تاريخ ابن يونس المصري الجزء ١

تاريخ ابن يونس المصري8%

تاريخ ابن يونس المصري مؤلف:
المحقق: الدكتور عبد الفتاح فتحي عبد الفتاح
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 2-7451-3193-1
الصفحات: 730

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 730 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 26038 / تحميل: 1071
الحجم الحجم الحجم
تاريخ ابن يونس المصري

تاريخ ابن يونس المصري الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٢-٧٤٥١-٣١٩٣-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

ابن مضر ، ويحيى بن أيوب ، ورشدين بن سعد ، وابن وهب(١) .

وقال أحمد بن يحيى بن وزير ، عن ابن وهب : كان عميرة بن ناجية من العبّاد ، وكان بمنزلة النّائحة. إذا قرأ يبكى ، وإذا سجد يبكى ، وإذا سكت عن القراءة ، وفرغ من الصلاة ؛ جلس يبكى. وكان يزيد بن حاتم الأمير يسأل عنه ، ويقول : ما فعلت الثّكلى؟!(٢) .

قال أحمد بن يحيى بن وزير : توفى عميرة بن أبى ناجية البدرىّ سنة ثلاث وخمسين ومائة ب «بطن مرّ»(٣) ، منصرفا من الحج(٤) . وكانت له عبادة ، وفضل(٥) .

* ذكر من اسمه «عنبس» :

١٠٤٢ ـ عنبس بن ثعلبة بن هلال بن عنبس البلوىّ(٦) : من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بايع تحت الشجرة(٧) ، وشهد فتح مصر(٨) ، ولا تعرف له رواية(٩) . ذكروه فى كتبهم(١٠) .

__________________

(١) الأنساب ١ / ٢٩٦. راجع المزيد من الأساتيذ ، والتلاميذ فى : (الإكمال) ٦ / ٢٧٧ ، وتهذيب الكمال ٢٢ / ٣٩٩ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ١٣٦.

(٢) الأنساب ١ / ٢٩٦ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ١٣٦.

(٣) حرّفت إلى (بطن بحر) فى (الأنساب) ١ / ٢٩٦. وضبطها ياقوت فى (معجم البلدان ١ / ٥٣٣) بالحروف ، وقال : من نواحى مكة ، عنده يجتمع وادى النخلتين ، فيصيران واديا واحدا.

(٤) الأنساب ١ / ٢٩٦ ، وذيل ميزان الاعتدال (مكتفيا بسنة الوفاة) ص ٢٨٦ (قال ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ١٣٦.

(٥) الأنساب ١ / ٢٩٦ (قال ابن يونس) ، وذيل ميزان الاعتدال ٢٨٦.

(٦) ورد هذا النسب فى : (الإصابة) ٤ / ٧٣٣ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٢٥ (وحرفت فيه عنبس إلى عنيس). وورد النسب مختصرا فى : (أسد الغابة) ٤ / ٣٠٣ ، والإصابة ٥ / ١٦٣.

(٧) حسن المحاضرة ١ / ٢٢٥.

(٨) أسد الغابة ٤ / ٣٠٣ (قاله ابن يونس). وأخرجه ابن منده ، وأبو نعيم ، والإصابة ٤ / ٧٣٣ ، ٥ / ١٦٣ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٢٥ (ذكره ابن يونس).

(٩) أسد الغابة ٤ / ٣٠٣ ، والإصابة ٤ / ٧٣٣ ، ٥ / ١٦٣ (ذكره ابن منده ، قاله أبو سعيد بن يونس).

(١٠) الإصابة ٤ / ٧٣٣ (ذكره ابن يونس).

٣٨١

* ذكر من اسمه «عنبسة» :

١٠٤٣ ـ عنبسة بن عدىّ البلوى : يكنى أبا الوليد. بايع تحت الشجرة ، وشهد فتح مصر ، ورجع إلى الحجاز(١) .

* ذكر من اسمه «عنمة» :

١٠٤٤ ـ عنمة(٢) المزنىّ : والد إبراهيم بن عنمة المزنى. له صحبة. روى عنه ابنه «إبراهيم»(٣) ، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث(٤) .

* ذكر من اسمه «عوذ» :

١٠٤٥ ـ عوذ بن يزيد الزّبادىّ : حدّث عنه زين بن شعيب ، وعبد الله بن عيّاش القتبانى ، ورشدين بن سعد(٥) .

* ذكر من اسمه «عوف» :

١٠٤٦ ـ عوف بن نجوة(٦) الصّدفىّ : له ذكر. شهد فتح مصر ، ولا يعرف له رواية(٧) .

__________________

(١) حسن المحاضرة ١ / ٢٢٥ (قاله ابن يونس).

(٢) ضبطها ابن ماكولا بالحروف (بفتح العين ، والنون ، والميم). (الإكمال) ٦ / ١٤٣. وكذا ضبط بالشكل فى (أسد الغابة) ٤ / ٣٠٦. ومن قبل ترجم له باسم (عثمة) ، بالثاء المثلثة (السابق ٣ / ٦٠١). أما ابن عبد البر ، فذكره بضم العين بالشكل (الاستيعاب ٣ / ١٢٤٧).

(٣) السابق ٣ / ١٢٤٧ ، والإكمال ٦ / ١٤٣ (ولم ينسبها إلى ابن يونس ، وأعتقد أنها لمؤرخنا ، بمقارنة الترجمة بما فى مصادر أخرى). وكذا وردت فى (التوضيح) ، هامش (٢) الوارد فى (الإكمال) ٦ / ١٤٣.

(٤) إضافة فى (الاستيعاب) ٣ / ١٢٤٧. (ذكره أبو سعيد بن يونس فى المصريين).

(٥) الإكمال ٤ / ٢١١ (ذكر ابن ماكولا بعد الترجمة التالية لتلك الترجمة عبارة : ذكرهما ابن يونس ، فهو ـ إذن ـ نسب تلك الترجمة ، والتى بعدها لابن يونس).

(٦) بالنون والجيم ، وضبطت بالشكل فى (أسد الغابة) ٤ / ٣١٣. وفى (الإصابة) ٥ / ١٦٦ : ضبطت بالحروف.

(٧) الإكمال ٧ / ١٩١ (قال ابن يونس. واكتفى بشهوده فتح مصر. ولم يزد) ، وأسد الغابة ٤ / ٣١٣ (قاله ابن عبد الأعلى. ولا تعرف له رواية). وأخرجه ابن منده ، وأبو نعيم مختصرا. والإصابة ٥ / ١٦٦ (قال ابن منده : قاله لى أبو سعيد بن يونس). ثم نقل ابن حجر نفس عبارة (الإكمال) الواردة بداية هامش (٦) ، وقال : ولم يزد على ذلك. وعلّق ابن حجر مرة أخرى قائلا : فلعل ابن منده اكتفى بإدراكه. أى : ربما اكتفى بأن يقتبس عن أستاذه (ابن يونس) ما

٣٨٢

* ذكر من اسمه «العلاء» :

١٠٤٧ ـ العلاء بن كثير الإسكندرانى (مولى قريش) : روى عنه الليث ، وابن لهيعة ، وضمام بن إسماعيل ، ورشدين بن سعد(١) . كان مستجاب الدعاء. توفى العلاء بن كثير بالإسكندرية سنة أربع وأربعين ومائة(٢) .

١٠٤٨ ـ العلاء بن يزيد بن أنيس الفهرىّ : رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣) ، وقدم مصر بعد أن فتحت(٤) ، وهو جد أبى الحارث «أحمد بن سعيد بن عمرو بن الحارث بن العلاء الفهرى»(٥) ، وعقبه بها(٦) .

* ذكر من اسمه «عياش» :

١٠٤٩ ـ عيّاش بن أجيل الحميرى(٧) : يروى عن سعيد بن المسيّب(*) ، ومعاوية بن

__________________

يتعلق بشهود الصحابى فتح مصر. وعلى كل ، فلعل الروايتين المتباينتين ـ فى هذا الخصوص ـ من نسختين مختلفتين.

(١) تاريخ الإسلام ٩ / ٢٢٤ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ١٧٠ (انتقيت منهما المادة استئناسا بمنهج ابن يونس).

(٢) تهذيب الكمال ٢٢ / ٥٣٤ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتاريخ الإسلام ٩ / ٢٢٥ (قال ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ١٧٠ (قال ابن يونس). ويقال (ذكرها قبل تاريخ الوفاة) ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٧٦.

(٣) أسد الغابة ٤ / ٧٨ ، والإصابة ٤ / ٥٤٤ ، ٥ / ٦٥ (صدّرت ب «يقال») ، وذكر أن لأبيه صحبة.

(٤) أسد الغابة ٤ / ٧٨ ، والإصابة ٤ / ٥٤٤ (وقدم مصر بعد فتحها) ، ٥ / ٦٥ (وقدم بعد فتح مصر).

(٥) السابق ٥ / ٦٥. وفى (أسد الغابة) ٣ / ٧٨ (وهو جد أبى الحارث أحمد بن سعيد الفهرى) ، والإصابة ٤ / ٥٤٤ (وهو جد أبى الحارث الفهرى).

(٦) السابق ٥ / ٦٥ (ذكره ابن يونس فى تاريخ مصر). وفى (أسد الغابة) ٤ / ٨٧ (وعقبه بها). قاله أبو سعيد بن يونس ، والإصابة ٤ / ٥٤٤ (وأعقب بها. قاله أبو سعيد بن يونس).

(*) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ١ / ٣٨٦ (قال أبو سعيد) ، والجذوة ٢ / ٥١١ (كذا فى تاريخ ابن يونس).

(٧) ورد هكذا فى (تاريخ ابن الفرضى ـ ط. الخانجى) ١ / ٣٨٦ ، وقال : ذكر فى (تاريخ المصريين). وذكر الحميدى فى (جذوة المقتبس) ٢ / ٥١٢ : هكذا رأيته بخط أبى عبد الله محمد بن على الصورى الحافظ ، وكذلك قال الدار قطنى فى باب (عيّاش): (عيّاش بن أجيل) ، وقال : رعينىّ عداده فى المصريين. وقال يعقوب بن سفيان : عبّاس بن أجيل (بالسين المهملة ، والباء). وأضاف الحميدى فى (السابق) ٢ / ٥١١ ـ ٥١٢ ـ بعد أن ترجم له باسم (عيّاش بن شراحيل) ـ : وكذا رأيته ـ بعد البحث ـ فى غير نسخة من تاريخ ابن يونس. ونقل الضبى كلام الحميدى ،

٣٨٣

حديج(١) . ولى البحر زمن بنى أمية(٢) . قرأت فى كتاب «علىّ بن قديد»(٣) بخطه : وفى سنة مائة ، قدم عيّاش بن أجيل من الأندلس بالسفن إلى إفريقية(٤) .

١٠٥٠ ـ عيّاش بن عبّاس القتبانىّ الحميرى : يكنى أبا عبد الرحمن. ويقال : أبو عبد الرحيم. من أهل مصر. يروى عن أبى عبد الرحمن الحبلىّ ، وأبى سلمة بن عبد الرحمن. روى عنه الليث بن سعد ، والمفضّل بن فضالة ، وابنه أبو جعفر «عبد الله ابن عيّاش»(٥) . يقال : توفى سنة ثلاث وثلاثين ومائة(٦) .

١٠٥١ ـ عيّاش بن عقبة بن كليب بن يغلب(٧) بن كليب اليغلبىّ(٨) الحضرمى : يكنى أبا عقبة. من أهل مصر. أدرك التابعين. يروى عن يحيى بن ميمون ، وموسى بن وردان. روى عنه عبد الله بن المبارك ، وعبد الله بن وهب(٩) ، وضمام بن إسماعيل ، وزيد بن الحباب ، وخالد بن حميد ، ورشدين(١٠) بن سعد ، وأبو عبد الرحمن المقرئ

__________________

وحرّف اسم (أجيل) إلى (أحيلى). (بغية الملتمس ص ٤٣٢). وهكذا ، ترجح ذلك للحميدى ، بينما ترجح المثبت فى المتن لابن الفرضى ، وهو الأصح المشهور فى نظرى ؛ لصواب نسخة الصورى ، ودقتها. ويدعم ذلك الترجيح أنه نفس ترجيح ابن ماكولا المعروف بدقته ، ورأى محققه أيضا (الإكمال ٦ / ٦٥ ، وهامش ٢).

(١) السابق ٦ / ٦٦ (لم يصرح بنسبته إلى ابن يونس) ، والجذوة ٢ / ٥١٢.

(٢) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ١ / ٣٨٦ ، والجذوة ٢ / ٥١١.

(٣) حرّف فى (تاريخ ابن الفرضى ـ ط. الخانجى) إلى (قريد) ١ / ٣٨٦. وقد صوبته بالمتن ، وسبق تصويب محقق (الإكمال) له فى ج ٦ ص ٦٥ (هامش ٢).

(٤) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ١ / ٣٨٦ ، والجذوة ٢ / ٥١١ (دخل الأندلس).

(٥) نقلا عن (الإكمال) ٦ / ٦٦ ـ ٦٧ (دون نسبة لابن يونس) ، والأنساب ٤ / ٤٤٩ (وفق منهج ابن يونس). وترجم ابن يونس ـ من قبل ـ ل (عبد الله) هذا ، برقم (٧٥٩).

(٦) مخطوط الكمال فى معرفة الرجال ، للمقدسى (نسخة أحمد الثالث) ٥ / ق ١٦ (قال ابن يونس. ولم يذكر : يقال) ، وتهذيب الكمال ٢٢ / ٥٥٧ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ١٧٧.

(٧) نصّ ابن ماكولا على ضبطه بالحروف (الإكمال) ١ / ٥٠٨ ـ ٥٠٩ ، والأنساب ٥ / ٧٠٠. وكذا ورد فى (تبصير المنتبه) ١ / ١٩٨. وجعلها ابن حجر بالتاء فى (تهذيب التهذيب) ٨ / ١٧٧ ، والمزى ـ من قبل ـ فى (تهذيب الكمال) ٢٢ / ٥٥٨. والصواب ما ورد بالمتن.

(٨) نسبه تفرد بذكرها السمعانى فى (الأنساب) ٥ / ٧٠٠.

(٩) حرّف فى (تبصير المنتبه) ١ / ١٩٨ إلى (ابن وهيب).

(١٠) حرفت فى (الأنساب) ٥ / ٧٠٠ إلى (رشيد).

٣٨٤

المكىّ(١) ، وقال : هو عم ابن لهيعة. وأخطأ المقرئ(٢) ، ووهم فى ذلك(٣) .

ولى بحر مصر ل «مروان بن محمد». وقيل : إنه ولى الإسكندرية والبحر ، فى آخر خلافة بنى أمية. وقال يحيى بن بكير(٤) : ولد سنة أربع وسبعين ، أو وتسعين(٥) (الشكّ من ابن يونس). وتوفى فى ولاية يزيد بن حاتم. وكان يزيد بن حاتم(٦) أميرا على مصر لأبى جعفر سنة أربع وأربعين ومائة ، وعزل سنة اثنتين وخمسين ومائة. وقال أحمد بن يحيى بن الوزير : توفى سنة ستين ومائة(٧) .

* ذكر من اسمه «عياض» :

١٠٥٢ ـ عياض بن جريبة(٨) بن سعد بن الأصبغ الكلبىّ(٩) : أمه الغالية بنت عياض بن النعمان بن سبرة الكلبى. دخل على عمر بن عبد العزيز ، وروى عن عبد الله بن عمر ابن عبد العزيز. روى عنه عمرو بن الحارث ، والليث بن سعد. وكان على شرط مصر

__________________

(١) هو عبد الله بن يزيد المقرئ (ت ٢١٣ ه‍). (ترجمته فى تهذيب التهذيب) ٦ / ٧٥ ـ ٧٦.

(٢) الإكمال ١ / ٥٠٩ (ذكر ذلك ابن يونس) ، والأنساب ٥ / ٧٠٠ (ولم يذكر أخطأ. وهكذا ذكره أبو سعيد بن يونس فى «تاريخ مصر»). وأشار ابن حجر فى (تبصير المنتبه) ١ / ١٩٨ إلى تخطئة ابن يونس للمقرئ فيما قال.

(٣) تفرد بذلك السمعانى فى (الأنساب) ٥ / ٧٠٠.

(٤) حرّف فى (تهذيب الكمال) ٢٢ / ٥٥٩ إلى (زكير) ، وهو خطأ واضح.

(٥) أى : شك ابن يونس فيما قال ابن بكير عن المترجم له (أقال : ولد سنة ٧٤ ه‍ ، أم سنة ٩٤ ه‍؟). وواضح أن التداخل كثير بين لفظتى : (سبع ، وتسع) ، ولفظتى : (سبعين ، وتسعين). (راجع نص شك ابن يونس فى (تهذيب الكمال) ٢٢ / ٥٥٩ ـ ٥٦٠ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ١٧٧ (قال ابن يونس). ويلاحظ أن المسجل لدى ابن حجر فى (المصدر السابق) غير دقيق ، قال : ولد سنة ٧٤ ، أو ٩٠ ه‍ (والصواب : أو ٩٤ ه‍).

(٦) أتى النص صريحا محددا فى (تهذيب الكمال) ٢٢ / ٥٦٠. أما فى (تهذيب التهذيب) ٨ / ١٧٧ ، فقال : (وكانت ولايته) ، أى : ولاية يزيد.

(٧) تهذيب الكمال ٢٢ / ٥٦٠ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٧٧.

(٨) ضبطها ابن ماكولا بالحروف فى (الإكمال) ٢ / ٦٧. وكذلك وردت فى (فتوح مصر) ص ١١١. أما فى كتاب (الولاة) للكندى ، ص ٨١ ، ١٠١ ، فحرفت إلى (حريبة). وصحفت (الأصبغ) إلى (الأصبع) ، وسعد إلى (سعيد). وفى (مخطوط تاريخ دمشق) ١٣ / ٨٠٦ حرّفت (جريبة) إلى (حريثة). ووردت محرفة ـ كذلك ـ فى فهرست محتويات (المخطوطة) هكذا : حريشة.

(٩) وهو مصرى ، بدليل إشارة ابن عبد الحكم إلى دار (عياض بن جريبة الكلبى) فى حديثه عن (خطط مصر) ، وذكر أن عبد العزيز بن مروان وهبها له. (فتوح مصر) ص ١١١.

٣٨٥

فى إمرة «حنظلة بن صفوان الكلبى» على مصر ، فى خلافة «هشام بن عبد الملك»(١) . ولى رابطة الإسكندرية فى ولاية «عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير» على مصر ، فى خلافة «مروان بن محمد» آخر خلافة بنى أمية. ولى برقة فى خلافة بنى العباس(٢) فى سنة ثمان وثلاثين ومائة ، وبعدها(٣) .

١٠٥٣ ـ عياض بن سعيد بن جبير بن عوف الأزدى الحجرىّ : شهد فتح مصر(٤) ، وله ذكر ، ولا تعرف له رواية(٥) .

١٠٥٤ ـ عياض بن عبد الله بن سعد بن أبى سرح بن الحارث بن حبيّب بن جذيمة ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤى القرشى العامرى : ولد بمكة ، ثم قدم مصر مع أبيه ، ثم خرج إلى مكة ، فلم يزل بها حتى مات(٦) . روى عن ابن عمرو ، وأبى هريرة. روى عنه زيد بن أسلم ، وسعيد بن أبى هلال(٧) .

__________________

(١) مخطوط تاريخ دمشق ١٣ / ٨٠٦ (بسنده إلى أبى عبد الله بن منده ، أنا أبو سعيد عبد الرحمن ابن أحمد بن يونس (حرّف الاسم إلى أبى سعيد بن عبد الرحمن). وورد فى (الولاة) للكندى ص ٨٠ ـ ٨١ : أن الوالى المذكور ـ فى ولايته الثانية على صلاة مصر سنة ١١٩ ه‍ ـ جعل على شرطه (عياض بن جريبة) ، ثم انتقض أهل الصعيد ، وحاربت القبط عمالهم ١٢١ ه‍ ، وقتل من القبط كثيرون. وصرف الوالى المترجم له سنة ١٢٢ ه‍ لما شكى إليه ، فأشار عليه حفص بن الوليد بتولية (قيس بن الأشعث التجيبى) مكانه.

(٢) حرفت فى (مخطوط تاريخ دمشق ١٣ / ٨٠٦) إلى (هشام). والصواب التاريخى ما عرضته.

(٣) المخطوط السابق. ولم يشر الكندى إلى ذلك المنصب فى (كتاب الولاة) ، وكذلك لم يشر إلى منصب (رابطة الإسكندرية) قبله. وقد ترجم ابن يونس ـ من قبل ـ لحفيده (جريبة بن عبد الصمد) رقم (٢٣١). وهذا يعنى أنه صار من رجال بنى العباس. ومن المعلوم أن (المترجم له) كان من الرجال ، الذين خرج بهم صالح بن على من مصر سنة ١٣٣ ه‍ ، بعد إسقاط الأمويين ، وتوجّه بهم إلى السفّاح. (الولاة : ١٠١).

(٤) أسد الغابة ٤ / ٣٢٥ ، والإصابة ٤ / ٧٥٤ (ذكره ابن منده فى الصحابة ، ولم يزد ابن يونس فى تعريفه به على أنه شهد فتح مصر).

(٥) أسد الغابة ٤ / ٣٢٥ (ذكره أبو سعيد بن يونس). وأورده فى (الإصابة) ٤ / ٧٥٤ ، ونسبه لابن منده فقط. وأعتقد أن النص كله لدى ابن يونس ، وربما كانت نسخة ابن حجر من كتاب مؤرخنا غير وافية. وقد أعاد ابن حجر ذكره باسم (عياض بن سفيان بن جبير بن عوف الأزدى الحجرى). (السابق ٥ / ١٦٧. ذكره ابن يونس).

(٦) مخطوط الكمال ، للمقدسى (نسخة أحمد الثالث) ٥ / ق ١٧ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب الكمال ٢٢ / ٥٦٩ (ثم قدم مصر ، فكان مع أبيه) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ١٨٠ (قال ابن يونس).

(٧) هو استنتاج من منهج ابن يونس (راجع المصدر السابق) ٨ / ١٨٠.

٣٨٦

* ذكر من اسمه «عيسى» :

١٠٥٥ ـ عيسى بن إبراهيم بن عيسى بن مثرود(١) الغافقى : مولى غافق ، ثم لبطن منهم ، يقال له : أحدب(٢) . يكنى أبا موسى. يروى عن رشدين بن سعد ، وعبد الله بن وهب ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الرحمن بن القاسم ، وحجّاج بن سليمان ، وغيرهم(٣) .

روى عنه النسائى ، وقال فيه : مصرى ، لا بأس به(٤) . توفى يوم الثلاثاء لثلاث عشرة خلت من صفر سنة إحدى وستين ومائتين(٥) . وكان مولده سنة سبعين ومائة. ذكر ذلك ابنه «محمد بن عيسى». وكان ثقة ثبتا(٦) .

__________________

(١) قال ابن ماكولا : بثاء معجمة بثلاث ، وآخرها دال. وضبطت بالشكل فى : (الإكمال) ٧ / ٢٠٠. وكذا ضبطت فى (تهذيب الكمال) : ٢٢ / ٥٨٢. وفى تهذيب التهذيب ٨ / ١٨٤ ووردت غير مضبوطة. وقال فى (التقريب) ٢ / ٩٧ : بمثلثة ساكنة. وتعرض هذا الاسم لتحريف كبير فى عدد من المصادر ، منها : (المدارك) مجلد ٢ ص ٨٩ : حرفت إلى (شروح) ، وقال فى (هامش ١) : فى نسخة ج : (مرود ، وهى تحريف كذلك). وفى مخطوط (الكمال) للمقدسى ٥ / ق ١٧ : مسرور.

(٢) الإكمال ١ / ٣٠ ـ ٣١ (بضم الدال المهملة). وذكر ابن ماكولا : كذا قاله ابن يونس فى (التاريخ) بضم الدال. وجدته مضبوطا بخط (أبى عبد الله الصورى ـرحمه‌الله ). وفى (الأنساب) ١ / ٨٨ (الأحدبىّ). وضبطه بالحروف ، وعرّفه بأنه (بطن من غافق) ، وقال : كذلك وجدته بخط الصورى مخففا (بضم الدال ، وسكون الحاء) مجوّدا. وأضاف له لقب (المثرودىّ) كل من : المزى فى (تهذيب الكمال) ٢٢ / ٥٨٢ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ١٨٤.

(٣) الإكمال ١ / ٣١ ، والمدارك مج ٢ / ٨٩.

(٤) السابق : مجلد ٢ ص ٨٩.

(٥) الإكمال ١ / ٣١ ، والمدارك مج ٢ / ٨٩ (ذكر السنة فقط. قاله ابن يونس) ، ومخطوط الكمال ٥ / ق ١٧ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب الكمال ٢٢ / ٥٨٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٦٢ (لم يذكر تاريخ يوم الوفاة) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ١٨٤ (قال ابن يونس).

(٦) الإكمال ١ / ٣١ (ذكر سنة المولد فقط) ، وترجمة المترجم له فيه مصدرة ب (قال أبو سعيد بن يونس) ، ومخطوط الكمال ٥ / ق ١٧ ، وتهذيب الكمال ٢٢ / ٥٨٤ (ولد سنة سبعين ومائتين. والصواب : سنة سبعين ومائة) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ١٨٤. وأضاف ابن حجر فى (التقريب) ٢ / ٩٧ : وقد جاوز التسعين. (ولم ينسبه إلى مصدر ما). ويلاحظ أن الجملة الأخيرة : (وكان ثقة ثبتا) يمكن أن تحمل على محملين : أ ـ أن تكون عائدة على المترجم له (وهو ما أرجحه) ؛ ولذلك فصلته عما قبله بنقطة (.). ب ـ وقد تفهم على أنها توثيق لابن المترجم له ، فى نقله ما نقل عن أبيه. وهذا هو ما فهمه محقق (تهذيب الكمال) ، ففصل الجملة عما قبلها ب (فاصلة).

٣٨٧

١٠٥٦ ـ عيسى بن حمّاد زغبة بن مسلم بن عبد الله : مولى بنى سعد من تجيب ، ثم لسعد الطبّاخ مولى «حسّان بن عتاهية» أمير مصر. يكنى أبا موسى(١) . جاوز(٢) فى سنه التسعين. توفى يوم الثلاثاء ليومين خلوا(٣) من ذى الحجة سنة ثمان وأربعين ومائتين(٤) . يروى عن الليث بن سعد ، وهو آخر من روى عن الليث من الثقات ، وهو مكثر عنه(٥) .

١٠٥٧ ـ عيسى بن المنكدر بن محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن محرز بن عبد العزّى بن عامر بن الحارث بن حازم بن سعد بن تيم بن مرّة بن كلاب بن كعب بن لؤىّ بن غالب القرشى التّيمىّ المنكدرى : يكنى أبا محمد(٦) . قلّده عبد الله بن طاهر قضاء مصر سنة إحدى عشرة(٧) . وكانت وفاته قبيل العشرين(٨) .

١٠٥٨ ـ عيسى بن يحيى : مولى بنى سعد. مصرى(٩) ، يعرف ب «ملّول»(١٠) .

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٢ / ٥٩٨ (قال أبو سعيد بن يونس).

(٢) كذا فى (تهذيب التهذيب) ٨ / ١٨٨ (قال ابن يونس). وفى (تهذيب الكمال) ٢٢ / ٥٩٨ : جاز.

(٣) ذكر المزى فى (المصدر السابق) ٢٢ / ٥٩٨ (هامش ٥) : خليا. وضبّب المؤلف عليها ؛ لما فيها. والصواب ما أثبت بالمتن.

(٤) السابق ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٥٠٧ (مات فى ثانى ذى الحجة) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ١٨٨ (لم يحدد يوم الوفاة).

(٥) تهذيب الكمال ٢٢ / ٥٩٨ (وذكر أنه آخر من حدّث بالدواوين عن الليث) ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٥٠٧ (قال ابن يونس). وأضاف فى (السابق ١١ / ٥٠٦ ـ ٥٠٧) : روى عن ابن وهب ، وابن القاسم. روى عنه مسلم ، والنسائى ، وأبو داود ، وابن ماجة.

(٦) ذكر ابن حجر فى (مخطوط رفع الإصر ـ نسخة دار الكتب المصرية) ق ٢٠٥ : أنه ولد بقصر عمران بن النعمان المعافرى بالفسطاط ، وهذا رجّح لنا مصريته ، وإن كان مدنى الأصل.

(٧) أى : ومائتين. (مخطوط السابق) ق ٢٠٦ (قال ابن يونس). وقد ذكر الكندى أنه ولى لعشر خلون من رجب سنة ٢١٢ ه‍. (القضاة) ص ٤٣٣.

(٨) أى : ومائتين (مخطوط رفع الإصر ـ نسخة دار الكتب) ق ٢٠٦ (قال ابن يونس). ويمكن مراجعة التفاصيل عن فترة قضائه (٢١٢ ـ ٢١٥ ه‍) فى كتاب (القضاة) للكندى ص ٤٣٣ ـ ٤٤١ (خاصة ص ٤٤٠ ـ ٤٤١) ، فيما يتصل بوشاية البعض به لدى أبى إسحاق (المعتصم بعد ذلك) ؛ مما جعله يعزله ويحبسه فى رمضان ٢١٤ ه‍ بعد ولاية سنتين وشهر ، ثم أخرجه إلى العراق فى العاشر من ذى القعدة سنة ٢١٥ ه‍ ، فسجن وتوفى هناك). وذكر ابن حجر فى (مخطوطة رفع الإصر ـ نسخة دار الكتب) ق ٢٠٦ : ظلت مصر بلا قاض حتى ولى هارون بن عبد الله الزهرى ٢١٩ ه‍. وفى رواية لعلها الأرجح : ظلت مصر بلا قاض (٢١٥ ـ ٢١٦ ه‍) ، حتى قدم المأمون مصر ٢١٧ ه‍ ، فجعل (يحيى بن أكثم) يقضى بين الناس.

(٩) حرّف إلى (بصرىّ) فى (الألقاب) ص ١٩٣.

(١٠) السابق (ذكره أبو سعيد فى تاريخهم). ولم أقف على المقصود به ، ورجّحت أن يضبط هكذا ـ قياسا على بعض المعروفين بذلك ، مثل : هارون بن ملّول ، وشعيب بن إسحاق المعروف ب (ابن أخى ملّول) ، وهما محدّثان على وزن (تنّور). (القاموس المحيط ، باب اللام فصل الميم) ٤ / ٥٢.

٣٨٨

باب الغين

* ذكر من اسمه «غرفة» :

١٠٥٩ ـ غرفة(١) بن الحارث الكندىّ : يكنى أبا الحارث. وفد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من اليمن ، وقاتل أهل النّجير فى الردّة(٢) ، وشهد فتح مصر. وكان شريفا بمصر فى أيامه ، وكان يكاتب عمر بن الخطاب(٣) .

* ذكر من اسمه «غزية» :

١٠٦٠ ـ غزيّة(٤) بن الحارث الأنصارى(٥) : لا نعلم له ذكرا إلا فى هذا الحديث ،

__________________

(١) كذا بفتح الغين المعجمة ، والراء فى (الإكمال) ٦ / ١٧٩ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٣٨. وكذلك ضبطها محقق (تهذيب الكمال) ٢٣ / ٩٥. وذكر ابن حجر أن هذا الضبط هو الصواب (تهذيب التهذيب) ٨ / ٢١٩.

(٢) ذكرت المصادر أنه قاتل مع عكرمة بن أبى جهل المرتدين باليمن. (الاستيعاب ٣ / ١٢٥٥ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٣٧ ، والإصابة ٥ / ٣١٩). النّجير : حصن باليمن قرب حضرموت منيع ، لجأ إليه أهل الردة مع الأشعث بن قيس ، فى أيام (أبى بكر ، رضى الله عنه). (معجم البلدان ٥ / ٣١٥).

(٣) تهذيب الكمال ٢٣ / ٩٥ (قال أبو سعيد بن يونس) ، والإصابة ٥ / ٣١٩ (قال ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢١٩ (شرحه). هذا ، وقد حدّث عنه عبد الله بن الحارث الأزدى ، وعبد الرحمن بن شماسة ، وكعب بن علقمة (الإكمال) ٦ / ١٧٩ ـ ١٨٠ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٣٧. وقد سكن مصر ، واختط بها دارا بعد أن قاتل المرتدين باليمن (الإصابة) ٥ / ٣١٨. وقد ورد أنه دعا قبطيا بمصر إلى الإسلام ، فسبّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلطمه على أنفه ، فرفع الأمر إلى عمرو ، فردّ الصحابى (غرفة بن الحارث) عليه ردا قويا ، وصدّق عمرو على كلامه (الاستيعاب ٣ / ١٢٥٤ ـ ١٢٥٥ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٣٨).

(٤) بفتح الغين ، وكسر الزاى فى (الإكمال) ٧ / ١٨. وضبطها ابن حجر بالحروف كاملة فى (الإصابة) ٥ / ٣٢٠.

(٥) ذكر ابن عبد البر : أنه الأسلمى ، ويقال : الأنصارى المازنىّ ، ويقال : الخزاعى. (الاستيعاب ٣ / ١٢٥٣). وصرّح ابن الأثير فى (أسد الغابة) ٤ / ٣٣٩ : أنه يعدّ فى أهل الحجاز. وذكر ابن حجر الاختلاف حول نسبه. (الإصابة ٥ / ٣٢٠).

٣٨٩

الذي رواه ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن سعيد بن أبى هلال ، عن يزيد بن خصيفة ، عن عبد الرحمن(١) بن رافع مولى أم سلمة ، عن غزية بن الحارث : أنه أخبره أن شبّانا من قريش ـ عام الفتح ، أو بعده ـ أرادوا أن يهاجروا إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، فمنعهم آباؤهم ، ثم ذكروا ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : «لا هجرة بعد الفتح ، وإنما الجهاد والنيّة»(٢) .

* ذكر من اسمه «الغمر» :

١٠٦١ ـ الغمر(٣) بن الحصين الغسّانىّ : من ولد السّموأل بن عاديا اليهودى. توفى فى سنة ست ومائتين. وداره تسمى بمصر دار «الغمر»(٤) .

* ذكر من اسمه «غنيم» :

١٠٦٢ ـ غنيم(٥) بن قيس المازنىّ : روى عنه ابنه «جناح». لا تصح له رواية ، ولا صحبة(٦) .

__________________

(١) الصواب : عبد الله. ونص على ذلك صاحب (الإكمال) ٧ / ١٨. وصرّح بالرواية عنه ابن عبد البر فى (الاستيعاب) ٣ / ١٢٥٣. ووافق ابن حجر على ذلك فى (الإصابة) ٥ / ٣٢١ ، ثم علّق قائلا : إن ذلك يعكّر على ابن يونس ذكره إياه فى المصريين. وهذا تشكيك واضح فى نزول هذا الصحابى مصر. وبالفعل لم أجد له ذكرا فى (فتوح مصر). والراجح أنه غير مصرى ، ولم ينزل مصر. وقد صرّح ابن ماكولا بأنه حجازى مدنى (الإكمال) ٧ / ١٨. ولعل ذكره فى المصريين من هفوات ابن يونس. وربما كان وصول حديث رواه هذا الصحابى من طريق بعض الرواة المصريين سببا فى ذكره ضمن المصريين ، وهو احتمال ضعيف بعيد ، فيما أرى.

(٢) الإصابة ٥ / ٣٢٠. أخرجه الطبرانى فى (المعجم الكبير) ١٨ / ٢٦٣ (رقم ٦٥٧).

(٣) بغين معجمة مفتوحة. وضبط بسكون الميم فى (الإكمال) ٧ / ٣٢.

(٤) الانتصار (القسم الأول) ص ١٠ (ذكره ابن يونس). وسبق ترجيحنا أن يكون ابن يونس ترجم لابنه (إبراهيم بن الغمر) فى باب (الألف) ، بالهامش الخاص بترجمة رقم (١٠٦).

(٥) بغين معجمة مضمومة ، ونون مفتوحة (الإكمال) ٦ / ١٤٠.

(٦) أسد الغابة ٤ / ٣٤٣ (قاله أبو سعيد بن يونس). هذا ، وقد جعله ابن سعد فى (الطبقة الأولى من فقهاء ومحدّثى التابعين بالبصرة من أصحاب عمر). وذكر أنه ضمن سبعة ختموا القرآن فى شهرين ، لما قدم إليهم أبو موسى الأشعرى بدل (المغيرة بن شعبة) ، فأوفدهم إلى عمر ، فأعطى كلا ألفا (لعلها ألف دينار). (طبقات ابن سعد ٧ / ٨٨). وفى المصدر السابق ٧ / ٨٩ : ثقة قليل الحديث. ومن الواضح أن المترجم له غير صحابى ، ولا أدرى سر إيراد ابن يونس له فى (تاريخ المصريين). وربما عدّه مصريا ؛ لأنه أدرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ورآه (كما يرى صاحب

٣٩٠

* ذكر من اسمه «غنى» :

١٠٦٣ ـ غنىّ بن قطيب(١) : شهد فتح مصر. ذكر فى الصحابة ، ولا تعرف له رواية(٢) .

* ذكر من اسمه «غوث» :

١٠٦٤ ـ غوث بن سليمان بن زياد بن ربيعة بن نعيم بن ربيعة(٣) بن عمرو بن عبيدة ابن جذيمة(٤) الحضرمى ، ثم الصّورانى : يكنى أبا يحيى. روى ابن بكير أنه ولد سنة أربع وتسعين(٥) . روى حرملة ، عن ابن وهب ، قال : حدثنى غوث بن سليمان بن زياد الحضرمى ، عن أبيه «سليمان بن زياد» ، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزّبيدىّ حديث النهى عن استقبال البائل إلى القبلة(٦) . وولى القضاء بمصر ثلاث مرات من قبل «المنصور ، والمهدى». روى عنه عبد الله بن وهب ، وزياد بن يونس ، والواقدى ، وعبد الغفار بن داود الحرّانى ، ويحيى بن بكير ، وأبو الوليد الطّيالسىّ ، وهو آخر من حدّث عنه بالعراق(٧) . وكانت أول ولايته من قبل المنصور فى النصف من شهر رمضان سنة خمس

__________________

الإكمال) ٦ / ١٤٠. ويرى ابن حجر فى (تهذيب التهذيب) ٨ / ٢٢٥ : أنه أدرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يره ، ووفد على عمر (رضى الله عنه). ويبدو أن هذا هو الصواب.

(١) ضبط بالشكل فى (حسن المحاضرة) ١ / ٢٢٦.

(٢) أسد الغابة ٤ / ٣٤٢ (قاله أبو سعيد بن يونس) ، والإصابة ٥ / ٣٢٨ (ذكره ابن منده ، وقال قاله لى أبو سعيد بن يونس).

(٣) كذا فى مخطوط (رفع الإصر) لابن حجر : ق ٢٠٦. وفى (الإكمال) ٧ / ٣٩ : وقف فى النسب عند (نعيم).

(٤) كذا فى (السابق). وفى (مخطوط رفع الإصر) ق ٢٠٦ ، حرّفت إلى (خذيمة).

(٥) حكاه أبو سعيد بن يونس فى (المخطوط السابق).

(٦) مخطوط رفع الإصر : ٢٠٦. أخرجه ابن يونس ، من طريق حرملة ، ولعله حديث النهى عن استقبال القبلة عند قضاء الحاجة. وقد رواه الصحابى (ابن جزء) فى (فتوح مصر) ص ٢٩٩ ، من طريق أخرى : الليث ، عن يزيد بن أبى حبيب ، أنه سمع ابن جزء فى حديث : «لا يبولنّ أحدكم مستقبل القبلة». وأعتقد أن ذلك ينطبق على قضاء الحاجة فى الخلاء ، لا العمران.

(٧) المخطوط السابق (قال ابن يونس).

٣٩١

وثلاثين(١) ، بعد عزل خير بن نعيم نفسه ، فوليها خمس سنين ، إلى أن خرج مع صالح ابن على بن عبد الله بن عباس إلى(٢) الصائفة ، فاستصحب(٣) معه جماعة من وجوه أهل مصر ، منهم : غوث ، وذلك سنة سبع وثلاثين(٤) . وقرّر عوضه يزيد بن عبد الله ابن بلال ، وكان قاضى «إخميم» ، ثم مات فجأة(٥) فى آخر سنة أربعين ، أو أول سنة إحدى وأربعين ، وكان قبل ذلك يكتب ل «غوث»(٦) . وكان رجوع غوث من الصائفة بعد ثلاثة أشهر(٧) . لم يزل غوث بن سليمان على ولايته الثالثة(٨) ، إلى أن مات فى جمادى الآخرة سنة ثمان وستين ومائة. وكانت ولايته الأخيرة سنة واحدة. وصلى عليه «موسى بن

__________________

(١) قال الكندى فى كتاب (القضاة) ص ٣٥٦ ـ ٣٥٧ : ولّاه أبو عون يوم الأحد (نصف رمضان) سنة ١٣٥ ه‍. وأعتقد أنه فى منتصف رمضان سنة ١٣٥ ه‍ لم يكن المنصور قد ولى الخلافة العباسية بعد ، فالسفاح كان لا يزال خليفة ؛ لأنه مات بالأنبار يوم الأحد الثالث عشر من ذى الحجة سنة ١٣٦ ه‍. (تاريخ الطبرى ٩ / ٤٧٠).

(٢) سقطت من نص (مخطوط رفع الإصر) : ق ٢٠٧. هذا ، وقد ولى غوث القضاء بعد اعتزال القاضى (خير بن نعيم) بعد ولايته الثانية ، التى استمرت سنتين (١٣٣ ـ ١٣٥ ه‍). (القضاة) للكندى ص ٣٥٥ ـ ٣٥٦. وفى (فتوح مصر) ص ٢٤٠ ـ ٢٤١ : أشار خير بعد اعتزاله بتولية كاتبه (غوث) مكانه.

(٣) وردت فى (مخطوط رفع الإصر) ق ٢٠٧ : فاستصحبه. والمثبت فى المتن هو الصواب.

(٤) ذكر فى (فتوح مصر) ص ٢٤١ : أنه خرج مع صالح بن علىّ إلى الصائفة سنة ١٤٤ ه‍. ولعل المثبت هو الصواب ؛ لموافقته ما لدى الكندى فى (القضاة) ص ٣٥٧ ـ ٣٥٨ : خرج صالح ومعه غوث بن سليمان من مصر إلى الصائفة ، فى رمضان سنة ١٣٧ ه‍.

(٥) فى مخطوط (رفع الإصر) ق ٢٠٧ : فجاءت. (وهو تحريف من النسّاخ ، ولعل الكلمة فجاءة).

(٦) راجع ولاية (ابن بلال) على القضاء مدة أربعة أشهر ، مات بعدها ـ فجأة ـ فى ذى القعدة سنة ١٤٠ ه‍ ، وذلك فى كتاب (القضاة) ص ٣٥٩ ـ ٣٦٠.

(٧) مخطوط رفع الإصر : ق ٢٠٧. وبالفعل عاد غوث إلى مصر بعد المدة المذكورة (كتاب القضاة ص ٣٦٠). وأعتقد أن الصواب فى تفاصيل دخول وخروج (غوث) كالآتى : ولى غوث من سنة ١٣٥ ه‍ ، حتى رمضان سنة ١٣٧ ه‍ ، عندما خرج إلى الصائفة مع (صالح بن علىّ) ، ثم عاد إلى منصبه ولم يكن استخلف ، وذلك فى النصف من جمادى الأولى سنة ١٣٨ ه‍ ، وظل على القضاء حتى سنة ١٤٠ ه‍. ثم خرج فى جمادى الآخرة من العام المذكور ثانية (أخرجه صالح بن علىّ بعد أن ولى الصائفة) ، فاستخلف (يزيد بن عبد الله بن بلال الحضرمى). (المصدر السابق) ص ٣٥٨ ـ ٣٥٩.

(٨) مخطوط رفع الإصر : ق ٢٠٧ (وأشار إليها بلفظة : هذه).

٣٩٢

مصعب الخثعمىّ» أمير مصر(١) . وكانت ولاية غوث الثانية بعد صرف «إسماعيل بن اليسع الكوفى» فى خلافة المهدى فى سنة ست وستين. وكانت مدة عزله ثلاثا وعشرين سنة (صرف سنة أربع وأربعين ، وأعيد سنة سبع وستين) ، وعاش بعد العود سنة واحدة(٢) .

__________________

(١) تاريخ الإسلام ١٠ / ٣٨٨ (ذكر سنة الوفاة فحسب) ، ومخطوط رفع الإصر : ق ٢٠٧. ويمكن مراجعة ولايته القضاء للمرة الثالثة فى (كتاب القضاة) للكندى ص ٣٧٣ ـ ٣٧٦.

(٢) راجع تفاصيل ولايته الثانية على القضاء (سنة ١٤٠ ـ ١٤٤ ه‍) ، وظروف حبسه فى (السابق) ص ٣٦٠ ـ ٣٦٢. ويلاحظ أن مؤخرنا (ابن يونس) ترجم ـ من قبل ـ لوالده (سليمان بن زياد) فى (باب السين) برقم (٥٩٣).

٣٩٣

باب الفاء

* ذكر من اسمه «فراس» :

١٠٦٥ ـ فراس بن حميد الحضرمى : كان من النفر الذين خرجوا ببيعة أهل مصر إلى «مروان بن محمد». واستقوده «صالح بن على بن عبد الله بن عبّاس» ، حين دخل إلى مصر. وروى عنه زيد بن بشر. توفى فى المحرم سنة ثلاث وثمانين ومائة(١) .

* ذكر من اسمه «فروخ» :

١٠٦٦ ـ فرّوخ بن النعمان المعافرى : يكنى أبا عيّاش. يروى عن علىّ ، ومعاذ ، وابن مسعود ، وعبادة ، وغيرهم. حدّث بمصر. روى عنه يزيد بن أبى حبيب ، وبكر بن سوادة(٢) ، وخالد بن أبى عمران(٣) .

* ذكر من اسمه «فضالة» :

١٠٦٧ ـ فضالة بن أبى سعيد المهرىّ المصرى : يروى عن عمر بن عبد العزيز. روى عنه الليث بن سعد ، ورشدين بن سعد(٤) .

١٠٦٨ ـ فضالة بن عبيد بن ناقد(٥) بن قيس بن صهيب(٦) بن الأصرم بن جحجبى(٧) ابن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصارى(٨) : يكنى أبا

__________________

(١) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٢٠٤ (بسنده إلى أبى عبد الله بن منده ، قال : قال أبو سعيد بن يونس).

(٢) حرّفت سوادة إلى (سواد).

(٣) تاريخ الإسلام ٦ / ١٦٩ (ذكره ابن يونس).

(٤) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٢١٨ (بسنده إلى أبى عبد الله بن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس).

(٥) فى (الإصابة) ٥ / ٣٧١ : نافذ. وفى (تهذيب التهذيب) ٨ / ٢٤١ : ناقذ.

(٦) فى السابق : صهيبة ، ويقال : صهيب.

(٧) فى (السابق) : جحجبا (مكتوبة بالألف).

(٨) هذا النسب المطول مأخوذ من : (الاستيعاب ٣ / ١٢٦٢ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٦٣ ، والإصابة ٥ / ٣٧١ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٤١).

٣٩٤

محمد. شهد فتح مصر ، وولى بها القضاء والبحر لمعاوية بن أبى سفيان(١) ، فروى عنه من أهلها أبو خراش الصحابى ، والهيثم بن شفىّ ، وعبد الرحمن بن جحدم(٢) . دخل فضالة بن عبيد إفريقية غازيا ، هو ورويفع بن ثابت. توفى بدمشق سنة ثلاث وخمسين. ويقال : إن بها ولده إلى اليوم(٣) .

* ذكر من اسمه «فضل» :

١٠٦٩ ـ فضل بن رهب الصياد الصوفى : روى عن الربيع بن سليمان المرادى ، وإبراهيم بن مرزوق ، وغيرهما(٤) .

١٠٧٠ ـ فضل بن عبد الله بن هاشم النحّاس : يكنى أبا العباس. سمع من أبيه. توفى فى شعبان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة(٥) ، وكانت القضاة تقبله ، وكان رجلا صالحا(٦) .

* ذكر من اسمه «فضيل» :

١٠٧١ ـ فضيل بن عياض بن المتهلّل(٧) الصّدفىّ المصرى : روى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن(٨) بن عوف(٩) . عنه حيوة بن شريح(١٠) ، وموسى بن أيوب الغافقى. مات

__________________

(١) رياض النفوس (ط. مؤنس) ١ / ٥٢ ، وط. بيروت ١ / ٨٠ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ١١٤ (لمعاوية. قال ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٤١ (ولى بها البحر ، والقضاء لمعاوية). ولم أجد فى عمد (تاريخ مصر): (فتوح مصر وأخبارها) لابن عبد الحكم ، و (كتاب الولاة ، وكتاب القضاة) للكندى ما يدل على صحة ما يقول ابن يونس.

(٢) زيادة تفرّد بها الذهبى فى (سير أعلام النبلاء) ٣ / ١١٤ ، وقال : وسمّى جماعة (أى : من تلاميذ المترجم له ، لكنه لم يذكرها).

(٣) رياض النفوس (ط. مؤنس) ١ / ٥٢ ، و (ط. بيروت ١ / ٨٠) : بدأ بدخوله إفريقية ، وثنّى بشهوده فتح مصر ، وولايته لمعاوية. وفى (معالم الإيمان) ١ / ١٠٥ (بدأ بغزوه إفريقية ، ثم تاريخ وفاته مصدرا ب (قيل) ، دون تحديد المكان). ولمزيد من معرفة هذا الصحابى راجع : (الطبقات لابن سعد ٧ / ٢٨١ ـ ٢٨٢ ، والاستيعاب ٣ / ١٢٦٢ ـ ١٢٦٣ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٦٣ ـ ٣٦٤ ، ومعالم الإيمان ١ / ١٠٥ ـ ١٠٦ ، والإصابة ٥ / ٣٧٠ ـ ٣٧١).

(٤) الإكمال ٧ / ٣٩٧ (ذكره ابن يونس).

(٥) المصدر السابق ٧ / ٣٧٣ ، والأنساب ٥ / ٤٦٥ (وحرّفت فضل إلى فضيل. قاله ابن يونس).

(٦) زيادة فى (الإكمال) : ٧ / ٣٧٣ (قاله ابن يونس).

(٧) هكذا فى (تهذيب الكمال) ٢٣ / ٣٠٠. وفى (تهذيب التهذيب) ٨ / ٢٦٧ : السهل.

(٨) إلى هنا فى (تهذيب التهذيب) ٨ / ٢٦٧.

(٩) زيادة فى (تهذيب الكمال) ٢٣ / ٣٠١.

(١٠) تهذيب التهذيب ٨ / ٢٦٧.

٣٩٥

قبل سنة عشرين ومائة(١) .

* ذكر من اسمه «فقير» :

١٠٧٢ ـ فقير بن موسى بن فقير بن عيسى بن عبد الله(٢) الأسوانىّ : يكنى أبا الحسن(٣) . رأيته وقد قدم علينا الفسطاط. روى عن أبى حنيفة قحزم بن عبد الله الأسوانىّ ، صاحب كان للشافعى ، وروى عن أبى عبد الله بن أبى مريم(٤) . ولم يكن به بأس. كانت كتبه جيادا ، وذكر أنه توفى ب «أنصنا» سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة(٥) .

* ذكر من اسمه «فهد» :

١٠٧٣ ـ فهد بن موسى بن أبى رباح «مولى الأزد» : قاضى الإسكندرية. يكنى أبا الخير. يروى عن أبى صالح (كاتب الليث) ، ويحيى بن بكير. وتوفى فى شعبان سنة سبعين ومائتين(٦) .

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٣ / ٣٠١ (قال ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٦٧ (شرحه).

(٢) زيادة فى النسب موجودة فى (الطالع السعيد) ص ٤٦٦.

(٣) الأنساب ١ / ١٥٨ ، والطالع السعيد ٤٦٦. وحرفت فى (الإكمال) ج ٧ / ٦٩ إلى (أبى الحسين).

(٤) الطالع السعيد : ٤٦٧. وفى (الإكمال) ٧ / ٦٩ حدث بمصر عن أبى حنيفة. وفى (الأنساب) ١ / ١٥٨ : يروى عن محمد بن سليمان بن أبى فاطمة المصرى ، وأبى حنيفة قحزم بن عبد الله ابن قحزم المصرى. روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ.

(٥) الطالع السعيد ٤٦٧ (ذكره ابن يونس).

(٦) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٢٩٢ (بسنده إلى أبى عبد الله بن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى).

٣٩٦

باب القاف

* ذكر من اسمه «القاسم» :

١٠٧٤ ـ القاسم بن أحمد بن بشير الدّبّاغ المصرى : يكنى أبا عامر. ذكر أنه سمع من يحيى بن بكير ، وزيد بن بشر. كتبت عنه ، وقد تكلموا فيه. توفى فى شعبان سنة سبع وثلاثمائة(١) .

١٠٧٥ ـ القاسم بن سعيد بن شريح بن عذرة (مولى تجيب) : هو أخو معاوية بن سعيد. روى عنه إسحاق بن الفرات. وله وفادة على مروان بن محمد ، فأعجبه ، وكان خطيبا بليغا ، فجعله يجيب الخطباء فى الآفاق. ولولده بقية(٢) من صعيد مصر(٣) .

١٠٧٦ ـ القاسم بن عبد الله بن ثعلبة التجيبى ، ثم البرحىّ(٤) : يكنى أبا القاسم. من أهل مصر من التابعين. أدرك عبد الله بن عمرو بن العاص (رضى الله عنهما). روى عنه جعفر بن ربيعة ، وسلمة بن أكسوم(٥) .

١٠٧٧ ـ قاسم بن عبد الله بن مهدىّ بن يونس (مولى الأنصار) : يكنى أبا الطاهر. من أهل البلينا(٦) . يروى عن أبى مصعب أحمد بن أبى بكر ، وعن عمه محمد بن مهدى. وقدم علينا الفسطاط ، فسمعت منه ، ولم يحصل لى عنه غير حديث واحد. وكان من جلّة أهل بلده ، وأهل النعم. وكانت كتبه جيادا. وتوفى ببلده يوم الاثنين لثمانى عشرة خلت من شوال سنة أربع وثلاثمائة(٧) .

__________________

(١) تاريخ الإسلام ٢٣ / ٢١٦ (قال ابن يونس).

(٢) لم أتبين اسم القرية ، التى كان بها ولده.

(٣) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٣١٧ (بسنده إلى أبى عبد الله بن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس). ترجم ابن يونس ـ من قبل ـ لوالد (المترجم له) فى باب (السين) برقم (٥٥١).

(٤) ضبطها السمعانى بالحروف ، وقال : نسبة إلى (بريح) ، وهو بطن من كندة ، من بنى الحارث ابن معاوية. (الأنساب ١ / ٣١١).

(٥) السابق (هكذا ذكر أبو سعيد بن يونس المصرى فى تاريخه).

(٦) كذا ضبطها ياقوت بالحروف فى (معجم البلدان) ١ / ٥٨٥ ، وقال : مدينة على شاطئ النيل بن غربيّه بصعيد مصر. وذكر المحقق بالهامش : أنها من محافظة سوهاج الآن. وقد ضبطها محقق (الطالع السعيد) ص ٤٦٨ هكذا. (وأضاف الأدفوى أنها أول البرّ الغربى من عمل قوص).

(٧) المصدر السابق (ذكره ابن يونس).

٣٩٧

١٠٧٨ ـ القاسم بن عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير المصرى : يكنى أبا محمد.

رويت عنه. كان يخضب. توفى فى شعبان سنة سبع وثلاثمائة ، وقال لى : سمعت من عيسى بن حمّاد(١) .

١٠٧٩ ـ القاسم بن كثير بن النعمان الإسكندرانى (مولى قريش) : يكنى أبا العباس. قاضى الإسكندرية. روى عن عبد الرحمن بن شريح ، والليث(٢) . يقال : إنه رجل من أهل العراق. سكن الإسكندرية(٣) ، ويقال : إنه من أهل مصر(٤) ، وهو ـ عندى ـ من أهل مصر. كان رجلا صالحا. توفى قريبا من سنة عشرين ومائتين(٥) .

* ذكر من اسمه «قباث» :

١٠٨٠ ـ قباث(٦) بن رزين بن حميد بن صالح بن أصرم اللخمى المصرى(٧) : يكنى أبا هاشم. من بنى بحر بن سوادة بن عمرو بن لخم. وبنو بحر يقولون : إنهم من الأزد بن الغوث(٨) . حدّث عن علىّ بن رباح ، وعكرمة. روى عنه ابن المبارك ، والمقرئ(٩) . كان قباث إمام مسجد مصر(١٠) ، وكان جده «صالح بن أصرم» ممن شهد فتح مصر. وكان يقرئ القرآن فى جامع مصر(١١) . وعقبه بمصر فى الحمراء فى بنى بحر إلى اليوم(١٢) . توفى سنة ست وخمسين ومائة(١٣) .

__________________

(١) تاريخ الإسلام ٢٣ / ٢١٦ (قال ابن يونس).

(٢) انتقيتها وفق منهج ابن يونس. راجع (تهذيب الكمال ٢٣ / ٤١٧ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٩٧).

(٣) تهذيب الكمال ٢٣ / ٤١٨ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتاريخ الإسلام ١٥ / ٣٥٠ (ولم يذكر سكناه الإسكندرية. قال ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٩٧ (قال ابن يونس).

(٤) إضافة فى (تهذيب الكمال) ٢٣ / ٤١٨.

(٥) المصدر السابق ، وتاريخ الإسلام ١٥ / ٣٥٠ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٩٧.

(٦) ضبطها ابن ماكولا بالحروف فى (الإكمال) ٧ / ٩٣. وضبطت بفتح القاف فى (تهذيب الكمال) ٢٣ / ٤٦٨.

(٧) ورد هذا النسب فى : (الإكمال) ٧ / ٩٣ ، وتهذيب الكمال ٢٣ / ٤٦٨ ـ ٤٦٩ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٠٨.

(٨) تهذيب الكمال ٢٣ / ٤٦٩.

(٩) الإكمال ٧ / ٩٣ (فى تاريخ ابن يونس).

(١٠) تهذيب الكمال ٢٣ / ٤٦٩ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٠٨.

(١١) تهذيب الكمال ٢٣ / ٤٦٩ ـ ٤٧٠ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٠٨ (فى الجامع).

(١٢) تهذيب الكمال ٢٣ / ٤٧٠.

(١٣) المصدر السابق ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٠٨.

٣٩٨

* ذكر من اسمه «قتادة» :

١٠٨١ ـ قتادة بن قيس بن حبشىّ الصّدفىّ : له صحبة(١) ، ولا يعرف له رواية. شهد فتح مصر ، وله ذكر وخطّة بمصر(٢) . ومحرس قتادة بالصّدف يعرف به(٣) ، وجنان قتادة التى قبلىّ بركة المعافر ، تعرف ب «جنان الحبش» ، وبه تعرف ـ أيضا ـ بركة الحبش(٤) ، كأنها نسبت إليه ، فقيل لها : بركة ابن حبشىّ ، ثم خفّف(٥) .

* ذكر من اسمه «قحزم» :

١٠٨٢ ـ قحزم(٦) بن عبد الله بن قحزم الأسوانىّ(٧) (مولى خولان) : يكنى أبا حنيفة. كان أصله قبطيا(٨) . روى عن الشافعى(٩) . قال أبو رجاء الأسوانى : كان عالما أديبا. روى عنه فقير بن موسى الأسوانى(١٠) . توفى بأسوان فى جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائتين(١١) ، وكان من جلّة أصحاب الشافعى ، وإنما أخملته أسوان ، وإقامته

__________________

(١) أسد الغابة ٤ / ٣٨٨ (قاله أبو سعيد بن يونس). أخرجه ابن منده ، وأبو نعيم. وفى (الإصابة) ٥ / ٤١٥ : «عداده فى الصحابة. هكذا ذكره ابن منده ، فقال : قال لى أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى. انتهى». قال ابن حجر تعليقا على ذلك : ولم أر فى (تاريخ أبى سعيد) قوله : عداده فى الصحابة. وأقول : لعله اختلاف فى النسخ من (تاريخ ابن يونس).

(٢) أسد الغابة ٤ / ٣٩٨.

(٣) الإصابة ٥ / ٤١٥ (وزاد ابن يونس). ولعله مكان الحراسة المعروف بذلك. من حرس يحرس حرسا : حفظه. والحرّاس جمع (حرسىّ). (اللسان ، مادة : ح. ر. س) ٢ / ٨٣٣.

(٤) الانتصار ١ / ٥٥ (ذكر ابن يونس فى تاريخه) ، وصبح الأعشى ٣ / ٣٣٦ (ذكر نسبة الجنان إليه فقط) ، والخطط ٢ / ١٥٢ (شرحه) ، والإصابة ٥ / ٤١٥.

(٥) زيادة فى (المصدر السابق).

(٦) ذكر ابن ماكولا أنه بالزاى (الإكمال) ٧ / ١٥٨. ضبطها السبكى كاملة بالحروف (طبقات الشافعية) ٢ / ١٦٠. وقال فى (الطالع السعيد) ص ٤٦٩ : بالقاف ، والحاء المهملة ، والزاى.

(٧) بفتح الهمزة فى (الأنساب) ١ / ١٥٨. وجعلها ياقوت بضم الهمزة فى (معجم البلدان) ١ / ٢٢٧.

(٨) طبقات الشافعية ، للإسنوى ١ / ٤٠. ونسب القول ب (قبطيته) إلى ابن عبد البر فى (الطالع السعيد) ص ٤٦٩.

(٩) فى (المصدر السابق) : كتب كثيرا من كتب الشافعى. وفى (طبقات السبكى) : ٢ / ١٦٠ : آخر من صاحب الشافعى موتا.

(١٠) مخطوط (الوافى بالوفيات) ـ مصورة دار الكتب ، عن مكتبة الآستانة ـ ٧ / ١٥٠ (ذكره ابن يونس) ، والطالع السعيد ٤٦٩.

(١١) نسب هذا القول إلى أبى رجاء الأسوانى فى (الأنساب) ١ / ١٥٨ (ولم ينسب إلى ابن

٣٩٩

بها. وكان يفتى بها على مذهب الشافعى(١) ، ويدرّس سنين. وبأسوان ساقية تعرف ب «القحزمىّ» ، تنسب إليه(٢) .

* ذكر من اسمه «قدامة» :

١٠٨٣ ـ قدامة بن مالك بن خارجة بن عمرو بن مالك بن زيد بن سمرة(٣) بن الحكم ابن سعد العشيرة(٤) : وفد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد فتح مصر(٥) . وكان فى مائتين من العظماء ، وهو والد نعيم ، الذي كان ب «دلاص» من صعيد مصر. قاله هانئ بن المنذر(٦) . وزعم سعيد بن عفير(٧) : أن الذي كان بمصر أبوه مالك(٨) ، وأنه هو الذي شهد فتح مصر(٩) .

* ذكر من اسمه «قرة» :

١٠٨٤ ـ قرّة بن عبد الرحمن بن حيويل(١٠) بن ناشرة بن عبد بن عامر بن أيم بن الحارث الكنعى بن مالك بن عمرو بن يعفر المعافرى(١١) : يكنى أبا محمد. روى عنه من

__________________

يونس). ومخطوط (الوافى بالوفيات) ٧ / ١٥٠ ، والطالع السعيد ٤٦٩. وفى (طبقات الإسنوى) ١ / ٤٠ (دون ذكر شهر الوفاة).

(١) إضافة فى (المصدر السابق). (ذكره ابن يونس فى تاريخ مصر).

(٢) مخطوط الوافى بالوفيات ٧ / ١٥٠ ، والطالع ٤٦٩ (نسبة إليه).

(٣) كذا فى (الإصابة) ٥ / ٤٢٣. أما فى (أسد الغابة) ٤ / ٣٩٤ ، فوردت هكذا (مرّة).

(٤) كذا فى (الإصابة) ٥ / ٤٢٣. ووقف النسب عند (مرّة) ، ثم قال : من ولد سعد العشيرة. (أسد الغابة) ٤ / ٣٩٤.

(٥) المصدر السابق (وفد على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ) ، والإصابة ٥ / ٤٢٣.

(٦) السابق (قاله ابن يونس ، عن هانئ بن المنذر).

(٧) السابق (مصدرة ب قال ، أى : ابن يونس). وفى (أسد الغابة) ٤ / ٣٩٤ : (وردت بدلا من هذه الجملة لفظة : ويقال).

(٨) الإصابة ٥ / ٤٢٣ (وهو الراجح ، والمنطقى). ولم أجد ذكرا للمترجم له ، ولا لأبيه فى (فتوح مصر) لابن عبد الحكم. وقال ابن الأثير فى (أسد الغابة) ٤ / ٣٩٤ : إن الذي كان بمصر هو مالك بن قدامة بن مالك (قاله أبو سعيد بن يونس). أخرجه ابن منده ، وأبو نعيم. وهو غير دقيق.

(٩) إضافة فى الإصابة ٥ / ٤٢٣.

(١٠) فى (تهذيب التهذيب) ٨ / ٣٣٣ : حيوئيل. وفى (التقريب) ٢ / ١٢٥ : ضبطها بالحروف ، وقال : على وزن جبرئيل. وحرّف لقب المصرى إلى (البصرى).

(١١) النسب كاملا فى (تهذيب التهذيب) ٨ / ٣٣٣.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

علي عليه السلام، فهاج القوم، وقالوا: والله لقد ضل هذا الرجل وغوى، وما ينطق في ابن عمه إلا بالهوى، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك:( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ، وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) (١) إلى آخر السورة(٢) .

٩٢٩/٢ - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رحمه الله، قال: حدثني عمي محمّد ابن أبي القاسم، قال: حدثني محمّد بن عليّ الكوفي، عن المفضل بن صالح الاسدي، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبدالله الصادق، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهوديا.

قيل: يا رسول الله، وإن شهد الشهادتين؟ قال: نعم، فإنما احتجز بهاتين الكلمتين عن سفك دمه، أو يؤدي الجزية عن يد وهو صاغر.

ثم قال: من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا. قيل: فكيف، يا رسول الله؟ قال: إن أدرك الدجال آمن به(٣) .

٩٣٠/٣ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبي الجوزاء، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن عاصم بن أبي النجود الاسدي، عن ابن عمر، عن الحسن بن عليّ عليهما السلام، قال: سمعت أبي عليّ بن أبي طالب عليهم السلام يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أيما امرئ مسلم جلس في مصلاه الذي يصلي فيه الفجر، يذكر الله عزّوجلّ حتى تطلع الشمس، كان له من الاجر كحاج بيت الله، وغفر له، فإن جلس فيه حتى تكون ساعة تحل فيها الصلاة، فصلى ركعتين أو أربعا غفر له ما سلف من ذنبه، وكان له من الاجر كحاج بيت الله(٤) .

٩٣١/٤ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا

______________

(١) النجم ٥٣: ١ - ٤.

(٢) بحار الانوار ٣٥: ٢٧٣/٢.

(٣) عقاب الاعمال: ٢٠٣، بحار الانوار ٢٧: ٢١٨/٢.

(٤) ثواب الاعمال: ٤٥، بحار الانوار ٨٥: ٣٢٠/٥.

٦٨١

محمّد بن الحسن الصفار، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحكم ابن مسكين الثقفي، عن أبي العلاء الخفاف، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام، قال: من صلى المغرب ثم عقب ولم يتكلم حتى يصلي ركعتين، كتبتا له في عليين، فإن صلى أربعا كتبت له حجة مبرورة(١) .

٩٣٢/٥ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الاسدي، عن سهل بن زياد الآدمي، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن حمزة، عمن سمع أبا عبدالله الصادق عليه السلام يقول: من لقي حاجا فصافحه، كان كمن استلم الحجر(٢) .

٩٣٣/٦ - حدّثنا أحمد بن هارون الفامي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر بن جامع الحميري، عن أبيه، عن بنان بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام(٣) ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما من عبد يصبح صائما فيشتم فيقول: إني صائم سلام عليك، إلا قال الرب تبارك وتعالى: استجار عبدي بالصوم من عبدي، أجيروه من ناري، وأدخلوه جنتي(٤) .

٩٣٤/٧ - حدّثنا عبد الواحد بن محمّد العطار رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدّثنا حمدان بن سليمان، قال: حدّثنا عليّ بن النعمان، عن عبدالله بن طلحة، عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام، قال: من صام يوم سبعة وعشرين من رجب(٥) ، كتب الله له أجر صيام سبعين سنة(٦) .

______________

(١) ثواب الاعمال ٤٥، بحار الانوار ٨٧: ٨٨/٤.

(٢) ثواب الاعمال: ٥٠، بحار الانوار ٩٩: ٣٨٤/٥.

(٣) زاد في نسخة: عن آبائه عليهم السلام.

(٤) ثواب الاعمال: ٥١، بحار الانوار ٩٦: ٢٨٨/١.

(٥) وهو يوم المبعث النبوي الشريف.

(٦) فضائل الاشهر الثلاثة: ٣٩/١٧، بحار الانوار ٩٧: ٣٤/١١.

٦٨٢

٩٣٥/٨ - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، قال: حدّثنا محمّد بن حسان الرازي، عن سهل ابن زياد الواسطي، عن بكر بن صالح، عن محمّد بن سنان، عن منذر بن يزيد، عن يونس بن ظبيان، قال: قال أبوعبدالله الصادق عليه السلام: من صام يوما في الحر فأصابه ظمأ، وكل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه، حتى إذا أفطر قال الله عزّوجلّ: ما أطيب ريحك وروحك! يا ملائكتي اشهدوا أني قد غفرت له(١) .

٩٣٦/٩ - حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه، قال: حدّثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسين بن النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما من صائم يحضر قوما يطعمون إلا سبحت أعضاؤه، وكانت صلاة الملائكة عليه، وكانت صلاتهم له استغفارا(٢) .

٩٣٧/١٠ - حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رضي الله عنه، قال: حدّثنا الحسين ابن محمّد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحلبي: أنه سأل أبا عبدالله الصادق عليه السلام عن الصوم في الحضر. فقال: ثلاثة أيام في كل شهر: الخميس من جمعة، والاربعاء من جمعة، والخميس من جمعة.

فقال له الحلبي: هذا من كل عشرة أيام يوم؟ قال: نعم. وقد قال أميرالمؤمنين عليه السلام: صيام شهر رمضان وثلاثة أيام في كل شهر يذهبن بلابل الصدور(٣) ، إن صيام ثلاثة أيام في كل شهر يعدل صيام الدهر، إن الله عزّوجلّ يقول:( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) (٤)

______________

(١) ثواب الاعمال: ٥٢، بحار الانوار ٩٦: ٢٤٧/٥.

(٢) ثواب الاعمال: ٥٣، بحار الانوار ٩٦: ٢٤٧/٤.

(٣) أي همومها ووساوسها.

(٤) بحار الانوار ٩٧: ٩٤/٣، والآية من سورة الانعام ٦: ١٦٠.

٦٨٣

٩٣٨/١١ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: حدّثنا أحمد ابن محمّد الهمداني مولى بني هاشم، قال: حدّثنا المنذر بن محمّد، عن جعفر بن سليمان، عن عبدالله بن الفضل الهاشمي، قال: كنت عند أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام، فدخل عليه رجل من أهل طوس، فقال له: يا بن رسول الله، ما لمن زار قبر أبي عبدالله الحسين بن عليّ عليه السلام؟ فقال له: يا طوسي، من زار قبر أبي عبدالله الحسين بن عليّ عليه السلام، وهو يعلم أنه إمام من الله مفترض الطاعة على العباد، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وقبل شفاعته في سبعين مذنبا، ولم يسأل الله عزّوجلّ عند قبره حاجة إلا قضاها له.

قال: فدخل موسى بن جعفر عليه السلام، فأجلسه على فخذه، وأقبل يقبل ما بين عينيه، ثم التفت إليه فقال له: يا طوسي، إنه الامام والخليفة والحجة بعدي، وإنه سيخرج من صلبه رجل يكون رضا لله عزّوجلّ في سمائه ولعباده في أرضه، يقتل في أرضكم بالسم ظلما وعدوانا، ويدفن بها غريبا، ألا فمن زاره في غربته، وهو يعلم أنه إمام بعد أبيه مفترض الطاعة من الله عزّوجلّ، كان كمن زار رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم(١) .

٩٣٩/١٢ - حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم رضي الله عنه، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن الصقر بن دلف، قال: سمعت سيدي عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا عليه السلام يقول: من كانت له إلى الله تبارك وتعالى حاجة، فليزر قبر جدي الرضا عليه السلام بطوس وهو على غسل، وليصل عند رأسه ركعتين، وليسأل الله حاجته في قنوته، فإنه يستجيب له، ما لم يسأل في مأثم، أو قطيعة رحم، وإن موضع قبره لبقعة من بقاع الجنة، لا يزورها مؤمن إلا أعتقه الله من النار، وأحله دار القرار(٢) .

٩٤٠/١٣ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا عبدالله بن الحسن المؤدب، عن أحمد بن عليّ الاصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدّثنا محمّد بن داود

______________

(١) بحار الانوار ١٠٢: ٤٢٠/٤٨.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ٢٦٢/٣٢، بحار الانوار ١٠٢: ٤٩/٤ و ٥.

٦٨٤

الدينوري، قال: حدّثنا منذر العشراني، قال: حدّثنا سعيد بن زيد، عن أبي قنبل، عن أبي الجارود، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: إن حلقة باب الجنة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب، فإذا دقت الحلقة على الصفحة طنت وقالت: يا علي(١) .

٩٤١/١٤ - حدّثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدّثنا القاسم بن عباس، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الكوفي، قال: حدّثنا أبوقتادة الحراني، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن زاذان، عن ابن عباس، قال: لما فتح الله عزّوجلّ مكة خرجنا ونحن ثمانية آلاف رجل، فلما أمسينا صرنا عشرة الآف من المسلمين، فرفع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الهجرة، فقال: لا هجرة بعد فتح مكة.

قال: ثم انتهينا إلى هوازن، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ بن أبي طالب عليه السلام: يا علي، قم فانظر كرامتك على الله عزّوجلّ، كلم الشمس إذا طلعت.

قال ابن عباس: والله ما حسدت أحدا إلا عليّ بن أبي طالب عليه السلام في ذلك اليوم. وقلت للفضل: قم ننظر كيف يكلم عليّ بن أبي طالب الشمس، فلما طلعت الشمس قام عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع الدائب في طاعة الله ربه، فأجابته الشمس وهي تقول: وعليك السلام يا أخا رسول الله ووصيه وحجة الله على خلقه.

قال: فانكب علي عليه السلام ساجدا شكرا لله عزّوجلّ، قال: فو الله لقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قام فأخذ برأس علي عليه السلام يقيمه ويمسح وجهه، ويقول: قم حبيبي، فقد أبكيت أهل السماء من بكائك، وباهى الله عزّوجلّ بك حملة عرشه(٢) .

٩٤٢/١٥ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدثنا

______________

(١) بحار الانوار ٣٩: ٢٣٥/١٨.

(٢) قصص الانبياء للراوندي: ٢٩٢/٣٦٢ « نحوه »، بحار الانوار ٤١: ١٧٧/١٢.

٦٨٥

إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثنا إسماعيل بن مرار، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن يونس بن يعقوب، قال: كان عند أبي عبدالله الصادق عليه السلام جماعة من أصحابه فيهم حمران بن أعين، ومؤمن الطاق، وهشام بن سالم، والطيار، وجماعة من أصحابه فيهم هشام بن الحكم وهو شاب، فقال أبوعبدالله عليه السلام: يا هشام. قال: لبيك، يا بن رسول الله. قال: ألا تحدثني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته. قال هشام: جعلت فداك يا بن رسول الله، إني أجلك وأستحييك، ولا يعمل لساني بين يديك. فقال أبوعبدالله عليه السلام: إذا أمرتكم بشئ فافعلوه.

قال: هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة، وعظم ذلك علي، فخرجت إليه ودخلت البصرة في يوم الجمعة، فأتيت مسجد البصرة، فإذا أنا بحلقة كبيرة وإذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء متزر بها من صوف، وشملة مرتد بها، والناس يسألونه، فاستفرجت الناس فأفرجوا لي، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي، ثم قلت: أيها العالم، أنا رجل غريب، تأذن لي فاسألك عن مسألة. قال: فقال: نعم. قال: قلت له: ألك عين؟ قال: يا بني، أي شئ هذا من السؤال؟ فقلت: هكذا مسألتي. فقال: يا بني سل، وإن كانت مسألتك حمقاء، فقلت: أجبني فيها. قال: لي: سل. فقلت: ألك عين؟ قال: نعم. قال: قلت: فما ترى بها؟ قال: الالوان والاشخاص. قال: قلت: ألك أنف؟ قال: نعم، قال: قلت: فما تصنع به؟ قال: أتشمم به الرائحة. قال: قلت: ألك فم؟ قال: نعم. قلت: وما تصنع به؟ قال: أعرف به طعم الاشياء. قال: قلت: ألك لسان؟ قال: نعم. قلت: وما تصنع به؟ قال: أتكلم به. قال: قلت: ألك أذن؟ قال: نعم. قلت: وما تصنع بها؟ قال: أسمع بها الاصوات. قال: قلت: ألك يد؟ قال: نعم. قلت وما تصنع بها؟ قال: أبطش بها. قال: قلت: ألك قلب؟ قال: نعم. قلت: وما تصنع به. قال: أميز به كل ما ورد على هذه الجوارح.

قال: قلت: أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟ قال: لا، قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة؟ قال: يا بني، إن الجوارح إذا شكت في شئ شمته أو رأته أو ذاقته أو سمعته أو لمسته ردته إلى القلب فييقن اليقين ويبطل الشك.

٦٨٦

قال: فقلت: إنما أقام الله القلب لشك الجوارح؟ قال: نعم. قال: قلت: فلا بد من القلب، وإلا لم تستقم الجوارح؟ قال: نعم. قال: فقلت: يا أبا مروان، إن الله تعالى ذكره لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما، يصحح لها الصحيح وييقن ما تشك فيه، ويترك هذا الخلق كلهم(١) في حيرتهم وشكهم واختلافهم لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم وحيرتهم، ويقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك؟! قال: فسكت ولم يقل شيئا.

قال: ثم التفت إلي فقال: أنت هشام؟ فقلت: لا. فقال لي: أجالسته؟ فقلت: لا. قال: فمن أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة. قال: فأنت إذن هو. قال: ثم ضمني إليه وأقعدني في مجلسه، وما نطق حتى قمت.

فضحك أبوعبدالله عليه السلام ثم قال: يا هشام، من علمك هذا؟ قال: فقلت: يا ابن رسول الله، جرى على لساني. قال: يا هشام، هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى(٢) .

٩٤٣/١٦ - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رحمه الله، عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن هلال، عن أحمد بن محمّد، عن أبي نصر، عن أبان، عن زرارة وإسماعيل بن عباد القصري، عن سليمان الجعفي، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: لما أسري بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وانتهى إلى حيث أراد الله تبارك وتعالى، ناجاه ربه جل جلاله، فلما أن هبط إلى السماء الرابعة ناداه: يا محمّد، قال: لبيك ربي. قال له: من اخترت من أمتك يكون من بعدك لك خليفة؟ قال: اختر لي ذلك فتكون أنت المختار لي. فقال له: اخترت لك خيرتك عليّ بن أبي طالب عليه السلام(٣) .

______________

(١) في نسخة: كله.

(٢) بحار الانوار ٦١: ٢٤٨/١.

(٣) بحار الانوار ١٨: ٣٤١/٤٧.

٦٨٧

٩٤٤/١٧ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن محمّد، قال: حدّثنا الحسن بن مجبوب، عن جميل بن صالح، عن عبدالله بن غالب، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال: وقور عند الهزاهز، صبور عند البلاء، شكور عند الرخاء، قانع بما رزقه الله، لا يظلم الاعداء، ولا يتحامل للاصدقاء، بدنه منه في تعب والناس منه في راحة، إن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والصبر أمير جنوده، والرفق أخوه، واللين والده(١) .

٩٤٥/١٨ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدثني عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، قال: حدثني عبد العظيم بن عبدالله الحسني، قال: حدثني الحسن بن عبدالله عن يونس بن ظبيان، قال: قال أبوعبدالله الصادق عليه السلام: لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء عند الله عزّوجلّ: فاطمة، والصديقة، والمباركة، والطاهرة، والزكية، والرضية، والمرضية، والمحدثة، والزهراء.

ثم قال: تدري لاي شئ سميت فاطمة؟ قلت: أخبرني يا سيدي، قال: فطمت من الشر، قال: ثم قال: لولا أن أميرالمؤمنين عليه السلام تزوجها لما كان لها كفو على وجه الارض إلى يوم القيامة، آدم فمن من دونه(٢) .

٩٤٦/١٩ - حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمه الله، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن معليّ بن محمّد البصري، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن عليّ بن جعفر، قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام يقول: بينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جالس إذا دخل عليه ملك له أربعة وعشرون وجها، فقال

______________

(١) التمحيص: ٦٦/١٥٤، الكافي ٢: ٣٩/١، و ١٨١/٢، الخصال: ٤٠٦/١، و ٢ « نحوه »، من لا يحضره الفقيه ٤: ٢٥٥/٨٢١ « نحوه »، بحار الانوار ٦٧: ٢٦٨/١.

(٢) علل الشرائع: ١٧٨/٣، الخصال: ٤١٤/٣، دلائل الامامة: ٧٩/١٩، بحار الانوار ٤٣: ١٠/١.

٦٨٨

له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: حبيبي جبرئيل، لم أرك في مثل هذه الصورة؟ فقال المك: لست بجبرئيل، أنا محمود، بعثني الله عزّوجلّ أن أزوج النور من النور. فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: من ممن؟ قال: فاطمة من علي. قال: فلما ولى الملك إذا بين كتفيه: محمّد رسول الله، علي وصيه. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: منذ كم كتب هذا بين كتفيك. فقال: من قبل أن يخلق الله عزّوجلّ آدم باثنين وعشرين ألف عام(١) .

وصلّى الله على محمّد وآله

______________

(١) الخصال: ٦٤٠/١٧، معاني الاخبار ١٠٣/١، بحار الانوار ٤٣: ١١١/٢٣.

٦٨٩

[ ٨٧ ]

المجلس السابع والثمانون

مجلس يوم الجمعة

الثامن والعشرين من رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٩٤٧/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا الحسين بن عليّ بن أحمد الصائغ، قال: حدّثنا أبوعبدالله أحمد بن محمّد الخليلي، عن محمّد بن عليّ بن أبي بكر الفقيه، عن أحمد ابن محمّد النوفلي، عن إسحاق بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن زرعة بن محمّد، عن المفضل بن عمر، قال: قلت لابي عبدالله الصادق عليه السلام: كيف كان ولادة فاطمة عليها السلام؟ فقال: نعم، إن خديجة عليها السلام لما تزوج بها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هجرتها نسوة مكة، فكن لا يدخلن عليها، ولا يسلمن عليها، ولا يتركن امرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة عليها السلام لذلك، وكان جزعا وغمها حذرا عليه صلّى الله عليه وآله وسلّم.

فلما حملت بفاطمة كانت عليها السلام تحدثها من بطنها وتصبرها، وكانت تكتم ذلك من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فدخل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة عليها السلام، فقال لها: يا خديجة، من تحدثين؟ قالت: الجنين

٦٩٠

الذي في بطني يحدثني ويؤنسني. قال: يا خديجة، هذا جبرئيل يخبرني(١) أنها أنثى، وأنها النسلة الطاهرة الميمونة، وإن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها، وسيجعل من نسلها أئمة، ويجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه.

فلم تزل خديجة عليها السلام على ذلك إلى أن حضرت ولادتها، فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم: أن تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء، فأرسلن إليها: أنت عصيتنا، ولم تقبلي قولنا، وتزوجت محمّدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له، فلسنا نجئ ولا نلي من أمرك شيئا.

فاغتمت خديجة عليها السلام لذلك، فبينا هي كذلك، إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال، كأنهن من نساء بني هاشم، ففزعت منهن لما رأتهن، فقالت إحداهن: لا تحزني يا خديجة فإنا رسل ربك إليك، ونحن أخواتك، أنا سارة، وهذه آسية بنت مزاحم، وهي رفيقتك في الجنة، وهذه مريم بنت عمران، وهذه كلثوم(٢) اخت موسى بن عمران، بعثنا الله إليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء، فجلست واحدة عن يمينها، واخرى عن يسارها، والثالثة بين يديها، والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمة عليها السلام طاهرة مطهرة، فلما سقطت إلى الارض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة، ولم يبق في شرق الارض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور.

ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة، وإبريق من الجنة، وفي الابريق ماء من الكوثر، فتناولتها المرأة ألتي كانت بين يديها، فغسلتها بماء الكوثر، وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك والعنبر، فلفتها بواحدة، وقنعتها بالثانية، ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها السلام بالشهادتين، وقالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن أبي رسول الله سيد الانبياء، وأن بعلي سيد الاوصياء، وولدي سادة الاسباط، ثم سلمت عليهن، وسمت

______________

(١) في نسخة: يبشرني.

(٢) في نسخة: كلثم.

٦٩١

كل واحدة منهن باسمها، وأقبلن يضحكن إليها، وتباشرت الحور العين، وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة عليها السلام، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك، وقالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة، بورك فيها وفي نسلها، فتناولتها فرحة مستبشرة، وألقمتها ثديها، فدر عليها، فكانت فاطمة عليها السلام تنمي في اليوم كما ينمي الصبي في الشهر، وتنمي في الشهر كما ينمي الصبي في السنة(١) .

٩٤٨/٢ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا أحمد بن علوية الاصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدّثنا أبونعيم الفضل ابن دكين، قال: حدّثنا زكريا بن أبي زائدة، قال: حدّثنا فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، قالت: أقبلت فاطمة عليها السلام تمشي، كأن مشيتها مشية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال النبي: مرحبا بابنتي، فأجلسها عن يمينه، أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثا فبكت، ثم أسر إليها حديثا فضحكت، فقلت لها: حدثك رسول الله بحديث فبكيت، ثم حدثك بحديث فضحكت، فما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن من فرحك؟ وسألتها عما قال فقالت: ما كنت لافشي سر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، حتى إذا قبض سألتها فقالت: إنه أسر إلي، فقال: إن جبرئيل كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة واحدة، وإنه عارضني به العام مرتين، ولا أراني إلا وقد حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحوقا بي، ونعم السلف أنا لك، فبكيت لذلك، ثم قال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الامة؟ أو نساء المؤمنين، فضحكت لذلك(٢) .

٩٤٩/٣ - حدّثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد الحسني، قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، قال: حدثني الحسن بن

______________

(١) بحار الانوار ٤٣: ٢/١.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٣: ٣٦٢، كشف الغمة ١: ٤٥٣، بحار الانوار ٤٣: ٥١/٤٨، و: ١٨١/١٦.

٦٩٢

الحسين بن محمّد، قال: أخبرني عليّ بن أحمد بن الحسين بن سليمان القطان، قال: حدّثنا الحسن بن جبرئيل الهمداني، قال: أخبرنا إبراهيم بن جبرئيل، قال: حدّثنا أبوعبدالله الجرجاني، عن نعيم النخعي، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: كنت جالسا بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم، وبين يديه عليّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، إذ هبط عليه جبرئيل عليه السلام، وبيده تفاحة، فتحيا بها النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وحيا بها النبي عليا عليه السلام، فتحيا بها علي عليه السلام، وردها إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فتحيا بها النبي، وحيا بها الحسن عليه السلام، فقبلها وردها إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فتحيا بها النبي، وحيا بها الحسين، فتحيا بها الحسين وقبلها، وردها إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فتحيا بها النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وحيا بها فاطمة، فقبلتها وردتها إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وتحيا بها النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ثانية، وحيا بها عليا عليه السلام، فتحيا بها علي ثانية، فلما هم أن يردها إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم سقطت التفاحة من أطراف أنامله، فانفلقت بنصفين، فسطع منها نور حتى بلغ سماء الدنيا، وإذا عليه سطران مكتوبان: بسم الله الرحمن الرحيم، هذه تحية من الله عزّوجلّ إلى محمّد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن والحسين سبطي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأمان لمحبيهم يوم القيامة من النار(١) .

٩٥٠/٤ - حدّثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدّثنا الحسين بن عليّ السكري، قال: حدّثنا محمّد بن زكريا، قال: حدّثنا عمير بن عمران، قال: حدّثنا سليمان بن عمرو النخعي، عن ربعي بن خراش، عن حذيفة بن اليمان، قال: رأيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم آخذا بيد الحسين بن عليّ عليهما السلام، وهو يقول: يا أيها الناس، هذا الحسين بن عليّ فاعرفوه، فو الذي نفسي بيده إنه لفي الجنة، ومحبيه في الجنة، ومحبي محبيه في الجنة(٢) .

______________

(١) بحار الانوار ٣٧: ٩٩/١.

(٢) بحار الانوار ٤٣: ٢٦٢/٦.

٦٩٣

٩٥١/٥ - حدّثنا محمّد بن أحمد السناني رضي الله عنه، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدّثنا بكر بن عبدالله بن حبيب، قال: حدّثنا تميم بن بهلول، قال: حدّثنا عليّ بن عاصم، عن الحسين بن عبد الرحمن، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: كنت مع أميرالمؤمنين عليه السلام في خروجه إلى صفين، فلما نزل بنينوى وهو شط الفرات، قال بأعلى صوته: يا بن عباس، أتعرف هذا الموضع؟ فقلت له: ما أعرفه، يا أميرالمؤمنين. فقال علي عليه السلام: لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي كبكائي.

قال: فبكى طويلا حتى اخضلت لحيته وسالت الدموع على صدره، وبكينا معا(١) ، وهو يقول: أوه أوه، مالي ولآل أبي سفيان، مالي ولآل حرب، حزب الشيطان، وأولياء الكفر، صبرا - يا أبا عبدالله - فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم.

ثم دعا بماء فتوضأ وضوءه للصلاة وصلى ما شاء الله أن يصلي، ثم ذكر نحو كلامه الاول، إلا أنه نعس عند انقضاء صلاته وكلامه ساعة، ثم انتبه فقال: يا ابن عباس. فقلت: ها أنا ذا. فقال: ألا أحدثك بما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي؟ فقلت: نامت عيناك ورأيت خيرا، يا أميرالمؤمنين. قال: رأيت كأني برجال قد نزلوا من السماء معهم أعلام بيض، قد تقلدوا سيوفهم، وهي بيض تلمع، وقد خطوا حول هذه الارض خطة، ثم رأيت كأن هذه النخيل قد ضربت بأغصانها الارض تضطرب بدم عبيط، وكأني بالحسين سخلي(٢) وفرخي ومضغتي ومخي قد غرق فيه، يستغيث فلا يغاث، وكأن الرجال البيض قد نزلوا من السماء ينادونه ويقولون: صبرا آل الرسول، فإنكم تقتلون على أيدي شرار الناس، وهذه الجنة - يا أبا عبدالله - إليك مشتاقة. ثم يعزونني ويقولون: يا أبا الحسن، أبشر، فقد أقر الله به عينك يوم القيامة، يوم يقوم الناس لرب العالمين، ثم انتبهت هكذا. والذي نفس علي بيده، لقد حدثني

______________

(١) في نسخة: معه.

(٢) كذا وفي نسخة: سخيلي، وفي كمال الدين: نجلي.

٦٩٤

الصادق المصدق أبوالقاسم صلّى الله عليه وآله وسلّم أني سأراها في خروجي إلى أهل البغي علينا، وهذه أرض كرب وبلاء، يدفن فيها الحسين وسبعة عشر رجلا من ولدي وولد فاطمة، وأنها لفي السماوات معروفة، تذكر أرض كرب وبلاء كما تذكر بقعة الحرمين وبقعة بيت المقدس.

ثم قال: يا ابن عباس، اطلب لي حولها بعر الظباء، فوالله ما كذبت ولا كذبت، وهي مصفرة، لونها لون الزعفران. قال ابن عباس: فطلبتها فوجدتها مجتمعة، فناديته: يا أميرالمؤمنين، قد أصبتها على الصفة التي وصفتها لي. فقال علي عليه السلام: صدق الله ورسوله.

ثم قام عليه السلام يهرول إليها، فحملها وشمها، وقال: هي هي بعينها، أتعلم - يا بن عباس - ما هذه الابعار؟ هذه قد شمها عيسى بن مريم عليه السلام، وذلك أنه مر بها ومعه الحواريون فرأى ها هنا الضباء مجتمعة وهي تبكي، فجلس عيسى عليه السلام وجلس الحواريون معه، فبكى وبكى الحواريون وهم لا يدرون لم جلس ولم بكى.

فقالوا: يا روح الله وكلمته، ما يبكيك؟ قال: أتعلمون أي أرض هذه؟ قالوا: لا. قال: هذه أرض يقتل فيها فرخ الرسول أحمد وفرخ الحرة الطاهرة البتول شبيهة أمي، ويلحد فيها، طينة أطيب من المسك لانها طينة الفرخ المستشهد، وهكذا تكون طينة الانبياء وأولاد الانبياء، فهذه الظباء تكلمني وتقول: إنها ترعى في هذه الارض شوقا إلى تربة الفرخ المبارك، وزعمت أنها آمنة في هذه الارض.

ثم ضرب بيده إلى هذه الصيران(١) فشمها، وقال: هذه بعر الظباء على هذا الطيب لمكان حشيشها، اللهم فأبقها أبدا حتى يشمها أبوه فتكون له عزاء وسلوة، قال: فبقيت إلى يوم الناس هذا، وقد اصفرت لطول زمنها، وهذه أرض كرب وبلاء. ثم قال بأعلى صوته: يا رب عيسى بن مريم، لا تبارك في قتلته، والمعين عليه،

______________

(١) الصيران: جمع صوار - كغراب وكتاب - ومن معانيها وعاء المسك، كأنه أراد تشبيه البعر بنافجة المسك لطيبها، ويحتمل أن تكون جمع صور - بالفتح - وأراد به الحشيش الملتف النابت في تلك الارض.

٦٩٥

والخاذل له، ثم بكى بكاء طويلا وبكينا معه حتى سقط لوجهه وغشي عليه طويلا، ثم أفاق، فأخذ البعر فصره في ردائه، وأمرني أن أصرها كذلك، ثم قال: يا بن عباس، إذا رأيتها تنفجر دما عبيطا ويسيل منها دم عبيط، فاعلم أن أبا عبدالله قد قتل بها ودفن.

قال ابن عباس: فوالله لقد كنت أحفظها أشد من حفظى لبعض ما افترض الله عزّوجلّ علي، وأنا لا أحلها من طرف كمي، فبينما أنا نائم في البيت إذ انتبهت فإذا هي تسيل دما عبيطا، وكان كمي قد امتلا دما عبيطا، فجلست وأنا باك، وقلت: قد قتل والله الحسين، والله ما كذبني علي قط في حديث حدثني، ولا أخبرني بشئ قط أنه يكون إلا كان كذلك، لان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يخبره بأشياء لا يخبر بها غيره. ففزعت وخرجت، وذلك عند الفجر، فرأيت والله المدينة كأنها ضباب لا يستبين منها أثر عين، ثم طلعت الشمس فرأيت كأنها منكسفة، ورأيت كأن حيطان المدينة عليها دم عبيط، فجلست وأنا باك، فقلت: قد قتل والله الحسين، وسمعت صوتا من ناحية البيت، وهو يقول:

اصبروا آل الرسول

قتل الفرخ النحول

نزل الروح الامين

ببكاء وعويل

ثم بكى بأعلى صوته وبكيت، فأثبت عندي، تلك الساعة، وكان شهر المحرم يوم عاشوراء لعشر مضين منه، فوجدته قتل يوم ورد علينا خبره وتاريخه كذلك، فحدثت هذا الحديث أولئك الذين كانوا معه، فقالوا: والله لقد سمعنا ما سمعت ونحن في المعركة، ولا ندري ما هو، فكنا نرى أنه الخضر عليه السلام(١) .

٩٥٢/٦ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضال، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، قال: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حيث أسري به إلى السماء، لم يمر بخلق من خلق الله إلا رأى منه ما يحب من البشر واللطف والسرور به حتى مر

______________

(١) كمال الدين وتمام النعمة: ٥٢٣/١، بحار الانوار ٤٤: ٢٥٢/٢ و ٣.

٦٩٦

بخلق من خلق الله، فلم يلتفت إليه، ولم يقل له شيئا، فوجده قاطبا عابسا، فقال: يا جبرئيل، ما مررت بخلق من خلق الله إلا رأيت البشر واللطف والسرور منه إلا هذا، فمن هذا؟ قال: هذا مالك خازن النار، وهكذا خلقه ربه.

قال: فإني أحب أن تطلب إليه أن يريني النار. فقال له جبرئيل: إن هذا محمّدا رسول الله، وقد سألني أن أطلب إليك أن تريه النار. قال: فأخرج له عنقا(١) منها فرآها، فما افتر ضاحكا(٢) حتى قبضه الله عزّوجلّ(٣) .

وصلّى الله على محمّد وآله وسلم، وحسبنا الله ونعم الوكيل

______________

(١) أي طائفة.

(٢) أي ابتسم وبدت ثناياه، وفي نسخة: فرآها فلما أبصرها لم يكن ضاحكا.

(٣) بحار الانوار ٨: ٢٨٤/٩.

٦٩٧

[ ٨٨ ]

المجلس الثامن والثمانون

يوم السبت

سلخ رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٩٥٣/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن سنان، عن زياد بن المنذر، عن ليث بن سعد، قال: قلت لكعب وهو عند معاوية: كيف تجدون صفة مولد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهل تجدون لعترته فضلا؟ فالتفت كعب إلى معاوية لينظر كيف هواه، فأجرى الله عزّوجلّ على لسانه، فقال: هات - يا أبا إسحاق رحمك الله - ما عندك؟

فقال كعب: إني قد قرأت اثنين وسبعين كتاب كلها أنزلت من السماء، وقرأت صحف دانيال كلها، ووجدت في كلها ذكر مولده ومولد عترته، وأن اسمه لمعروف، وأنه لم يولد نبي قط فنزلت عليه الملائكة ما خلا عيسى وأحمد (صلوات الله عليهما)، وما ضرب على آدمية حجب الجنة غير مريم وآمنة أم أحمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وما وكلت الملائكة بأنثى حملت غير مريم أم المسيح وآمنة أم أحمد، وكان من علامة حمله أنه لما كان الليلة التي حملت آمنة به صلّى الله عليه وآله وسلّم نادى مناد في السماوات السبع: أبشروا فقد حمل الليلة بأحمد، وفي الارضين كذلك حتى في البحور، وما بقي يومئذ

٦٩٨

في الارض دابة تدب ولا طائر يطير إلا علم بمولده، ولقد بني في الجنة ليلة مولده سبعون ألف قصر من ياقوت أحمر، وسبعون ألف قصر من لؤلؤ رطب، فقيل: هذه قصور الولادة، ونجدت(١) الجنان، وقيل لها: اهتزي وتزيني، فإن نبي أوليائك قد ولد. فضحكت الجنة يومئذ فهي ضاحكة إلى يوم القيامة.

وبلغني أن حوتا من حيتان البحر يقال له طمسوسا(٢) - وهو سيد الحيتان - له سبع مائة ألف ذنب، يمشي على ظهره سبعمائة ألف ثور، الواحد منها أكبر من الدنيا، لكل ثور سبعمائة ألف قرن من زمرد أخضر، لا يشعر بهن، اضطرب فرحا بمولده، ولولا أن الله تبارك وتعالى ثبته لجعل عاليها سافلها.

ولقد بلغني أن يومئذ ما بقي جبل إلا نادى صاحبه بالبشارة ويقول: لا إله إلا الله، ولقد خضعت الجبال كلها لابي قبيس كرامة لمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولقد قدست الاشجار أربعين يوما بأنواع أفنانها(٣) وثمارها فرحا بمولده، ولقد ضرب بين السماء والارض سبعون عمودا من أنواع الانوار لا يشبه كل واحد صاحبه، وقد بشر آدم بمولده فزيد في حسنه سبعين ضعفا، وكان قد وجد مرارة الموت، وكان قد مسه ذلك فسري عنه ذلك.

ولقد بلغني أن الكوثر اضطرب في الجنة واهتز، فرمى بسبعمائة ألف قصر من قصور الدر والياقوت نثارا لمولد محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولقد زم إبليس وكبل(٤) وألقي في الحصن أربعين يوما، وغرق عرشه أربعين يوما، ولقد تنكست الاصنام كلها وصاحت وولولت، ولقد سمعوا صوتا من الكعبة: يا آل قريش، لقد جاءكم(٥) البشير، جاءكم النذير معه عز الابد والربح الاكبر، وهو خاتم الانبياء. ونجد في الكتب أن

______________

(١) أي زينت.

(٢) في نسخة: طموسا.

(٣) أي أغصانها.

(٤) الزم: الشد، والتكبيل: التقييد والسجن.

(٥) في نسخة: يالقريش جاءكم.

٦٩٩

عترته خير الناس بعده، وأنه لا يزال الناس في أمان من العذاب ما دام من عترته في دار الدنيا خلق يمشي.

فقال معاوية: يا أبا إسحاق، ومن عترته؟ قال كعب: ولد فاطمة. فعبس وجهه، وعض على شفتيه، وأخذ يعبث بلحيته. فقال كعب: وإنا نجد صفة الفرخين المستشهدين، وهما فرخا فاطمة، يقتلهما شر البرية، قال: ومن يقتلهما؟ قال: رجل من قريش. فقام معاوية وقال: قوموا إن شئتم، فقمنا(١) .

٩٥٤/٢ - حدّثنا عليّ بن عيسى المجاور رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد ابن بندار، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ المقري، عن محمّد بن سنان، عن مالك بن عطية، عن ثوير بن سعيد، عن أبيه سعيد بن علاقة، عن الحسن البصري، قال: صعد أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام منبر البصرة فقال: أيها الناس، انسبوني، فمن عرفني فلينسبني، وإلا فأنا أنسب نفسي، أنا زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو ابن المغيرة بن زيد بن كلاب، فقام إليه ابن الكواء فقال: يا هذا، ما نعرف لك نسبا غير أنك عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب.

فقال له: يا لكع، إن أبي سماني زيدا باسم جده قصي، وإن اسم أبي عبد مناف فغلبت الكنية على الاسم، وإن اسم عبد المطلب عامر فغلب اللقب على الاسم، واسم هاشم عمرو فغلب القلب على الاسم، واسم عبد مناف المغيرة فغلب اللقب على الاسم، وإن اسم قصي زيد فسمته العرب مجمعا - لجمعه إياها من البلد الاقصى إلى مكة - فغلب اللقب على الاسم(٢) .

٩٥٥/٣ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثني سعد بن عبدالله، قال: حدثني الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام، قال: أوحى الله عزّوجلّ إلى

______________

(١) بحار الانوار ١٥: ٢٦١/١٢.

(٢) معاني الاخبار: ١٢١/٢ « نحوه »، بحار الانوار ٣٥: ٥١/٥.

٧٠٠

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730