تاريخ ابن يونس المصري الجزء ١

تاريخ ابن يونس المصري8%

تاريخ ابن يونس المصري مؤلف:
المحقق: الدكتور عبد الفتاح فتحي عبد الفتاح
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 2-7451-3193-1
الصفحات: 730

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 730 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 26618 / تحميل: 1096
الحجم الحجم الحجم
تاريخ ابن يونس المصري

تاريخ ابن يونس المصري الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٢-٧٤٥١-٣١٩٣-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

٥٣١ ـ سعد بن عبد الله بن سعد المعافرى الإسكندرانى : يكنى أبا عمر. روى عن موسى بن علىّ بن رباح ، ويحيى بن أيوب. روى عنه ابن القاسم ، وابن وهب(١) . كانت له عبادة وفضل وفقه ، وهو الذي أعان ابن وهب على تصنيف كتبه. قال فتح بن حماد المهدى : قدمت من الإسكندرية ، فلقيت الليث بن سعد ، فقلت له : مات سعد. فاسترجع ، وقال : لو كان الناس فى عدوة(٢) ، وكنت أنا وسعد فى عدوة ، لرجوت أن أكون به مليا(٣) . حدثنا يعقوب بن الوليد الأيلىّ ، أخبرنا ابن بكير ، أخبرنا سعد المعافرى ، عن يحيى ابن أيوب ، فذكر حديثا فى التواضع ، ثم قال : مات سنة ثلاث وسبعين ومائة(٤) .

٥٣٢ ـ سعد بن مالك بن الأقيصر بن مالك بن قريع(٥) بن ذهل بن الدّئل(٦) بن مالك(٧) بن سلامان(٨) بن ميدعان بن كعب بن مالك بن الأزد الأزدىّ(٩) : يعرف ب «أبى الكنود» المصرى(١٠) .

__________________

(١) تاريخ الإسلام ١١ / ١٣٠ (ولم يصرح بنسبة ذلك لابن يونس ، ولعله أغفل ذكر مصدره).

(٢) يجوز فيها الفتح ، والكسر أيضا. وهى المكان المرتفع ، وشاطئ الوادى وجانبه. قال الله (تعالى) :( إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى ) [الأنفال : ٤٢]. والجمع : عدى ، وعداء. (اللسان ، مادة : ع. د. و). ٤ / ٢٨٥٠ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٦١٠).

(٣) الملىّ : الزمان الطويل ، ومدة العيش. ومنه قوله تعالى :( وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ) [مريم : ٤٦]. فكأن الليث أراد الانفراد به أطول وقت ممكن ؛ لفقهه وعلمه. (اللسان ، مادة : م. ل. ى). ٦ / ٤٢٧٢ ـ ٤٢٧٣ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٩٢٣).

(٤) لم يذكر الذهبى حديث التواضع ، الذي رواه المترجم له ، واكتفى بالإشارة إليه. ولعل ابن يونس ذكره ، ولم يقتبسه الذهبى منه. ولا ندرى تاريخ مولده ، وإن كان الذهبى أشار فى ترجمته له إلى أنه مات شابا. (تاريخ الإسلام ١١ / ١٣٠).

(٥) ضبطه بالحروف ابن ماكولا (الإكمال) ٧ / ١٠٦.

(٦) على وزن (فعل) ، وضبطه بالحروف ابن ماكولا. ويبدو أنه سمّى به ـ فى الأصل ـ الدّئل بن محلّم بن غالب بن ييثع بن الهون بن خزيمة بن مدركة. (السابق ٣ / ٣٤٧ ، والأنساب ٢ / ٥٠٩).

(٧) إلى هنا وقف ابن حجر فى إيراد النسب ، وأضاف له لقب (الأزدى) فى (الإصابة) ٣ / ٧٢.

(٨) ضبطه السمعانى بالحروف ، وقال : هو بطن من الأزد. (الأنساب ٣ / ٣٤٨).

(٩) ساق نسبه كاملا ابن ماكولا فى (الإكمال) ٧ / ١٠٦.

(١٠) يبدو أنها لم تكن له كنية ، وإنما شىء اشتهر وعرف به ، فسيأتى أن ابنه يسمى (الأشيم) ، فلعله كان يكنى به. ومما يدعم أنه شىء عرف به ـ لا ندرى ماهيته بالضبط ـ أن ابن يونس قال فى نهاية الترجمة : روى عنه ابنه الأشيم بن أبى الكنود.

٢٠١

روى سعيد بن عفير ، عن عمرو بن زهير بن أشيم(١) بن أبى الكنود : أن أبا الكنود وفد على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢) ، وعقد له راية ـ على قومه ـ سوداء ، فيها هلال أبيض(٣) . وشهد فتح مصر ، وله بها عقب(٤) . روى عنه ابنه الأشيم بن أبى الكنود(٥) .

٥٣٣ ـ سعد بن مالك بن عبد الله بن سيف التجيبى ، ثم الخلاوىّ(٦) النحّاس : والخلاوة بطن من بنى سعد بن تجيب ، وهو خلاوة بن جدّ بن حنين ، من ولد سعد بن تجيب. يكنى أبا عمر. كتبت عنه حكاية من حفظه. توفى فى شهر رمضان سنة سبع وثلاثمائة. ولأبيه مالك بن عبد الله أخ ، يقال له : خلاوة بن عبد الله ، كتب مع يونس بن عبد الأعلى ، رأيت سماعه ـ فى كتاب جدى ـ من ابن وهب(٧) .

٥٣٤ ـ سعد بن أبى وقّاص : واسم أبى وقاص : مالك بن وهيب ، وقيل : أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤىّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشى الزّهرى. يكنى أبا إسحاق(٨) . اختط داره بمصر ، وهى التى

__________________

(١) حرّف فى (الإصابة) ج ٣ / ٧٣ إلى (أسمر).

(٢) الإكمال ٧ / ١٠٦ (وفد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ). والإصابة ٣ / ٧٣ (بالإسناد المذكور ، وإن أتى به ابن حجر بعد انتهاء نص الرواية). وجدير بالذكر أن ابن ماكولا أتى بالإسناد مضطربا. ولم ينسب القدر المذكور فى الترجمة إلى ابن يونس صراحة ، وإن تشابهت مع ما ورد فى المصادر الأخرى منسوبا إلى مؤرخنا. وفى (حسن المحاضرة) ١ / ٢٠٥ (له وفادة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ).

(٣) الإصابة ٣ / ٧٣.

(٤) المصدر السابق ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٠٥ (نقلا عن ابن يونس) قال : «ومن ولده ـ اليوم ـ بقية بمصر».

(٥) الإكمال ٧ / ١٠٦ ، والإصابة ٣ / ٧٣ (وحرّف اسم ابنه فيه إلى القاسم) ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٠٥.

(٦) ذكر ابن ماكولا أنه بالخاء المعجمة (الإكمال ٣ / ٣٠٢). وذكره السمعانى مرة فى باب (الحلاوىّ) ، وقال : نسبة إلى بيع الحلاوة ، وضبطه بالحروف (الأنساب ٢ / ٢٩٤) ، وترجم له ترجمة مقتضبة. وهذا وهم من السمعانى. ثم عاد ، فذكره فى موضعه الصحيح فى مادة (الخلاوى) تماما كابن ماكولا ، نقلا عن ابن يونس (السابق ٢ / ٤٢٣). وكذلك ذكره ابن حجر فى (تبصير المنتبه) ٢ / ٥١١ ، بالخاء المعجمة ، وذكر نسبته إلى (خلاوة) ، وعرّف بها باقتضاب.

(٧) الإكمال ٣ / ٣٠٢ ، والأنساب ٢ / ٤٢٣.

(٨) ذكر النسب وافيا ابن الأثير فى (أسد الغابة) ٢ / ٣٦٦.

٢٠٢

بالموقف المقابلة لدار موسى بن عيسى الهاشمى. وقيل : إن غلاما لسعد اختطها فى أيام عثمان ؛ ليصلح بين أهل مصر ، وبين ابن أبى سرح(١) .

* ذكر من اسمه «سعيد» :

٥٣٥ ـ سعيد الحجرىّ(٢) : يروى عن زكريا بن الجهم. روى عنه خالد بن الأسود الحجرىّ(٣) .

٥٣٦ ـ سعيد بن أحمد بن زكريا بن يحيى بن صالح القضاعىّ(٤) : يكنى أبا محمد. تعرف ، وتنكر(٥) . روى عن جده(٦) زكريا بن يحيى كاتب العمرىّ ، وعن الحارث بن مسكين ، وغيرهما. روى عنه أبو بكر بن المقرئ(٧) . توفى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة(٨) .

٥٣٧ ـ سعيد بن أبى أيوب(٩) الخزاعى ، مولاهم المصرى : اسم أبى أيوب : مقلاص. يكنى أبا يحيى. ولد سنة مائة. قال يحيى بن بكير(١٠) : توفى سنة إحدى وستين ومائة.

__________________

(١) الانتصار ، لابن دقماق ص ١٠. وأضاف : أنها صارت ـ فى زمنه على ما يبدو ـ جزءا خرابا ، وجزءا به دكاكين بشارع الموقف. ويمكن مراجعة مزيد من التفاصيل عن حياة (الصحابى الجليل سعد بن أبى وقاص) فى : (طبقات ابن سعد ٦ / ٩٢ ، والاستيعاب ٢ / ٦٠٦ ـ ٦١٠ ، وأسد الغابة ٢ / ٣٦٦ ـ ٣٧٠ ، والإصابة ٣ / ٧٣ ـ ٧٧).

(٢) المقصود : حجر الأزد. (الإكمال ٣ / ٨٥).

(٣) السابق ٣ / ٨٦ (قاله ابن يونس).

(٤) ورد نسبه كاملا فى (الإكمال) ٧ / ١٤٧. وتوقف الذهبى عند اسم (زكريا) فى (تاريخ الإسلام ٢٤ / ١٠٦) ، والمغنى فى الضعفاء (ط. ١٩٨٧ م) : ١ / ٣٧٠.

(٥) أى : من مروياته الحديثية ما هو معروف مقبول يرويه الثقات ، ومنه ما هو منكر لا يرويه الثقات.

(٦) تفرد الذهبى بالقول : إنه جده لأمه (تاريخ الإسلام ٢٤ / ١٠٦). لكن يبدو من نسبه أنه جده لأبيه.

(٧) المصدر السابق ، والمغنى فى الضعفاء (ط. ١٩٨٧ م) : ١ / ٣٧٠.

(٨) الإكمال ٧ / ١٤٧.

(٩) سقطت لفظة (أبى) فى (تهذيب التهذيب) ج ٤ / ٧. وهى مثبتة فى (تهذيب الكمال) ١٠ / ٣٤٢ ، والتقريب ١ / ٢٩٢.

(١٠) مخطوط (إكمال تهذيب الكمال) لمغلطاى ٢ / ق ٧٧ (نقلا عن تهذيب الكمال للمزى ١٠ / ٣٤٥ ، هامش (١).

٢٠٣

وقيل : سنة ست وستين ومائة. وسنة إحدى أصح(١) ، وكان فقيها(٢) .

٥٣٨ ـ سعيد بن الجهم بن نافع الجيزى «مولى الحارث بن ذاخر الأصبحىّ ، ثم السّحولىّ»(٣) : يكنى أبا عثمان. فقيه من أصحاب مالك ، كان أحد أوصياء محمد بن إدريس الشافعى(٤) ، وكان مقبول القول ، ولا نعلمه أسند إلا حديثا واحدا. روى عنه سعيد بن كثير بن عفير ، والربيع بن سليمان الجيزى. توفى فى شعبان سنة تسع ومائتين(٥) .

٥٣٩ ـ سعيد بن حفص الفارض «مولى قريش» : مصرى ، كان مقبولا عند القضاة ، يتولى القسم. وهو والد أبى الطيب «محمد بن سعيد»(٦) .

٥٤٠ ـ سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم(٧) ، المعروف ب «ابن أبى مريم» الجمحىّ المصرى(٨) : مولى أبى فاطمة ، ويقال : أبو فطيمة ، مولى أبى الصّبيغ(٩) مولى بنى

__________________

(١) مخطوط إكمال تهذيب الكمال ٢ / ق ٧٧ (نقلا عن تهذيب الكمال ١٠ / ٣٤٥ ، هامش ١) ، وتهذيب التهذيب ج ٤ / ٧.

(٢) السابق ٤ / ٨ ، وزاد : وقال ابن وهب : كان فهما حلوا ، فقيل له : كان فقيها؟ فقال : نعم ، والله. وفى ج ٤ / ٧ : روى عن أبى الأسود ، وحميد بن هانئ ، وجعفر بن ربيعة ، ويزيد بن أبى حبيب. روى عنه ابن المبارك ، وابن وهب ، ونافع بن يزيد. وقال ابن حجر فى (التقريب) : ١ / ٢٩٢ : ثقة ثبت.

(٣) أورد ابن ماكولا النسب كاملا فى (الإكمال) ٣ / ٤٧.

(٤) السابق ، وتوالى التأسيس لابن حجر : ص ٨٠.

(٥) الإكمال ٣ / ٤٧ (قال ذلك ابن يونس) ، وتبصير المنتبه ١ / ٣٦٥ (ترجم له باختصار).

(٦) الإكمال ٧ / ٥١ (قاله ابن يونس).

(٧) إضافة غير موجودة فى (الإكمال) ٥ / ٢٢١. واكتفى الذهبى ب (سعيد بن أبى مريم) فى (تاريخ الإسلام) ١٦ / ١٧٢ ، وتذكرة الحفاظ (ط. دار إحياء التراث) ١ / ١ / ٣٩٢.

(٨) النسب كاملا فى (تهذيب الكمال ١٠ / ٣٩١ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٣٢٧ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ١٦ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٤٦. (قال : سعيد بن أبى مريم الحكم ...). فكأن والده الحكم مشهور ب (أبى مريم).

(٩) هكذا ضبطت بالشكل فى (الإكمال) : ٥ / ٢٢١ ، وقال : بالصاد المهملة ، والغين المعجمة). وتصحّفت فى (تهذيب الكمال) ١٠ / ٣٩١ إلى (الصّبيغ) ، وفى سير النبلاء ١٠ / ٣٢٩ إلى : الضّبيع ، وكذلك تصحفت فى (تهذيب التهذيب) ٤ / ١٦ إلى (الضبيع).

٢٠٤

جمح(١) . يكنى أبا محمد. كان فقيها مصريا(٢) ، ولد سنة أربع وأربعين ومائة(٣) ، ومات فى ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ومائتين(٤) .

٥٤١ ـ سعيد بن حىّ بن يزيد الخولانى : مصرى ، يروى عن أبيه ، عن أبى ذر. روى عنه عيّاش بن عباس ، ولم يحدّث عنه غيره(٥) .

٥٤٢ ـ سعيد بن راشد المرادىّ : يكنى أبا عابس. يروى عن عبد الرحمن بن معاوية ابن حديج. روى عنه ابن لهيعة(٦) .

٥٤٣ ـ سعيد بن ربيعة بن حبيش بن عرفطة الصّدفىّ : فقيه ولى القضاء بمصر على كره ، فى أيام هشام بن عبد الملك. جلس فى المسجد ، وتقدم الخصوم إليه ، فما نطق بحرف ، فأعفى عن القضاء(٧) .

٥٤٤ ـ سعيد بن زكريا الأدم(٨) المصرى ، مولى مروان بن الحكم : يكنى أبا عثمان.

__________________

(١) الإكمال ٥ / ٢٢١ ، وتهذيب الكمال ١٠ / ٣٩٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٣٢٩.

(٢) الإكمال ٥ / ٢٢١ ، وتذكرة الحفاظ (ط. دار إحياء التراث) ١ / ١ / ٣٩٢ ، وتاريخ الإسلام ١٦ / ١٧٤ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ١٧.

(٣) تهذيب الكمال ١ / ٣٩٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٣٢٩ ، وتذكرة الحفاظ (ط. دار إحياء التراث) ١ / ١ / ٣٩٢ ، وتاريخ الإسلام ١٦ / ١٧٤ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ١٧ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٤٦.

(٤) الإكمال ٥ / ٢٢١ ، وتهذيب الكمال ١٠ / ٣٩٥ (لم يذكر شهر الوفاة) ، وتذكرة الحفاظ (ط. دار إحياء التراث) ١ / ١ / ٣٩٢ (شرحه) ، وتاريخ الإسلام ١٦ / ١٧٤ (شرحه) ، وسير أعلام النبلاء (١٠ / ٣٢٩ (شرحه) ، وتهذيب التهذيب ٤ / ١١٧ (شرحه) ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٤٦ (شرحه). وفى (التقريب) ١ / ٢٩٣ : عاش ٨٠ سنة ، وهو ثقة ثبت. وفى (تهذيب التهذيب) : ٤ / ١٦ ـ ١٧ : روى عن مالك ، والليث ، ونافع بن يزيد ، ويحيى بن أيوب. روى عنه البخارى بواسطة (محمد بن يحيى الذهلى) ، وابن أخيه أحمد بن سعد بن أبى مريم ، ومؤرخنا ابن عبد الحكم.

(٥) الإكمال ٢ / ٩٧ ـ ٩٨ (قاله ابن يونس).

(٦) السابق ٦ / ١٧ (قاله ابن يونس).

(٧) السابق ٢ / ٣٣٣. وأضاف : أن والده (ربيعة بن حبيش) شهد فتح مصر ، وكان رأسا فى خلع عثمان ، وقتله. وكان صهرا لوردان مولى عمرو بن العاص.

(٨) نص ابن حجر صراحة على أنها بهمزة مقصورة ، ومهملة مفتوحتين (التقريب ١ / ٢٩٥). واكتفى السيوطى بذكر (الأدم) دون توضيح. (حسن المحاضرة ١ / ٢٨٥). وتفرد (تهذيب

٢٠٥

توفى بإخميم سنة سبع ومائتين ، وكانت له عبادة وفضل(١) ، وكان يسكن مرادا(٢) .

٥٤٥ ـ سعيد بن زياد المصرى (مولى الأزد) : يعرف ب «القطاس». بلغ ابن أبى الليث القاضى عنه كلام ، فأسقط شهادته ، وأقامه للناس فى المسجد ، فجاء رجل من الأزد ، فادّعى رقبته ، وأتى بشهود ملفّقين ، فشهدوا له بذلك. فحكم القاضى بشهادتهم وأمر ، فنودى عليه ، فبلغ دينارا واحدا ، فاشتراه القاضى ابن أبى الليث ، وأعتقه. قاله يحيى بن عثمان بن صالح ، وقال : حضرت ذلك. وقد روى عنه أيضا(٣) . وسمعت أبا جعفر الطحاوى يقول : ما رئى أمر كان أوحش من أمر القطاس ، ولا شهادة زور كانت مثلها. لقد أخبرنى جماعة ممن حضر أمره أن الشهود كانوا شهود زور. لزم منزله ، فلم يخرج منه ، حتى توفى سنة خمس وعشرين ومائتين(٤) .

٥٤٦ ـ سعيد بن سالم بن سفيان بن هانئ الجيشانىّ : يروى عن جده «سفيان بن هانئ». يروى عنه حرملة بن عمران(٥) .

__________________

الكمال) ١٠ / ٤٣٤ ب (الآدم). ولم أجد فى (الأنساب) للسمعانى ج ١ / ١٠٠ ، سوى مادة (الأدمىّ) : من يبيع الأدم (الجلد). وبالنسبة للمعنى اللغوى : الأدم جمع أديم ، وهو الجلد. والآدم من الناس : الأسمر. الأدمة : السّمرة. وسمى آدم بذلك ؛ لأنه خلق من أدمة الأرض. وأرجح أن يلقب ب (الأدم) ، فهو الذي نصّ ابن حجر على ضبطه بالحروف ، وإن كان وجه التلقيب به غير واضح. (اللسان ، مادة : أ. د. م) ١ / ٤٥ ـ ٤٦.

(١) تهذيب الكمال ١٠ / ٤٣٥ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٧ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٨٥.

(٢) تهذيب الكمال ١٠ / ٤٣٥ (والمعنى : يسكن خطّة مراد). وتوجد مزيد من المعلومات عنه فى (تهذيب التهذيب) ٤ / ٢٧ : روى عن بكر بن مضر ، والمفضل بن فضالة ، والليث ، وابن وهب. روى عنه أبو الطاهر بن السرح ، وعيسى بن حماد زغبة. وكان مثالا فى الزهد ، والاجتهاد فى العبادة.

(٣) لعله يحيى بن عثمان بن صالح ، الذي نقل عنه ابن يونس الرواية السابقة ، فربما ذكر الرواية فى (تاريخه) مثلا. ثم رويت عنه لدى غيره.

(٤) تاريخ الإسلام ١٦ / ١٧٥. راجع تفاصيل ما جرى للمترجم له فى كتاب (القضاة) للكندى ص ٤٥٦ ـ ٤٥٧ (أحداث سنة ٢٢٨ ه‍) ، وهو ما لا يتواءم مع ذكر ابن يونس تاريخ وفاته (سنة ٢٢٥ ه‍). فلعل النسّاخ حرفوا سنة ثمان أو تسع وعشرين ومائتين إلى (خمس وعشرين ومائتين).

(٥) الإكمال ٢ / ١٩١ ، والأنساب ٢ / ١٤٤.

٢٠٦

٥٤٧ ـ سعيد بن أبى سعيد الحجرىّ «حجر رعين» : روى عنه أيوب بن بجيد(١) ، وعبد الله بن هبيرة السّبئىّ(٢) . وله عقب بمصر(٣) .

٥٤٨ ـ سعيد بن سلمة بن مخرمة التجيبى ، ثم الزّميلىّ(٤) : يروى عن أبيه. روى عنه سليمان بن أبى زينب(٥) ، وعمرو بن الحارث(٦) .

٥٤٩ ـ سعيد بن السّمح البلوى : مصرى ، روى عنه نافع بن يزيد. رأيت شهادته فى المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائة ، وما أراه عمّر بعد ذلك إلا يسيرا(٧) .

٥٥٠ ـ سعيد بن سميخ(٨) بن سعد اللخمى المصرى : يكنى أبا سميخ ، ويعرف ب «ابن الأعرابى». من بطن منهم(٩) ، يقال لهم : «سلم». حكى عنه سعيد بن عفير فى «الأخبار». توفى فى ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين ومائة(١٠) .

__________________

(١) ترجم له ابن ماكولا فى (الإكمال) ١ / ١٨٨ ، ولقّبه ب (المعافرى). روى عن سعيد بن أبى سعيد الحجرىّ (من حجر حمير). ولا يتناقض هذا مع ما ورد فى ترجمة (سعيد) هذا ، من أنه من حجر رعين ؛ ف (رعين بطن من حمير). وحجر نوعان فقط : حجر الأزد (وقد مضى فى ترجمة رقم ٥٣٥ ، وهامشها) ، وحجر رعين الذي نحن بصدد ترجمة أحد المنتسبين إليه. (راجع : الإكمال ٣ / ٨٤ (هامش ١) ، والأنساب ٢ / ١٧٩ (هامش ١).

(٢) ستأتى ترجمته فى (تاريخ المصريين) لابن يونس فى باب (العين) ، بإذن الله (وقد يقال فى نسبه : السّبائى ، كما ورد فى : التقريب ١ / ٤٥٨).

(٣) الإكمال ٣ / ٨٤ ، والأنساب ٢ / ١٧٩.

(٤) ضبطت بالحروف فى (الأنساب) ٣ / ١٦٥ ، وقال : ينسب إلى (بنى زميلة ، وهو بطن من تجيب).

(٥) تأتى ترجمته فيمن اسمه (سليمان) من (باب السين) ، بإذن الله.

(٦) الإكمال ٤ / ٢٢٦ (قاله ابن يونس). ويلاحظ أن والد المترجم له (سلمة ـ لا مسلمة ، كما ورد خطأ فى الأنساب ٣ / ١٦٥ ـ ابن مخرمة بن سلمة بن عبد العزيز بن عامر التجيبى الزميلى). يكنى أبا سعيد. شهد فتح مصر. روى عن عمر ، وعثمان. روى عنه ربيعة بن لقيط التجيبى (الإكمال ٤ / ٢٢٥ ، والأنساب ٣ / ١٦٥).

(٧) الإكمال ٤ / ٣٥٨.

(٨) لم أقف على حقيقة رسمها وضبطها. وأثبت الوارد فى (الإكمال) ٤ / ٣٤٦. وذكر المحقق فى هامش (١) : أنها وردت فى إحدى النسخ برسم (سميح) ، وفى مخطوط (التوضيح) : شمخ. والله أعلم.

(٩) أى : بطن من لخم. (الإكمال ٤ / ٣٤٥).

(١٠) السابق ٤ / ٣٤٥ ـ ٣٤٦ (قاله ابن يونس ، وهو مقيد بخط الصورى ، وابن الثلاج).

٢٠٧

٥٥١ ـ سعيد بن شريح بن عذرة : كان كاتبا فى ديوان الجند بمصر ، وكان متصلا ب «زبّان بن عبد العزيز بن مروان»(١) .

٥٥٢ ـ سعيد بن أبى شمر(٢) السّبائىّ : سمع سفيان بن وهب الخولانى ، ورأى مالك ابن أزهر ، وهما صحابيان. روى عنه بكر بن سوادة ، وعبد الرحمن بن شريح(٣) .

٥٥٣ ـ سعيد بن صفوان بن مطيع بن مرثد الرّعينىّ : يروى عن سعيد بن مسعود. روى عنه معاوية بن صالح الحمصى(٤) .

٥٥٤ ـ سعيد بن عبد الرحمن الغفارىّ المصرى : يكنى أبا صالح. يروى عن أبى هريرة ، وهبيب بن مغفل ، وروايته عن علىّ مرسلة(٥) ، وما أظنه سمع منه. وروى عنه عطاء بن دينار ، ويزيد بن قوذر ، وقال : إنه مولى بنى غفار(٦) .

٥٥٥ ـ سعيد بن عبد الرحمن بن محمد الشيبانىّ : يعرف ب «قاضى البقر». من شعراء مصر وأدبائها. كتب عنه(٧) .

__________________

(١) الإكمال ٤ / ٢٨٤.

(٢) ضبطتها ؛ استئناسا بما فى الإكمال (٤ / ٥٣٢ بالحاشية).

(٣) السابق ٤ / ٥٣٣ ـ ٥٣٤.

(٤) السابق ٧ / ٢٣٠.

(٥) التقريب ١ / ٣٠١ (مصدّرة ب قال ابن يونس).

(٦) تهذيب التهذيب ٤ / ٥٢. وبه مزيد من المعلومات ، منها : أنه روى عن علىّ ، وعقبة بن عامر ، وكعب الأحبار. روى عنه الحجاج بن شداد الصنعانى ، وإبراهيم بن نشيط. وللمترجم له روايات فى (كتاب الولاة) للكندى ص ٣١ ، ٣٧ ـ ٣٨. وفى (كتاب القضاة) : له رواية ص ٣٠٣ ـ ٣٠٤.

(٧) الألقاب : ١٧٣ (وذكره أبو سعيد). ويلاحظ أن هذه الشخصية لا يزال الغموض يلفها. وقد جمعت بعض معلومات عنها من كتاب (المغرب ـ قسم مصر) لابن سعيد. فى (سيرة الإخشيد) من (المصدر المذكور) ص ١٦٣ : ورد أنه كان يسامر ويحادث الإخشيد أمير مصر. وفى ص ١٨٤ ـ ١٨٥ : ورد أنه يكنى أبا القاسم. وورد أنه كان شاعرا لأبى الجيش خمارويه. روى ابن زولاق على لسانه حادثة ، وقعت لهذا الشاعر مع الإخشيد ، تدل على بخل وإمساك الأخير.

وكان الشاعر يومها فى عشر التسعين. وورد أنه كان يبيت لدى الإخشيد ، ويسامره ، وكان مليح الحديث. وينقل ابن سعيد عن (تاريخ مصر) لابن القرطى ص ١٩٧ بيتين من شعر هذا الشاعر بعد أن سمّاه (سعيد بن فاخر) ، ولقّبه ب (قاضى البقر) ، وهو اللقب الذي لا نعرف سره. والبيتان المذكوران فى مدح الإخشيد ، واتساع دولته ، وهما بيتان ضعيفان فنيا. وفى

٢٠٨

٥٥٦ ـ سعيد بن عثمان (مولى النّوار(١) الحميرى ، ثم من الكلاع) : يكنى أبا عثمان.

له عبادة وفضل ، وكان مقبولا عند القضاة ، وكان مؤذن مسجد عمرو بن العاص. وكان ابن وهب يفضّله ، ويثنى عليه(٢) .

٥٥٧ ـ سعيد بن عطاء بن سعيد الجيزى البلوى : يكنى أبا عثمان. يروى عن ابن لهيعة ، والمفضّل بن فضالة. روى عنه يحيى بن عثمان بن صالح. مات نحو سنة عشرين ومائتين(٣) .

٥٥٨ ـ سعيد بن على بن سعيد بن عامر بن سعيد بن عامر «مولى جمل» : يكنى أبا جمل. روى عن أبيه ، وعبد الله بن يحيى البرلسىّ. مات سنة ستين ومائتين(٤) .

٥٥٩ ـ سعيد بن عمرو بن الحارث بن رحب الخولانى : أبو سمرة. مات فى ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وثلاثمائة(٥) .

٥٦٠ ـ سعيد بن عيسى بن تليد(٦) الرّعينىّ القتبانىّ (مولاهم المصرى) : يكنى أبا عثمان. توفى فى الثالث عشر من ذى الحجة سنة تسع عشرة ومائتين(٧) ، وكان فقيها ، يكتب للقضاة. وكان ثقة ثبتا فى الحديث(٨) .

__________________

ص ٢٧٢ : نقل ابن سعيد عن المؤرخ نفسه أبياتا لهذا الشاعر (تتسم بالهزل ، والفحش ، والمجون ، والفسوق) ، وهى تدور حول الخمر والنساء ، وتشبه خمريات أبى نواس المشهورة ، وغزلياته المكشوفة.

(١) لعلها (النوار بنت جميل بن عدى بن عبد مناة بن أدّ بن طابخة ، أم قيس ومعاوية الكردوسين ابنى مالك بن زيد بن مناة بن تميم). (الإكمال ١ / ٢٦٠).

(٢) المصدر السابق.

(٣) السابق ٣ / ٤٧ (ذكره ابن يونس). وتبصير المنتبه ١ / ٣٦٥ (بإيجاز).

(٤) الإكمال ٢ / ١٢٠ ـ ١٢١ (قاله ابن يونس) ، وتبصير المنتبه ١ / ٢٦٣ (اختصر النسب إلى عامر الأول).

(٥) الإكمال ٤ / ٢٧ (قاله ابن يونس).

(٦) ذكر ابن حجر أنه بفتح المثنّاة ، وكسر اللام (التقريب ١ / ٣٠٣). وتفرد بزيادة (سعيد) قبل (تليد) ، وهو خطأ لا شك فيه.

(٧) الإكمال ٧ / ٩٩ (لم ينسبه لابن يونس) ، والأنساب ٤ / ٤٥١ (شرحه) ، وتهذيب الكمال ١١ / ٣٠ (قال أبو سعيد بن يونس) ، والتقريب ١ / ٣٠٣ (مات سنة تسع عشرة (يعنى : ومائتين). وتحرّف تاريخ الوفاة فى (تهذيب التهذيب) ج ٤ / ٦٤ إلى سنة ٢٩١ ه‍.

(٨) السابق. وهاك مزيدا من المعلومات عن المترجم له : قد ينسب إلى جده (سعيد بن تليد).

٢٠٩

٥٦١ ـ سعيد بن الفحل المصرى : يروى عن سالم بن عبد الله بن عمر مسألة. روى عنه يحيى بن أيوب. كنيته : أبو المثنّى(١) .

٥٦٢ ـ سعيد بن أبى فقيه الرعينى القتبانى : يروى عن سعيد بن أبى هلال. روى عنه عبد الرحمن بن شريح ، وعمرو بن الحارث ، ورشدين بن سعد ، وابن لهيعة. ويقال :

اسم أبى فقيه نعيم. كانت له عبادة ، وفضل(٢) .

٥٦٣ ـ سعيد بن القاسم بن سلمة بن رزيق بن رزين الحميرى المصرى : يكنى أبا عثمان. حدّث عن يحيى بن عبد الله بن بكير ، وسعيد بن أبى مريم. وهو قديم الموت.

توفى قريبا من سنة ستين ومائتين(٣) .

٥٦٤ ـ سعيد بن كثير بن عفير(٤) بن مسلم(٥) بن يزيد بن الأسود (الأنصارى مولاهم المصرى)(٦) : يكنى أبا عثمان. دعوتهم فى موالى بنى سلمة من الأنصار ، وكان سعيد يقول : إنه من صليبة بنى تميم ، من بنى حنظلة بن يربوع ، جرى عليهم سبى فى الجاهلية ، فأعتقتهم بنو سلمة. ذكر ذلك ابن قديد ، عن عبيد الله بن سعيد. وسمعت ابن قديد يقول : كان يحيى بن عثمان بن صالح يقول : إنه مولى بنى هاشم ، وإنه أقرّ له بذلك. قال ابن قديد : وأرى ذلك ؛ لأن أم سعيد بن كثير بنت «الحسن بن راشد مولى بنى هاشم»(٧) .

__________________

روى عن بكر بن مضر ، ورشدين بن سعد ، وابن وهب. روى عنه ابن أخيه مقدام بن داود ابن عيسى الرعينى ، والبخارى ، والنسائى. ثقة. (الإكمال ٧ / ٩٩ ، والأنساب ٤ / ٤٥١ ، وتهذيب الكمال ١١ / ٢٩ ـ ٣٠ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٦٣ ـ ٦٤).

(١) الإكمال ٧ / ٥٤ (قاله ابن يونس).

(٢) السابق ١ / ٣٤٢ (قاله ابن يونس).

(٣) السابق ٤ / ٥٢ ـ ٥٣ (قاله ابن يونس).

(٤) ضبطه ابن حجر بالمهملة ، والفاء مصغّرا (التقريب ١ / ٣٠٤).

(٥) وقع تحريف من النساخ ، فتحولت الكلمة إلى (سلم). (تاريخ الإسلام ١٦ / ١٨١).

(٦) ورد النسب كاملا فى : (تهذيب الكمال ١١ / ٣٦ ـ ٣٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٨٣ ، وتاريخ الإسلام ١٦ / ١٨١ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٦٦). وأضاف المزى فى (تهذيب الكمال) ١١ / ٣٧ : أنه ابن أخت (المغيرة بن الحسن بن راشد الهاشمى ، وقد ينسب إلى جده).

(٧) السابق ١١ / ٤٠.

٢١٠

أنكر عليه أحاديث(١) ، منها : حديثان ما رواهما عن ابن لهيعة غيره(٢) . وكان سعيد ابن كثير من أعلم الناس بالأنساب ، والأخبار الماضية ، وأيام العرب ، ومآثرها ، ودقائقها ، والتواريخ ، والمناقب ، والمثالب. وكان فى ذلك كله شيئا عجبا. وكان ـ مع ذلك ـ أديبا ، فصيح اللسان ، حسن البيان ، حاضر الحجة ، لا تملّ مجالسته ، ولا ينزف علمه. وكان شاعرا مليح الشّعر(٣) .

وكان عبد الله بن طاهر ، لما قدم مصر ، أحضر سعيدا مجلسه ، فأعجب به عبد الله ، واستحسن ما يأتى به(٤) . وكان ممن يلى (نقابة الأنصار» ، والقسم عليهم. وله أخبار مشهورة ، تركتها ؛ لشهرتها(٥) . وكان غير ظنين(٦) فى جميع ذلك. ولد سنة ست وأربعين ومائة ، توفى سنة ست وعشرين ومائتين(٧) .

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ١٥٥ ، والمغنى فى الضعفاء (طبعة ١٩٨٧ م) : ١ / ٣٨٢.

(٢) وردت العبارة فى موضعين متفرقين ، فجمعت بينهما فى مكان واحد (سير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٨٥. وردّ الذهبى أن سعة علمه لا نعجب معها أن ينفرد فى الرواية بأشياء. ثم إن ابن لهيعة ـ فى نظره ـ ضعيف الحديث ، فالنكارة فى المرويات جاءت منه. وتاريخ الإسلام ١٦ / ١٨٢ ـ ١٨٣). ولم يذكر الذهبى هذين الحديثين المنكرين. وتجدر الإشارة إلى أن هناك أكثر من حديث أخذ على ابن عفير فى مواضع ، رواها عنه ابنه عبيد الله ، وليس فيها ابن لهيعة. (راجع تهذيب الكمال ١١ / ٣٩ ـ ٤٠).

(٣) السابق ١١ / ٤٠ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٨٤ (باختصار) ، وتاريخ الإسلام ١٦ / ١٨٢ (شرحه) ، وميزان الاعتدال ٢ / ١٥٥ (باختصار أشد) ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٦٧ (باختصار).

(٤) تهذيب الكمال ١١ / ٤٠ ، وتاريخ الإسلام ١٦ / ١٨٢. ولعل من تلك المجالس ما حضره ابن عفير عند اختيار قاضى مصر فى مجلس ابن طاهر سنة ٢١١ ه‍. (كتاب القضاة ، للكندى ص ٤٣٣ ـ ٤٣٤).

(٥) لعل منها حواره الشهير مع المأمون ، لما استصغر الأخير شأن مصر قياسا بالعراق. وقد ردّ ابن عفير عليه ردا مفحما ، حتى أسكته. وبدا من كلامه بعد ذلك سعة علمه بتاريخ مصر القديم ، وما كانت تتمتع به من خيرات وفيرات. (تاريخ الإسلام ١٦ / ١٨٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٨٥ ، والخطط ٢ / ٢٠٢).

(٦) أى : غير متهم. فالظنين : المتهم الذي تظنّ به التهمة. والجمع : أظنّاء. والمصدر : الظّنّة ، وجمعها : الظّنن. ومنه الفعل : أظنّه ، أى : اتهمه. (اللسان ، ظ. ن. ن) ٤ / ٢٧٦٣.

(٧) تهذيب الكمال ١١ / ٤٠ ـ ٤١ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٦٧. وذكر الذهبى فى (سير أعلام النبلاء) ١٠ / ٥٨٦ ، وتاريخ الإسلام ١٦ / ١٨٣ ، عن غير ابن يونس : أنه توفى لسبع بقين من رمضان. ويمكن مراجعة دراستى المفصّلة عن (ابن عفير ، وثقافاته ، وعلومه ، خاصة مجالى : الشعر ، والتاريخ) فى رسالتى للماجستير ج ٢ ص ١٣٣ ـ ١٥٢).

٢١١

٥٦٥ ـ سعيد بن ميسرة بن جنادة : يكنى أبا عثمان. كان عالما بأخبار مصر. روى عنه «عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم» خطبة عمرو بن العاص(١) . توفى بعد سنة عشرين ومائتين(٢) .

٥٦٦ ـ سعيد بن أبى هلال(٣) الليثى (مولاهم المصرى)(٤) : يكنى أبا العلاء. ذكر ابن لهيعة أنه ولد بمصر سنة سبعين(٥) ، ونشأ بالمدينة ، ثم رجع إلى مصر فى خلافة هشام(٦) . يقال : توفى سنة خمس وثلاثين ومائة(٧) .

٥٦٧ ـ سعيد بن يزيد الحميرى القتبانىّ الإسكندرانى : يكنى أبا شجاع. مصرى ، روى عنه ليث بن سعد ، وابن المبارك ، وأبو غسّان محمد بن مطرّف ، وأبو زرارة الليث ابن عاصم(٨) . مات بالإسكندرية سنة أربع وخمسين ومائة ، وكان من العبّاد المجتهدين(٩) ، ثقة فى الحديث(١٠) . ليس بمصر من حديثه إلا حديث واحد ، حديث فضالة بن عبيد : (اشتريت يوم خيبر قلادة)(١١) .

__________________

(١) راجع نصها بإسنادها فى (فتوح مصر) لابن عبد الحكم ص ١٣٩ ـ ١٤١.

(٢) الإكمال ٢ / ١٥٤ (قاله ابن يونس).

(٣) ذكر فى (تهذيب التهذيب) لابن حجر ٤ / ٨٤ : أن اسم أبى هلال ـ والد سعيد ـ مرزوق.

(٤) مولى عروة بن شييم الليثى ، ويقال : أصله من المدينة. (تهذيب الكمال ١١ / ٩٤).

(٥) تاريخ الإسلام ٨ / ٤٣٩.

(٦) تهذيب الكمال ١١ / ٩٦ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٨٤.

(٧) تهذيب الكمال ١١ / ٩٦ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٨٤. وذكر غيره : توفى سنة ١٣٣ ه‍ (المصدران السابقان). وذكر ابن حجر فى (المصدر السابق) : أنه روى عن جابر ، وأنس مرسلا ، وزيد بن أسلم ، والزهرى ، ونافع ، وغيرهم. روى عنه خالد بن يزيد المصرى ، وعمرو بن الحارث ، والليث ، ويزيد.

(٨) الإكمال ٧ / ٨٢ ، والأنساب ٤ / ٤٥٠.

(٩) الإكمال ٧ / ٨٢ ، والأنساب ٤ / ٤٥٠ ، وتهذيب الكمال ١١ / ١١٩ ، وسير أعلام النبلاء ٦ / ٤١١ (قال الحافظ ابن يونس) ، وتاريخ الإسلام ٩ / ٤٠٦ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٨٩.

(١٠) الإكمال ٧ / ٨٢ ، والأنساب ٤ / ٤٥٠ ، وتهذيب الكمال ١١ / ١١٩ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٨٩ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٧٤.

(١١) الإكمال ٧ / ٨٢ ، والأنساب ٤ / ٤٥٠. تمام الحديث المذكورة بدايته فى المتن : فيها خرز وذهب باثنى عشر دينارا ، ففصّلتها ، فإذا الذهب أكثر من اثنى عشر دينارا ، فذكرت ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : لا تباع حتى تفصّل». (حديث الليث بن سعد ، قال : حدثنى أبو شجاع سعيد بن يزيد الحميرى ، عن خالد بن أبى عمران ، عن حنش الصنعانى ، عن فضالة

٢١٢

* ذكر من اسمه «سعية» :

٥٦٨ ـ سعية(١) الشّعبانىّ(٢) : أبو سليط(٣) . شهد فتح مصر. يروى عن تبيع ، وكريب ابن أبرهة. روى عنه ابنه سليط بن سعية ، ويروى عن ابنه سليط موسى بن أيوب(٤) .

* ذكر من اسمه «سفعة» :

٥٦٩ ـ سفعة الغافقىّ : رجل من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . شهد فتح مصر. ذكروه فى كتبهم(٥) .

* ذكر من اسمه «سفيان» :

٥٧٠ ـ سفيان بن أميّة القتبانى : روى عنه رجاء بن أبى عطاء المعافرى(٦) .

٥٧١ ـ سفيان بن صهابة المهرىّ (المعروف بالخرنق الشاعر)(٧) : شهد فتح مصر. قال :

__________________

ابن عبيد). كذا ورد فى (فتوح مصر) ص ٢٧٧. وأخرجه مسلم فى صحيحه ، فى كتاب (المساقاة) ، باب (بيع القلادة فيها خرز وذهب) ج ٣ / ١٢١٣ (حديث رقم ١٩٥١ عام ـ رقم ٩٠ خاص). وأخرجه أبو داود فى (سننه) ، كتاب (البيوع والإجارات) ، باب (فى حلية السيف تباع بالدرهم) ج ٣ / ٦٤٩ ـ ٦٥٠ (حديث رقم ٣٣٥٢). وأخرجه الترمذى فى (سننه) ، كتاب (البيوع) ، باب (ما جاء فى شراء القلادة وفيها ذهب وخرز) ٣ / ٥٤٧ (حديث رقم ١٢٥٥) ، وقال : حديث حسن صحيح. وأخرجه النسائى فى (سننه) ، كتاب (البيوع) ، باب (بيع القلادة فيها الخرز ، والذهب بالذهب) ج ٧ / ٢٧٩ ، (حديث رقم ٤٥٧٣). وأخيرا ، فقد قال الذهبى عن (المترجم له) : كان إماما قدوة ، عالما مفتيا (سير أعلام النبلاء) ٦ / ٤١٠ ـ ٤١١.

(١) تصحفت فى موضع بالإكمال ج ص ٥٤٦ إلى (شعبة). وهذا وهم من ابن ماكولا. والصواب ما ذكرته فى المتن.

(٢) نسبة إلى (شعبان) : وهو اسم لقبيلة من قيس. (الأنساب ٣ / ٤٣٠ ، وفى هامش (١) : بل من حمير).

(٣) استأنست فى ضبطه بمادة (السّليطىّ) فى (المصدر السابق) ٣ / ٢٨٤.

(٤) الإكمال ٥ / ٦٦ (قاله ابن يونس). ووردت معظم الترجمة فى (الأنساب ٣ / ٤٣١) ، دون أن ينسبها السمعانى لابن يونس.

(٥) الإصابة ٣ / ١٢١ (ذكره يونس). والصواب : ابن يونس.

(٦) الإكمال ٧ / ٨٢ (قاله ابن يونس) والأنساب ٤ / ٤٥٠ (شرحه).

(٧) جاء فى (الإكمال) ٣ / ١٣٨ : أن الشاعر الخرنق (ضبطه بالحروف) هو سعيد بن ثابت بن سويد بن النعمان الأنصارى. وجده سويد بن النعمان شهد أحدا ، والمشاهد بعدها. وبمقارنة نسبه بنسب المذكور فى المتن ، اتضح أنهما مختلفان ، ولا جامع بينهما سوى اللقب (الخرنق).

٢١٣

كنت والمقداد لصّين فى الجاهلية(١) .

٥٧٢ ـ سفيان بن منقذ بن قيس المصرى (مولى ابن عمر ، ويقال : مولى ابن سراقة ، ويقال : مولى عثمان) : روى عن أبيه ، عن عمر فى سجود التلاوة. وتفرد حرملة بن عمران التجيبى بالرواية عنه(٢) .

٥٧٣ ـ سفيان بن نجيح بن مرثد الكلاعىّ ، ثم الميتمىّ : وميتم بطن من الكلاع من حمير. كان فى الطبقة العليا من جند مصر ، ولا أعلم له رواية(٣) .

٥٧٤ ـ سفيان بن هانئ بن جبر(٤) بن عمرو بن سعد(٥) بن ذاخر المصرى(٦) : أبو سالم الجيشانى ، حليف لهم من المعافر(٧) . شهد فتح مصر ، وله رواية عن علىّ ، وكان قد وفد عليه وصحبه. روى عن أبى ذر ، وعقبة بن عامر ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وغيرهم. وروى عنه ابنه «سالم» ، وحفيده «سعيد بن سالم» ، ويزيد بن أبى حبيب ، وبكر بن سوادة ، وآخرون(٨) . توفى بالإسكندرية فى إمرة عبد العزيز بن مروان(٩) ، وكان علويا(١٠) .

__________________

(١) الإصابة ٣ / ١٢٣ (ذكره ابن يونس) ، وأشار إليه ابن الأثير فى (أسد الغابة) ٢ / ٤٠٥ (أخرجه ابن منده ، وهو تلميذ مؤرخنا).

(٢) تهذيب التهذيب ٤ / ١٠٨ (ذكره ابن يونس).

(٣) الإكمال ٧ / ٢٣١ (قاله ابن يونس) ، والأنساب ٥ / ٤٢٧ (شرحه).

(٤) سمّاه ابن حجر فى (الإصابة) ٣ / ٢٦٠ باسم (جبير). وثمة خطأ مطبعى فى (تهذيب التهذيب) ج ٤ / ١٠٨ ، إذ سمّاه : (سفيان بن هانئ جبرين بن عمرو). وفى (حسن المحاضرة ١ / ٢٠٥) : حرّفت الكلمة إلى (جير).

(٥) تحولت سعد إلى (سعيد) فى (الإصابة) ٣ / ٢٦٠.

(٦) ورد النسب كاملا فى : تهذيب الكمال ١١ / ١٩٩ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ١٠٨ ، والإصابة ٣ / ٢٦٠).

(٧) تهذيب التهذيب ٤ / ١٠٩. وهو تعبير أدق من (حليف المعافر) الوارد فى الإصابة ٣ / ٢٦٠.

(٨) السابق.

(٩) تهذيب الكمال ١١ / ٢٠٠ ، والإصابة ٣ / ٢٦٠ (ذكر أنه تابعى ، وأورد قول ابن منده : اختلف فى صحبته) ، وتهذيب التهذيب ٤ / ١٠٩ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٠٦ (وذكر أنه مات زمن عمر ابن عبد العزيز بن مروان. والصواب : فى إمرة أبيه عبد العزيز بن مروان. والغريب أن المحقق وثّق النص فى هامش (١) من (الإصابة). وكتاب (الإصابة) ٣ / ٢٦٠ : لم يذكر ما زعمه السيوطى ، بل ذكر وفاته زمن عبد العزيز.

(١٠) تهذيب الكمال ١١ / ٢٠٠ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ١٠٩.

٢١٤

٥٧٥ ـ سفيان بن وهب الخولانى : يكنى أبا أيمن(١) . وفد على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد فتح مصر(٢) ، وبقى حتى ولى الإمارة لعبد العزيز بن مروان على بعث (الطالعة) إلى إفريقية سنة ثمان وسبعين ، ومات سنة اثنتين وثمانين(٣) .

روى عن عمر ، والزبير ، وغيرهما. روى عنه بكر بن سوادة ، وعبد الله بن المغيرة ، وأبو الخير ، وأبو عشّانة ، وغيرهم(٤) . روى عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا أغرب فيه ، لم يروه عنه غيره ، يتصل إسناده بعبد الرحمن بن شريح ، قال : سمعت سعيد بن أبى شمر السّبائىّ يقول : سمعت سفيان بن وهب الخولانى يقول : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا تأتى المائة ، وعلى ظهرها أحد باق» فحدثت بها ابن حجيرة ، فقال ، فدخل على عبد العزيز بن مروان. قال : فحمل سفيان ، وهو شيخ كبير(٥) ، فسأله عبد العزيز عن الحديث ، فحدّثه ، فقال عبد العزيز : فلعله يعنى : لا يبقى أحد ممن كان معه إلى رأس المائة. فقال سفيان : هكذا سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم (٦) .

__________________

(١) كناه المالكى أبا اليمن (رياض النفوس ـ ط. مؤنس ١ / ٥٨ ، وط. بيروت ١ / ٨٩) ، وكذلك فى (معالم الإيمان) ١ / ١٥١. وكنيته المذكورة بالمتن موجودة فى : (تاريخ الإسلام ٦ / ٧٢ ، والإصابة ٣ / ١٣١).

(٢) السابق. وذكر الذهبى فى (تاريخ الإسلام) ٦ / ٧٢ : عدّه ابن يونس فى الصحابة. واكتفى المالكى فى النقل عن ابن يونس بأن المترجم له شهد فتح مصر (رياض النفوس ، ط. مؤنس ١ / ٥٩ ، وط. بيروت ١ / ٩٠).

(٣) السابق (ط. مؤنس) ١ / ٥٩ ، و (ط. بيروت) ١ / ٩٠ ـ ٩١ ، والإصابة ٣ / ١٣١ (ولم يذكر بعث الطالعة ، وإن نصّ على إمرته على إفريقية). فبدت عبارة ابن حجر غير دقيقة ، وذلك فى نقله عن ابن يونس ؛ إذ جعل المترجم له قد ولى إمرة إفريقية زمن عبد العزيز بن مروان ، وهو غير ثابت تاريخيا. ومن هنا ، كان نقل المالكى عن ابن يونس أدق ؛ لأنه حدد أنه ولى الإمرة على جيش ، خرج إلى إفريقية ، وهو الصواب.

(٤) السابق.

(٥) لعل ذلك بعد عوده من غزو إفريقية ؛ إذ لا يعقل أن يؤمّره عبد العزيز بن مروان على بعث إفريقية ، وهو لا يقوى على المسير.

(٦) ورد هذا الحديث فى (فتوح مصر) ص ٣٠٧ ، والمالكى فى (رياض النفوس ، ط. مؤنس ١ / ٥٨ ، وط. بيروت ١ / ٩٠) ، وقال : ذكره أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى فى كتابه بإسناد ، يتصل بعبد الرحمن بن شريح. هذا ، وقد أخرجه الفسوى فى (المعرفة والتاريخ) ٢ / ٥١١ ـ ٥١٢ بلفظه وسنده ، والطبرانى فى (المعجم الكبير) ٧ / ٧١ ـ ٧٢ (حديث رقم ٦٤٠٦ بلفظه) ، والحاكم فى (مستدركه) ، كتاب (الفتن والملاحم) ج ٤ / ٤٩٩ بلفظه ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه. وسكت الذهبى ، فلم يعلق (دلالة الموافقة الضمنية). وأورده الهيثمى

٢١٥

* ذكر من اسمه «سكن» :

٥٧٦ ـ سكن بن السّكن بن معاوية بن مينا (مولى قريش) : وقال عبد العزيز بن مروان : يكنى أبا معاوية. كانت القضاة تقبله. ويقال : إن جده مينا من ولد قارون ، أو من بنى بنات قارون. (كانت القبط تقوله). توفى سنة خمس ومائتين(١) .

* ذكر من اسمه «سلمان» :

٥٧٧ ـ سلمان : يقال : مولى سبأ ، ثم لآل ذى خليل. يكنى أبا الأرقم. شهد فتح مصر ، واختط بها. روى عن عقبة بن عامر. حدّث عنه بكر بن سوادة(٢) .

٥٧٨ ـ سلمان بن مقشر : مولى الأزد. مصرى ، ثم للحجريين. كان شريفا مقدّما بمصر عند عبد العزيز بن مروان. ذكر سعيد بن عفير أن له وفادة على عثمان بن عفان (رضى الله عنه)(٣) .

* ذكر من اسمه «سلمة» :

٥٧٩ ـ سلمة بن سليمان بن أبى صالح التجيبى ، ثم العبادىّ : كان عاملا فى أيام المنصور(٤) .

٥٨٠ ـ سلمة بن عمرو بن الأكوع(٥) : (واسم الأكوع : سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم الأسلمىّ)(٦) . يكنى أبا إياس(٧) . غزا إفريقية مع

__________________

فى (مجمع الزوائد) ، (كتاب العلم) ، باب (التاريخ) ١ / ١٩٨ ، وقال : رواه الطبرانى فى (الكبير) ورجاله موثقون. ويمكن الرجوع إلى مزيد من شرح الحديث ، والتعليق عليه فى (رياض النفوس ، ط. مؤنس ١ / ٥٨ ـ ٥٩ ، وط. بيروت ١ / ٩٠) ، وكتابى : (الحياة الثقافية فى العالم العربى فى ق ١ ، ٢ ه‍) ج ١ ص ٢١٣ ـ ٢١٤).

(١) الإكمال ٧ / ٣٠٨ (قاله ابن يونس).

(٢) السابق ٤ / ٥٣٤ ـ ٥٣٥ (ذكره ابن يونس).

(٣) السابق ٧ / ٢٧٥ (ذكره ابن يونس ، وضبطه الصورى بخطه فى نسخته بتاريخ ابن يونس كما ذكرناه. وفى غير نسخة الصورى : معشر (بعين مهملة). والله أعلم.

(٤) السابق ٥ / ٣٤٤ ، والأنساب : ٤ / ١٢٥. ولعله كان فى مصر. ستأتى ترجمة أبيه فيمن اسمه (سليمان).

(٥) اكتفى بذلك الدباغ بالإضافة إلى لقب الأسلمى (معالم الإيمان) ١ / ٩٤.

(٦) ورد النسب كاملا فى (أسد الغابة) ٢ / ٤٢٣.

(٧) السابق ، ومعالم الإيمان ١ / ٩٦.

٢١٦

عبد الله بن سعد بن أبى سرح(١) .

٥٨١ ـ سلمة بن مكتل المدلجىّ المصرى : يكنى أبا أيوب. آخر من حدّث عنه بمصر أحمد بن محمد بن يحيى بن جرير. مات سنة خمس وخمسين ومائتين(٢) .

٥٨٢ ـ سلمة بن نقيدة المدجلى : يروى عن أبى عمران الغافقى. روى عنه موسى بن أيوب الغافقى. وفى نسبه نظر. وقد قيل فيه : الغافقى(٣) . وهو أصح عندى(٤) .

* ذكر من اسمه «سليم» :

٥٨٣ ـ سليم(٥) الخصىّ(٦) الأسود(٧) : مولى إبراهيم بن تميم ، مولى بكر بن مضر. يكنى أبا الخير(٨) . كان مقبولا عند القضاة ، والحارث بن مسكين قبل شهادته(٩) ، وكان يرفع به(١٠) .

__________________

(١) (معالم الإيمان ١ / ٩٦ : ذكره ابن يونس ، وغيره). وذكره ابن عبد الحكم فيمن دخل مصر من الصحابة ؛ لغزو إفريقية ، ونسبه إلى جده (سلمة بن الأكوع) ، نقلا عن الواقدى. (فتوح مصر : ص ٣١٩). وجدير بالذكر أن المصادر الأخرى ذكرت أن هذا الصحابى ممن بايع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تحت الشجرة ، وأنه توفى سنة ٧٤ ه‍ بالمدينة عن عمر يبلغ ثمانين سنة. وقيل : توفى سنة ٦٤ ه‍. (الاستيعاب ٢ / ٦٣٩ ، وأسد الغابة ٢ / ٤٢٣ ـ ٤٢٤ ، ومعالم الإيمان ١ / ٩٤ ، ٩٧).

(٢) الإكمال ٧ / ٢٨٧ (قاله ابن يونس).

(٣) المصدر السابق : ٧ / ٣٦٢. وفى هامش (١) : وردت فى هامش نسخة : المعافرى. وأعتقد أن المثبت فى المتن ـ ورجحه ابن يونس ـ هو الصواب ؛ لأنه يروى عن غافقى ، وتلميذه الذي روى عنه غافقى أيضا ، فهو أقرب إلى الغافقيين من المعافريين.

(٤) المصدر السابق (قاله ابن يونس).

(٥) قال ابن ماكولا : بفتح السين ، وكسر اللام. (السابق ٤ / ٣٢٩).

(٦) ضبطها ابن ماكولا بالحروف فى (المصدر السابق) ٣ / ٢٤٨. والخصىّ والمخصىّ : هو الذي سلّت خصيتاه ، ونزعتا ، أو قطع ذكره. والفعل منها : خصى يخصى خصيّا وخصاء. (اللسان ، مادة : خ. ص. ى) ٢ / ١١٧٨ ، والمعجم الوسيط ١ / ٢٤٨.

(٧) توجد زيادة بعد هذه الكلمة فى (الإكمال ٤ / ٣٣٢) هى : يعرف بجنسه الفاقو (وهو تعبير غامض ، دخله فى الغالب تحريف ، فآثرت إسقاطه من المتن ، واكتفيت بالنص عليه فى الحاشية.

(٨) السابق.

(٩) إضافة من المصدر السابق.

(١٠) الإكمال ٣ / ٢٤٩ (ولم ينسب النص إلى ابن يونس) ، ٤ / ٣٣٢ (قاله ابن يونس) ، وتبصير المنتبه ١ / ٦٩١ (واقتصر على قوله عن ابن يونس : كان مقبولا عند القضاة). ولعل معنى يرفع به : يجلّ قدره ، ويقبل ما يرفعه إليه بشأن القضاء.

٢١٧

* ذكر من اسمه «سليم» :

٥٨٤ ـ سليم(١) بن جبير ـ ويقال : ابن جبيرة ـ الدّوسىّ المصرى : مولى أبى هريرة. يكنى أبا يونس. روى عن مولاه «أبى هريرة» ، وأبى أسيد الساعدى. روى عنه عمرو ابن الحارث ، وحيوة بن شريح ، والليث بن سعد ، وابن لهيعة ، وحرملة بن عمران التجيبى المصريون(٢) . قال أحمد بن يحيى بن وزير : توفى سنة ثلاث وعشرين ومائة(٣) ٥٨٥ ـ سليم بن عبد الله بن جنادة الفهمىّ : يروى عن أبيه ، عن أبى هريرة. روى عنه سعيد بن أبى هلال. وقال ابن لهيعة ، عن سعيد بن نشيط ، عن سليم بن جنادة ، عن أبيه ، عن أبى هريرة(٤) .

٥٨٦ ـ سليم بن عتر(٥) بن سلمة بن مالك بن عتر بن وهب بن عوف بن معاوية بن الحارث بن أيدعان بن سعد بن سعد بن تجيب(٦) التّجيبى(٧) : كان قد هاجر فى خلافة عمر ، وشهد خطبته بالجابية ، وشهد فتح مصر. كان يدعى سليما الناسك ؛ لشدة(٨) عبادته(٩) . روى عن عمر بن الخطاب ، وحفصة بنت عمر. وروى عنه علىّ بن رباح ، وأبو قبيل ، ومشرح بن هاعان ، وعقبة بن مسلم ، والحسن بن ثوبان ، وآخرون(١٠) .

__________________

(١) هكذا ضبطه بالشكل محقق (تهذيب الكمال) ١١ / ٣٤٣. ولم أقف على ضبطه فى المصادر ، فابن حجر لم يتطرق إلى ذلك فى (تهذيب التهذيب) ٤ / ١٤٦ ، و (التقريب) ١ / ٣٢٠. فلعله بضم السين كما أوردته بالمتن ، خاصة أن ابن ماكولا ذكر أن من يسمى ب (سليم) كثير.

(الإكمال) ٤ / ٣٢٩.

(٢) تهذيب الكمال ١١ / ٣٤٣ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ١٤٦.

(٣) تهذيب الكمال ١١ / ٣٤٣ (مصدّرة بلفظة يقال) ، وتهذيب التهذيب ٤ / ١٤٦ (ورد فى تاريخ مصر لابن يونس : قال أحمد بن يحيى بن وزير ، فذكره).

(٤) الإكمال ٢ / ١٥٣ (قاله ابن يونس). ويلاحظ أن (سليم بن جنادة) ـ منسوبا إلى جده ـ حرّف إلى (مسلم بن جنادة).

(٥) بكسر المهملة ، وسكون المثنّاة (الإصابة ٣ / ٢٦٢ ، ورفع الإصر ٢ / ٢٥٢).

(٦) حرّفت فى (رفع الإصر) السابق إلى (نجيب).

(٧) ورد النسب كاملا فى (الإكمال) ٦ / ٢٩٣ ، وأضاف أن كنيته أبو سلمة (من أهل مصر). (ولم ينسب ذلك لابن يونس) ، و (رفع الإصر) ٢ / ٢٥٢. (وصرح بأن ابن يونس نسبه).

(٨) لكثرة فى (الإصابة ٣ / ٢٦٢).

(٩) السابق ، ورفع الإصر ٢ / ٢٥٢.

(١٠) السابق ، (وحرفت فيه هاعان إلى عاهان).

٢١٨

جمع له معاوية القضاء والقصص بمصر. وكانت ولايته على القضاء سنة أربعين(١) . ومات سليم بدمياط فى إمرة عبد العزيز سنة خمس وسبعين(٢) .

٥٨٧ ـ سليم بن يزيد الأزدى ، ثم الحجرىّ : دخل مع معاوية الكوفة. روى عنه الحارث بن يزيد الحضرمى(٣) .

* ذكر من اسمه «سليمان» :

٥٨٨ ـ سليمان بن جمّة الفهمى المصرى : يروى عن عبد الله بن الزبير بن العوام. روى عنه يزيد بن أبى حبيب(٤) .

٥٨٩ ـ سليمان بن أبى داود الحمراوىّ المصرى الأفطس : كان متألّها قوّالا بالحق ، فقيها. روى عنه ابن القاسم ، وإدريس بن يحيى. مات سنة ثمان وستين ومائة(٥) .

٥٩٠ ـ سليمان بن داود بن حمّاد بن سعد المهرىّ المصرى : ابن ابن أخى رشدين بن سعد. يكنى أبا الربيع. كان زاهدا ، وكان فقيها على مذهب مالك بن أنس(٦) . وكان من أجلّة(٧) القراء وعبّادهم. قرأ على ورش ، وروى عن ابن وهب ، وأشهب. وروى عنه أبو داود ، والنسائى(٨) . حدثنى أبو عبد الله محمد بن أحمد بن رشدين ، عن أبيه : أن مولد أبى الربيع ابن ابن أخى رشدين(٩) سنة ثمان وسبعين ومائة ، وأن أبا الربيع أخبره بذلك. وتوفى يوم

__________________

(١) الإصابة ٣ / ٢٦٢.

(٢) تاريخ الإسلام ٥ / ٤١٠ (اكتفى بذكر مكان ، وزمان الوفاة) ، والإصابة ٣ / ٢٦٢ (شرحه) ، ورفع الإصر ٢ / ٢٥٥ (وأضاف أن الوفاة كانت فى إمرة عبد العزيز).

(٣) الألقاب ص ١٠٢ (ذكره أبو سعيد بن يونس).

(٤) الإكمال ٢ / ٤٧ (ذكره ابن يونس).

(٥) تاريخ الإسلام ١٠ / ٢٤٦.

(٦) تهذيب الكمال ١١ / ٤١٠ ، وتاريخ الإسلام ١٩ / ١٥٩ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ١٦٣.

(٧) جلّ يجلّ جلالا وجلالة : عظم فهو جلّ ، وجلال ، وجليل ، أى : عظيم. والجمع : أجلّة ، وأجلّاء ، وجلّة ، أى : عظماء. (اللسان ، مادة : ج. ل. ل) ١ / ٦٦٢ ـ ٦٦٤ ، والمعجم الوسيط ١ / ١٣٦).

(٨) حسن المحاضرة ١ / ٤٤٨.

(٩) ذكر ابن حجر أنه (ابن أخى رشدين بن سعد). (تهذيب التهذيب ٤ / ١٦٣ ـ ١٦٤ ، والتقريب ١ / ٣٢٣). والحق أن هذا غير دقيق ، وما أثبته هو الصحيح ؛ بدليل قول المزى فى (تهذيب الكمال) ١١ / ٤٠٩ : جده حمّاد بن سعد أخو رشدين بن سعد.

٢١٩

الأحد ، أول يوم من ذى القعدة ، سنة ثلاث وخمسين ومائتين(١) .

٥٩١ ـ سليمان بن داود بن سليمان بن أيوب البزّاز(٢) العسكرىّ : من عسكر فسطاط مصر(٣) . يروى عن الربيع بن سليمان المرادى ، وأبى غسّان مالك بن يحيى ، ومحمد بن خزيمة بن راشد المصرى(٤) . روى عنه ابن جميع. ثقة ، توفى فى ذى الحجة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة(٥) .

٥٩٢ ـ سليمان بن الرّوّاغ الخشنىّ : روى عنه سعيد بن كثير بن عفير(٦) .

٥٩٣ ـ سليمان بن زياد الفرّاء(٧) المصرى : مولى بنى سعد بن بكر ، من قيس عيلان. يكنى أبا أيوب. يروى عن ابن وهب ، وحجّاح بن محمد الأعور. وفى روايته عن ابن وهب نظر(٨) . آخر من حدّث عنه علّان بن الصّيقل. ويقال : كان قد(٩) اختلط آخر عمره(١٠) . توفى سنة خمسين ومائتين(١١) .

__________________

(١) تهذيب الكمال ١١ / ٤١٠ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ١٦٣ ـ ١٦٤.

(٢) هكذا ضبطها السمعانى بالحروف ، وذكر أنها تقال لمن يبيع البزّ (الثياب). (الأنساب ١ / ٣٣٨).

(٣) سمّاها الذهبى (عساكر) ، ونسبه إليها ، فقال : العساكرىّ (تاريخ الإسلام ٢٥ / ١٦١). والصواب ما ذكره ابن يونس ، وأثبتّه عنه فى المتن. والعسكر تقع شمال الفسطاط ، وسميت بذلك ؛ لأن عسكر صالح بن على الهاشمى ، وأبى عون عبد الملك بن يزيد نزل بمكانها سنة ١٣٣ ه‍ ، فسمّى المكان بهم (معجم البلدان ٤ / ١٣٩ ، والانتصار لابن دقماق (القسم الأول ص ٣٤). وقد أمر أبو عون جنده ببنائها ، ثم اتسعت ـ بعد أن غدت عاصمة مصر زمن العباسيين ـ حتى اتصل بناؤها ببناء الفسطاط ، وبها دار الإمارة ، ومسجد جامع (جامع العسكر) ، وبها دار الشرطة العليا (الخطط ١ / ٣٠٤).

(٤) فى (تاريخ الإسلام) ٢٥ / ١٦١ : البصرى. والتصويب من : (الأنساب ٤ / ١٩٤ ، ومعجم البلدان ٤ / ١٣٩).

(٥) الأنساب ٤ / ١٩٤ (وذكر سنة الوفاة فقط ، ولم ينسب الترجمة لابن يونس) ، وتاريخ الإسلام ٢٥ / ١٦١ (نسب ذلك لابن يونس).

(٦) الإكمال ٤ / ١٠٢ (قاله ابن يونس).

(٧) ضبطها السمعانى بالحروف ، وقال : نسبة إلى خياطة الفرو ، وبيعه (الأنساب ٤ / ٣٥١).

(٨) سقطت هذه الكلمة سهوا من الناسخ فى (المصدر السابق). وأوردها الذهبى ـ نقلا عن ابن يونس ـ فى (ميزان الاعتدال ٢ / ٢٠٧ ، والمغنى فى الضعفاء (طبعة ١٩٧١ م) ١ / ٢٧٩.

(٩) إضافة من عندى ، لا تخفى على ابن يونس.

(١٠) السابق (طبعة ١٩٧١ م) ١ / ٢٧٩ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٢٠٧ (ولم يحدد فى كليهما توقيت الاختلاط).

(١١) الترجمة كلها وردت ـ نقلا عن ابن يونس ـ فى : (الإكمال ٧ / ٤٦ ، والأنساب ٤ / ٣٥١).

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

والآن ، وبعد سرد هذه الحوادث الفجيعة والوقائع الفظيعة ، بقي عليكم ، إمّا أن تردّوا وتكذّبوا كلّ أعلامكم وكبار علمائكم من أصحاب الصحاح والمسانيد والتواريخ والتفاسير وغيرهم الّذين ذكروا هذه الحوادث ونقلوا تلك الوقائع.

وإمّا أن تذعنوا بأنّ عثمان لا تشمله الآية الكريمة ، ولا تنطبق عليه جملة( رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ) فقد كان فظّا غليظا ، وصعبا قاسيا ، شديدا على المؤمنين ، ورءوفا رحيما شفيقا بالفاسقين والمنافقين!!

الحافظ : لقد ثبت عندنا وعند كثير من العلماء الأعلام : أنّ أبا ذرّرحمه‌الله ، هو الذي اختار المقام في الربذة من غير إجبار ، بل أحبّ أن يجتنب الأحداث ، فسافر إلى مسقط رأسه الربذة.

قلت : هذا قول بعض المتأخّرين من علمائكم المتعصّبين ، وهو قول اجتهادي من غير دليل وبدون أيّ مستند تاريخي(١) ، وإلا فكبار علمائكم ذكروا أنّه أبعد إلى الربذة بالقهر والجبر ، حتّى كاد أن يكون هذا الخبر من المسلّمات غير القابلة للنّقاش.

وكنموذج ، أنقل هذا الخبر الذي رواه الإمام أحمد في المسند ٥ / ١٥٦ ، وابن أبي الحديد في شرح النهج ٣ / ٥٧ ، قال : روى الواقدي ، عن مالك بن أبي الرجال ، عن موسى بن ميسرة : أنّ أبا الأسود الدؤلي قال : كنت أحبّ لقاء أبي ذرّ لأسأله عن سبب خروجه ، فنزلت الربذة ، فقلت له : ألا تخبرني؟ أخرجت من المدينة

__________________

(١) أوّل من قال به هو قاضي القضاة عبد الجبّار نقلا عن الشيخ أبي علي ، كما رواه عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج ٣ / ٥٢.

«المترجم»

٤٦١

طائعا أم أخرجت مكرها؟

فقال : كنت في ثغر من ثغور المسلمين ، أغني عنهم ، فأخرجت إلى مدينة الرسولعليه‌السلام فقلت : أصحابي ودار هجرتي ، فاخرجت منها إلى ما ترى!

[ثمّ قال : بينا أنا ذات ليلة نائم في المسجد ، إذ مرّ بي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فضربني برجله وقال «لا أراك نائما في المسجد!

فقلت : بأبي أنت وأمّي! غلبتني عيني ، فنمت فيه.

فقال : كيف تصنع إذا أخرجوك منه؟!

فقلت : إذن ألحق بالشام ، فإنّها أرض مقدّسة ، وأرض بقية الإسلام ، وأرض الجهاد.

فقال : فكيف تصنع إذا أخرجت منها؟!

فقلت : أرجع إلى المسجد.

قال : فكيف تصنع إذا أخرجوك منه؟!

قلت : آخذ سيفي فأضرب به.

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألا أدلّك على خير من ذلك ، انسق معهم حيث ساقوك ، وتسمع وتطيع ؛ فسمعت وأطعت ، وأنا أسمع واطيع ، والله ليلقينّ الله عثمان وهو آثم في جنبي».]

وكان يقول بالربذة : ما ترك الحقّ لي صديقا ، ردّني عثمان بعد الهجرة أعرابيا!

عليّعليه‌السلام مصداق( رُحَماءُ بَيْنَهُمْ )

كلّ ما ذكرناه كان ردّا على تأويل الشيخ عبد السلام لجملة

٤٦٢

( رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ) على عثمان ، وقد أثبتنا خلافه.

واعتقادنا أنّ الذي يكون من أجلى مصاديق هذه الجملة هو الإمام عليّعليه‌السلام ، إذ حينما بويع بالخلافة وتسلّم الحكم ، عزل كلّ من ظلم الناس وجار على الضعفاء في حكومة عثمان.

وقد أشار عليه بعض الصحابة أن يترك الامور على حالها ويقوّي أركان حكومته ، فإذا استتبّ له الأمر وتمكّن من الرقاب بدأ بعزلهم واحدا واحدا ، فأجابه الإمام : والله لا أداهن في ديني ، ولا اعطي الرياء في أمري.

ولمّا أشار عليه ابن عبّاس في معاوية فقال : ولّه شهرا واعزله دهرا.

قالعليه‌السلام : والله لا أطلب النصر بالجور ، فليس لي عند الله عذر إن تركت معاوية ساعة يظلم الناس.

وجاءه طلحة والزبير يطلبان حكومة مصر والعراق ، فلو لبّى طلبهما لما خرجا عليه وما كانت فتنة البصرة ومعركة الجمل ، ولكنّه هيهات أن يغلب على أمره ، فإنّه أبى أن ينصب للولايات إلاّ العدول الكفوءين من المؤمنين ممّن امتحنهم الله عزّ وجلّ ونجحوا في الأحداث والفتن التي عاصروها ، ولم يميلوا عن طريق الحقّ ، ولم تلههم الدنيا بزخرفها ، ولم يكنزوا الذهب والفضّة ، ولم يجمعوا أموال المسلمين المحرومين إلى أموالهم!

ولقد حورب عثمان وحصر ، على أن يعزل بعض ولاته وعمّاله فلم يجب إلى ذلك ، فكيف يفتتح الإمام عليّعليه‌السلام أمره بهذه الدنيّة ويداري الأشخاص بالولايات ، على أن يكون خليفة بالظاهر ، وليس

٤٦٣

له مراقبة امورهم والنظر في أعمالهم؟!!

والجدير بالذكر ، أنّنا نرى بعض الناس الّذين ينظرون إلى الامور على ظواهرها ولا يفكّرون في حقائقها ، ولا يدرسون الوقائع دراسة تعمّق وإمعان ، فيقيسونها بمقياس الدنيا لا الدين ، ويزنوها بمعيار الشياطين والمغوين ، لا المعيار الذي عيّنه ربّ العالمين ، فيستشكلون على سياسة أمير المؤمنينعليه‌السلام !

ولكن لو تعمّقوا وأنصفوا ، لأذعنوا أنّ عليّاعليه‌السلام كان يريد إدارة البلاد والعباد بالسياسة الدينية والطريقة الإلهيّة ، فهو لم يطلب الحكم إلاّ ليقيم الحقّ ويدحض الباطل ، ويقيم حدود الله سبحانه على القويّ والضعيف ، فيأخذ حقوق الضعفاء المحرومين من الأقوياء الظالمين.

فالراعي والرعيّة والرئيس والمرءوس عنده سواء ، والأصل عنده رضا الله عزّ وجلّ لا رضا الناس ، فلم تكن قاعدته في الحكم قاعدة غيره من الحكّام والخلفاء ، إذ جعلوا رضا الناس واستمالة قلوب الرؤساء أصلا لحكوماتهم فطلبوا النصر بالجور.

فكان عليّعليه‌السلام رحيما بالضعفاء ، طالبا لحقوق المحرومين ، مواسيا للمساكين ، رءوفا بالفقراء ، عطوفا على الأرامل والأيتام ، فكان يعرف بأبي الأرامل والأيتام ، وصاحب المساكين.

وروي المحدّثون والمؤرّخون : أنّه نظر الامام عليّعليه‌السلام الى امرأة على كتفها قربة ماء ، فأخذ منها القربة فحملها الى موضعها ، وسألها عن حالها فقالت : بعث عليّ بن أبي طالب زوجي الى بعض الثغور فقتل ، وترك صبيانا يتامى ، وليس عندي شيء ، فقد ألجأتني الضرورة الى خدمة الناس ، فانصرف الإمامعليه‌السلام وبات ليلته قلقا ، فلمّا أصبح

٤٦٤

حمل زنبيلا فيه طعام ، فقال بعضهم : أعطني أحمله عنك ، فقال : من يحمل وزري عنّي يوم القيامة؟ فأتى وقرع الباب فقالت : من هذا؟ قال : أنا العبد الذي حمل معك القربة ، فافتحي فإنّ معي شيئا للصبيان ، فقالت : رضي الله عنك وحكم بيني وبين عليّ بن أبي طالب ، فدخل وقال : إنّي احببت اكتساب الثواب ، فاختاري بين أن تعجني وتخبزي وبين أن تعلّلي الصبيان لأخبز أنا ، فقالت : أنا بالخبز أبصر وعليه أقدر ، ولكن شأنك والصبيان ، فعلّلهم حتّى أفرغ من الخبز ، قال : فعمدت الى الدقيق فعجنته ، وعمد عليّعليه‌السلام الى اللحم فطبخه ، وجعل يلقّم الصبيان من اللّحم والتمر وغيره.

فرأته امرأة تعرفه فقالت لأم الصبيان : ويحك هذا أمير المؤمنين

فكان رحيما ورءوفا برعاياه حتى أهل الذمّة منهم ، فإنّه كان يوما على المنبر في مسجد الكوفة فسمع بأنّ بسر بن أرطاة هاجم بعض البلاد التي كانت تحت حكومته ، فروّع الناس وأرعبهم وأخذ سوار امرأة معاهدة ذمّيّة من يدها.

فبكي عليّعليه‌السلام من هذا الخبر وقال : لو أنّ امرأ مات من هذا الخبر أسفا ما كان ملوما ، بل كان به جديرا.

وكانعليه‌السلام رحيما بعدوّه وصديقه ، فإنّ عثمان على ما كان عليه من سوء التصرّف وسوء السيرة معه حتّى إنّه ضرب الإمامعليه‌السلام بالسوط ـ كما رواه ابن أبي الحديد عن الزبير بن بكّار ، في شرح النهج ٩ / ١٦ ـ مع كلّ ذلك فقد ذكر المؤرّخون ـ منهم : ابن أبي الحديد في شرح النهج ٢ / ١٤٨ ـ أنّه : لما منع عثمان الماء واشتدّ الحصار عليه ، فغضب

٤٦٥

عليّعليه‌السلام من ذلك غضبا شديدا ، وقال لطلحة : أدخلوا عليه الروايا. فكره طلحة ذلك وساءه ، فلم يزل عليّعليه‌السلام ، حتّى أدخل الماء إليه.

ونقل أيضا في صفحة ١٥٣ عن أبي جعفر ـ الطبري ، صاحب التاريخ ـ قال : فحالوا بين عثمان وبين الناس ، ومنعوه كلّ شيء حتّى الماء ، فأرسل عثمان سرّا إلى عليّعليه‌السلام وإلى أزواج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّهم قد منعونا الماء ، فإنّ قدرتم أن ترسلوا إلينا ماء فافعلوا.

فجاء عليّعليه‌السلام في الغلس ، فوقفعليه‌السلام على الناس ، فوعظهم وقال : أيّها الناس! إنّ الذي تفعلون لا يشبه أمر المؤمنين ولا أمر الكافرين ، إنّ فارس والروم لتأسر فتطعم وتسقي ، فالله الله! لا تقطعوا الماء عن الرجل.

فأغلظوا له وقالوا : لا نعم ولا نعمت عين.

فلمّا رأى منهم الجدّ نزع عمامته عن رأسه ورمى بها إلى دار عثمان يعلمه أنّه قد نهض ، وعاد إلى آخره.

مقايسة بين عليعليه‌السلام وعثمان

لقد سبق أن ذكرنا عطايا عثمان لأقاربه ورهطه ، أمثال أبي سفيان والحكم بن أبي العاص وابنه مروان وغيرهم ، فكان يخصّص أموال المسلمين من بيت المال بهؤلاء ونظرائهم ، ويمنعها عن أهلها ، أمثال أبي ذرّ وعبد الله بن مسعود وغيرهما.

وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ٩ / ١٦ : وروى الزبير بن بكّار عن الزهري ، قال : لمّا أتي عمر بجواهر كسرى ، وضع في المسجد فطلعت عليه الشمس فصار كالجمر ، فقال لخازن بيت المال : ويحك!

٤٦٦

أرحني من هذا ، واقسمه بين المسلمين ، فإنّ نفسي تحدّثني أنّه سيكون في هذا بلاء وفتنة بين الناس.

فقال : يا أمير المؤمنين ، إن قسّمته بين المسلمين لم يسعهم وليس أحد يشتريه ، لأنّ ثمنه عظيم ، ولكن ندعه إلى قابل ، فعسى الله أن يفتح على المسلمين بمال فيشتريه منهم من يشتريه.

قال : ارفعه فأدخله بيت المال.

وقتل عمر وهو بحاله ، فأخذه عثمان لمّا ولي فحلّى به بناته!

هذا ، وانظروا إلى الخبر الذي نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج ١١ / ٢٥٣ ، قال : سأل معاوية عقيلا عن قصّة الحديدة المحماة.

قال [عقيل] : نعم ؛ أقويت وأصابتني مخمصة شديدة ، فسألته فلم تند صفاته ، فجمعت صبياني وجئته بهم ، والبؤس والضرّ ظاهران عليهم ؛ فقال : ائتني عشية لأدفع إليك شيئا.

فجئته يقودني أحد ولدي ، فأمره بالتنحّي ، ثمّ قال : ألا فدونك ، فأهويت ـ حريصا قد غلبني الجشع ، أظنّها صرّة ـ فوضعت يدي على حديدة تلتهب نارا ، فلما قبضتها نبذتها ، وخرت كما يخور الثور تحت يد جازره.

فقال لي : ثكلتك أمّك! هذا من حديدة أوقدت لها نار الدنيا ، فكيف بك وبي غدا إن سلكنا في سلاسل جهنم؟!

ثمّ قرأ :( إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ ) (١) .

ثمّ قال : ليس لك عندي فوق حقّك الذي فرضه الله لك إلا ما ترى ، فانصرف إلى أهلك.

__________________

(١) سورة غافر ، الآية ٧١.

٤٦٧

فجعل معاوية يتعجّب ، ويقول : هيهات هيهات! عقمت النساء أن يلدن مثله! انتهى.

فقارنوا بين الاثنين ، واعرفوا الحقّ في (علي) أمير المؤمنينعليه‌السلام .

عفوه عن الأعداء

كان عليّعليه‌السلام في أعلى مرتبة من مراتب العفو والصفح ، كان يقول : لكلّ شيء زكاة ، وزكاة الظفر بعدوّك العفو عنه.

ولقد عفا عن مروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير لمّا ظفر بهما وهما أسيران مقيّدان في يوم الجمل ، فأمر بفكّ قيدهما وأطلق سراحهما ، مع العلم أنّهما كانا من ألدّ أعدائه وأشدّ مبغضيه.

وصفحه عن عائشة ، أعظم من كلّ عفو وصفح ؛ لأنّها سبّبت تجمّع الناس الغافلين ، وأغوت الجاهلين ، وقادتهم لقتال أمير المؤمنين وسيّد الوصيّينعليه‌السلام ، فهي التي أضرمت نار الحرب وأجّجت الفتنة ؛ ومع كلّ ذلك ، لمّا اندحر أنصارها ، وانكسر جيشها ، وسقطت من الجمل مغلوبة مقهورة ، أسيرة في أيدي المؤمنين ، أمر الإمام عليّعليه‌السلام أخاها محمد بن أبي بكر أن يأخذها إلى بيت في البصرة ويقوم بخدمتها ويكرمها.

وبعد ذلك هيّأ الإمام عليّعليه‌السلام عشرين امرأة من قبيلة عبد القيس ، وأمرهنّ بلبس ملابس الرجال والعمائم ، وأن يحملن معهنّ السيوف والسلاح ويتلثّمن حتّى لا يعرفن ، وأمرهنّ أن يحطن بأمّ المؤمنين عائشة ويوصلنها إلى المدينة المنوّرة ، وأرسل خلف النسوة رجالا مسلّحين ليراقبوهنّ من بعيد ويذبّوا عنهنّ عند الحاجة.

فلما وصلت إلى المدينة ونزلت بيتها واستقرّت ، اجتمعت

٤٦٨

زوجات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبعض المؤمنات من أهل المدينة عندها وعاتبنها على خروجها! فأظهرت الندم ، وشكرت لعليّعليه‌السلام عفوه وصفحه عنها ومقابلته لها بالرحمة والكرامة ، إلاّ أنّها قالت : ولكن ما كنت أظنّ أن يبعثني عليّ بن أبي طالب مع رجال أجانب من البصرة إلى المدينة ، فإنّه ما راعى حرمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حبيبته!!

فهنا كشفن المرافقات لها لثامهنّ وخرجن من زيّ الرجال إلى ظاهرهنّ وحقيقتهنّ.

فخجلت كثيرا وشكرت عليّاعليه‌السلام أكثر من ذي قبل!

نعم هكذا يكون أولياء الله وخلفاؤه.

معاوية يمنع وعليّعليه‌السلام يسمح

وأذكر لكم شاهدا آخر على رأفة عليّعليه‌السلام ورحمته حتّى بالخارج عليه لقتاله ، مثل معاوية وحزبه الفاسقين ، في صفّين.

لقد ذكر جميع المؤرّخين وأصحاب السير ، منهم : المسعودي في مروج الذهب ، والطبري في تاريخه ، وابن أبي الحديد في شرح النهج ٣ / ٣١٨ و ١٠ / ٢٥٧ ، وينابيع المودّة ـ للقندوزي ـ باب ٥١ ، وغيرهم ذكروا : أنّ معاوية استولى على الفرات فمنع جيش الإمام عليّعليه‌السلام من حمل الماء ، وقال : لا والله لا ندعهم يشربون حتّى يموتوا عطشا!

فهاجمهم جيش الإمام عليّعليه‌السلام واستولوا على الفرات وانهزم جيش معاوية ، ولكنّ عليّاعليه‌السلام لم يمنعهم الشرب وسمح لهم بحمل الماء بالله عليكم أيّها الحاضرون أنصفوا! أيّ الخليفتين تشمله الجملة

٤٦٩

من الآية الكريمة :( رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ) ؟

وإذا كنتم تريدون تعريف الآية الكريمة وإعرابها كاملة

فيكون( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ) مبتدأ( وَالَّذِينَ مَعَهُ ) معطوف على المبتدأ ، وخبره وما بعده خبر بعد الخبر ، وكلّها صفات شخص واحد ، يعني : الّذين يعدّون مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويوصفون بمعيّته ، هم الّذين يكونون أشدّاء على الكفّار ، رحماء بينهم إلى آخره.

وحيث إنّ هذه الصفات ما اجتمعت في أحد من الصحابة غير عليّعليه‌السلام ، فالذي يعدّ مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معيّة حقيقية معنوية ، فلا فارقه ولا فكّر بمفارقته حتّى ساعة واحدة ، هو عليّعليه‌السلام ، فكأنّهما اصبحا حقيقة ونفسا واحدة ، اتّحدا روحا ومعنى وإن افترقا جسما وبدنا.

الشيخ : عندنا إجابات وردود كثيرة على كلامكم ، ولكن نكتفي بواحدة منها ، وهي : إنّ معاني الآية الكريمة إذا كانت تنطبق على سيّدنا عليّ كرّم الله وجهه فقط ، ولم تشمل أحدا غيره ، فلما ذا جاءت الآية على صيغة الجمع؟! فتقول : والّذين معه ، أشدّاء ، رحماء ، ركّعا ، سجّدا ، يبتغون ، سيماهم ، وجوههم كلّها كلمات على صيغة الجمع.

قلت :

أوّلا : أنا حاضر لأستمع كلّ إجاباتكم وردودكم ، وإلا فسكوتكم يدلّ على صحّة حديثي وربّما كان عندكم مغالطات تسمونها إجابات! فاطرحوها ، فإنّي لا أتركها بلا جواب ، إن شاء الله تعالى.

ثانيا : إنّ سؤالكم هذا ، نقاش لفظي ، لأنّكم تعلمون أنّ في كلام العرب والعجم يطلقون صيغة الجمع على المفرد من أجل التعظيم

٤٧٠

والتفخيم ، وكم لها في القرآن نظائر! منها :

آية الولاية ونزولها في الإمام عليّعليه‌السلام

القرآن الكريم هو أعظم مرجع في اللغة العربية ، وأقوى سند لها ، وفي ما نحن فيه أيضا ، القرآن دليل قاطع ، وبرهان ساطع.

فنجد فيه آية كريمة أخرى وهي : آية الولاية( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (١) ، فكلماتها على صيغة الجمع ، واتّفق المفسّرون والمحدّثون من الفريقين ـ الشيعة والسنّة ـ أنّها نزلت في حقّ عليّعليه‌السلام وحده ، منهم : الإمام الفخر الرازي في التفسير الكبير ٣ / ٤٣١ ، والإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسير «كشف البيان» وجار الله الزمخشري في الكشّاف ١ / ٤٢٢ ، الطبري في تفسيره ٦ / ١٨٦ ، أبو الحسن الرمّاني في تفسيره ، ابن هوازن النيسابوري في تفسيره ، ابن سعدون القرطبي في تفسيره ، الحافظ النسفي في تفسيره المطبوع في حاشية تفسير الخازن البغدادي ، الفاضل النيسابوري في غرائب القرآن ١ / ٤٦١ ، أبو الحسن الواحدي في أسباب النزول : ١٤٨ ، الحافظ أبو بكر الجصّاص في تفسير أحكام القرآن : ٥٤٢ ، الحافظ أبو بكر الشيرازي في كتابه «ما نزل من القرآن في عليّعليه‌السلام » ، أبو يوسف الشيخ عبد السلام القزويني في تفسيره الكبير ، القاضي البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل ١ / ٣٤٥ ، جلال الدين السيوطي في الدرّ المنثور ٢ / ٢٩٣ ، القاضي الشوكاني في

__________________

(١) سورة المائدة ، الآية ٥٥.

٤٧١

تفسيره «فتح الغدير» السيّد محمود الآلوسي في تفسيره «روح المعاني» الحافظ ابن أبي شيبة الكوفي في تفسيره ، أبو البركات في تفسيره ١ / ٤٩٦ ، الحافظ البغوي في «معالم التنزيل» ، الإمام النسائي في صحيحه ، محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» ، ابن أبي الحديد في شرح النهج ١٣ / ٢٧٧ ، الخازن علاء الدين البغدادي في تفسيره ١ / ٤٩٦ ، الحافظ القندوزي في «ينابيع المودّة» ، الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه «المصنّف» ، رزين العبدري في «الجمع بين الصحاح الستّة» ، ابن عساكر في تاريخه ، سبط ابن الجوزي في التذكرة : ٩ ، القاضي عضد الإيجي في كتابه المواقف : ٢٧٦ ، السيّد الشريف الجرجاني في شرح المواقف ، العلاّمة ابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة : ١٢٣ ، الحافظ أبو سعد السمعاني في «فضائل الصحابة» أبو جعفر الإسكافي في «نقض العثمانية» ، الطبراني في الأوسط ، ابن المغازلي في «مناقب عليّ بن أبي طالب» ، العلاّمة الكنجي القرشي الشافعي في «كفاية الطالب» ، العلاّمة القوشجي في شرح التجريد ، الشبلنجي في نور الأبصار : ٧٧ ، محبّ الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٢٧ ، وغيرهم من كبار أعلامكم.

رووا عن السدّي ومجاهد والحسن البصري والأعمش وعتبة بن أبي حكيم وغالب بن عبد الله وقيس بن ربيعة وعباية بن ربعي وعبد الله ابن عبّاس وأبي ذرّ الغفاري وجابر بن عبد الله الأنصاري وعمّار بن ياسر وأبي رافع وعبد الله بن سلام ، وغيرهم من الصحابة ، رووا أنّ الآية الكريمة نزلت في شأن سيّدنا عليّعليه‌السلام ، وقد اتّفقوا على هذا المضمون وإن اختلفت ألفاظهم ، قالوا :

٤٧٢

إنّ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام كان يصلّي في المسجد ، إذ دخل مسكين وسأل المسلمين الصدقة والمساعدة ، فلم يعطه أحد شيئا ، وكان عليّعليه‌السلام في الركوع فأشار بإصبعه إلى السائل ، فأخرج الخاتم من يد الإمام عليّعليه‌السلام ، فنزلت الآية في شأنه وحده على صيغة الجمع ، وذلك من أجل التعظيم والتفخيم لمقامهعليه‌السلام .

الشيخ عبد السّلام : إنّ هذا التفسير وشأن النزول لم يكن قول جميع علمائنا ، فقد خالف هذا القول جماعة ، فمنهم القائل : إنّها نزلت في شأن الأنصار ، وبعض قالوا : نزلت في شأن عبادة بن الصامت. وجماعة قالوا : نزلت في حقّ عبد الله بن سلام.

قلت : إنّي أتعجّب منكم ، حيث تتركون قول أعظم أعلامكم وأشهر علمائكم وأكثرهم ، إضافة إلى إجماع علماء الشيعة في ذلك ، وتتمسّكون بأقوال شاذّة من أفراد مجهولين أو معلومين بالكذب والنصب والتعصّب ، بحيث نجد أقوالهم ورواياتهم مردودة وغير مقبولة عند كبار علمائكم.

والجديد بالذكر أنّ بعض علمائكم ادّعى إجماع المفسّرين واتّفاقهم على أن الآية نزلت في شأن الإمام عليّعليه‌السلام ، منهم : الفاضل التفتازاني ، والعلامة القوشجي في شرح التجريد ، قال : إنّها باتّفاق المفسّرين نزلت في حقّ علي بن أبي طالب حين أعطى السائل خاتمه وهو راكع

فهل العقل السليم يسمح لكم بترك قول جمهور العلماء والمفسّرين وتتمسّكون بأقوال واهية وشاذّة صدرت من المتعصّبين والمعاندين الجاحدين للحق والدين؟!

٤٧٣

شبهات وردود

الشيخ عبد السلام : سماحتكم أردتم بهذه الآية أن تثبتوا خلافة سيّدنا علي كرم الله وجهه بلا فصل بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والحال أنّ فيها أمورا تمنع من قصدكم.

أوّلا : كلمة «الوليّ» في الآية بمعنى المحبّ ، لا بمعنى الإمام والخليفة ، وإذا كانت بالمعنى الذي تقولونه فلا ينحصر الوليّ في رجل واحد ، بل تشمل الآية أفرادا كثيرين ، على القاعدة المقرّرة عند العلماء وهي : العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص المعنى والسبب ؛ وعلى هذا فالإمام عليّ كرّم الله وجهه هو أحد أفراد الآية الكريمة.

ثانيا : صيغة الجمع في كلمة «وليّكم» وكلمة «الّذين» تفيد العموم ، وحمل الجمع على الفرد ـ بدون دليل ـ يكون تأويلا لكلام الله تعالى بغير مجوّز.

قلت :

أوّلا : كلمة «الولي» جاءت بصيغة المفرد وأضيفت إلى ضمير الجمع ، أي : إنّما وليّ المسلمين.

ثانيا : أجبناكم من قبل أن الأدباء واللغويّين يجيزون إطلاق الجمع على الفرد لأجل التفخيم والتعظيم.

وأمّا القاعدة المقرّرة عند العلماء ، أنّ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فنحن أيضا نلتزم بها ، فقد جاء في اللفظ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ ) وهي أداة حصر ، فلذا نقول : إنّ الآية نزلت في شأن

٤٧٤

أمير المؤمنينعليه‌السلام والولاية الإلهية في عصره منحصرة فيه ، فهو وليّ المسلمين دون غيره ، ولا يحقّ لأحد أن يدّعي الولاية على الإمام عليّعليه‌السلام ما دام في الحياة ، فإذا مات أو قتل فالولاية الإلهيّة التي تضمّنتها الآية تنتقل إلى غيره ، وهم الأئمّة الأحد عشر من ولده ، واحدا بعد الآخر ، فحينئذ يحصل مرادكم أيضا ، لأنّكم تقولون : إنّ الآية الكريمة تشمل أفرادا كثيرين لا فردا واحدا.

فالأفراد المشمولون بالآية هم الأئمّة المعصومون من أهل البيتعليهم‌السلام كما قال الزمخشري في «الكشّاف» في ذيل الآية الكريمة : ولو أن الآية حصر في شأن عليّعليه‌السلام فإنّ المقصود من نزولها بصيغة الجمع كان لترغيب الآخرين ليتّبعوا عليّاعليه‌السلام في هذا الأمر ويتعلّموا منه.

ثالثا : أمّا قولكم بأنّ الشيعة أوّلوا الآية بغير مجوّز ودليل ؛ ما هو إلاّ سفسطة كلام تريدون من ورائه إغواء العوامّ.

ونحن ذكرنا لكم أسماء ثلّة من كبار علمائكم وأشهر أعلامكم ومفسّريكم الّذين قالوا بأنّ الآية نزلت في شأن عليعليه‌السلام ، وهذا القول إنّما يكون تنزيل الآية وتفسيرها ، لا تأويلا أو رأيا اجتهاديا.

الشيخ عبد السّلام : أما كلمة «الوليّ» فهي بمعنى : المحبّ والناصر ، لا بمعنى الأولى بالتصرّف حتّى تستنبطوا منها معنى الخلافة ، لأنّها إذا كانت بمعنى الخلافة ، فيجب بعد نزول الآية أن يخلف عليّ كرّم الله وجهه رسول الله في حال حياته إذا سافر أو غاب لبعض شئونه ، وأن يقوم مقامه ويتصرّف في الأمور مثلهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهذا الأمر لم يكن في حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلذا نقول : إنّ كلامكم باطل.

قلت : بأيّ دليل تقول : إنّ هذا الأمر ـ أي : قيام الإمام عليّعليه‌السلام

٤٧٥

مقام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ لم يكن في حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟!

فظاهر الآية يثبت مقام الولاية لعليّعليه‌السلام من حين نزولها ، واستمرار المقام بدليل الجملة الاسمية ، وأنّ «الوليّ» صفة مشبّهة ، وهذان دليلان على ثبات ودوام مقام الولاية.

ويؤيّد هذا المعنى أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جعل عليّاعليه‌السلام خليفته في المدينة حين خرج منها إلى تبوك ، ولم يعزله بعد ذلك إلى أن توفّيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ويؤيّده حديث المنزلة ، فإنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كرّره في مناسبات كثيرة ، قائلا : عليّ منّي بمنزلة هارون من موسى. أو يخاطبه في الملأ : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى.

وقد ذكرنا لكم بعض مصادره في الليالي الماضية.

وهذا دليل آخر على أنّ عليّاعليه‌السلام كان خليفة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غيابه لما كان حيّا واستمرت خلافته للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد حياته أيضا.

الشيخ عبد السّلام : لو تعمّقتم في شأن نزول الآية كما تقولون وفكّرتم فيه ، لعدلتم عن رأيكم ؛ لأنّه لا يعدّ منقبة لسيّدنا عليّ ، بل يعدّ نقصا له كرّم الله وجهه ، وهو أجلّ من ذلك.

قلت :

أوّلا : لا يحقّ لأحد بلغ ما بلغ من العلم ، أن يغيّر ويبدّل شأن نزول آيات القرآن الحكيم ، سواء ثبتت بها منقبة أو منقصة لأيّ شخص كان ، فإنّ شأن النزول يتبع الواقع وليس بأمر اجتهادي ، ولا يدخل فيه رأي هذا وذاك ، ولا يتصرّف أحد في شأن نزول الآيات إلاّ شقيّ عديم الدين والإيمان ، يتّبع هواه ولا يطيع الله عزّ وجلّ ، مثل البكريّين في هذا الشأن ، فإنّهم اتّبعوا قول عكرمة الكذّاب وقالوا : إنّها نزلت

٤٧٦

في شأن أبي بكر!

ثانيا : أوضحوا لنا كيف تكون الآية الكريمة منقصة لمن نزلت في شأنه؟!

الشيخ عبد السلام : لأنّه من جملة خصال سيّدنا عليّ كرّم الله وجه التي تعدّ من أجمل خصاله وفضائله ، أنّه لمّا كان يقف للصلاة كان ينسى نفسه وكلّ شيء سوى الله سبحانه ، فلا يحسّ ولا يبصر إلاّ عظمة الله وآياته.

وقد روى بعض العلماء ، أنّهعليه‌السلام اصيب بسهم في رجله في إحدى المعارك ، فأشار عليه طبيب جرّاح ليأذن له حتّى يشق اللحم ويخرج السهم من رجله ، فأبىعليه‌السلام .

ثمّ لمّا وقفعليه‌السلام بين يدي الله تعالى واستغرق في العبادة في حال السجود أمر الإمام الحسن ـرضي‌الله‌عنه ـ أن يخرج الجرّاح السهم من رجل أبيه ، فأخرجه وما أحسّ سيّدنا عليّ أبدا!

فإنّ رجلا هذا حاله حين الصلاة ، كيف يلتفت إلى سائل فقير فيعطيه خاتمه وهو في حال الركوع؟!

ألم يكن انصرافه عن الله تعالى والتفاته إلى الفقير نقصا لصلاته ونقضا لعبادته؟!

قلت : إنّ هذا الإشكال أهون من بيت العنكبوت! لأنّ التفات المصلّي إلى الامور المادّيّة تعدّ نقصا ، وأمّا إلى الامور المعنوية فهو كمال ، فإعطاء الزكاة والصدقة للفقير عبادة مقرّبة إلى الله سبحانه ، والصلاة ـ أيضا ـ عبادة أقامها عليّعليه‌السلام قربة إلى الله تعالى ، فهو لم يخرج عن حال التقرّب إلى الله ، ولم ينصرف عن العبادة إلى عمل غير

٤٧٧

عبادي ، وإنّما انصرف من الله إلى الله ، وتكرّرت عبادته ، فقد آتى الزكاة في حال الصلاة ، فجمع فرضين ليكسب رضا الله عزّ وجلّ ويتقرّب إليه ، وقد قرّبه الباري سبحانه وتعالى وقبل منه الزكاة والصلاة ، فأنزل الآية وأعطاه الولاية ، ليكون دليلا على قبول عمله وعبادته.

ألم يكن هذا دليل على فضل الإمام عليّعليه‌السلام وكماله؟!

ما لكم كيف تحكمون؟!

عود على بدء

فثبت أنّ الذي تنطبق عليه الآية الكريمة تطبيقا كاملا وصحيحا صريحا من غير تأويل وتعليل ، إنّما هو الإمام عليّعليه‌السلام الذي كان مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معيّة امتزجت نفسهعليه‌السلام بنفسهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الطيّبة ، وأخلاقهعليه‌السلام بأخلاقهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الكريمة ، وصفاتهعليه‌السلام بصفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحميدة ، حتّى أصبحا حقيقة واحدة لا يمكن افتراقهما.

وثبت أنّه لم يكن أشدّ منهعليه‌السلام على الكفّار ، ولا أرحم وأرأف منهعليه‌السلام بالمؤمنين.

فكان صلب الإيمان ، ثابت العقيدة ما شكّ في النبوّة والدين لحظة واحدة ، ولا تزلزل في رسالة سيّد المرسلين طرفة عين أبدا.

الشيخ عبد السّلام : لا أدري ما الذي تقصده من هذه الكنايات والتّصريحات؟!

فهل شكّ أحد الخلفاء الراشدين والصحابة المهتدين ، بعد ما آمنوا بالدين؟!

٤٧٨

وهل تزلزل أحدهم في رسالة خاتم النبيّين؟! حتّى تقول : إنّ عليّا ما شكّ وما تزلزل! بل كلهم كذلك ، ما شكوا وما تزلزلوا ، فلما ذا هذا التأكيد على سيّدنا عليّ كرّم الله وجهه؟! لعلك تريد أن تقول : بأنّ الشيخين أو غيرهما من الصحابة الكرام شكّوا في الدين وتزلزلوا في الإيمان؟!!

قلت : يا شيخ! اشهد الله أنّي لم أقصد بكلامي ما ظننت ، ولو كان ذلك لأظهرته بالصراحة لا بالكناية.

الشيخ عبد السلام : إنّ اسلوب حديثك ينبئ بأنّ عندك شيئا في هذا المجال ، ولا تريد أن تظهره بالمقال ، ولكنّي اريد منك أن تبيّن كلّ ما في قلبك ولا تبقي شيئا ، ولا تنس أنّنا لا نقبل منك شيئا إلاّ مع الدليل والبرهان.

قلت : لو كنتم تعفونني من الخوض في هذا الموضوع لكان أجمل وأحسن ، وإن كانت أدلّتي كلّها من كتب علمائكم الأعلام ومحدّثيكم الكرام ، ولكن رعاية لبعض الجهات احبّ أن لا أطرح هذا الموضوع أبدا.

الشيخ عبد السلام : إنّك بهذا الكلام ألقيت الشكّ في قلوب هؤلاء العوامّ ، فإنّهم سيظنّون أنّ الشيخين ـ رضي الله عنهما ـ وغيرهما من الصحابة الكرام قد شكّوا يوما وتزلزلوا في الدين الحنيف والنبوّة!

فالرجاء الأكيد إمّا أن تقيم الدليل والبرهان الصريح الواضح على هذا الكلام ، أو أن ترجع في كلامك الذي فيه إيهام ، وتعلن من غير إبهام ، بأنّ الشيخين وغيرهما من الصحابة الكرام ، ما زلّت بهم

٤٧٩

الأقدام ، ولم يشكّوا طرفة عين في النبوّة والإسلام.

قلت : يا شيخ! إنّ الشكّ والترديد كان يعتري أكثر الصحابة الّذين كانوا في مرتبة دنيا من الإيمان ، ولمّا يدخل الإيمان في قلوبهم ، ولم يمتزج بنفوسهم.

فكان بعضهم يبقى في حال الشكّ والريب ، فكانت آيات من القرآن الحكيم تنزل في شأنهم وذمّهم ، كالمنافقين الّذين نزلت آيات كثيرة في سورة المنافقين وغيرها في ذمّهم.

وبعضهم كان يعرض عليه الشكّ والترديد ثم يزول عنه بعد مدّة.

هذا جواب عام ، ولا نريد أن نمسّ أحدا ، فأرجوكم أن تكتفوا بهذا المقدار ، في هذا الإطار.

الشيخ عبد السلام : إنّ الشكّ الذي وقع بسبب كلامك في قلوب الحاضرين باق ، فإمّا أن تذكر ما يختلج في قلبك ، واضحا من غير التباس ، مستدلا بأقوال علمائنا المعتمدين عندنا وكتبنا الموثوقة المعتبرة لدينا ، أو تصرّح بأنّ الشيخين كانا في حدّ اليقين ، وما شكّا في الدين ، ولم يتزلزلا في نبوّة سيّد المرسلين ، طرفة عين.

قلت : يا شيخ! إنّ إلحاحك وإصرارك على هذا الأمر ، اضطرّني أن أكشف عن حقائق لم أكن أحبّ أن أكشف عنها.

نعم ، لقد شك عمر بن الخطّاب في نبوّة خاتم النبيّينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتناقل الخبر بعض علمائكم الأعلام ، مثل ابن المغازلي الشافعي في كتابه : مناقب عليّ بن أبي طالب(١) والحافظ محمد بن أبي نصر الحميدي في

__________________

(١) لم أجد هذا الخبر في (المناقب) لابن المغازلي.

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730