تاريخ ابن يونس المصري الجزء ١

تاريخ ابن يونس المصري8%

تاريخ ابن يونس المصري مؤلف:
المحقق: الدكتور عبد الفتاح فتحي عبد الفتاح
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 2-7451-3193-1
الصفحات: 730

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 730 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 26626 / تحميل: 1103
الحجم الحجم الحجم
تاريخ ابن يونس المصري

تاريخ ابن يونس المصري الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٢-٧٤٥١-٣١٩٣-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

* ذكر من اسمه «أسعد» :

١١٩ ـ أسعد بن عطيّة بن عبيد(١) بن بجالة بن عوف(٢) بن ودم(٣) بن ذبيان بن الهميم(٤) بن ذهل بن هنىّ بن بلىّ بن عمرو بن الحاف بن قضاعة القضاعىّ البلوىّ(٥) :

صحابى بايع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بيعة الرضوان تحت الشجرة ، وشهد فتح مصر. له ذكر فى «أخبار مصر» ، وليست له رواية(٦) .

١٢٠ ـ أسعد بن لهيعة الحميرىّ ، ثم الأملولى : شهد فتح مصر. وهو أعمى حمير ، الذي كانوا يحكّمونه. وله أخبار(٧) .

* ذكر من اسمه «أسلم» :

١٢١ ـ أسلم بن يزيد التجيبى المصرى : مولى عميرة(٨) بن تميم بن جدّ التجيبى(٩) .

يكنى أبا عمران. يحدث عن أبى أيوب الأنصارى ، وعقبة بن عامر ، وهبيب بن مغفل ، وعبد الله بن عمرو ، ومسلمة بن مخلّد ، وأم سلمة ، وصفية «زوجى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ». حدث عنه يزيد بن أبى حبيب ، وسعيد بن أبى هلال ، وعبد الله بن عياض. وكان وجيها بمصر فى أيامه ، وكانت الأمراء يسألونه فى أمورهم(١٠) .

__________________

(١) سمّاه السيوطى فى (حسن المحاضرة) ١ / ١٦٩ : عبيدة.

(٢) ورد باسم (عون) فى (المقفى) ج ٢ / ٧٩.

(٣) نصّ على أنها بالدال المهملة : ابن ماكولا فى : (الإكمال) ج ٧ ص ٣٩١ ، وابن الأثير فى (الكامل) ١ / ٨٨. ووردت بالراء محرفة (ردم) فى (المقفى) : ٢ / ٧٩.

(٤) وردت بدون (ال) فى (أسد الغابة) ١ / ٨٨ ، والإصابة ١ / ٥٧.

(٥) انفرد بإيراد النسب كاملا (الإكمال ٧ / ٣٩١ ، وأسد الغابة ١ / ٨٨ ، والإصابة ١ / ٥٧). وقد اضطررت إلى إيراده كاملا رغم طوله ؛ لوجود دلائل لدى ابن ماكولا تشير إلى تدوينه فى كتاب (ابن يونس) ، كقوله : كذلك وجدته بخط الصورى (ودم) بدال مهملة. وهو فى خط الصورى (هنىّ) بضم الهاء ، وكذلك فى (نسخة الخطيب). وصوابه بفتح الهاء.

(٦) الإكمال ٧ / ٣٩١ (ولم نعلم له رواية) ، وأسد الغابة ١ / ٨٨ (وورد أن ابن منده رواه عن ابن يونس) ، والمقفى ٢ / ٧٩ ، والإصابة ١ / ٥٧ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٦٩.

(٧) المقفى ٢ / ٨٢ (قاله ابن يونس). ولم أقف على أصل (الأملولى) ، ولعله بطن من حمير.

(٨) وردت بلفظ (عمير) فى (تهذيب الكمال) : ٢ / ٥٢٨.

(٩) من بنى القرناء ، صاحب الجبّ المعروفة ب (جبّ عميرة) فى الموضع الذي يبرز إليه الحاجّ من مصر ؛ لخروجهم إلى مكة. وعقبه بالأندلس بسرقسطة. (الإكمال ٢ / ٩٨).

(١٠) السابق ، وتهذيب الكمال ٢ / ٥٢٨ (وذكر حوائجهم بدل أمورهم) ، وأضاف توثيق النسائى

٤١

* ذكر من اسمه «إسماعيل» :

١٢٢ ـ إسماعيل بن الأسود بن مسلم المصرى : مولى تجيب. ابن عم عيسى بن حماد زغبة. يعرف ب «التبّان»(١) . يكنى أبا إبراهيم. يروى عن ابن وهب. توفى سنة ثلاث وستين ومائتين(٢) .

١٢٣ ـ إسماعيل بن بكر بن مضر بن محمد بن حكيم بن سلمان المصرى : مولى ربيعة بن شرحبيل بن حسنة. أخو إسحاق بن بكر ، وكان عند أهل مصر أفضل من أخيه «إسحاق». حدّث عنه أحمد بن يحيى بن وزير فى «الأخبار». وكان شريفا ، توفى سنة أربع ومائتين(٣) .

١٢٤ ـ إسماعيل بن سعيد بن علس الصّدفىّ : من بنى عريب. ولى قضاء مصر أياما ، وله أخبار. وأخته أم قيس بنت سعيد ، التى تعرف بها الناحية المعروفة ب «دار أم قيس»(٤) .

١٢٥ ـ إسماعيل بن سفيان الرّعينىّ ، ثم الحجرىّ الأعمى : من حجر رعين. وفد على الوليد ، وسليمان ابنى عبد الملك بن مروان ، وعمر بن عبد العزيز (رضى الله عنه). حدّث عنه ضمام بن إسماعيل(٥) ، وعبد الرحمن بن شريح(٦) .

__________________

له) ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٣٢. ويلاحظ أن مادة ابن ماكولا ، التى تعد المصدر الأساسى لنقل ترجمة ابن يونس لهذه الشخصية هى نفسها تقريبا مادة المزى فى (تهذيب الكمال) ، رغم عدم نسبة إياها لابن يونس ، اللهم إلا فى الجملة الأخيرة منها. وأخيرا ، فإنه لم يتطرق أى من المصادر السابقة لذكر تاريخ وفاة المترجم له ، ولعل عدم توصل ابن يونس إلى تحديده هو الباعث على ذلك.

(١) نسبة إلى بيع التّبن (الأنساب ١ / ٤٤٥).

(٢) الإكمال ١ / ٤٩٥.

(٣) السابق ٧ / ٢٥٩.

(٤) رفع الإصر ١ / ١٢٠.

(٥) أورد ابن عساكر بسنده إلى أبى عمرو بن منده ، عن أبيه أبى عبد الله بن منده ، نا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس ، نا سلامة بن عمر المرادى ، إلى ضمام بن إسماعيل ، إلى (إسماعيل بن سفيان) المترجم له : أنه حدّث عن خروجه إلى الوليد بن عبد الملك ، ودخوله على عمر بن عبد العزيز الذي أحسن إليه ، ثم استأذنه فى الانصراف إلى مصر. (ويلاحظ ـ على ما يبدو ـ أن بتفاصيل تلك الرواية سقطا). (مخطوط تاريخ دمشق ٢ / ٨٤٠ ـ ٨٤١).

(٦) الإكمال ٣ / ٨٣ ـ ٨٤ ، ومخطوط تاريخ دمشق ٢ / ٨٤١.

٤٢

١٢٦ ـ إسماعيل بن عمرو المصرى الفقيه : أبو محمد ، صاحب أشهب. يروى عن ابن وهب ، وعبد الملك بن الماجشون ، وغيرهما. وروى عنه جماعة ، آخرهم : عبد الحكم بن أحمد الصدفى. توفى فى رجب سنة ثمان وأربعين ومائتين(١) .

١٢٧ ـ إسماعيل بن فليح بن رباح الغافقى : هو من عمرو ، وعمرو بطن من غافق.

حدث عنه يحيى بن عثمان بن صالح. وحدث عن صالح بن بهلول الإفريقى ، عن مالك بن أنس(٢) .

١٢٨ ـ إسماعيل بن قيس بن عبد الله بن غنىّ بن ذؤيب بن حكيم(٣) الرّعينىّ : كان يدعى البليغ اللسان. حدث عنه عبد الرحمن بن شريح المعافرىّ. هو ابن عم وهب بن أسعد بن غنىّ بن ذؤيب ، صاحب مسجد وهب ، الذي فى رعين(٤) . روى أن عبد الله ابن مسعود (رضى الله عنه) كان يقول : لا تقوم الساعة حتى يسود كلّ قبيلة منافقوها. لم يرو إسماعيل بن قيس غير هذا الحديث ، فيما أعلم(٥) .

١٢٩ ـ إسماعيل بن المنتظر بن إسماعيل بن زياد بن ثمامة الرّعينىّ : مولى ردمان(٦) ابن رعين ، ثم لخارجة بن عوّال الرّدمانىّ(٧) . توفى فى جمادى الآخرة سنة إحدى ومائتين. وكان خارجة بن عوال ممن دخل مع عمرو بن العاص فى فتح البلد ، وثمامة مولاه ، وكان المنتظر من قواد البلد ، ذكره فى الأخبار ، ولم أر له حديثا(٨) .

__________________

(١) تاريخ الإسلام ١٨ / ١٧٧.

(٢) الإكمال ٤ / ١١ (وصرّح فى آخر الاقتباس أنه : فى كتاب ابن يونس).

(٣) ورد معرّفا ب (ال) فى : (الأنساب) ٣ / ٧٦.

(٤) الإكمال : ٧ / ٣٨ (باب غنىّ) ، والأنساب ٣ / ٧٦ (وصرّح بعده أنه قاله أبو سعيد بن يونس فى (تاريخ مصر).

(٥) انفرد بهذه الإضافة المهمة ابن ماكولا ، فيما نسبه إلى (ابن يونس) فى ج ٢ / ٤٩١ (باب حكيم).

(٦) تبصير المنتبه ٢ / ٦١٤.

(٧) هذه النسبة إلى (ردمان) ، وهو بطن من رعين ، ثم لخارجة بن عوّال ، وهو ردمان بن وائل بن رعين. (الأنساب ٣ / ٥٥).

(٨) الإكمال ٣ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠. وذكر السمعانى أنه من أهل مصر ، وأورد نسبه بما يشبه ابن ماكولا ، فلعله نقله عن ابن يونس ـ كما يحدث كثيرا ـ ولم ينسبه إليه ، ثم أضاف إضافة جديدة ، فقال : توفى يوم الخميس لست ليال خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين ومائتين (الأنساب ٣ / ٥٥).

٤٣

١٣٠ ـ إسماعيل بن نصير : مولى قريش. كان كاتبا فى الديوان زمن هشام. قد ذكر فى «الأخبار»(١) .

١٣١ ـ إسماعيل بن يحيى المعافرى المصرى : روى عن سهل بن معاذ بن أنس ، عن أبيه حديث : «من حمى مؤمنا من منافق ، بعث الله ملكا ، يحمى لحمه يوم القيامة من نار جهنم. ومن رمى مسلما بشىء يريد شينه به ، حبسه الله على جسر جهنم ، حتى يخرج مما قال»(٢) . ليس هذا الحديث ـ فيما أعلم ـ بمصر(٣) .

١٣٢ ـ إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن مسلم(٤) المزنىّ(٥) المصرى : يكنى أبا إبراهيم. وهو صاحب الشافعى ، توفى يوم الأربعاء لستّ بقين من شهر رمضان سنة أربع وستين ومائتين بمصر ، ودفن بالقرب من تربة الإمام الشافعى (رضى الله عنه) بالقرافة الصغرى بسفح المقطّم ،رحمه‌الله «تعالى» ، وزرت قبره هناك(٦) . وكانت له

__________________

(١) الإكمال ١ / ٣٢٦.

(٢) راجع ما ذكره المزى ، وابن حجر عن هذا الحديث (تهذيب الكمال ٣ / ٢١٤ ـ ٢١٥ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٩٣). وقد دوّنت الحديث بنصه ، كما ورد فى كتاب المزى ؛ لورود تعليق لابن يونس عليه فى ترجمة راويه ؛ مما يدل ـ بداهة ـ على أنه أورده فى كتابه.

(٣) تهذيب الكمال ٣ / ٢١٤ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٩٣.

(٤) ورد هذا الجد باسم (إسحاق) فى كل من : (طبقات الشافعية للسبكى) ج ٢ ص ٩٣ ، والمقفى ٢ / ٩٢. وقد طالع ابن خلكان ـ كما صرّح بذلك ـ كتاب ابن يونس ، فألفاه سمّاه (مسلما) ، فتابعه عليه فى : (وفيات الأعيان ١ / ٢١٧).

(٥) نسبة إلى (مزينة بنت كلب) ، وهى قبيلة كبيرة مشهورة (السابق ١ / ٢١٩).

(٦) هذه العبارة منقولة عن (المصدر السابق ١ / ٢١٨) ، وقبلها ذكر ابن خلكان أن ابن يونس ذكر وفاة المزنى كما تقدم ، ولما لم يكن لتلك الوفاة المزعومة من ذكر ـ كما لاحظ ذلك ـ أيضا ـ المحقق ـ اعتبرنا ما ورد هنا لابن يونس ، خاصة أنه مرتبط بما قبله من تاريخ ابن يونس ، وتلحقه مادة أخرى منقولة عن مؤرخ آخر (ابن زولاق) عن عمر المزنى ، وصلاة الربيع المرادى عليه بعد وفاته. وبالنسبة لتاريخ وفاته المذكور ، فقد ذكره ـ دون تحديد يوم الأربعاء ـ ابن خلكان فى (وفيات الأعيان ١ / ٢١٨ ، ووافقه السبكى فى طبقاته ٢ / ٩٥). أما المقريزى ، فأوردها مفصّلة فى (المقفى ٢ / ٩٥). وأشار الأخير إلى أن قبر المزنى يزار ، ويتبرّك بالدعاء عنده.

٤٤

عبادة وفضل. ثقة فى الحديث(١) ، لا يختلف فيه(٢) ، حاذق فى الفقه(٣) ، يلزم الرباط(٤) . وكان أحد الزهّاد فى الدنيا ، وكان من خيار خلق الله «تعالى» ، ومناقبه كثيرة. حدثنى إبراهيم بن محمد الضحّاك ، قال : سمعت المزنى يقول : عانيت غسل الموتى ؛ ليرق قلبى ، فصار ذلك لى عادة(٥) .

* ذكر من اسمه «أسميفع» :

١٣٣ ـ أسميفع(٦) بن الشاعر بن يريم(٧) بن فهد الرعينى : من أهل عنّة. ويقال : إنها قرية باليمن. حدّث عن حذيفة بن اليمان. حدّث عنه ابنه «عثمان بن أسميفع». وقد روى عمرو بن جابر الحضرمى ، عن أسميفع. وأحسبه هذا ، وكان شاعرا(٨) .

١٣٤ ـ أسميفع بن وعلة بن يعفر بن سلامة بن شرحبيل بن علقمة السّبائى : وأمه أنيسة بنت ربيعة بن نمر البجيرىّ من حضرموت. وأسميفع هذا آخر ملوك سبأ ، عليه قام الإسلام. هاجر فى خلافة عمر بن الخطاب. وشهد الفتح بمصر ، واختط بها ،

__________________

(١) وفيات الأعيان ١ / ٢١٨ ، وتاريخ الإسلام ٢٠ / ٦٨ ، والمقفى ٢ / ٩٣. وذلك بخلاف ما ورد فى (الوافى بالوفيات ٩ / ٢٣٩) : أن المزنى رأس فى الفقه ، ولا معرفة له بالحديث كما ينبغى. ولا أعتقد صواب ذلك ؛ لأن صحة رواية وفهم الحديث أساس مهم للفقيه.

(٢) أورد محققا (وفيات الأعيان ١ / ٢١٨ ، والمقفى ٢ / ٩٣) العبارة ، وضبط الأخير الفعل (يختلف) فيها بالبناء للمعلوم ، على نحو أدى إلى غموض معنى الجملة ، وذلك على النحو الآتى : «ثقة فى الحديث ، لا يختلف فيه حاذق فى الفقه». فقمت بتعديل فى علامات الترقيم ، وبنيت الفعل للمجهول ؛ كى يتضح المقصود.

(٣) المقفى ٢ / ٩٣. وفى (وفيات الأعيان) ١ / ٢١٨ : من أهل الفقه.

(٤) تاريخ الإسلام ٢٠ / ٦٨ ، والمقفى ٢ / ٩٣.

(٥) السابق ٢ / ٩٣. وزاد الصفدى فى (الوافى بالوفيات) ج ٩ ص ٢٣٩ : أنه كان يغسّل الموتى ؛ تعبدا وديانة ، وأنه غسّل الشافعى.

(٦) كذا وردت مضبوطة بالشكل فى (الإكمال ١ / ٨٩). وفى التعريف ب (ذى الكلاع) المسمّى ب (أسميفع) ذكر ابن حجر فى (الإصابة) ٢ / ٤٢٨ ذلك الضبط بالحروف. وأضاف أنه يقال :

(سميفع) بفتحتين. وأعاد ضبطه بالحروف فى (السابق) ٣ / ١٨٥. وفى (السابق ٣ / ٢٦٦) : ذكر أن السّمفعة هى الإقدام ، والجرأة (نقلا عن ابن دريد). وقال ابن حجر : ووهم من ضبطه بالقاف ، وكذلك من ضمّ أوله ، فصيّره مصغرا (أسميفع).

(٧) وردت مضبوطة بالشكل بفتح الياء فى (الإكمال) ١ / ٢٤١.

(٨) السابق (قال ابن يونس).

٤٥

وخطّته بالراية مع الأشراف عند سوق الحمام. وكسرت رجله يوم فتح الفرما ، فدخل مصر والجبائر(١) عليها. روى عنه حنش بن عبد الله السبائى. وكان عمر بن الخطاب قد أخذ تاجه ، فجعله فى الكعبة ، فكلمه فى تاجه ، وقال : أسلمت عليه. فاشتراه عمر منه باثنى عشر ألف مثقال(٢) .

* ذكر من اسمه «أشعر» :

١٣٥ ـ أشعر بن شهاب بن عمرو بن خلاوة التجيبى : شهد فتح مصر. ذكره فى كتبهم(٣) .

* ذكر من اسمه «أشهب» :

١٣٦ ـ أشهب بن عبد العزيز بن داود بن إبراهيم القيسىّ العامرى المصرى : من بنى جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة «من أنفسهم»(٤) . يكنى : أبا عمرو. أحد فقهاء مصر ، وذوى رأيها. ولد سنة أربعين ومائة(٥) ، وتوفى يوم السبت لثمان بقين من شعبان سنة أربع ومائتين(٦) ، وكان يخضب عنفقته(٧) .

__________________

(١) جبر يجبر جبرا ، وجبورا : صلح ، وأصلح العظم الكسير. الجبيرة : ما يثبّت به العظم المكسور. والجمع الجبائر. (اللسان ١ / ٥٣٦ ، والمعجم الوسيط ١ / ١٠٩ ـ ١١٠).

(٢) الإكمال ٧ / ٤٣٤ ـ ٤٣٥ (قال ابن يونس فى خبر طويل ، كذلك هو بخط الصورى. ومضبوط (البجيرى) بالجيم ، وأسميفع فى حرف (الألف).

(٣) الإكمال ١ / ٨٨ (قاله ابن يونس).

(٤) تهذيب الكمال ٣ / ٢٩٦.

(٥) أردفها الذهبى بقوله : «لثمان بقين من شعبان». (تاريخ الإسلام ١٤ / ٦٦). وواضح أن هناك سقطا فى الكلام لم يتنبه إليه المحقق ، ولو أنه فعل ، لأتى بتاريخ وفاة (أشهب) من المصادر الأخرى ، ولعلم أن العبارة التى أردف بها الميلاد تابعة لتاريخ الوفاة. وقد ورد تاريخ الميلاد محرفا (١٤٥ ه‍) فى (تهذيب التهذيب) ١ / ٣١٤.

(٦) وفيات الأعيان ١ / ٢٣٩ ، وتهذيب الكمال ٣ / ٢٩٧ ـ ٢٩٨ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣١٤.

(٧) إضافة انفرد بها ابن خلكان فى (وفيات الأعيان) ١ / ٢٣٩. أما المعنى المقصود ، فتفصيله كالآتى : خضب يخضب خضابا : ما يخضب به من حنّاء ونحوه. (اللسان : خ. ض. ب) ٢ / ١١٧٩. العنفقة : خفّة الشيء ، وقلّته ، وهى الشعر الموجود بين شفة الرجل السفلى وذقنه ، أو على طرف الشفة السفلى (وهو شعر خفيف عادة). (السابق : ع. ن. ف. ق) ج ٤ / ٣١٣٣. فمعنى (يخضب عنفقته) : يصبغ بالحنّاء (الخضاب) الشّعر المذكور.

٤٦

* ذكر من اسمه «أصبغ» :

١٣٧ ـ أصبغ بن رباح بن منقذ المدلجىّ المصرى : حدّث عنه أحمد بن يحيى بن وزير. توفى سنة خمس وعشرين ومائتين(١) .

١٣٨ ـ أصبغ بن سلّام بن يحيى(٢) : مولى مهرة(٣) ، من أهل مصر ، يلقّب «بليحا»(٤) . حدث عنه : يحيى بن عثمان(٥) بن صالح(٦) .

١٣٩ ـ أصبغ بن عمرو الأزدىّ المقرئ : أبو زبّان ، مصرى. توفى فى شهر ربيع الأول من سنة خمس وأربعين ومائتين(٧) .

١٤٠ ـ أصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع القرشى الأموى ، مولاهم المصرى : يكنى أبا عبد الله. كان يحيى بن عثمان بن صالح يقول : هو من ولد عبيد المسجد. كان بنو أمية يشترون للمسجد عبيدا ، يقومون على خدمة المسجد ، فهو من أولاد أولئك العبيد ، ينسب إلى ولاء بنى أمية(٨) . وكان مضطلعا بالفقه والنظر. توفى يوم الأحد لأربع بقين من شوال سنة خمس وعشرين ومائتين(٩) . وكان ذكر للقضاء فى مجلس «عبد الله بن

__________________

(١) الإكمال ٤ / ١٣.

(٢) سبقت الترجمة لابن أخيه (أحمد بن عبد الملك بن سلّام بن يحيى) رقم (٣٥).

(٣) هكذا ضبطها السمعانى بالحروف ، والنسبة إليها (مهرىّ). (الأنساب ٥ / ٤١٧).

(٤) هكذا بالحاء المهملة كما فى ترجمة (٣٥). ووردت فى (الألقاب) ص ٢٣ ، بالخاء المعجمة ، على سبيل التصحيف.

(٥) ورد فى (الألقاب) لابن الفرضى ص ٢٣ بلفظة (سعيد) ، وهو خطأ.

(٦) السابق. وأضاف : ذكره أبو سعيد. ويلاحظ أن ترجمة هذا الرجل وافية فى الإكمال ٧ / ٢٩١ ، وبها إضافات تزيد على ما فى (الألقاب) : وكان مقبولا عند القضاة. (ابن أبى الليث ، وغيره). وهذا نموذج من النماذج الكثيرة ، التى ينقل فيها ابن ماكولا عن ابن يونس ، ولا ينسب إليه النص ، واكتفى بنسبة الترجمة التالية (ترجمة ابن أخى أصبغ) إلى مؤرخنا).

(٧) السابق : ٤ / ١١٦.

(٨) ذكر البعض أنه مولى عمر بن عبد العزيز (تهذيب الكمال ٣ / ٣٠٤ ، وتاريخ الإسلام ١٦ / ٩٧). ويرى آخر أنه زعم أنه مولى عبد العزيز بن مروان ، لكن كثيرا من المصريين يدفعون ذلك. ولا يصححون له ولاء (المقفى ٢ / ٢١٤).

(٩) تهذيب الكمال ٣ / ٣٠٦ ، وتاريخ الإسلام ١٦ / ٩٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٥٧ ، والمقفى ٢ / ٢١٦ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣١٦ (وإن كان قد ذكر أكثر من تاريخ وفاة لأصبغ : ٢٢٠ أو ٢٢٦ ه‍ ، وصدّر ذلك بلفظة (وقال) ، التى أرجح عود ضميرها على «يحيى بن عثمان بن صالح» مصدر الرواية ، الذي ينقل عنه ابن يونس).

٤٧

طاهر» ، فشنّعه(١) سعيد بن عفير.

حدثنى على بن الحسن بن قديد ، عن يحيى بن عثمان بن صالح ، عن أبى يعقوب يوسف بن يحيى البويطىّ ، حدّثه أنه كان حاضرا فى مجلس ابن طاهر ، حين أمر بإحضار شيوخ أهل مصر. قال : فقال لنا عبد الله بن طاهر : «إنى جمعتكم ؛ لترتادوا لأنفسكم قاضيا». فكان أول من تكلم يحيى بن بكير ، فقال : أصلح الله الأمير : ولّ قضاءنا من رأيت ، وجنّبنا رجلين : لا تولّ قضاءنا غريبا ، ولا زرّاعا ، يعنى(٢) بالغريب : إبراهيم بن الجرّاح ، وبالزرّاع : عيسى بن فليح. ثم تكلم أبو ضمرة الزّهرىّ ، فقال : أصلح الله الأمير. أصبغ بن الفرج الفقيه العالم الورع «وأصبغ حاضر المجلس». فقال سعيد بن كثير بن عفير : ما بال أبناء المقامصة(٣) ، والصبّاغين يذكرون لهذه المواضع ، التى لم يجعلهم الله لها أهلا؟! فقام أصبغ ، وأخذ بمجامع ثوب سعيد بن عفير ، وقال له : إنك لشيطان مفتر! من أين علمت أنى من أبناء الصبّاغين؟! وارتفع الأمر بينهما ، حتى كادت أن تكون فتنة. فذكر عبد الله بن عبد الحكم «عيسى بن المنكدر» ، وأثنى عليه بخير ، فقلّده ابن طاهر القضاء(٤) .

__________________

(١) أخطأ قراءتها محققو (تهذيب الكمال ٣ / ٣٠٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٥٧ ، وتاريخ الإسلام ١٦ / ٩٨ ، لما حرّفوا كلمة (فشنّعه) إلى (فسبقه). والأولى صحيحة دالة على الحدث فعلا. وتجدر الإشارة إلى أن محقق (المقفى) ج ٢ / ٢١٦ ، قرأها قراءة صحيحة.

(٢) هذا هو الصواب ، نقلا عن (كتاب القضاة) للكندى ص ٤٣٣ ، بينما لا تصح كلمة (يعرّض) ، التى قرأها محقق (المقفى) ج ٢ ص ٢١٦.

(٣) رجعت إلى مادة (ق. م. ص) فى (اللسان) ٥ / ٣٧٣٨ ـ ٣٧٣٩ ، فلم أهتد إلى المعنى بالضبط ، وإن كنت وجدت له ظلالا تشير إليه عن بعد. ف (القامصة) : الدابّة النافرة الضاربة برجلها ، فيكون المعنى مشيرا إلى وضاعة أصل (أصبغ) ، أو إلى شدة سلاطته ، وبذاءة لسانه. وقد يكون من (القميص) إشارة إلى وضاعة حرفة آبائه (صنّاع القمصان).

(٤) أورد المقريزى الواقعة شبه مكتملة (نقلا عن ابن يونس) فى (المقفى) ٢ / ٢١٦ ـ ٢١٧. ويلاحظ أنها وردت ـ من قبل ـ مكتملة ، وبنفس إسناد ابن يونس (ابن قديد ، عن يحيى بن عثمان بن صالح) فى كتاب (القضاة) للكندى ص ٤٣٣ ـ ٤٣٤. هذا ، وقد اكتفى كل من : المزى فى (تهذيب الكمال) ٣ / ٣٠٧ ، والذهبى فى (تاريخ الإسلام ١٦ / ٩٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٥٧) بالوقوف فى النقل عن ابن يونس ـ تقريبا ـ عند عبارة أبى ضمرة الزّهرىّ ، التى يثنى فيها على (أصبغ) خيرا ، وقالا : فذكر الحكاية ، أو باقى الحكاية. ولم يورداها!

٤٨

* ذكر من اسمه «أفلح» :

١٤١ ـ أفلح بن سليمان بن يزيد الرّعينىّ : روى عنه عبد الرحمن بن أبى السّمح مرسلا(١) .

* ذكر من اسمه «أقمر» :

١٤٢ ـ أقمر بن الهنف(٢) الخولانى : من بنى معاذ بن ربيعة ، وهو الأصغر. يحدّث عن عبد الله بن معتب المرادى. حدّث عنه معاوية بن عرابى(٣) .

* ذكر من اسمه «إلياس» :

١٤٣ ـ إلياس بن الفرج بن ميمون الحمراوىّ : مولى لخم ، كان ينزل الحمراء قريبا من دار ليث بن سعد ، وكان يحضر مجالس الذكر. كتب الحديث عن يونس بن عبد الأعلى ، وطبقة من بعده. كتبت عنه مذاكرة ، وتوفى سنة سبع وثلاثمائة ، وكان ديّنا زاهدا(٤) .

* ذكر من اسمه «امرؤ القيس» :

١٤٤ ـ امرؤ القيس بن الفاخر بن الطّمّاح بن شرحبيل الخولانى : أبو شرحبيل. ذكر أن له صحبة ، شهد فتح مصر ، ولا تعرف له رواية(٥) .

__________________

(١) الإكمال ٤ / ٣٥٨ (ذكره ـ أى : ذكر عبد الرحمن بن أبى السمح ـ ابن يونس فى ترجمة «أفلح بن سليمان»).

(٢) كذا ضبطها ابن ماكولا بالحروف فى (المصدر السابق) ٧ / ٤١٧.

(٣) السابق (قاله ابن يونس).

(٤) السابق ٧ / ٤٢٣ (قال : وجدته بخط الصورى).

(٥) أسد الغابة ١ / ١٣٧ (أخرجه ابن منده ، وأبو نعيم) ، والإصابة ١ / ١١٣ (قال ابن منده : قاله لى أبو سعيد بن يونس). وعلّق ابن حجر ص ١١٤ قائلا : «لم أر فى تاريخ ابن يونس التصريح بأنه من الصحابة». وهذا صحيح ، فابن يونس لم يقطع بصحبته ، وإنما أورد ترجمته فى (المصريين) ؛ لأنه ذكر أن له صحبة. (فابن يونس ـ فى تعبيره ـ دقيق ، وابن حجر ـ فى تعليقه ـ مصيب). ويلاحظ أن ابن ماكولا ـ فى الغالب ـ ترجم لهذا الشخص نفسه ، فالنسب والكنية ، وشهود فتح مصر مشترك بينهما ، ولكن تحول اسم والده إلى (مالك) ، ولم يذكر شرحبيل فى نسبه ، ولم يتطرق إلى روايته ، وأضاف أنه ممن صحب عمر بن الخطاب (رضى الله عنه). (الإكمال ١ / ٥٨١). (قاله ابن يونس). وعلى كل فقد أثبتّ ما أوردته كتب الصحابة ؛ لاحتمال صحبته.

٤٩

* ذكر من اسمه «أمين» :

١٤٥ ـ أمين بن عمرو المعافرى : أبو خارجة. مصرى. يروى عن عبد الله بن عمرو.

روى عنه أبو قبيل. والمشهور به كنيته ، وهى صحيحة. وقيل : اسمه أمين ، وما وجدت ذلك فى طريق صحيح. ولم يصح اسم أبيه أيضا(١) .

* ذكر من اسمه «أنس» :

١٤٦ ـ أنس بن أبى أنس : روى له حديث من رواية شعبة ، عن عبد ربه ، عن رجل من أهل مصر ، يقال له : أنس بن أبى أنس. لست أعرفه بغير ذلك(٢) .

* ذكر من اسمه «أنيس» :

١٤٧ ـ أنيس بن عمران بن تميم بن أنيس الرعينى ، ثم اليافعىّ : من بنى سحيت(٣) ، يكنى أبا يزيد. حدث عنه عبد الله بن المبارك ، والمقرئ ، ورشدين بن سعد ، والليث بن عاصم ، والمسور بن يحيى. توفى سنة تسع وستين ومائة. كان يسكن الجيزة ، وله عقب بالريف(٤) .

* ذكر من اسمه «أنعم» :

١٤٨ ـ أنعم بن ذرى(٥) بن يحمد(٦) بن معد يكرب بن أسلم بن منبّه بن السمادة بن حيويل بن عمرو أشوط بن سعد بن ذى شعبين بن يعفر بن ضبع بن شعبان بن عمرو ابن قيس بن معاوية الشّعبانى : شهد فتح مصر. روى عنه ابنه زياد بن أنعم(٧) .

__________________

(١) الإكمال ١ / ٦.

(٢) تهذيب الكمال ٣ / ٣٤٣ ـ ٣٤٤ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٢٧ (قال ابن يونس فى ترجمة (أنس) : لست أعرفه بغير ذلك. يعنى : بغير رواية شعبة.

(٣) نسبة إلى جد (مبرّح بن شهاب بن الحارث بن سعيد بن سحيت). (الأنساب ٣ / ٢٢٩).

(٤) الإكمال ٤ / ٢٦٨.

(٥) بفتح الذال المعجمة ، وكسر الراء ، وتخفيف الياء (الإكمال) ٣ / ٣٨٢.

(٦) قال ابن ماكولا فى (المصدر السابق) : وجدته بخط (الصورى فى ذكر أبيه (أنعم) : يحمد (بفتح الياء). ووردت فى ذكر ابنه (زياد) بضم الياء (يحمد). والأشبه بالصواب : الضم.

(٧) السابق.

٥٠

* ذكر من اسمه «أواب» :

١٤٩ ـ أوّاب بن عبد الله بن مخمر(١) الحضرمىّ العقابىّ(٢) : من بطن يقال لهم : العقابة. كتب عن ابن عفير ، ويحيى بن بكير. مات قديما(٣) .

* ذكر من اسمه «أوبر» :

١٥٠ ـ أوبر بن على بن المحبّ بن حارثة بن كلثوم التجيبى : ذكره فى «أخبار مصر»(٤) .

* ذكر من اسمه «أوس» :

١٥١ ـ أوس بن بشر المعافرى : عريف بنى أنعم. كان يقرأ التوراة والإنجيل ، وكان يوازى عبد الله بن عمرو فى العلم. حدّث عنه أبو قبيل ، وواهب بن عبد الله ، وليث ابن سعد ، والجلاح مولى عبد العزيز بن مروان ، وأبو صالح التميمى ، ويقال : التّميمىّ(٥) ، وهو رجل معروف من أهل مصر(٦) .

١٥٢ ـ أوس بن الحارث بن إبراهيم بن سهيل بن خالد بن يزيد بن أسيد بن هديّة بن الحارث بن هادى الصّدفى : أبو شيبة. مصرى ، توفى فى ذى الحجة سنة تسع عشرة وثلاثمائة. سمع يونس بن عبد الأعلى ، وغيره(٧) .

__________________

(١) هكذا نصّ ابن ماكولا على ضبط (ابن يونس) لهذه الكلمة (بضم الميم الأولى ، وكسر الميم الثانية). وعرّف به ابن ماكولا ، فقال : هو ذو مخمر : ابن أخى النّجاشى. له صحبة ، ورواية عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . ويقال فيه : مخبر (بالباء). (الإكمال : ٧ / ٢٢٦). أما ابن ماكولا ، فيراها : بكسر الميم الأولى ، وسكون الخاء المعجمة ، وفتح الميم الثانية (مخمر). وقد أخطأ القراءة محقق (الأنساب) ، فقرأها (محمد بن الحضرمى) ج ٤ ص ٢١٣.

(٢) نسبة إلى (العقابة) : بطن من حضرموت. قال السمعانى : ورأيت بخطى فى (تاريخ مصر) ألفا مقيدا. (السابق).

(٣) الإكمال ٧ / ٢٢٧ ، والأنساب ٤ / ٢١٣.

(٤) الإكمال ٧ / ٢١٨. وأضاف ابن ماكولا : وجدته بخط الصورى بفتح الحاء محقّقا (المحبّ).

(٥) وردت فى (مخطوط تاريخ دمشق) ٣ / ١٨٩ : التميمى ، ولعل الصواب ما ذكرته بالمتن.

(٦) المخطوط السابق ٣ / ١٨٩ (بإسناد ابن عساكر ، إلى أبى عبد الله بن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس) ، وتاريخ الإسلام ٨ / ٤١.

(٧) الإكمال ١ / ٦٤.

٥١

* ذكر من اسمه «أويس» :

١٥٣ ـ أويس بن سعد بن أبى سرح العامرى(١) : أخو عبد الله بن سعد. شهد فتح مصر. ومن ولده : أبو جعفر الأويسىّ ، من ساكنى مكة. قدم مصر ، ونزل خطّة جده ، وكان رجلا صالحا. وقيل : أويس بن عبد الله بن سعد. والأول أصح(٢) .

* ذكر من اسمه «إياد» :

١٥٤ ـ إياد بن طاهر بن إياد الرعينى ، ثم الذّبحانىّ(٣) : يكنى أبا حمير. كتبت عنه من حفظه. توفى سنة أربع وثلاثمائة. وهو من ولد بنات «المفضّل بن فضالة»(٤) .

١٥٥ ـ إياد بن ياسر بن إياد الخبائرىّ المصرى : والخبائر : بطن من الكلاع ، وهو خبائر بن سوّاد بن عمرو بن الكلاع بن شرحبيل. روى عنه سعيد بن كثير بن عفير. توفى لخمس بقين من شهر رمضان سنة عشر ومائتين(٥) .

* ذكر من اسمه «إياس» :

١٥٦ ـ إياس بن البكير(٦) بن عبد ياليل بن ناشب(٧) بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الليثى : حليف بنى عدى. شهد إياس فتح مصر ، وتوفى سنة أربع وثلاثين(٨) ، واستشهد أخوه عاقل يوم بدر ، وأخوه خالد يوم الرّجيع ، وأخوه

__________________

(١) وقد انفرد ابن حجر بالترجمة له فى (الإصابة) ١ / ١٥٤ ، لكنه سمّاه (أوسا) بالتكبير ، ولم يأت بمادة عن ابن يونس فى ترجمته. وذكر أنه من مسلمة الفتح ، وسكن المدينة ، واختط بها دارا ، وعاش إلى خلافة عبد الملك بن مروان. وإذا كان لم يصرح بمقدمه إلى مصر ، فابن يونس أعلم بهذا الشأن ، وذكر مجيئه إليها لشهود فتحها ، وقد حكم له ابن حجر بالصحبة ، فتم بذلك الشرطان الأساسيان اللذان دل الاستقراء ـ فى حدود ما تيسر لى تجميعه من بقايا كتاب ابن يونس هذا ـ على أحقيته بالترجمة له فى (تاريخ المصريين) لابن يونس.

(٢) الإكمال ١ / ١١٤.

(٣) ذبحان : بطن من رعين ، فيما يظن السمعانى (الأنساب ٣ / ٦).

(٤) الإكمال ٢ / ٥١٦ (روى عنه ابن يونس) ، ٤ / ٢٣٤ ، والأنساب ٣ / ٦.

(٥) الإكمال ٣ / ٢٩١ ، والأنساب ٢ / ٣١٧ ـ ٣١٨.

(٦) سمّى ابن سعد أباه (أبا البكير) ، وواظب على ذلك فى تسمية إخوة المترجم له : عاقل (الطبقات) ٣ / ٢٩٦ ـ ٢٩٧ ، وخالد (السابق ٣ / ٢٩٧) ، وإياس ، وعامر (السابق ٣ / ٢٩٨).

(٧) ورد باسم (ثابت) فى (حسن المحاضرة) : ١ / ١٧٠.

(٨) وذكر ذلك ـ أيضا ـ الذهبى فى (سير النبلاء) ١ / ١٨٦.

٥٢

عامر باليمامة(١) .

١٥٧ ـ إياس بن عامر الغافقى ، ثم المنارىّ(٢) المصرى : كان من شيعة علىّ بن أبى طالب (رضى الله عنه) ، والوافدين عليه من أهل مصر ، وشهد معه مشاهده(٣) .

١٥٨ ـ إياس بن عبد الأسدى : حليف بنى زهرة. شهد فتح مصر ، واختط بها ، وهو الذي يقال له : القارىّ من القارة(٤) .

* ذكر من اسمه «أيمن» :

١٥٩ ـ أيمن بن مرسوع بن ضبع بن موهشل بن عقيب الرعينى ، ثم الحجرى : من

__________________

(١) الإصابة ١ / ١٦٣ ـ ١٦٤ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٧٠ (وبه «أخوهم» بالجمع بدل (أخيه) الواردة بالرفع والإفراد فى النص).

(٢) نسبة إلى منار (تهذيب الكمال ٣ / ٣٠٤) ، أو إلى (منارة) فى (الأنساب) ٥ / ٣٨٦ : بطن من غافق.

(٣) المصدران السابقان ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٤٠ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٥٥ (جعله فى مشاهير التابعين ، الذين رووا الحديث). وأضاف ابن حجر فى (مصدره السابق) : أنه روى عن (عقبة ابن عامر). وأضاف السمعانى ، والسيوطى (فى مصدريهما السابقين) أنه روى ـ أيضا ـ عن علىّ (رضى الله عنه). وأجمعت المصادر السابقة أنه روى عنه ابن أخيه (موسى بن أيوب بن عامر الغافقى). هذا ، وقد ذكر ابن حجر أن موسى توفى (سنة ١٥٣ ه‍). (التهذيب ١٠ / ٢٩٩). وجعله السيوطى فى طبقة المحدثين ، التى تلى الطبقة ، التى تلى طبقة عمه (إياس ابن عامر الغافقى) ، وهى تلى (طبقة صغار التابعين ، وفيها أبو حنيفة ت ١٥٠ ه‍). (حسن المحاضرة ١ / ٢٧٨). ولما كان موسى هذا روى عن عمه ، فينتظر أن يكون ذلك تمّ فى العقد السابع ، أو الثامن مثلا من القرن الهجرى الأول ؛ لأن عمه يغلب على الظن أنه من مواليد مصر مع بدايات فتحها ، أو عقيبه. ومن هذا المنطلق عدّه ابن يونس مصريا ، وترجم له فى كتابه هذا. ونعتقد أنه شارك فى معارك علىّ (فى صفين ، أو النهروان مثلا) ، وهو شابّ فى مقتبل العمر. ومن جهة أخرى ، لا يصح ما انفرد به (الأنساب) ٥ / ٣٨٦ ، حين قال : إياس ابن عامر : روى عنه ابن وهب ؛ لأن الأخير ولد (١٢٥ ه‍) ، وتوفى (١٩٧ ه‍) ، ولا نعلم أن إياسا عمّر ذلك العمر المديد ، حتى يسمع منه ابن وهب الحديث.

(٤) الإكمال ٧ / ١٣١ (قاله ابن يونس). وعلّق ابن ماكولا : قلت : وفى كلامه هذا نظر. وكل من ينسب إلى (القارة) لا يجوز فيه الهمز. وأما من ينسب إلى القراء ، فأصله الهمزة ، ويجوز تركه ؛ للتخفيف ، إلا أنه لا يجوز تشديد يائه. وأقول : كلام ابن ماكولا صحيح ، إلا أنه لا وجه لاعتراضه على كلام ابن يونس ؛ إذ لا محل له ، فابن يونس ينسب المترجم له إلى القارة نسبة صحيحة ، ولم يهمز النسبة ، فلا خطأ فى مقولته.

٥٣

الأكهول. ذكره فى الأخبار ، وما علمت له مسندا(١) .

* ذكر من اسمه «أيوب» :

١٦٠ ـ أيوب بن سليمان بن عبد الواحد بن أبى حجر : يكنى أبا سليمان. يروى عن بكر بن صدقة. قد رأيت من يحدّث عنه. وهو والد «داود بن أيوب»(٢) .

١٦١ ـ أيوب بن شرحبيل بن أكسوم(٣) بن أبرهة بن الصبّاح بن لهيعة بن شرحبيل بن مرثد بن الصبّاح بن معد يكرب(٤) بن يعفر بن ينوف بن شراحيل بن أبى شمر بن شرحبيل بن ياشر بن أشعر(٥) بن ملكيكرب بن شراحيل بن عمىّ(٦) بن أبى كرب بن يعفر بن أسعد بن ملكيكرب بن شمر(٧) بن أشعر(٨) بن ينوف بن أصبح الأصبحىّ : أمه أم أيوب بنت مالك بن نويرة بن الصبّاح.

وأيوب هذا أحد أمراء مصر. وليها لعمر بن عبد العزيز(٩) . روى عنه أبو قبيل ، وعبد الرحمن بن مهران ، وتوفى فى رمضان سنة إحدى ومائة(١٠) .

حدثنى موسى بن هارون بن كامل ، أخبرنا عبد الله بن محمد البردىّ ، حدثنا أبى ، حدثنا ابن أبى ذئب ، حدثنا عبد الرحمن بن مهران ، عن أيوب بن شرحبيل ، قال : كتب عمر بن عبد العزيز (رضى الله عنه) إلى عامله على مصر : أن خذ من المسلمين من كلّ أربعين دينارا ، ومن أهل الكتاب من كلّ عشرين دينارا ، إذا قبلوها فى كل عام ؛ فإنه

__________________

(١) الإكمال ٣ / ٨٤.

(٢) السابق ١ / ١٢٩ (قال ابن يونس).

(٣) كذا فى (الولاة) ص ٦٧ ، وصحّف فى (النجوم الزاهرة) ١ / ٣٠٤ إلى (أكشوم).

(٤) كذا فى (السابق) ١ / ٣٠٤. وفى (الولاة) للكندى ص ٦٧ : معدى كرب.

(٥) السابق : ص ٦٨. وفى (النجوم) ١ / ٣٠٤ : أشغر.

(٦) فى (السابق) : عمير. وفى (الولاة) ص ٦٨ : يعفر بن عمىّ.

(٧) كذا فى (المصدر السابق). وفى (النجوم) ١ / ٣٠٤ : شمير.

(٨) بالعين فى (السابق).

(٩) راجع فترة ولايته على مصر (من سنة ٩٩ ـ ١٠١ ه‍) فى (الولاة) ص ٦٨ ـ ٦٩.

(١٠) تاريخ الإسلام ٧ / ٣٠ (ولم تنسب إلى ابن يونس) ، والنجوم ١ / ٣٠٤. هذا ، وقد ورد فى (الولاة) للكندى ص ٦٩ : أن أيوب توفى ١٩ رمضان ١٠١ ه‍ (وهو وال) ، ثم أتى برواية أخرى لليث ، ولأحمد بن يحيى بن وزير تقول : نزع ١٧ من رمضان ١٠١ ه‍ (بعد ولاية عامين ونصف). فلعله توفى بعد عزله بيومين.

٥٤

حدثنى من سمعه ، عمن سمعه ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم (١) .

١٦٢ ـ أيوب بن قسطنطين : أبو الميثا(٢) . تجيبى ، مولى بنى سوم. عداده فى أهل مصر. روى عنه يحيى بن بكير. قال فيه ابن بكير : أبو المنير(٣) .

__________________

(١) النجوم ١ / ٣٠٤ (والترجمة كلها نقلها ابن تغرى بردى عن ابن يونس ، مصدّرة ب «قال الحافظ أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس فى تاريخه). وفى نهاية الترجمة : (انتهى كلام ابن يونس باختصار).

(٢) ورد فى الإكمال ٧ / ٣٠٧ : أن (ميثا) ـ فى الأصل ـ هى أم بشر ، وهى امرأة روت عن عائشة. فكأنه كنى باسم هذه المرأة.

(٣) المصدر السابق.

٥٥

باب الباء

* ذكر من اسمه «بحر» :

١٦٣ ـ بحر بن نصر بن سابق الخولانىّ : هو أبو عبد الله المصرى ، مولى بنى سعد من خولان(١) . كان من أهل الفضل(٢) . حدثنى أحمد بن محمد بن سلامة ، قال : سمعت يونس بن عبد الأعلى ، وذكر بحر بن نصر ، فوثّقه(٣) . توفى بمصر ليلة الاثنين لثمان خلون من شعبان سنة سبع وستين ومائتين ، وصلى عليه أخوه إدريس بن نصر بن سابق الخولانى(٤) .

* ذكر من اسمه «بحر» :

١٦٤ ـ بحر بن ضبع بن أتّة(٥) بن يحمد بن موهشل بن عقب بن اللّيشرح بن سعد

__________________

(١) تهذيب الكمال ٤ / ١٦ ، والمقفى ٢ / ٣٩٣.

(٢) تهذيب الكمال ٤ / ١٨ ، والمقفى ٢ / ٣٩٣.

(٣) تفرد المقريزى بذكر إسناد ابن يونس لهذه الرواية (المصدر السابق). وذكر غيره ما يلى : قال أبو جعفر الطحاوى : سمعت يونس بن عبد الأعلى (تهذيب الكمال ٤ / ١٨ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٦٨).

(٤) نسب العبارة السابقة كلها إلى ابن يونس المزّىّ فى (تهذيب الكمال ٤ / ١٨ ـ ١٩). أما المقريزى فى (المقفى) ٢ / ٣٩٣ ، فلم يصرح بنسبتها إلى مؤرخنا. ووقف ابن حجر فى الاقتباس عن ابن يونس عند ذكر تاريخ الوفاة (تهذيب التهذيب ١ / ٣٦٨). وهناك مزيد من المعلومات المهمة ذكرتها المصادر الأخرى ، وأعتقد أنها عن ابن يونس ولم تصرح بذلك ، مثل : تاريخ ميلاد المترجم له (١٨٠ ، أو ١٨١ ه‍). (المقفى ٢ / ٣٩٣ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٦٨). وكذلك ذكرت بعض أساتيذه : ابن وهب ، والشافعى (فى الفقه) ، وأشهب ، وغيرهم. وبعض تلامذته (الطحاوى ، وابن أبى حاتم ، وغيرهما). (تهذيب الكمال ٤ / ١٦ ـ ١٨ ، والمقفى ٢ / ٣٩٣ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٦٨).

(٥) حرّفت فى (حسن المحاضرة) ١ / ١٧٣ إلى (أنسة). وزعم محققه (هامش ٤) : أنه ذكر هكذا فى (الإصابة). وهذا قول غير صحيح ، فهو مضبوط ومكتوب دون تحريف فى (الإصابة ١ / ٢٧١ : أتّة). ولم يكتف محققه ـرحمه‌الله ـ بذلك ، بل وثّق صحة الضبط فى (هامش ١). وقد سبق لى تحقيق ذلك الضبط فى الهامش (٣) بترجمة رقم (٩١) فيما مضى ، فليراجعها من شاء.

٥٦

ابن بدر بن شرحبيل بن حجر بن زيد بن مالك بن زيد بن رعين(١) : من لم يقل : بحر ابن ضبع ، فقد أخطأ. الاسمان مضمومان : الباء والحاء فى «بحر» ، والضاد والباء فى «ضبع»(٢) . وفد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣) ، وشهد فتح مصر ، واختط بها ، وخطّته معروفة ب «رعين».

ومن ولده : أبو بكر السّميّن بن محمد بن بحر ، ومروان بن جعفر بن خليفة بن بحر(٤) .

__________________

(١) حرصت على إيراد هذا النسب كاملا عن (الإكمال ١ / ٢٠٨ ، وأسد الغابة ١ / ١٩٩) ؛ لأنه ديدن مؤرخنا فى معظم تراجمه السابقة ، رغم عدم نسبة الإكمال ذلك إليه ، ونقل ابن الأثير ذلك عن ابن ماكولا ، كما أن مقارنة محتوى الترجمة لديهما بغيرهما من المصادر المصرّحة بالنقل عن ابن يونس ، تثبت أنها تنبع كلها من معين واحد (هو كتاب ابن يونس). وذكر المقريزى النسب كاملا فى (المقفى) ج ٢ ص ٣٩٢ ، ولم يصرح بمصدره ، وإن زادنا تعريفا بالجد الأكبر ، فقال : ذو رعين هو الجد الأكبر لهذا الصحابى.

(٢) صرح بنسبة ذلك الضبط إلى مؤرخنا (أبى سعيد بن يونس) المحدّث الثقة المصرى (عبد الغنى ابن سعيد ت ٤٠٩ ه‍) فى كتابه (المؤتلف والمختلف) ص ٤٢. وأعتقد أنه أقدم مصدر معروف اهتم بضبط اسم هذا الصحابى ، واسم والده. ثم تتابعت بالنقل عنه المصادر الأخرى التالية دون نسبة ذلك إلى ابن يونس (مثل : الإكمال ١ / ٢٠٨ ، والاستيعاب ١ / ١٨٩ ، وأسد الغابة ١ / ١٩٩ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٧٣).

(٣) أضاف ابن ماكولا فى (الإكمال) ١ / ٢٠٨ : أنه لما وفد على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كان معه (يعفر بن عريب بن عبد كلال). ونقل ذلك عنه ابن الأثير فى (أسد الغابة) ١ / ١٩٩ ، ولكنه سمّاه (يعفر بن غريب). وعلّق المحقق فى (الهامش) بأنها بالعين المهملة ، كما وردت فى (الإصابة). وأضاف قائلا : إن ابن الأثير لم يترجم لهذا الصحابى. وأقول : تعليق المحقق صحيح. وأضيف أن ترجمة (يعفر) غير موجودة ـ أيضا ـ فى (طبقات ابن سعد) ، ولا فى (الاستيعاب). أما ترجمة (يعفر) فى (الإصابة) ، فهى فى ج ٦ ص ٦٨٤ (وصرّح بفتح العين فى عريب) ، ولكنه لم يذكر وفادته مع بحر على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم . وسيترجم ابن يونس للصحابى (يعفر بن عريب) فى باب (الياء) من تاريخه هذا ، إن شاء الله. وينضم المقريزى فى (المقفى ٢ / ٣٩٢) إلى ابن ماكولا ، وابن الأثير فى ذكر وفادة يعفر مع بحر على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لكن المحقق ضبط اسم (عريب) بضم العين ، وهو غير دقيق.

(٤) الاستيعاب ١ / ١٨٩ ، وأسد الغابة ١ / ١٩٩ ، والإصابة ١ / ٢٧١ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٧٣.

٥٧

* ذكر من اسمه «بحير» :

١٦٥ ـ بحير(١) بن ذاخر بن عامر المعافرىّ ، ثم النّاشرىّ(٢) : حدث عن عمرو بن العاص(٣) ، وابنه(٤) ، ومسلمة بن مخلد ، وعقبة بن نافع. حدث عنه : الأسود بن مالك الحميرىّ ، وابن لهيعة(٥) . وكان سيّافا لمسلمة. وروى ـ أيضا ـ عن عبد العزيز بن مروان(٦) . روى عنه ابنه «على بن بحير بن ذاخر»(٧) .

__________________

(١) ضبطه ابن ماكولا بالحروف ، وهو ـ فى الأصل ـ اسم الصحابى (بحير الأنصارى). (الإكمال ١ / ١٩٦). وكذا ضبطه ابن حجر فى (تبصير المنتبه) ١ / ٦٠. وتصحّف إلى (بجير) فى (المقفى) ج ٢ ص ٣٩٣ ، وتكرر التصحيف ثلاث مرات (ص ٣٩٤) ، ولم يفطن إليه المحقق ، رغم أنه لو راجع الترتيب الهجائى قبل ترجمة (بحر) وبعده ، لشك فى صحة الأمر ، فقبله (ص ٣٩٣) : ترجمة (بحر) ، وبعده (ص ٣٩٤) : ترجمة (بدر).

(٢) نسبة إلى (ناشر بن الأبيض) ، وهو بطن من همدان ، عامتهم بمصر. (الأنساب ٥ / ٤٤٤ ، وهامشها) ، وذكر ابن ماكولا بعض من تسمى ب (ناشر) فى (الإكمال ١ / ١٥٨).

(٣) لقّبه ابن حجر ب (صاحب عمرو بن العاص). (تبصير المنتبه) ١ / ٦٠. ولعله يقصد الراوى عنه ؛ إذ لا نعتقد الصحبة بمعنى الملازمة والمصاحبة ، على الأقل فى بدايات حكم عمرو مصر ؛ لأن (بحيرا) كان صغيرا ، كما سنرى بعد قليل. ولعله صحبه فى فترة حكمه الثانية ٣٨ ـ ٤٣ ه‍. (الولاة ٣١ ـ ٣٤). وقد أورد ابن عبد الحكم رواية ، رواها بحير عن عمرو بن العاص فى حديث مرفوع إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يوصى فيه بقبط مصر خيرا بعد فتحها (فتوح مصر ص ٣).

(٤) حرّف فى (المقفى ج ٢ ص ٣٩٣) إلى : عبد الله بن عمر. وهذا غير صحيح ؛ لأن ابن عمر لم يمكث بمصر بعد فتحها ، ولم يورد ابن عبد الحكم رواية ل (بحير) عن ابن عمر ، وإنما ذكر صلته بابن عمرو (راجع فتوح مصر فى رواية من سنة ٦٣ ه‍ قبيل استشهاد عقبة بن نافع فى حواره مع ابن عمرو فى وجود بحير ص ١٩٩).

(٥) روى ابن لهيعة عنه رواية مطوّلة ، أوردها ابن عبد الحكم فى (فتوح مصر ص ١٣٩ ـ ١٤١) ، فيما يحدّث بحير أنه ذهب مع أبيه وهو طفل صغير لصلاة الجمعة فى بدايات حكم عمرو بن العاص لمصر ، ووصف لنا منظر عمرو ، وسرد الخطبة التى سمعها. وهذه الرواية تؤكد مصرية ذلك الرجل ، وأنه نشأ بمصر صغيرا ؛ مما يرجح إيراد ابن يونس له فى (تاريخ المصريين).

(٦) فلعله عاصر فترة حكمه مصر (٦٥ ـ ٨٦ ه‍) ، وإن كنا لا ندرى تاريخ وفاته تحديدا.

(٧) هذه الترجمة منقولة عن (الإكمال) ١ / ١٩٧. وقد ردّ على توهّم الدارقطنى أن الذي روى عن (عبد العزيز بن مروان) شخص آخر غير (بحير بن ذاخر) هذا. ووافق ابن ماكولا نص ابن يونس ، وأكد ما أكده ابن يونس من أن (على بن بحير) المذكور هو ابن (بحير بن ذاخر). وكأن ابن يونس فهم من توهم الدارقطنى أنه ربما جعل الرواية عن (عبد العزيز بن مروان)

٥٨

١٦٦ ـ بحير(١) بن ريسان بن اليثوب بن سعدان بن عمرو بن فهر(٢) بن شمر(٣) بن حسان بن يريم بن يحمد(٤) بن يقدد بن ينوف بن لهيعة بن شرحبيل ذى الكلاع بن معدى كرب بن يزيد بن تبّع بن حسان بن أسعد بن كرب(٥) ، وهو تبّع الأكبر : قدم مصر أيام معاوية بن أبى سفيان ، وغزا المغرب ، ورجع إلى مصر ، فسكنها(٦) . روى عن عبادة ابن الصامت. روى عنه أبو سفيان الشامى ، وابن لهيعة ، وبكر بن مضر(٧) .

__________________

لعلىّ بن بحير ، لا لبحير نفسه. هذا ، وقد ذكر الترجمة ـ أيضا ـ المقريزى فى (المقفى ٢ / ٣٩٣ ـ ٣٩٤) باستثناء ذكر وظيفة بحير لدى (مسلمة) ، ولم يشر إلى ابن يونس مصدرا له فيها إلا فيما يتصل بتوهم الدارقطنى.

(١) كذا ضبطت بالحروف فى (الإكمال) ١ / ١٩٦. وشكّلت بضم الباء فى (البغية) ص ٢٤٩ ، وهو غير صحيح.

(٢) كذا فى (الإكمال) ١ / ١٩٧. وفى (البغية) ص ٢٤٩ : فهد.

(٣) ضبطها ابن ماكولا بالشكل بكسر الميم (الإكمال) ١ / ١٩٧. وفى (البغية) ص ٢٤٩ : شمر.

(٤) قال ابن ماكولا : هكذا بخط الصورى فى هذا النسب ، خاصة (يحمد) بضم الياء ، وكسر الميم. وكذلك هو فى نسخة الخطيب. وبالنسبة لنسب المترجم له ، فإنه يلاحظ سقوط جزء منه هو (فهر بن حسان بن يريم بن يحمد) ، وذلك فى (الجذوة) ١ / ٢٧٩.

(٥) كذا ورد فى (البغية) ص ٢٤٩ ، وأظنه الصواب. وحرّفت إلى (أبى) فى (الإكمال) ١ / ١٩٧ ، والجذوة ١ / ٢٧٩.

(٦) الإكمال ١ / ١٩٧ ، والجذوة ١ / ٢٧٩ (وذلك فى معرض الترجمة لحفيده : (بحير بن عبد الرحمن ابن بحير) ، الذي دخل (الأندلس ، وقتل بها) ، والبغية ص ٢٤٩ (شرحه). وهذا يعنى أن المصدرين الأخيرين جمعا بين ترجمتين ، وردتا منفصلتين لدى ابن يونس ، فى ترجمة واحدة ، وهى ـ أصلا ـ للحفيد ، ثم نهايتها إشارة إلى ترجمة الجد (صاحب الترجمة التى معنا هنا). وفى نهاية الترجمة قال صاحبا هذين المصدرين الأخيرين : (ذكره أبو سعيد بن يونس) ، ولم يقولا : ذكرهما ، فأوهم ذلك أن ابن يونس ترجم للجد فقط. وعلى كل ، فالراجح أن المعنى هو (ذكر هذا الكلام كله ابن يونس). والذي أوضح الأمر وجلاه ورود الترجمتين منفصلتين لكلا الشخصين ، كل على حدة فى (الإكمال) ، منسوبة فى كل مرة إلى ابن يونس ، وهو الذي اتبعناه ، ووضعنا كلا فى ترتيبه الهجائى المتبع. وستأتى ترجمة الحفيد (بحير بن عبد الرحمن ابن ريسان) لدى ابن يونس فى (تاريخ المصريين) برقم (١٦٨).

(٧) إضافة فى (الإكمال) ١ / ١٩٧. وواضح أنه دخل مصر ؛ للغزو فى إفريقية فى وقت مبكر ، ثم سكنها بعد ذلك. فدخوله مصر قديم ؛ مما يرجح مصريته.

٥٩

١٦٧ ـ بحير بن شرحبيل بن معدى كرب بن أبرهة بن الصبّاح الأصبحىّ : يروى عن أبيه. أمه أم مسلم بنت بحير بن ريسان(١) .

١٦٨ ـ بحير بن عبد الرحمن بن بحير بن ريسان(٢) : دخل الأندلس(٣) ، وقتل بها ، وله أخبار ، وقد حكى عنه(٤) .

* ذكر من اسمه «بخترى» :

١٦٩ ـ بخترىّ(٥) بن نصر بن أحمد بن بخترى بن عبد الوهاب بن نصر : مولى الصّدف(٦) . يكنى أبا محمد. حدّث ، وكتبت عنه. ثقة ، توفى فى رجب سنة سبع عشرة وثلاثمائة(٧) .

* ذكر من اسمه «بديل» :

١٧٠ ـ بديل (غير منسوب) : حليف بنى لخم. روى رشدين بن سعد ، عن موسى ابن علىّ بن رباح ، عن أبيه ، عن بديل «حليف لهم» ، قال : رأيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يمسح على الخفّين(٨) .

* ذكر من اسمه «برتا» :

١٧١ ـ برتا(٩) بن الأسود بن عبد شمس بن حرام بن عوف بن معتّم بن الرّبعة بن

__________________

(١) الإكمال ١ / ١٩٧ ـ ١٩٨.

(٢) راجع بقية نسبه فى ترجمة جده (بحير بن ريسان) فى (تاريخ المصريين) لابن يونس ترجمة رقم (١٦٦).

(٣) الجذوة ١ / ٢٧٩ ، والبغية ٢٤٩ (كلاهما قال : ذكره أبو سعيد بن يونس).

(٤) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ١ / ١١٤ (قال أبو سعيد حفيد يونس) ، والجذوة ١ / ٢٧٩ ، والبغية ص ٢٤٩ ، والإكمال ١ / ١٩٨ (قاله ابن يونس).

(٥) اسم يشبه النسبة ، وهو من ضبط ابن ماكولا (الإكمال ١ / ٤٥٩ ، والأنساب ١ / ٢٩٤).

(٦) هكذا ضبطها السمعانى ، وقال : قبيلة من حمير نزلت مصر (السابق ٣ / ٥٢٨).

(٧) الإكمال ١ / ٤٦٠.

(٨) الإصابة ٤ / ٢٧٥ (ذكره ابن يونس فى تاريخ مصر). ولعله الذي ترجم له ابن الأثير فى (أسد الغابة) ٣ / ٨٥ (نقلا عن ابن منده باسم (عبد الله بن بديل) آخر ، غير ابن ورقاء الخزاعى ، وقال : روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم المسح على الخفين (أخرجه ابن منده مختصرا).

(٩) هكذا ضبطه بالحروف ابن ماكولا (الإكمال ١ / ٥٥٦) ، لكنه عاد وذكر أنه وجده فى (نسب حمير) بفتح الباء (برتا). (السابق ١ / ٥٥٧). فلعل كلا الوجهين جائز.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

على ما صنعت؟ فقال الرجل: حملني على ذلك مخافة الله عزّوجلّ، وقلت لنفسي: يا نفس ذوقي، فما عند الله أعظم مما صنعت بك؟

فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: لقد خفت ربك حق مخافته، وإن ربك ليباهي بك أهل السماء. ثم قال لاصحابه: يا معشر من حضر، ادنوا من صاحبكم حتى يدعو لكم. فدنوا منه فدعا لهم، وقال: اللهم اجمع أمرنا على الهدى، واجعل التقوى زادنا، والجنة مآبنا(١) .

وصلّى الله على محمّد وآله، وحسبنا الله ونعم الوكيل

______________

(١) بحار الانوار ٧٠: ٣٧٨/٢٣.

٤٢١

[ ٥٥ ]

المجلس الخامس والخمسون

مجلس يوم الجمعة

الرابع من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٥٦٠/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطان وعليّ بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمّد بن أحمد السناني (رضي الله عنهم)، قالوا: حدّثنا أبوالعباس أحمد ابن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدّثنا محمّد بن العباس، قال: حدثني محمّد بن أبي السري، قال: حدّثنا أحمد بن عبدالله بن يونس، عن سعد بن طريف الكناني، عن الاصبغ بن نباتة، قال: لما جلس علي عليه السلام في الخلافة وبايعه الناس، خرج إلى المسجد متعمما بعمامة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، لابسا بردة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم منتعلا نعل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، متقلدا سيف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فصعد المنبر، فجلس عليه متمكنا، ثم شبك بين أصابعه، فوضعها أسفل بطنه، ثم قال: يا معشر الناس، سلوني قبل أن تفقدوني، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، هذا ما زقني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم زقا زقا، سلوني فإن عندي علم الاولين والآخرين، أما والله لوثنيت لي وسادة، فجلست عليها، لافتيت أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأفتيت أهل الانجيل بإنجيلهم حتى ينطق الانجيل فيقول: صدق علي ما كذب، لقد

٤٢٢

أفتاكم بما أنزل الله في، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأنتم تتلون القرآن ليلا ونهارا، فهل فيكم أحد يعلم ما نزل فيه؟ ولولا آية في كتاب الله عزّوجلّ لاخبرتكم بما كان وبما يكون، وبما هو كائن إلى يوم القيامة، وهي هذه الآية:( يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) (١) .

ثم قال: عليه السلام: سلوني قبل أن تفقدوني، فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لو سألتموني عن أية آية، في ليل أنزلت، أو في نهار أنزلت، مكيها ومدنيها، سفريها وحضريها، ناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، وتأويلها وتنزيلها، إلا أخبرتكم.

فقال إليه رجل يقال له ذعلب، وكان ذرب اللسان، بليغا في الخطب، شجاع القلب، فقال: لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة، لاخجلنه اليوم لكم في مسألتي إياه.

فقال: يا أميرالمؤمنين، هل رأيت ربك؟ فقال: ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعبد ربا لم أره.

قال: فكيف رأيته؟ صفه لنا. قال: ويلك! لم تره العيون بمشاهدة الابصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان، ويلك يا ذعلب، إن ربي لا يوصف بالعبد ولا بالحركة ولا بالسكون، ولا بقيام - قيام انتصاب - ولا بجيئة ولا بذهاب، لطيف اللطافة لا يوصف باللطف، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ، رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقة، مؤمن لا بعبادة، مدرك لا بمجسة(٢) ، قائل لا بلفظ، هو في الاشياء على غير ممازجة، خارج منها على غير مباينة، فوق كل شئ ولا يقال شئ فوقه، أمام كل شئ ولا يقال له أمام، داخل في الاشياء لا كشئ في شئ داخل، وخارج منها لا كشئ من شئ خارج. فخر ذعلب

______________

(١) الرعد ١٣: ٣٩.

(٢) المجسة: ما يجس به.

٤٢٣

مغشيا عليه، ثم قال: تا لله ما سمعت بمثل هذا الجواب، والله لا عدت إلى مثلها.

ثم قال عليه السلام: سلوني قبل أن تفقدوني. فقام إليه الاشعث بن قيس، فقال: يا أميرالمؤمنين، كيف تؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل عليهم كتاب، ولم يبعث إليهم نبي؟ فقال: بلى يا أشعث، قد أنزل الله عليهم كتابا، وبعث إليهم نبيا، وكان لهم ملك سكر ذات ليلة، فدعا بابنته إلى فراشه فارتكبها، فلما أصبح تسامع به قومه، فاجتمعوا إلى بابه، فقالوا: أيها الملك، دنست علينا ديننا فأهلكته، فاخرج نطهرك ونقم عليك الحد. فقال لهم: اجتمعوا واسمعوا كلامي، فإن يكن لي مخرج مما ارتكبت وإلا فشأنكم. فاجتمعوا، فقال لهم: هل علمتم أن الله عزّوجلّ لم يخلق خلقا أكرم عليه من أبينا آدم وأمنا حواء؟ قالوا: صدقت أيها الملك. قال: أفليس قد زوج بنيه من بناته، وبناته من بينه؟ قالوا: صدقت، هذا هو الدين، فتعاقدوا على ذلك، فمحا الله ما في صدورهم من العلم، ورفع عنهم الكتاب، فهم الكفرة، يدخلون النار بلا حساب، والمنافقون أشد حالا منهم.

فقال الاشعث: والله ما سمعت بمثل هذا الجواب، والله لا عدت إلى مثلها أبدا.

ثم قال عليه السلام: سلوني قبل أن تفقدوني. فقام إليه رجل من أقصى المسجد، متوكئا على عكازة، فلم يزل يتخطى الناس حتى دنا منه فقال: يا أميرالمؤمنين، دلني على عمل إذا أنا عملته نجاني الله من النار. فقال له: اسمع يا هذا، ثم افهم، ثم استيقن، قامت الدنيا بثلاثة: بعالم ناطق مستعمل لعلمه، وبغني لا يبخل بماله على أهل دين الله عزّوجلّ، وبفقير صابر، فإذا كتم العالم علمه، وبخل الغني، ولم يصبر الفقير، فعندها الويل والثبور، وعندها يعرف العارفون بالله أن الدار قد رجعت إلى بدئها، أي إلى الكفر بعد الايمان. أيها السائل، فلا تغترن بكثرة المساجد، وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتى.

أيها الناس، إنما الناس ثلاثة: زاهد، وراغب، وصابر، فأما الزاهد فلا يفرح بشئ من الدنيا أتاه، ولا يحزن على شئ منها فاته، وأما الصابر فيتمناها بقلبه، فإن أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها، وأما الراغب فلا يبالي من

٤٢٤

حل أصابها أم من حرام.

قال: يا أميرالمؤمنين، فما علامة المؤمن في ذلك الزمان؟ قال: ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حق فيتولاه، وينظر إلى ما خالفه فيتبرأ منه وإن كان حبيبا قريبا. قال: صدقت والله يا أميرالمؤمنين، ثم غاب الرجل فلم نره، وطلبه الناس فلم يجدوه، فتبسم علي عليه السلام على المنبر ثم قال: ما لكم، هذا أخي الخضر عليه السلام.

ثم قال عليه السلام: سلوني قبل أن تفقدوني. فلم يقم إليه أحد، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على نبيه صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثم قال للحسن عليه السلام: يا حسن، قم فاصعد المنبر، فتكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي، فيقولون: إن الحسن لا يحسن شيئا.

قال الحسن عليه السلام: يا أبه، كيف أصعد وأتكلم وأنت في الناس تسمع وترى؟ قال: بأبي وأمي أواري نفسي عنك، وأسمع وأرى ولا تراني.

فصعد الحسن عليه السلام المنبر، فحمد الله بمحامد بليغة شريفة، وصلى على النبي وآله صلاة موجزة، ثم قال: أيها الناس، سمعت جدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وهل تدخل المدينة إلا من بابها، ثم نزل، فوثب إليه علي عليه السلام فتحمله، وضمه إلى صدره.

ثم قال للحسين عليه السلام: يا بني، قم فاصعد فتكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي، فيقولون: إن الحسين بن عليّ لا يبصر شيئا، وليكن كلامك تبعا لكلام أخيك، فصعد الحسين عليه السلام، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على نبيه وآله صلاة موجزة، ثم قال: معاشر الناس، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو يقول: إن عليا مدينة هدى، فمن دخلها نجا، ومن تخلف عنها هلك. فوثب علي عليه السلام فضمه إلى صدره وقبله، ثم قال: معاشر الناس، اشهدوا أنهما فرخا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ووديعته التي استودعنيها، وأنا استودعكموها. معاشر الناس، ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سائلكم عنهما(١) .

______________

(١) التوحيد: ٣٠٤/١، الاختصاص: ٢٣٥، بحار الانوار ١٠: ١١٧/١.

٤٢٥

٥٦١/٢ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، عن أيوب بن نوح، عن محمّد بن أبي عمير، عن مثنى بن الوليد الحناط، عن أبي بصير، قال: قال لي أبوعبدالله الصادق عليه السلام: أما تحزن، أما تهتم، أما تألم؟ قلت: بلى والله. قال: فإذا كان ذلك منها فاذكر الموت، ووحدتك في قبرك، وسيلان عينيك على خديك، وتقطع أوصالك، وأكل الدود من لحمك، وبلاك، وانقطاعك عن الدنيا، فإن ذلك يحثك على العمل، ويردعك عن كثير من الحرص على الدنيا(١) .

٥٦٢/٣ - حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم رحمه الله، قال: حدثني أبي، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن يحيى الخثعمي، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: إن أبا ذر رحمه الله، مر برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعنده جبرئيل عليه السلام في صورة دحية الكلبي، وقد استخلاه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فلما رآهما انصرف عنهما، ولم يقطع كلامهما. فقال جبرئيل عليه السلام: يا محمّد، هذا أبوذر قد مر بنا، ولم يسلم علينا، أما لو سلم علينا لرددنا عليه. يا محمّد، إن له دعاء يدعو به معروفا عند أهل السماء، فسله عنه إذا عرجت إلى السماء. فلما ارتفع جبرئيل عليه السلام جاء أبوذر إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما منعك - يا أبا ذر - أن تكون قد سلمت علينا حين مررت بنا؟ فقال: ظننت - يا رسول الله - أن الذي كان معك دحية الكلبي، قد استخليته لبعض شأنك. فقال: ذاك كان جبرئيل عليه السلام يا أبا ذر، وقد قال: أما لو سلم علينا لرددنا عليه. فلما علم أبوذر أنه كان جبرئيل عليه السلام دخله من الندامة ما شاء الله حيث لم يسلم.

فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما هذا الدعاء الذي تدعو به؟ فقد أخبرني أن لك دعاء معروفا في السماء. قال: نعم يا رسول الله، أقول: اللهم إني أسألك الايمان بك، والتصديق بنبيك، والعافية من جيمع البلاء، والشكر على العافية، والغنى عن

______________

(١) بحار الانوار ٧٦: ٣٢٢/٥.

٤٢٦

شرار الناس(١) .

٥٦٣/٤ - حدّثنا سليمان بن أحمد اللخمي، قال: حدّثنا الحضرمي، قال: حدّثنا عباد بن يعقوب، قال: حدّثنا ثابت بن حماد، عن موسى بن صهيب، عن عبادة ابن نسي، عن عبدالله بن أبي أوفى، قال: آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين أصحابه وترك عليا عليه السلام، فقال له: آخيت بين أصحابك وتركتني؟ فقال: والذي نفسي بيده، ما أخرتك إلا لنفسي، أنت أخي ووصيي ووارثي. قال: ما أرث منك، يا رسول الله؟ قال: ما أورث النبيون قبلي، أورثوا كتاب ربهم وسنة نبيهم، وأنت وابناك معي في قصري في الجنة(٢) .

٥٦٤/٥ - حدّثنا عبدالله بن محمّد الصائغ رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبوحاتم محمّد بن عيسى بن محمّد الوسقندي، قال: أخبرنا أبي، قال: حدّثنا إبراهيم بن ديزيل، قال: حدّثنا الحكم بن سليمان الجبلي أبومحمّد، قال: حدّثنا عليّ بن هاشم، عن مطير بن ميمون، أنه سمع أنس بن مالك يقول: حدثني سلمان الفارسي رحمه الله، أنه سمع نبي الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: إن أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب عليه السلام(٣) .

٥٦٥/٦ - حدّثنا أبوعبدالله الحسين بن أحمد العلوي من ولد محمّد بن عليّ ابن أبي طالب، قال: حدّثنا أبوالحسن عليّ بن أحمد بن موسى، قال: حدّثنا أحمد بن علي، قال: حدثني أبوعلي الحسن بن إبراهيم بن عليّ العباسي، قال: حدثني أبوسعيد عمير بن مرداس الدولقي(٤) ، قال: حدثني جعفر بن بشير المكي، قال: حدّثنا وكيع، عن المسعودي رفعه، عن سلمان الفارسي رحمه الله، قال: مر إبليس بنفر يتناولون أميرالمؤمنين عليه السلام، فوقف أمامهم، فقال القوم: من الذي وقف أمامنا؟

______________

(١) الكافي ٢: ٤٢٧/٢٥، بحار الانوار ٢٢: ٤٠٠/٩.

(٢) بحار الانوار ٣٨: ٣٣٤/٦.

(٣) بحار الانوار ٤٠: ٦/١٢.

(٤) في الانساب ٢: ٥٠٩، ومعجم البلدان ٢: ٤٨٩: الدونقي.

٤٢٧

فقال: أنا أبومرة. فقالوا: يا أبا مرة أما تسمع كلامنا؟ فقال: سوءة لكم، تسبون مولاكم عليّ بن أبي طالب! فقالوا له: من أين علمت أنه مولانا؟ فقال: من قول نبيكم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. فقالوا له: فأنت من مواليه وشيعته؟ فقال: ما أنا من مواليه ولا من شيعته، ولكني أحبه، وما يبغضه أحد إلا شاركته في المال والولد.

فقالوا له: يا أبا مرة، فتقول في علي شيئا؟ فقال لهم: اسمعوا مني معاشر الناكثين والقاسطين والمارقين، عبدت الله عزّوجلّ في الجان اثني عشر ألف سنة، فلما أهلك الله الجان شكوت إلى الله عزّوجلّ الوحدة، فعرج بي إلى السماء الدنيا، فعبدت الله عزّوجلّ في السماء الدنيا اثني عشر ألف سنة أخرى في جملة الملائكة، فبينا نحن كذلك نسبح الله عزّوجلّ ونقدسه إذ مر بنا نور شعشعاني، فخرت الملائكة لذلك النور سجدا، فقالوا: سبوح قدوس، نور ملك مقرب أو نبي مرسل، فإذا النداء، من قبل الله عزّوجلّ: لا نور ملك مقرب ولا نبي مرسل، هذا نور طينة عليّ بن أبي طالب(١) .

٥٦٦/٧ - حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن إبراهيم بن الحكم، عن عمرو بن جبير، عن أبيه، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليا عليه السلام إلى اليمن، فانفلت فرس لرجل من أهل اليمن، فنفح(٢) رجلا برجله فقتله، وأخذه أولياء المقتول، فرفعوه إلى علي عليه السلام، فأقام صاحب الفرس البينة أن الفرس انفلت من داره فنفح الرجل برجله، فأبطل علي عليه السلام دم الرجل، فجاء أولياء المقتول من اليمن إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يشكون عليا عليه السلام فيما حكم عليهم، فقالوا: إن عليا ظلمنا، وأبطل دم صاحبنا. فقال رسول

______________

(١) علل الشرائع: ١٤٣/٩، بحار الانوار ٣٩: ١٦٢/١.

(٢) نفحت الدابة الشئ: ضربته بحد حافرها.

٤٢٨

الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إن عليا ليس بظلام، ولم يخلق علي للظلم، وإن الولاية من بعدي لعلي، والحكم حكمه، والقول قوله، لا يرد حكمه وقوله وولايته إلا كافر، ولا يرضى بحكمه وقوله وولايته إلا مؤمن. فلما سمع اليمانيون قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في علي عليه السلام قالوا: يا رسول الله، رضينا بقول علي وحكمه. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: هو توبتكم مما قلتم(١) .

وصلّى الله على محمّد وآله، وحسبنا الله ونعم الوكيل

______________

(١) بحار الانوار ٣٨: ١٠١/٢٢.

٤٢٩

[ ٥٦ ]

المجلس السادس والخمسون

مجلس يوم الثلاثاء

الثامن من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٥٦٧/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله بن سنان، عن الفضيل بن يسار، قال: انتهيت إلى زيد بن عليّ عليه السلام صبيحة يوم خرج بالكوفة فسمعته يقول: من يعينني منكم على قتال أنباط أهل الشام؟ فو الذي بعث محمّدا بالحق بشيرا، لا يعينني منكم على قتالهم أحد إلا أخذت بيده يوم القيامة فأدخلته الجنة بإذن الله.

قال: فلما قتل اكتريت راحلة، وتوجهت نحو المدينة، فدخلت على الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام، فقلت في نفسي: لا أخبرته بقتل زيد بن عليّ فيجزع عليه، فلما دخلت عليه قال لي: يا فضيل، ما فعل عمي زيد؟ قال: فخنقتني العبرة، فقال لي: قتلوه؟ قلت: إي والله، قتلوه. قال: فصلبوه؟ قلت: إي والله صلبوه. قال: فأقبل يبكي ودموعه تنحدر على ديباجتي خده كأنها الجمان.

ثم قال: يا فضيل، شهدت مع عمي قتال أهل الشام؟ قلت: نعم. قال: فكم

٤٣٠

قتلت منهم؟ قلت: ستة. قال: فلعلك شاك في دمائهم؟ قال: فقلت: لو كنت شاكا ما قتلتهم. قال: فسمعته وهو يقول: أشركني الله في تلك الدماء، مضى والله زيد عمي وأصحابه شهداء، مثلما مضى عليه عليّ بن أبي طالب عليه السلام وأصحابه(١) .

٥٦٨/٢ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أي المال خير؟ قال: زرع زرعه صاحبه وأصلحه، وأدى حقه يوم حصاده.

قيل: يا رسول الله، فأي المال بعد الزرع خير؟ قال: رجل في غنمه، قد تبع بها مواضع القطر، يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة.

قيل: يا رسول الله، فأي المال بعد الغنم خير؟ قال: البقر تغدو بخير وتروح بخير.

قيل: يا رسول الله فأي المال بعد البقر خير؟ قال: الراسيات في الوحل، والمطعمات في المحل، نعم الشئ النخل، من باعه فإنما ثمنه بمنزلة رماد على رأس شاهق اشتدت به الريح في يوم عاصف، إلا أن يخلف مكانها.

قيل: يا رسول الله، فأي المال بعد النخل خير، فسكت. فقال له رجل: فأين الابل؟ قال: فيها الشقاء والجفاء والعناء وبعد الدار، تغدو مدبرة وتروح مدبرة، ولا يأتي خيرها إلا من جانبها الاشأم(٢) ، أما إنها لا تعدم الاشقياء الفجرة(٣) .

٥٦٩/٣ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن حماد بن عثمان، عن عبدالله بن أبي يعفور، عن الصادق جعفر بن

______________

(١) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٢٥٢/٧، بحار الانوار ٤٦: ١٧١/٢٠.

(٢) زاد في نسخة: قيل: فيترك الناس الابل حينئذ، قال: كلا.

(٣) الخصال: ٢٤٥/١٠٥، معاني الاخبار: ١٩٦/٣، بحار الانوار ٦٤: ١٢١/٥.

٤٣١

محمّد عليهما السلام، قال: خطب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الناس في حجة الوداع بمنى في مسجد الخيف، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها، ثم بلغها من لم يسمعها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل(١) عليهن قلب امرء مسلم: اخلاص العمل لله والنصيحة لائمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم المسلمون إخوة تتكافا دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، هم يد على من سواهم(٢) .

٥٧٠/٤ - حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه رحمه الله، عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن يحيى الخزاز، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: لانسبن الاسلام نسبة لم ينسبه أحد قبلي ولا ينسبه أحد بعدي، الاسلام هو التسليم، والتسليم هو التصديق، والتصديق هو اليقين، واليقين هو والاداء هو العمل، إن المؤمن أخذ دينه عن ربه ولم يأخذه عن رأيه.

أيها الناس، دينكم دينكم، تمسكوا به، لا يزيلكم أحد عنه، لان السيئة فيه خير من الحسنة في غيره، لان السيئة فيه تغفر، والحسنة في غيره لا تقبل(٣) .

٥٧١/٥ - حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم رضي الله عنه، قال: حدثني أبي، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، قال: دخل أبوشاكر الديصاني على أبي عبدالله الصادق عليه السلام، فقال له: إنك أحد النجوم الزواهر، وكان آباؤك بدورا بواهر، وأمهاتك عقيلات عباهر(٤) ، وعنصرك من أكرم

______________

(١) هو من الاغلال: الخيانة في كل شئ. ويروى (يغل) بفتح الياء، من الغل: وهو الحقد والشحناء، أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق. وروي (يغل) بالتخفيف، من الوغول: الدخول في الشر. والمعنى أن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب، فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدغل والشر « النهاية ٣: ٣٨١ ».

(٢) الخصال: ١٤٩/١٨٢، بحار الانوار ٢٧: ٦٧/٣.

(٣) معاني الاخبار: ١٨٥/١، بحار الانوار ٦٨: ٣٠٩/١.

(٤) في نسخة: أباهر، والعباهر: العظيم من كل شئ، والعبهرة من النساء: التي تجمع الحسن في الجسم والخلق.

٤٣٢

العناصر، وإذا ذكر العلماء فبك تثني الخناصر، فخبرني أيها البحر الخضم الزاخر، ما الدليل على حدث العالم؟

فقال الصادق عليه السلام: يستدل عليه بأقرب الاشياء، قال: وما هو؟ قال: فدعا الصادق عليه السلام ببيضة، فوضعها على راحته، ثم قال: هذا حصن ملموم، داخله غرقئ(١) رقيق، تطيف به فضة سائلة، وذهبة مائعة، ثم تنفلق عن مثل الطاوس، أدخلها شئ؟ قال: لا. قال: فهذا الدليل على حدث العالم. قال: أخبرت فأوجزت، وقلت فأحسنت، وقد علمت أنا لا نقبل إلا ما أدركناه بأبصارنا، أو سمعناه بآذاننا، أو لمسناه بأكفنا، أو شممناه بمناخرنا، أو ذقناه بأفواهنا، أو تصور في القلوب بيانا، واستنبطته الروايات إيقانا.

فقال الصادق عليه السلام: ذكرت الحواس الخمس، وهي لا تنفع شيئا بغير دليل، كما لا تقطع الظلمة بغير مصباح(٢) .

٥٧٢/٦ - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار رضي الله عنه، قال: حدّثنا سعد ابن عبدالله، قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام أنه دخل عليه رجل، فقال له: يابن رسول الله، ما الدليل على حدث العالم؟ قال: أنت لم تكن ثم كنت، وقد علمت أنك لم تكون نفسك، ولا كونك من هو مثلك(٣) .

٥٧٣/٧ - حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمه الله، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، قال: حدثني أبوأحمد محمّد بن زياد الازدي، عن أبان بن عثمان الاحمر، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ بن أبي طالب عليه السلام ذات يوم وهو في

______________

(١) الغرقئ: القشرة الرقيقة الملتزقة ببياض البيض

(٢) التوحيد: ٢٩٢/١، بحار الانوار ٣: ٣٩/١٣.

(٣) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ١٣٤/٣٢، التوحيد: ٢٩٣/٣، الاحتجاج: ٣٩٦، بحار الانوار ٣: ٣٦/١١.

٤٣٣

مسجد قباء والانصار مجتمعون: يا علي، أنت أخي وأنا أخوك، يا علي أنت وصيي، وخليفتي، وإمام امتي بعدي، وإلى الله من والاك، وعادى الله من عاداك، وأبغض الله من أبغضك، ونصر الله من نصرك، وخذل الله من خذلك.

يا علي، أنت زوج ابنتي، وأبو ولدي. يا علي، إنه لما عرج بي إلى السماء عهد إلي ربي فيك ثلاث كلمات، فقال: يا محمّد. قلت: لبيك ربي وسعديك، تبارك وتعاليت. فقال: إن عليا إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب المؤمنين(١) .

٥٧٤/٨ - حدّثنا محمّد بن الحسن رضي الله عنه، قال: حدّثنا الحسن بن متيل الدقاق، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمّد بن على الباقر عليه السلام، قال: سمعت جابر بن عبدالله الانصاري يقول: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان ذات يوم في منزل أم إبراهيم، وعنده نفر من أصحابه، إذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فلما بصر به النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: يا معشر الناس، أقبل إليكم خير الناس بعدي، وهو مولاكم، طاعته مفروضة كطاعتي، ومعصيته محرمة كمعصيتي. معاشر الناس، أنا دار الحكمة، وعلي مفتاحها، ولن يوصل إلى الدار إلا بالمفتاح، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا(٢) .

٥٧٥/٩ - حدّثنا محمّد بن الحسن رضي الله عنه، قال: حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدّثنا يعقوب بن يزيد، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام، قال: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال ذات يوم لجابر بن عبدالله الانصاري: يا جابر، إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، المعروف في التوراة بالباقر فإذا لقيته فأقرئه مني السلام.

______________

(١) بحار الانوار ٣٨: ١٠٢/٢٣.

(٢) بحار الانوار ٣٦: ١٠٢/٢٤.

٤٣٤

فدخل جابر إلى عليّ بن الحسين عليهما السلام فوجد محمّد بن عليّ عليهما السلام عنده غلاما، فقال له، يا غلام، أقبل. فأقبل، ثم قال له: أدبر. فأدبر، فقال جابر: شمائل رسول الله ورب الكعبة، ثم أقبل على عليّ بن الحسين عليهما السلام فقال له، من هذا؟ قال: هذا ابني، وصاحب الامر بعدي محمّد الباقر. فقام جابر فوقع على قدميه يقبلهما، ويقول: نفسي لنفسك الفداء يا بن رسول الله، اقبل سلام أبيك، إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقرأ عليك السلام. قال: فدمعت عينا أبي جعفر عليه السلام، ثم قال: يا جابر، على أبي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم السلام ما دامت السماوات والارض، وعليك - يا جابر - بما بلغت السلام(١) .

٥٧٦/١٠ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد الاسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الاعمش، عن عباية بن ربعي، عن عبدالله بن عباس، قال: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما أسري به إلى السماء، انتهى به جبرئيل إلى نهر يقال له النور، وهو قول الله عزّوجلّ: [خلق الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ](٢) ، فلما انتهى به إلى ذلك النهر قال: له جبرئيل عليه السلام: يا محمّد، اعبر على بركة الله، فقد نور الله لك بصرك، ومد لك أمامك، فإن هذا نهر لم يعبره أحد، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه، ثم أخرج منه، فأنفض أجنحتي، فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا مقربا، له عشرون ألف وجه وأربعون ألف لسان، كل لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر.

فعبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، حتي انتهى إلى الحجب، والحجب خمسمائة حجاب، من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام، ثم قال: تقدم يا محمّد. فقال له: يا جبرئيل، ولم لا تكون معي؟ قال: ليس لي أن أجوز هذا المكان. فتقدم

______________

(١) بحار الانوار ٤٦: ٢٢٣/١.

(٢) كذا، وفي سورة الانعام ٦: ١: [وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ].

٤٣٥

رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ما شاء الله أن يتقدم، حتى سمع ما قال الرب تبارك وتعالى: أنا المحمود، وأنت محمّد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته ومن قطعك بتلته(١) انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وأنك رسولي، وأن عليا وزيرك.

فهبط رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكره أن يحدث الناس بشئ كراهية أن يتهموه، لانهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية، حتى مضى لذلك ستة أيام، فأنزل الله تبارك وتعالى:( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ) (٢) ، فاحتمل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك حتى كان يوم الثامن، فأنزل الله تبارك وتعالى عليه( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (٣) ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: تهديد بعد وعيد، لامضين أمر الله عزّوجلّ، فإن يتهموني ويكذبوني، فهو أهون علي من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة.

قال: وسلم جبرئيل على علي بإمرة المؤمنين، فقال علي عليه السلام: يا رسول الله، أسمع الكلام ولا أحس الرؤية. فقال: يا علي، هذا جبرئيل، أتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني.

ثم أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم رجلا فرجلا من أصحابه حتى سلموا عليه بإمرة المؤمنين، ثم قال: يا بلال، ناد في الناس أن لا يبقى غدا أحد إلا عليل إلا خرج إلى غدير خم، فلما كان من الغد خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بجماعة أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إن الله تبارك وتعالى أرسلني إليكم برسالة، وإني ضقت بها ذرعا مخافة ان تتهموني وتكذبوني حتى أنزل الله علي وعيدا بعد وعيد،

______________

(١) في نسخة: بتكته، وكلاهما بمعنى قطعته.

(٢) هود ١١: ١٢.

(٣) المائدة ٥: ٦٧.

٤٣٦

فكان تكذيبكم إياي أيسر علي من عقوبة الله إياي، إن الله تبارك وتعالى أسرى بي وأسمعني وقال: يا محمّد، أنا المحمود، وأنت محمّد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، ومن قطعك بتلته(١) ، انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وأنك رسولي، وأن عليا وزيرك.

ثم أخذ صلّى الله عليه وآله وسلّم بيدي عليّ بن أبي طالب، فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما، ولم ير قبل ذلك، ثم قال: أيها الناس، إن الله تبارك وتعالى مولاي، وأنا مولى المؤمنين، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.

فقال الشكاك والمنافقون والذين في قلوبهم مرض وزيع: نبرأ إلى الله من مقالة ليس بحتم، ولا نرضى أن يكون علي وزيره، هذه منه عصبية.

فقال سلمان والمقداد وأبوذرّ وعمار بن ياسر: والله ما برحنا العرصة حتى نزلت هذه الآية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) (٢) ، فكرر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك ثلاثا، ثم قال: إن كمال الدين وتمام النعمة ورضا الرب بإرسالي إليكم، بالولاية بعدي لعليّ بن أبي طالب(٣) .

وصلّى الله على محمّد وآله، وحسبنا الله ونعم الوكيل

______________

(١) في نسخة: بتكته.

(٢) المائدة ٥: ٣.

(٣) بحار الانوار ٣٧: ١٠٩/٣.

٤٣٧

[ ٥٧ ]

المجلس السابع والخمسون

مجلس يوم الجمعة

الحادي عشر من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٥٧٧/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت مولاي الصادق عليه السلام يقول: كان فيما ناجى الله عزّوجلّ به موسى بن عمران عليه السلام أن قال له: يا بن عمران، كذب من زعم أنه يحبني فإذا جنه الليل نام عني، أليس كل محب يحب خلوة حبيبه، ها أنا ذا - يا بن عمران - مطلع على أحبائي، إذا جنهم الليل حولت أبصارهم من قلوبهم، ومثلت عقوبتي بين أعينهم، يخاطبوني عن المشاهدة، ويكلموني عن الحضور. يا بن عمران، هب لي من قلبك الخشوع، ومن بدنك الخضوع، ومن عينيك الدموع في ظلم الليل، وادعني فإنك تجدني قريبا مجيبا(١) .

٥٧٨/٢ - وبهذا الاسناد قال: كان الصادق عليه السلام يدعو بهذا الدعاء: إلهي كيف أدعوك وقد عصيتك، وكيف لا أدعوك وقد عرفت حبك في قلبي! وإن كنت

______________

(١) بحار الانوار ١٣: ٣٢٩/٧.

٤٣٨

عاصيا مددت إليك يدا بالذنوب مملوءة، وعينا بالرجاء ممدودة، مولاي أنت عظيم العظماء، وأنا أسير الاسراء، أنا أسير بذنبي مرتهن بجرمي، إلهي لئن طالبتني بذنبي لاطالبنك بكرمك، ولئن طالبتني بجريرتي لاطالبنك بعفوك، ولئن أمرت بي إلى النار لاخبرن أهلها أني كنت أقول: لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، اللهم إن الطاعة تسرك، والمعصية لا تضرك، فهب لي ما يسرك، واغفر لي ما لا يضرك، يا أرحم الراحمين(١) .

٥٧٩/٣ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن خالد ابن نجيح الجواز، عن وهب بن عبد ربه، قال: سمعت أبا عبدالله الصادق عليه السلام يقول: من قال يعلم الله لما لا يعلم الله، اهتز العرش إعظاما لله عزّوجلّ(٢) .

٥٨٠/٤ - حدّثنا محمّد بن القاسم الاسترآبادي رحمه الله، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن عليّ بن الناصر، عن أبيه، عن محمّد بن علي، عن أبيه الرضا، عن موسى بن جعفر عليهم السلام، قال: سئل الصادق عليه السلام عن الزاهر في الدنيا. قال: الذي يترك حلالها مخافة حسابه، ويترك حرامها مخافة عذابه(٣) .

٥٨١/٥ - وبهذا الاسناد، قال: رأى الصادق عليه السلام رجلا قد اشتد جزعه على ولده، فقال: يا هذا، جزعت للمصيبة الصغرى، وغفلت عن المصيبة الكبرى، لو كنت لما صار إليه ولدك مستعدا لما اشتد عليه جزعك، فمصابك بتركك الاستعداد له أعظم من مصابك بولدك(٤) .

٥٨٢/٦ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن عبدالله بن مسكان، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: ثلاثة هم أقرب الخلق إلى

______________

(١) بحار الانوار ٩٤: ٩٢/٥.

(٢) بحار الانوار ١٠٤: ٢٠٧/٥.

(٣) معاني الاخبار: ٢٨٧/١، عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ٥٢/١٩٩، بحار الانوار ٧٠: ٣١٠/٦.

(٤) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ٥/١٠، وسائل الشيعة ٢: ٦٤٩/٦.

٤٣٩

الله عزّوجلّ يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب: رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يديه، ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة، ورجل قال الحق فيما عليه وله(١) .

٥٨٣/٧ - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله، قال: حدّثنا أبي، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: قلت لابي عبدالله الصادق عليه السلام: بم يعرف الناجي؟ فقال: من كان فعله لقوله موافقا فهو ناج، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما ذلك مستودع(٢) .

٥٨٤/٨ - حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن مرازم بن حكيم، عن الصادق جعفر ابن محمّد عليهما السلام، أنه قال: عليكم بأتيان المساجد، فإنها بيوت الله في الارض، ومن أتاها متطهرا طهره الله من ذنوبه، وكتب من زواره، فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء، وصلوا من المساجد في بقاع مختلفة، فإن كل بقعة تشهد للمصلي عليها يوم القيامة(٣) .

٥٨٥/٩ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدّثنا الحسن ابن محبوب، قال: حدّثنا معاوية بن وهب، قال: سمعت أبا عبدالله الصادق عليه السلام يقول: اطلبوا العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار، وتواضعوا لمن تعلمونه العلم، وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم، ولا تكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم(٤) .

٥٨٦/١٠ - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رحمه الله، عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن محمّد بن

______________

(١) بحار الانوار ٦٩: ٣٧٠/١٠.

(٢) بحار الانوار ٢: ٢٦/١.

(٣) بحار الانوار ٨٣: ٣٨٤/٥٩.

(٤) بحار الانوار ٢: ٤١/٢.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730