الأنبياء والأوصياء لأنّه وريثهم الشرعي ومكمل بنيانهم الذي أسّسوا، ومن سمعه كان كمن سمع جميع الرسل والمقدّسين فهو لسانهم الصادق في الآخرين، ومن صلىّ خلفَهُ، يكون قد صلى خلف ( رسول الله )صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنه خليفتهُ.(٦)

ويحكم بحكم داود (ع ) ولايحتاجُ الى بيّنةٍٍٍ أو شهود، بل يلهمهُ اللهُ تعالى فيحكم بعلمهِ(٧) .الخ.

ويجدرُ بنا أن نبيِّنَ هنا شيئاً من العقائد التي يؤمنُ بها البشر في هذا الصدد :

____________________

(١) انظر: ماقبل نهاية التأريخ، ص١٠٨ وما بعدها في موضوع: نموذج الإنحراف البشري قبل الظهور.

(٢) للمزيد، انظر: جولةٌ في حكومة الإمام المهدي (ع)، ص ٣٧ - ٥١.

(٣) انظر: ماقبل نهاية التأريخ، ص ١٥٣، وما بعدها في موضوع: التصادم مع الشريعة الإسلامية والأمة المؤمنة من قبل النظام العالمي.

(٤) كما سيمرُّ بنا في الفصل الثالث في موضوع: دعاء الأنبياء لمنجي العالم.

(٥) للمزيد انظر: الطُّورُ المهدوي، ص ٢٥ ومابعدها في موضوع: البعد الكوني للمهدوية، وص ١٧٩، ومابعدها في موضوع: حتمية الطور المهدوي.الخ.

(٦) الهداية، ص ٤٢ - ٤٥. الغيبة للنعماني: ٧٥ ضمن ح ٩ عن سليم بن قيس: ٢ / ٧٠٧ عن شيخ من نسل حواري عيسى بن مريم، والاعتقادات: ٩٥، وكمال الدين: ١ / ٢٥١ ضمن ح ١، وص ٢٨٠ ح ٢٧ عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وص ٣٣١ ضمن ح ١٦ عن الباقرعليه‌السلام ، وص ٣٤٥ ضمن ج ٣١ عن الصادقعليه‌السلام ، والغيبة للطوسي: ١١٦، وكفاية الأثر: ٨٠، وص ٩٩ عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثله. كمال الدين: ١ / ٢٨٤ ح ٣٦ عن رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وص ٥٢٧ ضمن ح ١ عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وص ٣٣٢ ح ١٧ عن الباقرعليه‌السلام ، وكفاية الأثر: ٢٢٥ عن الحسن بن عليعليه‌السلام نحوه. البيان في أخبار صاحب الزمان :ص١٠٩، ص١١٠، وص١١٢، وص ١١٣، وص ١١٧، وص ١٢٤، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي:ص ١٩١، وص٢٩٢، وص ٢٩٣، والعرف الوردي في أخبار المهدي: ٦٤، وص ٧٨، وص ٨١، وص ٨٦. والبرهان في علامات مهدي آخر الزمانعليه‌السلام : ١٥٨ ح ١، وص ١٦٠ ح ٧ وح٨ و ح ٩ نحوه، وص ١٧٦ مثله. انظر صحيح مسلم: ١ / ٩٤، وص ٩٥، وشرح سنن ابن ماجة: ٢ / ٥١٤، ومسند ابن حنبل: ٣ / ٣٤٥، وص ٣٦٧، وص ٣٨٤، و ج ٤ / ٢١٧.

(٧) قال الصادقُ (ع): ( إذا قامَ قائمُ آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حكمَ بين الناسِ بحكم داود، ولايحتاجُ الى بيّنةٍ، يلهمهُ الله تعالى فيحكم بعلمه ). روضة الواعظين، ص ٢٦٦. بصائر الدرجات، ج٥، ص ٢٥٩.

٤٨

اولاً :العقائدُ العامّةُ لجميع البشر بمنجي العالم وحتميّة مجيء يومه الموعود

إنّ‌ امرَ منجي العالم المنتَظر‌، وقوة‌ ظهوره‌، وشدّة‌ نوره‌، قد إخترق‌ جميع‌ العوالم‌ عبر الدهور ولم يقف‌ عند حدٍّ وأمدٍٍ أبدا ً! لذا نجد ان‌ جميع‌ البشر(١) على وجه‌ الارض‌ سواء كانوا من‌ اهل‌ الديانات‌ السماوية ‌او من‌ اهل‌ المذاهب‌ والفلسفات‌ بما فيها الوثنية‌ والالحادية‌ وغيرهم‌، يلهجون ‌بذكر المصلح‌ والمنقذ لسكان‌ العالم‌.(٢)

وقد كان للفطرة الإنسانية دورٌ كبيرٌ في ترسيخ هذه العقيدة وغرسها في النفوس، وأنَّ الله تباركَ وتعالى لم يقطع أملَ الإنسانية في كلّ عصرٍ من العصور، وهو نوعٌ من التربية الرَّبّانيَّة لعموم البشر ولطفٌ محضٌ، وقد عبَّر عن هذه الحقيقة أَحدُ أعاظم العلماء يقوله:

(. ليسَ المهدي(٣) تجسيداً لعقيدةٍ إسلاميةٍ ذات طابعٍ دينيٍّ فحسب، بل هو عنوانٌ لطموح ٍ اتَّجهت اليه البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها، وصياغةٍ لإلهامٍ فطري. ) الخ.(٤)

وعلى سبيل المثال لاالحصر، فإنّ أصحاب‌ الديانة‌ (البرهمية‌) يعتقدون‌ بمخلص‌ الانسان(٥) ، ويعتقد البوذيّون‌ ب- (المولود الوحيد ومخلّص‌ العالم‌)(٦) ، وهو: المنتظر عندهم وهو ( بوذا الخامس )(٧) ، واما العقيدة‌ (المانويّة‌) فانها‌ ترى‌' ان‌ المسيح ‌اختفى وسيعود في‌ المستقبل(٨) . وما الى‌ ذلك‌.

____________________

(١) انظر: المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة ،ص ١٩٢ وما بعدها في موضوع: عقائد الأمم في المهدي (ع). و: المهدي المنتظر بين الدين والفكر البشري، ص ٢٠، تحت عنوان: فكرة المخلص المنتظر.

(٢) انظر: المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص ١٩١ وما بعدها في موضوع: عقائد الأمم في المهدي (ع).

(٣) الإمام المهدي (ع): هو منجي العالم في عقائد المسلمين.

(٤) كتاب: بحثٌ حول المهدي، ص ٧، وما بعدها. وانظر: المهدي المنتظر بين الدين والفكر البشري، ص ٢٠، تحت عنوان: فكرة المخلص المنتظر: سادت هذه الفكرة ومازالت لدى كلّ الأديان المعروفة، وبشكلٍ خاص الأديان السماوية نتيجةً لإخبار أَصحاب الرسالات السماوية بها.الخ.

(٥) د: على عبد الواحد، ألأسفار المقدسه: ص١٢٨ - ١٣٠.

(٦) د: على عبد الواحد، ألأسفار المقدسه: ص ١٣٠.

(٧) المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص ١٩١، في موضوع: عقائد الأمم في المهدي (ع).

(٨) الفرق الاسلاميه: ص٣٠.

٤٩

وأما الزرادشتية: فانَّهم ( يترقبون موعوداً في كتبهم، ككتاب أوستا و زند و رسالة جاماسب و دينيك و زرادشت، وهو الموعود الثالث عندهم ويلقّبونهُ ب- ( سوشيانت المنتصر ) حيث قالوا:

( إن سوشيانت المزدية بمثابة كريشناي البراهمة، وبوذا الخامس لدى البوذية، والمسيح لدى اليهود، وفارقليط عند العيسوية، وبمنزلة المهدي لدى المسلمين ).(١)

وأما الهنود: فقد ( ذكروا منقذاً موعوداً في كتبهم، ككتاب ( مهابهاراتا ) وكتاب (بورانهها)، وقالوا: ( تذهب الأديان جميعاً الى أنه في نهاية كلّ مرحلةٍ ٍمن مراحل التأريخ يتجهُ البشرُ صوبَ الإنحطاط المعنوي والأخلاقي وحيث يكونون في هبوط فطري وابتعاد عن المبدأ، ويمضون في حركتهم مضيَّ الأحجار الهابطة نحو الأسفل، فلا يمكنهم أنفسهم أن يضعوا نهايةً لهذه الحركة التنازلية والهبوط المعنوي والأخلاقي، إذاً فلا بدَّ من يومٍ تظهرُ فيه شخصيةٌ معنويةٌ على مستوىً رفيع تستلهمُ مبدأ الوحي وتنتشلُ العالمَ من ظلمات الجهل والضياع والظلم والجور ).(٢)

ويعتقدُ اليهود بان‌ المصلح‌ المنتظر في‌ آخر الزمان‌ هو «ايليَّا»، واما المسيحيون ‌فيعتقدون‌ بانه‌ «عيسي‌ بن‌ مريم‌»(٣) . وأنّ ( إيليَّا ) هذا، وكما يعتقد اليهود هو: نبيٌّ يأتي في آخر الزمان فينصره الله تعالى وينتقم من الظالمين، هذا وتضجُّ أسفارُ توراتهم وآثارهم بانتظار موعود مخلّصٍ، كما في كتاب: ( نبوءة هيلد ) و ( بشارات العهدين) ص٧ وما بعدها، و ( دانيال النبيّ ) و ( النبيّ حجّي ) و ( النبيّ صفينا ) و ( النبيّ إشعيا)، وكلّها مطبوعةٌ ضمن الكتاب المقدّس ( التوراة ).(٤) فأمّا قولهم بأنّه نبيٌّ فهو باطلٌ بسبب ختم النبوّات والرسالات بالنبيّ والرسول الخاتم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولانبيّ بعده قطعاً ؛ ومادامت هذه البشارة صحيحةٌ وثابةٌ فيبقى لها وجهٌ واحدٌ للحقّ والصدق بعد دراسة هذه العبارة والتمعّن فيها.

____________________

(١) المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص ١٩١.عن دائرة المعارف الفارسية، الجزء الأول، ص١٣٧٣. انظر: الإمام المهدي في كتب الأُمم السابقة والمسلمين، ص٥٢.

(٢) المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص ١٩١.عن شمس المغرب، للحكيمي، ص٥٣. انظر: الإمام المهدي في كتب الأُمم السابقة والمسلمين، ص٥٣ - ٥٤.

(٣) انظر اصول الدين: ص٣٦٧.

(٤) المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص ١٩١. انظر: الإمام المهدي في كتب الأُمم السابقة والمسلمين، ص٥٥ - ٥٧.

٥٠

فلو قارنّا بين اسمي (ايليَّا ) و (عليّا ) لفُتحَ لنا عالمٌ آخر، فلعلَّ المراد هو البشارة بمجيء عليّ (ع) سواءٌ بمجيئه الأوّل مع النبيّ محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوالثاني وذلك في زمن الرجعة فقد جاءت بذلك الأخبارالشريفة وليس هنا مجال بحثه، ولكن لو رجعنا الى الإنجيل لسهل الأمر أكثر، حيث جاء في‌ الانجيل‌ قوله‌ :

( وهذه‌ شهادة‌ُ يوحنا، حين‌ َ أرسَلَ‌ اليهودُ من‌ أورشليم كهنةً‌ ولاويّينَ ؛ليسألوه: من ‌انت ‌؟ فاعترف، ولم‌ ينكر، وأقرَّ: أني‌ لست‌ُ أنا المسيح.فسألوه‌: إذن‌ ماذا ؟ إيليَّا ؟ فقال‌: لست‌ُ أنا. النبي‌ ُّ أنت ‌؟ فأجاب: لا ).(١) فانَّ المراد بايليَّا ليسَ‌ الياساً - كما ربّما يُدّعى - وذلك‌ لانه‌ قد كان‌ قبل‌ عيسى بقرون ‌،فلا بد أن‌ يكون‌ المقصود به‌ رجلاً يأتي‌ بعد عيسى. وكذلك‌ الحال‌ بالنسبة‌ الى‌النبي‌ الذي‌ سألوه‌ عنه‌.

ومن‌ المعلوم‌ انه‌ لم‌ يأت‌ بعد عيسى غير نبينا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،واوصيائه‌عليهم‌السلام فلعل‌ المقصود بالنبي‌ هو محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبايليَّا وصيّه‌ُ علي‌ّعليه‌السلام .(٢)

ويعتقد النصاري‌: أن‌ المسيح‌ (ع) قُتلَ‌ وصُلبَ‌ ودٌفنَ‌ ثم‌ قام‌ في‌ اليوم‌ الثالث ‌وصعد الى‌ السماء وجلس‌ عن‌ يمين‌ ابيه‌ وهو مستعد للمجي‌ء تارة‌ اخرى للقضاء بين‌ الاموات‌ والاحياء.)(٣) .

____________________

(١) انجيل يوحنا :الاصحاح الأول، الفقرات (١٩ - ٢١ ) الأصل العبري.سفر يوحنا، ١: ١٩ - ٢١، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص ١٢٥.العهد الجديد، سفر يوحنا، الإصحاح ١، الفقرات ١٩ - ٢١، الكتاب المقدّس باللغة العربية ٧٣ سفراً، مصر.

(٢) الصحيح من سيرة النبى ألأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ج٢ ص٢٢٠.

(٣) الملل والنحل: ج١ ص٢٢٧ باختصار شديد من ملخص عقيدة النصارى. و أُنظر: المسيح المنتظر ونهاية العالم، ص ١٥٨ في موضوع عودة المسيح (ع)، وكذلك تواتر الأحاديث في نزوله، ص ٢٠٦، والرجاء المبارك لدى النصارى بنزول عيسى (ع) في ص ٢٥٠، وأنَّ رجوعهُ ونزولهُ حقٌّ يقينٌ حتميٌّ لاشبهةَ فيه كما في: دانيال: ٧/ ١٣، وإنجيل يوحنا: ٤/٢٨، وسفر ألأعمال: ١ / ١٠ - ١١، ورؤيا يوحنا: ١ / ٧ , ورؤيا يوحنا: ٢٢/ ٧، ورؤيا يوحنا: ٢٢ / ١٢.

٥١

وأما بشأن عقيدة المسيحيين بكون المنجي هو عيسى (ع): فمن المعلوم عند جميع فرق المسلمين وهو حقٌّ لاريبَ فيه: اقتران‌ ظهور المهدي‌ المنتظر (عج‌) مع‌ نزول‌ عيسى(ع) من‌ السماء، وقد تواترت(١) روايات المسلمين في ذلك، ومن مضامينها:

( ان عيسى ين-زل وقد صلى الامام وهو المهدىُّ بالناس، العصر، وقيل: الصبح، فيتأخر فيقدمه عيسى، ويصلى عيسى خلفه. وما نزل عيسى على مقتضى هذه الأخبار الا بعد نفوذ دعوة الامام واجتماع الناس عليه فيكون مصدقا لدعوة الامام في دعواه، وقوة له وعونا. )(٢)

من هنا فقد وقع أتباع معظم الديانات التي سبقت الإسلام ،وخاصةً المسيحية منها، في إرباكٍ كبير وخلط واسع بين البشارات الخاصة ب- (منجي العالم ) والبشارات الخاصة ب- (نزول عيسى -ع - من السماء ورجوعه الى الأرض مرةً ثانية )،وذلك لكون مجيئهما وحضورهما في عصر واحد، وبسبب التشابه الكبير بين نصوص البشارات الخاصة بكلّ واحدٍ منهما، وعدم إطّلاعهم على بشارات القرآن والنبيّ الأكرم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأتباعه الصالحين (رض) بخصوص هذا الأمر، وإعتمادهم كليّاً ووقوفهم على ماقاله السلف والآباء حول تفسير هذه البشارات الواردة في كتبهم المقدسة - وهذا موضوعٌ خصبٌ يطول بحثه وليس هنا محلّه - لذا فقد غابت عنهم حقيقةٌ إلهيّة ٌمهمةٌ لطالما نادى بها الدين الإسلاميّ الحنيف عبرَ القرآن الكريم والرسول محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمَّة الأطهار من أهل بيته (ع) وصحبه أجمعين ؛ إذ يملكُ الأسلامُ في هذا الموضوع صورةً ربّانيّةً مشرقةً وواضحةً لها عمقُها وبعدُها التأريخيّ والعقيديّ، فقد قال الله تباركَ وتعالى في كتابه العزيز :

____________________

(١) وكونها متواترةٌ تواتراً معنويّاً في نزول المسيح (ع)، أُنظر: المسيح المنتظر ونهاية العالم، ص٢٠٦.

(٢) العمدة، ص٤٣٨.

٥٢

( إذ قالَ اللهُ يعيسى إنّي مُتوفيّكَ ورافعُكَ إليَّ ومطهّرُكَ من الذين كفروا وجاعلُ الذينَ اتَّبعوكَ فوقَ الذينَ كفروا الى يوم القيامة ثُمَّ إليَّ مرجعكم لإَأَحكُمُ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ).(١)

وجاء في الخبر أيضاً: (. قال تعالى لعيسى: أَرفعُكَ إليَّ ثمَّ أُهبطكَ في آخر الزمان لترى من أُمَّة ذلك النبيّ العجائب، ولتعينهم على اللعين الدَّجال، أُهبطُكَ في وقت الصلاة لتصلّي معهم، إنَّهم أُمَّةٌ مرحومةٌ ).(٢)

____________________

(١) سورة آل عمران: آية ٥٥، و( متوفيك) هنا: ليس بمعنى، توفّى الله فلاناً: قبض روحه، انظر القاموس الفقهي، د. سعدي أبو حبيب، ص ٣٨٤، حرف الواو. ولكن هنا بمعنى إني آخذك إليَّ تاماً وافياً لابعيب ولانقص ورافعك الى سمائي أو الى كرامتي.، أو كما قيل بالتقديم والتأخير وأن المعنى: رافعك ومتوفيك. الخ، وسمى رفعه إلى السماء رفعا إليه: تفخيما لأمر السماء يعني: رافعك لموضع لا يكون عليك إلا أمري. كما قال حكاية عن إبراهيمعليه‌السلام : ( اني ذاهب إلى ربي سيهدين ) أي إلى حيث أمرني ربي، سمى ذهابه إلى الشام ذهابا إلى ربه. الخ. وللمزيد انظر: كمال الدين وتمام النعمة، ص٢٢٥. بحار الأنوار، ج١٤ ص ٢٥٠, و ص ٣٣٥، و ص ٣٣٦، و ص ٣٣٨ ,و ص ٣٤٤، و ص ٥١٦.الخ. تفسير القمي، ج١ ص ١٠٣. الكشاف، ج١ ص٣٤٢. تفسير جوامع الجامع، ج١ ص٢٩١. ففي بحار الأنوار :ج ١٤، ص ٣٤٣ - ٣٤٤ :

( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ) قيل في معناه أقوال: أحدها أن المراد به أني قابضك برفعك من الأرض إلى السماء من غير وفاة بموت عن الحسن وكعب وابن جريح وابن زيد والكلبي وغيرهم، وعلى هذا القول يكون للمتوفي تأويلان: أحدهما: إني رافعك إلي وافياً لم ينالوا منك شيئاً، من قولهم: توفيت كذا واستوفيته، أي أخذته تاماً. والآخر: إني متسلمك، من قولهم: توفيت منك كذا أي تسلمته. وثانيها: إني متوفيك وفاة نوم، ورافعك إليَّ في النوم، عن الربيع، قال: رفعه نائماً، ويدل عليه قوله: ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ) أي ينيمكم، إن النوم أخو الموت، وقوله: ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ). وثالثها: إني متوفيك وفاة موت، عن ابن عباس ووهب، قالا: أماته الله ثلاث ساعات. وأما النحويون فيقولون: هو على التقديم والتأخير، أي إني رافعك ومتوفيك، لان الواو لا توجب الترتيب بدلالة قوله: ( فكيف كان عذابي ونذر) والنذر قبل العذاب وهذا مروي عن الضحاك. ويدل عليه ما روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: عيسىعليه‌السلام لم يمت وإنه راجع إليكم قبل يوم القيامة. وقد صح عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ؟ رواه البخاري ومسلم في الصحيحين، فعلى هذا يكون تقديره: إني قابضك بالموت بعد نزولك من السماء. وقوله: ( ورافعك إلي) فيه قولان: أحدهما: أني رافعك إلى سمائي والآخر أن معناه: رافعك إلى كرامتي، ومطهرك من الذين كفروا، بإخراجك من بينهم فإنهم أرجاس، وقيل: تطهيره منعه من كفر يفعلونه بالقتل الذي كانوا هموا به لان ذلك رجس طهره الله منه. الخ.

(٢) كمال الدين وتمام النعمة، ص ١٦٠. الجواهر السنية، ص ١١٣. حلية الأبرار، ج ١، ص ١٦٩. آمالي الصدوق، ص ١٦٠. بحار الأنوار، ج ١٤ ص ٢٨٦، وج ١٦ ،ص ١٤٥ ب ٨ ح١، وج ٥٢ ص ١٨١ ب ٢٥ ح ١ آخره. الزام الناصبب، ج ١، ص ١٦٠، عن العوالم. اعلام الورى، ج١ ص ٦٠. الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة، ص ٣٠٠. الإيمان والكفر، ص ١٣٧،. الخ.

٥٣

هذا وقد صرَّحَ عيسى (ع) بأنّه ليسَ هو المنجي للعالم في آخر الزمان، بل هناك من يأتي ويطلبُ بحقّ الجميع بما فيهم عيسى (ع) نفسه، كما في قوله: ( أنا لا أطلُبُ مجداً لي. هناكَ من يطلُبُهُ لي ويحكم ).(١) وأمثالُ هذا كثير ٌ لمن تمعَّنَ وتدبَّرَ في الكتب المقدَّسة.

ثمّ (أنَّ المفسّرينَ الإنجيليّين َيقولون: المبشَّر به في هذه الآيات(٢) ، لم يولد حتى الآن، ولانعرفُ لها تفسيراً واضحاً، حتى يُولد فنعرف كيف هو وأنّى).(٣)

بل إنَّ الكثير من سنخ هذه الآيات كما عبَّروا تعتبرُ ألغازاً بالنسبة لهم، ولم يستطيعوا الوقوفَ على تفسيرها لما بيَّنّا ومرَّ آنفاً.

واعتقاد اهل‌ السنة‌: انه‌ سيظهر في‌ آخر الزمان‌ مهدي‌ يقوم‌ بالسيف‌ وانه: (قد تواترت‌ الاخبار واستفاضت‌ بكثرة‌ رواتها عن‌ المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . بخروجه‌، وانه‌من‌ اهل‌ بيته‌، وانه‌ يملك‌ سبع‌ سنين‌، وانه‌ يملا الارض‌ عدلاً، وانه‌ يخرج‌ مع‌ عيسى علي‌ نبينا وعليه‌ افضل‌ الصلاة‌ والسلام‌. وانه‌ يؤمُّ‌ هذه‌ الامة‌ ويصلي‌ عيسى خلفه‌ ).(٤)

____________________

(١) انجيل يوحنا ٨: ٥٠، العهد الجديد، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس ،ص ١٦٩. المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص ٦٠ - ٦٨. انجيل يوحنا٨: ٥٠،الكتاب المقدّس باللغة العربية ٧٣ سفراً، مصر.

(٢) والآيات التي عَنَوها هي في: رؤيا يوحنا ٢: ٢٦ - ٢٩. رؤيا يوحنا ١٢: ١ - ١٧. إنجيل متى: ٢٤. انظر: المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص١٠٣ - ١٠٧.

(٣) المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص١٠٣ - ١٠٨.

(٤) الصواعق المحرقه :٩٩. أصول الدين: ص٣٨٣ - ٣٨٤

٥٤

ويعتقدون‌ أيضاً:

ان‌ المهدي‌: «من‌ اشراط‌ الساعة‌ وانه‌ لا بد في‌ آخر الزمان‌ من‌ ظهور رجل‌ من‌ اهل‌البيت‌ يؤيد الدين‌ ويظهر العدل‌ ويتبعه‌ المسلمون‌ ويستولي‌ على الممالك ‌الاسلامية‌، ويسمى - المهدي‌ - ).(١) وانهم‌ ليرون‌ في‌ ذلك‌ ما يراه‌ الشيخ‌ عبد العزيز بن‌ باز رئيس‌ الجامعة‌ الاسلامية‌ في‌المدينة‌ المنورة‌ اذ يقول: ان‌ «امر المهدي‌ امر معلوم‌ والاحاديث‌ فيه‌ مستفيضة‌ بل‌متواترة‌ متعاضدة‌. فهي‌ بحق‌ تدل‌ على ان‌ هذا الشخص‌ الموعود؛ امره‌ ثابت‌ وخروجه‌ حق‌ ».(٢) ولقد لخَّص‌ هذه‌ الحقيقة‌ العالم‌ العراقي‌ السني‌ الشيخ‌ صفاء الدين‌ آل‌ شيخ‌ الحلقة ‌فقال: «واما المهدي‌ المنتظر فقد بلغت‌ الاحاديث‌ الواردة‌ فيه‌ حداً من‌ الكثرة‌ يورث‌الطمأنينة‌ بان‌ هذا كائن‌ في‌ آخر الزمان‌، فيعيد للاسلام‌ سلامته‌ وللايمان‌ قوته‌وللدين‌ نضارته‌. وهي‌ متواترة‌ بلا شك‌ ولا شبهه‌، بل‌ يصدق‌ وصف‌ التواتر على‌ ما دونها، على‌جميع‌ الاصطلاحات‌ المحررة‌ في‌ الاصول‌».(٣)

وهكذا فان‌ نور الامام‌ المنتظر (عج‌) قد إخترق‌ افهام‌ العلماء واستقرّ في‌ جوانحهم‌ منذ احقاب‌بعيدة‌ جداً، فجعلهم‌ يسارعون‌ في‌ تأليف‌ الكتب‌ والرسائل‌ الخاصة‌ به‌(عج‌)، انطلاقاً من‌ ايمانهم‌ به‌ وتصحيحاً للاخبار الواردة‌ فيه‌، لتعرف‌ الاجيال‌ من‌ بعدهم‌جلية‌ الامر وواقعه‌ كما ورد في‌ التشريع‌ على‌ لسان‌ النبي‌ الاعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ‌، وكان‌ من‌ جملة‌ اولئك‌ على‌ سبيل‌ التمثيل‌ لا الحصر:

____________________

(١) المهدى والمهدويه :ص١١٠. أصول الدين: ص٣٦٨.

(٢) مجلة الجامعه الاسلاميه: العدد ٣ ص ١٦١- ١٦٢، أصول الدين: ص٣٦٨.

(٣) أصول الدين: ص٣٧١.

٥٥

١ - عباد بن‌ يعقوب‌ الرواجني‌ المتوفي‌ سنة‌ ٢٥٠ ه-: له‌ كتاب‌ «اخبار المهدي‌».

٢ - ابو نعيم‌ الاصبهاني‌ المتوفي‌ سنة‌ ٤٣٠ ه-: له‌ كتاب‌( اربعين‌ حديثاً في‌ امرالمهدي‌»(١) ، وكتاب‌ «مناقب‌ المهدي‌»، وكتاب‌ «نعت‌ المهدي‌».(٢) ٣ - محمد بن‌ يوسف‌ الكنجي‌ الشافعي‌ المتوفي‌ سنة‌ ٦٥٨ ه-: له‌ كتاب‌ «البيان‌ في‌اخبار صاحب‌ الزمان‌» - مطبوع‌.

٤ - يوسف‌ بن‌ يحيي‌ السلمي‌ الشافعي‌ المتوفي‌ سنة‌ ٦٥٨ ه-: له‌ كتاب‌ «عقد الدررفي‌ اخبار المهدي‌ المنتظر».(٣)

٥ - ابن‌ قيم‌ الجوزية‌ المتوفي‌ سنة‌ ٧٥١ ه-: له‌ كتاب‌ (المهدي‌).٦ - ابن‌ حجر الهيتمي‌ الشافعي‌ المتوفي‌ سنة‌ ٨٥٢ ه-: له‌ كتاب‌ «القول المختصر في‌علامات‌ المهدي‌ المنتظر».(٤)

٧ - جلال‌ الدين‌ السيوطي‌ المتوفي سنة‌ ٩١١ ه-: له‌ كتاب‌ «العرف‌ الوردي‌ في‌اخبار المهدي‌» - مبطوع‌ - وكتاب‌ «علامات‌ المهدي‌». ٨ - ابن‌ كمال‌ باشا الحنفي‌ المتوفي‌ سنة‌ ٩٤٠ ه-: له‌ كتاب‌ «تلخيص‌ البيان‌ في‌علامات‌ مهدي‌ آخر الزمان‌».(٥)

٩ - محمد بن‌ طولون‌ الدمشقي‌ المتوفي‌ سنة‌ ٩٥٣ ه-: له‌ كتاب‌ «المهدي‌ الى‌ ما ورد في‌ المهدي‌».(٦)

١٠ - علي‌ بن‌ حسام الدين‌ المتقي‌ الهندي‌ المتوفي‌ سنة‌ ٩٧٥ ه-: له‌ كتاب‌ «البرهان‌في‌ علامات‌ مهدي‌ آخر الزمان‌»، وكتاب‌ «تلخيص‌ البيان‌ في‌ اخبار مهدي‌ آخرالزمان‌».(٧)

١١ - علي القاري‌ الحنفي المتوفي‌ سنة‌ ١٠١٤ ه-: له‌ كتاب‌: «الرد على من‌ حكم ‌وقضى ان‌ المهدي‌ جاء ومضى»، وكتاب‌: «المشرب‌ الوردي‌ في‌ اخبار المهدي‌».(٨) ١٢ - القاضي‌ محمد بن‌ علي‌ الشوكاني‌ المتوفي‌ سنة‌ ١٢٥٠ ه-: له‌ كتاب‌ «التوضيح‌ من‌ تواتر ما جاء في‌ المهدي‌ المنتظر والدجال‌ والمسيح‌».(٩)

١٣ - مرعي‌ بن‌ يوسف‌ الكرمي‌ الحنبلي‌ المتوفي‌ سنة‌ ١٠٣١ ه-: له‌ كتاب‌ «فرائدفوائد الفكر في‌ الامام‌ المهدي‌ المنتظر».(١٠)

١٤ - رشيد الراشد التاذفي‌ الحلبي‌ المعاصر: له‌ «تنوير الرجال‌ في‌ ظهور المهدي ‌والدجال ‌»(١١) مطبوع.(١٢)

____________________

(١) روى عنه ابن الصباغ المالكى فى الفصول المهمه :٢٧٥.

(٢) روى عنه الحافظ الكنجى الشافعى كثيرا فى كتابه (البيان ).

(٣) توجد منه نسخه مصوّره بمعهد المخطوطات العربيه بالقاهره.

(٤) وردت نصوص منه فى اسعاف الراغبين: ١٣٩، وتوجد نسخ مخطوطه منه فى حلب واستانبول. الخ.

(٥) توجد منه نسخ خطيه فى استانبول.

(٦) ذكره مؤلفه فى كتابه ( ألأئمه ألأثنى عشر ): ص١١٨.

(٧) من الكتابين نسخ مخطوطه فى استانبول،. وغيرها.

(٨) من ألأول نسخه مخطوطه فى الهند، ومن الثاني باستانبول.

(٩) مجلة الجامعه الاسلاميه: العدد ٣ ص١٣١.

(١٠) توجد منه نسخه خطيّه باستانبول.

(١١) انظر ( أصول الدين ): ص٣٧٢ - ٣٧٥.

(١٢) وذكر الشيخ يوسف محمد عمرو ،في كتابه: المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص ١٤٠ - ١٥٨، ثمانية وستين عالماً من أهل السنة: وافقوا الشيعة على تطهير الأرض بواسطة المهدي (ع) ويذكر أسمائهم، ص١٥٢ - ١٥٨.

٥٦

ومايعتقده أتباع أهل البيت (ع) :

أنّ الأرضَ لم تخلو من حجة لله تعالى وهو إمامٌ معصومٌ(١) ،

____________________

(١) انظر: الهداية، ص ٤٥. ٣٨ - وفي قول الله تعالى: ( إنا أرسلناك بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) فاطر: ٢٤. و في سورة الرعد: ٧. تفسير القمي: ١ / ٣٥٩، والاعتقادات: ٩٤، وكمال الدين: ٢٩١. ونهج البلاغة: ٤ / ٣٧ مثله. بصائر الدرجات: ٤٨٦ ح ١٥، والغيبة للنعماني: ١٣٦ ح ١، وص ١٣٧ ح ٢، وعلل الشرائع: ١٩٥ ح ٢. عيون أخبار الرضاعليه‌السلام : ٢ / ١٢٠ ح ١ مثل صدره. راجع بصائر الدرجات: ٤٨٤ باب الأرض لا يخلو من الحجة وهم الأئمةعليهم‌السلام ، وص ٤٨٧ باب في الأئمة إن الأرض لا تخلو منهم ولو كان في الأرض اثنان لكان أحدهما الحجة، وص ٤٨٨ إن الأرض لا تبقى بغير أمام، لو بقيت لساخت، والكافي: ١ / ١٦٨ باب الاضطرار إلى الحجة، وص ١٧٨ باب إن الأرض لا تخلو من حجة، والغيبة للنعماني: ١٣٦ باب ما روي في أن الله لا يخلي أرضه بغير حجة، وكمال الدين: ١ / ٢١١ باب اتصال الوصية من لدن آدمعليه‌السلام وإن الأرض لا تخلو من حجة لله عز وجل على خلقه إلى يوم القيامة، وعلل الشرائع: ١٩٥ باب العلة التي من أجلها لا تخلو الأرض من حجة الله عز وجل على خلقه، والبحار ٢٣ / ٢ باب الاضطرار إلى الحجة وإن الأرض لا تخلوا من حجة. الخ. والمعنى الأعلى المراد من ذلك كلّه هو: انَّ عالم الإمكان لايخلوا من حجة الله تعالى بحالٍٍ من الأحوال قط، وللمزيد من التفصيل: مراجعة دروس سماحة السيد كمال الحيدري، شرح فصوص الحكم للقيصري، ص٥٦ وما قبلها وما بعدها، وهو مايسمى بالخلافة الأسمائية عند العرفاء والخلافة في القرآن تشير الى هذا المعنى وهو يختلف عن المعنى الكلامي والفقهي، وقد وقف السيد الحيدري على هذا المعنى في كتابه التوحيد، الجزء الثاني.

٥٧

وانه الآن غائبٌ مستور(١) وسيظهَرُ بإذن الله في آخر الزمان ليقيم الحقَّ والعدل واسمه المهدي (عج )(٢) .

____________________

(١) مستورأو مغمور. انظر النهاية: ٣ / ٣٨٤.

(٢) الهداية، ص ٣٨ -٤٥: وفيه أيضاً:.وأنه هو الذي أخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم به عن الله عز وجل باسمه ونسبه، وأنه هو الذي يملأ الأض قسطا وعدلا كما ملئت ( جورا وظلما ). الاعتقادات: ٩٥، وكمال الدين: ١ / ٢٥٢ ح ٢، وكفاية الأثر: ٥٤ مثله.وفي قول الله تبارك وتعالى: ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن. ) النور: ٥٥. تفسير العياشي: ١ / ٢٥٤ ذيل ح ١٧٧، وتفسير القمي: ٢ / ٣٦٥، والغيبة للنعماني: ٦٠ ح ٢. والاعتقادات: ٩٥. والغيبة للطوسي: ١٠٤، وص ١١١. الغيبة للنعماني: ١٨٦ ح ٣٨. مسند أحمد بن حنبل: ٣ / ٣٧. والبيان في أخبار صاحب الزمانعليه‌السلام للكنجي الشافعي :ص ١٠٠. والبرهان في علامات مهدي آخر الزمان لعلاء الدين علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي: ٧٨ ح٢٠. والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: ٢٧٧، وص ٢٨٨ - ص ٢٩٠، وص ٢٩٣، والعرف الوردي في أخبار المهدي لجلال الدين السيوطي المطبوع ضمن الحاوي للفتاوي: ص٥٨ - ص٦٠ وص ٦٣ - ص ٦٥ وص ٨٠ مثله. مسند أحمد بن حنبل: ١ / ٩٩، و ج ٣ / ١٧.وشرح سنن ابن ماجة: ٢ / ٥١٨. وقال السيوطي في العرف الوردي: ٨٥: قال أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم عاصم السجزي: قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمجئ المهديعليه‌السلام وإنه من أهل بيته، وإنه سيملك سبع سنين، وإنه يملأ الأرض عدلا.الخ. إحقاق الحق: ١٣ / ١٣٢ - ١٥٦، الأحاديث المروية بأن المهدي يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا عن أبي سعيد الخدري، وص ١٥٦ - ص ١٦٠ حديث قيس بن جابر عن أبيه عن جده عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :. يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، وص ١٦١ - ص ١٦٥ حديث حذيفة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : المهدي رجل من ولدي. يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، وهكذا ص ١٦٦ - ص ١٦٨ أحاديث ابن عمر، وص ١٦٩ حديث قرة المزني، وص ١٧١ - ص ١٧٧ أحاديث عليعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيه إنه من ولد الحسين ( ع )، وص ١٧٨، وص ١٧٩ أحاديث أبي هريرة، وص ١٨٠، وص ١٨١ حديث عبد الرحمن بن عوف، وص ١٨٢ - ص ١٩٤ أحاديث ابن مسعود.

٥٨

وهو التاسعُ من وُلد الحسين (ع)المقتول بكربلاء ويرجعُ نَسَبَهُ الى النبيّ محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن طريق ابنته فاطمة الزهراء (ع)(١) .

____________________

(١) الاعتقادات: ٩٥، والغيبة للطوسي: ١٦٤، والصراط المستقيم: ٢ / ٢٣٣، ومنتخب الأنوار المضيئة: ١٤٣، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: ٢٨٨ من محمد بن الحسنعليه‌السلام إلى علي بن أبي طالبعليه‌السلام مثله. وفي كفاية الأثر: ٢٦١ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام :. إن قائمنا يخرج من صلب الحسن والحسن يخرج من صلب علي، وعلي يخرج من صلب محمد، ومحمد يخرج من صلب علي، وعلي يخرج من صلب ابني هذا - وأشار إلى موسى بن جعفرعليه‌السلام - وهذا خرج من صلبي نحن اثنا عشر كلنا معصومون مطهرون. وفي كمال الدين: ٢٥٣ ح ٣ عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :. أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي بن أبي طالب، ثم الحسن، والحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد ابن علي المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للأيمان، وهكذا في كفاية الأثر: ٥٤. وقال الشعراني في كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر: ٢ / ١٢٨ عبارة الشيخ محي الدين في الباب السادس والستين وثلاثمائة من الفتوحات: واعلموا أنه لا بد من خروج المهديعليه‌السلام ، لكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جورا وظلما فيملؤها قسطا وعدلا،. وهو من عترة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من ولد فاطمة رضي ‌الله‌ عنه ا، جده الحسين بن علي بن أبي طالب، ووالده الإمام حسن العسكري ابن الإمام علي النقي بالنون ابن الإمام محمد التقي بالتاء ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين علي بن الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم، يواطئ اسمه اسم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يبايعه المسلمون بين الركن والمقام، يشبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الخلق بفتح الخاء، وينزل عنه في الخلق بضمها، إذ لا يكون أحد مثل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أخلاقه. وكذا في إحقاق الحق: ١٩ / ٦٩٧ عن الفتوحات.

٥٩

وأنه هو الذي يظهر الله عز وجل به دينه على الدين كله ولو كره المشركون(١) .

وأنه هو الذي يفتح الله عز وجل على يديه(٢) مشارق الأرض ومغاربها حتى لا يبقى في الأرض مكانٌ إلا ينُادى فيه بالأذان، ويكون الدين كلُّهُ لله.

____________________

(١) قال الله تبارك وتعالى: ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) التوبة: ٣٣، والصف: ٩. الاعتقادات: ٩٥ مثله، كمال الدين: ١ / ٣١٧ ح ٣، وص ٣٣١ ح ١٦، و ج ٢ / ٦٧٠ ح ١٦، وكفاية الأثر: ٢٣٢، والفصول المهمة: ٢٩٦، وص ٢٩٩، والبيان في أخبار صاحب الزمان: ١٥٦ بمعناه. انظر الكافي ١ / ٤٣٢ ح ٩١.

(٢) ( يَدَهُ ) ب. قال الله تبارك وتعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) الأنفال: ٣٩. و في سورة البقرة: ١٩٣. الاعتقادات: ٩٥ مثله. الغيبة للطوسي: ٢٨٣ نحوه. تفسير العياشي: ١ / ١٨٣ ح ٨١ و ح ٨٢، وكمال الدين ١ / ٢٥٦ ذيل ح ٤ بمعناه. كمال الدين: ١ / ٢٥٣ ح ٣، وص ٢٨٢ ح ٣٥، كفاية الأثر: ٥٤، وص ١٩٦، والغيبة للطوسي: ٢٧٩، ومناقب آل أبي طالب: ١ / ٢٨٢، وإحقاق الحق: ١٣ / ٢٥٩ مثل صدره. الغيبة للنعماني: ٢٣٤ ح ٢٢، وكمال الدين: ١ / ٢٨٠ ح ٢٧ نحو صدره. تفسير القمي: ٢ / ٣٦٥، والبيان في أخبار صاحب الزمان: ١٢٧ - ١٢٨ نحو ذيله. انظر الفصول المهمة: ٢٩٩. راجع تفسير العياشي: ٢ / ٥٦ ح ٤٨ و ح ٤٩ ذيل الآية، وص ٥٠ ح ٢٤.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

مناة بن عدىّ بن عمرو بن مالك بن النّجّار الأنصارى المدنى(١) : كانت لرويفع بالمغرب وإفريقية ولايات(٢) ، وفتوحات(٣) . وشهد ـ قبلها(٤) ـ فتح مصر ، واختط بها دارا(٥) ، ومنزله قائم بحاله ـ إلى اليوم ـ فى زقاق «بنى حسنة»(٦) .

روى عبد الله بن أبى حذيفة(٧) قال : قدم علينا رويفع بن ثابت الأنصارى إفريقية ،

__________________

٣٥٢ ، وسماه فى ج ٤ / ٢٦٢ : (رويفع بن ثابت البلوى) ، وجعله من الصحابة ، الذين أسلموا قبل فتح مكة ، وجعله من (بلىّ بن عمرو بن الحاف بن قضاعة). واكتفى المالكى فى (رياض النفوس) (ط. مؤنس ١ / ٥٣ ، وط. بيروت ١ / ٨١) باسم : رويفع بن ثابت الأنصارى. وأضاف الذهبى فى (تاريخ الإسلام) ٤ / ٥١ لقب (النجّارىّ). وأضاف إليه : المدنى ، ثم المصرى الأمير فى (سير أعلام النبلاء) ٣ / ٣٦.

(١) أتى بالنسب كاملا فى : (معالم الإيمان ١ / ١٢٢ ، وتهذيب الكمال ٩ / ٢٥٤).

(٢) ذكر ابن عبد الحكم أنه ولى أنطابلس (برقة) سنة ٤٣ ه‍. (فتوح مصر ١١٠). وذكرت مصادر أخرى أنه ولى طرابلس لمعاوية سنة ٤٦ ه‍. (الاستيعاب ٢ / ٥٠٤ ، وأسد الغابة ٢ / ٢٣٩ ، ومعالم الإيمان ١ / ١٢٢ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٥٨).

(٣) لعله يقصد غزوه إفريقية من طرابلس ودخوله إياها سنة ٤٧ ه‍ ، ثم انصرافه عنها من عامه هذا. (الاستيعاب ٢ / ٥٠٤ ، وأسد الغابة ٢ / ٢٣٩).

(٤) هذا هو الأدق ، وقد أورده الدباغ فى (معالم الإيمان ١ / ١٢٢) ، بينما وردت كلمة (أيضا) فى (رياض النفوس ـ ط. مؤنس ١ / ٥٤ ، وطبعة بيروت ١ / ٨٢).

(٥) لم يذكر المالكى هذه الكلمة فى (رياض النفوس ـ ط. مؤنس ـ ١ / ٥٤ ، وطبعة بيروت ١ / ٨٢).

(٦) إضافة تفرد بها المالكى فى (المصدر السابق). واستدركها ـ نقلا عنه ـ ابن ناجى على الدبّاغ فى (معالم الإيمان) ١ / ١٢٢ ، لكنه قال : زقاق ابن حسنة. ويبدو أنه كان له فى مصر أكثر من خطّة : واحدة صارت لبنى الصّمّة (فتوح مصر ١١٠) ، ولا ندرى مكانها تحديدا. وأخرى هى التى أشار إليها ابن يونس ، وظلت لم تتغير ، وكانت بجوار عقبة بن كديم الصحابى الأنصارى ، وربيعة ، وعبد الرحمن ابنى (شرحبيل بن حسنة). (السابق ١٠٩ ـ ١١٠).

(٧) للأسف سقط إسناد ابن يونس ، (الذي روى به هذا الحديث ، واكتفى المالكى بقوله : وذكر أبو سعيد بن يونس بإسناد له ، يتصل بعبد الله بن أبى حذيفة). (رياض النفوس ـ ط. بيروت ـ ١ / ٨١). والحق أنه ـ وكما سبقنى إلى ذلك محقق المصدر السابق ، هامش ٧ ـ لا يوجد هذا الاسم فى الرواة عن الصحابى (رويفع بن ثابت). وأضيف : أنه بالعود إلى إسناد هذا الحديث فى المصادر الأخرى ، التى أوردته ، نجدها تذكر شخصا واحدا هو (حنش الصنعانى). (فتوح مصر) ص ٢٧٩ : وفيه حدّث حنش أنه سمع رويفع بن ثابت فى غزوة إياس (والصواب : فى غزوه بالناس) قبل المغرب. راجع : (أسد الغابة ٢ / ٢٤٠ ، ومعالم الإيمان ١ / ١٢٣). وحنش

١٨١

فأصبنا غنائم ، فقام فينا خطيبا ، فحمد الله «تعالى» ، وأثنى عليه ، ثم قال : إن الله ـعزوجل ـ قبض نبيه ، وخلّفنى حتى أخبركم ، ثم بكى ، وجلس ، ثم قام ، فقال : إنى سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ينهى أن توطأ الحبالى حتى يضعن(١) . ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فلا يلبس ثوبا من فىء المسلمين(٢) ، حتى إذا أخلقه(٣) ردّه فيه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فلا يركبنّ دابة من فىء المسلمين حتى إذا أعجفها(٤) ردّها فيه(٥) .

توفى ببرقة وهو أمير عليها لمسلمة بن مخلّد الأنصارى ، أمير مصر سنة ست

__________________

هذا هو أحد الرواة عن الصحابى (رويفع). (تهذيب التهذيب ٣ / ٢٥٨) ، وسنعرف ـ فى ترجمته لدى ابن يونس فى تاريخ الغرباء ـ أنه كان فى إفريقية ، وشارك فى تلك الغزوة ، فلعل الاسم المذكور تحريف عنه ، خاصة أنه يسمى (حنش بن عبد الله الصنعانى). وعلى كل ، فهذا على سبيل الظن الغالب ؛ مما جعلنى أبقى على الاسم الوارد لدى المالكى فى المتن كما هو دون تغيير.

(١) رياض النفوس (ط. مؤنس ١ / ٥٣ ، وط. بيروت ١ / ٨١).

(٢) يطلق الفىء على ما حصل عليه المسلمون بلا قتال ، نظير إجلاء العدو من بلاده ، أو جزية يؤديها أفراده عن رءوسهم ، أو مال يفتدون به. والجمع : أفياء ، وفيوء. (اللسان ، مادة : ف. ى. أ) ج ٥ / ٣٤٩٦ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٧٣٣.

(٣) نقول : أخلق الثوب : بلى. وأخلق شباب فلان : ولّى ، وذهب. وأخلق الشيء : أبلاه (اللسان ، مادة : خ. ل. ق) ج ٢ / ١٢٤٦ ، والمعجم الوسيط ١ / ٢٦١.

(٤) عجف يعجف عجفا : هزل. أعجف الدابة : هزلها. والدابة الهزلى : التى لا شحم عليها ، ولا لحم. وهو أعجف ، وهى عجفاء. والجمع عجاف. (اللسان ، مادة : ع. ج. ف) ج ٤ / ٢٨٢٠ ـ ٢٨٢١ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٦٠٧).

(٥) يلاحظ أن الحديث المذكور ورد فى المصادر الأخرى بلفظ مقارب ، ويبدأ ب (لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقى ماءه زرع غيره (أى : نهى عن إتيان الحبالى من الفىء) ، وأن يصيب امرأة من السبى (أى : ثيّبا) ، حتى يستبرئها). (أسد الغابة ٢ / ٤٠ ، ومعالم الإيمان ١ / ١٢٣ ـ ١٢٤ : رواه بسنده إلى ابن إسحاق ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن أبى مرزوق مولى تجيب قال : أخبرنى حنش الحديث). وقد أخرج هذا الحديث من كتب السنّة المعتمدة : كتاب (مسند أحمد) ٤ / ١٠٩ (الجزء الأول من الحديث) ، وسنن الترمذى فى (كتاب النكاح) ، باب (ما جاء فى الرجل يشترى الجارية وهى حامل) ج ٣ / ٤٢٨ (حديث برقم ١١٣١) ، وقال : حديث حسن. والمعجم الكبير للطبرانى ٥ / ٢٥ (حديث رقم ٤٤٧٩). وأخرجه أبو داود (الجزءين : الثانى ، والثالث من الحديث) فى سننه ، كتاب (النكاح) ، باب (وطء السّبايا) ج ٢ / ٦١٦ (رقم ٢١٥٩) من طريق أخرى.

١٨٢

وخمسين(١) ، وقبره معروف ببرقة إلى اليوم(٢) .

__________________

(١) تاريخ الإسلام ٤ / ٥١ : (واكتفى بذكر سنة الوفاة فقط) ، والإصابة ٢ / ٥٠١ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٥٨ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٩٩.

(٢) زيادة مأخوذة من (تهذيب الكمال ٩ / ٢٥٥) ، و (سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٦). ويؤكد ذلك ما روى من أن قبره درس ، ثم عثر عليه ، وقد كتب عند رأسه على بلاطة. : هذا قبر رويفع بن ثابت الأنصارى. (رياض النفوس ـ ط. مؤنس ١ / ٥٤ ، وط بيروت ١ / ٨٢ ، والمعالم ١ / ١٢٥). ويؤكد وجود القبر ببرقة المؤرخ (ابن البرقى) ، الذي رآه هناك. (المصدر السابق ١ / ١٢٥).

١٨٣

باب الزاى

* ذكر من اسمه «زبان» :

٤٨٥ ـ زبّان بن خالد «مولى بنى أمية» : قد قيل فيه : زيّان. وزبّان ـ عندى ـ أصح(١) . روى عنه ابن لهيعة. يروى عن لهيعة بن عقبة ، عن عمرو بن ربيعة «أبى الشّعثاء» ، عن سلامة بن قيصر. وله حديث يختلف فيه(٢) .

٤٨٦ ـ زبّان بن فائد الحمراوىّ(٣) المصرى : يكنى أبا جوين. كان على مظالم مصر فى إمرة «عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير» أمير مصر لمروان بن محمد ، وكان آخر من ولى لبنى أمية ، وكان من أعدل ولاتهم(٤) . توفى سنة خمس وخمسين ومائة(٥) ، فيما ذكره يحيى بن عثمان بن صالح. وكان فاضلا(٦) .

__________________

(١) نقل ابن ماكولا عن الدارقطنى قوله : ريّان الصحيح. وعلّق ابن ماكولا قائلا : وابن يونس أعرف بأهل بلده. (الإكمال ٤ / ١١٦).

(٢) السابق.

(٣) نسبة إلى (الحمراء) ، وهى محلة بطرف فسطاط مصر. (الأنساب ٢ / ٢٦١ ، وتهذيب الكمال ٩ / ٢٨٢).

(٤) السابق ، وميزان الاعتدال ٢ / ٦٥ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٦٦ (ولم يذكر عدالته ، ولا أنه آخر من ولى لبنى أمية على مصر).

(٥) صدّر بلفظة : (يقال) فى رواية ، وردت ب (تهذيب الكمال ٩ / ٢٨٣ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٦٦). لكن ابن حجر تداركها ، قال : قلت : لفظ ابن يونس : وذكر ما أثبته بالمتن خلوا من (يقال). وكذا قال محقق (تهذيب الكمال) ٩ / ٢٨٣ (هامش ١) ، وإن وقع خطأ فى نسبة تاريخ الوفاة ، فهى عن ابن يونس ، عن يحيى بن عثمان ـ لا عدىّ ـ بن صالح).

(٦) تهذيب الكمال ٩ / ٢٨٣ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٦٦. وراجع فيهما ـ كذلك ـ مظاهر خشوعه وورعه ، وشدة خوفه من ربه ، وعددا من أساتيذه وتلاميذه. وقد ترجم له بمادة تشبه ما نقل عن ابن يونس ، مع ذكر بعض أساتيذه وتلاميذه دون أن ينسب ذلك إلى مؤرخنا ابن يونس ، وذلك فى (الإكمال ٤ / ١١٤ ، والأنساب ٢ / ٢٦١).

١٨٤

٤٨٧ ـ زبّان بن محمد البهنسىّ : يكنى أبا جوين. يروى عن سفيان بن عيينة ، وعبد الله بن وهب. وكان رجلا صالحا(١) . وله بالبهنسا حبس ، ومصحف إلى اليوم(٢) .

* ذكر من اسمه «زبيد» :

٤٨٨ ـ زبيد بن الحارث العتقىّ : من حمير(٣) ، وإياه يتولى جنادة جدّ عبد الرحمن بن القاسم بن جنادة(٤) الفقيه ، صاحب مالك بن أنس(٥) .

٤٨٩ ـ زبيد بن سلمة بن الحارث بن المشكمى الخولانىّ ، ثم الحضضى : شهد فتح مصر. ذكره سعيد بن عفير. والأحضوض قبيلة من خولان(٦) .

٤٩٠ ـ زبيد بن عبد الخولانىّ : من بنى يعلى(٧) ، شهد فتح مصر. وكانت معه راية خولان بصفين مع معاوية بن أبى سفيان. فلمّا قتل عمّار بن ياسر ، انكفأ(٨) إلى علىّ

__________________

(١) الإكمال ٤ / ١١٥. وجعلها صاحب (الأنساب) ١ / ٤٢١ : حافظا. وأثبتّ فى المتن المألوف من وصف ابن يونس.

(٢) المصدر السابق (قاله أبو سعيد بن يونس). وحبس الشيء : وقفه لا يباع ولا يورث ، وإنما تملك غلّته ومنفعته. وذلك ينطبق على ما كان من أرض ونخل ، وكرم ، ومستغلّ (اللسان ، مادة : ح. ب. س) ج ٢ / ٧٥٢ ، والمعجم الوسيط ١ / ١٥٨).

(٣) ورد فى (فتوح مصر) ص ١٢٠ ، والأنساب ٤ / ١٥٢ : أنه من حجر حمير.

(٤) فى (المصدر السابق) : ابن خالد بن جنادة. وهو الصحيح الدقيق.

(٥) ذكر ابن عبد الحكم أن زبيدا كان يعد فى الفقهاء ، وكان عريف قومه (فتوح مصر ١٢٠). وذكر السمعانى : أنه كان من كبراء المصريين ، وفقهائهم ، وهو مولى (عبد الرحمن بن القاسم الفقيه) من فوق (أى : سيده). (الأنساب ٤ / ١٥٢).

(٦) الإكمال ٤ / ١٧٠. ولم أستطع الوقوف على أصل (المشكمى ، والحضضى). وعلى كل فقد عرّف بالأخيرة ابن يونس غالبا.

(٧) السابق : ٤ / ١٦٩ ، ومخطوط تاريخ دمشق ٦ / ٣٢٩ (نقلا عن ابن يونس) ، وبغية الطلب ٨ / ٣٧٤٦ (نقلا عن ابن عساكر ، عن ابن يونس).

(٨) ورد بهذا اللفظ فى (المصدر السابق). وورد بلفظة : (انكبّ) فى (مخطوط تاريخ دمشق) ٦ / ٣٢٩. وذكره ابن حجر بالمعنى ، فقال : تحوّل إلى عسكر علىّ (الإصابة ٢ / ٦٣٠) ، وكذلك السيوطى فى (حسن المحاضرة) ١ / ٢٠١. وأورده ابن ماكولا بلفظ (انكفى). (الإكمال ٤ / ١٦٩). والصواب ما فى المتن. انكفأ : مال وتحوّل. انكفأت على ولدها ترضعه : مالت إليه. انكفأ عنه : انصرف. انكفأ إلى وطنه : رجع. انكفأ لونه : تغير. انكفأ القوم : هزموا. (اللسان ، مادة : ك. ف. أ) ج ٥ / ٣٨٩٢ ـ ٣٨٩٣ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٨٢٢. أما (انكفى) ، فهى من الكفاية ، والكفاءة (اللسان : ك. ف. ى) ٥ / ٣٩٠٧ ـ ٣٩٠٨ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٨٢٥. وليس هذا هو المعنى المقصود هنا.

١٨٥

ابن أبى طالب(١) .

* ذكر من اسمه «الزبير» :

٤٩١ ـ الزّبير بن إسحاق بن الزبير بن عبد الله بن عبيد الله المغترفىّ(٢) : يروى عن أبيه. روى عنه أبو نصر أحمد بن على بن صالح بن مسلم(٣) .

* ذكر من اسمه «زحر» :

٤٩٢ ـ زحر : رجل من الأنصار. حكى عنه ابنه عبد الرحمن بن زحر(٤) .

* ذكر من اسمه «زرارة» :

٤٩٣ ـ زرارة بن الحارث بن ذؤيب المرادى ، ثم الغطيفىّ : شهد فتح مصر(٥) .

* ذكر من اسمه «زرعة» :

٤٩٤ ـ زرعة بن عمرو بن زوف الجيشانى : ذكره سعيد بن عفير. يروى(٦) عن أبيه ، عن جده. سمع الأكدر(٧) بن حمام يقول لأبرهة بن الصبّاح : إن ابن الزرقاء لمنافق

__________________

(١) الإكمال ٤ / ١٦٩ ـ ١٧٠ (قال ذلك ابن يونس) ، ومخطوط تاريخ دمشق ٦ / ٣٢٩ (بسنده إلى أبى عبد الله بن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس) ، وبغية الطلب ٨ / ٣٧٤٦ (بسنده إلى ابن عساكر ، وبسند الأخير إلى ابن يونس) ، والإصابة ٢ / ٦٣٠ (ذكر أن له إدراكا ، وأن ابن يونس ذكره ، وذكره ـ أيضا ـ من تبعه) ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٠١ (نقلا عن الإصابة). ويبدو أنه سارع إلى حزب علىّ بعد مقتل عمّار بالذات ؛ لتذكره قول الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لعمار : «تقتلك الفئة الباغية». راجع فى هذا : (الطبقات لابن سعد ٦ / ٩٣ (قتل بصفين سنة ٣٧ ه‍) ، والاستيعاب ٣ / ١١٤٠ ، وأسد الغابة ٤ / ١٣٥ ، والإصابة ٤ / ٥٧٦).

(٢) ضبطه بالحروف ابن ماكولا ، والسمعانى. وهذه النسبة ترجع إلى أحد أجداد المترجم له (الإكمال ٧ / ٣١٨ ، والأنساب ٥ / ٣٥٢). وقد ذكر كلا المصدرين ترجمة (جد المترجم له) ، وأوردا له نسب الفهرى. وفى ظنى أنه وحفيده المذكور مصريان. فلبنى فهر وجود ملحوظ فى مصر (القبائل العربية فى مصر) ص ٨٢ ـ ٨٤.

(٣) الإكمال ٧ / ٣١٨ ، والأنساب ٥ / ٣٥٢.

(٤) الإكمال ٤ / ١٧٨. وأضاف : سمع زحر عمرو بن العاص. وروى ابنه عبد الرحمن عن مجاهد ابن جبر. روى عنه عرابى بن معاوية.

(٥) السابق ٧ / ١٥١.

(٦) إضافة من عندى ؛ كى يتضح المقصود.

(٧) وردت (الأليدر) ، وهو تحريف (السابق ٤ / ٦٤ ، هامش ٣). وقد ضبط ابن ماكولا حاء (حمام)

١٨٦

خبيث. ذكره جابر بن عبد الله (رضى الله عنهما) ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم (١) .

* ذكر من اسمه «زكريا» :

٤٩٥ ـ زكريا بن حيويل بن قرّة بن عبد الرحمن بن حيويل بن ناشرة : روى عنه يحيى بن عثمان بن صالح ، وعبيد الله بن معاوية الحفناوىّ(٢) .

٤٩٦ ـ زكريا بن يحيى الصوّاف الورّاق : يكنى أبا يحيى. قيل : إنه مات نحو سنة سبع وثلاثمائة(٣) .

٤٩٧ ـ زكريا بن يحيى العبدرىّ(٤) المصرى (المعروف بالوقّار) : يكنى أبا يحيى.

ضعيف. توفى فى جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين. كان فقيها ، صاحب حلقة. عاش ثمانين سنة(٥) .

__________________

بالضم فى (الإكمال) ٢ / ٥٢٨. وعرّف بالأكدر ، وأبيه (حمام بن عامر اللخمى) الكندىّ فى (كتاب الولاة) ص ٢٦ ، فذكر أنهما فى مصر من شيعة علىّ ، وحضرا الدار جميعا (كانوا ممن سار إلى عثمان). واستخلف (حمام) على مصر بواسطة (الأشتر) قبل موته. وقد وردت ظروف مقتل الأكدر ، ومعه ثمانون رجلا من المعافر لما رفض ـ وهو سيد لخم ـ مبايعة مروان بن الحكم بالخلافة فى مصر ، وذلك سنة ٦٥ ه‍. (فتوح مصر ١٩١ ، والولاة للكندى ص ٤٣ ، ٤٥ ـ ٤٦).

(١) الإكمال ٤ / ٦٤. هامش ٣ ، نقلا عن التوضيح ، الذي قال مؤلفه ابن ناصر الدين عن هذا النص : وجدته فى (تاريخ أبى سعيد بن يونس ، بخط الحافظ أبى القاسم بن عساكر). وبالنسبة لابن الزرقاء الذي ورد نفاقه آخر الترجمة ، فإنى لم أقف عليه. وأخيرا ، فقد ترجم ابن ماكولا فى (السابق) لجد المترجم له (زوف الجيشانى) ، وسيترجم ابن يونس لابن عم المترجم له (زوف بن عدى بن زوف) فى باب (الزاى) بعد قليل.

(٢) الإكمال ٢ / ٣٦. وستأتى ـ بإذن الله ـ ترجمة عبيد الله بن معاوية الحفناوى ، فى (باب العين).

(٣) الإكمال ٥ / ٢٠٦.

(٤) ضبطه السمعانى بالحروف ، ونسبه إلى (عبد الدار). (الأنساب ٤ / ١٣١).

(٥) تاريخ الإسلام ١٩ / ١٤٢. وأضاف الذهبى ما يلى : روى عن ابن القاسم ، وابن عيينة ، وابن وهب. روى عنه أبو حاتم الرازى ، والحسن بن سفيان ، وعلى بن الحسن بن قديد (حرّف إلى : الحسن بن على بن قديد). كان من كبار فقهاء المالكية وصلحائهم. نزح عن مصر أيام محنة خلق القرآن ، واستوطن طرابلس الغرب. ليس قويا فى الحديث.

١٨٧

٤٩٨ ـ زكريا بن يحيى بن صالح بن يعقوب القضاعىّ الحرسىّ : يكنى أبا يحيى. كاتب عبد الرحمن بن عبد الله العمرىّ(١) . يروى عن مفضّل بن فضالة ، ورشدين بن سعد ، وابن وهب(٢) . توفى يوم الأربعاء لإحدى وعشرين ليلة خلت من شعبان سنة اثنتين وأربعين ومائتين(٣) . وكانت القضاة تقبله(٤) .

* ذكر من اسمه «زكير» :

٤٩٩ ـ زكير بن قيس : مولى بنى أمية. يروى عن زبّان بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم(٥) .

٥٠٠ ـ زكير بن يحيى الأسيوطىّ(٦) : كان يتفقه على مذهب مالك بن أنس. روى عن يحيى بن بكير ، وعبد الله بن عبد الحكم ، وغيرهما. توفى بأسيوط بعد سنة سبعين ومائتين(٧) .

__________________

(١) ذكر الذهبى فى (تاريخ الإسلام) ١٨ / ٢٧٦ : أن اسم العمرى : عبد الرحمن بن عبد الله بن مغفّل بن فضالة. وهذا تداخل غريب ، وتحريف ظاهر. والصواب : عبد الرحمن بن عبد الله العمرى. روى عن مفضل بن فضالة.

(٢) معجم البلدان ٢ / ٢٧٨ (لم يذكر رشدين بن سعد). لكن مصادر أخرى أوردته ، يعتقد أن مادتها مأخوذة عن ابن يونس ، لكنها لم تذكر ذلك صراحة ، مثل : (الإكمال ٢ / ٢٤١ ، والأنساب ٢ / ٢٠١ ، وتهذيب الكمال ٩ / ٣٨٠ ، وتاريخ الإسلام ١٨ / ٢٧٦).

(٣) تهذيب الكمال ٩ / ٣٨٠. وهناك مصادر صرحت بالنقل عن ابن يونس ، لكنها لم تذكر يوم وفاته ولا تاريخه (معجم البلدان ٢ / ٢٧٨ ، وتاريخ الإسلام ١٨ / ٢٧٦ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٨٨). وسلكت المسلك نفسه مصادر أخرى ، لم تصرح بهذا النقل (الإكمال ٢ / ٢٤١ ، والأنساب ٢ / ٢٠١).

(٤) تهذيب الكمال ٩ / ٣٨٠ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٨٨. وأضافت بعض المصادر أنه روى عنه الإمام مسلم (الأنساب ٢ / ٢٠١ : روى عنه مسلم فى صحيحه) ، وتهذيب الكمال ٩ / ٣٨٠ ، وتاريخ الإسلام ١٨ / ٢٧٦ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٨٨. وزاد المزى : روى عنه محمد بن زبّان ابن حبيب المصرى ، وعبدة بن سليمان البصرى ، وغيرهما. ويلاحظ أن للمترجم له ابنا يسمى (محمدا) ، ستأتى ترجمته فى (باب الميم) ، بإذن الله.

(٥) الإكمال ٤ / ٩٠.

(٦) ضبطها السمعانى بالحركات ، وقال : ينسب إلى أسيوط ، وهى بليدة بديار مصر من الريف الأعلى بالصعيد. ومنهم من يسقط الألف ، ويقول : سيوط. (الأنساب ١ / ١٥٩).

(٧) الإكمال ٤ / ٩٠ ـ ٩١ (قاله ابن يونس).

١٨٨

* ذكر من اسمه «زمعة» :

٥٠١ ـ زمعة بن عرابى بن معاوية بن عرابى الحضرمى ، ثم الصّورانىّ(١) : يكنى أبا معاوية. يروى عن أبيه ، وحفص بن ميسرة. روى عنه سعيد بن كثير بن عفير ، وابنه «محمد بن زمعة» ، وزكريا بن يحيى الوقّار. توفى فى يوم عاشوراء سنة ست عشرة ومائتين(٢) .

* ذكر من اسمه «زهير» :

٥٠٢ ـ زهير بن قيس البلوىّ : يكنى أبا شدّاد. يقال : إن له صحبة(٣) . شهد فتح مصر(٤) . يروى عن علقمة بن رمثة البلوىّ. روى عنه سويد بن قيس التجيبى(٥) . روى ـ مع صحبته ـ عن بعض التابعين(٦) . لم يذكر عنه حديث ، غير أنه ذكر حديثا ، يتصل بعبد الله بن وهب ، عن زهير بن قيس البلوى ، عن علقمة بن رمثة ، قال : بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عمرو بن العاص إلى «البحرين» ، ثم خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فى سريّة ، وخرجنا معه ، فنعس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم استيقظ ، فقال : «رحم الله عمرا». فتذاكرنا كل إنسان اسمه «عمرو». ثم نعس الثانية ، فاستيقظ ، فقال : «رحم الله عمرا». ثم

__________________

(١) عرّفها ابن ماكولا قائلا : صوران قرية باليمن للحضارمة (الإكمال ٦ / ١٩٦). وضبطها السمعانى ، وعرّفها فى (الأنساب) ٣ / ٥٦٣.

(٢) الإكمال ٦ / ١٩٧. ولأبيه (عرابى بن معاوية) ترجمة فى (المصدر السابق) : ٦ / ١٩٦ ـ ١٩٧ ، ورد فيها : أنه روى عن أبى قبيل ، وسليمان بن زياد ، وعبد الله بن هبيرة ، وغيرهم من التابعين. روى عنه يحيى بن بكير. توفى فى ربيع الآخر سنة ١٨٢ ه‍. (ولعلها منقولة عن ابن يونس أيضا).

(٣) فى (رياض النفوس ، ط. بيروت) ١ / ٩٣ : ذكره ابن يونس ، وأنه معدود فى جملة أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . وفى (ط. مؤنس) ١ / ٦٠ : أضاف كلمة (وقال) بعد (ابن يونس) ، فغدت العبارة أوضح فى الدلالة ، على أنها لمؤرخنا ابن يونس.

(٤) مخطوط تاريخ دمشق ٦ / ٤٥٨ (بإسناده إلى ابن منده ، قال : أنبأنا أبو سعيد بن يوسف ـ والصواب : يونس) ، والإصابة ٢ / ٥٧٩ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٠٠.

(٥) مخطوط تاريخ دمشق ٦ / ٤٥٨ ، والإصابة ٢ / ٥٧٩.

(٦) تفرد بذكرها المالكى فى (رياض النفوس ـ ط. مؤنس ١ / ٦٠ ، وط. بيروت ١ / ٩٣) ، منسوبا إلى ابن يونس. ولم نجد هذه العبارة فى المصادر الأخرى الناقلة عن ابن يونس ، كما أننا لم نجد تابعيا ، روى عنه هذا الصحابى المترجم له (زهير بن قيس). لذا ، فإنى أشك فى دقة نقل المالكى ـ هنا ـ عن مؤرخنا ابن يونس.

١٨٩

نعس الثالثة ، فاستيقظ ، فقال : «رحم الله عمرا» ، فقلنا : من عمرو يا رسول الله؟! قال : «عمرو بن العاص». قلنا : وما باله؟ قال : «ذكرت أنى كنت إذا ندبت الناس للصدقة ، جاء من الصدقة ، فأجزل. فأقول له : من أين لك هذا يا عمرو؟ فيقول : من عند الله. وصدق عمرو ، إن لعمرو عند الله خيرا كثيرا(١) .

قال علقمة : فلما كانت الفتنة(٢) ، قلت : «أتبع هذا الذي قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيه ما قال». قال : «فصحبته ، فلم أفارقه».

لم يحدّث به عن علقمة غير زهير ، وكلاهما صحابى(٣) .

قتلته الروم ببرقة فى سنة ست وسبعين. وكان سبب قتله أن الصّريخ أتى الفسطاط بنزول الروم على برقة ، فأمر عبد العزيز بن مروان زهيرا بالنهوض إليهم ، وكان عليه واجدا ؛ لأنه كان قاتل عبد العزيز بناحية «أيلة» قبل(٤) دخول مروان بن الحكم مصر. وكان عارض(٥) من الصّدف ، يقال له : جندل بن صخر ، وكانت فيه فظاظة. فقال زهير لعبد العزيز : أما إذ قد أمرتنى بالخروج ، فلا تبعثوا معى جندلا عارضا ، فيتخلف عنى عامة أصحابى ؛ لفظاظته. فقال له عبد العزيز : إنك ـ يا زهير ـ جلف جاف. فقال له زهير : يا بن ليلى ، أتقول لرجل جمع ما أنزل الله على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل أن يجتمع أبواك : جلف جاف؟! هو ذا الأمر ، فلا ردّنى الله إليك.

__________________

(١) ورد هذا الحديث منسوبا إلى رواية ابن يونس ، وذلك فى (رياض النفوس ، ط. مؤنس ١ / ٦٠ ، وط. بيروت ١ / ٩٤). هذا ، وقد أورد ابن عبد الحكم هذا الحديث عند تناوله الصحابى (علقمة ابن رمثة البلوى). (فتوح مصر ٣٠٢). وسوف أذكر تخريجه فى ترجمة ابن يونس للصحابى المصرى المذكور آنفا ، إذ يغلب على الظن أن مؤرخنا أعاد ذكر الحديث هناك من طريق أخرى ، وسوف أعرض لذلك فى باب (العين) من (تاريخ المصريين) ، إن شاء الله.

(٢) يقصد : فتنة معاوية وعلى ، ومعركة صفين بينهما ، وكان فيها عمرو بن العاص إلى جانب معاوية.

(٣) رياض النفوس (ط. مؤنس ١ / ٦٠) ، و (ط. بيروت ١ / ٩٤).

(٤) إضافة من عندى ، اقتضاها سياق الكلام.

(٥) لعل منصب (عارض الجند) المشار إليه ، يأتى من قولهم : عرض العارض الجند عرض عين : أمرّهم عليه واحدا واحدا ؛ ليعرف من غاب منهم ، ومن حضر. (اللسان ، مادة : ع. ر. ض) ٤ / ٢٨٨٥ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٦١٥. ويبدو أن الرجل المذكور فى المتن كان شديدا قاسيا على الجند ، حتى إنهم كانوا يفرون من غلظته وفظاظته ، وهو يستعرض استعدادهم عند الخروج للمعارك.

١٩٠

ومضى زهير على البريد(١) فى أربعين رجلا ، فلقى الروم فأراد أن يكفّ حتى يلحقه الناس ، فقال له فتى حدث كان معه : جبنت أبا شداد؟! فقال : قتلتنا وقتلت نفسك. ثم خرج بهم ، فصادف العدو ، ثم قرأ السجدة ، فسجد وسجد أصحابه ، ثم نهض ، فقاتلوا فقتلوا أجمعون ، ما سدّ منهم رجل عن رجل(٢) .

وكان تليد مولى عبد العزيز على برقة ، فعزله ، وولّى فهد بن كثير المعافرى(٣) ، فأزال الروم عنها ، وضبطها. وقد كان قصر فهد فى مصر بالمعافر ، ومسجده معروفا(٤) .

٥٠٣ ـ زهير بن نافع بن سلامة بن عائذ بن دهقان الكلبى : رأيت له ذكرا فى بعض الكتب القديمة(٥) .

* ذكر من اسمه «زوف» :

٥٠٤ ـ زوف بن عدىّ بن زوف الجيشانىّ : يروى عن أبيه ، عن جده. ذكره سعيد بن عفير فى «الأخبار»(٦) .

__________________

(١) البريد ـ هنا ـ بمعناها الأصلى ، وهو الدابة التى تحمل الرسائل ، وهذه تتصف بالسرعة ، وهو ما يتفق مع سياق الأحداث ، وضرورة ركوب زهير ومن معه دواب سريعة ؛ للحاق بالروم. وتحول المعنى ـ بعد ذلك ـ للدلالة على الرسول ، الذي يركب دواب البريد ؛ لسرعة توصيل الرسائل. وقد يطلق على المسافة بين كل منزلين من منازل الطريق ، وهى أميال اختلف فى عددها. والجمع : برد (كلمة معربة). (اللسان ، مادة : ب. ر. د) ١ / ٢٥٠ ، والمعجم الوسيط ١ / ٤٩.

(٢) مخطوط تاريخ دمشق ٦ / ٤٥٨. وفى (تهذيب تاريخ دمشق) ، لابن بدران ٥ / ٣٩٦ : لم يشذ منهم رجل. (والمعنى : استشهدوا جميعا).

(٣) سماه ابن عساكر فى (مخطوط تاريخ دمشق) ٦ / ٤٥٨ : فهد بن أبى كثير المعافرى ، والمثبت فى المتن موجود فى (تهذيب تاريخ دمشق) ٥ / ٣٩٦ ، وهو الصواب ؛ لأن ابن عبد الحكم سمّاه فى (فتوح مصر) ص ١٢٧ : (فهد بن كثير بن فهد المعافرى).

(٤) مخطوط تاريخ دمشق ٦ / ٤٥٨ ، وهذّب ابن بدران إسناد الرواية مكتفيا ب (قال ابن منده) ، منهيا إياها عند كلمة (ضبطها) ، ج ٥ / ٣٩٦). وذكر ابن حجر الرواية (باختصار شديد) فى (الإصابة) ٢ / ٥٧٩ ، وعنه نقل السيوطى فى (حسن المحاضرة) ١ / ٢٠٠. وورد ذكر قصره (عند مسجد الزينة) ، ومسجده فى (فتوح مصر ١٢٧).

(٥) الإكمال ٦ / ١٢ (قاله ابن يونس).

(٦) السابق : ٤ / ٦٤.

١٩١

* ذكر من اسمه «زياد» :

٥٠٥ ـ زياد بن أنعم بن ذرى(١) بن يحمد(٢) بن معد يكرب بن أسلم بن منبّه بن السمادة(٣) بن حيويل بن عمرو بن أشوط بن سعد بن ذى شعبين بن يعفر بن ضبع بن شعبان بن عمرو بن قيس بن معاوية الشّعبانىّ(٤) : يروى عن أبى أيوب الأنصارى. حدّث عنه ابنه عبد الرحمن بن زياد(٥) .

٥٠٦ ـ زياد بن جزء بن مخارق الزّبيدىّ(٦) : ذكر ابن إسحاق ، عن القاسم بن قزمان ، عن زياد بن جزء بن مخارق ، قال : كنت فى البعث ، الذي بعثه عمر بن الخطاب مع عمرو بن العاص إلى فلسطين(٧) . وليس هذا الحديث الذي رواه ابن إسحاق عند أهل مصر(٨) . شهد فتح مصر. روى عنه القاسم بن قزمان(٩) .

٥٠٧ ـ زياد بن الحارث الصّدائىّ(١٠) : هو رجل معروف ، نزل مصر(١١) . وحديثه يشبه حديث «حبّان بن بحّ»(١٢) .

__________________

(١) ضبطها بالحروف ابن ماكولا (الإكمال ٣ / ٣٨٢).

(٢) فى السابق : بخط الصّورى فى باب (أنعم) بفتح الياء. والأشبه بالصواب : ضمها.

(٣) النّمادة فى (الأنساب) ٣ / ٤٣٠.

(٤) ضبطها السمعانى بالحروف (الأنساب ٣ / ٤٣٠. ولعلها نسبة إلى أحد أجداد المترجم له).

(٥) الإكمال ٣ / ٣٨٢. وذكر والده (أنعم). شهد فتح مصر. وكذلك قال السمعانى فى (الأنساب) ٣ / ٤٣٠.

(٦) سبق التعريف بهذه النسبة فى هامش ترجمة رقم (٤٦٠).

(٧) الإكمال ٢ / ٩١ ، والإصابة ٢ / ٦٣٩ (بفلسطين).

(٨) ورد تعليق ابن يونس هذا فى (المصدر السابق).

(٩) الإكمال ٢ / ٩١.

(١٠) نسبة إلى (صداء) بضم الصاد (الإصابة ٢ / ٥٨٢). وذكر السمعانى : أنها قبيلة من اليمن نزلت مصر ، وصداء حليف بنى الحارث بن كعب بن مذحج. (الاستيعاب ٢ / ٥٣٠ ، والأنساب ٣ / ٥٢٦ ، وأسد الغابة ٢ / ٢٦٩).

(١١) الإصابة ٢ / ٥٨٢ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٣١٢ (من أهل مصر).

(١٢) السابق ٣ / ٣١٢. وسبق الإشارة إلى حديث (حبّان) فى ترجمة رقم (٢٧٥). وأضاف ابن حجر : زعم الصورى أنه حبان بن بح ، وفيه نظر. والحق أنه صحابى نزل مصر ، وروى عنه المصريون حديثا واحدا مطولا ، ذكره ابن عبد الحكم فى (فتوح مصر) ص ٣١٢ ـ ٣١٣ ، رواه عنه زياد بن نعيم. هذا وقد استبعد ابن الأثير أن يكون حديث : «من أذّن ، فهو يقيم» ، وحديث «لا خير فى الإمارة» لرجلين من صداء ، ورأى أنهما لرجل واحد هو (زياد بن الحارث) ، فهو

١٩٢

٥٠٨ ـ زياد بن أبى حمرة اللخمىّ : من الموالى ، واسم أبى حمرة : كيسان «مولى لخم». كان فقيها مفتيا. وبقية ولده بمصر إلى الآن. روى عنه الليث بن سعد ، وابن وهب. توفى قبل سنة خمسين ومائة(١) .

٥٠٩ ـ زياد بن ربيعة بن نعيم بن ربيعة بن عمرو الحضرمى المصرى : تابعى(٢) ، ينسب إلى جده(٣) . روى عن زياد بن الحارث الصدائى ، وحبّان بن بحّ ، وأبى ذر ، وأبى أيوب ، وغيرهم. روى عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، وبكر بن سوادة ، والحارث ابن يزيد الحضرمى(٤) . قال الحسن بن على العدّاس : توفى زياد بن نعيم سنة خمس وتسعين. كذا قال(٥) .

٥١٠ ـ زياد بن عميرة الصّدفىّ : يروى عن مولى لعائشة أم المؤمنين ، عنها. روى عنه أبو هانئ الخولانى(٦) .

٥١١ ـ زياد بن مريح الخولانىّ : شهد فتح مصر. يروى عنه إسحاق بن الأزرق الحمراوى ، وبكر بن سوادة(٧) .

__________________

الأشهر. ويعلل رأيه بقلة الوافدين من صداء على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . (أسد الغابة ١ / ٤٣٨). والحق أن الحديثين متداخلان ، لكن ابن عبد الحكم وابن يونس ميّزا وفرقا بينهما ، فهما ـ إذا ـ لصحابيين ، لا لصحابى واحد.

(١) الإكمال ٢ / ٥٠٢.

(٢) ترجم له ابن الأثير تحت اسم (زياد بن نعيم) ، وذكر له حديثا فى فرائض الإسلام ، ونقل قول ابن منده ، عن ابن يونس : إنه تابعى. (أسد الغابة ٢ / ٢٧٤). وذكره ابن حجر فى (الإصابة) ٢ / ٥٨٨ ، ولعله اعتمد على ذكر ابن أبى خيثمة والبغوى له فى الصحابة ، ولم يشر إلى رأى ابن يونس ، لكنه أشار إلى أن (زياد بن نعيم) ، الذي روى عنه الإفريقى (عبد الرحمن بن زياد ابن أنعم) ، تابعى باتفاق. وهذا يوافق رأى ابن يونس مؤرخنا ؛ لأنه هو بالفعل.

(٣) تهذيب الكمال ٩ / ٤٦١ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٣١٥. بمعنى أنه أحيانا يقال : (زياد بن نعيم) ، كما سيذكر ابن يونس فى نهاية الترجمة.

(٤) تهذيب الكمال ٩ / ٤٦١ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٣١٥. (ونرجح نقلهما عن ابن يونس دون تصريحهما بذلك).

(٥) تهذيب الكمال ٩ / ٤٦١ قال (الحسن بن على بن العداس) ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٣١٥ ـ ٣١٦ ، وفيه : قال (الحسن بن العداس).

(٦) الإكمال ٦ / ٢٧٩ ـ ٢٨٠.

(٧) السابق : ٥ / ٢٢٣.

١٩٣

٥١٢ ـ زياد بن المعلّى السّخوىّ(١) : توفى ب «سخا» سنة خمس وخمسين ومائتين(٢) .

٥١٣ ـ زياد بن نافع التّجيبىّ ، ثم الأوّابىّ(٣) «مولاهم المصرى» : روى عن أبى موسى ، عن جابر فى «صلاة الخوف» ، وعن كعب (رجل له صحبة). روى عنه بكر بن سوادة(٤) . وأم جدى «يونس بن عبد الأعلى» : فليحة بنت أبان بن زياد هذا(٥) .

٥١٤ ـ زياد بن نمران القبضىّ(٦) : أبو عبيد. شهد فتح مصر(٧) .

__________________

(١) نسبة إلى سخا ، وهى قرية بأسفل مصر. ضبطها بالحروف ابن ماكولا فى (الإكمال ٤ / ٥٥٦) ، و (الأنساب ٣ / ٢٣٤). وقال ياقوت فى (معجم البلدان) ج ٣ / ٢٢١ : كورة بمصر ، وقصبتها (سخا) بأسفل مصر ، وهى الآن ـ زمن ياقوت ـ قصبة كورة الغربية ، ودار الوالى بها. وكان قد افتتحها (خارجة بن حذافة) فى عهد عمرو بن العاص.

(٢) الإكمال ٤ / ٥٥٦ (ذكره ابن يونس فى تاريخ مصر ، ولم يزد) ، والأنساب ٣ / ٢٣٤ (ذكره ابن يونس فى تاريخ أهل مصر ، ولم يزد على هذا) ، ومعجم البلدان ٣ / ٢٢١ (ذكره ابن يونس).

(٣) ضبطت بالحروف فى (الإكمال ١ / ١٢١ ، والأنساب ١ / ٢٢٥) ، وذكرا أنه مولى بنى الأوّاب ، وهو بطن من تجيب. وكذلك قال المزى فى (تهذيب الكمال ٩ / ٥٢١).

(٤) الإكمال ١ / ١٢١ (واكتفى بذكر كعب ، وبكر بن سوادة) ، والأنساب ١ / ٢٢٥ (شرحه) ، وتهذيب الكمال ٩ / ٥٢١ ـ ٥٢٢ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٣٣٤. ولم تنسب تلك المادة فى أى من المصادر المذكورة إلى ابن يونس ، لكنى انتقيتها بما يوافق منهج مؤرخنا ، واعتمادا على إغفال المصادر نسبة المادة إليه أحيانا.

(٥) تهذيب الكمال ٩ / ٥٢٢ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٣٣٤ (وصدّرت العبارة فى كليهما ب قال أبو سعيد بن يونس).

(٦) ضبطها السمعانى بالحروف ، قال : القبض بطن من رعين (الأنساب ٤ / ٤٤٤) ؛ ولذا قال ابن ماكولا فى نسبه : (الرعينى القبضى). (الإكمال ٦ / ٤١١). هذا ، وقد سقط اسم المترجم له فى (الأنساب) ٤ / ٤٤٤ ، فقال : (أبو عبيد بن نمران القبضى). وقد استدللت على أن اسمه (زياد) من خلال ما ذكره السمعانى ـ بعد ذلك ـ من أن ابنه هو (عبيد بن زياد بن نمران القبضى). أما فى (الإكمال) ٦ / ٤١١ ، فقد سمّى المترجم له (عبيد بن نمران) ، وترجم له نقلا عن ابن يونس ، وتتفق فى محتواها مع ما ورد فى (الأنساب). وذكر ابن ماكولا بعدها أن ابنه (زياد بن نمران). وهذا يعنى أنه إما أن يكون أخاه ، أو أن اسم والده سقط كما رأى محقق (الإكمال) ، وأنه نسب إلى جده. وعلى كل ، فلا يستبعد أن يكون ابن يونس أفرد كلا بترجمة ، ووضعه فى ترتيبه ـ وهو ما رجحته وسلكته ـ حتى يمحص رأيه ، ويدقق نظره ، لكنه لم يتمكن من العود للفصل بين هاتين الترجمتين المتداخلتين.

(٧) السابق (قاله ابن يونس).

١٩٤

٥١٥ ـ زياد بن يزيد بن معد يكرب بن معبد بن وائل بن مكمل بن ينهض بن نمران ابن الحارث بن مالك بن الزّباد الزّبادى : يروى عن عبد الله بن عمرو بن العاص. روى عنه : يزيد بن زياد. والحديث معلول(١) .

قال ابن وهب ، عن حيوة ، عن يزيد بن زياد الزّبادىّ ، عن زياد بن يزيد قال : كنا ـ مع عبد الله بن عمرو بالعريش ـ زهاء ثلاثمائة رجل ، أو أكثر من ذلك. فلما كان يوم الأضحى ، دعا عبد الله بن عمرو غلاما له ، فأعطاه ثلاثة دنانير ، ثم قال : اشتر لى بهذه الثلاثة الدنانير كبشا أسود فحلا أقرن. فانطلق الغلام ، فاشترى ما أمره. ثم أخذه عبد الله ، فذبحه ، ثم قال : اللهم ، تقبّل منى ، ومن أصحابى ، ثم قال : يأيها الناس ، قد نحرنا عنا وعنكم ، فمن أحبّ منكم أن يجتزر(٢) ، فليفعل(٣) .

٥١٦ ـ زياد بن يونس بن سعيد بن سلامة الحضرمى الإسكندرانى : يكنى أبا سلامة. مصرى ، يروى عن مالك ، والليث ، وابن لهيعة(٤) . توفى بمصر سنة إحدى عشرة ومائتين(٥) ، وهو ممن قرأ على نافع بن أبى نعيم(٦) . وكان طلّابا للعلم ؛ فلذلك كان يسمى «سوسة العلم»(٧) . وهو أحد الأثبات الثقات(٨) .

__________________

(١) الإكمال ٢ / ٥٢١.

(٢) اجتزر الجزور : نحرها. والجزور : ما يصلح للذبح من الإبل. ولفظه مؤنث (اللسان ، ج. ز. ر) ج ١ / ٦١٤ ، والمعجم الوسيط ١ / ١٢٥.

(٣) السابق : ٢ / ٥٢٠ ـ ٥٢٢ (نقلا عن مخطوط التوضيح) فى هامش (١) ، فيما ينسبه إلى ابن يونس).

(٤) الألقاب ٩٥. وأضاف الذهبى فى (تاريخ الإسلام ١٥ / ١٥٩ : روى عنه يونس بن عبد الأعلى ، ومحمد بن داود الإسكندرانى ، وغيرهم.

(٥) تهذيب الكمال ٩ / ٥٢٦ ، وتاريخ الإسلام ١٥ / ١٥٩ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٣٣٦.

(٦) تهذيب الكمال ٩ / ٥٢٦.

(٧) الألقاب ٩٥ ، وتهذيب الكمال ٩ / ٥٢٦ (يسمى سوسة العلم). وتاريخ الإسلام ١٥ / ١٥٩.

(٨) تهذيب الكمال ٩ / ٥٢٦ ، وتاريخ الإسلام ١٥ / ١٥٩ (وثقه ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٣٣٦. ويلاحظ أن كلمتى (الأثبات الثقات) سقطتا من النص المأخوذ عن أبى سعيد بن يونس فى تاريخ المصريين ، والذي اقتبسه ابن الفرضى فى (الألقاب ٩٥). فقام محقق (الألقاب) ، ووضع من عنده كلمة (الفقهاء). والحق أن المترجم له لم يكن فقيها ، بل كان قارئا. ولو عاد المحقق المذكور إلى المصادر الأخرى ؛ لتوثيق النص ، واستكمال النقص ، لوقف على الكلام الساقط بالضبط.

١٩٥

* ذكر من اسمه «زيادة» :

٥١٧ ـ زيادة بن ثعلبة البلوىّ : ويقال : زياد. يروى عن رجل من «عكّ» ، عن أبى موسى الغافقى. روى عنه بكر بن سوادة حديثا فى الفتن(١) .

٥١٨ ـ زيادة بن جهور بن حسان العممى اللخمى(٢) : وعمم هو ابن نمارة(٣) بن لخم. كان زيادة من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . شهد فتح مصر ، ورجع إلى فلسطين ، وبها ولده. روى حديثا مسندا(٤) .

* ذكر من اسمه «زيد» :

٥١٩ ـ زيد بن بشر بن زيد الأزدى (ويقال : الحضرمى) : يكنى أبا البشر. من أهل مصر(٥) . روى عن ابن وهب ، ورشدين بن سعد ، وأشهب(٦) . توفى بتونس سنة اثنتين

__________________

(١) الإكمال ٤ / ١٩٥.

(٢) لم أقف على أصل (العممى) ، ولعله من (لخم) ، كما هو واضح من النسب.

(٣) ضبطها ابن ماكولا فى (الإكمال) ٧ / ١٩٢.

(٤) السابق ٤ / ١٩٥. والحديث المشار إليه رواه ابن منده ـ وقد يكون عن ابن يونس ـ من طريق خالد بن موسى بن نائل بن خالد بن زيادة ، عن أبيه ، عن جده ، عن زيادة بن جهور قال : ورد علىّ كتاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فذكره. (الإصابة ٢ / ٦٤٥). وفى (المصدر السابق) ٢ / ٦٥٦ : أكّد ابن حجر أنه (زيادة) لا (زياد). والملاحظ على الإسناد السابق أمران : الأول ـ أن اسم (نائل) الوارد به محرّف عن (ناتل) ، كذا ضبطه بالحروف ابن ماكولا ، ونقله عنه ابن الأثير. (الإكمال : ٧ / ٣٢٦ ، وأسد الغابة ٢ / ٢٦٨ ـ ٢٦٩). الثانى ـ أن اسم (خالد بن زيادة) الوارد بالإسناد زائد ، والصحيح : (خالد بن موسى بن ناتل بن زيادة ، عن أبيه ، عن جده ، عن زيادة ابن جهور) ؛ لأن ذلك يتفق مع أفراد الإسناد من جهة ، ومع ما ورد فى المصدرين السابقين من جهة أخرى (ناتل بن زيادة ـ لا زياد ـ بن جهور. حدثنى أبى زيادة ـ لا زياد ـ بن جهور أنه ورد عليه كتاب من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . وأخيرا ، فقد ضنّت علينا المصادر بنص هذا الكتاب ، وإن أورد ابن عبد البر لنا افتتاحيته فى (الاستيعاب) ٢ / ٥٦٥ : «بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى زيادة بن جهور. أما بعد ، فإنى أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو».

(٥) ذيل ميزان الاعتدال : ص ٢٥٢. وهذا نص صريح على مصريته ، يضاف إليه ما ورد فى مصادر أخرى من أنه نشأ فى حجر ابن لهيعة ، وإن لم يسمع منه شيئا ، ثم رحل عن مصر إلى إفريقية بعد محنة خلق القرآن. (تاريخ الإسلام ١٨ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٥٢١ ـ ٥٢٢).

(٦) تاريخ الإسلام ١٨ / ٢٧٧ ، وسير النبلاء ١١ / ٥٢١ (وإن لم يصرحا بنسبة ذلك إلى ابن يونس ، لكنى أعتقد أنهما نقلا ذلك عنه ، وأغفلا ذكره).

١٩٦

وأربعين ومائتين(١) .

٥٢٠ ـ زيد بن محمد بن خلف السّامىّ(٢) المصرى : يكنى أبا عمرو. حدث عن يونس ابن عبد الأعلى(٣) ، وأبى عبيد الله بن أخى عبد الله بن وهب(٤) بشىء يسير. ليس بالقوى فى الحديث(٥) . توفى فى ذى القعدة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة(٦) .

* ذكر من اسمه «زين» :

٥٢١ ـ زين بن شعيب بن كريب المعافرىّ ، ثم الخامرىّ(٧) : من الأخمور ، وهم بطن من المعافر. يكنى أبا عبد الملك. ويقال : أبا عبد الله. مصرى ، روى عن مالك بن أنس ، وقاسم العمرى ، وأسامة بن زيد الليثى ، وعبد الأعلى بن عبد الواحد «أبى يزيد». روى عنه ابن وهب ، وسعيد بن عيسى بن تليد ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ، ومرّة البرلسى (وهو آخر من حدّث عنه). توفى بالإسكندرية سنة أربع وثمانين ومائة(٨) .

__________________

(١) تاريخ الإسلام ١٨ / ٢٧٨ (وأضاف : أنه من أكابر أصحاب ابن وهب الفقيه) ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٥٢٢.

(٢) نسبة إلى (سامة بن لؤىّ بن غالب). (الأنساب ٣ / ٢٠٣).

(٣) الإكمال ٤ / ٥٥٨ ، وتبصير المنتبه ٢ / ٨٠٢.

(٤) ورد فى (الإكمال) ٤ / ٥٥٨ هكذا : عبيد الله بن أخى عبد الله بن وهب. والمعروف أن ابن أخى عبد الله بن وهب اسمه (أحمد بن عبد الرحمن بن وهب (ت ٢٦٤ ه‍) ، ويكنى أبا عبيد الله ، وهو ما أثبته فى المتن. (راجع ترجمته فى : تهذيب التهذيب ١ / ٤٧ ـ ٤٨).

(٥) عبّرت عن ذلك بعض المصادر الناقلة عن ابن يونس بصيغ أخر ، فذكر الذهبى فى (ميزان الاعتدال) ٢ / ١٠٦ : أنه ليّنه ابن يونس. وقال ابن حجر فى (تبصير المنتبه) ج ٢ / ٨٠٢ : ضعفه ابن يونس.

(٦) الإكمال ٤ / ٥٥٨ ، وتاريخ الإسلام ٢٥ / ١٣٧ ، وتبصير المنتبه ٢ / ٨٠٢ (ولم يذكر شهر الوفاة).

(٧) ضبطه ابن ماكولا بالحروف ، وقال : إن ابن يونس قال : الخامرى. وعلّق قائلا : كان يجب أن يكون ـ بمقتضى القياس ـ الأخمورى. (الإكمال ٣ / ٧٥) ، وعنه نقل السمعانى فى (الأنساب) ٢ / ٣١٣. وعلّق محقق (الإكمال ٣ / ٧٥ ، هامش ١) : هذا لو كانت النسبة إلى لفظ (الأخمور). لكن الظاهر أنها إلى لفظ (خامر) ، ثم قيل لهم : (الأخمور) على وزن (أفعول) ، كأنه ـ فى الأصل ـ اسم جمع ، ثم اشتهر فصار علما على القبيلة ، فينسب إليه.

(٨) السابق ٤ / ٢١ ـ ٢٢.

١٩٧

باب السين

* ذكر من اسمه «سالم» :

٥٢٢ ـ سالم الخصىّ الأسود : يكنى أبا سلام. مولى عبد الرحمن بن عيسى بن وردان. كان مقبولا عند القضاة ، وقد حكى عنه(١) .

٥٢٣ ـ سالم بن عبد الله التّونىّ(٢) : يروى عن عبد الله بن لهيعة. له أهل بيت يعرفون ب «تنّيس». وقد رأيت من حديثه(٣) .

٥٢٤ ـ سالم بن غيلان(٤) التّجيبىّ المصرى : هو مولى لبنى أبذى من تجيب. يكنى أبا عمر. كان فقيها من جلساء يزيد بن أبى حبيب. وكان يعقد له على مراكب دمياط فى الغزو زمن المروانية. حدث عنه الليث بن سعد ، وآخر من حدث عنه ابن وهب(٥) . يقال(٦) : توفى سنة ثلاث وخمسين ومائة. وقال يحيى بن بكير : توفى سنة إحدى

__________________

(١) الإكمال ٣ / ٢٤٨ (قاله ابن يونس).

(٢) ضبطها السمعانى بالحروف ، وقال : نسبة إلى تونه ، وهى جزيرة فى بحر تنيس. (الأنساب ١ / ٤٩٤). أما ياقوت ، فضبطها بالشكل (تونة) ، وقال : جزيرة قرب تنيس ودمياط ، من الديار المصرية ، وهى من فتوح (عمير بن وهب) ، ويضرب المثل بحسن معمول ثيابها وطرزها. (معجم البلدان ٢ / ٧٣).

(٣) الأنساب ١ / ٤٩٤ ، ومعجم البلدان ٢ / ٧٣ ، وأضافا أنه ينسب إليها ـ أيضا ـ عمر بن أحمد التونى : حدث عنه أبو عبد الله بن منده الحافظ الأصبهانى.

(٤) ضبطت بالشكل فى (التقريب) ١ / ٢٨١.

(٥) مخطوط (إكمال تهذيب الكمال) لمغلطاى ٢ / ق ٦٣ ، نقلا عن (هامش ٣ لمحقق تهذيب الكمال) ج ١٠ / ١٦٩ (قال ابن يونس فى «تاريخ مصر» على ما نقله مغلطاى). وليست عندى هذه الترجمة فى نسختى المصورة من المخطوطة. هذا ، وقد أضاف المزى فى (المصدر السابق) ، وابن حجر فى (تهذيب التهذيب ج ٣ / ٣٨٣ عددا من أساتيذ المترجم له ، فقال : روى عن درّاج أبى السمح ، ويزيد بن أبى حبيب ، ويحيى بن سعيد الأنصارى ، وغيرهم. ومن تلاميذه الذين لم يذكرهم ابن يونس : حيوة بن شريح ، وابن لهيعة ، وعبد الحميد بن سالم. ولم يذكر ابن حجر الليث بن سعد رغم إيراد ابن يونس له فى الترجمة.

(٦) إضافة مهمة موجودة فى (مخطوط مغلطاى) المشار إليه سلفا. أما ابن حجر ، فاستبدل بها لفظة : (فقال) ، أى : ابن يونس (تهذيب التهذيب ٣ / ٣٨٣). فكأن ما بعدها من قول مؤرخنا المذكور ، وهو غير دقيق ، كما سنرى بعد.

١٩٨

وخمسين (ومائة)(١) ، وهو ـ عندى ـ أصح(٢) .

* ذكر من اسمه «السائب» :

٥٢٥ ـ السّائب الثّقفىّ : مولى غيلان بن سلمة. روى يزيد بن أبى حبيب ، عن نافع ابن السائب : أن أباه كان عبدا ل «غيلان بن سلمة» الثقفىّ ، فأسلم ، فأعتقه النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . فلما أسلم غيلان ، ردّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم عليه ولاءه(٣) .

٥٢٦ ـ السائب الغفارىّ : صحابى نزل مصر(٤) .

٥٢٧ ـ السائب بن هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيّب(٥) ـ بالتشديد ـ بن جذيمة(٦) بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤىّ القرشىّ العامرىّ(٧) : يقال : إنه رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم (٨) . شهد فتح مصر ، وولى القضاء بها والشّرط لمسلمة بن مخلد.

__________________

(١) إضافة من عندى يلزمها السياق ، على سبيل التوضيح ، ومنع الخلط. ولم يذكرها مغلطاى ، ولا ابن حجر فى نقلهما عن ابن يونس فى مصدريهما السابقين. وكذلك فى (تقريب التهذيب) ١ / ٢٨١ : مات سنة إحدى ، أو ثلاث وخمسين. وهى طريقة مشكلة بالنسبة لبعض الناس.

(٢) هكذا رجّح ابن يونس رأى ابن بكير على الرأى الآخر المجهول (مخطوط مغلطاى المذكور فى هامش (٢) ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٣٨٣).

(٣) الإصابة ٣ / ٢٦.

(٤) المصدر السابق. وذكر ابن حجر فى (السابق ٤ / ٢٧٣) : أن اسمه (عبد الله الغفارى) : وذكر له حديثا.

(٥) كذا ذكره ابن يونس بالتشديد (الإكمال ٢ / ٢٩٦ ، وهامش ١ بها). ويعلق ابن ماكولا على النسب ، وعلى تشديد (حبيّب) بأمرين :

١ ـ أن هناك خطأ فى النسب ووهما ، فالصحيح ـ عنده ـ أن جذيمة أخو (نصر بن مالك).

٢ ـ أن (حبيبا) بالتخفيف ، لا بالتشديد. (السابق ٢ / ٢٩٥).

(٦) المصدر السابق. وحرّفت فى (رفع الإصر) : ٢ / ٢٤٣ إلى (خزيمة).

(٧) ورد نسبه كاملا فى (المصدر السابق) ، وقد نقلت عنه بعد تصحيحه ، اعتمادا على منهج ابن يونس فى الحرص على سوق نسب المترجم له فى كتابه.

(٨) وهذا يعنى : أن له صحبة. ولا يستبعد ابن حجر ذلك ؛ لأنه شهد فتح مصر سنة ٢٠ ه‍ ، وأسلم أبوه يوم الفتح (سنة ٨ ه‍). وكان أبوه يساعد المسلمين والرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم بإحضار الطعام إليهم ليلا ، عندما حصروا فى الشّعب ، وكان ممن سعى فى نقض الصحيفة. ويذكر ابن حجر أن (السائب بن هشام) كان يوم الفتح مميّزا ، وتبع أباه فى الإسلام ، ثم إن كل من كان بمكة ـ موجودا من قريش فى حجة الوداع ـ فقد رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسمع خطبته بمعنى (المصدر السابق).

١٩٩

وكان من جبناء قريش(١) . وهو الذي جاء بنعى «خارجة بن حذافة» ، لمّا قتل بمصر(٢) .

* ذكر من اسمه «سخرور» :

٥٢٨ ـ سخرور(٣) بن مالك الحضرمى : من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم (٤) . نزل مصر(٥) ، وشهد فتحها ، وله خطبة قام بها ، ذكر فيها حديثا عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم (٦) .

* ذكر من اسمه «سرق» :

٥٢٩ ـ سرّق(٧) بن أسد الجهنىّ : هو رجل من الصحابة ، معروف من أهل مصر(٨) . شهد فتح مصر ، واختط بها(٩) . كان بالإسكندرية. روى عنه زيد بن أسلم(١٠) .

* ذكر من اسمه «سعد» :

٥٣٠ ـ سعد بن شراح المعافرى : يروى عن سويد بن عفرى(١١) . روى عنه ابنه إبراهيم بن سعد ، ويعقوب بن عمرو بن كعب المعافرى(١٢) .

__________________

(١) الإكمال ٢ / ٢٩٦ بالهامش ، والإصابة ٣ / ٢٤٠.

(٢) السابق (كان ذلك سنة ٤٠ ه‍).

(٣) بوزن (عصفور). ضبطه بالحروف (ابن الأثير فى : أسد الغابة ٢ / ٣٢٨ ، وابن حجر فى : الإصابة ٣ / ٣٦). وحرّفت إلى (شخرور) فى (مخطوط الاستدراك على ابن عبد البر فى كتابه : الاستيعاب) للطليطلى ص ٩٤. أما السيوطى فى (حسن المحاضرة) ١ / ٢٠٤ ، فقال : بسين مهملة ، ثم خاء معجمة ، وكتبت هكذا (سخدور) ، وقيل : بشين معجمة ، ثم حاء مهملة (شحرور). وهو الوحيد من بين من طالعت مصادرهم فى ترجمة هذا الصحابى ـ الذي ذكر كنتيه ـ فقال : أبو علقمة).

(٤) الإكمال ٤ / ٢٦٦ ، وأسد الغابة (نقلا عن ابن ماكولا ، عن ابن يونس) ٢ / ٣٢٨ ، والإصابة ٣ / ٣٦ (له صحبة) ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٠٤.

(٥) الإكمال ٤ / ٢٦٦ ، ومخطوط (الاستدراك على ابن عبد البر فى كتابه (الاستيعاب) للطليطلى ص ٩٤ ـ ٩٥ (نزل مصر) ، وأسد الغابة ٢ / ٣٢٨ ، والإصابة ٣ / ٣٦ (سكن مصر).

(٦) الإكمال ٤ / ٢٦٦ ، وأسد الغابة ٢ / ٣٢٨ ، والإصابة ٣ / ٣٦.

(٧) كذا فى (الإصابة) ٣ / ٤٤ ، والتقريب ١ / ٢٨٥. وهناك من يقول : على وزن عمر ، وغدر (سرق). ويقال : كان اسمه الحباب ، فغيّر على يد النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم (الإصابة ٣ / ٤٤).

(٨) تهذيب التهذيب ٣ / ٣٩٧.

(٩) الإصابة ٣ / ٤٤.

(١٠) تهذيب التهذيب ٣ / ٣٩٧.

(١١) ضبطت العين بالفتح فى (الأنساب ٣ / ٤١٢).

(١٢) الإكمال ٤ / ٢٩١ ـ ٢٩٣.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730